حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4007

    رد: حتى إشتعال آخر

    و أظل أتساءل :

    - كيف سأفتح لك هذا الباب الذي غادرته وأنت تقسم باللارجوع؟
    - بأي يد سأدير هذا المقبض الذي لازالت بصمات خيبتي منك عالقة عليه حتى اليوم؟
    - كيف سأقول لك " أهلا بعودتك " و ديجور النفس يغلي بسؤال مخنوق " لماذا عدت؟ "

    ولأن المنافي التي أخذتك مني صارت ندا لا أضاهيه في الجبروت, ولأني تذكرتها بعقل خلط أمسه وحاضره في مواعين الريبة , أتساءل :

    - هل عشت سعيدا هناك؟
    - هل أحببت أنثى غيري؟
    - هل تذكرتني في أحضانها أم أن تلك الأحضان تشبه صدمة الرأس التي تغسل ذاكرته من كل ماضيه؟

    . . .

    تركت الأسئلة وهي تركل جمجمتي بعنف, ثم عزمت على أن أفتح لك هذا الباب كيفما اتفق . .
    وأرحب بك بأول كلمات تسقط خارج فمي.

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4007

      رد: حتى إشتعال آخر

      كنت وسط صمتي تنسج لصوتك كلمات وداع فخمة ترغمني على إطلاق سراحك دون الحاجة إلى رمي استفهامات وجلة ك " ما الذي حدث حتى قررت الذهاب؟ " . .
      صرت لا تطيق هذا الصمت مؤخرا وكأنه يشعرك بالخطر من شيء ما, أو ربما يرغمك على الظن بأني حين أصمت أفكر أكثر مما يجب, وربما في ذروة التفكير أكتشف ما كنت تخفيه.
      ولكني لا أفعل شيئا سوى الحياة حين أصمت . . لأني اكتشفت أن الكلام يخنقنا أكثر كلما كثر. وأنا في حاجة إلى ملاذ واحد أهرب إليه حين تضيق رئتي و أموت .

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4007

        رد: حتى إشتعال آخر

        من دونك
        لا حياة, لا قبر بعد الممات,
        لا وطن رغم الشتات ..
        لا هوية ..
        لا مدينة ..
        لا قلبا تسكنه السكينة !

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4007

          رد: حتى إشتعال آخر

          لو لم أكن أنا لتمنيت أن أكون إنسانا لا يخاف, لا ينتظر, لا يشتاق, لا يتعب , لا يسهر فقط لأن أشياءا تافهة أحدثت ثقبا في رأسه لتستدل على دفة الأجفان وتباعد بين أقطابها, لكي لا تبحر صوب أحلام لطالما واظب العقل على أن يجهز لها جناحا ملكيا في الذاكرة.
          لو لم أكن أنا , لتمنيت أن لا يتم ترتيبي في مصاف التائهين عن أحلامهم , اللاهثين خلف أشياء على بساطتها تتعطر بكولونيا المستحيلات .
          لو لم أكن أنا, لتمنيت أن لا أولد في عصر الخيبات والنكبات والإهانات التي صفعت عروبتنا في مواضعها الحساسة كي يصيبها العقم فتنقرض في دواخلنا , لتكون محل استفهام طفل الغد حين يسأل أباه : " ما معنى عروبة يا أبت ؟ " , فلا يعثر على تعريف لشرف مات عاريا أمام الجميع.
          لو لم أكن أنا لما تمنيت أن أرى أشباه عربة البوعزيزي في كل مكان حولي , يجرها البؤساء ذو العقول المبللة بالبنزين القابل للإشتعال في أي لحظة يرتطم فيها بتشوهات الحياة.
          لو لم أكن أنا , لتمنيت أن أكون شخصية ورقية , تنشز السطور فوقها كي تبقى على قيد الحبر . . وحسب. إذ ما الجميل في هذا الكوكب لأتمنى أن أولد فيه؟

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4007

            رد: حتى إشتعال آخر

            أحبه رغم سطوة نصفه الفارغ عليه,
            رغم أنه منذ البداية قال - في محاولة لطمأنتي - " أنا كأس الهوى والفرح, و لحظاتنا الثملة " . .
            قبل أن يضع نفسه حذو الأبواب التي لم تتعود على أن تخرج شيئا منها ثم تعيده.
            دائما يهددني بالفراق في كل جملة يقول لي فيها : " سنبقى معا إلى الأبد " . .
            ولهذا فإن قرابته مع الأبواب أورثته طريقا لا أعرفه , حتى يلبسه هوية الرحيل .

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4007

              رد: حتى إشتعال آخر

              أتى دون اثار يطبعها على طريق عودته إلي . .
              كأنه أراد أن يحرق ذاكرة الهروب و يبدأ هذا الحب من الصفر , من لحظة لم تسبقها الهزيمة.
              ليت ذواكرنا يغسلها نفس الصابون ,
              ليتنا حين نريد أن نبدأ من جديد, نعثر لقلوبنا على أمل جديد تنتعله,
              ولكني لا أشبهه , ولهذا حين بدأنا سبقني بأشواط في الوقت الذي كنت أتأمل فيه كل التفاصيل التي تقبع خلف البداية,
              وقلبي تتقاذفه أسئلة على شاكلة : " هل سنفشل من جديد؟ "

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4007

                رد: حتى إشتعال آخر

                في صندوق واحد وضعت ذاكرتي و الصور و المناديل التي سقطت عليها دموع الحزن / الضحك / الفرح / التثاؤب الثقيل / البصل الذي أكره تقشيره . .
                ثم خبأته تحت سرير لم أعد أنام عليه لأني أخشى أن يداهمني الموت فوقه فتكون تلك الذاكرة ذيلا يتبعني إلى التراب.
                لا أريد أن أموت بعقل مأهول بتلك الأشياء , إذ كيف لقبر واحد أن يتسع لي ولها؟

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4007

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  أمر سيء أن تبقى كما أنت, بجثة عقلها يبكي على أطلال الطفولة الضائعة, لأنك بكل بساطة لا تريد أن تكبر ولا تبغي من الغد سوى أمسك ومن الأمام سوى خلفك, ومن جيبك سوى الأثمان القديمة لألعاب الصبا قبل أن يرفعوا أسعارها و يسلبوا منها بساطتها و يشموها بأسماء أجنبية لا تشبه أسماءها التي ابتكرتها رفقة أتراب الطفولة

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4007

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    بودي أن أصدق أن الأحلام تتحقق . .
                    وأن عيوننا التي تلتهم هذه الرؤى بنهم لم تكن تدعي الشبع إبان حشو المقل بهواء ملون بطريقة اعتباطية , جعلها تظن أن ما تراه هو بعض تفاصيل عن الغد سربتها الملائكة لتنقص من مخاوفنا, أو ربما حتى تزيدها . .
                    بودي أن أثق بالليل و وسادتي و لحظة ارتطام الأجفان ببعضها حين يداهمني النعاس . .
                    بودي أن أفرح حين يهزمني النوم , وأن أوقن بأن هزيمتي هذه ستعود علي بغنائم الأحلام التي تتحقق

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4007

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      نلتقي بصعوبة حين يكون السطر مقهانا,
                      وحين نسكبنا على مقاعد من كلمات انفرطت حروفها حتى أوقعتنا ,
                      وحين نشطب الفواصل التي تحول دون العناق . .
                      فتعترضنا حصون النقاط المتتالية,
                      ونفترق إلى حين الصفحة التالية.

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...