رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك
قالت مبتسمة: هل تراهن؟..
اومأ برأسه وهو يرسم على شفتيه ابتسامة سعيدة.. فقالت وعد مردفة بمرح: كسبت الرهان اذا..
ومن مسافة بعيدة بعض الشيء.. تطلع اليهما ذلك الشاب وقال وهو يتنهد بحرارة: يبدوا ان املي في ان تكوني لي يا وعد.. قد انتهى تماما..ولكن حسبي الان ان ارى هذه السعادة في عينيك.. وهذه الابتسامة على شفتيك..واتمنى من كل قلبي.. ان تعيشي في سعادة .. مع من اخترتيه بنفسك.. اما انا.. فيبدوا اني سأبدأ مشوارا لحياة جديدة منذ هذه اللحظة ...
*********
(لماذا كل هذا الضيق الذي اراه على وجهك؟)
قالها عماد وهو يتطلع الى ليلى بابتسامة هادئة واردف قائلا: الا يفترض ان تبتسمي لان الناس من حولك يتطلعون اليك في هذا الحفل؟..
قالت ليلى بغتة: لماذا كنت مهتما بها؟..
- من تعنين؟..
قالت بحدة: وعد ..وهل يوجد سواها؟..
قال وشبح ابتسامة على شفتيه: وهل هذا ما يضايقك؟..
قالت ليلى وهي تلتفت عنه: الم تكن الفتاةالتي تريد ان تتزوجها لاعجابك بها؟..
امسك بذقنها وادرا وجهها اليه ليقول برقة: انت قلتيها بنفسك.. مجرد اعجاب ولا شيء اخر.. وها انذا ارتبط بالفتاة التي لم ولن احب سواها..
تطلعت اليه وقالت : ولكنك كنت مهتما بها كثيرا..
قال في هدوء: لانها ابنة عمتي.. وكنت سأهتم بفرح او هشام بالقدر ذاته..
واردف بابتسامة: ثم لم اكن اعلم من قبل انك غيورة الى هذه الدرجة..
- لست كذلك.. كل ما في الامر انك كنت تود الارتباط بهذه الفتاة .. لهذا فأنا...
قاطعها عماد قائلا: لهذا انت تخشين ان تشغل تفكيري وانسى خطيبتي الموجودة الى جواري..اليس كذلك؟..
مطت شفتيها دون ان تجيب فقال وهو يميل نحوها قليلا ويمسك بكفها: كيف تفكرين في امر كهذا هذا وقد تأخرت من اجلك؟..
رفعت حاجبيها في عدم فهم وقالت: تأخرت من اجلي انا؟..
اومأ برأسه ايجابيا..وقال وهو يضع احدى كفيه في جيبي سترته: اجل.. فلقد قمت بشراء شيء ما لأجلك.. ولكني كنت مستعجلا في مغادرة المنزل لهذا فقد نسيته هناك.. وفي اللحظة التي كنا قد اقتربنا فيها من صالة الحفل.. تذكرت اني قد نسيته.. وجعلت هشام يعود الطريق بأكمله من اجل هذا الشيء..
اتسعت عيناها بدهشة ومن ثم قالت بحنان: هل فعلت هذا حقا؟..
اومأ برأسه ايجابيا.. فالتفتت عنه وتوردت وجنتاها بحمرة الخجل قبل ان تقول: حسنا وما هو ذلك الشيء الذي كلفك مشقة العودة من اجله؟..
اخرج كفه من جيبه ببطء ومن ثم قال وهو يرفعها لتكون في مواجهتها: هذا..
وفرد راحته لتتدلى تلك السلسلة الذهبية التي اخذت تتلألأ على اضواء القاعة القوية.. وتدلى في نهايتها ذلك القلب الذهبي.. وتطلعت ليلى الى السلسلة في دهشة .. قبل ان تلتفت الى عماد وتقول: هذا لي؟..
أومأ برأسه بابتسامة واسعة وقال: لقد اخترته بنفسي..واتمنى ان يعجبك..
قالت بامتنان: بكل تأكيد.. انه رائع .. اشكرك..
ولاحظت في تلك اللحظة ان هناك كلمة محفورة على سطح ذلك القلب.. فالتقطته قائلة: دعني اره للحظة..
وهنا استطاعت ان تقرأ ما كان محفورا عليه.. لقد كانت كلمة واحدة فقط..(احبك).. ولكنها تغلغت في مشاعرها واثرت في نفسها اشد التأثير..ووجدت اصابعها ترتجف بالرغم منها وهي تطلع الى القلادة..والتفت اليها عماد ليقول بقلق: ليلى .. ماذا بك؟..لماذا ترتجفين؟..
التفتت له لتقول بصوت متقطع من شدة التأثر: اشكرك يا عماد..
ارتفع حاجباه بحنان وغمغم في همس: اتبكين يا ليلى؟..
شعرت لتوها بالدموع التي ترقرقت في عينيها فأسرعت تمسحهابأناملها قبل ان تسيل على وجنتيها.. وقالت بعد برهة من الصمت: لا.. انها دموع الفرح.. فلم يسبق لأحد ان اهتم بي على هذا النحو..
تطلع اليها وقال وفي عينيه نظرة حنان وحب: ليلى سأكون كل شيء لك في هذا العالم.. انا زوجك.. وسأبقى الى ابد الدهر احيطك بحبي وحناني..انت حبيبتي وزوجتي يا ليلى.. كيف لا تتوقعين ان اكون مهتما بك..
قالت ليلى وهي تطلع الى عماد بفرح: اشكرك يا عماد.. لو تعلم كم خففت عني كلماتك هذه..
قال في وهو يلتفت عنها ويتطلع الى جهة ما: ثم يا عزيزتي الجميع مهتم بك.. وليس انا وحدي.. لقد حضرت والدتك الى هذا الحفل.. وكذلك والدك..
قالت ليلى في سرعة: ابي هنا.. لقد ارسلت له بطاقة دعوة ولكن ظننت انه لن يحضر..
قال عماد مبتسما: عزيزتي الجميع مهتم بك.. الجميع..
تطلعت الى حيث يقف والدها ورأته يبتسم لها بحنان وسعادة.. فقالت مبتسمة: معك حق..
ومن ثم قالت وهي تلتفت الى عماد: يبدوا انه كان مهتم بي طوال الوقت ولم انتبه.. كنت دائما اتمناه الى جواري.. واشعر انه قد قصر في حقي عندما انفصل عن والدتي وترك المنزل.. ولكنه كان يتابع اخباري..لقد قال لي ذات مرة عندما جاء لزيارتنا ان كان العمل الجديد جيد او لا.. وانا لم انتبه اني لم اخبره أي شيء عن العمل.. الا بعد فترة.. ان والداي مهتمان بي .. وليس كما كنت اظن..
قال عماد موافقا: الم اقل لك..
- ان هذا اليوم هو اسعد ايام حياتي حقا..
قال عمادا بحب: وانا كذلك يا ليلى..
سمعا بغتة صوت والدة عماد وهي تتقدم منهما قائلة: عماد..
التفت لها عماد بتساؤل.. فأردفت قائلة بابسامة: هيا انهض انت وعروسك.. فسترتديان خانما الخطوبة الان..
التفت عماد الى ليلى التي تطلعت اليه ..فابتسم بهدوء وهو ينهض واقفا.. ووقفت ليلى بدورها..وهنا منحت والدة عماد كل منهما علية على شكل وردة حمراء.. وضع في كلتيهما خاتم الخطوبة..
ومن بعيد ابتسمت وعد وقالت في سرعة: طارق اسرع سيرتديان خاتم الخطوبة..
تقدم طارق الى حيث تقف وقال مبتسما: ولم انت مستعجلة هكذا؟.. سترتدين واحدا قريبا..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرهابحنق: مضحك جدا..
ومن ثم اردفت وهي تتطلع الى عماد الذي امسك بكف ليلى اليمنى ليلبسها الخاتم وقالت: اليس رائعا؟..
قال طارق مبتسما: من عماد؟..
مطت شفتيها قائلة: اجل عماد.. اليس رائعا؟..
قال وهو يومئ برأسه: معك حق..انه رائع بالفعل..
قالت بضيق: طارق لا تمثل علي دور الغير الفاهم لأي شيء.. انت تعلم اني اقصد الخاتم..
قال طارق وهو يلتفت لها: انه رائع .. ولكن صدقيني سترتدين ما هو اروع منه في حفل خطبتك..
قالت مبتسمة: اهذا وعد؟..
قال بتأكيد: اجل .. حتى وان كان هذا على حساب نفسي..
- سيكون على حساب ميزانيتك ايضا..
تطلع اليها طارق بحنان وقال: صدقيني يا وعد.. انا لم اعد اريد أي شيء في هذا العالم سواك.. لا تهمني كل كنوز العالم لو كنت سأحصل عليها من دونك..
التفتت وعد عنه ومن ثم قالت وهي تتطلع الى ما امامها بشرود: صدقني يا طارق.. لقد كنت حلما يراودني منذ الطفولة.. لقد حلمت بك كثيرا.. ان التقي بذلك الرجل الذي يمنحني حبه وحنانه.. ان التقي بذلك الرجل الذي يحميني من أي خطر..ان التقي بالرجل الذي يخفق قلبي لأجله..
وابتسمت وهي تلتفت الى طارق قائلة: ويبدوا ان الحلم قد اصبح حقيقة اخيرا...
**********
تنهد هشام بحرارة وهو يتطلع الى ماحوله.. ومن ثم قال بابتسامة شاحبة: حسنا..انها بداية حياتي الجديدة للبحث عن حب حقيقي هذه المرة..
ووضع كفيه في جيبي سترته واردف بشرود: ولكن .. هل سيكون حقيقيا هذه المرة حقا؟..
وما ان انهى عبارته حتى لامست انامله هاتفه المحمول الموجود بجيب السترة.. فأخرجه من جيبه وتتطلع اليه لبرهة قبل ان يقول: ستكون البداية منذ هذه اللحظة..وان لم افعل هذا الان فأظن اني لن افعله ابدا..
تطلع الى ساعة معصمه التي اعلنت الحادية العاشرة تقريبا وهو لا يزال يجلس في حفل الخطوبة وقال: لا اظن انها نائمة الان..
وابتسم بسخرية مستطردا: وحتى لو كانت كذلك.. لا بأس من ايقاظها من احلامها..
قالها واسرع يتصل بغادة.. واستمع الى الرنين المتواصل وهو يترقب اجابتها.. وعلى الطرف الاخر.. كانت غادة جالسة تتصفح احد الكتب بملل حين ارتفع صوت رنين هاتفها.. والتقطته من جوارها ومن ثم شعرت بالحيرة من هذا الرقم المجهول..وقالت متسائلة: هل اجيب ام لا؟..
تطلعت الى ساعة يدها ومن ثم قالت: لا اظن ان احدهم سيتصل بي في هذا الوقت الا اذا كان امرا مهما..
واجابت قائلة: الو .. من المتحدث؟..
جاءها صوت هشام قائلا: مر زمن طويل.. اليس كذلك؟ ..
ارتفع حاجباها بدهشة كبيرة بعد ان تعرفت على صوته.. وادهشها معرفته برقم هاتفها المحمول..ولكنها لم تلبث ان سيطرت على دهشتها..وقالت وهي تصطنع عدم معرفتها به: من المتحدث؟..
قال مبتسما: الم تعرفيني بعد يا انسة؟..
قالت ببرود: من تريد يا سيد؟..
قال بسخرية: فارس..
ارتسمت بالرغم منها ابتسامة على شفتيها وقالت مكابرة: لا يوجد لدينا احد بهذا الاسم..
قال مبتسما: كيف لا وقد منحني هو هذا الرقم لأتصل به..
قالت بدهشة: هو من اعطاك هذا الرقم؟؟..
ضحك بسخرية وقال: اذا فهناك من يوجد بهذا الاسم حقا..
بهتت لوهلة ومن ثم قالت بحنق: ماذا تريد؟..ومن اين حصلت على رقم هاتفي؟..
قال بهدوء: لا يصعب علي ان اجد رقم هاتف من اصطدمت بسيارتي ذات يوم..
ومع انها كانت تشعر ببعض السعادة لاتصاله بها.. واهتمامه بايجاد رقم هاتفها.. الا انها لم تكن تريد ان تواصل هذا الامر مع هشام والذي لا تعرف نهايته.. انها حتى لا تعرف هشام بشكل جيد.. لا تعرف عنه الا القليل جدا.. ولهذا لا تريد ان تتبسط في الحديث معه ويجب ان تضع حدودا لها للتعامل معه..
وقالت وهي تصطنع الضيق: لم تخبرني بعد بما تريده..
قال مبتسما: الم تشتاقي لي ولسماع سخافاتي؟..
قالت ببرود: ومن يشتاق لسماع السخافات؟..
قال بثقة: انت.. وخصوصا اذا كانت مني..
قالت بحدة: يبدوا انك واثق من نفسك اكثر من اللازم.. ارجوك لا تتصل بي مرة اخرى.. لقد ظننت ان امرا مهما وراء اتصالك ولكن يبدوا انك لا تفكر الا في التسلية..
قال بغتة بجدية: اهذا ما تريدينه؟..
بوغتت بجديته وقالت متسائلة: ماذا تعني؟..
اردف وكأنه لم يسمعها: ان لا اتصل بك ابدا..
لم تعرف بم تجيبه .. ان عقلها يرفض ان تحادث شابا دون سبب ما.. ولكن مشاعرها تتمسك به وتتمنى ان يتصل بها.. لا تعلم لم هذا الشاب بالذات الذي انشغل تفكيرها به.. ولكن ... عليها ان تنهي هذا المر بأية وسيلة ..
وعاد هشام يكرر سؤاله: اترغبين في ان لا اتصل بك مرة اخرى حقا؟..
ازدردت لعابها في توتر ومن ثم قالت في سرعة وكأنها تخشى ان تتراجع: اجل..
تحولت جديته الى سخرية وقال: لن افعل اذا .. ما دام هذا ما تريدينه..
اتسعت عيناها وقالت في حدة: اتتعمد استفزازي؟..
قال مبتسما: ان اردت الحقيقة.. اجل..
عقدت حاجبيها بضيق ومن ثم قالت وهي تحاول السيطرة على اعصابها: سأغلق الخط الان.. الى اللقاء..
قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل استفزتك كلماتي بهذه السرعة يا انسة غادة؟..
قالت بحنق: انها محض سخافات لا اكثر وانا لا يهمني ان...
بترت عبارتها بغتة..وانتبهت لهذا الامر للتو.. لقد نطق باسمها .. كيف عرفه؟ ..وقفز السؤال من ذهنها الى لسانها لتقول بغرابة: كيف عرفت اسمي؟..
عرف هشام انه اصاب الهدف ومنعها من اغلاق الهاتف.. وقال مبتسما: في الحقيقة .. لقد اجريت اتصالات عديدة عنك عن طريق رجالي و...
قاطعته بعصبية: واجهزة التصنت وكاميرات المراقبة.. اليس كذلك؟..
قال بدهشة مصطنعة: ما ادراك؟.. هل كنت تعملين معنا ولا اعلم؟..
قالت متسائلة بانفعال: اخبرني الان من اين عرفت اسمي؟..
- سأقول ولكن بدون انفعال او غضب..
- حسنا.. قل ما لديك..
بلل هشام شفته بلسانه ومن ثم قال: في الحقيقة لقد جمعت بعض المعلومات عنك عن طريق رقم سيارتك..
قالت متسائلة بغضب: ماذا تقول؟..كيف سمحت لنفسك بأن تجمع المعلومات عني؟..
قال مبتسما: الم تقولي انك لن تغضبي؟.. ولكن سأخبرك بالسبب .. لقد اردت ان اعرف عنك المزيد ما دمت ترفضين ان تخبريني أي شيء عنك..
تملكها الاضطراب بغتة وخفت غضبها.. ووجدت نفسها تتسائل قائلة: ولماذا اردت ان تعرف المزيد عني؟..
قال بسخرية: لاني اردت ان اعرف هوية الفتاة التي صدمت سيارتي ..
قالت بحنق: هل تهمك سيارتك الى هذه الدرجة؟..
قال بابتسامة: بأكثر مما تتصورين..
قالت غادة وهي تمط شفتيها: اخبرني.. هل انت معتاد على التحدث باسلوب السخرية هذا دائما؟..
- تقريبا.. لم تسألين؟..
- لاني ضجرت منك ومن سخريتك..
اتسعت ابتسامته وهو يقول: حسنا سأنهي المكالمة اذا ما دمت قد اثرت غضبك بما يكفي لهذا اليوم..
- سخيف..
قال بهدوء: لا بأس سأقبل الاهانة مرة اخرى.. ليس لأجلك بل من اجل فارس..
ابتسمت وقالت: انت لا تعرفه حتى..
قال بثقة: سأعرفه ذات يوم.. لا تتعجلي الامور.. والان الى اللقاء..
اغلق هشام الخط.. وشعر ببعض الارتياح.. ان غادة لا ترفضه كليا.. بل انها ترفض ان تكون لها صلة بشاب لا تعرفه جيداكما يبدوا.. انه يشعر بأنها معجبة به بالفعل.. ولهذا سيحاول ايجاد أي فرصة قادمة لمحادثتها.. لعلها تقبل به في حياتها...
قالت مبتسمة: هل تراهن؟..
اومأ برأسه وهو يرسم على شفتيه ابتسامة سعيدة.. فقالت وعد مردفة بمرح: كسبت الرهان اذا..
ومن مسافة بعيدة بعض الشيء.. تطلع اليهما ذلك الشاب وقال وهو يتنهد بحرارة: يبدوا ان املي في ان تكوني لي يا وعد.. قد انتهى تماما..ولكن حسبي الان ان ارى هذه السعادة في عينيك.. وهذه الابتسامة على شفتيك..واتمنى من كل قلبي.. ان تعيشي في سعادة .. مع من اخترتيه بنفسك.. اما انا.. فيبدوا اني سأبدأ مشوارا لحياة جديدة منذ هذه اللحظة ...
*********
(لماذا كل هذا الضيق الذي اراه على وجهك؟)
قالها عماد وهو يتطلع الى ليلى بابتسامة هادئة واردف قائلا: الا يفترض ان تبتسمي لان الناس من حولك يتطلعون اليك في هذا الحفل؟..
قالت ليلى بغتة: لماذا كنت مهتما بها؟..
- من تعنين؟..
قالت بحدة: وعد ..وهل يوجد سواها؟..
قال وشبح ابتسامة على شفتيه: وهل هذا ما يضايقك؟..
قالت ليلى وهي تلتفت عنه: الم تكن الفتاةالتي تريد ان تتزوجها لاعجابك بها؟..
امسك بذقنها وادرا وجهها اليه ليقول برقة: انت قلتيها بنفسك.. مجرد اعجاب ولا شيء اخر.. وها انذا ارتبط بالفتاة التي لم ولن احب سواها..
تطلعت اليه وقالت : ولكنك كنت مهتما بها كثيرا..
قال في هدوء: لانها ابنة عمتي.. وكنت سأهتم بفرح او هشام بالقدر ذاته..
واردف بابتسامة: ثم لم اكن اعلم من قبل انك غيورة الى هذه الدرجة..
- لست كذلك.. كل ما في الامر انك كنت تود الارتباط بهذه الفتاة .. لهذا فأنا...
قاطعها عماد قائلا: لهذا انت تخشين ان تشغل تفكيري وانسى خطيبتي الموجودة الى جواري..اليس كذلك؟..
مطت شفتيها دون ان تجيب فقال وهو يميل نحوها قليلا ويمسك بكفها: كيف تفكرين في امر كهذا هذا وقد تأخرت من اجلك؟..
رفعت حاجبيها في عدم فهم وقالت: تأخرت من اجلي انا؟..
اومأ برأسه ايجابيا..وقال وهو يضع احدى كفيه في جيبي سترته: اجل.. فلقد قمت بشراء شيء ما لأجلك.. ولكني كنت مستعجلا في مغادرة المنزل لهذا فقد نسيته هناك.. وفي اللحظة التي كنا قد اقتربنا فيها من صالة الحفل.. تذكرت اني قد نسيته.. وجعلت هشام يعود الطريق بأكمله من اجل هذا الشيء..
اتسعت عيناها بدهشة ومن ثم قالت بحنان: هل فعلت هذا حقا؟..
اومأ برأسه ايجابيا.. فالتفتت عنه وتوردت وجنتاها بحمرة الخجل قبل ان تقول: حسنا وما هو ذلك الشيء الذي كلفك مشقة العودة من اجله؟..
اخرج كفه من جيبه ببطء ومن ثم قال وهو يرفعها لتكون في مواجهتها: هذا..
وفرد راحته لتتدلى تلك السلسلة الذهبية التي اخذت تتلألأ على اضواء القاعة القوية.. وتدلى في نهايتها ذلك القلب الذهبي.. وتطلعت ليلى الى السلسلة في دهشة .. قبل ان تلتفت الى عماد وتقول: هذا لي؟..
أومأ برأسه بابتسامة واسعة وقال: لقد اخترته بنفسي..واتمنى ان يعجبك..
قالت بامتنان: بكل تأكيد.. انه رائع .. اشكرك..
ولاحظت في تلك اللحظة ان هناك كلمة محفورة على سطح ذلك القلب.. فالتقطته قائلة: دعني اره للحظة..
وهنا استطاعت ان تقرأ ما كان محفورا عليه.. لقد كانت كلمة واحدة فقط..(احبك).. ولكنها تغلغت في مشاعرها واثرت في نفسها اشد التأثير..ووجدت اصابعها ترتجف بالرغم منها وهي تطلع الى القلادة..والتفت اليها عماد ليقول بقلق: ليلى .. ماذا بك؟..لماذا ترتجفين؟..
التفتت له لتقول بصوت متقطع من شدة التأثر: اشكرك يا عماد..
ارتفع حاجباه بحنان وغمغم في همس: اتبكين يا ليلى؟..
شعرت لتوها بالدموع التي ترقرقت في عينيها فأسرعت تمسحهابأناملها قبل ان تسيل على وجنتيها.. وقالت بعد برهة من الصمت: لا.. انها دموع الفرح.. فلم يسبق لأحد ان اهتم بي على هذا النحو..
تطلع اليها وقال وفي عينيه نظرة حنان وحب: ليلى سأكون كل شيء لك في هذا العالم.. انا زوجك.. وسأبقى الى ابد الدهر احيطك بحبي وحناني..انت حبيبتي وزوجتي يا ليلى.. كيف لا تتوقعين ان اكون مهتما بك..
قالت ليلى وهي تطلع الى عماد بفرح: اشكرك يا عماد.. لو تعلم كم خففت عني كلماتك هذه..
قال في وهو يلتفت عنها ويتطلع الى جهة ما: ثم يا عزيزتي الجميع مهتم بك.. وليس انا وحدي.. لقد حضرت والدتك الى هذا الحفل.. وكذلك والدك..
قالت ليلى في سرعة: ابي هنا.. لقد ارسلت له بطاقة دعوة ولكن ظننت انه لن يحضر..
قال عماد مبتسما: عزيزتي الجميع مهتم بك.. الجميع..
تطلعت الى حيث يقف والدها ورأته يبتسم لها بحنان وسعادة.. فقالت مبتسمة: معك حق..
ومن ثم قالت وهي تلتفت الى عماد: يبدوا انه كان مهتم بي طوال الوقت ولم انتبه.. كنت دائما اتمناه الى جواري.. واشعر انه قد قصر في حقي عندما انفصل عن والدتي وترك المنزل.. ولكنه كان يتابع اخباري..لقد قال لي ذات مرة عندما جاء لزيارتنا ان كان العمل الجديد جيد او لا.. وانا لم انتبه اني لم اخبره أي شيء عن العمل.. الا بعد فترة.. ان والداي مهتمان بي .. وليس كما كنت اظن..
قال عماد موافقا: الم اقل لك..
- ان هذا اليوم هو اسعد ايام حياتي حقا..
قال عمادا بحب: وانا كذلك يا ليلى..
سمعا بغتة صوت والدة عماد وهي تتقدم منهما قائلة: عماد..
التفت لها عماد بتساؤل.. فأردفت قائلة بابسامة: هيا انهض انت وعروسك.. فسترتديان خانما الخطوبة الان..
التفت عماد الى ليلى التي تطلعت اليه ..فابتسم بهدوء وهو ينهض واقفا.. ووقفت ليلى بدورها..وهنا منحت والدة عماد كل منهما علية على شكل وردة حمراء.. وضع في كلتيهما خاتم الخطوبة..
ومن بعيد ابتسمت وعد وقالت في سرعة: طارق اسرع سيرتديان خاتم الخطوبة..
تقدم طارق الى حيث تقف وقال مبتسما: ولم انت مستعجلة هكذا؟.. سترتدين واحدا قريبا..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرهابحنق: مضحك جدا..
ومن ثم اردفت وهي تتطلع الى عماد الذي امسك بكف ليلى اليمنى ليلبسها الخاتم وقالت: اليس رائعا؟..
قال طارق مبتسما: من عماد؟..
مطت شفتيها قائلة: اجل عماد.. اليس رائعا؟..
قال وهو يومئ برأسه: معك حق..انه رائع بالفعل..
قالت بضيق: طارق لا تمثل علي دور الغير الفاهم لأي شيء.. انت تعلم اني اقصد الخاتم..
قال طارق وهو يلتفت لها: انه رائع .. ولكن صدقيني سترتدين ما هو اروع منه في حفل خطبتك..
قالت مبتسمة: اهذا وعد؟..
قال بتأكيد: اجل .. حتى وان كان هذا على حساب نفسي..
- سيكون على حساب ميزانيتك ايضا..
تطلع اليها طارق بحنان وقال: صدقيني يا وعد.. انا لم اعد اريد أي شيء في هذا العالم سواك.. لا تهمني كل كنوز العالم لو كنت سأحصل عليها من دونك..
التفتت وعد عنه ومن ثم قالت وهي تتطلع الى ما امامها بشرود: صدقني يا طارق.. لقد كنت حلما يراودني منذ الطفولة.. لقد حلمت بك كثيرا.. ان التقي بذلك الرجل الذي يمنحني حبه وحنانه.. ان التقي بذلك الرجل الذي يحميني من أي خطر..ان التقي بالرجل الذي يخفق قلبي لأجله..
وابتسمت وهي تلتفت الى طارق قائلة: ويبدوا ان الحلم قد اصبح حقيقة اخيرا...
**********
تنهد هشام بحرارة وهو يتطلع الى ماحوله.. ومن ثم قال بابتسامة شاحبة: حسنا..انها بداية حياتي الجديدة للبحث عن حب حقيقي هذه المرة..
ووضع كفيه في جيبي سترته واردف بشرود: ولكن .. هل سيكون حقيقيا هذه المرة حقا؟..
وما ان انهى عبارته حتى لامست انامله هاتفه المحمول الموجود بجيب السترة.. فأخرجه من جيبه وتتطلع اليه لبرهة قبل ان يقول: ستكون البداية منذ هذه اللحظة..وان لم افعل هذا الان فأظن اني لن افعله ابدا..
تطلع الى ساعة معصمه التي اعلنت الحادية العاشرة تقريبا وهو لا يزال يجلس في حفل الخطوبة وقال: لا اظن انها نائمة الان..
وابتسم بسخرية مستطردا: وحتى لو كانت كذلك.. لا بأس من ايقاظها من احلامها..
قالها واسرع يتصل بغادة.. واستمع الى الرنين المتواصل وهو يترقب اجابتها.. وعلى الطرف الاخر.. كانت غادة جالسة تتصفح احد الكتب بملل حين ارتفع صوت رنين هاتفها.. والتقطته من جوارها ومن ثم شعرت بالحيرة من هذا الرقم المجهول..وقالت متسائلة: هل اجيب ام لا؟..
تطلعت الى ساعة يدها ومن ثم قالت: لا اظن ان احدهم سيتصل بي في هذا الوقت الا اذا كان امرا مهما..
واجابت قائلة: الو .. من المتحدث؟..
جاءها صوت هشام قائلا: مر زمن طويل.. اليس كذلك؟ ..
ارتفع حاجباها بدهشة كبيرة بعد ان تعرفت على صوته.. وادهشها معرفته برقم هاتفها المحمول..ولكنها لم تلبث ان سيطرت على دهشتها..وقالت وهي تصطنع عدم معرفتها به: من المتحدث؟..
قال مبتسما: الم تعرفيني بعد يا انسة؟..
قالت ببرود: من تريد يا سيد؟..
قال بسخرية: فارس..
ارتسمت بالرغم منها ابتسامة على شفتيها وقالت مكابرة: لا يوجد لدينا احد بهذا الاسم..
قال مبتسما: كيف لا وقد منحني هو هذا الرقم لأتصل به..
قالت بدهشة: هو من اعطاك هذا الرقم؟؟..
ضحك بسخرية وقال: اذا فهناك من يوجد بهذا الاسم حقا..
بهتت لوهلة ومن ثم قالت بحنق: ماذا تريد؟..ومن اين حصلت على رقم هاتفي؟..
قال بهدوء: لا يصعب علي ان اجد رقم هاتف من اصطدمت بسيارتي ذات يوم..
ومع انها كانت تشعر ببعض السعادة لاتصاله بها.. واهتمامه بايجاد رقم هاتفها.. الا انها لم تكن تريد ان تواصل هذا الامر مع هشام والذي لا تعرف نهايته.. انها حتى لا تعرف هشام بشكل جيد.. لا تعرف عنه الا القليل جدا.. ولهذا لا تريد ان تتبسط في الحديث معه ويجب ان تضع حدودا لها للتعامل معه..
وقالت وهي تصطنع الضيق: لم تخبرني بعد بما تريده..
قال مبتسما: الم تشتاقي لي ولسماع سخافاتي؟..
قالت ببرود: ومن يشتاق لسماع السخافات؟..
قال بثقة: انت.. وخصوصا اذا كانت مني..
قالت بحدة: يبدوا انك واثق من نفسك اكثر من اللازم.. ارجوك لا تتصل بي مرة اخرى.. لقد ظننت ان امرا مهما وراء اتصالك ولكن يبدوا انك لا تفكر الا في التسلية..
قال بغتة بجدية: اهذا ما تريدينه؟..
بوغتت بجديته وقالت متسائلة: ماذا تعني؟..
اردف وكأنه لم يسمعها: ان لا اتصل بك ابدا..
لم تعرف بم تجيبه .. ان عقلها يرفض ان تحادث شابا دون سبب ما.. ولكن مشاعرها تتمسك به وتتمنى ان يتصل بها.. لا تعلم لم هذا الشاب بالذات الذي انشغل تفكيرها به.. ولكن ... عليها ان تنهي هذا المر بأية وسيلة ..
وعاد هشام يكرر سؤاله: اترغبين في ان لا اتصل بك مرة اخرى حقا؟..
ازدردت لعابها في توتر ومن ثم قالت في سرعة وكأنها تخشى ان تتراجع: اجل..
تحولت جديته الى سخرية وقال: لن افعل اذا .. ما دام هذا ما تريدينه..
اتسعت عيناها وقالت في حدة: اتتعمد استفزازي؟..
قال مبتسما: ان اردت الحقيقة.. اجل..
عقدت حاجبيها بضيق ومن ثم قالت وهي تحاول السيطرة على اعصابها: سأغلق الخط الان.. الى اللقاء..
قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل استفزتك كلماتي بهذه السرعة يا انسة غادة؟..
قالت بحنق: انها محض سخافات لا اكثر وانا لا يهمني ان...
بترت عبارتها بغتة..وانتبهت لهذا الامر للتو.. لقد نطق باسمها .. كيف عرفه؟ ..وقفز السؤال من ذهنها الى لسانها لتقول بغرابة: كيف عرفت اسمي؟..
عرف هشام انه اصاب الهدف ومنعها من اغلاق الهاتف.. وقال مبتسما: في الحقيقة .. لقد اجريت اتصالات عديدة عنك عن طريق رجالي و...
قاطعته بعصبية: واجهزة التصنت وكاميرات المراقبة.. اليس كذلك؟..
قال بدهشة مصطنعة: ما ادراك؟.. هل كنت تعملين معنا ولا اعلم؟..
قالت متسائلة بانفعال: اخبرني الان من اين عرفت اسمي؟..
- سأقول ولكن بدون انفعال او غضب..
- حسنا.. قل ما لديك..
بلل هشام شفته بلسانه ومن ثم قال: في الحقيقة لقد جمعت بعض المعلومات عنك عن طريق رقم سيارتك..
قالت متسائلة بغضب: ماذا تقول؟..كيف سمحت لنفسك بأن تجمع المعلومات عني؟..
قال مبتسما: الم تقولي انك لن تغضبي؟.. ولكن سأخبرك بالسبب .. لقد اردت ان اعرف عنك المزيد ما دمت ترفضين ان تخبريني أي شيء عنك..
تملكها الاضطراب بغتة وخفت غضبها.. ووجدت نفسها تتسائل قائلة: ولماذا اردت ان تعرف المزيد عني؟..
قال بسخرية: لاني اردت ان اعرف هوية الفتاة التي صدمت سيارتي ..
قالت بحنق: هل تهمك سيارتك الى هذه الدرجة؟..
قال بابتسامة: بأكثر مما تتصورين..
قالت غادة وهي تمط شفتيها: اخبرني.. هل انت معتاد على التحدث باسلوب السخرية هذا دائما؟..
- تقريبا.. لم تسألين؟..
- لاني ضجرت منك ومن سخريتك..
اتسعت ابتسامته وهو يقول: حسنا سأنهي المكالمة اذا ما دمت قد اثرت غضبك بما يكفي لهذا اليوم..
- سخيف..
قال بهدوء: لا بأس سأقبل الاهانة مرة اخرى.. ليس لأجلك بل من اجل فارس..
ابتسمت وقالت: انت لا تعرفه حتى..
قال بثقة: سأعرفه ذات يوم.. لا تتعجلي الامور.. والان الى اللقاء..
اغلق هشام الخط.. وشعر ببعض الارتياح.. ان غادة لا ترفضه كليا.. بل انها ترفض ان تكون لها صلة بشاب لا تعرفه جيداكما يبدوا.. انه يشعر بأنها معجبة به بالفعل.. ولهذا سيحاول ايجاد أي فرصة قادمة لمحادثتها.. لعلها تقبل به في حياتها...
تعليق