علي بن ابي طالب
استشهاده
اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم.
ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا. فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وكان من أهل مصر.
وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.
وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.
فتعاقدوا وتواثقوا بالله لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه.
فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه.
وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب.
فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة. فخرج فلقي أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره.
فإنه رأى ذات يوم أصحابا من تيم الرباب، وكان علي قتل منهم يوم النهر عشرة، فذكروا قتلاهم
ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: قطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال.
فلما راها التبست بعقله، ونسي حاجته التي جاء لها. ثم خطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي لي. قال: وما يشفيك؟
قالت: ثلاثة الاف درهم وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب
قال: هو مهر لك، فأما قتل علي فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني.
قالت: بلى، التمس غرته؛ فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنأك العيش معي، وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها.
قال: فوالله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي. فلك ما سألت.
قالت: إني أطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك.
فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له: وردان فكلمته، فأجابها، وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له: شبيب بن بجرة،
فقال: هل لك في شرف الدنيا والاخرة؟
قال: وما ذاك؟
قال: قتل علي بن أبي طالب.
قال: ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على علي؟
قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة. شددنا عليه فقتلناه. فإن نجونا شفينا أنفسا وأدركنا ثأرنا،
وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها (فقد كان ابن ملجم يحسب أنه بقتل علي يتقرب إلى الله تعالى!!).
قال: ويحك!! لو كان غير علي لكان أهون علي. قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم. وما أجدني أنشرح لقتله.
قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟
قال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه،
فجاءوا قطام، وهي في المسجد الأعظم معتكفة
فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل علي.
قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني.
ثم عاد إليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي سنة 40.
فقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه.
فدعت لهم بالحرير فعصبتم به وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي (الباب)
فلما خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطاق وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه ،
وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه، وهو ينزع الحرير عن صدره.
فقال: ما هذا الحرير والسيف؟ فأخبره بما كان، وانصرف فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله
استشهاده
اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم.
ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا. فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وكان من أهل مصر.
وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.
وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.
فتعاقدوا وتواثقوا بالله لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه.
فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه.
وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب.
فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة. فخرج فلقي أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره.
فإنه رأى ذات يوم أصحابا من تيم الرباب، وكان علي قتل منهم يوم النهر عشرة، فذكروا قتلاهم
ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: قطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال.
فلما راها التبست بعقله، ونسي حاجته التي جاء لها. ثم خطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي لي. قال: وما يشفيك؟
قالت: ثلاثة الاف درهم وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب
قال: هو مهر لك، فأما قتل علي فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني.
قالت: بلى، التمس غرته؛ فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنأك العيش معي، وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها.
قال: فوالله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي. فلك ما سألت.
قالت: إني أطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك.
فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له: وردان فكلمته، فأجابها، وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له: شبيب بن بجرة،
فقال: هل لك في شرف الدنيا والاخرة؟
قال: وما ذاك؟
قال: قتل علي بن أبي طالب.
قال: ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على علي؟
قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة. شددنا عليه فقتلناه. فإن نجونا شفينا أنفسا وأدركنا ثأرنا،
وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها (فقد كان ابن ملجم يحسب أنه بقتل علي يتقرب إلى الله تعالى!!).
قال: ويحك!! لو كان غير علي لكان أهون علي. قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم. وما أجدني أنشرح لقتله.
قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟
قال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه،
فجاءوا قطام، وهي في المسجد الأعظم معتكفة
فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل علي.
قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني.
ثم عاد إليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي سنة 40.
فقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه.
فدعت لهم بالحرير فعصبتم به وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي (الباب)
فلما خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطاق وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه ،
وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه، وهو ينزع الحرير عن صدره.
فقال: ما هذا الحرير والسيف؟ فأخبره بما كان، وانصرف فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله
تعليق