رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Merve
    عضو فضي
    • Jan 2013
    • 692

    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

    ***********
    قال طارق بهدوء شديد وهو يجلس على مقعد الانتظار: لن تفيديني في شيء.. سأدخل الى داخل الغرفة ليتم خياطة الجرح ومن ثم اخرج.. ماذا ستفعلين انت؟.. وعلى ماذا تريدين الاطمئنان؟..
    قالت وعد باصرار: لن اتركك.. انا من كان سببا في اصابتك هذه .. وعلي على الاقل ان اطمأن عليك..
    قال طارق وهو يزفر بحدة: تطمأني على ماذا؟.. خياطة الجرح؟.. استمعي الي.. الصحيفة ستغلق ابوابها بعد نصف ساعة لا اكثر.. خذي سيارتي واذهبي بها لتجلبي تقريرك من سيارتك ومن ثم تنطلقين الى الصحيفة لتسلمي تقريرك.. وحتى يحين ذلك الوقت.. اكون انا قد عولجت.. وبانتظارك حتى تعودي الي واصطحبك بسيارتي الى حيث سيارتك..
    ظهر التردد على وجهها فقال وهو يشد على يدها بتشجيع بيده السليمة: هيا يا وعد.. انها فرصتك الوحيدة لتكوني صحفية.. اليست هذه هي كلماتك؟..
    قالت بتردد: ولكني قلقة عليك..
    قال وهو يتنهد: لن تفيديني في شيء بانتظارك معي.. وثانيا سأكون بانتظارك هنا.. حتى تنتهي من تسليم تقريرك.. ومن ثم ينتهي وقت العمل بالصحيفة.. فتعودي الى هنا.. اتفقنا؟..
    ازدردت لعابها ومن ثم قالت: هل ستكون بخير لوحدك؟..
    ابتسم وقال: لست بطفل يا وعد.. يمكنك الذهاب ..وسأكون على ما يرام..
    قالت وعد بكلمات متقطعة: اهتم بنفسك..
    ونهضت من مكانها فقال هو مبتسما: بل اهتمي انت بنفسك..
    اومأت برأسها وهمت بالتحرك من مكانها لولا ان ناداها قائلا: وعد..
    التفتت اليه في لهفة وقالت: اجل.. ما الأمر؟..
    ابتسم وقال وهو يرفع مفاتيح سيارته امام ناظريها: لقد نسيت أخذ مفاتيح السيارة..
    ابتسمت ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: يبدوا ان ذهني مشتت هذا اليوم..
    قالتها ومن ثم التقطت من كفه المفاتيح قبل ان تتجه بخطوات بطيئة لتسير بممر المشفى وهي تختلس النظر اليه بين الفترة والاخرى.. وتفكر في العودة اليه.. لا تريد ان تتركه .. ولكن هذه هي فرصتها الوحيدة كما قال طارق لتكون صحفية.. وتنهدت بقوة وهي تغادر المشفى الى حيث مواقف السيارات.. وهناك انطلقت بسيارته الى ذلك المبنى على الفور لتأخذ تقريرها ومن ثم تنطلق بعدها الى الصحيفة.. ولكن ذهنها وتفكيرها ظلا مع طارق.. طارق الذي دافع عنها بكل شجاعة وشهامة.. طارق الذي لم يكترث بأي شيء قد يصيبه من اجلها.. طارق الذي تشعر باهتمامه نحوها احيانا وتتمنى ان يكون ما هو اكثر من ذلك.. طارق الذي وثق بها وفتح لها قلبه ليخبرها بالحكاية التي جعلته بارد المشاعر وصلب الاحاسيس..
    سؤال واحد اخذ يشغل تفكيرها.. لماذا يهتم لأمرها وترى في عينيه الحنان احيانا.. هل يبادلها المشاعر؟..لا.. بكل تأكيد لا..مايا هي حب حياته ويبدوا بأنها قد احتلت قلبه بالكامل حتى انه لم يعد يرى سواها في هذا العالم.. على الرغم من انها قد غادرته..انا لست الا زميلة عزيزة استطاعت اخراجه من محنته واعادته الى جزء من طبيعته السابقة.. الم يقل ذلك بنفسه؟..
    وانتبهت في تلك اللحظة الى وصولها بجوار سيارتها.. وهبطت من سيارته لتتجه الى سيارتها وتفتح الباب الامامي لتأخذ من داخل السيارة كل الاوراق اللازمة لتقريرها وكاميرتها الخاصة.. قبل ان تعود الى سيارته وتنطلق بها الى الصحيفة ..وحاولت بقدر الامكان ان تصل قبل فترة تسمح لها بتسليم تقريرها ..على الاقل قبل ربع ساعة من اغلاق الصحيفة لابوابها.. وضغطت على دواسة الوقود لتزيد من سرعة السيارة..
    وما ان وصلت الى المواقف حتى اسرعت بايقاف السيارة.. والخروج منها.. لتدلف الى المبنى وتصعد بالمصعد الى الطابق الثالث..والتقطت نفسا عميقا وهي ترى نفسها اخيرا امام باب مكتب رئيس التحرير.. وطرقت الباب بطرقات متتابعة.. وما ان سمعت صوته يدعوها للدخول.. حتى دلفت الى الداخل وهمت بقول شيء ما .. لولا ان اسرع رئيس التحرير يقول ساخرا: لا يزال الوقت مبكرا يا انسة..لماذا جئت؟.. لم يبقى على انتهاء وقت العمل سوى عشر دقائق..
    قالت وعد وهي تطلع الى ساعة يدها: بل اثنا عشر دقيقة يا استاذ نادر..
    صاح فيها قائلا: لا تستخفي بدمك أتفهمين.. نحن هنا بالصحيفة علينا ان نسابق الزمن.. وانت ماذا فعلت ؟.. ارسلتك بمهمة قبل اربع ساعات لمجرد اعداد تقرير وصور.. لتختفي ولا اراك الا قبل عشر دقائق من انتهاء وقت العمل..
    قالت وعد وهي تزفر بحدة: لم يكن ذلك بيدي يا استاذ نادر .. لقد تأخرنا بسبب عدد من المشاكل التي واجهتنا.. ولو علمت بما اصابنا لما قمت بلومي على تأخري..
    قال رئيس التحرير بحدة: لا يهمني ما قد يحدث.. ما يهمني هو ان تقومي بعملك في وقته المحدد.. لقد اتفقت معك ان تسلميني التقرير هذا اليوم والا ...
    قاطعته قائلة وهي تضع الاوراق على الطاولة: لا داعي للتهديد.. ها هو التقرير امامك وبالنسبة للصور فستكون جاهزة بعد قليل فحسب..
    تطلع الى التقرير الذي امامه بغرابة وكأنه كان يظن بأنها لن تستطيع ان تعده وتنتهي منه اليوم وخصوصا بعد ان تأخرت كل هذا الوقت ومن ثم قال: حسنا لا بأس و بما انك سلمت التقرير اليوم فسأتقاضى عن الأمر..وقرار تعيينك في الوظيفة بشكل مستمر سيصدر بعد مراجعة التقرير بنفسي ومعرفة ان كنت اهلا لتكوني في هذا المكان او لا..
    قالت وهي تمط شفتيها: والان يا استاذ نادر.. هل استطيع الانصراف؟..
    اومأ برأسه بهدوء .. والتفتت عنه.. فأسرع يهتف بها قائلا: لحظة واحدة..
    التفتت له فقال وهو يعقد حاجبيه: ما الذي دعا الى تأخركما انت والاستاذ طارق؟.. هل قام بمساعدتك في اعداد التقرير؟.. لقد وعدني بأن لا يفعل وانا اعرف من يكون هذا الاخير جيدا.. وبما انه قد وعد فهو لا يخلف ابدا.. ربما انت من الح عليه و...
    قاطعته في سرعة واستنكار: لا داعي للقلق.. لم يساعدني بحرف واحد.. ثم انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمساعدتي..
    قال متسائلا: لم ؟..ما الذي حدث؟..
    قالت ببرود: بما انك تثق به اسأله بنفسك.. فأخشى ان تعتبر ما سأقوله كذبا..
    عقد حاجبيه بقوة وقال بصرامة: عودي الى مكتبك في الحال..
    هزت كتفيها وقالت: ومن قال اني لن افعل..
    وخرجت من مكتبه لتهبط بالمصعد الى الطابق الثاني ومن ثم تتوجه الى القسم الذي تعمل به..وهناك قابلها أحمد وقال بدهشة: انسة وعد.. متى عدت؟..
    قالت وهي تزفر بحدة: الان فحسب..
    تسائل قائلا: وما الذي حدث لك؟.. لقد اتصلت على طارق فجأة واتجه بعدها فورا مغادرا الصحيفة..
    قالت وهي تتنهد: انها حكاية طويلة.. سأخبرك بها.. ولكن هل تصنع لي معروفا ؟..
    قال مبتسما: بكل تأكيد..
    سلمته كاميرتها ومن ثم قالت: اريدك ان تقوم بطباعة الصور الموجودة في ذاكرة هذه (الكاميرا)..
    قال مبتسما: هذا فقط.. لقد ظننت ان الامر فيه توسل للمدير او شيء من هذا القبيل..
    ابتسمت بهدوء.. في حين قام هو بتشغيل الة التصوير..ومن ثم وصلها بجهاز الحاسوب..وقال وهو مندمج بعمله: والان.. اخبريني ما الذي حدث لك انت ؟..واين طارق؟..
    اخذت تشرح له الامر بهدوء.. ةتباطئت سرعة عمله على جهاز الحاسوب وهو يستمع اليها وعيناه تتوسعان تدريجيا.. وقالت منهية الحديث: ولقد جئت الى هنا لاسلم التقرير ومن ثم انطلق الى المشفى مرة اخرى حيث سيكون طارق..
    قال احمد بغير تصديق: كل هذا قد حدث دون حتى ان يخبرني احدكما.. ورجال الشرطة كيف لم ينتبهوا لكل ما حدث؟..
    قالت وهي تتنهد: لقد كانوا جميعا مشغولون بالمبنى والاصابات .. وسيارتي كانت تبعد قليلا عنهم..
    قال احمد وهو يعقد حاجبيه: وذلك الوغد.. كيف استطاع ان يختلق كل تلك الاكاذيب ليبرأ نفسه؟..
    - انسان وقح مثله كان علينا ان نتوقع كل شيء منه..
    غمز بعينه وقال: بصراحة..لقد كان يستحق ما فعلته به..
    فهمت انه يعني تلك الصفعة التي وجهتها لذلك الشاب الوقح عندما تجرأ وامسك ذراعها..ابتسمت لوهلة ومن ثم لم تلبث ان قالت في سرعة: حسنا يا استاذ احمد.. معذرة إن كنت سأأخرك عن اعمالك لتقوم بطباعة صور التقرير..ولكني مضطرة لأذهب الى الاستاذ طارق بالمشفى... حتى...
    قاطعها قائلا: يبدوا انه لم يعد هناك حاجة لذهابك..
    قالت بغرابة: ماذا تعني؟..
    ابتسم وقال: انظري من جاء الينا بنفسه..
    رفعت رأسها الى حيث ينظر واصطدمت عيناها بعيني طارق للحظات.. وهي في ذهول من وجوده معهم .. وقال هو بابتسامة: مرحبا بالجميع..
    قال احمد مبتسما: اهلا بك.. وحمدلله على السلامة..
    نقلت وعد بصرها لا اراديا الى ذراعه لتطلع الى ذلك الرباط الذي التف حول ذراعه.. وتمالكت نفسها لتتحدث وتسيطر على ذهولها.. في حين قال طارق مبتسما: ماذا يا وعد؟.. الا يوجد حمدلله على السلامة على الاقل؟..
    قالت وهي لا تزال غير مستوعبة لما تراه: كيف جئت الى هنا؟..
    قال وهو يهز كتفيه: بواسطة سيارة اجرة..
    قالت وهي تعقد حاجبيها: ولماذا لم تنتظرني حتى اعود؟..الم تعدني بذلك؟..
    قال مبتسما: بلى ولكني لم اشأ ان اتعبك..
    قالت بحنق: انت مصاب وتفكر ان كان مجرد توصيلك سيتعبني ام لا..
    لم يجبها فقالت بحنق اكبر: عنيد..
    قال طارق بهدوء وهو يتقدم منها: ولكني لست اشد عنادا منك.. ارأيت ماذا فعل بك عنادك.. لولا وصولي الى المكان في الوقت المناسب.. يعلم الله ما قد كان سيحدث لك..
    كانت تعلم انها مخطأة ولكنها قالت بتحدي: لقد سار كل شيء على ما يرام.. وما حدث كان مصادفة ليس الا..
    قال وهي يتطلع لها بضيق: ستظلين على عنادك هذا دائما..
    والتفت عنها ليتوجه الى مكتبه .. فاسرعت تقول وهي تطرق برأسها: اسفة على كل ما حصل لك اليوم بسببي..
    قال طارق وهو يلتفت لها وقد تحول ضيقه الى ابتسامة: وماذا كنت اقول انا منذ الصباح؟.. لا داعي للاعتذار.. انت لا تعلمين بانك زميلة عزيزة علينا جميعا هنا..
    ابتسمت بهدوء وهي تطلع اليه..في حين كان احمد قد راقب كل ما حدث امامه.. وانصت الى كل ما قيل.. وهو يظن.. لا بل متأكد.. ان قصة حب جديدة اخذت تنسج خيوطها بين هاذين الاثنين...

    تعليق

    • shodi
      عـضـو فعال
      • Sep 2012
      • 85
      • مــــا أجمل الأبتســـــــــــــــــــامة حيــــن ينتظر منك الجــــــــــــــــــــــميع أن تبكــــــــــــــــــــــي
        .
        .
        روايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي / منقولة .
        http://v.3bir.com/318063/

      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

      جميلة

      تعليق

      • الليديM
        عضو متألق
        • Oct 2012
        • 425

        رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

        واو شو حلوة ,,, بتجنن

        وعد وطارق وليلى عماد : رووعة

        بضل الحزين هشام : المسكين لازم يصوم 3 أيام لانه أقسم لتكون وعد لالو ههههههههه

        والله حزنت كتير على مايا وكنت حاسة انها رح تموتت ,,, الله يرحمها كانت منيحة

        أحلى شي لما أهل وعد عملولها مفاجأه بيوم ميلادها < اتزكرت أهلي لما يعملولي هيك مفاجأت ههههههههههه

        يلا ميرف كملي تنزيل

        بانتظارك يا عسل

        تعليق

        • Merve
          عضو فضي
          • Jan 2013
          • 692

          رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

          المشاركة الأصلية بواسطة الليديM
          واو شو حلوة ,,, بتجنن

          وعد وطارق وليلى عماد : رووعة

          بضل الحزين هشام : المسكين لازم يصوم 3 أيام لانه أقسم لتكون وعد لالو ههههههههه

          والله حزنت كتير على مايا وكنت حاسة انها رح تموتت ,,, الله يرحمها كانت منيحة

          أحلى شي لما أهل وعد عملولها مفاجأه بيوم ميلادها < اتزكرت أهلي لما يعملولي هيك مفاجأت ههههههههههه

          يلا ميرف كملي تنزيل

          بانتظارك يا عسل
          هههههههه والله وانا كمان فكرت نفس الشي هشام لازم يصوم 3ايام
          بس يمكن وعد تغير رايها مين قالك انها ماراح تتزوجو
          ستني العيد ميلاد اللي اح اعملك ياه و راح تشوفي

          تعليق

          • Merve
            عضو فضي
            • Jan 2013
            • 692

            رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


            *الجزء الثامن والعشرون*
            (هل ستنجح فكرته؟)


            (ماذا افعل؟.. اخبريني بالله عليك؟..)
            تطلعت فرح بغرابة الى هشام.. وقالت: ماذا تفعل في ماذا؟..
            قال بحدة: انت تعلمين كل شيء.. فلا تتغابي الان..
            قالت بدهشة: اخبرك ماذا تفعل لتجعل وعد تبادلك المشاعر؟ ..هل نحن من يصنع هذه المشاعر تجاه شخص ما يا هشام؟ ..هل المشاعر بيدها هي؟..
            تطلع اليه بضيق ومن ثم قال: لا.. ولكني اظن ان من الممكن ان تبادلني المشاعر يوما ما..في السابق كنت اشعر بها قريبة مني.. اما الان.. فأنا اشعر ان هناك ما يفصل بيني وبينها..
            عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: ماذا تعني بالضبط؟..
            قال وهو يشعر بضيق يكتم على انفاسه: لست اعلم.. ولكن ربما كانت تحب شابا ما..
            اتسعت عينا فرح وقالت: لا مستحيل.. لوكان الامر كذلك لاخبرتني انا على الاقل..
            قال وهو يلوح بكفه بضيق: هل تظنين انها ستخبرك بأمر خاص بها كهذا؟..
            قالت فرح باستنكار: ولم لا؟..
            - لانها تشعر بأن امرا كهذا خاص بها وحدها ولا يحق لأحد ان يعلمه.. وان مجرد اخباره للغير سيسبب لها الكثير من الاحراج.. ولديك خير دليل على ذلك..انا الذي اقف امامك.. منذ متى وانا احبها.. هل علم احد فيكم بالامر.. وانت بنفسك لم تعلمي بهذا الامر الا قبل اسبوعين فحسب..
            صمتت فرح قليلا وهي تفكر ومن ثم قالت: حسنا لنفترض هذا..وما الحل برأيك الان؟..منذ فترة وهي لا تفكر بك الا كأخ لها.. تظن انك بعد ان اعترفت لها بمشاعرك ستبادلك اياها..
            قال هشام بعصبية: وماذا بي انا؟..
            قالت فرح وهي تزفر بحدة: هشام انتما مختلفان في كل شيء .. اهتماماتك تختلف عن اهتماماتها.. تفكيرك يختلف عن تفكيرها..صدقني لو حدث وان ارتبطتما ..ارتباطكما هذا سيفشل..
            واردفت وهي تقول بصوت هادئ: اتعلم ماهو خطأك؟.. انك لم تنظر في حياتك الى فتاة سوى وعد..ووعد فقط.. لهذا اتجهت مشاعرك اليها فقط..ولم تفكر في حياتك في فتاة سواها.. انك حتى لم تمنح لنفسك فرصة بهذا..
            - كيف تريدين ان افكر في فتاة اخرى وقلبي تسكنه وعد..
            قالت بنفاذ صبر: هشام لو علمت ان ابنة خالتي تحبك.. هل ستبادلها المشاعر وتقبل بها زوجة لك؟..
            قال هشام باستنكار: تلك المدللة ..مستحيل..
            - اذا لا تحلل لنفسك ما تحرمه على غيرك..
            فهم ما تعني ولكنه قال باصرار: وعد تحبني استطيع ان اقسم على هذا وهذا هو الفرق في الموضوع..
            - كأخ لها فقط.. لا تنسى..
            نهض بغتة من فوق المقعد الذي يجلس عليه ومن ثم قال: لن اعدم الوسيلة.. وسأتصرف بنفسي..
            قالت فرح بقلق: ماذا ستفعل؟..
            قال بصرامة: لن انتظر حتى ارى احدهم قد اخذها مني.. وعد لي فقط..
            قالت فرح وقلقها يتضاعف: هشام لا تكن مجنونا..
            - لا تقلقي لم افقد عقلي بعد..ولكن علي ان اتخذ خطوة ما الى الامام ولا انتظر لأراها تزف الى غيري يوما ما..
            - ما الذي تفكر فيه بالضبط؟..
            قال هشام بغموض: ستعرفين كل شيء في حينه..
            وتسلل القلق والتوتر الى قلب فرح وهي تفكر فيما قد يفعله هشام.. لتكون وعد له وليست لسواه..
            ********
            لم تتوقف الدموع من الانذراف من عيني ليلى ولو للحظة.. وهي تصطنع النوم على فراشها.. ووسادتها قد اكتفت بدموعها.. ولكن عينيها لم تكتف بعد.. وجرحها لا يزال ينزف.. وهي تتذكر ما فعله عماد معها..وانه كان يخدعها طوال الوقت لا اكثر..انها تحبه.. واذا جرحنا من نحب.. يكون جرحه الاكثر ايلاما وعمقا.. ولا يلتئم الا عندما ننسى من نحب.. وكيف تنسى عماد؟.. عماد الذي بات بحكم زوجها الان.. وهذا يعني انها له.. ولكن من حقها ان تطلب لانفصال.. وتنهي الخطوبة.. اجل من حقها.. والا لماذا وضع الناس فترة للخطوبة.. اليس لكي يعترف كلا الطرفين على الاخر و...
            الانفصال؟؟.. هذا اخر ما تفكر فيه.. انها تحبه.. كيف تتركه .. لا تستطيع .. ستنتزع روحها من جسدها لو انفصلا..وعماد ماذا عنه؟..هل يحبها؟.. اخر كلماته التي قالها لها في لقائهما الأخير تثبت لها ذلك..اذا لم خدعها؟.. لم؟..
            كانت قد تركت هاتفها على الوضع الصامت حتى لا تجيب على أي مكالملت من أي احد.. وخصوصا عماد.. لا تستطيع ان تتحدث اليه بعد كل ما حدث.. لا تستطيع ..والتفتت الى حيث هاتفها الذي لم تتوقف الاضاءة عن شاشته منذ ساعة..بالتأكيد هو عماد.. والا من يصر على الاتصال بها كل هذه الفترة..
            ومن جانب اخر..شعر عماد بالعصبية والغضب وهو يرى انها ترفض الرد على أي من مكالماته.. او رسائله القصيرة.. لو تفهم فقط.. لو تفهم..لما فعلت بي ذلك.. كيف يمكنها ان تفهم دون ان تمنحني فرصة للحديث او الدفاع عن نفسي.. فسرت الامر كما تشاء.. ولم تقبل ان تستمع لما سأقول حتى ..تبا .. تبا.. ليتني اخبرتها بالحقيقة منذ البداية..ولكني كنت اخشى ان افقدها.. يا الهي.. ماذا افعل الان؟..
            شعر بالضيق يكتم على صدره.. واتصل هذه المرة بصديقه عمر..وقال هذا الاخير عندما اجاب على اتصاله: اهلا عماد..من الغريب ان تتصل بي في وقت كهذا من المساء..
            قال عماد بجدية: ارغب بالتحدث اليك..
            قال عمر بحيرة: عن ماذا بالضبط؟..
            قال عماد في سرعة: ستعلم بكل شيء ان التقينا..
            - حسنا..اين؟..
            - مطعم العاصمة.. هل يناسبك؟..
            قال عمر مبتسما: بالتأكيد يناسبني..ولكن اخبرني لم دائما تدعوني على هذا المطعم؟..
            قال عماد مداعبا بابتسامة شاحبة:لانه الارخص ثمنا.. والان الى اللقاء.. اراك هناك..
            قال عمر بهدوء: يبدوا ان الامر مهم جدا..اشعر بانك متضايق جدا من امر ما..
            صمت عماد ولم يعلق فقال عمر: حسنا يا عماد.. اراك هناك.. الى اللقاء..
            اغلق عماد هاتفه..وانطلق في سرعة مغادرا المنزل..لينطلق بسيارته بعدها وهو يشعر بالضيق والالم يعصر قلبه..وهو يخشى ان لا تفهم ليلى موقفه ابدا..
            نعود الى ليلى.. التي اعتدلت في جلستها اخيرا وهي متأكدة ان النوم اخر ما تفكر فيه.. ونظرت لا اراديا بعينيها المغرورقتان بالدموع الى ذلك الهاتف ..الذي توقفت شاشته عن الاضاءة ..وقررت اخيرا ان ترى من الذي كان يتصل بها..
            مسحت دموعها بانامل مرتجفة..والتقطت هاتفها لترى ان 30 مكالمة لم يتم الرد عليها.. 25 منها من عماد.. اما الباقي فهي اما من معارفها او من صديقاتها.. وهمست بصوت مرتجف متحدثة الى نفسها : ما الذي تريده مني الان؟.. بعد ان خدعتني ..بعد ان كذبت علي واوهمتني بشيء يخالف حقيقتك.. لم اتصور يوما ان اخدع .. ومن من؟..من احب شخص الى قلبي..لقد مزقت احلامي التي رسمتها يا عماد..حطمتها دون ان تنتبه ان ما فعلته قد مزقني وحطمني انا قبل ان يمس تلك الاحلام..
            ضمت رجليها الى صدرها وطوقتها بذراعيها.. وهي تواصل بكائها بألم وحرقة ..ودموعها لا تتوقف عن السيل على وجنتيها...
            *********

            تعليق

            • Merve
              عضو فضي
              • Jan 2013
              • 692

              رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

              دلف طارق الى القسم في سرعة وقال بابتسامة عريضة: لدي لكم خبر رائع.. لن يسمعه الا من يدفع اكثر..
              والتفت الى أحمد ليقول بابتسامة: هه .. كم تدفع؟..
              قال احمد مصطنعلا التفكير: هل تكفي خمس قطع نقدية؟..
              قال طارق بسخرية: يا لك من كريم..
              وقال وهو يلتفت الى نادية: وماذا عنك يا استاذة؟.. كم تدفعين؟..
              ابتسمت قائلة: عشر قطع..
              فكر قليلا ومن ثم قال: دعونا نرى الصحفية الاخيرة الموجودة هنا.. ربما تدفع الاكثر..
              واردف وهو يلتفت الى وعد: كم تدفعين لتعلمي بهذا الخبر..
              قالت وهي تهز كتفيها بلا اهتمام مصطنع: لا شيء..
              قال طارق مبتسما: هل انت متأكدة؟.. خبر كهذا يساوي مليون قطع نقدية..
              شعرت بالفضول وقالت:اريد ان اعلم ماذا هناك اولا.. ثم اقرر كم ادفع لخبرك هذا..
              غمز بعينه وقال: اظن ان الخبر سيعجبك كثيرا..
              قالها ومن ثم فرد صحيفة امامها على الصفحة الاولى.. وقال وهو يتطلع لها: هه.. ما رأيك؟..هل يستحق ام لا؟..
              تطلعت الى الجريدة بغير تصديق .. ورفعت عينيها الى طارق بذهول وقالت باضطراب: هل ما اراه بالصفحة الاولى هو تقريري حقا؟؟..
              اومأ برأسه وقال: اجل.. تقريرك انت يا وعد..لقد فعلتها واثبت للجميع انك صحفية ماهرة ورائعة..
              قال كلمته الاخيرة بحنان فقالت وعد ودموع الفرحة تكاد تقفز من عينيها: هذا يعني...اني.. اني...
              واردفت وهي تهتف بانفعال وفرحة: هذا يعني اني قد اصبحت صحفية بينكم اخيرا.. اخيرا..هل تصدقون؟.. انا الان صحفية مثلكم..
              شعر طارق بالفرحة تتسلل الى قلبه.. وهو يراها سعيدة الى هذه الدرجة .. سعادتها ذكرته بسعادة الطفل الصغير عندما يحصل على ما يريد.. وابتسم بحب وهو يتطلع لها.. وسمع وعد تقول في تلك اللحظة: اتعلم؟.. خبرا كهذا يستحق ما يفوق المليون قطعة نقدية..
              ابتسم طارق وقال: فليكن.. هلمي.. امنحيني المبلغ..
              قالت مبتسمة: لسوء الحظ .. لست املك ربع هذا المبلغ حتى..
              قال مبتسما بحنان وهو يهمس لها قائلا بصوت لا يسمعه سواها: لا تهمني كنوز العالم كله.. مادمت ارى هذه الابتسامة تزين شفتيك وتضئ وجهك..
              ارتجف قلب وعد بين ضلوعها.. وشعرت بالحرارة تغزو جسدها.. وسيطر عليها الارتباك بالرغم منها من كلماته ..وتسائل واحد خطر بذهنها..ترى ماذا يعني بما قال؟.. وقالت متهربة من الموضوع: اخيرا اعترف رئيس التحرير بأن ما اقوم به جيد ويستحق النشر..
              قال احمد بابتسامة: صدقيني لو لم يفعل لوقفنا له كلنا بالمرصاد..
              واردف وهو يتطلع الى طارق بخبث: اليس كذلك يا طارق؟..
              تطلع البه طارق وقد فهم ما يقصد وقال متعمدا البرود وهو يجلس خلف مكتبه: هذا يتوقف عليك انت.. فأنت الوحيد الذي ستخشى الوقوف في وجه رئيس التحرير..
              تطلع اليه احمد باستنكار ومن ثم قال: انا يا طارق؟..
              ضحكت وعد بمرح .. والتفت لها طارق وقال مبتسما: ما رأيك يا وعد اليس ما اقوله صحيحا؟..
              تطلع لها احمد وقال وهو يرفع حاجبيه: بالتأكيد لا.. اليس كذلك يا وعد ؟..
              تطلع له طارق بضيق.. فقال احمد وهو يتنحنح: اعني يا انسة وعد..
              ظهر شبح ابتسامة على شفتي وعد وقد لاحظت نظرات طارق المتضايقة..اهذا ما ضايقه؟.. ان احمد قد قام بندائي بأسمي مجردا ؟.. اليس هو اول من بدأ يناديني بهذه الصورة؟ .. قلم يبدوا رافضا لفكرة ان يناديني سواه باسمي مجردا من ايه القاب؟ ..وقالت بعد وهلة من الصمت وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: في الحقيقة انا صحفية وواجبي ان اقف مع الحق..لهذا فأنا اقول ان الجميع هنا سيقفون معي ويساعدوني لو احتجت يوما لمساعدتهم..
              ابتسم احمد وقال: جيد.. لقد اتخذت موقفا محايدا وارضتي جميع الاطراف..
              قالت بابتسامة واسعة: وهذا هو عملي..
              صمتت للحظات ومن ثم قالت بتردد: كيف حال ذراعك الان يا استاذ طارق؟..
              قال بابتسامة: بخير.. دعك من هذا الامر ولا تفكري فيه كثيرا.. انه مجرد جرح بسيط لا اكثر..
              قالت وعد وهي تزدرد لعابها: ولكن بسببي لن تتمكن من الكتابة بشكل جيد الا بعد فترة من الوقت..
              قال طارق وهو يرفع حاجبيه: من قال هذا؟..
              قالت وعد وهي تشعر بتأنيب الضمير: ذراعك اليمنى لا تزال مصابة كيف ستتمكن من تحريكها وهي كذلك؟ ..وحتى لو حاولت سيكون الامر صعبا عليك..
              قال احمد مبتسما: من هذه الناحية لا تقلقي..
              التفتت الى احمد وقالت: ماذا تعني؟..
              ولما لم يجبها عادت لتلتفت الى طارق وقالت: ما الامر؟.. لست افهم شيئا..
              قال طارق وهو يلوح بيده اليسرى الممسكة بالقلم: كل هذا الوقت ولم تعلمي بعد اني اقوم بالكتابة باستخدام بيدي اليسرى..
              قالت بدهشة: احقا؟..لم انتبه من قبل..
              قال طارق بهدوء:في العادة الناس يستخدمون ذراعهم اليمنى للهجوم واليسرى للدفاع.. اما في حالتي فقد فعلت العكس.. لان ذراعي اليسرى هي الاكثر استخداما لدي.. ولهذا ترين اني قد حميت صدري باستخدام ذراعي اليمنى لا اليسرى..
              قالت وعد وهي تومئ برأسها: لقد فهمت الان..حتى عندما كنت تقود السيارة كان يبدوا شيئا عاديا لديك وانت تقودها بذراعك اليسرى..
              قال بهدوء: لاني معتاد على ذلك..وعلى استخدام ذراعي اليسرى في القيادة دائما..
              ران الصمت على المكان بعد عبارته الاخيرة..وقد عاد الجميع لممارسة اعمالهم.. وسمعوا بعد فترة من الوقت طرقا على الباب.. وقال من يقف عنده: الاستاذ طارق المدير يطلب رؤيتك..
              زفر طارق بحدة.. ومن ثم نهض من مكانه مغادرا القسم.. وعينا وعد تتبعه....
              ********
              جلس عماد خلف مكتبه وهو يتذكر حديثه بالامس مع عمر بالمطعم بعد ان شرح له ما حدث بينه وبين ليلى..وظل عمر صامتا لفترة من الوقت.. قبل ان يقول: سأكون صريحا معك يا عماد..انت المخطأ في كل ما حدث..
              قال عماد وهو يحاول ان يبرر لعمر ما فعله: ولكني كنت احاول ان اقرب العلاقة بيني وبينها بهذه الطريقة.. فكما اخبرتك.. كانت دائما تتهرب مني لمجرد اني المدير.. ماذا ستفعل اذا لو علمت اني صاحب الشركة..
              قال عمر وهو يهز رأسه: هذا ليس مبررا.. ان لم تكن ستعلم بهذا الامر سابقا فستعلمه فيما بعد وكان عليك ان تدرك هذا..فبداية علاقتكما كانت يجب ان تقوم على الصدق والثقة المتبادلة.. لا ان تخدعها في هويتك..اتعلم ماذا فعلت الان؟.. لقد فقدت ثقتها بك.. باتت تراك انسان مخادع وربما لم يحبها يوما..
              قال عماد وهو يكور قبضته بانفعال: اقسم بأني قد احببت ليلى بكل مشاعري.. اقسم بأنها الفتاة التي اتمناها زوجة لي.. اقسم بأني قد بت مهووسا بهذه الفتاة.. وان فراقي لها ولو للحظات يجعلني اتلهف للقاءها.. اقسم على ذلك..
              قال عمر بهدوء: لا داعي لهذا الانفعال.. انت تستطيع ان تصلح الامور وتجعلها تفهم وجهة نظرك بالامر..
              قال عماد باستغراب: ماذا تعني بالضبط؟..اخبرتك انها ترفض الاستماع لي وحتى اتصالاتي ترفض الاجابة عليها..
              قال عمر وهو يهز كتفيه: لها الحق في ذلك ولو كنت مكانها لقطعت علاقتي بك نهائيا..
              قال عماد بحدة: اردتك ان تخفف عني لا ان تزيد الطين بلة..
              قال عمر بتأنيب: هذه هي الحقيقة.. ام ان كلمة الحق تجرحك..
              قال عماد وهو يضرب الطاولة بقبضته: ارجوك لم اعد احتمل اللوم.. اريد حلا لهذا الامر..
              ابتسم عمر وقال: دائما انا من يحل مشاكلك العاطفية..
              قال عماد مبتسما بشحوب: وهل لي من صديق سواك؟..
              قال عمر وهو يهز رأسه بابتسام: لمصلحتك فقط..حسنا استمع الي سأخبرك بطريقة ربما تستطيع بها اصلاح ما حدث بينكما..
              قال عماد بلهفة: وما هي؟..
              قال عمر وهو يفكر: اخبرني اولا ماذا ستعطيني بالمقابل..
              - يالك من شخص مادي.. الا يكفيك ان تساعد صديقك؟..
              قال عمر بابتسامة: لا ابدا.. فالمرة الاولى كانت بدون مقابل..
              تطلع له عماد باستخفاف وقال: ايكفيك لكمة في معدتك؟..
              - لا شكرا لك..
              قال عماد بحنق: قل ما عندك يا عمر.. فلست في مزاج يسمح لي بالمزاح..
              قال عمر بهدوء: حسنا استمع الي.. انت صاحب الشركة ومديرها اليس كذلك؟..
              قال عماد بضيق: ماهذا السؤال السخيف؟..
              - دعني اكمل .. اعني انك المدير بالشركة.. الامر الناهي.. وهي موظفة لديك ..
              قال عماد باستغراب: حسنا اعلم ذلك.. وبعد؟..
              تطلع له عمر بصمت وفي عيناه بريق مكر..فقال عماد وقد فهم ما يعنيه اخيرا: لقد فهمت .. ولكن هل تتوقع ان تستمع الي في النهاية؟..
              قال عمر مبتسما: اظن ذلك..
              قال عماد بابتسامة: اشكرك كثيرا يا عمر.. لا اعلم ماذا كنت سأفعل بدونك..
              قال عمر مداعبا: انا في الخدمة دائما وخاصة للمشاكل العاطفية..

              تنهد عماد بعمق بعد ان استرجع ما حدث معه بالامس وهو يفكر.. ترى استنجح فكرة عمر وتعود الى العلاقة كما كانت بينه وبين ليلى..ليس بيده سوى المحاولة.. لقد حاول كثيرا الاتصال بها ولكنها ترفض حتى الاجابة عليه..انها ترفض ان تمنحه حتى فرصة ليدافع بها عن نفسه..
              وضغط على زر الاتصال بين مكتبه ومكتب سكرتيرته وقال: اطلبي من موظفة الحسابات ليلى بالقدوم الى مكتبي واحضار ملفات ميزانية الشركة لهذا العام..
              اجابته السكرتيرة قائلة: امرك يا سيد عماد.. اتأمر بأي شيء اخر..
              - لا شكرا..
              قالها وانهى الاتصال بينه وبين السكرتيرة.. واسند رأسه بتعب الى مسند المقعد.. لم يحظى في الليلة الماضية سوى بساعة واحدة ارتاح فيها.. طوال الوقت كان يفكر بما الت اليه علاقته بليلى بعد تلك العلاقة الجميلة التي كانت تجمعهما..ليلى الان تظن بأنه مخادع ..كاذب..حتى حبه لها تظن انه كذبة ..ماذا يستطيع ان يفعل ليصلح علاقته بها.. لا شيء سوى الحل الذي عرضه عليه عمر..
              ومن جانب اخر.. ليلى التي كانت تحاول ان تنغمس بالعمل لتبعد نفسها وعقلها عن التفكير بعماد.. تحاول ان تفعل أي شيء .. حتى لا يتسلل الى ذهنها ويسيطر عليه.. كانت تشعر بالقهر وتكاد دموعها تقفز من عينيها في اية لحظة ..ولكنها قاومت هذا الاحساس حتى لا ينتبه لها احد و...
              (ليلى.. ماذا بك؟..)
              صوت زميلتها جعلها تفيق من انغماسها بالعمل..ورفعت رأسها قائلة بتعب: ماذا هناك؟..
              ليلى ايضا لم تستطع النوم الليلة الماضية الا من نصف ساعة او ربما اقل..واجابتها زميلتها قائلة: ماذا بك؟.. انا اناديك منذ فترة..
              قالت ليلى وهي تتنهد: لم انتبه لك معذرة..
              قالت زميلتها مبتسمة: بل انت في عالم اخر تماما..
              لم تجبها ليلى وظلت صامتة..لا تعلم بم تعلق.. تخبرها انها في عالم من الالام والمرارة والعذاب..تخبرها بان لشخص الذي احبته وارتبطت به قد خدعها..
              انطلق رنين هاتف المكتب بالمكان فجأة ليقطع ذلك الصمت الذي غلف المكان لعدة دقائق.. فأجابت عليه احدى الموظفات هناك قائلة: الو.. قسم الحسابات معك..
              واردفت وهي تستمع الى الطرف الاخر باهتمام: حسنا..ستأتي في الحال..الى اللقاء..
              اغلقت الهاتف وتطلعت الى ليلى قائلة: المدير يطلب الملفات المتعلقة بميزانية الشركة لهذا العام.. خذيها اليه يا ليلى..
              زفرت ليلى بتعب وقالت: حسنا ساخذها اليه في....
              بترت عبارتها وكأنها استوعبت هذا الامر لتوها.. تأخذ الملفات لمن؟.. للمدير؟..الذي هو عماد خطيبها.. تذهب اليه وتتحدث اليه.. وبهذا ستضطر لمواجهته.. لا ليست لديها القدرة على مواجهته الان..يجب ان ترفض.. ان...
              وقالت وهي تهز رأسها نفيا: معذرة ولكني اشعر بالتعب ..فلتذهب أي موظفة اخرى بدلا مني..
              قالت زميلتها بهدوء: انه يطلبك بالاسم..
              اتسعت عينا ليلى باستنكار ودهشة وقالت بانفعال: ماذا؟؟..
              وكأنها تنبهت الى انفعالها.. فخفضت صوتها قائلة: اعني لا استطيع الذهاب.. انا اشعر بالتعب و...
              قاطعتها زميلتها قائلة: ولكني اخبرته انك قادمة..ثم لماذا ترفضين الذهاب اليه؟.. هل هو الخجل يا ترى؟.. ام انكما متشاجران؟؟..
              انتفضت ليلى اثر عبارة زميلتها الاخيرة وقالت نافية: كلا ابدا لا هذا ولا ذاك..
              - اذا لم ترفضين ال...
              جاء دور ليلى لتقاطعها قائلة: لانني متعبة لا غير.. ولكن لاثبت لك انه لا شيء مما قلته صحيح.. ساخذها اليه الان..
              قالتها والتقطت عدد من الملفات وهي تمثل اللامبالاة.. مع ان دقات قلبها تنبض بعنف شديد.. وارتباكها قد سيطر على كيانها كله .. حتى ان اناملها بدأت بالارتجاف ..وازدردت لعابها بصعوبة في محاولة منها للسيطرة على توترها .. وسارت بخطوات بطيئة بعض الشي مغادرة القسم..حاولت السيطرة على ارتباكها وهي تبعد خصلات شعرها خلف اذنها..وحاولت قدر الامكان الابطاء من حركتها.. وكأنها لن تصل الى مكتب عماد لو فعلت ذلك..
              ووجدت نفسها أخيرا في مكتب سكرتيرته الخاصة التي قالت لها: هل من مساعدة اقدمها لك يا انسة؟..
              قالت ليلى بارتباك وهي تزيح خصلات شعرها خلف اذنها مرة اخرى بتوتر: انا ليلى .. موظفة الحسابات.. وقد.. احضرت الملفات..كما...
              تنهدت وهي تحاول تمالك نفسها لتكمل .. ولكن السكرتيرة قالت في سرعة: يمكنك الدخول يا انسة.. لقد طلب مني السيد عماد ادخالك على الفور..
              ازدردت ليلى لعابها.. انه يتعمد ذلك.. يتعمد اللقاء بها..هذا اللقاء الذي تتحاشاه.. طلبها بالاسم.. والان يتعجل دخولها اليه.. وقالت متحدثة الى السكرتيرة: الا يمكنك ان تعطيه الملفات بدلا مني؟.. فلدي من العمل الكثير..
              قالت السكرتيرة باعتذار: معذرة يا انسة.. لقد طلب ان تسلميه الملفات بنفسك.. وليس أي موظفة سواك..
              وهاهي ذي نقطة ثالثة تثبت لها الامر.. وعقدت حاجبيها بغتة وقالت متحدثة الى نفسها مصطنعة التحدي والقوة: (ومم اخشى؟.. سأمنحه الملفات وأخرج.. كأي موظفة اخرى.. ماذا يستطيع ان يفعل بي حتى اخشى لقاءه.. لاشيء.. ثم انني مرتبطة به..اجل سأدخل ليس هناك ما اخشاه.. لست بالجبانة ابدا..)
              وتوجهت الى حيث باب مكتبه لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة....

              تعليق

              • Merve
                عضو فضي
                • Jan 2013
                • 692

                رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


                * الجزء التاسع والعشرون*
                (هل تحبيني يا حلم حياتي؟)


                توجهت ليلى الى حيث باب مكتب عماد لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة..
                وتبخر تحديها بغتة كله في الهواء .. وهي تتطلع الى عماد الذي كان مغمض العينين ويبدوا عليه التعب وهو يعقد حاجبيه بذلك النحو ويقطب جبينه ..واحست بالشفقة تجاهه.. انه يبدوا متعبا للغاية.. ترى أبسببي انا وبسبب ما حدث بيننا ام لسبب اخر؟..تطلعت اليه بعطف ورق قلبها تجاهه.. ولكنها تمسكت بكرامتها ووضعت الملفات على مكتبه دون ان تنطق بكلمة وكادت ان تنسحب من المكان ظنا منها انه لم ينتبه الى وجودها حتى وهو متعب على هذا النحو ..لكنها لم تكن تدرك ان عماد قد استمع الى صوت فتح الباب والى خطواتها التي تقترب من مكتبه.. وتسلل الى انفه عبيرها عندما اقتربت منه.. وحتى صوت انفاسها المتوترة كانت مسموعة لديه..وهمس قائلا وهو يفتح عينيه ليوقفها: انتظري قليلا يا ليلى ..
                لم تتحرك من مكانها وقد سيطر عليها التوتر اثر فتح عينيه فجأة وقالت محاولة السيطرة على اضطرابها: اتطلب أي شيء اخر يا سيد عماد؟..
                قال عماد وفي عينيه نظرة رجاء: اجل.. اطلب دقائق فقط لأشرح موقفي لك..
                قالت ليلى ببرود: هذا لا يدخل نطاق عملك يا سيد عماد على ما اعتقد.. لهذا سأنصرف ..عن اذنك..
                التفتت عنه لتنصرف.. ولكن كف عماد امسكت بمعصمها في سرعة وقال هو بارهاق: ليلى لا تفعلي هذا بي.. انا متعب للغاية.. لم انم ليلة البارحة.. وانا افكر بكل ما حدث .. لقد اخطأت واعترف بهذا.. ولكن امنحيني فرصة للدفاع عن نفسي.. لا تصدري حكمك علي بدون الاستماع حتى لتبريراتي..
                قالت ليلى وغصة مرارة تملأ حلقها: وماذا ستقول؟.. المزيد من الخداع.. المزيد من الاكاذيب.. لم اعد احتمل سماع المزيد منها.. اترك معصمي من فضلك ودعني اغادر..
                ترك عماد معصمها على عكس ما كانت تتوقع.. واحست لوهلة بالدهشة .. ولكنها لم تستمر في دهشتها بل التفتت عنه لتغادر المكتب.. وما كادت تسير بضع خطوات مبتعدة عنه حتى وجدته خلفها يمسك بذراعها بقوة وهو يقول: حسنا يا ليلى.. لقد سأمت هذه اللعبة.. سينتهي الامر الان.. وستستمعين الي شئت ام ابيت..
                رفعت ليلى حاجبيها باستنكار وقالت: هل اصبح الاستماع اليك امرا مفروضا علي ايضا؟..
                قال بغضب: اجل .. عندما تتهميني بالخداع وبالاكاذيب ..عندما تتهميني بأن عاطفتي لك ليست الا كذبا.. عندما ترفضين الاستماع الي والى تبريراتي.. فمن حقي هنا ان ادافع عن نفسي.. وافرض عليك الاستماع الي والى ما سأقوله..
                قالت ليلى بحدة: واذا رفضت الاستماع اليك.. ما الذي ستفعله؟..
                اشتعلت عينا عماد غضبا..وقال وهو يتقدم منها: اجلسي..
                لأول مرة منذ التقت به.. تراه ليلى غاضبا الى هذه الدرجة ..وتراجعت الى الوراء لا اراديا.. فصاح بها قائلا بانفعال: قلت اجلسي..الا تسمعين؟..
                اطاعته بخوف واستسلام.. وهي تجلس على الاريكة .. فقال عماد وهو يجلس بدوره على المقعد: حسنا يا ليلى سنبدأ منذ بداية علاقتي بك..والتي كنت ترفضين تقربي منك لمجرد اني مدير هذه الشركة..لقد وجدت وقتها ان فرصة ان اكون قريبا منك تعادل الصفر بالمائة لو اخبرتك اني ابن صاحب هذه الشركة ايضا..لهذا فضلت الصمت وعدم اخبارك بالامر .. حتى تكوني قريبة مني.. بدون حواجز او معوقات تبعدنا عن بعضنا.. ليس ذنبي اني ولدت لأكون ابن صاحب هذه الشركة.. وليس ذنبك ايضا انك ولدت لتكوني موظفة فيها.. ولكن ذنبنا نحن الاثنين ان كنا سنجعل من هذه الامور التافهة عائقا بيننا..
                وصمت عماد اخيرا ليلتقط انفاسه ويحاول السيطرة على عصبيته وتطلع الى ليلى التي اغرورقت عيناها بالدموع بصمت ..وانتظرها حتى تتحدث ..وبعد دقيقة كاملة من الصمت قالت ليلى بصوت مختنق: اتعتقد ان ما قلته يعد مبررا؟.. اتعتقد اني لم اكن لأعلم الامر عاجلا ام اجلا.. ام انها كذبة اخرى؟..
                قال عماد بانفعال: اقسم على انها ليست كذبة.. اقسم على اني لم اكذب عليك في يوم..سوى ما اخفيته عنك بشأن اني ابن مالك هذه الشركة..اقسم اني احبك الى حد الجنون.. اقسم على اني لم اعد احتمل المزيد من مما تفعلين..
                واردف وهو يمسك جبينه بتعب: ليلى ارجوك .. انسي هذا الامر.. اني اعترف بخطأي وانه لم يكن يجب علي ان اخفي عنك امرا كهذا..ليلى حفلة الخطوبة لم يبقى عليها سوى ايام .. لا اريد ان ...
                بتر عبارته وهو يحاول التقاط انفاسه .. وليلى تراقبه بصمت ..وقالت بعد وهلة من الصمت: عماد.. اتعلم لماذا انفصل ابي عن امي؟..
                تطلع اليها بغرابة ومن ثم اجابها بحيرة: لقد قلت ان ابيك كان عصبيا وكانت هناك الكثير من المشاكل التي تنشأ بينه وبين والدتك بسبب هذه العصبية..
                قالت ليلى بشرود: اجل كان هذا سبب من الاسباب ولكن السبب الرئيسي كان ان ابي قد خدع امي في يوم.. ربما لم يقصد ذلك.. ولكن امي وقتها اصرت على الانفصال.. ولهذا بات الخداع والكذب اكثر صفتين ابغضهما في هذا العالم.. لأنهما كانا سببا في هذا الانفصال بين والدي ووالدتي .. لهذا لا اريد ان تتكرر المأساة..وان يجد طفل ما نفسه مشتتا بين والدين منفصلين ..
                وسالت دموعها على خديها بلا استئذان.. فقال عماد بحنان : ليلى.. والديك مجرد حالة في هذا العالم .. لا تجعليهما قاعدة لنا.. ربما كان الخداع صفة بغيضة.. ولكن الحب امر رائع.. لهذا لا تدعي مثل هذا الامر.. يهدم هذا الحب الذي بنيناه سويا..
                دفنت وجهها بين كفيها واخذت تشهق شهقات مكتومة وهي تنتحب.. ووجدت عماد يبعد كفيها عن وجهها بغتة فتطلعت اليه بغرابة .. فقال بهمس: ولم البكاء الان؟..
                تطلعت اليه بصمت غير قادرة على التحدث.. فقال عماد وهو يمسح دموعها بأنامله: هل كذبت عليك في يوم يا ليلى؟..هل فعلت يوما؟..هل تشكين في صدق حبي لك؟..
                هزت ليلى رأسها نفيا..فقال عماد برجاء: اذا لم كل هذه القسوة؟.. لم لا تنسين ما حدث ونبدأ صفحة جديدة؟..
                - من الصعب على الانسان ان ينسى بسهولة..
                - ولكن ليس امرا صعبا ان يسامح انسانا يحبه بجنون..
                تطلعت اليه وقالت متسائلة: الن تتخلى عني يوما؟.. الن تتركني وتذهب كما فعل ابي؟..
                قال عماد وهو يبتسم: والدك لم يتركك ابدا يا ليلى..انه موجود في أي وقت احتجت اليه..
                واردف بحب: اما انا..فقلبي ينبض بأسمك ولأجلك.. لو فكرت يوما ان اتركك فحينها سيتوقف هذا القلب عن النبض..وستجديني جثة هامدة جسدا بلا روح..
                اسرعت ليلى تقول: لا تقل مثل هذا الكلام ارجوك.. كيف لي ان احيا في هذا العالم دون ان تكون الى جواري..
                قال عماد بابتسامة: هل اعد هذا بداية للصفح عني؟..
                قالت ليلى وهي تطرق برأسها وابتسامة باهتة ترتسم على شفتيها: انت قلتها.. كيف لي ان لا اسامح انسان يحبني وانا اعشقه..
                تطلع لها عماد بحب والتقط كفها بين كفيه وقال وعيناه تنطقان بهذا الحب الكبير:بل انا من يعشقك يا ليلى .. انت حلم حياتي ..الذي تحقق...
                **********
                رنين متصل في ذلك القسم من مبنى الصحيفة جعل وعد تترك ما في يدها وتلتقط هاتفها المحمول لتجيبه قائلة: اهلا هشام.. كيف حالك؟..
                قال بسخرية: في اسوأ حال.. ماذا عنك؟.. انك في افضل حال اليس كذلك؟..
                قالت بمرح: من قال هذا لدي تقرير كامل علي انجازه اليوم وهذا يعني عدم الحصول حتى لساعة واحدة للراحة..
                قال بسخط وغيرة واضحة: ولكن اثنين من الرجال حولك ..ماذا تريدين اكثر من ذلك؟..
                ادركت تلميحه وقالت وهي تضحك: حقا؟.. والشركة التي تعمل بها تمتلأ بالفتيات الجميلات ايضا.. ما المشكلة في الامر؟..
                قال بحنق: المشكلة انك تعملين معهم في نفس القسم.. اما انا فأعمل مع مجموعة من الرجال في القسم و...
                قاطعته وعد قائلة: ومهندسة واحدة لا تحاول الانكار..
                صمت بغرابة لمعرفتها بهذا الامر .. وقال متسائلا: وكيف عرفت؟..
                قالت وعد بمرح: شقيقتك العزيزة بالخدمة دائما..
                قال بسخرية: هكذا اذا.. كل اخباري تصل اليك عن طريقها..
                - اجل.. تماما كما اخباري تصل اليك عن طريقها ايضا..
                واردفت بجدية: اعلم ان وراء اتصالك سببا ما.. فما هو؟..
                قال هشام يهدوء: اجل انت محقة في هذا..
                - اخبرني اذا لم اتصالك هذا؟...
                قال بجدية وحزم: اريد ان اسألك سؤالا واريد اجابته بصراحة..
                ادركت وعد ان سؤاله لن يكون عاديا .. وقالت بتردد: تفضل..
                قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل هناك شخص في حياتك؟..
                اتسعت عينا وعد..ولم تقوى على الاجابة..ما الذي يدفعه ليسأل سؤالا كهذا الان..هل شعر بشيء ما ام ماذا؟..هل حبي لطارق الذي اخفيه بداخلي يبدوا واضحا للعيان..ام اني لا استطيع اخفاء مشاعري؟..
                وقال هشام وهو يعقد حاجبيه بغرابة اثر صمتها: الا زلت على الخط؟..
                قالت وعد وهي تزفر بحدة: بلى..
                - لم تجيبي على سؤالي؟..
                قالت بارتباك: وما الذي يدفعك لتسأل سؤالا كهذا؟..
                قال هشام بصدق: احساس بداخلي يخبرني انك بعيدة عني بسبب شخص ما..هل انا محق؟..
                الجمت الصدمة لسان وعد..لم تعلم بم تجيب او ماذا تقول.. انه يكاد يكشفها.. ما الذي يمكنها قوله؟..هل تصمت.. ام تكذب.. ام تخبره بالحقيقة؟.. لا تعلم.. لا تعلم..
                وحاولت النطق بأي شيء ولكنها ترددت وهي تحاول التفكير في عاقبة ما ستقوله.. في حين قال هشام على الطرف الاخر : هل اعد صمتك هذا دليلا على اني محق في كل ما قلته..
                اسرعت تقول: هشام استمع الي.. سواء اكان هناك شخص في حياتي ام لا.. سنظل ابناء عم دائما..
                فهم هشام من عبارتها انها تعني ان مهما حدث لن تقبل به زوجا لها ابدا..وقال بمرارة: حسنا هل لي ان اعلم السبب؟..
                تنهدت وعد وقالت: هشام.. كم مرة علي ان اعيد عليك هذا الامر.. مشاعري لك لا تتجاوز حدود الاخوة.. كيف لي ان اقبل بأخي ان يكون زوجا لي.. لقد تربينا سويا يا هشام.. حتى طعامنا كنا نتقاسمه احيانا.. هل تظن انه من السهل علي ان احول مشاعر الاخوة هذه لشخص اعتدت ان يكون اخي.. الى مشاعر حب لزوجي؟..
                قال هشام بعصبية: ولكني احبك.. لم لا تفهمين؟..
                قالت وعد بحنق: وانا احب شخصا اخر .. هل ارتحت الان؟..
                لم تدرك وعد فداحة ما نطقت به الا بعد ان قالته..وادركت انه لا مجال للتراجع وانها بهذا قد زادت الطين بله.. وقال هشام بسخرية مريرة: اذا فقد كنت محقا منذ البداية..
                قالت وعد في سرعة: لا تتسرع يا هشام.. لقد قلت ما قلته في لحظة انفعال و....
                قاطعها قائلا بغضب: لن تخدعيني يا وعد.. اكثر شخص يفهمك في هذا العالم هو انا..واعلم انك لا تقولين ما تخفينه الا في لحظات استفزازك او انفعالك..وان ما قلتيه الان هو الحقيقة بعينها.. اخبريني من هو؟.. ولم فضلته علي؟..
                ظلت صامتة دون ان تجيبه .. ثم من اين لها القوة بأن تجيبه ..وقال هو بغضب اكبر: فليكن يا وعد..لا تتحدثي وابقي صامتة.. ولكني اقسم يا وعد.. اتسمعين اقسم على اني لن اسمح لأي شخص بالزواج منك.. فمادمت لست لي.. فلن تكوني لسواي..
                كاد هشام ان يغلق الخط لأن وعد ظلت صامتة لفترة من الوقت دون ان تتحدث ولكن هذه الاخيرة قالت بصوت منفعل ومختنق اخيرا: لم انت اناني يا هشام؟.. اخبرني لم؟..
                قال هشام بدهشة: انا اناني يا وعد؟..
                قالت بحدة وغصة تملأ حلقها: اجل انت.. لا تفكر الا بنفسك .. تقول انك تحبني.. ومن يحب .. يحب الخير لحبيبته.. ماذا عني انا؟.. الم تفكر بي؟.. الم تفكر بمشاعري؟..الم تفكر اني ربما لا اكون سعيدة معك؟.. لا تفكر الا في نفسك.. وان تحظى بمن تحب.. لكن انا لا اهمك.. ان كنت سأسعد معك.. ام سأتألم..
                قال هشام محاولا الدفاع عن نفسه على الرغم من الذهول الذي اصابه من كل ما نطقت به وعد: وانت ايضا لم تفكري بي يا وعد.. لم تفكري ان حبك المتوجه لشحص اخر سيقتلني..
                قالت وعدواناملها ترتجف من شدة النفعال: لو لم اكن افكر بك.. لقبلت بشخص يحبني على الرغم من اني لا ابادله العاطفة ..اتعلم ماذا سأكون انا عندها.. مجرد فتاة حقيرة استغلت مشاعر من تحب على الرغم من انها تفكر في شخص اخر..
                قال هشام وهو يحاول السيطرة على غضبه: هل لي ان اعلم من هو على الاقل؟..
                - ليس المهم ان تعرفه.. المهم ان تعرف.. انك شقيقي يا هشام.. وستظل كذلك دائما..
                - ولكن يا وعد..انا...
                قاطعته وعد قائلة لتنهي الحديث قبل ان تنفجر الدموع من عينيها: عن اذنك الان يا هشام.. لدي من العمل الكثير.. الى اللقاء..
                قالتها واغلقت الهاتف.. وهي تحاول السيطرة على انفعالها وارتجاف اناملها.. وربما من حسن حظ وعد ان طارق قد غادر المكتب منذ فترة ولم يعد اليه حتى الان.. والا لكان لاحظ كل شيء وكل تعابير وجهها الحزينة وما كان ليتركها وشأنها وهي في هذه الحالة..ولسألها عشرات الاسألة ليعلم ما بها..ولكانت حينها ستنفجر بالبكاء دون شك..وهي تكره ان يراها احد وهي على هذه الحالة..
                وجدت نفسها تنهض من على المقعد وتقول بصوت متحشرج: عن اذنكم..
                وتسرع بمغادرة القسم..في خطوات سريعة وهي تحاول ان تمنع تلك الدموع من الانذراف على وجنتيها وعينا احمد ونادية تتبعانها في قلق .. ولم تنتبه في سيرها بسبب عجلتها هذه فاصطدمت بعدد من الاشخاص في طريقها دون قصد منها وفي كل مرة كانت تتمتم: المعذرة.. انا في عجلة من امري..
                وبدت لها دورة المياه بعيدة جدا وكأنها لن تصلها ابدا.. وما ان لمحت اللاقتة.. حتى اسرعت الى هناك ولم تلبث ان اصطدمت بشخص اخر وقالت: المعذرة لم اقصد.. اسفة جدا..
                وكادت ان تبتعدعنه لولا ان سمعته يقول وهو يهمس في اذنها: لا بأس... ولكن انتبهي مرة اخرى في طريقك..
                التفتت لطارق لوهلة بدهشة ناطق العبارة السابقة.. ولكنها لم تلبث ان اشاحت بوجهها عنه لتواصل طريقها..ولكن كف طارق كانت اسرع منها فأمسك بذراعها بقلق وهو يقول: وعد .. ماذا بك؟..
                هذا ما كانت تخشاه.. وقالت بصوت حاولت ان يبدوا طبيعيا: لا شيء ابدا..
                عقد حاجبيه وقال: على من تكذبين.. عيناك تملأهما الدموع..
                قالت وعد بصوت مختنق دون ان تلتفت لطارق حتى: ارجوك دعني اذهب..لم اعد احتمل..
                افلت يدها وهو في غرابة مما اصابها ومن سر بكائها هذا.. فابستثناء انه قد راها تبكي مرة واحد بعد سماع قصته مع مايا.. لم يراها حزينة ابدا بعدها.. ترى ما الذي حدث؟.. ومن السبب في حزنها هذا..
                ولم يجد امامه الا احمد ليشبع فضوله منه.. ويعلم سر حالة وعد.. وما ان دلف الى داخل القسم حتى قال: ما الار؟.. ماذا بها وعد؟..
                تنهد احمد وقال: لست اعلم ولكني سمعت كلمات مبعثرة من حديثها على الهاتف..ثم اني لا احب التدخل في المشاكل الخاصة بشخص ما..
                قال طارق وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه بجوار مكتب احمد: ولا انا.. ولكن يهمني معرفة سبب حزنها هذا..
                قال احمد وهو يسأله بهدوء: ولم؟..
                صمت طارق للحظات ومن ثم قال: لانها زميلة عزيزة وارغب في التخفيف عنها و...
                قاطعه احمد بسخرية وقال: هل تظن اني قد صدقتك الان؟..
                واردف بهدوء: اعلم كم يهمك امرها ومعرفة سبب حزنها هذا.. ولهذا سأخبرك.. لم استمع الى ما قالته جيدا.. ولكن يبدوا الامر يخص شخص ما يود التقدم لخطبتها وهي قد رفضته.. ويبدوا انه يصر على الزواج منها على الرغم من رفضها له...
                وكأن تيار كهربي قد صعق طارق.. فانتفض في مكانه وهو يقول: ماذا؟.. خطبة وشخص تقدم لخطبتها..
                اومأ احمد برأسه وقال: اجل.. فقد سمعتها تقول له انه كأخ لها وانه سيظل كذلك..و...
                صمت احمد بغتة وكأنه قد تذكر شيئا ما واردف وهو يعقد حاجبيه: اظن انه ابن عمها الذي جاء لزيارتها قبل اسبوعين هنا.. فقد سمعتها تناديه باسمه..هل تذكره؟..
                اومأ طارق برأسه وقال ببرود: اجل اذكره.. واسمه هشام على ما اعتقد..
                قال احمد وهو يتذكر: اظن انه هو .. ولكن لا اعلم سر رفضها له.. يبدوا انها تعتبره كأخ لها.. ويبدوا انه لم يتقبل مثل هذا الامر..
                قال طارق وهو يتطلع الى احمد بحاجبين معقودين: حسنا اكمل..
                قال احمد وهو يزفر بحدة: لقد كان صوتها في البداية منخفضا لهذا لم استمع اليها جيدا.. ولكن في لحظة وجدتها تنفعل وتقول لابن عمها..انها تحب شخصا اخر...
                تطلع طارق اليه بدهشة وقد اتسعت عيناه.. وهو يحاول استيعاب ما قاله احمد .. وقال بعد ان سيطر على دهشته: تحب شخصا اخر؟؟.. لم قالت هذا؟.. ومن هو هذا الشخص؟؟..
                قال احمد وهو يهز كتفيه: لم قالت هذا.. فلست اعلم.. ربما قالتها في لحظة انفعال حتى تتخلص من اصرار ابن عمها على الزواج منها..وربما كانت تقول الصدق.. اما بانسبة لمن هو...
                صمت احمد للحظات ومن ثم اردف وهو يميل نحوه بخبث: فيمكنك ان تسألها بنفسك..
                قال طارق باستنكار: ماذا تقول؟؟..اجننت؟؟..
                - لا ليس بعد.. ولكن اظن انك انت من سيجن لو لم تعلم بحقيقة حبها لذاك الشخص ومن يكون..
                قال طارق بحدة وهو ينهض من على المقعد: كف عن هذا الهراء..
                غمز احمد بعينه وقال: اواثق انه هراء؟..
                مط طارق شفتيه وابتعد الى حيث مكتبه وجلس خلفه ويهز قدمه بعصبية.. ما سر بكاء وعد؟.. امعقول انه مجرد ان يتقدم شخص ما لخطبتها..لا.. يبدوا ان الامر اكبر من ذلك..ثم من هو هذا الشخص الذي تحبه؟.. وهل حقا هي تحب؟.. وان كانت كذلك.. فمن يكون؟؟ ..من؟؟..
                لو استطيع التحدث اليها الان.. لو استطيع .. لعلمت منها الامر .. ولكن .. من انا حتى تخبره بمشاكلها الشخصية.. مجرد زميل لها في العمل .. ليس له الحق في التدخل فيما لا يعنيه ..ولكن.. العلاقة بيننا اكبر من ذلك.. اننا اكثر من زملاء عمل .. ربما اصدقاء او... انها تفهم ما يتبادر بذهني قبل ان اقوله.. وانا استطيع قراءة عينيها دون ان تفتح شفتيها..ترى هل هذا هو الحب؟.. وهل انا من تحب؟.. هل انا هو؟؟..اريد ان اعلم..وعد اجيبيني ارجوك.. هل تشعرين بالتوتر كلما التقت عينانا كما اشعر به انا تماما؟.. هل تتمنين ان لا ينقضي الوقت سريعا عندما نكون معا كما اتمنى انا ذلك؟.. هل تشعرين بالسعادة كلما رأيتني مقبلا على المكتب كما اشعر انا بها عندما اراك تدلفين اليه؟..هل يشرد ذهنك بالتفكير بي طوال الوقت كما يحدث معي؟.. هل تشعرين بنفسك في عالم اخر عندما ترين الابتسامة على شفتي كما اشعر انا بابتسامتك تسحرني؟ .. هل ترغمك عينانا كلما التقيتا على الغوص في بحر الاخرى وتمنعك من الاشاحة بوجهك؟.. ارجوك اجيبيني يا وعد..هل تحبين شخصا يراك الان حلم حياته؟..هل تحبيني يا وعد كما احبك.. اجيبيني .. ارجوك..
                وظلت افكاره تسبح في عقله .. دون ان تسبب له الا مزيدا من الحيرة.. واليأس من العثور على اجابة واحدة فحسب لأي من تساؤلاته..

                تعليق

                • Merve
                  عضو فضي
                  • Jan 2013
                  • 692

                  رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


                  *********
                  قال عماد مداعبا وهو يفتح لليلى باب السيارة: تفضلي يا سمو الاميرة..
                  قالت ليلى مبتسمة وهي تهبط من السيارة: الن تكف عن حركاتك المسرحية هذه؟..
                  قال وهو يغمز لها بعينه: كلا وخصوصا معك..
                  واردف وهو يسير الى جوارها الى ذلك المطعم: هل يعجبك المكان؟..
                  اومأت برأسها وقالت: كثيرا..
                  وما ان دلفا الى الداخل واختارا احدى الطاولات.. حتى اسرع عماد يجذب لها مقعد وهو يهمس لها قائلا: تفضلي بالجلوس اميرتي..
                  التفتت له وقالت بابتسامة عذبة: الا ترى انك تبالغ في معاملتي اليوم كثيرا؟..
                  قال وهو يشير الى نفسه باستنكار مصطنع: انا ؟.. ابدا..
                  وهمس لها قائلا بخبث: انا ادللك فقط..
                  ابتسمت بخجل وجلست على المقعد..وقالت بارتباك: عماد..هذا يكفي..
                  قال وهو يميل برأسه لها بخبث: ماذا قلت؟..
                  قالت بانفعال وارتباكها قد وصل اقصاه: يكفي..
                  ضحك بمرح واعتدل في وقفته وقال: ليتك تستطيعين النظر الى وجهك الان...
                  قالت باستغراب: لم ؟.. ما به وجهي؟..
                  - لقد اصبح في لون ثمرة الطماطم..
                  قالت باضطراب وانفاسها تتلاحق: اجل.. كله بسببك ..اذهب واجلس على مقعدك.. ام انك تفضل الوقوف خلفي هكذا..
                  قال مبتسما وهو يمسك ذقنه: لو كنت تريدين الصدق.. فأنا افضل الوقوف خلفك..
                  قالت بعصبية: عماد يكفي ارجوك الناس بدأت تتطلع الينا..
                  قال مبتسما بحنان: وما دخلهم بنا؟.. انا وخطيبتي احرار..
                  لم تستطع التحدث امام ابتسامته الحانية ..ولم تجد امامها سوى ان تطرق برأسها خجلا.. فجذب له عماد المقعد الواجه لها وقال وهو يجلس عليه: يالك من فتاة.. لم اكن ادرك من قبل انك خجولة الى هذه الدرجة..
                  قالها ورفع ذقنها بسبابته برقة.. فتطلعت اليه ليلى وقلبها يخفق بشدة..وقالت بصوت متقطع: عماد.. فلتنادي النادل ..حتى نقوم بطلب ما نريد..
                  - الا ترين معي ان بدونه يصبح الوضع افضل؟..
                  قالت ليلى بصوت مرتجف وقد جف لعابها من حلقها اثر اضطرابها: عماد.. ماذا جرى لك اليوم؟..
                  قال عماد بابتسامة واسعة: اني سعيد.. لا بل في قمة السعادة. . انني احلق فرحا.. ان كان هذا الوصف يوفي.. فمحبوبتي تجلس امامي ومعي وانا اتبادل معها الاحاديث كما اشاء ..دون ان يمنعنا أي شخص..
                  توردت وجنتاها خجلا من كلماته لكنها لم تلبث ان ابتسمت قائلة: اظن انك مخطأ..
                  رفع حاجبيه باستغراب.. فتطلعت ليلى الى نقطة ما خلف عماد..والتفت عماد بدوره ليرى ما تنظر اليه.. وتجهم وجهه للحظة وهو يستمع الى القادم وهو يقول: ماذا تطلبان؟..
                  ابتسمت ليلى بمرح وهي ترى ملامح عماد المتجهمة في حن قال عماد بهدوء: كأسا عصير الفواكة من فضلك..
                  سأله النادل قائلا: هل تريد شيئا اخر ايضا؟..
                  - لا شكرا لك..
                  انصرف النادل بهدوء مغادرا في حين التفت عماد الى ليلى التي كانت تتطلع اليه وعلى شفتيها ابتسامة مرحة. .فقال عماد: لم تخبريني.. هل يناسبك الاسبوع القادم لحفل الخطبة؟..
                  اومأت ليلى برأسها بصمت.. فقال وابتسامة مرتسمة على شفتيه: جيد..حسنا اذا وماذا عن خطيبك؟.. هل يناسبك هو الاخر؟..
                  قالت ليلى مداعبة: ابدا.. افكر بتغييره..
                  قال عماد بغرور مصطنع: ومن اين لك ان تجدي شابا في مثل وسامتي وشخصي المميز؟ ..
                  قالت ليلى وفي صوتها رنة خجل: ولم انت واثق هكذا..
                  - لاني اثق بنفسي.. وادرك جيدا انه لايمكن لفتاة ان تقاوم سحري الخاص..
                  رقعت ليلى حاجبيها ومن ثم قالت بسخرية: هل بت تمارس العاب السحر؟..
                  ضحك عماد وقال: تقريبا..
                  وغمز بعينه مردفا: سحر من نوع خاص جدا..
                  قالها ومس كفها بانامله برقة.. مما جعل الرجفة تسري في جسدها كله.. وتطلعت اليه بحرج بالغ وقالت بهمس: اريد ان اسألك سؤالا؟..
                  قال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: تفضلي..
                  ترددت ومن ثم قالت: هل انا اول حب في حياتك حقا؟..
                  صمت قليلا ومن ثم قال: لقد كنت معجب بفتاة قبلك ولكنها لم تكن تبادلني هذا الاعجاب لهذا لم احاول ان اوضح لها اعجابي هذا.. وانتهى الامر معها منذ ان عرفتك..
                  قالت بغيرة: هل يزعجك ان سألتك كيف تعرفت عليها؟..
                  قال بابتسامة : في الحقيقة لا اعلم.. لقد كانت اغلب الاحيان معي..
                  تطلعت له باستغراب فقال وابتسامته تتسع: انها ابنة عمتي..
                  عادت لتسأله وغيرتها تكبر بداخلها: وهل تراها كثيرا ؟..
                  ادرك من سؤالها انها تشعر بالغيرة تجاهه فقال بجدية مصطنعة: اجل كثيرا جدا.. وتأتي لزيارتي كثيرا..
                  عقدت حاجبيها وقالت بضيق: احقا؟..
                  رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة وقال: اجل لم الاستغراب؟..
                  قالت بحنق واضح: لا شيء.. لست مندهشة او مستغربة ابدا..
                  ابتسم وقال: لقد حدثتها عنك وباركت لي على الخطبة.. وتحمست لتراك..
                  صمتت ليلى وهي تشعر بالضيق .. هل هي الغيرة التي اخذت تنهش في قلبها ؟... مع انه اكد لها ان الامر انتهى مع ابنة عمته..ام انها تشعر بهذا الضيق لأنها ليست اول فتاة في حياته؟..صمتت وهي تبعثر نظراتها بعيدا عن عماد.. وتحاول ان تشغل تفكيرها بأي امر أخر..ورأت النادل بعدها يضع كأسي العصير ومن ثم يتصرف مغادرا..
                  امسكت بكأسها بهدوء وكادت ان ترتشف منه لولا ان سمعت عماد يقول: ليلى..
                  تطلعت اليه بتساؤال وقالت: اجل..
                  قال بابتسامة ساحرة: احبك..
                  بهتت لوهلة ومن ثم لم تلبث الدماء ان تصاعدت الى وجنتيها ..وقالت بهمس: وانا كذلك..
                  غمز بعينه وقال: وانت كذلك ماذا؟..
                  تطلعت له وقالت بخجل: احبك..
                  قال عماد وهو يتطلع اليها بحنان: اتعلمين يا ليلى.. لقدكانت والدتي تصر علي ان اتزوج.. وخصوصا واني بالتاسعة والعشرين من عمري الان.. او يمكنك ان تقولي اني على مشارف الثلاثين..ولم اتزوج بعد.. ولكني لم اكن ارغب بالزواج الا من فتاة.. افهمها وتفهمني.. اعجب بها..تبادلني اعجابي.. اميل اليها.. وتبادلني مشاعري..باختصار كنت ارغب بالزواج من فتاة احبها..
                  قالت متسائلة بفضول: وماهي مواصفات فتاة احلامك؟..
                  قال وهو يتطلع لها: تستطعين ان تقولي انها تشبهك..فقد تمنيتها ان تكون ذات قلب ابيض.. رقيقة..لا تخلو من المرح..تحب الناس..ذات شخصية قريبة من شخصيتك...و..ذات ملامح رائعة الجمال مثلك..
                  واردف وهو يتطلع لها: لقد كانت هذه الفتاة مجرد حلم في حياتي.. ولكن ها انذا اراه امامي الان..
                  واستطرد وهو يتطلع لها: وانت ماذا كانت مواصفاتك لفارس احلامك؟..
                  قالت وهي تستجمع افكارها: لقد تمنيته رجل بكل معنى الكلمة..ذا شخصية قوية.. حازم ويأخذ حقه بيده..وفي الوقت ذاته.. تمنيته مرحا..طيبا وحنونا..يرسم البسمة على شفتي لو تضايقت.. ويمسح بانامله دموعي لو بكيت..
                  واردفت مبتسمة: لقد توقعت في يوم اني لن اجد هذا الشاب الذي رسمته في خيالي ابدا..ولكن المصادفات الذي جمعتني بك.. جعلتني اظن ان القدر يضعك امامي متعمدا..وانك انت من تمنيت بشهامتك التي رأيتك عليها منذ اول لقاء بيننا..
                  قال مبتسما: اذا فالاحلام تحقق..
                  قالت بابتسامة: يمكنك ان تقول هذا..وان احلامنا قد نستطيع تحقيقها بأيدينا لو اردنا ذلك..وخصوصا اذا كان اكبر حلم في حياتك..
                  قال بابتسامة هادئة: لعلك تعنين حلم حياتي الذي كنت اتمناه طوال عمري..والذي تحقق اخيرا..
                  قالت بخجل : ربما..
                  تطلع لها بنظرات تمتلأ بالحب وبادلته هي نظراتها الخجولة المتفرقة .. وها نحن ذا نرى ان حلم حياتهما قد تحقق اخيرا..



                  تعليق

                  • Merve
                    عضو فضي
                    • Jan 2013
                    • 692

                    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك



                    *الجزء الثلاثون*
                    (أيكما اختار؟)


                    ما ان عادت وعد الى القسم مرة اخرى حتى اسرعت الى مكتبها لتجمع حاجياتها وقال احمد باستغراب: ستغادرين؟..
                    قالت دون ان تلتفت له وهي تواصل جمعها لحاجياتها: اجل..
                    سألتها احمد قائلا بهدوء: ولم؟؟..
                    ظلت صامتة دون ان تجيبه.. وكاد طارق ان يكرر سؤال احمد لولا ان سمع وعد تجيب: اشعر بالصداع ولا استطيع مواصلة العمل.. ولقد اخذت اذن بالخروج من العمل وقد اذن لي المدير بذلك..
                    قالت نادية بابتسامة هادئة: سلامتك..
                    ردت لها وعد ابتسامتها بابتسامة شاحبة وقالت وهي تستعد للمغادرة: اراكم بخير .. الى اللقاء..
                    قال طارق فجأة : اترغبين في ان اوصلك؟..تبدين متعبة..
                    هزت رأسها نفيا وقالت: كلا .. اشكرك..
                    ومن ثم لم تلبث ان غادرت القسم.. ووجهها يحمل بوضوح اثار الحزن والارهاق النفسي على ملامحها..ماذا تفعل في هذه المصيبة؟.. ومن اين جاءت لها؟..هشام.. اخر انسان توقعت ان يسبب لها هذا الحزن الذي تشعر به الان.. لم هو اناني هكذا؟..لم لا يفكر بي وبمشاعري؟.. اشعر بالقهر.. بالغضب.. برغبة في البكاء..
                    ولكن الدموع قد جفت في مقلتيها بعد بكائها المتواصل .. شعرت بقلبها ينعصر الما..ماذا تفعل؟.. او ماذا سيفعل هشام الان؟..لن استغرب ابدا لو انه ينتظرها في منزلها الان..
                    وصلت في تلك اللحظة الى الطابق الارضي.. وتنهدت تنهيدة قوية.. تحمل معها كل ما تخفيه في نفسها من ضيق وحزن ..وتوجهت نحو سيارتها..وفتحت باب السيارة.. لتصعد اليها..وما ان استقر بها المقام داخل السيارة..حتى انطلق رنين هاتفها المحمول..استغربت لوهلة من ذا الذي يتصل بها الان؟ ..ومن ثم التقطته وهي تتطلع الى شاشته.. وتجمدت يدها عليه .. فلم يكن المتصل سوى هشام.. ماذا يريد الان؟ .. الم يكفيه ما قاله؟..شعرت بالغضب يتفاقم داخلها.. ولكنها اثرت تجاهل رنين هاتفها.. ولكنه ظل يرن باصرار غريب.. وأخيرا اجابته وعد وهي تقول بانفعال: نعم ماذا تريد؟.. سوف تأتي الان وتختطفني لتتزوجني رغما عني..
                    وعلى الرغم من الحزن الذي كان يكسوا وجه هشام الا انه قد ابتسم بشحوب وقال: فكرة لا بأس بها..
                    قالت بحدة: قل ماذا تريد.. وخلصني..
                    قال هشام بهدوء: اريد ان اتحدث معك بهدوء.. هل هذا ممكن؟..
                    - الم يكفيك كل ما قلته لي قبل قليل؟.. الم يكفيك؟..
                    قال هشام وهو يزدرد لعابه: وعد.. قد ترين ان ما اقوله انانية.. ولكن من الصعب علي ان ارى من احب ترسل مشاعرها لشخص اخر غيري..دون ان تتولدفي اعماقي الغيرة وافعل أي شيء لمنعها من ذلك..
                    قالت بحنق: اقتلني حتى نرتاح نحن الاثنين.. لو كان هذا الحل يرضيك..
                    قال هشام بحدة: روحي فداك يا وعد.. اقتل من يمس شعرة واحدة من رأسك..كيف تقولين مثل هذا الكلام؟..
                    قالت وعد بعصبية: ارجوك يا هشام انا متعبة واريد المغادرة.. الى اللقاء..
                    قالتها واغلقت الهاتف دون ان تنتظر منه جوابا.. هل يريد ان يصيبها بالجنون..ماذا يريدها ان تفعل له.. تحبه بالرغم منها.. أي جنون هذا...اشعلت المحرك بعصبية و...
                    وفجأة...
                    سمعت صوت طرقات على نافذة سيارتها.. التفتت لترى ما الامر..ولم تلبث ان شهقت بقوة.. وهي تضع كفها على فمها..وقالت بصوت قد بح من اثر المفاجأة: هشام!!!..
                    اشار لها هشام ان تفتح نافذتها.. ولكن اثر المفاجأة جعل عقلها يتوقف عن الاستيعاب.. فقالت بارتباك: ماذا؟..
                    قال وهو يرفع صوته: افتحي لنافذة..
                    ضغطت على زر النافذة وبدأت تنفتح تدريجيا.. وقالت وهي تتطلع الى هشام: ما الذي جاء بك الى هنا؟..
                    قال هشام بهدوء: من قال اني غادرت مكاني اصلا..
                    عقدت حاجبيها بتساؤل وقالت: ماذا تعني؟..
                    ابتسم بسخرية لنفسه وقال: انا هنا من اول مكالمة اجريتها معك.. لقد جئت لاصطحابك معي او ربما للصعود اليك.. وتوقعت ان حديثي معك بالهاتف سيثمر بنتيجة.. ولكنه زاد الامور سوءا ليس الا.. وخصوصا بعد علمي ان هناك من احتل قلبك..ولهذا فضلت تركك لترتاحي قليلا لاني اعلم ان حديثي معك كان قاسيا بعض الشيء على ان انتظرك حتى ينتهي عملك في الصحيفة..
                    قالت باستغراب: امجنون انت؟.. تنتطرني لخمس ساعات كاملة..
                    مال نحوها هشام وقال: ربما اكون مجنونا يا وعد..ولكن لاني احببتك..هذا ما اسميه الجنون.. ان تحب وتضحي بكل شيء حتى بكرامتك دون ان يأبه بك الغير..
                    تنهدت بصمت ومن ثم قالت: والمطلوب مني الان؟..
                    - لا شيء.. اردت ان اعتذر منك عن اسلوبي في الحديث معك هذا اليوم و...
                    بتر عبارته ومن ثم اردف بجدية: واردت ان اتحدث اليك في مكان ما على انفراد..
                    قالت بنفاذ صبر: اين مثلا؟..
                    صمت ومن ثم قال: ما رايك بشاطئ البحر؟..
                    قالت باستغراب: ولم البحر بالذات؟..
                    هز كتفيه ومن ثم قال: لا لشيء ولكن لدي ذكرى عزيزة فيه.. وذكراها يجلب على نفسي السرور..
                    قالت وهي تجاريه لتعرف الى اين يريد ان يصل: حسنا سأكون هناك.. هل يرضيك هذا؟..
                    لم يجبها وابتعد عنها ليدلف الى سيارته وينطلق بها عابرا الشوارع وهو يفكر في وعد..بينما انطلقت وعد خلفه وهي تشعر بالسخط.. لم علي ان افعل ما يريد؟..لم لا يستطيع ان يفهم اني احب شخص اخر؟..هل حبه لي وصل الى مرحلة الجنون واللا استيعاب؟..حتى انه لا يستطيع ان يفهم انه اخ لي لا اكثر .. يا الهي .. كيف استطيع ان افهمه؟..ليتركني وشأني.. هشام صدقني لا اقصد جرح مشاعرك.. ولكني سأضطر لأن اقول ما سأقوله لك..
                    رأت سيارة هشام امامها تتوقف امام عند شاطئ البحر.. فتوقفت بدورها.. وتنهدت بقوة وهي تهبط من سيارتها.. ورأت هشام يشير لها بأن تقترب من حيث يقف..زفرت بملل واقتربت منه وقالت: والان ماذا؟..
                    تطلع الى الافق البعيد وقال وابتسامة شاردة ترتسم على شفتيه: اتذكرين متى جئت الى هنا اخر مرة؟..
                    عقدت وعد حاجبيها بتفكير عميق وهي تحاول التذكر ومن ثم قالت: اظن انه قبل خمس او ست سنوات..
                    قال هشام وهو مستمر في لهجته الشاردة: قبل ست سنوات ونصف تقريبا..جئنا جميعا الى هذا المكان.. كرحلة ليوم واحد للاستمتاع بالعطلة الصيفية..كان يوما لا ينسى ..اتذكرينه؟..
                    استغربت وعد سؤاله عن هذه الذكريات التي حصلت قبل فترة طويلة ولكنها قالت: اجل اذكره.. ولكن بعض المواقف التي حدثت فقط.. لا تنسى انه قد مر زمن طويل عليها..
                    قال وهو يلتفت لها ويبتسم: لقد كنا انا وانت وفرح نسير بجوار البحر ونتبادل الاحاديث حين سمعتك تقولين: يا لمياه البحر الرائعة.. اتمنى السباحة فيها..
                    اجبتك حينها بقولي: وما الذي يمنعك؟..
                    هززت كتفيك وقلت: لا اشعر بالرغبة بذلك الان..
                    قاطعته وعد لسرده لما يقوله وقالت مبتسمة: بلى لقد تذكرت الان..يومها باغتني بحركة مفاجئة لتحملني بين ذراعيك واسقط انا معك في البحر..وقد كانت المياه باردة جدا..
                    قال هشام وهو يبتسم : ولقد اخذتي تصرخين.. "انزلني يا ايها المجنون.. انزلني.."
                    ضحكت وعد بمرح وقالت : ولا زلت مجنونا الى يومنا هذا..
                    قال هشام وهو يلتفت عنها ويتطلع الى صخرة ما في عرض البحر: اعترف بهذا..
                    ران الصمت بعد عبارته.. ووعد مستغربة حديثه عن ذكريات الامس.. لم يخبرها الان بمثل تلك الذكريات؟ .. هل يحاول ان يصل الى امر ما؟.. ام انه يريد ان يريها انه هو وهي معا منذ ان كان صغارا..وقبل أي شخص اخر..
                    هزت رأسها بقلة حيلة.. والتفتت له منتظرة منه ان يتكلم .. ولكنه ظل صامتا..وسألته وعد قائلة: الام تنظر؟..
                    قال بهدوء: الى تلك الصخرة.. اترينها؟..
                    واشار الى حيث هي.. واردف هو قائلا دون ان ينتظر جوابها: على الرغم من انها صخرة صلبة لا يمكن ان يحطمها شيء بسهولة.. الا انها تتفتت تدريجيا بمجرد ضربات بسيطة من امواج البحر..
                    استغربت وعد حديثه ورفعت حاجبيها بحيرة .. فقال هشام مستطردا وهو يلتفت لها ولهجته تملأها المرارة والألم: وهذا ما يحدث لقلبي الان يا وعد.. على الرغم من صلابته الا اني اشعر به يتحطم ويتفتت تدريجيا من مجرد كلمات قد لا تكوني تقصديها احيانا..وتتعمدينها احيانا أخرى..
                    أخذت وعد نفسا عميقا ومن ثم قالت وهي تبعدخصلات شعرها المتطايرة عن جبينها: هشام.. الا تتمنى لي السعادة؟..
                    قال هشام في سرعة: ستكون سعادتك معي يا وعد..لن ابخل عليك بشيء .. كل ما تطلبينه سيكون لك.. ستجدين معي كل ما تريدين .. من حب وحنان..سأحاول قدر الامكان ان اسعدك..
                    قالت وعدبهدوء شديد: وما ادراك ان سعادتي ستكون معك؟.. هل السعادة ستكون لو لبيت لي ما اطلب؟.. هل ستكون سعادتي لو حصلت على ما اريد؟.. وحتى لو منحتني حبك وحنانك.. فأنا لا استحقهما.. اتعلم لم؟.. لأني لا ابادلك هذه المشاعر..
                    قال هشام وهو يتطلع الى عينيها بحب وكأنه لم يسمع حرفا من مما قالته: لو طلبت منك الزواج الان.. ماذا سيكون ردك؟..
                    اتسعت عينا وعد بصدمة وقالت محاولة ان تغير الموضوع: هشام ارجوك..لا تت...
                    قاطعها قائلا بجدية: ما هو ردك يا وعد؟..
                    ظلت وعد صامتة دون ان تجيبه..ومر في هذه اللحظة في ذهنها..طيف طارق..هل تتخلى عنه بهذه السهولة من اجل هشام؟..ماذا تفعل؟..هشام اكثر من اخ لها ولا تريد ان تفقده.. وطارق فارس احلامها.. حلم حياتها الذي كانت تحلم به طويلا.. واخيرا وجدته ورأته..ربما يكون طارق لا يبادلها المشاعر.. وتضيع حب اعز انسان على قلبها.. برفضها لهشام..وربما يبادلها طارق المشاعر ..فتخسره الى الابد لو قبلت بهشام.. هشام يعرض عليها الأمر الان بجدية ومنتظرا جوابها.. ولهذا عليها ان تفكر بالامر مليا..
                    ورفعت رأسها اخيرا الى هشام الذي يتلهف لسماعها وهو خائف في الوقت ذاته من جوابها.. وسمعها تقول في تلك اللحظة: امنحني وقتا للتفكير.. واعدك ان افكر بالامر بجدية..
                    ابتسم هشام بهدوء.. كونها تريد مهلة للتفكير هذا لا يعني انها ترفضه رفضا قاطعا بل انها تفكر فيه على الاقل.. وهناك امل في ان توافق على الارتباط به.. وقال مبتسما: خذي وقتك بالتفكير.. ولكن لا تطيلي في اعطائي ردك.. فأنا انتظره على نار..
                    ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: لم انت متلهف هكذا؟..
                    قال بمداعبة وهو يدفع جبينها بسبابته: لاني اهوى تعذيبك ولن يكون هذا افضل من ان اقيدك بقيد الزواج..
                    قالت بمرح مصطنع: فهمت الان سر اصرارك على الزواج بي.. ليس لأجلي اذا..
                    قال هشام بحنان: بل لاجلك.. وهل يوجد من هي اغلى منك عندي في هذا العالم؟..
                    قالت وعدمازحة: اجل والدتك..
                    قال بابتسامة: لكل منكما محبة خاصة في قلبي..
                    سألته وعد بغتة بجدية: فرضا لو وافقت يا هشام على الارتباط بك.. ستسمح لي ان اواصل عملي..اليس كذلك؟..
                    قال هشام مبتسما: اعلم كيف انت متعلقة بالصحافة ولن امنعك ابدا عما تحبين.. ما يهمني هي سعادتك.. وسعادتك فقط يا وعد..
                    ترددت عبارة هشام في ذهنها (لن امنعك ابدا عما تحبين).. لو تعلم يا هشام انك الان بطلبك هذا ستمنعني حقا عمن احب.. ستمنعني عمن نبض له قلبي..و من تتلهف عيناي لرؤيته.. لو تعلم ذلك يا هشام.. لو تعلم...

                    تعليق

                    • Merve
                      عضو فضي
                      • Jan 2013
                      • 692

                      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


                      ********
                      زفر طرق بحدة وهو يتطلع الى ساعة يده بملل.. فقال احمد مبتسما: ليس من عادتك انتظار وقت انتهاء العمل هكذا..
                      قال طارق ببرود: لقد مللت وارغب بالنغادرة..
                      قال احمد بخيث: وهذا الشعور لم لم يأتي لك عندما كانت وعد هنا؟.. لم شعرت به عندما غادرت فقط؟..
                      قال طارق بتلقائية: هي التي تضفي جو من المرح هنا طوال الوقت .. هذا القسم كان هادئا صامتا لا يكاد يسمع منه صوت قبل ان تنضم اليه وتبعث فيه المرح ..
                      قال احمد بخبث اكبر: ليس المكتب فحسب.. هناك اشخاص ايضا كانوا بالكاد يتحدثون.. انطلق لسانهم فجأة منذ ان رأوا وعد..
                      قال طارق متعمدا عدم الاهتمام وكأنه لا يعلم شيئا عن الامر: ومن هم؟..
                      قال احمد وهو يبتسم بمكر: موجودون وفي هذا المكتب ايضا..
                      التفت له طارق وقال وفي عيناه نظرة خبث: لا تقل لي انه انت.. ما الذي ستقوله خطيبتك عنك الان؟.. لم تصدق وان ترى فتاة واحدة حتى تتغير حالك..
                      - انظر من منا الذي تغيرت احواله..
                      - عن نفسي لم تتغير احوالي مطلقا..
                      قال احمدبسخرية: اجل في هذا معك حق.. وخصوصا وانك قد بت تمزح.. والبرود الذي كان يلازمك اصبحنا لا نراه الا عندما تغادر وعد مكتب..
                      قال طارق ببرود متعمد: لم مصر على ان لي علاقة بها..
                      - لانها الحقيقة.. ولكن بصراحة لست اعلم الى الان.. لماذا لم تعترف لها انت بالامر..
                      قال طارق بمكابرة: لان ليس هناك ما اعترف به اصلا..
                      قال احمد بتحدي: اتقسم على ذلك؟..
                      قال طارق متهربا من الموضوع: اخبرني كم الساعة الان؟..
                      قال احمد مبتسما: يمكنك المغادرة الان انها الساعة الثانية ظهرا..اخرج سريعا حتى تتصل بها وتعرف احوالها بعد حزنها ذاك.. مع انه كان لا بد لك ان تتصل من هنا.. فالجميع هنا يعرف بأمر ما تخفيه بقلبك..
                      "الجميع"..اظن انك مخطأ يا احمد.. مخطأ بشكل كبير.. لو كان الجميع يعلم بهذا الامر.. لعلمت وعد بالحب الذي احمله لها في قلبي وبنظرات الحنان الذي اخصها بها.. لعلمت بأنها قد سلبت تفكيري بأكمله .. لعلمت انها قد باتت نبض قلبي..وحلم حياتي.. لا اعرف احيانا لم اشعر بأنها تريد ان تتهرب من كلماتي ونظراتي لها.. ليس الامر بدافع الخجل.. هناك سبب اكبر بالتأكيد ..ليتني اعرفه..
                      نهض من خلف مكتبه وجمع حاجياته في سرعة.. ليغادر القسم.. وما ان هم بمغادرته حتى سمع احمد يهتف من خلفه: على الاقل ودعنا قبل ان تغادر.. ام ان وعد قد انستك وجودنا تماما..
                      التفت له طارق وقال ببرود: ان كنت تريد اليوم ان تعود الى منزلك يا احمد دون كسور.. فالافضل لك ان تصمت..
                      ضحك احمد بقوة وقال : كل هذا من اجلها..
                      التفت عنه طارق بنفاذ صبر وهو يعلم ان النقاش سيستمر لو واصل في الحديث مع احمد.. فقرر المغادرة ومن ثم مغادرة المبنى بأكمله..وما ان وصل الى سيارته حتى احتل مقعد القيادة.. ووضع حاجياته على المقعد المجاور..ومن ثم لم يلبث ان تراءت على شفتيه ابتسامة..وهو يتذكر كلمات احمد.. وكأنه يعلم بما افكر فيه.. وكأنه قد ادرك اني كنت اعد الدقائق والثواني حتى ينتهي وقت العمل واتصل بها..
                      اشعل محرك سيارته وانطلق بها وفي الوقت ذاته التقط هاتفه واتصل بوعد.. استمر الهاتف بالرنين لوقت طويل دون ان يجد جوابا له.. استغرب الامر.. ربما تكون نائمة او قد تركت هاتفها على الوضع الصامت..توقف عن الاتصال للحظات ومن ثم لم يلبث ان عاود ذلك.. ولكن ما من مجيب...
                      على الطرف لاخر كانت وعد تفكر بجدية بالطلب الذي عرضه عليها هشام.. ليس الرفض امرا بهذه السهولة.. هشام رجل بكل معنى الكلمة.. يملك شخصية رائعة تحلم بها كل فتاة.. مرح .. طيب القلب..ساخر.. مرهف المشاعر..هشام هو ابن عمها وتعرفه قبل أي انسان اخر.. عاشت معه لسنين طوال..ويمكنها القول انها عاشت معه العمر كله.. ولكن.. ليس الامر بيدها.. ليته كان كذلك .. لوافقت عليه في الحال...
                      طيف طارق لا يزال يهاجمها بين فترة واخرى.. وكأن التفكير في هشام بات خيانة لمن تحب..اشعر احيانا ان طارق مهتم لأمري.. اشعر في كلماته احيانا الحنان.. ولكن هل هذا معناه انه يبادلني المشاعر.. لا تخدعي نفسك يا وعد.. انسيت من هي مايا.. حبه الاول الذي لن يبارح قلبه مطلقا.. هي التي تحتل قلبه وعقله وليس أي فتاة سواها..
                      كانت قد تركتت هاتفها على الوضع الصامت حتى تفكر بهدوء دون ازعاج من أي شخص.. تنهدت بقوة وهي تسند رأسها الى وسادتها وهي جالسة على فراشها والوسادة خلف ظهرها.. ضمت رجليها الى صدرها وهي تشعر بالحيرة.. بالتردد..بم تجيبه ؟..بم؟.. لو كانت تشعر بأن طارق يبادلها مشاعرها لما انتظرت لحظة واحدة حتى ترفض .. وايضا هشام يعلم بأنها تعتبره شقيق لها ومع هذا مصر على الزواج منها.. وهذا يعني انه متمسك بها.. يا الهي ماذا افعل.. ارشدني..
                      وكأن الله قد استجاب لدعائها.. فالتفتت في تلك اللحظة الى هاتفها لتلتقطه وتتصل على فرح.. ولكنها شاهدت 3 مكالمات لم يتم الرد عليها.. ضغطت على زر الفتح.. وشعرت بالدهشة الكبيرة التي تتغلغل في نفسها وهي ترى ان جميع تلك المكالمات كانت من طارق..ماذا يريد منها؟ ..لم يتصل؟.. ربما كان الامر يتعلق بطلبها في الصحيفة.. اجل ربما هذا.. والا لم سيتصل بي؟...
                      هزت كتفيها بلامبالاة.. ولكن الهاتف في اللحظة ذاتها عاود رنينه الملح ولكن بصمت..رأت اسم طارق يضيء على شاشة هاتفها دون ان تقوى على الاجابة.. وازدردت لعابها بصعوبة.. ربما الصحيفة تطلبني.. سأجيبه..وارى ما يريد..ضغطت على زر قبول المكالمة وقبل ان تنطق بحرف سمعته يقول بلهفة: واخيرا!!..
                      قالت وعد بغرابة: ما الامر؟..هل تتحدث معي؟..
                      قال معاتبا: اجل.. ما هذا يا وعد؟..لم لا تجيبين؟.. لقد اتصلت بك قبل الان ثلاث مرات ولم تجيبي..
                      قالت وعد وهي تلتقط نفسا عميقا: لقد تركت هاتفي على الوضع الصامت ولم انتبه له.. اخبرني..ما الامر وما سر اتصالك؟ ..بالتأكيد الصحيفة تطلبني الان.. اليس كذلك؟..
                      قال طارق مبتسما: ليست الصحيفة هذه المرة بل انا..
                      لم تفهم ما يعنيه فظلت صامتة وعلامات الدهشة تغلف وجهها ..وكأنه قد قرأ افكارها فقال: في الحقيقة يا وعد لقد اتصلت بك لاتحدث اليك في امر يخصك..
                      خفقات قلبها عادت لتنبض بشكل عنيف.. والحرارة انتشرت في جسدها كله.. مالذي يحدث لي؟.. قالت بصوت مبحوح ومرتبك: يخصني انا؟؟..
                      ابتسم وقال: اجل يخصك انت..
                      واردف بصوت هادئ: هل ستعتبرين اني اتدخل في امورك الخاصة لو اني سألتك عن سبب ضيقك وحزنك هذا اليوم؟..
                      ارتبكت وعد بشدة.. اخر شيء كانت تفكر فيه ان يكون قد اتصل بها للسؤال عنها.. الا يعتبر هذا اهتماما زائدا منه؟..وقالت وعد بعد برهة من الصمت: هل سيضايقك ان اخبرتك اني لا استطيع اجابة سؤالك هذا؟..
                      شعر طارق بالدهشة وقال بألم وهو يظن انها لا تريد منه ان يتدخل في امورها الشخصية: ولم؟..
                      وعد لم تكن تريد اخباره عن الامر اولا لأن هذا الامر يخصها وحدها ويندرج تحت بند الخصوصية لديها ..وثانيا لان امرا كهذا لن يهمه كما كانت تظن.. ثم لم تخبره؟ ..هل سيغير ذلك في الامرشيئا؟.. لا تظن..
                      واجابته بهدوء: لا اريد ازعاجك بمشاكلي..
                      قال طارق بجدية: وعد.. في يوم سألتيني عن سبب برودي الزائد وانا اجبتك.. وفتحت لك قلبي لاقول لك كل ما اخفيه.. واليوم جاء دورك لتفتحي لي قلبك وتخبريني عما ضايقك..وتجيبي عن سؤالي..
                      ازدردت وعد لعابها وتوترت اطرافها.. لم لا اشعر بهذه الرجفة الا عندما اسمع صوتك انت بالذات؟..وقالت بصوت متوتر: انه أمر يخصني واخشى...
                      لم تعرف بم تكمل فصمتت عن مواصلة الحديث فقال طارق بسخرية مريرة: لقد فهمت.. الامر خاص بك وحدك ولا يحق لي معرفته..يبدوا انني قد تخطيت حدودي معك وسألتك عن امر لا يخصني.. معذرة ولكني ظننت اننا على الاقل اصدقاء .. يحق لكل منا معرفة مشاكل الاخر..
                      "اصدقاء".. اهذا ما استطعت ان تقوله.. اصدقاء فقط.. التقطت نفسا عميقا ومن ثم قالت : نعم نحن كذلك يا طارق .. وسنظل كذلك ..
                      قالت عبارتها الاخيرة بمرارة.. فقال طارق دون ان ينتبه الى المرارة التي غلفت صوتها:اذا هل يمكنني ان اعيد مطلبي؟..
                      تتنهدت وعد وقالت:فليكن سأخبرك بالامر.. واخبرني برأيك به..
                      قال طارق بتردد: انه يتعلق بأبن عمك اليس كذلك؟..
                      قالت وعد بذهول واستغراب: كيف عرفت؟؟..
                      قال بهدوء: لا يهم كيف عرفت..
                      رفعت حاجبيها باستغراب ومن ثم قالت وكأنها قد فهمت: انه احمد.. اليس كذلك؟..
                      صمت ولم يجبها فقالت بابتسامة باهتة: صمتك دليل على صحة ما قلته..
                      - دعي احمدوشأنه واخبريني بالامر..
                      تنهدت وعد بقوة ومن ثم قالت: ان اردت الصدق فهو يتعلق به بالفعل..
                      قال طارق بضيق لم يعرف سببه: ماذا عنه؟..
                      قالت وعد وهي تترقب ردة فعله: لقد اعترف لي قبل فترة من الوقت انه ..يحبني..
                      جاوبها صمت تام.. وانتظرت ردة فعل من طارق ولكنه لم يتحدث.. فقالت وهي تزدرد لعابها بتوتر: الا زلت على الخط يا طارق؟..
                      اجابها طارق ببرود: اجل..اكملي..
                      ظنت انها ستلمح في صوته ولو القليل من الغضب او الضيق ولكن بروده هذا لا يعني الا امرا واحدا هو غير مهتم بالامر تماما..شعرت بخيبة الامل..وقالت بعد برهة من الوقت وهي تتنهد: واليوم قد عرض علي الزواج بشكل جدي..
                      لم يتمكن طارق من اخفاء ضيقه هذه المرة وقال بضيق لا مبرر له: وبم اجبته؟..
                      تنهدت وعد مرة اخرى ومن ثم قالت: لقد طلبت منه وقت للتفكير بالامر.. فمهما كان الامر جدي ويجب ان افكر فيه باهتمام..
                      وايضا تفكرين بالامر يا وعد.. ماذا عني انا؟..هل سيكون علي ان اموت مرتين وانا ارى حبي يندفن للمرة الثانية امام عيني؟..وقال بسخرية مريرة: ما المحزن في الامر اذا؟ ..كان ينبغي عليك ان تحلقي من السعادة وانت تسمعين عرض ابن عمك..
                      قالت وعد بمرارة متحدثة الى نفسها: ( تريدني ان افرح يا طارق.. تريدني ان ابتسم.. وانا اوشك ان اقتل هذا الحب وهذا الحلم الذي كنت احلم به منذ فترة.. منذ ان وقعت عيناي عليك وانا اشعر بهذا الشعور الذي يوتر اطرافي.. لقد سلبت قلبي يا طارق في لحظة دون ان اشعر..اتريدني بعد كل هذا ان ابتسم لو قتلت نفسي يا طارق)..
                      وقالت بصوت مختنق: ليست المشكلة في عرضه.. بل في انا..
                      عقد طارق حاجبيه وقال: ماذا تعنين؟..
                      ماذا تريدني ان اقول لك؟.. اني احبك..ولهذا اشعر بالحيرة.. واشعر بالخوف من ان ارفض هشام.. واكتشف في النهاية ان احلامي لا اساس لها..واراها تتحطم امام ناظري ...التقطتت نفسا عميقا ومن ثم قالت ببطء: ان مشاعري نحو ابن عمي لا تتعدى الاخوة وعندما صارحني بحبه اخبرته بهذه الحقيقة .. ولكنه اليوم بما انه يعرض علي الزواج فأنا اجده قابل بفكرة أني لا ابادله المشاعر..وهي يرضى الارتباط بي على ذلك..
                      قال طارق ببرود: ولهذا انت الان تفكرين بالامر بجدية.. ماذا تنتظرين؟.. لم لا توافقين وتحققين له رغبته؟..
                      قالت وعد بصوت يغلب عليه الالم: ولكنها ليست رغبتي انا..
                      تنهد طارق هذه المرة.. وحاول ان يجمع افكاره المشتتة.. وكلماته التي اخذت ترفض ان تعترف لوعد انه يحبها ولهذا هو يرفض بشدة ولو الحديث عن زواجها من شخص اخر..حاول قدر المكان ليخفي الاهتمام من صوته.. ربما لان كبريائه يمنعه من الاعتراف لفتاة لا يعلم حقيقة مشاعرها نحوه..
                      واخيرا تحدث ولكن هذه المرة باهتمام واضح: وعد استمعي الي..انت من سيتزوج لا الاخرين.. لا تفكري بغيرك.. هذا زواج يا وعد.. بمعنى حياة طوال العمر.. شراكة ابدية بين الزوجين.. فكري بالامر بجدية..انت من سيتزوج يا وعد..فكري بنفسك قبل غيرك.. قبل ان تندمي على اتخاذ خطوة ..تعيشين بعدها بألم الى ابد الدهر..فكري جيدا يا وعد..
                      ظلت وعد صامتة.. وكل كلمة يقولها تعود لتردد في ذهنها.. (افكر بنفسي..انا من سيتزوج..قد اندم لو اتخذت خطوة ما دون ان اقتنع بها.. انها حياة ابدية .. انا من سيتزوج لا الاخرين)..
                      ران الصمت لوهلة بعد ما قاله ..وارتسمت ابتسامة على شفتي وعد بغتة وقالت متحدثة الى طارق: شكرا لنصيحتك يا طارق.. لو تعلم ان كلامك هذا قد ازال الكثير من حيرتي..
                      قال طارق بترقب ولهفة: ماذا تعنين بالضبط؟؟..
                      - سأفكر في الامر بجدية واتخذ الخطوة المناسبة..
                      ولم تستطع منع نفسها من ان تقول: هل لي بسؤال؟..
                      قال باستغراب من سؤالها: اجل تفضلي..
                      قالت بتردد: لم انت مهتم بأمري الى هذه الدرجة؟..
                      ابتسم طارق ابتسامة باهتة ومن ثم قال: اتسألين يا وعد..لم انا مهتم بك..بفتاة قلبت كياني رأسا على عقب.. الم تهتمي انت بي ايضا في ذلك اليوم عندما جرحت ذراعي؟..
                      اسرعت تقول: صحيح كيف حال ذراعك الان؟..
                      ضحك طارق من سؤالها الذي لم يكن في مكانه وقال: بخير وترسل تحياتها لك..
                      احست وعد بالاحراج وقالت محاولة تغيير دفة الحديث: لقد كنت مهتمة بذراعك يومها لاني انا كنت سبب في اصابتها اولا وثانيا لانك...
                      صمتت ولم تكمل فقال طارق بابتسامة هادئة: لاني ماذا؟..
                      اثرت الصمت وهي لا تعلم ما تقول.. لم تشأ ان تقول أي شيء يفضح مشاعرها لطارق.. وسمعت هذا الأخير يقول: سأخبرك يا وعد.. لم انا مهتم بك..ليس لمجرد انك زميلة وصديقة عزيزة علي الامر يفوق هذا..
                      دقات قلب وعد اخذت تتسارع بشكل كبير ولسانها اصابه الشلل عن الحديث .. لهفة الانتظار جعلتها تصمت دون ان تنطق بحرف.. وهي بشوق لسماع ما سيقول.. وقال اخيرا بصوت يملأه الحنان: وعد.. انا اشعر بأنك قريبة جدا مني..
                      اتسعت عينا وعد ولم تستطع الا ان تقول بذهول : انا؟؟؟..
                      وقبل ان يجيبها سمعت صوت طرقات على الباب تلاها صوت فرح وهي تقول: ايتها السخيفة.. لم تغلقين عليك الباب.. افتحي اريد الدخول... ام تريدين من الانسة فرح ان تنتظر في الخارج..
                      هتفت وعد قائلة: لحظة واحدة يا فرح..
                      ثم عادت لتحادث طارق وقالت: معذرة يا طارق.. ولكن علي انهاء المكالمة الان..
                      قال طارق بهدوء: كما تشائين.. اراك غدا..الى اللقاء..
                      قالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء..
                      ونهضت من فوق فراشها وكلمات طارق الكثيرة تتردد في ذهنها متبعثرة.. وشعرت بالضيق من قدوم فرح في هذه اللحظة ..على الاقل كانت ستفهم سبب قوله انها قريبة منه .. ربما لسبب غير الذي تتصوره.. ربما يعني شيئا اخر تماما..
                      فتحت وعد الباب لها وهي تقول في حنق: ما الذي جاء بك الى هنا؟..
                      ضحكت فرح وقالت:اهكذا تستقبلين ابنة عمك الوحيدة؟..
                      قالت وعد بسخرية: وماذا احصل منك غير كل ضيق في حياتي..
                      قالت فرح بثقة: بل لولاي انا لعشت طوال عمرك في حالة من الملل..
                      ضحكت وعد وقالت: في هذا معك حق..
                      واردفت بخبث: والان لم جئت الى هنا؟.. لا تقولي لزيارتي فليس من عادتك الزيارة في هذا الوقت من الظهيرة..
                      قالت فرح وهي تتنهد: في الحقيقة هناك سبب اخر..
                      واردفت بجدية: لقد حدثني هشام بالامس.. عن امر يفكر به وسيفعله حتى تكوني له.. هل حدث بينك وبينه أي شيء يا وعد.. ام انه لا يزال ينتظر ال...؟
                      قاطعتها وعد قائلة: شقيقك يطلب الزواج مني يا فرح..
                      اتسعت عينا فرح بصدمة وقالت: ماذا؟؟..
                      قالت وعد بهدوء: ما سمعته..انه يصر على الزواج بي..
                      قالت فرح بغرابة: ولكنه لم يخبر ايا منا بالموضوع.. والدي نفسه لا يعلم بالأمر..
                      - يريد معرفة رأيي اولا..حتى يمكنه التقدم رسميا لخطبتي وهو يشعر بالراحة من انني سأوافق ولن ارفضه..
                      قالت فرح بتردد: وقد رفضتي انت الامر.. اليس كذلك؟..
                      قالت وعد بهدوء: بل وعدته بالتفكير بالامر بجدية.. انه زواج يا فرح.. وعلي ان اتخذ خطوة حتى لا اندم في المستقبل..
                      قالت فرح بهدوء: مع اني اتمناك زوجة لاخي.. ولكني في الوقت ذاته اتمنى ان اراك سعيدة.. ايا ستختارين يا وعد.. سأكون معك في اختيارك..
                      قالت وعد بغموض وهي تتذكر كل ما حدث طوال هذا اليوم منذ اتصال هشام لها صباحا وحتى كلمات طارق الاخيرة : ويبدوا انني قد اتخذت قراري يا فرح..

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...