حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4010

    رد: حتى إشتعال آخر

    كيف لذلك اللحن الذي يغمغم به المذياع القديم أن يصلني بأناقته المدوية ؟ و كأن التشويش المعتاد على سائر الأصوات يتعمد أخذ قسط من الراحة حين يدرك أن قوافل الأثير محملة به.
    أنا التي لا يبكيني غناء الاخرين ( لأن بكاءهم نصفه رياء سرعان ما يتعافى حين يتوازن إيقاع الحناجر )... قد أبكتني تلك الأغنية .
    ربما تذكرت بها وجوها خلت أني نسيتها ,
    أو تذكرت بها نفسي التي خلت أني أبدلتها بأخرى لا تتعثر بك في طريقها إلى النسيان ,
    أو ربما بكل بساطة أوقعني الحنين في المستنقع الذي أغرقت فيه ألعاب الصبا و جراح ركبتي التي التأمت بشرط واحد وهو أن أكبر .
    عبثت بي تلك الأغنية , و رغم طولها المقتضب , بدت و كأن المذياع يكررها و يمعن في تمطيطها لتدوم العشية بأكملها.
    أغلقت قلبي فإذ بأبوابه تفتح من جديد و ترسل اهات متقدة في ما يشبه الإعصار الأفقي الذي سرعان ما يتصاعد ليصل إلى فمي و يغادره ... و يوقظ النائمين ثم يعيدهم بعد أن يتشاركوا الظن نفسه وهو أن ما سمعوه ليس أكثر من تكملة لكوابيسهم اليومية .

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4010

      رد: حتى إشتعال آخر


      لم يخدعني أحد و هذا ما يؤرقني ,
      كلهم قالوا أنك لن تعود , كأنهم يقرؤون الغد انطلاقا من أمسك,
      و يعرفون تماما أن رجلا مثلك لا يمكن أن يطبع خطواته إيابا
      بعد أن يختار لها وجهة واحدة .. إلى الأمام / إلى النسيان.

      قلت لهم : " و ما أدراكم؟ " ..
      و كانت كل خطابات الحب التي لقنتني إياها أشبه بهسيس خافت
      لم يكن يقدر على أن يدير وجوههم حتى يستمعوا إلي .
      كنت أمامهم كالمجنونة التي ينتظرون سكوتها التلقائي بعد أن يجف لسانها و ينهار صوتها على حافة فم أزف موعد إغلاقه .
      يعرفون تماما أنك مدرسة وهمية ,
      كل طاولاتها و طبشورها و مبادئها و عقوباتها ... ضرب من الإحتيال .


      خدعت بك !
      أقولها على أقساط , فالله يعلم ثقل كل حرف منها على نفسي و صوتي الذي لازال يغسل الهواء من خزي السطور التي دأبت على تمجيدك.
      أقولها في الوقت الذي تغلي فيه عيني بصورك و صوري و صورنا معا , بأشرطة الذكريات التي يبدو أني تعمدت اقتناء مقاص تالفة لكي تفشل في تمزيقها.
      أقولها و أنا أتذكرك بحواس متقدة تخلط الشوق بالحنق و الحب بالكره ..
      ولا أدري إن كنت إبان إسدال الستار على حقيقتك لازلت أشتاق أم أني تعلمت و تبت و حققت معجزة النهوض بعد الإنهيار .


      و لازالوا يحدقون بي و يربطون حبلا يصل عيونهم بعيني و يدي و دقات قلبي ..
      يمارسون حقهم في الجوسسة تحسبا لأي خطأ / شوق / انتكاسة تنقض تلك التوبة و تعيدني إلى غواية انتظارك و الثقة العمياء بأنك في يوم قريب جدا ستعود.
      يتهمونني بك في زلات ألسنتهم ثم يعتذرون و يحاولون سحب كلامهم و إعادته إلى الوراء , ولكن حواسي المعطوبة تعمل دائما حين يتعلق الأمر بك.
      يثقون بأنك إصابة دائمة ... و أن ندوبها أعمق تحت الجلد / في طيات القلب الذي ظل يختلق نبضا متوازنا كي لا يشعر بانهياره أحد
      التعديل الأخير تم بواسطة Off The Grid; 30-04-2012, 12:20 AM.

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4010

        رد: حتى إشتعال آخر

        تعرف كيف تنتقي عينين تسهبان في صرف البكاء
        حين يكون القلب الفقيد المشترك في كل جنازات الحب .
        تدرك أكثر من الاخرين كيف تضع بكاءك في الواجهة ,
        و تلمع لأجله زجاج عينيك كي يكون ساطعا أكثر فيراه العابرون على وجعك المصطنع .
        و تعرف كيف تختار اهات لم يدركها الصدأ بعد, اهات تفوح منها الحرقة البليغة ,
        وكيف إذا رفعك الاخرون من أرض النسيان , تقول لهم " دعوني أبكي على القلوب التي لن ننساها ! ".
        و إني أحسدك , لأني الوحيدة التي انتبهت لكل ما تصنعه بين فواصل النشيج ,
        و يبدو أني الوحيدة التي تبتذل بكاءك
        بين المعجبين بطعمه الطاعن في الملوحة !

        فهنيئا لك !

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4010

          رد: حتى إشتعال آخر

          يدي تؤلمني ,
          أشعر أنها - رغم فراغها - تحمل شيئا ثقيلا لا أدري ما هو.
          ربما تحمل الماء ففي كل مرة أمسح فيها بكائي , يعود بكثافة مضاعفة ليقتعد الخد الذي لم يكد يعلن توبته عن تمثيل الحزن .
          ربما تحمل الريح , ففي كل مرة أحاول أن أمسك فيها شيئا .. يهم بالإبتعاد و كأنه مسيس بقوة دفع تحشره في الغياب .
          ربما تحمل وجها اخر لي , أضعه حين لا أريد للاخرين أن يستشعروا خفايا القلب بمجرد النظر إلى ملامحي .
          ربما أحمل صوتك الذي أدهن به أفواه الأشياء و كل شق فيها , كي يكون صفيرها المهترىء لحنا جميلا يناديني بنبرتك الشرقية التي أحب.
          ربما أحمل كفنا للماضي , و قد سمعت من بعض الذين يشقون بجحودهم أن النسيان أشد مضاضة من الذكرى , فهو رداء ضيق يخنق الذاكرة التي تعودت على الولاء الفضفاض لكل شيء.

          و الأسوأ من كل هذه الأثقال أن يكون الفراغ الحمل الذي سيقتص من أضلاعي شيئا فشيئا قبل أن أعثر على طريقة تسقطه من يدي دون أن تقع يدي معه

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4010

            رد: حتى إشتعال آخر

            صارت "فشة الخلق" أحيانا تجلب للمخنوقين عبارات ترن أوتوماتيكيا في أذهانهم مثل " احمد ربك " / " غدا تفرج " . حتى إذا أراد أحدهم شكر الله,لا يجد في حنجرته سوى صوتا ميتا بجانبه مشنقة

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4010

              رد: حتى إشتعال آخر

              كل الذين انتحلوا شخوصك يا ليل أصابهم الهلع من عتمتهم !

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4010

                رد: حتى إشتعال آخر






                أقسمت يوما و أنا ملقى على حجر الرصيف أن لا أذرف دمعا مهما تفاقم جوعي, عطشي , رجفاتي المدوية في أزقة الشتاء.
                عرفت أن البكاء في عيون المشردين يزيدها ضيقا / قبحا / ضياعا إذا اتخذها أصحابها كقناديل ترشدهم إلى الجحور الامنة حين يهطل الليل و يصبغ هذه المدينة.
                لذا نسيت أن أبكي حين فقدت أعز أصدقائي ,
                نسيت أن أبكي حين مددت يدي إلى هذه العلبة إبان يوم شاق فلم أجد فيها شيئا سوى صدى الناي المهزوم و كأنه عاد متثاقلا بعد أن اكتشف أن اذان العابرين منزوعة الحواس.
                نسيت أن أبكي حين سقطت أدعيتي في البحر بعد أن ضاقت بها الريح التي لم يسبق لها أن حملت أمنياتنا إلى السماء.
                وقد تعودت على أن أرى هذا الفراغ أمامي بعينين جافتين حد التشقق الذي يخزني كلما أطبقتهما لأنام .
                لي توائم كثر هنا,
                بإمكانك أن تراني في كل مكان ,
                في كل الوجوه التي تبيت بين الأرض و السماء , دون وثير .. دون غطاء ..
                ستلمح خوف الأطفال مني كلما مددت يدي المتسخة إليهم لأطلب رغيف خبز أو قطعة نقود تكفيني لأسد رمق ولو عصفور واحد من عصافير بطني ..
                أنت لا تدرك بعد ما تفعله زقزقة الجوع .. و أي قفص ثقيل هي بطوننا التي لا ندري كيف نخلعها قبل أن ترمي بنا عربدة الخطى المنهكة أمام فترينات المطاعم أو خلف شباك تقف وراءه أنثى تطعم زوجها بيديها قبل أن تقول له : " هنيئا مريئا " ..
                حتى الحب لا نملك ثمنه .. و قد ألفت عيني التجوال بمنأى عن كل وجه أنثوي صبوح يعيد أي قلب هرم يابس إلى الوراء .. إلى غضاضته و نبضه الموزون.
                إذ من هي التي ستصدق أن هذا الناي المتاكل سيحيك ثوبها الأبيض و سيملأ مخزنها الصغير بالخبز و الزيتون ؟
                فنحن العراة لا نملك سوى الصدق ... كشر لابد منه .

                على أية حال , لازلنا نقوى على الكلام للمنصتين أمثالك.
                و في جعبتي همس لن تسمعه إلا إذا اقتربت ...
                تعال قبل أن ينتفخ الزحام حولنا و تركلك أرجله العمياء بعيدا ... !

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4010

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  أحيانا أتمنى أن تتعطل مصاعد الروح كي لا تهزني في صعودها ونزولها بك
                  من العقل إلى القلب إلى الخطوات التي لا تعرف وجهة سواك ,
                  إلى الظل الذي يبقى ملتصقا بي حتى أواخر الليل لأحكي له عنك

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4010

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    بذات السفر أتيته،
                    بابتسامة مؤصدة برجفة هذيان،
                    أتيته ككل مرة يتأخر فيها قطاره هو بالذات،
                    وقبل وصوله بحقيبة المبررات الخشبية أبادره بإشتعال مفاجىء :
                    "إشتقتك!"
                    هكذا يكون دائما موعدي معه، خلف ستار الظنون المغسولة بفتنتة،
                    مصابا بطاعون الرضوخ والغفران والنسيان الدائم..!
                    وهكذا أحبه ... رغم كل كذبه / ورغما عني !

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4010

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      ليت أذرعهم تمتد إليك حين تتوق إلى شيء يلتقطك, شيء يغنيك عن الأرض التي لم تشملك جاذبيتها

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...