موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    المستطرف في كل فن مستظرف

    الباب السابع والعشرون
    العجب والكبر والخيلاء وما أشبه:-

    اعلم أن الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل وحسبك من رذيله تمنع من سماع النصح وقبول التأديب والكبر يكسب المقت ويمنع من التألف قال رسول الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر وقال رسول الله من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله اليه وقال الأحنف بن قيس ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه ولم تزل الحكماء تتحامي الكبر وتأنف منه ونظر أفلاطون إلى رجل جاهل معجب بنفسه فقال وددت أني مثلك في ظنك وأن أعدائي مثلك في الحقيقة ورأى رجل رجلا يختال في مشيه فقال جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي وقال الأحنف عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ومر بعض أو لاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيه فقال له مالك يا بني لو تركت هذه الخيلاء لكان أجمل بك فقال أو ما تعرفني قال أعرفك معرفة أكيده أولك نطفة مذره واخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل العذرة فأرخي الفتى رأسة وكف عما كان عليه وقالوا لا يدوم الملك مع الكبر وحسبك من رذيلة تسلب الرياسة والسيادة واعظم من ذلك أن الله تعالى حرم الجنة على المتكبرين
    فقال تعالى ( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) فقرن الكبر بالفساد
    وقال تعالى ( سأصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) قال بعض الحكماء ما رأيت متكبرا إلا ما تحول ما به بي يعني اتكبر عليه
    واعلم أن الكبر يوجب المقت ومن مقته رجاله لم يستقم حاله والعرب تجعل جذيمة الأبرش غاية في الكبر يقال إنه كان لا ينادم أحدا لتكبره ويقول إنما ينادمني الفرقدان وكان ابن عوانة من أقبح الناس كبرا روي أنه قال لغلامه اسقني ماء فقال نعم فقال إنما يقول نعم من يقدر أن يقول لا اصفعوه فصفع ودعا أكارا فكلمه فلما فرغ دعا بماء فتمضمض به استقذارا لمخاطبته ويقال فلان وضع نفسه في درجة لو سقط منها لتكسر
    قال الجاحظ المشهورون بالكبر من قريش بنو مخزوم وبنو أمية ومن العرب بنو جعفر بن كلاب وبنو زرارة بن عدى وأما الأكاسرة فكانوا لا يعدون الناس إلا عبيدا وأنفسهم إلا أربابا وقيل لرجل من بني عبد الدار ألا تأتي الخليفة فقال أخاف أن لا يحمل الجسر شرفي وقيل للحجاج بن أرطأة مالك لا تحضر الجماعة قال أخشي أن يزاحمنى البقالون وقيل أتى وائل بن حجر إلى النبي فأقطعه أرضا وقال لمعاوية أعرض عن هذه الأرض عليه وأكتبها له فخرج معه معاوية في هاجرة شديدة ومشى خلف ناقته فأحرقه حر الشمس فقال له اردفني خلفك على ناقتك قال لست من أرداف الملوك قال فاعطني نعليك قال ما بخل يمنعني يا ابن أبي سفيان ولكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي ولكن أمش في ظل ناقتي فحسبك بها شرفا وقيل أنه لحق زمن معاوية ودخل عليه فأقعده معه على السرير وحدثه وقال المسرور بن هند لرجل أتعرفني قال لا قال أنا المسرور بن هند قال ما أعرفك قال فتعسا ونكسا لمن لم يعرف القمر قال الشاعر
    ( قولا لأحمق يلوي التيه أخدعه ... لو كنت تعلم ما في التيه لم تته )
    ( التيه مفسدة للدين منقصة ... للعقل مهلكة للعرض فانتبه )
    وقيل لا يتكبر إلا كل وضيع ولا يتواضع إلا كل رفيع والله سبحانه وتعالى أعلم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
    ....
    .

    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      المستطرف في كل فن مستظرف

      الباب الثامن والعشرون
      في الفخر والمفاخرة والتفاضل والتفاوت:-
      فمن شواهد المفاخرة قوله تعالى ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون )
      نزلت في علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وعقبة بن أبي معيط وكانا تفاخرا
      وقوله تعالى ( أفمن يلقي في النار خير أم من يأتي امنا يوم القيامة )
      نزلت في أبي جهل وعمار بن ياسر والنسب إلى سيدنا رسول الله أشرف الأنساب وقد قال أنا سيد ولد ادم ولا فخر
      وقد نفي الله تعالى الفخر بالأنساب بقوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالفخر في الإسلام بالتقوى
      وقال رسول الله إن نبيكم واحد وإن أباكم واحد وأنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا هل بلغت
      وقال الأصمعي بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:
      ( يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر والبلوى مع السقم )
      ( قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... وأنت يا حي يا قيوم لم تنم )
      ( أدعوك ربي حزينا هائما قلقا ... فارحم بكائي بحق البيت والحرم )
      ( إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه ... فمن يجود على العاصين بالكرم )
      حذف
      ثم بكى بكاء شديدا وأنشد يقول:
      ( ألا أيها المقصود في كل حاجتي ... شكوت اليك الضر فارحم شكايتي )
      ( ألا يارجائي أنت تكشف كربتي ... فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي )
      ( أتيت بأعمال قباح رديئة ... وما في الورى عبد جنى كجنايتي )
      ( أتحرقني بالنار يا غاية المنى ... فأين رجائي ثم أين مخافتي )
      ثم سقط على الارض مغشيا عليه فدنوت منه فاذا هو زين العابدين ابن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم أجمعين فرفعت رأسه في حجري وبكيب فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال من هذا الذي يهجم علينا قلت عبيدك الاصمعي سيدي ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة
      أليس الله تعالى يقول ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
      فقال هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرا قرشيا
      أليس الله تعالى يقول ( فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
      والفخر وإن نهت عنه الاخبار النبوية ومجته العقول الذكية الا أنا العرب كانت تفتخر بما فيها من البيان طبعا لا تكلفا وجبلة لا تعلما ولم يكن لهم من ينطق بفضلهم الا هم ولا ينبه على مناقبهم سواهم وكان كعب بن زهير اذا أنشد شعرا قال لنفسه أحسنت وجاوزت والله الاحسان فيقال له أتحلف على شعرك فيقول نعم لاني أبصر به منكم وكان الكميت اذا قال قصيدة صنع لها خطبة في الثناء عليها ويقول عند انشادها اي علم بين جنبي وأي لسان بين فكي وقال الجاحظ ولم يصف الطبيب مصالح دوائه للمعالجين ما وجد له طالب ولما ابدع ابن المقفع في رسالته التى سماها باليتيمة تنزيها لها عن المثل سكنت من النفوس موضع ارادته من تعظيمها ولو لم ينحلها هذا الاسم لكانت كسائر رسائله.
      ....
      .

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        المستطرف في كل فن مستظرف

        يتبع الباب الثامن والعشرون

        وسنذكر في هذا الباب إن شاء الله تعالى شيئا من نظم البلغاء ونثرهم في الافتخار
        ومن تفاخر منهم بعون الله وفضله وتيسيره
        قال أبو بكر الهذلي سايرت المنصور فعرض لنا رجل على ناقة حمراء تطوى الفلاة وعليه جبة حمراء وعمامة عدنية وفي يده سوط يكاد يمس الأرض فلما راه المنصور أمرني باحضاره فدعوته وسألته عن نسبه وبلاده وعن قومه وعشيرته وعن ولاة الصدقة فأحسن الجواب فأعجبه ما رأى منه فقال أنشدني شعرا فأنشده شعر الأوس بن حجر وغيره من الشعراء من بني عمرو بن تميم وحدثه حتى أتى على بيت شعر لطريف بن تميم وهو قوله:
        ( إن الأمور إذا أوردتها صدرت ... إن الامور لها ورد وإصدر )
        فقال ويحك ما كان طريف فيكم حيث قال هذا البيت قال كان أثقل العرب على عدوه وطأة وأقراهم لضيفه وأحوطهم من ورأء جاره اجتمعت العرب بعكاظ فكلهم أقروا له بهذه الخلال فقال له والله يا أخا بني تميم لقد أحسنت إذ وصفت صاحبك ولكني أحق ببيته منه ومن شعر أبي الطحان:
        ( وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منهم سيد قام صاحبه )
        ( نجوم سماء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوى إليه كواكبه )
        ( أضاءت لهم أحسابهم وجوههم ... دجي الليل حتى نظم الجزع ثاقبة )
        ( وما زال فيهم حيث كان مسودا ... المنايا حيث شارت ركائبه )
        ولما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب وقال من ابن علي رضي الله تعالى عنه فقام الحسن فحمد الله وأثني عليه ثم قال إن الله عز وجل لم يبعث بعثا إلا جعل له عدوا من المجرمين فانا ابن علي وأنت ابن صخر وأمك هند وأمى فاطمة وجدتك قيلة وجدتى خديجة فلعن الله ألأمنا حسبنا وأخملنا ذكرا وأعظمنا كفرا وأشدنا نفاقا فصاح أهل المسجد امين امين
        فقطع معاوية خطبته ودخل منزله وروى أن معاوية خرج حاجا فمر بالمدينة ففرق على أهلها أموالا ولم يحضر الحسن بن على رضي الله عنهما فلما خرج من المدينة اعترضه الحسن بن علي فقال له معاوية مرحبا برجل تركنا حتى نفد ما عندنا وتعرض لنا ليبخلنا فقال له الحسن ولم ينفد ما عندك وخراج الدنيا يجي اليك فقال معاوية اني قد امرت لك بمثل ما أمرت به لأهل المدينة وأنا ابن هند فقال الحسن قد رددته عليك وأنا ابن فاطمة ودخل الحسين يوما على يزيد بن معاوية فجعل يزيد يفتخر ويقول نحن ونحن ولنا من الفخر والشرف كذا وكذا والحسين ساكت فأذن المؤذن فلما قال أشهد أن محمد رسول الله قال الحسين يا يزيد جد من هذا فخجل يزيد ولم يرد جوابا وفي ذلك يقول على بن محمد بن جعفر:
        ( لقد فاخرتنا من قريش عصابة ... بمط خدود وامتداد اصابع )
        ( فلما تنازعنا الفخار قضي لنا ... عليهم بما نهوى نداء الصوامع )
        ( ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا ... عليهم جهير الصوت من كل جامع )
        وله ايضا:
        ( إني وقومي من أنساب قومهم ... كمسجد الخيف من بحبوحة الخيف )
        ( ما علق السيف منا بابن عاشرة ... إلا وهمته أمضي من السيف )
        وتفاخر العباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة وعلي ابن أبي طالب فقال العباس أنا صاحب السقاية والقائم عليها وقال طلحة أنا خادم البيت ومعي مفتاحه فقال علي ما أدري ما تقولان أنا صليت إلى هذه القبلة قبلكما بستة أشهر
        فنزلت ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرم كمن امن بالله واليوم الاخر ) الاية

        وتفاخر رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة اباء مشركين فقال الاخر أنا ابن فلان ولولا أنه مسلم ما ذكرته فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أما الذي عد تسعة اباء مشركين فحق على الله أن يجعل عاشرهم في النار والذي انتسب إلى أب مسلم فحق على الله أن يجعله مع أبيه المسلم في الجنة
        قال سلمان الفارسي:
        أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم )
        ....

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          المستطرف في كل فن مستظرف

          يتبع الباب الثامن والعشرون
          .....
          وتفاخر جرير والفرزدق عند سليمان بن عبد الملك
          فقال الفرزدق أنا ابن محي الموتي فأنكر سليمان قوله فقال يا أمير المؤمنين قال الله تعالى ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
          وجدي فدى الموءودات فاستحياهن فقال سليمان إنك مع شعرك لفقيه وكان صعصعة جد الفرزدق أول من فدى الموءودات وللعباس ابن عبد المطلب:
          ( إن القبائل من قريش كلها ... ليرون أنا هام أهل الأبطح وترى لنا فضلا على سادتها ... فضل المنار على الطريق الأوضح )
          وكتب الحكم بن عبد الرحمن المرواني من الأندلس إلى صاحب مصر يفتخر:
          ( ألسنا بني مروان كيف تبدلت ... بنا الحال أو دارت علينا الدوائر )
          ( إذا ولد المولود منا تهللت ... له الأرض واهتزت إليه المنابر )
          وكتب إليه كتابا يهجوه فيه ويسبه فكتب إليه صاحب مصر أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك والسلام وكان أبو العباس السفاح يعجبه السمر ومنازعة الرجال بعضهم بعضا فحضر عنده ذات ليلة إبراهيم بن مخرمة الكندى وخالد بن صفوان بن الأهتم فخاضوا في الحديث وتذاكروا مصر واليمن فقال إبراهيم بن مخرمة يا أمير المؤمنين أن أهل اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا ولم يزالوا ملوكا ورثوا الملك كابرا عن كابر واخرا عن أول منهم النعمان والمنذر ومنهم عياض صاحب البحرين ومنهم من كان كل يأخذ سفينة غصبا وليس من شيء له خطر إلا اليهم ينسب إن سئلوا أعطوا وإن نزل بهم ضيف قروه فهم العرب العاربة وغيرهم المتعربة فقال أبو العباس ما أظن التميمي رضي بقولك ثم قال ما تقول أنت يا خالد قال إن إذن لي أمير المؤمنين في الكلام تكلمت قال تكلم ولا تهب أحدا وقال أخطأ المقتحم بغير علم نطق بغير صواب وكيف يكون ذلك لقوم ليس لهم ألسن فصيحة ولا لغة صحيحة نزل بها كتاب ولا جاءت بها سنة يفتخرون علينا بالنعمان والمنذر ونفتخر عليهم بخير الأنام وأكرم الكرام سيدنا محمد فلله المنة به علينا وعليهم فمنا النبي المصطفي والخليفة المرتضي ولنا البيت المعمور وزمزم والحطيم والمقام والحجابة والبطحاء وما لا يحصى من الماثر ومنا الصديق والفاروق وذو النورين والرضا والولي وأسد الله وسيد الشهداء وبنا عرفوا الدين وأتاهم اليقين فمن زاحمنا زاحمناه ومن عادانا اصطلمناه ثم أقبل خالد على ابراهيم فقال ألك علم بلغة قومك قال نعم قال فما اسم العين عندكم قال الجمجمة قال فما اسم السن قال الميدن قال فما اسم الأذن قال الصنارة قال فما أسم الأصبع قال الشناتير قال فما اسم الذئب قال الكنع قال أفعالم أنت بكتاب الله عز وجل قال نعم قال
          فإن الله تعالى يقول ( إنا أنزلناه قرانا عربيا ) وقال تعالى ( بلسان عربي مبين ) وقال تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )
          فنحن العرب والقران بلساننا أنزل ألم تر أن الله تعالى قال ( والعين بالعين ) ولم يقل والجمجمة بالجمجمة وقال تعالى ( والسن بالسن ) ولم يقل والميدن بالميدن وقال تعالى ( والأذن بالأذن ) ولم يقل والصنارة بالصنارة وقال تعالى ( يجعلون أصابعهم في اذانهم ) ولم يقل شناتير هم في صناراتهم وقال تعالى ( فأكله الذئب ) ولم يقل الكنع
          ثم قال لإبراهيم إني أسألك عن أربع إن أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت قال وما هن قال الرسول منا أو منكم قال منكم قال فالقران أنزل علينا أو عليكم قال عليكم قال فالمنبر فينا أو فيكم قال فيكم قال فالبيت لنا أو لكم قال لكم قال فاذهب فما كان بعد هؤلاء فهو لكم بل ما أنتم الا سائس قرد او دابغ جلد أو ناسج برد قال فضحك أبو العباس وأقر لخالد وحباهما جميعا
          وقال بشار بن برد يفتخر:
          ( إذا نحن صلنا صولة مضرية ... هتكنا حجاب الشمس أوقطرت دما (
          ( إذا ما أعرنا سيدا من قبيلة ... ذرا منبر صلى علينا وسلما )
          ...
          .

          تعليق

          • نوران العلي
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 3156

            المستطرف في كل فن مستظرف

            يتبع الباب الثامن والعشرون
            وقال السموأل بن عادياء:
            ( إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل )
            ( وأن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس الى حسن الثناء سبيل )
            ( تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل )
            ( وما قل من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامي للعلا وكهول )
            ( وما ضرنا انا الا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل )
            ( لنا جبل يحتله من بحيرة ... منيع يرد الطرف وهو كليل )
            ( سرى أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا يزال طويل )
            ( وإنا أناس لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول )
            ( يقرب حب الموت اجالنا لنا ... وتكرهه اجالهم فتطول )
            ( وما مات منا سيد حتف أنفه ... ولا ظل منا حيث كان قتيل )
            ( تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليست على غير الظبات تسيل )
            ( ونحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام ولا فينا يعد بخيل )
            ( وننكر ان شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول )
            ( إذا سيد منا خلا قام سيد ... قؤول بما قال الكرام فعول )
            ( وما خمدت نار لنا دون طارق ... ولا ذمنا في النازلين نزيل )
            ( وأيامنا مشهورة في عدونا ... لها غرر مشهورة وحجول )
            ( وأسيافنا في كل شرق ومغرب ... بها من قراع الدارعين فلول )
            ( معودة أن لا تسل نصالها ... فتغمد حتى يستباح قتيل )
            ( سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول )
            ( فإنا بني الريان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول )
            ولما قدم وفد تميم على رسول الله ومعهم خطيبهم وشاعرهم خطب خطيبهم فافتخر فلما سكت أمر رسول الله ثابت بن قيس أن يخطب بمعنى ما خطب به خطيبهم فخطب ثابت بن قيس فأحسن ثم قام شاعرهم وهو الزبرقان بن بدر فقال:
            ( نحن الملوك فلاحي يفاخرنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع )
            ( ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يؤنس الفزع )
            ( وننحر الكوم عبطا في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا )
            (تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا )
            ثم جلس فقال رسول الله لحسان بن ثابت قم فقام فقال:
            ( إن الذوائب من فهر واخوتهم ... قد بينوا سننا للناس تتبع )
            ( يرضى بها كل من كانت سريرته ... تقوى الاله وبالأمر الذي شرعوا )
            ( قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا )
            ( سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الحلائق فاعلم شرها البدع )
            ( لو كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع )
            ( لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما رفعوا )
            ( ولا يضنون عن جار بفضلهم ... ولا يمسهم في مطمع طمع )
            ( خذ منهم ما أتوا عفوا إذ عطفوا ... ولا يكن همك الأمر الذي منعوا )
            ( أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفرقت الاهواء والشيع )
            فقال التميميون عند ذلك وربكم إن خطيب القوم أخطب من خطيبنا وإن شاعرهم أشعر من شاعرنا وما انتصفنا ولا قاربنا وقال شاعر من بني تميم:
            ( أيبغي ال شداد علينا ... وما يرعى لشداد فصيل )
            ( فإن تغمد مناصلنا نجدها ... غلاظا في أنامل من يصول )
            وقال سالم بني أبي وابصة:
            ( عليك بالقصد فيما أنت فاعله ... أن التخلق يأتي دونه الخلق )
            ( وموقف مثل حد السيف قمت به ... أحمى الذمار وترميني به الحدق )
            ( فما زلقت ولا أبديت فاحشة ... إذا الرجال على أمثالها زلقوا )
            ....
            .

            تعليق

            • نوران العلي
              V - I - P
              • Feb 2009
              • 3156

              المستطرف في كل فن مستظرف

              يتبع الباب الثامن عشر
              وأما التفاضل والتفاوت
              فقد روي أن رسول الله كان إذا نظر لخالد بن الوليد وعكرمة ابن أبي جهل قال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي لأنهما كانا من خيار الصحابة وابواهما أعدى عدو لله ولرسوله ومن كلام علي رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه أما قولك إنا بنو عبد مناف فكذلك نحن ولكن ليس أمية كهاشم ولا حرب كعبد المطلب ولا أبو سفيان كابي طالب وقال أحمد بن سهل الرجال ثلاثة سابق وما حق وماحق فالسابق الذي سبق بفضله واللاحق الذي لحق بأبيه في شرفه والماحق الذي محق شرف ابائه وقيل إن عائشة بنت عثمان كفلت أبا الزناد صاحب الحديث وأشعب الطماع وربتهما قال أشعب فكنت أسفل وكان يعلو حتى بلغت أنا وهو هاتين الغايتين وقال أبو العواذل زكريا بن هرون
              ( علي وعبد الله بينهما أب ... وشتان ما بين الطبائع والفعل )
              ( ألم تر عبد الله يلحي على الندى ... عليا ويلحاه علي على البخل )
              وحج أبو الأسود الدؤلي بامرأته وكانت شابة جميلة فعرض لها عمر ابن أبي ربيعة فغازلها فأخبرت أبا الأسود فأتاه فقال:
              ( وإني لينهاني عن الجهل والخنا ... وعن شتم أقوام خلائق أربع )
              ( حياء وإسلام وتقوى وأنني ... كريم ومثلي من يضر وينفع )
              ( فشتان ما بيني وبينك انني ... على كل حال أستقيم وتضلع )
              وقال ربيعه الرقي:
              ( لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والاعز بن حاتم )
              ( يزيد سليم سالم المال والفتى ... فتى الازد للاموال غير مسالم )
              ( فهم الفتى الازدي اتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
              ( فلا يحسب القيسي أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم )
              وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر في أخيه الحسين
              ( يقول أنا الكبير فعظموني ألا ثكلتك أمك من كبير )
              ( إذا كان الصغير أعم نفعا ... وأجلد عند نائبة الأمور )
              ( ولم يأت الكبير بيوم خير فما فضل الكبير على الصغير )
              والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
              ...
              .

              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                المستطرف في كل فن مستظرف

                الباب التاسع والعشرون
                في الشرف والسودد وعلو الهمة:-

                قال رسول الله من رزقه الله مالا فبذل معروفه وكف أذاه فذلك السيد وقيل لقيس بن عاصم بم سدت قومك قال لم أخاصم أحدا الا تركت للصلح موضعا وقال سعيد بن العاص ما شاتمت رجلا مذ كنت رجلا لأني لم أشاتم الا أحد رجلين إما كريم فأنا أحق أن أجله وإما لئيم فأنا أولى أن أرفع نفسي عنه وقالوا من نعت السيد أن يكون يملأ العين جمالا والسمع مقالا وقيل قدم وفد من العرب على معاوية وفيهم الأحنف بن قيس فقال الحاجب إن أمير المؤمنين يعزم عليكم أن لا يتكلم منكم أحد إلا لنفسه فلما وصلوا إليه قال الأحنف لولا عزم أمير المؤمنين لأخبرته أن رادفه ردفت ونازلة نزلت ونائبة نابت الكل بهم حاجة إلى المعروف من أمير المؤمنين فقال له معاوية حسبك يا أبا بحر فقد كفيت الشاهد والغائب
                وقال رجل للأحنف بم سدت قومك وما أنت بأشرفهم بيتا ولا أصبحهم وجها ولا أحسنهم خلقا فقال بخلاف ما فيك قال وما ذاك قال تركي من أمرك مالا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك وقيل السيد من يكون للأولياء كالغيث الغادي وعلى الأعداء كالليث العادي وكان سبب ارتفاع عرابة الأوسي وسؤدده أنه قدم من سفر فجمعه والشماخ ابن ضرار المزني الطريق فتحادثا فقال له عرابة ما الذي أقدمك المدينة يا شماخ قال قدمتها لأمتار منها فملأ له عرابة رواحله برا وتمرا وأتحفه بتحف غير ذلك فأنشد يقول:
                ( رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين )
                ( إذا ما راية رفعت بمجد ... تلقاها عرابة باليمين )
                واما علو الهمة فهو أصل الرياسة
                فممن علت همته وشرفت نفسه عمارة بن حمزة قيل إنه دخل يوما على المنصور وقعد في مجلسه فقام رجل وقال مظلوم يا أمير المؤمنين قال من ظلمك قال عمارة بن حمزة غصبني ضيعتي فقال المنصور يا عماره قم فاقعد مع خصمك فقال ما هو لي بخصم إن كانت الضيعة له فلست أنازعه فيها وإن كانت لي فقد وهبتها له ولا أقوم من مقام شرفني به أمير المؤمنين ورفعني وأقعدني منه لأجل ضيعة وتحدث السفاح هو وأم سلمة يوما في نزاهة نفس عمارة وكبره فقالت له ادع به وأنا أهب له سبحتي هذه فإن ثمنها خمسون ألف دينار فإن هو قبلها علمنا أنه غير نزه النفس فوجه إليه فحضر فحادثته ساعة ثم رمت إليه بالسبحة وقالت هى من الطرف وهي لك فجعلها عمارة بين يديه ثم قام وتركها فقالت لعله نسيها فبعثت بها إليه مع خادم فقال للخادم هي لك فرجع الخادم فقال قد وهبها لي فأعطت أم سلمت للخادم الف دينار واستعادتها منه وأهدى عبيد الله بن السري إلى عبد الله بن طاهر لما ولى مصر مائة وصيف مع كل وصيف ألف دينار وجه إليه بذلك ليلا فرده وكتب إليه لو قبلت هديتك ليلا لقبلتها نهارا وما اتاني الله خير مما اتاكم بل أنتم بهديتكم كفرحون
                وكان سبب فتح المعتصم عمورية إن امرأة من الثغر سبيت نادت وامحمداه وامعتصماه فبلغه الخبر فركب لوقته وتبعه الجيش فلما فتحها قال لبيك أيتها المنادية وكان سعيد بن عمرو بن العاص ذا نخوة وهمة قيل له في مرضه إن المريض يستريح إلى الأنين وإلى شرح ما به إلى الطبيب فقال أما الأثنين فهو جزع وعار والله لا يسمع الله مني أنينا فأكون عنده جزوعا وأما وصف ما بي إلى الطبيب فوالله لا يحكم غير الله في نفسي إن شاء أمسكها وإن شاء قبضها
                ومن كبر النفس ما روي عن قيس بن زهير أنه أصابته الفاقة واحتاج فكان يأكل الحنظل حتى قتله ولم يخبر أحدا بحاجته ومن الشرف والرياسة حفظ الجوار وحمى الذمار وكانت العرب ترى ذلك دينا تدعو إليه وحقا واجبا تحافظ عليه وكان أبو سفيان بن حرب إذا نزل به جار قال يا هذا إنك اخترتني جار أو اخترت داري دارا فجناية يدك على دونك وإن جنت عليك يد فاحتكم حكم الصبي على أهله وكان الفرزدق يجير من عاذ بقبر أبيه غالب بن صعصعة فمن استجار بقبر أبيه فأجاره امرأة من بني جعفر بن كلاب خافت لما هجا الفرزدق بني جعفر أن يسميها وينسبها فعاذت بقبر أبيه فلم يذكر لها اسما ولا نسبا ولكن قال:
                ( عجوز تصلى الخمس عاذت بغالب ... فلا والذي عاذت به لا اضيرها )
                وقال مروان بن أبي حفصة:
                هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين فنزل )
                وقال ابن نباتة:
                ( ولو يكون سواد الشعر في ذمم ... ما كان للشيب سلطان على القمم )
                ...
                .

                تعليق

                • نوران العلي
                  V - I - P
                  • Feb 2009
                  • 3156

                  المستطرف في كل فن مستظرف

                  يتبع الباب التاسع والعشرون
                  وقيل إن الحجاج أخذ يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وعذبه واستأصل موجوده وسجنه فتوصل يزيد بحسن تلطفه وأرغب السجان واستمالة وهرب هو والسجان وقصد الشام إلى سليمان بن عبد الملك ابن مروان وكان الخليفة في ذلك الوقت الوليد بن عبد الملك فلما وصل يزيد بن المهلب إلى سليمان بن عبد الملك أكرمه وأحسن إليه وأقامة عنده فكتب الحجاج إلى الوليد يعلمه أن يزيد هرب من السجن وأنه عند سليمان بن عبد الملك أخي أمير المؤمنين ولي عهد المسلمين وأن أمير المؤمنين أعلى رأيا فكتب الوليد إلى أخيه سليمان بذلك فكتب سليمان إلى أخيه يقول يا أمير المؤمنين أني ما أجرت يزيد بن المهلب الا لأنه هو وأبوه وإخوته من صنائعنا قديما وحديثا ولم أجر عدوا لأمير المؤمنين وقد كان الحجاج قصده وعذبه وأغرمه أربعة الاف ألف درهم ظلما ثم طالبة بعدها بثلاثة الاف ألف درهم وقد صار إلى واستجار بي فأجرته وأنا أغرم عنه هذه الثلاثة الاف ألف درهم فإن راى أمير المؤمنين أن لا يختبرني في ضيفي فليفعل فإنه أهل الفضل والكرم فكتب اليه الوليد إنه لا بد أن ترسل إلي يزيد مغلولا مقيدا فلما ورد ذلك على سليمان أحضر ولده أيوب فقيده ودعا يزيد بن المهلب فقيده ثم شد قيد هذا إلى قيد هذا بسلسلة وغلها جميعا بغلين وأرسلهما الى أخيه الوليد وكتب اليه أما بعد يا امير المؤمنين فقد وجهت اليك يزيد وابن أخيك أيوب بن سليمان ولقد هممت أن أكون ثالثهما فإن هممت يا أمير المؤمنين بقتل يزيد فبالله عليك أبدا بأيوب من قبله ثم اجعل يزيد ثانيا واجعلني إذا شئت ثالثا والسلام
                  فلما دخل يزيد بن المهلب وأيوب بن سليمان في سلسلة واحدة أطرق الوليد استيحاء وقال لقد أسأنا إلي أبي ايوب إذ بلغنا به هذا المبلغ فأخذ يزيد ليتكلم ويحتج لنفسه فقال له الوليد ما يحتاج إلى الكلام فقد قبلنا عذرك وعلمنا ظلم الحجاج ثم أنه أحضر حدادا وأزال عنهما الحديد وأحسن اليهما وصل أيوب ابن أخيه بثلاثين ألف درهم وصل يزيد بن المهلب بعشرين ألف درهم وردهما إلى سليمان وكتب كتابا إلى الحجاج يقول له لا سبيل لك على يزيد بن المهلب فإياك أن تعاودني فيه بعد اليوم فسار يزيد الى سليمان بن عبد الملك وأقام عنده في أعلى المراتب وأرفع المنازل
                  وحكى أن رجلا من الشيعة كان يسعي في فساد الدولة فجعل المهدي لمن دل عليه او أتي به مائة ألف درهم فأخذه رجل من بغداد فأيس من نفسه فمر به معن بن زائدة فقال له يا أبا الوليد أجرني أجارك الله فقال معن للرجل مالك وماله فقال إن امير المؤمنين طالبه قال خل سبيله قال لا أفعل فأمر معن غلمانه فأخذوه غصبا وأردفه بعضهم خلفه ومضى الرجل فأخبر أمير المؤمنين المهدي بالقصة فأرسل خلف معن فأحضره فلما دخل عليه قال له يا معن أتجير علي قال نعم يا أمير المؤمنين قتلت في يوم واحد في طاعتكم خمسة الاف رجل هذا مع أيام كثيرة تقدمت فيه طاعتى أفما تروني أهلا أن تجيروا إلى رجلا واحدا استجار بي فاستحيا المهدي وأطرق طويلا ثم رفع رأسه وقال قد أجرنا من أجرت يا ابا الوليد قال ان رأى أمير المؤمنين أن يصل من استجار بي فيكون قد أجاره وحباه قال قد أمرت له بخمسين ألف درهم فقال معن يا أمير المؤمنين ينبغي أن تكون صلات الخلفاء على قدر جنايات الرعية وأن ذنب الرجل عظيم فإن رأى امير المؤمنين أن يجزل صلته فليفعل قال قد أمرت له بمائة ألف درهم فرجع معن إلي منزله ودعا بالرجل ودفع له المال وعظه وقال له لا تتعرض لمساخط الخلفاء
                  وكان جعفر بن ابي طالب يقول لأبيه يا أبت إني لأستحي أن أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على مثله فكان أبوه يقول إني لأرجو أن يكون فيك خلف من عبد المطلب وسقط الجراد قريبا من بيت بعض العرب فجاء أهل الحي فقالوا نريد جارك فقال أما جعلتموه جاري فوالله لا تصلون إليه وأجاره حتى طار فسمى مجير الجراد وقيل هو أبو حنبل والحكايات في معنى ذلك كثيرة
                  والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
                  ...
                  .

                  تعليق

                  • نوران العلي
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 3156

                    المستطرف في كل فن مستظرف

                    الباب الثلاثون في الخير والصلاح وذكر السادة الصحابة
                    وذكر الأولياء والصالحين رضي الله تعالى عنهم أجمعين:-
                    اعلم . . . . . . . . . . . . . . .
                    أن أفضل الخلق بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وفضائلهم أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر وإني والله أحبهم وأحب من يحبهم وأسأل الله أن يميتني على محبة النبي محمد ومحبتهم وأن يحشرنا في زمرتهم وتحت ألويتهم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير شعر:
                    ( إني أخب أبا حفص وشيعته ... كما أحب عتيقا صاحب الغار )
                    ( وقد رضيت عليا قدوة علما ... وما رضيت بقتل الشيخ في الدار )
                    ( كل الصحابة ساداتى ومعتقدي ... فهل علي بهذا القول من عار )
                    وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا يا رسول الله فقال رسول الله فمن أطعم اليوم منكم مسكينا فقال أبو بكر أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله ما اجتمعن في أحد إلا دخل الجنة
                    وقال لو كان بعدى نبي لكان عمر وقال له النبي والذي بعثني بالحق بشيرا ما سلكت واديا إلا سلك الشيطان واديا غيره ولما أسلم رضي الله عنه قال يا رسول الله ألسنا على الحق قال بلى قال والذي بعثك بالحق نبيا لا نعبد الله سرا بعد هذا اليوم ولما قدم عمر رضي الله عنه الشام وقف على طور سيناء فأرسل البطريق عظيما لهم وقال أنظر إلى ملك العرب فراه على فرس وعليه جبة صوف مرقعة مستقبل الشمس بوجهة ومخلاته في قربوس السرج وعمر يدخل يده فيها ويخرج فلق خبز يابس يمسحها من التبن ويلوكها فوصفة البطريق فقال لا ترى بمحاربة هذا طاقة أعطوه ما شاء
                    وأما أمير المؤمنين عثمان رضي الله تعالى عنه ففضائلة كثيرة ومناقبه شهيرة فهو جامع القران ومن استحيت منه ملائكة الرحمن رضي الله عنه
                    وقال جميع بن عمير دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت لها أخبرتني من كان أحب الناس إلى رسول الله قالت فاطمة قلت إنما أسألك عن الرجال قالت زوجها فوالله لقد كان صواما قواما ولقد سألت نفس رسول الله في يده فردها إلى فيه قلت فما حملك على ما كان فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت أمر قضي علي
                    وقال معاوية لضرار بن حمزة الكناني صف لي عليا فاستعفي فألح عليه فقال أما إذن فلا بد إنه والله كان بعيد المدى شديد القوى يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزيرة العبرة طويل الفكرة يقلب كفه ويعاتب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان والله يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقريبه لنا وقربة منا لا نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطلة ولا ييأس الضعيف من عدله فاشهد الله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدولة وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ الخائف ويبكي بكاء الحزين فكاني الان اسمعه يقول يا دنيا إلى تعرضت أم إلي تشوقت هيهات غرى غيرى لقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير اه من قلة الزاد وحشة الطريق قال فوكفت دموع معاوية حتى ما يملكها على لحيته وهو يمسحها وقد اختنق القوم بالبكاء وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزني عليه والله حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا تسكن حيرتها ثم قام فخرج وقيل أول من سل سيفا في سبيل الله تعالى الزبير بن العوام رضي الله عنه وذلك أنه صاح على أهل مكة ليلا صائح فقال قتل محمد فخرج متجردا وسيفه معه صلتا فتلقاه رسول الله فقال ما لك يا زبير قال سمعت أنك قتلت قال فماذا أردت أن تصنع قال أردت والله أن أستعرض على أهل مكة وروى أحبط بسيفي من قدرت عليه فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه أزرارا له فاستتر به وقال له أنت حواريي ودعا له..
                    ...
                    .

                    تعليق

                    • نوران العلي
                      V - I - P
                      • Feb 2009
                      • 3156

                      المستطرف في كل فن مستظرف

                      يتبع الباب الثلاثون
                      قال الأوزاعي كان للزبير ألف مملوك يؤدون الضريبة لا يدخل بيت ماله منها درهم بل كان يتصدق بها وباع دارا له بستمائة ألف درهم فقيل له يا أبا عبد الله غبنت قال كلا والله لم أغبن أشهدكم أنها في سبيل الله تعالى وهبط جبريل عليه السلام على رسول الله يوم أحد فقال من حملك على ظهره وكان حمله على ظهره طلحة حتى استقل على الصخر قال طلحة قال أقرئه السلام وأعلمه أني لا أراه يوم القيامة في هول من أهوالها إلا استنقذته منه من هذا الذي عن يمينك قال المقداد بن الأسود قال إن الله يحبه ويأمرك أن تحبه من هذا الذي بين يديك يتقي عنك قال عمار بن ياسر قال بشره بالجنة حرمت النار عليه ومر أبو ذر على النبي ومعه جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي فلم يسلم فقال جبريل هذا أبو ذر لو سلم لرددنا عليه فقال أتعرفه يا جبريل قال والذي بعثك بالحق نبيا لهو في ملكوت السموات السبع أشهر منه في الأرض قال بم نال هذه المنزلة قال بزهده في هذه الحطام الفانية وقال ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله يقول إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن ألف بيت من جيرانه البلاء ثم قرأ ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) الاية
                      وقال أبو بكر السفاح لأبي بكر الهذلي بم بلغ الحسن ما بلغ قال جمع كتاب الله تعالى وهو ابن اثنتي عشرة سنة لم يجاوز سورة إلى غيرها حتى يعرف تأويلها ولم يقلب درهما قط في تجارة ولم يل عملا لسلطان ولم يأمر بشيء حتى يفعله ولم ينه عن شيء حتى يدعه قال السفاح بهذا بلغ وقال الجاحظ كان الحسن يستثني من كل غاية فيقال فلان أزهد الناس إلا الحسن وأفقه الناس إلا الحسن وأفصح الناس إلا الحسن وأخطب الناس إلا الحسن وقال بعضهم كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس لأن عمر ملك الدنيا فزهد فيها وأويس لم يملكها فقيل لو ملكها لفعل كما فعل عمر فقال ليس من لم يجرب كمن جرب وقال أنس في ثابت البناني إن للخير مفاتيح وإن ثابتا من مفاتيح الخير وكان حبيب الفارسي من أخيار الناس وهو الذي اشترى نفسه من ربه أربع مرات بأربعين ألفا كان يخرج البدرة فيقول يا رب اشتريت نفسي منك بهذه ثم يتصدق بها وكان أيوب السختياني من أزهد الناس وأورعهم ذكر عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى فقال رحم الله أيوب لقد شهدت منه مقاما عند منبر النبي أذكر ذلك المقام إلا اقشعر جلدي وقال سفيان الثوري جهدت جهدي على ان اكون في السنة ثلاثة ايام على ما عليه ابن المبارك فلم أقدر وكان الخليل بن أحمد النحوي من أزهد الناس وأعلاهم نفسا وكان الملوك يقصدونه ويبذلون له الأموال فلا يقبل منها شيئا وكان يحج سنة ويغزو سنة حتى مات رحمة الله وقال ابن خارجة جالست ابن عون عشرين سنة فما أظن الملكين كتبا عليه شيئا وروى أنه غسل كرز بن وبرة فلم يوجد على جسده مثقال لحم
                      وعن محمد بن الحسن قال كان أبو حنيفة واحد وزمانه لو انشقت عنه الأرض لانشقت عن جبل من الجبال في العلم والكرم والزهد والورع وحج وكيع بن الجراح أربعين حجة ورابط عبادان أربعين ليلة وختم بها القران أربعين ختمه وتصدق بأربعين ألفا وروى أربعة الاف حديث وما رؤى واضعا جنبه قط وقف عمر بن عبد العزيز على عطاء بن أبي رباح وهو اسود مفلفل الشعر يفتي الناس في الحلال والحرام فتمثل يقول تلك المكارم لا قعبان من لبن.
                      ...
                      .
                      ساتجاوز هنا عن سرد باقي هذا الباب والباب الحادي والثلاثين الذي يليه
                      لما يحويه من قصص غير مقبولة عن ما يسمى بالولاة وبركاتهم وما يخالف سنة نبينا محمد
                      والله اعلم
                      اللهم لا تاخذنا ان نسينا او اخطأنا
                      التعديل الأخير تم بواسطة نوران العلي; 23-05-2011, 10:04 PM.

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...