رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
،
أغلقت أزارير قميصها و من فوقه معطفها الذي يصل لفوق ركبتها قليلا ، أخذت حقيبتها الكروس و بين كفوفها ملفين بلون الفحم ، قبل أن تخرج سحبت ورقة لتكتب عليها " أنا رايحة ( كان ) و مفتاحي عند الحارس "
أغلقت باب الشقة جيدا و أتجهت لمحطة القطار ، ساعة بالتمام حتى وصلت للمحطة ، جلست في مقاعد الإنتظار وأخرجت هاتفها ، أتصلت على والدتها ولا مجيب .. تنهدت وهي تضعه في جيب حقيبتها ،
رفعت عينها لتتأمل بملامح المغادرين ، التأمل هواية تستسيغها دائما ، تذكرت كيف كانت هي ورتيل عندما يجتمعان يقفن بأعلى ( السطح ) حتى يراقبن المارة في ساعات الفجر الأولى ، أيام مراهقتهم كانت " شنيعة و جدا " لأنهما ببساطة تقمصن أدوار " العرابجة "
سمعت الصوت الإلكتروني الذي ينبه عن وصول القطار المتجه إلى مدينة كان ، أخذت حقيبتها الصغيرة و صعدت السلم المتحرك لتذهب إلى مسار القطار.
دخلت القطار وكان مزدحم نوعا ما ، مصمم على جهتين وبينهما ممر للحركة ، وكل جهة تحوي مقعدين مقابل مقعدين وبينهم طاولة.
لم ترى أي مقعد فارغ و الأنظار المريبة تتجه إليها بسبب حجابها ، جلست مقابل شخص مغطى وجهه بالكتاب و واضح أنه في تركيز عال بما يقرأ ، أختارته لأنه وحيدا ليس بجانبه أحد ولا بمقابله أيضا.
5 ساعات لا أعرف كيف ستقضى بهذا القطار و أجوائه السيئة رغم إتساعه و تخيلت بأنها ستجلس لوحدها ولكن صدمت بالواقع.
من أمامها فرك عينيه لينزل الكتاب قليلا وتلمحه ، بشرته مائلة للسمار قليلا تذكرني بشبابنا و عيناه مظلمة كالليل ، مثبت نظارته الشمسية على شعره القصير ، حول رقبته يلتف " سكارف " بخامة بربري و فوقه جاكيت أسود و يظهر معصمه بساعة ذو جلد أسود يبدو أنه من الأثرياء ولكن إن كان ثريا لم يركب " قطار ؟ " الطيارة أسهل وبساعة ونصف سيصل .. غريب !!
لم تكمل تفكيرها وتأملها بالشخص الغريب حتى سمعته يتمتم " أستغفر الله العظيم و أتوب إليه "
فتحت فمها بصدمة و بعفوية بمثل الوقت غير مصدقة ، تمنت لو ان الأرض تبتلعها الان شعرت بالخجل و بالخزي من انها تجلس بقرب أحد الخليجيين تفهم نظرتهم للفتاة و تعرف كيفية تفكيرهم ؟
لو انها جلست بجانب أحد الفرنسيات ستتحمل مضايقتها بالنظرات ولكن لن تتحمل أبدا أن تجلس بقرب رجل خليجي.
أغلق الكتاب ونظر إليها وملامحه مازالت باردة
أستوعبت أفنان حتى شتت نظراتها بعيدا و ملامحها البيضاء تتلون بالحمرة.
: السلام عليكم
أفنان بصوت خافت : وعليكم السلام
بعد صمت لثواني أردف : متضايقة ؟
أفنان بربكة : ها ؟ ا .. لأ يعني لأ
أبتسم لتبين صفة أسنانه اللؤلؤية : لأن الطريق طويل لازم تكونين مرتاحة
أفنان ولعنت نفسها بداخلها مرارا وهي تشتم نفسها لم جلست هنا ، 5 ساعات كيف ستقضيها ، يا إلهي كيف سأحادثه ؟
: نواف
أفنان بفهاوة : ها ؟
: إسمي نواف
أفنان حكت جبينها بتوتر : والنعم ..
نواف : جاية هنا دراسة ؟
أفنان بربكة : علي دورة
نواف رفع حاجبه بعدم فهم
أفنان : أقصد عندي يعني دورة شغل وكذا
نواف : بالتوفيق
أفنان وهي تخفض نظرها و كل ماأتى ببالها لو ريان يعرف بما يحصل الان أكاد أجزم أنه سيقطعني قطع أمامه
نواف : من الرياض ؟
أفنان : لأ الشرقية
دار الصمت مرة أخرى و لا شيء يذكر . .
قطعه وصول المرأة الأربعينية ذات هندام مرتب وبيدها جهاز رمادي يأخذ شكل المستطيل
أخرج نواف تذكرته لتقطعها من هذا الجهاز
أفنان بربكة تبحث عن تذكرتها بحقيبتها ، من التوتر عيناها تسقط مئة مرة على التذكرة ولكن لا تأخذها ، مرت ثواني طويلة وتكاد تتعرق من ربكتها.
مدتها إليها
بإبتسامة بادلتها الأربعينة : رحلة موفقة.
نواف أخذ كتابه مجددا ولكن هذه المرة تركه على الطاولة و يقرأه وهو منحني بظهره
أفنان أنتبهت لهاتفها ردت على والدتها : يا هلا
والدتها : هلابك ، شلونك يمه ؟
أفنان : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
والدتها : بخير الله يسلمك ، كنت نايمة يوم أتصلتي
أفنان : كنت بطمنك الحين بروح لكان بنجلس كم يوم بعدين نرجع لباريس
والدتها : ومين معك ؟
أفنان بتوتر : ا .. ضي .. صديقتي ضي معي
والدتها : إيه زين لا تروحين بروحك أنتي بديرة كفار يخطفونك بسهولة
أفنان أبتسمت : لا ولا يهمك فيه رقابة علينا و المشرفين ماهم مقصرين
والدتها : الحمدلله ،
أفنان : شلون أبوي أتصلت عليه أمس وجواله مغلق
والدتها : والله مدري عنه هو واختك وراهم علم
أفنان : وشو ؟
،
في صباح روحاني ، يرتعش البيت بصوت القارئ ياسر الدوسري ، في المطبخ تلف ريم السمبوسة وبجانبها هيفاء ومقابلهم نجلاء تلف ورق العنب
بإبتسامة عذبة : هذا أول رمضان مع منصور
هيفاء : يجيب الله مطر بس
نجلاء : أحسه هالمرة غير بجد
هيفاء بطنازة : وش رايكم تحتفلون ؟
نجلاء : أنت وش يفهمك ؟ ماتعرفين قيمة البدايات ، يعني أول رمضان أول عيد أول كلمة أول ..
قاطعتها هيفاء : لاتجيبين العيد بس
نجلاء ضحكت لتردف : ربي يحفظه ويخليه لي
: اميين ،
ريم : صدق نجول متى ولادتك ؟
نجلاء : نهاية رمضان بس يارب بعد العيد
سمعوا أصوات تتعالى ، أنتابهم الخوف .. و جبينهم يتعرج بخطوطه المستغربة ، خرجوا لمنتصف الصالة.
منصور : إذا أنت منت كفو وقادر ليه تتزوجها ؟
يوسف ببرود : أنا كفو وقادر لكن هي طلبت وأنا ماأجبر أحد ، بكيفها تنقلع لحايل ولا لأي زفت !! مالي دخل فيها ولا أحد له دخل
منصور : مراهق أنت !! الطلاق عندك لعبة ،
والده مقاطعا : أنا ماأرضاها على بناتي يتطلقون بهالصورة ! تبيني أرضاها على بنت الناس ؟
يوسف تنهد : هذي حياتي .. *نطق الكلمات ببطىء شديد* حياة مين ؟ حياتي !! ولحد يتدخل فيها ماني بزر تحركوني مثل ماتبون !
والده : لا بزر دام بتتصرف بهالطيش أكيد بزر
يوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
والدتهم : اللهم أننا صايميين بس ، تعوذ من الشيطان لايضحك عليك أبليس
يوسف : أبد الشياطين ماهي حولي اليوم !! قراري ماخذه بتفكير وبعقل
والده : حشا والله منت مطلقها وهي مالها أهل
يوسف بسخرية ممزوجة بغضب : واللي بحايل حاشية سموها ؟
والده بحدة : أحفظ لسانك ولا ترفعه علي
يوسف جلس وهو يتنهد : لو سمحتوا أطلعوا من السالفة !!
والدته : طيب فكر ، صل إستخارة .. حرام والله حرام اللي قاعد تسويه بنفسك
يوسف : مالله أراد يتم هالزواج ! يعني وش أسوي ؟ أكيد خيرة ومهي نهاية الدنيا ، تروح تشوف حياتها وأنا أشوف حياتي
والدته: إلا نهاية الدنيا أنا عندي الطلاق نهاية الدنيا ، بكرا ربي يعاقبنا في خواتك
يوسف : وش يعاقبني ! يمه الطلاق حلال وش فيكم أستخفيتوا كأني أكفرت
منصور : يوم طقيت الصدر وقلت بتزوجها كان لازم تفكر ماهو تتزوج إستهبال يومين وبعدين تقول بطلقها !! أنا كان ممكن أتزوجها ولا هبالك هذا !!
بعيدا عنهم ، توجهت أنظارهم لنجلاء الواقفة بينهم ، شعرت بغثيان وهي تسمع منصور يقول مثل هذا الكلام ، أرتعش قلبها بغضب و ألم .. أنسحبت من بينهم صاعدة للأعلى والقهر يفيض.
،
أسفل فراشها ، كحلها مسال كغجرية بعينيها هذه ، جسدها مرهق تشعر بأن لا قدرة لها على الوقوف ، متعبة وبشدة .. حد أنها متضايقة من الشمس المتطفلة ولكن لا طاقة لها تجعلها تتجه لنافذتها وتغلق الستائر.
هذا أول رمضان تبدأه بهذه الصورة ، كان يجب أن تستشعر بروحانيته من أول لحظة وثانية ، رغم كل تصرفاتي إلا أن رمضان شهر إن حاولت التمرد عن روحانيته وقف عقلي أمامي وأيضا والدي ليذكرني بقراءة القران و الأجر العظيم الذي يحف الثلاثين يوما.
لم تأكل شيء من أمس ، سوء التغذية بدا يظهر على وزنها المتناقص بإستمرار ، أغمضت عينيها لتفتحها ودمعات تهرب لتلتصق على خدها ، لم تفكر بصفعة عبير التي لو كانت بظروف مختلفة لما سمحت لها و ردت بإندفاعها الدائم ولكن كان شعورها واقف و قلبها غير متزن و جسدها بأكمله مضطرب ، تزوج !!
بكت بإنهيار تام ، قاسي جدا يا عزيز ، لو أنك تحفظ أمر زواجك بعيدا عني لما خسرت شيء ولكن قصدت أن تهينني أن تجرحني وأن تحزني .. تريد أن تحزني وفقط.
من هذه أثير ؟ تذكرت الفيديو اللذي رأته في باريس عندما كانت تبحث بتطفل عن شيء يبعد مللها في تلك الأيام ، تذكرت وهي تراه مع عبير و أختيه و كلماتهم " طبعا أنت محجوز لأثير وغصبا عنك بعد ههههههههههههههههههههههه ، التي تشبه عينا عبدالعزيز ردت عليها : مين قال أثير ؟ لاياحبيبتي "
يبدو أنه كان على علاقة معها منذ حياتهم ، كل هذه الفترة كان يحبها ، و ربما كان يكلمها ويتحدث معها بالساعات و ... يشتاقها .. و ... " تبكي من تفكيرها ، غير قادرة على تجاوز حبه "
يتبع
،
أغلقت أزارير قميصها و من فوقه معطفها الذي يصل لفوق ركبتها قليلا ، أخذت حقيبتها الكروس و بين كفوفها ملفين بلون الفحم ، قبل أن تخرج سحبت ورقة لتكتب عليها " أنا رايحة ( كان ) و مفتاحي عند الحارس "
أغلقت باب الشقة جيدا و أتجهت لمحطة القطار ، ساعة بالتمام حتى وصلت للمحطة ، جلست في مقاعد الإنتظار وأخرجت هاتفها ، أتصلت على والدتها ولا مجيب .. تنهدت وهي تضعه في جيب حقيبتها ،
رفعت عينها لتتأمل بملامح المغادرين ، التأمل هواية تستسيغها دائما ، تذكرت كيف كانت هي ورتيل عندما يجتمعان يقفن بأعلى ( السطح ) حتى يراقبن المارة في ساعات الفجر الأولى ، أيام مراهقتهم كانت " شنيعة و جدا " لأنهما ببساطة تقمصن أدوار " العرابجة "
سمعت الصوت الإلكتروني الذي ينبه عن وصول القطار المتجه إلى مدينة كان ، أخذت حقيبتها الصغيرة و صعدت السلم المتحرك لتذهب إلى مسار القطار.
دخلت القطار وكان مزدحم نوعا ما ، مصمم على جهتين وبينهما ممر للحركة ، وكل جهة تحوي مقعدين مقابل مقعدين وبينهم طاولة.
لم ترى أي مقعد فارغ و الأنظار المريبة تتجه إليها بسبب حجابها ، جلست مقابل شخص مغطى وجهه بالكتاب و واضح أنه في تركيز عال بما يقرأ ، أختارته لأنه وحيدا ليس بجانبه أحد ولا بمقابله أيضا.
5 ساعات لا أعرف كيف ستقضى بهذا القطار و أجوائه السيئة رغم إتساعه و تخيلت بأنها ستجلس لوحدها ولكن صدمت بالواقع.
من أمامها فرك عينيه لينزل الكتاب قليلا وتلمحه ، بشرته مائلة للسمار قليلا تذكرني بشبابنا و عيناه مظلمة كالليل ، مثبت نظارته الشمسية على شعره القصير ، حول رقبته يلتف " سكارف " بخامة بربري و فوقه جاكيت أسود و يظهر معصمه بساعة ذو جلد أسود يبدو أنه من الأثرياء ولكن إن كان ثريا لم يركب " قطار ؟ " الطيارة أسهل وبساعة ونصف سيصل .. غريب !!
لم تكمل تفكيرها وتأملها بالشخص الغريب حتى سمعته يتمتم " أستغفر الله العظيم و أتوب إليه "
فتحت فمها بصدمة و بعفوية بمثل الوقت غير مصدقة ، تمنت لو ان الأرض تبتلعها الان شعرت بالخجل و بالخزي من انها تجلس بقرب أحد الخليجيين تفهم نظرتهم للفتاة و تعرف كيفية تفكيرهم ؟
لو انها جلست بجانب أحد الفرنسيات ستتحمل مضايقتها بالنظرات ولكن لن تتحمل أبدا أن تجلس بقرب رجل خليجي.
أغلق الكتاب ونظر إليها وملامحه مازالت باردة
أستوعبت أفنان حتى شتت نظراتها بعيدا و ملامحها البيضاء تتلون بالحمرة.
: السلام عليكم
أفنان بصوت خافت : وعليكم السلام
بعد صمت لثواني أردف : متضايقة ؟
أفنان بربكة : ها ؟ ا .. لأ يعني لأ
أبتسم لتبين صفة أسنانه اللؤلؤية : لأن الطريق طويل لازم تكونين مرتاحة
أفنان ولعنت نفسها بداخلها مرارا وهي تشتم نفسها لم جلست هنا ، 5 ساعات كيف ستقضيها ، يا إلهي كيف سأحادثه ؟
: نواف
أفنان بفهاوة : ها ؟
: إسمي نواف
أفنان حكت جبينها بتوتر : والنعم ..
نواف : جاية هنا دراسة ؟
أفنان بربكة : علي دورة
نواف رفع حاجبه بعدم فهم
أفنان : أقصد عندي يعني دورة شغل وكذا
نواف : بالتوفيق
أفنان وهي تخفض نظرها و كل ماأتى ببالها لو ريان يعرف بما يحصل الان أكاد أجزم أنه سيقطعني قطع أمامه
نواف : من الرياض ؟
أفنان : لأ الشرقية
دار الصمت مرة أخرى و لا شيء يذكر . .
قطعه وصول المرأة الأربعينية ذات هندام مرتب وبيدها جهاز رمادي يأخذ شكل المستطيل
أخرج نواف تذكرته لتقطعها من هذا الجهاز
أفنان بربكة تبحث عن تذكرتها بحقيبتها ، من التوتر عيناها تسقط مئة مرة على التذكرة ولكن لا تأخذها ، مرت ثواني طويلة وتكاد تتعرق من ربكتها.
مدتها إليها
بإبتسامة بادلتها الأربعينة : رحلة موفقة.
نواف أخذ كتابه مجددا ولكن هذه المرة تركه على الطاولة و يقرأه وهو منحني بظهره
أفنان أنتبهت لهاتفها ردت على والدتها : يا هلا
والدتها : هلابك ، شلونك يمه ؟
أفنان : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
والدتها : بخير الله يسلمك ، كنت نايمة يوم أتصلتي
أفنان : كنت بطمنك الحين بروح لكان بنجلس كم يوم بعدين نرجع لباريس
والدتها : ومين معك ؟
أفنان بتوتر : ا .. ضي .. صديقتي ضي معي
والدتها : إيه زين لا تروحين بروحك أنتي بديرة كفار يخطفونك بسهولة
أفنان أبتسمت : لا ولا يهمك فيه رقابة علينا و المشرفين ماهم مقصرين
والدتها : الحمدلله ،
أفنان : شلون أبوي أتصلت عليه أمس وجواله مغلق
والدتها : والله مدري عنه هو واختك وراهم علم
أفنان : وشو ؟
،
في صباح روحاني ، يرتعش البيت بصوت القارئ ياسر الدوسري ، في المطبخ تلف ريم السمبوسة وبجانبها هيفاء ومقابلهم نجلاء تلف ورق العنب
بإبتسامة عذبة : هذا أول رمضان مع منصور
هيفاء : يجيب الله مطر بس
نجلاء : أحسه هالمرة غير بجد
هيفاء بطنازة : وش رايكم تحتفلون ؟
نجلاء : أنت وش يفهمك ؟ ماتعرفين قيمة البدايات ، يعني أول رمضان أول عيد أول كلمة أول ..
قاطعتها هيفاء : لاتجيبين العيد بس
نجلاء ضحكت لتردف : ربي يحفظه ويخليه لي
: اميين ،
ريم : صدق نجول متى ولادتك ؟
نجلاء : نهاية رمضان بس يارب بعد العيد
سمعوا أصوات تتعالى ، أنتابهم الخوف .. و جبينهم يتعرج بخطوطه المستغربة ، خرجوا لمنتصف الصالة.
منصور : إذا أنت منت كفو وقادر ليه تتزوجها ؟
يوسف ببرود : أنا كفو وقادر لكن هي طلبت وأنا ماأجبر أحد ، بكيفها تنقلع لحايل ولا لأي زفت !! مالي دخل فيها ولا أحد له دخل
منصور : مراهق أنت !! الطلاق عندك لعبة ،
والده مقاطعا : أنا ماأرضاها على بناتي يتطلقون بهالصورة ! تبيني أرضاها على بنت الناس ؟
يوسف تنهد : هذي حياتي .. *نطق الكلمات ببطىء شديد* حياة مين ؟ حياتي !! ولحد يتدخل فيها ماني بزر تحركوني مثل ماتبون !
والده : لا بزر دام بتتصرف بهالطيش أكيد بزر
يوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
والدتهم : اللهم أننا صايميين بس ، تعوذ من الشيطان لايضحك عليك أبليس
يوسف : أبد الشياطين ماهي حولي اليوم !! قراري ماخذه بتفكير وبعقل
والده : حشا والله منت مطلقها وهي مالها أهل
يوسف بسخرية ممزوجة بغضب : واللي بحايل حاشية سموها ؟
والده بحدة : أحفظ لسانك ولا ترفعه علي
يوسف جلس وهو يتنهد : لو سمحتوا أطلعوا من السالفة !!
والدته : طيب فكر ، صل إستخارة .. حرام والله حرام اللي قاعد تسويه بنفسك
يوسف : مالله أراد يتم هالزواج ! يعني وش أسوي ؟ أكيد خيرة ومهي نهاية الدنيا ، تروح تشوف حياتها وأنا أشوف حياتي
والدته: إلا نهاية الدنيا أنا عندي الطلاق نهاية الدنيا ، بكرا ربي يعاقبنا في خواتك
يوسف : وش يعاقبني ! يمه الطلاق حلال وش فيكم أستخفيتوا كأني أكفرت
منصور : يوم طقيت الصدر وقلت بتزوجها كان لازم تفكر ماهو تتزوج إستهبال يومين وبعدين تقول بطلقها !! أنا كان ممكن أتزوجها ولا هبالك هذا !!
بعيدا عنهم ، توجهت أنظارهم لنجلاء الواقفة بينهم ، شعرت بغثيان وهي تسمع منصور يقول مثل هذا الكلام ، أرتعش قلبها بغضب و ألم .. أنسحبت من بينهم صاعدة للأعلى والقهر يفيض.
،
أسفل فراشها ، كحلها مسال كغجرية بعينيها هذه ، جسدها مرهق تشعر بأن لا قدرة لها على الوقوف ، متعبة وبشدة .. حد أنها متضايقة من الشمس المتطفلة ولكن لا طاقة لها تجعلها تتجه لنافذتها وتغلق الستائر.
هذا أول رمضان تبدأه بهذه الصورة ، كان يجب أن تستشعر بروحانيته من أول لحظة وثانية ، رغم كل تصرفاتي إلا أن رمضان شهر إن حاولت التمرد عن روحانيته وقف عقلي أمامي وأيضا والدي ليذكرني بقراءة القران و الأجر العظيم الذي يحف الثلاثين يوما.
لم تأكل شيء من أمس ، سوء التغذية بدا يظهر على وزنها المتناقص بإستمرار ، أغمضت عينيها لتفتحها ودمعات تهرب لتلتصق على خدها ، لم تفكر بصفعة عبير التي لو كانت بظروف مختلفة لما سمحت لها و ردت بإندفاعها الدائم ولكن كان شعورها واقف و قلبها غير متزن و جسدها بأكمله مضطرب ، تزوج !!
بكت بإنهيار تام ، قاسي جدا يا عزيز ، لو أنك تحفظ أمر زواجك بعيدا عني لما خسرت شيء ولكن قصدت أن تهينني أن تجرحني وأن تحزني .. تريد أن تحزني وفقط.
من هذه أثير ؟ تذكرت الفيديو اللذي رأته في باريس عندما كانت تبحث بتطفل عن شيء يبعد مللها في تلك الأيام ، تذكرت وهي تراه مع عبير و أختيه و كلماتهم " طبعا أنت محجوز لأثير وغصبا عنك بعد ههههههههههههههههههههههه ، التي تشبه عينا عبدالعزيز ردت عليها : مين قال أثير ؟ لاياحبيبتي "
يبدو أنه كان على علاقة معها منذ حياتهم ، كل هذه الفترة كان يحبها ، و ربما كان يكلمها ويتحدث معها بالساعات و ... يشتاقها .. و ... " تبكي من تفكيرها ، غير قادرة على تجاوز حبه "
يتبع
تعليق