موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    سلامة القلب على سعادة المرء فى الدنيا والآخرة'

    أهمية سلامة القلب:
    لسلامة القلب عظيم الأثر في سعادة المرء في الدنيا والاخرة؛ فلا يكاد العبد ينتفع بشيء في دنياه وأخراه أعظم من انتفاعه بسلامة قلبه:
    سلامته من الشرك والنفاق والرياء والكبر والعجب وسائر الأمراض التي تعتريه، ولا أعني: أمراض البدن التي منها أمراض القلوب، وإنما أعني:
    تلكم الأمراض التي تعتري القلب مما يتعلق بدينه؛ فهي أعظم الأمراض فتكا على الإطلاق وأشدها تدميرا وأسوأها أثرا؛
    بل وليست هناك مقارنة على الإطلاق بين مرض بدني يعتري القلب ويحتاج إلى بعض الأدوية والمسكنات، وبين مرض يجرح دينه ويذهب تقواه.

    فالأخير يجلب على العبد نكدا وهما وغما وعذابا في الدنيا والاخرة، أما الأول فقد يثاب عليه العبد المؤمن إذا صبر واحتسب،
    كسائر الأمراض التي يثاب عليها المؤمن إذا صبر واحتسب، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) رواه البخاري ومسلم .
    ولكن من قصور نظر الخلق وقلة أفهامهم وضيق مداركهم؛ لا يولون الأهم والأخطر
    وهو المرض المتعلق بالدين أدنى أهمية، وفي المقابل إذا شعر أحدهم بأي مرض عضوي يعتري قلبه من قلة نبضات أو سرعتها،
    أو أي نوع من تلكم الأمراض؛ فإنه يبادر وبسرعة بالذهاب إلى الأطباء، ويسأل عن أعلم أهل الطب ،
    ويبحث عن أكثرهم مهارة وأحذقهم تطبيبا، ولم يدخر وسعا في الذهاب إليه، ولو كلفه ذلك الغالي والنفيس من دنياه.

    وخفي على هؤلاء أن هذه الحياة الدنيا إنما هي سنوات قليلات وأيام معدودات، وبعد ذلك فهناك الدار الاخرة التي هي الحيوان،
    ولو كانوا يعلمون، تلكم الدار التي يحتاج القرار فيها إلى سلامة القلب من الشرك والنفاق والعجب والرياء،
    وسائر الأمراض التي نحن بصدد الحديث عنها؛ لخطورتها وسوء أثرها.
    قال خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم:
    {ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم}
    [سورة الشعراء، الايات: 87 89].

    قلب سليم من الشك والشرك والشقاق والنفاق، سليم من الغل للذين امنوا... سليم من الرياء، سليم من الأحقاد..
    .سليم لم يصب بالقسوة ولم يختم عليه بالأختام ... سليم لم يتلوث باثار الجرائم والذنوب والمعاصي ...
    ولم يتدنس بالبدع والخرافات والأوهام وظن السوء.
    سليم يحمل كل هذه المعاني.
    هذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يوم القيامة، كما انتفع الخليل إبراهيم عليهالسلام:
    {وإبراهيم الذي وفى} [النجم: 37].
    إبراهيم الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن فجعله الله للناس إماما:
    {إذ جاء ربه بقلب سليم} [الصافات: 84].
    بصلاح هذا القلب يصلح سائر الجسد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))
    رواه البخاري ومسلم.
    هذا القلب المنيب الذي يورث صاحبه الجنان وتقرب له وتدنى، قال الله تبارك وتعالى:
    {وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب *
    ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد}
    [سورة ق، الايات: 31- 35].
    هذا القلب المليء بالخير سبب في الفتح في الدنيا، وسبب في الخير في الدنيا أيضا، قال الله تعالى:
    {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم}
    [الأنفال: 70].
    فانظر إلى الاية الكريمة، كفار أسروا وقعوا في الأسر في أيدي المسلمين فمنهم من يقول: إني كنت مسلما وكان في قلبي خير؛
    فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم}
    [الأنفال: 70].
    فالله يؤتي الخير بناء على الخير الذي في القلوب ، وهو سبحانه يغفر الذنوب؛
    للخير الذي في القلوب: {ويغفر لكم}
    وها هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نزلت عليهم السكينة، وبما نزلتبعد توفيق الله سبحانه لهم؟!!
    قال الله سبحانه: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}
    [الفتح: 18].
    فانظر إلى قوله تعالى: {فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها}
    [سورة الفتح، الايات: 18، 19].
    فلما علم الله ما في قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم؛ أنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا، ومغانم كثيرة يأخذونها...
    كل هذا لما علمه الله من الخير الذي في القلوب.
    وانظر كذلك إلى فائدة تعلق القلب بالمساجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ورجل قلبه معلق في المساجد)) رواه البخاري ومسلم.
    فالخيرات والبركات، والنصر والفتوحات كل ذلك يتنزل من عند الله سبحانه على قدرما في القلوب من خير.
    وكذلك رفع الدرجات، وعلو المنازل وراثة الجنان كل ذلك من عظيم أسبابه: ما فيالقلوب من خير.
    والله سبحانه وتعالى ينظر إلى القلوب والأعمال، ويجازي عليها ويثيب ويعاقب،
    ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)).
    وفي رواية لمسلم من حديث أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو
    المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا))
    "ويشير إلى صدره ثلاث مرات" رواه مسلم.
    فما أسعد أصحاب القلب السليم! هنيئا لهم هؤلاء الذين وحدوا ولم يشركوا به شيئا، ولم يراءوا ولم ينافقوا...
    هنيئا لهم هؤلاء القوم الذين باتوا وليس في قلوبهم غل للذين امنوا... هنيئا لهم هؤلاء الذين أحبوا للمؤمنين ما أحبوه لأنفسهم ...
    هنيئا لهم هؤلاء الذين حافظوا على قلوبهم ولم يلوثوها بذنوب ترسب عليهاالسواد والنكت والران والختم ...
    هنيئا لهم هؤلاء الذين اطمأنت قلوبهم بذكر الله.
    طوبى لهؤلاء وحسن ماب ... يكاد أحدهم يطير في الهواء من سعادته وخفة قلبه،
    وهو يحب للمؤمنين الخير وقلبه نظيف من الذنوب والمعاصي، وقلبه سعيد لحلول الخير على العباد...
    هنيئا لهم هؤلاء الرحماء أرقاء القلوب لذوي القربى والمسلمين.

    ،،،
    يتبع

    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      سلامة القلب على سعادة المرء فى الدنيا والآخرة'

      وكذلك العقوبات والمؤاخذات كم كبير منها ينبني على ما في القلوب:
      قال الله تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم} [البقرة: 225].
      وها هم أصحاب الجنة، أصحاب البستان الذين ابتلاهم الله عز وجلعوقبوا عقوبة عاجلة في الدنيا؛
      لما أضمرته قلوبهم من شر وبخل كما حكى الله سبحانه فقال:
      {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين *
      ولا يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم}
      سورة القلم، الايات: 17 20].
      وها هي طائفة من أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وعفا عنهم لما خرج بعضهم يريد الدنيا يوم أحد
      كانت إرادته سببا في هزيمة إخوانه، عفا اللهعن الجميع، قال الله سبحانه:
      {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم
      من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}
      [سورة ال عمران: 152].
      فيا سبحان الله! كيف كانت إرادة الدنيا عند فريق سببا في هزيمته وهزيمة منمعه؟!
      وها هو رجل الغالب عليه النفاق
      لم ير المؤمنون منه نفاق، لكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه، ذلك الرجل كان يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
      ومع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جريئا، كان شجاعا، كان مغوارا ، كان لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا تبعها،
      يقتل من المشركين الجم الغفير، ويجرح فيهم ويطعن!
      ولكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
      ((أما إنه من أهل النار)).
      فكاد المسلمون أن يرتابوا؟ كيف هو من أهل النار، وهو أشجعنا؟! سبحان الله هو من أهل النار؟! ولم هو من أهل النار؟
      الله يعلم ذلك، هو سبحانه الحكيم الخبير هو العليم بما في الصدور، هو العليم بما في قلب هذا الرجل.
      ها هي قصته، وها هو شأنه:
      أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
      التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الاخرون إلى عسكرهم
      وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه
      فقال ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      ((أما إنه من أهل النار))
      فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا
      فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه
      فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال:
      ((وما ذاك؟))
      قال الرجل الذي ذكرت انفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا
      فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:
      ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)).
      فعياذا بالله، ما أشقى هؤلاء أصحاب القلوب الخبيثة! ما أشقى هؤلاء الذين حملوا بين جثمانهم قلوب الشياطين !
      ما أتعس هؤلاء الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا! ما أتعس هؤلاء الذين نافقوا وخدعوا المؤمنين والمؤمنات!
      ما أشد عذاب هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بحب شيوع الفاحشة في الذين امنوا؛فادخر لهم العذاب الأليم في الاخرة فضلا عما عجل لهم منه في الدنيا!
      فإلى هؤلاء الذين اشتعلت قلوبهم بنار الغل وامتلأت بنار الحسد والكبرياء،هلموا يا هؤلاء إلى إخماد هذه النيران وإطفائها،
      من قبل أن تستعر في أجوافكم فتمزق القلوب وتحرق الأجساد.
      إلى هؤلاء الذين منعهم الحقد على العباد من النوم، وجعلهم يتقلبون على الفرش طيلة ليلهم،
      هلموا إلى ما يجلب لكم النوم ويحقق لكم الراحة.
      إلى من حسدوا الناس على ما اتاهم الله من فضله، وأرادوا أن يتحكموا في أرزاق الله، وفي أقدار الله،
      وفي تدبير الله ففشلوا في ذلك ولم يستطيعوا منع رزق الله عنأحد، ولا جلب ضر لأحد، فباتوا وقلوبهم مضطربة، وقلوبهم قلقلة،
      وقلوبهم ملوثة،وقلوبهم مدنسة ألا فأقبلوا يا هؤلاء على ما يسكن القلوب ويهدئ الفؤاد.
      إلى من أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا فألقي في قلوبهم الرعب.
      إلى من نافقوا وخادعوا وأقبلوا على الرياء والسمعة،
      وعملوا للناس ولميعلموا لله؛ فحبطت أعمالهم وذهب ثوابها.
      ألا فليعلم جميع هؤلاء: أن الله يعلم ما في قلوبهم فليحذروه.
      ألا فليعلم هؤلاء: أن الله عليم بذات الصدور فليصلحوها.
      ألا فليعلم هؤلاء: أن هناك نار تطلع على الأفئدة، كما قال تعالى:
      {وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة}
      [سورة الهمزة، الايات: 5 7].
      إنها نار يطلع لهيبها إلى الفؤاد فيحرقه ... إنها نار ترى النيات الخبيثة، والعقائد الخبيثة، والأمراض الخبيثة في القلوب فتحرق تلك القلوب؛ عياذا بالله.
      فنداء، واستصراخ قبل أن تحرق هذه القلوب.
      فجدير بالعبد أن يتجه إلى إصلاح قلبه، وتنظيفه وحشوه بالخير، وملئه بالإيمان وغرس التقوى فيه.
      جدير بالعبد أن يكثر من ذكر الله، وأن يسأل ربه سبحانه وتعالى لقلبه الشفاءوالثبات على الإيمان حتى الممات ...
      حري بالعبد أن يبحث عن سبب مرض قلبه، وأن يسأل عن علاجه.
      ها هي جملة أمراض تعتري القلوب، وها هو علاجها، والشفاء في كل حال من عند الله سبحانه وتعالى، لا شفاء إلا شفاؤه.
      فإلى أمراض القلوب، ها هو المرض، وهذا علاجه، هذا هو الداء، وهذا دواؤه.
      دواء لا يكاد يخطئ، بل لا يخطئ أبدا ما دام دواء من عند الله، ما دام دواء من كتاب الله
      وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم... فعليك بالدواء ولا تفرط فيه ولا تقصر في تناوله ولا تتغافل عنه.
      هذا الداء، وهذا الدواء... هذا المرض، وفي هذا الشفاء


      من: 'أثر سلامة القلب على سعادة المرء فى الدنيا والاخرة'
      للشيخ / أبى عبد الله مصطفى بن العدوى

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        للجمال قصة في المسجد الأقصى

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







        إن أغلب ما نعرفه ونسمعه عن المسجد الأقصى يتعلق بواقع الاحتلال والأنفاق والاستهداف، وهذه المعرفة واجبة لازمة لإدراك خطورة ما يحيق به،
        والدور المنوط بمن يتعاملون معه كعقيدة وهوية وقضية مصيرية، غير أن هذه المعرفة في غالبها
        مطبوعة بطابع مأساوي يسيطر عليه الخذلان من أصحاب القضية.


        إلا من قلة رحمها ربي، والتامر العالمي بالصمت والمعونة لمن يريدون القضاء عليه، ولما كانت أولى خطوات النصر
        إيمان واستبشار وتوكل وضربة معول في صخرة اليأس تأتي ببشارة ملك كسرى وقيصر، كان لا بد أن ننظر بنظرة مختلفة إلى المسجد الأقصى،
        نظرة يغمرها الأمل والمحبة والأشواق القلبية، نظرة ترقب اللقاء كتلك التي ملكها ابن القيم الجوزية
        وهو يصوغ رائعته في وصف الجنة (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) فجعلنا نستطلعها بايات الكتاب وأحاديث السنة
        يحدونا الأمل بالله أن يكون لنا فيها نصيب فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،
        ولقد أدرك الإمام العسقلاني هذا الرابط فقال عند زيارته للمسجد الأقصى


        إلى البيت المقدس جئت أرجو *** جنان الخلد نزلا من كريم
        قطعنا في محبته عقابا *** وما بعد العقاب سوى النعيم

        و لقد أحس أسلافنا بهذا الجمال الذي انطبع في قلوبهم طهارة وقربا، فقالوا إن الله اختص مكة بالجلال واختص بيت المقدس بالجمال،
        وقال معاوية بن أبي سفيان في خطبة له في المسجد الأقصى " إن هذه البقعة الواقعة بين جداري هذا المسجد أحب إلى الله تعالى من سائر الأرضين"
        وأخذ البيعة بالخلافة في القدس لا في عاصمة الخلافة الأموية بدمشق إدراكا لأهميتها وتعظيما لها
        ، ولخص بشر الحافي لذات الدنيا كلها وجمعها ببيت المقدس، وأجاب حين سئل لماذا يفرح
        الصالحون ببيت المقدس قائلا: "لأنها تذهب الهم ولا تنشغل النفس بها"

        و لقد طهر المسجد الأقصى نفوس المحبين له فكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يترك كل متاع الدنيا
        ولا يقرب حتى شربة الماء أو كسرة الخبز عند صلاته في المسجد الأقصى رغبة في الأجر الذي
        أخبر عنه الحديث" ولا يأتيه أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه

        وبقربه أيضا أدركت رابعة العدوية منازل المحبة والشوق لله،
        وفيه كتب الإمام الغزالي إحياء علوم الدين الذي قيل فيه من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء

        و في بناء المسجد الأقصى تترسخ الوراثة الإيمانية، وراثة أمة محمد صلى الله عليه وسلم للأمم جميعا
        من أول أبيهم ادم الذي بنى الكعبة التي رفع قواعدها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام،
        ثم بنى بعدها بأربعين عاما المسجد الأقصى،

        وفي هذا يؤكد الدكتور هيثم الرطروط بعد دراسة وقياس التطابق بين أبعاد المسجدين أن بناء المسجد الأقصى جاء باتجاه مكة المكرمة،قبلة الأمة الخاتمة، ليؤكد الوحدة والصلة بين القبلتين.

        و تترسخ فيه اية" أن المساجد لله" فكل ما فيه يذكر بالله وايات الله وقدرته، فالجامع القبلي مثلا صمد
        بأمر الله لكل الزلازل والصواريخ والحرائق مذكرا بمساجد التقوى التي تقوم وتحفظ بأمر الله،
        وبيت الرب المكفول بحمايته ولو اجتمعت عليه أفيال الدنيا وأبرهة كل عصر.
        ،،،
        يتبع

        ،،

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          للجمال قصة في المسجد الأقصى




          أما قبة الصخرة فدليل على تفوق المسلمين المعماري،فمن حيث الموقع تقع في نقطة الوسط والقلب من المسجد الأقصى،
          وقد أرادها الأمويون تحفة متميزة ودلالة على تفرد المسلمين فوق الأمم التي سبقت واثارهم فأعدوا لها نموذجا في قبة السلسلة،
          وكلف عبد الملك بن مروان أمهر مهندسي عصره رجاء بن حيوة ونصر بن سلام بالمهمة
          فكان أحدهما مختصا بالجوانب الجمالية والفنية والاخر في الهندسة والبناء،
          وأنفق عليها خراج مصر لسبع سنين فلما انتهى البناء بقي مائة ألف دينار فأرسلها الخليفة مناصفة كهدية للمهندسين،
          فما كان منهما إلا أن اتبعا نهج التجرد والتعفف وبذل النفس والمال كأسلافهم من الصحابة والتابعين
          فردوها قائلين: لو احتاج المسجد الأقصى لأنفقنا عليه من حلي نساءنا،
          فأمر الخليفة بالنقود فسبكت صفائح ذهبية وأفرغت على القبة التي تلألأت من يومها بالذهب،

          وهي ذات القبة وهو نفس المسجد اللذان يعانيان الان من شح من ينفق على عمارتهما وتثبيت أركانهما وأهلهما.



          و يفسر الدكتور عبد الله معروف جماليات المسجد الأقصى في كتابه المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك،
          فالقبة مثلا مثمنة الشكل تحملها ثمانية مداميك (أعمدة كبيرة) مذكرة بقوله تعالى:
          "و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية

          و فيها محاريب ثلاثة تذكر بالأماكن المقدسة الثلاثة في الإسلام: مكة والمدينة والقدس،

          وفي الجانب الشمالي من القبة سبعة محاريب تذكر بالسموات السبع والأرضين السبع،

          وعدد الأعمدة في صف الأعمدة خمسة مذكرة بأركان الإسلام وعدد الصلوات،

          أما الزخرفة الفسيفسائية في القبة فتمثل ثمار وزروع الجنة المذكورة في القران كالتين والرمان والزيتون،

          و تغطي جماليات البناء كذلك معطيات الزمن فحول الصخرة أربعة أعمدة كبيرة تذكر بالفصول الأربعة،

          وبينها اثنا عشر عامودا صغيرا عدد أشهر السنة،
          وفي القبة اثنان وخمسون شباكا عدد الأسابيع في السنة،
          وعلى مدار القبة خطت سورة يس قلب القران،
          أما باب الرحمة وهو الباب الشرقي للمسجد الأقصى فيتكون من بوابتين التوبة والرحمة ويطل على الوادي المعروف بوادي جهنم،
          وهو في اسمه وموقعه يذكر بقول الله تعالى في سورة الحديد
          "فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب".





          بعد الفتح الصلاحي لبيت المقدس وكانت الدماء قد جرت فيه مجرى الماء والمسجد صار إسطبلا للخيول وحظيرة للدواب
          غسله الأيوبيون بماء الورد والمسك وعطروه بالبخور وكان يكفي الغسل بالماء الطاهر
          ولكنها حضارة الجمال والإجلال التي تجعلنا ننظر للمسجد المحتل الان نظرة تفاؤل وأمل...
          و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
          ،،،
          رزقنا الله وامة الاسلام صلاة فيه
          بفضله وكرمه
          ,,,

          تعليق

          • نوران العلي
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 3156

            الإسلآم في عيون ألمانيه ...

            تعليق

            • نوران العلي
              V - I - P
              • Feb 2009
              • 3156

              مهارات التفكير..,,1

              مهارات التفكير
              مفهوم التفكير :
              عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ،
              وهو مفهوم مجرد ينطوي على نشاطات غير مرئية وغير ملموسة ، وما نلاحظه ، أو نلمسه هو في الواقع نواتج فعل التفكير
              سواء أكانت بصورة مكتوبة ، أم منطوقة ، أو حركية ، أم مرئية .
              ويهمنا في هذا المجال معرفة نوعين من أنواع التفكير هما :
              التفكير التفريقي ، التفكير التجميعي .
              1 التفكير التفريقي ( divergent thinking ) :
              يرتبط هذا النوع بنتيجة المعلومات وتطويرها وتحسنها للوصول إلى معلومات وأفكار ونواتج جديدة من خلال المعلومات المتاحة ،
              ويكون التأكيد هنا على نوعية الناتج وأصالته ، ويعني أن الفرد يمكن ألا يصل إلى إجابة واحدة صحيحة ،
              لأنه ينطلق في تفكيره وراء إجابات متعددة ، وهذا النوع يقابل عمليات التفكير الإبداعي .
              2 التفكير التجميعي ( convergent thinking ) :
              يحدث هذا النوع من التفكير عندما يتم تنمية وإصدار معلومات جديدة من معلومات متاحة سبق الوصول إليها ، ومتفق عليها ،
              وينتج عن ذلك إجابة صحيحة واحدة لما يفكر فيه الفرد ، وهو والحالة هذه في تفكير تجميعي مجدد ، ويقابل هذه العملية التفكير الناقد .
              يتبع

              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                مهارات التفكير :2

                مهارات التفكير :

                1 الملاحظة :
                مهارة جمع البيانات والمعلومات عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ،
                وهي عملية تفكير تتضمن المشاهدة والمراقبة والإدراك ، وتقترن عادة بسبب قوي ،
                أو هدف يستدعي تركيز الانتباه ودقة الملاحظة .


                2 التصنيف :
                ويقصد بها تصنيف المعلومات وتنظيمها وتقويمها ،
                وهي مهارة أساسية لبناء الإطار المرجعي المعرفي للفرد ،
                وعندما نصنف الأشياء فإننا نضعها في مجموعات وفق نظام معين في أذهاننا ،
                كالتصنيف حسب اللون ، أو الحجم ، أو الشكل ، أو الترتيب التصاعدي ، أو التنازلي وغيرها .

                3 المقارنة :
                وتعني المقارنة بين الأشياء والأفكار والأحداث وفق أوجه الشبه وأوجه الاختلاف،
                والبحث عن نقاط الاتفاق ، ونقاط الاختلاف ،
                ورؤية ما هو موجود في أحدهما ، ومفقود في الاخر .

                يتبع

                تعليق

                • نوران العلي
                  V - I - P
                  • Feb 2009
                  • 3156

                  مهارات التفكير..,,3

                  وتتميز أسئلة المقارنة بخصائص أهمها :

                  1 المقارنة :
                  أ المقارنة المفتوحة : نحو : قارن بين الدراجة الهوائية ، والدراجة النارية .
                  ب المقارنة المغلقة : نحو : قارن بين المملكة العربية السعودية والسودان
                  من حيث المناخ ، والمساحة ، وعدد السكان ، والمواد الطبيعية .
                  2 تدرج أسئلة المقارنة
                  من حيث مستوى الصعوبة ،
                  والاتساع حسب مستوى الطلبة العمري والمعرفي .
                  3 تصلح أسئلة المقارنة
                  لتناول الأشياء المحسوسة ، والأشياء المجردة :
                  مثال : قارن بين ملعب كرة القدم ، وملعب كرة اليد .
                  ومثال : قارن بين مفهومي الأمانة والإخلاص .
                  تستخدم أسئلة المقارنة في جميع المواد الدراسية .
                  4 التفسير :
                  عملية عقلية غرضها إضفاء معنى على خبراتنا الحياتية ، أو استخلاص معنى منها .
                  ونحن عندما نقدم تفسيرا لخبرة ما إنما نقوم بشرح المعنى الذي أوحت به إلينا .
                  5 تنظيم المعلومات :
                  وهي مساعدة الطلبة على تنمية مهاراتهم في البحث
                  عن المعلومات ، وتجميعها ، ومن ثم تنظيمها ،
                  لأن ما يتلقاه الطالب من المعلم والكتاب الدراسي لا يعدوان في حقيقة الأمر سوى مصدرين متواضعين للمعلومات ، وإذا لم بنم الطالب معارفه عن طريق القراءة والاطلاع الدائم
                  فإن النتيجة الأكيدة هي محدودية الفائدة منها كمصدرين للمعلومات .
                  6 التلخيص :
                  وهو مهارة التوصل إلى الأفكار العامة ، أو الرئيسة والتعبير عنها بإيجاز و وضوح ،
                  وهي عملية تنطوي على قراءة ما بين السطور ، وتجريد وتنقيح وربط النقاط البارزة .
                  إنها عملية تعاد فيها صياغة الفكرة ، أو الأفكار الرئيسة التي تشكل جوهر الموضوع .
                  7 التطبيق :
                  يعني استخدام المفاهيم والقوانين والحقائق والنظريات التي سبق أن تعلمها الطالب
                  لحل مشكلة تعرض له في موقف جديد .
                  ويعد التطبيق هدفا تربويا مهما لأنه يرقى بالمتعلم إلى مستوى توظيف المعلومة
                  في التعامل مع مواقف ومشكلات جديدة .
                  والهدف العام من النشاطات التعليمية التي تستدعي التطبيق هو فحص قدرة الطالب على
                  استخدام الحقائق التي تعلمها في مواقف جديدة له .
                  8 الترتيب :
                  ويقصد به وضع المفاهيم ، أو الأشياء أو الأحداث التي ترتبط في ما بينها
                  بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقا لمعيار معين .
                  ويجدر الانتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة الأولى ،
                  فهناك الكثير من المفاهيم والأشياء التي تجمعها علاقة ، أو خاصية ما ، ولكن الفروق
                  في درجة الخاصية ، أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي يصعب معه ترتيبها وفق هذه الخاصية .

                  يتبع

                  تعليق

                  • نوران العلي
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 3156

                    مهارات التفكير..,,4

                    منطلقات في تعليم التفكير :


                    1
                    ليس بوسعك أن تعلم الناس التفكير ،
                    وكل ما تستطيع عمله هو أن تعلمهم أمورا يفكرون فيها .

                    2
                    التفكير مزاولة طبيعية للذكاء الفطري .

                    3
                    أن تزايد فعالية التفكير تنشأ عن تزايد في المعرفة وطلاقة لسان أبلغ .
                    ،
                    يتبع

                    تعليق

                    • نوران العلي
                      V - I - P
                      • Feb 2009
                      • 3156

                      مهارات التفكير..,,5


                      أمثلة على مواقف الطالب كمفكر :

                      1 التفكير دورة عملياتية :

                      ويتحقق التدرب على التفكير باستخدام الدورة العملياتية ،
                      وتتضمن هذه الدورة ثلاث حلقات هي:
                      الاستكشاف ، والابتداع ، والاكتشاف ،
                      وتمثل الدورة بالشكل الاتي

                      ويمكن توضيح عمليات الدورة بالصورة الاتية :
                      1 الاستكشاف :
                      وهي العملية التي يسبر بها الطالب ميدان خبرة جديدة عليه ،
                      فيجتمع لديه مخزون من الأفكار نتيجة حيويته ونشاطه ومشاهداته واستدلالاته
                      التي تبنى عليها عملية الاستكشاف .

                      2 الابتداع :
                      هي العملية التي يطلق فيها يطلق الطالب الأسماء ، والألفاظ ،
                      والمفاهيم على الخبرات ،
                      والمواقف ، والأحداث التي تمت في مرحلة الاستكشاف .

                      3 الاكتشاف :
                      توسيع وتفصيل المفهوم الذي تم ابتداعه وتوظيفه بصورة جيدة
                      مما يؤدي إلى توليد مفاهيم جديدة .
                      يتبع

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...