رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ،

    صخب المنبه بجانبهم معلنا على وقوف عقربه عند الساعة الحادية عشر ظهرا بتوقيت الرياض. ألتفت ليطفئه ، نظر لهاتفه ليتعرج جبينه بلوم ، تأخر على دوامه كثيرا. أخذ نفس عميق ونظر لمهرة الغارقة بنومها على صدره ، سحب يده ببطء ، شعر أنها تصلبت ، حركها كثيرا وهو يحاول أن ينشط دورته الدموية ، رد على هاتفه الذي أهتز بصوت ناعس : هلا منصور .... لا جاي الحين ... بس مسافة الطريق .. وأغلقه. متجها للحمام. مرت الدقائق الخافتة حتى أكملت الحادية عشر ونصف. واقف أمام المراة يعدل من – نسفة – شماغه. أتجه نحوها ليأخذ هاتفه ومحفظته ويرتدي ساعته ، أنحنى وقبل جبينها. على وقع قبلاته رمشت.
    بإبتسامة : صباح الخير
    مهرة أستغرقت ثواني طويلة حتى تستيقظ فعليا وتستوعب ، نظرت إليه وعيناها تضحك بشروق الشمس المتأخر بالنسبة لها : صباح النور
    يوسف أبتعد متجها للباب : عطي الفطور وجه ماهو زي العادة
    ضحكت لتردف : إن شاء الله

    ،

    منذ الفجر وهو يتسلق حتى أنهك جسده وأرهقه بتدريبات قاسية، أراد أن يعاقب نفسه ويعاقب جسده الذي أمتنع عن عناقها من أجل الكرامة وتلك الأشياء التافهة التي جعلت نصف من عشقوا يفترقون ، لو لا وجود للغيرة ، للكرامة ، لعزة النفس كان سهل علينا أن نتخطى جراحنا ولكن كرمنا الله بالغيرة التي مهما كانت فهي تجملنا وتجمع كلانا بنصفه المفقود.
    تنهد وهو ينظر لأحمد الاتي إليه : صباح الخير طال عمرك
    سلطان : صباح النور
    أحمد : حطيت الأوراق اللي طلبتها على مكتبك ؟ بتكمل تدريب ولا بتجي تشوفهم الحين
    سلطان بعد صمت لثواني : شوي وجاي
    أحمد أكتفى بالصمت وأنسحب من المكان.
    مسح وجهه المتعرق بكفوفه ليتسلق اخر برج بلا حبال وكأنه يتحدى نفسه من يسبق الروح إلى الموت ؟ هل الجسد يستسلم قبل أم روحه ؟ ياللأفكار الموبوءة التي تتسلط عليه في يوم كهذا. وقف في منتصفه ليجلس بتعب وإرهاق ، لم يريد ضربها ، ليت هذه اليد تقطع قبل أن تمد عليها. ياللسخرية! أنا الذي كنت أنظر بإزدراء لكل رجل يمد يده على أنثى ، أنا الذي كنت أستحقر الرجال وأضعهم في تصنيف أشباه الرجال في كل لحظة يضربون بها الإناث ! أنا الذي كانت قناعاتي ثابتة لم أكتفي بضربها بل حرقتها !
    أخذ تنهيدة طويلة ليتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل

    ،

    سلم من سنة الظهر ، أخذ نفسا عميقا ليغرق بتفكيره الذي لم يهدأ منذ تلك الليلة ، ماذا سيحصل مع تركي ؟ يكره أن يرى إبنه وأخيه الاخر بهذه الصورة ؟ لا يعرف ماهو الأصح ؟ العقاب أم العفو ؟ لا يعرف أبدا كيف يغفر لتركي أو حتى يحاول أن يجعل منه رجلا صالح كالسابق وهو أعتدى على عرضه ولولا ستر الله لكانت فضيحتهم تجلجل هذا المجتمع هذا غير إسم عبدالرحمن المتصل بنا دائما. أستخار كثيرا ليطلب من الله المعونة ، أن يريه الحق ، يريد أن يستشير أحد ولكن لا يستطيع ؟ كيف يخبر أحدهم ما حدث ؟ لو أخبر عبدالرحمن ماذا سيفعل ؟ لن يسامح نفسه بالتأكيد وسيشعر بأنه مذنب ، لا يتحمل عبدالرحمن كل هذا ! يكفيه الهم الذي يحمله على أكتافه ؟ من يقدم لي المشورة ! أنا أفلست والله من كل شيء ومن كل هذه السنوات التي مرت. لا أجد ملاذا غيرك يالله فساعدني.
    مسك هاتفه ليرسل رسالة ل سلطان " محتاج أشوفك يا بوبدر "

    ،

    نظرت لسقف غرفتها لدقائق طويلة حتى صخبت مسامعها بصوتها : يالله تحركي نبي نطلع
    عبير ألتفتت مستعدلة بجلستها و تفرقع فقرات ظهرها : مالي خلق
    رتيل وهي ترتدي جاكيتها : ليه ؟ لاحقة على النكد بالرياض !!
    عبير تتأمل عين رتيل لتسرح بعين الذي رأته أمس ، تلاقت نظراتهم وأرتعش قلبها ، شعرت به ، بشيء يربطهم ولكن من المستحيل أن يكون هو ؟ من المستحيل أن يظهر لي بهذه البساطة! ليته كان هو حتى أفكر بهذا المنظر دائما.
    ضحكت لتردف : عاد أدري أنه عيوني فتنة بس عاد مو لهالدرجة
    عبير بضحكة رمت عليها الوسادة : مصدقة نفسك
    رتيل كانت ستتكلم لولا دخول والدها وضي ، ضي : صباح الخييير
    عبير ولأول مرة ترد عليها : صباح النور
    عبدالرحمن : هذا وأنتوا نايميين بدري قمتوا متأخر
    رتيل وهي تجلس لترتدي حذائها : مصحيتها من ساعة بس جالسة تتأمل هالدنيا اللي أشقتها *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية شديدة*
    عبدالرحمن بضحكة : طيب يا ستي وين ودك تروحين اليوم ؟
    رتيل رفعت عينها بإبتسامة : وين ماتبي !
    عبدالرحمن بمثل إبتسامتها : نروح بروحنا ؟
    رتيل عقدت حاجبيها : أيه !! كأني عرفت السالفة
    عبدالرحمن بضحكة عميقة : ههههههههههههههههههههههههههه تفهمينها وهي طايرة ، قومي دامك جاهزة *مد يده لها*
    مسكت يده ووقفت : لا بروح معهم.
    عبدالرحمن : طيب بسولف معك بشوي إذا ماعجبك الوضع رجعنا
    رتيل تنهدت ليخرجا من الغرفة متجهين للمصاعد الكهربائية : عز يبي يشوفك
    ألتزمت الصمت لم تنطق كلمة مازال والدي يمارس سطوته وإذلاله لي من أجل " عز ".
    عبدالرحمن : أنا عارف وش تفكرين فيه ، ماراح أجبرك على شي ، بس أتركيه يشرح لك وجهة نظره .. يعني عطيه شوي من وقتك
    رتيل بجدية حادة : ماراح تجبرني !! أنت يا يبه حتى بطلبك هذا تجبرني بطريقة غير مباشرة ! يعني طلعتني من الغرفة عشان تقولي معناها أخذت موافقتي بالجيب !
    عبدالرحمن بضيق : لا تفكرين بهالطريقة ، أنا بنفسي قلت له إذا رتيل مهي موافقة ماراح تشوفها
    رتيل : يبه الله يخليك قدرني شوي ! ماني رخيصة لهدرجة عاد عشان توافق له
    أنفتح المصعد ليخرجا متجهين للخارج حيث هواء باريس يجمد أطرافهم ، أردف : هذا هو
    ألتفتت رتيل لتلتقي عينها بعينه ، أخذت نفسا عميقا لتشعر بحماسة يدها بأن تصفعه ، : يعني يبه وش بيتكلم معي فيه ؟
    عبدالرحمن بإبتسامة عتب : زوجك يا بعد الدنيا
    رتيل ضحكت بسخرية على حالها : إيوا صح زين ذكرتني بغيت أنسى
    أقترب عبدالعزيز منهم على وقع ضحكتها الساخرة/الموجعة.
    عبدالرحمن : لا تتأخرون ، ومرني الساعة 6 نشوف شغلنا
    عبدالعزيز : إن شاء الله
    تلاشى بوسعود من أمامهم ليلتفت عبدالعزيز لها : وين تبينا نروح ؟
    رتيل تفيض قهر بهذه اللحظات ، لوت فمها معبرة عن ضيقها : أنت وين تبي توديني ؟
    عبدالعزيز بإبتسامة : لأي مكان تبينه
    رتيل : اها !! طيب .. ودني لو لجهنم
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه للجنة يا قلبي
    رتيل سارت متجاهلته ، أدخل يديه بجيوبه : تبينا نحكي من بداية الموضوع
    رتيل بسخرية : إيه أحكي لي عن الفيلم الهندي
    عبدالعزيز يجاريها : هذا الله يسلمك مرة وحدة قليلة حيا
    ألتفتت عليه بغضب ليردف : طيب أنا قلت رتيل سبحان الله اللي على راسه بطحا يحسس عليها
    رتيل : جايبني عشان تستفزني .. طيب ... أرادت الرجوع لولا أنه أمسك معصمها : خلاص أسحب كلمتي ، مرة وحدة يعني حلوة نص ونص شفتها داخلة غرفتي عاد نحسن النية ماندري وش تسوي بالغرفة يمكن مالقت مكان تصلي فيه وكانت غرفتي قريبة .. أهم شي النية
    أبتسمت دون أن تمنع نفسها من إظهار صف أسنانها العليا وبنبرة خبث : الله يعطيك على قد نيتك
    عبدالعزيز : أتقي الله
    رتيل دون أن تنظر إليه يكملا السير على الرصيف الذي يضج بالخطى
    عبدالعزيز وهذه الثقة الأنثوية تدمر أي رجل : طيب ... أركبي
    رتيل نظرت لسيارته وبإندفاع : طبعا ماراح أركب .. وين بتوديني ؟
    عبدالعزيز بضحكة : لا تخافين ماراح أتحرش فيك
    رتيل : قذر
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مقبولة منك
    رتيل : وين بنروح ؟
    عبدالعزيز : بهالمنطقة ماراح نبعد
    رتيل ركبت دون أن تنطق بشيء وهي تختنق من رائحة عطره الذي تتشبث بأجزاء السيارة السوداء.

    ،

    وضعت رأسها على صدرها لتبكي بوجع وحزن عميق ، لا شيء سيمنعها من الحديث ، تشعر بأنها ستبتلع صوتها وتنسى حياتها في هذا الموت البطيء الذي تعيشه ، مسحت الأم على شعرها : خلاص يالجوهرة أهدي !! حسبي الله على عدوك يا سلطان
    الجوهرة أبتعدت عن حضنها وبنبرة باكية : حصة أحتاج تساعديني .. تكفين أضغطي عليه لا أنا اللي بفرح ولا هو اللي بينبسط بهالحياة اللي مدري كيف أسميها
    حصة : لا تقولين هالحكي ! انا بنفسي بخليه يعتذر لك
    الجوهرة بوجع : مستحيل! أفهميني بس
    حصة تقاطعها : أنت اللي أفهميني مفروض ما توقفين حياتك عند أول مشكلة ، أوقفي على حيلك وبتقدرين .. كل مشكلة ولها حل
    الجوهرة : اللي تعتبرينه ولدك ضربني !! اللي خلاك تتطلقين من زوجك عشانه مد إيده عليك .. هو بنفسه يمد إيده علي
    حصة بتشتيت نظراتها لا تعرف كيف ترد عليها.
    الجوهرة : ما تشوفين أنه ظلم بحقي ؟ هو يبي يقهرني وبس ! ما خاف ربه فيني ولا راح يخاف دامه يتصرف معي كذا .. حصة أفهميني أنا أدري أنك عمته وتخافين عليه وتبين له الحياة السعيدة بس انا مستحيل أوفر له هالحياة لأن ما بيننا من الأساس تفاهم .. ما بيننا أي شي من هذا كله
    حصة بضيق : تقدرين يالجوهرة ، أمسحي دموعك وإذا ضايقك مرة ومرتين لا تستسلمين وتبكين على طول ، إذا قهرك أقهريه ماراح أقولك أسكتي له .. ناقشيه بأي شي يفرضه عليك ومنت مقتنعة فيه ، ناقشيه يالجوهرة وراح تنحل مشاكلكم لكن إذا كل واحد يشيل بنفس الثاني أكيد ماراح تنحل أموركم
    الجوهرة : ولد أخوك عقله موقف عند حقبة زمنية ماراح يتعداها
    حصة أبتسمت : لهدرجة عاد !!
    الجوهرة بقهر : وأكثر !
    حصة : طيب يا روحي أنا بكلمه
    الجوهرة بقهر كبير : أحسن قولي له عشان يعرف أني أتشكى عندك .. ماني خايفة
    حصة تمسح دموعها الباقية على خدها : يدري أنك منت خايفة ! لا تشيلين في قلبك عليه كثير ..
    الجوهرة عقدت حاجبيها لتخفض نظرها بدموع تنساب بخفة : أنا ما أستحقره بس أستحقر نفسي لأني حبيته
    حصة : لا لا يالجوهرة لا تقولين هالحكي ... وأكيد هو يحبك
    الجوهرة بلعت ريقها بسخرية : واضح الحب
    حصة : تمسكه فيك كل هالفترة اللي راحت ماهو حب ؟
    الجوهرة : حب تملك لو أني أبشع خلق ربي كشخصية أو كشكل راح يتمسك فيني بس عشان يرضي غروره
    حصة تنهدت : ماني فاهمة والله ليه كل هالحقد الحين ؟ ماتعودتك كذا
    الجوهرة : مثل ما تمسك بسعاد وأنت تقولين أنه ما يحبها !! عنده هوس التملك وبس
    برداء اللامبالاة وكأن عقلها بدأ بالحراك لتردف: أنا أصلا ماأعرف ليه أبكي وهو بشغله الحين ولا حتى فكر فيني لحظة! سلطان أناني ولا تدافعين عنه لأن أنت أكثر وحدة تعرفين بأنانيته
    تنهدت : ماهو أناني يالجوهرة .. أنت اللي قاسية بحكمك

    ،

    في العمل المضطربة أجوائه بعد نسيان يوسف لمراجعة شرط مهم جعلهم يؤجلان الإجتماع ليوم اخر ، أردف بغضب : خلاص لا تناقشني
    يوسف بهدوء يفتح أول أزارير ثوبه : يخي خلاص تأجل ما ضرنا بشي
    والده :أنا أقترح تفصخ الجزمة وترميني فيها بعد
    يوسف بضحكة : أفا يالغالي أنا أسويها ! قريت العقد أكثر من مرة بس كنت مرهق يعني ماركزت حيل
    والده : واضح الإرهاق وأنت مقضيها جلسات مع هيفا .. يعني الإرهاق مايطلع الا بالشغل
    منصور : ماتدري يبه! بيروح وياها أستانبول *قلد صوته بكلمته الأخيرة*
    والده رفع حاجبه : لا حيت جدتي إن شاء الله
    يوسف ضحك ليردف : الله يرحمها ويغفر لها ، نبي نغير جو ولا تنسى أني ما سافرت هالسنة كلها وأنت كريم
    والده رفع حاجبه : من جدك ؟ وزوجتك ؟
    يوسف : بتكلم دكتورتها إذا ما فيه مشاكل تروح معنا وإذا فيه تجلس وبنروح نفلها أنا وهيفا
    والده : لا مافيه ! هيفا تنثبر
    يوسف : لا حول ولا قوة الا بالله ! يبه خلها تستانس بكرا تنفجر من الكبت هذا أنا حذرتكم
    والده بضحكة عميقة : الكبت لأشكالك
    يوسف : تراني أنا أعرفها أكثر منكم وهي تسولف علي مبين أنها بتخرب
    والده حذف عليه علبة المناديل : قم أطلع لا ترفع ضغطي
    يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح طيب ليه ؟ ترى بحجز وبنحطكم أمام الأمر الواقع
    والده : قلت هيفا لا
    يوسف تنهد : طيب دام لأ ... منصور تخاويني نروح سفرة شباب
    والده : خل منصور مع مرته وش تبي بتنشب لهم بعد ؟
    يوسف : لو سمحت يبه أتوقع أني عديت السن القانوني
    والده بتهديد : شف مين بيعطيك إجازة
    يوسف بممازحة : لا أنا تزوجت وولي أمري زوجتي
    والده نظر إليه بإزدراء ، ليغرق يوسف بضحكته : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    ،

    رتب أوراقه بعناية على مكتبه المنزوي في غرفته ، أخرج بعض الملفات ليعيد تقسيم الأوراق التي بها ، رفع نظره لوالدته التي دخلت وبيدها كوب الشاي الدافىء : وهذا الشاي تريح فيه أعصابك
    أنحنى وقبل ظاهر كفه : يسلم لي هالإيدين
    جلست بقربه : محتاج مساعدة ؟
    فيصل يغلق الملفات ويضعها بمكتبته التي تضج بالكتب الفكرية والعلمية : لا ... وين ريف ؟
    والدته : نايمة ...
    فيصل نظر لإبتسامة والدته : هذي شكلها إبتسامة الموافقة ؟
    والدته : يا واثق ! لا ماكلمتني بس مبسوطة
    فيصل : عسى دوم ..
    والدته : يمه فيصل بسألك وش كنت تسوي بباريس مع عمك مقرن ؟
    فيصل أخذ نفس عميق وبإبتسامة توتر ليردف بعد ثواني طويلة : فاجئتيني بالسؤال
    والدته : لأن اليوم وأنا أرتب طاحت إيدي على أوراق مافهمتها ! أذكر أنه عمك سلطان العيد الله يرحمه كان هناك .. رحت تعتذر له ؟
    فيصل بعد صمت لثواني : إيه كلمته قبل الحادث بأيام ...
    والدته : الله يزيدك من فضله ، والله كنت ماأنام وأنا أفكر أنك قطعت علاقتك فيهم كلهم .. انت تدري يايمه هذا قضاء وقدر ومو بس أبوك اللي مات الله يرحمه كثير ماتوا !
    فيصل : داري يالغالية أنا كنت ذيك الفترة معصب ونفسيتي تعبانة فأكيد ما قدرت الكلام اللي قلته .. الله يخليك سكري هالموضوع يضايقني كثير
    والدته أبتسمت : إن شاء الله ، طيب حبيبي شفت المسجد ؟
    فيصل : قلت لك بصوره بس نسيت .. قلت لهم يروحون يشترون الفرش وخلاص ما بقى شي عسى ربي يتقبله منا ويجعله في ميزان حسنات أبوي
    والده بإبتسامة لمعت في عينها الدمعة : اللهم امين

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      ،

      خرجتا لتسيران بهدوء على الرصيف المموج بالألوان الترابية وعلى جانبه المحلات الخافتة في يوم عمل كهذا اليوم ، لم تطرقا حوار ما أو يتشابك صوتهما بشيء ، كان الصمت مخيم فوق ألسنتهم.
      قطعته ضي : نجلس هنا ؟
      عبير دون أن تجيبها سارت معها للمقهى الذي في الزاوية ، جلستا.
      أتى النادل : بونجوغ
      ضي التي فاجئت عبير بلكنتها الفرنسية ، طلبت لها ولعبير وعادوا لصمتهم الممل.
      عبير : كنت فيها من قبل ؟
      ضي : قبل الدورة مع أفنان جيتها مرة مع أبوك بس من كثر الملل تعلمت كم لغة أمشي حالي فيهم
      عبير أطالت نظرها بعين ضي التي سرعان ما شتتها ، ضي : عبير
      رفعت عينها له لتردف : أنا فاهمة سبب نفورك مني وضيقك .. بس ... يعني اللي بوصله لك . . .
      عبير بهدوء : عفا الله عما سلف ..
      ضي أبتسمت : أفهم أنك منت شايلة في قلبك ؟
      عبير : لا .. أنا كنت متضايقة ذيك الفترة ..
      بدأت بطوي المنديل المزخرف على الطاولة وهي تشتت أنظارها عليه : لما تحسين نفسك مكبوتة وماتقدرين تتحركين عشان أشياء مالك علاقة فيها وبعدها تشوفين اللي سلط عليك كل هالأشياء يتصرف بحرية .. أكيد بتنفجرين ! سواء كانت أنت أو غيرك أنا ماكنت متحملة هالموضوع ولا قابلة فيه .. لأن أبوي حرمنا من أشياء كثيرة وماهو معناته أني بكون أنانية وأقول هو بعد مفروض يحرم نفسه ... يبقى أبوي لو يذبحني بقول حلاله .. لكن كنت متضايقة من الطريقة نفسها وكيف ما قالنا ! يعني حسيت أننا مالنا أهمية بحياته ..
      ضي بنبرة هادئة : اللي كان يحرمه منكم كان يحرمني منه بعد ! كانت تمر أشهر وأنا ماأشوف الشارع وأصلا ماكان عندي شي يخليني أشوفه .. يعني أنا ماعندي صداقات وماني إجتماعية كثير .. وتمر شهور كثيرة وأنا ماأشوفه من الأساس
      رفعت عينها : ماعمري حسيت أنه متزوج كان طول الوقت بشغله أو معانا ! عمره ما سافر بروحه حتى ! هي مرة ومرتين وشكلها كانت معك
      ضي بإبتسامة : شفتي ؟ هذا دليل أني ماكنت أشوفه كثير ..
      عبير : وأهلك ؟ يعني را ..
      ضي قاطعتها : ماعندي ..
      عبير عقدت حاجبيها بإستغراب وقبل أن تطيل بإستغرابها أكملت ضي : كنت في دار الأيتام
      أندهشت حتى أتسعت محاجرها بصدمة كبيرة ، ألتزمت الصمت لا تعليق لديها
      ضي : ماأدري إذا عندي أعمام أو خوال .. يعني ماجاني الفضول أني أبحث بأسماء الناس اللي تنتهي بإسم عايلتنا .. من سن صغير بعد وفاة أبوي صرت في الدار .. وحتى ماأذكر عمي اللي جابني ولا أبي أتذكر
      عبير ذهب عقلها لبعيد ، أخذت نفس عميق بعد أن ضاق فكرها بأنها إبنة غير شرعية. لكن تعوذت من شر ظنها السيء
      ضي بإبتسامة حب : وشفت أبوك .. كان جاي يكفل يتيم يعني بإستقطاع من معاشه .. طبعا قسم الرجال بعيد لكن كانوا يخلونا إحنا الكبار إذا نبي نتسلى أننا نمسك مكاتبهم وندير ويعلمونا الإدارة وأصولها .. يعني مجرد تسلية يمكن يومين بالأسبوع أو 3 أيام
      عبير بشغف : وكيف شفتيه ؟
      ضي ضحكت لتردف : موقف يفشل ، كنت بوقتها تعبانة نفسيتي يعني أفكاري كلها أني بموت وخلاص ماأبغى أعيش لأن زميلتي اللي بالدار واللي كنت أقضي وقتي كله معها راحت فكنت مررة وحيدة .. في يوم طلعنا رحلة وهو كان جاي يمكن بعدها بشهرين .. قمت ورميت نفسي على سيارته عشان أموت
      عبير : وبعدها ؟
      ضي : جلست بالمستشفى شهر وكانت يوميا تجيني إخصائية ، مررة خفت يعني أني زين ما مت وكتب علي الإنتحار !
      أرتعش جسدها من هذه السيرة لتردف بضيق : أكثر شي ندمت عليه في حياتي أني لو مت بهالطريقة ! كنت جبانة كثير وأنا أروح للنار برجلي ! إذا ماتحملت ضيق الدنيا كيف بتحمل ضيق القبر وبعدها حرارة النار اللي أكيد مكتوبة لي ومكتوبة على المنتحرين
      جاني مرة بالمستشفى يوم جاء وقت تغيير المشرفة يعني تروح اللي عندي وتجي وحدة ثانية ، ماكنت منقبة يعني بحجابي ، مع أنه في الدار دايم محاضرات دينية بس ماأستشعرت بحرمة الكشف ! المهم كلمني لما عرف أني كنت بنتحر ! يمكن حس بتأنيب ضمير بصراحة خفت كثير أني مقد كلمت رجال بحياتي وقلت له أنه مالك دخل وأني أنا اللي غلطت واسفة ، المهم راح وبعدها بأسبوع جاني مرة ثانية وبصراحة أبوك عنده طرق بالتحايل فظيعة لأن كان يجيني بوقت مايكون فيه احد عندي وبالقوانين ممنوع وحتى المشرفات مايتركوني لحظة ..
      عبير بحماس : وش قالك ؟
      ضي بضحكة أحمر بها وجهها : طلب يتزوجني بس ماقالها بطريقة مباشرة بس المشرفة كانت تسولف لي .. ماكنت أدري أنه هذا عبدالرحمن ال متعب ، يعني ماعندي علم بهالشي ومررة خفت حتى رفضت حسيته شفقان علي .. يوم طلعت من المستشفى جتني المديرة وسولفت معي وأقنعتني بس أقنعتني بطريقة إستغلالية يعني قالت أنت من حقك تعيشين ورجال زيه ما ينرد وأكيد ماتبين تعيشين عمرك كله بالدار .. وافقت وأبوك عجل بالزواج .. حطني في شقة وقالي إذا تبين شغالة بس رفضت وكان فيه الحارس تحت .. يعني أمن لي كل شي بس طبعا كان قاسي حيل في البداية
      عبير بدهشة : أبوي قاسي ؟
      ضي : مررة يعني أول شهر ما شفته كثير ومر ثاني شهر بدون لا يتكلم معي فخلاني أقتنع أنه شفقان ! بعدها بفترة طويلة جاني وكان تعبان مررة .. ما تكلم معي بأول يوم لكن يوم صحى قام يفضفض ويقول أنه متضايق من نفسه كثير وأنه فيه مشاكل بالشغل ومن هالأشياء .. هالفضفضة خلته قريب مني حيل لدرجة يوميا صار يجيني ! بعدها بفترة قالي أبيك تتنقبين
      عبير : وتنقبتي ؟
      ضي : ما فرضه علي بس حسيت أنه فعلا يهتم لأمري لما طلب هالشي وغير كذا هو أقنعني بالنقاب يعني قالي ببساطة كل شي تبين تسوينه ومترددة بأنه حلال أو حرام قيسيه على الصحابيات رضوان الله عليهم ! شوفي إذا كانوا بيرضون يطلعون بهالطريقة أو لا ؟ أقتنعت وتنقبت بس فجأة أنقلب ورجع لحدته القديمة
      عبير أبتسمت : هذا كله قبل سنة ؟
      ضي : وأكثر بعد ..
      عبير : ما مليتي يعني بروحك بالشقة مافيه شي ؟
      ضي بضحكة : أبوك ما قصر كان يعاملني معاملة البزر حتى كنت أبكي لما أشوفه يتصرف كذا
      عبير ضحكت لتردف : وش كان يسوي ؟
      ضي : يجيب لي أفلام وكتب بزارين ويقول عشان تتسلين .. وحط لي نت وقال أدخلي أي شي تستمتعين فيه !
      أكملت : مرت سنة وبعدها صار أقرب أكثر وقام يحكي لي عنكم ..
      بإبتسامة عميقة : كان يقولي كيف رتيل تعذبه بطيشها وكان يحكي لي عنك دايم .. يعني حسيته يقربني منكم بسوالفه .... وبس لين جاء الوقت اللي طلبت منه أنكم تعرفون رغم أنه رفض بس سبحان الله دريتوا وهو كان ناوي يخبركم
      عبير : ماحسيتيه أكبر منك ؟ يعني مافيه توافق بالعمر ؟
      ضي : شوفي بالبداية حسيته يعاملني كأني بنته وأقتنتعت بفكرة أني بخليه يعوضني عن أبوي ! يعني ماكنا نتصرف كزوجين ، بس بعدين أنا فعلا حبيته كزوج ماهو كأبو ومجرد شخص عادي ، العمر أبد ما يفرق يعني ممكن أحيانا يفرق بس بيني أنا وعبدالرحمن ماحسيت بهالشي ولا تنسين هيئة أبوك وشكله ووظيفته ماتعطيه عمره يعني ممارسته بعد للرياضة وتدريباتهم مخليته شبابي أكثر .. فعشان كذا ماحسيت بفرق هذا غير تفكيره ونظرته للأشياء يعني مررة متزن ويجذبك .. وحسيته يحتويني ، الحب مايعرف عمر والإنسان ماينتهي عمره العاطفي عند سن معين ، يعني يوصل للأربعين ونحرم عليه الحب بالعكس الواحد حلو يعيش عمره ويعيش حبه

      ،

      كانت حوارتهم قصيرة هشة فاترة ، أرتدى ساعته وهو ينظر إليها في وقت كانت تسرح به شعرها ، أردف بخفوت : لقيت حجز الأربعاء بس للدمام
      ريم ألتفتت عليه وبربكة : بتوديني للرياض بعدها ؟
      ريان : بالويك إند إذا ماعندي شغل رحنا الرياض
      ريم بلعت ريقها لتردف بشتات نظراتها : منت مجبور يعني ممكن أكلم يوسف ولا منصور ويجوني
      ريان وقف ليدخل يده بجيوبه : كيف يعني ؟
      ريم : أقصد ..
      ريان رفع حاجبه : وشو ؟
      ريم بتوتر : يعني .. لم تستطع أن ترتب جملتها في وضع رعشات قلبها المضطربة
      أقترب ريان منها : أفهم أنك تلمحين للإنفصال !!
      ريم وهي لا تستطيع أن ترفع نظرها وعينها مسطلة على صدره : إذا أنت منت مرتاح أنا وش يجلسني ؟
      ريان : ومين قال أني ماني مرتاح ؟ شكيت لك ؟
      ريم أنحرجت : ما شكيت لي بس أفعالك توضح
      ريان بإتزان : كل بداية زواج بتصير مشاكل أكثر من كذا ! هذي حياة جديدة علي وعليك أكيد ماراح تبدأ بسهولة
      ريم تشابكت أصابعها ونظرها مازال مشتت عنه.
      ريان وضع إصبعه على ذقنها ليرفعه وبإستقرار نظراتهم : بحاول أغير من مزاجيتي و عصبيتي لكن حاولي تصبرين بس هالفترة
      ريم شعرت بأن لا أكسجين بالغرفة وأن أنفاسها تضيق وتضطرب ، لم ترد ولا تعرف بأي رد تجيب.
      ريان بدافع الرغبة وأهوائه المشرعة له من الله أقترب حتى ألتصق جبينها بجبينه ، أغمضت عينيها المرتبكة وهي تتداخل بأنفاسه ، وضعت يديها الصغيرتين على صدره الذي ألتصق بها ، أحاط بذراعه ظهرها حتى قبلها ، هي الأحاسيس لا تشترى ولا تباع ، هي وحدها من يرتعش القلب في حضورها دون أي إرادة ، القلب الذي ينبض دون إرادتنا ويخفت بنبضه دون إرادتنا أيضا ، شدها نحوه ليقبل رأسها ويحتضنها ، لامست صدره وأذنها تسمع ضربات قلبه ، على موسيقى دقاته التي تضج بصدره دخلت بغيبوبة جعلت دمعها ينساب على قميصه. تمسكت يدها بظهره وهي تتذوق حلاوة حضنه لأول مرة.

      ،

      في مكان بعيد عن وسط المدينة الصاخب ، وفي حديقة منعزلة لا أحد يمر بها سوى بعض من يمارسون الرياضة في هذا الوقت ، كل نصف ساعة يمر أحدهم ولكن هذه البساتين الخضراء موحشة دون أحد يسير فوقها. جالسة بجانبه على الكرسي الخشبي ، متكتفة لا تعلق على كلامه.
      عبدالعزيز يمثل الحزن : مو بإيدي
      رتيل : كذاب
      عبدالعزيز : جد أتكلم ! عطفا على أخلاقك الحلوة اللي ما تسمح لي أتكلم معك
      رتيل ألتفتت عليه : اخر واحد يتكلم عن الأخلاق أنت ولا أذكرك وش سويت !! يعني لو بإيدي حرقتك كان حرقتك من زمان !
      عبدالعزيز بجدية : اللي غلط من البداية أنا ولا أنت ؟
      رتيل بحدة : أنت
      عبدالعزيز : يا سلام ! مين اللي جاني وتلفظ علي ؟ يعني أنا مسكت نفسي كثير إحتراما لأبوك
      رتيل ببرود : كثر الله خيرك أحترمته مرر
      عبدالعزيز : هالأشياء كنتي تسوينها مع اللي يجيبهم أبوك
      رتيل شعرت بإنتصار خفيف لتردف بإبتسامة : على حسب
      عبدالعزيز أراد أن يفجر فيها : قليلة حيا
      رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مخليه الحيا لك
      عبدالعزيز بحدة : لو أنك متربية ..
      قاطعته بغضب : متربية قبل لاأشوف وجهك ! وأريحك أبوي أصلا ماكان يجيب ناس عنده كثير ! هم ينعدون على الأصابع وماكانوا ينامون عندنا يعني يجون فترة ويروحون وماأعرفهم ولا قد شفتهم
      عبدالعزيز ابتسم : تعلمي ماتكذبين مرة ثانية
      رتيل وقفت :أنت جايبني عشان ترفع ضغطي !! ..
      أجلسها لتسحب يدها بعصبية : خلصت كلامك ؟ دريت أنك أنت ماشاء الله اللي مالك ذنب بالموضوع وأني أنا الغلطانة
      مرت شقراء راكضة بشورت ضيق ، ليردف : بالله ماهي صاروخ ؟
      ألتفتت عليه بغضب ، ودت لو تبصق عليه أو تصفعه بحرارة قهرها الان أجابته وهي تقف مجددا : ذوقك معفن يا معفن
      صخب بضحكته وهو يسحبها أيضا ليجلسها مرة أخرى ، أردفت بحدة : رجعني
      عبدالعزيز بعناد : عاد مالك الا تجلسين مالي خلق أسوق
      رتيل عضت شفتها : كنت دارية أنك كلب !! موديني لمنطقة مدري وشهي عشان تجبرني أجلس
      عبدالعزيز : عدلي ألفاظك بالأول لا أغير خرايط فكك
      رتيل : ألفاظي وأنا حرة فيها .. أنا وش ؟ حرة !! *شدت على كلمتها الأخيرة وهي تبطئ مرورها على لسانها*
      عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      رتيل بقهر وهي تنظر لهاتفه الذي يهتز ويضعه على الصامت : رد عليها لا يغمى عليها من الخوف
      عبدالعزيز أبتسم : تغارين ؟
      رتيل تشير لنفسها وهي تضع أصبعها على صدرها : أنا أغار ؟ يمكن بأحلامك
      عبدالعزيز بقصد أن يستفزها : أصلا لا تشيلين هم ماراح نطول لأن اليوم بنحتفل بزواجنا أنا وأثير
      رتيل تنظر له ، شدت على شفتيها لن أبكي أمامه بدافع الغيرة ، لن أبكي ! سيحتفلون كأي زوجين بهذه الدنيا ولكن أنا ؟ حتى كلمة " مبروك " لم أسمعها ! لمعت في عينها الدمعة ، شتت نظراتها دون أن تنطق حرف.
      رد على الهاتف وبقصد إغاضتها : هلا حبيبتي
      أثير الذي كان صوتها واضح لمسامع رتيل : هلابك ، وينك ؟
      عبدالعزيز : مع بوسعود
      رتيل دهشت بأنه لا يخبرها حتى ، أضطربت رعشات قلبها الذي جعلت من صدرها يهبط ويرتفع بشدة.
      أثير : طيب متى تخلص ؟
      عبدالعزيز : بجي بعد شوي
      أثير : باخذ رايك بفستاني مابي ألبس شي مايعجبك بعد!
      عبدالعزيز : طيب عطيني ساعة وأكون عندك
      أثير : أنتظرك.
      عبدالعزيز : بحفظ الرحمن .. وأغلقه ، لم يلتفت عليها ولكن قادر أن يخمن تجمع الدمع في عينها.
      تكتفت وهي تنظر للشارع الذي لايظهر منه الكثير بسبب الاشجار التي تحيط الحديقة الصغيرة ، لم تود أن تتحدث وتفضحها نبرة صوتها.
      عبدالعزيز ألتفت عليها بكامل جسده ، أطال نظره حتى شعرت بلهيب نظراته التي جعلت دمعتها اليتيمة تسقط ، لم تمسحها تركتها عالقة على خدها لتردف دون أن تنظر إليه : ماأبكي عشانك !! موجوعة من أبوي ومني كيف إلى الان أنا جمبك ! لو كان أي شخص ثاني مكانك كان راح أبكي مو سالفة أني أغار ! بس .... أنا أصلا ليه أشرح لك ! عمرك ماراح تفهم شعور أي بنت بمكاني.
      عبدالعزيز تنهد : طيب فهميني الشعور
      رتيل : مثل شعور إنسانة ماتحبها بس تبي الطلاق عشان تاخذ غيرك ! مثل شعور التملك اللي بيجيك لها وأنك ترفض تطلقها مع أنك ماتحبها !
      عبدالعزيز بهدوء : يفرق! بين إنسانة أحبها أو ما أحبها
      رتيل لوت فمها لتمسح دموعها التي هطلت على خدها بهدوء : صح ! يفرق كثير بين إنسانة يختارها عقلك وبين إنسانة يختارها قلبك
      عبدالعزيز : ماهو على كيفك تقررين لأني فاهم وش قصدك
      رتيل ألتفتت عليه وهي تركز نظراتها اللامعة بعينه : وش اللي ماني فاهمته! أنه وحدة قضيت معها سنين وتعرفك والله أعلم إذا كانت فيه علاقة قبل والاكيد فيه إعجاب متبادل وبعدها زواج! فهمي فيه شي غلط ؟ لو مختارها عقلك ماكان رضيت تطلع بصورة أنت ماتحبها أو ماترضى عليها بس أنت تتغاضى عشان قلبك ! يعني مختارها بقلبك ..
      عبدالعزيز : تحليلك للموضوع بكبره غلط
      رتيل بسخرية وبحة صوتها بدأت تخرج : كويس مين يلقى بهالدنيا الحين شخص يختاره قلبه وعقله مع بعض ؟
      عبدالعزيز ببرود : وتقولين ما أهمك ؟
      رتيل : قلت لك لو أي شخص مكانك كنت بفكر بهالطريقة ! مايهمني مين أنت أحبك ولا ماأحبك ! حتى لو أكرهك بنقهر لأني بالنهاية بنت وماتحب تشوف زوجها يروح لغيرها
      عبدالعزيز صمت عند كلمتها الأخيرة ، تراقص قلبه بجملتها ، بإبتسامة صافية : تغارين وأنتهى الموضوع
      رتيل : تبي تثبت أنك الأقوى في كل شي حتى في موضوع الغيرة ! صدقني بتشوف كيف أنك بتدور علي وماراح تلقاني بحياتك
      عبدالعزيز بهدوء : تهديد ؟
      رتيل : أفهمه زي ماتبي ! لكن دامك خسرتني مرة ماراح أرجع لك المرة الثانية وبتعرف وقتها أنه ثقتك بأني مالي غيرك .. بح !
      أكملت وهي تشتت نظراتها : أنا قادرة أتعايش مع غيرك وأتزوج بعد ولا بتضرني حياتي اللي فاتت بشي !
      وبحدة الوعيد وضعت عينها في عينه : وقادرة بعد أني أسمي أول عيالي عبدالعزيز وما راح يحرك فيني شي! عشان تعرف لو أني فعلا منقهرة عشان شخصك ماهو عشان الفكرة نفسها ما كان قلت لك كل هذا ! أفهم شي واحد أني أنا منقهرة من الفكرة نفسها ولا أنت ماهميتني
      عبدالعزيز عض شفته السفلى ، نبرة الصدق بحديثها جعلت البراكين في صدره تثور. وقف وهو يخرج مفتاح سيارته متجها لل " باركينق ".

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        ،

        في أطراف الليل الممتد بضياء القمر ، نزلت السلالم بعد أن تعطل المصعد ، شعرت بحماس وهو يخبرها وليد عبر سماعة الهاتف أن هناك مفاجئة تنتظرها ويجب أن تنزل للأسفل. لم تنتبه للماء الذي يبلل عتبات الدرج الحلزوني ، أنسحبت قدمها بإنزلاق حتى سقطت من أعلاه الشاهق عند اخر عتبه تحديدا عند أقدام وليد الذي تجمد في مكانه إثر سقطتها القوية على رأسها وظهرها.
        جلس على الأرض وهو يرفع رأسها بخلخلة أصابعه شعرها بعد أن أنفك حجابها : رؤى !!
        سال الدم على أرضية الرخام بعد أن أعلن عن نزيف رأسها . .

        ،

        فزع من نومه متعرقا ، ألتفت لقارورة الماء التي عند رأسه ، شربها دفعة واحدة وهو يمسح وجهه بيده : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن ان يحضرون.
        نظر لهاتفه الذي يشير للساعة الحادية عشر ليلا ، فتح الرسائل " ( فيصل القايد ) الحمدلله على سلامة الوالد ، ياليت يا ناصر بس تفضى تكلمني محتاجك ضروري "
        تصاعد صدره بقوة وهبط إثر الكابوس الذي راه ، شعر بأنه حقيقة وأن شيئا يهاجم صدره ، غادة !! يالله بتمر السنين وأنا بجلس على هالحال! أستغفرك ربي بقدر حبها.

        ،

        دخل والتعب ذابل في ملامحه ، غدا الجمعة يوم إجازته ، يريد فقط أن يغرق بإستحمام دافىء يريح أعصابه ، تنهد بعمق لينظر إليها بإستغراب شديد وهي ترفع شعرها والكحل يغزو عينها ، كانت هيئتها توحي لإنسانة في قمة السعادة ، ألتفتت عليه ببرود : أنا بنام بالغرفة الثانية ؟
        أرادت أن تغيضه وهي تظهر بأحلى هيئة ، أرادت أن تغيضني ولكنها تدرك بأنها ستتعب هي قبلي في هذه اللعبة.
        أردف : وليه يا مدام ؟
        الجوهرة بهدوء تتظاهر بالقوة أمام هذا الجبروت : ماأرتاح .. ولا حرام ؟
        سلطان بسخرية : جد ؟
        الجوهرة تجاهلته وهي تأخذ هاتفها وتردف : تصبح على خير .. مرت من جانبه ولكن يده كانت أسرع ، شدها من خصرها ناحيته : تلعبين لعبة منت قدها
        الجوهرة بجرأة تقلد صوته : جد ؟
        عض شفته السفليا ليبتسم ببرود ، نظرت له بضياع الكلمات ، بضيق المسافات التي تفصل بينه وبينها ، شتت نظراتها لتردف : عمري ما منعتك عن شي ! حتى في الوقت اللي كنت ماأبي هالشي جيتك وخفت من لعنة الملائكة علي
        لتكمل قبل أن يتلفظ عليها بشيء يكسرها : لكن بكلا الحالتين ماعاد عندي رغبة بالحياة معاك لا معنويا ولا جسديا !! صرت ماأطيقك ولا أطيق وجودك .. ولا لك حق بعد دام نيتك ماهي نية طيبة
        سلطان حفر أصابعه على ذراعه ليشدها ويجعلها تقف على أطراف أصابعها حتى تصل لمستواه . .

        ،

        الساعة الرابعة عصرا – يوم الجمعة - ، باريس " منطقة اللاديفانس ".
        أخذ هاتفه يتصل عليها ، ترك لها رسالة صوتية : ردي ضروري !!
        بخطوات سريعة خرج من الممر الضيق الموحش ، أدرك بأنه في خطر كبير وأدرك بفداحة الخطأ الذي فعله ، سيقتله ... بكل تأكيد. وضع يده على رأسه يريد أن يفكر بإتزان أكثر ، أتصل مرة أخرى ولا مجيب ، أرسل إليها رسالة " ردي بسرعة ماعندي وقت "
        أنحنى جانبا في إحدى الزاويا ليخرج سلاحه وهو يجهزه ، وضع أداة حادة صغيرة تشبه المشرط بين أسنانه وهو يدخل في جيبه علبة الرصاص ، أهتز هاتفه ليجد رسالة منها " حاول تترجى أكثر بكلا الحالتين ماراح أرد ولا أبي أرد "
        في داخله أراد أن يراها ويطحنها بفكوكه ، لم يكمل حديث النفس هذا إثر شعوره بفوهة السلاح التي تلتصق برأسه

        .
        .


        أنتهى البارت

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


          أستشعر الغيرة
          من نبرة حروفها ..
          و أكاد أجزم '

          هنا خافق
          خان صاحبه
          ليسقط بين نبضة
          عقل منتقم
          و عشق خاسر ..

          مالذي أسقطني
          بين فكي
          موت حتمي
          و موت روحي ..

          أتقدم
          أحاول تجاوز المستحيل
          بجنون أريد
          النهايه فقد
          سئمت هدنة
          لا راحة بها ..

          أستنشق
          هواءها
          أتتبع خطواتها
          و ليتها تدرك
          من أنا ''

          ويحك
          لا تريني قوة
          لا أحتمل بها
          وجها جديدا لك
          لن تخترقي
          حاجزا شيدته بيدي
          ولن يمزقه أحد غيري "

          * وردة شقى.





          رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طيش !
          الجزء ( 54 )


          وقفت على أطراف أصابعها وصدرها يلاصق صدره ، ذراعه التي أنسحبت خلف ظهرها تحكي برعشتها عروقها المتفحمة بسواد تفكيره. رفعت عينها لعينيه التي أرتعشت بنظراته وأستطاعت أن تخبىء خوفها بجمود ملامحها التي أحمرت بحرارة قربه. صمت ليس لأن حديثه وجوابه الذي أراد ان يقوله ضاع ولكن غرق في عينها المحصنة بالكحل. أظن قرأتها مرة على إحدى أوراقي بخط سلطان العيد " لو كنت تدرين ماألقاه من شجن لكنت أرفق من اسى ومن صفحا " أظن أنني لم أفهمها جيدا ، أظن أنني فهمتها الان ، فهمتها من هذه العينين. علميني الحب حتى أتعلم العفو. فأنا لا أعرف بهذه الحياة سوى حب أمي وضاع وعرفته جيدا مع من يشاركني الإسم إبن العيد وأيضا ضاع ، علميني كيف يكون للحب بقاء ؟
          تصاعدت أنفاسها المرتبكة لتضع يدها على صدره في نية البعد وهي تخشى القرب بأن يصهرها ! " مدري أبكي ولا أضحك " باكر العمر يخبرك عن شيبه وضياعه في راحة كفيك ، باكر العمر يرثي بياضه الذي غزا سواد شعرك ، باكر سنندب حظنا إن فاتنا العمر لا أنت الذي قبلت عمرك بضحكة ولا أنا التي رضيت بغيرك. قبلها ، ليت الحديث يسرق من هذه القبلات ونفهم بعضنا. ألتفتت برأسها ليقبلها بالقرب من شفتيها ، دفعته برقة أصابعها لتبتعد بجمود شعورها ، أنحنت لتأخذ هاتفها الذي سقط منها وخرجت بخطوات سريعة دون ان تلفظ كلمة.
          تنهد ليمسح وجهه بأنامله ، جلس على الكنبة منحنيا الظهر يغطي أذنيه بكفوفه التي تضغط بكل قواها على رأسه. لم أكن بفظاعة هذا التفكير والحيرة ؟ لم أكن يوما هكذا ؟ ماذا يحصل معي ؟ لم أشعر بالحاجة الملحة لأبي ؟ لسلطان العيد ؟ لو كان هنا والله لن أستحي بأن أخبره ما يحدث الان معي ؟ لن أخجل من الإرتماء بكل حزني عليه ؟ لكن " لو " تقتل كل هذه الأحلام! موجوع جدا من " لو " التي تتطفل بأحاديثي وتشطرني أنصافا ، موجوع من يأسي الذي لم يكن دخيلا علي سوى يوم عرفتك ، موجوع من ضربي لك ، من تصرفاتي بأكملها لأنها لم تكن يوما تنسب إلي بغير العمل الذي أعترف بأني ضربت فيه الكثير ولكن لم أضرب أنثى رقيقة مثلك. " وينك " يا سلطان العيد ؟ تنظر ماحصل بي ؟ ، وينك ؟ تقرأ عيني وإبتسامة الرضا الكاذبة! وينك ؟ ترشدني وتخبرني ما الصح و ما الخطأ ؟ أحتاج أن تضربني حتى أستوعب والضرب منك لا أصنفه ضرب.
          الطائف – اليوم الحادي عشر من الشهر السابع في صيف المملكة سنة 2005. الساعة تشير للثانية والنصف ظهرا وقت تعامد الشمس وحرقتها.
          جالس أمامه دون أن ينطق حرفا.
          سلطان العيد بإستفزاز واضح : إيه وش اللي مو عاجبك ؟
          سلطان بدر يمسح جبينه المتعرق ويتجاهل حديثه
          سلطان العيد بحدة : طالعني
          سلطان بدر يرفع عينه و حرارة الشمس تغلي دماغه.
          سلطان العيد بحدة صوته الطاغية : وش تنتظر ؟
          سلطان بدر : أفكر باللي صار أنا مستعد أضحي بكل شي لكن أمي خط أحمر
          سلطان العيد : وأمك بعافيتها وصحتها الحمدلله .. وبنفسي قلت لك بحط لك حرس ومحد بيقرب من أمك
          سلطان بدر تنهد ليعود لصمته.
          سلطان العيد : اللي يخاف الفقد جبان
          سلطان بن بدر أخفض رأسه : ماني جبان بس هذي أمي ، تعرف وش يعني أمي ؟ مستحيل بأرضى
          سلطان العيد : محد يرضى لكن ركز الحين بشغلك وماعليك من اللي فات!
          سلطان بدر بغضب : وأنت خليت فيها تركيز ! سحبت كل جوالاتي
          سلطان العيد بسخرية : أجل أنسى الجوالات من اليوم ورايح لين تنتهي مهمتنا
          سلطان بدر : أبي أكلمهم
          سلطان العيد : لا ..
          سلطان بدر : لو سمحت !
          سلطان العيد : تعلم تواجه ال لا .. ماهو كل شي نعم
          سلطان بدر تنهد ليقف ويرفس بقدمه المقعد الخشبي.
          سلطان العيد بحدة : سلطان !!
          سلطان بدر دون أن يلتفت إليه : هذي إستراحتي وماأبي أقضيها معك
          سلطان العيد الذي أبتسم ، عقد حاجبيه من العرق الذي بدأ يتصبب على ملامحه : ترى بتتعاقب هذا أنا حذرتك
          سلطان بدر : ما تقدر تظلمني
          سلطان العيد ضحك بشدة ليردف : تعال .. قلت تعال
          سلطان بدر توقف ليلتفت إليه مبتسما : ماأظن من الشروط هنا انك تستفزني .. أنحنى ليأخذ قارورة المياه.
          سلطان العيد بتصويب متقن على القارورة التي تناثر ماءها.
          سلطان بدر عض شفته لينظر إليه بحقد كبير ، الاخر وقف متجها إليه : و تعلم بعد *ضرب صدره* أنه الدنيا ما تمشي على الكيف والشي اللي بإيدك ممكن تخسره ! فحافظ عليه قبل لا تبكي عليه ...
          وبضحكة عميقة أكمل : يعني ليتك شربتها بسرعة ...

          ،

          تضاربت أصابعها وهي تتداخل في بعضها البعض ، بغير عادتها هادئة مرتبكة تخبره بالموضوع بتأتأة الخجل لتردف : عاد أنا مدري ، يعني صليت بس حسيت مرة مرتاحة ومرة لأ
          يوسف المستلقي على الأريكة في بداية الفجر : والله فيصل والنعم فيه ، يعني شخصيته حلوة وإنسان كون نفسه بنفسه !
          هيفاء : بالله يعني أقتنتعت ؟
          يوسف : هههههههههههههههههههه و مزيون يعني الحمدلله نثق بالجيل الجاي بس إذا طلعوا يشبهونك إنا لله وإنا إليه راجعون
          هيفاء ترمي عليه المخدة : أستح على وجهك
          يوسف بضحكة : لا بصراحة يعني الأختلاف يخلي بينكم توافق
          هيفاء : ليه وش مختلفين فيه ؟
          يوسف : شوفي هو ميوله إقتصاد وتجارة يعني ذكي ماشاء الله وحسابات وأرقام وأنت وش ميولك ؟
          هيفاء : تكفى لا تحسسني بغبائي
          يوسف : ههههههههههههههههههههه من ناحية غباء فأنت غبية جمبه
          هيفاء بعقدة الحاجبين : لا جد عاد يوسف أنت تنصحني بوشو ؟
          يوسف : بالنسبة لي .. ودي أقولكم مبروك
          هيفاء أبتسمت : يالله ما تاخذ الأمور بجدية
          يوسف بإبتسامة : لو فيه عيب قلت لك عنه ، الرجال كويس وفاهم وواعي وتعجبني ثقافته غير كذا قايم في أمه الله يخليها له واختهم الصغيرة ريف عاد هذي محجوزة لعبدالله
          دخل منصور وبين يديه إبنه : كنت داري أنكم سهرانيين
          هيفاء تخجل أن تتحدث بهذه المواضيع مع منصور فألتزمت الصمت.
          يوسف يأخذه من بين يديه ويقبله : بدت تطلع ملامحه ! والله شكيت فيه أول ماجاء تحس أنه أستعجل على الجية
          منصور ضحك ليردف : عاد هذا مكتوب إن شاء الله لبنتك
          يوسف : لا خله ياخذ ريف أخت فيصل
          منصور : ذيك عوبا ما نزوجها هالزين
          يوسف : الله أكبر على الزين خلنا ساكتين بس! لو طالع على عمه كان قبلت فيه .... رفع للأعلى بإبتسامة عريضة ليرجع عبدالله حليبه الذي شربه قبل قليل على وجه يوسف.
          هيفاء ومنصور ضحكوا بصخب حتى أختفى صوت الحديث ولم يستطيعوا أن يلفظوا كلمة واحدة من ضحكاتهم.
          يوسف الذي أستوعب متأخرا وهو متجمد من الصدمة ، بتقرف وضعه على الأرض ويسحب منديل يمسح وجهه : واضح تربية اليهود
          منصور : عسسسل على قلبك
          يوسف : قل تبن إيه والله قال عسل!! .. وقف ... أنا لو أتروش 100 مرة ما راح تروح الريحة
          منصور بضحكة : لا تبالغ ريحتك مسك عاد هذا من السبع عبود
          يوسف وملامحه يعصرها التقزز : حسبي الله بس ... وخرج متجها للأعلى. دخل لجناحه في حين كانت مهرة تخرج ملابس لها للإستحمام ، وقفت عند باب الحمام لتنظر إليه.
          يوسف بلا تفاهم مسك مهرة من كتفيها ليبعدها ويدخل الحمام : أنتظري
          مهرة رفعت حاجبها : وش فيك ؟
          يوسف غسل وجهه كثيرا : رجع علي ولد الثور الثاني
          صخبت بضحكتها لتدخل بجانبه أمام المغسلة وتأخذ منشفتها الصغيرة وتمسح وجهه : بتروش بعدها انت لأني دايخة
          يوسف بإبتسامة بلهاء شدها لخارج الحمام مغلقا الباب : طلعي لي ملابس ولايكثر ..
          مهرة وهي تنظر للباب المقفل بوجهها : مافيه إحترام للكائن البشري التعبان واللي يبغى ينام
          يوسف ويختلط صوته بصوت الماء : يا قلق تراك تكلمين نفسك ماأسمع

          ،

          أشرقت شمس باريس على عينه التي سهرت ليلة الأمس ، أخذ نفسا وشعر بحركة في الخارج تأكد من وجود أثير ، فتح الباب لتلتفت عليه وهي تضع طبق على الطاولة : صباحك سكر
          عبدالعزيز بصوت ممتلىء ببحة النوم : صباح النور .. وتوجه للحمام تفكيره مضطرب ولا أحد يشغله سوى " رتيل " ونبرة حديثها بالأمس تفتت بقايا العقل الذي يعيش عليه. الصدق الذي شعر به جعل ثقته بحبها تتقلص أضعافا وأضعاف.
          أثير التي لاتعرف لم مزاجه المنقلب منذ ليلة الأمس وإحتفالهم ، رغم أن الجو كان ينحصر على الأصدقاء المقربين وهو من وافق على فستانها ، لا شيء فعلته مزعج أبدا.
          تنهدت وهي تراه يخرج ويتجه لغرفته مرة أخرى ويجلب هاتفه : عندك شغل اليوم ؟
          أثير : إجازة
          عبدالعزيز جلس ليشرب من كأس عصير البرتقال الطازج.
          أثير : متضايق ؟
          عبدالعزيز رفع حاجبه : من أيش ؟
          أثير : مدري من أمس وأنت مو على بعضك
          عبدالعزيز : لا بس مشغول شوي بالشغل
          أثير بغيرة مفضوحة : ولا رتيل ؟
          لم يرد عليها ، ألتزم الهدوء بعكس الإضطرابات التي تقيم في صدره الان.
          أثير : يعني إيه ؟
          عبدالعزيز دون أن ينظر إليها : مصدع ومالي خلق أدخل بأي نقاش
          أثير بهدوء : طيب
          عبدالعزيز بعد صمت لثواني : تراها زوجتي للعلم يعني
          أثير : ودامها زوجتك ليه أخترت عليها وحدة ثانية ! هذا يعني أنها ولا شي عندك
          عبدالعزيز بغضب : كيف ولا شي ؟ أثير الله يرحم لي والديك لاتنهبلين على هالصبح
          أثير تنهدت : أنا ما قلت هبل ! هذا شي واضح لو أنك تحبها ماتزوجت عليها يا عزيز
          عبدالعزيز أبتسم : وش هالثقة اللي يخليك تتأكدين أني ماأحبها
          أثير بإبتسامة : أنا واثقة من هالشي .. وقفت لتتجه نحو معطفها المعلق خلف الباب ... الجو اليوم بررد حيل تدفى كويس
          عبدالعزيز ينظر إليها : وين بتروحين ؟
          أثير ألتفتت عليه : بطلع مع البنات نتسوق ...
          عبدالعزيز : وين ؟
          أثير ضحكت : وش هالتحقيق !
          عبدالعزيز تنهد لينتبه لبنطالها الذي يضيق عليها : ترجعين البيت وتغيرين اللي لابسته وبعدها تروحين
          أثير تمتمت وهي تغلق أزاريرها : لا
          عبدالعزيز أتسعت محاجره : عفوا ؟
          أثير : هذا لبسي لا تتدخل فيه ! أنا ماتدخلت بلبسك ولا قلت لك لا تلبس هذا وألبس هذا
          عبدالعزيز بتهديد : طيب والله بعزته لو أشوفك طالعة من البيت اليوم لا تشوفين شي عمرك ماشفتيه وهذا أنا حلفت
          أثير بغضب : يعني بتحبسني ؟
          عبدالعزيز : أفهميها زي ماتفهمينها ! اليوم تجلسين في بيتكم !!
          أثير تنهدت : عزوز هالأشياء ماتمشي علي ! ولا راح أسمح لك تمارس سلطتك علي !! من حقي أرفض شي مايعجبني
          عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
          أثير بجرأة : بطلع وبشوف وش اللي ما شفته منك
          عبدالعزيز وقف متجها لغرفته : جربتي طعم الكف ؟
          أثير بضحكة ساخرة وهي تتجه نحوه وتقف عند الباب متكأة على طرفه : وأنا أقدر أشتكيك
          عبدالعزيز ألتفت عليها : ترى أحكي من جدي
          أثير : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. طيب هالمرة بمشيها بس لاتفكر أنك بتمارس هالأشياء فوقي !!
          عبدالعزيز وهو ينزع بلوزة بيجامته ويرتدي قميصه ، أثير لم يتحرك بها شيئا وهي تراه عاري الصدر لتردف : أنا طالعة .. وخرجت.
          سرعان ما تخيل لو كانت رتيل هي التي أمامه ، يستطيع تخمين إحمرار خدها و " يا قليل الأدب " التي ستلفظها. أبتسم من تفكيره ، يالله لو أنها تصبح علي كل يوم لجعلت شتائمتها تعني " أحبك بشدة ".

          ،

          متربعة فوق السرير وشعرها بفوضوية على كتفها اليمين : أنا أتوقع قالها بس كذا عشان يستفزك ... والله رتيل !
          عبير المستلقية على السرير وتلعب بخصلات شعرها : أنا مع ضي ! يعني ليه يقولها قدامك أكيد يقصد يقهرك
          رتيل الجالسة على كرسي التسريحة وعيونها محمرة من البكاء : حيوان كلب كل شيء خايس في هالدنيا هو
          عبير ضحكت وهي تقف متجهة لها : أمسحي دموعك وخلينا نطلع وننبسط وماعليك منه خليه يولي
          ضي : أنا بروح أشوف عبدالرحمن يمكن صحى
          دخل عبدالرحمن قبل أن تقف ضي : صباح الخير
          عبير القريبة قبلت رأسه : صباح النور
          ضي ألتفتت عليه : توني أقول بجيك
          عبدالرحمن بضحكة : أنت زين ما تسحبين علي
          ضي : ههههههههههههه حرام عليك توه ما صار لي ساعة جالسة عندهم
          ألتفت لرتيل ليتفاجأ بملامحها الشاحبة : افا مين مزعلك ؟
          رتيل تعرت بمشاعرها أمام والدها لتردف بغضب : من الكلب
          عبدالرحمن بإبتسامة : و مين الكلب ؟
          رتيل : فيه كلب بهالدنيا غير عبدالعزيز
          عبدالرحمن بضحكة عميقة أردف : وش صار أمس ؟
          رتيل : قالي أنه الليلة بيحتفل مع الكلبة الثانية !
          عبدالرحمن يجلس على طرف السرير : عيب يا رتيل
          رتيل : لا ماهو عيب ! هي كلبة وصخلة بعد
          عبدالرحمن : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفرك يا ربي .. رتيل هالألفاظ أحرقيها كل هالجمال والنعومة وتقولين كلمات شوارعية ؟
          ضي بضحكة وقفت : أنا بروح ألبس ..
          رتيل بثقة الأنثى : إيه أنا ناعمة و جميلة لكن اللي يدوس على طرفي أدوس عليه يا يبه وماله علاقة بالأنوثة أبدا.
          عبدالرحمن مد لضي كرت الغرفة ليردف بإبتسامة : يمكن يبي يخليك تغارين ؟ لأن أمس المغرب جاني
          رتيل : يبه أنت واقف معي ولا معه ؟
          عبدالرحمن : معك أكيد بس أنا أقولك يمكن ! تعرفين عبدالعزيز شوي شخصيته ماتنفهم بسهولة
          رتيل : إيه هم الكلاب كذا
          عبدالرحمن : رتتتيييل ! عيب يبقى زوجك
          رتيل : يبه تكفى قول عبدالعزيز قول أي شي بس لا تقول زوجك لأن عندي حموضة من هالكلمة
          عبدالرحمن أبتسم : طيب ما ودك تصفين العلاقة معه ؟
          رتيل بجدية : وش كانت نيتك بزواجنا أول مرة ؟
          عبدالرحمن : يمكن قلت بنية طلاق لكن والله في داخلي ماكنت أبيه طلاق لأن ماراح ألقى أحسن من عبدالعزيز ! بس بفترتها أكيد أنه كان غلط وجود عبدالعزيز معك فعشان كذا كنت رافض.. لكن لو بظروف غير بالعكس أنا راضي عن عز تمام الرضا
          يكمل : عشان كذا الحين ودي تتفاهمون أكثر
          رتيل : ما بيننا تفاهم
          عبدالرحمن يعرف أنها كاذبة ليردف : اجل تبين الطلاق ؟
          رتيل شتت أنظارها ولم تنطق شيئا.
          عبدالرحمن وقف : أجل حاولي يا رتيل
          رتيل رفعت عينها بدهشة ، لم تتوقع أنها مفضوحة لهذه الدرجة!
          عبدالرحمن أبتسم : يالله قومي ألبسي


          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            ،

            مرتمي على الأريكة و ريحة الشرب الكريحة تفوح منه ، منظره مقزز لأي شخص سوي يدرك بأن العبث بحدود الله هو جحيم اخر غير جحيم الاخرة. نظر إليه بعقدة حاجبيه ليفرغ قارورة المياه عليه : قووووم !!
            فتح عينه بتثاقل وهو ينظر لوالده. مرتعشا من برودة الأجواء التي تتسلل من النوافذ المفتوحة.
            رائد بغضب : قلت لك لا تشرب ورجعت تشرب!! وتلومني لا خليتك زي الكلب هنا ! لأنك ماتقدر تسيطر على نفسك !!
            فارس يستعدل بجلسته والصداع يفتفت عقله : أستغفر الله
            رائد : ماشاء الله تعرف ربك
            فارس بعصبية : وأنت يا يبه خليت فيني عقل يخليني أعرف ربي ولا ماأعرفه
            رائد يجلس على الكرسي : والله أنك بلوة
            فارس يمسح وجهه بأنامله : على الاقل بلاي على نفسي ماهو على مجتمع كامل
            رائد بحدة ينظر إليه : نععم يا روح أمك ؟
            فارس لم يتجرأ أن يعيد كلماته ليقف متجها للحمام ولكن تفاجىء من المشرط الصغير الذي مر بجانب بطنه ، ألتفت على والده بصدمة : لو داخل فيني ؟ لهدرجة روحي رخيصة ؟
            رائد الذي يتقن الرمي رماها بجانبه ولم يقصد أن يرميها عليه ولكن ليخيفه. تجاهله وهو يخرج هاتفه ،
            فارس بغضب أغلق الباب بقوة لتضج الشقة معه.

            ،

            وضعت البذور في يدها لتدغدغ مناقير الطيور راحة كفها ، ضحكت لتردف : يجننون
            ريان القريب منها ، بإبتسامة : يالله جعت ! خلينا نروح .. مد يده لتمسكها وتقف ..
            أقتربت بائعة الورد لتبتسم بتغنج ، في لحظة كانت تنفض ريم بعض البذور المتشبثة في جاكيتها.
            مدت له وردة حمراء ذات غصن زاهي بالأخضر ، أخذها ليخرج لها من محفظته بعض النقود ، ألتفت على ريم ومدها لها.
            أبتسمت : شكرا
            ريان بمثل إبتسامتها : عفوا
            ريم وهي تنظر للعالم من ضحكته وإبتسامته ، تشعر بهزيمتها لكل البؤس منذ أن عانقته ، لاتعرف كيف هي قيمة هذا العناق ؟ هذا العناق مكلف جدا جعلها تسعد بأول صباح إسمه صباح العروس فقط. هذا العناق لا يشترى ودقات قلبه أيضا لا تشترى ، هذا الشعور جنة وأنا لا أعرف طريقا أسهل أتذوق به جمال الدنيا إلا من عينيه. هذا العناق للتاريخ ، لتاريخ قلبي فقط.
            ريان شعر بأنها تسرح به ، ألتفت عليها وبإبتسامة إستغراب : وش فيك ؟
            ريم هزت كتفيها : أفكر باللي صار أمس
            ريان خلخل أصابعه بكفها : ووش وصلت له ؟
            ريم بضحكة : أني عجزت أفهمك
            يسيران على شارع تقسيم الصاخب بالخطى : ماهو بيوم وليلة بتقدرين تفهمين .. قدامنا عمر
            ريم أبتسمت وهي تنظر للوردة التي بيدها : معك حق

            ،

            ينظر إليها من خلف الزجاج ، منذ ليلة الأمس وهي لم تفوق بعد. كان يريد أن يسعدها ويخبرها بأنه عرف إسم المستشفى التي أنتقلوا إليها بعد الحادث ، كان يشعر بأن هناك باب سينفتح بعد أن تعرف ولكن خابت كل امالها عندما سقطت ، ربما حكمة من القدر أنها لا تعرف الان أو ربما لا أعرف ! لاأعرف يا رؤى ما يحصل بهذه الحياة ؟ هذه الأمور التي تعرقل كل فرصة لنبتسم لا أفهمها أبدا. "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " بمثل ما عاقبوك يا رؤى هم يستحقون ! أمل الذي نجهلها ومقرن الذي نسبوك إليه وهو ليس بأبيك! جميعهم الذين لا أعرفهم ولا أود أن أعرفهم. الوجع أني أتماسك أمام إندفاع هذه العاطفة إتجاهك ، الوجع أن أكون راضيا على نفسي من رضا الله وأكون غاضب من قلبي الذي يريدك ، الوجع كل هذا الوجع أنني أتجاوز عن " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " و أفعل " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " أعرف جيدا جزاء الصبر ولكن نفسي تريد شيئا اخر. تريد أن تفرغ كل هذا السواد وتنفثه. مللت الصبر وأنا ساقط في قاع يأسي. لا أعرف لو كنت أنتمي لغير الإسلام ماكان حالي ؟ لكنت الان أجرح جسدي بكل جروح هذا العالم. أنا لولا رحمة هذا الدين لكنت في خبر كان ولكن ألم يجيء الوقت الذي أبتسم به ؟ يالله أرزقني النفس الصبورة ما عاد بنا قوة تتحمل كل هذه التيارات القاتلة.

            ،

            عض شفته بخبث ، ليتربع بجانبها على السرير ويأخذ خصلة شعرها الداكنة ليدغدغ أعلى شفتها ، تحركت بتضايق ، ليفتح هاتفه على مقطع هادىء حتى يخرج وجه مشوه بدهشة ، وضعه أمام عينها لتفتحها بتثاقل وتشهق بخوف كبير. وتبتعد ليرتطم رأسها بقاعدة السرير الخشبية ، وتحذف الهاتف لاخر جهة من الغرفة.
            يوسف أرتمى على السرير صاخبا بضحكته حتى شعر بأن عينيه ستبكي من فرط الضحك على منظرها.
            مهرة أخذت الوسادة وحشرتها بوجهه بغضب : وقفت قلبي لو صار فيني شي ؟ يعني لو مت يعتبر قتل تدري ولا لا ؟
            يوسف المختنق ، أبعد الوسادة ضاحكا : حايلية ما يهزك شي هذا أنت قمتي وبغيتي تضربيني
            مهرة عضت شفتها بغضب وهي تمسح وجهها من الرعب التي شعرت به : يالله !! أمزح مع ربعك ماهو معي ! خوفتني قسم بالله يعني لو صاير فيني شي ! و على فكرة قريت مرة أنه حرام ومايجوز وماني محللتك
            يوسف كان سيتكلم لولا أنها هاجمته : وبعدين وش قصدك بالحايلية ؟ الحايلية تراها تلعب فيك لعب
            يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله لايضرك على هالطاقة مابقيتي ولا كلمة كليتيني بقشوري .. أنا أمدحك بالعكس وأقولك يالحايلية .. بس طلع عندك تعصب وعنصرية
            مهرة رفعت حاجبها بعناد : إيه اللي مو من حايل يطيح من عيني
            يوسف يمسح عينيه وهو يعود لصخب ضحكاته ، منذ فترة لم يفعل مقلب بأحد ولكن شعور اللذة يطغى عليه.
            مهرة بعد أن أنتظمت أنفاسها : إيه أضحك .. ورحلت بخطوات هادئة متعبة ناحية الحمام. دقائق طويلة وهو يتصفح هاتفه ومازال يشرق بإبتسامته. نظر إليها وهي تخرج : مهرة أسمعي
            مهرة : ما أبغى أسمع شي
            يوسف المستلقي على السرير : طيب أعتبريها إعتذار
            مهرة ألتفتت عليه بإبتسامة : يالله خلص قول
            يوسف : يقولك الشاعر ياعرب وشهي سوات اللي عشق بنت بدويه ؟ حطت النيشان في صدري وبارقها رماني ، لا ربت يم الحجاز .. ولا وطت نجد العذيه ، لاسكنت أرض الجنوب .. ولا نصت درب العماني ، حايليه لعنبو من لا عشق له حايليه ، أشهد ان دنياي زانت عقب ماخلي نصاني ، صوتها لامن دعاني كن جوفي به حميه ، يفزع بنبض العروق أليا سمع خلي دعاني ، عينها القايد وانا كلي لها مثل السريه ، ان رفع بالصوت ياجندي ألبي بأمتناني ، وان وصلته اجمع الرجلين وادق التحيه ، وان لحظني برمش عينه أنحدر باقي كياني ، كن مابيني وبين الزين قوه جاذبيه ، حالف قلبي على طاريه مايوم يعصاني
            أردف بضحكة وبمثل نبرته الشاعرية وهو بقرأ إحدى " البرودكاستات " التي أتته : شامخه مثل الجبال و زينها ماشفت زيه ، مايوصفها قصيد .. ولابيوت .. ولا اغاني ، وعزها عز الشيوخ اللي على الشيمه وفيه ، وخصرها لامن تثنى شبه عود الخيزراني ، شعرها مثل السفايف لا اعتلت ظهر المطيه ، منه ريح العود ينفح لا وصلني ثم غشاني ، منبهر .. ياقوة الله في تواصيف البنيه ، لو بعدد بالوصايف طول عمري مامداني. ... وسلامتك
            مهرة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صح لسانك
            يوسف : بس ترى الشعراء كاذبون
            مهرة بإنفعال : أجل خل القصيدة لك
            يوسف : ههههههههههههه يالله عززنا لك ولحايل وش تبين بعد ؟
            مهرة وهي تجلس على الأريكة البعيدة : محنا محتاجين تعزيزك !
            يوسف : طيب مهرة اخر شي أسمعي يلوق لك
            مهرة : بصلي الضحى أبعد عني
            يوسف : اخر شي .. متغطرسه لو قصر الوصف تختص ، باهدابها لسان القصيده تقصه ، هيكل يبي عالم تضاريس مختص ، يوصف مدرج خصرها للمنصه ، متقسمه كل شيء خارج عن النص ، وجارت على فستان ملزم بنصه ، الكعب يوم الخصر من كتفها ارتص ، الردف رص الساق والساق رصه ، مشي المهار ايقاع وان عثرت وغص . .
            لم يكمل من علبة المناديل التي أتت بوجهه : قليل أدب ! وش هالغزل الفاحش ؟
            يوسف بضحكة صاخبة : كل شي خارج عن النص .. هلا هلا يا حبيبي والله
            مهرة بحدة ترتدي جلال صلاتها : وصخ !! وذوقك طلع رخيص
            يوسف : حايلية ما يبين في عينها
            مهرة ضحكت لتتلاشى ضحكتها وترفع كفاها : الله أكبر.


            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ،

              وضع العود العتيق على مناطق النبض في جسده ليأخذ هاتفه ومحفظته ومفاتيحه خارجا ، نظر للطابق الثالث ، بعد ثواني خافتة طويلة صعد متجها للغرفة التي سكنتها قبل أن تذهب لوالدها. فتحها بهدوء ولم تنتبه إليه وهي التي معطية ظهرها للباب ومنسجمة بتسميعها لذاتها. واضح انها تراجع.
              الجوهرة وضعت رأسها على ظهر الكرسي لتراجع حفظها وبصوت عذب يتحشرج بأيات اليوم الموعود : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ، وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ، ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب ، هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر . . . . تعثرت بكلمتها ، وجع عظيم أن تخطىء في اية واحدة بعد أن حفظت الكتاب بأكمله ، وجع عظيم أن تتلخبط بكلمة وكأنك تشعر بضياع القران من يديك. الحزن كل الحزن أن يتحشرج صوتي دون أن أتذكر الكلمة.
              تأتأت وهي تردف : أنما هو إله واحد وليذكرهم .. أنما هو إله واحد وليذكر ..
              أتى صوته المبحوح في القران من خلفها : أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب.
              لم تلتفت عليه ، أخفظت نظرها بعد أن تجمعت دموعها إثر ضياع كلمة من اية حفظتها تماما.
              جلس على الطاولة التي أمامها بجانب كوب قهوتها ، أطال نظره لها بينما هي سحبت منديلا ومسحت وجهها ، رفعت عينها المضيئة بالدمع : لا يكون بتشكك بعد بحفظي للقران ! ما أستغربها م
              قاطعها بهدوء : لا
              الجوهرة أرتبكت من هدوءه لتشتت أنظارها. تشابكت أصابعها.
              سلطان وعينه تركز في الاثار التي على عنقها وبدأت تختفي تدريجيا ، طال صمتهم لتقف الجوهرة متجاهلة جسده الجالس وبنبرة جاهدت أن تخرج بإتزان أكثر : تامر على شي ؟
              سلطان ملتزم الصمت تماما ، جمود ملامحه لا يجعل للجوهرة فرصة التخمين بماذا يريد أو حتى يشعر. نظرت إليه لتعيد سؤالها بربكة ظاهرة : تامر على شي ؟
              سلطان بهدوء : بيفرق معك لو امر على شي ؟
              الجوهرة بقسوة بانت في نبرتها : لا ماراح تفرق مجرد أداء واجب
              سلطان تنهد ليقف ويتركها في وسط حمم القسوة التي لاتليق بها ، نزل للأسفل مجيبا على هاتفه : هلا بو ريان

              ،

              تسير بجانبه في منطقة اللاديفانس الأكثر أمنا في باريس الصاخبة وأيضا الأكثر تحضرا. لم أرفض ليس رغبة به وبالجلوس معه ولكن أريد أن أشاركه الحقد الذي كان يفرغه علي في وقت كنت أرى الخطأ من جلوسنا مع بعض لكن هذه المرة مختلفة. هذه المرة أنا راضية تماما وراضية على قهره ولن أبكي على أنني قاسية عليه أبدا ، يستحق أكثر من ذلك.
              عبدالعزيز جلس على المقاعد التي على الرصيف لتجلس هي الأخرى بجانبه : كيف حفلتك أمس ؟
              عبدالعزيز فاض بقهره من سؤالها ليردف ببرود : حلوة
              رتيل أبتسمت بتمثيل تقويسة البراءة : بس حلوة ؟
              عبدالعزيز دون أن ينظر إليها : تجنن
              رتيل : هههههههههههههههههههه كويس
              عبدالعزيز تنهد ، لتردف رتيل بإستفزاز واضح : بسم الله على قلبك ما يصير كذا عريس وهذا منظرك !
              عبدالعزيز : كلمة ثانية وبفجرك هنا
              رتيل أبتسمت لتقف : ماأحب أجلس، بتمشى
              عبدالعزيز : أذلفي لأي مكان
              رتيل ببرود : يعني بتجلس هنا ؟
              عبدالعزيز يخرج سيجارة لتندهش رتيل بشدة من أنه " يدخن " ، أردفت بإندفاع : تدخن ؟
              عبدالعزيز الذي لا يدخن أبدا ولكن في الفترة الأخيرة بات يشتهيها في إضطراب عقله : ماهو شغلك
              رتيل سحبتها من فمه بغضب : وأبوي يدري ؟
              عبدالعزيز بعصبية لوى إصبعها ليجعله يقترب من ملاصقة ظاهر كفها ، سقطت السيجارة على الأرض لتخرج " اه " من فمها الصغير ، سحبت يدها وهي تضغط على أصبعها من الألم : أحسن أنا ليه حارقة دمي إن شاء الله تموت منها !!
              عبدالعزيز تجاهلها وهو يدوس على السيجارة ويطفئها ويخرج الأخرى.
              رتيل أتجهت للطريق الاخر لتدخل المجمع التجاري Les Quatres Temps وتفرغ غضبها بمحلات العطور التي تستنشق بها كل الأنواع وكأنها تستنشق " حشيش " حتى يصاب رأسها بالصداع وتنعس.
              بقي يتأمل المارة ، الخطوات الثقيلة والخفيفة ، المبتهجة والمكسورة ، الحزن الواضع بهذه الأقدام أو الفرح المتراقص بها ، سيقان الإناث الهزيلة أو الممتلئة ، أو سيقان الرجال المتشعبة ، نفث دخانه بات يكتسب الصفات السيئة تباعا. حتى وأنا أدخن أشعر بالضمير الذي يحرق علي إستمتاعي بهذه السيجارة. أسقطها على الأرض ليطفئها بقدمه. وقف متجها ناحية المجمع حتى يبحث عنها ، أنتبه للممر الذي يخرج منه أحد ينظر إليه بريبة ، ألتفت للخلف ليجد شخص اخر ينظر إليه ، يحاصروني من كل جانب ، حك جبينه ليكمل سيره وهو يشعر بالنظرات التي تراقبه ، ألتفت لمن حوله يريد أن يراها ، هؤلاء لا ينتمون لرائد الجوهي أنا أعرفهم تماما هؤلاء مختلفين. دخل الصخب وضاعت نظراته من الأدوار وإتساع المجمع ، وقف يفكر بإتزان أكثر. ليخرج متجها للممرات فارغة بعيدة عن تجمع الناس. وبمهارة أدخل يديه في جيبه ليفتح هاتفه وهو مازال في جيبه ، كتب " لا تطلعين من المجمع " ضغط على جهة اليمين حيث سجل المكالمات ، بأصبعه تجاوز أول رقم والثاني ليضغط على الثالث الذي كان لرتيل. أبتعد عن المنطقة تماما بسيره ليدخل ممر ضيق ويبدأ الركض بأقصى ما أعطاه الله من قوة ولياقة. مجرد وقوفه ليأخذ نفس جعله يرى الأقدام التي أمامه ، رفسه بين ساقيه ليسقط ، أتى من أمامه ليمسك رأس عبدالعزيز ويصطدمه بقوة على الجدار ، سالت دماءه من مؤخرة رأسه ليتضبب بصره ، رفع عينه ليلكمه الرجل الأشقر ذو الملابس العادية التي تظهر أنه كعامة الناس. سقط عبدالعزيز على الأرض و كانت ستأتي رفسة من قدم الاخر على أنفه ولكن مسكها عبدالعزيز ليلويها ويسقطه أرضا ، وضع قدمه على صدره ليرفعه بشدة من شعره الأشقر ويضغط عليه بقوة من باطن رقبته حتى أغمى عليه. أخذ سلاحه وأخرج من جيبه علبة الرصاص وأتجه بعيدا وهو يمسح بطرف كمه الدماء التي تسيل من رأسه ، بخطوات سريعة خرج من الممر الضيق الموحش ، أدرك بأنه في خطر كبير وأدرك بفداحة الخطأ الذي فعله ، سيقتله عبدالرحمن لو علم أنني تركت رتيل لوحدها ... بكل تأكيد سيفقد ثقته بي. وضع يده على رأسه يريد أن يفكر بإتزان أكثر ، أتصل ولا إجابة ، أسند ظهره على الجدار حتى يأخذ نفس أكثر ، كانوا أكثر من ثلاثة أشخاص ، أين البقية ؟ ضغط على رقمها مرة أخرى ولا مجيب ، أرسل إليها رسالة " ردي بسرعة ماعندي وقت " أنحنى جانبا في إحدى الزاويا ليخرج سلاحه وهو يجهزه ، وضع أداة حادة صغيرة تشبه المشرط بين أسنانه وهو يدخل في جيبه علبة الرصاص ، أهتز هاتفه ليجد رسالة منها " حاول تترجى أكثر بكلا الحالتين ماراح أرد ولا أبي أرد "
              في داخله أراد أن يراها ويطحنها بفكوكه ، لم يكمل حديث النفس هذا إثر شعوره بفوهة السلاح التي تلتصق برأسه ، بلكنة فرنسية : أسقط السلاح !
              عبدالعزيز بألم أدخل الأداة الصغيرة تحت لسانه وهو يشعر بتجريحها وطعم الدماء التي تغرق بفمه ولكن لا حيلة له أخرى إن تجرد من السلاح. وقف ليخبره الاخر : دون أي فوضى حتى لا تخسر نفسك ، تخرج الان أمامي
              عبدالعزيز بخضوع تام سار خارجا للشارع المكتظ ومن خلفه الرجل الذي لم يرى ملامحه بعد ، يشعر بفهوة السلاح على خصره بعيدا عن أعين الناس ، لكنته الفرنسية لا تشعرني بأنه فرنسي الأصل ، لا من المستحيل أن يكون من أتباع رائد. شعر بإهتزاز هاتفه ، أدخل يده وهو يجيب ولا يعرف من. كان صوت المارة فقط من يجيب طرف الاخر ، لا يستطيع أن ينطق جملة يخاف أن يبلع الأداة الصغيرة إن تحدث بشيء. تمنى لو أنه بوسعود سيعرف بالتأكيد بنباهته. نظر لرتيل وهي تخرج للطريق المجاور ، أراد أن يصرخ فقط لتبتعد ، بنبرة خبيثة : حبيبتك
              عبدالعزيز تقيأ دماءه على الأرض والأداة ليلتفت ويلكمه أمام الناس التي تمر وتنظر بإستغراب ، كان يدرك بأنه لا يستطيع أن يمسك سلاحه بطريق عام وسيورط نفسه لو حاول قتلي بمنطقة كهذه. سحب السلاح بخفة لجيبه وبلكنته الفرنسية التي تعلمها منذ الصغر : شكرا على غباءك ... سحب محفظته وأخرج بطاقة هويته وتركه على الأرض ، بخطوات تسبق الدقائق أتجه للطريق الاخر ، بحث بعينه ليراها تهم بدخول إحدى الطرق ... سحبها لتنتفض برعب : خييير ؟
              أتسعت محاجرها من منظر الدماء التي حول فمه ، عبدالعزيز بغضب : ولا أسمع نفس ... أتجهوا حيث مكان وقوف سيارتهم ، ركبت بصمت مهيب ومن المرات القليلة التي تخاف منه بهذه الشدة.
              أخذ قارورة المياه وفتح باب سيارته ليتمضمض ويطهر فمه من الدماء ، سحب منديلا ومسح وجهه بأكمله ولم يبالي برأسه المجروح ، حرك سيارته ليخرج هاتفه وهو يقود ، ينظر لاخر مكاملة وكانت " ناصر ". أتصل عليه ليجيبه بعصبية : وش صاير لك !! يخي ساعة أكلمك ولا ترد
              عبدالعزيز : فتحته بدون لا أحس توني أنتبه ..
              ناصر : طيب أنا الحين عند أبوي بعد شوي أكلمك عندي موضوع مهم
              عبدالعزيز : طيب .. وأغلقه. .. دون أن يشعر عض طرف لسانه لتخرج منه " اخ ".
              ألتفتت عليه بإندهاش ، بصدمة لا تعرف كيف تتحدث بكلمات متزنة.
              يكمل قيادته وهو يمسح الدماء التي تنهمر في منديله ، ينظر للمراة الخلفية والسيارة الواضحة أنها تتبعهم : أتصلي على أبوك بسرعة
              رتيل بربكة أخذت هاتفه وضغطت على رقم والده ووضعته على " السبيكر " ، عبدالرحمن : ألو
              عبدالعزيز بصوت مختنق : قاعد يصير شي غريب ! فيه ناس يراقبوني الحين وما هم من الجوهي أنا متأكد من هالشي ..
              عبدالرحمن الذي قام من مقعده : وينك فيه ؟
              عبدالعزيز : الحين طالع على شارع جورج سانك
              عبدالرحمن : طيب وين رتيل ؟
              عبدالعزيز : معاي .. مقدر أجيكم .. واليوم موعدي مع رائد ! هالصدفة ماهي كذا
              عبدالرحمن بدا يفقد إتزانه بالتفكير : طيب لحظة ..
              عبدالعزيز بعد صمت لدقائق وهو يخرج لطرق بعيدة عن باريس ومازالت السيارة تراقبه ، بتوتر : قربت أطلع من باريس
              عبدالرحمن الذي كان ينظر للخريطة من الايباد : قاعدة أدور لك أقرب مكان .. مو معك سلاح صح ؟
              عبدالعزيز : لا تهاوشت وخذيت
              عبدالرحمن بدهشة : صاير شي ؟
              عبدالعزيز : شوية جروح بس ! ورتيل ماجاها شي
              عبدالرحمن أطمئن قليلا : طيب أنت تدل دوفيل صح ؟
              عبدالعزيز : مقدر الحين أنا في جهة الشمال
              عبدالرحمن تنهد : عز قولي أماكن تدلها عشان نتصرف
              عبدالعزيز ينظر للوحة التي تشير ل Rouen 130 km : روان قدامنا ..
              عبدالرحمن : طيب خلك فيها وإحنا بنجيك .. كم شخص ؟
              عبدالعزيز : أتوقع واحد اللي وراي لأن واحد أغمى عليه والثاني اللي سحبت منه السلاح
              عبدالرحمن بتوتر كبير وكلماته تتسارع : طيب يمديك تتوهم .. لا تدخل بمناطق ماتعرفها وتضيع ..
              عبدالعزيز بقلق : طيب متى راح تجون ؟
              عبدالرحمن : أنا الحين بروح أشوف بس أهم شي روحوا لمكان امن .. بطاقتك معك ؟
              عبدالعزيز يخرج محفظته ليتأكد : إيه .. طيب خذيت بطاقة الهوية مدري الرخصة حقت اللي مسكني .. إسمه حتى مو واضح البطاقة مكروفة
              عبدالرحمن : طيب خلاص ركز .. أتصل علي بس يصير شي .. عطني رتيل ؟
              عبدالعزيز بسخرية : تسمعك
              عبدالرحمن بغضب من أنه وضعه على " السبيكر " وجعل رتيل تسمع كل هذا : عز
              عبدالعزيز : بنتك ماهو أنا
              عبدالرحمن تنهد : طيب .. أنتبه و بتصل عليك بس يصير شي وأنت بعد ... أغلقه.
              عبدالعزيز : بدل جلستك يالباردة جيبي المناديل وأمسحي الدم
              رتيل بقهر وهي على وشك البكاء : أنت الحين اللي لا تكلمني
              عبدالعزيز بغضب : رتيييل لا يكثر وجيبي المناديل
              رتيل أخذت المناديل وألتفتت بكامل جسمها لتمسح ما حول فمه وبغضب شدت على مسحتها ، عبدالعزيز أبعد رأسه : والله لو أني يهودي
              رتيل : مين هذولي ؟
              عبدالعزيز : ما أعرف

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                ،

                عانقتها بإشتياق كبير لتعانق من بعدها ضيء ، أبتسمت : وين رتول ؟
                عبير : رايحة مع عز
                أفنان عقدت جبينها : مع أنه قالت لي أمي بس يخي ماتقبلت الموضوع للحين وأنها تزوجت
                عبير بضحكة : لا رجعنا بيعلنون للعالم بعدها بتحسين
                أفنان أبتسمت : شلونك ضي ؟
                ضي بمثل إبتسامتها : بخير الحمدلله .. طيب أمشوا نطلع أختنقت من الجو هنا
                خرجوا من المحطة ، لتسير أقدامهن الرقيقة على الرصيف ، عبير تنظر للغيم : شكلها بتمطر
                أفنان : من كثر ما أمطرت في كان صرت ما أحب المطر
                ضي : وش سويتي في كان ؟
                أفنان : أريح من باريس كله سعوديين وعرب .. يعني الشغل بس برا نادر ماألقى عرب
                ضي : و المحاضرين ؟
                أفنان بإبتسامة عريضة : فيه سعودي واحد و ثاني أردني والباقي أجانب
                عبير تخرج هاتفها لترى محادثة من رتيل قبل ساعتين " خلي أبوي يتصل علي " ، كتبت لها " موجودة ؟ " طال إنتظار عينها على الساعة لتعرف أنها بعيدة عن هاتفها. : غريبة رتيل راسلة لي أتصل على أبوي
                ضي أخرجت هاتفها : اليوم عندهم شغل أصلا ... لحظة ... دقائق حتى أجابها بإتزان أكثر بعد الربكة التي حصلت : هلا ضي
                ضي : هلابك ، مشغول ؟
                عبدالرحمن : لا .. خذيتوا أفنان ؟
                ضي : إيه معانا الحين .. رتيل راسلة لعبير عشان تتصل عليها
                عبدالرحمن : إيه خلاص كلمتها
                ضي : طيب كويس
                عبدالرحمن : وين بتروحون ؟
                ضي كانت ستتحدث لولا أنه قاطعها : خلوكم في المنطقة نفسها لا تجوني
                ضي رفعت حاجبها بإستغراب : يعني نجلس هنا ؟
                عبدالرحمن : إيه وبجيكم بعدها
                ضي : طيب .. تامر على شي حبيبي ؟
                عبدالرحمن : سلامتك وأنتبهوا على نفسكم ... بحفظ الرحمن .. أغلقه
                ضي : أبوك يقول نجلس هنا ومانرجع

                ،

                بتوتر عظيم بلعت ريقها لتردف : موافقة
                بضحكة عين والدتها وبإبتسامة أشد إتساعا : هذي الساعة المباركة
                هيفاء أبتسمت والإحمرار واضح على ملامحها الصبية ، دخل منصور ويوسف ووالدها معا : السلام عليكم
                : وعليكم السلام والرحمة
                هيفاء كانت ستخرج لولا نداء والدها : صايرين مو قد المقام
                هيفاء بحرج : وش دعوى يبه بس يعني نومي متلخبط وكذا و أسهر
                يوسف بخبث : إبتسامة أمي هذي وراها علوم
                والدتها : دامكم أجتمعتم بفاتحكم بالموضوع
                بلمح البصر أختفت هيفاء التي سارت بخطوات سريعة خارج المجلس.
                والدتها بإبتسامة : ولد عبدالله القايد خاطب هيفا
                يوسف يمثل جهله بالموضوع : جد ؟
                والده : والنعم فيه
                منصور ينظر ليوسف بشك ويقلد صوته : جد!!
                يوسف ضحك وهو يسكب له من القهوة : عن نفسي موافق
                منصور : وأنا موافق
                والده : دام أخوانه موافقين أنا بعد موافق الرجال ما يعيبه شي
                والدتها : أجل أنتظر الرجال يومين بالكثير وهم جايينك أهم شي خذوا الموافقة المبدئية
                يوسف : والله وبناتك يا يمه صاروا بخبر كان
                والدتها بضيق : هذي سنة الحياة نكبر ونربي بعدين غيرنا ياخذهم منا
                يوسف ينظر للخادمة التي تجلب عبدالله لوالده ، منصور ضحك : وحبي له
                يوسف : على وش يا حظي ؟ شايف خشمه
                والده : شف على كثر ما تتطنز على ولده الله بيبتليك ما بقى شي ما عيبت عليه
                يوسف بإبتسامة : أنا واثق بنسلي حتى الجيل الثالث
                منصور يرفع إبنه : كله زين بس بعض الناس ما تشوف
                يوسف : أستغفر الله الواحد يستغفر لذنوبه على هالولد
                منصور يحذفه بعلبة المناديل : قل يعدد حسناته يوم الله رزقه بهالشيخ

                ،

                في غرفتها المنزوية بهذه الشقة في جهة بعيدة ، متربعة على السرير وبمقابلها سارة. ترفع شعرها لتتمرد بعض الخصل : ما شفتها كثير
                سارة : طيب كيف يعني شكلها أوصفي ؟
                أثير : مدري ما أعرف أوصف يعني مقبولة
                سارة رفعت حاجبها : هذا الكلام من الغيرة ولا صدق
                أثير بإبتسامة ثقة : أغار ! لو يبيها ما تزوج عليها
                سارة : طيب .. أنا طفشت خلينا نطلع
                أثير : عزوز حالف أني ماأطلع اليوم
                سارة : بدينا حلف وسوالف مالها داعي
                أثير : بخليه هالأيام بس بعدين مستحيل يمشي كلامه علي .. وأصلا أحسه بيطلق الحلوة اللي معه
                لتردف : تدرين يقولي بخليك تتحجبين !!
                سارة : بس ترى عاد شخصيته قوية يعني بيمشي كلامه عليك
                أثير : ماني حمارة أمشي وراه ! لي شخصيتي وله شخصيته ... قاعدة أفكر بعدين لا رجع الرياض
                سارة : بترجعين معه ؟
                أثير : أبوه الله يرحمه كان يشتغل في الرياض وأهله هنا .. يعني عادي عشان كذا بجلس
                سارة : وبتخلينه معها ؟
                أثير بسخرية : يشبع فيها
                سارة : صح على طاري أبوه! قبل فترة يخرب بيت الشبه تخيلي من شفت ؟
                أثير ببرود : غادة ؟ شفتها بعد
                سارة بدهشة : تشبهها مررة .. الله يرحمها ويغفر لها
                أثير : أول ما شفتها تعوذت من الشيطان بعدين تحسينها مريضة أو فيها شي يعني وجهها مرة أبيض .. بس غادة الله يرحمها بياضها مو كذا
                سارة : إيه صح بس نفس الملامح الخشم والعيون .. يممه يالعيون نسخة

                ،

                رائد بغضب : كيف يعني ؟ بس أرسل مسج ؟
                : إيه قال أنه ما يقدر يجي اليوم
                رائد تنهد : يعني تتعطل أشغالنا فوق ماهي متعطلة ! وش صاير معه هالصالح !!!
                دخل فارس : السلام عليكم
                : وعليكم السلام
                رائد الذي جلس بالشقة بعد أن علم بإعتذار صالح له ، أردف : وين رحت ؟
                فارس بسخرية : الملاهي
                رائد ببرود : طيب ..
                فارس رفع عينه لوالده وبيأس : أنا قررت أتزوج
                رائد بسخرية لاذعة غرق بضحكته ليردف بين ضحكاته المتفجرة : لايكون حاط عينك على وحدة ؟
                فارس ينظر لضحكات والده ، يعترف لذاته بأنه مجروح الان من هذه الضحكة والسخرية : لا
                رائد : أنا أقول نام عشان تصحصح شوي
                فارس : وانا مصحصح !!! أبي أتزوج
                رائد : بالله ؟ طيب قولي مين !
                فارس : قلت لك ما أبي أحد معين ! أبي أتزوج أي وحدة
                رائد : وليه ؟
                فارس : كذا
                رائد : لا أبي أعرف السبب لأن واضح ماهو عشان زواج
                فارس : إلا عشان زواج لا تخاف أنا ما ألعب بأحد عشان مصلحة
                رائد أبتسم : إيه عرفت أربيك
                فارس بضحكة : ما قصرت والله
                رائد : طيب .. وأنا أقولك يا حبيبي .... لا *أردف الرفض بحدة قطعت برود كلامه*
                فارس تنهد : يعني تبي تجلسني عندك إلى متى ؟
                رائد يشير إلى رأسه ليردف : مزاج
                فارس وقف : طيب يا يبه أنت تبي تخسرني ماهو أنا .. صدقني قادر أبتعد وما أسأل عن اللي وراي
                رائد يقلد نبرته : وأنا صدقني قادر أنهيك ولا أسأل أنت ولدي ولا غيره !!

                ،

                بنبرة الضحكات تلتفت لها الصغيرة الأنيقة : مبرووووك ، تأتي الأم الأشد اناقة بإبتسامتها ، تبخرها لتردف : مبروووك يا بعد عيني. الأب السعيد يقرأ عليها : يالله أحرسها .. تنظر إليهم بإبتسامات هادئة : وين عبدالعزيز ؟
                و كأن بخارا يتلاشى حتى تسمع صوتها الضيق ، خلخلت أصابعها في يد والدتها بهمس : يمه ردي علي .. يممه .. لا تخليني .. لا تموتين .. يممه ردي علي .. يممممه ...
                بدأت دموعها تسقط بإنهمار مع سماع أصوات الملتفين حول السيارة ونبرة الشرطة : يممه . .
                تحشرج صوتها وهي تشعر بفقدها للوعي : يبه .. يبه ...
                رمشت عينها لتسقط دمعة وتفتحها على السقف الأبيض والأجهزة حولها ملتفة. نظرت لما حولها لتبكي بشدة : يممه .. يمه .. يمه
                دخلت الممرضة لتثبت جسدها على السرير. رؤى بإنهيار كبير تدفعها : أبي أمي .... وين أمي ؟ .. وين هديل .. ويننننهم
                الممرضة بعدم فهم ، بإنجليزية ركيكة : أرجوك أهدأي
                دخل وليد : رؤى
                رؤى تنظر إليه بضياع : وين أمي ؟ وينها !!
                وليد تسارعت نبضاته ليردف : رؤى ؟؟
                رؤى : مين رؤى !! أبي أمي .. جيب لي أمي
                شعر بإختناق فظيع وهو يردف للممرضة : هل لك بأن تتركينا قليلا ؟
                الممرضة بإستجابة خرجت ملتزمة الصمت.
                وليد جلس بجانبها : وش صار ؟
                رؤى ببكاء : أنا أعرفك ! صديق عزوز ؟
                وليد : إيه .. طيب يا ..
                رؤى تمسك رأسها : أنا ! أنا .. ياربي وش صار !! وين عبدالعزيز ؟
                وليد : عبدالعزيز !!
                رؤى تصرخ به : أبي أخوووووووووي
                وليد : طيب طيب .. أهدي بجيبهم لك
                رؤى بضعف وإنكسار : و ناصر ! أبي ناصر بعد
                وليد : طيب
                رؤى وكأنها تذكرت أحدا لتردف بجنون : وين هديل ؟ هديل وينها .. رد علي أنت تعرف بس ماتبي تعلمني .. أيه عرفتك عرفتك أنت الدكتور ! صح قولي صح أنت أسوأ دكتور شفته بحياتي
                وليد أبتسم ومحاجره تختنق بإحمرار لأنه أدرك أنها تستعيد ذاكرتها وتعيش التخبط بين ذكريات ما بعد الحادث وما قبله : إيه أنا أسوأ دكتور
                رؤى بهذيان : وين أبوي ؟ .. وينههم كلهم !!
                وليد هز كتفيه : مدري .. ماأعرف
                رؤى : أنت كذاب ! أبي ناصر .. جيبي لي ناصر .. ناصر ما يخبي عني شي
                وليد عقد حاجبيه : بجيبه لك .. بس أهدي
                رؤى صمتت لثواني لتبكي وتتعالى ببكائها : أبوي ما مات صح ؟
                و كلمة " الموت " مؤذية لقلب كل شخص فكيف أنا ؟ أنا المتعذب بك : صح
                رؤى هدأت أنفاسها براحة : وعبدالعزيز ؟ ما جاء ويانا الحمدلله طيب وينه ؟
                وليد : بيجي
                دخلت الممرضة ومعها إبرة مهدأة ، رؤى تنظر لوليد بغرق حبها الذي تجهله : روح أتصل عليهم .. نادهم لي
                وليد : إن شاء الله ..
                تغرز الإبرة في ذراعها لتهدأ أكثر مستعدة للدخول في نوم عميق ، بكلمات متقطعة : عبدالعزيز .. ع ...
                وليد أغمض عينيه ليمسح دموعا لم تخرج بعد ، خرج من غرفتها في حيرة شديدة ، هي أستعادت ذاكرتها بحادث مثل ما فقدته ولكن تتذكرني ! تعيش التخبط. يالله وكأنه ينقصنا ؟

                ،

                أشتد تفكيره المتذبذب ، عرف رغبة عبدالمحسن ولن يمانع منها بالنهاية يبقى أخيه مهما حدث ، ربما النصيحة تفيد أو لا أعرف تماما ما يفيده تماما ، لا يهمني كل هذا ، الأهم أنني كيف أعيش ؟
                قاطع تفكيره دخول أحمد : فيه حالة حريق بحيك
                سلطان وقف : بيتنا ؟
                أحمد : لا .. من رجال الجوهي .. حارقين الفلة اللي قدامك
                سلطان يأخذ هاتفه ليخرج مع أحمد ، يتصل على عمته التي لا ترد وتشغل باله أكثر : الأمن هناك
                أحمد : مسكرين الشارع
                سلطان : مين اللي مسكرينه
                أحمد بتوتر : أقصد صعب يوصلون الحي ! الطريق زحمة
                سلطان ألتفت عليه بصدمة : الحي مافيه أمن !!
                أحمد بربكة أكثر : إيه
                سلطان يتصل على الجوهرة : زحمة وين في أي طريق ؟
                أحمد : صاير حادث مروري
                سلطان بعصبية : هذي مو صدفة .. قاعدين يستفردون فينا

                ،

                هطل المطر بشدة والبرق يرعب نفسها التي تخاف ، منظر السماء في الغروب يربكها أكثر : أبوي ما قال بيجي ؟
                عبدالعزيز : إيه ..
                رتيل بغضب : طيب الحين وش نسوي ؟
                عبدالعزيز ببرود : طقي أصبع
                رتيل : أكلمك جد!! والدنيا مطر يعني وش بنسوي
                عبدالعزيز : شوفي تراني تعبان ومواصل والنفسية زبالة فأكرميني بسكوتك
                رتيل تخرج هاتفها لتندهش من ضياع الشبكة : أيوا هذا اللي كان ناقص ! يعني وش بنسوي ؟
                عبدالعزيز : قربنا نوصل ل روان
                رتيل : طيب وأبوي كيف بيدل ومافيه شبكة الحين
                عبدالعزيز : يهدأ المطر ونوصل هناك إن شاء الله بعدها ندق عليه
                رتيل بقهر : ياربي .. أنا غلطانة أني جيت معك
                عبدالعزيز أبتسم : جيبي المناديل وأمسحي وأنت ساكتة
                رتيل بحدة : ماأشتغل عندك
                عبدالعزيز الذي يسير ببطء بسبب الأمطار القوية : تراك الحين تعتبرين كأنك مسافرة ومحد عندك ..
                رتيل : تهددني ؟
                عبدالعزيز : أعتبريها زي ماتبين
                رتيل بقهر أخذت المناديل وأقتربت منه لتردف : ما شفت مجانين زيك في أحد يبلع مشرط مدري وشو ذي الحديدة
                عبدالعزيز : ماهو شغلك .. توقفت السيارة
                رتيل : ليه وقفت ؟
                عبدالعزيز صمت لثواني طويلة : شت هابنز !!
                رتيل أتسعت محاجرها : لا تقول أنها تعطلت .. عشان ماأنتحر
                عبدالعزيز يخرج هاتفه ليرى أن ليس هناك شبكة ، حك جبينه ليلتفت على رتيل : رحنا ملح
                رتيل بخوف : من جدك ؟ سو أي شي ..
                عبدالعزيز يسحب معطفه ويرتديه : بشوف وش صاير يمكن أقدر أصلحه .. فتح الباب ليهب الهواء الشديد البرودة عليهم ، نزل و رأى كفارات السيارة الأمامية المثقوبة ، دخل مرة أخرى : شكله داخل مسمار في الكفارات
                رتيل : طيب ؟
                عبدالعزيز يشد على معطفه وهو يشعر بالبرودة ، أغلق السيارة : ننتظر لين يهدى المطر
                رتيل بغضب كبير : أنا وش ينطرني ! طيب إذا ما طلعوا لنا مرة ثانية !
                عبدالعزيز : ضيعناهم ولا ما ضيعناهم ؟
                رتيل : إيه بس
                عبدالعزيز يقاطعها : اجل أبلعي لسانك

                ،

                يجلس بجانبه ، بلع ريقه وهو يشعر بقهقهة الحياة الساخرة ، أردف بذبذبة صوته الذي يخونه ، شعر بجنون الحب الذي لا يصدق ما سمع ، شعر بشعوره جيدا : اسف
                ناصر أبتسم : على ؟
                فيصل : أنا أعرف .. يعني بصراحة مدري كيف أقولك
                ناصر : عادي قول
                فيصل أخذ نفس عميق وكانه يغوص الان لا يدرك حجم الغرق الذي سيسببه لناصر : بعد حادث باريس .. يعني .. أنا أبي أقولك أنه .. أنه يعني ...
                شعر بأنه يختنق ، فتح أزارير ثوبه : والله مدري كيف أقولك
                ناصر وقلبه بدا يتصادم بشدة : يتعلق بمين ؟
                فيصل : زوجتك
                ناصر : إيه
                فيصل : أنه .. يعني .. زوجتك .. صار .. يالله رحمتك .. زوجتك في باريس
                ناصر ضحك لا يستوعب تماما : إيه عارف . . قبرها في باريس
                فيصل : لأ .. يعني هي هناك
                ناصر تجمدت ملامحه : مجنون ؟ كيف هي هناك !
                فيصل بكلمات متقطعة خافتة متوترة مرتبكة : يعني .. أنا عارف ماراح تصدقني .. يعني كيف إنسان ميت وبعدين حي .. بس .. هذا اللي صار .. يعني أنا عارف أنك مصدوم بس .. الله أراد هالشي وهذا قضاء وقدر .. زوجتك حية يا ناصر

                .
                .


                أنتهى البارت

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ويح قلب
                  خان صاحبه ..

                  أسمعتم
                  بوجع عانقه فرح ؟
                  بعبرة خنقت
                  على هدب ؟
                  بموت
                  تكللته الحياة ؟
                  بحياة تعود
                  بعد الممات ؟

                  ضميري
                  يقتات على غربة
                  ستنال منه يوما ..

                  عقلي
                  سيودي
                  بقلبي عن سبق اصرار
                  و ترصد ..
                  مهلك يا عقل
                  فروحي
                  سئمت أحبة فقدوا
                  واحدا تلو الاخر
                  ولا أضمن
                  أنني سأقبل الحياة
                  بعد غياب أبدي ثالث ..

                  * وردة شقى.





                  رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طيش !
                  الجزء ( 55 )


                  فيصل بكلمات متقطعة خافتة متوترة مرتبكة : يعني .. أنا عارف ماراح تصدقني .. يعني كيف إنسان ميت وبعدين حي .. بس .. هذا اللي صار .. يعني أنا عارف أنك مصدوم بس .. الله أراد هالشي وهذا قضاء وقدر .. زوجتك حية يا ناصر
                  وقف وملامحه متجمدة لا تصدق سوى ضربات قلبه التي ترتفع بشهقات صامتة لا يطلقها سوى قلب يئن ، تراجع للخلف ليصطدم بالطاولة وتسقط متناثرة الزجاج. فتح أول أزارير ثوبه وعيناه تضيع في عين فيصل.
                  وقف الاخر بخوف : ناصر !!
                  ناصر الذي أرتفع ضغط دمه حتى نزف أنفه ، لم يبالي بالدماء التي تطلق هتاف خافت وتناصر قلبه : مين ؟
                  فيصل صمت لايعرف كيف يداوي جرحه الان ، تكاد تخونه رجولته ويبكي من شدة هذا الموقف.
                  ناصر وإغماءة تقترب منه : زوجتي أنا !! غادة حية ماهو لعب !! ترى هالشي ماهو لعب ...
                  فيصل شفق على حاله ليردف : أنا عارف ...
                  صرخ به : وش تعرف !! وش تعرف ! تعرف كم مرررة بكيت عليها ولا كم مرة أفز من نومي عليها ... غادة حية ! أنتم تكذبون ولا تبون تجننوني !!!! وبعدين وش يعرفك بزوجتي ؟ كيف تعرفها ؟
                  فيصل : بعد الحادث .. ا يعني بعد الحادث راحت لمستشفى ثاني وهناك تلقت علاجها
                  ناصر بصوت يكاد يموت : زوجتي ! .. يشير إلى صدره ... زوجتي أنا ... وقبرها ؟
                  فيصل عقد حاجبيه : تعوذ من الشيطان وأنا مستعد أخليك تسمع صوتها وتتأكد
                  ناصر يضع يده فوق شفته ليوقف النزيف من ملامسه شفتيه ، رفع عينه المحمرة وضربات قلبه تتدافع عند عنقه ، شعر بأن روحه تخرج ، بأنها تتحشرج! هل من الطبيعي أن يرثي زوجته سنة ثم يصطدم بوجودها وهو المتعذب بها !
                  سقط بقوة على الأرض ، تلاشت قواه الرجولية ليسقط على ظهره ، أمام هذا الموت لا أملك قوة أكثر لأصدق هذه السخريات ، يا حزني بك يا غادة! يا فجيعتي بك التي لا تنتهي منذ ليلتنا تلك ، يا حزني الذي لا ينفك. يا الله أرحني من هذه الدنيا ، لا طاقة لي أكثر. أنا أقبل على الموت كما لم أقبل من قبل ، حبيبتي التي أتت لي جحيما في المنام ، حبيبتي التي لم أنام لأيام بسببها ، خشيت ان تتعذب ، كنت أخاف على جسدها من النار! لم أستوعب بعد أنني أحببتها أكثر من نفسي ، لا مجال لأحد أن يشكك بأنني أحببت بشرا من طين أكثر من نفسي ، يالله! أهذا مزاح ثقيل تلقونه علي ؟ أهذا قلب يستحق كل هذا ؟ أنا لم أفعل شيء في هذه الحياة يجعلها تسخط علي وتعصرني بيديها هكذا! أعيني من حجر حتى تفعلوا معي هكذا ؟ أقلبي يشبه الجدار الذي توكأت عليه حتى تفعلوا بي هكذا ؟ أنا أحبها كيف .. من أجل الله الذي جعلني أعيش حتى هذه اللحظة ، كيف تفعلونها بي بهذه البساطة والبسالة ؟ أنا .. أنا الذي أخترت الميلاد من عنقها وتربيت سنوات في ملامحها التي أتسلقها ببطء كلما حاولت التذكر كم يلزمني شيء حتى أحكي عن حبها ؟ أنا الميت بها ولا أخشى الموت أكثر. لا أخشى أن أموت وأنا الضائع بهذه الحياة.
                  أغمض عينيه الغير مستوعبة ما حدث وأغمض قلبه الذي تلاشت نبضاته بخفوت وكأنها تعلن إنتصار الحياة والظروف والأشياء الرديئة التي باعدت بينه وبينها.
                  أخرج هاتفه ليتصل بالإسعاف وهو يجري على ناصر ما تعلمه من الإسعافات الأولية ، جمع كفيه ليضعه على صدره ويضغط بقوة ليرفع كفه بمثل القوة.
                  بصوت مخنوق يبلل ملامحه الباردة بالماء ، أتى الدور النفسي الذي درسه من وليد ليخبره بالقرب من إذنه : غادة تنتظرك ... غادة يا ناصر

                  ،

                  يدخل بسيارته بين الأحياء الضيقة لعلها توصل بعد إغلاق الطريق العام ، مازال يواصل الإتصال ومازال لا أحد يجيب ، تجاوزت سرعته ال 140 وهو يقترب من الحي الذي تتصاعد غيمة رمادية فوقه ، ركن سيارته بسرعة ليدخل وينظر للسائق الذي يطمئنه بكلمات سريعة لا يفهمها سلطان جيدا.
                  دخل البيت لتبحث عينه عنهم ، صرخ : حصة !!
                  الصدى الذي رد عليه جعله يتأكد بان أحدا في بيته ، أخرج سلاحه ليصعد للأعلى بخطوات سريعة ، فتح جناحهم وعينه تبحث ، شعر بقلبه الذي بحجم الكف يضيق حتى تحول لقطعة من طين مكسور .... نظر للحمام وخرج ليصعد للدور الثالث ، نظر لغرفة الجوهرة وهي مشرعة الأبواب. أنتبه للنافذة العلوية المتهشمة ، حاول فتح باب غرفة سعاد ولم يفيد ، بقوة رفس الباب لينفتح وينظر لعمته والجوهرة في حال يرثى له. عين حصة التي لا تبكي ولكن تشرح الرعب الذي زلزل أهدابها.
                  سلطان أدخل السلاح على جانب حزامه وهو يرد على إتصال أحدهم وبلهجة الوعيد : عطني ساعة وراح أجيك ..
                  حصة بغضب وإنفعال : هالبيت مانجلس فيه ! كيف يعني ..
                  لم تكمل من عناق سلطان لها وهو يقبل رأسها بعد أن أدرك أنه مجرد تهديد لهم وأيضا رسالة واضحة من الجوهي، لا أفهم لم الجوهي على مدار هذه السنوات يواصل إبتزازه بأناس أبرياء ذنبهم أننا نحبهم : بسم الله عليك .. الحين بيجون ناس وبيكونون عند البيت محد بيدخل عليكم
                  حصة بصوت مخنوق : وبعدين يا سلطان ! ما كفاك اللي راحوا تبي تروحنا وراهم
                  سلطان بضيق ينظر للجوهرة المستلقية على السرير دون أن تتحرك وهي تضم يديها على صدرها ، أبعد حصة ليخبر عينيها المحمرة : تهديد يا روحي والحمدلله ما صار لكم شي! وهالشي ماراح يتكرر .. ثقي فيني هذا وعد
                  حصة تبحث عن هاتفها : فيه أحد تحت ؟
                  سلطان : الشرطة برا
                  حصة تمسح بكائها بكفها : طيب بروح أجيب جوالي بخلي العنود تجلس عند أبوها
                  سلطان : والخدم وينهم ؟
                  حصة : بغرفهم
                  سلطان تنهد وبخروج حصة أقترب أكثر ، جلس بالقرب منها : الجوهرة
                  الجوهرة لا ترد عليه ، صوت إرتطام الزجاج في بعضه البعض على الأرض وهي جالسة مع حصة مازال يرن في أذنها، وقوفها عندما نظرت للنافذة العلوية وهي تتكسر مازال ينهش بجسدها الضعيف، يد حصة التي سحبتها لأقرب الغرف وهي غرفة سعاد مازالت تشعر به وبعروق يدها التي تنبض بخوف، الأصوات التي لم تفهم لغتها ولكن كانت قريبة من الباب جعلتها تفهم أن هذه الحياة بسهولة تسلب منهم ! بسهولة ربما يختطفني الموت وبغمضة عين أيضا.
                  سلطان وضع كفه على كفها ولكن سرعان ما سحبتها لتردف بحدة : بدري عليك تجنني مثلها
                  سلطان شد على شفتيه ليقف : طيب أنزلي معاي
                  الجوهرة تستعدل بجلستها على السرير ، تحاول المكابرة ولكن تنزف دموعها بوجع، الألم أن أظهر اللامبالاة وكلي يفيض بالشعور. كلي يا سلطان يفيض بالحزن ولا مقاومة لي لكل هذه الحشود التي تأتيني بمجرد أن أراك. من الإجحاف أن تكون أمامي كالقبيلة وأكون أمامك كفرد ينتمي لهذه القبيلة ، من الإجحاف أن يأتيني حبك قبائل أمام أنثى لا تعرف كيف رد القبيلة.
                  أطال نظره به حتى خرج وتركها بالأعلى لوحدها ، وقف أمام الدرج يعرف أنها ستجبن وتخاف، لن تتحمل الجلوس لوحدها بالأعلى.
                  تضارب قلبها بقوة في صدرها ، لو أن أحدا يستطيع أن يدخل من هذه النوافذ التي تمتلىء بالبيت، خرجت بخطوات سريعة لتصطدم بصدره القاسي وهي تبكي، باللاشعور ضربت صدره لتنفجر ببكائها وتهذي بكلمات لا تفهم سوى " ليه تسوي كذا ".
                  " ليه يا سلطان ؟ " ، أنا المجروحة أسفل الجناح الذي يحاصرك لم كل هذا ؟ لم أعاتبك على كل حال ! وأنت لن تسمع من الأساس كل ما تفيض به رعشة عيني ! يالله لم تحزنني هكذا !
                  مسك كفيها ليثبتهما ويسحبها إلى صدره ، مسح على شعرها لتغرز أظافرها بظهره الذي أعلنت التشبث به ، أغرقت قميصه العسكري بدموعها ، قرأ عليها بصوت أمتلىء بالبحة الخاطفة للأرواح : هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما.
                  رفع وجهها الأبيض له ، مسح دمعاتها الشفافة ليقبل جبينها المرتبك بتعرجاته ، أغمضت عينيها المرتعشتين ليهمس : خليك في غرفتنا بيدخلون عشان يصلحون هالأشياء ..


                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    ،

                    متكتفة لا تنطق بشيء بعد أن ألتزمت الصمت ، تنظر للأمطار التي تهطل بغزارة على الزجاج الأمامي ، لا شيء واضح سوى أضواء السيارات التي تمر بخفوت ، كل ثواني طويلة بطيئة تقطعها سيارة واحدة دون أن ينتبه أحد بهذه الظلمة إلينا. هذه الأضواء التي تظهر قليلا وتختفي كثيرا تشبه وعودي الزائفة، أشهد أن لا رجل يتلاعب بتوازن هذه الأرض غيرك، يحرك مظاهر مزاجي الكوني بين أصبعيه كأنت ، أشهد أن لا حب يأتي بملء دموع السماء كحبي. وأشهد ان لا عقل أقوى من هذا الحب كعقلي الذي يرفض كل محاولات قلبي، أرأيت تسلط عقلي وسطوته ؟ كل الأشياء التي نظرت إليها بثقة يدافع عنها عقلي الان يا عزيز.
                    ألتفت عليها : تدعين ؟
                    رتيل بهدوء : اللهم باعد بيني وبين أسوأ عبادك كما باعدت بين المشرق والمغرب.
                    بمثل هدوئها : امين
                    رتيل بعقدة حاجبيها : و قربني إلى الصالح من عبادك.
                    عبدالعزيز : ماهو امين يا رتيل
                    رتيل أبتسمت : ما تؤمن أنك صالح أبد!
                    عبدالعزيز ألتفت عليها بكامل جسده لينظر إلى جروحها المعراة أمامه بهذا المطر ، هذا المطر الذي يجعل النساء يخجلن بإلتصاق ثيابهن هو ذاته الذي يجعلنا نخجل عري ندبات قلوبنا : أؤمن لكن فيه الأفضل
                    رتيل بنبرتها الحادة : أكثر بكثير
                    عبدالعزيز : وأنا ؟ أقل
                    رتيل ألتفتت عليه بكامل جسدها أيضا : طيب أنا غلطت أعترف أني غلطت وتجاوزت حدود الله ! أعترف بكل هذا وتعلمت من أغلاطي لكن أنت !!
                    عبدالعزيز بنبرة خافتة تخالف صخب هذا الجو : كنت ردة فعل لأغلاطك
                    رتيل أبتسمت بشحوب : كلنا غلطنا لا تحاول تبرأ نفسك وترمي غلطك علي
                    عبدالعزيز : ما أرمي غلطي عليك! أنا ممكن غلطت
                    رتيل تقاطعه بحدة : أنت غلطت ماهو مسألة ممكن وإحتمالات
                    عبدالعزيز : غلطت يا رتيل بس أنت اللي بديتي هالأغلاط كلها ! لما غلطت مرة شفت نفسي أغرق بأغلاطي .. كانت البداية سهلة منك ومني بس الحين لا أنت قادرة تتخلين عن أخطائك ولا أنا
                    رتيل بقسوة صدقها : قادرة أتخلى وبالوقت اللي أبي! وجودي معك ماهو يعني أني أبيك!! أنا بس اخذ حقي من هاللي صار زي ما كنت تتسلى أنا بعد من حقي أتسلى
                    عبدالعزيز : تتسلين بأيش بالضبط ؟
                    رتيل : تعرف لما يقولك دكتور هذا الإنسان باقي له أسبوع ويتوفى لأن المرض ماله حل .. تعرف شعور شخص بالشفقة حتى لو مايحبه بيجلس معه طوال هالأسبوع .. بدافع الإنسانية
                    عبدالعزيز ثار بغضبه : مين المريض بالضبط ؟ أنا ولا أنت ؟
                    رتيل بقسوة صوتها الطاغي على صوت السماء تشد عين عبدالعزيز لشفتيها التي تنطق بكل ما هو جحيم : أنا أعرف أني مريضة فيك! أعرف ولا محتاجة أحد يشرح لي لكن أعرف أختار نهايتي زي ما أبي .. أعتبرني ما أقبل موتك بحياتي كذا بسهولة هالمرة .. بدافع الحب اللي كان ماهو الإنسانية
                    عبدالعزيز يسند ظهره على الكرسي : الحب اللي كان !! كذابة
                    رتيل تنظر له بضياع ضربات قلبها المتصادمة ، ثبتت عينها بعينه لتلفظ ما هو أقسى على قلب عبدالعزيز : ورب العزة أني عنك قادرة أستغني وأنه حبك اللي خسرته لو تدوره العمر كله ماراح تلقاه فيني
                    طال نظره بها ، أربكها بعينيه ، الكون الذي يتزن في حجرة شفتيك لم يسلط الجحيم عند بابه ؟ كنت أدرك بأنك منذ النظرة الأولى " عذاب مقبل عليه " ، كنت أدرك تماما منذ لمحتك أنني لمحت الموت وأن الحب في الزمان الذي جمعنا هو السير بخطوات مستقيمة للمقبرة التي لم تفر منا يوما وها هي حاضرة الان لتشهد على كفرك بي وأنا المؤمن أشد إيمانا بقلبك.
                    أبعدت عيناها لتنظر للشباك : ما أصدق أنك تتلاعب في غيري لمجرد أنك تحاول تسد الفراغ اللي فيك
                    عبدالعزيز بحدة : ما تلاعبت! أثير عمرها ما كانت لعبة وأتلاعب معها !!! ثمني كلامك يا رتيل ماني ناقص رجولة عشان أتلاعب بإحساس غيري
                    رتيل أرتجفت شفتيها من الغيرة التي تفضحها ، كنت أعرف! والله كنت أعرف ولكن أردت أن أتأكد وليتني لم أتأكد : تحبها ؟
                    عبدالعزيز صمت لينظر للسماء من الزجاج الأمامي.
                    رتيل أخفضت نظرها وبنبرة خافتة وهي تلاصق كفيها المتجمدتين بين فخذيها : ما كانت أول خيار لك إلا لأنها تعني لك الكثير
                    ألتفت عليها بحدة حاجبيه : تؤمنين بالحب قبل الزواج ؟
                    رتيل رغم دهشتها من السؤال إلا أنها أردفت بهدوء : لا ، عرفت متأخر أنه مخالفتي للدين يعني أني أخالف نفسي ، يعني أني أضايق نفسي ، عشان كذا ممكن أؤمن بالإعجاب قبل الزواج! ممكن أؤمن بأشياء كثيرة لكن الحب ما يجي بسهولة! صح ؟
                    عبدالعزيز : صح! مافيه شي إسمه حب من أول نظرة أو حب من أول لقاء ! فيه شي إسمه إعجاب بعدين إنجذاب بعدين حب ! وهالأشياء ماتجي الا بالممارسة والممارسة حرام! عشان كذا ...
                    رتيل تكمل عنه وكأنها تقرأه تماما : الحب ماله علاقة بمجتمعنا اللي شوهه بالممارسة! الحب أسمى من كذا وبالنهاية هو أمر فطري ماله علاقة بممارستنا له! لكن ممارستنا نفسها هي الحرام
                    عبدالعزيز : يعني تؤمنين أنك سويتي الحرام
                    رتيل تحشرجت محاجرها ، هزت رأسها بالإيجاب : غلطت! غلطت بحق نفسي كثير.. لكن ..
                    عبدالعزيز : لكن تحسين أنك كفرتي عن هالغلط
                    رتيل بإندفاع : كلنا نغلط لكن فيه ناس يبقون في غلطهم وفيه ناس يدفعون ثمن غلطهم طول عمرهم! أنا أدفعه الحين! أدفع ... أدري أنك ماهو أكبر امالك أنه تسمعها مني وأنا وعدت نفسي أصلا أني ماأقولها لك لكن بكون صريحة معك أني أنا أدفع الحين ثمن حبي ..
                    عبدالعزيز بهمس : وبعدها ؟
                    رتيل : ماأؤمن بشي إسمه مقدر أنسى ! شي ماهو بإرادتي! قلت لك وبنفس صراحتي لك يا عز .. أنا قادرة أني أنساك وبنتظر الزواج التقليدي اللي بينسيني إياك
                    عبدالعزيز بنظراته الخاطفة : يعني قررتي ؟ قرار غير قابل للنقاش
                    رتيل هزت رأسها بالإيجاب لتردف بعد ثواني صمت : قلت أنك ماراح تجرح أثير! وأنا ماراح أجرح نفسي بنفسي
                    عبدالعزيز : ليه تربطين الشيئين في بعض ؟
                    رتيل ألتفتت عليه لتنفجر بغضبها : تظهر رجولتك فيها! وأنك منت ناقص رجولة عشان تجرح بنت وتتلاعب فيها! أنت فعلا تبيها ! وبعدها تسألني ليه أربط ؟ طيب رجولتك هذي وقناعاتك ومبادئك اللي تربيت عليها ليه تغيرت معاي ؟
                    عبدالعزيز بهدوء وسط صراخها : لأنك كنت إستثناء
                    رتيل تفتح أزارير معطفها وتنزع وشاحها الذي يلف حول رقبتها ، شعرت بأنها تختنق : طيب أنا قررت! لي طريق ولك طريقك
                    عبدالعزيز بإبتسامة مختلفة عن ما أعتادته،إبتسامة غرقت بها وهو يظهر شرفة بسيطة على أسنانه : وإذا حصل ولقينا تقاطع ؟
                    رتيل ضحكت بين ربكة دموعها التي أختنقت في عينها.
                    عبدالعزيز : ممكن أجرب شي ؟
                    رتيل : لا
                    عبدالعزيز بمثل إبتسامته : مافيه شكرا على الضحكة
                    رتيل ألتفتت عليه بكامل جسدها مرة أخرى : وش تجرب
                    عبدالعزيز أقترب حتى لامست شفتيه ما بين حاجبيها ، قبلة رقيقة تشبه قبلات الوداع : واضح أننا ماراح نلقى تقاطع !
                    رتيل فتحت عينيها المغمضة بعد هذه القبلة التي جمدت الشعور بها : ماراح أتنازل ولا أنت بتتنازل! مافيه أي تقاطع
                    عبدالعزيز تنهد ليبتسم مرة أخرى : طيب ، خلي الأيام الأخيرة لنا هنا تكون ذكرى ! ماأبغاها تكون حلوة بس إذا تسمحين لاتكون شنيعة
                    رتيل : هدنة ؟
                    عبدالعزيز : نقدر نقول قبل الإنفصال !
                    ألتزما الصمت بعد صوت الرعد ، سكنت حواسه وعقله يضيق عليه ، لم يكن ينقصه أن تواجهه بكل هذه القسوة الأنثوية ، هذه القسوة التي تعصف بقلب الرجل البائس! ليس من السهولة أن تحرقين قلبي! أبدا ليس من السهولة أن تقعي بحب غيري! مهما كابرت أنت لن تجدين أحدا تحبينه إلا " عبدالعزيز " ، أنا يا رتيل.
                    رتيل : وش بنسوي ؟ أنا ماراح اتحرك من هنا
                    عبدالعزيز يأخذ الوشاح الذي وضعته في حضنها : دامك بتبقين هنا ماأظن بيفيدك بشي
                    لف وشاحها على عنقه ورائحة عطرها تخترق مسامات جسده ، أخفى إبتسامته وهو يأخذ هاتفه ومحفظته ويخرج.
                    رتيل تنظر إليه غير مصدقة : من جده !
                    أنتظرت ثواني طويلة وهو يسير على جانب الطريق بخطواته حتى أرتعشت من فكرة ان يأتيها أحد ولا وجود لشبكة هاتف حتى تتصل ، فتحت الباب ليلتفت عبدالعزيز على بعد خطوات : ضيفي لقاموسك أنك جبانة
                    رتيل أخذت أغراضها وسارت بإتجاهه : ما أستحي من خوفي بمثل هالمواقف
                    عبدالعزيز يغلق أزارير معطفه ليدخل كفيه بجيبه والمطر يبللهما ، ساروا قرابة الربع ساعة حتى ألتفت عليها : بردتي ؟
                    رتيل : لا
                    عبدالعزيز يفتح حجابها بهدوء : محد عندك! المويا يتشربها حجابك وبكذا تبردين أكثر
                    رتيل وضعت حجابها على رقبتها بدلا من الوشاح الذي أختطفه منها ، لم ترد عليه وهي تحتضن نفسها من شدة البرد.
                    عبدالعزيز ينظر لشعرها الذي يتبلل بهدوء ، لونه البندقي الذي يلاصق ببعض خصلاته خدها ، ألتفتت عليه : أول مرة تشوف شعري
                    ضحك ليردف : أتأمله من الملل
                    رتيل تبعد شعرها لجهة واحدة على كتفها اليمين وهي تنظر للوحة التي ترحب بهم في مدينة روان الريفية : هذي هي !!
                    عبدالعزيز : إيه ... دخلوا ولا أحد في الطريق ، الأقدام من هذه المدينة مختفية تماما.
                    رتيل تنظر للمقهى الصغير المقفل : مافيه أحد !!
                    عبدالعزيز : أكيد ماراح تشوفين أحد بهالمطر ... ساروا بطريق يؤدي لوسط هذه المدينة المزهرة بالبساتين الخضراء وعلى جنباتهم البيوت العتيقة. أقتربوا للمركز الذي بدأت الأقدام عليها تصخب ، ساروا يمينا حيث فندق ‪‪ميركيور ، دخلوا والبلل يكسيهم تماما.‬‬
                    عبدالعزيز الذي يحاول أن يتفاهم معهم بطلبهم لبطاقة تثبت هوية رتيل والتي لا تحملها في حقيبتها. بعد شد وجذب لم يستطع أن يقنعهما.
                    خرجا ليردف : فرضا ضعتي صار فيك شي لازم شي يثبت هويتك تحطينه معك دايم
                    رتيل : ما تعودت طيب وش بنسوي الحين ؟
                    عبدالعزيز تنهد وهو ينظر لمحل الملابس الذي أمامه سحب رتيل ليدخلان معا ، أخذ قميص وبنطال يميل للرسمية ، وسحب لرتيل بنطال اخر وقميص.
                    رتيل : مستحيل ماراح ألبس هالشي
                    عبدالعزيز ولا يتناقش معها ، أتجها لغرف التبديل ، وبالفرنسية : إذا تسمحين !
                    رتيل : لا تحاول تطلع قواك الفرنسية علي ! ماعشت هنا عشان أعرف
                    عبدالعزيز : لكل شي عندك تبرير حتى لو خطأ .. طيب ممكن لو سمحت ! لأن الجو الحين ما يسمح وهالمحلات بعد ساعة تحديدا راح تسكر وبنجلس بروحنا ! ها وش قررتي ؟
                    رتيل : تبي تخدعهم !
                    عبدالعزيز : أظن الضرورة تبرر الوسيلة ومن ناحية الدين بما أنك تهتمين كثير فأنا أثق بأني راح أجيب لك فتوى تحلل هالشي بما أنه الحاجة تقتضي أننا نسوي كذا ولا راح نموت بهالجو
                    رتيل ضحكت : شكرا على السخرية
                    عبدالعزيز رمى الملابس عليها ودخل ليغير ، ثواني قليلة حتى خرج برداء أنيق يبرز وسامته السمراء. ، وقف عند الستارة الخفيفة التي تغطي غرف التبديل : يالله !
                    رتيل بتذمر : ما أعرف كيف يسكر ؟
                    عبدالعزيز بخبث : تحتاجين مساعدة !
                    رتيل بإندفاع : لا
                    عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
                    رتيل أرتدت البنطال والقميص الذي يبرزان جسدها تماما ، خرجت ليصخب عبدالعزيز بضحكاته الطويلة.
                    رتيل عقدت حاجبها : برجع وبغير الحين
                    عبدالعزيز يسحب قبعة ليغطي شعرها : الحين شكلك تماما مايوحي أنك عربية طبعا إذا ما بينتي ألفاظك الحلوة
                    رتيل تنهدت : ماني متعودة ألبس شي ضيق كذا وبعدين بيعرفونك من الإسم
                    عبدالعزيز يخرج هوية التي أخذها من الشخص المتعارك معه : لا تنسين هالشي الثمين
                    رتيل : يالله!
                    عبدالعزيز رفع حاجبه مستغربا : وشو ؟
                    رتيل لتردف : ذكي لدرجة خبيثة
                    أبتسم ليخبرها وهو متجة للمحاسب : ترى أغار على الشعر حاولي ماتطلعينه
                    رتيل : تتطنز ؟ طيب .. أخذت كيس لتلملم ملابسهما ، وسحبت مظلة تقيهم الأمطار : خذ حاسب الإمبريلا بعد
                    خرجا ليتجهان لفندق يصنف تحت النجمة الواحدة ، طوال الطريق وهو يحاول أن يتلف بأظافره القصيرة صورة الهوية حتى لا تتضح تماما.
                    غطى عبدالعزيز رتيل بمعطفه الثقيل حتى لا يتضح جسدها بلبسها الضيق.
                    عبدالعزيز باللكنة الريفية : لا ليس تماما إنها مجرد صديقة
                    : أووه لكني لا أملك سوى غرفة واحدة! هل من الطبيعي أن تنام مع صديقتك ؟
                    عبدالعزيز بضحكة وبإبتسامة واسعة : جدا طبيعي
                    رتيل الغير فاهمة أتكأت على الطاولة وهي تنظر بملل لهما.
                    : حسنا الغرفة صغيرة لا أعرف إن كانت ستعجبكما ،
                    نظر لرتيل وكأنه ينتظر تعليقا منها.
                    عبدالعزيز : هي برازيلة لا تفهم الفرنسية تماما
                    رتيل صخبت بضحكتها وهي تفهم ما قال عبدالعزيز تماما
                    همست له : الله يجبر بخاطرك
                    تحدث الشاب الذي يبدو عليه الإعجاب بكل ما ينتمي البرازيل : تتحدثين البرازيلية ؟
                    عبدالعزيز عض شفته السفلية ليردف ويشعر بأنهم سيفضحون : هي مريضة بأمر نفسي ليس واضحا تماما ولكن غريبة الأطوار قليلا و لا تحب التجاوب مع الغرباء ،
                    : عذرا .. حسنا غرفتكما بالطابق الثاني رقم 43
                    عبدالعزيز : شكرا جزيلا
                    مسك رتيل من معصمها ليصعدا الدرج : وش ذا الضحكة اللي ضحكتيها ؟
                    رتيل بحرج : معليش ضحكتي الرقيقة صعب أمثلها في هالمواقف
                    عبدالعزيز أبتسم لعفويتها بتلك الضحكة : وهذي غرفتنا يا ستي ..

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                      ،

                      : أود مساعدتك لكن أنت تعلم جيدا بأن الإصابات في المخ تختلف من شخص لاخر ولا يمكننا التنبؤ بشيء والانسة رؤى واجهت ضغط على خلايا المخ في الحادث الثاني ، نحن لا يمكننا التأكد من رجوع ذاكرتها أو غير ذلك لأنها لا تعي تماما الفرق بين مرحلتين من حياتها.
                      وليد أخذ نفسا عميقا : هذا يعني أنها ستتذكر حياتها القديمة
                      : ليس تماما ربما هذا لمجرد الأحلام التي رأتها في منامها! ربما تتذكر حياتها السابقة التي حتى قبل أن تتعرف على زوجها الذي أخبرتني عنه
                      وليد رغم أنه إنتصار لقلبه ولكن لا يمكنه أن يفرح بتعاستها : إلى أي مدى ستتذكر ؟
                      : ربما طفولتها أو مراهقتها ولكن ما قبل الحادث ربما تنساه بسهولة! مثل ما أخبرتك الإصابة على المخ تختلف تماما وهي ترجع لعامل نفسي في المقام الأول في حالات رؤى، لا يمكننا التخمين بأمرها أبدا.
                      وليد : شكرا لك
                      : عفوا ، أتمنى لك وقت طيب.
                      وليد عاد إليها وهي ترتدي حذائها : وين بتروحين ؟
                      رؤى بعنف نبرتها : أبغى أطلع طفشت من هنا
                      وليد أبتسم : طيب نطلع مع بعض
                      رؤى أعطته إبتسامة خفيفة وسرعان ما محتها ببرود وكأنها " تسلك له ".
                      وليد ضحك بسخرية على حالهما ، أشار إليها لممر الخروج : من هالطريق
                      تغلق معطفها جيدا وتتجه لحديقة المستشفى لتردف : أحكي لي عني !
                      وليد : أنا دكتورك النفسي
                      رؤى ألتفتت عليه : كم عمري ؟
                      وليد كان سيجيب لولا أنها قاطعته : تخرجت من الثانوية صح ؟
                      وليد : من الجامعة
                      رؤى عقدت حاجبيها : جد ؟
                      وليد : إيه
                      رؤى : يعني هديل توها بالجامعة ، طيب وين جوالي أبغى أتصل عليهم ليه ما جوني للحين!
                      وليد : مين ؟
                      رؤى : عزوز وأمي وأبوي وهديل
                      وليد : وناصر ؟
                      رؤى : صديق عزوز
                      وليد : إيه وزوجك
                      رؤى ضحكت بسخرية لتردف : زوجي أنا ؟
                      وليد : إيه !!
                      رؤى : ما أذكره
                      وليد : أمس كلمتيني عنه
                      رؤى : إيه أعرفه بس كيف تزوجني ؟
                      وليد شعر بالإرهاق من تضارب أراءها في يوم وليلة وتحققت مقولة الدكتور الذي أخبره بأنها ربما لا تتذكر ما قبل الحادث الأول تماما ولكن تتذكر فترة زمنية بعيدة : مدري ماحكيتي ليه كيف تزوجتوا
                      رؤى بإحباط : أكيد زواج تقليدي هو يعرف عزوز من زمان! كان يجينا دايم
                      وليد : ماتبين تشوفينه ؟
                      رؤى أبتسمت : أبي أشوفهم كلهم بس وينهم ؟
                      وليد : خلينا نجلس .. جلسا في المقعد الخشبي العريض ،
                      وليد : قبل سنة وكم شهر صار عليكم حادث وكنت مع أهلك
                      رؤى تجمدت ملامحها لتتحشرج دموعها وبنبرة تخاف الجواب : ماتوا ؟
                      وليد لم يجيبها وهو يشتت نظراته.
                      رؤى تسابقت دمعاتها البيضاء على ملامحها الباردة ، شعرت بأن قلبها ينقبض : كلهم .. ؟
                      وليد : الله يرحمهم جميعا ! لكن ناصر زوجك موجود بس مسافر
                      رؤى بضياع : وش أبغى فيه! أنا أبغى أهلي
                      وليد : رؤى عشان نبدأ صح أسمعيني للاخر ، هذا الشي مر عليه فترة طويلة! ماهو أمس ! أنت فقدتي ذاكرتك بالحادث وكنتي تجيني دايم عشان تحاولين تبدين من جديد
                      رؤى : معاك أنت
                      وليد : إيه معاي أنا ! معرفتي فيك صار لها سنة وأكثر. بعدها طحتي على راسك يوم كنت جاي اخذك والحين فقدتي ذكرياتك اللي كانت بين الحادثيين .. وصلنا صح ؟
                      رؤى تهز رأسها بالإيجاب.
                      وليد : بس أنت ما تتذكرين الحادث ، وماني عارف أوصل لاخر شي تتذكرينه .. حاولي تساعديني وش اخر شي تذكرتيه بعد ما فتحتي عيونك
                      رؤى : مدري
                      وليد : كنتي تكلميني عن ناصر .. هذا يعني أنه حلم و أحلامك بالفترة اللي قبل الحادث لكن ذاكرتك ماهي متنشطة لقبل الحادث
                      رؤى بعدم إستيعاب : يعني كيف ؟
                      وليد : وش اخر شي تتذكرينه بس قولي لي وبعدها كل امورنا بتكون سهلة ؟ وش صار أمس ؟
                      رؤى بعد صمت لثواني طويلة : حفل تخرجي الأسبوع الجاي
                      وليد : تخرج أيش ؟
                      رؤى : الثانوية وأبوي قدم على التقاعد وننتظر متى يوافقون !
                      وليد : أبوك مين ؟
                      رؤى : أبوي أنا !
                      وليد : أقصد وش إسمه
                      رؤى لاتفهم تصرفات وليد : سلطان العيد
                      وليد شعر بأن العالم يدور أمامه ، يكاد يفقد عقله وإتزانه معا ، أنحنى ظهره لتتسع المسافة بين سيقانه ، ثبت أكواعه على ركبتيه وهو يضغط على رأسه يحاول أن يفهم ما يحدث الان. سلطان العيد ! صديق والد الجوهرة! صديق مقرن أيضا!
                      رؤى تنظر إليه بشتات : ليه في شي ؟
                      وليد رفع عينه لها : يعني ماهو إسمك رؤى !
                      رؤى : مين رؤى !! أنا غادة
                      وليد أتسعت محاجره بدهشة عظيمة ، شعر بأن أنفاسه تخطف له روحه : غادة! أنت غادة
                      غادة : إيه .. إحنا بأي سنة ؟
                      وليد بعد صمت : 2012
                      غادة شهقت بصدمة أكبر وهي تقف غير مصدقة : إحنا في 2007 !! ما أصدقك
                      وليد يفتح هاتفه ليضع عيناها أمام التقويم : مرت 5 سنوات !
                      غادة بضياع كبير : 5 سنوات أنا ماأتذكرها!! يالله كيف ؟
                      وليد : يعني ذاكرتك واقفة لين قبل 5 سنوات ؟ قبل لا تعرفين ناصر ؟
                      غادة : إلا أعرفه ! بس ما أعرف كيف تزوجنا ما كان بيننا حب ولا شيء .. كان
                      وليد ينظر لحركات شفتيها.
                      غادة : إعجاب !! بس هذا كله ماهو مهم .. أبي أفهم كيف 5 سنوات من عمري ما أعرف عنها شي
                      وليد : راح تعرفينها ، الدكتور قالي أنه لازم ترجعين لروتينك اللي تعودتي عليه وتصفين ذهنك وبدون عصبية وبدون ضغط على نفسك .. راح تسترجعين ذكرياتك
                      غادة بضيق : وأهلي ؟
                      وليد هز كتفيه : محد أرحم على أحد أكثر من الله ! الله رحيم بعباده والله يجمعك فيهم بجناته
                      غادة جلست لتغطي وجهها بكفيها وتجهش بالبكاء ، تسترجع ضحكاتهم وتجهيزاتهم لحفل تخرجها ، كيف كل هذا بسهولة يتلاشى لتبقى ، كيف بغمضة عين أفقد سارة ذات الهوى الجنوبي و سلطان العاشق النجدي ، كيف بغمضة عين أفقد تذمر وطيش هديل وعنفوان الرجولة في عبدالعزيز! كيف ! أريد أن أفهم كيف فقط.

                      الساعة الخامسة عصرا ، 29 يوليو 2007.
                      عبدالعزيز دخل وهو يكاد يتجمد من برودة الأجواء : بدت المباراة
                      هديل : صار لها 10 دقايق
                      عبدالعزيز جلس بقربهم : يارب الكاس لنا
                      غادة الغير مهتمة : طيب وإذا فاز ! يخي طفشت كلكم بتجلسون تطالعون المباراة
                      هديل : مافيه وطنية ! هذولي الصقور الخضر
                      عبدالعزيز المنشد بحماس : هذي تضيع يخرب بيت العدو
                      هديل تنظر للكورة التي بين أقدام مالك معاذ : يالله يالله ... لا
                      غادة أخرجت هاتفها Nokia N76 ، تقرأ الرسائل التي فتحتها منذ زمن ولكن الملل يفعل بها أكثر من ذلك.
                      عبدالعزيز بصرخة : قدام المرمى وتضيع !!
                      هديل : ياسر مو في يومه !
                      في الشوط الثاني التي سار برتابة ، عبدالعزيز : ماتسوى علي القلق اللي سويته وأنا أركض عشان أجيها بالوقت اخر شي هالمبارة اللي تفشل طول البطولة لعبهم وش زينه جت على الأخير يخربونها
                      هديل بإندفاع : ماأنتهت للحين باقي أمل ! يخي أعوذ بالله من تشاؤمك
                      عبدالعزيز ينظر للكرة التي كانت ستأتي على رأس ياسر القحطاني : يالله يا ياسر!! لو أنقز جبتها
                      غادة : وروني هالمزيون ! وش ناديه
                      عبدالعزيز أعطاها نظرة إستحقار جعلتها تصمت.
                      هديل المتابعة لدوري بلادها : الهلال يا بعدي
                      غادة : لحظة وين سامي ؟
                      هديل : ماأستدعوه! أصلا يقولون أنه بيعتزل
                      غادة وتحاول أن تتذكر شي : أنا أشجع النصر صح ؟
                      هديل : أنا أقول نامي
                      قطع حوارهم صرخة عبدالعزيز في الدقيقة 72 معلنة هدف المنتخب العراقي : حمير ! أجل هذا منتخب على اخر البطولة يقهرنا الله يقهر العدو .. حذف علبة المياه على التلفاز ليخرج وهو يقول بنبرة الغضب : الشرهة على اللي يتابعهم

                      ،

                      تنهد بإرهاق : ما يردون! والطريق مسكر مستحيل يمشون فيه !!
                      مقرن : طيب ننتظر لين الصبح .. إذا صفى الجو نروح ل روان أكيد انهم هناك
                      عبدالرحمن : أخاف صار لهم شي! وش يريحني لين الصبح
                      مقرن : الخبر الشين يوصل بسرعة !!! أنا متطمن إن شاء الله ما فيهم الا العافية
                      عبدالرحمن يجلس وهو يحك جبينه : واليوم سلطان يقول صاير حريق! هالأشياء اللي تصير ورى بعض تخليني أشك في شي
                      مقرن : في أيش ؟
                      عبدالرحمن : مستحيل تكون صدفة ! فيه شخص غير الجوهي قاعد يتلاعب فينا! فيه شخص يعرف وش اللي نرغبه من الجوهي ويعرف أنه الجوهي ما يدري عن رغبتنا !
                      مقرن يجلس أمامه : ماني فاهم مين له مصلحة ؟
                      عبدالرحمن : قلت لي أنه اللي كانت مع غادة وش إسمها ؟
                      مقرن : أمل ! بس سعد بطل يتابعها وأنتهينا منها
                      عبدالرحمن : كيف خدعتنا وبينت لنا أنها أمها الحقيقية ! كيف مقدرنا نستوعب أنها تكذب !!
                      مقرن بلع ريقه بإرتباك : أمر وأنتهى ليه تعيد فيه
                      عبدالرحمن : لأني قاعد أفكر بالوضع اللي إحنا فيه !! إحنا أنخدعنا بوضع أهل عزيز .. إذا كانت غادة حية وأمها ميتة هي وهديل لأن عبدالعزيز شافهم ! سلطان العيد .. يعني .. أستغفر الله بس
                      مقرن : مستحيل اللي تفكر فيه!
                      عبدالرحمن : أول ما جينا الرياض سألني عز عن أبوه هذا معناته أنه ما تأكد زي غادة
                      مقرن : بس أنا كنت بالمستشفى ذيك الفترة ومتأكد .. كلهم ماتوا ماعدا غادة وقلت لك أني خبيت عليك أنت وسلطان لفترة عشان أتأكد
                      عبدالرحمن ينظر لمقرن : تتأكد من أيش ؟
                      مقرن ضحك ليردف : أقنعتك بالمرة اللي فاتت أنت وسلطان ليه ترجع تفتح الموضوع
                      عبدالرحمن : أقنعتني بوقت ماكان يسمح لي فيه أني أفكر ! بس ليه خبيت علينا أنه أمل ماهي أمها وخدعتنا بسهولة
                      مقرن بلل شفتيه بلسانه وهو يشتت نظراته : قلت لك أني كنت بتأكد من الناس اللي دفنوهم
                      عبدالرحمن مسح على وجهه : يارب رحمتك! أنا متأكد أنه في طرف ثالث قاعد يلعب ويانا غير الجوهي! وقاعد يلعب بعبدالعزيز بعد .. أمل ومصدرها ؟ مين بالضبط !
                      مقرن : ماعندي علم
                      عبدالرحمن صرخ بوجهه : مقرن لا تخبي عني شي ! أنت تعرف أنه هذي مسألة أمن ماهي مسألة حياتك وبس
                      مقرن بهدوء : وأنا فعلا ماعندي علم ومين تكون أمل
                      عبدالرحمن : 4 جثث ، ثنتين منهم صلى عليهم عبدالعزيز وهو يثق مين يكونون و ثنتين وحدة ماهي غادة ! وماندري مين جاب الجثة ووحدة ماندري هو سلطان ولا بعد زي غادة
                      مقرن : تفكر بأشياء ماضية بوقت ما يسمح لنا نفكر بأشياء راحت وأنتهت !
                      عبدالرحمن شعر أنه يكتشف شيئا مرهقا : الحادث ماهو من تدبير الجوهي هذا اللي أنا متأكد منه الحين لأن لو الجوهي يدري ما ترك غادة وأستعملها ضدنا ! لو يدري كان يعرف عن حياة عبدالعزيز وليه رجع الرياض!! فيه أشياء قاعد تصير ضدنا وإحنا اخر من يعلم !!
                      مقرن وقف : هذي خرافات من عقلك يا عبدالرحمن!! مين مثلا بيكون الطرف الثالث ؟ ما فيه غير رائد
                      عبدالرحمن : رائد لو فعلا كان هو !! كان خذا غادة عنده .. لكن ليه يسلمها لوحدة مانعرفها وواضح انه هو من الأساس مايدري وش صار بعد الحادث! لو يدري كان عرفنا عن طريق عبدالعزيز لما كان يجيه .. أفهمني يا مقرن !! فيه شخص ثالث إما أحد يخوننا أو أحد يخون رائد

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...