رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
،
في يوم مشمس ، نزعت الشاش عن رأسها لتسقط خصلات شعرها الملتوية من الأعلى إلى الأسفل ، ألتفتت لتعطي المراة ظهرها وتنظر لمؤخرة رأسها ، صعقت تماما وهي ترى جزء صغير خالي من الشعر بسبب الغرز ، لعنت عبدالعزيز بأشد اللعنات متجاهلة تماما قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة لعان " ، رغم أن خصلات شعرها التي في المقدمة تغطي هذا الجزء وكثافة شعرها تساعد إلا أن حقدها على عبدالعزيز يجعلها ترى الأشياء من زاوية واحدة .
مازالت تزداد كرها له ، و أفكارها رغما عنها تذهب إليه ، الان أين هو ؟ ربما مع " الكلبة " لو القتل في شريعتنا حلال لأحرقتك معها !
أتجهت لهاتفها وفتحت بروفايلها اللعين في تويتر ، لم تكتب شيئا منذ الأمس ، " طبيعي جدا محتفلة مع الحقير الثاني "
مقهورة حد أنها تود أن تحرقه وتحرق نفسها أيضا ، فكرت بتلك الحركة الدنيئة وأن تجننه فعليا بتصرفات يجهلها ولكن أحبط خطتها منذ اليوم الأول ولكن مازال يا عبدالعزيز هناك متسعا ، تهنى مع أثيرك و مع الفتاة الأولى بحسب ما تقول ولكن أجزم أن من سلب عقلك هي أنا .
سمعت طرق الباب وألتفتت عليه ، ندمت على صوتها المرتفع بوجه والدها فمهما حدث من المفروض أن لاتصرخ و تدخل في العقوق ولكن كرهت نفسها من تصرفات " الذي يدعى زوجها " اه لو في شريعتنا الزواج بأكثر من رجل حلال ! والله لتزوجت و احرقت قلبك .
تقدمت للباب وفتحته بهدوء ، ضي الممسكة ب " صينية " الفطور : تسمحين تفطرين معي ؟
رتيل تركت الباب مفتوح ورجعت للأريكة التي في زاوية غرفتها ، ضي بإبتسامة وضعت الطعام على الطاولة : صباحك جنة
رتيل بهدوء : صباح النور
ضي : وجهك منور يا عساه دوم يا رب
رتيل ألتزمت الصمت أمامها ونظراتها تتشتت
ضي : رتيل .. أنا فاهمتك والله فاهمتك وعارفة كيف تحسين و أنه محد مهتم لك وطريقة زواجك كأنهم أرخصوك له
رتيل رفعت عينها لها ، و مازالت ملتزمة الصمت .
ضي : أنا كنت أحس كذا لما أبوك يهملني بالشهور ومايسأل عني ، كنت أحسه مايحبني و ممكن حتى يطلقني بسهولة بدون لا يحس بشوية ذنب وتأنيب ضمير ، كنت أحسه حيل راخصني ! مايشوفني الا من فترة لفترة وكأني ولا شيء بحياته ، لكن بعدين فهمت أنه ماهو بإرادته ! كان الجو متوتر في البيت وكان الوضع متأزم بشغله فما كان يقدر يتحمل أنه يقولكم أو حتى يضحي فيني ! . . . رتول والله أبوك صاير ماينام زي الناس ، ينام ساعة ويصحى و حتى نومه متلخبط ، يحس بقهر عليك ومقهور من أنك ماتكلمينه ويوم جاك مافتحتي له الباب ! .. أنا ماأقولك لا تزعلين .. من حقك تزعلين و مهما صار مفروض يتركون لك خبر لكن صعب والله ،
رتيل بهدوء : مافيه شي صعب ! وش كان بيضرهم لو قالوا لي ؟
ضي :أنا اللي فهمته أنهم كانوا يراقبون عبدالعزيز قدام شخص إسمه رائد وكان يتكلم وفجأة قالهم أنه عبدالعزيز اللي تدور عنه متزوج من بنت أبو سعود ، أنصدم أبوك وأنصدم حتى سلطان منه وأنه كيف فاجئهم وهو يقوله ! طبعا هذا الشخص لما عرف أنه عزيز متزوج أبعد نظره عنه لأن كان يبيه ضد أبوك لكن لما عرف أنه نسيبه مستحيل يوقف ضده ! فهمتي علي ؟ لكن ليه عبدالعزيز سوى كل هذا ؟ ممكن عشان يحمي نفسه و ما يزعجه هالشخص أو يأذيه لكن أكيد فيه سبب ثاني لأن عبدالعزيز عمره ماأهتم براحته ولا أهتم حتى كيف يحمي نفسه !
رتيل بتوتر : وش قصدك ؟
ضي : عبدالعزيز يبيك و مستحيل سوى كل هذا الا وهو يبيك حتى أنه فيه شخص أتصل على أبوك وهدده أنه مايزوج عبدالعزيز الا رتيل ! .. و ممكن الحين عبدالعزيز معصب ولا مدري وش سالفته لكن بالنهاية ماله الا أنتي
رتيل : أنتي تدرين أنه تزوج من وحدة إسمها أثير
ضي بهدوء : طيب يطلقها ! اللي شرع الزواج شرع الطلاق ! مستحيل يكمل معها وهو مايحبها ، وأكيد أنه تزوج بس عشان يقهرك .. وأنتي لاتنقهرين وتبينين له أنك مقهورة ويحس أنه أنتصر عليك ، بالعكس ولا تخلينه يهز فيك شعرة ! أنتي منتي ضعيفة ، أرجعي زي أول ما كان يكلمني عنك أبوك و خليك قوية قدامه ! ولاتخلين حبه يضعفك ، زي ما تحسينه أهانك بزواجه من أثير حسسيه بالإهانة في برودك ! و اليوم عرس ريان أنبسطي فيه وبولد عمك .. رتيل أنتي صغيرة حيل أنك تحملين نفسك هالحزن ! هونيها وبتهون ! يكفي أنه هالشي مكره عيشتك لا تخلينه بعد يأثر على مزاجك
رتيل و الأقتناع يغزي عقلها : بس أنا أبي أقهره و أهبل فيه زي ما هبل فيني
ضي بضحكة : هبلي فيه ومن عيوني بساعدك بدون لا يدري أبوك وحتى عبير
،
حمد يركض على الدرج : فروووس ووجع ... إذا عندك بلاوي أرميها ترى الحكومة على وصول
فارس مستلقي و يكتب إحدى قصائده في عبير : ماعندي شي إلا إذا أنت عندك ماعلي منك
حمد بسخرية : الله الله يالشاب الصالح
فارس أرمقه بالإستحقار : مناك بس
حمد : تكتب لمين
فارس يطوي الورقة بعيدا عن أعين حمد الفضولية : ماهو شغلك
حمد : هههههههههههههههههههههههههههههههه أرحمني يا نزار قباني
فارس بحدة : شفت هالقلم بطلعه من عينك ولا تتحداني
حمد والذي يخاف كثيرا من غضب فارس أردف : لا تنسى بس كم مرة أنقذتك من أبوك
فارس : تعرف تاكل تراب ولا أعلمك
حمد : طيب ياولد رائد أنا أوريك
فارس : يالله برا
حمد خرج وهو يرفس إحدى لوحاته لتسقط و أخذ فارس كوب الحليب ورماه عليه ليتناثر زجاجه على الباب الذي دفعه بسرعة حمد و حمى نفسه من ضربته.
فارس تنهد : يا ثقل دمك ،
مسك هاتفه و رد على المتصل الذي يفرحه دائما ، : ألو
: هلا فارس .. بغيت أقولك ترى أبوك راح يروح باريس وخلاني أحجز له
فارس : طيب ؟
: و بوسعود وأهله بعد بيروحون
فارس حك ذقنه الخشن في عوارضه : طيب لا أوصيك
: بس هالمرة أبوك ماهو مخطط يأذي أحد فيهم ! لأن أصلا مسوي فيهم دقة يعني يبي يخليهم يتعنون ويسحب عليهم مع صالح واللي معه لروسيا هذا اللي فهمته
فارس : مين صالح ؟
: مدري واحد معاه ! ماعلينا بس هو قال لما عرف أنه تزوج بأنه يمكن يتلاعب بأعصاب بوسعود في زوجته بس والله مدري عن أبوك وإذا أكيد يخطط كذا أو لأ .. تعرفه دايم يصدمني
فارس : طيب ولو خلها في عيونك .. ماأبي يجيها شي
أردف الصوت الاخر بهدوء : مدري ليه معذب نفسك ! تعرف أنها مستحيل تكون لك .. انت ولد رائد الجوهي وهي بنت عبدالرحمن المتعب !!
فارس بغضب وهذا الموضوع يستفزه : ماهو شغلك
: طيب خلاص لا تعصب علينا ! .. تبي شي ثاني ؟
فارس : لأ .. وأغلقه .
أخذ هاتفه الخاص لعبير و أتصل عليها ، بدأ يدعو بخفوت أن ترد عليه ، يريد فقط أن يسمع صوتها ويعتذر عن كل الثواني الضائعة دونها وكل العمر الذي أنقضى دون عينيها ، يعلم جيدا لو حدثت المعجزة و تزوجها لن تصبر على طباعه .
تمتم : يالله يا عبير ردي
أرسل لها رسالة " فاروق جويدة يخبرك يا عبير على لساني : مازال في قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوما ويجمعنا الربيع أن تنتهي أحزاننا . . أن تجمع الأقدار يوما شملنا "
في جهة أخرى بين يديها يتربك هاتفها ولا ترد عليه ، تحاول أن تقوي نفسها أمامه و امام أهوائها ، لا تريد أن يعاقبها الله ، لا تريد أن تدخل في شيء توعد الله به ، لا تريد أن تلفظ عيناها " إن الله شديد العقاب " ، من ترك شيئا لله عوضه ، تذكر هذا يا قلبي أرجوك ولا ترد عليه.
ثواني حتى نظرت لرسالته وقرأتها ، يارب رحمتك منه ، لم أزداد حبا ، لم أراك من بين الحشود شخصا يغيب معه عقلي وقلبي معا ! لم يا من أجهله تسرق لي قلبي و تتركني هكذا ! .. مسكت هاتفها لتجيبه وكتبت " و فاروق جويدة يخبرك أيضا : إذا كنت أهرب منك .. إليك فقولي بربك .. أين المفر؟ "
مسحت الذي كتبته بسرعة و تركت الهاتف لتتجه للحمام وتتوضأ ، تريد أن تصلي ركعتين حتى تمتنع عن المعصية ، يالله طهر قلبي من حبه و أغنني بحلالك عن حرامك .
،
تبكي وتضحك و تبتسم و تتوتر وتخاف وتعود لتبكي ومن ثم ترتاح و تخاف ، كل هذا في وجه ريم يظهر ، اليوم يوم عظيم و أهم ليلة في العمر ، اليوم الذي حلمت به منذ الصبا ، ذاك الفستان الأبيض الذي يتلألأ بعينيها ، الجميع متوتر وخائف تلحظ بأعينهم أشياء كثيرة ، والدتها المرتبكة بأمور الزفاف و الضيافة و كل ما يندرج تحتها !
حتى يوسف أنتبهت له وهو يناقش يوسف بأمر الرجال ، تشعر بأن العالم بأكمله مرتبك بعينيها !
من خلفها مصففة الشعر ، تبدأ بخصلاتها لترفعها للأعلى وتفكيرها يغيب عن كل من حولها لينحصر بشخص إسمه " ريان "
،
نام ساعة واحدة وأستيقظ ، يشعر بضيق الأجواء هنا في دوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاته ، بدأ لا ينام أبدا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبا ، بالأمس تناول ثلاثة حبوب منومة ولا فائدة ! سيدمر نفسه بالحبوب والنوم يبتعد عنه .
يتذكر سوء الأشياء التي تحدث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيل أشياء ليست موجودة و سيجن فعليا حسب ما يعرف !
سار بالطرقات الضيقة و المزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائد ليسلي نفسه ، شعر بأن أحدا خلفه ، ألتفت و سرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الأرفف ،
خرج ومازال يسير في الطريق الأشد إزدحاما في هذه القرية بسبب المحلات المنتشرة فيه ، في جهة مقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانب وليد . .
سعد أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها
.
.
.
.
.
أنتهى البارت
،
في يوم مشمس ، نزعت الشاش عن رأسها لتسقط خصلات شعرها الملتوية من الأعلى إلى الأسفل ، ألتفتت لتعطي المراة ظهرها وتنظر لمؤخرة رأسها ، صعقت تماما وهي ترى جزء صغير خالي من الشعر بسبب الغرز ، لعنت عبدالعزيز بأشد اللعنات متجاهلة تماما قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة لعان " ، رغم أن خصلات شعرها التي في المقدمة تغطي هذا الجزء وكثافة شعرها تساعد إلا أن حقدها على عبدالعزيز يجعلها ترى الأشياء من زاوية واحدة .
مازالت تزداد كرها له ، و أفكارها رغما عنها تذهب إليه ، الان أين هو ؟ ربما مع " الكلبة " لو القتل في شريعتنا حلال لأحرقتك معها !
أتجهت لهاتفها وفتحت بروفايلها اللعين في تويتر ، لم تكتب شيئا منذ الأمس ، " طبيعي جدا محتفلة مع الحقير الثاني "
مقهورة حد أنها تود أن تحرقه وتحرق نفسها أيضا ، فكرت بتلك الحركة الدنيئة وأن تجننه فعليا بتصرفات يجهلها ولكن أحبط خطتها منذ اليوم الأول ولكن مازال يا عبدالعزيز هناك متسعا ، تهنى مع أثيرك و مع الفتاة الأولى بحسب ما تقول ولكن أجزم أن من سلب عقلك هي أنا .
سمعت طرق الباب وألتفتت عليه ، ندمت على صوتها المرتفع بوجه والدها فمهما حدث من المفروض أن لاتصرخ و تدخل في العقوق ولكن كرهت نفسها من تصرفات " الذي يدعى زوجها " اه لو في شريعتنا الزواج بأكثر من رجل حلال ! والله لتزوجت و احرقت قلبك .
تقدمت للباب وفتحته بهدوء ، ضي الممسكة ب " صينية " الفطور : تسمحين تفطرين معي ؟
رتيل تركت الباب مفتوح ورجعت للأريكة التي في زاوية غرفتها ، ضي بإبتسامة وضعت الطعام على الطاولة : صباحك جنة
رتيل بهدوء : صباح النور
ضي : وجهك منور يا عساه دوم يا رب
رتيل ألتزمت الصمت أمامها ونظراتها تتشتت
ضي : رتيل .. أنا فاهمتك والله فاهمتك وعارفة كيف تحسين و أنه محد مهتم لك وطريقة زواجك كأنهم أرخصوك له
رتيل رفعت عينها لها ، و مازالت ملتزمة الصمت .
ضي : أنا كنت أحس كذا لما أبوك يهملني بالشهور ومايسأل عني ، كنت أحسه مايحبني و ممكن حتى يطلقني بسهولة بدون لا يحس بشوية ذنب وتأنيب ضمير ، كنت أحسه حيل راخصني ! مايشوفني الا من فترة لفترة وكأني ولا شيء بحياته ، لكن بعدين فهمت أنه ماهو بإرادته ! كان الجو متوتر في البيت وكان الوضع متأزم بشغله فما كان يقدر يتحمل أنه يقولكم أو حتى يضحي فيني ! . . . رتول والله أبوك صاير ماينام زي الناس ، ينام ساعة ويصحى و حتى نومه متلخبط ، يحس بقهر عليك ومقهور من أنك ماتكلمينه ويوم جاك مافتحتي له الباب ! .. أنا ماأقولك لا تزعلين .. من حقك تزعلين و مهما صار مفروض يتركون لك خبر لكن صعب والله ،
رتيل بهدوء : مافيه شي صعب ! وش كان بيضرهم لو قالوا لي ؟
ضي :أنا اللي فهمته أنهم كانوا يراقبون عبدالعزيز قدام شخص إسمه رائد وكان يتكلم وفجأة قالهم أنه عبدالعزيز اللي تدور عنه متزوج من بنت أبو سعود ، أنصدم أبوك وأنصدم حتى سلطان منه وأنه كيف فاجئهم وهو يقوله ! طبعا هذا الشخص لما عرف أنه عزيز متزوج أبعد نظره عنه لأن كان يبيه ضد أبوك لكن لما عرف أنه نسيبه مستحيل يوقف ضده ! فهمتي علي ؟ لكن ليه عبدالعزيز سوى كل هذا ؟ ممكن عشان يحمي نفسه و ما يزعجه هالشخص أو يأذيه لكن أكيد فيه سبب ثاني لأن عبدالعزيز عمره ماأهتم براحته ولا أهتم حتى كيف يحمي نفسه !
رتيل بتوتر : وش قصدك ؟
ضي : عبدالعزيز يبيك و مستحيل سوى كل هذا الا وهو يبيك حتى أنه فيه شخص أتصل على أبوك وهدده أنه مايزوج عبدالعزيز الا رتيل ! .. و ممكن الحين عبدالعزيز معصب ولا مدري وش سالفته لكن بالنهاية ماله الا أنتي
رتيل : أنتي تدرين أنه تزوج من وحدة إسمها أثير
ضي بهدوء : طيب يطلقها ! اللي شرع الزواج شرع الطلاق ! مستحيل يكمل معها وهو مايحبها ، وأكيد أنه تزوج بس عشان يقهرك .. وأنتي لاتنقهرين وتبينين له أنك مقهورة ويحس أنه أنتصر عليك ، بالعكس ولا تخلينه يهز فيك شعرة ! أنتي منتي ضعيفة ، أرجعي زي أول ما كان يكلمني عنك أبوك و خليك قوية قدامه ! ولاتخلين حبه يضعفك ، زي ما تحسينه أهانك بزواجه من أثير حسسيه بالإهانة في برودك ! و اليوم عرس ريان أنبسطي فيه وبولد عمك .. رتيل أنتي صغيرة حيل أنك تحملين نفسك هالحزن ! هونيها وبتهون ! يكفي أنه هالشي مكره عيشتك لا تخلينه بعد يأثر على مزاجك
رتيل و الأقتناع يغزي عقلها : بس أنا أبي أقهره و أهبل فيه زي ما هبل فيني
ضي بضحكة : هبلي فيه ومن عيوني بساعدك بدون لا يدري أبوك وحتى عبير
،
حمد يركض على الدرج : فروووس ووجع ... إذا عندك بلاوي أرميها ترى الحكومة على وصول
فارس مستلقي و يكتب إحدى قصائده في عبير : ماعندي شي إلا إذا أنت عندك ماعلي منك
حمد بسخرية : الله الله يالشاب الصالح
فارس أرمقه بالإستحقار : مناك بس
حمد : تكتب لمين
فارس يطوي الورقة بعيدا عن أعين حمد الفضولية : ماهو شغلك
حمد : هههههههههههههههههههههههههههههههه أرحمني يا نزار قباني
فارس بحدة : شفت هالقلم بطلعه من عينك ولا تتحداني
حمد والذي يخاف كثيرا من غضب فارس أردف : لا تنسى بس كم مرة أنقذتك من أبوك
فارس : تعرف تاكل تراب ولا أعلمك
حمد : طيب ياولد رائد أنا أوريك
فارس : يالله برا
حمد خرج وهو يرفس إحدى لوحاته لتسقط و أخذ فارس كوب الحليب ورماه عليه ليتناثر زجاجه على الباب الذي دفعه بسرعة حمد و حمى نفسه من ضربته.
فارس تنهد : يا ثقل دمك ،
مسك هاتفه و رد على المتصل الذي يفرحه دائما ، : ألو
: هلا فارس .. بغيت أقولك ترى أبوك راح يروح باريس وخلاني أحجز له
فارس : طيب ؟
: و بوسعود وأهله بعد بيروحون
فارس حك ذقنه الخشن في عوارضه : طيب لا أوصيك
: بس هالمرة أبوك ماهو مخطط يأذي أحد فيهم ! لأن أصلا مسوي فيهم دقة يعني يبي يخليهم يتعنون ويسحب عليهم مع صالح واللي معه لروسيا هذا اللي فهمته
فارس : مين صالح ؟
: مدري واحد معاه ! ماعلينا بس هو قال لما عرف أنه تزوج بأنه يمكن يتلاعب بأعصاب بوسعود في زوجته بس والله مدري عن أبوك وإذا أكيد يخطط كذا أو لأ .. تعرفه دايم يصدمني
فارس : طيب ولو خلها في عيونك .. ماأبي يجيها شي
أردف الصوت الاخر بهدوء : مدري ليه معذب نفسك ! تعرف أنها مستحيل تكون لك .. انت ولد رائد الجوهي وهي بنت عبدالرحمن المتعب !!
فارس بغضب وهذا الموضوع يستفزه : ماهو شغلك
: طيب خلاص لا تعصب علينا ! .. تبي شي ثاني ؟
فارس : لأ .. وأغلقه .
أخذ هاتفه الخاص لعبير و أتصل عليها ، بدأ يدعو بخفوت أن ترد عليه ، يريد فقط أن يسمع صوتها ويعتذر عن كل الثواني الضائعة دونها وكل العمر الذي أنقضى دون عينيها ، يعلم جيدا لو حدثت المعجزة و تزوجها لن تصبر على طباعه .
تمتم : يالله يا عبير ردي
أرسل لها رسالة " فاروق جويدة يخبرك يا عبير على لساني : مازال في قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوما ويجمعنا الربيع أن تنتهي أحزاننا . . أن تجمع الأقدار يوما شملنا "
في جهة أخرى بين يديها يتربك هاتفها ولا ترد عليه ، تحاول أن تقوي نفسها أمامه و امام أهوائها ، لا تريد أن يعاقبها الله ، لا تريد أن تدخل في شيء توعد الله به ، لا تريد أن تلفظ عيناها " إن الله شديد العقاب " ، من ترك شيئا لله عوضه ، تذكر هذا يا قلبي أرجوك ولا ترد عليه.
ثواني حتى نظرت لرسالته وقرأتها ، يارب رحمتك منه ، لم أزداد حبا ، لم أراك من بين الحشود شخصا يغيب معه عقلي وقلبي معا ! لم يا من أجهله تسرق لي قلبي و تتركني هكذا ! .. مسكت هاتفها لتجيبه وكتبت " و فاروق جويدة يخبرك أيضا : إذا كنت أهرب منك .. إليك فقولي بربك .. أين المفر؟ "
مسحت الذي كتبته بسرعة و تركت الهاتف لتتجه للحمام وتتوضأ ، تريد أن تصلي ركعتين حتى تمتنع عن المعصية ، يالله طهر قلبي من حبه و أغنني بحلالك عن حرامك .
،
تبكي وتضحك و تبتسم و تتوتر وتخاف وتعود لتبكي ومن ثم ترتاح و تخاف ، كل هذا في وجه ريم يظهر ، اليوم يوم عظيم و أهم ليلة في العمر ، اليوم الذي حلمت به منذ الصبا ، ذاك الفستان الأبيض الذي يتلألأ بعينيها ، الجميع متوتر وخائف تلحظ بأعينهم أشياء كثيرة ، والدتها المرتبكة بأمور الزفاف و الضيافة و كل ما يندرج تحتها !
حتى يوسف أنتبهت له وهو يناقش يوسف بأمر الرجال ، تشعر بأن العالم بأكمله مرتبك بعينيها !
من خلفها مصففة الشعر ، تبدأ بخصلاتها لترفعها للأعلى وتفكيرها يغيب عن كل من حولها لينحصر بشخص إسمه " ريان "
،
نام ساعة واحدة وأستيقظ ، يشعر بضيق الأجواء هنا في دوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاته ، بدأ لا ينام أبدا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبا ، بالأمس تناول ثلاثة حبوب منومة ولا فائدة ! سيدمر نفسه بالحبوب والنوم يبتعد عنه .
يتذكر سوء الأشياء التي تحدث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيل أشياء ليست موجودة و سيجن فعليا حسب ما يعرف !
سار بالطرقات الضيقة و المزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائد ليسلي نفسه ، شعر بأن أحدا خلفه ، ألتفت و سرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الأرفف ،
خرج ومازال يسير في الطريق الأشد إزدحاما في هذه القرية بسبب المحلات المنتشرة فيه ، في جهة مقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانب وليد . .
سعد أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها
.
.
.
.
.
أنتهى البارت
تعليق