رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
،
صخب المنبه بجانبهم معلنا على وقوف عقربه عند الساعة الحادية عشر ظهرا بتوقيت الرياض. ألتفت ليطفئه ، نظر لهاتفه ليتعرج جبينه بلوم ، تأخر على دوامه كثيرا. أخذ نفس عميق ونظر لمهرة الغارقة بنومها على صدره ، سحب يده ببطء ، شعر أنها تصلبت ، حركها كثيرا وهو يحاول أن ينشط دورته الدموية ، رد على هاتفه الذي أهتز بصوت ناعس : هلا منصور .... لا جاي الحين ... بس مسافة الطريق .. وأغلقه. متجها للحمام. مرت الدقائق الخافتة حتى أكملت الحادية عشر ونصف. واقف أمام المراة يعدل من – نسفة – شماغه. أتجه نحوها ليأخذ هاتفه ومحفظته ويرتدي ساعته ، أنحنى وقبل جبينها. على وقع قبلاته رمشت.
بإبتسامة : صباح الخير
مهرة أستغرقت ثواني طويلة حتى تستيقظ فعليا وتستوعب ، نظرت إليه وعيناها تضحك بشروق الشمس المتأخر بالنسبة لها : صباح النور
يوسف أبتعد متجها للباب : عطي الفطور وجه ماهو زي العادة
ضحكت لتردف : إن شاء الله
،
منذ الفجر وهو يتسلق حتى أنهك جسده وأرهقه بتدريبات قاسية، أراد أن يعاقب نفسه ويعاقب جسده الذي أمتنع عن عناقها من أجل الكرامة وتلك الأشياء التافهة التي جعلت نصف من عشقوا يفترقون ، لو لا وجود للغيرة ، للكرامة ، لعزة النفس كان سهل علينا أن نتخطى جراحنا ولكن كرمنا الله بالغيرة التي مهما كانت فهي تجملنا وتجمع كلانا بنصفه المفقود.
تنهد وهو ينظر لأحمد الاتي إليه : صباح الخير طال عمرك
سلطان : صباح النور
أحمد : حطيت الأوراق اللي طلبتها على مكتبك ؟ بتكمل تدريب ولا بتجي تشوفهم الحين
سلطان بعد صمت لثواني : شوي وجاي
أحمد أكتفى بالصمت وأنسحب من المكان.
مسح وجهه المتعرق بكفوفه ليتسلق اخر برج بلا حبال وكأنه يتحدى نفسه من يسبق الروح إلى الموت ؟ هل الجسد يستسلم قبل أم روحه ؟ ياللأفكار الموبوءة التي تتسلط عليه في يوم كهذا. وقف في منتصفه ليجلس بتعب وإرهاق ، لم يريد ضربها ، ليت هذه اليد تقطع قبل أن تمد عليها. ياللسخرية! أنا الذي كنت أنظر بإزدراء لكل رجل يمد يده على أنثى ، أنا الذي كنت أستحقر الرجال وأضعهم في تصنيف أشباه الرجال في كل لحظة يضربون بها الإناث ! أنا الذي كانت قناعاتي ثابتة لم أكتفي بضربها بل حرقتها !
أخذ تنهيدة طويلة ليتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل
،
سلم من سنة الظهر ، أخذ نفسا عميقا ليغرق بتفكيره الذي لم يهدأ منذ تلك الليلة ، ماذا سيحصل مع تركي ؟ يكره أن يرى إبنه وأخيه الاخر بهذه الصورة ؟ لا يعرف ماهو الأصح ؟ العقاب أم العفو ؟ لا يعرف أبدا كيف يغفر لتركي أو حتى يحاول أن يجعل منه رجلا صالح كالسابق وهو أعتدى على عرضه ولولا ستر الله لكانت فضيحتهم تجلجل هذا المجتمع هذا غير إسم عبدالرحمن المتصل بنا دائما. أستخار كثيرا ليطلب من الله المعونة ، أن يريه الحق ، يريد أن يستشير أحد ولكن لا يستطيع ؟ كيف يخبر أحدهم ما حدث ؟ لو أخبر عبدالرحمن ماذا سيفعل ؟ لن يسامح نفسه بالتأكيد وسيشعر بأنه مذنب ، لا يتحمل عبدالرحمن كل هذا ! يكفيه الهم الذي يحمله على أكتافه ؟ من يقدم لي المشورة ! أنا أفلست والله من كل شيء ومن كل هذه السنوات التي مرت. لا أجد ملاذا غيرك يالله فساعدني.
مسك هاتفه ليرسل رسالة ل سلطان " محتاج أشوفك يا بوبدر "
،
نظرت لسقف غرفتها لدقائق طويلة حتى صخبت مسامعها بصوتها : يالله تحركي نبي نطلع
عبير ألتفتت مستعدلة بجلستها و تفرقع فقرات ظهرها : مالي خلق
رتيل وهي ترتدي جاكيتها : ليه ؟ لاحقة على النكد بالرياض !!
عبير تتأمل عين رتيل لتسرح بعين الذي رأته أمس ، تلاقت نظراتهم وأرتعش قلبها ، شعرت به ، بشيء يربطهم ولكن من المستحيل أن يكون هو ؟ من المستحيل أن يظهر لي بهذه البساطة! ليته كان هو حتى أفكر بهذا المنظر دائما.
ضحكت لتردف : عاد أدري أنه عيوني فتنة بس عاد مو لهالدرجة
عبير بضحكة رمت عليها الوسادة : مصدقة نفسك
رتيل كانت ستتكلم لولا دخول والدها وضي ، ضي : صباح الخييير
عبير ولأول مرة ترد عليها : صباح النور
عبدالرحمن : هذا وأنتوا نايميين بدري قمتوا متأخر
رتيل وهي تجلس لترتدي حذائها : مصحيتها من ساعة بس جالسة تتأمل هالدنيا اللي أشقتها *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية شديدة*
عبدالرحمن بضحكة : طيب يا ستي وين ودك تروحين اليوم ؟
رتيل رفعت عينها بإبتسامة : وين ماتبي !
عبدالرحمن بمثل إبتسامتها : نروح بروحنا ؟
رتيل عقدت حاجبيها : أيه !! كأني عرفت السالفة
عبدالرحمن بضحكة عميقة : ههههههههههههههههههههههههههه تفهمينها وهي طايرة ، قومي دامك جاهزة *مد يده لها*
مسكت يده ووقفت : لا بروح معهم.
عبدالرحمن : طيب بسولف معك بشوي إذا ماعجبك الوضع رجعنا
رتيل تنهدت ليخرجا من الغرفة متجهين للمصاعد الكهربائية : عز يبي يشوفك
ألتزمت الصمت لم تنطق كلمة مازال والدي يمارس سطوته وإذلاله لي من أجل " عز ".
عبدالرحمن : أنا عارف وش تفكرين فيه ، ماراح أجبرك على شي ، بس أتركيه يشرح لك وجهة نظره .. يعني عطيه شوي من وقتك
رتيل بجدية حادة : ماراح تجبرني !! أنت يا يبه حتى بطلبك هذا تجبرني بطريقة غير مباشرة ! يعني طلعتني من الغرفة عشان تقولي معناها أخذت موافقتي بالجيب !
عبدالرحمن بضيق : لا تفكرين بهالطريقة ، أنا بنفسي قلت له إذا رتيل مهي موافقة ماراح تشوفها
رتيل : يبه الله يخليك قدرني شوي ! ماني رخيصة لهدرجة عاد عشان توافق له
أنفتح المصعد ليخرجا متجهين للخارج حيث هواء باريس يجمد أطرافهم ، أردف : هذا هو
ألتفتت رتيل لتلتقي عينها بعينه ، أخذت نفسا عميقا لتشعر بحماسة يدها بأن تصفعه ، : يعني يبه وش بيتكلم معي فيه ؟
عبدالرحمن بإبتسامة عتب : زوجك يا بعد الدنيا
رتيل ضحكت بسخرية على حالها : إيوا صح زين ذكرتني بغيت أنسى
أقترب عبدالعزيز منهم على وقع ضحكتها الساخرة/الموجعة.
عبدالرحمن : لا تتأخرون ، ومرني الساعة 6 نشوف شغلنا
عبدالعزيز : إن شاء الله
تلاشى بوسعود من أمامهم ليلتفت عبدالعزيز لها : وين تبينا نروح ؟
رتيل تفيض قهر بهذه اللحظات ، لوت فمها معبرة عن ضيقها : أنت وين تبي توديني ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : لأي مكان تبينه
رتيل : اها !! طيب .. ودني لو لجهنم
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه للجنة يا قلبي
رتيل سارت متجاهلته ، أدخل يديه بجيوبه : تبينا نحكي من بداية الموضوع
رتيل بسخرية : إيه أحكي لي عن الفيلم الهندي
عبدالعزيز يجاريها : هذا الله يسلمك مرة وحدة قليلة حيا
ألتفتت عليه بغضب ليردف : طيب أنا قلت رتيل سبحان الله اللي على راسه بطحا يحسس عليها
رتيل : جايبني عشان تستفزني .. طيب ... أرادت الرجوع لولا أنه أمسك معصمها : خلاص أسحب كلمتي ، مرة وحدة يعني حلوة نص ونص شفتها داخلة غرفتي عاد نحسن النية ماندري وش تسوي بالغرفة يمكن مالقت مكان تصلي فيه وكانت غرفتي قريبة .. أهم شي النية
أبتسمت دون أن تمنع نفسها من إظهار صف أسنانها العليا وبنبرة خبث : الله يعطيك على قد نيتك
عبدالعزيز : أتقي الله
رتيل دون أن تنظر إليه يكملا السير على الرصيف الذي يضج بالخطى
عبدالعزيز وهذه الثقة الأنثوية تدمر أي رجل : طيب ... أركبي
رتيل نظرت لسيارته وبإندفاع : طبعا ماراح أركب .. وين بتوديني ؟
عبدالعزيز بضحكة : لا تخافين ماراح أتحرش فيك
رتيل : قذر
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مقبولة منك
رتيل : وين بنروح ؟
عبدالعزيز : بهالمنطقة ماراح نبعد
رتيل ركبت دون أن تنطق بشيء وهي تختنق من رائحة عطره الذي تتشبث بأجزاء السيارة السوداء.
،
وضعت رأسها على صدرها لتبكي بوجع وحزن عميق ، لا شيء سيمنعها من الحديث ، تشعر بأنها ستبتلع صوتها وتنسى حياتها في هذا الموت البطيء الذي تعيشه ، مسحت الأم على شعرها : خلاص يالجوهرة أهدي !! حسبي الله على عدوك يا سلطان
الجوهرة أبتعدت عن حضنها وبنبرة باكية : حصة أحتاج تساعديني .. تكفين أضغطي عليه لا أنا اللي بفرح ولا هو اللي بينبسط بهالحياة اللي مدري كيف أسميها
حصة : لا تقولين هالحكي ! انا بنفسي بخليه يعتذر لك
الجوهرة بوجع : مستحيل! أفهميني بس
حصة تقاطعها : أنت اللي أفهميني مفروض ما توقفين حياتك عند أول مشكلة ، أوقفي على حيلك وبتقدرين .. كل مشكلة ولها حل
الجوهرة : اللي تعتبرينه ولدك ضربني !! اللي خلاك تتطلقين من زوجك عشانه مد إيده عليك .. هو بنفسه يمد إيده علي
حصة بتشتيت نظراتها لا تعرف كيف ترد عليها.
الجوهرة : ما تشوفين أنه ظلم بحقي ؟ هو يبي يقهرني وبس ! ما خاف ربه فيني ولا راح يخاف دامه يتصرف معي كذا .. حصة أفهميني أنا أدري أنك عمته وتخافين عليه وتبين له الحياة السعيدة بس انا مستحيل أوفر له هالحياة لأن ما بيننا من الأساس تفاهم .. ما بيننا أي شي من هذا كله
حصة بضيق : تقدرين يالجوهرة ، أمسحي دموعك وإذا ضايقك مرة ومرتين لا تستسلمين وتبكين على طول ، إذا قهرك أقهريه ماراح أقولك أسكتي له .. ناقشيه بأي شي يفرضه عليك ومنت مقتنعة فيه ، ناقشيه يالجوهرة وراح تنحل مشاكلكم لكن إذا كل واحد يشيل بنفس الثاني أكيد ماراح تنحل أموركم
الجوهرة : ولد أخوك عقله موقف عند حقبة زمنية ماراح يتعداها
حصة أبتسمت : لهدرجة عاد !!
الجوهرة بقهر : وأكثر !
حصة : طيب يا روحي أنا بكلمه
الجوهرة بقهر كبير : أحسن قولي له عشان يعرف أني أتشكى عندك .. ماني خايفة
حصة تمسح دموعها الباقية على خدها : يدري أنك منت خايفة ! لا تشيلين في قلبك عليه كثير ..
الجوهرة عقدت حاجبيها لتخفض نظرها بدموع تنساب بخفة : أنا ما أستحقره بس أستحقر نفسي لأني حبيته
حصة : لا لا يالجوهرة لا تقولين هالحكي ... وأكيد هو يحبك
الجوهرة بلعت ريقها بسخرية : واضح الحب
حصة : تمسكه فيك كل هالفترة اللي راحت ماهو حب ؟
الجوهرة : حب تملك لو أني أبشع خلق ربي كشخصية أو كشكل راح يتمسك فيني بس عشان يرضي غروره
حصة تنهدت : ماني فاهمة والله ليه كل هالحقد الحين ؟ ماتعودتك كذا
الجوهرة : مثل ما تمسك بسعاد وأنت تقولين أنه ما يحبها !! عنده هوس التملك وبس
برداء اللامبالاة وكأن عقلها بدأ بالحراك لتردف: أنا أصلا ماأعرف ليه أبكي وهو بشغله الحين ولا حتى فكر فيني لحظة! سلطان أناني ولا تدافعين عنه لأن أنت أكثر وحدة تعرفين بأنانيته
تنهدت : ماهو أناني يالجوهرة .. أنت اللي قاسية بحكمك
،
في العمل المضطربة أجوائه بعد نسيان يوسف لمراجعة شرط مهم جعلهم يؤجلان الإجتماع ليوم اخر ، أردف بغضب : خلاص لا تناقشني
يوسف بهدوء يفتح أول أزارير ثوبه : يخي خلاص تأجل ما ضرنا بشي
والده :أنا أقترح تفصخ الجزمة وترميني فيها بعد
يوسف بضحكة : أفا يالغالي أنا أسويها ! قريت العقد أكثر من مرة بس كنت مرهق يعني ماركزت حيل
والده : واضح الإرهاق وأنت مقضيها جلسات مع هيفا .. يعني الإرهاق مايطلع الا بالشغل
منصور : ماتدري يبه! بيروح وياها أستانبول *قلد صوته بكلمته الأخيرة*
والده رفع حاجبه : لا حيت جدتي إن شاء الله
يوسف ضحك ليردف : الله يرحمها ويغفر لها ، نبي نغير جو ولا تنسى أني ما سافرت هالسنة كلها وأنت كريم
والده رفع حاجبه : من جدك ؟ وزوجتك ؟
يوسف : بتكلم دكتورتها إذا ما فيه مشاكل تروح معنا وإذا فيه تجلس وبنروح نفلها أنا وهيفا
والده : لا مافيه ! هيفا تنثبر
يوسف : لا حول ولا قوة الا بالله ! يبه خلها تستانس بكرا تنفجر من الكبت هذا أنا حذرتكم
والده بضحكة عميقة : الكبت لأشكالك
يوسف : تراني أنا أعرفها أكثر منكم وهي تسولف علي مبين أنها بتخرب
والده حذف عليه علبة المناديل : قم أطلع لا ترفع ضغطي
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح طيب ليه ؟ ترى بحجز وبنحطكم أمام الأمر الواقع
والده : قلت هيفا لا
يوسف تنهد : طيب دام لأ ... منصور تخاويني نروح سفرة شباب
والده : خل منصور مع مرته وش تبي بتنشب لهم بعد ؟
يوسف : لو سمحت يبه أتوقع أني عديت السن القانوني
والده بتهديد : شف مين بيعطيك إجازة
يوسف بممازحة : لا أنا تزوجت وولي أمري زوجتي
والده نظر إليه بإزدراء ، ليغرق يوسف بضحكته : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
،
رتب أوراقه بعناية على مكتبه المنزوي في غرفته ، أخرج بعض الملفات ليعيد تقسيم الأوراق التي بها ، رفع نظره لوالدته التي دخلت وبيدها كوب الشاي الدافىء : وهذا الشاي تريح فيه أعصابك
أنحنى وقبل ظاهر كفه : يسلم لي هالإيدين
جلست بقربه : محتاج مساعدة ؟
فيصل يغلق الملفات ويضعها بمكتبته التي تضج بالكتب الفكرية والعلمية : لا ... وين ريف ؟
والدته : نايمة ...
فيصل نظر لإبتسامة والدته : هذي شكلها إبتسامة الموافقة ؟
والدته : يا واثق ! لا ماكلمتني بس مبسوطة
فيصل : عسى دوم ..
والدته : يمه فيصل بسألك وش كنت تسوي بباريس مع عمك مقرن ؟
فيصل أخذ نفس عميق وبإبتسامة توتر ليردف بعد ثواني طويلة : فاجئتيني بالسؤال
والدته : لأن اليوم وأنا أرتب طاحت إيدي على أوراق مافهمتها ! أذكر أنه عمك سلطان العيد الله يرحمه كان هناك .. رحت تعتذر له ؟
فيصل بعد صمت لثواني : إيه كلمته قبل الحادث بأيام ...
والدته : الله يزيدك من فضله ، والله كنت ماأنام وأنا أفكر أنك قطعت علاقتك فيهم كلهم .. انت تدري يايمه هذا قضاء وقدر ومو بس أبوك اللي مات الله يرحمه كثير ماتوا !
فيصل : داري يالغالية أنا كنت ذيك الفترة معصب ونفسيتي تعبانة فأكيد ما قدرت الكلام اللي قلته .. الله يخليك سكري هالموضوع يضايقني كثير
والدته أبتسمت : إن شاء الله ، طيب حبيبي شفت المسجد ؟
فيصل : قلت لك بصوره بس نسيت .. قلت لهم يروحون يشترون الفرش وخلاص ما بقى شي عسى ربي يتقبله منا ويجعله في ميزان حسنات أبوي
والده بإبتسامة لمعت في عينها الدمعة : اللهم امين
،
صخب المنبه بجانبهم معلنا على وقوف عقربه عند الساعة الحادية عشر ظهرا بتوقيت الرياض. ألتفت ليطفئه ، نظر لهاتفه ليتعرج جبينه بلوم ، تأخر على دوامه كثيرا. أخذ نفس عميق ونظر لمهرة الغارقة بنومها على صدره ، سحب يده ببطء ، شعر أنها تصلبت ، حركها كثيرا وهو يحاول أن ينشط دورته الدموية ، رد على هاتفه الذي أهتز بصوت ناعس : هلا منصور .... لا جاي الحين ... بس مسافة الطريق .. وأغلقه. متجها للحمام. مرت الدقائق الخافتة حتى أكملت الحادية عشر ونصف. واقف أمام المراة يعدل من – نسفة – شماغه. أتجه نحوها ليأخذ هاتفه ومحفظته ويرتدي ساعته ، أنحنى وقبل جبينها. على وقع قبلاته رمشت.
بإبتسامة : صباح الخير
مهرة أستغرقت ثواني طويلة حتى تستيقظ فعليا وتستوعب ، نظرت إليه وعيناها تضحك بشروق الشمس المتأخر بالنسبة لها : صباح النور
يوسف أبتعد متجها للباب : عطي الفطور وجه ماهو زي العادة
ضحكت لتردف : إن شاء الله
،
منذ الفجر وهو يتسلق حتى أنهك جسده وأرهقه بتدريبات قاسية، أراد أن يعاقب نفسه ويعاقب جسده الذي أمتنع عن عناقها من أجل الكرامة وتلك الأشياء التافهة التي جعلت نصف من عشقوا يفترقون ، لو لا وجود للغيرة ، للكرامة ، لعزة النفس كان سهل علينا أن نتخطى جراحنا ولكن كرمنا الله بالغيرة التي مهما كانت فهي تجملنا وتجمع كلانا بنصفه المفقود.
تنهد وهو ينظر لأحمد الاتي إليه : صباح الخير طال عمرك
سلطان : صباح النور
أحمد : حطيت الأوراق اللي طلبتها على مكتبك ؟ بتكمل تدريب ولا بتجي تشوفهم الحين
سلطان بعد صمت لثواني : شوي وجاي
أحمد أكتفى بالصمت وأنسحب من المكان.
مسح وجهه المتعرق بكفوفه ليتسلق اخر برج بلا حبال وكأنه يتحدى نفسه من يسبق الروح إلى الموت ؟ هل الجسد يستسلم قبل أم روحه ؟ ياللأفكار الموبوءة التي تتسلط عليه في يوم كهذا. وقف في منتصفه ليجلس بتعب وإرهاق ، لم يريد ضربها ، ليت هذه اليد تقطع قبل أن تمد عليها. ياللسخرية! أنا الذي كنت أنظر بإزدراء لكل رجل يمد يده على أنثى ، أنا الذي كنت أستحقر الرجال وأضعهم في تصنيف أشباه الرجال في كل لحظة يضربون بها الإناث ! أنا الذي كانت قناعاتي ثابتة لم أكتفي بضربها بل حرقتها !
أخذ تنهيدة طويلة ليتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل
،
سلم من سنة الظهر ، أخذ نفسا عميقا ليغرق بتفكيره الذي لم يهدأ منذ تلك الليلة ، ماذا سيحصل مع تركي ؟ يكره أن يرى إبنه وأخيه الاخر بهذه الصورة ؟ لا يعرف ماهو الأصح ؟ العقاب أم العفو ؟ لا يعرف أبدا كيف يغفر لتركي أو حتى يحاول أن يجعل منه رجلا صالح كالسابق وهو أعتدى على عرضه ولولا ستر الله لكانت فضيحتهم تجلجل هذا المجتمع هذا غير إسم عبدالرحمن المتصل بنا دائما. أستخار كثيرا ليطلب من الله المعونة ، أن يريه الحق ، يريد أن يستشير أحد ولكن لا يستطيع ؟ كيف يخبر أحدهم ما حدث ؟ لو أخبر عبدالرحمن ماذا سيفعل ؟ لن يسامح نفسه بالتأكيد وسيشعر بأنه مذنب ، لا يتحمل عبدالرحمن كل هذا ! يكفيه الهم الذي يحمله على أكتافه ؟ من يقدم لي المشورة ! أنا أفلست والله من كل شيء ومن كل هذه السنوات التي مرت. لا أجد ملاذا غيرك يالله فساعدني.
مسك هاتفه ليرسل رسالة ل سلطان " محتاج أشوفك يا بوبدر "
،
نظرت لسقف غرفتها لدقائق طويلة حتى صخبت مسامعها بصوتها : يالله تحركي نبي نطلع
عبير ألتفتت مستعدلة بجلستها و تفرقع فقرات ظهرها : مالي خلق
رتيل وهي ترتدي جاكيتها : ليه ؟ لاحقة على النكد بالرياض !!
عبير تتأمل عين رتيل لتسرح بعين الذي رأته أمس ، تلاقت نظراتهم وأرتعش قلبها ، شعرت به ، بشيء يربطهم ولكن من المستحيل أن يكون هو ؟ من المستحيل أن يظهر لي بهذه البساطة! ليته كان هو حتى أفكر بهذا المنظر دائما.
ضحكت لتردف : عاد أدري أنه عيوني فتنة بس عاد مو لهالدرجة
عبير بضحكة رمت عليها الوسادة : مصدقة نفسك
رتيل كانت ستتكلم لولا دخول والدها وضي ، ضي : صباح الخييير
عبير ولأول مرة ترد عليها : صباح النور
عبدالرحمن : هذا وأنتوا نايميين بدري قمتوا متأخر
رتيل وهي تجلس لترتدي حذائها : مصحيتها من ساعة بس جالسة تتأمل هالدنيا اللي أشقتها *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية شديدة*
عبدالرحمن بضحكة : طيب يا ستي وين ودك تروحين اليوم ؟
رتيل رفعت عينها بإبتسامة : وين ماتبي !
عبدالرحمن بمثل إبتسامتها : نروح بروحنا ؟
رتيل عقدت حاجبيها : أيه !! كأني عرفت السالفة
عبدالرحمن بضحكة عميقة : ههههههههههههههههههههههههههه تفهمينها وهي طايرة ، قومي دامك جاهزة *مد يده لها*
مسكت يده ووقفت : لا بروح معهم.
عبدالرحمن : طيب بسولف معك بشوي إذا ماعجبك الوضع رجعنا
رتيل تنهدت ليخرجا من الغرفة متجهين للمصاعد الكهربائية : عز يبي يشوفك
ألتزمت الصمت لم تنطق كلمة مازال والدي يمارس سطوته وإذلاله لي من أجل " عز ".
عبدالرحمن : أنا عارف وش تفكرين فيه ، ماراح أجبرك على شي ، بس أتركيه يشرح لك وجهة نظره .. يعني عطيه شوي من وقتك
رتيل بجدية حادة : ماراح تجبرني !! أنت يا يبه حتى بطلبك هذا تجبرني بطريقة غير مباشرة ! يعني طلعتني من الغرفة عشان تقولي معناها أخذت موافقتي بالجيب !
عبدالرحمن بضيق : لا تفكرين بهالطريقة ، أنا بنفسي قلت له إذا رتيل مهي موافقة ماراح تشوفها
رتيل : يبه الله يخليك قدرني شوي ! ماني رخيصة لهدرجة عاد عشان توافق له
أنفتح المصعد ليخرجا متجهين للخارج حيث هواء باريس يجمد أطرافهم ، أردف : هذا هو
ألتفتت رتيل لتلتقي عينها بعينه ، أخذت نفسا عميقا لتشعر بحماسة يدها بأن تصفعه ، : يعني يبه وش بيتكلم معي فيه ؟
عبدالرحمن بإبتسامة عتب : زوجك يا بعد الدنيا
رتيل ضحكت بسخرية على حالها : إيوا صح زين ذكرتني بغيت أنسى
أقترب عبدالعزيز منهم على وقع ضحكتها الساخرة/الموجعة.
عبدالرحمن : لا تتأخرون ، ومرني الساعة 6 نشوف شغلنا
عبدالعزيز : إن شاء الله
تلاشى بوسعود من أمامهم ليلتفت عبدالعزيز لها : وين تبينا نروح ؟
رتيل تفيض قهر بهذه اللحظات ، لوت فمها معبرة عن ضيقها : أنت وين تبي توديني ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : لأي مكان تبينه
رتيل : اها !! طيب .. ودني لو لجهنم
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه للجنة يا قلبي
رتيل سارت متجاهلته ، أدخل يديه بجيوبه : تبينا نحكي من بداية الموضوع
رتيل بسخرية : إيه أحكي لي عن الفيلم الهندي
عبدالعزيز يجاريها : هذا الله يسلمك مرة وحدة قليلة حيا
ألتفتت عليه بغضب ليردف : طيب أنا قلت رتيل سبحان الله اللي على راسه بطحا يحسس عليها
رتيل : جايبني عشان تستفزني .. طيب ... أرادت الرجوع لولا أنه أمسك معصمها : خلاص أسحب كلمتي ، مرة وحدة يعني حلوة نص ونص شفتها داخلة غرفتي عاد نحسن النية ماندري وش تسوي بالغرفة يمكن مالقت مكان تصلي فيه وكانت غرفتي قريبة .. أهم شي النية
أبتسمت دون أن تمنع نفسها من إظهار صف أسنانها العليا وبنبرة خبث : الله يعطيك على قد نيتك
عبدالعزيز : أتقي الله
رتيل دون أن تنظر إليه يكملا السير على الرصيف الذي يضج بالخطى
عبدالعزيز وهذه الثقة الأنثوية تدمر أي رجل : طيب ... أركبي
رتيل نظرت لسيارته وبإندفاع : طبعا ماراح أركب .. وين بتوديني ؟
عبدالعزيز بضحكة : لا تخافين ماراح أتحرش فيك
رتيل : قذر
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مقبولة منك
رتيل : وين بنروح ؟
عبدالعزيز : بهالمنطقة ماراح نبعد
رتيل ركبت دون أن تنطق بشيء وهي تختنق من رائحة عطره الذي تتشبث بأجزاء السيارة السوداء.
،
وضعت رأسها على صدرها لتبكي بوجع وحزن عميق ، لا شيء سيمنعها من الحديث ، تشعر بأنها ستبتلع صوتها وتنسى حياتها في هذا الموت البطيء الذي تعيشه ، مسحت الأم على شعرها : خلاص يالجوهرة أهدي !! حسبي الله على عدوك يا سلطان
الجوهرة أبتعدت عن حضنها وبنبرة باكية : حصة أحتاج تساعديني .. تكفين أضغطي عليه لا أنا اللي بفرح ولا هو اللي بينبسط بهالحياة اللي مدري كيف أسميها
حصة : لا تقولين هالحكي ! انا بنفسي بخليه يعتذر لك
الجوهرة بوجع : مستحيل! أفهميني بس
حصة تقاطعها : أنت اللي أفهميني مفروض ما توقفين حياتك عند أول مشكلة ، أوقفي على حيلك وبتقدرين .. كل مشكلة ولها حل
الجوهرة : اللي تعتبرينه ولدك ضربني !! اللي خلاك تتطلقين من زوجك عشانه مد إيده عليك .. هو بنفسه يمد إيده علي
حصة بتشتيت نظراتها لا تعرف كيف ترد عليها.
الجوهرة : ما تشوفين أنه ظلم بحقي ؟ هو يبي يقهرني وبس ! ما خاف ربه فيني ولا راح يخاف دامه يتصرف معي كذا .. حصة أفهميني أنا أدري أنك عمته وتخافين عليه وتبين له الحياة السعيدة بس انا مستحيل أوفر له هالحياة لأن ما بيننا من الأساس تفاهم .. ما بيننا أي شي من هذا كله
حصة بضيق : تقدرين يالجوهرة ، أمسحي دموعك وإذا ضايقك مرة ومرتين لا تستسلمين وتبكين على طول ، إذا قهرك أقهريه ماراح أقولك أسكتي له .. ناقشيه بأي شي يفرضه عليك ومنت مقتنعة فيه ، ناقشيه يالجوهرة وراح تنحل مشاكلكم لكن إذا كل واحد يشيل بنفس الثاني أكيد ماراح تنحل أموركم
الجوهرة : ولد أخوك عقله موقف عند حقبة زمنية ماراح يتعداها
حصة أبتسمت : لهدرجة عاد !!
الجوهرة بقهر : وأكثر !
حصة : طيب يا روحي أنا بكلمه
الجوهرة بقهر كبير : أحسن قولي له عشان يعرف أني أتشكى عندك .. ماني خايفة
حصة تمسح دموعها الباقية على خدها : يدري أنك منت خايفة ! لا تشيلين في قلبك عليه كثير ..
الجوهرة عقدت حاجبيها لتخفض نظرها بدموع تنساب بخفة : أنا ما أستحقره بس أستحقر نفسي لأني حبيته
حصة : لا لا يالجوهرة لا تقولين هالحكي ... وأكيد هو يحبك
الجوهرة بلعت ريقها بسخرية : واضح الحب
حصة : تمسكه فيك كل هالفترة اللي راحت ماهو حب ؟
الجوهرة : حب تملك لو أني أبشع خلق ربي كشخصية أو كشكل راح يتمسك فيني بس عشان يرضي غروره
حصة تنهدت : ماني فاهمة والله ليه كل هالحقد الحين ؟ ماتعودتك كذا
الجوهرة : مثل ما تمسك بسعاد وأنت تقولين أنه ما يحبها !! عنده هوس التملك وبس
برداء اللامبالاة وكأن عقلها بدأ بالحراك لتردف: أنا أصلا ماأعرف ليه أبكي وهو بشغله الحين ولا حتى فكر فيني لحظة! سلطان أناني ولا تدافعين عنه لأن أنت أكثر وحدة تعرفين بأنانيته
تنهدت : ماهو أناني يالجوهرة .. أنت اللي قاسية بحكمك
،
في العمل المضطربة أجوائه بعد نسيان يوسف لمراجعة شرط مهم جعلهم يؤجلان الإجتماع ليوم اخر ، أردف بغضب : خلاص لا تناقشني
يوسف بهدوء يفتح أول أزارير ثوبه : يخي خلاص تأجل ما ضرنا بشي
والده :أنا أقترح تفصخ الجزمة وترميني فيها بعد
يوسف بضحكة : أفا يالغالي أنا أسويها ! قريت العقد أكثر من مرة بس كنت مرهق يعني ماركزت حيل
والده : واضح الإرهاق وأنت مقضيها جلسات مع هيفا .. يعني الإرهاق مايطلع الا بالشغل
منصور : ماتدري يبه! بيروح وياها أستانبول *قلد صوته بكلمته الأخيرة*
والده رفع حاجبه : لا حيت جدتي إن شاء الله
يوسف ضحك ليردف : الله يرحمها ويغفر لها ، نبي نغير جو ولا تنسى أني ما سافرت هالسنة كلها وأنت كريم
والده رفع حاجبه : من جدك ؟ وزوجتك ؟
يوسف : بتكلم دكتورتها إذا ما فيه مشاكل تروح معنا وإذا فيه تجلس وبنروح نفلها أنا وهيفا
والده : لا مافيه ! هيفا تنثبر
يوسف : لا حول ولا قوة الا بالله ! يبه خلها تستانس بكرا تنفجر من الكبت هذا أنا حذرتكم
والده بضحكة عميقة : الكبت لأشكالك
يوسف : تراني أنا أعرفها أكثر منكم وهي تسولف علي مبين أنها بتخرب
والده حذف عليه علبة المناديل : قم أطلع لا ترفع ضغطي
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح طيب ليه ؟ ترى بحجز وبنحطكم أمام الأمر الواقع
والده : قلت هيفا لا
يوسف تنهد : طيب دام لأ ... منصور تخاويني نروح سفرة شباب
والده : خل منصور مع مرته وش تبي بتنشب لهم بعد ؟
يوسف : لو سمحت يبه أتوقع أني عديت السن القانوني
والده بتهديد : شف مين بيعطيك إجازة
يوسف بممازحة : لا أنا تزوجت وولي أمري زوجتي
والده نظر إليه بإزدراء ، ليغرق يوسف بضحكته : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
،
رتب أوراقه بعناية على مكتبه المنزوي في غرفته ، أخرج بعض الملفات ليعيد تقسيم الأوراق التي بها ، رفع نظره لوالدته التي دخلت وبيدها كوب الشاي الدافىء : وهذا الشاي تريح فيه أعصابك
أنحنى وقبل ظاهر كفه : يسلم لي هالإيدين
جلست بقربه : محتاج مساعدة ؟
فيصل يغلق الملفات ويضعها بمكتبته التي تضج بالكتب الفكرية والعلمية : لا ... وين ريف ؟
والدته : نايمة ...
فيصل نظر لإبتسامة والدته : هذي شكلها إبتسامة الموافقة ؟
والدته : يا واثق ! لا ماكلمتني بس مبسوطة
فيصل : عسى دوم ..
والدته : يمه فيصل بسألك وش كنت تسوي بباريس مع عمك مقرن ؟
فيصل أخذ نفس عميق وبإبتسامة توتر ليردف بعد ثواني طويلة : فاجئتيني بالسؤال
والدته : لأن اليوم وأنا أرتب طاحت إيدي على أوراق مافهمتها ! أذكر أنه عمك سلطان العيد الله يرحمه كان هناك .. رحت تعتذر له ؟
فيصل بعد صمت لثواني : إيه كلمته قبل الحادث بأيام ...
والدته : الله يزيدك من فضله ، والله كنت ماأنام وأنا أفكر أنك قطعت علاقتك فيهم كلهم .. انت تدري يايمه هذا قضاء وقدر ومو بس أبوك اللي مات الله يرحمه كثير ماتوا !
فيصل : داري يالغالية أنا كنت ذيك الفترة معصب ونفسيتي تعبانة فأكيد ما قدرت الكلام اللي قلته .. الله يخليك سكري هالموضوع يضايقني كثير
والدته أبتسمت : إن شاء الله ، طيب حبيبي شفت المسجد ؟
فيصل : قلت لك بصوره بس نسيت .. قلت لهم يروحون يشترون الفرش وخلاص ما بقى شي عسى ربي يتقبله منا ويجعله في ميزان حسنات أبوي
والده بإبتسامة لمعت في عينها الدمعة : اللهم امين
تعليق