رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ،

    أغلقت أزارير قميصها و من فوقه معطفها الذي يصل لفوق ركبتها قليلا ، أخذت حقيبتها الكروس و بين كفوفها ملفين بلون الفحم ، قبل أن تخرج سحبت ورقة لتكتب عليها " أنا رايحة ( كان ) و مفتاحي عند الحارس "
    أغلقت باب الشقة جيدا و أتجهت لمحطة القطار ، ساعة بالتمام حتى وصلت للمحطة ، جلست في مقاعد الإنتظار وأخرجت هاتفها ، أتصلت على والدتها ولا مجيب .. تنهدت وهي تضعه في جيب حقيبتها ،
    رفعت عينها لتتأمل بملامح المغادرين ، التأمل هواية تستسيغها دائما ، تذكرت كيف كانت هي ورتيل عندما يجتمعان يقفن بأعلى ( السطح ) حتى يراقبن المارة في ساعات الفجر الأولى ، أيام مراهقتهم كانت " شنيعة و جدا " لأنهما ببساطة تقمصن أدوار " العرابجة "
    سمعت الصوت الإلكتروني الذي ينبه عن وصول القطار المتجه إلى مدينة كان ، أخذت حقيبتها الصغيرة و صعدت السلم المتحرك لتذهب إلى مسار القطار.
    دخلت القطار وكان مزدحم نوعا ما ، مصمم على جهتين وبينهما ممر للحركة ، وكل جهة تحوي مقعدين مقابل مقعدين وبينهم طاولة.
    لم ترى أي مقعد فارغ و الأنظار المريبة تتجه إليها بسبب حجابها ، جلست مقابل شخص مغطى وجهه بالكتاب و واضح أنه في تركيز عال بما يقرأ ، أختارته لأنه وحيدا ليس بجانبه أحد ولا بمقابله أيضا.
    5 ساعات لا أعرف كيف ستقضى بهذا القطار و أجوائه السيئة رغم إتساعه و تخيلت بأنها ستجلس لوحدها ولكن صدمت بالواقع.
    من أمامها فرك عينيه لينزل الكتاب قليلا وتلمحه ، بشرته مائلة للسمار قليلا تذكرني بشبابنا و عيناه مظلمة كالليل ، مثبت نظارته الشمسية على شعره القصير ، حول رقبته يلتف " سكارف " بخامة بربري و فوقه جاكيت أسود و يظهر معصمه بساعة ذو جلد أسود يبدو أنه من الأثرياء ولكن إن كان ثريا لم يركب " قطار ؟ " الطيارة أسهل وبساعة ونصف سيصل .. غريب !!
    لم تكمل تفكيرها وتأملها بالشخص الغريب حتى سمعته يتمتم " أستغفر الله العظيم و أتوب إليه "
    فتحت فمها بصدمة و بعفوية بمثل الوقت غير مصدقة ، تمنت لو ان الأرض تبتلعها الان شعرت بالخجل و بالخزي من انها تجلس بقرب أحد الخليجيين تفهم نظرتهم للفتاة و تعرف كيفية تفكيرهم ؟
    لو انها جلست بجانب أحد الفرنسيات ستتحمل مضايقتها بالنظرات ولكن لن تتحمل أبدا أن تجلس بقرب رجل خليجي.
    أغلق الكتاب ونظر إليها وملامحه مازالت باردة
    أستوعبت أفنان حتى شتت نظراتها بعيدا و ملامحها البيضاء تتلون بالحمرة.
    : السلام عليكم
    أفنان بصوت خافت : وعليكم السلام
    بعد صمت لثواني أردف : متضايقة ؟
    أفنان بربكة : ها ؟ ا .. لأ يعني لأ
    أبتسم لتبين صفة أسنانه اللؤلؤية : لأن الطريق طويل لازم تكونين مرتاحة
    أفنان ولعنت نفسها بداخلها مرارا وهي تشتم نفسها لم جلست هنا ، 5 ساعات كيف ستقضيها ، يا إلهي كيف سأحادثه ؟
    : نواف
    أفنان بفهاوة : ها ؟
    : إسمي نواف
    أفنان حكت جبينها بتوتر : والنعم ..
    نواف : جاية هنا دراسة ؟
    أفنان بربكة : علي دورة
    نواف رفع حاجبه بعدم فهم
    أفنان : أقصد عندي يعني دورة شغل وكذا
    نواف : بالتوفيق
    أفنان وهي تخفض نظرها و كل ماأتى ببالها لو ريان يعرف بما يحصل الان أكاد أجزم أنه سيقطعني قطع أمامه
    نواف : من الرياض ؟
    أفنان : لأ الشرقية
    دار الصمت مرة أخرى و لا شيء يذكر . .
    قطعه وصول المرأة الأربعينية ذات هندام مرتب وبيدها جهاز رمادي يأخذ شكل المستطيل
    أخرج نواف تذكرته لتقطعها من هذا الجهاز
    أفنان بربكة تبحث عن تذكرتها بحقيبتها ، من التوتر عيناها تسقط مئة مرة على التذكرة ولكن لا تأخذها ، مرت ثواني طويلة وتكاد تتعرق من ربكتها.
    مدتها إليها
    بإبتسامة بادلتها الأربعينة : رحلة موفقة.
    نواف أخذ كتابه مجددا ولكن هذه المرة تركه على الطاولة و يقرأه وهو منحني بظهره
    أفنان أنتبهت لهاتفها ردت على والدتها : يا هلا
    والدتها : هلابك ، شلونك يمه ؟
    أفنان : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
    والدتها : بخير الله يسلمك ، كنت نايمة يوم أتصلتي
    أفنان : كنت بطمنك الحين بروح لكان بنجلس كم يوم بعدين نرجع لباريس
    والدتها : ومين معك ؟
    أفنان بتوتر : ا .. ضي .. صديقتي ضي معي
    والدتها : إيه زين لا تروحين بروحك أنتي بديرة كفار يخطفونك بسهولة
    أفنان أبتسمت : لا ولا يهمك فيه رقابة علينا و المشرفين ماهم مقصرين
    والدتها : الحمدلله ،
    أفنان : شلون أبوي أتصلت عليه أمس وجواله مغلق
    والدتها : والله مدري عنه هو واختك وراهم علم
    أفنان : وشو ؟

    ،

    في صباح روحاني ، يرتعش البيت بصوت القارئ ياسر الدوسري ، في المطبخ تلف ريم السمبوسة وبجانبها هيفاء ومقابلهم نجلاء تلف ورق العنب
    بإبتسامة عذبة : هذا أول رمضان مع منصور
    هيفاء : يجيب الله مطر بس
    نجلاء : أحسه هالمرة غير بجد
    هيفاء بطنازة : وش رايكم تحتفلون ؟
    نجلاء : أنت وش يفهمك ؟ ماتعرفين قيمة البدايات ، يعني أول رمضان أول عيد أول كلمة أول ..
    قاطعتها هيفاء : لاتجيبين العيد بس
    نجلاء ضحكت لتردف : ربي يحفظه ويخليه لي
    : اميين ،
    ريم : صدق نجول متى ولادتك ؟
    نجلاء : نهاية رمضان بس يارب بعد العيد
    سمعوا أصوات تتعالى ، أنتابهم الخوف .. و جبينهم يتعرج بخطوطه المستغربة ، خرجوا لمنتصف الصالة.
    منصور : إذا أنت منت كفو وقادر ليه تتزوجها ؟
    يوسف ببرود : أنا كفو وقادر لكن هي طلبت وأنا ماأجبر أحد ، بكيفها تنقلع لحايل ولا لأي زفت !! مالي دخل فيها ولا أحد له دخل
    منصور : مراهق أنت !! الطلاق عندك لعبة ،
    والده مقاطعا : أنا ماأرضاها على بناتي يتطلقون بهالصورة ! تبيني أرضاها على بنت الناس ؟
    يوسف تنهد : هذي حياتي .. *نطق الكلمات ببطىء شديد* حياة مين ؟ حياتي !! ولحد يتدخل فيها ماني بزر تحركوني مثل ماتبون !
    والده : لا بزر دام بتتصرف بهالطيش أكيد بزر
    يوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
    والدتهم : اللهم أننا صايميين بس ، تعوذ من الشيطان لايضحك عليك أبليس
    يوسف : أبد الشياطين ماهي حولي اليوم !! قراري ماخذه بتفكير وبعقل
    والده : حشا والله منت مطلقها وهي مالها أهل
    يوسف بسخرية ممزوجة بغضب : واللي بحايل حاشية سموها ؟
    والده بحدة : أحفظ لسانك ولا ترفعه علي
    يوسف جلس وهو يتنهد : لو سمحتوا أطلعوا من السالفة !!
    والدته : طيب فكر ، صل إستخارة .. حرام والله حرام اللي قاعد تسويه بنفسك
    يوسف : مالله أراد يتم هالزواج ! يعني وش أسوي ؟ أكيد خيرة ومهي نهاية الدنيا ، تروح تشوف حياتها وأنا أشوف حياتي
    والدته: إلا نهاية الدنيا أنا عندي الطلاق نهاية الدنيا ، بكرا ربي يعاقبنا في خواتك
    يوسف : وش يعاقبني ! يمه الطلاق حلال وش فيكم أستخفيتوا كأني أكفرت
    منصور : يوم طقيت الصدر وقلت بتزوجها كان لازم تفكر ماهو تتزوج إستهبال يومين وبعدين تقول بطلقها !! أنا كان ممكن أتزوجها ولا هبالك هذا !!
    بعيدا عنهم ، توجهت أنظارهم لنجلاء الواقفة بينهم ، شعرت بغثيان وهي تسمع منصور يقول مثل هذا الكلام ، أرتعش قلبها بغضب و ألم .. أنسحبت من بينهم صاعدة للأعلى والقهر يفيض.

    ،

    أسفل فراشها ، كحلها مسال كغجرية بعينيها هذه ، جسدها مرهق تشعر بأن لا قدرة لها على الوقوف ، متعبة وبشدة .. حد أنها متضايقة من الشمس المتطفلة ولكن لا طاقة لها تجعلها تتجه لنافذتها وتغلق الستائر.
    هذا أول رمضان تبدأه بهذه الصورة ، كان يجب أن تستشعر بروحانيته من أول لحظة وثانية ، رغم كل تصرفاتي إلا أن رمضان شهر إن حاولت التمرد عن روحانيته وقف عقلي أمامي وأيضا والدي ليذكرني بقراءة القران و الأجر العظيم الذي يحف الثلاثين يوما.
    لم تأكل شيء من أمس ، سوء التغذية بدا يظهر على وزنها المتناقص بإستمرار ، أغمضت عينيها لتفتحها ودمعات تهرب لتلتصق على خدها ، لم تفكر بصفعة عبير التي لو كانت بظروف مختلفة لما سمحت لها و ردت بإندفاعها الدائم ولكن كان شعورها واقف و قلبها غير متزن و جسدها بأكمله مضطرب ، تزوج !!
    بكت بإنهيار تام ، قاسي جدا يا عزيز ، لو أنك تحفظ أمر زواجك بعيدا عني لما خسرت شيء ولكن قصدت أن تهينني أن تجرحني وأن تحزني .. تريد أن تحزني وفقط.
    من هذه أثير ؟ تذكرت الفيديو اللذي رأته في باريس عندما كانت تبحث بتطفل عن شيء يبعد مللها في تلك الأيام ، تذكرت وهي تراه مع عبير و أختيه و كلماتهم " طبعا أنت محجوز لأثير وغصبا عنك بعد ههههههههههههههههههههههه ، التي تشبه عينا عبدالعزيز ردت عليها : مين قال أثير ؟ لاياحبيبتي "
    يبدو أنه كان على علاقة معها منذ حياتهم ، كل هذه الفترة كان يحبها ، و ربما كان يكلمها ويتحدث معها بالساعات و ... يشتاقها .. و ... " تبكي من تفكيرها ، غير قادرة على تجاوز حبه "

    يتبع

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


      ،


      وضع السلاح في مكانه على خصره وهو يخرج نظارته الشمسية ، ألتفت على عمته : صباح الخير
      عمته : صباح الورد يا ورد
      سلطان ضحك ليردف : غازليني بس عاد ماهو بنعومة
      حصة بإبتسامة واسعة : وأنت ورد فيه أحسن من الورد ؟
      سلطان أبتسم : مايرضيني هالغزل
      حصة : نفس أبوك لا الكلمة الحلوة تعجبكم ولا الكلمة الشينة
      سلطان : مين قال ؟ أنت كل اللي تقولينه حلو
      حصة : والله ياسلطان تعرف تتغزل
      سلطان : هههههههههههههههههههههههه ماجربتيني
      حصة : والله الزواج غيرك
      سلطان تغيرت ملامحه للبرود مرة أخرى
      حصة : إيه ذكرتني أبي رقم الجوهرة
      سلطان : وش تبين فيها
      حصة : كذا ، أبي أكلمها
      سلطان : ماعندها جوال
      حصة أبتسمت : وش هالتصريفة الغبية !!
      سلطان رفع حاجبه : لأني عارف تفكيرك ، أطلعي منها يرحم لي والديك
      حصة : والله مانيب قايلة شي بس بتطمن وأسمع صوتها
      قاطعهم دخول العنود
      سلطان رفع حاجبه : من وين جاية ؟
      العنود و تلين صوتها وتبطىئه بدلع : رحت الصالون
      سلطان : صالون الحين ؟
      العنود : مالك دخل .. يمه شوفيه
      سلطان يحاول أن يحافظ على هدوئه : حصة بنتك ذي عقليها لا والله ..
      العنود تقاطعه بعصبية : تحلف علي بعد !! أسمعني زين يا روح أمك مالك حق تحاسبني بتصرفاتي منت أبوي ولا أخوي
      سلطان ويشعر بأن الكون ينخسف به من أن " إمرأة " ترفع صوته عليه ، ألتفت عليها
      وقفت حصة أمامه : ماعليك منها خلاص أمسحها بوجهي .. *ألتفتت على العنود وبعينها تترجاها أن تعتذر*
      العنود : مالي دخل يمه شوفي لك صرفة مع ولد أخوك هذا !!
      حصة : أقول أبلعي لسانك
      سلطان وللتو ينتبه بأن لا وجود للنقاب ، : وكاشفة بعد ؟
      العنود بدلع : إيه مالك دخل لو أطلع ببكيني
      سلطان نظر لعمته ثم أردف : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو ..
      العنود بإستلعان أعطته ظهرها لتتجه لغرفتها
      سلطان و غضب يثار في صدره ، لم يستطع أن يقدر عمته ويسكت .. شدها من شعرها بقوة و كان سيضربها لولا أن
      حصة سحبت يد سلطان من شعر إبنتها مترجية
      سلطان بعصبية : لو أشوفك طالعة أقص رقبتك .. أنا أعلمك كيف تعطيني ظهرك ... خرج و تركهم
      العنود بكت ولم تبقى شتيمة لم تقلها لتردف : يعجبك يمه ؟ أنا يمد إيده علي .. مالي دخل ماأجلس في بيت هالمجنون
      حصة : وأنت ليه تراددينه ؟ وبعدين كيف تعطينه ظهرك وهو يكلمك ، تدرين أنه هو عصبي لا تسببين لنا مشاكل معه
      العنود بعناد ودموعها الناعمة تعانق بشرتها البيضاء : ماأبغى ، أعيش عند أبوي أكرم لي مية مرة منه
      حصة : وتخليني ؟
      العنود : أجل أخليه يتحكم فيني !!
      حصة : أنت أشتري راحتك ولا تحتكين معه ولا تطلعين بلبسك الضيق !! ألبسي شي واسع وطرحة تغطي شعرك مايصير بعد يشوفك على الطالعة والنازلة كأنك وحدة من محارمه
      العنود : عشتو !! بجلس أتغطى في البيت اللي بجلس فيه ومفروض أني اخذ راحتي
      حصة : عيب وقبل لايكون عيب مايجوز ، لو أنك محترمة حدودك معه ما كان مد إيده عليك
      العنود : ماتفرق طول عمره يشوفني
      حصة : لا تعاندين
      العنود وهي تتجه لغرفتها : أنتم تبون يصير فيني مثل ما صار بالهبلة سعاد !!

      ،

      مرت الأيام بمشاحنات أطراف عديدة ، لا أحد مرتاح رغم أن الجو الروحاني يساعد على السكينة و الهدوء ، الحزن ينهش بأطرافها و الكبرياء يقتل قلب الأخرى ، النساء الحزينات خلفهن رجال متغطرسون.
      لم تحادثه إلا بأسلوب جاف منذ ذاك اليوم ، تشعر بسكين يغرز ببطنها المنتفخ كلما تذكرت كلمته.
      منصور : انا بنام بالإستراحة اليوم لا تنتظريني على السحور
      نجلاء : رجعنا للأستراحة وأيامها
      منصور تنهد : إيه
      نجلاء : يالله صبرك
      منصور : انت وش صاير لك ؟
      نجلاء : أبد أتدلع
      منصور ضحك ليردف : تدلعي على راحتك يا عيوني
      نجلاء : أحر ماعندي أبرد ماعندك
      منصور : تراني ماني فاهم وش تقصدين بس إذا كان موضوع راسمه لك هبالك ماأبي أسمعه
      نجلاء : يعني أنا هبلة ؟ إيه ماهو أنت قادر بسهولة تتنازل عني وتلحق ورى زوجة أخوك
      منصور وتغيرت ملامحه للحدة : نعم ؟؟
      نجلاء بقهر : أشوف حتى يوسف وهو زوجها يوم تكلم عنها رحت دافعت !!!
      منصور : أستغفر الله بس .. أقول أعقلي ولا تفتحين على نفسك باب مايتسكر
      نجلاء وتستنتج ما يحزنها : ذبحت أخوها عشانها ؟ أكيد !! أكييد واضحة أصلا أنه لك يد في هالعايلة .. تعزها ولا ماتدافع عنها كذا الا بسبب
      منصور بغضب يعلو صوته : نجلاء قسم بالله لو تجيبين هالسيرة على لسانك تحرمين علي ليوم الدين
      نجلاء وبكت من حلفه : لهدرجة أنا رخيصة عندك ؟
      منصور بعصبية وهو خارج : إيه ...

      ،

      لا حديث بينهم ولا تجتمعان حتى على الفطور.
      صباح الغد سيشهد حضور والدها الخائن بنظرها ، كانت جافة بمكالماته السابقة وحاولت أن تشعره بغضبها وكرهها لكذبه وهو يعلل أسبابه بإنشغاله بالعمل.
      جلست على الأريكة وهي تنزل طرحتها بعد أن أتت للتو من صلاة التراويح ، يجب أن أحادثها ، مهما كان تبقى هي الصغرى و التوبيخ ليس حلا ، هي تحتاج لحل أكثر من حاجتها للصراخ والغضب ، ولكن في تلك الليلة كان الغضب مسيطر علي من كل الجوانب و أكملتها هي ، صعدت للأعلى لتفتح باب غرفتها بهدوء.
      تسللت على أطراف أصابعها حتى وصلت لسريرها وجلست على طرفه : رتيل ... رتول .. *وضعت يدها على يد رتيل وصعقت من برودتها رغم أن التكييف ليس بهذه البرودة*
      بدأت نبضاتها تتخبط خوفا عليها : رتول حياتي ... أخذت الماء الذي بجانبها وبللت كفوفها ومسحت وجهها .. رتييييل ..
      ركضت وعلى طرف الدرج صرخت : أوزديييي
      أتتها مسرعة الأخرى : YES
      عبير : قولي للسواق يجهز السيارة بسرعة ونادي ساندي .. أتجهت لغرفة رتيل وهي تخرج عباءة لها وتلبسها وكأنها جثة لا تتحرك ولا يطمئنها سوى نبضاتها المستشعرة من عنقها.
      أتجهت لغرفتها هي الأخرى وسحبت طرحة لها ونقاب
      ساندي وقفت متفاجئة من منظر رتيل الهزيل وملامحها الشاحبة و ماحول عينيها محمر ، حتى هي لم تتعود أن ترى رتيل بهذه الصورة.
      تساعدت هي وساندي بحمل هذا الجسد الضعيف ، ودقائق بسيطة حتى خرجت المرسيدس السوداء من قصر أبو سعود
      وعلى خروج السيارة كان داخلا عبدالعزيز بعد ما أنتهت الصلاة وفي فمه السواك ، نظر لأوزدي ناداها : أوزدي
      ألتفتت عليه
      عبدالعزيز يحرك السواك بلسانه يمينا ليتحدث بوضوح بعد أن غابت عن عينه هذه الأيام : وين رتيل ؟
      أوزدي وملامحها تضيق : 5 minutes ago she went to the hospital
      عبدالعزيز تجمد في مكانه ، اخر ماتوقع سماعه : WHAT'S UP WITH HER ?
      أوزدي هزت كتفيها بعدم معرفة
      عبدالعزيز يخرج هاتفه وهو يتجه نحو سيارته ، يتصل على السائق وطال الإنتظار ولم يرد.
      بدأ الغضب يرتسم طريقه بين ملامحه الحادة ، قاد سيارته لخارج الحي ، لا بد أنهم بأقرب مستشفى ،
      في اخر إشارة رفع هاتفه المهتز وكان السائق : ألو ... وينك ؟ .... طيب مع السلامة .. وأغلقه ،
      بدأت خيوط عقله تتشابك فيما بينها ، ماذا حصل لها ؟
      هي دقائق طويلة حتى وصل للمستشفى القريب ، ركن سيارته بطريقة غير نظامية و دخل المستشفى ليسأل : رتيل عبدالرحمن ال متعب .. توها جت
      رد الموظف الإداري بإجهاد : أكيد بالطوارىء من هالجهة * وأشار له *
      أتجه للجهة المشار إليها وتراجع عندما رأى عبير ، عرفها رغم أنها متغطية من أسفلها حتى أعلاها.
      وقف بعيدا حتى لا تلاحظه ويبدو أنها تنتظر خارجا ورتيل بالداخل ، ثواني قليلة حتى شهد حضور مقرن بجانب عبير ، تراجع أكثر للخلف حتى لا ينتبهوا له.
      مقرن : بشرنا
      الدكتور بإرهاق واضح : معاها إنهيار عصبي راح تتنوم كم يوم
      مقرن : نقدر نشوفها الحين ؟
      الدكتور : تقدرون بكرا إن شاء الله
      مقرن : يعطيك العافية .. ألتفت على عبير .. وش صاير ؟
      عبير لم تجيبه بشيء وقلبها مازال يتصاعد بنبضاته وكأن روحها ستخرج ، فكرة أن تخسر شقيقتها تجعلها في مرحلة من الغضب على ذاتها و القهر و تأنيب الضمير وأشياء سيئة كثيرة ، هي على إستعداد تام بأن تتنازل وتعتذر لها ، تريد ان تفعل أي شيء مقابل أن تكون بخير.
      مقرن : عبير أكلمك !! .. وش صاير ؟ أكيد في مصيبة صارت خلتها تنهار
      عبير بصوت مرتجف : مدري
      مقرن : ماأبغى أبوك يعرف ، قولي لي منتي خسرانة شي
      عبير : تهاوشت معها وبس
      مقرن : وبس ؟ الحين رتيل تبكي ولا يجيها إنهيار عشان خناق بسيط ؟ ماهو علي هالحكي
      عبير ألتزمت الصمت
      مقرن : طيب أمشي خلينا نروح ونجيها بكرا وقفتنا مالها داعي
      عبير : مقدر أنام عندها ؟
      مقرن : لأ .. بكرا من الصبح بنكون عندها .. إذا أتصل أبوك لا تجيبين هالطاري هو لا جا يعرف من نفسه
      عبير : إن شاء الله
      بمجرد إختفائهم من أمامه ، أتجه بخطوات واثقة لغرفة رتيل ، دخل والسكون يتوسدها .. سحب الكرسي البلاستيكي ليجلس بجانبها.
      عيناها ذابلة و بشرتها السمراء تشتكي الشحوب ، شفتيها وكأن أحد سحب اللون الزاهي منها ولم يبقي سوى البياض ، شعرها البندقي مغطى بقبعة بلاستيكية و ثياب المستشفى المنقوشة باللون الأزرق ناعمة و خفيفة جدا ، و يدها اليسرى يخترقها أنبوب المغذي.
      أنحنى على جبينها ليقبله بهدوء وعاد لموضع جلوسه ، خلخل أصابع كفها الباردة بكفيه ، لحظات صامتة و عينه لا ترمش منها ، مرت ساعة بدقائقها الطويلة ولم يتحرك من مكانه ، بإختلاف الظروف يعود الموقف ليدور عليه ، وكلماتها حين همست بها" المحزن بكل هذا أني ........ أحببك .. وتعبك فضحني كثير .... "
      بدأت بتحريك رأسها وجبينها يخط بتعرجات ألم وعيناها مازالت نائمة الجفن ، فتحت عينها بإنزعاج من الضوء
      لتغمضها مرة أخرى دون أن تشعر بالكائن الذي يجلس بجانبها ولا حتى بيده التي تعانق كفها.
      فتحتها و بياض محاجرها مكتسي بالاحمر ، ألتفتت لتقع عينها بعين عبدالعزيز ، كان هادىء لا ينطق حرفا ولا حتى ملامحه الباردة توحي بشيء
      لم تسعفها طاقتها المنهارة بأن تسحب كفها منه ، نطق عبدالعزيز بعد صمت طال : رتيل
      رتيل لم ترد عليه وهي تلتفت للجهة المعاكسة لعبدالعزيز ،
      عبدالعزيز ترك كفها وهو ينظر إليها بنظرات مقابلة بالصد من رتيل.
      رتيل بصوت مبحوح ومتعب : أتركني
      عبدالعزيز ملتزم الصمت و كأنه لايسمعها ، يراقب محاولاتها البائسة بأن لاتبكي !
      رتيل مسحت دمعتها قبل أن تسقط على خدها ، تشعر بالإختناق ، تريد أن تضربه .. أن تقطعه .. أن توبخه .. أن تفعل شيئا يشفي ما بصدرها عليه ، تنظر لبياض الجدران من حولها و صداع يداهمها أو ليس بصداع بل قلبها يتوجع و يختنق كثيرا.
      عبدالعزيز : ليه سويتي في نفسك كذا ؟
      زد بأوجاعي أكثر ، أسألني أيضا لم أحبك ؟ أسألني حتى أكره نفسي أكثر ، يا ربي دخيلك .. تسقاطت دموعها .. تخلت عن كل قوة كانت تكتسيها فيما مضى ، هي تضعف و تكره ضعفها ، الحب مهما قوى بنا جوانب فهو يضعفنا بجوانب أخرى نراها بوضوح كل لحظة و ثانية ، غزا صدرها الألم ، أحاول أن أتشافى منك يا عزيز.
      عبدالعزيز عقد حاجبيه ليردف : رتيل
      رتيل أتى صوتها متقطعا : أت .. ررررر ... أتركن .. ي.
      عبدالعزيز ويمسك كفها من جديد ليفرض نفسه عليها
      رتيل حاولت سحب يدها ولم تستطع فأستسلمت له ، فالوضع الان يجعلها في حالة ضعف كبيرة
      عبدالعزيز بصوت خافت وكأن أحدا يشاركهم الغرفة : سلامتك من كل شر
      رتيل رفعت يدها الأخرى لتضغط على عينيها حتى لا تبكي أكثر ، تكره نفسها إذا ضعفت امام أحد ، ليت والدها الان معها تضع رأسها على صدره وتبكي دون أن يسألها شيء ، ترتمي بحضنه و تبكي دون أن تخشى أن يرى دموعها ، مرت سنوات عمرها ولا يشهد دموعها سوى وسادتها ولكن الان تحتاج أن تبكي أمام كائن حي و إن نظر إليها بشماتة على الأقل تخرج الغصة التي في قلبها.
      بدأ يحرك أصابعه بباطن كفها ، لست أقل منك سوء . . كل منا موجوع ، كل منا يعاني جرح من غيره ، لست أقل منك يا رتيل ضيقا فأنا أتوجع من نفسي أكثر من وجع غيري على نفسي .. أكثر منهم و . . . . و لا شيء سوى أنني في كل مرة أزيد إقبالا على الموت.
      رتيل بدأ صوت بكائها يخرج و يلتهم مسامع عبدالعزيز و تلفظ : أطللللع .. أطلللع من حياتي ماأبغى أشووفك ... وش بقى بتسويييه ؟ .. يكفييي خلاص ماعاد لي حيل أتحمل أكثر .. أطلللللللللللع
      عبدالعزيز متجاهل كلماتها و يضغط بأصابعه على كفها أكثر ، يريد أن يوصل إليها شيئا لكن غير قادر على شرحه إلا بلغة الأصابع و هي لا تفهم عيناه أبدا.
      كتب لها بأصابعه على باطن كفها ، أنتبهت له و إحساسها يشرح لها ماذا يكتب ،
      توقف أصبعه عن الحركة معلنا إنتهاء الكلمات ، زادت ببكائها وهي تحاول كتم شهقاتها وضعت كفها الاخرى على فمها الشاحب ، أريد لهذا الألم أن يموت.
      عبدالعزيز أبتعد وهو يتجه إلى الباب وقبل أن يفتحه ألتفت إليها ونظراته مرتكزة بعينيها الذابلة : الظروف ماتجي على الكيف يا رتيل ... وخرج

      ،

      الثانية فجرا بتوقيت باريس ،
      أنشغل ببعض الأوراق وهو يلملمها على عجل.
      أغلقت حقيبته و ألتفتت عليه و عيناها تفيض بالحمرة ، أسبوع أعتادت أن تصحى على صورته ، أسبوع مر ك يوم : عبدالرحمن
      أخذ هاتفه وجوازه ورفع عينه لها
      ضي بنبرة مرتجفة : لا تطول
      أبتسم وهو يمد ذراعه لها لترتمي عليه و تبكي على صدره ، بللت قميصه بدموعها ، تشعر بإختناق و كل هذا الكون لا يفيدها بشيء مادام نبضها يغيب.
      عبدالرحمن : وش قلنا ؟ إن شاء الله بس ألقى فرصة راح أجيك
      ضي بصوت مخنوق : وهالفرصة ماتجي الا بالسنة مرة
      عبدالرحمن : لأ ، بتجي كثير إن شاء الله .. مسك وجهها برقة كفوفه .. أهتمي لنفسك وأنتبهي لصحتك وأكلك و للشغل ، لاتكثرين طلعات و لا تطلعين بليل و لا تاخذين وتعطين مع أي احد ، حاولي تكونين رسمية مع الكل لأن ممكن يكونون يعرفوني
      ضي : طيب
      عبدالرحمن : وإن حصل شيء أتصلي على الرقم اللي عطيتك إياه يعني في حال مارديت عليك
      ضي أبتسمت : إن شاء الله خلاص تطمن
      عبدالرحمن يطبع قبلة على جبينها : مع السلامة .. وأخذ حقيبته و جاكيته على ذراعه
      عبدالرحمن وكأنه تذكر شيئا ، ألتفت عليها : صح مفتاح الشقة يعني لا صار شي بينك وبين أفنان تقدرين تجين هنا وفيه حراسة على العمارة وبكون متطمن عليك اكثر
      ضي : أصلا شكلهم بيفصلوني من هالشغل لأني ماأداوم ولا أسجل حضور
      عبدالرحمن : كلها كم أسبوع ويخلص !! وبعدها نشوف وين نستقر ؟
      ضي ضحكت
      عبدالرحمن رفع حاجبه : وشو ؟
      ضي : نستقر !! يعني ماقلت تستقرين ، بالعادة تفصل نفسك عني بكلامك
      عبدالرحمن أبتسم : عمري مافصلت نفسي عنك
      ضي بخجل : يا عسى دايم كذا

      ،

      اثار السهر تظهر عليهما و الصوم دون سحور يرهق.
      مقرن : طيب ؟
      عبير : وش طيب !! يعني أنت راضي يتزوج
      مقرن : عبير أبوك ماهو بزر وبعدين وش فيها لا تزوج ؟ بكرا انت بتتزوجين ورتيل بتتزوج مايصير بعد بتحكرين على أبوك وبتقولين له لأ ماتتزوج !!
      عبير : طول هالفترة مخبي علينا الله يعلم من متى متزوجها !! يمكن من سنين وإحنا نايمين بالعسل ولا ندري وش صاير هذا إذا ماكان عندنا أخوان بعد
      مقرن : لا تطمني ماصار لهم فترة
      عبير شهقت : يعني أنت تعرف !!!
      مقرن : لا تحسسيني أنها مصيبة ، إيه أعرف وداري
      عبير بإنفعال : وليه مخبين عنا ؟
      مقرن : لأن أبوك مايبي وعنده أسبابه الخاصة
      عبير : أسبابه الخاصة مثل أنه يبي يكون مراهق وهو بهالعمر
      مقرن بحدة : عبير !!! هذا أبوك تكلمي عنه بإحترام
      عبير : هو ماأحترمنا ليه إحنا نحترمه !! أجل فيه أحد يتزوج عقب هالعمر
      مقرن : وليه الزواج محدد بعمر معين
      عبير : بس هو أبو وعنده بنات وش يبي يتزوج
      مقرن : أنا عارف أنك منتي أنانية ليه تفكرين بهالصورة ؟
      عبير تنهدت
      مقرن : هالكلام ماأبغى أسمعه لا وصل أبوك ، فكري كويس وماله داعي تعلمينه أنك عرفتي
      عبير بسخرية : إيه عشان أستمتع بكذبه وهو يقول والله كان عندي شغل وهو مقضيها معها
      مقرن : عبير وش قلنا ؟ عيييب هذا وأنت الكبيرة يطلع منك هالحكي
      عبير : لأني مقهورة وش هالمصخرة إحنا اخر من يعلم وإحنا مفروض أول من يعلم بموضوع زي كذا
      مقرن بحزم : أنتهينا .. خلاص تزوج وأنتهى الموضوع ، ترى أبوك فيه اللي مكفيه لا تزيدينها عليه
      عبير : وش اللي فيه ؟ ماهو كافي عايشين حياة السجون ، إحنا اللي فينا اللي مكفينا ومحد داري عنا
      مقرن : أستغفر الله .. أنت وش فيك اليوم ؟
      عبير : زي ماهو عايش حياته إحنا نبغى نعيشها
      مقرن : وأبوك مقصر عليك بشي ؟
      عبير : ماله حق يرفض كل اللي يجون يخطبونا !!
      مقرن : هذا اللي مضايقك ؟
      عبير : لا ماهو بس هذا ، لكن أنا أبغى أطلع من الحياة اللي في هالبيت
      مقرن : أبوك يدور مصلحتك ومصلحتك ماجت في أي واحد تقدم لك
      عبير : أنا أعرف مصلحتي أكثر منه
      مقرن بهدوء : ليه تعرفين أحد من اللي تقدموا لك ؟
      عبير صدمت بالسؤال : عفوا ؟
      مقرن : مجرد سؤال
      عبير : طبعا لأ وش يعرفني في ناس ما قد سمعت أسمائهم
      مقرن : من خواتهم من أي أحد
      عبير بربكة : لأ
      مقرن وأراد ان يختبرها : غريبة
      عبير : غريبة بأيش أنا تكلمت بس ك مثال عن أنه أبوي متحكم فينا و هو مع غيرنا متهني
      مقرن : أنا مو قصدي كذا
      عبير تنظر لهاتفها الذي يعلن عن وصول رسالة ، بدأت فكوكها بالإرتطام ببعضها البعض من الربكة ، أغلقت هاتفها وسط شك مقرن
      أردف : مين ؟
      عبير : محد
      مقرن : عبير
      عبير بلعت ريقها : قلت محد يعني أكيد وحدة من البنات تبارك بالشهر
      مقرن تنهد وهو يقف : أنا رايح الحين و مثل ماقلت لك لاتزعجين أبوك وهو توه جاي من السفر وتعبان


      يتبع

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي



        ،

        في ساحة التدريب الحارقة ، جالسان وبينهم طاولة مثقوبة بطلقات الرصاص.
        سلطان : يا نهارنا اللي ماهو معدي
        عبدالعزيز : والله منتبه لك بس أنت سريع ، خفف شوي وبعرف
        سلطان : شف لو ماعرفتها بعلقك هناك *أشار للبرج العالي*
        عبدالعزيز أبتسم : طيب
        سلطان يحرك شفتيه بحديث دون صوت ليردف : وش قلت ؟
        عبدالعزيز ضحك من شدة " الوهقة " : أول كلمة تعال بس الثانية مافهمتها
        سلطان : قلت يا حمار ركز بس طبيعي ماراح تفهمها
        عبدالعزيز : ماني عارف وش فايدة هالتدريب الخايس
        سلطان : مثلا لو حبسوك ناس و أرسلنا لك شخص يسوي نفسه مايعرفك ويبغى يتواصل معك لكن الغرفة كلها كاميرات مراقبة ممكن يكشفون هالشخص اللي أرسلناه .. هالطريقة بتكون سهلة وبيعرف منك معلومات كثيرة
        عبدالعزيز : طيب أدري أنها مهمة بس تعرف الواحد صيام وين يركز
        سلطان : وش دخل صيام ؟ بالعكس تركيز الصايم يكون عالي
        عبدالعزيز : طيب أنا بجرب
        سلطان : يالله
        عبدالعزيز حرك شفتيه بكلام دون صوت
        سلطان : أرحمني الله يرحم والديك
        عبدالعزيز ضحك ليردف : صح
        سلطان أبتسم : 10 ثواني لك وتعرف وش أقول
        عبدالعزيز : حرك شوي شوي عشان أفهم
        سلطان حرك شفتيه للمرة الألف اليوم وسط أنظار عبدالعزيز المدققه
        عبدالعزيز : ا .. فيه كلمة تدريب
        سلطان : نلعب إحنا ؟ طيب يومك عرفت كلمة تدريب يعني قادر تفهم الكلام الثاني
        عبدالعزيز : والله أنت تتكلم بسرعة
        سلطان : صدع راسي ، يخي مايبيلها سهلة بس ركز هذا أسهل شي تعلمته في حياتي
        عبدالعزيز : طيب أنت تنطق حرف اللام غلط
        سلطان : أنا ؟
        عبدالعزيز : إيه كذا تشتتني لأن حرف اللام تخلي فيه لسانك على أسنانك اللي فوق بس أنت تخليه تحت وعلى ماأستوعب تروح للكلمة الثانية
        سلطان بسخرية : عندك ملاحظات ثانية ؟
        عبدالعزيز : سلامتك
        سلطان : أنقلع عن وجهي الشرهة علي ماهو عليك .. يجي بوسعود ويعلمك
        عبدالعزيز : الواحد بالاول يغلط لين يتعلم تبيني من أول يوم أعرف
        سلطان : صار لي 3 ساعات وأنت ماعرفت ولا كلمة
        عبدالعزيز بسخرية : عرفت تعال و تدريب
        سلطان : بس ماعرفت حمير
        عبدالعزيز بغطرسة : إيه عاد أمثالي ما يقرأون كلمات مستحيل تنقال لهم
        سلطان رفع حاجبه وبمثل نبرته : للأسف انك مضطر تتنازل شوي عن غرورك وتسمع ياكلب وياحمار وغيره من هالكلمات
        عبدالعزيز تنهد وهو يمسح عينه وبعد ثواني أردف : يالله قول شي
        سلطان حرك شفتيه ببطء و لمده 15 ثانية حتى لفظ عبدالعزيز : تصنع الرجال بس الأولى وشو ؟
        سلطان : الشدائد
        عبدالعزيز : يخي الكلمة صعبة أختار كلمات سهلة لين أتمرن
        سلطان : طيب خذ هذي ... ثواني أخرى تمر بحديث الصمت حتى نطق عبدالعزيز ضاحكا : وش قصدك ؟
        سلطان : يالله قول وشو بالأول
        عبدالعزيز : أحمد أكل التفاحة
        سلطان يصفق : برافووو يا حبيبي تبيني أطبع على إيدك نجمه و ممتاز ؟
        عبدالعزيز الذي يأخذ هذه الأمور بحساسية مفرطة خصوصا إن أتت من سلطان و بوسعود إلا أنه هذه المرة يضحك وبشدة
        سلطان أبتسم : يارب لا تعاقبنا بس
        عبدالعزيز : لأن شوف كيف تنطق الشدائد يعني صعبة حركة لسانك فيها
        سلطان نظر إلى أحمد وناداه بصوت عالي
        أحمد : سم
        سلطان : قول له أي جملة بدون صوت
        أحمد ونفذ أمر سلطان وهو يلفظ جملة طويلة دون ان يخرج صوته
        عبدالعزيز : لا طوييلة مررة
        سلطان : قال بعد الثلاثين يوم يجي العيد حتى الجمل الغبية ماتفهمها
        عبدالعزيز : أسمح لي ما أقابل الا أذكياء
        سلطان : أقول عز ترى نهايتك شكلها بتكون اليوم !! ركز الله ياخذ شر العدو
        أحمد أبتسم : ترى فيه لوحة مرسوم عليها الحروف كلها وطريقة اللسان فيها
        سلطان : روح جيبها
        أحمد : إن شاء الله .. وذهب
        سلطان : يالله يا حبيبي بتدرسها كويس عشان بكرا نختبرك فيها

        ،

        في قصر سلطان أغلقت المصحف لتنادي على عائشة
        عائشة بإبتسامة واسعة : هلا ماما
        حصة : أقول عيوش اجلسي .. سولفي لي عن مرت سلطان ... الجوهرة
        عائشة ومتعتها أتت : واجد واجد زين
        حصة : يعني شكلها كيف ؟
        عائشة : وجه هوا فري فرييي بيوتفل
        حصة أبتسمت : طيب ليه راحت ماتعرفين ؟ يعني ما قالت لك شيء !! ولا صارت مشكلة
        عائشة بملامح حزينة : إيه واجد مسكين .. هادا بابا سولتان يخلي هوا يروح غرفة فوق
        حصة ضربت صدرها بدهشة : مخليها تنام بروحها اللي مايستحي ؟
        عائشة ولم تفهم ولكن أكملت : بأدين يجي بابا جوهرة ويروه ويا هوا * بعدين ، يروح *
        حصة : طول عمره جلف مايعرف يتعامل مع الحريم .. طيب كملي ماعرفتي وش صار بالضبط ؟
        عائشة : لا ما يأرف بس ماما جوهرة واجد فيه كراي *تبكي*
        حصة : يابعد عمري والله .. طيب أسمعيني ماتعرفين رقمها ما قد كتبته هنا أو هناك أو بأي مكان
        عائشة : لأ بأدين بابا سولتان يقول لماما جوهره لا يجلس ويا أنا واجد
        حصة ضحكت : والله من هالعلوم
        عائشة : شو ؟
        دخلت العنود : مساء الخير
        حصة : مساء النور .. وينك فيه لو راجع سلطان الحين وما لقاك والله لا يذبحني معك
        العنود : أنا ماني عارفة أنتي عمته ولا هو
        حصة : لا تكثرين حكي وبسرعة غيري عباتك
        العنود تنظر لعائشة بإزدراء : هذي وش مجلسها هنا
        حصة : ماهو شغلك
        العنود بسخرية : تسحبين منها أخبار حرم الفريق سلطان بن بدر * الفريق = رتبة عسكرية *
        حصة : قلت ماهو شغلك
        العنود : إيه وش تقول عنها ؟
        حصة : شكل الخبل مزعلها
        العنود : ماألومها والله فيه أحد يقدر يعاشر هالمجنون
        حصة : يا ماما سلطان كلن يتمناه رجال ومايعيبه شي
        العنود : إيه نفخي ريش ولد أخوك وهو مايستاهل .. أنا بنام صحوني قبل الفطور .. ودخلت غرفتها

        ،

        النهار طويل و أذان المغرب في التاسعة ليلا بتوقيت باريس و الإمساك يباغتهم في الثانية فجرا ، متعب الصيام هنا ومع ذلك رؤى معتادة عليه و وليد أكثر أعتيادا.
        الغيم يزاحم الشمس في مقعدها بالسماء ، الجو ينبأ عن مطر قريب .. رؤى تسير بجانب البحر : وليد
        وليد ألتفت عليها
        رؤى بإبتسامة : قد جيت هنا ؟ ولا هذي أول مرة
        وليد : جيتها مرة وحدة عشان ندوة في جامعتهم
        رؤى : أحس أني قد جيت هالمكان من قبل
        وليد : يمكن قبل الحادث شفتيه مو عرفتي أنك عايشة في باريس
        رؤى : معقولة كنت أدرس هنا ؟ يعني ما هو من شهرة جامعاتهم
        وليد : يمكن أهلك كان عندهم شغل هنا
        رؤى : يمكن
        بدأ المطر يهطل و يملأ ملح البحر بعذوبته ، تبللت أجسادهم بمياه طاهرة مرسلة من السماء ،
        وليد : الدعاء مستجاب ، أدعي
        رؤى في داخلها تزاحمت أمنياتها ولكن أخبرت الله بما توده وبشدة " يارب أجمعني بعائلتي "
        أكملوا السير على أقدامهم حفاة و الرمل يلامس أطرافهم ،

        ،

        في الدور الثاني ، دورة المياه المقابلة لمكتبه.
        يغسل وجهه و مثبت هاتفه على كتفه : إيه
        ناصر : و بعد العيد برجع
        عبدالعزيز : وش عندك هناك ؟
        ناصر : كذا شغل
        عبدالعزيز : علي هالحركات ؟
        ناصر : أمش معي كلها كم يوم
        عبدالعزيز : ماظنتي أقدر لأن هالفترة كلها تدريبات
        ناصر تنهد : أنا سحبت على شغلهم لأني عارف أنهم ماراح يعطوني إجازة
        عبدالعزيز : بتروح باريس وبتزيد همومك وترجع
        ناصر : لا والله برتاح هناك أكثر
        عبدالعزيز : هذا وجهي إذا أرتحت ..
        ناصر : يقال الحين متهني هنا
        عبدالعزيز أبتسم بسخرية : هنا جحيم و هناك جحيم ماتفرق مرة طيب أبيك بموضوع
        ناصر : وشو ؟
        عبدالعزيز : ماينفع بالجوال ، تعال البيت
        ناصر : طيب ، مسافة الطريق

        ،

        بين شوارع الدمام بدأ يخفف سرعته و كأنه يستجيب لقلب إبنته الكارهة لمدينتها هذه اللحظة
        والدها قطع الصمت : لا تبينين لهم شيء ماله داعي أحد يعرف خليها بيني أنا وياك و سلطان .. *تنهد* .. و تركي.
        الجوهرة : أصلا انا ماأبغى أحد يعرف
        والدها : وهذا الصح ، محد بيفيدك لا عرف بالعكس راح يضايقونك .. *بإبتسامة* وطبيعي ماراح أخلي أحد يضايقك بكلمة يكفي اللي صار
        الجوهرة : إذا سألتني أمي ؟ أكيد بتعرف على طول وتشك
        والدها : قولي لها مشكلة بيني وبين سلطان وإذا سألتك وشو قولي ماأبغى أحد يتدخل و أنا أصلا بنهي الموضوع من أوله و أقولها أنها ماتفتحه أبد
        الجوهرة نظرت لبيتهم اللذي لم تشتاق إليه أبدا ، ركن والدها سيارته
        ستواجه معركة حامية بين ريان و والدتها ، متأكدة أنا من ذلك .. يارب لا تضعفني أمامهم.
        دخلا البيت الهادىء ولو سقطت إبرة لا سمعوها من شدة السكون ،
        عبدالمحسن بصوت عالي : أم ريان ؟؟
        خرجت من المطبخ : هل .. لم تكمل وهي ترى الجوهرة
        الجوهرة بإبتسامة شاحبة وملامحها البيضاء قد تطهرت من اثار جروحها السابقة ، تقدمت لها وقبلت جبينها ورأسها : شلونك يمه ؟
        والدتها بنظرات شك : بخير .. وش صاير ؟
        عبدالمحسن بمثل إبتسامة إبنته : وش يعني بيصير ؟ .. المهم بشرينا عن أحوالكم ؟
        ام ريان : كلنا بخير .. أسألكم بالله وش صاير ؟
        الجوهرة : يعني مايصير أزوركم ؟
        والدتها : هذي تسمينها زيارة ؟
        الجوهرة : إيه حتى شوفي ماني جايبة أغراضي
        والدتها و بعض الراحة تسللت إليها : طيب وشلون سلطان ؟
        الجوهرة : يسلم عليك
        والدتها : الله يسلمه ويسلمك
        أبوريان : أنا بروح أريح ساعتين ، الطريق ذبح ظهري .. وصعد
        والدتها بهمس : صاير بينكم شي ؟
        الجوهرة : بس برتاح شوي هنا ولا ماأشتقتي لي
        والدتها تسحبها لحضنها وهي تمسح على شعرها : إلا والله أشتقت لك و البيت فضى علي لا أنت ولا أفنان

        ،

        - الخامسة عصرا -

        بدهشة نظر إليه : مجنوووووووووووووووووووون !!
        عبدالعزيز تأفأف : لا تجلس تلومني أنا قلت لك عشان أرتاح
        ناصر : ماني مستوعب طريقة زواجك الغبية
        عبدالعزيز : عاد هذا اللي صار
        ناصر : وأنت مسوي نفسك ماتعرف ؟
        عبدالعزيز : كان بوسعود حاط البطاقة وبياناتها في جيبه اللي قدام ولمحت مواليدها 88 و قلت مافيه غيرها لأن أختها متخرجة وأكبر
        ناصر بسخرية : برافو والله
        عبدالعزيز أبتسم بخبث : بالبداية قلت خلني أسوي نفسي غبي قدامهم وماأعرف مين بس بعدين قلت ليه ماأستغل الوضع وأهدد بوسعود فيها مقابل يقولي كل شي يعرفه عن أبوي
        ناصر : يالخيبة والله !! طيب هي وش ذنبها وش دخلها بجنونك أنت وأبوها
        عبدالعزيز : ذنبها أنها بنته
        ناصر بحدة : أصحى ! انت ماكنت كذا وش هالمصخرة اللي عايش فيها تتزوج على أساس أنك ماتعرفها وعشان تهديد بس و الحين تعرفها وتبي تهدد أبوها فيها .. تهدد ببنت ؟ عيب والله عييييب
        عبدالعزيز تنهد وألتزم الصمت ، النقاش مع ناصر لن يجدي بشيء
        ناصر : لايكون قربت لبنته وهي ماتدري انك زوجها
        عبدالعزيز مازال صامت
        ناصر وقف وكأنه صعق بالكهرباء : قربت للبنت وهي ماعندها خبر أنك زوجها ؟ تبي تهبل فيها .. مات ضميرك . . ما تخاف من الله ؟
        عبدالعزيز : هم ماخافوا من الله بحركاتهم فيني
        ناصر بعصبية : هم غييير و زواجك من بنت بوسعود غييير
        عبدالعزيز : عاد قدر الله والحين هي زوجتي
        ناصر : زوجتك قدام بوسعود بالإسم لكن من وراه زي ****** تقرب لها
        عبدالعزيز رفع عينه بحدة : ناصصصصر
        ناصر بغضب كبير : لأن لو فيك ذرة رجولة ما أنتقمت من الرجال في بنته !! وين عايشين إحنا ؟؟
        عبدالعزيز : الموضوع صار وأنتهى
        ناصر : يومه صار تاكل تبن وماتقرب لها بغياب أبوها
        عبدالعزيز ببرود : ماهمني لا هو ولا بنته لكن اللي يهمني أعرف كل شيء أنا أشتغل فيه ماني جدار عندهم يتصرفون من كيفهم ومتى ماأشتهوا علموني

        ،

        في جهة أخرى ،

        قبلت جبينه ببرود تام : الحمدلله على سلامتك
        والدها : الله يسلمك ،
        و بإستغراب أردف : وين رتيل ؟
        مقرن : والله مدري وش أقولك .. تعبت وتنومت بالمستشفى بس تطمن قبل شوي كنت عندها
        بوسعود و كأنه يتبلل بماء بارد ، تفاجىء : كنت حاس أنه صاير شي .. بأي مستشفى ؟
        مقرن : توك جاي وين تروح الحين !!
        بوسعود بحدة : ماراح أرتاح إلا لما أشوفها
        مقرن تنهد : طيب .. وخرج معه لسيارته.
        عبير تمتمت : مررة خايف عليها !!
        أنتابها القهر و بشدة من فكرة أن احدهم يشارك والدها حياته و تحل محل والدتهم ، الكره مسيطر عليها إتجاه " ضي مشعل " وهي لم تراها ، حتى عمي مقرن يعرف بالموضوع ! لم تستروا جميعهم بهذا الخبر عنا ؟

        ،

        واقف بجانبه متقرفا من رائحة الألوان ، رافع أكمام ثوبه للأعلى و السواك على جانب فمه : أعتذر وراح أسكت
        الرسام ترك فرشاته ليرفع عينه عليه : أعتذر ؟
        ذو شعر ملتوي بخصلاته و غرز كثيرة تلتهم ملامحه ، يبدو وكأنه رجل عصابة بمظهره هذا : إيه قول اسف وبسوي نفسي ماسمعت بشي
        الرسام : تدل الباب ؟
        بغضب رفع حاجبه : يعني تبي أبوك يعرف ؟
        الرسام : أطلع برا
        بحدة أكثر : لا تتحداني والله لأسويها وأقوله
        الرسام : سوها مايهمني
        : صدقني ماهو من صالحك عندنا شهود
        الرسام : مين تقصد بالشهود ؟ عبدالمحسن أكبر غبي شفته بحياتي
        تنهد بضيق : أسمعني زين محد بيخسر بالموضوع كله غيرك أنت !!
        الرسام : وأنا أبي أخسر .. ممكن تطلع برا
        أردف الاخر : طيب زي ماتبي بس بكرا تعال ترجاني عشان أخلصك من أبوك
        الرسام ببرود : الله معك
        سمعوا صوت والد تعيس الحظ يأتي من الأسفل
        بضحكة أردفها الاخر : وهذا الأبو عند ذكره ، عندك ثواني إذا ماأعتذرت والله لا أنشر غسيلك كله قدامه
        واحد ، إثنين ، ثلاثة ، أربعه ، خمسة .. طيب زي ماتبي .. خرج ليطل على الدرج : يا . . .
        ،

        كان الفرنسية ، في عمارة يغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شكل نوافذ طولية و كثيرة.
        بملل على مكتبها ترسم بقلم الحبر الأسود رسومات بيوت متداخلة بشكل هندسي ،
        رفعت عينها عندما لمحت ظل يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت للخلف بكرسيها ذو العجلات فسقطت على ظهرها و الإحراج يرسم طريقه بين تقاسيمها البيضاء . .

        .
        .






        .
        .

        أنتهى البارت

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          الجزء ( 39 )




          نسيت ملامح وجهي القديم

          ومازلت أسأل: هل من دليل؟!

          أحاول أن استعيد الزمان

          وأذكر وجهي..

          وسمرة جلدي

          شحوبي القليل

          ظلال الدوائر فوق العيون

          وفي الرأس يعبث بعض الجنون

          نسيت تقاطيع هذا الزمان

          نسيت ملامح وجهي القديم

          *فاروق جويدة




          كان الفرنسية ، في عمارة يغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شكل نوافذ طولية و كثيرة.
          بملل على مكتبها ترسم بقلم الحبر الأسود رسومات بيوت متداخلة بشكل هندسي ،
          رفعت عينها عندما لمحت ظل يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت للخلف بكرسيها ذو العجلات فسقطت على ظهرها و الإحراج يرسم طريقه بين تقاسيمها البيضاء . . مد يده ولكن تجاهلتها لن تنسى بالغربة أن مصافحة الرجال الأجانب " حراما "
          أحترمها أكثر وهو يرجع بخطواته للخلف : بسم الله عليك
          أفنان تقف بربكة وهي تنفض ملابسها و ملامحها مختنقة بالحمرة
          نواف : سبحان الصدف
          أفنان وضعت أصبعيها على عنقها وكأنها غصت بشيء : احم .. ا إيه
          نواف شد على ربطة عنقه الكلاسيكية و رمقها بنظرات عادية بالنسبة له الا أن أفنان زاد إرتباكها وتوترها.
          نواف : أنا محاضر هنا
          أفنان حدثت نفسها بعفوية " والله أني قايلة هالوجيه الفخمة ما هي وجه تدريب " ، أردفت : تشرفنا مرة ثانية
          نواف ينحني ويرفع الكرسي الساقط : عفوا
          أفنان أنحرجت بأنها لم تشكره وكأنها قليلة ذوق : أعذرني بس ماني متعودة يعني .. ا يعني اخذ وأعطي مع الناس الغريبة
          نواف : لازم تتعودين لأن الشغل كله يعتمد على التواصل مع الناس ، مسؤوليين العلاقات العامة مفروض مايرتبكون بسرعة
          أفنان أخذت نفسا عميقا حتى ترد : إن شاء الله
          نواف : ماراح نتشرف ونعرف إسمك ؟
          أفنان : ها !! ا أقصد إيوا أيه .. إيه أسمي عبدالمحسن .. من الربكة وإستجابتها لعقلها الباطني ظنت أنها قالت إسمها قبل إسم والدها.
          نواف أبتسم : عبدالمحسن ؟ والله شكل السعودية تطورت بالأسماء
          أفنان حكت جبينها : ا لا لا أقصد .. يعني إسمي أفنان وأبوي إسمه عبدالمحسن
          نواف رحم حالها المرتجف الان ويبدو كأنه أول رجل يحادثها ، : طيب يا أفنان فيه محاضرة الحين ولا من أولها غياب ؟
          أفنان تمنت أن تلم كفيها أمامه وتترجاه لتقول له " الله يخليك فارق أحس أنفاسي تضيق " ، أردفت : لالا الحين بجي
          نواف بادلها بإبتسامة و أبتعد ،
          أفنان تنهدت وهي تأخذ بعض الأوراق وتلحق بالمدعى نواف

          ،

          قبل سنة – شتاء 2011 –

          يتجول بالمزرعة مع صديقه ذو العشرينات من عمره : وبس هذا اللي صار يا عبدالمحسن
          عبدالمحسن رفع حاجبه مستغربا : طيب أنا رايح تامر على شي
          فارس : سلامتك .. راقبه بعينه حتى خرج من حدود هذه المملكة الجديدة ، رد على هاتفه : هلا يبه
          رائد الجوهي : وش سويت ؟
          فارس : زي ما قلت لي كلمت صديق بوسعود أنه يكلمه بإستئجار المزرعة و *بسخرية أردف* طبعا نظام حلف على بعض وأنه مايدفع شي من جيبه .. وبس تو الصبح كلمني مدري وش إسمه صديقه ذا .. اتوقع إسمه محمد مدري أحمد .. وقالي أنه المزرعة تحت أمري
          رائد : كفو والله ، الغرف مفتوحة ؟
          فارس : نصها مقفلة
          رائد : طيب أسمعني الحين ترجع البيت وتترك المزرعة ، سويت اللي عليك وأنتهت مهمتك
          فارس : طي
          لم يكمل لأن والده ببساطة أغلقه في وجهه كالعادة ، تنهد و هو يدور بين الغرف المغلقة و يتفحص المفتوحة.

          صيف 2012 ،

          بضحكة خبيثة يقف عند أعلى الدرج ليردف بصوت عالي : يا رائد
          أقترب بخطوات متعبة و بإبتسامة مشتاقة : وين فارس ؟
          فارس خرج له وقبل رأسه : هلا يبه
          رائد جلس بأريحية على الأريكة المنزوية في الصالة العلوية ، تأفأف من رائحة الألوان : مدري وش مستفيد من هالرسم ؟
          فارس : إشباع ذات
          حمد : تكلم فيلسوف زمانه
          فارس رمقه بنظرات حاقدة وجلس مقابل والده : شلونك ؟
          رائد : تمام .. وين الخدم ماشفتهم ؟
          حمد : صرفتهم يخي خفت عليهم من ولدك
          رائد عقد حاجبيه بإستنكار : كيف ؟
          فارس توسعت محاجره بصدمة : وش قصدك ؟
          حمد : العلم عندك
          رائد بنبرة شك : وش صاير ؟
          حمد : أقوله ولا أنت تقوله !!
          فارس ببرود ظاهري : وش بتقول ؟ تكذب الكذبة وتصدقها
          حمد : اعوذ بالله يعني أتبلى عليك
          رائد بحدة : اخلص أنت وياه وش صاير !!
          حمد : ولدك مقضيها من بنت لبنت وعاد الله أعلم وش يخطط عليه
          رائد أحمر وجهه من الغضب و هو ينظر بشرارات من نار بإتجاه إبنه ، رغم كل الملوثات التي تحيطني إلا أن أبني يبقى منعزلا عنها ، لن أرضى بأن يرتمي بقذر النساء و لا بأن تفسد اخلاقه و إن كنت غير مشجعا لأن اكون قدوة ولكن إبني خط احمر لا علاقة له بعملي.
          حمد : عاد هذا غير الشرب يالله أكفينا الشر
          رائد و صدمة اخر بل فاجعة حلت عليه : تشرب ؟
          فارس بلع ريقه : يكذب عليك ..
          حمد ويمثل الصدمة : انا أكذب ؟ مين اللي رجع ذيك الليلة سكران وأنت تهذي بوحدة من البنات *مد كلماته ببطىء شديد و كأنه تهديد صريح بكشف عبير إبنة عبدالرحمن لوالده*
          رائد وقف و الغضب يتجعد بملامحه الان ، وقف فارس أمامه ليبرر : قطعت الشرب من زم
          لم يكمل من صفعة جعلت أنفه ينزف ، لن يستطيع أن يجادل أبيه فيبقى هذا الرجل الواقف أمامه ذو هيبة مربكة و ذو بطش شديد ، يدرك بأن والده يحاول أن يعزله عن بيئته ولكن لن يستطيع حتى لو جعله يرتمي في قصر كهذا يبعد عن الرياض مئات الكيلومترات و يسلط عليه إحدى رجاله المزعجين و اللذين لا يترددوا لحظة بأن " ينغصوا عليه عيشته " ، لن يستطيع أن يمحي كلمة " إبن رائد الجوهي " من سجلاتي ، مادمت يا أبي مواطنا سيئا فأنا بالطبع ساكون ذو صفحة سوداء أمام الجميع بسببك.
          رائد بعصبية كبيرة : وتقول ليه تخلي حمد يراقبني ؟ لأن الكلاب اللي زيك يحتاجون حراسة !! والله يافارس لا أذبحك وأشرب من دمك لو أسمع أنك تشرب ولا مضيعها مع بنات الشوارع .. والله لا أمحيك من هالوجود
          فارس ملقى على المقعد الجلدي بلون الخشب ، مسح الدماء العالقة تحت شفته ، وعينه تهدد حمد وبشدة.
          حمد بنبرة خبث مهددة بعد نظرات فارس : وعلى فكرة ولدك ذا يبي له تأديب !! صار له يومين مايتدرب ولا فكر يمسك سلاحه
          فارس بنبرة هادئة : قلت لك من قبل أنه ماعندي ميول عسكري عشان أت
          قاطعه والده بجنون وغضب كبير : تاكل تبن وتتدرب ماني جاي أطلب رايك .. غصبا عنك رضيت ولا مارضيت
          فارس شتت نظراته بعيدا عن والده ولا يرد عليه بحرف
          والده سحبه من ياقة قميصه و هو يتوعده و شرار من نار تخرج من عينه : أسمعني زين !! تترك حركات المراهقين حقتك وتقابل تدريباتك !! لا أسمع أنه يوم مر بدون لا تمسك سلاحك والله مايصير لك طيب
          فارس بصمت ونظراته تتجه لكل الأشياء التي تجاوره إبتداء من هاتف المنزل المفصول و من الأريكة الطولية باللون " الزيتي " و درجات البني تتخذ من الخداديات طريقا لها و اللوحات المعلقة بكثرة على الحائط المغطى باللون البيجي و تنساب من سقفه ثريا بلون الذهب تقابلها الطاولة الدائرية التي تنتصف المجلس.
          إنتهاء بوجه حمد القبيح بنظره ،
          والده بصرخة : مفهوووووووووووووم ؟؟
          فارس بخفوت : مفهوم
          دفعه والده على الأريكة مرة أخرى ليردف : جبت لي المرض الله لا يبارك فيك .. وخرج غاضبا بعد فترة طويلة لم يدخل بها منزله هذا.
          حمد يمثل الملامح الحزينة وبصوت ناعم : قايل لك اعتذر ياحبيبي ؟
          فارس وفعلا بمزاج مربك لكل من حوله ، رمى الهاتف بقوة ليعلم على جبهة حمد
          حمد بعصبية : الله ياخذذذك يا كلب

          ،

          تنظر لبياض الجدران و دموعها تهتز على أهدابها ، لا شيء يستحق في هذه الحياة أن نفديه بأرواحنا ، قلبي لا يهدأ وهو يسمع الصدى الحاد ل " تزوجت " والله لا يهدأ و لا يريحني ، مهما حاولت أن أتخطاك أتعثر بك مجددا ، أحاول ان أنسى فقط " أني أحبك " و أنسى كل شيء بما فيهم تفكيري بنسيانك ولا أنسى " أحبك " ، أحتاج يد سماوية تمتد إلي و تصفع حبك وتصفع لحظة قلت بها " أحبك " ، أشعر بأن الأقدار تعاقبني . . أهنتك برجولتك ولكن إهاناتي صغيرة و طائشة أمام إهانتك الفظيعة بحقي ، كيف أحب من أهانه لساني بالسابق ؟ أكاد أجزم أنها عقوبة مني لأنني " شتمتك "
          ياه يا عبدالعزيز ألهذه الدرجة شتيمتك " معصية " حتى أعاقب بها بحب كسير ؟ ألهذه الدرجة أنا ضائعة لا أفقه قولا غير " أحبك "
          لم تكن مطيعا لحبي يوما ، كنت خير عاق لقلب تمنى لو كان لك وطنا . . رحلت إليها ؟ من هي أثير ؟ أحب المراهقة والشباب ؟ أحبك الأول والأخير . . " طيب وأنا ؟ "
          ألتفتت للباب الذي يفتح و أهتزت رموشها لتتساقط كرات الملح الشفافة .. لتتساقط الدموع و الخيبات تعكسها.
          جلس بجانبها لترتمي على حضنه و تشد بأصابعها على كتفه ، ليت الحزن يا أبي يعرف مخرجا مني.
          والدها يمسح على شعرها و يتمتم بصوت ضيق : سلامتك
          رتيل يتصاعد بكائها والبحة تهمس لها : أشتقت لك
          عبدالرحمن بقهر على حالها المزري : و أنا يايبه أكثر ، . . أبعدها عن صدره وهو يمسح بكفيه دموعها : ماني متعود عليك تبكين ؟
          رتيل و محاجرها تختنق بالملح : أبي أرجع البيت ..
          عبدالرحمن : مامريت دكتورك إلى الان قلت أجي أشوفك بالأول
          رتيل تمسح عيناها المحمرة بكفوفها الباردة : صح الحمدلله على سلامتك
          عبدالرحمن أبتسم : الله يسلمك ، ماراح تقولين لي . . وش اللي صار ؟
          رتيل أعتدلت بجلستها وهي تمسح أنفها المحمر من بكائها المتواصل : اهملت أكلي هاليومين وبس
          عبدالرحمن يقلد نبرتها : بس ؟
          رتيل وصوتها يضيق أكثر ، رمشت وبهذه الرمشة سقطت خيبتها متكورة على هيئة دمعة ، أردفت بوجع شديد : متضايقة
          عبدالرحمن و بداخله يحترق عليها : من إيش ؟
          رتيل هزت كتفيها بعدم معرفة ، أخفضت رأسها و الحياة تخطف من ملامحها لتبقي الشحوب ، بنبرة مهتزة أكملت : أحس بمووت .. منقهرة حييل
          عبدالرحمن : بسم الله عليييك من الموت والقهر .. قولي لي بس وش اللي ضايقك ؟
          رتيل و تشعر بغصة غير قادرة على البوح ولا تريد ان تصمت و تكتم ، تريد أن تشتم و تخرج الفوضى التي بداخلها ، تريد الحرية الروحية لقلبها : موجوعة بس محد يحس .. مححد جمبي ، أبي بس مرة وحدة أصادف أحد مايرمي قهره و عصبيته علي .. ماني جدار كلهم يفرغون علي ، تعبت و أختنقت من كل شيء ..... أموت من وحدتي يبه
          عبدالرحمن وهذا الحديث ك سيف على قلبه يقطعه قطع ، ينكسر لوضع إبنته وماتشعر به . . أقصرت ؟ أم لم أعرف أن أشبعهم حنانا وحبا كما ينبغي ؟ مهما حدث أبقى انا الأب و الرجل و الأكيد أن صبيات بمثل أعمارهن في حاجة لإمرأة توجههن .. ولم أستطع أن أكون بمثل مكانة هذه المرأة التي تلبستها وهما و فشلت.
          الشمس تزاحم النجوم الذي شارفت على النوم ، في ساعات الفجر الأولى ، على فراشها متكورة ك جنين ، أعتادت النوم بهذه الطريقة منذ مدة طويلة ، الظلام يخنق عينها و يبكيها ، و جفنها نائم و الرعشة تصيب أهدابها .
          يقترب إليها بثياب رثة و شعره الأسود طال و مبعثر غير مرتب ، مسك كفيها و عيونه محمرة تبكي دماء : حبيبتي
          واقفة بجانب النافذة المهشمة و الزجاج متناثر حولها ، يخترق بعض الزجاج قدمها و لا تشعر بشيء ، مات الشعور بها .. مات الإحساس غير قادرة على / أن تحس بالدماء التي تهطل من قدمها .
          سقط على قدمها باكيا مترجيا : الجوهرة . . ليه تتركيني ؟ ، أنا أحبك .. لييه ؟ أنا بس اللي أحبك .. ريان يشك فيك بشيء وبدون شي و أبوك ماراح يبقى لك طول العمر و سلطان اللي تحبينه تركك بأول مصيبة جتكم .. لو يحبك ماتركك .. لو يحبك صدق عيونك .. أنا بس .. أنا والله بس اللي أحبك
          أجهش بالبكاء كالرضيع ، و الدماء تنزف من كفوفه المخترقة الزجاج : أحبببك ... ليه ؟ بس قولي لي ليه ؟ أنا لك و للعمر كله .. كلهم مايبونك .. كلهم ما يحبونك .. كلهههم والله كلههههم
          صرخ : كللللللللهم .. بس أنا .. أنا اللي أحبك .... تعالي .. تعالي قولي لي أنك تحبيني .. لاتخليني أموت و أنا ماسمعتها منك
          الهواء يرفرف من خلفها و خطوة واحدة ستسقط من الطابق الثاني الذي يبدو الان وكأنه الطابق العشرون ، الدماء تلطخ وجهها و عيونها تفيض بالحمرة و شفاهها جافة و كأنها أحترقت بحمم من نار ، شعرها ينزل على بعض وجهها مبعثر ، أردفت : أحببك ، كنت أقول أني أعرفهم لكن كلهم كنت أجهلهم .. أنت وحدك اللي وقف معاي .. أنت وحدك
          بإبتسامة من تركي أوقعت السن الأمامي و الدماء تبلله و مع ذلك تجاهل جروح وجهه ، : كنت عارف أنك ماراح تخليني ،
          وقف ليتمسك بها جانبا ، أرتخت أضلعها بقبضته .. أرتخت حد أن نسمة هواء أوقعتها على " حوش " منزلهم.

          أفاقت من نومها متعرقة و الدموع تلطخ وجهها ، فكوكها ترتطم برجفة و أطرافها ترتعش ، وضعت يدها على فمها حتى لا يخرج أنينها ، أنهارت و هي تردد في داخلها " لا ماأحبه .. والله ماأحبه .. لا لا لا ماأحبه ... لا ياربي لألألأ .. أنا ما أحبه والله العظيم ماأحبه .. ياربي حرام مابغى أصير زيه .. لأ والله ماني كذا .. والله " رددت حلفها كثيرا وهي تبكي و الأنين يتصاعد دون أن تقاوم هذا الصمت .
          دخل والدها : بسم الله عليك .. جلس بجانبها لترتمي عليه وهي تتشبث به : يبببببببببه ما أبيييه تكفىىى يبببه
          عبدالمحسن بغير فهم : خلاص تعوذي من الشيطان .. كابوس
          الجوهرة : ما أحبه والله العظيم ماني زيه والله ماهو برضاي قسم بالله والله يبببه ما أحبببه .. أكررههه
          والدها شد على ظهرها لتبكي بإختناق وهي تحفر ملامحها بصدره ، قهر يتوسد قلبه على إبنته التي في حالة اللاوعي وتهذي بحرقة ، يا إلهي أرحمنا و أرزقنا النفس الصبورة .
          الجوهرة بصوت مبحوح : تكفى قوله أنك جمبي .. قوله يبببه و لا بيقرب ،
          أغمضت عينيها بشدة لا تريد أن تراه : يببببه قوله .. لا تسكت .. يقول أنك بتتركني .. والله يقول كذا ...
          والدها و العبرة تخنق حنجرته ، وصلت إبنته لمرحلة الجنون .. ياه يا تركي أأستحق منك كل هذا ؟
          الجوهرة فتحت عينيها بخوف وهي تنظر بإتجاه شباكها ، صمتت لثواني طويلة و والدها يقرأ عليها حتى صرخت بوجع عميق : ا اه .. بموووت .. بمووووت يبببه
          على الأرض مبعثرة والظلام يندس بينهم ، لا ترى شيئا سوى ملامح تركي الحارقة أمامها ، ليلة الإغتصاب تلك تشعر بها ، اهاتها تلك الليلة و وجعها و صرخاتها تعيدها .
          بصوت محروق : حررام .. لا تسوي كذا .... حرا ام
          صرخت : يمممممممممممممممممه ... يبببببببببببببه ... ريان ... اه يا ربي ... يممممممممه تكفيييييييييييييين
          حضنها عبدالمحسن و هو يمسح على شعرها و مازال يقرأ عليها " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
          فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ، والله ذو فضل عظيم "
          الجوهرة تمسك كتف والدها بطريقة مريبة مثل ما مسكت كتف تركي تلك الليلة : الله يخليييك حرام عليك ... أتركنننييي .. أتركنننننيييييييييييي
          دخلت والدتها ومن خلفها ريان و علامات التعجب تنقش على ملامحهم ، و الرعب يدب في نفس أم الجوهرة .
          أشار لهم عبدالمحسن بالخروج و بنظرات حادة جعلتهم لا يناقشوه بشيء ، خرجوا و أغلقوا الباب و كل منهم يفكر بطريقته ، ماذا يحصل ؟
          عبدالمحسن أدرك أنها تسترجع ليلتها التعيسة ،
          بهمس ميت : وينهم ؟ ليه تركوني ؟ .. تصاعد أنينها و بشكل موجع لقلب والدها ،
          سقطت دمعته ، نزلت و أخيرا .. رحمت حالها وهي تستقر على شعر إبنته ، بصوت مخنوق يرتفع : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ونعم أجر العاملين
          غزرت أظافرها بصدر والدها : وين أبوي ؟ .. وينننه ؟ مايتركني .. أبوي مايتركني
          والدها بهمس : معاك يا يبه
          الجوهرة ببكاء يختلط بدماء أنفها : أبييي أبوي .. أبيي أبووووي ... *صرخت* يبه يبه
          تعالت صرخاتها المنادية لوالدها وهي بين أحضانه لتردف أخيرا بصوت خافت و هي تعصر عينيها لا تريد أن ترى شيئا سوى الليل : أخوك ذبحني
          عبدالمحسن تنهد وبصوت رجولي ثقيل : ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
          ذهب صوتها قليلا ، أبعدها برفق عن صدره وهو ينظر لملامحها الشاحبة و الميتة ، أنزل رأسها على الوسادة و هو ينحني ليغطي جسدها بفراش خفيف ، قبل جبينها البارد و هو يدعي في داخله لها " يارب أرحمها برحمتك التي وسعت كل شيء "
          خرج و كان أمامه ريان و زوجته
          ريان رفع حاجبه بإستغراب من عين والده المحمرة : وش فيها ؟
          والده : تعبانة شوي ، لا تزعجونها خلوها تنام كم ساعة
          والدته و أهدابها ترتعش وتنبأ بالبكاء : وش فيها بنتي ؟
          عبدالمحسن : مافيها الا كل خير بس شافت كابوس
          أم ريان : لا تكذب علي !! جيتها هنا فيها سبب واللي قاعد يصير الحين له سبب
          ريان بنبرة شك : وش مسوي لها سلطان ؟
          والده بغضب : قلت مافيها شي .. أتركوها لحالها .. تمتم و هو نازل للأسفل " اللهم أني صايم بس "


          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            ،

            أنحنى ساجدا على الرخام البارد ، ردد " سبحان ربي الأعلى " ، صمت و لا شيء يلفظه ، أطال سجوده و الشمس تشرق و تتسلل إلى نافذته ، مرت الثواني الطويلة دون أن يلفظ شيئا ، تمتم بصوت محروق : يارب
            و كأن هذه الكلمة أسقطت حصون أهدابه حتى أرتجفت دمعا ، كيف أصوم ؟ أحد يعلمني كيف رمضان يقضى بلا أهل ؟ بلا أم تحضر لأجلك السحور ، بلا أب يشد عليك للصلاة ، بلا أخت توقضك على أوقات الصلاة و السحور و الفطور .. بلا أحد ،
            يا الله .. اللهم لا إعتراض على أقدارك .. اللهم لا إعتراض .. يارب أسألك النفس المؤمنة الصبورة ، يالله أني أسألك و لا أحد يملك أمري سواك ، يالله أني أضعف أمام ذكرى من أنجبتني و من هذبني و رباني ، يالله .. مقهور يا الله .. مقهور و أموت من قهري هذا .. يالله أرحمهم برحمتك التي وسعت كل شيء و وسع مدخلهم ، يارب جازهم عن الحسنات إحسانا و السيئات عفوا وغفرانا ، يارب انس وحشتهم .. يارب *أختنق بصوته وهو يردد " انس وحشتهم * يارب هم أهلي و كل حياتي فلا تجعل اخر لقائي بهم في دنياك ، يارب أسألك بوجهك الكريم رب العرش العظيم أن تجمعنا في الفردوس الأعلى بجانب أنبيائك وعبادك الصالحين ،
            صمت و جسده يكاد يصلب من إطالته لسجوده ، الحزن يطبق كفيه بشراهة على قلبه ، بصوت مبكي يخرج من رجل بدد الموت قوته : أشتاقهم يالله .. أشتاقهم ف يارب خفف علي حرقة فراقهم و أجمعني بهم في دار الاخرة .

            ،

            على التراب جالس و أساس المسجد قد بني قليله ، عيناه تحلق بعيدا و جبينه يبكي معه عرقا من الشمس الحارقة ، ينظر للاشيء ، هذه المرة لا يبكي هذه المرة يحترق بداخله شر حرقة و كأن ليلة زفافه كانت بالأمس ،

            أمام المراة يعدل البشت و بجانبه عبدالعزيز ،
            عبدالعزيز بسكسوكة و عوارض محددة و بمثل حالته كان ناصر ، ضبط نسفة شماغه وبضحكة : أروح ملح على المرتبكين
            ناصر و الربكة واضحة بين ملامحه : إكل تراب تراها واصلة حدي
            عبدالعزيز : ههههههههههههههههه ريلاكس روق ياخي وأنا أقول ذيب ماينخاف عليه
            ناصر بتوتر و نبرة عفوية : يخي والله خفت
            عبدالعزيز أنفجر ضاحكا : تكففى خلني أصورك بس للذكرى بعد كم سنة عشان تضحك على نفسك
            ناصر بدون تركيز : صور وش دخلني فيك
            عبدالعزيز أخذ كاميرا الفيديو و أشغلها : الليلة عرس مين نصور ؟
            ناصر يلتفت عليه : ههههههههههههههههههههههههههه عرس اللي نازل حظه من السماء
            عبدالعزيز : يالله قول شيء
            ناصر بإبتسامة تظهر صفة أسنانه العلوية ، يبدو مظهره اليوم ساحرا أم أن كل " عريس " يكن ساحرا بجماله في ليلة زفافه : وش أقول الله ياخذ العدو
            عبدالعزيز بإبتسامة : قول أي شي يخي هذا وأنت شاعر وتعرف تصفصف الكلام أحسن مني
            ناصر : أي شاعر يابطيخ أنا كويس أعرف أسمي
            عبدالعزيز : كلمة لغادة طيب ؟
            ناصر و أنفجرت أوردته بالحمرة ، عبدالعزيز لم يقدر عل الوقوف أكثر حتى جلس وهو يصخب بضحكته : اخ ياقلبي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنحرجت يا حبيبي هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه والله لا أمسكها عليك طول عمري ومسوي لي فيها الثقيل واللي مايتحاكى ههههههههههههههههههههههههههههه
            ناصر يمسح قطرات العرق التي هطلت من مساماته : يا ******* قسم بالله أفجر فيك الحين .. طف الكاميرا الخايسة اللي معك
            عبدالعزيز بخبث : طيب كلمة لغادة .. كلمة ماهو أكثر من كلمة ...
            ناصر أبتسم : عزوز والله توترني شوي و ****** على نفسي
            عبدالعزيز وينفجر بضحكته مجددا : عقبك ماظنتي بتزوج ، أبك راححت الهيبة هههههههههههههههههههههههههههههههه

            أبتسم للفراغ الذي ينظر إليه ، ليلة عرسه و ضحكاته مع عبدالعزيز و شعوره المتلخبط و ربكته و توتره ، كل التفاصيل الصغيرة أولها رعشة قلبه حين ينطق إسمها ، كل هذا .. يحفظه جيدا ولن ينساه أبدا .
            أول ليلة شعر بربكة شيء يدعى " عرس " أول ليلة يشعر بالحياة بها مذاق مختلف ، أول ليلة تخنقه بهذا التناقض .. أول ليلة أبكته بعد سنين من الجفاف لم تنزل دمعة منه ، أول ليلة رجع بها مراهق لا يفقه بالصبر شيئا وهو يصرخ بإسم حبيبته ، أول ليلة أسقطتني . . . يا غادة .

            ،

            بإرهاق نزل الدرج و خطواته سريعة و كأنه يريد اللحاق بشيء رغم أن الوقت مازال مبكرا ، ألتفت على عمته
            حصة : تعال أبيك بموضوع
            سلطان : معليش حصوص مشغول لا رجعت
            حصة : حصوص بعينك .. تعال بسرعة موضوع 5 دقايق
            سلطان تنهد وهو يجلس بمقابلها وينظر لكوب القهوة الذي أمامها : قهوة ؟
            حصة أنحرجت لتبتسم بتضييع : من السحور
            سلطان ضحك بخفوت لأنه واضح بأن الكوب مازال حارا ، أردف : إيه وش تبين ؟
            حصة بتوتر متزن : يعني أمس وأنا أشوف الدور الثالث وكنت يعني أتفرج و .. يعني ماله داعي غرفة سعاد !! خلاص يعني ما تفيدك بشيء وبعدين الجوهرة موجودة يعني ماهو حلوة تشوف الغرفة بعد وصورها موجودة بكل مكان
            سلطان ببرود : طلعي نفسك من هالموضوع .. وقف ولكن يد حصة سحبته ليجلس : لا حول ولا قوة الا بالله .. شوي بس أسمعني
            سلطان بحدة : وش أسمع ؟ هالموضوع كم مرة تناقشنا فيه
            حصة عقدت حاجبيها : طيب أنت أهدا ، الحين الجوهرة ليه غرفتها فوق ؟
            سلطان صمت لثواني : ماهي فوق ..
            حصة : إلا بالدور الثالث وأنت بالثاني !! وش فيك سلطان ؟ يخي منت قادر تتأقلم مع الحريم .. قولي وش مضايقك يمكن أنت فاهم أشياء غلط ، يعني فيه أحد ينام بالدور الثاني وزوجته بالثالث .. والله ما قد شفت ناس كذا
            سلطان تنهد : حياتي الخاصة وأنا حر فيها لا تتدخلين الله يسلم لي هالوجه
            حصة أبتسمت : يا حبيبي أنا أتدخل عشان مصلحتك ، يعني
            سلطان يقاطعها : أنا أعرفها مصلحتي كويس
            حصة : طيب خلاص أن شاء الله تنومها بالسطح !! لكن ليه للحين في بيت أهلها ؟
            سلطان بإمتعاض : ماشافتهم من زمان ومشتاقة لهم
            حصة : علي هالحركات ؟ طيب عطني رقمها بس أبي أكلمها و لابعد مالي دخل .. يخي بكلمها وبسأل عن أخبارها بس
            سلطان تنهد بغضب : حصصصة الله يرحم لي والديك لا تتسلطين علي هالصبح ،
            حصة بحدة أكبر : أنا أبي رقمها بس
            سلطان : مافيه قلت مافيييه
            حصة : يعني أنتم متهاوشين
            سلطان بحدة وهو يقف : إييييييييييه
            حصة : طيب كل مشكلة لها حل ، ليه ماعندك فن التعامل مع حواء
            سلطان بغضب : يا عسى مافيه حواء .. أرتحتي !! .. وخرج مغلقا الباب بقوة هزت البيت ،
            حصة ضحكت من دعوته لتردف : راسه يابس

            يتبع

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


              ،

              يسدد على قارورات المياه المثبتة على الأرض الخضراء ، مرت ساعتين وهو على هذا الحال ،
              من خلفه : برافووو ههههههههههههههههه
              لم يلتفت عليه و أكمل تسديداته و تدريبه الذي يكره ، ليس مجبر أن يتدرب مثل هذه التدريبات التي يراها لن تفيده بشيء ،
              حمد : زعلان علينا ؟ ماترد بعد
              وقف بهيبته التي تشبه هيبة والده ، بعرض كتفيه و عضلات بطنه الواضحه من قميصه المفتوح من شدة الحر ، سدد بجانب ذراع حمد ولو ألتفت قليلا لأنغرزت الطلقة في ذراعه
              حمد بغضب : أنت مجننووون ؟ والله لو تعيدها معي لا يوصل علم بنت عبدالرحمن لأبوك
              فارس : ورني عرض أكتافك
              حمد أبتسم : معصب عشان الكف ؟
              فارس صمت لثواني و بركان يثور في داخله ، أردف : أبوي لو يقطعني قطع حلاله
              حمد : هههههههههههههه الله على البر ماأتحمل ... قلبي الصغير مايتحمل بر الوالدين اللي نازل عليك
              فارس أبتسم ببرود : أنا أقول تلف حول البيت أحسن لك كود تخفف من هالكرشة
              حمد قطب حاجبيه بإنزعاج هو غير قادر حتى على إخفاء غيرته من بنية فارس وجسده : شايف جسمك قبل لا تشوفني ؟
              فارس ينظر لنفسه وهو يتصنع البراءة : أنا !! وش فيني ؟
              حمد بإمتعاض ينظر إليه ليردف : متباهي مررة بنفسك لا تنسى من تكون ؟
              فارس : أكون فارس ولد رائد الجوهي اللي مخرفنك
              حمد بقهر : قد هالكلمة ؟
              فارس ضحك بخبث : لا يكون بتشيلني بطرف أصبعك *حمد قصير القامة*
              حمد بقهر يدخل للداخل وهو يعلي صوته : حسابك بيجي وبتشوف يا ولد موضي
              فارس وضع السلاح بخصره و هو ينظر لما حوله ، الحرس منتشرين بكل مكان لن يستطيع الخروج أبدا ،
              أقترب من الباب الخلفي ليرى أحد الحرس عريض المنكبين و طويل القامة – ضخم – ببشرة سمراء تعكسها الشمس : السلام عليكم
              : وعليكم السلام
              فارس : بروح أتروش وبعدها بطلع
              : اسف ، طال عمره معطينا أوامر ما تطلع برا البيت
              فارس بحدة : وأنا قلت بطلع !!
              : أعذرني ماهو بإيدي
              فارس بعد ثواني صمت : كم أعطيك ؟
              الحارس بإبتسامة : قلت لك معليش مقدر
              فارس : أعطيك اللي تبيه
              الحارس : أسمح لي هذي الأوامر
              فارس أحمرت بشرته البرونزية غضبا و هو يتوجه للملحق الخارجي ، عله يفرغ بعض غضبه بلوحاته ، " عبير " تداهمه يشعر بأحقيته بها ، يشعر بأنه سينحرها إن فكرت بغيره والله لن تعيش معه براحة و أنا حي .
              مسك هاتفه أمام لوحة مكسية بالسواد عدا جزء بسيط يظهر به عينا صبية فاتنة ، ياه يا أنت ،
              ضغط على رقمها ، طال الإنتظار ولا مجيب ، يدرك أنها لن ترد ولكن مع ذلك يحاول
              في جهة أخرى كانت تستشور شعرها المبلل ، أنتبهت لهاتفها الذي يهتز على الطاولة ، أغلقت الإستشوار و أخذته وهي تنظر لإسمه " مجهول "
              لن أضعف مجددا ، سأقتلعك من ذاكرتي وإن تشبثت بها ، لن أسمح لك بالتمادي أكثر ، يالله لا تضعفني أمامه و عوضني خيرا منه ، أي حب مراهقة هذا يأتي من مكالمات ؟ أي حب رخيص يأتي من صوت ؟ أي حب هذا لا تنجبه سوى رحم عاهرة !! ثبت يقيني يالله و باعد بيني وبين حرامك كما باعدت بين المشرق والمغرب .

              ،
              تتقيأ بإستمرار ، من الفجر وهي تعتصر ألما ، كان كل إعتقادها بأنه بسبب ما حدث و لأنه أول مرة فمن الطبيعي أن تشعر بالغثيان وهذه الأعراض ولكن طالت جدا ، لم يرجع يوسف من الأمس .. " أحسن "
              أخذت منشفتها الصغيرة وهي تمسح وجهها لتجلس على الكرسي المخملي ، لم تجلس سوى ثواني لتعود للحمام و تتقيأ مجددا بوجع شديد ، مسكت بطنها وهي تعتصره بكفها : اه
              كانت تريد أن تتصل عليه فالألم لم يعد يحتمل ولكن أخذتها العزة بأن لن تتنازل وتتصل هي ، شعرت بالدوار و حرارة جسدها تتفجر ، أوجعها صدرها حتى نامت دون أن تشعر على الكرسي .

              ،

              بالإستراحة حيث هناك أشخاص سكارى دون أن يشربوا شيئا ، بلوت في وقت كهذا !!
              ولكن مع إبتكار طريقة أخرى لها ، فالخاسر يعلق على إذنه " مشابك الغسيل " و أكثرهم مشابكا مضطر بكل أسف أن يأتي لهم بالفطور.
              منصور بنعاس تمدد مبتعدا عنهم : أنا برا
              علي : والله من الخرشة
              منصور : إلا كلكم غشاشيين عورتوا أذني وخربتوا نومتي
              يوسف و معلق على إذنه اليمنى ثلاثة مشابك و اليسرى مشبكين : الله ياخذ العدو بس
              فيصل : هههههههههههههههههههه لحظة خلني أحسب هالدورة
              طارق : كلكم متزوجين مفروض مقابلين حريمكم إلا أنا يا حر قلبي بس
              يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين يبدأ موال كل يوم وأنا المسكين اللي محد مداريني
              طارق : إيه لأنك كلب علمتني على رومانسية الهيلق اللي زيك أجل دبدوب أحمر
              منصور ضحك ليردف : وأنت من جدك تصدقه !!
              طارق : وش أسوي قلت عيال النعمة رومانسيين وأكلت تبن من وراه
              فيصل : وزع بس وزع .. هههههههههههههههههههههه الدبدوب وش قال يوسف ؟
              يوسف يقلد بصوته : اي لوف يووو
              فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله لا تشمت أحد فينا
              طارق : إيه تشمتوا !! كلاب الله يوريني فيكم يوم
              يوسف : أصلا ماتوا الرومانسيين .. مين الحين رومانسي ؟ يخي فلها بس وكبر مخدتك بلا حب بلا خرابيط ، وش زينة الحياة الدنيا ؟
              فيصل بعبط : المال والبنون
              يوسف : بالضبط المال وعندنا الحمدلله والبنون الله يرزقنا .. خلاص ماقالوا الحب الله ياخذ الحب بس
              علي : سو دراما بعد وقول أنه قلبك مكسور
              يوسف بملامح حزينة : كاسرني الحب مو مخليني أنام
              منصور يمدد ذراعيه وهو يتثائب : خلونا ننام يا شباب
              رن هاتف علي ووضعه على " السبيكر " ليصرخ إبنه الصغير : يببببببببببه تعال شوف الحمارة تبغىى تاخذ الريموت
              علي وهو يأخذ الورق متجاهلا الكائن الحي الذي يصرخ
              منصور : رد عليه
              علي : هو يفهم الحين أني بجي البيت وألعن شكله بس أنتظر
              ولحظات قليلة حتى يتكلم الطفل بهدوء : يببه والله مالي دخل بس خذت الريموت واليوم يومي .. حاجزه من أمس
              علي : قايلكم أفهم فئة البقر اللي عندي
              يوسف : أنا بكرا لا جاني ولد ..
              لم يكمل من صرخات الإستهجان حوله
              أردف فيصل : يا كثر هياطك .. قلت بكرا لا تزوجت بجلس عند مرتي وبسفرها وبونسها وبخلي كل بنات الرياض يحكون عننا
              علي يقلد صوت يوسف بسخرية شديدة : بكرا أفرفر من شيخ لشيخ من كثر الحسد على حبنا
              منصور لم يتحمل حتى أنفجر ضحكا من سخريتهم على يوسف
              يوسف يرمقهم بنظرات حقد : طييب يا عيال ال******
              طارق : هههههههههههههههههههه والله حوبتي ما راح تتعداك
              منصور : يوسف واضح أنك تمصخرت
              يوسف : شف يعني الظروف أختلفت ، لأن الزواج صار بسرعة وعلى وقت دوامات مقدرت أسفرها
              فيصل يعزف كلماته بصوته : يا كثر ما كذببت و ياكثر ما هايطت علينا وإحنا نسلك لك
              يوسف : لا أبو من جمعكم يا كلاب
              علي و يرن هاتفه مجددا : على الطاري يجونك .. صدق كلاب ، فتحه على السبيكر حتى يخرج صوت أنثوي يميل للدلع الفطري
              علي رمى أوراق اللعب بربكة وهو يأخذ الهاتف ويخرج من بيت الشعر ،
              صخبوا بضحكاتهم التي تواصلت لوقت طويل ولم ينقطع أبدا وسط تقليدهم للصوت وسخريتهم ، بمعنى اخر " تسدحوا ضحك"

              ،

              نائمة بهدوء على السرير الأبيض ، ملامحها مرتخية بسكون ، أزالوا القبعة الشفافه التي كانت تغطي شعرها الذي مرفوع بتموجاته للأعلى وخصلة متمردة على عينها الميتة الجفن ، دخل عليها بخطوات خفيفة ولم يرى كرسيا فجلس بجانب رأسها على طرف السرير . . رفع خصلتها ليدخلها ببقية شعرها و أنفها مغري للتقبيل .. أنحنى بإبتسامة ضيقة ، قبل مقدمة أنفها و هو يهمس : رتيل
              فتحت عينها بإنزعاج من الدغدغة التي أسفل أنفها ، ألتقت عيناها بعينه و أبتعدت بغريزة الدفاع عن النفس ليرتطم رأسها بحواف الألمنيوم - قبضان السرير الطبي - ،
              توجعت من الضربة ، مسك كفها خلف رأسها ليقربها من الوسادة : بسم الله عليك
              رتيل عقدت حاجبيها و نظراتها عتب أم ماذا ؟ كانت تحكي أشياء كثيرة غير قادرة على شرحها بصوتها ، لغة الحب و العتب – لغة العيون –
              شتت نظراتها بعد صمت طال للأعلى ، لتقول بصوت خافت : وش تبي ؟
              عبدالعزيز بصمت ينظر إليها و يركزها بعينيها
              رتيل و كلمة رمضان تمر في عقلها و قبلها قلبها ، تعصي الله في رمضان .. يالله شعور سيء العصيان إن أتى بأيام فاضلة ، ضاق قلبها بإتساعه ، ضاق من همها و حزنها ،
              رتيل تكتم بكائها و أعصابها متوترة : بصفتك مين جاي ؟ أطلللع
              عبدالعزيز مازال صامتا ، يتأملها و كأنه للتو ينتبه لتفاصيل ملامحها ، عيناها التي تضج بالصدق و أنفها الصغير و بشرتها البرونزية و شفتها التي بدت مائلة للبياض ، شعرها البندقي الملتوي حول بعضه محدثا ربكة ببعض خصلاتها المزروعة بمقدمة رأسها لتنزل على عينها بهدوء ،
              رتيل بحدة وصوتها مازال مبحوحا : بتصل على أبوي لو ماطلعت
              عبدالعزيز و كأنه يتلذذ بتعذيبها ، أدخل أصابعه بخصلاتها المتمردة وهو يلفها حول أصبعه و إبتسامة شقية تعتليه
              رتيل تحاول سحب شعرها ولكن قوتها ضعيفة جدا أمامه ، بغضب : أبعد إيدك
              عبدالعزيز بضحكة : توني أنتبه أنه شعرك حلو
              رتيل تفيض بقهرها ، أي ذل هذا ؟ أي حرقة تشعر به الان ، تريد أن تبكي لتريح صدرها الملغوم بحمم بركانية ، تريد أن تصرخ ليبتعد عن وجهها و هي تشعر بعذاب الله يدني منها ، لا صوت لها .. متعبة غير قادرة حتى على الوقوف بوجهه .. تبخرت كل قوتها أمامه وإندفاعها و تهورها بإطلاق الشتائم نحوه ،
              عبدالعزيز و ينزل بأصابعه ناحية خدها ليمسح دمعة أرتجفت على هدبها ولم تسقط ، أرتعشت من لمسته الباردة وهي تقترب من عنقها الحار ،
              ألتفتت يسارا حتى يبعد يده و بصوت باكي يأست منه : تقولي ماتخافين الله وماتشوف حالك .. أطلع برا خلاص طلعت حرتك فيني وأرتحت
              عبدالعزيز و صمته يثير الغضب في نفس رتيل ، أبعد كفوفه ليستقر بها على جبينها و يقرأ عليها اية عذبة " إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما " رددها مرتين و هو يكرر كلمة " سكينته " أكثر من مرة.
              دقائق طويلة و السكون يلف رتيل ويبكيها ،
              عبدالعزيز : ليه البكي ؟ الدكتور يقول لازم تبتعدين عن الاشياء اللي تزعجك و اللي تضايقك
              رتيل بإندفاع : وأنت تزعجني وتضايقني
              عبدالعزيز بضحكة مهذبة خافتة أردف : أنا غير
              رتيل بكلمته زاد بكائها ، و بإنفعال : أطللللع .. ماأبغىى أشووووووفك .. أكرهههههك .. تعرف وش يعني أكرهههك ماعاد أطيققك
              عبدالعزيز ببرود : شعور متبادل
              رتيل اخفضت رأسها وهي تبكي بشدة و تجهش بدموعها ، يالله كيف له قلب يهينني هكذا ؟ .. كيف له قلب يخبرني بزواجه ؟ يالله ألا أستحق بعض من الرأفة ، .. قليلا من الرحمة حتى أستوعب أمر موت هذا الحب ، على الأقل أمارس تأبين هذا القلب قليلا . . يالله كيف تقوى يا عزيز ؟ كيف تقوى أن تبصق علي بهذه الأثير ؟ كيف تقوى أن لا تحبني ؟ لم تفعل شيء لي والله لم تفعل ما يستحق أن أحبك لأجله ؟ ولكن قلبي .. من الله .. من قدر كتب على قلبي حبك ، " ليييه توجعني و أنا روحي فداك "
              عبدالعزيز يمسح على شعرها : بطلي بكي ، كل هذا عشان أيش ؟
              بغضب يصرخ بها : عشان أيش ؟
              رتيل بإنهيار : أتركننننييي .. ماهو شغلك .. كيفي أبكي أضحك أسوي اللي أبيه مالك دخخخل ...
              ضمت كفوفها وغطت بها وجهها وهي تختنق بصوتها : أبععد عني .. أبععععد
              عبدالعزيز بحدة : بطلي دللع .. ليه كل هذا ؟ أبي أفهم ليييه
              رتيل وكأنها عادت طفلة ببكائها و بتوبيخ عبدالعزيز تزيد بكائها ، : ياربيييييييييييييي
              عبدالعزيز بقلة صبر أبعد كفوفها عن وجهه ليعصر ذراعها بقبضته و يركز عينه الحادة في عينيها : تكلمييي !! ليه كل هذا ؟
              رتيل رفعت عينها للأعلى و هي تخافه الان ، نبضاتها ترتعش و معدتها تشعر بالغثيان ..
              عبدالعزيز بحدة أوقفت قلبها لثواني : من الترف صايرة تنهارين على أشياء تافهة !!
              حبك تافه ؟ أصبح أمر قلبي تافه ؟ كل هذا الحب لا شيء في حياتك ولا لمساحة صغيرة .. مساحة فقط أشعر به بأن مازال بالحياة متسعا يدرك ، أأصبحت الان مترفة لدرجة أن أبكي على أشياء بنظرك هي تافهة ؟ أن أحبك يعني أن أكون تافهة .. أمور كثير لا تهمك ، حزني عليك و منك لا تعنيك شيئا ، قبح على قلب مال إليك .. قبح على حياة جمعتني بك .. أنا تافهة عندما أحببتك.
              عبدالعزيز ترك ذراعها وهي متوجعة و مكان قبضته مزرق ،
              تنهد و الغضب يسيطر على أعصابه المشدودة : غيرك ماكل تراب من هالحياة وللحين واقف على رجله وأنت .. *نظر إليها بتقزز*
              أدرك أنك تريدني أعترف بأني بالمستشفى بسببك وأنني منهارة منك وأنك تحل جزء كبير بحياتي بل أنت كل حياتي ، أنا أدرك أن غرورك لا يسقط بسهولة و تريدني أن أشبعه ولكن لست أنا من ستتقبل الإهانة مرة أخرى ،
              رتيل وهي تمسح دموعها بكفوفها : أطللع برا ومالك دخخل أبكي من اللي أبيه .. وش يخصك ؟
              عبدالعزيز وقف : تافهة ..
              رتيل و رجعت للبكاء و كأنه يشارك عبير الجرح ، يالله لا قدرة علي أكثر لهذه الكلمات .. كيف أكرهك ؟ ليتني أعرف طريقا لأكرهك به بكل حواسي و مشاعري .. ليتني ألقاه هذا الطريق .
              بغضب أخذت علبة الماء و ألقتها عليه وهو يتوجه للباب ، ضربت أسفل رقبته ، عض شفته وألتفت عليها ليقترب مرة أخرى
              عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب كبير ،
              رتيل صرخت : أطللللللل
              كتم صوتها وهو يضع كفها على فمها وبصوت حاد : صايرة تمدين إيدك بعد !!
              رتيل وتشعر أن فكها يتفتت بقبضته بل يذوب ، دموعها تحرق خدها وهي تهطل بغزارة
              بدأت تتحرك ببعثرة حتى تتخلص من قبضته ، وهي تضرب صدره و كتفه ولا يشعر فقط هي من تشعر بأن يدها تتكسر .
              عبدالعزيز : لو تعيدين هالحركة معاي ماراح يحصلك طيب
              دخلت الممرضة متفاجئة و غاضبة
              عبدالعزيز أبعد يده عنها و بتهديد وهو خارج : أنت اللي بديتي وتحملي ..
              تحسست فمها و الدموع تملأها ، وضعت رأسها على ركبتيها وهي تجهش بالبكاء ، والله أني لا أستحق كل هذا ، لا أستحق أن تؤلمني بهذه الصورة ، لا أرى في تعذيبك إياي شيئا من الجمال .. لا شيء .. ولا أنت ستفرح بأفعالك ، لم تلبسني الوجع رغما عني ؟ . . . . . كيف فقط .. قل لي كيف تسعد بوجعي ؟

              ،

              في الصالة العلوية ، للمرة الأولى تحكي لهم و هي تبكي : يعني أنا وش ذنبي ؟
              ريم : أكيد ماهو قاصد بس كان معصب
              نجلاء : يهتم لها بشكل مبالغ فيه .. كل هذا عشان أيش ؟
              ريم : نجول والله أنت فاهمته غلط .. كذا تفتحين عيونه عليها هو يمكن بس شفقة
              نجلاء : ما شفتيه وهو يتكلم عنها
              ريم : إلا شفته وسمعته ... صدقيني قاصد أنه حرام على يوسف يطلقها بهالصورة ماهو قاصد أنه يبيها أو يحبها
              هيفاء : أنا رايي من راي ريم ، أنت صايرة تتحسسين كثير .. روقي وأهدي وفكري فيها وش يبي فيها منصور ؟ الحمدلله بيجيكم ولد إن شاء الله قريب وبتنبسطون فيه وفوق هذا يحبك .. وش اللي بيغيره عليك ؟ لا تخلين الشيطان يدخل بينكم
              نجلاء : قهرني يعني أحد يدافع عن مرت أخوه بهالصورة أكيد فيه شي
              ريم بصوت خافت : أنت عارفة كيف صار الزواج ؟ لو صار بطريقة ثانية كان ماسأل عنها .. صدقيني أنا أعرف منصور وأعرف كيف يفكر
              هيفاء : روقي بس الدنيا ماتستاهل .. يروح منصور ويجي بداله
              ريم بحدة : هيوووف ووجع
              هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه خلو صدوركم وسيعة لا توقف على الرياجيل
              نجلاء أبتسمت بين دموعها
              هيفاء : شفتي أعرف كيف أضحكها ، بس أتركي عنك البكي وأمشي ننزل تحت عند امي
              بإهتمام أردفت : عاد تدرين أنه بيمر أكثر من أسبوعين ومانزلت ولا شفناها
              ريم : ماألومها البنت ماهي طايقتنا وإن جلست قطت علينا حكي يسم البدن .. ماتقصر ماشاء الله
              نجلاء بكره : عساها بهالحال و أردى ..


              يتبع

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                ،

                مثبت الهاتف على كتفه وهو يقرأ بعض الأوراق : إيه
                ضي : وبس راحت كان وجلست بشقتك
                عبدالرحمن : كويس
                ضي : شخبار رتيل ؟
                عبدالرحمن : إن شاء الله اليوم بتطلع من المستشفى
                ضي : الحمدلله على سلامتها
                عبدالرحمن : الله يسلمك ، داومتي ؟
                ضي : هالأسبوع كله محاضرات فن التعامل وماأعرف أيش .. طفش مرة حضرت وحدة وسحبت على الباقي
                عبدالرحمن أبتسم : شكلي برجعك الرياض ماأستفدنا من روحتك شي
                ضي بشقاوة : ترى ماأقول لأ
                عبدالرحمن ضحك ليردف : مابقى شي أصلا لين بعد العيد بكم أسبوع وترجعين
                ضي وتود أن تأكد إحساسها : أرجع وين ؟
                عبدالرحمن يفهم مقصدها : المكان اللي كنتي فيه قبل
                ضي بخيبة : متأكد ؟
                عبدالرحمن بضحكة هادئة أردف : ليه ماكنت مرتاحة بالشقة ؟
                ضي : الشقة حلوة بس فاضية مافيها غيري أنا والجدران
                عبدالرحمن بنبرة غريبة : طيب
                ضي : وش طيب ؟ فهمني ماأعرف بحكي الألغاز
                عبدالرحمن : لا تتغابين أعرف أنك فاهمة
                ضي : هههههههههههههههههههههههه كنت أبي أتأكد
                عبدالرحمن أبتسم وهو يرفع عينه للباب الذي يفتح : طيب وتأكدتي ؟
                ضي : إيه تأكدت الحمدلله ... طيب ماأبغى أشغلك ، تامر على شي ؟
                عبدالرحمن : سلامتك ، بحفظ الرحمن ..
                سلطان جلس : عز ماجاء اليوم ؟
                عبدالرحمن : بس كان طالع قبلي !!
                سلطان بتملل : عاد شف بأي زفت راح
                عبدالرحمن : وش فيك معصب ؟
                سلطان وكأنه انتظر أحد يسأله حتى يفرغ غضبه عليه ، سكت يقاوم هذا الغضب إحتراما لعبدالرحمن
                عبدالرحمن : أطلب لك قهوة تروق ؟
                سلطان بنفس " شينة " : شكرا على الظرافة
                عبدالرحمن أبتسم : يخي تعوذ من الشيطان ، الناس ترتاح برمضان وأنت تعصب
                سلطان يمسح جبينه : كلمت أخوك ؟
                عبدالرحمن : بو ريان ؟ قبل كم يوم تطمنت عليه
                سلطان : شلونه ؟
                عبدالرحمن : لا حاله تمام ورجعوا الشرقية
                سلطان بإستغراب : رجعوا ؟ ليه وين كانوا ؟
                عبدالرحمن : راح مكة يعتمر هو والجوهرة وبعدها جدة كم يوم ورجعوا
                سلطان و كأن الغضب بدأ يرسم طريقه من جديد
                عبدالرحمن : ليه ماكلمت الجوهرة ؟
                سلطان ملتزم الصمت ،
                عبدالرحمن وكأنه يفهم أشياء مزعجة من صمته : صاير شي ؟
                سلطان : لأ
                عبدالرحمن : قولي ماني غريب
                سلطان : قلت لك لأ . . . طيب كلمت تركي ؟
                عبدالرحمن : لأ مختفي هالولد ، أتصلت عليه الأسبوع اللي فات وجواله مغلق والحين خارج منطقة التغطية !!
                سلطان وقف : طيب أنا بروح مكتبي
                طرق الباب و دخل عبدالعزيز : السلام عليكم
                : وعليكم السلام
                سلطان : وين كنت ؟
                عبدالعزيز رفع حاجبه : وش رايك تسألني بعد كم مرة رحت فيها الحمام ؟
                عبدالرحمن بحدة : عز ..
                سلطان و سيفرغ غضبه دون أي مقاومة : نعععم !! تكلم زين ماني أصغر عيالك
                عبدالرحمن وقف و هو يتعوذ من الشيطان : أستغفر الله بس .. هدوا كل واحد منفس على الثاني
                سلطان : تغير ملابسك وتلحقني
                عبدالرحمن من النبرة واضح أنه سيدربه بقسوة : خلاص أنا بدربه اليوم
                عبدالعزيز أنزعج من نبرة بوسعود الممتلئة بالشفقة وكأنه يحميه وخائف عليه من هذا السلطان !! : خيير ترموني بينكم !!
                سلطان بحدة : علمنا حضرتك كيف تبينا نعاملك ؟
                عبدالعزيز بعصبية :أنت جاي معصب وتبي تطلع حرتك على أي أحد
                سلطان مد يده على ياقة ثوب عبدالعزيز و لكمه على فمه لتسيل بعض قطرات الدم ، لم يتردد عبدالعزيز بأن يمد يده على سلطان بنفس اللكمة وأتت على عينه
                كان باب المكتب مفتوح وأمام مرأى الجميع يحدث هذا الضرب بين " سلطان بن بدر " و " عبدالعزيز العيد " . . سلطان بن بدر بقامته " يتعارك مع أحدهم ، هذا خبر مثير سيتداول بين أوساط الموظفين لفترة طويلة .
                عبدالرحمن يسحب عبدالعزيز من الخلف وهو يصرخ بهم : اللهم اننا صايميين بس .. أستخفيتوا وش خليتوا للبزارين !!
                عبدالعزيز وضع أصبعه يمسح الدم المسال من فمه بجهة كان سلطان يأخذ منديلا يسد نزيف أنفه ،
                عبدالرحمن بنبرة غاضبة : حشى بزارين ! هذا وأنتم أكثر ناس مفروض تعرفون تتحكمون باعصابكم !! يالله لا تشمت علينا أحد
                عبدالعزيز بصراخ : إذا مالقيتوا علي شي رحتوا تتحرشون تبون تغلطوني وبس !!
                سلطان بغضب أكبر : إيه طال عمرك .. ندور عليك الغلطة ونكبرها بعد .. وش تبي ؟
                عبدالعزيز عض مكان جرحه ونزف أكثر : لأنكم كذابين !! إيه نعم كذابييين وتحاولون تخفون كذبكم بهالأساليب الرخيصة
                عبدالرحمن بهدوء : عبدالعزيز .. ماله داعي هالكلام
                سلطان بحدة وهو يحذف سلاحه على الطاولة : عساك ماصدقت ، على الأقل أساليبنا ماوصلت أننا نهدد ببنات !! إحنا مانهدد الا برياجيل وأنت فاهم قصدي زين
                عبدالرحمن و يبدو هو الاخر سيغضب ، موجها حديثه لسلطان : سلطان الله يرحم لي والديك لاتعيد بهالكلام
                عبدالعزيز وأنفاسه تضطرب وصدره يهبط و يرتفع : اها فهمت ، تبيني أهددك برياجيل .. أبد أبشر ماطلبت شي ، خطوتين وأنا عند الجوهي .. وش تبيني أقوله ؟ عن صفقة موسكو ؟
                سلطان وبراكين تخرج من عينه كان سيتقدم إليه لولا وقوف عبدالرحمن بالمنتصف
                سلطان بصراخ : كل يوم والثاني يجلس يهددنا .. مصخرة و ********* .. جلس على الكرسي ببرود دون أن يلقي بالا بما قال
                عبدالرحمن ألتفت على سلطان بصدمة بل دهشة قوية من اللفظ المسيء لعبدالعزيز وجدا
                عبدالعزيز لم يكن أقل دهشة من كلمته المنقصة من قدره وتربيته ،
                عبدالرحمن أدرك أن حربا ستقام الان ، : عبدالعزيز
                عبدالعزيز و عيناه تثور بحمرة البراكين ، غضب كبير يرتسم بملامحه .. ربما غضبه هذه المرة غير .. ربما غضبه هذه المرة " لا يرحم "
                سلطان ومجرد ثواني قليلة حتى أتاه تأنيب الضمير اللاذع على كلمته بحق عبدالعزيز ، ليته مسك لسانه ،
                سكون مربك يدار بين أعينهم الان ،
                عبدالرحمن بلع ريقه : أمش معي
                عبدالعزيز بنبرة هادئة عكس ما بداخله : اللي رباني و ماهو عاجبك هو نفسه اللي كان له الفضل بأنك وصلت لهالمكان
                عبدالرحمن بصوت خافت : مايقصد أبوك !!
                عبدالعزيز بغضب أنفجر وصوته يصل للطابق بأكمله : أجل يقصد مين !!! لاتجلس تدافع عنه كأنه ما قال شي !! ... لعنبوها من حياة خلتني أجيكم .. الله يحرق قلوبكم واحد واحد مثل ماأحرقتوا قلبي .. وخرج والممر يضج بالموظفين وأنظارهم المتفحصة ، خرج بوجهه أحدهم بملفاته ، بغضب رماها على الأرض ورمى فوقها بطاقته الإلكترونية التي يدخل بها للطابق هذا ،
                ركب سيارته و سرعته تتجاوز ال 240 .. يشعر بأن روحه تخرج من مكانها ، لا يعرف إلى أين يذهب ، به من الغضب ما يجعله في حالة من التوتر الكبير ، به من الغضب ما يجعله يريد أن يسحق أحدهم بهذه السيارة و يرى دمائه .. يريد أن يذبح شخصا وليت هذا الشخص يكون سلطان
                مسح على وجهه وهو الذي لا يدل بمناطق الرياض كثيرا ، يبدو وكأنه يخرج منها . . قلبه متوجع جدا . . مثقل بالهموم ، يريد ان يعصر قلبه من كل هذا .. يريد أن ينسى فقط ، ولكن ذاكرته تتشبث بكل التفاصيل صغيرها و كبيرها ، لا أحد بجانبه ، لا احد يشكي له . . " يالله يا " يبه " لو تسمع ما يقال عنك و أنت تحت التراب ، هؤلاء اللذين من المفترض أنهم أصدقائك !! هم نفسهم من جرحوا بك ،
                لو الإنتحار بشريعتنا حلال لما ترددت لحظة من الخلاص من هذه الدنيا السيئة ، لا شيء يستحق العيش و أنت يا أبي لست هنا ، يا رب الجنة .

                ،

                في ساعات الليل و بعد الفطور بوقت طويل ، دخلوا : السلام عليكم
                : وعليكم السلام
                والده : وش فيها إذنك ؟
                منصور : متمصخر باللعب
                يوسف : أقول أسكت لا أنشر غسيلك
                منصور : ههههههههههههههههه . . وين البنات ؟
                والده : فوق ، وبعدين ماتستحون ؟ منتم عزابية تجلسون تقضونها إستراحة !!
                يوسف : كلها كم يوم .. انا بروح أتروش وأحط راسي وأنام مقدرت أنام من رجل فيصل المعفن
                والده : فيصل فهاد ؟ شخباره خبري فيه لما كان بالجامعة
                يوسف : أبد طايح حظه مدرس رياضيات مدري عربي
                والده : إيه وش فيه التدريس ؟ بالعكس ماشاء الله أذكر أنه متفوق بدراسته
                يوسف : فيصل ماغيره !! متفوق ؟ لا يبه غلطان فاشل داج ماعنده ماعند جدتي
                منصور : مدرس عربي
                والده : إلا هو ، كرمه أمير الرياض أيام التخرج بالجامعة طالع من الأوائل
                منصور : أما !! ماأصدق والله ماهو مبين عليه
                والده : طيب وش أخباره ؟ تزوج ؟
                يوسف : عنده بزر لو تشوف ناقة خالي شبيب تقول سبحان الخالق
                منصور : هههههههههههههههههههههه لا تبالغ !! إلا ماشاء الله عليه ولده مرتب ومتربي صح
                والده : أعزمه على الفطور
                يوسف : لا لازم الشلة كلها
                والده : شلتك الداجة لأ وألف لأ
                منصور : لا يبه ذولي شباب إستراحة الإرجوانة غير عن ذوليك . . يالله عن أذنكم . . وصعد
                والده : تعال أنت أجلس أبيك بموضوع
                يوسف بهدوء : عارف وش الموضوع ، بنتظر لين يخلص رمضان و ساعتها يصير خير
                والده : لين وقتها لنا كلام ثاني
                يوسف تنهد وصعد للأعلى ب " الهاند باق " المتوسطة الحجم .. فتح باب غرفته ورماها جانبا وألتقت عينه بجسدها النحيل على الكرسي و التعب واضح بملامحها ، نائمة لهذا الوقت ؟ ماقصتها مع النوم ؟
                أقترب منها وبنبرة هادئة : مهرة .. مهرررة
                تنهد وبصوت أعلى : مهرة . .
                فتحت عينها بإنزعاج و متوجعة من ظهرها ونومتها على الكرسي . .
                يوسف : شكلك ماأفطرتي بعد ؟
                مهرة برعب : كم الساعة ؟
                يوسف : 10 ونص
                مهرة و كم صلاة فوتتها منذ الظهر !! كيف نامت كل هذه الفترة ،
                يوسف : من متى نايمة ؟
                مهرة تجاهلت سؤاله وهي تفكر بمئة موضوع بثانية واحدة ،
                يوسف : قومي وبقولهم يحضرون لك الفطور
                مهرة وقفت وبمجرد وقوفها شعرت بأن معدتها تتقلص أم تتمدد ، لا تعلم أي شعور هذا يداهمها الان ، وضعت كفها على بطنها وضغطت عليه بألم كبير ،
                يوسف لم ينتبه لها وهو يعطيها ظهره و ينظر لشاشة هاتفه ، أبتسم لمحادثة علي و شتائمه التي لا تنتهي ، ألتفت مرة أخرى رافعا حاجبه : للحين واقفة ؟ أخلصي لأني بدخل أتروش
                مهرة جلست مرة أخرى غير قادرة على الوقوف ، ألم بركبتها و ببطنها و دوار ، أشياء تزعجها بل تؤلمها حد أنها تعجز الكلام ،
                يوسف عاد لهاتفه ليغلق جميع الدردشات ، رمى هاتفه وتنهد مستغربا أنها مازالت جالسة ، جلس على الطاولة مقابلها : وش فيك ؟
                مهرة ودموعها تخرج من شدة الألم ،
                يوسف يضع كفه على جبينها وحرارتها مرتفعة بشكل مهول وبعصبية : ما تبطلين مكابر !! ..
                مهرة لن تستطيع مناقشته بشيء ، كتمت على نفسها حتى لا تخرج تأوهاتها
                يوسف يخرج من الدولاب عباتها وطرحتها : أنادي لك أمي تساعدك ؟
                مهرة هزت رأسها بالرفض ،
                يوسف رحمها و حاول أن يلين صوته : ماهو قصدي أعصب عليك بس ليه ماأتصلتي .. ماقلتي لأحد ... يعني من الصبح وأنت كذا ؟ لو ماجيت الله العالم وش ممكن يصير
                مهرة أخفضت رأسها وشعرها يدل طريقه حول عينيها ليلتصق بدموعها ،
                يوسف : طيب ألبسي عباتك الحين ..
                مهرة بصوت خافت : راح الألم
                يوسف ويكاد يجن منها : حرارتك مرتفعة ، أمشي نروح نتطمن
                مهرة بهدوء : خلاص قلت لك مافيه شي ، أنا أعرف أتصرف
                يوسف : مهرة لا تعاندين خلينا نروح ونتطمن !! تنامين يوم وتصحين يوم ثاني و فوق هذا تتألمين كل شوي وأكلك هاملته .. بعرف أنت تعاقبيني ولا وش ؟
                مهرة رفعت عينها له لتردف : لأ .. يعني أنا ماني مشتهية
                يوسف بغضب : طيب ماتبين تاكلين من أكل أهلي قولي لي !! أنا أجيب لك شغالة لك بروحك .. ماهي حالة هذي
                مهرة تخفض بصرها ، تشعر بالغربة هنا ، لا أحد بجانبها .. إحساس الوحدة يقتلها بل يتشبع بها موتا ،
                يوسف : طيب قومي معاي الحين تنزلين وتاكلين
                مهرة : بصلي أول
                يوسف : كم صلاة طافتك ؟
                مهرة : بس صليت الظهر
                يوسف بدهشة : نايمة كل هالمدة ؟
                مهرة وقفت وهي تحاول أن تبعد أنظاره عنها : ماحسيت بنفسي
                يوسف عقد حاجبيه : طيب يالله أنتظرك ، مرت ساعة بالتمام حتى فرغ يوسف من الإستحمام و هي أيضا ،
                مهرة ترفع شعرها الطويل باكمله للخلف ، لتردف : خلاص إذا عندك شغل روح
                يوسف : وش بيكون عندي يعني ؟ صلاة التراويح وقضت .. مافيه شي
                مهرة بنبرة مقهورة لم تستطع ان تتزن بها : الإستراحة
                يوسف أخذ هاتفه ومد يده لها
                مهرة توقفت ، تمسكه أم ماذا ؟ ثواني طويلة حتى تخلخلت أصابع مهرة بأصابع يوسف ، نزل معها للأسفل ولصالة الطعام الجانبية ، نظر للأكل بنفس مفتوحة : والله أمي مهي قليلة .. جلس و هي جلست بمقابله
                من خلفه والدته : طبعا ماني قليلة
                يوسف ضحك : أحسبك طلعتي مع البنات
                والدته : شخبارك مهرة ؟
                مهرة بإحراج كبير : بخير
                أم منصور كانت تريد أن تبعد الحرج عنها ولكن ليس بيدها حيلة : بالعافية عليكم ، . . وخرجت
                يوسف أخذ صحنها ليضع لها بنفسه " اللي يحبه هو " أنتبه لنفسه أنه وضع الأشياء التي يحبها هو فقط ،
                أردف : تاكلين نوع معين ؟ ولا عادي ؟
                مهرة : لا عادي
                يوسف وضع الصحن أمامها : أبيك تنظفينه لي
                مهرة أبتسمت بعفوية و كأنها شعرت بذنب أخيها فتلاشت إبتسامتها ، أخون أخي و أرخص دمه إن بادلتهم بالود و هم " قتلى "
                يوسف لاحظ ضيقها المفاجىء : تبيني أطلع عشان تاكلين براحتك ؟
                مهرة رفعت عينها له ،
                يوسف : عادي عطيني إياها على بلاطة ماعندي حساسية من هالأشياء
                مهرة : ماني متضايقة
                يوسف : كويس لأني جوعان ..
                تذكر فطورهم اليوم بالإستراحة ، " يا بخلك يا طارق " ، شعر بأنه تفطر طعاما إن راه قط لترفع عنه و تجاهل هذا الطعام .


                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ،

                  في المستشفى ساعدتها على إرتداء ملابسها ، أغلقت عبايتها : وين أبوي ؟
                  عبير : جاي
                  رتيل جلست على طرف السرير منتظرة ،
                  عبير لا تعرف كيف تفتح الموضوع معها : تحسين أنك أحسن الحين ؟
                  رتيل بقهر : أنت وش تتوقعين ؟
                  عبير ألتزمت الصمت فالدكتور أعطاهم تعليمات طويلة و عريضة أهمها أن لا نتجادل معها بشيء لأن أعصابها مشدودة ،
                  دخل والدهم بإبتسامة : يالله مشينا
                  رتيل أمالت فمها بإمتعاض وهي ترتدي نقابها وتخرج خلف والدها . . ،
                  هذه المرة دون سائق ف والدهم تولى القيادة ، أخرج هاتفه وسط الصمت وهو يرد على مقرن : هلا
                  مقرن : هلابك ، كلمت ناصر يقول ماهو عنده
                  بوسعود تنهد : يعني وين راح ؟ .. طيب يمكن قايل لناصر لا تقولهم ..
                  مقرن : لا ماظنتي لأن ناصر كان متفاجىء وقال أنه أكيد بيرجع مايدل بالرياض كثير فأكيد ماراح يبعد
                  بوسعود : المشكلة مايعرف أحد يعني وين بيروح ؟
                  مقرن : بس دام أغراضه موجودة ومامر البيت يعني إن شاء الله بيرجع .. أكيد
                  بوسعود : الله يستر لا يسوي بنفسه شي .. كلم أحمد يشوف إشارة جواله من وين ؟ يمكن نعرف مكانه
                  مقرن : طيب الحين أكلمه
                  بوسعود : مع السلامة وطمني . .
                  عبير بإهتمام : مين اللي بيسوي بنفسه شي ؟
                  بوسعود : عبدالعزيز
                  رتيل و قلبها أفاق من سبات الصمت ، ألتزمت الهدوء وعينها تنظر للطريق وكأن الأمر لا يهمها ،
                  عبير صمتت لا تريد أن تتعمق بالموضوع أكثر بوجود رتيل
                  بوسعود و يتكلم بعفوية طبيعية : مشكلة هالولد .. لا عصب ماعاد يشوف قدامه
                  عبير ودت لو تترجى والدها بأن يكف حديثه عن عبدالعزيز ولكن والدها الذي لا يتكلم بأمور عمله و بمشاكله أمامنا تسلط اليوم ليتكلم وكأنه يستقصد رتيل !
                  بوسعود تنهد : الله يستر بس ... راح يجننا وراه
                  " راح يجننا وراه ؟ " جننت و أنتهيت ، أين ذهب ؟ . . حتى في إتساع ضيقي منك أنا أهتم بك يا عزيز !!

                  ،

                  يقرأ الرسالة المستلمة بعينيه " تركي بالكويت ، يقولون مر من جمارك الخفجي "
                  تنهد و هو يعرف بأن الجحيم سيحل على تركي قريبا وجدا ، أرسل أمام أنظار العمة المدققة بتعابير وجهه " جيبه لي هالأسبوع "
                  حصة : خير اشوفك اليوم ماتترك الجوال من إيدك
                  سلطان : يالله يا حصة صايرة كنك مرتي
                  حصة : ليه الجوهرة تدقق على كل شي ؟
                  سلطان و ضاقت ملامحه بسيرتها : لأ بس أطرح مثال
                  حصة : طيب ، أنا أبي غرفة سعاد
                  سلطان رفع حاجبه : نعععم !!
                  حصة بتوتر : إيه يعني العنود تسهر و أنا أنام بدري فأبي اخذ راحتي
                  سلطان : طيب ، فيه غرفة ثانية وأبشري أخلي عايشة تجهزها لك ، البيت كله تحت أمرك
                  حصة : بس أنا أبي غرفتها
                  سلطان بغضب : لاتجننيني !! أنا داري أنه السالفة عناد
                  حصة بحدة : شف سلطان ماني راضية على حياتك هذي ! مسألة أنه محد وراك وعشان كذا تسوي اللي تبيه ماهي عندي ! انا حسبة أبوك وأمك واللي تبي بعد
                  سلطان بإبتسامة سخرية : ترى فارق العمر ماهو مرة
                  حصة وتتمسكن بملامحها : سلطان يعني ترضى تزعلني كذا ؟ أنا أبي أفرح فيك وأنت تسكرها بوجهي ، يعني ليه سعاد موجودة بحياتك للحين ؟ والجوهرة مرمية في بيت اهلها ولا كلفت روحك تسأل عنها
                  سلطان تنهد : يارب رحمتك .. تعرفيني ماأحب أحد يتدخل بحياتي حتى لو أبوي عايش ماكنت راح أرضى يتدخل
                  حصة : بس عاد أنا بتدخل وأسمح لي
                  سلطان : وش أسمح لك ماأسمح لك !! لا تعورين راسي فيني اللي مكفيني
                  حصة : إيه طبيعي بيعورك راسك لو أنك تعرف تتعامل مع الحريم زي الناس كان الحين أنت ملاك طاير بالسماء
                  سلطان بقلة صبر : الله يخليك لا تعيدين لي الموال
                  حصة : إلا بعيده أنا شيبي ماطلع ببلاش
                  سلطان : طيب تبيني أريحك من الاخر ؟
                  حصة : إيه
                  سلطان ببرود : بطلقها
                  حصة شهقت برعب : لعنبو إبليسك ماكملت سنة ،
                  كملت بغضب : طيب على الأقل عطها فرصة البنت تثبت لك صفاتها وشخصيتها على طول بتطلق !! هذا وأنت عاقل وتعرف تدبر أمورك .. إذا من أول مشكلة بتطلق !! مايمدي أصلا تمشكلتوا !!
                  سلطان : الموضوع عندي أنتهى
                  حصة : لا والله منت مطلقها
                  سلطان بحدة : تحلفين علي ؟

                  ،

                  في مدينة تجهلها وبشكل أدق خائفة بطريق العودة لشقتها ، كان خلفها مجموعة من المنتسبين للدورة ، حمدت ربها حتى لا " يخرب البرستيج " في طريق عودتها التي مدركة بأنها ستركض من شدة الخوف.
                  بدأوا يتفرقون بين الطرق ، ودت لو أن تترجى أحدهم أن يأتي معها ، ألتفتت و الظلام يخيم على " كان "
                  كانت هناك فتاة مغربية ، كانت ستكلمها ولكن أتجهت للمقهى المنزوي بالزاوية ،
                  : تدورين أحد ؟
                  شهقت : ها .. لالأ ..
                  نواف بيده بعض الأوراق : طيب أنتبهي لطريقك .. وأكمل طريقه بجهة معاكسة لها
                  أفنان تحدث نفسها " حلال ؟ إيه صح حلال يعني وش فيها لو أقوله بس يوصلني .. لا عيب .. طيب يعني كيف أكمل طريقي كذا .. حسبي الله عليهم راميني بمكان مدري من وين جابوه .. أكلمه ولا لأ .. ياربي .. فشلة .. وش بيقول عني ؟ تحاول تتميلح .. إيه والله واضحة كأني أتميلح قدامه .. ياربي أكلم المشرفة .. والله تهزأني .. " تنهدت وهي تتجه خلفه وبصوت خافت : إستاذ نواف
                  لم يسمعها وهو يكمل طريقه ،
                  أفنان بصوت واضح : إستاذ نواف
                  ألتفت عليها ، ورفع حاجبي التي تشعر بأنهما في حالة رقص مستمرة ، يلعب بحركة حواجبه كثيرا هذا أكثر ما لاحظته به
                  أفنان بدأت " تعضعض " شفتها السفلية من الحرج : ا .. يعني كنت بقولك .. ممكن يعني بس تروح معاي للطريق الثاني بس يعني لين الحي وبعدها خلاص لأن .. يعني ماأبغى أزعجك بس مالقيت أحد و .. يعني بليل وكذا .. يعنني ..
                  نواف : قللي من " يعني " بكلامك
                  أفنان فتحت فمها ب " فهاوة "
                  نواف : طيب كملي معاي طريقي فيه الشارع الثاني يوديك على نفس الحي
                  أفنان حست بإحراج كبير : لالا خلاص روح أنا أرجع
                  نواف : أنت شاربة شي ؟ على فكرة المشروبات اللي بالمكاتب فيها كحول
                  أفنان : ها !! لا .. ماشربتها والله ماشربتها
                  نواف ضحك ليردف : منتي صاحية .. أمشي طيب
                  أفنان : أنت فهمتني غلط أنا .. بس لأني خفت عشاني لابسة حجاب ومافيه عرب كثير
                  نواف : لاحول ولا قوة الا بالله ، يا ماما أمشي
                  أفنان " وش يا ماما ؟ .. شايفني بزر قدامه " : أنا اسفة أزعجتك .. خلاص والله خلاص
                  نواف أنفجر بضحكته : طيب لأن شكل تفكيرك وقف اليوم .. ومشوا بالطريق الاخر الذي تريده أفنان
                  أفنان تمشي من خلفه وهي تنظر ل " ظهره " . . " يا هي سواليف كثيرة بتنقالك يا ضي "

                  ،

                  توقف عقلها عن النبض ، صورة أمامها واضحة جدا .. يلفظ كلمات كثيرة بعين مكسورة بالدمع ، يحلف ويردد " والله شفتها "
                  هذا الرجل أعرفه . . والله أعرفه وليس بغريب علي ، لم يبكي ؟ لم يحلف و يردد وكأنه غير مصدق ؟
                  أول مرة أرى بها تقاسيم هذه الملامح ، منذ فترة أرى أجسادا بوجوه مطموسة ، هذه المرة ملامحه واضحة ، عيناه ، أنفه ، شفتيه . . كل تفاصيله الصغيرة ترى جيدا ، . .
                  ألتفتت لمن يجلس بجوارها : مين ناصر ؟

                  .
                  .



                  .
                  .

                  أنتهى البارت

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    الجزء ( 40 )




                    (حلم)

                    كأنما تستنطق الصاعقة الحجار

                    تحاكم الصاعقة السماء

                    تحاكم الأشياء

                    كأنما يتسل التاريخ في عيني

                    وتسقط الأيام في يدي

                    تسقط كالثمار...

                    *أدونيس



                    ،

                    توقف عقلها عن النبض ، صورة أمامها واضحة جدا .. يلفظ كلمات كثيرة بعين مكسورة بالدمع ، يحلف ويردد " والله شفتها "
                    هذا الرجل أعرفه . . والله أعرفه وليس بغريب علي ، لم يبكي ؟ لم يحلف و يردد وكأنه غير مصدق ؟
                    أول مرة أرى بها تقاسيم هذه الملامح ، منذ فترة أرى أجسادا بوجوه مطموسة ، هذه المرة ملامحه واضحة ، عيناه ، أنفه ، شفتيه . . كل تفاصيله الصغيرة ترى جيدا ، . .
                    ألتفتت لمن يجلس بجوارها : مين ناصر ؟
                    وليد بضيق يستلقي على التراب الناعم وهو يغطي عينه بذراعه : ماأعرفه
                    رؤى تنظر لبحر دو فيل الواسع كإتساع وحدتها : شوفه يصرخ
                    وليد يدرك بأنها تتوهم : أتركيه يهدأ من نفسه
                    رؤى و دموع تعتصر بعينها : مخنوقة . . قلبي يعورني
                    وليد بصمت يتأملها ، قلبه يتجزأ لأكثر من جزء ويبكيها
                    رؤى : أحس فيهم
                    وليد بهمس : مين ؟
                    رؤى بلا وعي : ما أعرفهم ، هو متضايق يا وليد
                    وليد وهو الذي لم يعد يعرف كيف يتعامل معها ولا يعرف أهو عبدالعزيز أم وليد ، أشعر بها إن عادت لشخصيتها القديمة و أيضا أشعر بها إن بقيت بشخصية رؤى التي بعد الحادث لكن أحيانا أصلب أمامها ولا أعرف مالمفترض أن يقال ،
                    رؤى بتنهيدة أردفت : ليه سوت فيني كذا ؟ ليه أمي قاسية ؟
                    وليد : ماهي أمك
                    رؤى صرخت ببكاء : إلا أمي .. ماكان جمبي أحد الا هي ... هي أمي
                    وليد جلس بجانبها ، لو أن حلالا أن يحضنها فقط ليقتلع هذا الألم ، يالله كيف أراك بهذه الصورة ولا أفعل شيئا ، كيف أروض نفسي عن الحرام و أنا أراك طهر لا يختلط به ذنب ، يالله ألنا قدرة على تحمل كل هذا ؟ يارب نسألك ضياء يبدد ظلمة قلبها ، أدرك كيف حزنك متكور عالق بحنجرتك ؟ أتلفظينه يا رؤى و يرتاح صدرك أم تبتلعينه .. ياه يا هذه الأرض لا تستوي ولو لمرة لأجلنا لأجل أن نهرب ، أن نهرب من حزن هذه الدنيا .
                    جمعت كفيها لتغطي ملامحها السكرية و هالات قصب أسود تطوف حول عينها ، جاهشة بالبكاء وكلماتها مكسورة تنطقها بتقاطيع أدمت قلبها : ليه بس ليه ؟ ماأبغى منها شي بس تقولي ليه سوت فيني كذا ؟ . . يعني أنا أستاهل كل هذا ؟ .. وينهم ؟
                    صرخت : ويننهم أهلي ؟ .... ياربي قولوا لي وينننهم بس أبي أعرف وينهههم ؟.. لا تقولون ميتيين .. أبيهم ..
                    بصوت يخالط أصوات الأمواج : أبيييهم
                    وليد بلع ريقه بإختناق : تعوذي من الشيطان
                    رؤى وعيناها تذهب لماضي بعيد ، مجتمعين بأجساد لا ترى ملامحهم إن كانت بائسة أم سعيدة !
                    صوت رجولي ضخم : ماعندي لعب ، ترى بالعصا
                    صوت رجولي اخر ذو نبرة عذبة : والله والله والله حفظتها .. يبه تكفى أحس مخي بيوقف
                    و صوت أنثوي : أنا حفظتها
                    مرة أخرى الصوت الضخم الذي قيل عنه " يبه " : طيب أنا أبي أحفظكم أشياء ثانية
                    الصوت الأنثوي مرة ثانية : وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
                    الرجل الصغير : ها هدول قالتها وحافظة الرقية كاملة وأنا صميتها صم
                    الرجل الأكبر : الله لايعوق بشر محفظكم نص القران يعني محفظكم
                    وقف ذاك الشقي : المهم أني حفظتها كاملة الحين وسمعتها لك يابابا *أردف كلمة بابا بسخرية* ..

                    رجعت مع صوت الأمواج لتهمس : هدول ؟
                    وليد : خلينا نمشي
                    رؤى ألتفتت عليه بعيون ممتلئة بالدموع : أقرأ علي
                    وليد جلس لثواني يستوعب ، ثم أردف : طيب
                    رؤى جلست أمامه
                    وليد وضع كفه الأيمن فوق حجابها ليبدأ بالفاتحة ومن ثم " الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون "
                    أكمل تلاوة الايات القرانية الواردة بالرقية الشرعية إلى أن وصل لسورة الناس و بكاء رؤى مع القران يتواصل ،
                    أنتهى وهو يردد " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أعلم أن الله على كل شيئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيئ علما ، وأحصى كل شيء عددا ، اللهم إني أعوذ بك منه شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط المستقيم "

                    ،

                    على طاولتها في المقهى الباريسي ، بكفها اليمنى كوب قهوة سوداء كقلبها في هذه اللحظات ، أرهقها الإنتظار حتى رفعت عينها للباب الذي يدلف من قبل رجل عشريني ذو هندام أسود و وشاح حول رقبته باللون الرمادي ،
                    جلس بمقابلها وهو يمد لها ظرف أبيض أسفل الطاولة : كذا أنتهى شغلك ترجعين لمكان ماجيتي ولاأبي أشوف وجهك في باريس
                    أمل بخبث : رقمي عندكم إذا بغيتوا شي ثاني
                    : إن لعبتي بذيلك معنا ماهو أحسن لك .. تطلعين برا باريس وتنسين شي إسمه رؤى مدري غادة .. وخرج
                    فتحت الظرف أسفل الطاولة بعينها تعد الأوراق النقدية ، أرتسمت بجانبها إبتسامة و تركت بضع أوراق على الطاولة وخرجت ،
                    رجل اخر يمشي خلفها إلى أن مرت من جانب قوس النصر ، تبعها حتى دخلت بين الضواحي الضيقة ، سحبها من الخلف وهو يضع كفه على فمها لئلا تصرخ.

                    ،

                    في مساء جديد على الرياض ، غائب ليومين . . أين أراضيك يا عبدالعزيز ؟
                    أتصل عليه للمرة الألف في هذا اليوم " أترك رسالة بعد سماع الصافرة "
                    ناصر يترك له ملاحظة صوتية : عزوز وينك ؟ يعني تبي تخوفنا عليك وبس .. إذا سمعت هالرسالة تتصل علي ضروري ، بعد بكرا رايح باريس .. أتصل على رقمي الفرنسي .. عزوز .. لاتلعب بأعصابنا أكثر "
                    رمى الهاتف على الكنبة وهو يغلق سحاب حقيبته التي سيذهب بها إلى باريس ،
                    يالله يا عزيز مازلت تلتهم عقلي بالتفكير بك ، قلقي عليك يفكك بخلاياي ، ماذا يحدث معك ؟ أعرفك جيدا من المستحيل أن تهرب دون أن تخبرني بشيء ، كيف تهرب وجوازك ليس بحوزتك ؟ . . أنت هنا و تحت سماء الرياض ولكن هذه السماء مازالت تمارس الجفاف معي كما أعتادت.
                    ألتفت على والده : للحين مافيه خبر عنه
                    والده : الله يستر ، خابره عاقل ماتطلع منه هالأشياء
                    ناصر تمتم : ماخلوا فيه عقل
                    والده : وشو ؟
                    ناصر : ولا شي .. أنا بروح ادور عليه بالأماكن القريبة

                    ،

                    على طاولة مكتبة يستند ، بضيق : طيب و المستشفيات ؟
                    متعب : إيه طال عمرك ، إسمه ماهو موجود بكل المستشفيات حتى الخاصة دورت فيها
                    عبدالرحمن الذي لم ينام جيدا من قلقه : أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
                    سلطان : مستحيل طلع من الرياض وهو مايدل
                    متعب : كاميرات المراقبة اللي في طريق الشرقية راقبناها مامرت لوحة سيارته
                    عبدالرحمن يحك جبينه يحاول أن يلقى مكانا ربما يحويه ، تنهد ليردف : ماهو لابس شي من أدوات التجسس ..
                    متعب : السماعة لأ و الكبك بعد ماكان لابسه
                    سلطان : كان لابس ثوب وقتها !
                    متعب : إيه بس الكبك عندنا ماخذاه معه ..
                    عبدالرحمن : الله يصلحه بس
                    سلطان : طيب متعب شيك على الفنادق
                    متعب : إن شاء الله .. وخرج
                    جلس سلطان متعبا من التفكير و بمثل حاله كان عبدالرحمن بل أشد ، مسألة غياب عبدالعزيز تربكهم كإرتباكهم في حال حدوث حادثة بأوساط الرياض فكيف لو كان هذا الغياب يسيطر على رجل " مهم بالنسبة لقلوبهم مهما أظهروا غير ذلك "
                    عبدالرحمن بجدية حادة : بس نلقاه إن شاء الله تطلع نفسك من الموضوع كله ، مالك علاقة فيه ولا أبيك تختلط معاه خله يسوي اللي يبيه ..
                    سلطان : لا تخاف بعتذر له
                    عبدالرحمن غير مصدق ، يعرف سلطان منذ سنين ويعرف أن " اسف " لاتخرج منه وإن أراد الإعتذار فإنه يبين ذلك بطريقة مبطنة و ليست مباشرة وهذه الطريقة قد يفهمها عبدالعزيز بشكل خاطىء : أنا أعتذر له بالنيابة عنك بس لا تستفزه
                    سلطان رفع حاجبه : منت مصدقني ؟ والله العظيم بعتذر له
                    عبدالرحمن بعين الشك : سلطان !! ماهو علي هالحركات أعرفك ماتحب تعتذر لأحد
                    سلطان أبتسم : فاهمني غلط

                    ،

                    شده من شعره حتى أغرقه بحوض المياه : أصححى يا مجنووون جبت لي المصايب
                    بهذيان مزعج : يختيي أبعديي
                    حمد : أنا صرت أختك ! قلت بخليك تشرب شوي تنبسط بس منت كفو على طول سكرت
                    فارس التي تضيق ملامحه أبتعد عن المياه وهو يبتلع بعض الماء بغصة : أتركنيي
                    حمد بعصبية : بس يجي أبوك يعلمك كيف تشرب ؟
                    فارس : أنت عطيتني
                    حمد بتفاجؤ :أنا !! يالنصاب .. روح بس للوحاتك أسكر معها ولا شرايك تتصل على وحدة من اللي مشبكهم
                    فارس يمسك هاتفه بضحكة وخطواته غير متزنة يكاد يسقط في كل خطوة : على ميين نتصل ؟
                    حمد : أنت أختار هههههههههههههههههههه
                    فارس يرتمي على سريره : وش إسمها ذيك خويتي اللي عرفناها بلندن ؟
                    حمد : خلود ؟
                    فارس : إيه خلوود .. هههههههه خلوود إسمها ماهو حلو
                    حمد يجلس بجانبه : إيه ياماما إسمها مررة ييع
                    فارس يضغط على الرقم ويضعه على " السبيكر " ، أتاه الصوت الأنثوي المبحوح : ألوو
                    فارس : يا روح .. ا ..
                    همس لحمد :أنا وش إسمي ؟
                    حمد بضحكة صاخبة : أتوقع إسمك الحركي زياد ولا ؟
                    فارس : إيه زياد .. هلا ياروح زياد
                    خلود : حبيبي مشتاقة لك
                    فارس : وأنا والله مشتاق لك مررة مرررة مررررررررررة كبر بيتنا
                    حمد بملامح حزينة : هههههههههههههههههه يا حياتي على الحب
                    فارس يغمض عينه : وينك يا قلبي ؟
                    خلود : أنت سكران ؟
                    فارس بتخبط : إلا صاحي وعن 600 حصان أفا عليك
                    خلود : تيب تحبني ؟
                    فارس بملل : إلا أموت فيك
                    خلود : تيب يا حياتي هالفترة كل يومين والثاني جاينا واحد يخطب .. حبيبي أستعجل ماصارت
                    فارس : يا روحي جالس أكون حالي ، يعني ماما تبغاني أكون نفسي أكثر
                    خلود بدلع : أنتظرك العمر كله
                    فارس : تافهة
                    خلود : نعععععععععععم !!
                    فارس : أقصد أختي الخبلة اللي دخلت .. رفس حمد بعيدا عنه ،
                    خلود :إيوا حبيبي قولي وش أخبارك
                    فارس : هذي ماما تناديني .. أكلمك بعد ماأشوفها
                    خلود : تيب أنتظرك
                    فارس : مع السلامة يا حبي .. وأغلقه
                    حمد : ههههههههههههههههههههههههههههههه أتصل على بنت عبدالرحمن وش إسمها
                    فارس بضحكة : لالا هذي خط احمر .. خلها تولي بقطع علاقتي فيها
                    حمد : افا وراه
                    فارس : مغرورة وكريهة
                    حمد يمثل الحزن : تكسر الخاطر
                    فارس : بس أنا بأدبها ، فكر معي شلون أجيبها هنا ! أحسها ***** " كلمة غزلية مقرفة تناسب قذارة فارس هذه اللحظة "
                    حمد صخب بضحكته : والله حتى أنا أحسها كذا ، جيبها خلنا ننبسط

                    ،


                    سلمت من صلاتها وهي تنظر للزاوية الممتلئة بالورود بأنواعها ، يغرق قلبها بغزل لا ينضب ، لاتنكر إشتياقها لصاحب هذا الجمال ، صوته يدغدغ سمعها دائما ومازال ، صخب رجولته وهي تتشكل بصوته لا يخرج من ذاكرتها ، كل شيء يطرق قلبها بتفاصيله الصغيرة التي لا تعرفها ، تدرك انه يحب الأدب الفصيح و يحب محمود درويش لذلك دائما ماتكون رسائله مقتبسة منه ، شغوف بالفنون الجميلة و الرسم ، يحب الغموض والكابة في ألوانه ، تعرف جيدا أنه يخاف الوضوح ربما لسبب ما لا أعرفه أو ربما غروره يمنعه ، أشعر بتملكه الرهيب لي ، هو يتوقع أنني لن أقدر على الإنسلاخ منه و انا فعلا كذلك ولكن سأحاول ، رب محاولة يائسة تخلق لي حلا لم أتوقعه ، ماذا لو لم أستطع ؟ سيتخلى عني بسهولة !
                    يا غرورك يا أنت أجزم بأنك تريد أن تعميني بك و أن لاأرى غيرك وأن لا أعيش إلا لأجلك .. أعرف أنك تريدني بصورة إنهزامية حتى تتملكني كجارية في حبك ، كلماتك و كل شيء يخصك يخبرني بهذا الشيء.
                    أذكر أول هدية منك ، أول ربكة أعتلتني ، أول كلمة حب تغنجت بها أسماعي ، كان صباح الخميس الناعس من شهر أيار الذي يدعى بغرب العالم شهر العشب الطويل وكان كذلك لقلبي الذي تشعب وأخضر بزهر لا يجف و لا يذبل ، ياإلهي أكان منك أن تسقيني دائما حتى تسيطر على جذوري المتشبعة بك !

                    ،

                    رفعت شعرها المموج بكثرة تشبه تكاثر عزيز في قلبها ، رطبت وجهها و هي تأخذ نفسا طويلا
                    أحاول أن أتجاهل مرورك العميق بقرب قلبي ، غائب لأكثر من يوم . . أيعاقبك الله أم ماذا ؟
                    كل شيء يبدو لي الان أنه عقاب و جزاء ، لا شيء بينهم ينتصف .. إهانتي لك عوقبت عليها بجحيم مازال عالق بقلبي و إنهياري كان مجالا لشماتتك بي ، و ربما مشكلتك التي لا أعرفها مع أبي هي عقاب إلهي لك.
                    يالله يا عزيز لو تعلم فقط بأن كل من حولي يذكرني بك ، لا شيء يموت إلا وحبك يحييه ، كيف أتيت وأقتحمت كل أسواري ؟
                    لم تفعل لي شيئا يجبرني أن أحبك ، كيف تتكاثر بي و أنا متشبعة بخيباتي منك ؟ يحزنني أن أكون بهذه الصورة الإنهزامية أمامك ؟ يحزنني جدا أن أحبك رغم كل ماحدث ، أنا لا ألومك لأنك لن تفهم معنى أن أحبك و لن تفهم.
                    مسكت كفها وقلبها يسترجع ماكتب على باطنه " أصعب الجروح تلك التي يحفرها الانسان بيديه "
                    أعرف ماكنت تريد إيصاله لي ، أن أنساك و أن أتخلى عن حبك وكأنه أمر إختياري ، ليتك تفهم يا عبدالعزيز أن الحب قدر إلهي لا يمكن أن نقف أمامه ، لا يمكن.
                    هذه الجملة تمر علي للمرة الثانية أذكر دكتورة مهارات الإتصال في سنتي الأولى بالجامعة ، كانت تحكي لنا بوقت فائض بالمحاضرة ، أرادت أن تشغلنا بأدب كان وقتها أنه مجال لا يهمني ولا يعنيني بشيء وربما مجال تافه بالنسبة لي ،
                    تربعت على سريرها وهي تفتح حاسوبها المحمول وكتبت في محرك البحث " أصعب الجروح .. " لم تكملها و " قوقل " يضع لها إقتراحات بأنه غسان كنفاني.
                    حفظت صفحة موقعه الشخصي و تذكرت شيئا ، فتحت موقع " تويتر " وكتبت في خانة بحثه " أثير رواف " لم تلقى أي نتائج
                    كتبتها بالإنجليزية ووجدت هذه الملعونة بنظر قلبها ، قرأت ما يوجد تحت إسمها " سعودية متغربة ، أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها..الحرية التي هي نفسها المقابل *غسان كنفاني "
                    أشتعل قلبها غيرة و حقدا ، يشاركها الميول والإهتمام وحتى حب الشاعر نفسه ، هي تقرأ لغسان وهو كتب على يدي إحدى مقولاته .. يبدو أن حبكم اللعين يحيا حتى ببعد الأجساد ،
                    نظرت لتغريداتها ونظرات الغيرة تلتهمها .. تذكرت صورتها وعادت لتضغط على الصورة لتكبر بإتساع شاشتها ،
                    همست لنفسها " شينة .. هذي أم الأخلاق بدون حجاب ولا شي "
                    خلف برج إيفل تقف وبين كفوفها قطة بيضاء تشبه بياض ملامحها و لا يظهر جسدها بأكمله بل إلى منتصف بطنها تنتهي الصورة ، شعرها أسود ناعم ذو طول لا بأس به على كتفيها و نظارة سوداء تغطي عيناها و ضحكة ترتسم بشفتيها المكتسية بالتوت الأحمر و أنفها يخترقه – زمام –
                    عضت شفتيها وهي تدقق بملامحها تريد أن تخرج منها عيب واحد ، ولكن لا عيوب ربما عيناها التي تغطيها " سيئة "
                    لا مقارنة بيني وبينها ، تبدو أنثى أكثر مني ، حتى جسدها الذي لا يظهر بأكمله إلا أنه من الواضح أنه متشبع بالأنوثة.
                    " بس والله شينة .. شيننة إلا شينة واضح "
                    عادت لتقرأ تغريداتها ، كانت البداية من " صباح الأمطار و جمال باريس هالأيام "
                    تمتمت : صباحك معفن يشبه وجهك
                    قرأت " شايفيين هالشريريين جابوا لي عصير حار " *كانت واضعة صورة لشخصين يبدو أنهم عرب*
                    رتيل وفعلا جنت وهي تتحدث مع نفسها : ها ها ها يا ثقل دمك يالشينة
                    تركت تغريداتها لتدخل على الصور جانبا ، لا تعرفهم .. بدأت تنزل لأول الصور وضعت في الحساب ، أرتعش قلبها وهي ترى صورة عبدالعزيز يعلق على لوحة الإقتراحات ورقة بيضاء غير واضحة الخط
                    مكتوب بتغريدتها " يا حياتي من أمس هو و عادل يطالبون بإجازة هههههههههه هاردلك يا شباب على الرفض "
                    أغلقت حاسوبها و الغضب يشتعل بها ، لم فتحت صفحتها ؟ حتى احترق أكثر
                    إذن هذه زوجتك ؟ الله ياخذك أنت وياها ... أستغفر الله.
                    وضعت أصابعها بين أسنانها اللؤلؤية لتقطع أظافرها والتفكير بهذه الأثير يقتلها ، حب و عمل يربطكم و ماذا أيضا ؟
                    هذه ذات الأخلاق الرفيعة و الجمال !! واضحة جدا أخلاقها ،

                    يتبع

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                      ،

                      أرتفع أذان المغرب ليلتم الشمل القليل على الطاولة ، الربكة تثير البعض والشك ينغمس في قلوب البعض الاخر.
                      أكلت شيئا يسيرا حتى ضاقت شهيتها : الحمدلله
                      والدتها : ماكليتي شي ؟
                      الجوهرة بتوتر : لا بس شبعت
                      ريان بنبرة ذات شك كبير : شبعتي ؟ الله على معدتك اللي ماعادت تتحمل تاكل
                      والده : وش قصدك ؟
                      ريان : ماأقصد شي بس أقول يعني ليه سلطان مايسأل ؟
                      الجوهرة رجعت بخطوات قليلة للخلف وكأنها تتجهز لمعركة تواجه فيها ريان
                      والده : مالك دخل
                      ريان يشرب من الماء قليلا حتى يردف بلامبالاة : غريب أمركم ، تركي مختفي وتقولون مسافر و سلطان قاطع و يمكن راميها ويبي الفكة ..
                      والده يقاطعه بحدة : أحفظ لسانك زين
                      ريان بغضب لم يستطع أن يتحمل أكثر : أبي أفهم وش صاير في بيتنا ؟
                      والدته بخوف : تعوذوا من الشيطان لاتخلونه يدخل بينكم
                      الجوهرة بنبرة مرتجفة : يعني مايصير أجلس عندكم كم يوم ؟
                      ريان : إلا يصير بس أنا أحس فيه إن بالموضوع
                      الجوهرة هزت رأسها بالرفض لتردف : تبيني أتصل عليه قدامك عشان تفهم أنه مابيننا شي
                      ريان بحدة : إيه
                      الجوهرة بلعت عبرتها المرتبكة لم تتوقع أن يكون هذا رده ، عادت أنظارها لوالدها وكأنها تطلب النجاة الان
                      والده بعصبية : ريان لا تتدخل بمشاكل أختك
                      ريان أبتسم بغضب : أنت بنفسك قلتها ! مشاكل أختك ؟ يعني فيه مشاكل
                      والده : ومالك دخل فيها
                      ريان ألتفت على الجوهرة : وش المصيبة اللي طايحة فيها هالمرة ؟
                      والده : لاحول ولا قوة الا بالله .. يعني تعاندني
                      ريان يقف ليقبل رأس والده وبهدوء : ماأعاندك بس أبي أعرف وش مهببة بنتك !!
                      الجوهرة بضيق حاولت أن تتشجع : مشاكلي تخصني بروحي ، مالك حق تتدخل فيني ،
                      شتت نظراتها عنه لتلفظ بشموخ هزيل : أنا متزوجة يعني ماعدت صغيرة وأعرف كيف أدبر نفسي
                      ريان بغضب كبير : نععم يا روح أمك !!
                      وقفت والدته : ريان خلاص .. أرحمنا الله يرحمك
                      ريان : طالع لها لسان بنتك هال
                      قاطعه والده بغضب أكبر : لاتنسى نفسك
                      ريان بنبرة متقززة : كشفك سلطان !! أكيد عرف بمصايبك اللي مانعرفها .. أصلا أنت رخيصة من قبل .. من يوم طلعتي له ورى البيت .. يالله على القرف اللي فيك وعلى أخلاقك !! ومسوية فيها العفيفة
                      والده بصرخة أسكتته : أبلع لسانك ، أختك أشرف منك .. ماهو أنت يابابا تشكك في تربيتي لأختك .. هالكلام ماأبغى أسمعه منك مرة ثانية والله يا ريان لو أنذكر مرة ثانية لا أنت ولدي ولا أنا أعرفك
                      ريان تنهد وهو يخرج متمتما : حسبي الله ونعم الوكيل ..
                      والدته تنقل نظرات الشك و الإمتعاض بين الجوهرة و أبيها ، تنهدت لتخرج هي الأخرى تاركتهم
                      الجوهرة ما إن رأت والدتها تقف بصف ريان حتى نزلت دمعتها
                      والدها : ماعليك من أحد
                      الجوهرة تمسح دمعتها بكفوفها : حتى أمي متضايقة مني !!
                      والدها : تلقينها بس متضايقة من التصرف نفسه

                      ،

                      أغلق هاتفه وهو يلفظ كلمته الأخيرة : كيف يعني ؟ ... يجيني لو من تحت الأرض ..
                      حصة : مين هذا اللي تبيه من تحت الأرض ؟
                      سلطان بإبتسامة : شغل
                      حصة : طيب تعال أجلس جمبي بقولك شي
                      سلطان : تمارسين امومة متأخرة علي
                      حصة ضحكت لتردف : يالله يا سلطان فرحني عاد
                      سلطان ينتظر اذان العشاء حتى يهرب من تساؤلات عمته ،
                      حصة : سلطان يعني عيب إلى الان هي في بيت أهلها ، أتصل عليها الحين
                      سلطان : لأ
                      حصة برجاء : تكفى طلبتك
                      سلطان تنهد : حصة الله يخليك لا تزنين على راسي
                      حصة : طيب عطني بكلمها
                      سلطان : وبعدها تنسين سيرتها
                      حصة بمسايرة : إيه ماعاد بفتح موضوعها
                      سلطان أخرج هاتفه مرة أخرى : أتصلي من جوالك
                      حصة : وليه ماهو من جوالك ؟
                      سلطان بنصف إبتسامة : كذا مزاج
                      حصة : عمرك ماراح تتنازل .. عطني
                      سلطان : 055 .. وأكمل لها الرقم ،
                      حصة بإبتسامة واسعة تضغط على زر الإتصال
                      سلطان : كلام النص كم تتركينه
                      حصة : هههههههههههههه أهم شي الرقم صار عندي
                      سلطان أخذ فنجانه وهو يترقب صوت عمته المرحب بها
                      حصة بمكر النساء تضعه على السماعة الخارجية " سبيكر "
                      أتى صوت الجوهرة بعد ثواني إنتظار طويلة ، صوت مهتز مرتبك باكي : الو
                      حصة : السلام عليكم
                      الجوهرة تحاول أن تتزن بصوتها : وعليكم السلام
                      حصة : أنا عمة سلطان
                      الجوهرة صمتت ثواني لتردف : هلافيك
                      حصة : بشريني عن أحوالك ؟
                      الجوهرة : بخير الحمدلله
                      طال صمتهم و أنظار حصة تراقب سلطان الغيرمبالي لصوتها
                      حصة : ما ودك تجينا ، يعني أنا جاية الرياض هالفترة ومشتاقة أشوف اللي أخذت قلب ولدنا
                      سلطان ألتفت عليها بنظرات حادة ذات شرر
                      حصة بصوت مهتز إثر الضحكة التي تمسكها بصعوبة : معاي ؟
                      الجوهرة بتوتر كبير : إيه ، ا ... " لاجواب لديها "
                      سلطان يأشر لها بأن تغلق الهاتف ولكن حصة تعاند : ترى سلطان أحيانا يقول حكي بس كذا يعني مكابرة رياجيل تعرفين عاد الرجال عندنا
                      سلطان عض شفته وهذه المرة خرج صوته ليحرج حصة فتغلقه رغما عنها : مين تكلمين ؟
                      الجوهرة توقف قلبها لثواني طويلة ، مرت فترة شعرت بأنها سنين وهي لم تسمع صوته المربك لحواسها ،
                      حصة بنظرات متحدية : زوجتك
                      سلطان وأراد أن يقتلها فعلا ، : عطيني
                      حصة غير مصدقة ونظراتها تميل للشك
                      سلطان يسحب الهاتف من كفها ليقف متوجها للخارج : ألو
                      الجوهرة أخذت نفسا ونسيت شيئا يسمى زفير ، شعرت بالإختناق من صوته
                      سلطان : الجوهرة ؟
                      الجوهرة برجفة : هلا
                      سلطان شعر بأن كرها جديدا يشتعل في قلبه وهو يتذكر " تركي " ، نار في صدره لا تنطفئ
                      الجوهرة وربكتها جعلتها تتحدث دون وعي : كيفك ؟
                      سلطان بصوت حاد يشعل حمما في أذن الجوهرة : أنتظر خبر يفرحني
                      الجوهرة بصمت من نوع اخر
                      سلطان بغضب لم يسيطر عليه : بجيب تركي و قدامك بذبحه وبذبحك وراه
                      الجوهرة ببكاء : ليه ماتصدقني ؟
                      سلطان بعصبية : أصدق وش ؟
                      الجوهرة بغصة : مالي ذنب
                      سلطان : تدرين أنك من أوقح الناس اللي شفتهم بحياتي .. وأغلقه في وجهها ،
                      وكأنه للتو يعلم بموضوعها ، الغضب يدب في قلبه دون رحمة يشتهي أن يقطعها ويقطع تركي خلفها ، كيف كانت تصحى باخر الليلة مفزوعة ؟ لم كانت شكوكي تذهب لشيء اخر ، كانت تراه وهي تشاركني السرير ، كانت ترى رجلا اخر و هي في حضني !
                      يالله على هذه الوقاحة ، بكاءك لن يغير شيئا ، ماحدث بالماضي لن يمحى بسهولة ، لن يمحى وأنت أنثى ناقصة بنظري وبنظر كل شخص يشهد هذه القصة الدرامية التي تحاولين الدفاع عنها !! تحاولين أن تخبرينا أنك بريئة ، لو أنك بريئة لما صمتي كل هذه المدة . . أنت توسدتي الصمت لأنك مذنبة.

                      ،

                      في مكتبه المنزوي أقصى الدور الأول ، أمامه مقرن وبينه عدة أوراق : تتوقع ؟
                      مقرن : دام محنا قادرين نوصل للي أتصل أنا أتوقع أنه عبير تدري
                      عبدالرحمن وغير مصدق : لا .. ماني قادر أصدق أنه عبير تكون تعرف أحد !!
                      مقرن : أنا ماأقول عبير في علاقة مع أحد ، يمكن ضايقها وهي ماعطته وجه وعشان كذا
                      عبدالرحمن : كان راح تكلمني لو ضايقها أحد
                      مقرن : طيب يمكن خافت
                      عبدالرحمن تنهد : يارب رحمتك بس على هالمصايب اللي تجينا من كل صوب
                      مقرن : هدوئها هذا ماهو لله
                      عبدالرحمن : كيف يعني ؟
                      مقرن بلع ريقه : لا يعني هي قالت لي بتسوي شي وبعدها هونت وشكلها خافت
                      عبدالرحمن : ماني فاهم عليك ، وش كانت بتسوي ؟
                      مقرن بصمت طال أردف : مدري يعني بناتك أحيانا يطلعون بأفكار وكذا
                      عبدالرحمن عقد حاجبيه : انت عارف شي وماتبي تقوله لي ؟
                      مقرن : معقولة أعرف شي وماقولك ؟
                      نظر لخلف مقعد بوسعود و أنوار منزل عبدالعزيز مضاءة : عز شكله رجع
                      عبدالرحمن ألتفت ليرى نافذته ووقف مسرعا للخارج ، فتح بابه بهدوء و عبدالعزيز مستلقي على الأريكة
                      عبدالرحمن تنهد براحة ليردف : عز
                      ولم يرفع شماغه الذي يغطي عيناه : نعم
                      عبدالرحمن أنتبه للنبرة الغاضبة ، جلس على الطاولة المقابلة له : يعني كذا تخوفنا عليك ؟ حتى ماترد علينا ... وين كنت كل الأيام اللي فاتت ؟
                      عبدالعزيز أزال الشماغ عن عينه ليستعدل بجلسته و ملامحه تتفجر بالتعب : انا أخاف على نفسي أكثر منكم ماني محتاج هالنفاق
                      رن هاتف مقرن ليخرج تاركهم مع بعض ،
                      عبدالرحمن ونظراته الخائفة محصورة بالإهتمام الصادق : طيب سو اللي يريحك
                      عبدالعزيز رمى الكبك على الطاولة بجانب عبدالرحمن وهو يفكك أول أزارير ثوبه بصمت مطبق
                      عبدالرحمن : كليت شي ؟
                      عبدالعزيز ببرود : ماني مشتهي
                      عبدالرحمن بإبتسامة : خلنا نروح المسجد مابقى شي على الأذان
                      عبدالعزيز وقف : بتروش وألحقك
                      عبدالرحمن : طيب أنتظرك

                      ،

                      مر أسبوعين لندخل العشر الأواخر المباركة ، وداع الشهر ضيق على من يتعلق قلبه بروحانية رمضان.
                      في المستشفى ، وقف متصنما – يا إلهي على هذه المواقف لا أعرف كيف أتصرف بها –
                      دقائق و محاجره متسعة و الصدمة ترتسم على ملامحه ، لا يشعر بالفرح ولكن أيضا لا يشعر بالحزن ، منذ سمع " مبروك المدام حامل " وأعصابه و مشاعره متلخبطة و متشابكة.
                      شيء في داخله يفرح و اخر يحزن ، تناقض يشعر به .. ومازال الصمت سائد ، صمتها يثير في داخله ألف علامة شك وشك .. لا أصدق بأنها ستفرح بهذا الجنين ؟ ربما .. سبحان من يغير ولا يتغير.
                      وصلوا للبيت و تبعته للأعلى ، دخلوا غرفتهم التي تعتبر ضيقة بالنسبة " لزوجين "
                      يوسف بهدوء : مهرة
                      مهرة رمت نقابها جانبا وألتفتت عليه و الدموع تكتسيها : صار اللي تبيه .. وش أستفدت الحين ؟
                      يوسف لا يريد أن يجادلها ويثير أعصابها ، ألتزم الصمت
                      مهرة ببكاء عميق : ليه تبي تقهرني ؟ ليه تبي تجبرني على شي ماأبيه ؟ قولي بس وش الحياة اللي ترتجيها مني !!! حرام عليكمم
                      بإنهيار تام وأعصاب متعبة : تبون تذبحوني مثل فهد .. تبون تقهروني وبس .. خافوا ربكم كافي اللي سويتوووه
                      يوسف يقترب منها محاولا أن يهدئها ، و خطواته أشعلت في صدرها غضب كبير حتى أنها رمت كل شيء بجانبها عليه وهي تصرخ فيه وتبكي بقهر مخنوق ،
                      يوسف يضم كفوفها حتى تتوقف عن الحركة ورمي الأشياء
                      بضعف الأنثى المكسورة ، سقطت على ركبتيها و بجانبها يوسف
                      مهرة بنبرة مهتزة : ليه تسوي فيني كذا ؟
                      يوسف و الضيق يدل قلبه الان : قومي أرتاحي ،
                      مهرة بعصبية : ماأبغى .. أترك إيدي
                      يوسف مازال ممسك بكفوفها : أشششش .. خلاص أهدي
                      مهرة تخفض نظرها وشعرها ينساب من خلف الطرحة التي بدأت بالسقوط ،
                      يوسف : قومي غسلي وجهك و نامي من أمس وأنت صاحية
                      مهرة وقفت بضعف كادت تسقط لولا يد يوسف الممدودة ، سكنت لثواني حتى عادت للبكاء
                      يوسف أجلسها على السرير وهي بدورها تمددت عليه لتخنق ملامحها بالوسادة وتبكي بشدة
                      يوسف : تعوذي من الشيطان ، قولي الحمدلله على كل حال
                      مهرة ولا ترد عليه سوى بالبكاء وكفها تعتصر بطنها ، يالله على حزنها العميق في هذه اللحظات ، كيف تصبر نفسها ؟ هو لن يخسر شيئا ولكن أنا الخاسرة الوحيدة في كل هذا ، هو الذي يحاول أن يظلمني .. ، لا أحد يشعر بوجعي لاأحد .. حتى أمي.
                      كيف أعيش و أبني حياتي مع أخ من قتل روحي وسلب وطني ؟ كيف أتعايش معهم ؟
                      مقهورة كيف لهم هذه القدرة على تجاهل دم أخي . . يا قساوة قلوبكم.
                      وضع يوسف كفه على كفها ليسحبها بعيدا عن بطنها : مايجوز .. هذي روح لاتخنقينها
                      مهرة بصوت متحشرج : ماأبيه .. ماأبيه
                      يوسف دون تردد سحبها لحضنها لتضع رأسها على صدره بدل وسادتها ، حاولت أن تقاومه وتبتعد ولكن أستسلمت له وهي تغرز اظافرها الطويلة المنسقة في صدره ،
                      مهرة بإختناق : ليه ؟ .. بس قولي ليه
                      يوسف بمثل الهمس يريد أن يسكن قلبها : أنت زوجتي و حياتي .. أكيد ماراح أفكر أأذيك !!
                      مهرة مغمضة عينيها بتعب وهي تتشبث بصدره كطفلة : راح تطلقني !!
                      يوسف : خلاص نامي
                      مهرة تعود للبكاء مجددا وهي تبلل ثوب يوسف : تبي تقهرني مثل ماقهرني أخوك في فهد
                      يوسف بهمس : الله يرحمه ويغفر له
                      مهرة و يبدو كأنها تفقد الوعي : عمرك ماراح تحس .. هذا أخوي تعرف وش يعني أخوي .. مهما صار بينه وبين أخوك مايقتله مايذبحه .. يحسب ماوراه أهل يبكونه .. هو روحي ودنيتي وكل شيء بحياتي .. ليه بس ليييه ذبحه ؟ .. ليته ذبحني ولا أشوفه مذبوح .. ليت روحي ط
                      يوسف يقاطعها بوضع كفه على فمها : لاتتمنين الموت ..

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...