رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Merve
    عضو فضي
    • Jan 2013
    • 692

    #51
    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


    *الجزء الثامن*
    (هل من الممكن أن يتحطم الجليد؟..)




    تعلقت عينا وعد بتلك السطور بالصحيفة..والتي كانت تنشر لها موضوعا تذكر إنها كتبته قبل يومين ..وتركته بإهمال على المكتب ..لأنها شعرت بأنه غير صالح للنشر...
    ولكن مادامت لم تقم بإرسال الموضوع الى رئيس التحرير حتى يقوم بنشره فمن فعل؟..إنها لا تذكر انها قد طلبت من أحد ذلك..أو إن احدهم تحدث إليها بشأن نشر هذا الموضوع..إذا من نشر هذا الموضوع وكيف؟؟..
    وقفزت تساؤلاتها إلى لسانها لتقول بصوت مسموع: انه موضوعي..كيف نشر بالصحيفة ومن قام بنشره؟..
    انتبه لها أحمد وقال وهو يلتفت لها: أتقولين بأن موضوعك قد نشر..هذا أمر جيد بالنسبة لصحفية تحت التمرين مثلك..
    قالت وهي تهز رأسها: ليست المشكلة في أن الموضوع قد نشر أم لا..المشكلة اني لم اخذه للنشر..وها انذا..اراه قد نشر في صفحات هذه الجريدة..فمن يكون قد فعل وقا....
    (أنا..)
    الصوت البارد كالثلج الذي جعلها تلتفت بغرابة ودهشة الى صاحبه..وتتطلع الى طارق بحيرة ..قبل ان تتمتم بعدم تصديق: أنت من قام بنشر موضوعي؟..
    قال طارق وهو يمسك بقلمه و يتطلع اليها بنظرة باردة: أجل..أنا..
    ظهرت نظرات التشكك وعدم التصديق في عيني وعد..أي شخص اخر سواه كانت ستصدق الا هذا الجليد..ثم كيف يقوم بنشر موضوعها دون ان يستشيرها حتى...
    إحراج طارق لها في أول يوم لها..وتجاهله لها..وتصرفاته الباردة والغير مبالية معها..كل هذا جعلها تقول من باب الانتقام: ومن سمح لك بنشر الموضوع؟..
    حرك طارق القلم بين إصبعيه بلامبالاة وقال: أظن إن اسمك الموجود بنهاية الموضوع وليس اسمي..أو اسم أي شخص سواي..
    اختطفت نظرة سريعة الى الموضوع لتتأكد من ما قاله..وعندما تأكدت من صدق ما قاله..قالت باستنكار وحدة: ولو..لم يكن من المفروض ان تنشر موضوع يخصني..دون ان تخبرني بالأمر..ربما لم أكن ارغب بنشره أو إنني أريد إضافة بعض التعديلات اليه..
    قال طارق وقد أحس بالضيق من حديثها..وخصوصا من انه فكر في إسداء خدمة لصحفية جديدة في بداية حياتها المهنية..وهي بالمقابل تقابل تصرفه بالعصبية..واختفت النظرة الباردة من عينيه لتحل محلها نظرة منزعجة وقال: لقد قامت لجنة التدقيق والتصحيح اللغوي والإملائي بالتعديلات اللازمة..
    قالت بحدة اكبر وكأنها تريد ان تتحداه وتحرجه كما فعل هو معها يوما: ولكني لم ارغب بنشره وهذا شأني انا..ليس من حقك ان تنشره بدون ان تخبرني او ان تأخذ رأيي بالأمر على الأقل..لقد...
    قاطعها طارق بعصبية تراها عليه وعد للمرة الأولى: موضوعك هذا..كان مرمي بإهمال على مكتبك.. والجميع قد غادر المكتب في تلك الأثناء..كان بالتأكيد سيصل الى سلة المهملات..عندما يحضر العامل في نهاية الدوام..لقد قرأته ووجدته جيد ويستحق النشر..واعتقد أن أمر نشره لا يتوجب كل هذا الغضب..لأني فكرت بإسداء خدمة..ولم اعلم بأنها قد كانت جريمة في نظرك...
    خيم الصمت على المكان بعد ما قاله طارق..كانت وعد تتطلع إليه وهي في دهشة من أمرها..يا ترى هل تحطم الجليد؟..شعرت بالذهول من غضبه وعصبيته التي تتناقض مع بروده..ترى هل ما قالته استفزه الى هذه الدرجة..ام ان كلماتها كانت بالفعل في غير محلها..لقد سيطر عليها الرغبة في الانتقام وهي تتحدث اليه..ولكن الان ..يبدوا انه هو من أعاد الكره..وأحرجها للمرة الثانية أمام الجميع..إنها تشعر الان بسخف ما قالته حقا...
    لم تعلم بم تجيب..وخصوصا وان كلماته قد أخرستها تماما..لم تكن ترغب بقطع هذا الصمت وهي تتحاشى النظر الى طارق الذي كان يحر ك القلم بين أصابعه بعصبية..
    طارق الذي عرف ببروده أغلب الأوقات..كيف لفتاة أن تستفزه بكلماتها..كيف له ان يهتم بما قالته أصلا ..لقد فكر في تقديم خدمة وهي من رفض..وهي من ستخسر في النهاية..فلم أبدى كل هذه العصبية..ما الذي دعاه ليهتم بالرد على ما قالته...
    ( استاذ طارق..رئيس التحرير يطلبك)
    قالها أحد العاملين بالصحيفة..وهو يقف عند باب القسم..فقال طارق وهو ينهض من خلف مكتبه: حسنا..سأذهب اليه بالحال..
    ولم يلبث أن غادر القسم..وقال أحمد في هذه اللحظة محاولا تلطيف الجو: أهنئك يا انسة وعد لقد حطمت القاعدة أخيرا..فمن المستحيل أن تري الأستاذ طارق عصبيا الا مرة في الشهر..وها انذا أراه للمرة الثانية لهذا الشهر..
    قالت بصوت خفيض بعض الشيء: لم يكن علي ان اقول ما قلت له..
    هز أحمد كتفيه وقال: على العكس..انه حقك..ولم يكن ينبغي ان يقوم طارق بنشره دون ان يأخذ الاذن منك..
    قالت وعد بتردد: ولكني أظن اني زدت بالجرعة في الحديث معه..وحديثه كان صحيحا فلو لم يقم بنشره..لرمي بسلة المهملات..دون ان يهتم أحد به او بما كتبت..
    التفت احمد لها وقال: ولكنها رغبتك في النهاية..ولم يكن على طارق التدخل في هذا الأمر..
    صمتت وعد دون أن تعلق على عبارة أحمد..وغرقت في تفكير عميق ..وفي النهاية قالت متحدثة الى نفسها: ( يا ترى كيف أتصرف تجاه ما بدر مني؟..)
    وكأن احمد قد قرأ أفكارها فقال: وعلى فكرة فطارق لا يهتم بهذه الأمور أبدا..تجدينه الان قد نسى الأمر برمته..وسيأتي ليتحدث معنا بشكل طبيعي عندما يعود وكأن أمرا لم يكن..
    قالت وعد وهي تطرق برأسها: حتى وان لقد أخطأت بتصرفي..وعلي أن أتحدث معه حيال ذلك..
    قال أحمد وهو يعود الى عمله: افعلي ما ترينه مناسبا..
    قالها واستمر في عمله..تاركا وعد في حيرة من أمرها..
    **********

    تعليق

    • Merve
      عضو فضي
      • Jan 2013
      • 692

      #52
      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


      أحس طارق بالحنق من نفسه..كيف؟..كيف تثير أعصابه مجرد فتاة؟..فتاة لم يمضي على وجودها هنا غير أسبوع..لا بل اقل..خمسة ايام لا أكثر..منذ اليوم الثاني لها وهي تتعمد استفزازه..وإثارة أعصابه..وبالتأكيد هي تفعل ذلك حتى تعيد له الكره عندما وجه لها تلك العبارة أمام الجميع في اليوم الأول لها بالصحيفة..
      وقال بشرود وكأنه قد عاد بالزمن الى الوراء: ولكن.. ولكنها تشبهها..كثيرا..
      ************
      طرقات سمعها هشام على باب غرفته جعلته يقول بصوت هادئ: من..؟
      قالت فرح وهي تفتح الباب: الانسة الجميلة فرح..هل يمكنني الدخول؟..
      قال هشام بسخرية: لقد دخلت لوحدك الان..فلا يمكنني ان اطردك..
      قالت فرح باستنكار وهي تتقدم منه: وهل كنت تفكر بطردي لو لم أدخل لوحدي..
      - ولم لا؟..
      قالت فرح بابتسامة ماكرة: فليكن..هذا افضل..حتى لا أخبرك بما جئت لأقوله لك..وسأخرج وحدي حتى احفظ كرامتي..
      قال هشام متسائلا: وما الذي جئت لتقولينه لي؟..
      قالت فرح بخبث وهي تبتعد وتتجه الى الباب: لقد جئت لأخبرك بأمر يخص وعد..ولكني أراك غير متقبل لأي شيء لذا سأغادر الغرفة وأتركك بهدو...
      قاطعها هشام وهو ينهض من خلف لوحة الرسم الهندسية ويسرع نحوها: أي كلام تقولينه..أخبريني ماذا بها وعد؟..
      قالت فرح بتعالي: أولا اعتذر عما قلته..
      قال بسخرية: لا تحلقي بأحلامك كثيرا..
      قالت وهي تفتح باب غرفته: حسنا اذا سأغادر..
      قال وهو يعقد ساعديه أمام صدره: أتتوقعين أن أترجاك حتى تتحدثي..كلا لا تحلمي..اذهبي وأغلقي الباب خلفك..
      رفعت حاجبيها وقالت: ما هذا التطور..هشام لا يرغمني على الحديث لأمر يخص وعد...
      قال وهو يبتسم بزاوية فمه: ولم أتعب نفسي؟..سأتصل بوعد نفسها لتخبرني بالأمر برمته..
      قالت فرح وهي تبتسم بمكر: انها لا تعلم بالأمر بعد..
      - فرح..اخرجي خارجا من فضلك..لقد ازعجتيني كثيرا..
      - تريد ان تتحدث اليها على انفراد..اليس كذلك؟..
      قال بضيق: اجل..والان هلا خرجت..
      قالت وهي تخرج خارج الغرفة: سأخرج ولكن لا تتوقع ان تفيدك وعد فهي لا تعلم بالأمر بعد..
      انتظر هشام حتى خرجت فرح من الغرفة..ثم لم يلبث ان ضغط رقم وعد وأعقبه بالضغط على زر الاتصال..وهو ينتظر إجابتها بلهفة..وما ان أجابت على الهاتف حتى أسرع يقول: أهلا وعد..كيف حالك؟..
      قالت وعد وهي تزفر بحدة: بصراحة متعبة..
      قال متسائلا: بسبب العمل؟..
      - اجل..
      - قدمي استقالتك اذا..
      ضحكت وعد قالت: أحقا..لقد قدمت لي الحل فعلا.. أشكرك..
      ابتسم وقال: فليكن..سأعطيك حلا اخر..ابتلعي أقراصا مهدئة..
      قالت بعصبية: اوتظنني مجنونة؟..
      قال بابتسامة أوسع: أهدئي..أنا امزح..اسمعي.. الا تعلمين شيئا مما يحدث من حولنا؟..
      قالت بغرابة وحيرة: ماذا تعني؟..
      قال وهو يتجه ليجلس على مقعد الحاسوب المتحرك: بصراحة لا اعلم..فرح جاءت الي وقالت ان هنالك شيء تود قوله لي يخصك أو يخص عائلتك..قبل ان اطلب منها مغادرة الغرفة..لذا فهي رافضة لإعلامي بالأمر الا بعدان اقدم تصريح الاعتذار لها..
      قالت وعد بمرح: قدمه..والا سيتم إصدار حكم بالأشغال الشاقة عليك..
      - لا أريد تخييب ظنها ..ولكنها تحلم بجموح..
      قالت وعد بابتسامة: وما المطلوب مني..فإن كنت تصدق فأنا نفسي لا اعلم بهذا الأمر الذي قد يكون يخصني..
      وأردفت: اسمع..مع إني في صف فرح دائما ولكن هذه المرة فقط سأكون في صفك..لأنني انا نفسي اصبت بالفضول لمعرفة هذا الشيء الذي يخصني ولا اعرفه..لذا سأتصل بها وأتحدث اليها وأحاول جرها في الحديث الى ان تبلغني بالامر..وبعدها اتصل بك وابلغك..هه ما رأيك؟..
      - أمتأكدة من انك لم تعملي مع المقدم سالم قبل الان؟..
      ضحكت بمرح وقالت: مع اني لا اعلم من هو سالم هذا..لكن تأكد اني لم أعمل قبل الان غير مهنة الصحافة..
      واستطردت قائلة: والان الى اللقاء..سأتصل بك فيما بعد..
      - الى اللقاء..
      وما إن أغلق هاتفه..حتى انتظر بلهفة اتصال وعد..تتطلع الى ساعة يده بين اللحظة والأخرى ..وهو يجلس بانتظار اتصالها..ولما شعر بالملل..فتح جهاز الحاسوب ..وتسلى بالدخول الى عدد من المواقع على الانترنت..
      ولما شاهد ان نصف ساعة قد مضت دون ان تتصل وعد..قرر ان يتصل بها..التقط هاتفه وضغط على زر الاتصال..وانتظر إجابتها لكنها لم تجب..أعاد الاتصال لثلاث مرات أخرى ولما شعر باليأس من إجابتها..عاد ليبحر في عالم الانترنت....
      **************

      تعليق

      • Merve
        عضو فضي
        • Jan 2013
        • 692

        #53
        رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

        **************
        قال عمر وهو يضحك متحدثا الى عماد بذلك المطعم: أتتحدث عن نفسك أم عن فيلم أجنبي..
        قال عماد بابتسامة: هذا ما حدث صدقني..يبدوا الأمر غريبا فعلا..في البداية أمر الموقف ذاك الذي اوقفت سيارتها به على الرغم من انه كان من حقي انا التوقف به..ثم أمر المتجر..وبالأمس ذاك الموقف الذي حصل بالبنك أمام عينيك..
        قال عمر مازحا: واين سيكون المشهد التالي؟..
        قال عماد بسخرية: في قاع البحر..
        قال عمر وهو يضحك: لم ؟..المشهد القادم سيكون مع حورية ام سمكة..
        قال عماد بضيق: توقف عن ضحكك يا عمر لقد اخبرتك بالأمر لأني اثق بك وأريد رأيك بالموضوع..
        قال عمر وهو يهز كتفيه: رأيي في ماذا؟..في فتاة لا تعرف عنها شيئا غير ان اسمها ليلى..وما الذي سيفيدك اسمها..انك لا تعرف من تكون..ومن أي عائلة..واين تسكن..وما هي صفاتها وشخصيتها..
        قال عماد بهدوء: الفتاة سيطرت على تفكيري ليس الا..ولم اقل اني أفكر بالارتباط بها..
        - ولو..فكر بالأمر بجدية..اين يمكن ان تلتقيها..لقد جمعتكما الصدفة فقط..انك لا تعرف رقم هاتفها حتى تتحدث اليها حتى وتطلب منها مثلا لقائك في مكان ما..
        - أنت تعلم إنني لست من هذا النوع من الشباب..
        قال عمر بجدية: اسمعني..إذا كنت جادا بالأمر وتفكر بالارتباط بها..فليس هناك ما يعيب حديثك معها أو لقاءك بها..
        قال عماد وهو يرفع حاجبيه: رويدك..أنا لم اقل إلا انني أعجبت بها..هل سأرتبط بها هكذا..ثم من قال اني أفكر بالزواج؟..
        مال نحوه عمر وقال: اسمعني..ما دامت فتاة قد نالت على إعجابك أخيرا فلا تضعها من بين يديك..انت لن تجد فتاة تنال إعجابك كل يوم..فذوقك صعب جدا..
        ابتسم عماد وقال: لا تخشى شيئا..لست مريضا نفسيا..حتى اكره جميع الفتيات..يمكن ان تقول انني لم اجد بعد الفتاة التي رسمتها بذهني واحاول ان اطابقها مع احدى فتيات الواقع..
        قال عمر باهتمام: وتلك الفتاة..
        قال عماد وهو يزفر بحدة: تطابقت معها ..تقريبا...فأنا لم ارى سوى الشكل الخارجي بعد..لم اعرف بعد من هي تلك الفتاة فعلا..ما هي طباعها.. طموحها .. تصرفاتها.. أتفهمني يا عمر؟..
        قال عمر بابتسامة: كيف لا افهمك يا عماد..ما تقوله صحيح أنت لم ترى غير الشكل الخارجي بعد..ولكن كيف ستتعرف على شخصيتها؟..انت لا تعرف من تكون حتى..
        قال عماد بشرود: دع هذ للأيام فكما جمعتنا يوما..قد تجمعنا مرة أخرى من جديد...
        **********
        غرق هشام في تصميمه الذي صممه على حاسوبه.. تصميم لمنزل من طابقين..الطابق الأول يتكون من ردهة واسعة..وغرفة معيشة..واخرى للجلوس..ودورة المياه ومطبخ واسع..
        أما الطابق الثاني فكان يحتوي على ثلاث غرف للنوم..وكل واحدة منها تحتوي على دورة مياه تابعة لها..وردهة صغيرة ومطبخ صغير تابع للردهة..
        وابتسم بشرود وهو يتطلع الى المنزل الذي صممه..لو انه اشرف على بناء هذا المنزل الذي رسم له هذا التصميم الهندسي..ليكون هذا المنزل له ولوعد..هما فقط.. يشرفان على بناءه ويختاران الألوان لكل غرفة منه..ومن ثم يضعان الأثاث في كل غرفة..وثم يسكنانه..
        أحلام كثيرة شغلته..وأحس بالمرارة منها..ترى هل يمكن ان يتحقق حلمه بأن تكون وعد شريكة حياته..انها لا تشعر به حتى و....
        شعر بغتة بيدان تغلقان عيناه فقال بضجر: فرح ازيلي يديك عن عيني والا كسرتهما لك..
        سمع صوت فرح وهي تقول له: تكسر يداي مرة واحدة..يالك من شرير.. حمدلله اذا ان هاتين ليستا يداي أنا..
        استغرب من كلامها..وشعر باليدين تنزاحان عن عينيه..وصوت ضحك ينطلق من خلفه..فالتفت وراءه وقال بابتسامة واسعة: وعد...
        واسرع ينهض من خلف مقعده وقال: اشتقت إليك..
        قالت وعد بمرح: يا لك من كاذب..بالأمس فقط كنا معا..
        كاد ان يهم بقول شيء ما حين سمع صوت ضحك فرح..والتفت اليها مستغربا ..ولم تلبث وعد ان شاركتها الضحك..فقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: هل لي ان اعرف ما الذي يضحككما..فلست مهرجا حسبما اعلم..
        قالت وعد وهي تتوقف عن الضحك: بصراحة عندما اتصلت بي كنت اعلم ما هنالك وماذا أرادت فرح قوله لك..ولكننا اتفقنا انا وفرح على عدم إخبارك..حتى عندما حاولت الاتصال بي كنت اتعمد عدم الرد..
        قال هشام بسخرية: اذا كان مقلبا..لقد اخترتما الشخص الخطأ يا انسات..لأني سأعيد لكما الصاع صاعين..
        واردف متسائلا: ولكن ماذا هناك فعلا..ما الأمر الذي لا اعلمه أنا الى الان ويعلمه الجميع..
        قالت فرح بابتسامة مرحة: الم تعلم بعد..يكفي وجود هذه الانسة الجميلة في منزلنا حتى نخفي الأمر عنك..
        قال هشام بسخرية: لقد ظننت ان الأمر مهم حقا..فما الذي يدهش لو قامت وعد بزيارتنا..انها تقوم بذلك كل اسبوع..
        قالت وعد وهي تجذب فرح من كفها: هيا يا فرح يبدوا ان الأخ يشعر بالملل مني..فلنذهب الى غرفتك..
        قالت فرح وهي تتوقف في مكانها وتلتفت الى هشام: انه ليس اليوم المعتاد لزيارة عمي الى منزلنا..لكن هناك بعض الأمور الذي دعته ليقوم بهذه الزيارة..لذا فهذا يعني انهم سيحضرون الى منزلنا يومين بالأسبوع..أفهمت الان؟..
        ومع ان هشام شعر بالسعادة لهذا الا انه قال: هذه ليست مفاجأة حتى تخفياها عني..
        قالت فرح: اذا ماذا تكون؟..
        قال هشام بسخرية: كارثة..
        قالت وعد وهي تخرج لها لسانها بحركة طفولية: مضحك جدا..
        وبغتة سمعا صوت نداء والدة هشام وهي تنادي فرح..فقالت هذه الأخيرة : لا اعلم ماذا تريد أمي..سأذهب لأراها..
        قالت وعد في سرعة: ساتي معك..
        وتوجهت خلف فرح في سرعة..وقبل ان تخرج سمعت هشام يناديها فالتفتت اليه بحيرة وقالت: ماذا؟..
        قال مبتسما وهو يتقدم منها: كيف حال العمل معك؟..
        هزت كتفيها وقالت: لا بأس به الى الان..
        قال وهو يشير اليها نحو جهاز الحاسوب: تعالي سأريك تصميم لمنزل..واخبريني برأيك به..
        قالت وهي تتوجه نحو جهاز الحاسوب وتجلس على المقعد الخاص به: أهو من تصميمك؟..
        قال وهو يجذب له مقعدا ويجلس الى جوارها: بالتأكيد..
        تطلعت وعد باهتمام الى التصميم ومن ثم قالت بابتسامة: جميل..ولكن ينقصه شيء..
        قال متسائلا: ما هو؟..
        - الحديقة الأمامية والخلفية..الا ترى انه سيكون أجمل بهما..
        تطلع الى التصميم ومن ثم قال: بلى..معك حق..
        قالت وهي تنهض من على المقعد: عليك ان تعرف انك لست وحدك من لديه أفكارا جيدة..والان الى اللقاء..
        تطلع اليها وهي تغادر غرفته..وما ان فعلت حتى قال بحب: لو تعرفين يا وعد..انك قد أضفت فكرتك هذه لما أتمناه ان يكون منزلنا المشترك..لو تعلمين فقط...
        *************
        قالت فرح بملل وهي تعد الأطباق بالمطبخ: دائما فرح..لا يوجد غيرها بالمنزل ليطلبوا منه العمل..وكأنني أعمل خادمة هنا..
        ضحكت وعد وقالت: للأسف الخادمة أفضل منك..فهي تحصل على راتب شهري..
        قالت فرح بضيق: معك حق..حتى الخادمة باتت أفضل مني..
        ابتسمت وعد وهي تقترب منها وتضع بعض الكعك في الطبق: ولم انت غاضبة هكذا..ها انذا اساعدك..
        قالت فرح وهي تقلد وعد بسخرية: ها انذا اساعدك..لقد مرت ساعة وانت تضعين هذا الكعك فقط بالطبق..
        قالت وعد بمرح: لم تصبح ساعة بعد..انها ساعة الا دقيقتين..
        قالت فرح بضجر: اسمعي اتركي هذا الكعك..واذهبي لاعداد العصير..
        قالت وعد وهي تبتسم بمرح: أمرك سيدتي..
        وتوجهت الى تلك الخزانة العلوية بالمطبخ..وقالت وهي تقتح بابها: فرح أي علبة هي علبة مسحوق العصير..
        قالت فرح وهي تزفر بحدة: الا تعرفين القراءة؟..
        - بلى ولكن هناك عدة انواع..اي نوع استخدم..
        - أي شيء..
        قالت وعد وهي تلتقط علبة مسحوق عصير التفاح: اذا سأقوم باعداد عصير التفاح لاني اعلم انك لا تحبينه..
        قالت فرح بابتسامة وهي تلتفت اليها: ولم كل هذا الكره..
        همت وعد بقول شيء ما ..عندما شاهدت رنين هاتفها المحمول..والتقطته لتشاهد انه رقم مجهول..عقدت حاجبيها ومن ثم أجابت قائلة: الو..من المتحدث؟..
        جاءها صوت امرأة تقول: أأنت الانسة وعد عادل؟..
        - اجل انا هي..ما الأمر؟..
        - أنا أتحدث إليك من صحيفة الشرق..وهم يطلبونك الان..
        قالت وعد بغرابة: الان؟؟..
        - اجل..احرصي على ان لا تتأخري..
        - حسنا.. الى اللقاء..
        أغلقت وعد الهاتف وهي في حيرة من أمرها فقالت فرح بحيرة وهي تتطلع اليها: ماذا هناك يا وعد؟..
        قالت وعد وهي تتنهد: يطلبوني في الصحيفة الان..
        قالت فرح بدهشة: الان؟..لم؟..
        - لست اعلم..سأذهب وارى الأمر..
        - ألا يمكنك الاعتذار عن الذهاب؟..
        - ولم افعل؟..سأذهب وارى الأمر..وأتركك لوحدك تعملين..حتى تعرفي قيمتي..
        قالت فرح مبتسمة: سأعرف انك لا تعملين شيئا من الأساس..
        قالت وعد وهي تلوح بكفها: الى اللقاء الان..اراك بخير..
        قالت فرح في سرعة: مع السلامة..وحاولي ان تحضري الى منزلنا بعد انتهاء عملك..
        - سأحاول..
        قالتها وعد وتوجهت الى باب المنزل الرئيسي فاستوقفتها والدة هشام قائلة: الى اين يا وعد؟..
        قالت وعد في سرعة وهي تلتفت إليها: يطلبونني في الصحيفة..سأرى ما الأمر وأعود سريعا..الى اللقاء..
        قالت والدة هشام بهدوء: صحبتك السلامة يا وعد..وقودي بتمهل ولا داعي للعجلة..
        ضحكت وعد وقالت: حسنا سأفعل..مع السلامة..
        وأكملت طريقها نحو خارج المنزل..وهي تستغرب انهم قد طلبوها لأمر ما خارج وقت العمل وهي تقريبا لا تقوم بأي عمل في الصحيفة و...
        (الى أين؟..)
        انتفضت وعد عندما شعرت بكف على كتفها.والتفتت لترى صاحب الصوت..وقالت بملل: من اين تخرج انت؟..
        ضحك هشام وقال: من الباب..شاهدتك تغادرين فتبعتك..والان اخبريني الى اين انت ذاهبة؟..
        - الى الصحيفة..
        قال هشام باستنكار: الان؟؟؟..
        قالت وعد وهي تسرع مبتعدة عنه نحو سيارتها: كلا غدا..والان مع السلامة..
        قال بحدة: انتظري يا وعد..لم انهي حديثي بعد..
        قالت وعد بضجر:عندما أعود سأجيب عن جميع أسألتك..سأذهب الان حتى لا أتأخر..
        قالتها وانطلقت بالسيارة متوجهة الى الصحيفة..ترى ما الذي ينتظرك يا وعد هناك؟..
        ************

        تعليق

        • الليديM
          عضو متألق
          • Oct 2012
          • 425

          #54
          رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

          البارت كتير حلووو
          توقعاتي ....

          طارق كتير عجبني لانه نشر مقالها ... وعجبني لما عصب < هيهي وأخيرا تحرك شووي

          هشام ... كنت بالبداية حاسة شخصيته حلوة بس هلأ مو كتير

          عماد .. الله يوفقه هو ليلى << على فكرة لابقين لبعض

          ما الذي ينتظرك يا وعد هناك؟
          امممم ممكن سفر ضروري مع طارق يعني شغل او ما بعرررف

          بانتظار البارت القادم
          يعطيكي العافية يا قمر

          تعليق

          • الامبراطورة*
            عضو متألق
            • Oct 2012
            • 393

            #55
            رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

            بارت حلوو

            طارق طلع في ماضيه وحدة بتشبه وعد الله يعلم وين ديارها يا ماتت او يمكن خانتو وتركتو
            أكيد وعد رح تنسيه ياها

            عماد وليلى رح يلتقو مرة تانية

            هشام بحزن الله يكون بعونه

            وعد في شي مهم بينتظرها بالصحيفة

            يعطيكي العافية

            تعليق

            • Merve
              عضو فضي
              • Jan 2013
              • 692

              #56
              رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

              المشاركة الأصلية بواسطة الليديM
              البارت كتير حلووو
              توقعاتي ....

              طارق كتير عجبني لانه نشر مقالها ... وعجبني لما عصب < هيهي وأخيرا تحرك شووي

              هشام ... كنت بالبداية حاسة شخصيته حلوة بس هلأ مو كتير

              عماد .. الله يوفقه هو ليلى << على فكرة لابقين لبعض

              ما الذي ينتظرك يا وعد هناك؟
              امممم ممكن سفر ضروري مع طارق يعني شغل او ما بعرررف

              بانتظار البارت القادم
              يعطيكي العافية يا قمر
              الظاهر انو الجليد بلش يذووووب
              هههههههه مسكين هشام ما عندو حظ
              ههههههههههه كييف عرفتي انهم لابقيين لبعض لتكوني شفتييهم؟؟
              منورة يا عسل
              وانشاء الله نزل بارتيين اليوم بالليل

              تعليق

              • Merve
                عضو فضي
                • Jan 2013
                • 692

                #57
                رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                المشاركة الأصلية بواسطة الامبراطورة*
                بارت حلوو

                طارق طلع في ماضيه وحدة بتشبه وعد الله يعلم وين ديارها يا ماتت او يمكن خانتو وتركتو
                أكيد وعد رح تنسيه ياها

                عماد وليلى رح يلتقو مرة تانية

                هشام بحزن الله يكون بعونه

                وعد في شي مهم بينتظرها بالصحيفة

                يعطيكي العافية
                طارق و ماضيه راح نعرف ويين راحت بالبارتات الجاية ما فكرتي انها ممكن تظهر و تتزوج هشام ؟؟
                ههه عماد وليلى ماشاء الله ظبتيلهم الوضع راح نشوف
                منورة حبيبتي
                انشاء الله راح نزل بارتيين بالليل

                تعليق

                • Merve
                  عضو فضي
                  • Jan 2013
                  • 692

                  #58
                  رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                  *الجزء التاسع*

                  (هل بدأت الأمور تتحسن؟)



                  توقفت وعد بسيارتها في المواقف الخاصة بالصحيفة وهي لا تزال تشعر بغرابة ان يطلبوها في الصحيفة في مثل هذا الوقت..هبطت من سيارتها الرياضية الحمراء وتوجهت الى داخل المبنى....
                  وعلى الطرف الاخر..كان طارق يقف عند باب القسم ويقول متحدثا الى أحمد: ألم تصل بعد؟..
                  قال أحمد نافيا: ليس بعد..ولكنها ستصل عما قريب..
                  قال طارق وهو يتطلع الى ساعة معصمه: سوف نتأخر هكذا..
                  قال أحمد بهدوء: هم لم يبلغوها إلا منذ ربع ساعة..لذا فهي بحاجة لبعض الوقت حتى تصل إلى الصحيفة و...
                  صمت أحمد ولم يكمل عبارته عندما شاهد طارق يلتفت عنه ويتطلع الى يساره ويقول: هيا يا انسة وعد..لا نريد أن نتأخر..
                  كانت وعد قد وصلت لتوها الى القسم...لترى طارق يقف عند بابه..ويوجه لها عبارته السابقة ..فقالت بحيرة: لحظة واحدة لم افهم شيئا بعد..هلا افهمني أحدكم..
                  سار طارق في طريقه متوجها نحو المصاعد وقال: سنقوم بعمل مقابلة صحفية مع أحد الوزراء..
                  قالت بغرابة: وألا يمكن الانتظار حتى الغد لعمل هذه المقابلة؟..
                  قال طارق ببرود دون ان يلتفت لوعد التي تسير خلفه: لم نجد غير هذا الموعد للقاؤه..وهو على اية حال وزير ومنشغل دائما لذا فمن الصعب أن نحصل على الموعد حسبما نريد نحن...
                  أحست وعد ان هذه فرصتها لتلطف الجو قليلا خصوصا بعدما فعلته معه هذا الصباح..وقالت بابتسامة وهي تسرع في خطواتها قليلا: لقد نسيت أحد مواضيعي على مكتبي..هل أستطيع العودة له..فأخشى ان ينشر أحدهم الموضوع دون ان اعلم..
                  توقف طارق للحظات عن السير والتفت لها ليقول ببرود اكبر: الان فقط صدقت المثل القائل..(افعل خيرا..وارميه بالبحر)..
                  اتسعت ابتسامة وعد بالرغم منها وقالت: كلا لا اقصد شيئا..على العكس كنت أفكر بالاعتذار عما قلته لك هذا الصباح..
                  قال طارق بلامبالاة: لا داعي..فأولا كان ذلك شأنك أنت..وثانيا أنا نسيت الأمر برمته..
                  صمتت دون ان تنبس ببنت شفة..وهي تفكر فيما قاله..على الأقل ان الأجواء بينهما لم تعد متكهربة الان..وهاهو الهدوء يعم بينهما أخيرا..ولكن هل هو هدوء ما قبل العاصفة يا ترى؟..
                  وها نحن نرى طارق ووعد يخرجان من مبنى الصحيفة ..وتلك الأخيرة تقول قاطعة الصمت الذي خيم عليهما لفترة: أي وزير سوف نلتقي به لعمل المقابلة الصحفية معه؟..
                  قال طارق بهدوء: وزير التربية والتعليم..
                  ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي وعد وقالت: أتعلم ..عندما كنا صغارا كنا نتمنى ان نلتقي به..ولكن لقتله وليس لعمل مقابلة صحفية معه..وذلك لتلك المناهج التي كنا ندرسها..
                  قال طارق بهدوء: ونحن ايضا كنا نتمنى المثل..وكأننا نظن انه اذا رحل وزير ما لن يجلبوا غيره..
                  استغربت وعد تجاوب طارق معها بالحديث.. تذكرت كلمات أحمد في هذه اللحظة..انها لن تعلم معدن طارق الحقيقي الا بعد فترة من الوقت..و...
                  (ستغادرين بسيارتك؟..)
                  قالها طارق قاطعا أفكارها وهو يراها تتوجه نحو سيارتها..فأجابته قائلة: اجل..
                  قال طارق بهدوء: حسنا إذا..إذا أضعت الطريق فعودي الى هنا..
                  أومأت برأسها وهي تدلف الى السيارة وتغادر بها خلفه..وطوال الطريق كانت الأفكار تتسلل الى ذهنها..انه يبدوا مختلفا..يتجاوب معها بالحديث ولا يتجاهل ما تقوله..يتحدث بهدوء اكثر منه برود..ترى هل أصبح يحترم وجودها على الأقل؟..
                  وصلت الى حيث مبنى الوزارة وأوقفت سيارتها بالمواقف الموجودة بجانب الشارع الرئيسي..وخرجت من سيارتها ووجدت طارق يخرج من سيارته بدوره..تقدمت منه وتساءلت قائلة: ما اسم الوزير الذي نقوم بمقابلته؟..
                  قال طارق بهدوء وهو يسير الى حيث الشارع: صالح سالم..
                  - وكم ستستغرق المقابلة؟..
                  قال طارق بضجر: ساعتين..
                  لم تنتبه وعد لرنة الضجر في صوته..فقالت: هل قمت بعمل مقابلة معه من قبل؟..
                  التفت لها طارق وقال بملل: أي اسألة سخيفة تسألين؟..
                  اتسعت عينا وعد استنكارا..وصمتت وهي تشعر بالحنق منه..ها قد عاد بأسرع مما كانت تتوقع الى شخصيته المغرورة..وقالت بسخط: اسألني انا السخيفة..ام طريقة حديثك هي السخيفة..
                  والتفتت عنه لتعبر الشارع..فأسرع طارق يقول: انتظري لا تزال هناك سيارات بالطريق..
                  قالت بحنق دون ان تلتفت له: لست طفلة..
                  وتبعت عبارتها بعبور الشارع..وهي تشعر بالغضب من تصرفه معها..عندما شعرت ان الأمور تحسنت معه..عاد لطبيعته الباردة واللامبالية..من يظن نفسه لوح الثلج هذا..انه مغرور..مجرد شخص مغرور..يظن انه الافضل دوما و...
                  استيقظت من أفكارها عندما شاهدت طارق يقف أمامها على الطرف الاخر من الطريق وهو يقول بصرامة: في المرة القادمة..لا تتصرفي تصرفات الأطفال هذه وتعبري الطريق من دون اهتمام..فلو حدث لك شيء سوف أكون انا المسئول..لا أريد أية مشاكل يا انسة ..هل هذا مفهوم؟..
                  تطلعت له وعد باحتقار..تتمنى لو تستطيع ان تقول له..انه ليس سوى مغرور متعالي..وانه شخص لا يرى سوى نفسه في هذا العالم..ويرى الجميع على انهم اقل مستوى منه حتى وان كانوا افضل منه..متكبر..تافه..
                  وسمعت طارق يقول بصرامة اكبر: لم تجيبي..هل فهمت ما قلته أم أعيده؟..
                  قالت بحدة: فهمته ولا حاجة لأن تعيده..ولكني أظن ان ليس من حقك لعب دور الرئيس علي فأنا صحفية مثلك تماما ويتوجب عليك احترامي على الأقل وعدم التقليل من شأني او إهانتي..
                  قال طارق ببرود: أولا أنت لست صحفية الى الان..لأنك لا تزالين تحت التمرين..وثانيا..انا لم اقلل من شأنك او أهينك..
                  قالت بعصبية: إذا ماذا تسمي الذي تفعله؟..
                  قال بعدم اهتمام: اسمعيني جيدا يا انسة..نحن هنا من اجل عمل..وعمل فقط..ولا داعي أن تؤثر أمور شخصية على العمل الذي جئنا من اجله..
                  قالت وعد بغضب حاولت ان تخفيه: معك حق..فهذه الأمور الشخصية لا تستحق الاهتمام..
                  لم يعلق على ما قالته..ودلف الى مبنى الوزارة..ووعد دلفت من بعده..وهي تشعر بغضب شديد تجاه طارق وما يفعله..

                  تعليق

                  • Merve
                    عضو فضي
                    • Jan 2013
                    • 692

                    #59
                    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                    ************
                    قال هشام بعصبية وهو يرمي بهاتفه على الأريكة: لماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..انها المرة العاشرة التي اتصل بها..ولا تجيب..مالذي يحدث؟؟..
                    قالت فرح بملل: هشام يكفي..وعد ليست طفلة ..والداها لم يقلقا عليها الى هذا الحد..لقد ذهبت في عمل وستعود منه قريبا..
                    تطلع الى ساعته وقال: لقد مضت ساعتان ونصف منذ ان غادرت..ربما قد حدث لها أمر ما..
                    قالت فرح وهي تزفر بحدة: ولماذا تتشاءم..إنها بكل تأكيد بخير..ولكنها ربما لا تجيب على اتصالاتك لأنها تكون بمقابلة صحفية وقد وضعت هاتفها على الوضع الصامت..
                    قال هشام بعصبية: تبا..تبا...لم اعد احتمل..سأذهب لها..
                    قالت فرح بحدة: هشام لا تضخم الأمور هكذا..وعد ليست طفلة ولا داعي لان تعاملها على انها كذلك..لو حدث معها شيء ستتصل بنا..فقط اجلس انت..او اذهب الى أصدقائك..
                    قال وهو يدس أصابعه بين خصلات شعره بعصبية: أتظنين انني سأتمكن من الذهاب الى مكان وانا لا اعلم ما الذي حدث معها..ولماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..
                    قالت فرح بغضب: لقد طفح الكيل يا هشام..هي لم تذهب لتقاتل في الحرب حتى تخشى عليها هكذا..انتظر وستصل..
                    قال هشام وهو يلتفت عنها: لن تفهميني يا فرح..لا احد منكم سيفهمني ابدا..
                    - بل أفهمك..واعلم انك تحبها ولا تحاول الإنكار..لا يقوم بتصرفات كهذه غير شاب يحب..
                    صمت هشام ولم يجبها..يعلم ان خوفه مبالغ فيه..وقلقه كذلك..ولكنه لا يملك شيء حيال ذلك..لقد شعر بالاضطراب والتوتر وهو لا يراها تجيب..ويخشى أن أمرا سيئا قد حدث لها..
                    وسمع بغتة رنين هاتف فرح..وتطلعت هذه الأخيرة الى الرقم وقالت وهي ترفع عيناها الى هشام: انها وعد..هل انت مرتاح الان..لم يحدث ل....
                    لم تستطع فرح إكمال جملتها..لأن هشام قد اختطف الهاتف من كفها وأسرع يجيبه قائلا: وعد اين انت الان..ولماذا لم تجيبي على اتصالاتي؟؟؟..
                    ضحكت وعد وقالت: هل أخطأت بالرقم ولا اعلم..أظن إنني قد اتصلت على هاتف فرح..
                    قال هشام وهو يحاول تمالك أعصابه:وعد..لست في مزاج يسمح لي بالمزاح..
                    قالت وعد بهدوء: ما بك يا هشام؟..إن كنت تشعر بالغضب على عدم الرد عليك فقد كنت بالمقابلة الصحفية..ولم استطع إلا أن اترك الهاتف على الوضع الصامت..وها انذا قد خرجت من المقابلة قليلا من اجل ان أطمأنكم على أحوالي وإنني بخير..لا تقلق..والان مع السلامة..
                    تساءل هشام قائلا: متى ستعودين؟..
                    - اظن بعد نصف ساعة..
                    - فليكن اذا اهتمي بنفسك..الى اللقاء..
                    ولم يلبث ان اغلق الهاتف..فقالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: اخبرني ..هل ارتحت الان؟..
                    قال هشام بابتسامة: كثيرا..
                    قالها واتجه الى الطابق الاعلى وفرح تتابعه ببصرها..يا ترى يا هشام الى متى ستظل متعلق بأمل واه؟..الى متى؟..
                    ************
                    وفي الطرف الاخر..دلفت وعد الى داخل غرفة المكتب التي كانت تضم طارق ووزير التربية والتعليم..لقد خرجت منها بعد ان شاهدت اتصالات هشام المستمرة..وأحست بالشفقة والعطف تجاهه..بالتأكيد هو يظن ان امر ما قد حصل لها..وخصوصا انها لا تجيب عليه..ولهذا استأذنت خارجة من المكان..لتتحدث الى هشام..ولكنها تدرك يقينا انه لن يكتفي بالأسألة لهذا قررت الاتصال بفرح لتطمأنهم على حالها فقط.. وما جعلها تشعر بالرغبة بالضحك بحق هو ان من أجابها هو هشام في النهاية...
                    ومن جهة أخرى لم تحاول التدخل بالمقابلة ابدا..او حتى التعليق على أي شيء واكتفت بالصمت..فهي لا تزال تشعر بالغضب من تصرفات طارق معها..وفوجئت بطارق يقول وهو يلتفت لها بعد انتهاء المقابلة الصحفية تقريبا: أليس لديك سؤال ما؟..
                    هزت رأسها نفيا بصمت..فأردف بصوت هامس بعض الشيء وهو يميل نحوها: ولا حتى سؤال عن رشوى مصطنعة..
                    وجدت وعد نفسها تبتسم مما قاله..لا تعلم لم؟ ..كلماته أشعرتها بأنه يريد أن ينسيها ما حصل منه..او ربما يحاول تلطيف الجو على الأقل..وقالت بهدوء: ولا حتى هذا..
                    التفت طارق الى الوزير وقال: حسنا اذا سنغادر الان..سعدنا بلقاؤك يا سيد صالح..
                    قال السيد صالح باقتضاب: وانا كذلك..
                    صافحه طارق وغادر المكتب برفقة وعد..والتي ظلت مصرة على صمتها..ولم تنطق بحرف وحد..وقال طارق عندما طال الصمت بينهما: لا أراك تتحدثين..أو تسألين أية أسئلة..
                    قالت ببرود متعمد: أليس هذا ما تريده؟..
                    قال طارق بهدوء: أن تظلي صامتة؟..كلا ليس ما أريده ان تصمتي..
                    قالت وهي تتنهد: ان تحدثنا استهزؤوا بنا..وان صمتنا قالوا لم تصمتون ولا تتحدثون..
                    قال طارق باهتمام مصطنع: من هم؟..
                    قالت وعد بسخرية: أصحابي..
                    قال طارق مبتسما بهدوء: أرسلي سلامي لهم اذا..
                    وعد التي تطلعت الى طارق وهي تشعر بحيرة من امرها..يا الهي أي شخص هو هذا..منذ قليل كان في قمة البرود..والان أراه يتحدث بشكل طبيعي ويمزح كذلك..سيصيبني بالجنون بكل تأكيد..إن استمريت بالذهاب معه في أي لقاءات قادمة..
                    قالت وعد بعد فترة من الصمت وهي تغادر مبنى الوزارة برفقة طارق: هل يمكن ان اسأل سؤالا؟..ام اصمت فربما يكون سخيفا بالنسبة لك..
                    قال بعدم اهتمام: اسألي..
                    - هل هناك أي لقاءات قادمة؟..
                    - لست اعلم..
                    قالها وصمت..طارق الذي كان يعيش في حيرة تزيد على حيرة وعد أضعافا..ما الذي يدفعني للتجاوب معها..للحديث إليها والمزاح أيضا..إنني استغرب شعوري بالضيق عندما شاهدتها صامتة طوال الوقت وحاولت الحديث اليها..علي أحسن الامور بيننا قليلا..
                    وبغتة شعر بصوت من اعماقه يقول: (استيقظ يا طارق من امامك هي فتاة تدعى وعد..لا (مايا )..)
                    وعاد ليجيب على نفسه قائلا: (ولكنها تشبهها بعفويتها ..بمرحها..وبعصبيتها..انها لا تلبث ان تذكرني بها بين لحظة وأخرى..)

                    (أستاذ طارق..)
                    استيقظ طارق من شروده والتفت الى وعد ناطقة العبارة السابقة..وقال: ماذا هناك؟..
                    قالت مبتسمة: لا شيء ولكنك تجاوزت سيارتك فحسب..
                    التفت طارق الى ما وراءه ليكتشف صحة ما قالته..وابتسم لا اراديا وتوجه ليصعد سيارته..ولا يزال عقله الباطن يردد ..انها ليست مايا..ليست هي..
                    تريدون ان تعلموا من هي مايا..وما هي حكايتها مع طارق..ستعلمون ولكن ليس الان..فقط عندما يقرر طارق ان يعود بالزمن للوراء ويحدثنا عن الماضي قليلا..

                    تعليق

                    • Merve
                      عضو فضي
                      • Jan 2013
                      • 692

                      #60
                      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                      ***********
                      وصلت وعد الى مبنى الصحيفة..ولكنها لم توقف سيارتها بالمواقف الخاصة بل فتحت النافذة الجانبية لها..وهتفت منادية طارق الذي غادر سيارته منذ لحظات: استاذ طارق..
                      التفت لها واقترب من السيارة قليلا فقالت: سأغادر انا الان..
                      تساءل قائلا: الا تريدين تعلم كيفية اعداد التقرير للمقابلة الصحفية؟..
                      قالت بهدوء: مرة اخرى..أنا مستعجلة الان..فأهلي قلقون على تأخري..
                      قال طارق ببرود: كما تشائين..مع السلامة..
                      قالت مبتسمة: اراك بخير..الى اللقاء..
                      قالتها وانطلقت بالسيارة..لا تستطيع الإنكار ان وسامته لا تزال توترها..كلماته تربكها..نظراته الباردة تسرع نبضات قلبها..ترى ما الذي حدث لي؟..أليس هذا من أفكر بالانتقام منه على ما يفعله بي؟.. اني اشعر بشيء غريب يتسلل الى اعماقي..كلما اتذكره..يا الهي أي شيء يحدث لي..أي شيء؟..
                      وصلت في تلك اللحظة الى منزل عمها فأوقفت السيارة وهبطت منها..واستدارت لتغلق بابها..وهي لا تزال غارقة في أفكارها..أيعقل ان لوح الثلج هذا قد بات يسيطر على أفكاري..من المستحيل ان اهتم بشخص مثل ذاك..شخص غامض..مغرور..بارد..وبه شيء ما مميز..لا اعلم ما هو..لكني اشعر بأنفاسي المتوترة كلما تذكرته..و...
                      أحست بغتة بشخص يقف خلفها..وكادت ان تلتفت لولا انه قد وضع يده على كتفها..فشهقت بقوة وهي تلتفت له..وقالت وهي تزفر بحدة وتطلع الى هشام الواقف امامها: لو توقف قلبي يوما..ستكون انت السبب..
                      قال مبتسما: لا تخشي شيئا..لن يصيبك شيء..
                      واردف قائلا: والان..لماذا تأخرت؟..
                      قالت بضجر: اقسم بأنني قد جئت من الصحيفة مباشرة الى هنا..لم ذهب للتسوق او لزيارة صديقاتي..
                      واردفت وهي تلتفت له: هشام أأطلب منك شيء؟..
                      التفت لها متسائلا فقالت: قلل من محاصرتك لي..فإن كنت لا تعلم..فهي تضايقني..والداي لا يفعلان ما تفعله معي..
                      قال بسخرية: ربما لأنك لست مهمة لديهم..
                      قالت ساخرة: ان لم اكن انا مهمة لديهم..وانا الفتاة الوحيدة لهم..فمن سيكون..انت؟..
                      قال مبتسما: ولم لا؟..
                      قالت وهي ترفع حاجبيها باستخفاف: لان بكل صراحة ..رجل في السادسة والعشرين من عمره..لا يحتاج للرعاية او الاهتمام..
                      قال ساخرا: وفتاة في الثالثة والعشرين من عمرها يجب عليها ان تكون محط اهتمام الجميع..
                      رفعت حاجبيها في استخفاف قائلة : الجميع لا المتطفلين..
                      رفع حاجبيه باستنكار قائلا : من المتطفل ؟؟..
                      ابتسمت بسخرية قائلة : شخص تراه في المراة يوميا ..
                      قال ساخرا : و أنا أسرح شعري..
                      قالت في سخرية : كلا و أنت تفرش أسنانك ..
                      مط شفتيه قائلا : سخيفة..
                      قالت في سرعة : على الأقل لست بحجم السخافة التي لديك..
                      قال هشام بسخرية لاذعة: حقا..اذا البشرية في خطر..
                      هتفت بمرح: بالتأكيد..إذا كنت أنت احدهم..
                      قالتها وانطلقت إلى الداخل..متوجهة الى المطبخ..ولكنها لم تشاهد فرح فقالت مبتسمة: بالتأكيد لن أجدها هنا..أظننت انها ستبقى في المطبخ لثلاث ساعات متواصلة؟..
                      وسمعت من خلفها صوت هشام يقول لها: فرح بالأعلى ان كنت تريدينها..
                      قالت وهي تخرج منم المطبخ وتسرع بصعود السلالم: أشكرك يا ايها المتطفل..
                      قال بسخرية: العفو يا أيتها السخيفة..
                      توقفت على السلالم للحظة والتفت الى هشام لتقول وهي تخرج له لسانها: سخيف ومتطفل..وتصلح حارسا للسجن..
                      ابتسم وقال: لم؟..
                      قالت وهي تكمل صعود السلالم: لأنك لا تكف عن ملاحقتي..وإحكام الحصار علي..صدقني لو قدمت أوراقك المهنية لديهم بالإضافة إلى خبرة عشر سنوات من إحكام لحصار علي.. سيتم قبولك على الفور ودون الحاجة لأية شهادة..
                      وابتعدت عنه الى الطابق الأعلى..فقال وهو يتطلع الى النقطة التي كانت بها منذ لحظات: (احبك..كل خلية في جسدي تشهد بحبك..كل نبضة من نبضات قلبي تهتف باسمك..اخبريني ألا تشعرين؟..أليست لديك مشاعر كباقي البشر لتشعري بكل هذا الحب الكبير الذي احمله لك؟..لم اعد احتمل..أريد ان اصرخ وأقول بدون خوف..أحبك يا حلم حياتي)..
                      **************
                      صعد عماد الى سيارته وقال مبتسما: وأخيرا سأعود الى المنزل..
                      فبعد ساعات من العمل المتواصل بالشركة..ومراقبة مختلف الطلبيات للشركة..حان الوقت أخيرا ليعود الى منزله..انه يشعر بالتعب وبالإرهاق..ويتمنى ان يصل سريعا الى المنزل..ليحصل على حمام دافئ ومن ثم يرمي بجسده المتهالك على الفراش ليستغرق في النوم..يشعر انه بحاجة للنوم لأيام وربما لأسابيع حتى يسترد بعضا من ن....
                      استيقظ من شروده اثر الحادث الذي كان بالطريق.. والذي دفعه للانتظار بصف السيارات الطويل..والتفت ليتطلع الى الحادث الحاصل بالطريق..كان الحادث بين سيارتين احداهما رياضية والأخرى اعتيادية..ويبدوا ان الخطأ كان على صاحب السيارة الرياضية..
                      تقدم صف السيارات قليلا وهذا ما مكنه من مشاهدة رجل المرور..ورجل في الثلاثينيات من عمره تقريبا يقف إلى جواره..بالإضافة إلى..إلى فتاة..إنها ليلى!..من تقف أمامه الان هي ليلى..انه لا يتخيل..يا لمصادفات هذا القدر!!..
                      فها قد جمعهما من جديد بعد يومين فحسب من افتراقهما.. ويبدوا إنها هي المخطأة وقد تسببت في الحادث..ليس عليه ان يصمت ويتطلع اليها فحسب دون ان يفعل شيء..على الاقل يعرض مساعدته ومن حقها ان تقبل او ترفض هذه المساعدة..
                      أوقف سيارته الى جانب الطريق..وهبط منها ليعبر الطريق الى الجهة الأخرى منه..وما ان اقترب منها حتى هتف قائلا: انسة ليلى..
                      استغربت ليلى هذا الصوت وظنت انه تشابه بالصوت ليس إلا..ولكن عندما التفتت له تجمدت في مكانها.. ولم تستطع ان تنبس ببنت شفة وهي تشعر بغرابة وجوده معها الان وفي هذا المكان..
                      في حين قال هو: هل يمكنني أن أساعد في شيء؟..
                      قالت بدهشة وكأنها لم تستمع الى عبارته السابقة:سيد عماد..ما الذي جاء بك الى هنا؟..
                      قال مبتسما: كنت مغادرا الى المنزل وشاهدت هذا الحادث..اخبريني هل يمكنني المساعدة؟..
                      قالت وهي تهز رأسها نفيا: كلا شكرا لك..
                      قال متسائلا: ولكن يبدوا انك أنت من تسبب بالحادث ..وبحاجة لمن يستطيع التفاهم مع الشخص الذي صدمت سيارته..
                      قالت بابتسامة: لا عليك..لدي تأمين على السيارة ..وسيتم إصلاح سيارته على نفقات شركة التأمين..
                      قال عماد وهو يهز كتفيه: لا بأس ولكن هل تسمحين لي أن أتفاهم معهم حتى ينتهي الأمر..
                      قالت بارتباك: أشكرك لا داعي..لا أريد إزعاجك وإقحامك معي في مشاكلي..
                      قال بابتسامة: لا عليك..لن يكون هناك أي إزعاج ..ارتاحي أنت..وسأقوم انا باللازم وأتفاهم معهما..
                      قالت في سرعة: أشكرك كثيرا ولكن...
                      قاطعها قائلا: صدقيني يا انسة ليلى لن يزعجني الأمر..
                      صمتت باستسلام..ورأته يقترب من شرطي المرور وذلك الرجل الذي صدمت سيارته..ورأته كيف يتحدث اليهما ويحاول ان ينهي الأمر بهدوء..
                      وارتسمت ابتسامة إعجاب على شفتيها..وهي تشعر بالفخر لأن عماد الى جوارها الان..على الرغم من ان المشاكل هي التي تجعله يقف الى جوارها..وصحيح ان ما جمعهما الان هي المصادفة..لكنها تمنت ان تتكرر هذه المصادفات..حتى يتجدد لقاءها به وتراه مرة أخرى...
                      ***********

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...