رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


    رمى نفسه بجانب صديقه ، على سرير عريض و وثير يتسع لتخبئة الأحزان المتثاقلة على ظهرك. ناصر بتعب : جايني أرق ماني قادر أنام صار لي يومين انام ساعة و أصحى وهذي حالتي
    عبدالعزيز بإبتسامة طاهرة مغمض عينيه : تذكر السنة اللي فاتت وش كنا نسوي ؟
    ناصر ضحك بخفوت ليردف : علينا تصرفات المراهقين ما يسوونها
    عبدالعزيز ومازال مغمض العين يعيش الحلم بكافة تفاصيله ، عض شفته السفلية بشغف : كان متعة والله ضربنا لبعض
    ناصر بإبتسامة محت كل تعب الطائرة : خذيت منك كفوف والله كانت إيدك حجر أعوذ بالله
    عبدالعزيز : و أبوي ماقصر فيني رجع لك حقك
    ناصر أنفجر ضحكا وهو يتذكر شكل عبدالعزيز وبين ضحكاته : أبوك عليه تعذيب نفسي يخليك تعض الأرض
    عبدالعزيز أبتسم : تذكر يوم يعلق العلب فوق راسنا ويقول بشوف توازنكم قسم بالله قمت أستشهد من الخوف
    ناصر : أي تستشهد قمت تترجاه !! " يقلد صوته " تكفىى يبه هذا سلاح أخاف الشيطان يدخل وأموت ... تكفىى يبه توني بأول العمر
    عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه ويغفرله .... وبصوت خافت .. أشتقت له ، كنت أحسب لأفعالي ألف حساب لأني داري أنه وراي ماكنت أخاف أغلط لأني عارف أنه في أحد وراي بيصلح الخطأ
    ناصر : الله يرحمه يارب ... والله أشتقت له كثير .. أشتقت حتى لهواشه لي ..... مدري كيف كان عصبي ورحوم بنفس الوقت .. كل الصفات الحلوة فيه
    عبدالعزيز بعين متلهفة لأحاديث عنهم عل أطيافهم تشاركه العيد : أول مرة هاوشك فيها وزعلت ماكنت متعود على أسلوبه و باس راسك وقالك " يقلد صوت والده بحب عظيم " ما بين الأبو و ولده زعل
    ناصر تحشرجت دموعه لذكرى والد عبدالعزيز ، أبتسم و عيناه تتضبب برؤيتها : ما أظن غادة بروحها اللي أشتقت لها
    عبدالعزيز فتح عيناه ينظر للسقف الشبه معتم كقلبه الذي يحتفظ ببعض الضوء من ذكراهم ،

    ،

    يرن في إذنه وصف والدته لها ، جديا لا يفكر كثيرا بزاوجه الذي يضطرب بالعد التنازلي ، و لا يفكر كيف التعارف سيكون بينهما ؟ أو حتى كيف يتخيلها . . لم يطالب بالرؤية الشرعية و لم يطمح من الأساس بأن يراها.
    في الطريق المؤدي للرياض خلف سيارة والده ، على جنبات طريق يفيض بالجفاف كجفاف شباك قلبه الذي لن يغري حمامة مثل ريم بأن تقف عليه ، تنهد و قلبي يعيد إستماعه " بصوت به من اللهفة لهذا الزواج الكثير ، أردفت : طولها كذا يعني تقريبا أقصر من أفنان بشوي ، و ضعفها حلو ماهو ضعف المرض لا ضعف يعجبك .. و لا الخصر قل أعوذ برب الفلق وش زينها يوم شفتها اخر مرة بالفستان و طالع جسمها ماشاء الله تبارك الرحمن .. أنا لمحت أخوها الكبير مرة على ماظنتي منصور .. فيها شبه كبير منه بس هي أزين بعد .. ما أقول إلا الله يهنيكم ويرزقكم الذرية الصالحة "
    هذا الوصف و تلك الكلمات تشبه ما قالته والدته في منى ، يذكر تلك الليلة البائسة و ضحكاتهن الحقيرة ، حتى الجوهرة كانت تعلم و لكن لم تقل لي و لا ألام على كرهك يالجوهرة !
    ( بخطوات خافتة يصعد لينجذب نحو أصواتهن ، و منى بسخرية : ههههههههههههههههههه إيه ماشاء الله معذبة قلوبهم كلهم ، علقت عليها الجوهرة بذات السخرية " قولي بعد أنك تحبينه " منى بضحكة صاخبة أجابت : إيه أحببببه .. هههههههههههههه )
    زاد بسرعته و براكينه تثور مجددا ، و الأفكار تأتي بمنى الان
    " ألتفتت عليه وهي تغلق هاتفها ، سألها " مين تكلمين ؟ " أجابت " مدري مزعجني هالرقم كثير " . . سحب الهاتف لينظر للرسائل الغزلية . . . . " و أشياء لا يستحق قلبي ذكرها الان ، بتر تفكيره بها و هو يجدد اللا ولاء لريم.

    ،


    قبل جبينها و كفها ليجلس أسفل السقف الذي تتدلى منه الثريا الذهبية المشعة التي تشبه عينا موضي المشتاقة ، وبصوت ممتلىء بالحنان : بشرني عنك ؟ وش مسوي ؟
    فارس : بخير مافيه شي يذكر
    موضي وهي تخلخل أصابعها في شعر فارس القصير : تدري يمه ؟ أشتقت أصبح على وجهك
    فارس بصمت ينظر للفراغ الذي أمامه ، لم يضع عينه في عين والدته إلا عند سلامه لها.
    موضي و دموعها تخنق محاجرها : أشتقت لك كثير
    فارس و جامد جدا ، قلبه يتفتت لفتات رقيق يمر بحموضة بين خلايا دماءه المالحة.
    موضي بلهفة : سولف لي عن أخبارك ، 7 شهور ماشفتك .. أبي أعرف وش صار فيها !
    فارس بهدوء وعيناه على دلة القهوة : أنام اكل أقرأ أرسم .. بس
    موضي بقهر الأم : ليه تكلمني بهالطريقة كأنك ماتعرفني ؟ أنا أمك لا تسوي فيني كذا
    فارس تنهد : اسف
    موضي بإعتذاره نزلت دموعها بلا مقدمات ، وضعت كفها على كف إبنها الأسمر : أبي أحس أنك قريب مني ، تدري يا فارس أني أحتاج لك كثيير
    فارس ألتفت عليها و عيناه في عينيها ، عقد حاجبيه وجعا و سحبها لحضنه ليعانقها و يستنشق الأمومة الضائعة منه ، دفء يهدأ ضجيج البرودة الذي يحفه ، لم دائما أفشل في قول ما في قلبي ؟ لم دائما أعاند قلبي و أقول شيئا مختلفا لأجرح من حولي !
    تعلمين جيدا يا أمي أني ، أفتقدك كما أشعر بفقدي لجنة الدنيا بين كفيك.

    ،

    على طرق باريس العتيقة مشيا و شمس خجولة تطل دقائق و تختفي تحت خمار السحب ، أدخلت أفنان كفيها في جيوب معطفها : برررد
    سمية تنظر لم حولها :أتوقع هنا المكان ...
    أفنان : ترى إذا فيه أشياء ماش ماعجبتني راح نطلع
    سمية :أكيد إذا فيه شرب وحركات قلة أدب على طول نطلع
    أفنان : طيب ..... و بهدوء دخلتا الممر الضيق ليواجها مدخلا مزين بجدائل الزهر الريفية ، أفنان بضحكة : شوفي الورد وش زينه يمدينا نسرقه !
    سمية : مدري من وين يجيبونه مررة يجنن ! بس هنا مايبيعون الا المخيس
    أفنان و سمية توزعت أنظارهن حول المكان المزين بالطاولات المستديرة و المقاعد التي تشبه مقاعد النوادي الليلية ، كان اللون العنابي و الذهبي يطغى على المكان و نقشات الجدران تشبه التراث النجدي.
    و الضحكات تصخب في كل مجموعة جالسة و الموسيقى تنهال من كل صوب.
    أفنان همست : خلينا نطلع !! بيجلسون ينطربون الحين ويرقصون !!
    سمية : إلا وناسة بس تعالي نتفرج ونتطمش .. محنا مسوين شي إحنا
    أفنان : يمه أشكالهم تخوف ماكأنهم مسلمين
    سمية بجدية : أفنان ياكثر وسوستك إلا مسلمين شوفي هالوجيه السمحة بس !!.. سحبتها وجلستا في إحدى المقاعد المنزوية بالأخير حيث مكان إستراتيجي لسمية في التأمل بملامح الضيوف.
    أفنان : الحين حقين " كان " بيجون ؟ يعني أستاذ نواف وكذا ؟
    سمية : مدري والله بس أتوقع يمكن
    أفنان أمالت فمها : ماهو حلوة يشوفنا كذا
    سمية بحماس : شوفي ذيك بس ..

    ،

    غرقت في ضحكتها وهي تغسل كفاها ، بعض من نجد يلتصق بها الان و الرائحة العذبة تكشف عن إشتياقها ، أردفت : حلوو ؟
    وليد و هو ينظر لنقش ظاهر كفها و بإبتسامة : مع أني ماأحب هالأشياء بس حلو عليك
    رؤى أبتسمت للإمرأة السوادنية العذبة و شكرتها لتتبع وليد.
    وليد أبتسم و سحب قبعة القش ليضعها على رأس رؤى و أكملا سيرهما على الشاطىء و الجو يتكاثف على نغمة العيد.
    أردف : ما توقعت فيه عرب هنا !
    رؤى : يازينها بس .. والله ودي اخذ رقمها
    وليد ضحك ليردف : خليك واقفة هنا
    رؤى بشغف : فيه مفاجاة بعد ؟
    وليد : وش قلنا ؟ الأقدار مكتوبة و ماله داعي نفكر بالمستقبل .. لازم نضحك ونعيش يومنا و نتفاجىء بعد
    رؤى بإبتسامة حب و حماس طفولي : طيب .. وش بعد ؟
    وليد : شايفة الشي اللي هناك .. أشار لها بيدها ،
    رؤى شهقت : لالا مستحيل قول أننا بنركبه
    وليد : هههههههههههههههههههه رحلة على شواطىء باريس وش رايك بس ؟
    رؤى ضحكت بفرحة كبيرة : يالله وليد ... وين ألقى مثلك ؟
    وليد أبتسم : ترى بنتأخر على الرحلة لأن معانا ناس ثانيين .. ماحبيت نحجز بروحنا .. يعني عارفة الوضع
    رؤى بإمتنان : مو بس وين ألقى مثلك ؟ إلا وين ألقى شخص يخاف علي حتى من نفسه
    أتجها نحو الباخرة العريضة كانت تحوي على أناس يتحدثون الفرنسية المتغنجة بألسنتهم ، صعدا للأعلى حيث لا أحد ، رؤى تقف و الهواء يعبث بها ، بنظرة ساحرة لعرض البحر : أحس بسعادة ما تنوصف
    يشطر بصرها ضحكة لرجل لا ترى ملامحه يعتلي صوته بجانب اخر : وي ار إن باغييس .. We are in paris
    يكمل عنه الاخر : و تخرجنا و رفعنا الراس
    و رموا أجسادهم من الباخرة في البحر وسط صخب ضحكاتهم و فرحتهم ،
    ألتفتت على وليد و أصابعها تتمسك بحواجز الحديد : أحس هالمنطقة قد شفتها !!

    ،

    على مكتبه يطفئ سيجارته ، في كفه الهاتف : أنتظر بعد .. أنا كلمت صالح و هو قالي فترة و بعدها نتفق بموسكو ...... لا وش فيك ؟ .... لا أكيد مستحيل أنا أثق فيه كثير .... هو مشغول الحين يقول أضبط الأمور وماأعرف أيش أنا مخليه براحته لأن داري راح يرضيني بالنتيجة ...... هههههههههههه لا في هذي تطمن أقولك واثق فيه ....... مستحيل قولي ليه ... مدري عنه يقولون متزوج بنته .. ما علي منه أنا قبل كنت أفكر بولد سلطان أنه ممكن يفيدنا بس طلع متزوج بنته وين يفيدنا فيه بعد !! ... هههههههههههههههههههههه والله عاد هالعبدالرحمن أنا ماأفهم تركيبته ..... خل يحشر بناته ولا يذبحهم ما علي منه .. المهم شف لي الحجوزات أبيك تتأكد و تراجع لي شروط العقد أخاف يشوفون لهم ثغرة زي العادة ويقلبون الموضوع علينا ..... إيه أنا معتمد عليك في الأمور القانونية ..... لا بنتظر لين تجيني الجنسية الفرنسية عشان كذا أكون تحت حماية الحكومة الفرنسية ... إيه طبعا ... ههههههههههههههههه مو بس ياكل تراب إلا بيتبخر هو و الثاني سلطان ....

    ،

    أرتدت فستان إلى ركبتها ذو لون أسود ، أعتادت على ألوان تجعلها بعمر أصغر أما هذه المرة أرادت أن تخرج بلون كئيب أو ربما لون يبرهن صخب أنوثتها . . أرادت أن تكشف نواياها في ردائها.
    تركت شعرها البندقي مموج بخفوت على كتفها و الشاش الأبيض مازال يلف منتصف رأسها و يمسك شعرها من فوق ليظهر أكثر ترتيبا ، تركت أحمر صارخ يتكأ على شفتيها و الكحل الأسود يذيب شحوب عينيها.
    أرتدت كعبها الأسود و سمعت أصواتهم ، عمي عبدالمحسن وصل !! . . ألتفتت لغرفة عبير ، أتجهت لها و طرقت الباب ، مرة وإثنتين وفتحت الباب ، ألتفتت عبير المستلقية على السرير إليها.
    رتيل بهدوء : ليه جالسة ؟
    عبير صعقت من منظر الشاش ، فهي لم ترى رتيل منذ أمس : وش فيه راسك ؟
    رتيل : طحت أمس .. طيب أمشي ننزل عمي عبدالمحسن جاء وأكيد جوجو معه وخالتي
    عبير : لا مالي خلق بنام
    رتيل تنهدت : قومي وشو له تضيقين على نفسك !!
    عبير بإستغراب من تصرفات رتيل : وش صاير لك اليوم ؟
    رتيل أبتسمت و الخبث يخرج من عينيها البريئة : ولا شيء بس إذا أحد أزعجك أزعجيه وإذا أذاك أذيه و إذا قهرك بعد أقهريه ، أما أنه يقهرني وأجلس أكدر نفسي عشانه !! ليه ؟ وحتى سالفة زواج أبوي خلاص تزوج بجلس أضيق عمري وأبوي مبسوط ؟ لأ .. عيشي حياتك زي ماتبين وأتركيهم عنك واللي يدوس لك بطرف رديها له ..و أحرقيه .. " شدت على كلمتها الأخيرة بكره "
    عبير رفعت حاجبها : يعني أزعج أبوي لأنه أزعجني ؟
    رتيل : أبوي حالة أستثنائية بس دامه مبسوط خلاص .. أنا أقول قومي وألبسي ... محد خسران بحزنك هذا غيرك أنت .. لا أبوي بيوقف حياته عندك ولا ضي بتبكي عشانك .. محد يهتم لنفسك غيرك .. أنا بنزل .. وتركتها تصارع أفكارها المشوشة ، كلمات رتيل تثير في داخلها الريبة والشك و كل الأمور السيئة.
    نزلت رتيل لتسلم على عمها و إمرأته و الجوهرة ، بسؤال المشتاق : وين تركي ؟
    عبدالمحسن بهدوء : مسافر
    رتيل : صار لي فترة طويلة ماشفته
    عبدالرحمن وقف : دام جت رتول أحنا بنمشي
    عبدالمحسن و خرج مع أخيه الأصغر ،
    رتيل بإبتسامة : أفنان متى ترجع ؟
    الجوهرة : أتوقع الشهر الجاي
    رتيل بعد صمت سقطت عيناها على كف الجوهرة المحمر و المتورم أيضا : وش فيها إيدك ؟
    الجوهرة لمت كفوفها حول بعضها بربكة : بالغلط لما كنت أكوي
    رتيل : يوه سلامتك والله
    الجوهرة : الله يسلمك
    رتيل : طيب أفنان يعني ماراح تحضر عرس ريان ؟
    أم ريان : إلا أكيد بس مالقت حجز الا قبلها بيوم بتكون تعبانة بس الله يعين
    رتيل : توصل بالسلامة . .

    ،

    تقيأت كل ما دخل بطنها في صباح هذا العيد ، مسكت بطنها بوجع ،
    والدتها من خلفها : ذي عين ما صلت على النبي .. خلنا نروح المستشفى أخاف صاير به شي
    مهرة بألم : لأ ماله داعي .. أنا بحجز موعد قريب عشان أراجع الحمل
    والدتها : قايلة لتس الجلسة هنيا تقصر العمر
    مهرة جلست على سريرها : يممه تكفين لا تضيقين علي بعد !!
    والدتها خرجت وهي تتحلطم : ماتبين تسمعين الكلام أحسن لك بكرا يصير فيك شي وتعالي أبكي عندي
    مهرة تنهدت وأستلقت على ظهرها و يداها على بطنها الصغير ، تسللت دمعة يتيمة على خدها ، مسحتها لا تعرف كيف تفكر لأيامها المقبلة أو بأي منطق تفكر أيضا ؟
    أهتز هاتفها على الطاولة ، مدت يدها وأخذته لترى رسالة بأسماء عيادات النساء و أرقامهن . . من يوسف ،
    في جهة أخرى كان مستلقي في الصالة الداخلية و أمامه هيفاء و بجانبه ريم و والدته.
    والدته : عزمتهم بكرا
    ريم : بس طبعا ماراح أطلع لهم وعرسي ما بقى له الا كم يوم
    والدتها : إيه أكيد ،
    يوسف حك جبينه : وليه ماتطلع لهم ؟ عيب تجي أم رجلها وماتطلع لها !
    والدتها : لا ياحبيبي البنت قبل عرسها بفترة ماتطلع قدام أحد
    يوسف أبتسم بإستخفاف : يالله ثبت العقل بس
    والدتها : أنت وش يعرفك !!
    يوسف : يمه بلا هبال خليها تطلع بتحكرينها في البيت والله تجيها كابة
    والدتها : لا حول ولا قوة الا بالله .. أقول أنت ماتعرف بهالمواضيع لا تتدخل فيها
    يوسف بإبتسامة : إيه صح ماأعرف بمواضيع الحريم
    هيفاء : أنا مستحيل أخلي زواجي كذا
    يوسف : أنت بنزفك على خيل ... هههههههههههههههههههههههه أستغفر الله أنا شكلي من كثر ما أتطنز صايرة حياتي دراما
    هيفاء : أحسن تستاهل .. حقير وش خيل ؟ مراهقة أنا عندك !!
    يوسف : وش فيها المراهقة ؟ يقال الحين طالعة من بطن أمك وأنت بالجامعة ! الله يرحم أيام اللبس الوسيع هههههههههههههههههههههههههههه
    هيفاء بصدمة : أنا ؟
    يوسف : كنتي تحسسيني أنه جسمك مغري وأنت قلم رصاص لو أنفخ فيك طرتي
    ريم : بلا قلة أدب
    يوسف : وش قلت أنا ؟ قلت الصدق ههههههههههههههههههه لحظة مراهقة ريوم كيف كانت ؟ ... أذكر فجأة صرتي ماتسلمين علينا أنا ومنصور ... هههههههههههههههههههههه عليكم حركات أنتم يالبنات مدري وش تبي ؟ فجأة تنقلبون علينا إحنا المساكين
    والدته : أنت شكلك قاري شي ؟
    يوسف : يازين اللي تكشفني .. تو أبحث عن عيادات عشان مهور و قمت أدخل المواضيع هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    ريم فتحت فمها بدهشة و الإحراج يغطيها ، وقفت وبخطوات سريعة خرجت وعكسها تماما هيفاء ضحكت لتردف : شايفة يمه قليل حيا مايستحي ..
    يوسف بضحكة : ماهو ذنبي أنكم مهبل وتكتبون مشاكلكم في النت !! بعرف مين الفاضية ذي تكتب مشكلتها في منتدى !!
    هيفاء : ماعلينا .. صار إسمها مهور بعد .. يخي لا بغيت تدلع دلع بشيء يفتح النفس
    يوسف : أنا أحب الأسماء بحرف الواو . . لو كان الأمر بإختياري كان تزوجت وحدة إسمها تهاني يازينه بالدلع تخيلي كذا جاي مروق وأناديها تهون .. الإسم له هيبة
    هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههه أشك أنه الإسم كذا من الله
    يوسف : لا والله أنا أحب إسم تهاني من زمان ولو جتني بنت بسميها تهاني .. المعذرة منك يمه أسمحي لي أنت وابوي خلوكم على عيال منصور أما أنا بجدد الأسماء
    والدته أبعدت نظرها بغرور : مالت عليك وعلى الأسماء اللي بتختارها
    يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ريلاكس كل هذا عشان إسمك الملكي
    هيفاء : والله إسم أمي يهبل .. كذا له وقع على النفس جميل ... يعني تخيل بكرا تتزوج بنتك ويناديها زوجها ريانتي .. يالله يالجمال بس
    يوسف : عز الله ما ناداها ريانتي إذا أبوي أظنه ناسي إسم أمي من كثر ما يقولها يا أم منصور
    والدته : أجل تبيه يقول يا ريانة تعالي .. بالعكس هذا تقدير لي ومن كبر معزته لي يناديني بإسم عياله
    يوسف : لا والله ماهو تقدير طيحوا الميانة وشو له التعقيد
    والدته :أقول بس لا تكثر قراية يبي لك تأديب ...
    يوسف أبتسم : أمزح والله مادخلت الا موضوع وحدة كاتبة ... ولا أقول أستغفر الله ماأبغى أتطنز
    والدته : متى بتجيب مهرة ؟
    يوسف بهدوء : خلها ترتاح هناك متى مابغت تتصل هي
    والدته : بالله هي تتصل ؟ الأسبوع الجاي جيبها قبل لا تبدأ جامعتها .. أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي


    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      ،

      يصرخ بحرقة و الحزن يقتلع عيناه من ملامحه المحمرة و اثار الدماء عليها لم تمسح منذ يومان : الج وه رة
      على بعد خطوات للتو دخل المزرعة الكئيبة ، بعقدة حاجبيه : عطيتوه أكل ؟
      : إيه طال عمرك
      سلطان تنهد و ترك سلاحه الشخصي على الطاولة متجها إليه ، فتح الباب و في الظلمة لا يرى شيء سوى دماء تركي و بكاءه ، جلس بمقابله و كل ما ينظر إليه يزيد غضبه و تثور البراكين الخامدة في داخله أردف بحدة صوته : على مين تصرخ ؟
      تركي بضعف ينظر إلى سلطان : أنت ماتحبها !! انا بس اللي أحبها .. أنا بس
      سلطان و أعصابه التالفة لن تصبر أكثر ، لكمه على عينه ليسقط ويسقط عليه الكرسي المربوط به و بغضب : يوم أنك تحبها كان خفت عليها !! كان ما أنتهكت حرمات الله !!
      تركي بهذيان : أحبها .. أحبها .. أنت ماتحس .. أقولك أحبها
      سلطان بغضب وقف ، لا يريد أن يتهور يحاول أن يضبط أعصابه هذه المرة ، يحاول فعليا أن لا يجرم بنفسه و يقتله بكل ما أعطي من قوة : مريض !! هذي بنت أخوك .. فاهم وش يعني بنت أخوك .. يعني مثلها مثل بنات عبدالرحمن أخوك .... ترضى تنتهك حرمة أخوك وعرضه في بناته !! .. رد علي ترضى .. صرخ به .. قول ترضى !!!! ترضاها على بنات عبدالرحمن ؟
      تركي : الجوهرة غير
      سلطان و بمجرد لفظ إسمها سحبه من ياقة قميصه التي تعتليها الغبار : غير ب وشو ؟؟؟؟؟؟؟؟ قولي غيييييييير بإيش !!!
      تركي و كأن موتا بطيئا يصيبه ، بصوت يتقطع و تعب ينهش بجسده : أحبها . . الجوهرة غير .. الجوهرة لي .. محد يحبها غيري أنا .. أنا بس ... أنا بس
      سلطان و بقوته الجسدية صفعه على خده ليسقط وينكسر سن تركي الجانبي ، أردف بغضب البراكين : هذي بنت أخووووك !!! بنت أخوووووووووووووك ليه منت راضي تفهم أنها بنت أخوووك !! .. .. لي ه ؟
      تركي : ماهي بنت أخوي .. هذي حبيبتي
      سلطان تمتم بجحيم : أستغفرك ربي و أتوب إليه ... أعطاه ظهره وهو ينظر للجدار يحاول بجد أن يضبط أعصابه ، . . يارب أرحمنا .. ألتفت عليه : وش تبيني أسوي فيك ؟ تبيني أقطعك قدامها عشان أعلمك كيف تحبها صح !!
      تركي بخفوت : فداها
      سلطان و بغضب أخذ كرسيه ورماه عليه ، يستفز كل خلية بجسده بكلماته الغزلية المقرفة له : تبي أخوانك يدرون عنك ؟ تبيني أقولهم ؟ صدقني ماراح يلوموني لو أذبحك !! . . تبي عبدالرحمن يدري ؟ . . . . .
      أقترب منه وبصرخة : تبيه يعرف ؟
      تركي وصوته يأتي متقطعا خافتا متعبا : .. ابي الجوهرة . . أبيها
      سلطان خرج و تركه ، بخطوات غاضبة حادة أخذ سلاحه و خرج متجها لبيت عبدالرحمن حتى يأخذ الجوهرة ،

      ،

      نفرت من رائحة العصير لتردف بتقزز : شكل فيه كحول !!
      سمية ببرود : عصير برتقال عادي
      أفنان أخذته لتقربه من شفتيها ولكن يد أخرى أبعدته ليسقط الكأس على الأرض و يتناثر زجاجه . .
      ألتفتت وهي جالسة على الضخم الذي أمامها ، بنبرة حادة : هذا خمر !!!
      أفنان بلعت ريقها وبربكة : قالوا عصير برتقال !
      نواف بعصبية : وأنت أي شي تشربينه .. وألتفت على سمية وسحب الكأس من أمامها أيضا .. تأكدوا قبل كل شي
      سمية بهدوء : طيب خلاص ماراح نشربه وش يدرينا إحنا !!
      نواف : لا تشربون شي من أماكن عامة دام ماتأكدتوا !
      سمية تضايقت من أوامره وكأنه وصي عليهم و أخذت حقيبتها وخرجت تاركة أفنان محتارة واقفة وعقلها متوقف أيضا عن التفكير ،
      نواف : وش جايبكم هنا ؟
      أفنان بنبرة متزنة : دعونا وقلنا نجي نشوف الحفل !! فيها شي غلط ؟
      نواف رمقها بنظرات مستحقرة ليردف دون أن ينظر إليها : أحترمي الحجاب اللي لابسته ...
      أفنان بإندفاع وإنفعال لم تتعود أن تسيطر عليه : وأنا طالعة ب وش ؟ لو سمحت لا تجلس تكلمني بهالأسلوب ما أشتغل عندك ولا أنا بأصغر عيالك
      نواف نظر إليها بنظرات ذات معنى سيء على قلب أفنان وتجاهلها تماما متجها للخارج.
      أفنان أمالت فمها و براكين تثور في داخلها ، لا تحب هذه الطريقة التي تذكرها بطريقة ريان المزعجة لها. بعد غد سأتوجه للرياض و فرصة أسبوع في الرياض من أجل حفل زفافه ستكون جيدة لتعود نفسيتي.

      ،

      بين يديه ثقيل الجسد ينظر إليه بضعف كبير و عيناه تبكي و تختنق بأمور لا يعلمها ، أخذ نفسا وأظلم الكون بعينه ، يريد أن يفهم عين والده أن يقرأها و يقتبس ما يطمئنه.
      والده المخترق الضوء بجسده ، بصوت أكثر تعبا و إرهاقا : قلت لك لا تروح . . ليه رحت ؟ . . ليه يا عبدالعزيز ؟ . . تذكر وش وصيتك فيه ؟ . . يا روح أبوك أنت تموت قدامي و مقدر أسوي لك شي . . لا تسوي في نفسك كذا يايبه .. تعرفني صح ؟ تعرفني ولا نسيتني ؟ . . . يبه عبدالعزيز ... طالعني .. طالعني يا يبه و لا تعيد نفس الغلط . . لا تعيده . . لا تعيده عشان خاطري . . عشان خاطري يا روحي
      شعر بكف تمسح على وجهه بمياه باردة ، بصوت هامس : عزوز أصحى
      فتح عيناه بتعب و العرق يتصبب منه ، عقد حاجبيه وهو يتذكر ما حدث في حلمه
      ناصر : بسم الله عليك .. تعوذ من الشيطان
      عبدالعزيز تمتم : أعوذ بالله من همزات الشيطان ومن أن يحضرون
      ناصر تنهد و هو يخلخل يداه في شعره المبلل : ثاني مرة توضأ قبل لا تنام .. تختنق وأنت نايم ولا تحس أبد
      عبدالعزيز أستعدل بجلسته واضعا كفوفه على جبينه و الضيقة تدفن في صدره : بروح البيت . . .

      ،

      ترك عبدالمحسن إبنه و أخيه في المجلس و سار مع الجوهرة حول قصر عبدالرحمن ، بصوت هادىء : تبيني اخذك اليوم ؟
      الجوهرة ألتزمت الصمت هي تعلم جيدا بأن الطلاق قدر و واقع عليها لا شك و لكن شعورها بأن تثبت براءتها لسلطان يكبر بعد ما كان متقلصا في الأيام الفائتة ،
      عبدالمحسن يردف : أنا بس أنتظر أعرف مكان تركي وساعتها بينتهي كل شيء وبتنحط النقاط على الحروف ، لكن مافيه شي يجبرك تجلسين عنده . . أنا عارف أنك تبين تطبقين اللي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بس أنت حالة ثانية
      الجوهرة أبتسمت بسخرية ، تفكير والدها بها بريء جدا بالنسبة لأفكارها و شعورها ،
      عبدالمحسن : إحنا في زمان غير ، يعني لما قبل البنت تتطلق وتجلس عند زوجها العدة ماكان أحد يشوفه غلط و فيه بعضهم يرجعون لبعض لكن هالتفكير مايمشي الحين .. تغير الوقت وتغيرت نظرة الناس و إن وقعت الطلقة الأولى ما تنذل النفس وتجلسين عنده !! هذا وهو توه ماطلقك يعني مابيك تجلسين وتنتظرينه يطلقك .. بس لأنه هو طلبني و سلطان تعرفين أني مقدر أرده بس إذا أنت تبين فأنت عندي أهم وأولى
      الجوهرة : لا عادي .. أصلا عمته موجودة
      عبدالمحسن : في بيته ؟
      الجوهرة : إيه برمضان جت و تسلي وقتي
      عبدالمحسن بهدوء : أبي أتطمن عليك . .
      الجوهرة أبتسمت بشحوب : لا تطمن ، كلها فترة و تنحل أمورنا بإذن الكريم.
      عبدالمحسن أبعده أنظاره ليتأمل الفراغ الذي حوله و يردف : مدري وين أراضيك يا تركي !!
      الجوهرة ودت لو تخبره ، لكن تعلم جيدا أن سلطان سيفهم ذلك خطأ أو ربما حتى يبصق عليه بالخطأ وإن كان عن حسن نية ، أكملوا سيرهم و هي تلمح الضيق في عين والدها . .
      بعد دقائق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي أسألك سؤال
      الجوهرة بلعت ريقها لتقف و أنفاسها تتصاعد متناسبة طرديا مع نبضاتها المرتجفة . .

      ،

      بعد أن هدأت الأجواء و أتجهوا جميعهم للأعلى ، خرجت و بتمرد مباح هذه المرة قادتها أقدامها لبيت عبدالعزيز ، دخلت و صوت كعبها يصخب صداه ، أبعدت بيجامته عن الأرضية الرخامية ، مسكت بعض الأوراق المرمية على الطاولة التي عليها رسومات صغيرة لبيوت متراصة و أسلحة و أشياء أخرى لا تفهمها ، تركتها بمكانها متجهة لغرفته وقبلها نظرت للدور العلوي الصغير الذي يحتوي على كتب والدها ، تركت الدرج الخشبي القصير و أتجهت لغرفته ، فوضوي جدا ، الملابس مرمية على الأرض و السرير و في كل مكان هناك قطعة ساقطة. أقتربت من المراة ، تذكر كيف أختارت هذا الأثاث مع عبير !! تنهدت لترى حاسوبه الشخصي ، فتحته لتجده غير مغلق تماما ، دخلت على متصفح " سفاري " لتضغط على " التاريخ " و ترى الصفحات التي سبق دخولها اخر مرة ، شدت على شفتها السفلية وهي تنظر لصفحة أثير في تويتر ، دخلتها لترى اخر تغريداتها بكره شديد ، قرأت " هذا العطر من أجمل العطورات . . *مرفق بصورة " أخذت نفسا و سقطت عيناها على مثل العطر على طاولة عبدالعزيز.
      تركت اللاب متجهة له ومسكته لثواني و سرعان ما قذفته على الجدار ليتبلل جزء من الجدار و الأرض بالعطر و زجاجه يتناثر ،
      رتيل تأفأفت و توجهت للأعلى حيث كتب والدها و ربما هناك شيء لعبدالعزيز . .
      هو يسير بخطوات سريعة ، بعد كابوس ساعات المغرب مضطرب المزاج ، فتح الباب و . . . . . . . .

      .
      .


      .

      أنتهى البارت

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        الجزء ( 46 )





        ويلك
        حين يعربد الانتقام
        على مسارات قهري
        و انسف الوجل
        دون تردد ..

        هذه المره
        لفظت الرعب
        فالقسم
        يسري في وريدي
        و الوجع
        يتسلل
        في شراييني
        سأذيقك
        شيئا
        لا تعرفه
        شيئا يضاهي
        كل ما أسقيتني
        إياه أنت و أبي ..

        هذه المره
        ستعرف
        حقا ماذا
        يعني كيد النساء ؟!


        *المبدعة : وردة شقى.





        ،

        بعد دقائق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي أسألك سؤال
        الجوهرة بلعت ريقها لتقف و أنفاسها تتصاعد متناسبة طرديا مع نبضاتها المرتجفة . . صمت يلفها و قلب يرجف.
        عبدالمحسن مشتت أنظاره و أصابعه تتشابك : سلطان ماقرب لك ؟
        لم السؤال مربك إلى هذا الحد ؟ لم أبكي من سؤال ؟ أكان صعبا علي الجواب أم لأني لا أجد مخرجا من الصمت !!
        يالله كيف تلفظ الشفاه بما لايجب أن يقال ؟ و رب هذه الحياة لم أعرف أن للجسد لغة إلا منذ أن لوثني تركي و تخاطبت بها 7 سنوات بعيني ، لم أعرف إلا منذ أن شطرني سلطان و تحدثت يداي بتشابكهما . . كيف أشرح لك يا أبي ؟
        عبدالمحسن و لم يكن بسهل عليه ، أردف بربكة كبيرة : الجوهرة . .
        الجوهرة همست و الدمع على خدها يسيل : لأ
        عبدالمحسن لمح تلك الدموع ، أردف بوجع كبير : لو أنه أخوي . . أنت أهم ، هرب ولا عارف كيف أوصله ..
        الجوهرة أخفظت نظرها و لا قلبها يهدأ ، ألتفتوا لسيارة البانميرا السوداء التي تضيء بجانب سياراتهم ،
        عبدالمحسن : هذا سلطان !! . . أسمعيني يالجوهرة .. ماراح أخليك ترجعين معه ..
        الجوهرة تراقب سلطان الغير منتبه لهم على بعد مسافات طويلة. أتعلم يا سلطان أنني بدأت أحفظك عن ظهر غيب ؟ بدأت أحفظ تفاصيلك وتلك الخطوات الغاضبة و الأخرى الخافتة ، أعرف جيدا شعورك من تقويسة عينيك و وقع أقدامك. عرفت هذا متأخرا.
        عبدالمحسن بهدوء : أجلسي معنا هنا كم يوم لين عرس ريان و بعدها بترجعين معنا !! و كان الله غفور رحيم
        الجوهرة تنهدت وهي تمسح دموعها بظاهر كفها : ان شاء الله
        عبدالمحسن ألتفت عليه وهو يسير بإتجاه مجلس الرجال ، بصوت عال : بو بدر
        أنتبه سلطان للصوت و عاد بضع خطوات ليراهم ، أقترب بخطوات مخبئة خلف ستار الهدوء.
        عبدالمحسن : كنا في سيرتك ، . . الجوهرة ادخلي داخل
        الجوهرة بربكة خطواتها سارت بجانب سلطان ولكن أمام مرأى والدها أوقفها بكفه التي حاوطت معصمها.
        سلطان بنبرة هادئة : مستعجل . .
        عبدالمحسن رفع حاجبه متنهدا : الجوهرة بتجلس هنا
        سلطان بعد صمت لثواني متوترة أردف : ليه ؟
        الجوهرة زادت إنتفاضة قلبها الهائج في صدفته ، صدرها يهبط بذات القوة التي يرتفع بها ، ذاب معصمها بكفه.
        عبدالمحسن : وليه السؤال ؟ إحنا أتفقنا يا سلطان و لاتحسبني راضي على سالفة انها راحت بدون علمي ... أنا قبلت عشان كلامك اللي فات لكن الحين ماله لزمة ترجع معك ..
        سلطان بحدة : كيف ماله لزمة ؟ إلى الان هي بذمتي وماطلقتها
        عبدالمحسن بذات الحدة : ماله داعي تضحك على نفسك وتضحك علي !!! كل شيء أنتهى
        سلطان شد على شفتيه ليلفظ بغضب : دام ما طلقت ماأنتهى شي !
        عبدالمحسن و ضغطه ينبأ بالإرتفاع ، كان سيتحدث بعصبية لولا صوت الحمامة التي نطق : يبه خلاص
        سلطان ركز عيناه الصاخبة بأضواء النار بعين الجوهرة الدامعة : روحي جيبي عباتك أنتظرك بالسيارة
        ترك معصمها و نظره يسير بإتجاه عبدالمحسن : اترك هالموضوع احله بنفسي
        عبدالمحسن بغضب : بنتي ماهي حقل تجارب لك !! ولا راح أرضى .. لا تحدني يا سلطان أتصرف بشيء لا يعجبك ولا يعجبني
        سلطان بنظرات ذات معنى أردف : ريح نفسك أصلا ماعاد يعجبني شي .. و سار لسيارته.

        ،

        ركن سيارته بجانب سيارة سلطان دون أن يلقي لمن حوله بالا ، مشتت ضائع ، يرى الأطياف تحوم حوله حتى بات لا يهتم بالحقيقة بقدر إهتمامه لأصوات هذه الأطياف. أخذ نفسا عميقا ليسير بخطوات سريعة حتى لا يلحظه أحد.
        مزاجه مضطرب و مجعد لن يستقيم بسهولة في هذه الليلة بعد كابوس المغرب. فتح الباب و عيناه تسقط على زجاجة العطر المرمية. أقترب قاذفا مفتاحه على الطاولة الخشبية ذات المفرش القاني. نظر لحاسوبه المفتوح .. أقترب ليرى صورة العطر من الملف الشخصي ل أثير.
        تمتم بحنق : هذا اللي كان ناقصني !!
        تجاهل كل شيء ودخل الحمام ليستحم . . في الأعلى سمعت صوته ، سارت ببطء شديد حتى لا تصدر بكعبها صوتا ، الغبار يعتلي الأرفف ، لم تدخل هذه المكتبة كثيرا ف المرات نادرة وجدا. أقتربت من الكتب الموضوعة على الطاولة التي يبدو أنها اخر ما قرأ. مؤسف أن ألبس اللامبالاة حتى وإن بانت فضفاضة لا تليق بي. مؤسف أن أكون بهذه الصورة و كأن لا قلب لي ولكن أنت تستحق أكثر من ذلك يا عزيز و يعز علي دمعي الذي لا تستحقه.
        فكرت قليلا بحوار مع ذاتها يشعل براكين الحقد. نزلت على الدرج الخفيف الذي يصخب بكعبها ، وقفت لتنتظره. مرت الدقائق طويلة حتى سمعت صوت خروجه من الحمام.
        عادت خطوتين للأعلى و أصدرت صوتا ثقيلا على الأذن. لم يحرك الصوت به شيئا ، كأن الحياة مع اللابشر يثقبون قلبه البشري من فكرة الفضول للأشياء الغريبة و الأصوات التي ليس لها وجود.
        أرتدى بنطال بيجامته الرمادية دون أن يرتدى شيئا يغطي جزءه العلوي ، تفاصيله القديمة تعاد ، منذ أن رحلوا وهو لاينام الا بشيء يغطي جسده بأكمله إلا أنه بدأ الان ينام عاري الصدر ، ماعاد هناك شيء يستطيع أن يخبئه. يشعر بأن قلبه عاري و يحتاج من يزيد بعريه فمن كان يغطيه سابقا " دعوات أمه ليلا ".
        رمى نفسه على السرير و لامجال للنوم . الأرق يطارده من كل جهة و التفكير بهم يهيج. أعينه تسقط على الجدار الذي تبلل بالعطر والرائحة القوية تخنقه. أتجه للعطر و عكس الجدار ظلالها ، نظر للظل ! أأصبحت أتخيل ؟ جننت رسميا !! يالله أرحمني كما ترحم عبادك الصالحين.
        وقف بقامته المهيبة التي يشترك بها مع سلطانين. فقبل سلطان بن بدر هناك سلطان العيد.
        ألتفت لينظر إليها ، لم تتحرك بها شعرة وهي تراه بل ركزت أنظارها المتحدية بإتجاهه !
        عبدالعزيز رفع حاجبه ، اخر ما توقعه ان يراها ، عيناه تتأملها من خلخالها الذهبي إلى شعرها و الشاش الذي يغطي نصفه.
        رتيل نزلت بقية الدرجات لتقترب منه وبنبرة ساخرة شامتة : خربت خطتك ؟
        عبدالعزيز بصمت رهيب ينظر إليها بدهشة تبدأ من فكرة وجودها الان أمامه وبهذه الجرأة .
        رتيل بإبتسامة بانت معها صفة أسنانها : إحنا اللي شخصياتنا تصلح لفترة مؤقتة و بعدها تزهق " أردفت كلمتها الأخيرة بدلع عفوي أرادت أن تسخر به منه "
        أكملت بملامح مشفقة : يا مسكين !! لهدرجة مضايقينك ومحاصرينك من كل جهة . . تبي تترك هالحياة وتبدأ حياة ثانية !! كسرت خاطري مايهون علي أشوفهم يتلاعبون فيك كأنك ولاشيء . . أو يمكن مالك أهمية أو تصدق .. عرفت الحين من اللي زيادة عدد !!!
        عبدالعزيز ماكان ينقصه أحد يشعل النار المتوهجة. كل الأشياء تفيض ببراكينها. كان ينقصه كلمة ليتنفجر حممه.
        رتيل في داخلها أرتبكت من نظراته ولكن أظهرت قوتها لتردف : تعرف مايهمني أكون زوجة لإنسان مثلك !! بس أشفق عليك وعلى أثير اللي بتقبل بشخص ماله راي وشخصية .. جابوه من باريس غصبا عنه و الحين يزوجونه بطريقة قذرة !! بس إسم أنك زوج .. إسم أنك رجال لكن بالحقيقة مافيه أفعال تثبت شيء من كل هذا
        صفعها بكل ما أوتي من قوة ، صفعها ولأول مرة يمد كفه على أنثى. أختل توازنها بالكعب لتسقط على عتبة الدرج و شفتها تجرح ليختلط الدم القاني بأحمر شفاهها المسكرة.
        رتيل رغم أن الدموع تجمعت في محاجرها ، وقفت لتتحداه وبسخرية : برافوو .. طلعت رجال وأنا الغلطانة .. صح اللي يضرب هو الرجال ... الله يقويك عرفت تبرهن عن رجولتك
        عبدالعزيز مسكها من كتفيها ، لولا عظامها الثابتة لذابت في كفوفه ، أحان وقت إفراغ الجحيم ؟
        صرخت به متناسية كل الألم : قربت مني و أنت تدري أني ماأعرف بهالمصخرة اللي صارت !! قربت مني وأنت عارف أني ماراح أنام الليل كله من خوفي من الله !! كنت تدررري بس أنا ؟ ... سمعت باللي قال الحب دعاء !! ..
        رجفت كلماتها لتنطق و البكاء يتلبسها : الله يزيييدك قهر و يوريني فيك مكروه يهزك يا عبدالعزيز ...
        دفعها على الجدار لتسقط مرة أخرى على عتبات الدرج الخشبية ، عقد حاجبيه بضيق ، ماذا تبقى حتى أرى به مكروها ، أو هل بي حياة حتى تهتز من أجل أحد !! مت منذ زمن و مازلت أمارس حماقة الحياة.
        عاد إليها و شدها من ذراعها ليلفظ الغضب الثائر : وتحسبيني منتظر حضرتك تدعين لي !! أو حتى حاسب لك حساب ! عمرك ماراح تكونين شيء و أنت أصلك رخيص !!!!!
        حاولت أن تضرب صدره العاري لتبتعد عنه و قطرات الماء من شعره تسقط عليها ، أنفاسها تتعالى كأصوات الرنين التي لا تهدأ.
        يكمل مزلزل أعماقها : ما يفصلني بيني وبينك شي !! قادر أخليك زوجتي فعليا بس مزاج .. ماأبيك أنت اول بنت في حياتي .. فيه اللي أهم منك
        أتى كلامه قاسيا وجدا على قلب رقيق كرتيل. أتى حادا شطرها نصفين ،
        عبدالعزيز بسخرية ينظر إليها : لا يكون جاية اليوم وحاطة أمل في هالزواج !! للمرة المليون تعرضين نفسك علي يا رتيل . . بس هالمرة راح أرفض عرضك
        رتيل المتصورة شيئا أنقلب سحرها عليها و كل ما فكرت به وقعت في شره الذي مازال في بدايته.
        أردفت بقوة هزيلة وهي بين ذراعيه : لاتعطي نفسك أكبر من حجمك !! و للمرة المليون أقولك كون رجال ولو مرة وحدة
        عبدالعزيز بضحكة خافتة غرز أصابعه في شعرها المجعد : علمي أبوك ليه زوجك واحد تشوفينه ماهو رجال ؟ ولا الكل يشوفك رخيصة مو بس أنا ؟
        رتيل همست :أبعد عني
        عبدالعزيز : جيتيني وتقولين أبعد
        رتيل صرخت : قللت أبععد
        عبدالعزيز يحاوطها من خصرها بشدة لتقف على طرف كعبها وتصل لمستواه : أصرخي بعد لين يجي أبوك و يشوفك كيف عارضة نفسك علي !!!
        رتيل رغم أن بكائها لا يتوقف إلا أن حدتها بالكلام تزداد أكثر : حقير أنت حرام تعيش !! ليتك لحقت أهلك
        كلمتها الأخيرة أشعلت قلبه من جديد ، دفعها بقوة بإتجاه التلفاز ليتعثر حذائها بالطاولة وتسقط مرة أخرى على رأسها الذي مازال يتألم من ضربة الأمس.
        بقيت متصلبة على الأرض إثر الغليان التي تشعر به في مؤخرة رأسها ، أرتفع فستانها لمنتصف فخذيها و نار عبدالعزيز لا تهدأ ، وقف ينظر إليها دون أن يتحرك به شيئا في حين أنها تشعر بالأرض من حولها تدور و إغماءة تتسلل إليها.
        أغمضت عينيها الباكية لتهدأ رجفة أطرافها ، ومازال واقف ينظر لموتها البطيء وإنزلاق روحها بدمعها ، ينظر إليها وكأنها جثة.
        رتيل أبتلعت الغصة و مسكت طرف الطاولة حتى تقف ، لم يتحرك ولم يحاول مساعدتها ، نظراته حادة لايرمش بها لثانية.
        تقدم بخطواته ليجلس بجانبها ، ألتقت عيناهم ، من يسأل العين بماذا تحكي ؟ من يطلب الترجمة لعين عبدالعزيز المتقوسة ؟ من ينيب عن عين رتيل ويحكي بماذا تلفظ الأهداب ؟ دقائق تخيط شفاههم و لا همس يذكر سوى الأنفاس المتصاعدة بينهما ، في قلب الأنثى المكسورة تراتيل تحتاج لمن يسمعها ! اه يا عزيز ترغمني على إيذاء نفسي بك. ترغمني أن أؤذي الجميع. يالله على هذا العذاب . . هذا الحب لا يستقيم وكأن من بنوده " الجحيم " لم تمر يوما على قلبي خفيفا ، دائما ما كنت تمر بي لتشطرني نصفين.
        عبدالعزيز و مازال متجمد في مكانه بجانبها ، متنا يا رتيل. نسيت كيف أعيش ؟ و لم أعيش ؟ متنا والقبر السعيد الذي أردفتيه بأمنيتك أصبح يضمك ، حياتنا عبارة عن نكتة لم نفهمها فبكينا.
        وضعت كفوفها على وجهها لتمسح دموعها ورأسها الثقيل لا يكف عن الغليان وكأن براكين قلبها تنتقل الان لرأسها ، شدت نفسها للخلف لتجلس و تسحب فستانها و تغطي سيقانها النحيلة ، تعذب يا عبدالعزيز لتعرف من خسرت ؟ خسرت " رتيل " و أنت تعرف من هي رتيل ! هي التي ترادف قلبك. هي أنا ولن تنكر ذلك ،
        عبدالعزيز مسك كفها لتقف تترنح من دوار رأسها و كعبها الذي لايتزن على الأرض ، مسكها من خصرها ليوقفها بإتزان ، رفعت عيناها الباكية له ، عبدالعزيز بخفوت : أجلسي
        رتيل وضعت كفوفها على ذراعه التي تحيط خصرها ، أرادت أن تبعده ولكن قوتها ضعفت بعد سقوطها ، كل عظامها رخوة تذبل بذبول عينيها.
        جلست على الطاولة ، أبتعد عنها ليأتي بالماء ويمده لها ، أخذته لترميه عليه و جن جنون رتيل.
        أخذت ترميه بكل شيء على الطاولة بأنظار مشتعلة ، رمت إحدى الفازات الثقيلة عليه لتؤلم بطن عبدالعزيز. تجاهل ألمه وتقدم إليها بغضب ليمسك كلتا ذراعيها ، همس بحرارة غضبه : إيدك ما تنمد لا والله أكسرها لك
        رتيل بحقد : أكرهههك .. أكرهههك ... أكرههههك ... *رددتها و دموعها تنساب مع كل حرف*
        عبدالعزيز تركها ليقف : أطلعي برا
        رتيل صرخت : خل يجي أبوي .. أنا أبغاه يجي ... أنا أبيه يشوف الكلب اللي مدخله بيتنا
        عبدالعزيز و لايتحمل إهانات اكثر ومن أنثى كرتيل ، بلاوعي أخذ قارورة المياه الزجاجية الخالية من الأملاح ليرميها عليها !
        رتيل أنتبهت وأنحنت جانبا لتصيب طرف يدها ، تناثر الزجاج حولها !!
        عبدالعزيز بحدة يشير بسبابته : وبعزته لا أخليك تندمين على كل حرف تقولينه وربك يا رتيل لا أوريك نجوم الليل في عز الظهر


        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          ،

          صعدا الدرج ليلتفت ناحية غرفة رتيل : نامت ؟
          ضي : من شوي صعدت وقالت بتنام
          هم عبدالرحمن ليتجه نحو غرفتها لولا يد ضي التي مسكته : أترك لهم شوية خصوصية
          عبدالرحمن بهدوء : بس بشوفها ماني محقق معها
          ضي : ولو يا قلبي البنات كبروا و أنت شايف كيف ينفجرون عليك لأنهم يحسونك محاصرهم بكل جهة ، أتركهم فترة وهم بنفسهم راح يجونك ..
          عبدالرحمن تنهد وتوجه لغرفته ، ضي من خلفه : أفكر أتصل على أفنان وأقولها فشلة تشوفني بعرس أخوها وتنصدم يعني أمهد لها
          عبدالرحمن ينزع الكبك ومن ثم ساعته ، أردف بلاإهتمام : ليه تنصدم ؟ بكلا الحالتين ردة فعلها بتكون وحدة !!
          ضي : لا ولو ماهو حلوة تشوفني في عرس أخوها واقفة و تنصدم
          عبدالرحمن بحدة لم يسيطر عليها : سوي اللي تبينه
          ضي عقدت حاجبيها : ليه تكلمني كذا ؟
          عبدالرحمن : يعني كيف أكلمك ؟ واللي يخليك ضي ترى مزاجي مايتحمل اليوم
          ضي نظرت إليه بإستغراب لتردف بقهر : طيب
          عبدالرحمن نزع ملابسه و أرتدى بيجامته لينام متجاهلا ضي ، شدت على فكيها من قهرها وكأنها تود أن تكسر أسنانها ، نزلت للأسفل لن تتحمل أن تنام وهي غاضبة ، جلست بالصالة لتنساب عليها أفكار كثيرة لم يسعفها الوقت لتناقشها مع ذاتها بسبب دخول رتيل ، صدمت لتقف : رتيل !!!
          ألتفتت عليها. تضببت رؤيتها من دمعها و هالات الكحل ترتسم حول عينيها. تقدمت لها ضي : بسم الله عليك وش فيك ؟
          رتيل بحديث ضيء الدافىء عادت لبكائها ، سحبتها ضيء لصدرها وهي تعانقها : تعالي أجلسي ... جلست وبجانبها ضيء : كنت أحسبك نايمة !! وين رحتي ؟
          رتيل بحشرجة صوتها المبحوح : لعبدالعزيز
          ضيء رفعت حاجبها : عبدالعزيز !!
          رتيل بقهر : أكيد تدريين لحد يمثل علي
          ضي : أبوك ماقالك عشان ...
          رتيل قاطعتها بغضب : لاتبررين له !! الكل مسترخصني .. من الصغير لين الكبير !! طيب مايحق لهم يزوجوني كذا ! كيف يزوجوني وأنا ماعندي خبر .. تدرين انه كان يقرب مني ويقهرني وأنا أحسبه حرام وماأنام ليلي من التفكير واخر شي يكون هو وأبوي متفقين علي !! مين أهم أنا ولا عبدالعزيز ؟ مو حرام عليهم يسوون فيني كذا ؟ .. .. أصلا هو بيتزوج !! شايفة الرخص كيف ؟
          أخفضت رأسها لتجهش ببكائها أمام ضيء المتجمدة في مكانها لا تعرف بأي حديث تخفف وطأة الخبر على رتيل.
          همست : محد رخصك ! والله أبوك مارخصك أضطر .. هم عندهم مشكلة في الشغل و . . .
          صرخت في وجه ضي لتقاطعها : الله يلعن الشغل !! الله يلعنه ... اللله يلعنه !! مين أهم أنا ولا الشغل !
          صخب البيت بصراخ رتيل لتكمل : ماصارت حياة حتى أبسط حقوقي يتحكم فيها هالشغل !
          ضي بهدوء وقفت : أهديي لا تصحينهم .. بشرح لك الموضوع كيف صار .. عبدالعزيز متنكر بإسم شخص ميت وراح لشخص يبون يمسكونه وخطر علينا وقالهم أنه عبدالعزيز العيد متزوج بنت بوسعود !! و خلى أبوك في موقف لايحسد عليه ، عبدالعزيز أجبرهم يزوجونه ! ماهو برضا أبوك بس بعدين أبوك أقتنع وقال مانعطي خبر لعبدالعزيز ولا لرتيل لأن هذا الصح بس عبدالعزيز عرف وأنت الحين عرفتي
          رتيل : كيف عبدالعزيز عرف ؟ يعني بيتزوج وحدة مايعرفها !! قولي حكي يدخل المخ
          ضي دون أن تنتبه لخطورة ما تقول : هو ماحدد أنت أو عبير يعني كان ممكن تكون عبير زوجته فعشان كذا
          رتيل و خيبة أخرى تشطر قلبها ، خيبة أكثر ماساوية من التي قبلها ! خيبة أكبر من أن تتحملها ! يالله ألهذه الدرجة ؟ يفضل عبير علي ؟ ألهذه الدرجة عبدالعزيز يريد أن يقهرني بأختي ؟ يالله أني لا أتحمل هذه الدناءة ، رأسها يدور وعيناها تتضبب برؤيتها.
          ضي بهمس دافىء : صدقيني أبوك كان مجبور ومضطر ، شايفة قد أيش ضحى عشانكم بس هالمرة ضحي عشانه وبالنهاية عبدالعزيز ماهو بالشخص السيء ! يكفي أنه ولد سلطان العيد . . بس هالفترة لين تنحل مشاكلهم بالشغل وبعدها راح تقدرين تعيشين معاه ب . .
          قاطعتها رتيل بصراخ هز البيت : يالله بسهولة تقولينها كأنه شي عادي !! تبون تذلوني وتقهروني !! أنا دايم اللي لازم أضحي أنا اللي لازم أنهان .. بس عبير لأ .. عبير تبقى معززة مكرمة محد يدوس لها بطرف بس رتيل عادي .. أصلأ مين رتيل ؟ أحلف بالله أنه الشغالة ترحمونها أكثر مني
          أتاها الصوت الرجولي الحاد ليقطع حديثها : رتي ل
          رتيل المنفجرة تماما ، ألتفتت لوالدها الواقف عند الدرج و بأعلى الدرج عبير تسمع لحديثها ،
          رتيل بسخرية و البكاء يهطل كمطر أتى بعد جفاف : هلا بأبوي هلا بالغالي اللي ذلني لعبدالعزيز وأرخصني
          عبدالرحمن بغضب : أحفظي لسانك زين
          رتيل بقهر : ليه تبيعني له ؟ ليه أنا بالذات ؟ ليه دايما تقهرني هذا وأنت أبوي ؟ كيف تبي الناس تحترمني وأنت ترخصني للي يسوي واللي مايسوى !!
          عبدالرحمن بهدوء : ما بعتك ولا أرخصتك لأحد !! كان راح تعرفين بالوقت المناسب
          رتيل صرخت : هذا زواج كان لازم أعرف !! عطني حريتي ولو مرة وحدة !! حرام عليك يكفي .. يكفييي هالحياة اللي عايشة فيها حتى عن الزواج تبي تقرر عني !! طيب امنا بالله وقررت عني طيب أترك لي خبر .. طيب حسسني ولو مرة بأهميتي في حياتك !! .. أنا وش ؟ قولي انا وش بالنسبة لك ؟ من أول يوم جاء فيه عبدالعزيز خليته يقهرني ويذلني له !! أنت بنفسك سمحت له يذلني !! لهدرجة أنا ولا شيء بالنسبة لك ؟ وش أفرق عن عبير !! قولي وش أفرق عنها ! أنا بديت حتى أشك انك أبوي
          صرخ عليها : كان بيجي وقت مناسب أقولك فيه ! ولو قلتي لي ماأبيه كان طلقتك منه ولا بجبرك على شي ماتبينه بس بهالفترة أنا مضطر .. أفهمي معنى كلمة مضطر .. الحياة ماتمشي زي مانبي أحيانا لازم نسوي أشياء مانبيها عشان نقدر نعيش
          رتيل بخفوت وسخرية :إيه صح مضطر !! صح أنا نسيت أنه عندك شغل أهم مني !
          عبدالرحمن بهدوء : مافيه شي أهم منك
          رتيل بجنون تصرخ : إلا فيه .. فيه عبير .. فيه سواقنا .. فيه شغالاتنا .. فيه عبدالعزيز .. فيه ضي .. فيه ناس كثيرة أهم مني .. أنا ويني منهم !! مالي مكان .. بس هالعبدالعزيز اللي مصعده للسما ذل بنتك إذا يهمك أمر بنتك ... كان يجيني ويقهرني لأنه يعرف أني زوجته بس أنا ماكنت أنام الليل من التفكير وأنه الله بيعاقبني وأنك لو دريت بتذبحني !! بس طلعت أنت بنفسك مسلمني لعبدالعزيز .... لو أمي حية ما تجرأت تلعب فيني كذا ..
          أرتفع صوتها أكثر :لو أمي موجودة ماكان لعبت فيني !! أنت حرام تكون أبو .. حرام .... مين بقى لي ؟ قولي مين بقى لي ؟ كلكم تخليتوا عني كلكم أرخصتوني !! الله ياخذني ... الله ياخذني ....
          أقترب والدها ليحتضنها ويسكن البراكين الناعمة التي تثور ، أبتعدت ليلتصق ظهرها بالجدان المزخرف بتموجات عتيقة لتلفظ بصوت خافت بعد أن أستنزفت طاقتها : الله يرحمني منكم . . . وبخطوات سريعة ركضت بها للأعلى حيث غرفتها.


          ،

          في زاوية البيت ضحكاتهم تتعالى و أحاديثهم الخافتة لا تسمع ، أردفت بضحكة : بتشوف بنت أبوها وش بسوي
          غالية : وش ناويتن عليه ؟
          وضحى بخبث : بعلمها كيف تتفاخر بزوجها المصون ! ..
          غالية أبتسمت : اليوم كل ما كلت رجعت شكلها صدق حامل
          وضحى : وأنت صدقتيها ! إلا حامل وقولي وضحى ماقالت ! .. أستغفر الله بس مدري كيف تزوجت وأخوها ماصار له سنة !! مافي قلبها رحمة
          غالية نفثت على نفسها : فكينا بس !! هي عندها إحساس أصلا
          وضحى تقلد صوتها : يوسف !! .
          غالية : تهقين يحبها !
          وضحى : لا أهل الرياض جافين مايعرفون يحبون ولا شي
          غالية : تغيروا ماعادوا على خبرتس يا حظي !! .. بنات جارتنا فتون اللي ماينطل بوجههن ماخذين من الرياض ورجاجيلهن قايلين بهن هه *حركت يديها بإشارة لتدليعهن* .. تحسبينهم على زمن جدتس وجدي !
          وضحى تنهدت : حتى عيالنا مو ناقصهم شي
          غالية بسخرية : أبد يصبحتس بوردة ويمسيتس بضحكة
          وضحى رفعت حاجبها : أصلا وش ذا اللحوج وردة وأفلام أبيض وأسود ..
          غالية بخفوت : تهقين يوسف مسوي بمهرة تسذا ؟ *كذا*
          وضحى : الله يعلم بس شكله كذا .. مير مالت عليها على وش ياحظي ! شينة و رجال مابها أنوثة
          أكملتا الأحاديث عن هيئات الخلق و نسوا الخالق الذي يمهل ولا يهمل ، يأكلون في ليلهم لحوم أخوانهم المسلمين اللينة ، كيف قبلت أنفسهم بأن تغتاب و الله يراهم ؟ كيف رضوا بأكل اللحوم اللينة ؟ أي تقزز و قبح تكتسي أنفسهم ! و نحن الذين درسنا التوحيد و نعرف أن لا أحد يموت الا وفعل مثل ما كان يعيبه !

          ،

          يرتب غرفته وهو الذي لايحب الفوضى وإن أرتكبها يوما ما. من يراه يقول " رائد الجوهي " أمامه ليس هيئة فقط بل هيبة و سكينة وإن كان له جانب سيء ، قليل الكلام صامت خافت هادىء قارئ مجنون شغوف عاشق مهيب هو في ضد مع نفسه عندما يشرب ويسكر ! نظر لصحيفة الأندلس التي في أعلى الرف يتوسطها مانشيت بعنوان " عبدالرحمن ال متعب ينفي تعرضه لمحاولة إغتيال في باريس " رماها في علبة النفايات الصغيرة ذات النقوش العثمانية ، أبتسم بسخرية وهو الذي يعلم تفاصيل تلك الحادثة . . يعرف عن أدق مخططات والده في وقت يشعر والده بأن إبنه لا يعرف شيئا وأنه " على نياته " ، والدي يحسبني أنني معزول كليا عن عمله و أنا الحاضر بكل زواياه ، سرح عقله لتلك الأيام.
          يرسمها في أول لوحة لها ، يغمس رأس الفرشاة الناعمة بخيوط اللون العنابي ليشبع شفتيها بها ، وضع سماعة هاتفه ليستمع للطرف الاخر : بيروحون باريس وراح يخطفون بنته هناك !
          فارس بهدوء : أهم شي . . عبير
          : وش يعرفني كيف شكلها ! فارس لا تورطني معك
          فارس : كيف ماتعرف شكلها ! أكيد أختها الثانية واضح انها أصغر !
          : أبوك بدا يشك فينا !
          فارس بحدة : اخر طلب !! لو سمحت
          تنهد الاخر ليردف : طيب براقبهم وبشوف مين عبير فيهم
          فارس : يكون أحسن
          بهدوء : طيب دام عندك صورتها ليه ماترسلها وتريحني
          فارس : نعم يا روح أمك !!
          الاخر بتخوف : خلاص خلاص ياكلمة أرجعي مكانك
          عاد لواقعه وهو يلملم قصاصات الورق البائسة حيث كتاباته الضعيفة ، يالله كيف كان يشعر برجولته وهو يحميها ! و سهراته اللذيذة حين يكتب لأجلها و يرسم لأجلها و يؤرخ كل الأشياء الجميلة ليحتفل بميلادها ومن أجلها فقط.
          يالله يا عبير كم كان حبك صبيا في قلبي وكم كان الحزن يتغلغل في قلبي إن ضاقت بك جدران غرفتك السكرية ، يالله يا عبير أي جنون رزقني الله به حين أحببتك ؟ أي جنون ذاك الذي جعلني أحب إبنة من يكن عدو والدي ! يا حبيبتي كما قال إبن زيدون " أغار عليك من عيني ومني ، ومنك ومن زمانك والمكان ! " و . . . . أغار عليك حتى من كلمات تقرأها عيناك لم أكتبها أنا.

          ،

          لم ترتاح في نومها القصير حتى أستيقظت و أستيقظ غثيان معدتها ، تقيأت و الألم يسبح في أحشائها ، عقلها الضائق كل ما يفكر به صعوبة هذه الحمل ! إن كانت في هذه الشهور الأولى هكذا إذن ماذا سيحصل بها في شهورها الأخيرة ، نزلت دموعها بتفكيرها ، صغيرة جدا على تحمل هذا ! صغيرة جدا لتعرف كيف تتحمل هذا الألم ، خرجت من الغرفة حتى لاتزعج والدتها النائمة بجانبها ، أتجهت لغرفة الجلوس الصغيرة في الدور العلوي ، جلست وهاتفها بيدها ، حتى صديقاتها علاقتها بهن محدودة و لا تعرف كيف تتسلق الحواجز التي بينهن ، لا تحب أن تتعمق بعلاقاتها مع أحد لذلك هي الان وحيدة بعد أن كان فهد يحل جزء كبيرا في أحاديثها .
          يالله يا فهد لو تعلم بشوقي لك ، كنت ستفرح بي ، كنت ستراقب تضخم بطني لتضحك عيناك ! لا أحد سعيد بحملي ، الجميع كلماتهم منافقة معتادة ! لا أشعر بأن أحدهم يسعد لأجلي. لاأحد.
          دخلت الواتس اب ، وقفت عند محادثة يوسف كثيرا ، دقائق طويلة تمر وهي تتأمل كلماته الماضية حتى رأت ال " on line " أسفل إسمه ، كانت ستخرج لولا أنه حادثها " غريبة صاحية الحين ! "
          بلعت ريقها لتكتب " كنت بنام "
          يوسف " يعني اكل تبن وأسكت "
          أبتسمت لتكتب " لأ "
          يوسف " حجزتي لك موعد ؟ "
          مهرة " إيه بعد بكرا العصر إن شاء الله "
          يوسف " طيب الحين نامي وارتاحي "
          مهرة " يوسف "
          يوسف " ؟ "
          مهرة بربكة أصابعها التي تكتب تراجعت و أرسلت " خلاص ولا شيء .. تصبح على خير "
          يوسف و لايعرف كيف يفهمها بهذه الساعة " ينفع أتصل عليك ؟ "
          مهرة لم ترد عليه بل ضغطت على إسمه لتتصل و يأتيه صوته الناعس ،
          مهرة بصوتها الهادىء يزيد صوت يوسف خفوتا : كذبت ماكنت أبي أنام ، قبل شوي صحيت
          يوسف : ليه ؟ تو الساعة عشان تصحين !
          مهرة بضيق : تعبانة أحس روحي يتطلع من الترجيع وأنت بكرامة ..
          يوسف : بسم الله عليك ، أتوقع هذا طبيعي ولا ؟
          مهرة : يمكن بس أنا مقدر أتحمل كذا ، يعني هاليومين ماني قادرة أنام بشكل متواصل كل شوي أصحى . . نومي متقطع مرة
          يوسف بصمت يستمع لها ، لأول مرة تفضفض له أو ربما لأول مرة تحكي له شيئ مطولا يقطع الدقائق بتمدده.
          مهرة بنبرة توشك على البكاء ، الحمل أضعف قلبها وبشدة ، أردفت وهي تخفض رأسها ويغطي ملامحها خصلات شعرها : مقدر أشرح لك .. ماعرف كيف أوصلك معنى كلامي بس . . . تعبت حيل وأنا توني دخلت الثاني كيف لو جت الشهور الأخيرة !
          ولا يعرف كيف يواسيها و بنبرة دافئة : أكيد بالبداية بتتعبين بعدها خلاص ، يعني هذي الشهور الأولى و .. أتوقع أنها عند الكل تكون كذا
          مهرة أبتسمت بسخرية : ماشاء الله عندك خبرة
          يوسف ضحك ليردف : اللي أعرفه أنه دايم كل شي جديد يكون صعب في البداية
          مهرة بعد صمت لثواني طويلة : خلاص ماأبغى أسهرك ويخرب نومك ..
          قاطعها : أصلا طار النوم
          ضحكت بعفوية لتردف : تدري يوسف !!
          يوسف المستلقي على سريره و الكاذب بشأن نعاسه : هممممم
          مهرة : أنك مجامل و مستفز
          يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
          مهرة : جد اتكلم يعني مستعدة أحلف أنك الحين متغطي بالفراش و ودك تنام
          يوسف : ههههههههههههههههه قايل من زمان شيوخ حايل يحللون الشعوذة
          مهرة : هههههههههههههههههههههه بسم الله على قلبك يا ولد الرياض
          يوسف أبتسم حتى بانت صفة أسنانه : صدق ما قلتي لي وش تخصصك ؟
          مهرة : رياض أطفال
          . . . ساعة تلو ساعة ، دقيقة تمر و تأكل الدقيقة الأخرى ، أحاديث متواصلة لا تجف حتى شهدت الشمس عليهما وهي تشرق على أصواتهما و تتغنج ببطء لتغمز السماء لهما بضحكة .

          يتبع

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            ،

            أستيقظ باكرا فاليوم مهم جدا بإجتماع عند العاشرة صباحا يضم شخصيات مهمة ، في مكتبه يرتب بعض الأوراق و الملفات التي يحتاجها ، يصنف بعض الملفات السوداء تحت " مهم ، ليس مهم " ، تنهد ليسند ظهره بتعب على الكرسي و ينظر للباب الذي يفتح بهدوء : صباح الخير
            سلطان : صباح النور
            حصة بإبتسامة : أهلكت نفسك
            سلطان : عندي إجتماع مهم
            حصة : الله يعينك
            سلطان : امين
            حصة زمت شفتيها ليقرأ سلطان بسهولة ماذا تريد و هو يفكك بعينه أصابعها المتشابكة : ماهقيتك تستحين مني ؟
            حصة ضحكت لتردف : لا تصدق نفسك !! لا بس كنت بسألك .. الجوهرة نايمة عند أهلها !
            سلطان بهدوء : لأ
            حصة : طيب .. تعال أفطر
            سلطان :لا مو مشتهي شي ! بس سوي لي قهوة تصحصحني
            حصة : من عيوني . . وخرجت لتصعد بخطوات مباغتة للأعلى ، طرقت باب جناحهم مرة و إثنتان و ثلاث لتفتحه الجوهرة وترفع حاجب الإستغراب !
            حصة : كويس أنك صاحية ، أبيك في شغلة
            الجوهرة أبتسمت : وشو ؟
            حصة وتتأمل ملامح الجوهرة الشاحبة وشعرها المبلل : أول شي أستشوري شعرك لايدخلك برد وبعدها أنزلي
            الجوهرة بعفوية : مالي خلق أستشوره خليه كذا
            حصة بعتب : لا وش تخلينه كذا ! لا تنسين انه سلطان هنا مايصير تطلعين له الا وأنت بأحلى صورة
            الجوهرة بدأت الحمرة تسير في كامل وجهها ،
            حصة بإبتسامة شقية لا تثبت عمرها أبدا : يالله بسرعة ورانا شغل .. ونزلت تاركة الجوهرة في حيرة من أمرها ،
            أتجهت الجوهرة للمراة لتتأمل نفسها و تتذكر الليلة الماضية التي طرقت بها بابا للخوف عندما أحتد مع والدها ،

            ( ليلة الأمس ، الساعة الحادي عشر و ستة وأربعون دقيقة مربكة )
            فتح الجناح ليشير لها بعينيه أن تدخل أولا ، سارت بخطوات مرتجفة كقلبها الذي لايهدأ من الحراك والتمدد والتقلص.
            ألتفتت إليه و طرحتها تسقط على كتفها ، سلطان أخذ نفسا عميقا وكأنه يتمرن على اللاغضب !
            بلعت ريقها المر بصعوبة وهي تنظر إليه لحظة و تشتت أنظارها دقيقة ،
            سلطان بهدوء : قلتي لأبوك شي ؟
            الجوهرة : لأ
            سلطان : ما سأل عن إيدك ؟
            الجوهرة برجفة حروفها : محد أنتبه
            سلطان و أنظاره تطوف حول جسدها النحيل ، أمال بفمه قليلا وكأنه يفكر بشيء ما
            وتلك الأنثى التي تقابله و تبلغ أوج أنوثتها يهبط صدرها ويرتفع ، هدوئه هذا غريب علي منذ فترة طويلة لم أشهده بهذه الصورة !
            الجوهرة بللت شفتيها لتثبت أنظار سلطان على فمها الصغير ، أردفت بربكة : تامر على شي ؟
            سلطان تنهد : لأ

            بعد دقائق قصيرة نزلت وشعرها الأسود المظلم يتراقص على كتفيها ، أرتدت من الفساتين الناعمة الخاصة بالبيت الذي يصل لمنتصف ساقها ، كان عاديا جدا ذو لون واحد " بصلي " ،
            دخلت المطبخ : امريني
            حصة بإحباط : يالله يالجوهرة على الأقل كحل !!
            ضحكت لتردف : ماأحب المكياج كثير
            حصة : طيب كحل بس خط صغير على الأقل ... عيوش حياتي
            عائشة : نأم ماما
            حصة : جيبي لي كحل من غرفت .. لم تكمل وهي ترى عائشة تخرج من جيبها كحل القلم الأسود
            حصة : منتي بهينة والله تتكحلين بعد
            عائشة ترمش بعينيها بخجل : بأد شنو يسوي لازم يسير أنا هلو
            حصة أبتسمت لتقترب من الجوهرة ولم تجعل لها مجالا ان تناقش وهي تكحل عينيها التي تأخذ من تركي الكثير و أيضا والدها و الأكيد عبير التي تشبه تركي كثيرا !
            حصة بإبتسامة رضا : إيه كذا شكلك تمام ، طيب أخذي .. مدت فنجان القهوة ذو الحجم الكبير .. : سلطان بمكتبه ووديه له
            الجوهرة بربكة : لألأ ..
            حصة تقلد صوتها الخجول : وش لألأ .. أقول روحي بس
            الجوهرة : يعني يمكن مايبي قهوة
            حصة : إلا هو طالبها مني
            الجوهرة وتبحث عن مخرج : طيب يمكن مشغول يعني مايصير أزعجه بشغله
            حصة بنفاذ صبر : لا إله الا الله .. أقولك هو طالبها يعني يبيها
            الجوهرة : الله يخليك حصة والله م
            حصة لم تتركها تكمل كلمتها وهي تسحب بيدها لتخرج من المطبخ متوجهة لمكتب سلطان ، أمام مكتبه وضعت الفنجان بين يديها وهي تهمس : ترى ماأبيك يعني عادي تكيفين هنا .. وتركتها بضحكة.
            الجوهرة أخذت نفسا عميقا لتطرق الباب وتطل برأسها ، لم تلفظ كلمة وهو الاخر لم يرفع رأسه من الأوراق المبعثرة على الطاولة ،
            أتجهت بخطوات خافتة نحو مكتبه لتضع الفنجان بجانبه و صوته الهادىء المربك يخرج دون أن ينتبه لها : الله لايحرمن .. رفع عينه وتوقفت الكلمات عن الإندفاع من عتبة فمه ! رائحة عطرها أسكرته .
            الجوهرة و أرادت أن تقطع عليه أي كلمة تحبطها منه : حصة هي اللي قالت لي أنك تبي قهوة !!
            سلطان برفعة حاجب : وش إسمها ؟
            الجوهرة بلعت ريقها : عمتك حصة
            سلطان : و تقدرين تنادينها بعد عمتي أو أم العنود ! بس ماهو حصة حاف كذا .. يعني ماهو معقول أعلمك الأدب
            الجوهرة شعرت بأن الأكسجين ينفذ من الغرفة ، أرتجفت أهدابها وهي تثبت أنظارها عليه
            سلطان بسياط حروفه : والله مصيبة إذا بربيك من جديد !!!!
            الجوهرة : حقك علي بس هي قالت لي أني أناديها كذا و أنه مابيننا رسمية ..
            سلطان يرمي عليها اللاإهتمام وهو يضع عينه على الأوراق ويتجاهل حديثها
            الجوهرة الواقفة بجانبه شعرت بالإحراج من طريقته بتجاهله ،
            سلطان و شكله الظاهري يوحي تركيزه وهو المشتت لا يعرف أين يقرأ و بأي سطر تلتف عينه . .
            أطالت وقوفها حتى تلألأت عيناها بالدموع المكابرة التي لا تنزل ، رغم ضعفها إلا أن نزعات الجرأة تحاصرها و هي تقترب أكثر منه لتجعل عيناه رغما عنها ترتفع ناحيتها ،
            الجوهرة بإتزان أكثر رغم لمعة محاجرها : ليه تقسى علي ؟ أنت تدري بقرارة نفسك ماأستاهل هالقساوة منك
            سلطان حرك كرسيه ذو العجلات إلى الخلف مبتعدا عن المكتب و أنظاره الشامتة تهذي بأحاديث كثيرة : عفوا ؟
            الجوهرة أصطدمت فكوكها و صمت ثواني طويلة كفيل بأن يهيج حرارة دمعها : نسيت الأسئلة بعقيدتك حرام ... عن إذنك ... و توجهت للباب لولا وقوفه و هو يتجه من خلفها ويمرر ذراعه بجانب خدها ليغلق الباب ،
            سلطان : و نسيتي أن الأسئلة بدون جواب بعقيدتي حرام !
            الجوهرة ألتفتت ولا يفصل بينهما شيء ، يملك السطوة في كل شيء !! يالله يا سلطان طاغي أنت حتى في رجولتك العنيفة ،
            ادخل كفوفه في جيبه لينتظر عند حافة شفتيها جوابا ، من قال لهذا الثغر أن يعصي يالجوهرة ؟ من قال له أن يدس نفسه بقبر الحياة الذي يعلق بين السماء و الأرض !
            الجوهرة نزلت الدمعة المالحة التي بقيت غارقة في المحاجر حتى نجت ! ، أردفت بربكة : ولا شيء
            سلطان و هو الذي يقرأ تفاصيلها كما يقرأ موظفيه : فهميني وش يعني ولا شيء !
            الجوهرة بقيت ثواني طويلة تتمدد بها الكلمات ولا تخرج ، أردفت بضيق : ليه تسألني بهالطريقة ؟ عشان تقهرني وبس !!
            سلطان بهدوء : مين أنت عشان أقهرك ؟ تبيني أذكرك مين أنت !
            الجوهرة بدأت دموعها تهطل لتدافع عن بقايا عزة نفسها : مصلية و ماأفوت فرض وأكرم الله علي بحفظ كتابه .. هذي أنا أما اللي أنت تشوفه فهو نظرتك لنفسك ومالي علاقة فيها
            سلطان أشتد غضبه الذي كان هادئ في بدايته ، أمسكها من زندها متعجبا من قدرتها على الرد : وش قصدك ؟ يعني كيف نظرتي لنفسي !
            شعرت بأن ذراعها تذوب بقبضته : أترك إيدي
            بغضب رفع صوته : قلت وش تقصدين ؟
            الجوهرة بربكة : ماراح أناقشك وأنت معصب
            سلطان بحدة : لا أنا أبيك تناقشيني بشوف وين بتوصلين له !
            الجوهرة و فعلا تألمت ، بهمس وهي لا تنظر إلا لكتفه : عورتني
            سلطان و زاد مرة أخرى قبضة أصابعه وهو يغرزها في جلدها اللين : أشوف لسانك طايل وترمين حكي بعد !! لاتختبرين صبري في شيء لأن محد بيخسر غيرك !
            الجوهرة بألم : حتى الحكي حرام
            سلطان بإمتعاض : معاي حرام
            الجوهرة كالطفلة أخفضت رأسها لينسحب شعرها ويكشف عن اثار غضبه على عنقها ، بكت وهو يفلت يدها من قبضته ، وضعت كفها الأيمن على زندها وهي تضغط عليه من حرارة الألم ،
            سلطان عينه تراقب البنفسج الذي يعانق جوانب رقبتها و يتسلل قليلا حتى يطيل النظر في باطن كفها ، لم يبقى بجسدها قطعة إلا وسم عليها بغضبه !
            رفعت عيناها له و شطرت قلبه بلمعتها ، من قال لها أن تكن طفلة هكذا ؟ لم أشعر بالأبوة نحوها ؟ لا هذه ليست أبوة ، لم أشعر بحاجة ذراعي بأن تحضنها !
            الجوهرة و كأنها تتعمد وهي تخنق الدمعات الشفافة في عينها وتزيد من لهفة خدها !
            بتوتر عميق : باقي شي ثاني تبي تقوله ؟ أخاف أطلع و تطلع روحي بعدها !
            سلطان و لايملك سبب للإبتسامة التي غزت شفتيه في حين رأتها الجوهرة شماتة و سخرية ،
            الجوهرة عقدت حاجبيها : أروح ؟
            سلطان وأعطاها ظهرها متجها لمكتبه ، خرجت الجوهرة و البكاء يهطل عليها ويغرقها
            حصة الجالسة في الصالة ضربت صدرها بخفة من منظرها : أعوذ بالله من وعثاء سلطان ..
            بسلاسة أتجهت الجوهرة لها لترمي نفسها في أحضان حصة ، : ماعليك منه ! ولا تزعلين نفسك وتبكين !! والله من قرادة الحظ والله وأنا من اليوم أقول الحمدلله نجحت الخطة الأولى مير وين الرجا مع ولد بدر !
            الجوهرة بضيق : متضايقة من نفسي كثير
            حصة تمسح على شعرها : حسبي الله على عدوه بس !!
            الجوهرة تبعد نفسها لتمسح دموعها بكفها : أنا عارفة أنك تحاولين تصلحين اللي بيننا بس اللي ماتعرفينه أنه مافيه شي تقدرين تصلحينه .. فيه شي بيننا مكسور وعمره ماراح يتصلح
            حصة بإنفعال : مافيه شي إسمه مايتصلح .. غصبا عنك أنت وياه يتصلح !!! يا بنت لاتنكدين عمرك عشانه ، الرجال مايعرفون يعيشون بدون حريم ولا يغرك سلطان مرده بيرجع لك وقولي حصوص ماقالت
            الجوهرة أبتسمت من طريقة حديثها لتردف وبحة البكاء بدأت تتضح : سلطان مستحيل يتراجع عن أفعاله ،
            تقاطعه : أنت ماعليك منه هم كذا يحبون ينفخون ريشهم علينا إحنا الضعيفات ، شوفي أنا زواجاتي ماراحت عبث .. عندي خبرة بهالمواضيع .. طنشيه وأثقليه عليه وبتشوفينه كيف يركض وراك !! لأن كنت بجرب الطريقة الثانية معه بس شكله مايفيد إذا من أولها بكاك
            الجوهرة : و ترضينها على ولد أخوك ؟
            حصة : إلا من مصلحته ومصلحتك ، أبي أنبسط فيه وأشوف عياله بس قلتها من قبل وين الرجا وهو ولد بدر
            الجوهرة أبتسمت بحزن : أصلا ماتفرق معي لأن بعد عرس ريان برجع الشرقية
            حصة شهقت : نعععم !! أنتي ناوية تخربين بيتك
            الجوهرة : قلت لك بيننا شي مكسور مستحيل يتصلح
            حصة : كل مشكلة ولها حل مدري وراه مهولين بالمواضيع ، أذكر سلطان يبسط اعظم الأمور
            الجوهرة أخفضت رأسها : صعب
            حصة صمتت لثواني لتردف : وش فيها رقبتك ؟
            الجوهرة سرعان مارفعت رأسها وهي تغطي رقبتها بشعرها ،
            حصة : يضربك ؟ .. .. بحدة أردفت .. سلطان ضربك !!!!
            الجوهرة بربكة : لأ ..
            حصة بغضب : حسبي الله ونعم الوكيل .. مد إيده عليك ؟
            الجوهرة : تكفين ماأبي مشاكل ثانية هو م
            قاطعتها : مجنونة أنت و ساكتة !!!
            خرج سلطان من مكتبه ومعه الملفات ، ألتفت على جلستهم بنظرات حادة
            حصة تقف : أنت وش مسوي ؟
            سلطان رفع حاجبه و نظراته تحتد ناحية الجوهرة ،
            الجوهرة وقفت وبصوت خافت : تكفين ماله داعي تتكلمين بموضوع راح وأنتهى ..
            حصة بصرخة أسكتت الجوهرة : على وش تتسترين عليه ! انت تدرين لو تشتكين على حضرته تاخذين عليه تعهد يعلمه كيف يحترم نفسه
            سلطان ضحك بسخرية : مين هذا إن شاء الله ؟
            حصة بغضب : طبعا أنت ! اخر واحد توقعته يمد إيده على بنت هو أنت ! معقولة سلطان تضربها ؟ أنهبلت ولا وش صار لك !!
            سلطان بنظرة أربكت الجوهرة : أمدى تقولين لها تاريخك يا انسة
            حصة : مالك دخل فيها كلمني أنا
            سلطان : لو سمحت يا حصة لا تتدخلين
            حصة : إلا بتدخل دام أشوف الغلط بعيني
            الجوهرة و عادت دموعها لسيرها : ما قلت لها هي اللي شافت رقبتي
            حصة : وشو له تبررين ! خليه يولي .. وإذا يعني قالت لي ؟ وش بتسوي مثلا !! عيب عليك وش كبرك وش عرضك تضرب !! هذا وأنت الفاهم بالدين وعارف أصوله !! و رفقا بالقوارير .. كل شيء أختفي مع الجوهرة
            سلطان ترك الملفات على الطاولة ليردف بغضب : حصة !!! ماني أصغر عيالك ولا عاد تكلميني كأنك وصي علي ! و أنت حسابك بعدين
            حصة : حسابها بعدين !! يعني وش بتسوي ؟ مصدومة منك ماني مستوعبة أنك تمد إيدك عليها وتستقوي !! دام كذا ماراح تنام عندك عشان تعرف كيف تقدر قيمتها يا قليل الخاتمة
            سلطان بحدة : خلاص انتهينا لاعاد تزيدين بهالموضوع !
            الجوهرة قطعت الحوار المتطايرة براكينه بينهما : خلاص يا حصة موضوع وأنتهى من زمان
            سلطان بسخرية الغضب : بسم الله عليك !! تشعلين الأمور بعدين تسوين نفسك مالك علاقة
            الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة منه
            سلطان : الله يكفيني من شر خبثك .... وصعد للأعلى ليغير ملابسه ويتجه لعمله .
            حصة ألتفتت عليها : لا عاد تسكتين له إن مد إيدك ! كلميني على الأقل !

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ،

              أمام المراة يمسح على جرح عينيه ، بعد لكمة أبوسعود في فجر الأمس له لم ينام ، تفكيره ينحصر بعدة زوايا معتمة !
              لم يحاول أن يدافع عن نفسه و أحترمه أشد إحترام وهو يقف بثبات أمام غضبه بعد أن دخل صاخبا و ما إن ألتفت عليه إلا و هو يستلم لكمة بالقرب من عينه ،
              أخذ نفس عميق ، الأشياء السيئة لا تتردد بأن تظهر أمامه وتسير ببطء أيضا لتغيضه ، يفكر أن يعتذر له ولكن هناك كبرياء يقف بالمنتصف ولكن مسألة أنه " صديق والده " تشعره بالتقزز من نفسه إن لم يعتذر إليه ،
              خرج و عيناه تبحث عن ظل عبدالرحمن ، أتجه للسائق : بابا طلع ؟
              السائق هز رأسه بالنفي ،
              أمال بفمه وأفكاره تتلخبط ، قرر أن يتحدث إليه و يضع النقاط على الحروف ، أنتظر قليلا حتى يخرج فالأكيد أن وقت عمله لن يفوته ، دقيقة تلو دقيقة حتى خرج من باب قصره المتهالكة أسسه الروحية ،
              تقدم عبدالعزيز له في لحظة كانت نظرات الغضب الممزوج بالزعل واضحة ،
              عبدالعزيز : قبل لا تروح الشغل أبي أكلمك شوي
              عبدالرحمن بهدوء : ماعندي وقت
              عبدالعزيز : لو سمحت !! بس 5 دقايق
              عبدالرحمن وقف : عبدالعزيز هالموضوع لا تكلمني فيه ، جننت رتيل وش بقى شي ثاني تشرحه لي ؟
              عبدالعزيز : طبيعي بتكون ردة فعلها قوية لأنها ماتدري بالموضوع
              عبدالرحمن بحدة : كان ممكن أفهمها لكن أنت منت راضي تعترف وش صاير بينك وبينها !!
              عبدالعزيز : والله ... *صمت بعد أن حلف لا يستطيع الكذب*
              عبدالرحمن أبتسم بضيق وسخرية : والله أيش ؟ أمنتك على بيتي و صدمتني ... وسار بإتجاه السيارة ولكن عاد عبدالعزيز للوقوف أمامه
              عبدالعزيز : والله العظيم ما حاولت أغضب الله في وحدة من بناتك !!
              عبدالرحمن يضع نظاراته الشمسية ويفتح الباب : خيبت ظني كثير يا ولد سلطان ...... ودخل سيارته الفورد تاركه .
              عبدالعزيز بغضب ضرب سيارته البي ام بقدمه : أوووووووووووووووووووووووووووف .... مسك رأسه ليردف بتمتمة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .....
              الليلة سيتجه لباريس ، الليلة سيرى باريس بعد فترة طويلة ، أأشتاق لها ؟ إن الأماكن لا قيمة لها ولكن قيمتها في أصحابها ، يالله لو صدفة أرى بها أحد يشبه طهر أمي و بياض أبي و صخب هديل و خجل غادة ، لو صدفة أشبع عطشي لهم ،

              ،

              في الشرفة المطلة على الشاطىء ، جالسة وبين يديها كتاب الزهايمر لغازي القصيبي ، من خلفها أتى وسحب الكتاب ليغلقه وبهدوء : ماهو ناقصك نكد !! لا تقرين هالكتب
              رؤى أبتسمت لتلتفت إليه و بين محاجرها تلمع الدموع : هذي رابع مرة أقراها فيه
              وليد يجلس بمقابلها : تحبين تضيقين على روحك ؟
              رؤى بحزن : كم شخص زي يعقوب العريان ؟
              وليد : و كم شخص زي نرمين ينتظر !!
              رؤى نزلت دمعتها الشفافة : تخيل لو كان عندي زوج و أحبه وأنسى أسمه
              وليد شتت أنظاره بألم شديد ،
              رؤى أكملت بإختناق : يالله .. كيف بعرف كيف الواحد يقدر يتحمل أنه مايتذكر شخص يحبه ؟ بيجي يوم يسألني أحد عن إسمك يا وليد و أنساه ؟ ياربي رحمتك كيف الناس عايشة كذا
              وليد : رؤى لا تفكرين بغيرك ، الله أرحم مننا على عباده
              رؤى : ماأفرق كثير عنهم .. هم فقدوا الأمل بالرجوع و أنا إلى الان فيه أمل !! تهقى يتذكروني ؟
              وليد رفع عينه و علقها عليها و الحزن يطوف حولها
              رؤى بهمس : لو مثلا تجيهم رسالة تخبرهم عني !! كيف بيتقبلونها ؟
              وليد بإندفاع : بسم الله عليك من اللي صار ليعقوب .. بسم الله عليك يا رؤى لاتفكرين بالموت ! لاتكونين سوداوية
              رؤى ببكاء : محد بيحس فيك !! ليت هالعالم تعرف كيف نحس !! ووش نحس فيه لما مانتذكر أسماء نحبها ! مانتذكر أشكالهم ! محد والله محد يعرف كيف نفكر وكيف نتألم !! يالله يا وليد أحس بنار و أنا أعرف بقرارة نفسي أنه عندي أهل ضايعيين .. عندي اهل ماأعرفهم ... ماأعرف الا أصواتهم

              ،

              وزع عدة مصاحف من القران على مساجد كثيرة في الرياض ، منذ الصباح وهو يدخل المساجد واحد تلو الاخر ، كل هذا يا غادة بنية لك عسى أن يتقبلها الله ، يالله أجعل كل من قرأ لها يدعو لها و يشفع لها بدعائه ، يالله يا رحمن وسع قبرها وانس وحشتها ، يالله يا رحمن يا غفور يا رحيم أغفر لها ذنوبها و جازها عن الحسنات إحسانا وعن السيئات عفوا وغفرانا ،
              جلس في سيارته أمام الأرض البيضاء التي بدأت أسسها تظهر و العمال ذوي القمصان الصفراء ينتشرون حولها ، نزل لهم و أعطاهم من المياه الباردة عددا لا بأس به و بفرحتهم فتح محفظته و وزع نقوده صدقة لهم ! أعمال الخير تتكاثر به دون أن يعلم قريب منه بها ، لا أحد يظمن الجنة لا أحد يثق بشيء يشفع له ليخفف عن عذابه ، و أنت يا ناصر ؟
              لا أعرف كيف أخفف العذاب عني إلا بصدقات علها تقبل و تشفع لي يوم لا ظل إلا ظله .
              عاد لسيارته مودعهم مبتسما ، اللهم لا إعتراض على أقدارك ، يالله خفف علي عذاب شوقها ، لم أعد أحتمل كل هذا ! والله لم أعد أحتمل بعدها ، يارب يارب أجعلني ممتلىء بك وعوضني ، يارب إني لم أحبب من النساء إلاها فلا تجعل أنثى من بعدها تقع في قلبي ، يارب خذني إليك و قلبي تسكنه أنثى واحدة أستوطنت بي و غادرت ! يالله أرحمني .

              ،

              مساء أسود قبل عام ، في مكتبه بعد ان أغلق الهاتف و هو يستقبل إتصالات المعزين .
              مقرن : بنته الكبيرة متعرضة لجروح كثيرة لكن حالتها مطمئنة و الباقي راحوا مثل ما راح الله يرحمهم ويسكنهم الفردوس
              سلطان الأشد تأثيرا بموت سلطان العيد ، من علمه أصول القتال و كان له الموجه والمعلم ، أخفض نظره دون ان يلفظ بكلمة ،
              مقرن : تطمنت على عبدالعزيز و قالي سعد أنه ماخذ إجازة ومايطلع من شقته حتى مايزور أخته في المستشفى
              سلطان بهدوء موجع : كان الله في عونهم ، الله يصبر قليبه
              دخل بوسعود و الصدمة ترتسم على ملامحه و أنفاسه غير متزنة ويضطرب صوته : مين قال أنه زوجة ناصر حية ؟
              مقرن بإستغراب وقف : أنا شفتها بنفسي و سعد كان هناك !!
              بوسعود بتشابك أفكاره : عبدالعزيز دفنهم الأربعة !!!
              سلطان وقف الاخر وصدمة تشطره نصفين : كيييف ؟
              بوسعود : ماني قادر أفهم !! فيه أحد له مصلحة من هالموضوع !
              سلطان ضرب بيده على الطاولة بغضب وهو يجزم بمن خلف كل هذا . . . .
              بوسعود بنبرة خافتة و يخشى ما يفكر بأن يكون صحيح : يا خوفي أنه ما دفن أهله ؟
              سلطان رفع عينه : كيف يعني ؟
              بوسعود بصوته المتزن المتوتر يشرح لهما ما عرف للتو و أدهش كلا من سلطان و مقرن بما يقول ،

              ،

              تغلق حقيبتها الثالثة بعد أن وضعت اخر قطعها الناعمة ، أخذت نفسا عميقا و دموعها السعيدة تتلألأ : الحمدلله
              هيفاء كابرت كثيرا حتى لا تبكي معها ولكن سقطت حصون سخريتها ومزاحها التي تخفي به ألمها بالفراق : الله يوفقك يارب
              ريم مسحت دمعتها قبل أن تلامس خدها : خلاص لا تبكيني ،
              هيفاء أبتسمت لتمنع دموعها : ما بقى شي ربي يتمم على خير .. *أتجهت أنظارها نحو فستان الزفاف الأبيض* ياربي ياريوم صدق أنك خايسة يعني لازم تبكيني ..... ومسحت دموعها التي هطلت بغزارة.
              ريم ضحكت بين دموعها لترفع بصرها للأعلى وتمنع سيلان البقية : هذي حالة طبيعية أننا ننهبل
              هيفاء بإبتسامة : أظن كذا
              طل برأسه : وش تسوون ؟
              هيفاء ألتفتت : ترتب أغراضها
              منصور بإبتسامة : وكيف عروسنا ؟
              ريم لم تتحمل عندما رأت منصور لتغرق في بكائها ،
              منصور : أفا يالعلم بنت عبدالله تبكي !! ... أقترب منها ليعانقها و تبلل بدموعها ثوبه ،
              أقترب وهو يتثاءب بعد أن صحى متأخرا : يالله صباح خير عسانا من الحيين !!
              هيفاء بضيق : كنا نرتب ملابس ريوم
              يوسف أبتسم إلى أن بانت صفة أسنانه : وش جوك ريوم تبكين ؟ مفروض تنبسطين وتفرحين و ترقصين بعد !! الأمور فلة وراه التأزيم بس !
              منصور بسخرية : تعرف تواسي والله
              يوسف ينظر للفستان الأبيض الواضع من الدولاب ، ضحك ليردف : والله وكبرتي
              منصور بجدية : يوسف !!
              يوسف أبتسم : تعالي
              ريم أبتعدت عن صدر منصور بحرج وهي تمسح دموعها
              يوسف أقترب منها ليحضنها ويرفعها عن مستوى الأرض بمسافة كبيرة و ينزل بها ليخرج صوت ريم : نزلنييي تراني كبرت مايصير تشيلني كذا
              يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ... مين اللي كبر ؟
              ريم بخجل : ما عدت بزر تشيلني
              يوسف يضعها على الأرض وهو يمسح دموعها بكفه : روقي لاحقة على الهم تحسبين الزواج وناسة ! كلها شهر وبعدها تاكلين تبن
              منصور : نعنبا ذا الوجه يا يوسف
              يوسف : أنا أقول بناء على التجارب طبعا أنت معفي من هالتجارب يا بوعبدالله *أردف كلمته الأخيرة بخبث شديد*
              منصور : وش قصدك ؟
              يوسف : ههههههههههههههههه سلامة قلبك ماأقصد شي
              يوسف جلس لتأتي أمه ويقبل رأسها : وشلونها ريانة قلبي ؟
              أم منصور : بخير وينك ماتنشاف !! ولا قمت مع الناس ولا رحت تصلي الظهر
              يوسف : والله مانمت الا الصبح
              أم منصور : وش مسهرك !!
              يوسف : أشتغل
              منصور بسخرية : عسى ماتعبت ؟
              يوسف ويكمل الكذبة المكشوفة : إلا والله أني تعبان حتى فكرت أرجع أنام بس قلت ماأبي أخرب نومي مررة

              يتبع

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                ،

                دخلت محل لادوريه الشهير ، رائحته أسكرتها لتذوب في لذة الأصناف حتى أحتارت ماذا تطلب ، و أنواع المكرون و الألوان الجذابة كانت كفيلة بأن تطيل في وقتها حتى تختار ، منذ الأمس ونقاشها الحاد مع سمية وهي لم تحادثها و لم تخرج معها كما أعتادت لتفطران سويا ، طلبت ما أرادت و أتجهت للزاوية حيث الكرسي الخشبي و النقوشات البصلية تحف المكان و تهطل بنعومة و رقة الألوان الهادئة الفاتحة .
                مسكت هاتفها و فتحت الواتس اب لترى المحادثات التي لم تفتحها منذ يومين ، رأت ظلا عليها لترفع عينها ،
                نواف بهدوء : ممكن أجلس
                أفنان ولاتعلم أي جرأة أكتسبتها الان : لأ
                نواف ضحك بخفوت ليردف : يعني شايلة بخاطرك ؟
                أفنان بهدوء متزن : لأ وليه أشيل في خاطري يا أستاذ ؟
                نواف : بالمناسبة أعتذر عن اللي صار لأن مالي حق أحاسبكم بس تنرفزت لما شفتكم
                أفنان لم ترد عليه وهي تشتت أنظارها ،
                نواف يسحب الكرسي ويجلس بمقابلها . . : سمية هنا ؟
                أفنان أخذت نفسا عميق : ما جت
                نواف : أجل أشاركك الفطور المتأخر
                أفنان بإبتسامة مندهشة : وعزمت نفسك بعد !!
                نواف : ما ظنتي بترفضين ،
                أفنان صمتت عندما أتى القارسون و وضع طبق مكرون ملون و طبق اخر يحتوي على الكرواسون الفرنسي ، و كوب شاي بطريقة تجهل كيف صنع من لذة وغرابة طعمه .
                نواف طلب الاخر كوب شاي و نظر إليها : قالوا أنك بترجعين !
                أفنان : عشان عرس أخوي بس برجع أكمل باقي الأيام واخذ شهادة التدريب إن شاء الله
                نواف : مبرووك الله يتمم له على خير
                أفنان : الله يبارك فيك ... أنحرجت من الأكل أمامه لم تعتاد أبدا بالأكل أمام أحد حتى في أيام الجامعة لم تكن تحب أن تأكل أمام الطالبات .
                نواف أبتسم : ترى ما اكل
                أفنان دون أن تسيطر على نظراتها التي تبين " سماجته "
                نواف غرق بضحكته لثواني طويلة وأردف : يالله يا أفنان على الأقل جاملي شوي
                أفنان أنحرجت و الحمرة تغزو ملامحها : ماكان قصدي
                وضع القارسون كوب الشاي ليردف نواف : خلاص بشرب الشاي وبروح
                أفنان بإندفاع : لا والله ماهو قصدي ، لا تفهمني غلط وكذا بس
                نواف أبتسم وهو يزيد تركيزه على شفتيها وهي تتحدث بسرعة في ثواني قليلة
                أفنان بحرج : بس يعني أنت عارف أني ماني إجتماعية كثير
                نواف بهدوء ينظر لكوب الشاي و يغرق بصمته
                أفنان وغرقت هي الأخرى في كوبها و الصمت يلتف حولهما
                نواف قطع الصمت : مفكرة وش تدخلين بعد الدورة ؟
                أفنان : لأ للحين مافكرت يعني بشوف وش اللي يناسبني بالوقت خصوصا
                نواف : الفرص بالدمام كبيرة للبنات وأكثر من الشباب
                أفنان : إيه تقريبا لأن صديقاتي اللي ماجو هالدورة ضمنوا وظايفهم
                نواف أخذ نفسا عميقا : الله يوفقك ويكتب لك كل خير
                أفنان : امين وياك
                قطع عليهما هاتف نواف : عذرا .. ورد .. ألو .... هلابك ... إن شاء الله ... طيب ولايهمك .. مع السلامة .. وأغلقه ..
                ليردف : زوجتي
                دهشت تماما حتى أتسعت محاجرها بصدمة ،
                نواف ولا يعرف لم كذب و لم يقل " أختي " لا يعرف كيف نطق " زوجتي " في وقت كان يريد أن يقول " أختي " هل هذا عناد معتاد من لسانه !! رغم أنه لم يتعمد أن يكذب .
                أفنان أبتسمت بهدوء وبدأت قدمها اليمنى بالإهتزاز ،
                نواف : حسيتك أنصدمتي !
                أفنان : لأ بالعكس .. الله يوفقكم يارب ويرزقكم الذرية الصالحة
                نواف : امين وياك
                أفنان هي الأخرى لاتعرف لم تكذب أيضا : إن شاء الله قريب
                نواف : ماشاء الله ربي يهنيك
                أفنان و الكذبات تنهال عليها : شهر 5 ميلادي
                نواف : قريب مررة
                أفنان : أجلناه عشان الدراسة و أموره شوي ماكانت مستقرة
                نواف : و رضى تجين هنا بروحك ؟
                أفنان أرتبكت من السؤال : إيه طبعا يعني أبوي هو اللي قاله
                نواف : اها ، أنا تقريبا قبل 4 شهور تزوجت وجينا هنا
                و أكملوا سيلا من الكذبات الغير مفهومة و المبهمة و التي لايفهمون حتى أسبابها . . ولو راهم أحد لأفرط بضحكه من قوة الكذبات و إخفائهم للحقيقة ، كان الجو متوترا بكلماتهم .

                ،

                في العمل الصاخب و الهادىء في مثل الوقت ،
                حرك رقبته بتعب ليردف : وبس هذي الورقة اللي معك اخر شي
                بوسعود : طيب روح البيت شكلك تعبان وأتركهم علي اراجعهم
                سلطان : لا بس ظهري تصلب من الجلسة
                بوسعود رفع عينه : سلطان
                سلطان أجابه بعينيه ، ليردف عبدالرحمن : صاير شي بينك وبين عبدالمحسن ؟ قبلها مع الجوهرة والحين عبدالمحسن !!! ماودي أتدخل بحياتك بس بعد أكيد ماراح أشوف هالتوتر اللي بينكم وأسكت
                سلطان تنهد : يتهيأ لك
                عبدالرحمن : علي هالكلام ؟
                سلطان مسح وجهه بيديه : كلم أخوك وبتعرف أنه مافيه شي
                عبدالرحمن : ذكرتني بتركي ، مدري وش بيسوي فيني هالمجنون عرس ريان قرب ولا يرد ولا حتى فكر يكلمنا .. الله يهديه بس ... أخرج هاتفه ليعيد إتصاله على تركي.
                سلطان صمت ليقف : أنا رايح .. تامر على شي
                عبدالرحمن المنشغل بهاتفه : سلامتك
                سلطان أخذ هاتفه و مفاتيحه متجها لسيارته و في عقله لا يفكر إلا بالتوجه لمزرعته ،

                ،

                في غرفتها لم تخرج منذ الصباح تفكر بحديث رتيل و كلماتها ، مازالت مصدومة من أنها زوجة عبدالعزيز و شرعيا ! لا تصدق بأن ما بينهما مباح و ليس كما تصورت ! مازالت لا تصدق بأن رتيل تزوجت ! ومن عبدالعزيز ! كيف حصل كل هذا بهذه السلاسة ؟ لم أتوقع يوما بأن أبي يفعلها بإحدى بناته ! يالله ماذا يحصل ! من المستحيل أن أبي يختبرني طوال هذه الفترة ! مرت سنة وأكثر منذ أول مباغتة من المجهول إلي ، سنة بأكملها مستحيل أن يكون خلفها والدي !! يالله لا أستوعب لو انه فعلا أبي بذاته هو خلف كل هذه الرسائل و الهدايا !
                بدأ قلبها بالنبض سريعا و الأفكار تتشابك عليها ، كل ماهي واثقة به الان أن شيء في البيت يجلب الجنون !
                من يكن خلف هذه الرسائل ؟ لكن سمعته ، سمعت صوته والله ! لا من المستحيل أن يطلب أبي من أحدهم أن يكلمني ؟ و لكن رضاها على رتيل !! يالله يا " يبه "
                مسكت رأسها والصداع ينهشه من كثرة التفكير ، غير مصدقة لما يحدث في حياتها ، هناك أمور لا تفهمها وفعليا هي لاتعرف كيف تفهمها ،
                كيف أرخص أبي رتيل بهذه الصورة ؟ والله هذا مالا أستطيع تصديقه ، و نحن المغفلات لاندري عن شيء .
                لو عذر واحد يشفي حرقة رتيل ويسد ثقب أسئلتي !! عذر واحد ربما يقنعنا .
                أتجهت للجدران التي تزينها لوحاته ، أخذت تنزعها و تضعها فوق بعضها البعض ، أخذتها ووضعتها أسفل سريرها حيث الغبار يرتمي على كتب قديمة مخبأة هناك ،
                رفعت عينها للباب الذي يطرق ، : تفضل
                دخلت سليمة بكيس أنيق من اللون الأبيض ، رفعت حاجبها : وش هذا ؟
                سليمة : ما بعرف
                عبير أقتربت منها : مين جابه لك ؟
                سليمة : هادا يجي هندي ويسلم حق سايق برا
                عبير أخذت الكيس : طيب خلاص
                سليمة أنسحبت بهدوء لتترك عبير في غيمة مضطربة لاتعرف جفافها من بللها !
                فتحت الكيس لترى كتاب زمان القهر علمني لفاروق جويدة ، رمت الكيس لتفتح أول صفحة و بخط يده غرقت " إذا كنت قد عشت عمرى ضلالا فبين يديك عرفت الهدى "
                شعرت بأن الأكسجين يختفي و أن لاوجود للهواء ، قلبها ينتفض وهي تقرأ ما كتب وخط يده أربكها حد التجمد ! جلست و الأفكار مازالت تتشابك ! هذا ليس ذوق أبي بالكتب لكن أشعر بحبه ! من المستحيل أن يكن زيفا !!

                ،

                جالسة وبين يديها جهاز الأيباد ، تنتظر بملل الضيف الثقيل !
                رفعت عينها أمام الباب الذي يدلف ، أستعدلت بجلستها ليستقيم ظهرها و تبتسم : يا أهلا
                جلس سعد بتقزز منها : تدرين أنك تلعبين لعبة ماهي قدك !!
                أمل بلامبالاة : والله عاد أنتم بديتوها !! ماكنتم واضحين من البداية ! فجأة أكتشف أنه ..
                سعد قاطعها بحدة : ما لك علاقة بهالموضوع ! ومالك دخل فيه من الأساس ! هذا الشي يهم غادة و عبدالعزيز بس أما أنت وش تفرق معك إذا عرفتي من البداية أو من الحين
                أمل : تفرق كثير !! أنا وش ذنبي أقول كلام لغادة وبعدها أكتشف أنه غلط !! وبعدين تقولون لي ببساطة والله تعاملي معها زين ولا تخلينها تبكي و يا ويلك من فلان الفلاني إذا عرف أنه غادة متضايقة و كله تهديدات بتهديدات
                سعد بهدوء : مين اللي سلمك الفلوس ذاك اليوم ؟
                أمل بعصبية : وأنت مالك علاقة تسألني !! سويت شغلي زي ماطلبتوه مني لكن بالنهاية أنا ماني مسؤولة عن أكاذيبكم عليها وعلى غيرها !!
                سعد : جننتي البنت وتقولين منتي مسؤولة تدرين أنه سلطان متحلف فيك !! وفوقها بعد بوسعود عاد تخيلي أنتي الوضع بوسعود الحليم يعصب !!
                أمل أخفت إرتباكها : أصلا هم مايعرفون عني شيء ! لاتنسى أنهم يحسبوني أمها الله يرحمها
                سعد بعد صمت لثواني : وأنا مستعد أقولهم أنك منتي امها وأنه ..
                أمل بخبث : وأنه أيش ؟ أنه مقرن متفق معك عليهم !! ... أستغفر الله بس ماأحب أتشمت لكن بصراحة ياشينها قدام بوسعود و بو بدر لو عرفوا !
                سعد : تاكلين تبن وتسكتين لا أدفنك في مكانك الحين وتعرفيني زين إن قلت شي أسويه ولا علي من أحد
                أمل صمتت و الخوف يرعش قلبها
                سعد : كل شيء تنسينه تسوين له مسح من مخك ولا بيصير لك شي ماظنتي بيعجبك ولا بيعجب الكلاب اللي وراك

                ،

                أرتدى ثوبه الأبيض ذو طلة كلاسيكية ، يعتلي رأسه شماغ أحمر ، بأصابعه هذب شعيرات سكسوكته السوداء التي تعكس بياض بشرته التي تميل للسمرة ، وضع قلمه الأسود والمحفور به بطريقة عثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتفه – جالكسي – و نزل بخطوات سريعة للأسفل و رائحة العود تسبقه لأمه .



                .

                .
                .

                أنتهى البارت

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  الجزء ( 47 )










                  ،

                  أرتدى ثوبه الأبيض ذو طلة كلاسيكية ، يعتلي رأسه شماغ أحمر ، بأصابعه هذب شعيرات سكسوكته السوداء التي تعكس بياض بشرته التي تميل للسمرة ، وضع قلمه الأسود والمحفور به بطريقة عثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتفه – جالكسي – و نزل بخطوات سريعة للأسفل و رائحة العود تسبقه لأمه
                  والدته : تبارك المسا
                  ضحك لينحني مقبلا رأسها : متبارك فيك يا أميمتي ...
                  أتته الصغيرة ذات الشعر البندقي والبشرة البيضاء ، تركض بخطوات متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هلا بشيخة البنات كلهم
                  والدته تسكب له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟
                  أبتسم فيصل ليردف : معزوم
                  والدته أبتسمت والتي لا يتضح عليها عمرها أبدا إبتداء من شعرها البني المرفوع نهاية بجسدها المشدود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟
                  فيصل وهو يلاعب ريف بيديه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! *أردف كلمته الأخيرة بضحكة*
                  والدته بدهشة : منصور تزوج !!
                  فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى يوسف تزوج
                  والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم
                  فيصل بهدوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك .. خلاص أطلعي وونسي روحك !
                  والدته بمثل هدوئه تضيع الموضوع : عطني ريف لاتوصخك ....
                  فيصل تنهد ووقف : تامرين على شي ؟
                  والدته : سلامتك وأنتبه على نفسك
                  فيصل قبل كفها المعطر بالجنة : إن شاء الله . .
                  خرج و ركب سيارته البي ام دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمراة و عقله يغيب لأحداث يكرهها ، أول لحظة شتم فيها عبدالرحمن ال متعب و أول كلمة سيئة لفظها بوجه سلطان بن بدر و أول حقد نفث به على وجه عبدالله اليوسف والد منصور .
                  لا ينسى أبدا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك تترجاني " يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قلتها له .
                  كل الأشياء السيئة كانت ترتطم به عندما توفى والده إثر التدريبات و ترك كل الذنب عليهم ، قطع علاقته بتلك العوائل رغم حبه لهم سابقا ، قبل سنة تقريبا تبدل الحال و رغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص لاذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إلا أنه تغير عندما تعرف على شخص أستطاع أن يجعل منه شخصا اخر ، و لأجل هذا الشخص أنا هنا في الرياض ، قريبا جدا سأصلح الأخطاء و سأرد دين هذا الشخص .
                  تمتم : يارب أشوفك يا ناصر

                  ،

                  رسالة قديمة على البريد الإلكتروني تحمل تاريخ 17/12/2009 ،
                  " رتابة الأيام تشطر الحياة سوادا ، تعال إلي في مثل يوم كهذا أشتهيك كالسماء و أكثر "
                  ترك حاسوبه الشخصي ليبحث في الأرفف عن أقراص دائرية تحمل له الذكرى و تشبع شوق نظره إليها ، لايعرف لماذا كان يحب أن يصورها دائما ربما لأنه يخشى فقدانها لذلك أراد أن يحتفظ بها ، لم يكن شغوفا بالتصوير كحالته معها ، كانت شيء إستثنائي يوثق به حتى الأشياء البسيطة ، تلك الأشياء التي تترك في قلبه عمق لا يسد بسهولة ، من يحفظ الذكريات كثيرا يخاف الفقد ،
                  أدخل السي دي ليجد أن الفيديو مشوشا ولا يعمل ، شتمه كأنه إنسان واقف أمامه ليدخل السي دي الاخر و فتح له على صفحة بياض ممتدة من قلبها ،
                  " تخرج لسانها بشغب و من خلفها ربيع باريس الزاهي ، وضعت نظارتها الشمسية مردفة : عادي أفصخ حجابي دام مافيه أحد ؟
                  ناصر الممسك بالكاميرا : طبعا لأ
                  غادة تنزع الحجاب بهدوء ليتراقص شعرها على كتفيها والهواء يداعبه ، المكان الأخضر جنة تخلو من الجميع الا ظلالهم : في قلبك موافق وهذا يكفيني
                  ناصر : على كيفك قررتي أني موافق !! ...
                  ساروا للداخل أكثر مبتعدين عن الأطراف التي توازي الطرق ، ألتفتت عليه : صورني وبرسلها لهديل عشان تتحمس و توافق على اللي خاطبها
                  ناصر بضحكة : مين خطبها ؟
                  غادة : ماأعرفه بس ولد السفير وأبوي مدحه وطيره للسماء بس عيت تقول ماأبي اخذ واحد عنده ميول سياسي
                  ناصر بحماس : عبدالعزيز وش قال ؟
                  غادة : كنك داري ههههههههههههههههه قام يتطنز عليه طلعه ولا شيء !!
                  ناصر : لأن هو ذاك اليوم مع عادل يقول إذا قررت أتزوج بتزوج بنت شخص بسيط ماراح أتزوج بنت واحد عنده منصب مهم ! وحتى خواتي ماراح أرضى تتزوج واحد ولد شخص مشهور ولا شخص له منصب كبير
                  غادة : أصلا كل يوم أكتشف في عبدالعزيز عقد بشرية في مخه !! أمس أقوله أنت ولد شخص مشهور وله منصب سابق يعني ممكن فيه ناس تشوفك بهالمنظور قام ضحك وقالي أنا حالة إستثنائية
                  ناصر : بذكرك باليوم اللي راح يجي ويتزوج وحدة توازيه في المستوى الإجتماعي
                  أنتهى الفيديو ، يالله لو أكملناه لثواني لو للحظات بسيطة فقط لأراها أكثر لأسمع أحاديث أخرى ، لو فقط يا غادة تأتين كالحلم و أراك .

                  ،

                  دخل سلطان وكعادته رمى سلاحه الشخصي مع مفاتيحه على الطاولة الخشبية و أتجه للغرفة العارية من كل شيء وتضم تركي ، أتجه خلف الكرسي المربوط به وفتح قيده ، جلس أمامه بصمت ،
                  أنحنى تركي بوجهه ليجهش بالبكاء كطفل صغير ، لا أحد حوله ! لا أم و لا أب ! لا أحد يشعر بألم تركي الذي لا نفهمه ، أو كيف يشعر ؟ لا عذر يبرر له ما فعل و الله لا عذر يشفي حزن الجوهرة و كسرها الذي جف و صعب على الحياة أن تبلله !
                  لكن لماذا ؟ لم فعلت هذا ؟ كيف نسيت الله و فعلتها غدرا من وراء ظهر أخيك ؟ كيف فقط قل لي أي الأعذار ستخفف وطأة مصيبتنا !
                  سلطان بهدوء الأموات الذي يلفهم لولا بكاء تركي : أخوانك يسألون عنك ! قولي بس وش أسوي فيك ؟ أنت تدري أني مقدر أشتكي عليك وماعندي شهود ! لكن الله ماراح يضيع حق أحد ! ولا راح أرضى أنك تبقى هنا وتكرر اللي سويته مع الجوهرة بغيرها !! راح تعترف يا تركي ولا كيف ؟
                  تركي ولا يرد عليه الا بالبكاء المزعج لكل روح إنسانية ، بكاء يفكك قسوة الحجر .
                  سلطان عقد حاجبيه : أعترف لأن خلاص محد راح يفيدك لا عبدالمحسن ولا عبدالرحمن ! كلهم يدورون عليك و عبدالمحسن أكيد ماراح يسكت والله يعلم وش مخطط يسوي فيك !
                  تركي ببحة قاتلة جعلت سلطان يشتم كل هذه الحياة لأنها تشبه بحة الجوهرة في البكاء : أذبحوني ... ماأبي هالحياة .. ماأبيها
                  سلطان بحدة : و لا هي تبيك ! محد يتشرف أنك تمشي جمبه حتى الشوارع تكرم منك !!
                  تركي ببكاء يتخلى فيها عن رداء الرجولة الشرقية : والله أني أحبها
                  سلطان و نفسه مرهقة من هذا الحديث ، وقف ليعطيه ظهره ويلفظ بحرقة : بنت أخوك ! فاهم وش يعني بنت أخوك !!! .. ألتفت عليه ليصرخ ... مايجوز لك .. أفهم أنها ما تحل عليك
                  تركي بصراخ اخر : طيب أحبها !! والله أحبها ... أقسم لك بالعلي العظيم أني أحبها غصبا عني .. غصبا عني أحبها
                  سلطان بسخرية غاضبة : تعرف عن مين تتكلم !! تتكلم عن زوجتي يعني ممكن أحرقك في جحيم حبها عشان أعلمك كيف تحب
                  تركي بصوت مضطرب وخافت : ماتفرق معي .. ماعاد تفرق .. أما حياة مع الجوهرة أو فلا .. ماأبي هالحياة
                  سلطان : لا تحدني أجرك الحين للتحقيق وأخليهم يعتقلونك رسميا وساعتها ماراح يفيدك هالحب
                  تركي و الجروح تنتشر على وجهه ، رفع عينه بإتجاه سلطان : قلت لك ماتفرق
                  سلطان بغضب : عقوبتك مثل عقوبة الزاني المحصن يعني القتل !!
                  تركي : ماتقدر تثبت شيء أنا والجوهرة نحب بعض والله نحب بعض
                  سلطان و تنرفزت حواسه بأكملها ، دفع الكرسي الذي كان جالسا عليه و هو يشير بسبابته : يعني ماراح تعترف
                  تركي ودموعه مازالت تبلله : أثبت أنه الجوهرة ماتحبني !!
                  سلطان بحدة : لا تنسى أنك أغتصبتها
                  تركي : لأ هي جتني
                  سلطان بغضب : أغتصبتها
                  تركي : لأ
                  سلطان و يكرر عليه حتى يستفزه ويعترف : أغتصبت بنت أخوك وأنت عارف أنه حرام
                  تركي : لأ .. والله لأ
                  سلطان : أغتصبتها
                  تركي ببكاء : لا أنا ماأغتصبت أحد
                  سلطان صرخ : أغتصبتها
                  تركي : لأ
                  سلطان : جيتها في اخر سنة لها بالثانوي وأغتصبتها لأنك مالقيت أحد في البيت !! لأنك جبان مقدرت تسوي أفعالك الا بغياب أخوك
                  تركي بجنون : لأ
                  سلطان : أنت اللي تتحمل الذنب كله ! أنت اللي راح تتعاقب وأنت يا تركي اللي بتطيح في شر أعمالك
                  تركي يهز رأسه بالرفض : كذاب .. لأ ..
                  سلطان : كلهم بيوقفون ضدك !! أخوانك و أهلك كلهم بيستحقرونك ! بتموت في فضايحك يا تركي
                  تركي يضع كفيه على أذنه و طريقة الجوهرة تعاد بهيئة أخرى ، يكره هذا التشابه بأفعالهم ، يكرهه أشد كره ليصرخ بغضب : روح وقول للقاضي والله أنا أحبها ! وشوف وش بيسوي فيك !
                  تركي مازال واضع كفوفه ليسد إذنه وهو يرفض الإستماع له
                  سلطان : أغتصبتها !!! أعترف وخلك رجال لو مرة وحدة !! ... أنت أصلا حرام عليك الشارب !!!! اللي عمره 11 سنة أرجل منك ... *صرخ به* أعترررررررررررررف لأن لو وصلت أمورك للمحكمة صدقني ماراح تفلت من العقاب !! أعترف باللي سويته و لاتنسى مين أنا !! حط في بالك دايم إذا أشتكيت وش بيصير ! خل هالشي في بالك
                  تركي : ماسويت شي .. ماسويت شي .. ماسويت شي ... كرر كلماته كثيرا في جنون.
                  سلطان : أغتصبتها ... أنت يا تركي أغتصبتها بدون رضاها
                  تركي صرخ : لأ
                  سلطان : إلأا أغتصبتها .. أغتصبتها و 7 سنوات تتحرش فيها !!
                  تركي : لأ .. أنا ماني كذا
                  سلطان صرخ : أغتصبتها
                  تركي بصراخ يبكي : لأ .. والله لأ
                  سلطان بعصبية : لا تستهين بإسم الله على لسانك !! لا تحلف فيه كذب .. خاف ربك في نفسك
                  تركي بتعب : لأ .. لأ
                  سلطان بهدوء : أغتصبتها يا تركي و راح تلقى جحيم هالدنيا قدامك
                  تركي : لأ . . ماأغتصبتها
                  سلطان صرخ : إلا أغتصبتها
                  تركي : ماأغتصبتها
                  سلطان يشد على أسنانه لينطق من بينها : إلأا أغتصبتها
                  تركي بإرهاق بكى : أيهه بس والله ماكنت أبي أسوي كذا .. هي والله اللي خلتني أحبها .. شفتها ومقدرت أمسك نفسي
                  سلطان بغضب صفعه ليرتمي على الأرض ، إعترافه وإن كان متوقعا إلا أنه شطر كل ذرة رحمة في قلبه : هان عليك أخوك !! هان عليك ربك قبل كل شيء !
                  تركي : ما هو بإيدي
                  سلطان بصرخة أرعبته : هذا إغتصاب عارف وش يعني أغتصاب !!! كيف تنجذب لها وهي بنت أخوك ! كيف تشوفها بهالطريقة القذرة !!!!!!
                  شده من ياقته : راح أجيب أخوك وقدامه بتعترف وبعدها يا تركي أطلب من الله حسن الخاتمة !!

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    ،

                    في أطراف الليل المتسرب بين جدران الوحدة ، غادر الرياض و ترك قلب من بعده مثقوب ، ترك أنثى غجرية يرفرف قلبها على شوك منثور ، ترك حزنا متلبس في عينيها ، تركها و لم يعرف ثمن ضحكاتها و لا فرحها ، لم يعرف كيف يجازي الحياة بها إلا بالجرح !
                    منذ الأمس وهي لم تخرج من غرفتها ولم يدخل جوفها إلا الماء ، منذ الأمس وهي تبكي بحرقة و تنام لبضع ساعات وتستيقظ باكية ، منذ الأمس وهي لا تستوعب فجيعة ما يحصل بها ، منذ الأمس و هي ميتة نسبيا بعد أن حشروا الأشواك في قلبها .
                    منذ الأمس وهي ساقطة على سريرها لم يبقى قطعة قطنية لم تتبلل ببكائها ! أحترقت وغاب وهج هذه الحياة بعيني ،
                    جلست على سريرها وهي تحتضن الخدادية المزخرفة بألوان مبهجة تجلب العصافير وأصواتها ، وهذا المفروض إلا أن البكاء أفقد القطن شهيته بالحياة ،
                    يهدأ بكاءها لحظة و يعتلي مرة أخرى ، يزرع بها سموم الحقد و ينبت بقلبها ألف غصن من الحزن ذابل ، يالله " قد إيش موجوعة منك "
                    أرتجفت وهي تعاود بكائها ، خرج صوت كلماتها بين بكائها وهي تلفظ : اه
                    من يطهر قلبي من هذه الأشواك ؟ من هذا الحزن ؟ من يخبرني كيف أبتسم مرة أخرى ؟ تعبت و رب هذه الحياة متعبة من كل هذا ! لم كل الأشياء التي تحزنني هي منك يا عبدالعزيز ! لم كل الأشياء الحزينة التي ليست منك هي تتواطؤ معك حتى أبي !! أبي الذي أتيت من ضلعه تواطؤ معك و مع عذابي ! يالله أكان هذا عقاب الطيش ؟ أكنت أستحق كل هذا ؟ منذ اليوم الأول الذي رأيتك به و كسرني بها أبي بعقابه إلى هذا اليوم و أنا لا أفهم لم كل شيء يقف معك يا عبدالعزيز !
                    حتى أنا ! حتى أنا لا أعرف كيف أستحقرك ؟ أو كيف أحزنك ! حتى " أنا " تعصيني و أحبك ! لم أحبك ؟ " ليه "
                    أرتفعت شهقاتها وهي تسأل نفسها " لم تحبه "
                    و إني فهمت حديثهم عندما نطقوه " إن الله يمهل ولا يهمل " أمهلني الله الكثير حتى أصحح أخطائي ، أمهلني ولم أتعلم ! أتبعت عنادي وحقدي حتى أكسره و بالنهاية كسرني ! و بالنهاية كسرني حتى أبي .
                    و أنا الذابلة بالحب من رأسي إلى أقدامي : كسروني ، الله عليك كيف قدرت يا عزيز تجرحني بهذه الطريقة ؟ و رب هذا الحب لم تستهين بقلب وهبك حبا سرق من الحياة كل شيء لأجل ان يعيشك !
                    هان عليك كثير بأن تسقطني حزنا !! هان عليك و أستسهله قلبك ، ليتك شعرت بحرقة كلماتك على قلب أنثى تعشقك مثلي ،
                    . . منك لله يا أناني .


                    ،

                    جالس على الأريكة النحيلة وبين يديه السبحة و هالات من الضيق تطوف حول عينيه و تعرجات جبينه تكشف حزنه ، تقدمت إليه بكأس شاي ساخن و رائحة النعناع تفوح منه : لا تحمل نفسك فوق طاقتها
                    أخذ الكأس و جلست ضي على الطاولة التي أمامه : لا عبير ولا رتيل طلعوا من غرفهم اليوم
                    ضي بضيق : حاولت أكلم رتيل بس مافتحت لي الباب
                    عبدالرحمن بهدوء : ماعدت أعرف وش الغلط ووش الصح
                    ضي تمسك كفه لتشد عليه : مو أنت اللي علمتني أنه الأشياء اللي تزعجنا نسويها عشان نحفظ أنفسنا !! و رتيل أكيد فترة وبعدها راح تتفهم الموضوع وتعرف أنه هذا بمصلحتها
                    عبدالرحمن : اللي شاغل بالي أنه اللي صار , صار من عز ! هو حتى نفسه يجرحها ، كيف رتيل ؟ .. أكيد سمعها كلام يسم البدن ! أكيد قالها شيء خلاها تثور بهالطريقة ! ... عز يأذي نفسه ويأذي اللي حوله دايم
                    أنزل الكأس ليردف بحزن : وأنا كل ماقلت هانت جد علم جديد
                    ضي أخفضت رأسها و هي التي تتألم من ألمه وتشعر بحزن بناته وبنات قلبه ،
                    أردفت : كل شي بيتصلح إن شاء الله
                    عبدالرحمن وقف ولكن يد ضي قاطعت إتجاهه : لا تضغط عليها ، أتركها هاليومين
                    عبدالرحمن بغضب : مقدر أتحمل وأصبر !! هذي بنتي يا ضي كيف أسكت وأنا أشوفها كذا .. ترك يدها وصعد للأعلى ،
                    ضي تلألأت دمعة على خدها ، لاتبكي من أجل ما يحدث ، تبكي من ألم الأب على إبنته والتي أفتقدته طوال حياتها .
                    طرق الباب ولا رد يأتيه ، بصوت خشن موجوع : رتيل ..
                    رفعت عينها بإتجاه الباب الذي يطرق ، وصوته يلتهم كل خلية في عقلها ! يلتهمه ويحزنها !
                    عبدالرحمن : رتيل عشان خاطر أبوك أفتحي الباب
                    رتيل ولا رد تنطقه و دموعها تواصل الرثاء .
                    عبدالرحمن بهمس : رتييل .. تعرفين أني بأضعاف حزنك أتألم ! أفتحي واللي تطلبينه بسويه حتى لو ماني موافق عليه !
                    رتيل مع كلماته الخافتة أزداد بكائها ، أتجهت بخطوات مرتجفة للباب !
                    عبدالرحمن بنبرة هادئة : هذي أول مرة يا رتيل تطولين فيها بزعلك مني !
                    رتيل ودت لو أنها تفتح الباب ولكن بها من القهر ما يجعلها تكره النظر له وللجميع ، بها من القهر ما يجعلها تفكر بصورة شيطانية لا علاقة لها ببراءة عينيها ، بها من القهر ما يجعلها تفكر بفعل خبيث توجهه لعبدالعزيز تعلم هي أنها ستؤذي نفسها ولكن الأذى الأكبر سيكون على ظهر عبدالعزيز ، أعرف أن من يحب لا يؤذي غيره ولكن أنا ؟ أنهنت بما فيه الكفاية.
                    جلست على الأرض الرخامية وهي تضع ظهرها على الباب وتسمع لحديث والدها ببكاء شديد.

                    ،

                    في صباح فوضوي بغرفة يوسف ، ركل بنطاله الجينز من على الأرض وأخذ يغلق أزاريره بعجل وفتح هاتفه ليتصل عليها ويطمأن ، ثانية تلو ثانية ولا رد ، نزل بخطوات سريعة ليكتب لها رسالة " بس تصحين كلميني "
                    أدخل هاتفه بجيبه وألتفت عليهم مجتمعين جميعا على طاولة الفطور ،
                    رفع حاجبه : صباح الخير
                    والده : صباح النور
                    يوسف وهو واقف سكب له من الحليب الساخن
                    والدته : أجلس وأفطر زي الناس
                    يوسف : مستعجل
                    والده بسخرية : عسى بس خايف يطير منك الدوام
                    يوسف بضحكة أردف : أخاف أنطرد
                    والده أبتسم : لا جد وش عندك ؟
                    يوسف : يمكن أروح حايل فماأبي أطلع متأخر وتظلم علي في نص الطريق
                    والده : أنتبه على نفسك
                    يوسف : إن شاء الله ، يمه تكفين خلي الشغالات يرتبون الغرفة مررة قذرة
                    هيفاء وهي تأخذ قطعة من الزيتون الأسود و تردف : ارحمني يالنظيف
                    يوسف : أقول كملي أكلك لا أخلي الزيتون يطلع من خشمك
                    هيفاء ضحكت ليتناثر العصير الذي كانت تشربه من فمها
                    ريم بتقزز : يا مقرفة
                    يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه
                    بو منصور وقف : يا مال اللي مانيب قايل .. وخرج.
                    والدتها : أحترمي النعمة في أحد يضحك وهو يشرب
                    هيفاء تمسح بقايا العصير : كله من هالحقير
                    يوسف ضحك وأردف : أحمدي ربك أنه منصور مو هنا ولا كان خلاك حشرة وعطاك محاضرة بالأتيكيت ... يالله مع السلامة .. وخرج متجها لسيارته ، أخرج هاتفه الذي يهتز وفتح الرسالة " معليش مشغولة شوي "
                    شد على شفتيه و بقي متوقفا لثواني طويلة ، أرسل " كنت بقولك أني بجي حايل "
                    ثواني طويلة حتى أهتز هاتفه و فتح الرسالة " حياك ، طبعا مجرد زيارة "
                    بدأ ضغطه بالإرتفاع والغضب يعقد حاجبيه ، ركب سيارته متجها للشركة و متجاهلا الطريق الاخر الذي يتوجه للقصيم ومنها لحائل.
                    في جهة أخرى ضحكت ومسحت الرسائل : أحسن
                    وضحى : بس والله الكلمة وقحة ههههههههههههههه أجل مجرد زيارة يعني طردة
                    غالية : أجل تنفخ ريشها علينا ،
                    وضحى : ماأتخيل ردة فعله كيف بتكون أدنى شي بيقول ماهي متربية أجل كذا ترسلي ههههههههههههههه
                    غالية ضحكت لتردف : خلي الجوال هنا وأمشي نطلع قبل لحد يشوفنا

                    ،

                    من خلفها قطع إتجاهها للباب بصوت خشن و رجولي صاخب : على وين ؟
                    العنود ألتفتت : بطلع
                    سلطان : طيب !! وأنا أسألك وين ؟
                    العنود تنهدت لتنادي والدتها : يمممممه
                    أتت حصة من الغرفة : يالله صباح خير !! ..
                    سلطان : فهمي هالشي بنتك فيه أحد يطلع بهالوقت !!
                    العنود : إيه أنا بروح أفطر مع صديقاتي وش دخلك أنت !!
                    سلطان : تكلمي معاي بأدب
                    حصة : خلاص يا سلطان !! خلها تروح
                    العنود بغضب ثارت : يمه تترجينه بعد !! كيفي بطلع ومالك حق تسألني فاهم !
                    سلطان الذي أخذ إجازة من عمله اليوم ، أردف بهدوء : أفصخي الجزمة وأضربيني بعد
                    العنود تأفأفت : لا ماهي حالة تحاسبني على الطالعة والنازلة !! أبوي للحين عايش وأمي بعد !
                    حصة : خلاص لاتكثرين حكي وروحي أقلقتيني ... خرجت العنود لتلتفت حصة عليه : يعني فيها شي لو راحت مع صديقاتها ! هي بروحها تكرهك وتنتظر عليك الزلة
                    سلطان بسخرية يردف وهو يتجه لطاولة الطعام : زين علمتيني عشان ماأقولها شي وتمسك علي الزلة
                    حصة ضحكت لتردف : أستغفر الله بس أنا قايلة ماراح أكلمك بعد
                    سلطان أبتسم وألتفت عليها : تعالي أفطري معي ماأحب أفطر بروحي
                    حصة : لأ وتراني زعلانة بعد
                    سلطان : طيب تعالي وبراضيك
                    أتت حصة بطيبة قلبها وجلست أمامه وبجدية : أمس مقدرت أنام من التفكير ! كيف تضربها بسهولة ! مايجوز أبد تسوي فيها كذا من عذرها يوم راحت عند أهلها أجل تضربها وتسكت ! زين بعد مادخلت أهلها وخلوك تطلقها ! من متى المرة تنضرب ؟ ولا أنت تبي تعيد عادات الجاهلية !!!
                    سلطان بهدوء : موضوع منتهي من زمان وخلاص لا تفتحينه وتنكدين علي هالصبح
                    حصة : طيب أجبر خاطرها في كلمتين !! تعلم شوي الكلام الحلو
                    سلطان ضحك ليردف : علميني على إيدك
                    حصة : تتطنز !! أتكلم جد ، حسن أسلوبك معها ! أجل أمس خليتها تجيب لك القهوة وتطلع منك تبكي
                    سلطان : هي حساسة تبكي بسرعة
                    حصة : لا والله !! وهذا عذر ! إلا أنت أستغفر الله بس مانيب قايلة كلمة شينة بحقك
                    سلطان : أشوفك واقفة مع الكل ضدي
                    حصة : لأن اللي تسويه غلط ولا يرضي أحد
                    سلطان بهدوء : خلاص يا قلبي الله يخليك سكري على الموضوع
                    حصة : هذا أنت تعرف تقول يا قلبي وياروحي طيب قولها شوي مو بس " تقلد صوته الثقيل " الجوهرة
                    سلطان ترك كوب الحليب لينفجر بالضحك ويردف : طيب أبشري
                    نزلت الجوهرة بخطوات هادئة وهي التي لاتعلم بأمر إجازته ، ألتفتت ولم تتوقع بأن تراه ،
                    بصوت مرتبك : صباح الخير
                    حصة : يا صباح الفل و الورد
                    الجوهرة أكتفت بإبتسامة ، وهمت بالصعود مرة أخرى لولا وكزة حصة لسلطان الذي نطق : تعالي
                    الجوهرة : مو مشتهية بس كنت بشوف حص .. بترت كلمتها لتقول .. أم العنود
                    حصة : ناديني حصة وماعليك منه .. *وجهت الحديث له* الحين إسمي ولا إسمك !! كيفي أبيها تناديني حصة
                    سلطان كتم ضحكته وأخذ يشرب من الكوب بصمت
                    حصة : تعالي يا روحي أفطري خلي سلطان يتهنى بأكله *أردفت كلمتها الأخيرة بخبث وقصد لسلطان*
                    سلطان ضحك بخفوت وألتفت على الجوهرة لتقع عيناه الضاحكة بعينيها المرتبكة : تعالي .. وأشار لها على الكرسي الذي بجانبه
                    حصة تراقب بشغف ما سيحصل الان و سلطان " رايق " لأبعد حد .
                    أتت الجوهرة وجلست بجانبه ليفاجئها سلطان بسحب كرسيها ليلاصق كرسيه ،
                    حصة تسكب للجوهرة من الحليب الساخن و مدتها إليها : أخذي تغذي مهو نافعك أحد ..
                    سلطان بإبتسامة نقية تظهر صفة أسنانه : معاذ الله من أنك تقصديني
                    حصة بضحكة : إلا أنت بجلالة قدرك
                    سلطان أبتسم : بسوي نفسي ماسمعتها
                    الجوهرة المرتبكة بقربه و رائحة العود تتشنج معها أعصابها ، أخذت الكوب وبأصابع مرتجفة يهتز معها الحليب السائل ، و أعين سلطان تراقبها وهي تشرب .
                    الجوهرة لم تستطع أن تتذوق الحليب وأرجعته للطاولة وكل حواسها ترتجف ، لا تعلم لم تشعر بأن هناك شيء غائب عنها تجهله يجعل سلطان بهذه الصورة .
                    حصة : فيك شيء حبيبتي ؟
                    الجوهرة : لأ .. ولا شيء بس برد
                    حصة : عاد التكييف مقصرة عليه الصبح ...
                    سلطان يفاجئها ليضع ذراعه على أكتافها ويسحبها ببطء نحوه و يقبل رأسها مستنشقا ذرات الهواء من بين خصلات شعرها ،
                    حصة وتشعر بنشوة إنتصار : أنا بخليهم يجددون الحليب .. وأتجهت للمطبخ تاركتهم ،
                    الجوهرة و قلبها ينتفض ، لا تعرف بأي التناقضات تأتيتها وأي شعور يباغت قلبها ،
                    سلطان بصوت خافت : بردانه من أيش ؟
                    الجوهرة و فكيها يرتجفان ، صمتت وهي تغيب فعليا عن هذا العالم و حرارة أنفاسه تسكنها و تهدأ عمق حواسها ،
                    سلطان تنهد مثبتا ذقنه على رأسها و ذراعه مازالت تحيط بها ، بتنهيدته تجمعت دموع الجوهرة ، كتمت نفسها وهي تشد على شفتيها حتى لا تبكي .
                    بعد هدوء لدقائق طويلة و رأس الجوهرة على طرف صدره ، بحمرة وجنتيها حاولت تسحب نفسها لتنكشف رقبتها كالمعتاد ، أقترب سلطان و لامست شفتيه أثار ضربه كأنه يحاول يشفي الاثار بقبلاته .
                    أبتعدت الجوهرة بإرتباك وهي تسحب نفسها مع الكرسي و تضع مسافة قصيرة فاصلة بينهما ،
                    سلطان بلل شفتيه بلسانه وأردف : خلي عايشة تجيب لي القهوة لمكتبي .. وتركها .
                    الجوهرة وضعت يدها على صدرها وقلبها لايتزن بنبضاته ، تشعر بأن الأشياء تذوب من حولها و تذبل وربما حتى تتراقص .
                    حدثت نفسها لتهذب تصرفاتها وربكتها ، لا تضعفين يا أنا ! هو شك بك و أساء لك ، لن تلمسني بسهولة يا سلطان و لن أسامحك و إن أحببت الوطن الذي وهبتني إياه .

                    ،

                    مسكت هاتفها لترى رسالته الأولى " بس تصحين كلميني " ، أتصلت عليه ، مرة ومرتين وثلاث ولا يأتيها رد ، عقدت حاجبها بشك لترسل له بالواتس اب " يوسف ؟ "
                    في جهة أخرى على مكتبه يلعب بقصاصات الورق بنرفزة ، فتح محادثتها فقط ليظهر لديها بأنه قرأ و لكن سيتجاهلها تماما ،
                    مهرة و الشك يدب في قلبها من فكرة أنه يقرأ دون أن يرد ، كتبت له " وش فيك ؟ "
                    يوسف بعصبية كتب لها مثل ما كتبت له " معليش مشغول شوي "
                    مهرة أمالت فمها بقهر وأغلقت هاتفها لترميه على السرير و تمتمت : عساك ما رديت ...

                    يتبع

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                      ،

                      تحت أجواء باريس الغائمة و الليل يداعب السماء بخفوت ، تنهد بضيق
                      أثير الجالسة مقابلة له في المطعم الهادىء و التي أكتملت زينتها بزواجها من عبدالعزيز : وش فيك ؟
                      عبدالعزيز : ولا شيء بس صار لي يومين مانمت وشكل المزاج بدا يضرب
                      أثير أبتسمت : ومين سارق تفكيرك ؟
                      عبدالعزيز بهدوء : أرق
                      أثير نظرت لهاتفها وأغلقته
                      عبدالعزيز : مين ؟
                      أثير : سلمان
                      عبدالعزيز شتت أنظاره بإمتعاض
                      أثير : مجرد زميل في الشغل
                      عبدالعزيز بحدة لم يسيطر عليها : وأنا قلت شي ؟
                      أثير عقدت حاجبيها الفاتنين : لأ بس حبيت أوضح لك
                      عبدالعزيز تنهد وصمت
                      أثير : أنت صاير ماينحكى لك كلمة ، أمش خلنا نطلع وتروح تنام
                      عبدالعزيز : أثير يرحم لي والديك لاتزنين علي
                      أثير بهدوء : مازنيت أنا أقترح عليك
                      عبدالعزيز بعصبية : طيب خلاص ماأبي أسمع شي
                      أثير تنهدت وصمتت ، أخذت هاتفها لتقلب فيه وتهدأ من حرارة غضبها في ليلة مثل هذه كان يجب أن تحتفل !
                      عبدالعزيز بدأ الهز بأقدامه و أعصابه تشتد وجدا ، بنظرة شك : تكلمين مين ؟
                      أثير رفعت حاجبها : شارب شي ؟ ماهو معقول اللي قاعد تسويه !! ... وقفت لتأخذ معطفها وتخرج
                      عبدالعزيز نثر مبلغا يجهله على الطاولة وتبعها ، من خلفها مسك ذراعها ليوقفها وبعصبية : من متى إن شاء الله تعطيني ظهرك وتروحين ؟
                      أثير التي يمتزج خجلها بقوة شخصيتها : أترك إيدي !
                      عبدالعزيز يتجاهل ماتقول ليردف : لو تكررينها مرة ثانية صدقيني ما يحصلك طيب
                      أثير بهدوء : عزوز حبيبي روح نام أحسن لأن عقلك بدا يضرب من جد
                      عبدالعزيز ترك ذراعها ليلبس معطفه و يتنهد وبتنهيدته يخرج البخار الأبيض من فمه.
                      أثير بعد صمت لثواني أردفت : يا روحي أنا فاهمتك ، لكن صار لك يومين منت نايم أكيد عقلك بيتوتر وماراح تفكر صح ! عشان كذا أرجع البيت وحط راسك ونام و بكرا الصبح نتفاهم
                      عبدالعزيز عقد حاجبيه بحدة : طيب خلاص
                      أبتسمت : تصبح على خير
                      عبدالعزيز: وأنت من أهل الخير ...
                      أثير أقتربت منه وبجرأة قبلت خده الأيمن : برجع بسيارتي ... وأختفت من أمامه خلال ثواني قليلة .
                      عبدالعزيزأخذ نفسا عميقا ليمسك هاتفه ويتصل بناصر ، أتاه صوته : ألو
                      عبدالعزيز بقهر : تزوجتها
                      ناصر بعد صمت لثواني أردف : تعرف شي ؟ بقوله لك وماعلي منك !! يا ويلك من عذاب الله في هالثنتين
                      عبدالعزيز سار بعيدا عن المطعم وأقدامه تلامس الأرض المبللة : مدري وش اللي مخليني أتصل عليك .. وأغلقه في وجهه ، غاضب من كل شيء و كل مازادت ساعات إستيقاظه زادت أعصابه توترا ، لا عجب بأن من لا ينام يصيبه سوء مزاج ولكن ماذا لو كان هذا الشخص بعادته سيء المزاج ! يالله كيف ستكون المصيبة إن صاحبه أرق ؟
                      ركب سيارته اللكزس الذي أستأجرها و عقله يصيبه غثيان ، أستاء من تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي وقع فيها على ذاك الورق معلنا لزواجه من أثير الحقيقة ، و أخذ عقله بلؤم شديد يقارن بين رتيل و أثير ، تبا لقلبي كيف له القدرة على طردك من ذاكرتي الان ؟
                      حرك سيارته في طرق لا يعرفها ، يجهلها ، يدور بلا هوية تقوده ، من المستحيل أن تكرهه ؟ أحلف برب الناس أن ليس لها قدرة على كرهي ، مهما غدرت بها المسافات لن تجد ملاذا لها غيري ، أنا النقطة التي ستنتهين بها مهما جاهدت أن تقطعين الأسطر بفاصلة يا رتيل .
                      مسك طريقا متجها ل دوفيل القرية الرقيقة التي كان يزورها كثيرا مع ناصر وأيضا عادل .

                      ،

                      عادوا من شاطىء دوفيل الهادىء متجهين للفندق ، على وقع أصوات أقدامهم أتى صوت رؤى : الحين سكرت عيادتك بميونخ ؟
                      وليد : لا موقفها لفترة و كل مواعيدي بعد موقفها !!
                      رؤى بهدوء تنهدت ، ليقطع وليد عليها أفكارها قبل أن تبتدأ : أشتقت لأيام ميونخ ؟
                      رؤى أبتسمت لتلتفت عليه : إيه على الأقل كنت أحس أني عايشة بصدق أكثر من هالضياع
                      وليد : أصبري وأحتسبي ، لك في الصبر أجر
                      رؤى : الله يرحمنا برحمته بس
                      وليد : امين ... وش رايك بكرا نرجع باريس !
                      رؤى : ماتفرق معي
                      وليد : لا إذا ماتبينها ماهو لازم ،
                      رؤى بهدوء نظرت للعاشقين في محطة إنتظار الباص ، يقترب من أنثاه ويلتهمها بحب ولا يبالي هذا الأشقر بأنظار من حوله ، شتت نظراتها و تجمدت في مكانها لتتضبب رؤيتها وتغيب فعليا عن رؤية من أمامها ،
                      ضحكاته ترن في إذنه و هو يدخلها في معطفه وينشر قبلاته ، برودة الأجواء لا يهدأها إلا حرارة أنفاسه ، لا ملامح تراها سوى ذراعيه التي تحيط بجسدها ، هذه باريس !! يالله يا رحمن أكفف عني هذا !
                      تسمع صوت وليد المنادي ولكن رغما عنها لا تستطيع أن ترى شيئا سوى الشوارع الضيقة التي تخبرها بأنها في باريس و ذراع ذات أكمام سوداء تحيط بها ، من هذا الذي يعانقني بهذه الصورة ؟ . . من المستحيل أن يكن شخصا غير زوجي ! .. الذي طلقني وقالت عنه أمي أنه مات !
                      وليد : رؤؤؤى !!
                      رؤى رمشت لتنظر لوليد بشتات ، ثواني قليلة حتى سقطت على الأرض مغميا عليها .

                      ،

                      سمع اخر رسالة صوتية له على هاتفه " مشتاق لهم كثير . . . بحفظ الرحمن أنتبه على نفسك يا فيصل "
                      تنهد و هو يفكر بأن منصور ليس له علاقة تربطه بناصر ، يخجل من أن يتصل على عبدالرحمن بن خالد ويسأله عن ناصر ، لا ينسى أبدا طيشه أثناء وفاة والده ، كيف يصل الان لناصر و ينفذ ما قاله ذاك الرجل الذي سرق قلبه !
                      هناك أشياء يجب أن تقال وبأسرع وقت ، هناك أشياء كثيرة يجب أن تتضح لسلطان بن بدر أيضا ! .. أأطلب موعدا ؟ أم أفاجئهم بزيارة حتى أجبرهم على الإستماع إلي ؟ لكن هو لم يطلب مني أن أخبر سلطان أو حتى عبدالرحمن ! قال لي بالحرف الواحد " ناصر هو الأهم " .
                      يارب رحمتك من كل هذا ، رفع عينه لريف التي تلعب بكتبه ، أبتسم : ريووف
                      ألتفتت عليه بضحكة وهي تضرب الأرض بخطواتها الرقيقة : أنىىى
                      فيصل وقف متجها إليها لينحني ويحملها بين ذراعيه ، نزل بها للأسفل و والدته تنظر للتلفاز بتملل .
                      : بنتك بتحوس لي الغرفة
                      والدته بحالمية : بنتك ! يازينها من كلمة
                      فيصل ضحك ليردف : بسم الله عليك يمه وش فيك ؟
                      والدته : فيصل متى تتزوج ؟
                      فيصل أنفجر بالضحك : مخك ضارب اليوم !! ..
                      والدته : لا جد ماودك يمتلي البيت بعيالك !
                      فيصل : على إيدك ماأقول لأ
                      والدته بفرحة : صدق ؟
                      فيصل : هههههههههههه بس طبعا ماهو أي بنت !! لازم أشوفها أول
                      والدته :ومين اللي بيرضى يخليك تشوف بنته وشوفة شرعية !! الناس الحين بدت تخاف
                      فيصل : زواج أكشط وأربح ما يمشي معي
                      والدته : قولي مواصفاتك وأنا أدور لك اللي تسواهم كلهم
                      فيصل بهدوء : ماأبي وحدة مايعة وتتدلع و لا أبي وحدة خفيفة ولا وحدة تحسينها هبلة ورومانسية زيادة عن اللزوم ، أبي وحدة ثقيلة وجدية يعتمد عليها تشاركني بتفكيري ماأبي عقلها صغير ، أبيها تساعدني بشغلي تفكر وياي ، أبيها ذكية وذكاء حاد بعد
                      والدته وفعليا ملامحها حزينة : حرام عليك ! من وين أجيب لك هالبنت
                      فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص أجل لين ربي يكتب لك وتشوفينها ذيك الساعة أتزوج


                      ،

                      في مكتبه يثبت الحجز لباريس ، بدأت ساعات الخطر تبدأ و مرحلة الجوهي بإذن الله تنتهي ، كل هذه الأفكار تتزاحم بعقله ، فترة عصيبة ستكون ، يفكر بأن يترك بناته هنا ولكن قلبه لايحتمل ذلك ، حجز لهم أيضا و لعبدالعزيز .
                      لا يعرف كيف يتوقع بما سيحدث في باريس بوجود طرف ثالث تدعى زوجة عبدالعزيز الثانية ، بكلا الأحوال لن أرفض طلب رتيل إن أخبرتني بأنها تريد الطلاق ! لن أترك عبدالعزيز يراها أو حتى يتلاعب بها ، سأجعلها أمام عيني و ليذهب عبدالعزيز وزوجته بالمكان الذي يحب ، بالنهاية أخطاءنا يجب أن نتحملها مثل ماأنا أتحمل جفاف بناتي معي ، يجب أن يتحمل عبدالعزيز ثمار أفعاله الخاطئة إتجاه نفسه قبل كل شيء .
                      غدا زواج ريان و يجب أن يفرحون ولكن لا مجال للفرح في هذه الفترة ، يارب ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء
                      خرج و بوجهه ضي ، أبتسم لها : تمللتي ؟
                      ضي ضحكت : لا تحسسني أني متعودة على الناس والوناسة قبل
                      عبدالرحمن يضع ذراعه على كتفيها : ماطلعوا من غرفهم ؟
                      ضي : رسلت الفطور لهم وإن شاء الله ياكلون
                      عبدالرحمن أكتفى بتنهيدة لتردف ضي : توقعت رتيل بيليين راسها وبتضعف
                      عبدالرحمن : تدرين !
                      ضي رفعت عينها له ، ليكمل عبدالرحمن : رتيل عنيفة حيل إذا عصبت ، و الله أخاف عليها تأذي نفسها ...
                      ضي : لا بسم الله عليها إن شاء الله ما يصير إلا كل خير ، حجزت لباريس ؟
                      عبدالرحمن : إيه و أصلا إحنا ماراح نطول فيها ممكن نروح روسيا بس ممكن أخليكم أنتم في باريس .. على حسب الوضع هناك
                      ضي : الله يعينك يارب
                      عبدالرحمن بإبتسامة : تدرين لو مسكنا الجوهي كذا بنكون حققنا هدف عظيم !
                      ضي بإبتسامة تشاركه الحماس : إن شاء الله يارب تمسكونه
                      عبدالرحمن : مايجوز تردفين الدعوة بالمشيئة
                      ضي بضحكة : يارب يا رحمن تمسكونه من غير شر
                      أردفت : ما قلت لي وش صار مع اللي هددكم في عبير ؟
                      عبدالرحمن : خليت مقرن يبحث بالموضوع لكن إلى الان مافيه شي ! مشكلتي ماني مستوعب انه عبير ممكن تتمرد وتطيش ! مستحيل هالشي حتى لو حاولت عقلها بيردعها
                      ضي : أنا ماأشوف فيها شي يخليني أشك يعني ممكن يكون واحد حقير يبي يهدد وبس لأن عبير ماشاء الله عاقلة
                      عبدالرحمن ضحك بسخرية : تهقينه عبدالعزيز ؟
                      ضي شاركته الضحكة : ترى ماأستغرب منه !! هههههههههههههههههههه هالإنسان تحفة ماهو طبيعي ! يمشي كلامه حتى لو بطرق ملتوية
                      عبدالرحمن : محد يعرف بزواج رتيل إلا هو وإحنا ! يعني مين غيره ممكن يتصل ؟
                      ضي : بس لاتنسى أنه يعرف موضوع غادة !
                      عبدالرحمن صمت لثواني ليردف : إيه صح !! معقولة عبدالعزيز عرف وساكت !!! لا مستحيل !
                      أهتز جواله ورد " هلا سعد ......... نععععم !! ... كيف هو في دوفيل ؟ .... طيب طيب ... شوف لك طريقة تخلي عبدالعزيز يرجع باريس ! ماهو وقته يعرف بهالموضوع ........ طيب و غادة ؟ ... كويس الحمدلله خلها بعيونك لا تغيب لحظة عنها ... أنا واثق في وليد بس بعد ماني واثق باللي حولهم ... أهم شي ! . . . شف لك حل مع عبدالعزيز ..... أنا بتصل عليه وبخليه يرجع لكن أنت أنتبه تراها قرية وكلها كم شارع !!

                      ،

                      في ساعات الفجر الأخيرة ، جالس على الأريكة و أمامه بعض الأوراق يراجعها ، تسلل نظره إليها وهي نائمة على السرير ، أخذ نفسا عميقا و أفكاره تبتعد عن العمل لتنحصر بزاوية الجوهرة ، يريد أن يمر عرس ريان بخير و يخبر عبدالمحسن بأن تركي بين يديه ، أكثر ما يخشاه أن يعرف ريان بالموضوع ! لا يهمه رأيه بقدر ما يهمه بأنه سيثور ويفعل أفعالا لا يقبلها العقل ، لست أفضل منه بالتأكيد ما زلت مقهور منها ومن تركي لكن ولو ! لن أسمح لأحد أن يتدخل ، تركي يجب أن ينال عقابه !
                      لو أعرف يالجوهرة لم كل هذا الصمت ؟ 7 سنوات مرت كيف أستطعت الصبر بها ! هذا مالا أستوعبه ، تنهد و وضع القلم على الطاولة ليقف و يقترب إليها !
                      بدأت تتحرك قليلا ناحية اليمين ، وقف يراقبها ، تواجه كابوسا ! هذا ما خيل له .
                      ثواني قليلا حتى بدأت مسامات وجهها تفرز الحزن على هيئة ماء مالح ، جلس على طرف السرير بجانبها و السكون يحف المكان ، تتحدث ولكن صوتها خافت لا يسمع منه شيئا . . يريد أن يفهم ما يحصل ربما يفكك بعض الألغاز بهذيانها ،
                      الجوهرة تضع يديها على صدرها الذي يهبط بشدة و الرجفة تضطرب بها ، هدأت قليلا حتى بدأ صوت خافت يظهر : يممه .. يمه ،
                      أراد أن يوقضها ولكن تراجع وهو يسمعها تقول " أبعد .. أبععععد "
                      سلطان رغم دناءة فكرته ولكن أراد أن يستغل هذا الهذيان بفهم ما يحدث لها ، جلس بالقرب أكثر ، تواجه كابوسا أسود ،
                      شدت على بلوزة بيجامتها وإنحناءات ترتسم على جبينها المتعرق : يمه .. يببه .. تكفى قولي .. قول ...تكف
                      بدأت كلماتها تنطق بنقص وغير مفهومة ولكن سلطان لا يفوته شيء
                      : ما سويت شي صح ؟ ... تكفىى قول ... م .. ما ..... سويت شي ! لا تكذب الله يخليك
                      سلطان و عقله يترجم حديثها ، هي تترجى تركي ، قالت أنه أغمى عليها أي لا تعلم فعليا ماحدث ! و تسأل تركي ؟ أو ربما تتحدث مع نفسها ! لا .. لا هي تتحدث مع تركي !
                      بدأت بالحركة يمينا ويسارا و دموعها تهطل ، غرزت أصابعها بصدرها وكأنها تحمي نفسها
                      سلطان وضع يده أسفل كفيها حتى لا تجرح صدرها ، بدأت الجوهرة تغرز أظافرها في كف سلطان حتى جرحته ، سلطان بصوت هامس : الجوهرة
                      الجوهرة : أتركننني
                      سلطان شد على شفتيه ليسألها على أساس أنه تركي وهو يعرف تماما بأنها غائبة عن الوعي وستجيبه صدقا : جيتيني ؟


                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...