حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4010

    رد: حتى إشتعال آخر

    وجهك الذي لا يسقط سبب يكفيك لأن لا تخاف عليه إذا مشيت,
    وحدها العثرات المزمنة تجعلك تقيه بيديك في اللحظة التي تسبق سقوطك المحتم ;
    تشعر بانفلاته رغم ثباته فتمسك به وترجو الأرض التي تقترب منك بأن لا تمسه بسوء فأنت تخشى السير أمام الناس بوجه تعلوه الرضوض.

    في طريقك إلى المراة تتغير علاقتك بوجهك حسب اللحظة التي تلي تلك المواجهة بينك وبين انعكاسك ;
    إذ أنك إذا كنت على موعد مع شخص يهمك أمره, تغسل أسنانك بلسانك وتقرص خدك ليخترع لك حمرة نظرة تردم خلفها شحوبك الذي يرافقك في سائر الأوقات , و ترتب شاربيك إن كنت رجلا و حاجبيك إن كنت امرأة ,
    هذا كله قد يحدث قبل وصولك إلى المراة بكثير .
    وما إن تقف أمامها , لابد لوجهك أن ينكمش حزنا أو يتمطى فرحا حسب انطباعك حوله.

    أما إن كنت ماضيا إلى سريرك , فالمراة ليست سوى جسد لا معنى له , تحرص على أن لا يريك الكثير منك , فوسائدنا هي من بين الأشياء التي لا نتأنق قبل لقائها رغم" حميمية" ذلك اللقاء.
    ولا عتب على الإنسان لأنه منذ بدايته حريص دائما على أن لا يهب التفاصيل حوله ما تستحق. ظالم هو الإنسان, وهذا أمر صرنا نعتاده.

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4010

      رد: حتى إشتعال آخر

      لنرجع . .
      إلى السطر الأول ,
      إلى مهبط الأقلام البريئة, تلك التي لم تتعلم كيف تمزق السطور بنية السطو على صمتها.
      هذا اليوم خلع عني شهوة الكتابة و علقها في مكان يبعد عن أصابعي مسافة تكفيها لأن تعتزل هواية تطويق القلم برجفة تسبق البوح.
      أريد الإكتفاء بالصمت الذي وضع في داخلي حين نمت على أوتار صوتك وهو يغني,
      أريد المشي حافية إلى أوراقي الملأى بك لأعفرها بما يعلق من هامش العثرات على كفي . .
      أمثالك لا يجوز أن نحبهم بالكلمات لأنها هدية فاسدة بدهاء. لا تفرز رائحتها القديمة إلا بعد أن تكتنز الأذن بزخمها.
      يلزمني الصمت لأنفض به غبار القلب و لأحرك به أثاثه العتيق بمنأى عن الباب الذي يفتح بابتسامة منك .
      بالصمت وحده أجني هواك بعد أن ثقب الكلام سلالا خلت أني ملأتها بحصاد لقاءات قد لا تنبت من جديد مهما أكثرت من سقيا الدمع والجلد

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4010

        رد: حتى إشتعال آخر

        تعيس هو الإنسان,
        يولد دون أن يختار أبويه ويموت دون أن يختار لونا اخر لكفنه فليس الجميع يحبون اللون الأبيض, أو بمعنى أصح, ثمة كثيرون لازالوا لا يعرفون ماذا يعني اللون الأبيض .
        أستطيع القول أني منهم لولا أني أحيانا أستخدم صفة البياض حين أتحدث عن قلبي للذين لا يعرفونه أو للذين عرفوه ثم نسوه ,
        أقول لهم " قلبي أبيض " . .
        وأمضي إلى الصمت الذي يحلل ما أعنيه باستعارات من الواقع تصطف في أذهانهم قبل أن يقولوا بلكنة مهزومة : " فعلا . . قلبك أبيض ! " .

        كيف اختاروا للطيبة هذا اللون , وكيف اختاروا للكفن / الملح / العين العمياء / الشيب / الصفحة الخالية , بالإضافة إلى جبين أمي . . نفس اللون؟

        يقولون أني بيضاء البشرة رغم أني أحيانا حين أحزن كثيرا أو حين أنام كثيرا أو حين أتابع نشرة الأخبار أشعر أني أميل إلى السواد أو إلى حمرة قانية وحدي أراها بوضوح مرتبك, فأشك في أن الموت قد جس جبيني وأقول للدنيا وداعا قبل أن أعيش من جديد.
        المشكلة أن لي صديقة سمراء بها من الجمال ما يجعلني أتأملها كثيرا قبل أن أقول لها : " شادية , هل أنت متأكدة من أن تلك الممثلة الهندية ليست من أقاربك؟ " . وهذا السؤال ليس سوى غطاء لسؤال اخر دائما أخشى أن أطرحه كي لا تخاف مني شادية . . وهو " هبيني لونك الأسمر ! ".
        وهذه تعاسة أخرى يعيشها الإنسان حين يطلى بلون لا يشتهيه.
        ( طيب لا تغضبوا . . طبعا أنا لا أنسى أن أقول الحمد لله ! )

        أما جبين أمي فهو حكاية أخرى ,
        حتى حبر الزمان الذي أرخ أفراحها وأحزانها عليه , لم يكن يترك أثرا نراه .
        رغم ناصيتها البيضاء و أسنانها التي تساقط أغلبها قبل أن تبلغ الأربعين, لازلت أراها تلك المرأة التي لا تغادر الحناء كفيها والإبتسامة شفتيها .
        لازلت أراها تلك البيضاء جدا التي نالت منها غيرة النساء فجعلتها تنهار ببطء متسارع كبناء هوى بسبب لبنة مختلة.
        أحيانا حين يشعر المرء أن محاسنه قاتلة, يتمنى لو أنه كان سيئا / بشعا / قاسيا كي يمنح الحصانة بنفور الاخرين منه . فالحب لا يحمينا دائما, وأمي التي لم تكره شيئا على الإطلاق لم تعثر في جعبة الأشياء التي أحبتها على درع يحميها.
        لأجل رؤيتها صامدة, دائما أتمنى لو أن البياض رحل عنها باكرا قبل أن تجلب رائحته العطرة كل المكائد إلى جحرها الذي تنزوي إليه طلبا لرحمة الله.
        المشكلة أن هذا اللون وراثي أيضا لأني أحيانا أشعر أني الوريثة الشرعية لتعاسة أمي. ولأن المحاسن قاتلة, عجبت من أن الهواء لازال يستدل على ثقوب في لا أعرفها كي يحتلني و يغسلني بالحياة, دون أن يمس ذلك البياض بسوء وكأنه يجهزني في كل مرة لمأساة جديدة بشفاعة هذا اللون.
        كل هذا يحدث دون أن أدرك سبب عشق الناس لهذا اللون .. رغم أني صدقا لازلت رغم معرفتي به . . لا أعرفه.

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4010

          رد: حتى إشتعال آخر

          مزجوا دمعي بالسكر فشعرت أن البكاء صار يحرق عيني أكثر !

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4010

            رد: حتى إشتعال آخر




            من خصالي أني أحب تجديد كل شيء ,
            حتى شعوري بالتعاسة لا أرضى أن يظل على حاله إلى أن يدركه الصدأ,
            فالقلب يشقى حين يرن في جيوبه صرير الالام.
            لذا سأكتبك بمنأى عن الغبار و الطلول القديمة . . و الذكريات.
            سأكتبك و كأني الان فقط أنضم إلى فرق العشاق لأمارس معهم الركض خلف الأوهام .
            لذا ضع وجهك قبالتي و امنحني ثقتك بمراتك ,
            انظر إلي وكأنك تريد أن تكتشف ملامحك من خلال انعكاساتها على بلور عيني,
            اقترب من الضوء إن شئت أن تغسل ملامحك من العتمة التي دأبت على أن تكون مرهما يطري خشونة حزنك ,
            فالضوء نعيم وإن أعمانا,
            و العتمة جحيم بارد تلذعنا ألسنته في العمق , فلا ندرك أننا احترقنا بسواده إلا بعد أن يصير الصباح بعيدا عن أيدينا.

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4010

              رد: حتى إشتعال آخر

              سأبدأ باسمك,
              هذا الإسم الذي يشعرني بالأسى لأجلك لأنه اختير لالاف الذكور على سطح الأرض.
              أنت المتميز جدا في كل شيء , كيف يلقون بك في سلال الناس . . بسبب إسم؟
              كيف يشمونك بحروف الأبجدية التي تمضغها أفواه الناس و تلفظها في كل مرة ينادون بهذا الإسم أو يتنادون به ؟

              لا تعجب إن كنت أناديك ب " حبيبي " حتى إذا شعرت بالكره تجاهك,
              ولا تعجب إن بقيت أناديك بتلك الكيفية حتى بعد فراقنا . .
              ولا تنعتني يالماكرة في سرك إذا التقينا يوما بالصدفة وكنت أبا لطفل أمه ليست أنا, لأناديك أمامه ب " حبيبي " .
              لأني بحكم العادة, أنسى تجديد صوتي ( وهذا هو الأمر الوحيد الذي لا أتجدد فيه . . !)

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4010

                رد: حتى إشتعال آخر

                صوتك !
                لا أدري كم قطعة سكر تذيب فيه قبل كل لقاء ,
                رغم أني أكره الأشياء الحلوة - زيادة عن اللزوم - . .
                ولكن صوتك الحلو جدا , والدسم جدا يشعر حواسي بالطيران كلما سمعته,
                كأنه كسر القاعدة القديمة بأن الكولسترول يزيدنا ثقلا . .
                ولكن " كولسترول" صوتك مفيد لرشاقة الحياة في داخلي و لشد الأفراح المترهلة كي لا أخجل من ابتسامتي بعد اليوم!
                ما يعيقني عن كتابة صوتك بذاءة الأقلام و ركاكتها . . و حبرها الأسود.
                كيف أكتب أنغاما بهذا البياض بيراع أسود؟
                أخشى أن يمسها السوء رغم المسافة العظيمة بينك وبين أوراقي,
                إذ أن بقاءك على قيد الذكرى لا ينفي وجودك حولي دائما واحتلالك لأدق تفاصيلي .
                كفكفت سيلان الحبر وألقيت بالورقة التي اغتصبتها قبلة القطرة الهاربة من رأس القلم .
                صارت الأوراق قفصا أنا أجبن من أن أسجن صوتك فيه . .

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4010

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  ضاعت الأوراق من يدي , والمطر الذي أجاز لي أن أستبيح قطراته كي أكتبك عليها غائب اليوم ,
                  والسماء التي كانت تسمعني كثيرا حين أكون برفقتك, صارت تسد اذانها بقطن من غيم عقيم وزع هنا و هناك .
                  أما أنت, فإنك تغلي في رأسي كرغبة جامحة بارتكاب شيء لم يحن وقته بعد . .
                  أريد أن أكتبك , وفي الان ذاته لا أريد أن أعود إلى الحبر الأسود و الأوراق المغتصبة . .
                  كثير أنت عليها . . كثير جدا !

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4010

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    أتعلم,
                    أكثر ما يزعجني في الأشياء الجميلة أن الوقوع في حبها أمر بسيط / تلقائي / يحدث في غضون نظرة أولى.
                    ولأني دائمة التوجس من هذا الحب , مرغمة أنا على أن لا أسعد به وبهذا فإني أثبت خرافة التاريخ بأن " الحب عذاب " .
                    حبك كان هكذا و لازال, قطعة حلوى أستدر منها حنظلا لا وجود له سوى في أوهامي.
                    قال أحد الممثلين مرة : " Fear is made out of nothing . . it's just air " .
                    أ يظن أنه بهذا الكلام الصادق جدا سيدس في عقلي شمعة تكفيه ليتدفأ و يقتل العتمة في ان؟
                    لا أظن . .
                    اممم . . ما رأيك انت؟

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4010

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      كل شيء في داخلي يزداد ضيقا كلما أوسعتني الحياة حبا بك .
                      وما يثير الحنق أن القدر نفسه الذي ورطني بك قد جعلني أكدس في درج الإسعافات العشقية أدوية لا تمر عبر حلوق القلب الضيقة,
                      بل إنها تعلق عند مدخل الخلاص لتدفعها خارجا سيول النبض الذي لا يستوعب أنك في قائمة الأسباب التي ستودي به يوما .

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...