لو أنك تبقى هنا ,
في متناول يد ألقيها في جيب المدى , مهما يطول بها البحث عنك
لابد أن تلقاك و تقبضك كطير ضاع منها ثم عاد ..
حين لم يجد في أوطان الغائبين عشا ينأى عن رفرفة العواصف .. و عبث الصغار
نعم .. بالتأكيد هذا ما يحدث حين نتجادل حول الأمس و حول ما كان يجب علينا فعله حين لم نفعل شيئا أو حين فعلنا و كان الفعل عكس ما ينويه القدر لو أنه شاء بقاءنا معا ..
ولكنه أراد غير ذلك و حدث أن افترقنا في المكان الذي شهد أول صدفة جمعتنا ,
أردناه - كتخطيط أولي - أن يكون مسرح احتفالنا بالذكرى الثالثة لهذا الحب, و قد زيناه بابتسامة طولها غد مشرق .. و بيت و أطفال .. و موت يجمعنا تحت الثرى نفسه, في القبر نفسه.
و لكن هذا ما حدث حين تجادلنا حول الأمس , حول الصدفة الأولى و هفواتها و تلك الفضفضة التي تأنقنا بها قبل أن نلتقي .
سألتني : " لم كنت تتوشحين بالسواد حينها؟" ..
ظل يلومني على عزاء لم أبك فيه سوى قلبي لأنه منذ تلك اللحظة صار يحب, ولكني إبان معرفتي به .. كان كل موعد يجمعنا يجفف بكاء عيني و يرغمهما على الإبتسام و تسلق السماء سرا و كأنها تريد أن تهمس بعين غير مالحة أن " شكرا يا رب لأنك منحتني إياه".
سألته : " لم ألصقت عينيك بتلك الأنثى العابرة لأكثر من دقيقة قبل أن تصل إلي؟ ".
ظللت ألومه على أعقاب رعونته مع أني وثقت كثيرا أنه أبدا لم يعاقر هذا النيكوتين بعد أن عرفني .
في اخر لقاء , اشتعل كل شيء,
عاد السواد و غطى جسدي..
أما رعونته تشكل قذاها من جديد في عينيه اللتين حفظتا ملامح كل أنثى مرت بالقرب منا عن ظهر غيظ.
و افترقنا بشيء من الصمت جعلنا نبكي على قلوبنا للمرة الثانية
تعليق