المستطرف في كل فن مستظرف
ذكر فصحاء النساء وحكاياتهن
وقيل إن جارية عرضت على الرشيد ليشتريها فتأملها وقال لمولاها خذ جاريتك فلولا كلف بوجهها وخنس بأنفها لاشتريتها
فلما سمعت الجارية مقالة أمير المؤمنين قالت مبادرة يا امير المؤمنين اسمع مني ما اقول
فقال قولي فأنشدت تقول:
( ما سلم الظبي على حسنه ... كلا ولا البدر الذي يوصف )
( الظبي فيه خنس بين ... والبدر فيه كلف يعرف )
قال فعجب من فصاحتها وأمر بشرائها
وقيل عرضت على المأمون جارية بارعة الجمال فائقة في الكمال غير أنها كانت تعرج برجلها فقال لمولاها خذ بيدها وارجع فلولا عرج بها لاشتريتها
فقالت الجارية يا أمير المؤمنين إنه في وقت حاجتك لا يكون بحيث تراه فأعجبه سرعة جوابها وأمر بشرائها
ومن ذلك ما حكي أن كريم الملك كان من ظرفاء الكتاب فعبر يوما تحت جوسق ببستان فرأى جارية ذات وجه زاهر وكمال باهر لا يستطيع أحد وصفها
فلما نظر إليها ذهل عقله وطار لبه فعاد إلى منزله وأرسل إليها هدية نفيسة مع عجوز كانت تخدمه وكانت الجارية عزباء
وكتب إليها رقعة يعرض إليها بالزيارة في جوسقها فلما قرأت الرقعة قبلت الهدية ثم أرسلت إليه مع العجوز عنبرا وجعلت فيه زر ذهب وربطت ذلك على منديل
وقالت للعجوز هذا جواب رقعته فلما رأى كريم الملك ذلك لم يفهم معناه وتحير في أمره وكانت له ابنة صغيرة السن فلما رأت أباها متحيرا في ذلك
قالت له يا أبت أنا علمت معناه قال وما هو لله درك قالت:
( أهدت لك العنبر في جوفه ... زر من التبر خفي اللحام )
( فالزر والعنبر معناهما ... زر هكذا مختفيا في الظلام )
قال فعجب من فطنتها وفصاحتها واستحسن ذلك منها.
يتبع
وقيل إن جارية عرضت على الرشيد ليشتريها فتأملها وقال لمولاها خذ جاريتك فلولا كلف بوجهها وخنس بأنفها لاشتريتها
فلما سمعت الجارية مقالة أمير المؤمنين قالت مبادرة يا امير المؤمنين اسمع مني ما اقول
فقال قولي فأنشدت تقول:
( ما سلم الظبي على حسنه ... كلا ولا البدر الذي يوصف )
( الظبي فيه خنس بين ... والبدر فيه كلف يعرف )
قال فعجب من فصاحتها وأمر بشرائها
وقيل عرضت على المأمون جارية بارعة الجمال فائقة في الكمال غير أنها كانت تعرج برجلها فقال لمولاها خذ بيدها وارجع فلولا عرج بها لاشتريتها
فقالت الجارية يا أمير المؤمنين إنه في وقت حاجتك لا يكون بحيث تراه فأعجبه سرعة جوابها وأمر بشرائها
ومن ذلك ما حكي أن كريم الملك كان من ظرفاء الكتاب فعبر يوما تحت جوسق ببستان فرأى جارية ذات وجه زاهر وكمال باهر لا يستطيع أحد وصفها
فلما نظر إليها ذهل عقله وطار لبه فعاد إلى منزله وأرسل إليها هدية نفيسة مع عجوز كانت تخدمه وكانت الجارية عزباء
وكتب إليها رقعة يعرض إليها بالزيارة في جوسقها فلما قرأت الرقعة قبلت الهدية ثم أرسلت إليه مع العجوز عنبرا وجعلت فيه زر ذهب وربطت ذلك على منديل
وقالت للعجوز هذا جواب رقعته فلما رأى كريم الملك ذلك لم يفهم معناه وتحير في أمره وكانت له ابنة صغيرة السن فلما رأت أباها متحيرا في ذلك
قالت له يا أبت أنا علمت معناه قال وما هو لله درك قالت:
( أهدت لك العنبر في جوفه ... زر من التبر خفي اللحام )
( فالزر والعنبر معناهما ... زر هكذا مختفيا في الظلام )
قال فعجب من فطنتها وفصاحتها واستحسن ذلك منها.
يتبع
تعليق