حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4007

    رد: حتى إشتعال آخر


    لا تعد إلى وجهك وحيدا كي لا تخاف,
    عد رفقة صديق يجاملك قليلا ويرفع عن صدرك أثقال الحقيقة,
    أو عد وانس عينيك في مكان اخر كي لا تضطر إلى النظر إلى خيباتك ,
    أو عد ببسملة تلعق عن قلبك الوساوس التي تضاعف قبح ما أنت فيه . .

    والأفضل من كل الحلول أعلاه, أن تكسر كل ما يعكس لك هذا الوجه , حتى وإن كان زجاج عيون الناس

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4007

      رد: حتى إشتعال آخر

      تعبت من العيش وسط الزحام حتى صار عقلي ينقب عن الشوارع الفرعية كي يرسم بها متاهة وحده يعرف مسالكها ومخارجها , فقط كي لا يتبعه أحد إلى لحظة التفكير بصمت, إلى خبز العزلة الذي خلت رؤوسنا من فيتاميناته.

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4007

        رد: حتى إشتعال آخر

        عدت إلى هنا أكثر من مرة وفي رأسي نية تدفعني لأن أكتب شيئا , وأخفف من عجز هذه النية حين أربت عليها وأقول : " أي شيء . . سأكتب أي شيء ! " .
        المشكلة أن هذا ضاعف من عجز تلك النية فأنا عقلي يشبه خزانة كل الأمتعة التي فيها تكدست على بعضها بشكل جعلني لا أعرف أين أجد مطلبي , فأمد يدي بشكل عشوائي إلى كراكيب الأفكار لألتقط هذه :

        - الصفحة الثلاثون من رواية أشك في أني سأنهيها
        - وجه أمي الحزين
        - جميلة التي لم أسمع صوتها منذ سنتين
        - ضجيج المشجعين في الملعب الذي يحاذي حينا
        - Lizz Wright
        - أين سقط قلم الرصاص؟
        - القيلولة بعيون مفتوحة
        - الكتابة

        كانت الكتابة اخر فكرة التقطتها , وقد انكمشت بفضل الأفكار الأخرى الرابضة فوقها حتى جعلتني أنفر قليلا من رغبتي بأن أكتب شيئا . . أقصد " أي شيء " . .
        التعديل الأخير تم بواسطة Off The Grid; 05-03-2012, 10:55 PM.

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4007

          رد: حتى إشتعال آخر

          من ذا الذي يهبك شربة صمت حين تشرق بأكوام صوتك؟
          من الذي يسكتك بأدب لا يجرحك ليقول لك : " حبا بالله , اخرس ! " ؟
          المشكلة أنك كالكثيرين , لا تجد عزاءك سوى في الكلام , وما يضاعف أزمتك هو أن الكلام كلما ضخخته خارج حنجرتك أكثر , كلما شعرت أنك لازلت لم تقل شيئا , وأن صوتك لم يبلغ بعد الصفحة الأخيرة من اعترافاته التي ألف صمتك القديم منها مجلدات اصطفت في طوابير أبدية كي تعلنها أخيرا قبل أن تغلق شباك فمك.

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4007

            رد: حتى إشتعال آخر

            لم أحتفظ بهم . . بل إني بذرتهم في محطات القطار. كل واحد منهم اتخذ مقعدا فخما ينسيه بؤس مقاعد قلبي. وفي طريقهم إلى الغياب ظلوا يتساءلون : " كيف لم نجرب الهرب من ذلك المنفى ولو لمرة؟ " . . الحق معهم فقلبي غرفة بلا نوافذ , و بابها الوحيد مفتاحه كلمة الوداع التي لم أكن أظن أني سأنطق بها يوما, لأني توسمت بهم الوفاء والقناعة بهذه المنزلة. ولكنهم ركلوا جدران هذا القلب , أضرموا تحتها أوراق الذكرى ليختنق النبض.
            خشيت على نفسي منهم, وشعرت بأنه لا فائدة من هذا الحب إن كان غير متبادل.
            قلت " وداعا " في لحظة يأس . . ففتح الباب وتساقطوا خارجه كالعصافير. ثم طفقت أبكي . .
            كنت أول جلاد يبكي فقد سجنائه .

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4007

              رد: حتى إشتعال آخر

              هذا اليوم عتيق جدا , أشعر أني عشته من قبل, فالهواء يحمل عبق الزيتون في حينا القديم والريح كأنها أصداف بحر ألصقها بأذني كي أسمع ضحكات الطفولة و ضجيج الحي حين كان يزدحم بالعابرين.
              ولكن ما يحز في نفسي أني لم أعد تلك الطفلة وأن هذا اليوم بجميع أوهامه الجميلة لم يكن ينطل علي.
              غادرته بسرعة لأعود إلى وسادتي , قررت الموت ليوم كامل إذ ليس من السهل علي أن أعيش على قيد الذكريات من جديد.

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4007

                رد: حتى إشتعال آخر

                ابلع الكلام الذي قلته قبيل الفراق , وإن مت فهذا اعتراف منك بأن كلمات الوداع سم زعاف

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4007

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  كيف أكتب رسالة لهذا الميت الذي تركني في أمس حاجتي إليه؟
                  هل الأموات عادة يتركون عناوينهم تحت الوسائد
                  التي قدر لها أن تعانق رؤوسهم في لحظاتها الأخيرة؟

                  بل . . هل للموت عنوان يصلنا بمن بات التراب يحول بيننا وبينهم كجدار عازل تعجز أمامه السيقان الطويلة التي تتقن القفز على الحواجز؟
                  كيف لم نحسب لصلابة التراب حسابا؟ ونحن الذين بحركة بسيطة من أيدينا ننفضه عنا إذا علق على ثيابنا أو إذا تمرغت به وجوهنا الرخيصة؟
                  كيف ظنناه " كائنا " هشا معدوم الكرامة إلى الحد الذي يجعل " المزنوق " يقضي عليه حاجته في غياب المراحيض؟
                  كيف جعلناه يكرهنا بصمت كتوم سرعان ما يتحول إلى قهقهة مجلجلة حين ندفن في أحضانه من نحب؟ وكأننا سلمناه أجسادهم ليقتات عليها ويترك عظامها كعلامة شكر مقابل عطايانا.

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4007

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    لنبدأ من السطر الأخير . .

                    السطر الذي تناولت عيوننا لأجله بؤس الصفحات السابقة على أمل أن تجازى بشيء مبهج في النهاية.
                    ولكن أي رواية هذه التي تتشابه فيها كل التفاصيل على اختلافها , والتي تولد وتموت في دمعة واحدة جعلتنا نتلافى الإغماض كي لا تسقط ونبذر غيرها.
                    أي قلم خط هذه المأساة بأسلوب ملفت لبكائنا ؟ رغم إدراكنا أن الأوراق شاشة تكذب خلفها الشخوص أيضا . .
                    كيف نتباهى بصمودنا أمام اهتزازات التفاصيل وننفجر حال شعورنا أن الذروة تخفي لغما؟
                    كيف لم نجمعنا أنا وأنت ونسقطنا خارج الدفتين وندحرجنا إلى حيث الباب الذي منه نغادر صوب الناس وزحامهم الذي لا يكذب؟
                    لم لا تبكينا هموم الناس , بل لم لا تبكينا همومنا كما تبكينا الأوراق؟

                    أظن أنه ان لنا أن نلصق أوجاعنا بالصفحات ونقرأها كأنما نقرأ حكاية للتو نتعرفها,
                    ربما حينها لن تكفي دمعة واحدة لإنصاف هذا البؤس . . بل قد نفرغ عيوننا من كل الماء المالح الذي فيها إبان قراءة بؤسنا

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4007

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      دائما قبل رحيلهم, يحرصون على أن لا يتركوا بصمات تفضح عطاياهم. بمنديل مبلل بأسيد الخذلان يمسحون الفرح عن قلبك , يلمعونه, يعيدونه إلى هيئته الأولى حين كان جديدا لم يمسسه أي شعور.
                      لا يريدون لذاكرتك أن تكن لهم أي شيء , لا الولاء ولا النسيان. يتحولون بإرادتهم إلى وجوه بلا ملامح ولا أصوات . . كأنك رأيتهم في حلم يصعب تذكر تفاصيله

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...