رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي




    ،

    في اخر الليل ، السماء صافية و الجو معتدل مائل للبرودة. وهذا لايهم ما يهم جسد بارد و قلب مائل للحرقة و الأجواء بين أجزاء جسده ليست بصافية وجدا.
    سلم على خالها الأصغر : السلام عليكم
    : وعليكم السلام .. حياك تفضل
    يوسف دخل متنهدا ليجلس في غياب الكثير ، الهدوء يخيم على هذا البيت.
    الخال الصغير يسكب له من القهوة ليمدها له : شلونك ؟ بشرنا عن أحوالك
    يوسف بإبتسامة : الحمدلله أحوالنا تسرك ، أنتم بشرونا ؟
    : أبد بخير ،
    بعد دقائق طويلة تبادلوا بها الأحاديث الودية حتى هبط الصمت عليهم ، ليقطعه الشاب الثلاثيني بحسب توقعات يوسف : أنادي مرتك ؟
    يوسف : ياليت والله لأني برجع الرياض
    : أفا يا ذا العلم .. أنت ريح اليوم وبكرا إن شاء الله تسري
    يوسف ويبحث عن حجة : مقدر والله عندي ظرف في البيت مقدر أطول
    بإستسلام : بيزعلون عليك *قاصدا أخوانه الكبار*
    أبتسم : البركة فيك
    وقف بإبتسامة : بروح أناديها لك
    دخل لتسقط عيناه عليها خارجة من المطبخ : مهرة ... يوسف بالمجلس
    شعرت وكأن قلبها يسقط في بطنها و يجاور جنينها ، أخذت نفسا عميق : طيب ، لم تتوقع بهذه السرعة سيأتيها ، لم تتوقع أبدا بأنه يتنازل ويأتيها.
    : وشو طيب .. يالله لا تصيفين عليه وأنا بصعد أشوف أمك
    ولا مجال حتى للنقاش وهي تراه يصعد تاركها في ليلة كهذه لا أحد هنا ينظر لفضيحة عينيها.
    أقتربت من باب المجلس ، وضعت كفها على المقبض ، بلعت ريقها بل بلعت كلمات متراكمة. تخاف؟ لا أكذب على نفسي وأخدعها بغير ذلك ! فتحته لتلتقي عينه بعينها.
    يوسف وقف و سرعان ما أستقرت نظراته على بطنها الذي لايتضح به معالم الحمل ولكن الشعور النفسي فوق أي إعتبار.
    مهرة بهدوء : السلام عليكم
    يوسف : وعليكم السلام . .
    بدأت أصابعها متشابكة و بينهما خطوات مرتبكة ،
    يوسف بتنهيدة : روحي حضري نفسك بنمشي الرياض الحين
    مهرة أخفت ربكتها لتردف : عندي مواعيد كثيرة هنا .. مقدر
    يوسف بحدة : عسى بس الرياض تشكي فقر العيادات ؟ لا تأخريني أكثر
    مهرة بهدوء : م ...
    قاطعها دخول أم مهرة ، لا إراديا أبتسم .. " هلا هلا "
    أقترب منها وقبل رأسها : هلا والله .. مشتاق لك
    أم مهرة : هلابك ، والله عاد العتب عليك مخلي مرتك هنا ومعشعش عند أهلك
    يوسف ضحك ليردف : بشريني عن أحوالك ؟
    أم مهرة : الحمدلله حالنا يسرك
    يوسف جلس ليردف : جاي اخذ مهرة
    أم مهرة : حلالك محنا بقايلين شي
    يوسف أبتسم ليرفع عينه : بسولف مع طويلة العمر ماعلى تجهزين نفسك
    مهرة بضيق : يمه تدرين أنه عندي مواعيد و مقدر .. يعني
    قاطعتها والدتها : تشوفين مواعيدتس بالرياض
    مهرة : مقدر يمه
    والدتها بعصبية : وش اللي ماتقدرين عليه !!
    مهرة خرجت لتغلق الباب بقوة معبرة عن غضبها ، صعدت للأعلى وهي تشتم كل شيء في هذا الكون.
    والدتها بتغير النبرة الفظيع : وشلون أختك المعرسة ؟

    ،

    يمر الوقت ، يمر العمر ونحن العشاق ننتظر على مشارف الموت. من يطلقنا للحياة و يثقب ما بقي منا ؟ يثقبه إننا لا نريد بعضنا الملتصق بنا. المتشبث بلا رحمة يجرنا للهاوية. تمر الأيام و سماء الرياض على حالها لا تبكينا ، تمر الأيام و باريس لا تعطف علينا ، تمر الايام و مثل الأيام. لا شيء يخبرنا أننا بخير. لا شيء يعنينا ولا شيء بات يهمنا. نحن نفكر الان كيف نموت بطريقة سلمية ؟
    في إحدى مستشفيات الرياض ، الطابق الأول حيث يستدير القلب يسارا و من ثم ممر موحش حتى تلتقي الأعين بزجاج فاصل يهمس لنا قبل الدخول " أنتبه! هناك أحد يهمه أمرك "
    ممسك يد والده الباردة بين يديه الدافئة وعيناه تتأمله بضعف شديد ، أفكر كيف الحياة دون والدي ؟ أشعر بالجنون ! حياتي تشعر بالخواء لمجرد التفكير بأن لا أحد بقي سوى والدي و عبدالعزيز. وهذا هو عبدالعزيز يرحل لجهنم الدنيا بإبتسامة واسعة. لا أحد يرحمني من هذا الغياب ! أريد أن أصرخ إن حياتكم لا تعنيكم وحدكم ، إن حياتكم تعنيني أنا أيضا ، تعني من يحبكم ! إن نويتم الرحيل فكروا بنا ، نحن المعلقين على مشجب حياتكم ، وأنا أشهد بالثلاثة أن نيتكم فاسدة لاتمت للعقل بصلة يا أنتم يا من أحببتهم وكانوا أناسا متهورين متذبذبين أنانيين. يالله أرحمني من غباء عبدالعزيز إني لا أتحمل غيابه ، وأرحمني من إستسلام والدي إني لا أتحمل فقده. أخبرته مرارا أنك كبرت يا والدي ، كبرت على القيادة ويجب أن يأتيك سائقا كجميع الرجال في عمرك ، إن أمتنعت عن القيادة أخبرني أنا أقودك ، أنا أفعل كل شيء تريده. إنه إبنك الذي يجلس أمامك الان ، إنه إبنك التي تناديه بين ضحكاتك " نويصر ووجع " ما عاد له قوة حتى يتحمل أكثر تهورات من يحب. حتى " الوجع " الذي تقوله بعد إسمي أشعر بأنه أتى كدعاء وألتصق بي ، حياتك يا أبي لاتعنيك وحدك ، من خلفك إبن يبكي حضورك وأنت أمامه. أرجوك يالله لا ترني به مكروها.

    ،

    لم تراه منذ أن أستنشقت به هواء باريس ، في المقهى يجتمعن ثلاثتهن وسط أحاديث رتيل و ضي و هدوء عبير.
    لا تخفي إشتياقها و لهفتها لرؤيته ولكن كانت تخطط كيف تهينه باول حديث لها ، تخجل من أنها تخطط على الإهانة قبل وقوعها في وقت تجد أن عبدالعزيز لا يخطط وهو الذي يكسب دائما في حصارها بشتائمه المبطنة.
    ضي : لا ب كان بتكون ، بس لازم نخليها تزورنا هنا إذا ما طلعنا من باريس
    رتيل : أنا قلت لها أصلا إذا خلصتي بدري تعالي باريس ولاتجلسين هناك
    ضي بإبتسامة : طيب وش رايكم نطلع ، طفشت من الجلسة
    رتيل تنظر للباب الذي يدلف : أبوي جاء
    ضي ألتفتت لتضحك عيناها بمجرد أن رأته ، أقترب منهم : خلصتوا ؟
    رتيل : كلها كم محل بس
    عبدالرحمن يتأمل الأكياس الكثيرة بدهشة : كل هذا وكم محل !!
    رتيل أبتسمت : لا تنسى أن أسواق الرياض ما طبيناها صار لنا قرن
    عبدالرحمن أبتسم : طيب ، بتكملون يعني تسوق ؟ لأن عندي شغل الحين
    عبير : أنا ودي أرجع الشقة تعبت وأبي أنام
    ضي : دام كذا خلاص نرجع كلنا ونطلع العصر
    رتيل : أنت بتطول يبه ؟
    عبدالرحمن : لا مو مرة بس أوصلكم وبعدها ماتطلعون
    رتيل تنظر لنافذة المقهى الزجاجية لتقع عيناها عليه ، هذا ظهره وطوله. على بعد مسافة طويلة واقف ومعطي المقهى ظهره. تعلقت عيناها حتى أنتبه لها والدها و ليس هو فقط. بل ضي وعبير أيضا.
    عبدالرحمن تنهد : يالله خلونا نمشي
    رتيل بلعت ريقها لتأخذ حقيبتها وبعض الأكياس ، خرجوا ليلتفت عبدالعزيز لهما وهو الذي يحسب بأن الخارج عبدالرحمن فقط بعد أن أخبره بأنه سيتطمئن عليهم ويتجهون للتخطيط للعمل.
    تعلقت عيناه بعين رتيل ، تجاهل والدها وغضبه الذي سيحدث من وقع نظراته ، أطال نظره لتشتت الأخرى نظراتها ، أعطته درسا في شراسة العيون ، أعطته جوابا للحب من نظرات حادة عنيفة لا تخرج من رقيقة ك رتيل ولكن خرجت بعنفوان ولا أحد يجرؤ أن يسأل عن أسبابها.
    في جهة كانت نظرات عبدالعزيز تحمل شيئا مبهم كأنه رأى قطعة بعد أن فقدها لفترة زمنية طويلة ، كأنه رأى شيئا غريبا يتملك قلبه اللهفة بأن يطيل النظر ويفهمه.
    مقاطعا كل تصوراته : نوصلهم وبعدها نروح . .
    عبدالعزيز لم ينطق بكلمة ، تنفس بعمق ليخرج بخار أبيض من بين شفتيه يبرهن على برودة الأجواء في مثل هذا الوقت من السنة.
    ساروا على الرصيف والفندق قريب جدا ، كانت خلفه تماما ، يشعر بخطواته ، يكاد يتعلم فراسة الخطوات أيضا من صخب هذه الأقدام ، هي تسير بين جسدين ، بين ضيء و عبير ، يفهم جيدا طريقة عبدالرحمن في التناقض ، لا يرضى بأحد مهما كان أن يرى بناته والان زوجته ولكن يرضاها علي ، يعتبرني إبنه لدرجة أخجل بها من نفسي ، أخجل والله أن أرى هذا اللطف بعد أن أعتدت الجفاف. نفث أفكاره ليقف أمام الفندق وينظر لسيرها المرتبك للداخل.
    ،

    دخل مبنى عمله بثوبه الأبيض الأنيق و الشماغ الأحمر يأخذ وضعيته في الجمال الشرقي ، عوارضه الخفيفة تتكاثر حول فمه لتكن سكوكة " تسر الناظرين " ، كل من يمر بجانبه يصبح عليه ليبادره بإبتسامة و يدخل مكتبه : وين أحمد ؟
    متعب يضع الملف على الطاولة : راح يشوف المتدربين الجدد ، أمس رائد الجوهي سافر ومعه ولده بس غير وجهته ، راح باريس
    رفع حاجب الإستنكار : غريبة ! هالولد اللي مستتر عليه من عيوننا دايم ليه يبي يظهره الحين !
    متعب : فيه شخص ثاني ماكان واضح شكله لأن معطي الكاميرا ظهره بس كان يقول أنه أبوه يبي يعرف فارس على صالح
    سلطان شد على شفتيه : يعرفه ؟
    متعب : إيه كذا سمعته يقول ، بس أكيد فارس مايدري عن شي لأن عازله بشكل كلي
    سلطان : طيب أرسل صورته لعبدالعزيز و انا بكلم بوسعود
    متعب : إن شاء الله .. تامر على شي ثاني ؟
    سلطان : لأ .. خرج متعب من جهة و بدأ هو بالتفكير بموضوع فارس ، لم في هذا الوقت بالذات يقحمه بعمله ؟ ماذا يريد أن يصل إليه ؟ فارس شاب والأكيد أنه لايعرف الكثير عن عمل والده ! بماذا يفكر هذا الرجل ؟ أريد ان أفهم فقط بماذا يفكر !! مجنون حتى تصرفاته باتت تصبح محل غباء.
    أشتغلت أصابعه الموسيقية بالطرق على الطاولة و أفكاره تتداخل ، لو جعلنا رائد يشك في رجاله ماذا سيفعل ؟ إن جعلناه يفكر بوسوسة إتجاه إبنه !! بالطبع سيلجأ لصالح بأنه الرجل المناسب ومحل الثقة
    ضحك ليردف : جبتها يا ولد بدر .....
    وقف متجها لغرفة المراقبة و تخطيطات كثيرة تلتهم عقله في مثل هذه اللحظات ، متعب وقف بمجرد أن راه
    سلطان : شغل الكاميرات اللي حول بيت رائد
    متعب فتح هذه الكاميرا على الشاشة الرئيسية التي تتوسط بقية الشاشات : هذا البيت اللي قدامه مين له ؟
    متعب : أظن تابع له
    سلطان : شف أبيك تتأكد لي من البيت اللي قدامه و كل خدمه تجيب لي أسمائهم ، خصوصا الحرس اللي عند الباب أبي أعرفهم واحد واحد.
    متعب : إن شاء الله
    سلطان أخذ ورقة و قلم ليكتب : شغل مخك شوي معي أبيك تحفظ كل كلمة
    متعب بتوتر وهو من النوع الذي إذا قيل له " ركز " يفقد كل تركيزه : طيب
    سلطان : عند الباب الرئيسي أبيك تحذف من كاميرات المراقبة الصغيرة ، أبيها محروقة بس بدون لحد ينتبه لك ، وبعدها بتروح لأي بقالة وتطلب منه تكلم من تليفونه .. إلى الان فاهم ؟
    متعب : إيه
    سلطان : تتصل على هالرقم *كتب له بالورقة رقم محدد* و تقول بالحرف الواحد روسيا ما تصلح لك .. وش تقوله ؟
    متعب بربكة كبيرة : روسيا ما تصلح لك
    سلطان : بعدها تقول لأحمد يكلم الشباب هناك أنهم يراقبون رائد ويصيرون له مثل ظله
    بتمتمة أردف : أنا أخليه برجوله يجينا

    ،

    برد يا أسطنبول و رقص لا يهدأ على أوتار فتنتك ، الغيم يثقل في سماءك و أنباء عن أمطارك الملونة ، اللغة تتغنج من المارة و تسلب السمع لينحصر به ، هذه المدينة متخمة بالأثار الممتدة لثلاثة عصور عاصرتها بإختلافاتها وتناقضاتها ، هي التي تملك التفرد وتجمع بين قارتين بجسر البوسفور ، مدينة عملاقة و فخمة منذ سلالات العهد الروماني حتى أتى محمد الفاتح.
    تسير بجانبه في إحدى أكثر شوارع أسطنبول إزدحاما " شارع إستقلال " ، لم تناقشه بشيء مهم أو حتى حديث مطول تشعر بأنه مغصوب رغم انه يغير رأيها بسرعة إن باغتها بسؤال ودي أو حديث حميمي يكسر أفكارها. أحاول جاهدة أن أفهمك يا ريان ، صبية مثلي لم تعتاد أن ترى الرجال كثيرا حين أخبروها أن هناك رجلا سيتزوجها وقعت في حبه دون أن تراه لأنها كانت في حاجة ماسة بأن تكسر عينها برجل غير أقرباءها. ربما أنا لا أحبك ولكن . . لا أفهم حتى شعوري إتجاهك ولكن الحياة معك ستجعلني أعرف تحديدا من أنا و ماهو قلبي.
    ريان : بردتي ؟
    ريم : لا بالعكس الجو حلو
    ريان غرقت عيناه في جنبات الطريق حيث الرسامون و العازفون و حتى الواشمون ومن فوق المحلات الموسيقى تصخب بالأندية الليلية.
    مر شاب سكران بجانبها جعلها تمسك ذراع ريان بشدة ، ألتفت عليها بعد ان قطعت سرحانه : وش فيك ؟
    ريم بحرج أبعدت يدها : لا بس مر واحد شكله شارب ... ماأحب الأماكن الضيقة
    ريان خلخل أصابع كفه الأيمن بكفها اليسرى ليخرج من الطريق : نجلس يومين هنا ونروح بورصة ؟ وش رايك ؟
    ريم : ما قد جيت تركيا ماأدري اللي تشوفه
    ريان : بورصة أهدى و طبيعة أكثر
    ريم بإبتسامة : اللي تشوفه
    ريان أقترب من إحدى الدكاكين ليشتري قارورتين مياه : تبين شي ؟
    ريم هزت رأسها بالنفي ، ليخرجان على الساحة العريضة ، أتى على بالها هيفاء تحب هذه الأجواء المزدحمة والصاخبة في وقت تكرهها كثيرا. يالله لم يمر سوى أيام قليلة وأشتقت بها لهيفاء و يوسف و منصور و حتى مزاجية نجلاء. الأهم من كل هذا أنها أشتاقت لوالدها و والدتها.
    جلسا على إحدى الكراسي الخشبية ، والصمت يدار بينهما ، تمر الدقائق الطويلة الخافتة لتضيق على ريم التي ملت من هذا الهدوء ، هي تحب الهدوء ولكن لا يعني أن تتأمل وفقط دون أي حديث يذكر. أهذا أيضا طبيعي في بداية الزواج ؟

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      ،

      جالسة دون أن تنطق بحرف ، في الجهة المقابلة يسألها و تتجاهله تماما لتغرق في صمتها ، مازالت مقهورة منه ، يريدها فقط من أجل هذا الجنين ! لو لم تكن حامل لما أتى لحائل ، كل شيء يفعله من أجل إبنه ليس من أجلي ، لو لم أرسل له الصورة لما قال أريدك ، رجل إستغلالي وضيع !!
      يوسف : أكلم جدار ؟
      مهرة رفعت حاجبها : ماأبغى أكلمك ولا غصب بعد !
      يوسف بعصبية : لما أسألك تجاوبيني ماهو تسكتين
      مهرة بتصرفات طفولية : لا كيفي ماأبغى أجاوبك
      يوسف عض شفته : بزر والله بزززززر
      مهرة تنهدت : على الأقل ما يجيني إنفصام بالشخصية من مزاجي
      يوسف : وش قصدك ؟ يعني أنا مزاجي ؟
      مهرة : مدري أنت تعرف نفسك
      يوسف بحدة : لا أنا أبيك تعلميني
      مهرة بعد صمت لثواني رفعت عينها :أتخيل وش بتسوي بعد ما أولد ؟ بتاخذ ولدك وتقول تبين الطلاق ؟ ماطلبتي شي من عيوني
      يوسف أبتسم بدهشة : هذا ظنك فيني ؟
      مهرة : إيه هذا ظني ، ولا تخدعني بكلامك .. أنا عندي عقل وأفكر .... لو ما أرسلت لك الصورة ماجيت حايل
      يوسف : يا شناعة تفكيرك بس الله يصبرك على روحك
      مهرة بعصبية : دام الله يصبرني على روحي وش تبي فيني !! إيه قولها أنك تبيني عشاني حامل ولو أني ماني حامل كان رامي طلاقك علي من زمان
      يوسف عقد حاجبيه : تبين تقوليني شي ما قلته !!
      مهرة : أفعالك تقوله ماهو أنا
      يوسف ببرود يسخر : إيه أفعالي وش قالت لك ؟
      مهرة تقلد نبرته بمثل سخريته : أنا والله مشغول ماعندي وقت لناس مثلك .. أنت أصلا مين ؟
      يوسف أتسعت محاجره بصدمة : الحين أنا كذا ولا أنت ؟ ولا أنت حلال وأنا حرام !! إيه عادي أنتي تصرفين وتسبين وكل شيء منك عادي لكن أنت يا يوسف تاكل تراب وما تتصرف كذا عشان ماأطلع أنا الظالم
      مهرة بغضب : متى صرفتك ولا سبيتك ؟ أنت تبي تقولني شي ما قلته .. وواضح أصلا تدور الزلة بس أنا غلطانة يوم كلمتك لأنك عمرك ماراح تتغير
      يوسف بسخرية لاذعة : أرحميني تكفين الله يخليك ..كان عمري راح يضيع لو ما كلمتيني
      مهرة و لم تكن يوما حساسة ولكن هذا الحمل يملك سطوته عليها ، أردفت برجفة أهدابها : الشرهة علي ماهي عليك ... وقفت لكن يوسف بعدم سيطرة أجلسها بقوة ليصطدم ظهرها بظهر الكرسي ، شعرت بوخز مؤلم ولكن كابرت لتردف والدمعة تلمع من بين هدبيها و بنبرة تسايره : خلاص لا تكلمني أنا غلطانة وأنت ماغلطت بأي شي .. أنا اسفة
      يوسف ببرود : إيه طبعا غلطانة لأن ماهو من الذوق أني صار لي ساعة أكلمك وتسفهين فيني .. ماني بزر عندك !! أعرفي مين جالسة تكلمين فاهمة
      مهرة شتت أنظارها لتعود لصمتها ، تكتم قهرها و ضيقها في أوقات كانت تنفجر به أمامه ولا تخشاه أبدا.

      ،

      مستلقية على السرير بتعب شديد ، تشعر بأن قواها كلها أنهارت وأندثرت. هذا " الحيل " أنقطع والله أنقطع مني ولم يبقى شيئا يهدأ سكينة قلبي ، لم يبقى شيئا من هذا العالم. فقط هذا القران يطمئنني في وقت أرى به الجميع يتخلى عني.
      لم تستطع منذ أيام أن تطرد صوته من عقلها ، من حقده و قهري وهو يقول " أنت عارفة أنه من بعد الله محد قادر يفصل بيننا إلا أنا و بمزاجي ، سواء برضا أبوك أو برفضه أنت راح تبقين عندي لكن الأمر يرجع لك تبين أبوك يكون راضي ولا رافض وضايق "
      مسكها من يدها التي تؤلمها ، تعرف جيدا أن كلمة من والدي ستحرجه وتجعلني أذهب ، لكن لم اتجرأ بالمغامرة حتى يصدمني سلطان بقلة ذوقه عند أبي ، كنت أثق بأن سلطان من المستحيل أن يتفوه بكلمة عناد أمام شخص يكن له كل التقدير لكن خشيت ، صرت أتوقع منه مالايتوقع ، أجبرني كعادة هؤلاء الرجال في بلدي. كما أجبرني تركي على الصمت لسنوات و الضحكة في عز بكائي ، مثله تماما يجبرني أن أكذب و أخبر أبي عن الحياة الوردية التي أعيشها مع سلطان. يالله كيف ينخدع أبي بسهولة ، شعرت بنظراته أنه يشكك بكلامي ولكن لم يقول شيء ، لم الجميع يتخلى عني بسهولة ، كان واضح علي وأنا أخبره بأنني لا أرضى العيش ، الان لا جدوى من الندم ، أعترف بأني نادمة ولو يعود الزمن للوراء لصرخت في وجه سلطان وركضت لوالدي. و أعوذ بالله من " لو " ومن أبواب الشيطان التي تفتح منها. يا رب أرحمني.
      طلت برأسها : عادي أدخل ؟
      الجوهرة جاهدت أن تبتسم والدموع تبللها : حياك حصة
      حصة أقتربت منها لتجلس على السرير بجانبها : مين مزعل القمر ؟
      أستعدلت بجلستها لتمسح دموعها : تعبانة شوي
      حصة بتشكيك : والتعب يبكيك ؟
      الجوهرة بضيق : مشكلتي ماأعرف أكذب
      حصة أبتسمت : وهذا الأحسن ، مزعلك سلطان ؟
      الجوهرة : كنت أبي أروح الدمام مع أهلي بس عيا
      حصة : تبيني أكلمه لك تروحين كم يوم ؟
      الجوهرة بإندفاع : لألأ .. لاتقولين له بعدين يحسب أني أشكي لك
      حصة مسحت على شعرها : والله مدري وش أقولك يالجوهرة بس سلطان أحيانا والله يقول كلام وفي قلبه كلام ثاني ، صعب عليه أنه يبدأ المبادرة ، أنت بادري بالرضا
      يالله كيف أفهمك يا عمته ما بيننا ! كيف أصف لك أن الذل مرتبط بالرضا والله مرتبط به بشكل رخيص جدا ، لست أفهم الجميع حين يطلب مني المبادرة رغم أن الأحقية معي. نسيت أننا مجتمع شرقي والأحقية مع الرجل دائما.
      حصة : أتركي كل خلافاتكم ورى ظهرك وأبدي من جديد ، أفتحي صفحة جديدة معاه وصدقيني سلطان بيبدأ معك
      الجوهرة أخفظت نظرها لتنساب دموعها بإنسيابية الوجع بين احشائها.
      حصة بإبتسامة حانية : نبي نشوف عيالكم
      الجوهرة وكأن هذه الكلمة شطرتها نصفين ، يا نقاء الأحلام البيضاء ، طفل يسير أمام عيني و ضحكات لاتنتهي ، طفل أنام بجانبه حتى لا يستيقظ فزعا و أطعمه لأني أخشى على ملابسه بأن تتسخ ، طفل طاهر يشبهني أو يشبهه لا يهم. طفل هذا أيضا من أحلام الصبا التي أندثرت وماتت.
      حصة بخجل شديد : أعتبريني أمك وأسمعي نصيحتي ، أحيانا نص الخلافات تنحل من العلاقة الزوجية .. أقصد يعني.. أنت فاهمتني صح ؟
      الجوهرة دون أن تنظر إليها هزت رأسها بالإيجاب
      حصة أكملت : بالنهاية هو رجال وأكيد له رغباته ، لاتخلينه يبعد عنك وبعدها يدور عند غيرك ، عند اللي تشبع رغباته وتخسرينه ، الحب مهم لكن العلاقة اللي بينكم أهم ، الحب لازم تترجمه هالعلاقة ! إذا ماترجمته ماراح يفيد الحب والإحترام المتبادل ! صحيح أهم شي العشرة وبيننا إحترام لكن بعد لازم العلاقة تكون في أحسن حالاتها .. هو قالك عن سعاد ؟
      الجوهرة رفعت عينها : لأ سألته مرة وعصب .. بس أدري أنه زوجته
      حصة : سعاد الله يرحمها ك . .

      ،

      يشعر بأن النوم يهرب منه من ضخامة ما يفكر به ، كلام أخيه أوجعه ، جعل عقله يتوقف عن التفكير ، كيف يعترف أمامه بهذه الدناءة ؟ كيف يقهره ؟ شعر بأن العالم كله يتوقف أمامه و أن هذا الكون يعلق في حنجرته ، شعر بأن الحياة هنا تقف وهنا تنتهي.
      تركي الذي من لحمي ودمي يغدرني هكذا !! يالله يالله يالله ثلاثا على ما يحصل فينا ، يالله كيف تجرأ ؟ كيف تجرأ على إنتهاك حدود الله !! يارب لا تخسف بنا أرضك بشر أعمال عبادك. تركي المصلي الصائم يفعل هذا ماذا بقي لغيره ؟ كيف مرت هذه ال 7 سنوات دون أن أشك للحظة بما حدث !! يالله أعف عني إني أبوء لك بذنب تقصيري بتربية أماناتك ، يالله أرحمنا من فتن هذه الدنيا. وددت لو أقتله ولا أسمع ما قال. لو أنني تخيلت عن إيماني للحظة وقتلته ولكن خشيت ، خشيت عذاب من رب عظيم. ولكن يا تركي أني أبرأ نفسي منك ، لا أعرف أخا يغدر بي. لا أعرف أبدا و جزاءك عند الله أما أنا فأني نفضت يداي منك. و رغم رفضي في البدء من أن سلطان يجدك قبلي ولكن الان أنا راض تماما بأن يفعل بك سلطان ما شاء وحتى لو سلمك وجلب الفضيحة لنا أنا عنك لست مسؤول ولكني أثق بأن سلطان لن يذهب بك إلى الشرطة هكذا ، ربما يجد طريقة بأن يسجنك أو غيرها فهذا لا يهمني ، ما يهمني كيف غدرتني يا أخي يا إبن أمي وأبي ؟
      قاطعه صوتها : ماهو من عادتك تنام هالوقت ؟
      ألتفت لزوجته ، لايريد أن يتخيل لو أنها تعرف بالموضوع ! أن إبنتها التي تفهم سر نظراتها فشلت بأن تفكك شفراتها ، لا يعرف كيف ستنام لو أنها تعرف ! كيف ستستوعب أن تركي الذي أصبح كإبنها هو خائن وغدرها في إبنتها ؟ والله هو لا يكاد يستوعب كيف قلب الأم ؟ أخشى عليك من الموت في حسرتك لو تعلمين ما يحدث بإبنتك.

      ،

      أكتئب من هذه الأجواء التي يمسي عليها و يصبح بها ، من الإتصالات الكثيرة ، الأصوات الصاخبة المزعجة ، التخطيطات الغبية السخيفة ، الأشياء العظيمة التي يتناقلونها ، القتل و التهريب ، التفاصيل المروعة التي تتناقل بين أفواههم ، تنهد بعمق ليجذب انظار والده إليه و بنبرة ساخرة :أرسم ماعلى أخلص
      فارس إبتسم ليجاريه بالشماتة : حالف أني ماأرسم غيرك
      رائد : بالله !! طيب يا حبيبي
      فارس : جد طفشت ، ممكن أطلع أتمشى شوي
      رائد : وش يخليني أثق أنك بترجع ؟
      فارس بسخرية : ركب لي جهاز تتبع
      رائد : ههههههههههههههههههههههههه تعال .. عاد أنا اخذ هالأمور بجدية
      فارس أقترب منه ليخرج من درجه قطعة سوداء ، وضعها على ذراعه ليصرخ فارس بألم لأن مسمارا صغيرا نسيه ألتصق بجلده.
      بانت الكدمة على ذراعه ليتقاطر الدم منها.
      رائد عقد حاجبيه وبنبرة حانية : بسم الله عليك
      فارس سحب ذراعه وبغضب : خلاص ماني رايح بلصق فيك
      رائد أبتسم : خلاص روح ولا تزعل .. بس قبل الساعة 9 أنت هنا
      فارس بقهر سحب معطفه وخرج من الشقة التي تصخب بأقدام الخارجين و الداخلين.
      تنفس بعمق عندما خرج من العمارة بأكملها ، وبتنفسه يخرج البياض من بين شفتيه ، أدخل يداه بجيوبه وهو يتأمل الطريق ، على بعد قليل تسكن عبير ، سيعبر هذا الشارع و من ثم الشارع الاخر ليلتف يمينا و يدخل في تلك المنطقة المزعجة التي في زاويتها الفندق ذاك. ليس بعيدا أبدا ، أخرج هاتفه وهو يعرف تماما أن والده يراقبه عن طريق هذه الجوال.
      أتجه قليلا لإحدى المحلات ليطفىء هاتفه ويصبح اخر تحديثاته في هذه المنطقة ، لاتوجد حيلة للهرب من أعين والده المنتشرة في كل مكان إلا هذه الحيلة. يشعر حتى الجدران تخبر والده بخطواته.

      ،

      أشترت أثير من الكعك الفرنسي المشهور وأفكارها لا يمرها سوى أن تراضيه. بالنهاية هي قادرة أن تقنع عبدالعزيز بوجهات نظرها ، أنا أثق بقدراتي بإرضاءه ، سارت حتى ألتقت عيناها بها ، رمشت كثيرا بل أكثر من كثيرا ، تسارعت نبضاتها وهي تتمتم : أستغفر الله .... سبحان اللي يخلق من الشبه أربعين .. أبتعدت عن هذا الطريق بعد نظرات تلك الغريبة التي تشبه غادة ، سارت بخطوات سريعة للعمارة التي تعشقها وكيف لا تعشقها وشقته بالطابق الرابع حيث حبيبها.
      في جهة أخرى تسللت للخروج بعد أن رأت أن الجميع غرق في نومه و والدها بالتأكيد مع عبدالعزيز ولن يرجع باكرا ، أخذت جاكيتها وخرجت بهاتفها دون حقيبتها ، خرجت من الفندق وبمثل اللحظة دخل والدها من الباب الاخر ، لو تأخرت قليلا لراها وهي خارجة من المصعد الكهربائي.
      رتيل تنهدت من برودة الأجواء ، لتدخل يديها في معطفها وتسير بجانب الفندق و عينها أمتدت للعمارة التي في نهاية الشارع ، " أكيد إلى الان ما سكنت عنده !! " . . . أكملت سيرها و . . . .

      .
      .


      أنتهى
      البارت

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        سجني وسجاني .. قيدي وقضباني
        أححيت أشجاني ، والشوق يكويني !
        لا اعرف الدرب ، لا اشتهي الحب
        لم ابتدئ حربا ، و رضاك يكفيني !
        عزباء مغتصبة ، في بيتي مغتربة
        بالله معتصمة ، والله يحميني !
        مأساتنا زادت ، وحقيقتي بانت
        والروح لو فاضت ، فالموت يرويني !
        أوما رأيت أساي ، في الليل طول بكاي
        والخوف من ظلي ، والطيف يبكيني !
        بالله لاتقسى ، والعطف لاتنسى
        وعلي لا تأسى ، فالله يحميني !

        شاعرتنا : ترف :$() تقول أنها كاتبته على لسان الجوهرة وسلطان :"$




        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عساكم بخير وصحة وسعادة ()


        رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طيش !
        الجزء ( 51 )


        رتيل تنهدت من برودة الأجواء ، لتدخل يديها في معطفها وتسير بجانب الفندق و عينها أمتدت للعمارة التي في نهاية الشارع ، " أكيد إلى الان ما سكنت عنده !! " . . . أكملت سيرها متجاهلة تفكيرها ، مايهمني!
        هو وحده من سيأتيني ، وحده من سيتنازل في هذه الحرب! لست أنا والله من أقبل أن أأتيه! سأجعلك تعلم أن إهتمامي بك في أول مرة سقطت بها في المستشفى كان إهتماما عابرا وستدرك جيدا أنك لا تهمني حين تسقط في المرة الثانية. دخلت السوبرماركت القريبة وهي تفتح هاتفها وتكتب رسالة لوالدها بعد أن شعرت بتأنيب الضمير " يبه أنا رحت السوبرماركت اللي تحتنا وماراح أتأخر بس دقايق وأرجع "
        أقتربت من البائع العجوز لتطلب منه بطاقة شحن لهاتفها ، أنتظرته بدقائق باردة ترتجف بها وهو يخرج العلب ويبحث بطريقة مملة.
        على بعد خطوات كان يسير على الرصيف متجها لشقته ، مر من عند السوبرماركت و تعداها بهدوء ليقف وكأنه رأى شيئا غريبا ، عاد بضع خطوات للخلف وتجمدت عيناه عليها.
        رتيل بالإنكليزية : أيوجد أم لأ ؟
        العجوز : I don't speak english
        رتيل فتحت هاتفها على تطبيق الترجمة لتكتب له بالإنكليزية ومن ثم تحوله له للفرنسية ، مدت هاتفها أمامه
        العجوز يقرأ بضعف نظر ، هز رأسه بالإيجاب و أشار لها بإصبعيه أن تنتظر قليلا
        رتيل تنهدت لتخرج انفاسها البيضاء و تتلاشى بأجواء باريس المزدحمة بزخات المطر ،
        من خلفها يهمس : ما أشتقت ؟
        ألتفتت برعب لتأخذ شهيقا ولم يدركها الزفير ، تصنمت لتستوعب متأخرا ، شتت أنظارها وهي تأخذ البطاقة من العجوز وتخرج من جيبها المبلغ المطلوب ، حاولت أن تخرج من الباب المتهالك و يتقاطر منه بقايا المطر المتجمع فوقه ولكن وقف أمامها ، بعين حادة ومازالت حاقدة : وش تبي ؟
        عبدالعزيز بإبتسامة : طيب أسألي عني و عن أخباري يمكن ماني بخير
        رتيل : عساك بهالحال و أردى .. دفعته قليلا لتخرج متجهة للفندق بخطوات سريعة لأنها أيقنت أن والدها عاد.
        شدها من يدها : أبوك دايخ وراح ينام
        رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟
        عبدالعزيز : خلينا نجلس شوي
        رتيل ضحكت بسخرية : انا الوقت اللي أحط فيه مناكير أثمن بكثير من الوقت اللي أقضيه معك
        عبدالعزيز بإبتسامة تسقط رتيل بضعفها : طيب عطينا من هالوقت دقايق
        رتيل بحدة : لأ .. وأترك إيدي عشان مايدري أبوي وأخليه يتصرف معك
        عبدالعزيز ترك يدها ليدخل كفوفه بجيوبه : شوي يالمغرورة من وقتك
        رتيل : لأ ... وأعطته ظهرها ليقف أمامها مجددا وبنبرة جادة : رتيل بس شوي
        رتيل : هالشوي خذها من وقت حبيبتك
        عبدالعزيز بعبط : وهذا أنا باخذها
        رتيل بلعت ريقها لتردف : روح لأثيرك ... وتجاهلته تماما مقتربة من الفندق
        عبدالعزيز سحبها مرة أخرى من معصمها ، رتيل بمحاولة تهديد أخرجت هاتفها : بتصل على أبوي وأقوله
        عبدالعزيز : قلت لك نايم .. بس عطيني شوي من وقتك ودي أقولك موضوع مهم
        رتيل : ما بيننا مواضيع مهمة !!
        عبدالعزيز : إلا بيننا
        رتيل بحدة : أيوا صح نسيت مافيه أحد تمارس رجولتك عليه الا أنا
        عبدالعزيز عقد حاجبيه ، تنهد : طيب يا رتيل تكلمي وأشبعي بكلامك
        رتيل بشماتة : أشبع ليه ماشبع !!
        عبدالعزيز عض شفته والغضب بدأ يجري في تعرجات جبينه : تتشمتين فيني ؟
        رتيل بإبتسامة : وبكل فخر
        في وقت اخر نزلت من السلالم لتكتب رسالة نصية له " جيت الشقة بس ما لقيتك ومقدر أتأخر اليوم ، المهم حبيبي كلمني ضروري بس تفضى "
        سارت بخط العودة ، مارة من الدكاكين الصغيرة المنتشرة على هذا الشارع الممزوج بين الهدوء ليلا وصخبا نهارا ، أحاطت رقبتها بال " سكارف " بعد أن أشتد عليها البرد. كانت أعينها تتأمل الطريق وأفكارها منحصرة في زاوية عبدالعزيز! كيف تقنعه ببعض وجهات نظرها الغير قابلة للتغيير. تعرف جيدا يا عبدالعزيز أني أحبك منذ سنوات ولأجلك أستغني عن الكثير ولكن حبك لايجعلني أتنازل عن قناعتني ، الحب لايعني أن أسير خلف كظلك بكل أراءك ، أنا لي شخصية مختلفة و قناعات مختلفة و الحب يتوهج بالإختلاف وليس بالتشابه يا عزيز. ليتك تفهم ذلك و . . . تجمدت عيناها وهي تراه بمقابل فتاة لاتتضح ملامحها من بعيد.
        عبدالعزيز : ماهو ذنبي إذا أبوك رفض يعلمك ! تذكري هالشي دايم
        رتيل بسخرية : تكفى أرحمني يالمطيع! ما كأنك عصيته كثييير وكثيير وأنت عارف هالشي بتجي على هالزواج ! دور لك عذر ثاني وأصلا ليه تدور لك عذر مو أنا ماأهمك ! مو أنت قلت لي أنت مين ؟ وأنت شي زائد وماله أهمية !! خلاص وش لك فيني !!! أنا بعيش حياتي وأنت عيشها مالنا علاقة في بعض ! متى ماتبي طلق أو لا تطلق هذا شي راجع لك لأنك ماتزوجت وحدة راضية فيك فأكيد أمر طلاقها ما راح يرجعون فيه لها ... بالنهاية تصرف على راحتك بس حط في بالك أنك منت وصي علي ولا لك حق تكلمني بأي شي وبعتبرك إنسان غريب علي لأني ماوافقت على هالزواج ! بس ال ..*كانت على وشك الشتيمة ولكن صمتت لتردف بعدها* بس أثير فهذي زوجتك وحلالك وأنت حر فيها ! وأنا بنتظر طلاقي بكل سعادة لأن فيه غيرك ينتظرني
        عبدالعزيز بحدة : ومين إن شاء الله اللي ينتظرك ؟
        رتيل وملامح الإنتصار تضيئها لتبتسم : أسأل أبوي عن حاتم . . أنتبهت لأثير الواقفة من بعيد ، أطالت نظرها بها حتى تعرفت عليها ، لا تشبه الصورة كثيرا ولكن هي تماما بل هذا شعرها الأسود التي يتلاعب به هواء باريس.
        عبدالعزيز ألتفت للمكان التي تنظر إليه ، تعلقت عيناه في أثير ، كانت نظراته غريبة لأثير كانت نظرات تشتعل منها غيرة ، نظرات توحي عن العشق الذي بينهما. هذه تفسيرات قلب رتيل.
        أقتربت أثير منه ليلصقها عبدالعزيز به حين تشابك ذراع عبدالعزيز بذراع أثير : هذي رتيل اللي كلمتك عنها
        أثير نظرت إليها بنظرة من أقدامها حتى رأسها ، أبتسمت : أهلا
        كلمتها عني ؟ لم تشعر بالغيرة حتى مني ؟ هذا يعني أنني فعلا لاشيء بالنسبة لك. تبا لك ولها وللعالم هذا بأكمله.
        عبدالعزيز بإبتسامة : طبعا أكيد تعرفينها .. أثير
        رتيل ببرود ولا تجامل : طيب ؟ أشبع فيها ...
        أثير ضحكت لتردف بدلع : إيه طبيعي يشبع فيني ... ماهو حبيبي وزوجي
        عبدالعزيز بهدوء يتأمل عين رتيل : ما يصير كذا! تعرفين بالذوق أكثر مني
        رتيل ألجمته بحدة كلماتها : متعودة أجامل ناس يهموني بس ناس ماتهمني ليه أجاملها !! أيه أشبعوا في بعض ما غرت عشان أخفف غيرتي وأمثل أني باردة وماتهمني ! أنت فعلا ماتهمني يا حبيبي وإذا بغار صدقني بتكون اخر شخص ممكن أغار عليه عندي غيرك كثييير ... تصبح على خير .... وأعطته ظهرها لتدخل للفندق.
        أثير بتقرف : عوباء !!
        ترك ذراعها المتشابك فيه ، عاقد حاجبيه وملتزم الصمت تماما
        أثير : طيب ماعلينا منها !! كنت أحسبك بشغلك مع أبوها ..
        عبدالعزيز بهدوء : رجعت قبل شوي
        بثواني قليلة صعدت لغرفتها ، تأكدت أن والدها فعلا نام ولم يأتيهم. نزعت معطفها وأبعدت حجابها ليسقط على الأرض ، حررت شعرها ذو الإلتواءات العنيفة لتمر خصلة بندقية على عينها الداكنة ، " وعدتك ، أن لا أكون ضعيفا... وكنت. وأن لا أقول بعينيك شعرا وقلت.. وعدت بأن لا ...وأن لا. وأن لا .. وحين اكتشفت غبائي.. ضحكت. " وعدتك يا عزيز بالكثير وأمامك جبنت. أخذت نفسا عميقا تلألأت بها عيناها بلؤلؤ شفاف. لن أبكي! لن أبكي! لن أبكي! أرجوك يا عيني لا تسخرين مني هكذا ، أرجوك لا تبكين وتتشمت دموعي بي! أرجوك يا عيني.
        سقطت دموع الغيرة التي فتت قلبها عندما رأتها ،عندما تلامس ذراعها بذراعه ، كأنها تمتلكه. لم أفترض ؟ هي فعلا تمتلك قلبه، أصبحت زوجته والله يعلم ما تخبي نفسه لها ، كان الجميع يعرف عن حبهم ؟ لم يخجل من هذا الحب! قالتها أخته في ذاك المشهد الذي رأيته مع عبير ، قالتها بكل وضوح " أنت لأثير " حتى وإن بينت الأخت الأخرى رفضها ولكن كان واضحا جدا أن إسمك مرتبط بها منذ زمن. أنا النزوة التي حضرت في المنتصف ، أنا المعصية التي قتلت نفسها ، أنا الكذبة التي أنكشفت قبل أبريل ، أنا كل الأشياء السيئة التي لن تنجذب لها عيناك يوما.
        حتى عيناك حينما رأيتها واقفة بعيدا ، كانت غير! غير والله ، إلهي كيف يكون صوت عيناك مؤذيا هكذا ؟ كيف تكون عيناك جارحة ؟ أنا لا أعرف كيف أتحمل رؤيتك مع غيري ! لست أعرف كيف أقوى وأنا أرى القصائد من عينيك لها ، لست أعرف والله كيف " أحبك " تنطقها عيناك في وقت لم أسمعها منك. أنت تحبها وأنا ؟ " طيب وأنا ؟ " من كل هذه الحياة ألا أستحق أن أعانق كفك كما عانقتها ، ألا أستحق أن أقبلك بكامل رضاي ؟ ألا أستحق أن أحبك بطريقة مهذبة كأي زوجين.
        لم تزوجتها ؟ أريد أن أعرف كيف تزوجتها ؟ أنا من حقي أن أبكي في داخلي ! أبكي كثيرا حتى يأتي الصباح مثقلا بشتيمتك! وعد يا عبدالعزيز أن لا أصدق معك في شعوري أبدا. لست أول العاشقين ، في مدينتي نصف العشاق يفترقون. وأنت منهم أقصد أنا منهم لأنك لم تحبني يوما كما تحب " التافهة " تلك.

        ،

        تنظر لعيني حصة بضياع ، لم تتوقع ولو لحظة أن لسعاد قصة كهذه! لم تتوقع ولو قليلا أن هذه حياته سابقا ، كان كل ما يدور في بالها من تخمينات حول زوجته الاولى أنه يحبها غير قادر على طرد ذكراها من حياته. كانت تخمينات ساذجة وأنا أشهد على ذلك الان.
        تكمل بصوت موجوع : كانت صديقة العنود مررة ، تصير بنت ولد خالي ، يعني من بعيد .. بس سلطان مقدر يخليها في بيته كذا لأن أكيد الناس بعد بتتكلم فتزوجها عشان يخليها قدام عيونه ،
        الجوهرة بهمس : قالت عايشة أنها كانت .. يعني ماهي في وعيها دايم
        حصة : أنهبلت الله يرحمها .. ربي رحمها وخذا امنته .. كانت بنتها عمرها سنة وزوجها حسبي عليه طلقها بس عرف أنها بنت .. تعرفين يالجوهرة التخلف اللي في هالرجال !! يتزوج ويطلق يبي الولد والله مارزقه وكانت اخر حريمه سعاد ... بس حصلت مشاكل في ذيك الفترة في شغل سلطان و تقاعدوا ناس لهم مكانتهم في شغله .. كانت الفترة حيل متوترة ..
        أردفت وهي تخفض نظرها ودمعة تقتل كل قلب أم : ماتت بنتها قدامها
        الجوهرة أتسعت محاجرها والغصة تتراكم في حنجرتها ، أرتجفت أطرافها من فكرة أن تموت إبنة أمام والدتها.
        حصة : أنهارت وماعاد تفيد الأدوية .. في شهادة الوفاة كتبوا أنها سكتة قلبية
        الجوهرة : كانت صورها مع سلطان كثيرة ... صمتت لتشعر بخجلها من هذا السؤال .. اسفة مو قصدي بس ... خلاص خلاص ولا يهمك
        حصة أبتسمت : صدقيني ما كان بينهم شي ! حتى الصور هذي قديمة .. يمكن في أول زواجهم لأن وقتها كانت إختبارات بنات بوسعود وكان عندهم شغل برا وقرر سلطان هو اللي يسافر بدال بوسعود .. وخذاها معه
        الجوهرة : الله يرحمها ويغفر لها
        حصة : امين .. و العنود كانت منزعجة أنه سعاد ماهي مرتاحة حسب ماهي فاهمة وأنه مفروض سلطان يبعدها عنه لأن شغله حساس وسعاد ماهي بحالة تسمح أنها تتوتر أو تتضايق .. ولما ماتت بنتها لقتها حجة عشان تتمشكل مع سلطان ... يووه يالجوهرة خلينا من هالموضوع اللي يجيب الهم

        ،

        يسير و عيناه ترتكز أمام الفندق الذي تسكنه من سلبت عقله و قلبه وكله والله كله. أخذ نفسا عميقا تلاشت به ضبابية مؤقتة خرجت من فمه المثقل بقصائد الشوق ، أني أحبك بلا منطق ولا داعي ، أحبك هكذا لأني رجلا أمامك شعرت بحاجتي لأن أكتمل. أحبك رغبة بأن أبتسم ، أسعد ، أحيا. إني أصلي من أجل أن يصلحني الله لقلبك ، أني أدعو الله بأن يحفظك ليحفظني ، إن قلبي يا عبير هناك ! في يسارك ، أنا والله لا أتزن دونك ، انا لا أعرف عن عمري شيئا الذي مضى دونك ، أنت ميلادي ، أرأيت مجنونا يعشقك من صورة ! أرأيت مجنونا مارس العشق دون أن يعرف إسمك ؟ أريت مجنونا بقي أشهرا يفكر بك كمجهول سلب له عقله لا يصبر جوعه سوى تلك الصور ، أرأيت مجنونا مثلي يحبك و فعل المستحيل حتى يصل إليك ؟ أرأيت مجنونا حتى في بعدك يحاول أن يحميك ، أنت حياتي و عمري منك إبتدأ.
        جلس في المقهى المقابل وهو يعرف بأنها نائمة ، هذا الأكيد. ليتك تلتفتين إلي ، أريد أن أتشرف بسلام عينيك ! أريد وبشدة أن تضحك عيناك لي. أنا والله العظيم أحبك.


        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          ،

          يمر يوم و إثنان ، قلب يتفرع منه حزن وشك و صباح إسنطبول طويل ولا يحمل نسمة فرح عابرة ، أهذا أيضا طبيعي ؟ لم عريس يكن بهذا البؤس ؟ ماذا يشغل بالك ويشتت إنتباهك عني ؟ أريد أن أعرف كيف أخبرت والدتك بأن تخطبني ؟ أم هو كعادة هذا المجتمع الذي يلصقنا رغما عنا ليقول " حبوا بعض " أم هي طريقة " أكشط وشف حظك " أكنت متخيلني بهيئة وأتيتك بعكس خيالاتك ؟ أأنا أقل جمالا مما تريد ؟ أم أنا لست جميلة بما يكفي لك ؟ أريد أن أعرف مالذي لا يعجبك فيني ؟ إلهي كيف أصبحت ثقتي في هيئتي هشة والبركة نظراتك التي لا تحمل ذرة إعجاب. لم أحرك بك خلية منذ ان أتينا!
          نظرت له وهو يغلق اخر أزارير قميصه ، توقعته أن يخبرها بأننا سنذهب سويا لمكان ما ولكن بمجرد ما أن سمعت صوت الباب عرفت أنني غير مرحب بها في حياته. أهتز هاتفها لتجيب : ألو
          هيفاء بصوت شغوف مشتاق : نسيتينا بهالسرعة يا كلبة ؟
          ريم بضيق : وين أنساكم بس

          ،

          دخل بخطوات خافتة لم تشعر بها ، طل بعينه عليها لم يرى سوى ظهرها المستلقي جانبا على السرير وشعرها الطويل متبعثر حولها ، نظر لحركة أصابعها المتمللة على السرير وأدرك بأنها مستيقضة ، بصوت هادىء : مهرة . .
          ألتفتت عليه دون أن تنطق حرفا ، أردف : ليه ما قمتي للحين ؟ .. تعبانة ؟
          مهرة : لأ .. مالي مزاج أقوم
          يوسف : كليتي شي ؟
          مهرة : ماني مشتهية
          يوسف بتنهيدة : طيب أكلي لك شي عشان صحتك !!
          مهرة بقهر : عشان صحتي ؟ ماهو عشان ولدك
          يوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أنت ليه تدورين علي الخطأ عشان تمسكينه وتذلين أم أمي فيه
          مهرة أعطته ظهرها لتردف : طيب خلاص لا تكلمني دام أنا أدور عليك الغلط
          يوسف أتجه نحوها على الجانب الاخر من السرير بالقرب منها : إلى متى يعني ؟ مشكلتك معي ولا مع اللي ببطنك ؟ دام معاي خلاص ماله داعي تهملين صحتك عشان تحسسيني بالذنب !!
          مهرة أبتسمت بسخرية : إيه صح أنا أهمل نفسي عشانك !! طبعا لأ .. أنا أخاف على نفسي أكثر منك ولا محتاجة منك إهتمام
          يوسف عض شفته السفلى : طيب .... وقف ... اهملي نفسك وسوي اللي تبينه بس والله يا مهرة لو يصير في اللي ببطنك شي ماتلومين الا نفسك
          مهرة بغضب أستعدلت : على وش تهددني إن شاء الله !! تبي تمشي حياتي على كيفك ! إيه صح أنا نسيت أنه حياتي تمشي تحت رحمة مزاجك .. تجي تكلمني بمزاجك وتضحك بمزاجك ولما اكلمك ترد علي بحقارة تشبهك
          يوسف : نعععم يا روح أمك!! تبيني أوريك رسايلك المحترمة لزوجك .. حتى ذوق مافيه
          مهرة : وش فيها رسايلي ؟ طول ما كنت بحايل ما رسلت لك شي يضايق بس أنت ودك تمسك علي الزلة
          يوسف يخرج هاتفه ليفتح الواتس اب ويصعد لمحادثتها .... قربها من وجهها حيث أحاديث تقرأها لأول مرة
          بدهشة صمتت لتردف بخفوت : ما كتبت هالحكي
          يوسف بسخرية : الجني الأزرق كاتبه
          مهرة رفعت عينها وأفكار كثيرة تتصادم بها : والله ما كتبته
          يوسف : أجل مين ؟ كيف أجل كلمتيني بعدها !!
          مهرة غاب عنها أن تنتبه بأن الرسالة مقروؤة : ما أنتبهت أنه الرسالة مفتوحة ..
          يوسف بشك : ماأنتبهتي !! مهرة قولي حكي يدخل المخ
          مهرة وأتى في بالها " غالية " ، أخذت هاتفها لتتصل على والدتها
          يوسف بصمت ينظر لها ، ردت : هلا يمه
          والدتها : هلابتس
          مهرة : يممه غالية في البيت ؟
          والدتها : إيه وش تبين في ذا الهبلة ؟
          مهرة : عطيني إياها ضروري
          والدتها : أول أعرف وش عندتس معها
          مهرة تشتت أنظارها بعيدا عن يوسف وبصوت يميل للخفوت : يمه موضوع صغير أبي أعرفه منها
          والدتها بتنهيدة : طيب طيب. .. وخرجت من المطبخ متجهة للصالة .. غاليية
          رفعت عينها : هلا
          أم فهد : دوتس مهرة
          غالية : وش تبي ؟
          أم فهد تمد لها الهاتف دون أن تجيبها ، : ألو
          مهرة وقفت لتتجه بعيدا عن يوسف الذي يراقب كل خطوة وكل نظرة.
          أردفت : لو أعزمكم ع الرياض تجون ؟
          غالية بضحكة : وش عندك ؟
          مهرة : كذا ودي أشوفك
          غالية : ما ظنتي المدارس راح تبدأ وتعرفين خوالتس
          مهرة : خسارة!! عاد تدرين تو أتناقش مع يوسف وقالي أعزميهم هنا
          غالية بتوتر : يوسف هو اللي يبينا نجي ؟
          مهرة : إيه خصوصا بعد مشكلتنا الأخيرة
          غالية : أي مشكلة ؟
          مهرة : ما تدرين !! غريبة أنت حتى مشاكل النمل تعرفينها
          غالية بضحكة مرتبكة : وش دعوى عاد لا تبالغين يا حيي
          مهرة : حتى قالي أنه في ناس من أهلي راضونا على بعض وقلت أكيد هذي غالية أعرفها تحبني وتحب لي الخير
          يوسف جلس مندهش من الحوار الذي لا يفهم أوله ولا اخره.
          غالية بتوتر : ههههه وش فيك مهرة ؟ وش يدريني عن مشاكلكم عشان أراضيكم
          مهرة : والرسالة ؟
          غالية بلعت ريقها لتصمت.
          مهرة بحدة : اخر شي ممكن أتوقع أنك تسوين هالحركة معي !!! والله يا غالية هالحكي راح أوصله لخالي وهو يتصرف معك .. أغلقته بوجهها ،
          ألتفتت على يوسف : كان مفروض تكلمني تستفسر ! يعني مستحيل كنت برسلك شي بهالوقاحة !! بس أصلا أنت ماتثق حتى فيني
          يوسف رفع حاجبه : أخذي العقال بعد وأضربيني !!! تكلمي معي زي الناس ماني أصغر عيالك لا يجيك كف يخليك تعرفين تتأدبين معي... تروحين تتهاوشين مع حريم خوالك مدري بناتهم وتغلطين وبعدها تحطين اللوم علي .. والله عجيب أمرك .... وخرج ليتركها في كومة غضبها.
          أتصلت بسرعة على خالها وهي تشتعل حقدا من إبنته المستفزة ، خالها الأوسط الرحوم أحيانا وأحيانا كثيرة هو الشديد.
          رد عليها لترتبك بعد صوته ولكن لن يردعها شيئا بمثل ما فعلت ستعاقب : السلام عليكم

          ،

          في – كان – الفرنسية ، بعض الأمطار تهطل بخفوت على الأرض. جالسة في محطة إنتظار الحافلات ، تنتظر سيارة الأجرة لا قوة لها بأن تسير تحت هذه الأمطار. تراقب بعينها الداكنة كيف السماء تتزاحم بغيمها ، كيف يتكهرب السكر وينساب منه الشراب العذب ، سبحان الله العظيم القادر الحي القيوم ، سبحانه ومن له الملك سواه ؟ وهو الذي يأمر السماء فتسكرنا حلالا بها. أنشدت أنظارها حول صبية ناعمة ذات شعر بني غامق تسير رقصا مع رجل بجانبها وضحكاتهم تنتشر و المطر يبلل لباسهم على الرغم من أنها ترتدي فستان قصير بلا أكمام ولكن يبدو أن الحب يدفئها ، أبتسمت لتعيد عد القطرات على الأرض بملل كبير رغم إستمتاعها بالأمطار ، لم تجعل دعوة تفر منها أبدا في وقت إستجابة كهذا ! أول من أتى في بالي " الجوهرة " أنا أدرك أنها المظلومة الوحيدة بيننا كلنا في عين ريان ، لا أعرف كيف مشاكل تمر لسنوات دون أن تنتهي ، كيف مشاكل كهذه أن تبعد أحدنا عن الاخر ، كيف فترت علاقتها مع ريان و أيضا تركي ، كيف بعدت كل هذا البعد ؟ منذ أول مرة قالت بها " لا " ل وليد و ضحكت بمزاح منى التي تكدست في هاتفها عشرات الرسائل المجهولة التي تركت في نفس ريان شك بأنها ليست بمجهولة ! بل هو عاشق و هي خائنة! يالله يا ريان كيف نطقتها بوجهنا جميعا وأنت تصرخ بالجحيم و أنها خائنة. كيف صوبت سهامك على الجوهرة بأنها تعرف وصامتة لأنها تفضل منى عليك ، كانت هذه أول شرارات حقدك على أختك .. أختك يا ريان لا أعرف كيف لهذه السنين أن تجري ومازلت بحقدك وكأنه ماحصل كان بالأمس. كل من تقدم لخطبتها كنت تحلل فيه بحسب تفكيرك المريض أنها ترفضه لأن هناك عاشق اخر و أن صمتها على منى لأن منى تعرف عن علاقات الجوهرة !! أتهمت أختك وهي الأكثر دينا بيننا ، أنا لا أنزهها ولكن حفظت كتاب الله ولسنوات وهي تحفظ وتحلم بحفظه و تأتي تشكك في أخلاقها ؟ متى تعود ريان أيام منى ؟ متى تعود ريان الذي نحب ؟ الذي يغرقنا بلطفه والذي لا يخجل بأن يقول لنا عن حبه العظيم لزوجته ؟ متى تعود ريان الذي جلسنا في مرحلة من مراحل عمرنا نسمي أبنائنا ومن سيحمل إسم الاخر. قلتها والله أمامنا " أحب إسم الجوهرة عشان كذا بيكون إسم أول بنت لي " مالذي حصل الان ؟ ليتك يا ريان تحسن الظن بها و أيضا بي! ليتك تعود وما أشد حزني عندما أقول " ليتك تعود " وأنت هنا بالقرب منا ولكن ماتت بك الأشياء التي أحببناها بك.
          رفعت عينها عندما نظرت للحذاء الأسود المبلل : نواف !! .. ا أقصد إستاذ نواف
          نواف :وش مجلسك هنا ؟
          أفنان : أنتظر تاكسي
          نواف رفع حاجبه : شقتك قريبة
          أفنان : ماأبغى أتبلل ويدخلني برد
          نواف مد لها الأمبريلا السوداء : طيب خذيها وروحي لأن مايجون تكاسي هالمنطقة يجون من الشارع الثاني
          أفنان بحرج : لا ..
          نواف بضحكة : لا تخافين بترجعينها لي بكرا
          أفنان أشتدت حمرة وجنتيها ومعها أرنبة أنفها بهذه الأجواء الباردة : لا جد والله يعني خلاص بمشي .. وقفت وأخذت حقيبتها
          نواف بهدوء : أفنان خذيها
          أفنان بخجل أخذتها : شكرا
          نواف : عفوا .. وسار بجانبها حيث إتجاه شقته ،
          أفنان أنفاسها العميقة تؤخذ بربكة ، إلى الان ترن في ذاكرتها الكذبات الي أطلقتها تشعر بانها يوما ستفضح و حبل الكذب قصير ولحظتها ستقتنع بأنها " إنسانة لا تساوي شيئا " لا يكذب إلا الناقص.
          ،

          في مكتبه الذي ينحصر في زاوية بيته ، وضع الهاتف الثابت على " السبيكر " ، ليراجع بعض التفاصيل مع ذاك الصوت.
          فتح الملف الاخر : إيه
          : البند الثالث ، في حال أنسحب طرف مؤسس يتم بيع الأسهم دون الرجوع إليه تحت مسمى الوكالة التي أخذت منه.
          سلطان : أيه هذا العقد السويسري .. بس أنتظر بدور على نسخ العقد الثاني أنا متأكد أنه عندي نسخ منه
          بدأ بالبحث في رفوفه و الدروج .. ملفات كثيرا أنتشرت على مكتبه الذي تعمه الفوضى الان بكل جهاته ، أخرج بعض الأوراق : هذي حقت صالح العيد !! .. شف لي ملف التهريب حق سبتمبر 2008
          : إن شاء الله طال عمرك ... قليلا حتى أتاه الصوت مرة أخرى ... اللي حقق معه عبدالله اليوسف .. بو منصور
          سلطان : إيه داري .. أقرأ لي وش أقوال هشام ؟
          : تم التمويل من قبل صالح العيد تحت إسم مزور بإسم صالح يعقوب ...
          سلطان يقاطعه : لحظة لحظة ... في وقتها كان رائد ماهو في الرياض صح ؟
          الاخر يتفصح ملف عمليات رائد الجوهي : إيه نعم كان في باريس
          سلطان تنهد : رائد هو اللي كان المسؤول عن هالعملية بس وين الدليل ؟
          : بحسب أقوال هشام انه اللي خلفها صالح العيد .. اللي طبعا كان يحمل جواز مزور قدر يعبر فيه الحدود .. مافيه أي أثر للجوهي بهالعملية
          سلطان : تذكر لما راح عز له .. لقى ورقة صالح العيد عنده .. مستحيل مايكون وراها !! لازم نجيب أوراق من مكتبه تثبت تورطه في هالعملية
          بضحكة : ما يجيبها إلا عز
          سلطان أبتسم : خله مشغول في باريس !! بكرا نشوف هالموضوع
          : تامر على شي ثاني
          سلطان : لا مع السلامة .. وأغلقه ليرفع عينه للواقفة أمامه.
          حصة : صار لي ساعة أنتظر مكالمتك تخلص .. وش هالحوسة !!
          سلطان وهو يغلق بعض الملفات : نادي لي عايشة ولا عليك أمر
          حصة : وليه عايشة ؟ أنا أرتب معك
          سلطان : لا ماأبيك ترتبين ولا شي ..
          حصة أبتسمت وهي تتقدم له : أنا متمللة وأبي أرتب
          سلطان بإبتسامة : دام كذا براحتك ... إيه وش بغيتي ؟
          حصة : فيه واحد متقدم للعنود
          سلطان بضحكة : هذي الساعة المباركة
          حصة بضيق : لا تتمصخر بالنهاية بنتي اللي يهينها يهيني
          سلطان ب ود : وأنا أهنتها !! بالعكس مبسوط
          حصة : بس أنا ماني راضية
          سلطان : ماهي بزر !! كبرت وخلها تتزوج وتركد في بيت رجلها
          حصة : مو قصدي كذا بس أنا ماني راضية على الرجال و ابوها راضي ماتشوفها صار لها كم يوم عند أبوها وزعلانة
          سلطان : مين يكون ؟
          حصة : ماتعرفه كان معها بالجامعة إسمه ماجد بس .. يعني بدون لا أتبلى عليهم لكن ناسهم وعايلتهم ماتعجبني
          سلطان : وش يطلع إن شاء الله ؟
          حصة : ماجد الجخيم ( إسم وهمي )
          سلطان بهدوء : ولد فايز ؟
          حصة : إيه
          سلطان عقد حاجبيه : أنا أكلم محمد وبعدين كيف تفكر بنتك !!
          حصة : قلت لها والله أنه ما يصلح لك هم ناس غير عنا مافيه أي توافق بيننا لا عادات ولا حتى تقاليد تجمعنا معهم وحتى عايشين في دبي !!
          سلطان : أنهبلت بنتك
          حصة : كلم أبوها يمكن يركد لأنها تقول أنه وافق
          سلطان تنهد : مدري متى تهجد هالبنت !! .. خليها تجي البيت
          حصة : تعرف ماأحب أغصبها
          سلطان بإنفعال : وش تغصبينها! أجل مخليتها عند أبوها اللي مايدري عنها !!! ربيها على الشدة ماهو كل شي تبيه توصله .. لازم تعرف أنه لكل شي حد ...
          طرقت عائشة الباب مفتوح لتلتفت حصة إليها ، : أنود فيه يجي !
          سلطان ترك الأوراق وخرج ليأتيه صوت حصة : لا تكلمها أنا أعرف أقنعها
          العنود التي كانت على وشك الإتجاه لغرفتها أنتبهت لهما ، تقدمت لوالدتها وقبلت رأسها ،
          سلطان : حلت لك الجلسة هناك ؟
          العنود رفعت حاجبها وبدلع : إيييه عندك مانع ؟
          سلطان عض شفته السفلى : إيه عندي مانع !! ولا أنت تمشين على المصلحة متى ماأشتهى مزاجك سويتي نفسك البارة في أبوك ومتى ماتبين جيتي عند أمك
          العنود بصوت ناعم : أنت مالك شغل أمي أشتكت لك ولا أبوي أتصل وقالك تعال خذ بنتي
          سلطان : أمك أشتكت لي ! وأصلا الكلام معك ضايع لازم أرجع كم سنة لورى عشان أقدر أحاكيك بمستوى عقليتك
          العنود بسخرية : تكفى عاد تواضع وكلمني.. يقال ميتة عليك
          حصة بحدة : العنود تكلمي زين مع ولد خالك
          سلطان بإبتسامة : لأا خليها تكمل عشان أخليها تتشهد قبل زواجها
          العنود بضحكة : اها ! قول كذا أجل وصلك الخبر
          سلطان بهدوء : وش تبين فيه ؟ كذا مزاج بعد بتتزوجين
          العنود : مالك دخل في حياتي الخاصة وماراح أبرر لك إختياراتي !! أنا إنسانة وموافقة وولي أمري موافق ماأظن مكتوب في شروط الزواج لازم موافقة عيال الخال والعم
          سلطان بحدة : شوفي لا تلعبين معي عشان ماأنسيك سنين عمرك الجاية ! وترى أسويها ..
          العنود فهمت قصده وبإنفعال : يوم تدخلت بحياتك مع سعاد الله يرحمها قلت أسكتي ومالك دخل والحين عادي تتدخل فيني ! اللي ما ترضاه على نفسك .. لا ترضاه علي لو سمحت
          سلطان : لا يا بنت عمتي يوم تدخلتي بسعاد كان تدخلك ماله مبرر بس أنا الحين عندي تبريراتي ودام قادر أوقف هالزواج فأنا بوقفه بدون لا أسأل عنك .. أجل ناوية تتزوجينه كذا إستهبال ولعب عيال
          العنود بجرأة : لا بتزوجه عشاني أحبه و أحب عقله .. ماأحبه بناء على شهوات .. وأنت فاهم بعد وش أقصد
          هذا الإتهام الصريح لسلطان من شأنه أن يفيض بالبراكين في نفسه وفي نفس حصة أيضا.
          حصة أتجهت لإبنتها : أدخلي غرفتك حسابك بعدين
          سلطان بغضب : لحظة خليها !! وش يعني شهوات !! توك ما طلعتي من البيضة وجاية تحاضرين علي !! يوم تزوجت سعاد ما كنت ميت على جمالها ولا حتى جسمها !! وأنت أكثر وحدة تعرفين كيف صار زواجي منها فعشان كذا أبلعي لسانك ولاتقولين كلام منت قده و أقسم لك بالله أنك راح تندمين على كل كلمة وزواج من ماجد تحلمين فيه لو يجيني ويقول أنه حافظ القران
          العنود بإنفعال أكبر : ليه ما طلقتها يوم طلبت منك ؟ أنت أصلا تفكيرك محدود تفكير حيواني
          حصة بغضب : العنووود ووجع !!
          سلطان أقترب ونيته لا تبشر بالخير . . هذه الإتهامات الرخيصة التي ترميها ولا تعرف حجم ما تحكي تجعله يمد يده للمرة الألف ولن يشعر بتأنيب ضمير أبدا.
          العنود وجن جنونها : إيه هذا الشاطر فيه تبرهن رجولتك على الحريم لأنك ح ...
          لم تكمل من صفعة والدتها ، و النادر يحصل الان تحت أنظار الجوهرة الواقفة خلفهم في منتصف الدرج، مدت يدها الأم الحنونة التي بقيت طوال عمرها ترمي لومها على يدها القصيرة عندما تتجاوز إبنتها الحدود ، هذه المرة لم تتنمل ذراعها من تأنيب الضمير فهي تستحق ذلك.
          العنود بدهشة تنظر لوالدتها : تضربيني عشانه ؟
          تجمعت دموعها في محاجرها لتصرخ : أنا غلطانة أني رجعت لأنكم ناس متخلفة إلى الان ما تطورت عقولها !!!!
          سلطان بهدوء : إيه متخلفين وش عندك ؟ وغصبا عليك بترجعين لنا !! و التطور يا حلوة أنك ما تشتمين وتتهمين على باطل !! كانك تبين التطور ولا أنت عندك الأسلوب الرخيص والكلام الوصخ هو التطور ؟ تطوري بأقوالك يا ماما قبل أفعالك
          حصة بضيق ويبدو من عينيها المحمرة أنها على وشك البكاء .
          العنود :أنت بالذات مالك دخل !! يخي كيفي وش دخلك فيني !! روح لمرتك وطبق أساليبك عليها بس علي أنا لأ وألف مرة بقولها لك لأ !!! وراي أبو قادر يحط لك حد
          سلطان بسخرية : تفكين خوفتيني بهالأبو !! أسمعيني وللمرة المليون أقولها لك نظام المصخرة اللي ماشية عليه تقطعينه ولا بتشوفين شي مايرضيك !!
          العنود بحدة : ماراح أقطعه ! ومالك حق تتدخل فيني .... وأتجهت نحو غرفتها لتضج البيت بصوت إغلاق الباب.
          سلطان ينظر لعين عمته : تبكين عشانها !! خليها عنك ماعندها غير هاللسان .. أقترب منها ودموعها تنهمر
          سحبها لصدره ليقبل رأسها وبهدوء : الحين كل هالبكي عشان كلامها ؟ أنا الحين أكلم أبوها وأخليه يوقفها عند حدها ... حصة ... طالعيني .. مسح دموعها بكفه الباردة
          حصة بإختناق : ماأبي تتجدد المشاكل بينكم .. كان ممكن نقنعها بهدوء أنها ترفض هالماجد .. بس مو كذا !! يعني قهرتك وقهرتني
          سلطان : خلها ترجع لعقلها ساعتها ماراح تصير مشاكل بس دامها بهالتفاهة اللي عايشة فيها فأنا بوقفها عند حدها ولا تكسر خاطرك بكم كلمة .. أعرف قلبك بسرعة يرحمها !! خليها تتعلم من أخطائها ما خربها غير دلعك
          أنسحبت بهدوء للأعلى قبل أن يلاحظونها ، تكره هذه العنود بل تشتد كرها ناحيتها ، تشعر بإهتمام سلطان لها ؟ رغم كلامه لكن ربما كان يحبها سابقا ، لم يرفض ؟ لم يتدخل بحياتها إلا إذا كانت مهمة بالنسبة له أو . . فعلا يحبها! هذا ليس إهتمام بسيط، حتى في غيابها يفتقدها ويسأل عنها ؟ الجميع يحظى بإهتمامه إلا أنا ، الجميع مغلف بحبه بجميع الأشكال حتى وإن بين بروده أفعاله تفضحه إلا أنا !! ويريدني ؟ يريد أن يقهرني ، يستهزأ بعقل والدي وهو يخبره " ببدأ حياة جديدة " ، يعلم في قرارة نفسه أنه لن يبدأ معي ولكن هكذا ! ليقهرني ، ليذيقني من عذابه و من سياط حبي له. سأجهض حبك عن قريب وسترى من هي الجوهرة التي أستصغرتها في كل أفعالك. تبا لك يا سلطان.

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            ،

            ضحك على الأوراق المتجعدة أطرافها إثر الزمن الذي مر عليها ، و بعض رسوماته السيئة وأيضا بعضها الجميل ، وكلماته وعباراته العنفوانية الباردة ، كان مثير للإهتمام في عمله و أنظار الفتيات تحوم عليه لأنه ببساطة كان قليل الكلام يجذبهم فقط بنظراته وبصمته.
            رفع عينه : من وين جبتيهم ؟
            أثير بإبتسامة : أمي اليوم تنظف البيت وشافتهم
            عبدالعزيز : تدرين ! أحسك تغيرتي حيل
            أثير : من أي ناحية ؟
            عبدالعزيز تنهد : مدري قبل كنت خجولة الحكي منك مايطلع بسرعة وكانت رسايلك هي الواضحة غيره فأنت حتى ماتحبين تحطين عينك في عيني
            أثير بهدوء : لأني أحبك
            عبدالعزيز ضحك : ماهو سبب
            أثير : ما تغيرت شخصيتي كذا مع الكل بس كنت معك أرتبك وأتوتر .. تذكر يوم هديل الله يرحمها قالت لك أثير جريئة ولها شخصيتها المستقلة قمت قلت أثير ماغيرها ! وما صدقت
            عبدالعزيز : إيه صح ما صدقت لأني كنت أشوفك غير عن نظرة الناس لك
            أثير ضحكت لتردف : إيه قلت لك لأني كنت غير معك بس الحين بيننا عقد زواج فأكيد اللي كنت أرتبك منه تغير
            عبدالعزيز بهدوء : اللي يحب يرتبك قدام اللي يحبه حتى لو بعد 100 سنة
            أثير بضحكة : يعني تشكك في حبي ؟ لا ماهو شرط ! يعني قبل في البداية أكيد بيننا إرتباك بعدين خلاص
            عبدالعزيز : أنا أشوف شي ثاني ، الحب ما يعرف الإتزان لا في الحكي ولا في النظرات ولا في الخطوات ولا حتى في المشية
            أثير أبتسمت : يمكن بس أنا نظرتي للحب شي غير
            عبدالعزيز بخفوت : أبوك موجود ؟
            أثير : لا تعرف عاد أبوي مع عمي ما يخلون ديرة عشان العلاج وكل مرة نفس الشي
            عبدالعزيز : الله يشفيه بس كويس يعني مايقطع أمله
            أثير بهدوء : بس خلاص الواحد يرضى !! صار له أكثر من 5 سنوات وهو مقعد يعني يرضى باللي كتبه ربي
            عبدالعزيز : ليه تتكلمين عن أبوك بهالطريقة ؟
            أثير : لأني واقعية !! الأطباء قالوا خلاص العملية فاشلة ليه يتعب نفسه ويتعب عمي وراه
            عبدالعزيز تنهد : طيب أبيك تجين تعيشين وياي
            أثير بدهشة : ها !!!
            عبدالعزيز رفع حاجبه : إيه يعني خلاص
            أثير : كيف خلاص ؟ لازم عرس وأبغى أنبسط أنا مع صديقاتي
            عبدالعزيز : أثير ماهو وقت عروس وخرابيط !! خلاص تزوجنا ولله الحمد بلاها هالأشياء الثانية
            أثير : كيف يعني !! تبيني كذا أجيب أغراضي وأجي عندك .. معليش عبدالعزيز بس هالشي ينقص من قدري قدام الكل
            عبدالعزيز : طيب نسوي حفلة بسيطة في أي زفت
            أثير : لا ماأبغى في أي زفت!!
            عبدالعزيز أخذ نفس عميقا : حبيبتي يعني هالوقت بالنسبة لي ضيق وحساس وعندي شغل فما أقدر لمناسبات كبيرة .. إن شاء الله لا أستقرت الأمور أبشري في حفلة زي ماتبين
            أثير بإمالة لفمها معبرة عن إمتعاضها : طيب
            عبدالعزيز : الأسبوع الجاي
            أثير شهقت : عاد مو لهدرجة !!
            عبدالعزيز : شوفي يا إما الأسبوع الجاي أو بعد .. يمكن سنة وأكثر وأنت أختاري
            أثير بقهر : يعني تجبرني بطريقة غير مباشرة !!
            عبدالعزيز : ما أجبرك بس أنا ماني فاضي إلا هالويك إند وبعدها ماراح أقدر
            أثير بضيق : طيب بقول لأبوي
            عبدالعزيز بسخرية : عاد لا تحسسيني أنه كلامه يمشي عليك
            أثير عقدت حاجبيها : توك تنتقد أني أتكلم عن أبوي بهالطريقة !! يالله على تناقضك
            عبدالعزيز : إيه طبيعي ماني راضي أنك تتكلمين عن أبوك بهالطريقة بس عشان أقولك أنك ماتتعذرين في أبوك مستقبلا
            أثير تنهدت وهي تقف : أنا ماشية
            عبدالعزيز وقف معها في المقهى الصغير الذي على زاوية الطريق ، أخذ معطفه و عينه تنظر لخلف أثير من النافذة المفتوحة حيث رتيل وضيء.
            خرجوا من المقهى ليقترب عبدالعزيز من أثير ويطبع قبلته على خدها : أشوفك على خير
            أثير رغم أنها أستغربت إلا أنها أبتسمت : إن شاء الله ... وأتجهت بطريق بعيد حيث تخرج من هذه المنطقة.
            لم يضع عينه عليها حتى لا يبين لها أنه راها ، سار وإبتسامة الخبث تزين شفاهه ، يود لو أنه يلتفت ويرى الغضب في نظراتها ولكن مصلحته الكبرى تتحقق بأن لا ينظر إليها.
            خلفه بعدة خطوات ، تمتمت : قذر حقيير
            ضي ضحكت بخفوت : أقص إيدي إذا ماكان منتبه لك ويبي يستفزك بس ماشفتي وجه أثير مبين أنها مستغربة
            رتيل : تعلميني فيه !! أصلا ما شافني ولا حتى ألتفت
            ضي : لا تضايقين نفسك! مرده بيعرف قدرك
            رتيل : ماأبغاه يعرف قدري بس لا يقهرني !! أمس شفته بليل
            ضي رفعت حاجبها بإستغراب : نزلتي ؟ ؟
            رتيل : كنت أبي أشحن جوالي طفشت وأنتم نايمين قلت أشغل النت .. رحت السوبرماركت وجاني كان يبي يكلمني بس ماخليته
            ضي : هههههههههه كفو
            رتيل : بس جت الحية ذي وشفت نظراته لها ... ضي والله مبين يحبها !
            ضي : رتيل أنت تقولين كذا من قهرك بس أنا أحكم من برا واللي واضح انه مايحبها .. ماشفتي نظراته لك ذاك اليوم يعني مبين شعوره بس أنت عشانك مقهورة تقولين عكس هالحكي
            رتيل بضيق : شوفي الكلبة لا حجاب ولا شي ويجي عندي يحاضر بالدين والأخلاق
            ضي : كم وحدة بحجابها وأخلاقها صفر ووحدة بدون حجاب وأخلاقها طيبة
            رتيل : أنا ماأقصد كذا بس شوفي لبسها حتى !! حيوانة تقهر
            ضي : هههههههههههههههههههه تغارين منها
            رتيل تنهدت : ماأغار بس كلبة
            ضي : عاد شوفي الناس أذواق ! ماأشوفها حلوة .. يعني شعرها بس مزينها و .. بصراحة جسمها حلو
            رتيل بقهر : وش بقى يعني خشتها مهي بحلوة ؟ وبيضا بعد عاد هو يتقطع قلبه عند البيض جعله اللي مانيب قايلة
            ضي بضحكة : خليك واثقة من نفسك .. أنت أحلى منها وبصفات كثيرة ماهو وحدة وبس !! عشان كذا لا تبينين أنك غايرة منها
            رتيل : قلت لك ماأغار !! خلها تولي أغار من ساندي ولا أغار منها
            ضي : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفر الله .. تكفين عاد لا تحشين
            رتيل : ترى ساندي حلوة والله .. ماأقصد أتطنز
            ضي : علينا ؟
            رتيل : أقولك جتنا شغالة مزيونة من ثاني يوم رجعناها تقول عبير تاخذ أبونا بعدين هههههههههههههههههه عاد يوم قدمنا اخر مرة تفشلنا عند صاحب المكتب قلنا مانبيها تكون جميلة نخاف والله

            ،

            على الرصيف المطل على النهر حيث القوارب و السفن ، تنظر للبحر ورجفته كلما مر أحدهم فوقه ، يشبهني هذا الماء ، يخشى القرب ، يخشى أن يأتي أحدهم ويلطخه بشيء يخافه. مثلي تماما والله ينتظر و يشتاق ، يسمع الجميع ولا أحد يسمعه ، يغدر ؟ لا يغدر ولكن يمارس ردة الفعل إتجاه بكاء هذا العالم الذي يزيد ملوحته بحزنه وهو ليس بناقص عليه كل هذا الحزن.
            ألتفتت على وليد الصامت ولا ينطق بحرف ، أطالت النظر به حتى شتتها بإتجاه هذه المياه الزرقاء التي تعكس غيوم السماء ، كيف ننسى يالله ونحن علقنا مواعيدنا في السماء ؟ كيف ننسى والسماء مازالت فوقنا تذكرنا دائما بخطواتنا أن هناك من نشتاق إليه ونفتقده.
            رؤى : أنا أشتاق لهم يا وليد
            مازال صامت لاينطق بشيء.
            رؤى أخفضت نظرها : أعرف أسمائهم بس ماأعرفهم كثير .. أعرف أنه في وحدة إسمها غادة و أعرف أنه فيه زوج أو طليق إسمه ناصر .. أعرف أنه فيه شخص إسمه عبدالعزيز .. أعرف والله بس مدري مين !!
            وليد : لو تعرفين أسمائهم الكاملة يا رؤى!! لو تعرفينها كان من زمان أنت عندهم
            رؤى بحزن : ومين قال أني أبي أعيش عندهم ! هم تخلوا عني بس أبي أشوفهم أبي أحضنهم مرة وحدة وبعدها خلاص ماأبي منهم شي .. لو يبوني كان دوروني ! لو يبوني خلهم يلقون لهم عذر ولو سخيف بصدقه
            وليد تنهد : خلينا نحاول نتذكر ليلة الحادث .. مانبي نتذكر اللي قبل الحادث
            رؤى : كيف ؟
            وليد : بقولك أشياء وأنت حاولي طيب .. بس بدون لا تضغطين على نفسك .. أبيك من تلقاء نفسك تقولين مار عليك هالمنظر .. طيب
            رؤى : طيب
            وليد أخرج هاتفه ال " جالكسي " وضع صورة لعائلة مجتمعة في سيارة وسعيدة : كان بليل ولا النهار ؟
            رؤى بصمت يغيب عقلها في اللاشيء.
            وليد يريها إحدى السيارات خلفها : طلعتي من الشقة ؟ ولا من الجامعة ؟ ولا من وين بالضبط ؟ قولي أي شي وعادي حتى لو مو متأكدة
            رؤى : أتوقع من الشقة أنا و ... بروحي
            وليد يرسم لها في إحدى تطبيقات الرسم ، سيارة أجرة وهي خلفه
            رؤى بإندفاع : لألأ ماكان تاكسي
            وليد نظر إليها ولمعت بعينه فرحة إنتصار وهزيمة لهذه الذاكرة التي سترضخ لنا أخيرا : طيب ...
            رؤى : كان جمبي أمي
            وليد بصمت ينظر لها وهي مغمضة عينيها . .
            رؤى تغرق بعمق : أتصلت عليه ، كان يتطمن علينا ... أبوي قدام .. جمبي ... مدري ...كنا كلنا موجودين ... ونضحك .. كنا مبسوطين والله
            أرتفعت أنفاسها وضيق يحاصرها ، الأحداث تعاد عليها .. الأحداث المفجعة تختلط بحزنها ، لا تبقي بها ذرة أكسجين تتنفسها
            وليد : رؤى طالعيني .. خلاص
            رؤى تبكي بإنهيار تام ، تبكي وهو يضج في أذنها " الصوت المخنوق المتحشرج يصرخ : تشهدوا .. أذكروا الشهادة .... أذكرووها ................... تمتم : أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله "
            وليد يحاول أن يجعلها تفتح عينيها : رؤؤؤى
            غارقة ببكائها و الغيم ينجب في هذه اللحظات مطرا ، صرخات متعالية و صوته العذب يبكي أذنها " عاد من هالناحية ماأظن فيه أحد يعشق بناته كثر ماأعشقكم "
            تعالت شهقاتها وهي تضع يدها على أذنها المغطاة بحجابها و تتحدث بهذيان : لا يبه ... يبببه تكفى ..... يبببببه ....
            هدأت الأنفاس في السيارة المنقلبة على الشارع المبلل بالأمطار ، هدأت لتنظر بضعف لوالدتها التي بجانبها ، مسكت يدها وهي تهمس بصوت يتقطع متعب لا حيل به " يمممه .. يممه .. لاتتركيني ... يممه ردي علي .. " كانت بجانبها أنثى أخرى ولكن لم تستطع أن تلتفت عليها ، فلا قوة لجسدها الذي يزينه ثوب أبيض عريض يعيق حركتها "
            فتحت عينها على وليد بضياع كبير : زواجي !!! كانت ليلة زواجي والله .. صدقني !! والله هذا زوجي ماهو طليقي .. كذابة هذيك لا تصدقها !! تكفىىى قول أنك مصدقني أنا أعرفهم والله أعرفهم ... أنا ماني مجنونة .. ماني فاقدة الذاكرة .. هذولي أهلي ... والله أهلي .... تكفففى رجعني لهم .. تكفىى
            وليد وقف بضيق شديد : خلاص خلاص .. أمشي خلينا نرجع ترتاحين
            رؤى بشتات تبكي : أمي والله أمي .. مين يرجع لي أمي .. أمي ماماتت ؟ ماماتت .. كانت تشوفني .. والله العظيم كانت تشوفني ..... أنا أعرفها أمي وهذاك أبوي اللي شفته .. أنا شفت أبوي ... صرخت به .. ليه تطالعني كذا !! ليه ماتصدقني .. أنا شفت أبوي
            وليد بهدوء : مصدقك .. عارف والله عارف بس خلينا نرجع
            رؤى : ماأبغى أروح أنا بنتظر ناصر
            وليد : ناصر راح يجيك بالفندق
            رؤى بضيق : هو وعدني يجيني هنا .. أبعد عني ماأبغاك أنت ماتصدقني
            وليد : رؤى خلينا نرجع وبعدها أحكي لك عن ناصر
            رؤى بإنكسار : ليه سوى فيني كذا ؟ ليه ما يحبني ؟ ليه محد يبيني ؟
            وليد مد يده التي تغطيها القفازات بسبب برودة الأجواء : يالله يا رؤى
            رؤى : قالنا تشهدوا .. بس أنا ما مت .. أنا هنا ليه ما يصدقوني ..
            وليد أدرك أنها تتخيل أحداث أخرى لا حقيقة لها ، عاد للجلوس بجانبها : الحين مطر أدعي الدعاء مستجاب

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ،

              بخطوات غاضبة يدخل ليرى أخيه بصورة رثة لم يتخيل يوما بأن تسود المعصية وجهه هكذا ! نظر له بشفقة بحزن بغضب بقهر بضيق ، بأشياء كثيرة أنتحرت في قلب عبدالمحسن قبل أن يراه ، أنتحرت كل الأشياء الحلوة التي تجمعه بأخيه وهو يطعنه في ظهره ، تعرف كان جيد أن تطعني بظهري ولا تريني غدرك وجها أقابله ، كان جيد أن لا أراك وأموت بجلطة قهري ، لكن ليس بجيد أبدا أن تكون أنت أخي وتفعل بي كل هذا ، لم فعلتها ؟ لم عصيت الله قبل كل شيء ؟ أترى معصية الله سهلة ؟ أسهل عليك أن تتجاوز حدودك ؟ بيننا رب شديد ذو إنتقام ، كيف تساهلت معصيته وأنت تعرف من هو الله ؟ ياه ما أقساك على نفسك وما أقساك على أخيك الذي أعتبرك كأبنه ، عاملتك كإبن ولم أعاملك كأخ أبدا!
              أرتفع نظر تركي إليه ، نظرة الأموات هذه تشطر عبدالمحسن أنصافا.
              عبدالمحسن دون أن يقترب منه وبنبرة تبكي الحجر من لومها : ليه سويت معاي كذا ؟
              تركي ببكاء الرجال القاتل لكل أحد يسمع هذا الضجيج : أحبها
              عبدالمحسن عقد حاجبيه بغضب : تحبها ؟
              تركي بإندفاع : والله أني أحبها
              عبدالمحسن أقترب بخطواته ليصفعه بقوة أسقطته على الأرض : ما عمري مديت أيدي عليك بس هالمرة يا تركي ما عاد بقى لك شي في حياتي ، من اللحظة اللي خنتني فيها وأنا ماأعرف إلا أخو واحد وهو عبدالرحمن
              تركي يتكور حول نفسه على الأرض لا سبيل غير هذا ليدافع عن نفسه وبهذيان : أحبها .. أحبها والله أني أحبها ماأكذب
              عبدالمحسن بصراخ : يوم أنك تحبها ليه ما حميتها ؟ ليه تتحرش فيها وتغتصبها !! هذي بنتي تعرف وش يعني بنتي !!!
              تركي : مقدرت أمسك نفسي عنها .. أقولك والله أحبها
              عبدالمحسن بغضب شديد سحبه من ياقته الممزقة ليضربه بكل ماأتاه الله من قوة بعد أن جلس لسنوات عديدة لم يمد يده لا على رجل ولا أنثى ، أخرج كل غضبه به. لم يستطع أن يمسك نفسه دون أن يفرغ حزنه على حاله وقهره على حال الجوهرة.
              كان تركي مجنونا لا يتألم سوى من قلبه العاشق للجوهرة : ما يهمني لو تضربوني .. أنا أبيها حرام عليكم .. أنا أحبها
              دفعه على الأرض : ماني مسؤول عنك ولو يذبحك سلطان ماهمني ... أتق الله في نفسك وتوب قبل لا يقتصون منك ..... وخرج ليقابل سلطان وبغضب : سو فيه اللي تبي ماني أخوه ولا أعرفه ......!
              فاق من تلك الأحداث ، ينظر بضياع لزوجته : سمي
              أم ريان : أنت هاليومين ما غير تفكر ومشغول بالك .. أقولك عرفت وينه فيه تركي ؟ حلمت فيه وخفت لا يكون صاير فيه شي
              عبدالمحسن : وش حلمه ؟
              أم ريان بضيق : كان يناديني من حفرة أو كان واقف عند حفرة والله ياعبدالمحسن مدري كيف بالضبط لكن يبكي ويناديني ..خفت عليه
              عبدالمحسن تنهد : مسافر ويا ربعه بيطول ... يرجع بالسلامة
              أم ريان : طيب خله يكلمني لأني أتصل على جواله ما يرد
              عبدالمحسن بضيق وقف : إن شاء الله .. أنا رايح المسجد ...

              ،

              في هدوء هذا البيت بقلة ساكنيه ، تقطع السلطة في الصالة وبجانبها تساعدها ريف ببراءه وهي تأكل من الخيار المقطع بشكل دائري ، تبتسم لها : خلصتي الخيار علينا ؟
              ريف تضحك بشغف : احبها
              والدتها : يا عساه عافية على بنيتي حبيبتي .. تقبل خدها
              دخل لتقفز له ريف ، رفعها ليقبلها : يسلم لي إياها بنت الجميلة
              ضحكت والدته : شلونك اليوم ؟
              أنحنى ليقبل رأسها : بخير الحمدلله أنت بشريني عنك ؟
              والدته : بخير ،
              فيصل : وليه تقولينها كذا ؟
              والدته : وش أسوي من الطفش ؟ ماني لاقية شي أسويه .. أفكر أبدأ بمشروع خفيف يشغلني بس حتى مخي موقف
              فيصل : أعزمي صديقاتك عندك ورجعي أيام العزايم بينكم ومنها تسلين نفسك وتغيرين جو
              والدته بلكاعة : وهم بيجلسون معي طول اليوم ؟
              فيصل فهم قصدها : ههههههههههههههههههههههه ترى أنا ما قلت لأ .. ركزي قلت لك دوري لي الزينة ومن عيوني بخطبها
              والدته بإبتسامة : قلت لك بنت بو منصور كاملة والكامل الله
              فيصل : يمه أنت عندك كل بنات الرياض كاملات والكامل الله
              والدته : لا هذي غير أنا متأكدة .. هيفاء كانت شايلة عرس أختها وقايمة في الناس
              فيصل بهدوء : طيب شوفي لنا وحدة من بعيد
              والدته : قلت لك ماهو عاجبني الا هيفاء
              فيصل تنهد : طيب
              والدته بفرح تركت السكين : وشو ؟ أخطبها لك ؟
              فيصل غرق بضحكته ليردف : لحظة أفكر يعني بستخير وأرد لك خبر
              والدته : قم يالله صل إستخارة الحين وأكيد بترتاح للخطوبة
              فيصل : يمه أتركيني أمخمخ عليها أشوفها تناسبني ماتناسبني
              والدته : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش تمخمخ عليها ؟ طيب خلني أوصفها لك
              فيصل ضحك : طيب
              والدته : طولها كذا يوصل لكتفك يمكن أو شوي أعلى ، بيضاء شعرها طويل وناعم ماشاء الله ..
              فيصل بعبط : مافيها شي مميز
              والدته : إلا خشمها تبارك الرحمن وعيونها حورية ماهي إنسان
              فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه إيوا بعد
              والدته : أحكي جد البنت مزيونة .. لحظة تعرف أخوها يوسف ! هي فيها شبه منه كثير
              فيصل : شكلك ملخبطة يمه .. اللي يزورنا منصور ماهو يوسف
              والدته : لا أنا أعرفه يوسف الصغير يشبه لها كثير .. كذا مرة شفته
              فيصل : طيب انا ماأحس أني متحمس لها يعني
              قاطعته : إلا أنا أتوقع .. يعني بتحبها أعرف ذوقك وبتعجبك لأنها ناعمة وماتحب المكياج وماهي راعية اكل
              فيصل : وش يعرفك بهالأشياء ؟
              والدته : حاستي السادسة ماتغلط
              فيصل بإبتسامة : طيب بفكر وأشوف
              والدته : طيب يمكن أبو منصور مايرفض أنك تشوفها يعني نظرة شرعية
              فيصل : لا مستحيل أطلب منه
              والدته : طيب ماعلينا أخطبها لك خلني أفرح فيك
              فيصل بإبتسامة :أصلي وأرد لك خبر
              والدته بفرحة عميقة تلألأت بها عيناها : الله يكتبها لك يارب

              ،

              في طريقه سيرا تحت نسمات البرد التي تحيطه ، مثبت جواله في إذنه : والحين كيف حاله ؟
              ناصر : الحمدلله أحسن
              عبدالعزيز : الله لا يفجعنا فيه
              ناصر بتنهيدة : امين .. أنت وش مسوي ؟
              عبدالعزيز : هذاني رايح لهم اليوم بقابل الجوهي
              ناصر : أنتبه لنفسك
              عبدالعزيز : إن شاء الله ، طمني على عمي إذا صار شي جديد
              ناصر : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
              عبدالعزيز : فمان الله .. وأغلقه ليدخل في جيب بنطاله.
              في جهة أخرى من هذا العالم ، يقف بتثاقل ينظر للمارة و رائحة المستشفى تخنقه ، تشبه رائحة الأموات الذين لم يستطع أن يراهم ، النظرة الأخيرة التي ود لو أنها تتحقق ، كان حلمه أن يراها بفستانها الأبيض ! ولم يراها بهذا الفستان ، ليته أصر عليها عندما حاولت أن تمنعه ، كانت تجيبه دائما " مفاجئة " ، بالضبط كانت مفاجعة !! لم أتخيل يوما أن تكون نهاية حبنا هكذا ! لم ينتهي الحب ولكن أنتهى اللقاء ، الوصل ، الرسائل ، الهدايا ، المواعيد . . كل شيء أنتهى لم يبقى لنا سوى الذكرى ، لم يبقى لنا أنا وقلبي سوى تذكرك يا غادة. وما أملك من الوصل سوى : الدعاء ، ينظر لبياض الجدران ويغرق بضحكاتها اللامنتهية.
              بضحكة ضوضائية تحت سقف الأشجار التي تظللهم : باقي لي كثييير
              ناصر : يا كرهي عاد ماهو لازم كل شي تشترينه خلي بعضه بعدين بعد الزواج !! لأن الحين أبوك صاير يتحجج فيك
              غادة بإبتسامة : الحين مو قربنا الموعد عشانك والله أبوي قال خلاص التاريخ ثابت و ناصر يصبر بنتنا ماتجيه بهالسهولة
              ناصر بإندفاع : وش بهالسهولة !! طلعتوا عيني !! أنا يوم الملكة على شروط أبوك بغيت أترجاه من كثر ماهو يشك في ثقته فيني ! وفوق هذا بعد ما ملكنا وخلاص ما تعدينا حدود الله قام وقال مافيه طلعات !! ويوم وافق وحن علينا لصق بوجهنا عبدالعزيز .. بالله مين اللي متعذب غيري ؟ وتقولين بتجيني بسهولة !!
              غادة : هههههههههههههههههههه يعني أنت تعرف أبوي يقول مايحب الأشياء الملكعة وحركات النص كم
              ناصر: ذي حركات نص كم !! اخ بس زوجتي ومناشبيني فيها

              ،

              خرجت من الفندق بعد أن تمللت من الجلوس عند النافذة ومراقبة المارة دون أن تتحرك شفتيها بكلمة تبلل بها هذا الجفاف الذي يحبط بها ، أخذت هاتفها وأتصلت على رتيل : وينكم فيه ؟
              رتيل : نتسوق بالمحلات اللي بالشارع الثاني .. أمشي سيدا واول لفة على يمينك أخذيها وإذا وصلتي هناك كلميني وأجيك
              عبير : طيب .. مع السلامة .. وأغلقته لتسير بهدوء متزن على الرصيف المبلل ببقع الماء العاكسة ، أخذت نفسا عميقا وهي تبتعد بخطوات عريضة عن الفندق.
              خلفها يسير ، مشتاق .. مشتاق .. مشتاق والله ، أحلى أيام عمري أكاد أقسم برب هذا الحب أن اليوم هو يوم إستثنائي ، هو يوم مختلف ، هو عمر جديد يكتب لي ، بمجرد أن أراك حتى وإن لم تنظري إلي ، يكفيني من هذه الحياة أن أراك تسيرين أمامي ، أنت أمامي " بجنون يحدث نفسه " ،
              شعرت بشيء خلفها أربكها وألتفتت . . .

              ،

              في زحام الشوارع و الطرق المكتظة ، في الرسائل العميقة و ملامح الحب المرسومة على تلك الوجوه ، في كل شيء يضم أسطنبول يتفرع الحب وخيوط الحياة العثمانية و أصول ما مضى ، في الصبايا الجميلات و رقص الشرق في وسط نهرها.
              ألتفتت عليه وبتوتر : منصور
              ريان يرمي عليها سهام اللامبالاة : طيب
              ريم مدت هاتفها : حتى شوف
              ريان رفع عينه عليها بحدة : وأنا قلت شي !! خلاص سكري على الموضوع
              ريم بهدوء يمزجه الإرتباك : ليه عصبت ؟
              ريان : ماني معصب .. ولا تكثرين أسئلة على راسي ماني رايق
              ريم أخذت نفسا عميقا وكأنها تمنع نفسها من الغرق في بكائها ، نظرت لطريق المشاة الذي أمامها دون أن تلفظ كلمة.
              عضت شفتها السفلى حتى لاتبكي ولكن غرقت محاجرها ، بصوت مرتجف : أبغى أرجع الشقة

              ،

              يلصق على صدره أداة التسجيل الصغيرة ، أرتدى ساعته الفضية التي من نوع خاص ، فهي لا تنتمي إلا لماركة " المتفجرات البسيطة ". أغلق أزارير قميصه بعد أن صبغوا له عوارض أغلظ حتى يشبه المتوفي الذي لم يكشفه رائد بعد. ويعطيه عمرا أبعد من عمره . .
              أدخل هاتفه الاخر في جيبه وهو يرتدي المعطف ويلف حول عنقه ال " سكارف " الذي يخفف من وطأة البرد عليه.
              نظر لشكله نظرة أخيرة في المراة : كذا تمام ؟
              عبدالرحمن : إيه .. طيب لحظة خلنا نجرب السماعات .... أتجه نحو الغرفة الأخرى التي تنتشر بها الشاشات : عز ؟؟
              عبدالعزيز : يوصل صوتك واضح
              عبدالرحمن خرج من الغرفة متجها إليه : همتك يا بطل
              عبدالعزيز بإبتسامة يمسح على وجهه لا يخفي ربكته أبدا : إن شاء الله ...
              عبدالرحمن : حاطين حراسة وممكن يكشفون السلاح عشان كذا بس تحس الموضوع فيه إن على طول تطلع ، بالشارع الثاني راح تكون فيه سيارة تنتظرك ، و بأشد الأوقات إذا مافيه أمل أضغط على هالمكان.. أشار له ب زر بجانب ساعة يده ، ترى هالأغراض اللي عندك غالية حيل وميزانية عشان كذا لا تخربها من أول إستعمال
              ضحك عبدالعزيز ليردف : ماني مخربها لا تخاف
              عبدالرحمن بإبتسامة : طيب يالله أطلع من الباب الثاني عشان إذا كانت العمارة مراقبة ..

              ،

              على مكتبه ينظر لعدة أوراق : فتح القضية من جديد ؟
              : هذا اللي وصلني أنه سلطان يعيد فتح ملف التهريب حق 2008
              رائد بتنهيدة وصبره لن يطول أبدا هذه المرة : أنا أعرف كيف أسكته
              دخل عليهم وملامح الدهشة تنيره : قصرك بالرياض كله كاميرات مراقبة
              وقف بصدمة . . .
              : راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب الخلفي وشفنا . . .

              .
              .

              أنتهى البارت

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                أضنيتني بالهجر.. ما أظلمك
                فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
                مولاي .. حكمتك في مهجتي
                فارفق بها يفديك من حكمك!
                ما كان أحلى قبلات الهوى
                ان كنت لا تذكر.. فاسأل فمك
                تمر بي كأنني لم أكن
                قلبك أو صدرك أو معصمك
                لو مر سيف بيننا.. لم نكن نعلم
                هل أجرى دمي أم دمك ؟!
                سل الدجى كم راقني نجمه
                لما حكى .. مبسمه مبسمك
                يا بدر .. ان واصلتني بالجفا
                ومت في شرخ الصبا .. مغرمك
                قل للدجى مات شهيد الوفا
                فانثر على أكفانه أنجمك

                * بشارة الخوري





                رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طيش !
                الجزء ( 52 )



                يركض بين السلالم الشاهقة التي تستنزف جسده ، عقله يغيب للأمر الذي أكتشفه اليوم بإتصالاته مع حرس قصر رائد الجوهي ، دخل والدهشة تسيطر على ملامحه السمراء الصبية : قصرك بالرياض كله كاميرات مراقبة !
                وقف بصدمة ينظر إليه غير مصدق لم يقوله فأكثر مكان مؤمن هذا القصر بكثرة الحرس والكاميرات المنتشرة على أطرافه وفي داخله.
                يكمل وأنفاسه من التعب تتصاعد : راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب الخلفي وشفنا واحد ماهو من الحرس لكن ماهو واضح شكله بيرسلون لي الصور وأنت تشوفه يمكن تعرفه
                رائد بغضب : وصلت أنهم يتعدون على البيت !! طيب طيب هم يبون يرجعون عهد سلطان العيد وأنا برجعه لهم
                ينظر له الشخص الاخر : الحين صالح بيجي خلنا معه وبعدين نشوف للي صار صرفة ... خلاص زياد روح شوف شغلك
                زياد بلع ريقه بتوتر : فيه شي ثاني ؟
                رائد رفع حاجبه الحاد : وش بعد ؟
                زياد : مكتبك مراقب
                رائد ضرب بكفه على الطاولة : نعععععم !!
                زياد : الصبح أكتشفوا كاميرات ورى الزرع اللي بمكتبك لكن الشباب الحين يحاولون يشوفون عمر بطاريتها عشان يعرفون من متى وهي موجودة وبنراقب كاميرات الممر وبنعرف مين دخل عليك الفترة اللي أنحطت فيها الكاميرات
                رائد بحدة : قاعدين يلعبون بالنار معاي بس والله لأوريهم
                زياد خرج بهدوء لا يتحمل أن يجلس في مكان يسيطر عليه غضب هذا الرائد.
                : إذا كذا يعني هم يعرفون بمخططنا !!
                رائد بغضب و القهر يفيض به : أكيييد ! لازم نتصرف هالصفقة ممكن تخليني أفلس وأنا مستحيل أخسرها
                وقف الشخص ذو البشرة الحنطية : أنا بشوف الموضوع ، بتصرف لك وأنت شوف لقاءك مع صالح وحاول تقنعه بالتغيير ... وخرج.
                رائد تصادمت أفكاره بكل حقد ، هذه الصفقة مستقبله الكبير وحياته أيضا ، منها سينهي كلمة " السعودية " من حياته بأكملها ويستقر هنا مودعا تلك الحياة و لن يستطيع أحد أن يلصق به تهمة واحدة وهو يملك الجنسية الفرنسية ، 5 سنوات تم تزوريها بأنه عاشها في باريس ليسهل عليه الحصول للجنسية التي تتطلب من الأجنبي أنه يقضي 5 سنوات في فرنسا وإثبات سكنه هنا وهذا الفضل يعود لشركائه الفرنسيين الذين ساهموا بشكل كبير بهذه الجنسية ولكن أشترطوا حصول الصفقة ودفع رأس المال الذي يكلف رائد الكثير بتبادل المواد الممنوعة وأيضا المحرمة شرعا.
                في جهة أخرى يسير بين الحشود حتى يضيع الذين يراقبون عبدالرحمن ال متعب ، عبر السماعة " إلى الان يا عز هم وراك ، أدخل أي محل يمينك "
                عبدالعزيز بهدوء دخل المحل الكبير ليسير بخطوات سريعة وهو الذي يسيطر عليه التوتر بسبب عدم حمله للسلاح ، نظر إليهم من المراة التي عند المحاسب ، أقترب من إحدى الرفوف وبخفوت جعل المراة المعلقة على الأرض مائلة قليلا لتكشف أقدامهم ، وقف كثيرا حتى شعروا بأنه خرج ، أتجها الرجلين ذو القامة الطويلة للممر الاخر الخاص بالمشروبات الغازية ، أقترب عبدالعزيز من الرف الاخر وهو ينزع المعطف الأسود ويضعه على ذراعه ويخرج ببلوزته الرمادية ،
                عبر السماعة : كفوو
                عبدالعزيز دخل عبر الممرات الضيقة حتى لا ينتبهوا له ، أخرج هاتفه ليفتح تطبيق الخرائط ، يعد الخطوات وثقلها حتى أدرك بأن خطوتين زادت ، هذا يعني بأن رجلا اخر خلفه ، أكمل سيره مبينا عدم ملاحظته ليدخل ممرا اخر ، نظر إلى الزجاج العاكس ليلاحظ أقدامه ، أقترب للجدار وهو يدرك الخطر الذي به لأن حتى لا كاميرة تكشف المكان وتبين ما يفعله الان لبوسعود ، سحب العصا الخشبية الملقية على الأرض ليلتفت وبسرعة ضربها على رأسه لتتضبب رؤية هذا الرجل ، ضربه مرة أخرى على بطنه ليسقط. أخرج الرجل من جيبه زجاجة تشبه العطر محاولا أن يرشها على عبدالعزيز ، فهم ما هي وبتعارك ضرب عبدالعزيز على بطنه ليسقط وبيده الزجاجه ، وقف الرجل محاولا أن يأخذ العصا ويضربها على عبدالعزيز ولكن سرعان ماأبتعد عز عن المكان زحفا ليضرب بقدمه باطن ركبة الرجل ويسقط مرة أخرى ، سحب الزجاجة ورشها عليه ليغمى عليه. عبدالعزيز وضع الزجاج الصغيرة في جيبه وهو ينفض ملابسه : هذا إحنا إستفدنا
                عبدالرحمن عبر السماعة : بلاش ضرب ضيعهم وبس
                عبدالعزيز : اخذ سلاحه ؟
                عبدالرحمن : لأ
                عبدالعزيز : مراقبيني أخاف يطلع لي واحد ثاني
                عبدالرحمن : قلت لأ ماينفع هالمرة
                تنهد ليكمل سيره وهو يرتدي معطفه مرة أخرى ويشد على السكارف حتى يغطي ذقنه الخشن.
                في داخله " اللهم أني أستودعتك نفسي يا من لا تضيع عنده الودائع "
                خرج للشارع الرئيسي ، و أرض باريس تضج بخطوات المارة ، أفكاره تضج أيضا ، إذا لم أسلم من هذا ماذا سيحدث ؟ يالله! لا أريد التفكير ، لا أريد والله أن أعرف كيف سيكون مرور موتي على الجميع عاديا ! أصلا من هم الجميع ؟ لا أملك أما ستنهار في بكائها ولا أملك أبا سينحني إنكسارا و لا أملك شقيقات سيبكين برثائي ! لا أملك أحدا سيتذكرني غير ناصر.
                أعوذ بالله من هذه الأفكار السوداوية ، تقول عنه حاتم !! من يكون هذا أيضا ؟ تريد أن تستفزني بأي إسم أو فعلا هناك من ينتظرها ، لم لم تغار من أثير ؟ ألهذه الدرجة تكرهني! أستفزتني بحاتم ولم أستطيع أن أستفزها بأثير. لم كلانا يظلم معه إسم ليتلاعب به حسب مصلحته ، لا أريد أن أجرح أثير بكلمة ولكن يا رتيل لا أريد أن ترغميني بأن أفضلها عليك وأجعلك فعليا تنتظرين حاتم. نحن الشرقيين لا نفهم شيئا أكثر من فهمنا للكرامة ، هذه الكرامة يا رتيل خط أحمر إن تجاوزتيه لايهم الحب و " طوايفه ".
                لم أفكر بك الان ؟ في هذا الوقت الضيق ؟ في هذا الوقت الحرج ؟ أنا أفرغ حاجتي إليك لكن لا أشعر بأن يوما سيأتي سنكون به زوجين مثل أي زوجين وأنا أدرك ذلك ولن يأتي يوما تكونين به أكثر من " مرحلة " في حياتي ، أنا أشعر بهذا مهما حاولت أن أكذب نفسي به كثيرا. لكن أنت تعرفين بأنه لم يكن حبك عابرا وأنني لم أكن نزوة يا رتيل. أنا أثق بقلبك كثيرا وستعرفين هذه القيمة قريبا.
                دخل في طريق ضيق يشبه طرق المشردين المهاجرين ، أقترب من الباب الخلفي ، دخل وهو ينتبه للكاميرات التي على طول السلم الخشبي ، صعد ليستقبله : تفضل من هنا
                عبدالعزيز بهدوء دخل ليسلم مصافحة لرائد : السلام عليكم
                رائد : وعليكم السلام

                ،

                عقد حاجبيه بقلق بعد ان أستلم هذا الخبر السيء ، أن يعرف رائد بمراقبتنا له فهذه مصيبة ، طرق رائد في لوي الذراع واضحة جدا ، يجب أن نضع حدا.
                : أنا أهلي أصلا مايطلعون كثير وإن طلعوا بالحفظ والصون لكن بوسعود الحين لازم ينتبه
                أحمد : بسهولة راح يقدر يهدد في أهله لأنهم الحين بباريس
                سلطان أخرج هاتفه ليتصل على رقم عبدالرحمن الفرنسي ، دقائق قليلة حتى أجاب مقرن : هلا بوبدر
                سلطان : هلابك ، وين عبدالرحمن ؟
                مقرن : يراقب عبدالعزيز راح للجوهي
                سلطان : إيه صح ... طيب أهله وينهم ؟
                مقرن بإستغراب من السؤال : موجودين ؟
                سلطان : اليوم عرف عن كاميرات المراقبة اللي في مكتبه لأن غطوها بورقة كاتبين فيها إما لنا او لكم .. وبعدها بنص ساعة عطلوا كل الكاميرات .. وأكيد وصل العلم للجوهي عشان كذا أنتبه للبنات
                مقرن بقلق : من وين طلعنا بعد هالموضوع !!
                سلطان : عبدالعزيز وصل ولا للحين ؟
                مقرن : إيه قبل شوي دخل عنده

                ،

                تشعر بالخطوات ، برائحة العود التي تخترق مسامات جلدها ، أربكها من خلفها وهي أدركت بأصوله الشرقية ، ألتفتت.
                تلاقت نظراتهم ليسير ببطء دون أن يتعداها ، أمعن النظر إليها ثم أظهر عدم إهتمامه.
                خجلت من نظراتها وأكملت سيرها بخطوات سريعة ومازال خلفها ، تاهت بعينه ، يالله أشعر بأنه يعرفني! نظرته لي كانت غريبة. صدرها يهبط بشدة وينخفض وهي تشعر بأنها رأته قبل هذه المرة ، ثواني طويلة ومازالت تشعر بأنه خلفها حتى تذكرت.
                تلك الليلة التي ذهبت بها مع رتيل إلى السوق ونظرت إليه بغرابة لتخبر رتيل عنها ومن ثم اختفى ، لا من المستحيل ؟ معقول يكون هو صاحب الرسائل ، الهدايا الملونة ، الصوت الرجولي الذي زلزل كيانها. بلعت ريقها لتلتفت مرة أخرى ودت لو تسمع صوته وتتأكد ، وقفت ليتعداها دون أن ينظر إليها ، تمنت لو توقفه تسأله ولكن خشيت أن لايكون هو وتكون في موقف محرج.
                ربما هو أو لا ؟ لكن إن كان هو كيف سيظهر أمامي بهالسهولة ؟ كيف سيتخلى عن جبنه الذي طال لسنة وأكثر ! من المستحيل أن يخرج بهذه البساطة! أخرجت هاتفها لترسل له ولكن بخيبة نظرت إلى الإكس الأحمر الذي يعتلي الرسالة ، نظرت له للمرة الأخيرة قبل أن يدخل بالطريق الاخر ، ليتني نطقت له حرفا لأسمع صوته ! كيف أتى باريس ؟ و مشى خلفي ؟ هذا الأسمر الشاهق سلب عقلي ! إن كان هو صاحب الصوت فهو سلب قلبي أيضا. يالله لو أنني أعرف على الأقل إسمك.

                ،

                في جناحهم الذي شهد كل الحالات السماوية من إضطراب إلى جفاف إلى حب وغيم. كل الأشياء التي تحصل بيننا كانت هنا ومنها " أحبك " التي تبادلناها لذلك أنا ممتنة ، ممتنة لصوت عينيك و لضحكة عينيك ولكل عينيك كلها والله التي قالت " أحبك " و جلجلت أعماقنا بها. رغم المشاكل ولكن حضور " عبدالله " جعل من السماء تمطرنا بلا توقف.
                بتنهيدة عميقة تنظر لإبنها : أنا ما قلت شي
                منصور بهدوء : لا واضح من تقصدين
                نجلاء : طيب منصور خلاص ماأبغى أتكلم بهالموضوع واللي يسلمك
                منصور عقد حاجبيه : ما ترتاحين اذا ما جبتي لي النكد
                نجلاء ألتفتت إليه وبغضب : يعني ماهو من حقي أقولك ابي بيت لحالنا !! يعني أنا ماني ماخذة راحتي في هالبيت كل مانزلت لازم طرحتي علي عشان يوسف !!
                منصور : كل هالفترة ساكتة ولا تكلمتي الحين جيتي تتكلمين عشان مهرة ماهو عشان يوسف
                نجلاء : ليه تحب تطلعني سطحية بتفكيري وأني أسوي كل هذا عشان وحدة نفس مهرة !! لا طبعا ماهو عشانها أنا فعلا ماني مرتاحة
                منصور ببرود : وأنا اسف طلعة من هنا لأ لأني ماراح أرتاح بجلستي بعيد عن أمي وأبوي
                نجلاء بسخرية : بالنهاية لازم تعيش بعيد عنهم !! منت بزر ماتقدر تعيش بدونهم
                منصور بحدة : أنا ما قلت مقدر!! قلت ماراح أرتاح نفسك !
                نجلاء تنهدت : خلاص سكر على الموضوع
                منصور : فكري ولو مرة فيني وفي عبدالله ، لاتكونين أنانية بتفكيرك وماتفكرين الا براحتك !!
                نجلاء : أنا أنانية ؟ طيب قلت لك أبي أرتاح وين الأنانية في الموضوع !! خلاص حقك علي ..
                منصور : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ....

                ،

                أسفل الجناح المضطرب كانت الجلسة حميمية بين يوسف و هيفاء ، مسكت الفنجان لتضرب به بملعقة الشاي الصغيرة : أنا كان مستقبلي الغنائي كبير
                يوسف : وأنت الصادقة طقاقة ..
                هيفاء بضحكة تمرن صوتها : احم احم يالله أطلب مني أغنية
                يوسف يدندن كلامه : لا يجي أبوي الحين ويهفك بهالفنجان ويخليك تقرين الفاتحة
                هيفاء : يا شينك تحبيط بتحبيط !! .. قلت لك كلمت ريوم تقول أسطنبول خايسة
                يوسف : أفا وراه عاد
                هيفاء : مدري والله وأنا متشفقة على تركيا محدن معبرني
                يوسف بجدية : وش رايك نروح ؟
                هيفاء : من جدك ؟
                يوسف : والله ماعندي مانع مافيها فيزا ولا قلق ، نحجز ونطير
                هيفاء بضحكة : أحلف
                يوسف : قسم بالله
                هيفاء : دايم يقولون لي ليه تحبين يوسف ؟
                يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه بس أنتظري ريم ترجع ونروح أحنا بعدين يقول ريان لاحقينا
                هيفاء : طيب أقنع أبوي ماظنتي يوافق
                يوسف : ماعليك خليه الإقناع علي ،
                هيفاء : طيب ومهرة ؟
                يوسف : ماأظن تقدر حامل !! نروح أسبوع ونرجع
                دخلت مهرة بحضور إسمها : السلام عليكم
                : وعليكم السلام
                جلست بجانب يوسف ، هيفاء : مهور متى موعدك الجاي ؟
                مهرة : 9 الشهر
                هيفاء ألتفتت ليوسف : طيب أنا أعرف كثير يسافرون وهم حمال
                يوسف يفتح فمه ليعلمها النطق بلكاعة : أولا إسمهم حوامل !! حوامل ..وش إسمهم ؟ حوامل ... تخصص لغة عربية وفاشلة بعد عييب
                هيفاء : ههههههههههههههههه كيفي أنا أنطقها حمال حوامل وش دخلك مسوي لي فيها خلنا ساكتين لاأنشر غسيل الثانوي
                يوسف بإبتسامة يلتفت لمهرة : نبي نسافر تركيا شوفي الدكتورة إذا مافيه مشاكل بنروح
                مهرة بهدوء : طيب
                هيفاء نظرت لوالدتها وهي تضع عباءتها على الطاولة : اليوم ريانة مختفية
                والدتها : ريانة بعينتس تأدبي
                هيفاء بضحكة : وين رحتي ؟
                والدتها : لأم فيصل القايد
                هيفاء : يوووه وش ذا الغبار اللي طلع !!
                يوسف : منصور ما قطع فيهم دايم عندهم
                والدتها بإبتسامة واسعة : تعالي هيفاء معي أبيك بموضوع
                يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله الله يالمواضيع الخاصة
                هيفاء : ذا الكلمة أخاف منها تخليني أتذكر كل الماضي الوصخ
                والدتها بحدة : قومي يالله
                يوسف بخبث : والله الغبار شكله عامل عمايله
                هيفاء تشير لعينيها : يممه يممه .. وخرجت مع والدتها
                بعد صمت لثواني ألتفت لمهرة : كليتي شي ؟
                مهرة : كم مرة تسألني ؟
                يوسف بإبتسامة : كذا أتطمن
                مهرة : كليت
                يوسف : عافية
                مهرة : الله يعافيك .. وش سالفة تركيا ؟
                يوسف : هيوف تقول متشفقة عليها وقلت نروح نغير جو قبل لا تبدأ دراستك
                مهرة بصمت خافت طويل أردفت : زعلان ؟
                يوسف وهو يضع الدلة على الطاولة بعد أن سكب له : على ؟
                مهرة بتوتر : الرسايل !!
                يوسف بهدوء : نسيت الموضوع .. قلت لك من زمان شي يضايقني ماألتفت له مهما بلغ أهميته
                مهرة : حتى لو انا ؟
                يوسف ألتفت عليها : أنت وشو ؟
                مهرة : لو أنا اللي مضايقتك ماراح تلتفت لي !!
                يوسف بهدوء ينظر إليها ، طال صمته في حين كانت عينه الثرثارة مستقرة في محاجرها.
                مهرة أخذت نفس عميق مشتتة نظراتها : مدري ليه أسأل وأنا عارفة الجواب
                يوسف يضع الفنجان على الطاولة : لكل قاعدة إستثناء
                مهرة بربكة شعورها أبتسمت وهي تنظر للفنجان ، تلاشت إبتسامتها سريعا وكأنها شعرت بالذنب ، تشعر بالذنب دائما ليست هذه المرة التي تستخف بإبتسامتها إن كانت لفرد من هذه العائلة.


                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ،

                  غطت وجهها بالفراش ، حتى أنفجرت ببكائها الصامت الذي غرق الصوت به. لم تلفظ حرفا واحدا منذ دخلت ، غيرت ملابسها بخفوت حتى أنسحبت للجانب الاخر من السرير. تشعر بلوعة الأم على فقد إبنها وأكثر، تشعر بخيبة مشتتة لاتتزن بها الأمور ولا عقلها يستوعب ما يحدث معها حتى يفكر ، كثير عليها هذا ! عذرته في أول الأيام ولكن الان ؟ الان لم كل هذا !! توقعت أشياء وردية وصدمت بما رأيت. يبدو حتى الأشياء الزهرية الجميلة تتشمت بي الان، تمنيت لو يقول شيئا أن يبرر تصرفه على الأقل ! لو حتى يبتسم ويقول أعذريني. سأقبل ما يقوله وأبادله الإبتسامة دون أن ألتفت لبكاء قلبي. لو فقط يشفق علي من هذه الكارثة التي تشطرني نصفين ويقول أن ما أمر به مزحة. نكتة ثقيلة ! أي شيء لكن لا تقول يا ريان أن هذه شخصيتك! برب هذه السماء لا تقولها بأفعالك وتجعل أحلامي مكسورة واقفة عند عتبة بابك! كثير علي والله. لا أستحق أن أبكي في بداية أيامنا هذه! أيامنا التي يجب أن نتغنج بها طوال هذا العمر الذي سيجمعنا. طواله يا ريان ولكن يبدو أنك لن تشاركني حتى ربعه.
                  على بعد خطوات كان يريد أن يتحدث ، أن يقول شيئا ، أن يخبرها أي شيء كي لا تنام باكية ، كان يريد أن يوقف بكائها رغم أن لا صوت لها ولكن يشعر بغرقها. أخذ نفسا عميقا ، جموده لا يساعده أبدا على التقدم خطوة للأمام. أخذ محفظته وهاتفه وخرج.
                  بمجرد ما سمعت الباب خرج صوتها وصوت شهقاتها ، تركني ! لم يحاول ولا بأي كلمة! بقدر حبي البريء لك في البداية الذي لم يكن حبا من الأساس إنما شغف ورغبة بالنظر للسقف الذي يجمعنا ، للحياة الوردية التي حلمت بها ، بقدر هذا الحب الذي رغبت بأن ألقاه أنا أقف كارهة لك وأثق بإحساسي هذا كثيرا. أنا أكرهك.

                  ،

                  بربكة أندفعت : لألأ .. ماأبغى يمه
                  والدتها التي جلست اخر النساء التي عاشروها في مرحلة من عمرها بعد أن خرجن لتفاجئها أم فيصل بموضوع هيفاء : وش اللي ماتبينه ؟ الرجال كامل والكامل الله
                  هيفاء بتوتر : لا يمه تكفين اخر عمري أتزوج واحد يشتغل شغل أبوي والقلق ذا انا ماأحبه ودايم قلوبهم قاسية ويخوفون
                  والدتها : فيصل تارك الشغل من عقب ماتوفى أبوه الله يرحمه الحين عنده تجارته ورجال مقتدر وناضج وولد أصل وناس
                  هيفاء بتشتيت أنظارها : يمه خلاص أنا رافضة ماأبي واحد كان يشتغل بهالشغل
                  والدتها : ترى الرياجيل هالأيام نشتريهم !! أحمدي ربك
                  هيفاء بإنفعال : وأنا ناقصني شي عشان ماألقى غيره !!
                  والدتها : ماهو نقص فيك بس فيصل والنعم فيه وأنا أبيه لك
                  هيفاء بتوتر : طيب طيب أفكر
                  والدتها : فكري زين قبل لايوصل العلم عند الرجال لأن إن وصل لأبوك ترى بيحلف أنه ما يرده
                  هيفاء بإبتسامة : أبوي مايجبرني على شي ماأبيه
                  والدتها تقف : ما خربتس إلا الدلع
                  بمجرد خروج والدتها ، فتحت الفيس بوك ، بحثت عن إسمه ولم تلقاه لتتمتم : ماتوا اللي يدخلون الفيس !!
                  دخلت لتويتر وهي تبحث عن إسمه وتدعي في داخلها أن تجده ، مرة ومرتين ولم تجد أي نتائج بالبحث ليأخذها التفكير الداخلي " واضح دامه ما يدخل تويتر يعني ثوب قديم ! " دخلت لحساب أخيها يوسف بحثت في قائمة المتابعين ، أنتفض قلبها عندما رأت إسمه مكتوب بإختصار "@F_algaid فيصل عبدالله" بشغف فتحت الصورة ، تأملته كثيرا وهي تطيل النظر به ، غرقت ولم تشعر بشيء وهي تتأمل بشرته القمحية وعيناه الداكنة ، أنفه وحاجبيه وكل شيء به حتى عوارضه الخفيفة التي تطغى عليها السكوكة السوداء المرسومة، كان وسيما بعينها. لكن تخاف أفراد هذا السلك كثيرا. تخاف قوتهم سلطتهم جرأتهم غضبهم حتى حبهم.
                  تنهدت لتخرج ولكن دخلت لتغريداته ، لم تفهم شيئا ، شعرت بالغباء الكبير وهي تقرأ " شركة المدينة تربح 3.5 مليار ريال في 9 أشهر , بنمو 23% , وتوزع 700 مليون عن الربع الثالث ، نتايج مميزة هالسنة "
                  تغريدته الأخرى " واسك تعلن النتائج : بلغ صافي الربح الربع الثالث 6.37 مليار ريال، مقابل 7.50 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 24%. " ، تمتمت في داخلها " يععع رياضيات وأرقام "
                  أغلقت صفحته بأكملها ، شعرت بالغباء أمام ما يقول ، إهتماماته إقتصادية بحتة و أيضا لا تميل لهذه الإهتمامات. تنهدت وهي تعزم بأن تصلي إستخارة.

                  ،

                  بهدوء ينظر إليه : كيف يعني بنغير المكان ؟ بس إحنا أتفقنا
                  رائد : داري لكن بكلم محمد ويدبر لنا مكان ثاني انت عارف يا صالح أننا مراقبين وأنا ماأبي أي غلطة بسيطة
                  تنهد : طيب وين ناوي عليه ؟
                  رائد : ماراح نبعد كثير أفكر بلندن أقرب وأسهل !
                  عبدالعزيز : طيب إذا كذا رد لي خبر
                  رائد رفع عينه للباب الذي ينفتح كان إبنه فارس ، ألتفت عبدالعزيز له لتصطدم عيناه بعينيه ، تعلقت نظراتهم كثيرا حتى أرتفع نبض عبدالعزيز الذي شعر بأن أمره سيكشف الان.
                  فارس أكتفى بإبتسامة لطيفة ليردف : اسف قاطعتكم
                  رائد : ولدي فارس .. صالح صديق لي
                  فارس رفع حاجبه : صالح !!
                  عبدالعزيز وكأنه يترجاه بعينه ، وقف وأنفاسه تكشف حرارة نبضه : كذا نكون أنتهينا .. راح نحدد لنا لقاء ثاني وهالأوراق فيها كل المعلومات اللي طلبتها
                  رائد : أوكي راح أشوفها .. بحفظ الرحمن
                  عبدالعزيز خرج مارا من عند فارس الذي يعرفه جيدا ، تقابل معه في إحدى المرات ، تذكر ذاك الموقف.
                  بإحدى المقاهي كان بمقابل ناصر أنتبه لنظراته ، رفع عينه المستغربة له .. ثواني حتى تشتت نظراته لناصر الذي نادى إسمه بوضوح " عزوز ".
                  فارس الاخر كان يتذكر الموقف ، من المرات القليلة التي خرج بها من السجن الذي فرضه عليه والده ، كانت أيام حلوة تلك التي تولى بها " زيد " حراسة القصر الذي كان يتفق معه مقابل المال أن يغطي عليه ويذهب لحيث ما يريد ، لكن منذ شهرين وهو مسجون لأن زيد أستلم قصر والده والرجال الجدد لايعطونه مجال أبدا للتفاوض.
                  عاد لواقعه ، صالح ؟ أعرفه جيدا هذا عبدالعزيز سلطان العيد ولكنه متغير ! عوارضه الثقيلة لم أشهدها من قبل ، كان واضح وكأنه يكبر عمره بعشرة سنين أخرى ! يحتالون على والدي ؟ ماذا لو أخبرت أبي بأنه عبدالعزيز ؟
                  أخذ نفسا عميقا يجلجل عقله فقط " عبير ! إن عرف والدي بالتأكيد سيعرف أن عبدالرحمن له يد بالموضوع ومنذ فتحت عيني على عمل والدي وهو لا ينتقم إلا بالعائلة بأكثر شيء يؤلم أي شخص وهو أحبابه "
                  رائد : وش فيك واقف !!
                  فارس بلع ريقه : ولا شيء.
                  خرج عبدالعزيز مبتعدا ليلفظ : ماأنتبه لشي وزي ماسمعت يبي يغير المكان
                  بوسعود عبر السماعة : طيب أنتظرك نتناقش لما توصل
                  عبدالعزيز : دخل ولده فارس !
                  بوسعود : إيه ؟
                  عبدالعزيز : قابلته من قبل مع ناصر .. عرفني حسيت بنظراته يقول أنه كاشفني
                  بوسعود : تكلم بشي ؟
                  عبدالعزيز يدخل يديه الباردة في جيوبه : لما قال رائد أني صالح قام وسأل قال صالح !! حسيته يشكك بس رائد ماأنتبه لشي
                  بوسعود بقلق : المشكلة مانعرف ولده إذا أحسن من أبوه ولا نفس الطينة
                  عبدالعزيز : يوم ماتكلم أرتحت بس يمكن يقوله مدري

                  ،

                  بغضب الصبية البيضاء التي ترفض التسلط والحدود ، ترفض سلطان بكل ما تحمل من خلايا عقلية ، تكره سطوته عليها وأوامره ، تكره تصرفاته مع سعاد سابقا وتكره تصرفاته معها حاليا وكأنه والدها ، تكره كل شيء ينتمي إليه ، تشعر بالحقد الشاسع في قلبها، لم تحبه يوما كأخ ولا أب ولا شيء ، لم تحبه أبدا رغم حاجتها للرجل. ولكن تشعر بأنه اخر شخص تفكر بأن تصالحه او تتجاهل ما يفعله بها ، أناني يحرك الناس بحسب ما يريد ، سلطان الشخص المنبوذ عندي وأيضا المتسع بصفات الحقارة. لا أعرف كيف الرقيقة الجوهرة ترضى به ؟ لا شيء يجذب لهذا الشخص ؟ لا شيء يجعل من هذا الشخص مدعاة للحب ، هذا الشخص بالذات الذي أشعر بأنه لا يصلح لشيء في الحياة غير القسوة التي تنبع منه.
                  : أنا موافقة وهذي حياتي !! أنا اللي بغلط ولا أنت يا يمه ! طيب خليني أجرب وأغلط وأتعلم من أغلاطي .. لاتوقفين أنتي والثاني بوجهي في كل شيء ! تدرين يا يمه أنه أبوي قادر يمشي حكيه على سلطان وماله دخل فيني !! ولو أبي كان أشتكيت عليه وأنت تعرفيني يمه مايهمني كلام الناس ولا أقدر لا قريب ولا بعيد .. أنا اقدر واحترم الأفعال و ولد أخوك هذا من وعيت على هالدنيا ما وراني يوم حلو ! يحسب كل هالعالم يمشون بمزاجه ..
                  والدتها تنهدت : بس ماجد ما يصلح لك .. أنا أبي مصلحتك .. خليك من سلطان الحين بنتكلم في ماجد
                  العنود : أنا من حقي أفكر بمصلحتي ماديا وإستقراري .. وأنا أشوف أنه ماجد مناسب من كل النواحي
                  والدتها : وأخلاقا ؟
                  العنود : شايفته يسكر ولا يماشي بنات ؟ يا ويلكم من الله كانكم تقذفون هالناس !!
                  والدتها بإندفاع : ما قذفته بس أنا أشاورك أخلاقيا زين ؟
                  العنود : إيه أخلاقيا زين أنا دراستي كلها كنت مقابلته في نفس التخصص وأعرف أخلاقه ..
                  والدتها : يمه يالعنود أنت تبين رايي ولا لأ ؟
                  العنود ب ود : أنا أبي رايك يا يمه بس أنا من حقي أقرر مو انتم تقررون بحياتي
                  والدتها بضيق : طيب !! بس فكري .. أستخيري
                  العنود بإبتسامة : إن شاء الله بس أقنعي الجدار اللي عندك أنه ماله علاقة فيني
                  والدتها بعتب : إسمه سلطان ماهو جدار
                  العنود : تكفين يمه خلاني أكره هالإسم ! انا لا بغيت أوصف شي شين بأقوى المفردات قلت يشبه سلطان
                  والدتها تنهدت :أستغفر الله العظيم وأتوب إليه. .. وخرجت من غرفتها.
                  في جهة أخرى بالمطبخ ، تقطع السلطة حتى تشغل وقتها ، عائشة : أنت ما يسدق أنا *يصدق*
                  الجوهرة بإبتسامة : أنت تؤمنين بأنه الأرواح تعيش بعدين بناس ثانية لكن سعاد ماتت ومافيه أحد فوق ! تراك موسوسة
                  عائشة : شنو !!
                  الجوهرة : illusions
                  عائشة : نو والله انا يشوف
                  الجوهرة : أسألك سؤال ! تحلفين بالله وأنت ما تؤمنين بوجوده ؟
                  عائشة : أنا يقول مثل ما يقول أنت
                  الجوهرة : طيب قريتي الكتب اللي جبتها لك ؟
                  عائشة ولقت المخرج الذي تثرثر به : أنا وين يفضى أنا حتى نوم فيه مشكل ويا هادا نفر مجنون ! مايخلي أنا ينام زين كله قرقر قرقر أنا ما يفهم فلبيني بس ها ها ها كل يوم
                  الجوهرة ضحكت و ألتفتت لحصة : تقول الشغالات الثانيات مايخلونها تنام
                  حصة : عاد عيوش فيها عوابة
                  الجوهرة أبتسمت : فيه غرف فوق فاضية لو تاخذ وحدة ماتضر وراه ينحشرون كلهم بغرفة وحدة ؟
                  حصة بغمزة : قولي لسلطان
                  الجوهرة بلعت ريقها لتكمل تقطيع دون أن تجيب.
                  حصة جلست بجانبها : أمس نمت وما شفتك ! عسى ماكنتي تعبانة ؟
                  الجوهرة : لا بس كانت أجوائكم متوترة
                  حصة تذكرت خناق العنود وبكائها : إيه الله يصلحها هالبنت
                  الجوهرة ألتزمت الصمت دون ان تبين أي ردة فعل ، تشعر بغيرة تحرق قلبها، العنود الكاملة الصاخبة بأنوثتها، وأنا ؟ لا يراني سلطان سوى ناقصة عدد زائد في هذه الحياة.
                  حصة بهدوء : مقدرت عليها ! تبي تتزوج شخص محنا راضين عنه
                  الجوهرة بلعت ريقها لتردف : ليه ؟
                  حصة : ماهو من ثوبنا
                  الجوهرة بللت شفتيها بلسانها بتوتر : إييه
                  حصة : كيفك مع سلطان ؟
                  الجوهرة : عادي
                  حصة : تمام ولا لأ ؟
                  الجوهرة رفعت عينها : قلت لك من قبل فيه شي أنكسر ومستحيل يتصلح
                  حصة بغضب : ليه كل هالتشاؤم ! مافيه شي إسمه ما يتصلح !! مهما كان تقدرون تحلونه
                  الجوهرة بضيق تخلط ما قطعته : هالكلام قوليه لحبيبك سلطان
                  : وش تقولي ؟
                  ألتفتوا جميعا لباب المطبخ ، أخذت شهيقا دون زفير وهي تكتم نفسها. لم تتوقع مجيئه مبكرا !
                  حصة : راجع بدري ؟
                  سلطان : خلصت شغلي وماعندي شي ثاني
                  حصة : طيب روح غير ملابسك وبنحط الغدا
                  سلطان بصمت خرج !
                  الجوهرة : طبعا لا تقولين له يحسبني أشكي لك
                  حصة أبتسمت : لا لا تخافين سلطان ما يفكر بهالطريقة
                  الجوهرة برجاء : بس ولو الله يخليك
                  حصة تنهدت : طيب خلاص ماني متكلمة ...
                  في الأعلى غير ملابسه وتفكيره يتذبذب عند الجوهرة ، وضع هاتفه على الصامت وتركه على السرير لينزل للأسفل ويستمع لهمساتهم.
                  على طاولة الطعام تمتمت : لو تحاولين من هنا لليوم ما تفرق معه
                  حصة بضحكة : ماتوقعتك كذا متشائمة حسيتك كتلة تفاؤل تمشي بس طلعتي من جنبها
                  الجوهرة بإندفاع : لا والله أني متفائلة الحمدلله بس أقولك عشان ما تكبر مشاكلنا بعد ..
                  حصة تنهدت : براحتك
                  أكمل نزوله للأسفل وجلس بجانب الجوهرة ، ساد الصمت دون ان ينطق أحد وسط شك سلطان الذي يشعر بأن موضوع بين عمته وزوجته. يا ثقل هذه الكلمة على النفس ، يا ثقل " زوجتي " ، يقولها وكأنها مرارة يقشعر منها وهي ليست هكذا والله. لم تكن يوما مرة بقدر ما كان الماضي المر يصعب الإنسلاخ منه.

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    ،

                    على الأريكة الطويلة مستلقي وعلى بطنه ريف تلعب بأزارير ثوبه ، غائب كليا لناصر ، كيف أقوله ؟ كيف أخبره بأن زوجته حية ؟ كيف يتقبل أن يسمعها بإنسيابية دون أن يتجمد هذا الكون ويتجمد معه ؟ دون أن يصيبه فزع يؤدي لحياته ، أتخيل لو أن أحدا يخبرني " فيصل أبوك حي ! " يالله كيف سأسمعها دون أن يتحشرج هذا العالم ويموت. سيجن جنوني وأخشى ذلك على ناصر. لكن كيف ؟ أأخبر وليد يمهد الموضوع ؟ أم أطلب منه المعونة فهو يعرف تماما كيف التصرف بهذه المواقف ولكن كيف سأقنع وليد أيضا ؟ كيف سأخبره هو الاخر ؟ أخاف حتى أن أخسر صداقته! سيتهمني وربما يقطع علاقته معي لأنني كذبت. ولكن كيف أقنعه بأنني مضطر ، لن يسمعني وليد ولن يقبل بأن يساعدني أنا أعرفه تماما ! مهما كان متسامحا إلا أنه لن يقبل بأن يكون مستغفلا بهذه الصورة. أأفعل مثل ما خططت له ! أأخبر ناصر أولا وهو من يسترد غادته من وليد دون أن يشعر وليد بتدخلي ، دون أن يعرف أن لي يد بالموضوع. أنا المخطىء في اليوم الذي أخبرت أمل بأن تذهب لوليد وهو الأنسب لعلاج غادة! انا المخطىء الذي ورطت وليد بحبها وهي متزوجة. يالله كيف أعتذر بطريقة مناسبة لا تخدش قلوبهم ؟ كيف أكفر عن ذنبي لمن أصلح حالي بعد الله ؟ أنا لأجل هذا الشخص أفعل كل هذا ، أصلح هذه الأخطاء و ركامها. لأجله أنا هنا أخطط لإعلام ناصر لكن ليته يساعدني ولا يحملني ذنب الإخبار كله.
                    : اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه
                    ألتفت على والدته : أفكر بهيفاء
                    أم فيصل : هههههههههههههههه تتمصخر !!
                    أبتسم ليردف : عسى تدوم هالضحكة ! زمان عنها يالغالية
                    أم فيصل أبتسمت بحنين كبير لصاحب هذا البيت الذي أصبح تحت التراب : دام أشوفك مبسوط أكيد بنبسط
                    فيصل أستعدل بجلسته وفتح الايباد على الألعاب ليعطيه ريف حتى تلهى به : كلمتي أم منصور ؟
                    والدته : إيه عقب ما راحوا الحريم ترددت شوي ماعرفت كيف أفتح الموضوع بعدين قلت لها وبصراحة عطتني موافقة مبدئية وقالت أكيد بو منصور مهو رافض لكن الراي الأخير بإيد هيفا
                    فيصل : الله يتمم على خير
                    والدته بشغف : متحمسة كثيير ، أشوف عيالك حولي ويملون علي هالبيت
                    فيصل غرق بضحكته : يوه يمه مطولين أول شي أعرفها أشوفها مناسبة تكون أم أو لأ ماأبي أتورط بعيال وبعدين نتطلق
                    والدته : أعوذ بالله من هالفال !! أجل كم بتقعد
                    فيصل بضحكة : كذا سنتين أو ثلاثة ماعلى أعرفها كويس بعدين أقرر بالعيال
                    والدته : أنا قايلة عيشتك برا خربت عقلك
                    فيصل بإبتسامة : خل تجي الموافقة وبعدها يصير خير

                    ،

                    ضي غرقت بضحكتها لتردف : يا ويلك من الله ما بقيتي بنت بالجامعة ما حشيتي فيها هذا وأنت تقولين ماتداومين كثيير
                    رتيل بإبتسامة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، يعني مو قصدي أحس بس يعني أنتقد !! .. أصلا ذي اللي أقولك عنها أكبر مهايطية عرفتها الرياض بكبرها .. تقول عمها توفى وبنفس اليوم أندفن .. هنود إحنا !! ولا كل ما جلسنا *تقلد صوتها بحرفية* : أنا بابا شرا لي هذي الساعه من لوندون .. !!
                    عبير بضحكة : هذي نور ؟
                    رتيل : إيه مهي بصاحية هالبنت ههههههههههههههههههههه فيها جنون العظمة !! مرة قلت لها أنا شايفة هالفستان في حياة مول بغت تاكلني تقول لا أنا مفصلته خصيصا من زهير مراد .. يا شينها ماتنبلع أبد وأنا شايفة فستانها بزارا النصابة
                    عبير والمطر قادر على تغيير مزاجها : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
                    ضي : يختي الله يبليك بكرا يقولك فيه حديث فيما معناه أنه الشخص مايموت إلا وهو مسوي الشي اللي كان يعيبه
                    رتيل : أنا والله سويت أشياء غبية في حياتي بس ما عمري قلت "تقلد صوتها" لوندون ولا عمري هايطت !! قدامنا تهايط ! ولا تغيب أسبوع وتجينا تقول والله كنت مسافرة وهي الكذابة مكفخها أخوها ومنحبسة
                    ضي : هههههههههههههههههههههه خلاص رتيل حرام
                    رتيل : ههههههههههههه والله منفقعة كبدي منها توني أشوف بارسونالها بالواتس اب كاتبة لوندون تايم. أنا كرهت لندن واللي جاب لندن منها .. الحين لو أتصل على بيتهم ترد علي
                    عبير : ترى حتى أختها الصغيرة يمشي الهياط في دمها !!
                    رتيل بضحكة : أحس كل مايحبسني أبوي أقول هذي حوبتها الكلبة على كثر ما افشلها ماتتعلم ، مرة قلت لها لا تحلفين كذب وشوي بغت تحرقني بعيونها .. أستغفر الله خلاص ماأبغى اتكلم عنها
                    ضي : عقب وشو !! نتفتيها تنتف
                    رتيل : يعني فيه فئة الكلاب كأنهم يقولون لي تكفين حشي فينا من كثر ماهم يجيبون لنفسهم الكلام زي الكلبة أثير
                    عبير : ودي أشوفها
                    رتيل : تلقينها تحوس هنا !! يارب يجي يوم يحترق شعرها ويصير فيه شي عشان يختفي جمالها
                    ضي أبتسمت : رتووول شوفيها هناك
                    رتيل : وينها ؟
                    ضي : جمب اللي لابس كحلي
                    رتيل : شفتوا قايلة لكم ماعندها غير ذا المنطقة !! حيوانة
                    عبير تطيل النظر بها : مملوحة
                    رتيل : شينة هي وخلاقينها !! للحين عايشين حقين التطقيم الجزمة نفس لون الربطة والبلوزة ..
                    عبير ألتفتت عليها : وش هالغيرة !!
                    رتيل : يعني أنا ماأكذب ! صدق أغار منها بس هي سخيفة وتافهة يعني ماتسوى شي ! هي وربطة شعرها حقت البزارين .. أمشوا خلونا نطلع
                    ضي : لا تتحرشين فيها وتقعد تتشكى ترى شكلها من نظام الإستلعان
                    رتيل : أصير ألعن منها لو تبي ..
                    خرجوا من المحل ليسيروا بمثل الرصيف الذي يضم أثير. رن هاتف ضي لترد : هلا حبيبي
                    عبدالرحمن : هلابك .. وينكم فيه ؟
                    ضي : نتمشى قريب من الفندق
                    عبدالرحمن : طيب أرجعوا ضروري
                    ضي : صاير شي ؟
                    عبدالرحمن :بس أجي أقولك .. المهم أرجعوا الحين بسرعة وأنا جايكم
                    ضي : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
                    عبدالرحمن : مع السلامة .. وأغلق الهاتف.
                    ضي : أبوكم يقول لازم نرجع الفندق بسرعة
                    رتيل رفعت حاجبها : اليوم بيروح عز لحقهم مدري وش إسمه صح ؟
                    ضي : إيه يمكن صايرة مشكلة هناك مدري المهم قال أرجعوا
                    رتيل بقلق حكت أسفل شفتها : لايكون صاير شي فيه !!
                    ضي بضحكة تقلدها : أنا أصلا مايهمني
                    رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه طيب ما يهمني

                    ،

                    في الغرفة الصغيرة بعد أن حكى له كل ما حصل وما دار ، أردف : أبي أكلمك بموضوع ثاني
                    عبدالرحمن أغلق هاتفه بعد إتصاله بضيء : وشو ؟
                    عبدالعزيز بإتزان : أظن جاء الوقت اللي ماتمنعني فيه عن رتيل
                    عبدالرحمن عقد حاجبيه : نعم !!!
                    عبدالعزيز بحيلة حديثه الذي يقوله وهو غير مقتنع به ، يعرف كيف هي النهاية ولكن لا بأس بأن يكذب على نفسه : يعني أكيد ماتبي لبنتك الطلاق !! ولا أنت ماتشوفني زوج مناسب لبنتك ؟
                    عبدالرحمن تنهد : لا تحاول تقولني حكيي ما قلته أكيد أني اشوفك رجال والنعم فيه لكن مع رتيل لأ
                    عبدالعزيز : ليه ؟ عطني سبب واحد مقنع
                    عبدالرحمن : عبدالعزيز لا تنسى اللي صار بالرياض
                    عبدالعزيز بهدوء : عفا الله عما سلف .. خلني أصلح أخطائي وأخطائك
                    عبدالرحمن : تعرف أني ماغلطت لكن أنت اللي خليتني بأفعالك أغلط !!
                    عبدالعزيز : طيب وأنا الحين بأفعالي ودي أصلح هالأغلاط
                    عبدالرحمن : يالله يا عبدالعزيز كيف لك القدرة تكذب حتى على حالك !!
                    عبدالعزيز يعرف بأن بين يدي ثلاثة هو مفضوح " أبيه سابقا وسلطان وبوسعود حاليا " : هي بالنهاية زوجتي ما تقدر تمنعني عنها
                    عبدالرحمن : لا أقدر أمنعك ! لا تحاول تمشي كلامك علي
                    عبدالعزيز أخذ نفس عميق : يعني ؟
                    عبدالرحمن : أنت تعرف !!! بنتي ما يجي بعدها أحد
                    عبدالعزيز : قصدك أثير ؟
                    عبدالرحمن وقف وهو يرتب بعض الأوراق : أظنك فاهم وش أقصد
                    عبدالعزيز : الشرع محلل 4 ليه أنت تبي تحرم علي ما أحله الشرع
                    عبدالرحمن ألتفت عليه : والشرع يوم حللك ما قالك عن شروط هالأربع
                    عبدالعزيز : طيب أنت منت راضي تخليني أكلم حتى رتيل عشان أعدل أو ما أعدل
                    عبدالرحمن : أرخصتها يا عبدالعزيز وتحمل! ما أمداك ملكت عليها وعلى طول رحت تزوجت أثير !! أنت ماتشوفه رخص ؟ وماعاش من يرخص وحدة من بناتي
                    عبدالعزيز وقف : طيب ممكن تخليني هالفترة بس أقدر أقابلها
                    عبدالرحمن : فرضا وافقت تظن رتيل بتوافق ؟ ماراح أجبرها يا عز
                    عبدالعزيز تنهد : إلا بتوافق
                    عبدالرحمن أبتسم : مشكلة والله ثقتك !! على فكرة حتى لو تشوفها تضحك وماخذة الأمور بهداوة ماهو معناتها أنها راضية ! إذا أنت منت فاهم شخصيتها أنا أفهمك إياها !! رتيل مهي راضية وإلى الان تحسسني بالذنب في كلامها دايم !
                    عبدالعزيز بخفوت : أخذني بحسبة ولدك ولا ترفض طلبي
                    عبدالرحمن ألتفت عليه : وأنا عمري حسبتك شي غير ولدي ؟
                    عبدالعزيز وبهذه اللحظة لم يفكر بأن يستغل عاطفته أو يمر بوتر حساس هو فعلا كان يعنيها ، قالها بكل ما أعطاه الله من حب وإمتنان : طيب يا يبه ترضاها على ولدك ؟ أنه يجي أحد يمنعه عن زوجته ؟
                    صمت ساد بينهم ولم ينتبه عبدالعزيز لكلمته أو وقعه لأنه قصدها فعلا ، هذه الكلمة التي حرم منها عبدالرحمن من أن يسمعها من رجل يتكئون عليه بناته ، مهما حصل فكان يحلم بأن يكن إبنه ويناديه سعود مثل ما تعود منذ مراهقته أن يناديه الجميع " أبو سعود " حتى ألتصق به الإسم معنويا ولكن فعليا أفلس منه.
                    أردف : طيب يا عبدالعزيز بس بموافقة رتيل !! وأكيد حط في بالك أنك ماراح تاخذ راحتك مررة .. يعني لك من الصبح للمغرب وبس !! وحسب الشغل بعد
                    عبدالعزيز أبتسم بإتساع حتى بانت صفة أسنانه : أبشر

                    ،

                    يخلخل أصابعه بإبتسامة : الحمدلله على السلامة
                    والده ببحة موجعة مستلقي على السرير الأبيض ومن حوله الأجهزة الكئيبة : الله يسلمك
                    ناصر بضيق : كذا تخوفني عليك ؟ خلاص من اليوم ورايح لك سواق خاص
                    والده أبتسم وعيناه تحكي إمتنانه لله بأنه عاش ، بأنه نظر لإبنه الان ، هذا الإبن الذي لم ينام لليال من أجله ، الذي سيطر عليه وصخبت مسامعه ببكائه بعد غادة ، هذا الإبن الذي أوجعه الحنين مثل ما أوجع قلبه.
                    ناصر أبتسم لإبتسامة والده : حي هالإبتسامة .. أنحنى وقبل كفه.
                    والده أشار له بعينيه لقارورة الماء ، وقف ناصر متجه وبغطاء القارورة سكب الماء لأن معدته لأيام لم يدخل لها شيئا فليس من الصالح أن يشرب كمية كبيرة ، سد رمقه ليردف : عبدالعزيز شخباره ؟
                    ناصر : بخير الحمدلله ..
                    والده تطمئن فبهذه الحياة المتسعة لا يملك سوى ناصر وعبدالعزيز حتى يخاف عليهم.
                    ناصر : كلمت الدكتور الصبح وقالي إن شاء الله هاليومين بتنور بيتك
                    والده : الحمدلله ... ودي أصلي
                    ناصر بهدوء : صل يبه بعيونك ...
                    أبتعد ناصر قليلا حتى جلس على الكرسي ينظر لوالده ، حركات شفتيه الخافتة وأصبعه الذي يرتفع وينخفض ، إنحناءة رقبته القليلة بنية الركوع والأخرى بنية السجود. لمعت الدمعة في عين والده ، وميضها أخترق صدر ناصر الذي ينظر إليه. يالله يا رحمته كيف هي واسعة ؟ سبحانه لا يشارك في ملكه أحد كيف حمى روحا أوشكت على الموت! سبحانه لا إله الا هو الحي القيوم.

                    ،

                    تكتب له على جبيرته البيضاء " حبيبي والد أطفالي قريبا ، إني أحبك بقدر ما قهر هذا العالم أفراده بالحروب وبقدر ما ولد الحب في الحروب و بقدر ما تراقص العشاق تحت المياه العذبة ، إني أحبك بكل الأشياء الحسنة في هذه الحياة وإن حدث شيئا كسر هذا الحب إني والله العظيم أحبك "
                    أبتسم بحركة شفاهه التي تقرأ : و أم أطفالي شكلها بتصير شاعرة
                    غادة بإبتسامة : أتمنى لو أني أكتب شعر .. عيونك تستحق والله
                    ضحك بخفوت ليردف : شوفتك بالنسبة لي تغنيني عن القصايد كلها
                    غادة بخجل تغطي وجهها بكلتا يديها : خلاص خلاص لا تتغزل بشكل مباشر
                    ناصر : تبين بشكل مبطن ! من عيوني هههههههههههههههه
                    على وقع الضحكات الصاخبة والهمسات الدافئة عند إذنها فتحت عينيها المتعرقة/ الباكية. نظرت للسقف الذي تشعر بأنه يبكي معها بتصدعاته ، صمتت وهي تسترجع الحلم الذي غيب عقلها ، كأن طين يقف في حنجرتها ، غصة وهي تشعر بأن حياتها السابقة مليئة بالحب والتفاصيل الملونة. لا تريد الخروج من الشقة ، لا تود أبدا أن تسير بشوارع باريس التي تشعر بأنها تحفظها.
                    ألتفتت لهاتفها رأت 3 مكالمات فائتة من وليد ، هذا الإهتمام الذي يقتلها و يشطرها نصفين.
                    أتصلت عليه وبصوت مختنق أجابته : هلا وليد
                    وليد : هلابك ، صح النوم
                    رؤى : صح بدنك .. ماأنتبهت للجوال
                    وليد تنهد : ودك تطلعين مكان ؟
                    رؤى : لا مالي مزاج بجلس ..
                    وليد : طيب وش بتسوين ؟ العزلة بدون ممارسة شي بتخليك تفكرين بأشياء سوداوية .. وش رايك أجيب لك كتاب ولا فيلم تطالعينه
                    رؤى بضيق : جيب لي أي كتاب !!
                    وليد ب ود : خلاص أبشري ، بجيب لك وبروح أراجع أشغالي .. لأن بفتح العيادة هالفترة !! المهم بطلب لك أكل راح يجيك وأنتعشي الجو مطر وراح يجدد روحك ولا تنسين الدعاء في هالوقت
                    رؤى تشعر بالبكاء أمام هذا الكم من الإهتمام ، من الحب ، من جمال الوليد : إن شاء الله .. ماتقصر
                    وليد : بحفظ الرحمن .. أغلقه.
                    رؤى مسحت وجهها بكفوفها وسحبت منشفتها لتدخل لإستحمام يبدد السواد الذي يحيط بها ، الماء ينساب على جسدها وتفكيرها ينحصر بالغائبين اللذين تركوها. هذا ناصر ! انا بدأت أعرفه ، لكن ليتني أعرف ملامحه ، هيئته ، صوته ، لم لا أعرف إلا صوته الذي يحرق سمعي بحرارته في كل مرة يسيطر بها على عقلي ويغيب قلبي معه.

                    ،

                    في أطراف ليل الرياض الداكن ، يهبط بكل خفة على السماء لينشر ظلامه ، على السرير تستلقي لم يحضرها النوم إلى الان ، تفكر بحياتها وبحياة إبنها الذي في بطنها ، وضعت كفها على بطنها الذي بدأ يبرز قليلا ، تعبت في الفترة الأخيرة تعب سنين وهي تشعر بتقلصات وكأن روحها ستخرج ، هذا الألم الذي نهايته فرحة ولكن تخشى من هذه الفرحة ! تخشى من هذه الحياة ! كيف تحمي نفسها دون رجل يقف ويدافع عنها إن جار عليها يوسف وعائلته.
                    دخل : السلام عليكم
                    مهرة : وعليكم السلام
                    يوسف دخل للجزء المنزوي في غرفته المخصص للدواليب ، غير ملابسه ليستلقي بجانبها ويمسك هاتفه ، ثواني قليلة حتى وضعه على الصامت ، نزع ساعته ووضعها بجانب هاتفه وألتفت على مهرة : مو جايك نوم ؟
                    مهرة بلعت ريقها : بنام الحين .. غطت جسدها حتى ذقنها بالفراش الخفيف ، تشعر بالبرودة بمجرد ما تفكر بالمستقبل وقلقها منه.
                    يوسف نظر إليها وأطال بالوقت وهو يتأملها : مهرة .. وش فيك ؟
                    مهرة تنام على جنبها الأيمن معطية يوسف ظهرها ، لم تلتفت إليه : ولا شي
                    يوسف أقترب منها : طالعيني ماراح أخليك تنام لين تقولين لي
                    مهرة ألتفتت عليه : مافيني شي والله بس أفكر
                    يوسف المستعدل بجلسته : ب وشو ؟
                    مهرة تنهدت : ولدي
                    يوسف أبتسم : وش فيه ؟
                    مهرة : أفكر بالمستقبل
                    يوسف فهم قصدها : منت واثقة فيني ؟
                    مهرة : ماهو سالفة ثقة بس حتى الأخو يخون أخوه
                    يوسف تنهد ليستلقي بجانبها: أتركي المستقبل عنك وركزي بالحاضر .. الله يكتب لنا الخيرة في أفضل الأمور
                    مهرة تنظر له بضياع : كيف ماأفكر فيه ؟
                    يوسف : لأنك بتضايقين نفسك على الفاضي ، خليها على ربك وماراح يضيع حق أحد
                    مهرة بهدوء صمتت ولم ترد عليه..
                    يوسف أبتسم : نامي
                    مهرة بادلته الإبتسامة لتبان الغمازة التي لاتظهر كثيرا : تصبح على خير
                    يوسف : وأنت من أهل الخير والسعادة
                    مهرة عادت لوضعيتها السابقة ولكن تشعر بإشتياقها لصدره رغم أنها لم تنام عليه من قبل ، ألتفتت عليه وبهدوء أبعدت شعرها جانبا ووضعت رأسها على صدره ووضعت يدها اليمنى على بطنه ، لم تتجرأ أن تضع عينها بعينه وأكتفت بأن تغمضها محاولة النوم.
                    يوسف قبل رأسها القريب و المغطى بحريرها الأسود ووضع يده اليمنى خلف ظهرها. هذا القرب الحميمي يجعل قلبها يقشعر بينما يسلم يوسف لحياة سماوية يصفى بها باله حتى ينام.

                    ،

                    ليل أسطنبول المضطرب ، دخل بعد أن تركها طيلة اليوم ، تنهد ليشتت أنظاره بإتساع الشقة التي تحتضنهم ، لم يراها ! أتسعت محاجره ليطرق باب الحمام كثيرا حتى فتحه ولم يشاهد أثرا لها ، كاد يجن جنونه ! أين ذهبت في هذه الساعة ؟ وكيف تذهب ؟ توعدها بغضب كبير وهو يخرج هاتفه . .

                    ،

                    تريد ان تكسر خاطره فقامت بتعقيد حاجبيها برقة مبينة حزنها الكاذب : أرجوك
                    بضحكة : لم أتوقع أن نساء الرياض محتالات
                    أفنان : عفوا ولكنني من الدمام
                    جاك ضحك ليردف : أين تقع هذه ايضا ؟ توقعت أن الرياض هي التي ترسل فتياتها فقط
                    أفنان : المنطقة الشرقية
                    جاك : حسنا
                    أفنان : ماذا بالنسبة للخروج ؟
                    جاك بضحكة عميقة : لا مرفوض
                    أفنان : أرجوك أريد الذهاب لباريس نهاية هذا الأسبوع ، عائلتي هناك
                    جاك ينظر لنواف الخارج من المصعد : نواف
                    لم ينتبه لأفنان التي تعطيه ظهرها : هل تسمع بأن تأخذ مامدموزيل أفنان إجازة ؟
                    نواف ألتفت عليها : تبين إجازة ؟
                    أفنان : إيه بس الجمعة عشان الخميس بروح باريس أهلي هناك
                    نواف بفضول لام نفسه عليه كثيرا : قصدك زوجك ؟
                    أفنان أرتبكت : ها !! لا لا بس بنات عمي
                    نواف بتوتر ود لو لم يتكلم : إيه خلاص

                    ،

                    الساعة تشير للرابعة فجرا ، لم ينام بعد . . نظر إليها وهي تتقلب وكأنها تواجه شيئا ، أقترب منها : الجوهرة !
                    لا ترد عليه وأتضح أنها صحت ولكن لم تفتح عيناها ، غطت وجهها بكلتا كفيها لتجهش ببكائها.
                    سلطان ويده على رأسها : بسم الله عليك .. قومي صلي لك ركعتين
                    لا تجيبه بشيء سوى بكائها ، شعرت بأنها تقطع أنصافا ، بأن شيئا أثقل عليها وهي ترى والدها يموت في الحلم ، إن ذهب من سيقى ليقف معها ؟ إلا الموت ! لا شيء يجعلنا أقوياء أمامه ، هذا الموت الذي يأخذ أحبابنا تباعا يقتلني قبل أن يأخذهم ، يقتل قلبي الذي أعتاد عليهم. شعرت بالإنهيار من فكرة أن والدها يموت.
                    سلطان : تعوذي من الشيطان ..
                    الجوهرة أبعدت كفوفها ووجهها يتبلل بدمعها ، بعين محمرة مختنقة بالدمع نظرت إليه وسرعان ما أبعدتها.
                    سلطان عقد حاجبيه : أقري أذكارك قبل لا تنامين
                    الجوهرة أستعدلت وجلست لتخفض نظرها ودمعها ينساب بهدوء ، سلطان أقترب أكثر حتى شعر بأن أنفاسه هي أنفاسها . .

                    .
                    .


                    أنتهى البارت

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                      متحير
                      بين حب غريب
                      و طعنة قد
                      تهدر
                      دماء والده ..

                      هل يبيد
                      الحب
                      لقطع يد
                      غدر
                      تتربص بوالده؟!
                      أم هناك سبيل اخر ؟!

                      متعب
                      فرغبتان تتنازعاه
                      أحلاهما
                      علقم يتجرع فيه
                      مرارة الفقد ..

                      * وردة شقى.


                      رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طيش !
                      الجزء ( 53 )



                      أقترب حتى شعر بأن أنفاسها هي أنفاسه ، أقترب حتى شعر بقسوة دقات قلبها على صدرها الرقيق ، أقترب حتى تلاشى كبريائه وضاع ! ضاعت نظراته بعينيها التي تضيء بالدمع ، مرر كفه على خدها و بعينه حديث طويل ، من ذا الذي يشرح ثرثرة الحواس ؟ من ذا الذي يسمع الصوت بعد قطع اللسان ؟ عتب ألتحم بأهدابه حتى أكثر من لوم نفسه ، أنا أعترف بقسوتي ، بقهري ، بتسلطي ، بصفات سيئة كثيرة لا تحصى ، أعترف بكل هذا ولست فخور ، ولكن ماذنبي ؟ ماذنبي بأن أنتظر العمر كله حتى أصفع هكذا ؟ ماذنبي بأن أحلم بالإستقرار والعائلة كأي شخص وأكسر من البداية ؟ ماذنبي بكل هذا ؟ منذ أول لحظة وقعت عيناي عليك بمنشفتك البيضاء ؟ منذ اول لحظة رأيتك بها وقررت تجاهلك وأنت تفتتين عقلي ، تحضرين بقمة إنشغالي ؟ ماذنبي من كل هذا ؟ لا تخبريني بأن الجميع يعفو ويسامح ؟ لا تطلبي من رجل عاش حياته يتعذب من فقد لفقد ؟ لا تطلبي من رجل قضى شبابه في الصحراء يتدرب بأقسى التدريبات على يد شخص أيضا فقدته ؟ لا تطلبي من شخص لا يستطيع أن يحافظ على أحد أن يعفو ويسامح ؟ أنا حتى نفسي لا أسامحها ! أنا قاسي أعترف بهذا ! قاسي حتى على نفسي حين تود شي ؟ لو يضعوني بمنطقة بين الجنة والنار ويخيروني !!! لن تدركين معنى الألم وأنا أسير للجحيم حتى أرضي عقلي !! لم أعير قلبي يوما إهتمام ! ولن أعيره مهما حدث حتى لو كان لأجلك ! إذا عمك سلب منك عذريتك التي كانت من حقي أنا ! أنا وحدي يالجوهرة! فالحياة سلبت مني كل شيء ! كل شيء تتصورينه ، سأعفو بحالة واحدة ، حين أصفع نفسي وأجعلك تذهبين لشخص يحسبني أول و اخر الرجال في حياتك. أنا على أوج إستعداد بأن أصفع نفسي وقريبا جدا إن لم يغدر بي أحد ويسقطني.
                      نظرت له وفهمت العتب الذي حقن محاجره ، فهمته وتعرفه جيدا ، هو أول شخص فهمها حين غرقت على صدره وبكت من شدة ألمها ، ألمها الذي كان بسبب أن أحدا بعد كل هذه السنين يقرأ عيناها. بكت بشدة بعد أن أخفضت نظرها للمرة الثانية وهي تهمس بصوت متقطع : أحس فيك ، أحس بوجعك .. و أنا موجوعة أكثر منك ...
                      رفعت عينها بشتات لتكمل : ليه تعذب نفسك وتعذبني معاك ؟ أقسم لك برب هالروح أنك تكابر وتقسى على نفسك يا سلطان !!
                      بحدة : أقسى ؟ وأنت عمرك فهمتيني ؟ صعب صعب كثير أني أتعامل بهالسهولة اللي تبينها .. صعب علي لأني ماقبلها على غيري ولا راح أقبل على نفسي
                      أنفجرت بغضب لتصرخ : تقبل بأيش ؟ أنا وش ؟ الله كرمني بأي حق ترخصني !! بأي حق ؟؟؟ كافي إهانات كافييي ... كافي منك لله يا سلطان .. منك لله وش هالقساوة !! غيرك كان ينتظرني قبلك !! أعدد لك كم شخص تقدم لي ! أنت تعرف أني عمري ما كنت بقايا أحد !! إذا أنت تشوف فيني النقص هذا عقلك ماهو أنا ، ماهو برضاي رحت له .. ماهو برضاي ومالك حق تحاسبني كأني خنتك ! مالك حق أبد .. أتركني وبتشوف من بعدك كم شخص يطلب رضاي . .
                      لم تكمل من صفعة حادة جرحت خدها الناعم ، أردف بصوت هادىء مقهور وهو يتملك ذقنها بأصابعه : تعرفين شي !! لو أني أتجاهل أخلاقي كان علمتك كيف كم شخص من بعدي يطلب رضاك !! كان علمتك الرخص على أصوله ... ماهو أنا اللي ترمين بلاك ومصايبك عليه ، تحملي اليوم اللي وافقتي فيه علي تحمليه يالجوهرة ... أبتعد للجهة الأخرى من السرير.
                      أبتعدت وهي تسير بخطوات سريعة للحمام ، أغلقت الباب وهي تضع ظهرها على الباب وتجلس ببكاء عميق. كم من إهانة يجب أن يتحمل قلبها ؟ لم أحببتك ؟ لم ؟ أنت لا تستحقني ! لا تستحق والله بأن أحبك !!!
                      مسك هاتفه وأغلقه ، أخذ تنهيدة طويلة وأفكاره تصطدم من جديد ، نظر بإتجاه الحمام ، يسمع أنينها وبكائها المزعج لروحه. أتجه للدولاب ، غير ملابسه ليردتي زي العسكرية ، أخرج سلاحه ووضعه بمكانه المخصص على خصره ، ترك هاتفه وخرج في ساعات هدأت بها شوارع الرياض الصاخبة.

                      ،

                      يلتفت بكل جهة بالغرفة ، بصوت منادي حاد : رييييم !! .. لم يجد إلا صداه الذي حفر في باله فكرة وحيدة ، كل النساء خائنات حتى يثبتن عفتهن ، كل النساء متساويات بقدر الخيانة ، كل النساء لا يصلحن للحب ، جميعهم مستغلات كاذبات كيدهن عظيم وصدق قول ربي. أخرج هاتفه وبأول رقم ضغطه ألتفت للباب الذي يفتح ، أتجه نحوها بغضب جعلها تتراجع للخلف بخوف حتى أصطدم ظهرها بحافة الباب.
                      ريان يمسكها من زندها ليحفر أصابعه : وين كنت ؟
                      بملامحها الشاحبة وعينيها المحمرة ضاع حديثها من التوتر والربكة. أخذت شهيقا ونست زفيرها معلقا في عين ريان الذي سلب أنفاسها بغضبه.
                      ريان صرخ : وين كنت ؟
                      ريم بتأتأة : أأ .. تصلوا ع
                      ريان بحدة : أتصلوا ؟ مين اللي أتصلوا إن شاء الله
                      ريم بلعت ريقها لتسيل دمعة على خدها : الريسبشن مقدرت أتفاهم معهم فأضطريت أنزل .. أخرجت من جيب جاكيتها محفظته .. نسيتها وكلموني بس مافهمت عليهم
                      ريان ترك ذراعها ليأخذ محفظته التي لم ينتبه لضياعها حتى ، رفع حاجبه : ثاني مرة ما تطلعين بدون إستئذان !!
                      ريم أخفظت بصرها لتسيل دموعها بصمت ،
                      ريان تجاهلها ليجلس على الكرسي ، دقائق طويلة مرت على وقوفها وجلوسه ، صمت وهدوء مزعج يهرول بينهما.
                      رفع عينه لها وبنبرة هادئة : أجلسي
                      وكأن هذه الكلمة سكبت الزيت على النار حتى فاضت ملامحها بالدموع وبالبلل. يطلب مني بهدوء كأنه لم يصرخ للتو ! أي تناقض تعيشه ؟ أي ألم يحفر بي !! تحطمت احلامي في مهدها ، لم تطيل رفرفتها الزهرية أمامي ، ناحت وأنت يا ريان سبب حزنها.
                      ريان : رييم ... أجلسي
                      على طرف الأريكة جلست دون أن تنظر إليه ، وهي تتشابك بأصابعها وفرقعتها تحكي شيئا واحد : وجع.
                      ريان : ماهو قصدي بس لما دخلت ومالقيتك عصبت ..
                      ريم بصوت متقطع : أبغى أرجع الرياض
                      ريان تنهد : طيب .. بقدم حجزنا .. هاليومين إن شاء الله

                      ،

                      أستيقظ على صخب وربكة خارج غرفته ، نظر للساعة التي تشير للثامنة والنصف صباحا بتوقيت باريس ، تنهد و فتح الباب ليسمع صوت مبتهج : سبرايز
                      رفع حاجبه بإستغراب شديد وهو ينظر لترتيب الصالة الغير معتاد والأشياء الكثيرة المتغيرة في الشقة ، إبتداء باللوحات الزيتية المعلقة إنتهاء بالأرائك.
                      أثير بإبتسامة : الليلة راح نحتفل يا زوجي العزيز
                      ضحك بسخرية : سجليها بالتاريخ الزوجة هي اللي تحتفل
                      أثير عقدت حاجبها : لا والله ؟ يعني أطلع ؟
                      عبدالعزيز متجها للحمام : طلعي هاللي جايبتهم !!
                      أثير تنهدت وهي تخرج من محفظتها نقود للعاملين ، دقائق حتى أغلقت باب الشقة ونظرت نظرة أخيرة للمكان الذي بدأ أكثر بهجة بألوان دافئة. فهي لا تقبل بمكان كئيب ، أهتم كثيرا بنفسيتي وبمزاجي الذي ينظر للمكان. ويجب أن أهيء عيني لرؤية ألوان تساعد على الإسترخاء والهدوء. طبيعي أن رتيل ستخطف هدوئي هذه الأيام.
                      خرج من الحمام وهو يضع المنشفة الصغيرة على وجهه : من الحين بديتي التسلط ؟ كان أستأذنتي ؟
                      أثير بدلع : لو مثلا أستأذنت بترفض ؟
                      أبعد المنشفة ليبتسم : لا
                      أثير : هههههههههههههههههههه خلاص أجل
                      عبدالعزيز جلس بخمول على الأريكة الجديدة ليتألم ظهره : هذي شكلها من كذبتي
                      أثير رفعت حاجبها بحدة : عززووووز !! أنت ما تلاحظ أنك كل ما قلت لي كلمة حلوة قمت وتطنزت عليها !
                      عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه شفتي هذا دليل مافيه ثقة متبادلة
                      أثير تنهدت : طيب الشرهة ماهي عليك ! الشرهة علي أنا
                      عبدالعزيز وهو ينظر للبسها من أقدامها حتى رأسها : قولي لي بس أنك طالعة بهاللبس ؟
                      أثير تكتفت : بنبدأ هالموال !!
                      عبدالعزيز بغضب : قلت لك مليون مرررة هاللبس ماتلبسينه معيي!! عيشي مصخرتك بعيد عني ماهو معي
                      أثير بحدة : أولا لا تعلي صوتك علي ! ثانيا تقدر توصل المعلومة بأسلوب أهدأ .. وبعدين كنت لابسة جاكيتي
                      عبدالعزيز : الكلام معك ضايع ! بس جربي تلبسين هالأشياء مرة ثانية اللي تخليني أتقزز من نفسي حتى والله يا أثير لأحرقها قدامك
                      أثير بقهر : تعرف شي ! أنا رايحة
                      عبدالعزيز ينظر إليها ببرود : ماراح أقولك أجلسي
                      أثير ضحكت من دهشتها : لا والله !! ما تقصر يجي منك أكثر
                      عبدالعزيز بإبتسامة واسعة : هذا اللي عندي ... كسرتي لي ظهري بهالكنبة !
                      وقف ليتكلم بجدية : أثير هاللبس أنسيه .. أحرقيه .. سوي فيه اللي تبينه .. وشعرك صدقيني أنا داري أنه طويل ماله داعي كل يوم فاتحته ! ولاحظي أني للحين مافرضت عليك الحجاب ..
                      أثير : ليه ناوي تفرضه بعد ؟
                      عبدالعزيز بضحكة :أنا أحاول أتدرج لك بالأحكام إقتداء بالإسلام أحرم عليك الأشياء شوي شوي ..
                      أثير عضت شفتها : صاحي ومروق وجاهز للطنازة
                      عبدالعزيز : أكيد بروق يا روحي دام أشوفك
                      أثير وجن جنونها : عزووز ! لا تتمصخر
                      عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب جايبة شي اكله ؟
                      أثير : لأ
                      عبدالعزيز : صار لك قرن تجيبين لي كل يوم وأكون ماني مشتهي ويوم أشتهيت يالبخيلة ماجبتي شي معك !
                      أثير بتمعن شديد وكأنها تكتشف أمرا : هالرواقة مو لله !
                      عبدالعزيز أبتسم : كذا من الله مستانس ولا حاسدتني على فرحتي بعد
                      أثير : على العموم جايبة فطور
                      عبدالعزيز أقترب منها ليطبع قبلة رقيقة على خدها : شكرا
                      أثير بإبتسامة : وش سويت بالشغل أمس ؟
                      عبدالعزيز : عال العال
                      أثير وكأنها تريد أن تعرف أمرا : وبعد ؟
                      عبدالعزيز وهو يسكب له من الحليب : وش بعد !
                      أثير : قلت لك أني شفت حرم سيادتك بالطريق أمس
                      عبدالعزيز : والله !! بشري أمك
                      أثير تجلس امامه : جد ماأمزح
                      عبدالعزيز بلامبالاة : عسى ما هفتك كف
                      أثير : يا ثقل دمك
                      عبدالعزيز رفع عينه : مدري عنك ! يعني وش أسوي طيب ؟ هم ساكنين بنهاية الشارع أكيد بتلتقين معها كثير
                      أثير بهدوء : متزوجها برضاك ؟
                      عبدالعزيز بسخرية : عطوني كف وأجبروني
                      أثير بسخرية أكثر : لأن واضح الحب ماشاء الله
                      عبدالعزيز بضحكة عميقة : أنا ورتيل بيننا تفاهم من نوع خاص
                      أثير بشماتة : الله يحفظ لك هالتفاهم
                      عبدالعزيز مستغرق بأكله : بيني وبينك تراها تنحب حاولي تصادقينها
                      أثير بغضب : كمل أكلك
                      عبدالعزيز بجدية : وش سالفة حفلة الليلة ؟
                      أثير تقلد صوته : أنا يا أثير أبغاك تسكنين معي
                      عبدالعزيز يغلظ صوته : وأنا يا أثير غيرت رايي
                      أثير أخذت الفطيرة لتحشرها بفمه وتتعالى ضحكات عبدالعزيز التي غصت ، بلع لقمته ليردف : جوكينق يا شيخة
                      عند الباب ترتدي معطفها : روق يا حبيبي زي ماتبي وتحمل ضرايب هالرواقة
                      عبدالعزيز : خلاص الليلة موعدنا ...
                      أثير : الليلة بس راح نعلن زاوجنا بشكل رسمي لكن مسألة أني أسكن عندك أنتظر أسبوع لأن عندي شغل
                      عبدالعزيز : شغل وشو ؟
                      أثير : مايهمك
                      عبدالعزيز كح ليردف : نقانق يا مال ... أستغفر الله بس
                      أثير ضحكت من ملامحه المتقززة وبخبث : نسيت عقدة الهوت دوق !! يالله هني وعافية حبيبي .. وخرجت.
                      عبدالعزيز بأكمله متقرف ، شرب الماء دفعة واحدة حتى يذهب طعمها الذي يكره.

                      ،

                      يسمع للخطط التي يشعر بفشلها لحظة وبنجاحها لحظات ، يمعن النظر بعين والده الذي يحب مهما فعل ، مهما قال يبقى أبيه الذي يعشقه ولا يتحمل فقده ، مهما كره ما فعل يحب قلبه وهذا يكفي بالنسبة له.
                      كم من مرة يجب أن نضحي ؟ كم من مرة يجب أن نندم يا أبي أننا ننتمي لبعض ؟ كم من مرة ؟ لست أتمنى أب غيرك ولكن أتمنى صفات من غيرك بك. أنا أعرف جيدا نهايتك ونهايتي لكن كيف أتحمل الحياة دونك ؟ أو كيف تتحمل الحياة دوني ؟ نحن الذين نحب بعض بأكثر من رابط أب وأبنه ، أكثر بكثير من هذا المعنى أنا أشعر بأن لا أحد على هذه الحياة يستحق التضحية من أجله سواك ومن ثم التي سلبت قلبي ، لا أحد سواكما. أعرف كيف تشتمني كثيرا وأنت تقصد " أحبك كثيرا " أعرف والله يا أبي كيف هي أفعالك الحانية وأقوالك المعادية ، أفهمك وأفهم تسلطك وخوفك. لكن من حقي أن تقف معي بهذا الحب.
                      رائد بنبرة وعيد لأحد رجاله : بالأشياء هذي ماعندي ولدي ولا أبوي ! أحد يغدر فيني أغدر فيه لو كان قطعة من روحي .. أذبحه وأتلذذ بذبحه بعد
                      فارس بلع ريقه ، لا يرضى بأن يكون والده في محل إستغفال مهما فعل يبقى والده الذي لا يرضى عليه بشيء ، هل يخبره ، أن يقول له ما يعرف ! كيف يخبره ؟ هل يبدأ بسرد ما يعرف عن عبدالعزيز أو عن عمل عبدالرحمن أو عن خططهم. تبقى مكانة والده تفوق عبير بعدة درجات ولن يستطيع أن يكون بين نارين.
                      ألتفت لإبنه مبتسما : وش تفكر فيه ؟
                      فارس بإبتسامة : الحرية
                      ضحك ليردف : أفا !!
                      فارس أقترب ليجلس أمامه : يبه .. خاطري أقولك شي من زمان
                      رائد أشار للجميع بأن يخرج لينظر بنظرة الأم الحنونة على إبنها : وشو ؟
                      فارس : ما تحلم أني أكون أسرة وأتزوج وأعيش حالي حال الناس
                      رائد بصمت مهيب ، ينظر إليه دون أن ينطق حرفا ، يضيع هو الاخر بحديث إبنه.
                      فارس بتوتر : يضايقك ؟
                      رائد : لا ! بس هالفترة مستحيل هالشي
                      فارس بتنهيدة : إلى متى ؟
                      رائد : بنستقر هنا ونعيش هنا وبعدها تقدر تتزوج وتكون حياتك
                      فارس بعمق ألمه : ليه تكذب علي ؟ تقولها وكأنك راضي ! أنت مستحيل يا يبه تخليني أنسلخ بحياتي عنك
                      رائد بحدة : إيه صحيح ! مستحيل ودامه مستحيل لا عاد تفتح الموضوع
                      فارس عقد حاجبيه بهدوء : تبيني أموت ؟ وش تبي نهايتي بالضبط ؟ قولي عشان ماأحلم كثيير
                      رائد بغضب : لا تحلم بشي !!
                      فارس وقف ليصفع ضمير والده : طييب !! ... بفكر بأي طريقة راح أموت وأوعدك ماراح أخيب ظنك في الموت زي ماتبي يا يبه ... بموت بطريقة بطولية تليق بإسمك
                      رائد تنهد ليردف : أطلع برا
                      فارس عض شفته السفلى : من حياتك ؟
                      رائد بصرخة : فارس !! أنتبه لحكيك معي لا يجيك شي عمرك ماشفته
                      فارس أنحنى لهاتفه ليخرج الشريحة أمام والده معلنا التمرد : تجسسك علي ماعاد ينفع معي ! أنا كبرت !!! أفهم شي واحد أني كبرت وأنه من حقي أعيش زي مابي ماهو زي ماأنت تبي !
                      رائد ينظر إليه بصمت وكأنه يفكر بشيء يثير فزع فارس هذه اللحظات.
                      فارس : ماطلبت منك شي كبير ! حياتي يا يبه
                      رائد : وش تبي بالضبط ؟ تبي فلوس ؟
                      فارس : لا .. أبي أكون حر
                      رائد : وأنت مسجون ولا عبد عند أحد
                      فارس : إيه مسجون !! شخص ينجبر يجلس في غرفته زي المعتقل أكيد مسجون
                      رائد : كله يا غبي لمصلحتك !!
                      فارس : ما تخاف علي ؟ ما تخاف أحد يوجعني زي ما توجع خلق الله ؟
                      رائد بغضب كبير : ومين اذيت إن شاء الله ؟ أنت أصلا ماتعرف وش صاير وجاي تحكم !! مخك يا حبيبي توه
                      فارس بهدوء ألتفت ليأخذ معطفه : تعرف يا يبه مهما سويت أني بكون يمينك وبشيلك على راسي لكن لمرة وحدة أصلح حالنا


                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...