رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكايه أمل
    عضو فضي
    • Jun 2012
    • 1805

    #81
    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

    مرحبا
    قصه حلوة كتير ميرف
    ليكني باقرأ فيها متل ما وعدتك حبيبتي
    وصلت للبارت السادس وليكني باستمر

    موفقه يا عسل

    تعليق

    • الامبراطورة*
      عضو متألق
      • Oct 2012
      • 393

      #82
      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


      واو البارت روعة

      طارق بيجنن هو ووعد ... هشام يالله شو حزنانة عليه

      كنت حابة اعبرلك عن مشاعري تجاه الشخصيات هههههههههه بس متل ما بتعرفي انا سيدة اعمال مشغولة ومستعجلة بدي طفي

      لا تتأخري بتنزيل البارتين يا كحلوشة هههههههه


      تعليق

      • الليديM
        عضو متألق
        • Oct 2012
        • 425

        #83
        رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

        شو يا ميرف كنك نسيتي تكمليها

        انتي ما بتنزلي إلا لما نطلب ,,,,, يلا نزليلك كم بارت قبل ما ننسى شو هيي القصة

        تعليق

        • الكاتبة ساندرا
          كاتبة روايات
          • Mar 2011
          • 6269

          #84
          رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك



          وينك ميرف حياتي ,
          طولتي يا عسل :(

          تعليق

          • Merve
            عضو فضي
            • Jan 2013
            • 692

            #85
            رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

            ههههههه عملتو انقلاب بقلة
            انشاء الله بعديين راح نزل بارتين و بكرا راح نزل 10 بارتات اقروهم عالى راحتكم

            تعليق

            • Merve
              عضو فضي
              • Jan 2013
              • 692

              #86
              رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

              الجزء الخامس عشر*
              (ماذا أفعل؟)



              كان هذا اصعب موقف تمر به وعد في حياتها..أصعب امتحان لها..ونطقها للكلمات التالية ستحدد مصيرها ولن يكون لها رجعة..اما احلامها هي او احلام هشام..أحست بشلل تفكيرها لا يمكنها ان تتحدث وهي ترى نظرات الحب والحنان التي يغمرها بها هشام..تشعر بأنها ستكون انانية لو رفضت حب شاب أحبها بكل اخلاص..وتتسبب في جرح مشاعره من أجلها هي..أليست هذه انانية منها..ان تسبق سعادتها على سعادة غيرها؟..
              ولكن لا..انها حقا تفكر في سعادة هشام ايضا..فلو انها تزوجت شخصا وهي لا تحبه سيكون هذا ظلم وتعاسة له..لن تحقق له السعادة التي يتمناها لو انها لا تبادله المشاعر ..ثم ماذا عن طارق؟..
              طارق؟؟..ما الذي أتى بطارق في ذهني الان..ما الذي يربط بين طارق وبين هذا الموضوع؟..أحقا افكر انني سأتخلى عن طارق ومشاعري تجاهه لو انني تخليت عن احلامي ومشاعري ..وحققت احلام هشام؟..يا الهي أي حيرة هي هذه؟؟..
              وعندما شعر هشام بأن صمت وعد قد طال أكثر من اللازم..قال بلهفة واهتمام: اجيبيني يا وعد..تحدثي..قولي أي شيء..لا تظلي صامتة هكذا..فصمتك هذا يكاد يقتلني..
              توترت وعد وهي تتطلع الى هشام..والتقطت نفسا عميقا قبل ان تزيح كفه عن ذقنها بهدوء وتقول بشحوب: حسنا..انا اعلم انك تحبني منذ زمن..
              قال هشام بذهول وهو يتتطلع اليها: تعلمين؟؟..
              قالت وهي تحاول ان تبدوا لهجتها طبيعية: أجل ..أعلم ..كما أحبك انا تماما ..
              كاد قلب هشام ان يرقص فرحا..كاد ان يقفز من شدة سعادته..كاد ان يحلق بالهواء وهو يسمع عبارتها السابقة ..لولا ان اردفت: كأخ لي تماما..
              تطلع اليها هشام كالمصعوق ومن ثم قال: كأخ؟؟..ومن قال اني أحبك كأخت لي..أنا احبك يا وعد..وأتمناك شريكة لحياتي ..الا تفهمين؟؟..
              قالت وعد بابتسامة مصطنعة: ولكنك أخي..
              قال هشام بغضب: أنا لست أخاك..الا زلت تظنين ذلك؟..ألا زلت تلك الطفلة الحمقاء التي تظنني أخاها؟؟..
              قالت وعد بهدوء: بل انت أخي..انت وفرح شقيقاي التي لم تلدهما والدتي ..لقد عشنا سويا..ترعرعنا معا..كأخوة تماما..
              أمسك هشام بكتفيها بحدة وقال بعصبية: وعد..لا تثيري جنوني أكثر من هذا..أنا لست شقيقك ولن أكون..الا تفهمين؟..أنا أحبك بكل ما أملك من مشاعر..واتمناك لترافقيني بقية حياتي..اتمناك ان تكوني الى جواري الى الابد..أنا احبك يا وعد..لم لا تصدقين؟..
              قالت وعد وهي تتطلع الى هشام: اصدقك يا هشام..ولكن لكل منا امنياته واحلامه التي يتمنى تحقيقها..أنا لن احقق لك السعادة التي تتمناها صدقني..لاني سأظل أحبك كأخ طوال عمري..هل تقبل ذلك يا هشام؟..ان تتزوج فتاة وهي تعتبرك كأخ لها..وحتى ان قبلتها انت..أنا لن اقبلها..لانك عزيز علي كثيرا..
              صمت هشام وهو يشعر بغضبه يتضاعف..وبالامه تزداد ..كيف يتركها وهي حبيبة قلبه..أغلى انسانة لديه في هذا الوجود..بدونها يشعر انه تائه.. ضائع في عالم لا يعرفه ..يشعر انه انسان لا معنى له .. بقربها يشعر بالسعادة وبالحنان ..وبأن الحياة هي نبضات قلبها والسعادة هي ابتسامتها والدفء هي لمسة من كفها ..ان نبضات قلبه تهتف باسمها ..انفاسه تشهد بحبه لها ..انها من عاش بقربها سنوات عمره التي مضت ..تضاعف حبه لها كلما راها تكبر أمام عينيه ..ولكنها لم تشعر به ابدا..وحتى عندما أعلن لها بمشاعره رفضت مشاعره..لا يستطيع ان يتخلى عنها او ينساها مهما فعلت..انها وعد..حبه الوحيد..حلمه الذي عاش ليالي من الألم لأجله..انها حلم حياته..
              وشعرت وعد في هذه اللحظة بالمرارة التي يتجرعها هشام .فقالت وهي تتنهد: هشام..هل اسألك سؤالا؟..
              لم يجبها واكتفى بنظرة لوم وعتاب..فقالت وهي تتحاشى نظراته: لو ان الوضع قد اختلف..وانت من كان يعتبرني مجرد أخت له..هل كنت ستتخلى عن أحلامك وحياتك لأجلي؟..
              ظل هشام صامتا..فالتفتت له وعد وقالت: ارجوك أجبني..لو كنت انا من يحبك..هل ستتخلى عن كل شيء لأجلي؟..
              قال هشام بعصبية: لا استطيع التفكير في شيء..ارجوك يا وعد اصمتي..
              قالت وعد وهي تعقد ساعديها امام صدرها: لا لن اصمت ..عليك ان تفهم الموقف على شكله الصحيح ..ولا تظن انني اظلمك ..على العكس انا بهذا افعل ما هو في صالحك ..لو تجاهلت مشاعري تجاهك اليوم..فلن استطيع ذلك غدا او بعد غد ..اريدك ان تفهم يا هشام..انك اكثر من أخ بالنسبة لي ..انك الشخص الوحيد الذي اثق به.. واطلعه على جميع مشاكلي..لهذا لا اريد ان اكون سببا في الامك ..هشام انا اتمنى ان تتزوج من فتاة تحبها وتحبك هي بكل صدق وبكل مشاعرها واحاسيسها..فعندها فقط تستطيع ان تحقق لك احلامك والسعادة التي لطالما تمنيتها..
              قال هشام بسخرية مريرة: أجل صحيح انت لاتظلميني ابدا..ولن تسببي لي أي الم او مرارة بكلماتك هذه..انك تقتليني ببطءيا وعد ان كنت لا تشعرين بذلك الى الان..
              قالت وعد وهي تتنهد مرة اخرى بحرارة: قد تكون كلماتي لك قاسية الان او جارحة..ولكنها ليست كلمات خادعة..على الاقل ان اخبرك بالحقيقة التي ستجعلك تحيا حياتك من دوني..ولا ادعك تحيا في خديعة..لن تلتئم جراحها طوال الدهر كله..
              قال هشام وهو يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه و يحاول ابتلاع تلك الغصة المريرة التي امتلأ بها حلقه : بل ان كلامتك لي الان هي التي ستظل جراحا لن تلتئم ابدا يا وعد..
              قالت وعد وهي تتطلع اليه برجاء: ماذا تريدني ن افعل يا هشام؟ ..اخبرني ارجوك..اتريدني ان اخدعك؟..ان اكذب واقول اني أحبك واني اوافق ان اكون شريكة لحياتك ..اتريدني ان اجعلك تكرهني وتكره حياتك معي وانت لا ترى مني أي مشاعر او تجاوب معك في كل هذه المشاعر الكبيرة التي تحملها لي..اتريدني ان أكون سببا في الامك طوال عمرك..وانت الذي لم تتسبب في الامي يوما..لهذا لا اريد ان اؤذيك..لا اريد ان اخدعك..هل فهمت ما قلته يا هشام؟..
              طعنات كالخناجر كان يشعر بها هشام في صدره وقلبه كلما واصلت وعد كلماتها..لماذا لا تصمت؟..الا تعلم ان كل حرف تنطق به كالسكين التي تغرز في قلبه..الا تعلم ان نبتة حبه لها التي اخذ يسقيها طوال عشرون عاما لتنمو تكاد تذبل بكل برود بكلماتها القاتلة له ..فالتكذب ..فالتخدعه..ولكن لا تقول انها لا تحبه و لا تفكر به..وانه لاشيء في حياتها..سوى اخ...أخ...
              شعر بالدماء تكاد تنفجر من عروفه..وتلك الكلمة تتردد في ذهنه..لم تفعلين بي هذا يا وعد؟..اتفرحين وانت تريني أنهار امام ناظريك؟..وسمع صوت وعد في تلك اللحظة تقول وهي تضع كفها على كتفه بهدوء: لا اريد ان ارى هذه النظرة في عينيك يا هشام..لقد كنت صلبا دائما..ولا تزال..ازل هذه النظرة من عينيك وانسى فتاة حمقاء تدعى وعد ..اتفقنا؟..
              قال هشام وهو يزيح كفها عن كتفه بخشونة ويلتفت عنها: فلنعد الى المنزل الان..فلاداعي لمكوثنا هنا وقت اكبر ..فكل شيء قد انتهى..
              سارت وعد خلفه وهي تعلم بالألم الذي خلفته في قلب هشام..ولكن هذا هو الواقع..وعليه ان تأخذ الامور مجراها الصحيح..
              في رأيكم انتم..اتعتبرون مافعلته وعد صحيحا ام خاطئا؟..هل اخطئت عندما جرحت مشاعره واذته بكلماتها؟..ام فعلت الصواب عندما قررت ان لا تخدعه بمشاعر زائفة ؟...
              *********
              لم يعرف عماد بم يبدأ الحديث وهو يجلس في ذلك المطعم مع ليلى..يشعر انه قد تسرع أكثر من اللازم في دعوتها..وانه لم يتوجب عليه ان يدعوها وهو لا يعرف عنها شيئا بعد..ترى هل أخطأ بذلك؟..لم يعرف يوما بالتسرع...فلماذا قد تسرع الان؟..هل هي اللهفة لمحادثة ليلى؟..أم كان الخوف من مغادرتها للشركة دون ان يحظى ولو بدقائق لمحادثتها؟..
              ولم يجد ما يقوله لها وهو يراها تشرب العصير بهدوء سوى : هل أعجبك المطعم؟..
              يعلم انه سؤال سخيف لبدء الحديث بينهما..لكنه لم يجد غيره..فقالت ليلى وهي رفع رأسها اليه: أجل..انه مطعم جيد جدا..
              قال عماد بابتسامة خافتة: سعيد انه قد نال اعجابك..
              دقيقة صمت مرت بينها وكلاهما مكتف بالنظر لما تحويه الطاولة او لما حوله..وشعر عماد بالضيق من هذا الصمت الذي غلفهما..هل جاءا الى هنا ليتطلعا الى محتويات هذا المطعم؟..
              وقال محاولا قطع هذا الصمت مرة أخرى: مصادفة غريبة ان نكون نحن الأثنين نفضل عصير الليمون..
              قالت ليلى موافقة: صحيح..
              مرة أخرى يعود الصمت ليغلف المكان..ولكن في هذه المرة قطعته ليلى وهي تقول: لقد تأخرت..وأرغب في العودة..
              قال عماد بخيبة أمل: كما تشائين..فلننهض..
              قالها ونهض من مكانه..وهو يشعر بسخف موقفه معها..ماذا يدور في ذهنها الان عنه..ياله من أحمق..غبي..كل ما استطاع فعله طوال جلوسه معها هو النظر الى ارجاء المطعم..عليه ان يفعل شيئا..أن يصلح من موقفه معها على الأقل..أجل ..عليه ان يعبر لها عن مشاعره ولو بشيء ضئيل...

              تعليق

              • Merve
                عضو فضي
                • Jan 2013
                • 692

                #87
                رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                **********
                طرقات على باب غرفة هشام..سمعها هذا الأخير وهو يستلقي على فراشه ويستعيد كل لحظة قضاها مع وعد..منذ عشرون عاما حتى اللحظة..يشعر انه طوال عشرون عاما لم يتمسك الا بالهواء..ظن انه قد امسك بحلمه..تمسك ولو بالقليل منه..لكنه لم يكن يمسك طوال الوقت الا بالهواء..بذرات الغبار التي تسربت من بين اصابعه لتحلق مع حلمه في هذا الفضاء..تبا للحب..تبا لقلبي الذي لم يتعلق الا بفتاة حطته دون ان تكترث..
                وعادت الطرقات على بابه..فقال بصوت عصبي بعض الشيء: من؟..
                قالت فرح بصوت قلق: هشام ماذا هناك منذ ان خرجت وعدت وانت تقفل على نفسك الباب..ما الذي حدث؟..
                قال هشام بعصبية أكبر: دعيني وحدي الان يا فرح..ارجوك..
                قالت فرح برجاء: لكن ما الذي حدث لكل هذا؟..أخبرني..
                - لم يحدث شيء..فقط دعيني وحدي..
                قالت فرح وهي تتعمد الضغط على كلماتها: هل ذهبت لوعد؟..
                صمت هشام ولم يعلق..فأستطردت فرح قائلة: افتح الباب وأخبرني بما حدث بينكما..ربما استطيع ان افعل شيئا..
                تنهد هشام وقال: لن يمكنك فعل شيء..فقط غادري ودعيني وحدي..
                قالت فرح بألأم لحالة شقيقها: والى متى ستظل تسجن نفسك في غرفتك و تر...
                قاطعها هشام قائلا بنفاذ صبر: ارجوك يا فرح يكفي..دعيني وحدي ..ولأمت ان كان هذا سيريحك..
                شعرت فرح انه لافائدة ترجى من هذا النقاش..وابتعدت عن غرفته وهي تشعر بغصة في حلقها..ترى هل تستطيع ان تفعل شيء ما لتعيد هشام الى حالته الطبيعية؟..هل تستطيع أن تعيد ابتسامته المرحة التي لطالما رافقته أينما يكون؟..أم ان المرارة هي التي سيظل يتجرعها طوال عمره ؟..
                **************
                شردت وعد بذهنها بعيدا وهي تجلس على مكتبها بالصحيفة تتذكر أحداث الليلة الماضية..عندما اتصلت بها فرح حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف وقالت هذه الأخيرة بقلق: اهلا وعد..
                قالت وعد وهي تتثائب اثر تعبها: ماذا هناك يا فرح؟..ما الذي دعاك للاتصال بي في وقت كهذا؟...
                قالت فرح برجاء: ما الذي حدث بينك وبين هشام؟ ..اخبريني ..اتوسل اليك ..
                رفعت وعد حاجبيها بدهشة ومن ثم قالت: ما الذي دعاك للظن ان هناك شيئا ما حدث بيني وبين هشام؟..
                قالت فرح بتوتر: منذ ان أخبرته بجوابك..وانك لا تعتبرينه سوى اخ كما قلت لي..حتى تغيرت احواله تماما وقال لي انه سيفعل أي شيء لتكوني له..اخبرته انه لا فائدة مما يفعله..ولكنه لم يستمع لي..واليوم اراه يغادر المنزل ظهرا ويعود له وحالته قد انقلبت رأسا على عقب..اختفى الاصرار من عينيه ولم ارى فيهما سوى اليأس والمرارة..ثم لم يلبث ان دخل الى غرفته واغلق على نفسه الباب..ولم يخرج منها حتى الان..
                قالت وعد وهي تزدرد لعابها بقلق: ربما كان مشغولا..او يرغب في الجلوس لوحده قليلا..
                قالت فرح باصرار: بل هو يتألم بسببك..أخبريني ماذا قلت له؟؟..
                قالت وعد بحيرة: فرح ماذا جرى لك؟..لماذا تحدثيني هكذا؟..
                - لان شقيقي يتعذب بسببك وانت لا تشعرين به..اراه يقتل نفسه لأجلك وانت لا تملكين ذرة احساس لما يفعل..وأخيرا اراه على هذه الدرجة من الانهيار بسببك..ولهذا علي ان افعل أي شيء لاجل شقيقي..اتفهمين يا وعد؟؟..
                ألجمت الدهشة لسان وعد للحظات قبل ان تلتقط انفاسها وتقول: لم يحدث شيء سوى انني فضلت ان اخبره بالحقيقة على ان أخدعه ..فضلت ان اخبره بأنني اعتبره كأخ لي تماما.. لا بل اكثر من اخ..على ان اجعله يندم ويكرهني طوال عمره لأنني خدعته بمشاعر لا وجود لها..افهمت ما فعلته؟ ..أخبريني انت ايهما الصحيح في نظرك ..أخدعه ام اصارحه بالحقيقة؟..
                قالت فرح بحنق: لا افهم سوى ان شقيقي يتألم بسببك انت..
                - فرح..ماذا جرى لك؟..الم تعودي تنظرين الى الامور على شكلها الصحيح؟..انني لا اصلح لشقيقك ابدا..ايعجبك ان اكذب عليه اذا ؟.. ام يعجبك ان اقتل احلامي من أجله؟ ..از ربما ان اعيشه في ندم طوال عمره لانه اختار فتاة لن تبادله مشاعره حتى وان اصبحت زوجته يوما؟..أخبريني أي الحلول تفضلين؟..
                قالت فرح بعصبية: لا اريد الا ان ارى اخي بخير واراه يمرح ويبتسم كعادته دوما ..لو حدث لشقيقي شيء يا وعد ..فلن اسامحك ..اتسمعين..لن اسامحك ابدا....

                (وعد..وعد..)
                انتفضت وعد وهي تستفيق من شرودها وتلتفت الى ناطق العبارة السابقة..انه هو..طارق..لا يزال مصرا على منادتها بأسمها مجردا من أي القاب..ورفعت رأسها اليه لتقول: ماذا؟..
                - انا اناديك منذ مدة..مالامر؟..
                قالت وعد وهي تبتسم ابتسامة باهتة: صحيح..لم انتبه..كنت شاردة الذهن..
                تطلع اليها طارق وقال: يبدوا ان هناك امرا هاما يشغل ذهنك..
                قالت وعد بهدوء: شيئا كهذا..
                قال طارق وهو يصطنع اللامباة : حسنا اذا استعدي فلدينا مهمة صحفية الان..
                قالت وهي تنهض من خلف مكتبها: لقاء صحفي ام حادث؟..
                قال طارق وهو يغادر القسم: لقاء صحفي..
                اسرعت تسير مغادرة القسم برفقة طارق الذي قال وهو يراها صامتة: هل الأمر الذي يشغل تفكيرك يسبب لك كل هذا الحيرة والقلق اللذان اراهما في عينيك؟..
                ابتسمت وعد وقالت: لم اكن اعلم من قبل ان عيناي تصفان حالتي النفسية للجميع..
                قال طارق بابتسامة وهما يدخلان الى المصعد: ليس للجميع..لمن يعرف لغة العيون فقط..
                قالت وابتسامتها تتسع: ومن يعرف مثل هذه اللغة الغريبة؟..
                قال طارق وهو يشير لها بسبابته: لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها..
                ارتفع حاجبا وعد في تلك اللحظة باستغراب وحيرة شديدين..( لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها)..هذا لا يعني سوى امرا واحدا ان طارق مهتما بي..أحقا؟..يهتم بي انا..لاظن..انه لا يقوم بأي شيء يثبت اهتمامه بي ...ولكن ..المشاعر تحس يا وعد ولا تقال..فما فائدة المشاعر ان نطقت بها الشفاه ولم ينبض بها القلب..ألا تشعرين بأنه يبدي بعضا من الاهتمام نحوك؟..ثم حكايته مع مايا لماذا يخبرها لك؟..لمجرد انك تشبهينيها في تصرفاتها..لا هناك سببا اخر بكل تأكيد خلف اخباره لي حكاية مثل هذه..
                والتفتت له لتترجم افكارها الى سؤال نطقت به شفتاها وهما يغادران المصعد الذي وصل لتوه للطابق الارضي: استاذ طارق..اريد ان اسألك..لم تخبرني بحكايتك مع مايا؟..ألمجرد انني اشبهها بشخصيتها وتصرفاتها؟..
                هز طارق رأسه نفيا وقال: لا.. هناك سبب اخر ايضا..
                قالت وعد متسائلة: هل لي ان اعرفه؟..
                - ستعرفينه..عندما تنتهي الحكاية..
                وظلا صامتين حتى غادرا مبنى الصحيفة الى حيث سيارة طارق وصعد اليها هذا الأخير وقال متسائلا عندما رأى وعد تقف في مكانها ولم تصعد: لم لا تصعدين؟..نحن ذاهبان في مهمة عمل ليس الا..
                فتحت وعد باب السيارة بتردد قبل ان تصعد اليها..وقال طارق في تلك اللحظة: هذا وقت مناسب لاكمال الحكاية اليس كذلك؟..
                قالت وعد وهي تلتفت له بابتسامة: بكل تأكيد..
                قال طارق بهدوء بعد ان انطلق بالسيارة وهو يحاول العودة بذاكرته الى احداث مضت عليها ثمان سنوات تقريبا : ولقد فعلت ما وعدت به مايا تماما..لم احاول العودة الى صفوف تلك المجموعة من جديد..او الاقتراب من أي منهم..لم يكن يألمني شيء بالأمر برمته..سوى انني قد ابتعدت عن مايا..لم اعد اراها الا للحظات قليلة او في قاعات الدراسة عندما بدأ العام الجديد لنا بالجامعة..
                وقد استغرب عدد من الزملاء ابتعادي المفاجئ عنهم ..ولكني تعللت بالانشغال ..وبالدراسة..ولكنهم ظلوا يصرون ان هناك امرا اخفيه عنهم..وانني لم اكن لابتعد عنهم الا لسبب طارئ جدا..
                كنت اقضي طوال وقتي بمكتبة الجامعة..افعل أي شيء حتى لا التقي بهم..ولم اكن اعلم يومها بأن مايا قد ندمت على ما فعلت وعلى انها طلبت مني الابتعاد عنهم.. لم اكن اعلم انها تشعر بتأنيب الضمير وبالافتقاد لي..وخصوصا وانني كنت محبوبا من الجميع في المجموعة..وكان الجميع يشعرون بالافتقاد لحسي المرح ويعتقدون ان شخصا ما من المجموعة قد ضايقني ودفعني للابتعاد عنهم..لم اعلم كل هذا الا في وقت متأخر .. وبعد ست شهور تقريبا من بداية الجامعة عندما جاءت الي...
                رأيتها تقف أمامي وانا اغادرالمكتبة..لم اصدق عيني ..لقد ظننت انه مجرد حلم وسأفيق منه قريبا..ولكنني سمعتها تقول بابتسامة شاحبة: هل يمكن ان نتحدث؟..
                قلت بلا تردد: بالتأكيد..
                وذهبنا سويا الى كافتيريا الجامعة وطوال جلوسنا حول احدى الطاولات لم تتحدث..وقد استغربت صمتها هذا فقلت بحيرة: مايا ماذا بك؟..هل ضايقك احدهم؟..ام وقعت بمشكلة ما؟..
                رايتها تتطلع الي وتقول: بل انا من ضايق احدهم واوقعته بالمشاكل..
                قلت باستغراب: ان كنت تعنيني انا..فلا تعتقدي اني قد تضايقت ابدا..فأنا من وعدك بالابتعاد..وانت لم تطلبي مني أي شيء..
                قالت وهي تعض على شفتيها بمرارة: بل انا كنت سبب ابتعادك..لو لم اتضايق من وجودك بيننا لما ابتعدت عنا..لقد كنت انانية وسأظل انانية دوما ..لا افكر الا في نفسي ..قررت ابعادك عنا لمجرد انك كنت محبوبا من الجميع ..ارأيت فتاة اكثر انانية مني؟..
                تطلعت اليها وقلت مبتسما: انا لا اعتبرها انانية..لانني قد دفعت الجميع لاهمال وجودك بعد ان كنت تحاطين بكل الاهتمام منهم..ولهذا كان من حقك ان تتضايقي من شخص اقتحم عليك حياتك وافسدها..
                قالت مايا وهي تشعر بغصة في حلقها: أرأيت..انا المخطأة في كل شيء وعلى الرغم من هذا تحمل نفسك مسؤولية كل شيء..انا احتقر نفسي في كل ثانية وانا اراك تقول مثل هذا..
                واردفت بصوت متحشرج: لم اشعر بالندم في حياتي..مثلما شعرت به عندما وجدتك تبتعد عنا..ولهذا جئت اليك اليوم..لاعتذر..واطلب منك العودة الينا من جديد..وان تطوي صفحة الماضي..ونبدأ معا حياة جديدة..
                ظللت صامتا للحظة وانا افكر في كل ماقالته..لقد جاءت لتعتذر..لكن لماذا؟..ما الذي دعاها للاعتذار.شعورها بالندم..أم بتأنيب الضمير..ام انني قد اثرت شفقتها؟..وقلت وانا اعقد ساعداي امام صدري: هل هي شفقة منك؟..
                قالت مايا في سرعة: ابدا..اقسم لك..
                ظللت افكر في كل شيء دار بيننا منذ ان رأيتها لاول مرة..الى ان قررت الابتعاد عنهم..ومن ثم الان..وهي تعتذر لي..وظنت هي ان صمتي تردد مني فقالت برجاء: أنا اسفة حقا..لم اقصد أن اتسبب لك بكل هذه الم...
                قاطعتها وانا أضع سبابتي على شفتي واقول: هذا يكفي يا مايا..انت زميلة عزيزة علي..ولا داعي للاعتذار..
                رأيتها تطرق برأسها وتقول: هل هذا يعني انك ترفض ما طلبته منك؟..
                قلت مبتسما: بل اوافق..
                تطلعت الي بعينان متسعتان ومن ثم قالت بابتسامة واسعة: توافق؟؟..حقا؟؟..هل ستعود الى المجموعة من جديد..لقد افتقدتك كثيرا..
                ورأيتها ترتبك وتردف في سرعة: اعني افتقدناك جميعا..
                قلت مبتسما: واتمنى ان لا تندموا على افتقادكم لي بعد عودتي اليكم..
                قالت مايا بسعادة او هذا ما هيأ لي وقتها: بل جميع الزملاء سيفرحون بعودتك..
                ومنذ ذلك اليوم وقد تغيرت حياتي كليا مع مايا...
                صمت طارق للحظة فقالت وعد باصرار: حسنا وبعد..أكمل..
                ابتسم طارق وقال وهو يلتفت لها: لقد وصلنا..
                قالت وعد بضيق: الا تصل الا في لحظة مهمة كهذه؟..
                اتسعت ابتسامة طارق وقال: اخشى ان تشعري بالملل من ما احكيه بعد فترة..
                - على العكس لقد بت احيانا اتمنى ان يأتي الغد..لأسمع تتمة الحكاية..
                قال طارق بهدوء: حسنا سأكملها لك بعد ان ينتهي اللقاء الصحفي..أعدك..
                قالت وعد بابتسامة: اشكرك..
                قالتها وهبطا من السيارة الى ذلك المصنع..ليبدا بعمل اللقاء الصحفي...
                ترى هل حقا تحركت مشاعر طارق تجاه وعد؟..
                وما مصير هشام وحبه الكبير لوعد؟..
                وماذا عن طارق ومايا؟..
                كلها اسألة ستعلمون اجوبتها مع مرور الأيام..
                ************

                تعليق

                • Merve
                  عضو فضي
                  • Jan 2013
                  • 692

                  #88
                  رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                  * الجزء السادس عشر*
                  (هل تجسدت احلامها على ارض الواقع؟)




                  قال طارق بغتة وهما في طريقهما الى المصنع: اسبقيني الى المصنع ريثما أحضر الكاميرا من السيارة..
                  قالت وعد وهي تومئ برأسها: حسنا..
                  عاد طارق الى حيث السيارة في حين استمرت وعد في سيرها باتجاه المصنع..عندما سمعت احد الاشخاص يهتف بها قائلا: من فضلك يا انسة..
                  التفتت وعد الى صاحب الصوت وعقدت حاجبيها وهي تراه شابا يبدوا في العشرين من عمره ويضع كفه بداخل جيب بنطاله باستهتار..كانت الوقاحة واضحة على ملامحه..وهذا ما دعا وعد لعدم شعورها بالراحة من سؤاله فقالت ببرود: هل ناديتني؟..
                  قال الشاب بابتسامة صفراء: بلى..اريد ان أسألك.. كم الساعة الان؟..
                  تطلعت له وعد باستخفاف ومن ثم قالت بسخرية: وما فائدة الساعة التي ترتديها حول معصمك اذا؟..
                  عقد الشاب حاجبيه وشعر ببعض الغضب من سخرية فتاة منه وقال وهو يلوح بكفه: انها معطلة..
                  قالت وعد بسخرية أكبر: اذا ينبغي عليك استخدام الساعة الشمسية كما كان يحدث في العصور البدائية..
                  ازداد انعقاد حاجبي الشاب وهو يشعر بالغضب من كلمات وعد الساخرة له..في حين ابتعدت وعد عنه بلامبالاة..فهتف بها قائلا: ستندمين ايتها الجميلة..
                  لم تهتم وعد بما قال بل فضلت تجاهله وهي تتوجه الى المصنع ..وبغتة سمع ذلك الشاب صوتا صارما يأتي من جواره وصاحبه يقول: بل انت من سيندم ان تعرضت للانسة مرة أخرى..
                  قال الشاب بابتسامة وقحة: حقا؟.. ومن انت؟..
                  قال طارق بسخرية: شخص سيسعده تحطيم اسنانك ان لم تصمت..
                  قال الشاب وهي يبتسم بسخرية: هيا ارني ما لديك اذا..
                  قال طارق وهو يكور قبضة يده: بكل سرور..
                  وهم بأن يلكم الشاب وتحقز هذا الأخير لتصدي لكمة طارق..ولكن كف وعد امسكت بمعصم طارق بغتة وهي تقول بهدوء: لا نريد أي مشاكل يا استاذ طارق فلنغادر ..ولا تهتم لأمر شاب مثله..
                  تطلع طارق الى الشاب بنظرات صارمة قبل ان يقول: حسنا ..هيا بنا ..
                  والتفتا عن الشاب ليسيرا في طريقهما وسمعاه يقول من خلفهما: يالك من جبان يا هذا..
                  قالت وعد وهي تلتفت لطارق: انه مجرد شاب طائش..دعه عنك..ولا تسبب أية مشاكل لك بسببه..
                  لم يعلق طارق على عبارتها ودلفا سويا الى حيث المصنع ثم استقلا المصعد الى الطابق الأخير..حيث مكتب المدير العام للمصنع..وسارا الى حيث مكتب السكرتيرة وشرح طارق لهذه الأخيرة سببب مجيئهم فقالت: حسنا ..يمكنكما الانتظار في مكتبه ريثما ينتهي الاجتماع..
                  قال طارق بتساؤل: ومتى سينتهي الاجتماع؟..
                  قالت السكرتيرة بعدم اهتمام: ربما بعد خمس عشرة دقيقة..
                  - شكرا لك..
                  نهضت السكرتيرة من خلف مكتبها.. لتفتح لهم باب مكتب المدير العام وهي تقول: تفضلا الى الداخل..
                  دلف طارق برفقة وعد الى الداخل وتطلع كلاهما الى هذا المكتب الذي اقل ما يقال عنه انه قمة في الفخامة والرقي والذي يبدوا مالكه من أثرياء الدولة..وقالت وعد وهي تهمس لطارق بصوت خفيض: مجرد مدير عام..لديه مكتب فاخر كهذا..
                  قال طارق بتفكير: يثير حيرتي هذا الامر حقا..
                  وقالت السكرتيرة وهي تشير لهما بالجلوس في ركن من المكتب والذي يحتوي على اريكة ذات جلد أحمر فخم..ومقعدين اخرين من نفس لون ونوع الجلد: تفضلا للجلوس من فضلكما..
                  جلس طارق على الأريكة.. بينما اختارت وعد الجلوس على أحد المقعدين..وعادت السكرتيرة لتقول: ماذا تشربان؟..
                  قال طارق بهدوء: قهوة من فضلك..
                  وقالت وعد وهي تسترخي قليلا: عصير البرتقال لوسمحت..
                  اومأت السكرتيرة برأسها وهي تتجه مغادرة المكتب بخطوات هدئة ..وما ان اغلقت باب المكتب خلفها..حتى قال طارق وهو يتطلع من حوله: لا اظن ان مجرد مدير عام لديه المقدرة المالية على تأثيث مكتب بمثل هذا الأثاث الفاخر..
                  قالت وعد موافقة: والشيء الاهم من هذا..انه بكل تأكيد قد استغل رأسمال هذا المصنع لتأثيث مكتبه ..وهذا ما سيدفع مصنعا كهذا للتراجع وربما الخسارة المالية..
                  التفت لها طارق وقال بمكر: ما رأيك بسبق صحفي مثير اذا؟..
                  قالت وعد مبتسمة وقد فهمت ما يعنيه: اتعني الكتابة عن امثال هذا المدير العام؟..
                  اومأ طارق برأسه ومن ثم قال: أجل والاهم من هذا اننا سنقرنها بالصور..
                  وناولها كاميرته الشخصية وهو يردف: هيا هلمي..والتقطي الصور لكل ركن في هذا المكتب..
                  ابتسمت وعد وقالت وهي تتناول الكاميرا منه: سأفعل بكل تأكيد..
                  واسرعت بالتقاط الصور لأرجاء لمكتب..وللتحف واللوحات الفنية الراقية والتي تدل على ارتفاع ثمنها..وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: أظن ان سبق صحفي كهذا سيمنحك حق ان تكوني صحفية حقيقية لجريدة الشرق..
                  قالت وعد وهي تلتقط صورة اخرى: اتمنى هذا..
                  صمت طارق قليلا ومن ثم قال: هذا يكفي يا وعد..لا نحتاج لكل هذه الصور..
                  قالت في سرعة: صورة واحدة اخرى فحسب..
                  واسرعت تلتقط تلك الصورة وتعود الى مكانها حيث كانت تجلس..وناولت طارق كاميرته..فقال هذا الاخير: حاولي طرح الاسألة المتعلقة بهذا الموضوع ولكن بطريقة غير مباشرة ..طبعا انت تفهمين ما اعنيه..
                  - بالتأكيد فلا تظن انني سأتخلى عن سبق صحفي كهذا ابدا..سأفعل أي شيء لأكون صحفية بالفعل بينكم..
                  قال طارق بهدوء: ونحن نرحب بك بيننا..
                  قالت وعد بابتسامة: وهذا يسعدني..
                  قالتها وشردت بذهنها قليلا..وهي أفكار كثيرة تدور في ذهنها تجاه طارق .. الشاب الوحيد الذي تمكن من السيطرة على تفكيرها على هذا النحو..والأهم..انه الوحيد الذي تحركت مشاعرها تجاهه.. .
                  **********
                  ضحك عمر ضحكة طويلة متواصلة وهو يجلس مع عماد بأحد المطاعم وقال وهو يحاول التوقف عن الضحك: أحقا احضرتها الى هنا..لتتفرجا على ارجاء المطعم..لم لم تسألها بعد انتهائكما ان كان تنسيق المطعم قد نال اعجابها؟..
                  قال عماد بعصبية: كف عن سخريتك يا عمر..انا لم اخبرك بهذا حتى تسخر من تصرفي..انا اريد ان افعل لها أي شيء لاصلح الامور..وأعوضها عن سخافة الموقف الذي وضعتها فيه..
                  قال عمر ضاحكا: كدعوتها الى مطعم مثلا..
                  قال عماد بغضب: لقد كنت مخطأ عندما أخبرتك بكل شيء منذ البداية..
                  قال عمر وهو يتوقف عن الضحك: حسنا انا اسف..لم اقصد السخرية..ولكن ما فعلته يثير في نفسي الضحك والغرابة في الوقت ذاته..فكيف تسمح لنفسك باضاعة فرصة من ذهب للحديث اليها على انفراد؟..
                  زفر عماد بعصبية وقال: هذا ماحدث..
                  قال عمر وهو يميل نحوه: وتريد مني ان أخبرك بطريقة لتصلح الامور اولا..ولتتحدث اليها ثانيا..اليس كذلك؟..
                  - بلى ..كذلك..
                  فكر عمر قليلا ومن ثم قال: حسنا..سأخبرك بطريقة .. قد تكون قديمة بعض الشيء..ولكن اظن انها مضمونة..
                  وأخذ يحدثه عن طريقته..وعماد يستمع اليه باهتمام وانصات شديدين..

                  تعليق

                  • Merve
                    عضو فضي
                    • Jan 2013
                    • 692

                    #89
                    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                    **********
                    ( الا يبدوا انه قد تأخر؟)
                    قالتها وعد وهي تتطلع الى ساعة معصمها..ومن ثم ترفع رأسها الى طارق منتظرة اجابته..فقال هذا الاخير: أجل..لقد تأخر ما يقارب النصف ساعة عن موعدنا معه..
                    قالت وعد وهي تسند رأسها الى مسند المقعد: هل تظن انه قد نسي أمرنا؟..
                    قال طارق بهدوء: لقد اعتدت مثل هذه الامور..ان بعض من اصحاب الشركات او رجال الاعمال لا يمنحون الصحافة أي اهمية..بل انهم يحاولون تحاشيها على الارجح..
                    قالت وعد متسائلة: ولم؟؟..
                    - لانهم يكرهون ان تطرح عليهم اسألة من النوع الذي يتدخل في اعمالهم وخصوصياتهم..و لا يريدون ان تنتشر اعمالهم على الملء..وتعلمين ان بعض هذه الاعمال ربما لا تكون قانونية..
                    تسائلت وعد مرة أخرى: وماذا لو تم نشر ما لا يرغب رجل الاعمال مثلا بنشره..ماذا سيفعل حينها هذا الاخير؟..
                    هز طارق كتفيه وقال: ربما ينشر تكذيب لما نشر....او ربما يثبت خطأ ما نشر بدليل وهمي.. أو يتخذ اجراءات أخرى ..تدفع الصحفي الى تغيير اقواله..
                    قالت وعد وهي تعقد حاجبيها: تعني ان يغريه بالمال مثلا؟..
                    قال طارق بهدوء: ربما يحدث هذا احيانا..
                    صمتت وعد قليلا ومن ثم قالت: انت تعمل منذ ثلاث سنوات بالصحيفة..أليس كذلك؟..
                    قال طارق مصححا: بل اربع..
                    قالت وهي تزدرد لعابها: حسنا اذا ما رأيك بي كصحفية مبتدأة؟..هل اصلح لكي استمر في هذا المجال؟..
                    قال طارق وهو يتطلع لها: لو كنت تحبين عملك..ستواظبين عليه بكل جد..وأنا اراك كمبتدأة ....
                    بتر طارق عبارته للحظة ومن ثم اضاف وهو يبتسم: ممتازة..
                    قالت وعد وحاجباها يرتفعان بسرور: أحقا؟..هل أنا جيدة في مجال الصحافة..
                    قال طارق وهو يعقد اصابع كفيه: انت أفضل من التحق بالصحافة كمبتدأة بدون ادنى مجاملة..لديك طموح كبير..واستعداد للعمل المتواصل..كما تتمتعين بالذكاء أحيانا..
                    قالت وعد بحيرة: ماذا تعني بأحيانا هذه؟..
                    قال طارق مازحا: أحيانا تكونين على مستوى من الذكاء واحيانا لا..
                    قالت وعد بضيق: هل اعد كلامك هذا سخرية مني؟..
                    ابتسم طارق بخفوت: بل انني امزح لا اكثر..
                    - لا تمزح معي بمثل هذا النوع من المزاح مرة أخرى..
                    قال طارق بسخرية: أظن انني انا من يملك الحق فقط في اعطاء الاوامر..
                    همت وعد بقول شيء ما..حينما سمع كلاهما صوت تحرك مقبض الباب..والتفتت وعد لتتطلع الى من سيدخل.. كان رجلا في الاربعينيات من عمره تقريبا ضخم الجثة الى حد ما..ويرتدي حلة فاخرة..وقال وهو يقترب منها ويجلس على المقعد الاخر: هل تركتكما تنتظران طويلا؟..
                    تطلع اليه طارق للحظة ومن ثم قال: ليس هذا مهما..أخبرني..هل نستطيع بدأ اللقاء الصحفي الان يا سيد (أيمن)؟..
                    قال أيمن ببرود: ولكن اسرع فلدي من العمل الكثير..
                    قال طارق وهو يلتفت عنه ويخرج جهاز التسجيل من جيب سترته..ويضعه أمامه: حسنا..فالنبدأ اذا..
                    وغمز لوعد بشكل خفي..ففهمت على الفور ما يعنيه..واستمر طارق في طرح الأسألة حتى قالت وعد بعد ان توقف طارق عن سؤاله بغية ان تطرح عليه وعد الأسألة الان : لدي بعض الأسألة التي سأطرحها عليك يا سيد أيمن..هل تسمح لي؟..
                    قال أيمن وهو يلتفت لها ويلوح لهابكفه بملل: حسنا..ولكن سؤالان فقط..لان لدي بعض الارتباطات بعد قليل..
                    قالت وعد وعلى شفتيها شبح ابتسامة: لا بأس..كنت ارغب في سؤالك..غرفة المكتب هذه شديدة الفخامة..وقد تم انتقاء الأثاث بشكل ممتاز..ولا اظن ان ميزانية المصنع تسمح بشراء اشياء كمالية بهذا السعر..ما رأيك فيما قلته؟؟..
                    صمت أيمن للحظات ومن ثم قال وهو يرمقها بنظرة متفحصة: في الحقيقة تم استبدال غرفة المكتب القديمة بهذه..وقد تم شارؤها بالتقسيط..لهذا لن تتأثر ميزانية الشركة كثيرا..
                    قالت وعد وهي تتطلع الى احدى اللوحات: وماذا عن مثل هذه اللوحات والتحف الفنية..هل يتم شراؤها بالتقسيط ايضا؟..
                    تطلع اليها أيمن بغضب وهو يعقد حاجبيه..ومن ثم قال محاولا تمالك اعصابه: انها بعض اغراضي الشخصية التي أحببت وضعها في المكتب..
                    ومن ثم قال منهيا النقاش: حسنا..كان بودي اكمال الحوار لاصحفي معكم..ولكني مشغول كما أخبرتكما..
                    قال طارق وهو يغلق جهاز التسجيل: بالطبع يا سيد أيمن.. نعلم مدى انشغال اشخاص مثلكم..
                    واردف وهو ينهض من على مقعده: سررنا بمقابلتك..هيا يا انسة وعد..
                    نهضت وعد من مكانها..في حين تطلع اليها أيمن بنظرات ضيق شديد..ولم تعر نظراته هذه انتابها..وغادرت المكتب برفقة طارق..وقالت بعد أن خرجا من المكتب: أظن انني قد أثرت ضيقه كثيرا..
                    قال طارق وهو يهز كتفيه: لا عليك..أمثال هذا ..ينبغي تقديمهم على حقيقتهم للناس وبتر جذورهم من المجتمع..وهذه هي مهنة الصحفي منا..
                    اومأت وعد برأسها ايجابيا وقالت مبتسمة: معك حق..هذه مهنة الصحفي..أو صحفية مثلي..
                    ابتسم طارق بهدوء وهو يتطلع لها للحظة..قبل ان يكملا سيرهما مغادران المصنع...
                    ***********
                    غادرت ليلى قسم عملها بالطابق الثاني..وتوجهت نحو قسم المصاعد لتستقل احدها..ولتهبط به الى الطابق الارضي ومن ثم تغادر الشركة..
                    سارت بخطوات هادئة نحو سيارتها القابعة بأحد مواقف الشركة..وأخرجت مفاتيح السيارة لتفتح الباب وتدلف اليها..ولكن شيئا ما لفت انتباهها..كانت ورقة مطوية وقد وضعت على نافذة سيارتها الامامية..
                    ظنت انها احدى الاعلانات التي توزع في العادة على مختلف السيارات..والتقطته لتفضه ومن ثم تقرأ تلك الكلمات التي خطت فيه..وتملكتها الدهشة وهي ترى انها ليست سوى رسالة..ازدردت لعابها واخذت تقرأ كلماتها بصوت هامس قائلة:
                    (( العزيزة ليلى وبعد...
                    أعلم ان ارسالي مثل هذا الخطاب سيكون بمثابة تصرف طفولي مني..وخصوصا وانه لم يدم على معرفتنا سوى اسبوعين لا أكثر ..ولكني كنت اريد ان اعتذر ..أجل أعتذر عما بدر مني في لقاءنا الأخير ..وعلى سخافة موقفي معك..وكيف انني لم استطيع ان اتحدث اليك ولو بكلمة ..ولكن صدقيني كنت اعد حديث طويل جدا لنتحدث فيه سويا ..ولكن لا اعلم ما حدث لي..فمنذ ان وجدتك معي في المطعم..وان الفرصة سانحة لي لكي اتحدث بحرية ..حتى هربت الكلمات من على لساني..
                    اعرف انك لن تصدقي مثل هذا الكلام الذي ربما تعتبرينه أحمقا وتافها..ولكن هذا ما حدث حقا..لقد كنت اشعر بشعور غريب طوال جلوسنا معا يمنعني من التفوه بأي كلمة..واليوم انا اتسائل بيني وبين نفسي..ماذا ظنت بي؟..أكانت تظن انني قد دعوتها لاتسلى او ربما لأسخر منها؟..وها انذا سأخبرك بالاجابة..فربما يكون الخطاب خير وسيلة لايصال ما اود قوله لك شخصيا..
                    أريد ان أخبرك..بأنني ابدا لم افكر في السخرية أو ان اتسلى بأي أحد يوما..فكيف اذاكان الامر متعلق بك أنت..لست أكذب ان قلت ان المصادفات التي جمعتنا قد قربتني منك كثيرا..لقد بت اشعر احيانا بضيق كبير لو لم ارك ولو للحظة في الشركة..وأحيانا أفكر في زيارة اقسام الشركة فقط لأراك..ولكني اتراجع وأظن ان تصرف مثل هذا سيجعلني ابدوا أحمقا في نظرك..
                    أريد ان أطلب منك أن تقبلي اعتذاري عن تصرفي السخيف معك في ذلك اليوم..وارجو ان تعذريني لاني ارسلت لك خطابا بهذه الطريقة..ولكني لم اجد أي وسيلة للاتصال بك سوى هذه..ولم أرد التطفل على أي من معلوماتك الشخصية التي لدي بالشركة.. فربما كان ذلك سيضايقك..
                    وأخيرا اريد ان أسألك..ماذا أعني بالنسبة لك؟..لست أطلب منك اية أجابة..ولست أسألك لاني ارغب بان تخبريني بأي شيء..ولكني ارغب في ان تفكري بالأمر جيدا..وان كنت قد ظننت ان الامر سيختلف ان كنت رئيسا وانت موظفة لدي..فسأجيب بقول لا.. ابدا لا تهمني المناصب او الأموال أو حتى الأسرة التي تنتمين اليها..كل ما يهمني انك أنت..أنت يا ليلى ولست أي شخص اخر...
                    بكل اخلاص
                    عماد ))
                    طوت ليلى الخطاب بعد ان انتهت من قرائته وهي في ذهول حيرة من أمرها..أفكار عديدة تصارعت بذهنها ..الخطاب ..عماد ..ومشاعره التي تحدث عنها ..وتفكيره بها ..واهتمامه بأمرها..كل هذا لا يعني سوى ان عماد يميل لها...
                    هل هي تحلم؟..هل قرأت هذا الخطاب حقا قبل قليل؟..أم كانت تتخيل ان أحلامها قد اصبحت مجسدة على ارض الواقع؟..هزت رأسها بعنف..لتعود لقراءة الخطاب من جديد..وكأنها تريد التأكد من ان مرسله عماد حقا..أو ان الكلمات التي قرأتها لم تكن من وحي خيالها..
                    طوت الورقة بهدوء..وهي تشعر بالنشوة..وكأنها في حلم جميل لا تريد الاستيقاظ منه ابدا..ووضعتها في حقيبتها قبل أن تفتح باب السيارة و...
                    (أظن انك قد قبلت اعتذاري الان..أليس كذلك؟..)
                    التفتت ليلى الى ناطق العبارة السابقة..ولم تستطيع كتمان تلك الدهشة التي ارتسمت على ملامحها..أو منع تلك الشهقة التي اصدرت من بين شفتيها..وهي تتطلع الى عماد الماثل امامها وهو يتطلع لها بهدوء وفي يده باقة من الورود الحمراء..
                    وسمعته يقول في تلك اللحظة: هل أخفتك؟؟..
                    هزت ليلى رأسها نفيا وقالت: لا..ولكني شعرت بالدهشة لوجودك بالقرب من هنا..
                    قال في هدوء: في الحقيقة كنت أعد الدقائق حتى تخرجي من الشركة..فقد مللت وقوفي هنا لفترة..
                    واردف وهو يمد له يده بباقة الزهور: أعبر عن اعتذاري مرة أخرى..وأرجو ان تخبرك الزهور بما عجزت أنا عن قوله..
                    قالت ليلى بدهشة: صدقني لم يكن هناك أي داع لكل هذا..لم يحدث شيء ابدا يستدعي كل هذا..
                    ابتسم عماد وقال: حسنا اقبلي مني هذه الزهور كهدية اذا..
                    ترددت قليلا قبل ان تمد يدها وتلتقط الباقة منه ثم تقول بابتسامة ووجنتيها قد توردتا من شدة الخجل: اشكرك..انها هدية عزيزة جدا علي..
                    قال عماد بابتسامة واسعة: اسعدني سماع هذا منك ..والان انا مضطر لافارقك..الى اللقاء..
                    قالت ليلى وهي تشتم عبق الزهور الندي: الى اللقاء..
                    القى عليها نظرة أخيرة قبل ان ينصرف متجها الى سيارته ..في حين دلفت ليلى الى سيارتها وقالت هامسة لنفسها: يا أروع من عرفت في حياتي...

                    ***********

                    تعليق

                    • Merve
                      عضو فضي
                      • Jan 2013
                      • 692

                      #90
                      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                      *الجزء السابع عشر*
                      (هل يمضي الوقت سريعا حقا وانا معك؟)


                      ما ان استقر بهما المقام في السيارة..حتى قالت وعد مبتسمة وهي تلتفت له: والان ..أكمل..
                      قال طارق مبتسما وهو يشعل المحرك وينطلق بالسيارة: رويدك يا وعد..دعيني التقط انفاسي على الأقل..
                      ها هو ذا يناديها باسمها مجردا مرة اخرى..يبدوا انه قد اعتاد هذا الأمر..فلم يعد يهمه أن يناديها بلقب انسة بحكم زمالتهما في العمل..انه يحدثها وكانه يعرفها منذ قنرة أو انها شخص قريب منه و...
                      ابعدت تلك الافكار عن رأسها وقالت: بصراحة لا املك مزيدا من الصبر..اريد أن أعلم ما حدث بعدها..
                      قال طارق بهدوء: حسنا دعيني اتذكر قليلا..لقد أخبرتك الى أن تغيرت حياتي مع مايا..أليس كذلك؟..
                      أومأت وعد برسها فقال: حسنا..سأخبرك ما حدث بعد أن طلبت مني العودة الى المجموعة..ولقد فعلت نهضت من مكاني على الفور لأسير برفقتها الى حيث باقي المجموعة ..وسمعت أحد الرفاق يهتف بابتسامة واسعة: يا اصحاب ..لقد جاء طارق..
                      التفت الجميع نحوي وقالت احدى الزميلات: لم لم نعد نراك يا طارق.. لقد افتقدناك كثيرا..
                      ابتسمت وقلت وانا اختلس نظرة الى مايا: لن تفتقدوني بعد الان مطلقا..
                      قالت تلك الزميلة متسائلة باهتمام: ولم؟..
                      في حين قال اخر في سرعة: اتعني انك ستعود الينا أخيرا؟..
                      تطلع الي الجميع في لهفة منتظرين اجابتي..فقلت بابتسامة: هذا اذا كنتم ترحبون بي بينكم من جديد..
                      صاح عدد منهم في صوت واحد: بالتأكيد يا طارق..انت أكثر من أخ بالنسبة لنا جميعا..
                      قلت وانا التفت لمايا وابتسامة حانية تعلو شفتي: عليكم ان تشكروا مايا فهي من اقتعنتني بالعودة..
                      التفت اليها أحدهم وقال بحيرة: أحقا؟..كيف تمكنت من اقناعه؟..جميعنا تقريبا حاولنا معه دون فائدة..
                      قلت وانا أغمز لمايا بعيني: ربما لأن لديها طرقها الخاصة..
                      لمحت في تلك اللحظة ابتسامة واسعة تعلوا شفتيها ..وكم شعرت بالسعادة وأنا ألمح تلك الابتسامة على شفتيها والتي تدل على سرورها بعودتي مجددا بينهم ..وتطلعت لها لفترة قبل ان ابادلها الابتسامة..
                      وربما ما أثار حيرة وغرابة الزملاء في الايام التالية هو ان علاقتي بمايا قد اختلفت تماما..لم تعد تشعر بالغضب لاهتمام باقي الزملاء بي ..وانا بدوري كنت احاول ان اجعلها موضع اهتمامهم معي..بالفات النظر اليها..وانتهى الامر بأن اصبحنا اغرب ثنائي في الجامعة..فكما تعلمين شخصية كل منا تختلف عن الاخر..وعلى الرغم من ذلك استطاع كلانا ان يتوافق مع الاخر..
                      وكم كنت اشعر بالسعادة عندما اشاهدها تنتظرني بعد انتهاء محاضرتي..كنت اشعر باهتمامها نحوي الذي أخذ يزيد مع الأيام..الى ان شعر كلانا بحاجته الماسة تجاه الاخر.. وانه قد اصبح شخصا مهما في حياته ..وازداد هذا الشعور لاشعر بحبي نحو هذه الانسانة التي امتلكت كياني وتفكيري وقلبي..ولكن لم اكن انا اعلم بنوعية مشاعرها لي..كنت اشعر باهتمامها ..باعجابها ..وحنانها في لحظات نادرة..ولكن لم اكن اعلم ان كانت تبادلني المشاعر وقلبها ينبض لاجلي..وظل ...
                      قاطعته وعد بغتة وهي تحاول اخفاء رنة الضيق من صوتها قائلة: لحظة واحدة..انت تقول انك قد احببت مايا..أليس كذلك؟..وانك كنت تشعر باهتمامها الشديد نحوك..فما الذي منعك من مصارحتها بمشاعرك تلك؟..
                      قال طارق مجيبا: اشياء كثيرة..فأولا انا لا ازال طالبا في الجامعة..وقد خشيت لو اعترفت لها بحبي ان تتعلق بي..وبعدها يكون من الصعب على اهلها القبول بشخص مثلي كزوج لها..لهذا فظلت الصمت..لأحتمل بألم البعد وحدي على ان نحتمله سويا..
                      قالت وعد متسائلة: وايضا؟..ما الذي منعك من مصارحتها غير هذا الامر؟..
                      - لم اكن اعلم بمشاعرها نحوي كما اخبرتك ..وخشيت ان اخسر كل ما يربطني بها لو انني اعترفت لها بهذا الحب..
                      قالت وعد وهي تعقد ساعديها : لست معك في هذا ..فأولا من الصعب على الفتاة ان تعبر عن مشاعرها تجاه شاب ما..بينما يسهل على الشاب ذلك..فربما كانت تنتظرك ان تقوم انت بالخطوة الاولى..وثانيا دراستك ليست بمشكلة يمكنك ان تخطبها مثلا ريثما تكمل دراستك وتحصل على عمل..
                      ابتسم طارق وقال: كنت أفكر في هذا الأمر طويلا ..لكني لم احسم قراري وقتها..ولم اجد أحد يقدم لي النصح كما تفعلين الان..
                      قالت وعد متسائلة: هل لي بسؤال اخر؟..
                      قال طارق بهدوء: نفضلي..
                      قالت وعد وهي تعقد حاجبيها بحيرة: اين هي مايا الان؟.. وماذا حدث لها؟..واسمح لي بهذا..انا لا ارى في اصبعك أي خاتم زواج او خطوبة ..
                      ظل طارق صامتا لفترة من الوقت ومن ثم قال بلامح جامدة: لماذا تستعجلين الامور؟..ستعلمين بكل شيء عندما انتهي مما احكيه..
                      قالت وعد بهدوء: لم اقصد شيئا..ولكن انتابني الفضول لمعرفة مصير علاقتك بمايا فقط..
                      - حسنا..هل تريدين سماع باقي ما حدث ام اصمت؟..
                      استغربت وعد عصبيته وقالت وهي تمط شفتيها: اكمل..انا اسمعك..
                      التقط طارق نفسا عميقا وزفره بقوة قبل ان يقول: المهم ان علاقتنا انا ومايا كانت محصورة على الصداقة فقط طوال سنتين..ولم احاول ان اجعل علاقتي بها ما هو اكثر من ذلك ..ولكني كنت اشعر بأنها تشعر بي وبما احمله لها من مشاعر ..وخصوصا وانني قد اخبرتها بأنني احمل لها مشاعرخاصة في ذلك اليوم الذي قررت الانسحاب فيه من المجموعة ...
                      وجاء موعد اعلان النتائج من جديد..وقد نجحنا انا ومايا و جميع الزملاء كذلك بفضل الله..ويومها قلت لمايا بابتسامة واسعة: ما رأيك ان نذهب الى النادي مع باقي الزملاء؟..
                      قالت مبتسمة: بالتأكيد موافقة..
                      قلت وأنا أميل نحوها: وستفين بوعدك لي..
                      قالت بدهشة: أي وعد؟؟..
                      غمزت بعيني وقلت: تدريبك على ركوب الخيل..
                      قالت وهي تبتسم من جديد: الا زلت تذكر؟..
                      قلت وانا اتطلع اليها بنظرة حنان: وكيف لي ان انسى وعدك لي؟..
                      ظهر التردد قليلا في عينيها ومن ثم قالت: طارق كنت اريدان اخبرك بأمر ما..
                      قلت وانا اتطلع لها باهتمام وقد شعرت باهمية ما ستقوله: تفضلي..
                      همت بقول شيء ما..لولا ان اقترب احد الزملاء في تلك اللحظة وقال بمرح: انتما..الى متى ستظلان تتحدثان؟ ..الن نذهب الى النادي كما اتفقنا؟..
                      قلت وانا التفت له بابتسامة: بالتأكيد..فقط انتظرونا للحظات..
                      والتفت الى مايا من جديد..ولمحت خيبة أمل على ملامحها ..فقلت بعد ان شاهدت زميلنا يبتعد: تحدثي انا اسمعك..
                      لوحت لي بكفها وابتسمت ابتسامة مصطنة وقالت: لا داعي..فليس الامر مهما على الاطلاق..فلنذهب الى النادي مع باقي الزملاء..
                      تطلعت الى عينيها بنظرة شك وقلت: امتاكدة بأن ليس لديك ما تقولينه؟؟..
                      اسرعت تشيح بعينيها بعيدا وقالت: اجل بالتأكيد ..هيا..
                      لم اصدق حرفا مما قالته يومها..لقد كانت ترغب باخباري بشيء ما ..وشيء مهم ايضا ولكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة..لم اعلم لم ..ربما كانت متخوفة من قوله لي او تخجل من ان تقوله..
                      وذهبنا جميعا الى النادي مرة أخرى..بعد سنتين كاملتين ..بالطبع انت تذكرين المرة الاولى الذي ذهبنا فيها جميعا الى هناك..ولكن الوضع كان مختلفا هذه المرة..لم نكن انا ومايا متشاجرين ..على العكس من يرانا لا تأتي في ذهنه سوى فكرة ان كلينا يحب الاخر ..وربما مخطوبان ايضا .. لقد أحسست باندفاع في مشاعري يومها..وانا اسير الى جوارها حيث قسم الفروسية بالنادي..وقلت وانا اتطلع لها بحب: تبدين جميلة جدا هذا اليوم..
                      توردت وجنتيها بخجل شديد وقالت بصوت متلعثم: اشكرك..
                      قلت وأنا لا ارفع عيناي عنها: اتمنى لو ان عقارب الساعة تتوقف عن الدوران لأحظى بقربك اطول فرصة ممكنة..
                      التفت لي وقالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: الديك فرس في قسم الفروسية هنا؟..
                      نظرت لها بضيق وقلت: لا ليس لدي..اخبريني هل يزعجك حديثي الى هذا الحد حتى تغلقينه كلما فتحته معك؟..
                      قالت في سرعة: مطلقا ولكن...
                      صمتت بغتة..وحاولت اكمال عبارتها لكنها عادت لتطبق شفتيها وهي تركل حجرا صغيرا بحذائها في عصبية..فقلت مستحثا اياها على الحديث: تحدثي..ولا تخشي شيئا..
                      تطلعت الي بنظرة غامضة..تحمل ما بين الرجاء ..والتوتر ..والخوف ..فقلت بهدوء وانا احاول ان نبتعد عن هذا الموضوع قليلا: حسنا..فلنذهب الى قسم الفروسية الان..
                      رأيتها تومئ برأسها باستكانة..وتتبعني الى حيث اذهب .. ووجدت هي اننا قد وصلنا الى الاسطبل..فقالت متسائلة: كيف ستستخدم حصانا وهو ليس ملكا لك؟..فكما تقول انت لا تملك احدها..
                      أجبتها قائلا: هناك حصان في هذا النادي وهو ملك لأحد معارفي..
                      وأخذت اتلفت بحثا عن ذلك الخيل..الى ان وجدته ..كان حصانا ذا لون بني قاتم تبدوا عليه علامات الصلابة ..فقلت مبتسما وانا اشير للحصان: هذا هو..ما رأيك به؟..
                      تطلعت اليه للحظة ومن ثم قالت وهي تقترب من الحصان: يبدوا جيدا..اريد ان اجربه..
                      قلت وانا امسك بلجام الحصان وافتح باب الاسطبل لأخرجه: حسنا اسبقيني انت الى الخارج..
                      نفذت ما طلبته منها واسرعت تغادر بخطوات سريعة بعض الشيء..في حين اخرجت انا الحصان الى الخارج..وقلت مبتسما: هاهوذا يمكنك تجريبه..
                      تطلعت الي ومن ثم الى الحصان في حيرة وقالت متسائلة: وكيف امتطيه؟..
                      ضحكت بمرح وقلت: هذه مشكلتك..
                      تطلعت الي باستغراب فقلت وانا الوح بكفي بابتسامة: أنا امزح..بامكانك امتطائه باستخدام هذا الدرج..
                      قلتها وانا التقط السلم القصير الذي يتكون من درجتين وهو خاص بامتطاء الخيل..ووضعته بجانب الخيل وقلت: هيا جربي امتطاءه..
                      ازدردت لعابها وقالت: وماذا لو سقطت؟..
                      قلت بابتسامة حانية: لا تقلقي لن اسمح لذرة غبار بأن تؤذيك..
                      امتطت مايا ظهر الجواد ومن ثم قالت:...

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...