رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Merve
    عضو فضي
    • Jan 2013
    • 692

    #71
    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

    المشاركة الأصلية بواسطة الليديM


    البارتين كتير حلوين بس قصار

    يييي وعد وطارق بجننووو <زكروني فيكي وفي روبن هههههههههه

    عماد وليلى ... أكيد رح يوافق عماد على توظيفها وبعدها رح يرتاحو من الصدف رح يصيرو يشوفو بعض يوميا

    هشام ... اخ منه لازم يدور على بنت تانية غير وعد منشان ما يعنس << يا حرام شو رح تكون ردة فعله لما وعد تتجوز طارق .. هيهي جوزتهم

    يعطيكي العافية ميرف

    بانتظار البارت القادم يا عسل ^^


    ههههههههههههههههه نسيتي ميرف و برهوووم احلا كوبل فالرواية
    انشاء الله بالليل راح نزل بارتيين

    تعليق

    • Merve
      عضو فضي
      • Jan 2013
      • 692

      #72
      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

      المشاركة الأصلية بواسطة الامبراطورة*


      ههههههه ليدي وانتي الصادقة ميرف وروبن بيشبهو عماد وليلى أكتر

      طارق وعد ثنائي رائع ... كتير بيعجبوني

      هشام بحب انصحو ينسى وعد ويجي ع بنات المنتدى يختارلو وحدة احسنلو هههههه << زبطو حالكم بنات

      يعطيكي العافية يا امورة
      ههههههههههههه لا مانا زوجتو الليدي
      هههه هشام راح زوجك ياه انتي الوحيدة اللي ضلت عانس فينا
      منورة يا قمر

      تعليق

      • Merve
        عضو فضي
        • Jan 2013
        • 692

        #73
        رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

        الجزء الثاني عشر*
        (هل سينكشف ما يخفيه أخيرا؟..)

        سارت وعد خلف طارق الى تلك الكافتيريا التابعة للصحيفة وقال طارق وهو يلتفت لها: ماذا تريدين ان اطلب لك؟..
        قالت وعد وهي تهز رأسها: سأختار بنفسي لا تزعج نفسك..
        قال طارق بلامبالاة:كما تشائين..
        وقام طارق باختيار ما يرغب من طعام وشراب..وتوجه ليحتل إحدى الطاولات هناك..وما إن انتهت وعد من اختيار طعامها وشرابها..حتى توجهت إلى الطاولة التي يحتلها طارق وجذبت لها مقعدا لتجلس عليه..وهنا تطلع إليها طارق وقال بادئا الحديث: سأبدأ بقول كل شيء منذ البداية..وارجو ان لا تشعري بالملل او ان تنزعجي..
        هزت وعد رأسها نفيا وقالت: أبدا..على العكس انا متشوقة لسماع ما تود قوله..
        ابتسم طارق وقال وهو يعود بذهنه الى الوراء: حسنا ان الحكاية بدأت منذ ثمان سنوات مضت..
        كان يوما صاخبا من أيام الجامعة ..هو يوم إعلان النتائج وكما يعلم الجميع الكل متلهف ليعرف نتيجته..وان كان قد استطاع ان يحصل على النجاح وينتقل للسنة القادمة ام انه سيضطر لاعادة مادة او اثنتين..المهم انني كنت طالبا ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات..كنا على ما اذكر ثلاث شباب وثلاث فتيات..وقد كنت اعتبرهم جميعا كأخوة لي..
        ولكن (مايا ) كانت مختلفة..كانت مرحة ورقيقة وترسم الابتسامة على شفتي كل من يراها..ولكنها كانت عصبية بعض الشيء..
        صمت طارق قليلا عن سرد روايته ومن ثم التفت الى وعد وقال: وهي تشبهك كثيرا في هذا..
        ابتسمت وعد وقالت: هل اعتبر هذا مدحا ام ذما؟..
        ابتسم طارق وقال: اعتبريها ما شئت..
        وواصل روايته قائلا: المهم ان مايا كانت محط إعجاب جميع من بالمجموعة..وقد كان يسعدها هذا كثيرا خصوصا وهي تشعر بكل هذا الاهتمام من زملائها..ولكن منذ ان انضممت الى المجموعة عن طريق احد اصدقائي الذي رحب بوجودي بينهم..قل اهتمامهم بها..وهذا ما أثار سخطها علي..وحدوث العديد من المشادات بيننا لأتفه الأسباب..
        قالت وعد مقاطعة طارق: أخبرني يا استاذ طارق..هل كانت هذه هي شخصيتك بالجامعة؟..اعني هادئ اكثر من اللزوم..
        ابتسم طارق وقال وقد فهم ما تعنيه: كلا لم أكن شخصا بارد وغير مبالي..على العكس لقد كنت شابا مرحا حيويا واجتماعيا..أشارك في كل نشاط بالجامعة تقريبا..
        وأردف قائلا وهو يلتقط نفسا عميقا: وبصراحة لقد حازت مايا على إعجابي منذ الوهلة الأولى التي رأيتها فيها..ولكن يبدوا ان هذا لم يكن شعورا متبادلا فقد كانت تنظر الي دائما بغضب.. وحقد أحيانا..لأنني قد سرقت اهتمام الجميع منها..المهم ان في يوم اعلان النتائج كان الجميع متلهف لمعرفة ان كانت النتائج قد اعلنت ام لا وقال أحد زملائي لي: اذهب يا طارق واعلم ان كانت قد اعلنت النتائج ام لا..
        التفت له وقلت باستنكار: ولم لا تذهب انت؟..
        فقال لي مبتسما: هيا اذهب..ألست رئيس مجموعتنا؟..
        فقلت له وانا التفت عنه: بصراحة لا اذكر انني قد عينت في هذا المنصب..
        مايا التي كانت تشعر بالغضب من اهتمامهم بي قالت بحنق: سأذهب انا لأرى وأعلم ان كانت النتائج قد اعلنت ام لا..
        فقال احد الزملاء بمرح: تحيا زميلتنا الرائعة مايا..
        هنا فقط استطعت ان المح ابتسامتها المرحة التي اختفت منذ فترة ..وكل ذلك بسببي..لم أكن اعلم ان وجودي بالمجموعة سيثير في نفسها كل هذا الكره لي..والا لما كنت انضممت منذ البداية..
        وشاهدتها تتوجه نحو أحد المكاتب بالجامعة لتسأل عن النتائج..وبعد فترة عادت الينا وجميعنا متلهف لسماعها وقلت انا متسائلا: هل أعلنت النتائج ام لا؟..
        تعمدت مايا تجاهلي لحظتها ولم تجب فسألتها إحدى الزميلات بتوتر: هيا يا مايا تحدثي..لقد انشدت اعصابي بما يكفي..
        قالت مايا مبتسمة وهي تتطلع الى زميلتها: هل حقا اعصابك مشدودة الى ذلك الحد؟..
        فقالت زميلتها في ضجر: هيا تحدثي يا مايا ولا تتلاعبي بأعصابنا..
        قالت مايا بهدوء: حسنا لم يتم اعلانها..
        قال احد الزملاء بشك: أتقولين الصدق؟..
        قالت بابتسامة واسعة: لم يتم اعلانها وحسب بل تم اعلان جميع الدرجات التي حصلنا عليها بالمواد وقد عرفت درجاتنا جميعا..
        قال احد الزملاء: ماذا عني انا؟..فأعلم اني قد قمت بالتأليف في الامتحانات..
        ضحكت مايا وقالت: لا تقلق لقد نجحت ولكن بنسبة متوسط..
        قال بسعادة: لا يهم المهم انني قد نجحت وسأنتقل الى السنة القادمة اخيرا انها المرة الثانية التي اعيد هذه المواد..
        سألت احدى الزميلات مايا وقالت: وماذا عنك.. يا مايا؟..
        قالت مايا بفرحة: لقد نجحت وبتقدير جيد جدا..
        قالت زميلتها بسعادة: مبارك يا مايا..
        شعرت بالسعادة لحصولها على هذا التقدير فقلت وانا التفت لها بابتسامة واسعة وسعيدة: مبارك يا مايا..انت تستحقين هذه التقدير..بل تستحقين الأفضل دائما..
        تطلعت الي مايا وقالت ببرود: شكرا لك..اعلم انني استحق هذا التقدير..لم اطلب رأيك..
        بصراحة شعرت وقتها ان مشادة أخرى ستحصل بيننا فقررت الانسحاب وقلت وأنا التفت عنهم: عن اذنكم سأذهب لأرى نتيجتي...
        ولكن الغريب في الأمر ان مايا أوقفتني وقالت: لا داعي لقد شاهدتها..وكنت أفضلنا..لقد نجحت بأعلى نسبة بيننا وبتقدير جيد جدا..
        وقتها لم اشعر بنفسي الا وانا التفت لها واقول بسعادة كبيرة: حقا..أشكرك يا مايا..أشكرك كثيرا يا ايتها الرائعة..
        اتذكر وقتها ان الجميع قد اندهش من ممما قلته وخصوصا وهم يعلمون بالخلافات الكثيرة التي بيننا واننا لم نكن نتحدث الا لفترات قصيرة وللضرورة فقط..ولكني بصراحة لا اعلم ما حدث لي..لقد شعرت بسعادة فائقة ونطق لساني بكلمات الاعجاب دون ان اشعر والتي كنت اتمنى ان اقولها لها دائما..
        ولم تكن مايا بأفضل حال منهم فقد كانت تتطلع الي بذهول..عيناها كانتا متسعتان بدهشة كبيرة وهي تتطلع الي وتستغرب نطقي لمثل هذه الكلمة و...
        توقف طارق عن سرد الحكاية بغتة..فقالت وعد مستحثة اياه على الحديث: لماذا توقفت؟..أكمل..
        قال طارق مبتسما: ألا تلاحظين اننا وحدنا من بقي بالكافتيريا..
        تطلعت وعد حولها قبل ان تقول بابتسامة مرحة: هذا صحيح..لم انتبه الى هذا..لقد مضى الوقت سريعا ونحن نتحدث..
        قال طارق وهو ينهض من على مقعده: حسنا إذا.. فلنعد الان الى القسم..
        قالت وعد باستنكار وهي تنهض من مكانها: اخبرني بتتمة الحكاية..أريد ان اعرف ماذا حصل بعدها..
        قال طارق بهدوء: أعدك أن أكملها لك غدا..
        رفعت وعد حاجبيها وقالت: لن احتمل ان انتظر الى الغد..فلتخبرني بقية الحكاية بعد انتهاء العمل..
        قال طارق وهو يسير مغادرا الكافتيريا: أنسيت انك ستغادرين بعد انتهاء العمل؟..
        قالت وعد وهي تسير في الممرات: صحيح..اذا ما العمل؟..
        التفت لها وقال بابتسامة باهتة: تنتظرين الى الغد..
        هزت وعد كتفيها وقالت: حسنا لا بأس..ما باليد حيلة..
        وأردفت بابتسامة وهي تلتفت له: ولكن صدقني..سأظل أفكر بالتتمة بكل لحظة..
        لم يعلق طارق على عبارتها واكتفى بابتسامة هادئة ..ولكنه كان يشعر بشعور مختلف كلما لمح ابتسامتها..او سمع ضحكتها..كان كل شيء في وعد تقريبا يذكره بمايا..والتفت في هذه اللحظة الى وعد..وتطلع اليها لفترة أثارت استغراب هذه الأخيرة فقالت: أستاذ طارق ما الأمر؟..هل هناك شيء؟..
        قال نافيا: أبدا.. لم؟..
        قالت بحيرة: إذا لم كنت تتطلع إلي ؟..
        واردفت بمرح: هل انا جميلة الى هذه الدرجة؟..
        أعماقه كانت تصرخ..نعم..انت جميلة..رائعة الجمال..تأسرين كل من يتطلع اليك بابتسامتك الرائعة والساحرة..مرحك يشعرني بأن قلبي عاد ليخفق من جديد..ترى هذا لأنك تشبهينها..أم انني قد...
        ( أستاذ طارق..إلى أين شردت؟..)
        قال طارق وهو يلتفت الى وعد: لقد اعدتيني بالزمن الى الوراء..إلى أيام كادت ان تغيب عن ذاكرتي..
        قالت وعد مبتسمة: من المستحيل ان تغيب عن ذاكرتك ..وإلا لما كانت جزء من حياتك ذات يوم..
        قال طارق مبتسما بامتنان: معك حق..
        وعاد ليختلس النظرات إليها وهو يشعر بخفقات قلبه التي أخذت تخفق بقوة..ان هذه الفتاة جذبت انتباهه منذ اليوم الأول لها ..وها هي ذي تشعره بخفقات قلبه كلما تحدث اليها..ان وعد تختلف عن مايا..على الرغم من انها لا تزال تذكره بها بين اللحظة والأخرى...

        تعليق

        • Merve
          عضو فضي
          • Jan 2013
          • 692

          #74
          رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

          ************
          ( فرح ..هيا بنا..)
          صاح هشام بهذه العبارة من أسفل السلم مناديا فرح التي قالت بصوت عال من الطابق الأعلى: قادمة يا هشام..لا تلح هكذا..
          قال هشام بحنق: اريد ان افهم .. ماذا تفعلين كل هذا الوقت؟..
          قالت فرح وهي تهبط على درجات السلم: اسرح شعري وارتدي ملابسي..
          قال هشام بسخرية: حقا؟..لقد ظننت انك تألفين كتابا ..
          قالت فرح وهي تشير له بإصبعها: بدون سخرية من فضلك والا عدت من حيث أتيت..
          قال هشام وهو يعقد حاجبيه: أأسمي هذا استغلالا؟..
          - اجل انه استغلال..فعندما طلبت مني ان أتحدث الى وعد واطلب منها ان نخرج معها لم اسخر منك..
          قال هشام بسخرية: البتة..لم تسخري ابدا..
          قالت فرح وهي تهز كتفيها: حسنا لقد سخرت من مطلبك..ولكن ليس كسخريتك انت..
          قال هشام بضجر وهو يسير بخطوات سريعة: فرح انها الثانية الا خمس دقائق..سنتأخر بسببك وبسبب محاضراتك..
          قالت فرح مبتسمة بخبث: كل هذا من أجل وعد..هدئ من أعصابك قليلا..
          قال هشام وهو يرفع حاجبيه بسخرية: لا ليس من أجلها بل من أجلي..فلست بمزاج يتحمل الشجار..
          قالت فرح وهي تفتح باب المنزل ليخرجا منه: أتخشى اغضابها ايضا؟؟..يا لرجال هذه الايام..
          قال هشام وهو يتطلع الى فرح بضيق: الى الان لم تثيري غضبي ..حاولي استفزازي وستصلين الى المشفى بعد قليل..
          غمزت فرح له بعينها وقالت: ولم تغضب؟..انها من تحب وبالتأكيد لا تقبل ان تحزنها او تثير غضبها..
          قال هشام وهو يدلف الى السيارة: اتعلمين اول مرة اعلم انك ثرثارة الى هذه الدرجة..
          قالت فرح وهي تدلف الى سيارته بدورها: وأول مرة اعلم انك لا تتقبل ما اقول على سبيل الاستهزاء والسخرية مني..
          قال بسخرية: كما تريدين..فقط ان اسخر مما تقولينه..
          قالت فرح بغتة بجدية وهي تراه ينطلق بالسيارة: اسمعني يا هشام..الى الان لم افهم ما علي قوله لوعد جيدا..
          التفت لها وقال: هل فهمك بطيء الى هذه الدرجة؟..
          قالت فرح وهي تلتفت له: لا ليس بطيئا ولكنك طلبت من ان اسألها ان كان شخصا ما في حياتها أم...
          قاطعها هشام قائلا: كم مرة علي افهامك..ان تعرفي لي..لا ان تسأليها..
          - أجل..أجل..فهمت ان اعرف لك ولكن كيف؟..
          - هذا من اختصاصك انت..
          فكرت فرح قليلا ومن ثم قالت: تعني ان احاول جرها بالحديث الى ان افهم منها ما اريد..
          - واخيرا وصلتك المعلومة..
          قالت فرح متسائلة: وماذا عنك؟..
          رفع هشام حاجبيه بحيرة وقال: ماذا عني؟..
          قالت فرح وهي تشبك اصابع كفيها: اعني كيف سأسألها وانت موجود معنا؟..
          قال مبتسما: ومن قال انني سأكون معكم ..سأوصلكم ..ومن ثم اعود لأخذكم..
          أوقف هشام في تلك اللحظة سيارته عند مبنى الصحيفة فقالت فرح متسائلة: والى اين ستذهب؟..
          - ليست بمشكلة..استطيع ان اتسوق قليلا..فكما تعلمين عيد ميلاد وعد بعد اسبوع وحسب..
          قالت فرح بدهشة: بعد اسبوع؟؟..اتصدق لم انتبه الى هذا الا الان..
          واردفت مبتسمة: وهديتك انت بالذات يجب ان تكون مميزة..
          قال هشام مبتسما: صدقيني ستكون مميزة جدا..
          واعقب قوله بأن أخرج هاتفه المحمول من جيبه واتصل بوعد..التي كانت تستعد للمغادرة من القسم..وسمعت صوت رنين هاتفها فتطلعت الى رقم الهاتف الذي يضيء على شاشتها قبل ان تجيبه قائلة بابتسامة واسعة: اهلا هشام كيف حالك؟..
          قال هشام بابتسامة: أنا بخير..ماذا عنك؟..
          - على ما يرام..
          - منعا للمقدمات..نحن ننتظرك بالأسفل..
          قالت وعد بهدوء: حسنا..دقائق واهبط لكما..
          قال هشام بابتسامة حانية: حسنا اذا اهت...
          قاطعته وعد وقالت لتكمل على عبارته:حسنا اذا اهتمي بنفسك ..لقد حفظت هذه العبارة اكثر من اسمي..اريد ان اسألك..كم مضى من الزمن وانت تقولها لي؟..
          قال هشام مبتسما: ربما عشرة أعوام..
          - لا اظن..اظن انك كنت تقولها لي منذ كنت في الثانية من عمري.. ولو كنت افهم ما تقوله ساعتها..لعبرت لك عن ضجري بهذه العبارة..
          قال هشام بسخرية: أأخبرك بشيء؟..لا تستحقين ان اقول لك حتى الى اللقاء قبل ان أغلق هاتفي..
          قالت وعد بسخرية بدورها: قل اذا مع السلامة..
          - ظريفة جدا..
          - وانت سخيف جدا..
          - صدقيني لن تكبري ابدا..
          - وصدقني لن تكف عن جنونك هذا ابدا..
          قال هشام مبتسما: يسعدني استفزازك..
          قالت وعد بسخرية: ويسعدني اثارة غضبك قليلا..والان الى اللقاء والا سأترككما تنتظرونني لساعة اخرى..حالما اجهز..
          قال هشام مبتسما: حسنا الى اللقاء..
          اغلقت وعد الهاتف واسرعت بترتيب الاوراق ووضعهم في درج المكتب..والتفت الى طارق الشخص الوحيد الذي لايزال بالمكتب الى الان –غيرها بالتأكيد- وقالت: سأغادر الان..أراك بخير.. الى اللقاء..
          قال طارق متسائلا وكأنه لم يستمع الى عبارتها: هل من حدثك الان هو نفسه ابن عمك الذي جاء لزيارتك قبل ايام؟..
          أومأت وعد برأسها وقالت: بلى.. لم؟..
          قال طارق بهدوء: لا لشيء..مجرد سؤال عابر..
          واردف قائلا: ستغادرين الان؟..
          عادت وعد لتومئ برأسها فقال طارق وهو يعود للكتابة في احد الاوراق: الى اللقاء اذا..
          رفعت وعد حاجبيها وقالت وهي تتطلع الى طارق بدهشة: ماذا قلت؟..
          رفع طارق رأسه لها وقال: ماذا بك؟..قلت الى اللقاء..
          ابتسمت وعد وقالت: لقد قلت الى اللقاء..لم اسمعك تودع أي احد او ترحب به ابدا..انها المرة الاولى..
          ارتفع حاجبا طارق..صحيح كيف لم ينتبه الى هذا..انها المرة الاولى منذ فترة الذي يهتم بتوديع احد قيه..يبدوا وان وعد قد اثرت عليه وغيرت اشياء كثيرة فيه..حقيقة يا وعد انت تكادين ان تذيبي الجليد الذي احيط به نفسي ومشاعري منذ زمن..
          وقال مبتسما: جيد انك نبهتيني الى هذا..كانت زلة لسان لا أكثر..
          ضحكت وعد بمرح وقالت: حقا؟..إذا لا تنسى مثل هذه الاشياء المهمة في المرة القادمة..
          ولوحت له بيدها قبل ان تغادر القسم..وعينا طارق لا تكادان تفارقانها ..واسرعت الاولى واستقلت المصعد لتهبط به الى الطابق الارضي..ومن ثم الى موقف السيارات وما ان شاهدتها فرح حتى فتحت لها نافذة السيارة وقالت: وعد.. اصعدي معنا..
          قالت وعد وهي تتقدم من نافذة السيارة وتميل باتجاه فرح: سأتبعكما بسيارتي..فكيف اتركها هنا؟..
          أجابها هشام قائلا: لا بأس سأعيدك الى هنا بعد ان نعود من المطعم..
          قالت وعد مبتسمة: حسنا موافقة ولكن انت من سينزعج..
          اسرع هشام يقول: ابدا..
          فتحت وعد باب السيارة الخلفي ودلفت اليها وهي تقول بمرح: هيا تحرك ايها السائق الى افخر مطعم في المدينة..
          قال هشام بسخرية: حسنا اذا يا انسة..ستصلين عما قريب الى مطبخ منزلكم..
          قالت وعد مبتسمة: معك حق..فألذ اطباق الطعام لا تتذوقها الا في منزلنا..
          قالت فرح مؤيدة: بكل تأكيد..
          قال هشام بسخرية وهو ينطلق بالسيارة: والدتها التي تطهو كل شيء..اما هي فلا تتعب نفسها باعداد العصير حتى..
          ضحكت وعد وقالت متحدثة الى فرح: فرح.. الم أعد ذلك اليوم العصير لكم؟..
          ضحكت فرح وقالت: بلى..
          قال هشام مستهزءا: بكل تأكيد..فتيات وستؤيدون بعضكم البعض..
          قالت وعد وهي تغمز لفرح: وهل هناك ما يضايقك في هذا؟...
          قال هشام مبتسما: اخشى ان اقتل بين ايديكم.. ان قلت نعم..
          قالت فرح مبتسمة وهي تلتفت له: لا تقلق لن نفعلها..أليس كذلك يا وعد؟..
          والتفتت الى الخلف لتتطلع الى وعد التي شردت قليلا وهي تفكر في كل ما حكاه لها طارق اليوم..وفي الحكاية التي اختارها هي بالذات لتستمع لها..ربما لانها تذكره بشخص عزيز عليه..وهذا الشخص هو ..مايا..تلك الفتاة التي نالت اعجاب طارق منذ ان راها اول مرة..لكن أسألة كثيرة لا تزال تدور في ذهنها..دون ان تجد لأي منها اجابة..ولم العجلة؟..غدا ستعلم بكل شيء..
          تنهدت وهي تطلع من نافذة الطريق..وعبارات عديدة تتردد في ذهنها..(( ولكن مايا كانت مختلفة))..(( وهي تشبهك كثيرا في هذا))..(( لقد حازت مايا على إعجابي منذ الوهلة الأولى التي رأيتها فيها))..(( ربما لا تعلمين انك تذكريني بشخص عزيز على نفسي))..
          هذه العبارات كانت تقذفها يمينا ويسارا..فأحيانا تشعر بالابتسامة ترتسم على شفتيها وبمشاعر رقيقة تتحرك بداخلها وتجعل قلبها يخفق بقوة..وأحيانا اخرى تشعر بالضيق وبشيء يجثم على صدرها..أي جنون هو هذا؟..لم تشعر بالسعادة او بالضيق؟..ايعقل ان مشاعرها بدأت تتحرك تجاه طارق؟..أيعقل هذا؟..كلا لا يمكن..لم لا تقولينها يا وعد وتريحي نفسك..لقد اعجبت بطارق منذ اليوم الاول لك بالصحيفة..وكنت تتعمدين استفزازه حتى تلفتي انتباهه لك..ومشاعرك هذه ليست الا مشاعر ميل تجاهه..لا تحاولي الانكار يا وعد..انت...
          نفضت وعد أفكارها عن ذهنها..وهي تشعر بأن حقيقة ما ستنكشف امامها..حقيقة لا ترغب في ان تعترف بها لنفسها..وسمعت صوت هشام في تلك اللحظة وهو يقول لها: هل نمت ام ماذا؟..نحن نحدثك منذ فترة؟..
          قالت وعد بابتسامة باهتة: حقا؟..لم انتبه..
          قال هشام: لقد كنا نسألك ان كان مطعم النور يعجبك ..ولكن الان لا يهم فقد وصلنا اليه..
          قالت وعد وهي تفتح باب السيارة: لا بأس..
          وتساءلت وهي تراه لم يهبط من السيارة: ألن تأتي معنا؟..
          - كلا..لدي بعض الاعمال..سأنجزها وأعود اليكم..
          - كما تشاء..
          والتفتت الى فرح لتقول: هيا بنا نحن..
          قال هشام وهو يلتفت لهم : اهتموا بأنفسكم..الى اللقاء..
          اومأت فرح برأسها ايجابيا..وشاهدته ينطلق بالسيارة مغادرا ..فتوجهت برفقة وعد الى داخل المطعم ودلفوا اليه قبل ان يحتلوا احدى الطاولات..وقالت فرح مبتسمة وهي تمسك بقائمة الطعام: ما رأيك ؟..ماذا نطلب؟..
          قالت وعد بهدوء: لن نطلب شيئا..فقط العصير ..لأني ارغب في تناول الغذاء بالمنزل..
          هزت فرح كتفيها وقالت: كما تشائين..
          وطلبت من النادل ان يحضر لهما كأسين من عصير البرتقال ..وما ان ابتعد عن طاولتهما حتى قالت وعد: والان ما الشيء المهم الذي دعاك لدعوتي في المطعم..
          قالت فرح بارتباك: حسنا انه موضوع يتعلق بك..
          قالت وعد باهتمام: اكملي..
          فرح التي كانت تقول متحدثة الى نفسها في هذه اللحظة: (لقد وضعتني في موقف محرج جدا يا هشام..لا اعرف حتى كيف ابدأ بالحديث معها)..
          وقالت متحدثة الى وعد: بصراحة اريد ان اسألك..لم رفضت عماد؟..
          قالت وعد باستغراب: كم مرة سأعيد هذا يا فرح ..أخبرتك باني لا اشعر بأية مشاعر تجاهه..ولهذا رفضته ..اخبريني اكنت تفكرين بعماد؟..
          هزت فرح رأسها وقالت: ابدا..ولكنه مجرد سؤال..حسنا اخبريني انت ..هل هناك شخص معين برأسك دعاك لرفض الزواج من عماد؟..
          قالت وعد مبتسمة: أي اسألة تسألين؟..تبدين غريبة اليوم يا فرح..كلا لا يوجد شخص معين في رأسي..
          صمتت فرح للحظة ومن ثم قالت وهي تضغط على حروف كلماتها: حسنا اذا..سأسألك سؤالا..مثلا لو لم يكن عماد هو من تقدم لخطبتك..بل هشام..ماذا سيكون جوابك؟..
          وارتفعا حاجبي وعد بدهشة..فهذا هو اخر سؤال كانت تتوقع ان تسأله فرح لها..وفي الحقيقة هذا هو السؤال الوحيد الذي تخشى وعد الاجابة عليه....
          *************

          تعليق

          • Merve
            عضو فضي
            • Jan 2013
            • 692

            #75
            رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

            الجزء الثالث عشر*
            (لم يا وعد؟؟)


            ظلت وعد صامتة تتطلع الى فرح التي تنتظر اجابتها وتخشاها في الوقت ذاته..ففرح تعلم تقريبا ان وعد لا تحمل اية مشاعر خاصة لهشام..ولكنها في الوقت ذاته لا تعلم نوعية المشاعر التي تحملها له في الوقت الحاضر..تشعر بأنها مجرد مشاعر أخوة..لكنها غير متأكدة من ذلك تمام التأكيد..
            وارتسمت ابتسامة على شفتي وعد..ابتسامة اقرب ما تكون الى الشحوب وهي تقول: لم تسألين هذا السؤال يا فرح؟..
            قالت فرح متلعثمة: انه..مجرد سؤال..لا أكثر..
            قالت وعد وابتسامتها الشاحبة تتسع قليلا: لا تعرفين الكذب يا فرح..في البداية كنت اظن ان ما يحمله لي هشام مجرد مشاعر قرابة وأخوة نظرا لاننا قد تربينا سويا..وبعدها بدأت اشك في انها مشاعر اهتمام واعجاب بعد ان تحدثت ذلك اليوم عن مشاعر يحملها لي.. والان اتأكد من انها ليست سوى مشاعر ميل و..حب.. أليس كذلك يافرح؟..
            رفعت فرح حاجبيها بدهشة..وظلت صامتة لفترة..قبل ان تقول بارتباك: لست أعلم..لم يخبرني هشام بشيء..
            قالت وعد وهي تميل نحوها: حقا لم يخبرك بشيء؟..
            لم تجبها فرح وظلت صامتة وهي تشعر بأن وعد ستكشف بأنها لم تحضرها الى هنا الا لتعلم منها حقيقة مشاعرها تجاه هشام ..واحترمت وعد صمتهافصمتت بدورها وهي تفكر فيما عليها قوله..وقطع هذا الصمت الذي يغلفهما صوت النادل وهو يضع العصير امامهما ويقول: هل من خدمة اخرى؟..
            أجابته وعد قائلة: كلا..شكرا لك..
            انصرف النادل مغادرا فارتشفت وعد قليلا من العصير الذي أمامها ومن ثم قالت وهي تعتدل في جلستها: فرح هشام هو شقيقك وأعلم انك تتمنين له ان يحيا سعيدا وان يتحقق كل ما يحلم به..وأنا كذلك اتمنى ان أراه سعيدا دائما..لا اقبل ان اراه حزينا يوما..هشام هو الوحيد الذي كان يقف معي في كل مشاكلي ويساعدني على ان اتخطاها..لهذا...
            صمتت وعد للحظة ومن ثم اردفت بحزم: لهذا ان تقدم هو لخطبتي..فسأرفض بالتأكيد..
            قالت فرح باستغراب ودهشة: ولم؟..ألم تقولي لتوك انك تتمنين له السعادة وانه ....
            قاطعتها وعد قائلة: لهذا سأرفض..لاني اتمنى له السعادة..صدقيني أنا لا اصلح لاكون زوجة له..انا لن اسعده..انت تعلمين ان هشام كما هو شقيقك هو شقيقي وربما اكثر منك..أنسيت اننا قد ترعرعنا معا..انا وهو كنا نظل طوال الوقت معا..واكثر من بقاءه معك لانك كنت صغيرة وقتها..لقد كنت أحيانا اظن احيانا انه شقيقي فعلا..اتتوقعين ان أقبل أن أتزوج من شاب أحمل له مشاعر كهذه..لو كان هو يقبلها على نفسه..فأنا لا اقبلها عليه..لن استطيع ان امنحه حبا حقيقيا..أتفهميني يا فرح؟..
            لم تعلم فرح بما تجيب..فمن جهة حب هشام الكبير لوعد..وحزنه على انه قد لا تكون له..ومن جهة أخرى مشاعر الاخوة التي تحملها وعد تجاه هشام والتي لا تستطيع ان تغيرها مهما حدث..كلا الطرفين تشعر ان وجهة نظره مقنعة وصحيحة.. ولكن..هذا سيخلف جريحا واحدا وهو هشام..وعد لن تخسر شيئا اذا لم تبادله المشاعر..اما هشام هو الذي سيخسر الكثير اذا علم بهذه الحقيقة..
            تنهدت فرح بحرارة ومن ثم قالت:أفهمك يا وعد..ولكن ما افهمه أكثر ان هشام يحبك بصدق وبكل مشاعره..
            ابتسمت وعد وقالت: أنت تعترفين اذا..
            وضعت فرح كفها على شفتيها وقالت بارتباك: يا لحمقاتي ..ما الذي قلته؟..
            قالت وعد وهي تهز كتفيها: وما المشكلة في هذا..اتعتبرين الحب جريمة؟..
            قالت فرح بابتسامة: كلا ولكن هشام هو من سيرتكب بي جريمة ان علم اني قد اخبرتك بأمر مشاعره تجاهك..
            قالت وعد وهي ترفع أحد حاجبيها: ولم؟..هل يعتبر مشاعره لي جريمة..ام انها عار له..
            قالت فرح بابتسامة باهتة: نوعا ما..فما فهمته منه..انه لن يفصح عن مشاعره قبل ان يرى تجاوبا منك..وهو يرى ان المشاعر ما دامت من طرف واحد فهي ذل له..
            قالت وعد بهدوء: لا اعتقد هذا ابدا..فمشاعره ملك له..وليست عارا اوذلا ابدا..ستكون كذلك لو استخدم مشاعره في الاستغلال او تحقيق مصالحه الشخصية..
            قالت فرح بعد وهلة من الصمت: ما افهمه منك الان..انك ترفضين ان يكون هشام زوجا لك..
            قالت وعد بابتسامة حانية: هشام شاب وسيم يعمل في وظيفة ممتازة..ويمتلك شخصية رائعة ومتميزة..الاف الفتيات يتمنونه..وان كانت احداهن تحبه بصدق فستسعده بكل تأكيد..انا لن أسعده صدقيني..
            قالت فرح بابتسامة شاحبة: الاف الفتيات يتمنونه..ريما يكون هذا صحيح..ولكنه يتمنى واحدة فقط..واحدة لا تبادله المشاعر وترفضه..
            زفرت وعد وقالت: هل المشاعر بيدي يا فرح..هل املك حيالها أي شيء؟..انني لا استطيع ان اوافق الا على من يختاره قلبي..
            - احيانا القلب يخدع..يجب ان تحكمي عقلك كذلك..
            - هذا صحيح ..وعقلي يقول ايضا انه لا يجب علي ان اتزوج من شخص وانا اعتبره كأخ لي لا أكثر..ان لم يكن لأجلي فلأجله هو..لم أظلم هشام معي..أنا احب هشام وربما أكثر منك كذلك..ولكن كأخ..
            قالت فرح بشحوب: بصراحة لا اعلم ماذا اقول لهشام اذا سألني عن ردك..
            قالت وعد وهي تتنهد: أخبريه ما اخبرتك به تماما..واظن انه سيتفهم الامر..
            قالت فرح بألم: لا اظن انه سيتفهم الامر..بل انه سيتألم ياوعد..وبأكثر مما تتصورين..
            صمتت وعد وهي لا تجد جوابا لفرح..يا ترى ايهما الصحيح؟ ..هل عليها ان تسعد نفسها وتنسى الام الاخرين..ام تنسى نفسها وتسعد غيرها ؟..لم تعد تعلم..لم تعد تعلم ابدا....

            تعليق

            • Merve
              عضو فضي
              • Jan 2013
              • 692

              #76
              رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

              ************
              كان الصمت هو سيد الموقف في سيارة هشام..بعد ان حضر هذا الاخير الى المطعم من اجل ان يصحبهم..ويوصل وعد الى الصحيفة حيث سيارتها..
              كان هشام يشعر بالتوتر وهو يريد ان يعرف من فرح بما اخبرتها به وعد..وما جوابها على كل الاسألة التي تدور في ذهنه ..لكن فرح لم تنطق بحرف واحد فمنذ ان دخلت الى السيارة وهي صامتة..بالتأكيد هي تنتظر أن اوصل وعد وبعدها ستتحدث بحرية..ولكنه يشعر ان هناك شيء ليس على ما يرام وعد وفرح لم تنطقا بكلمة واحدة طوال الطريق..هل تشاجرا ام ماذا؟..
              ولم يلبث ان توقف بجوار مبنى الصحيفة وقال: ها قد وصلنا يا وعد..
              قالت وعد بابتسامة باهتة: حسنا اذا..الى اللقاء..أراكم بخير..
              قالتها وهبطت من السيارة متوجهة الى حيث سيارتها بالمواقف ..وتطلع اليها هشام للحظة قبل ان يلتفت الى فرح ويقول: ماذا حدث بينكما؟..لم تتحدثا طوال الطريق..
              قالت فرح وهي تستند الى مسند المقعد: لم يحدث بيننا شيء..
              قال هشام وهو ينطلق بالسيارة: ليس من عادتكما الصمت دون ان تزعجاني بصوتيكما..
              قالت فرح بابتسامة شاحبة: وها قد ارتحت من ازعاجنا لك..
              قال هشام بغتة: ماذا كان جوابها يا فرح؟..
              ارتبكت فرح وقالت: جوابها عن ماذا بالضبط؟..
              قال هشام وهو يختلس النظرات الى فرح: عن اذا كان هناك شخص ما في حياتها ام لا..
              قالت فرح في هدوء: لقد قالت لي انها لا تفكر بأي شاب على الاطلاق في الوقت الحاضر..
              ازدرد هشام لعابه ليبتلع تلك الغصة التي امتلأ بها حلقه..وقال مترددا: حسنا..وماذا قالت بشأني؟..
              قالت فرح وهي تتحاشى النظر اليه: بشأن ماذا يالضبط..انت لم تطلب مني الا ان اعرف منها ان كانت تفكر في شاب ما ام لا..
              قال هشام مستنكرا: وطلبت منك ان تعلمي منها من انا بالنسبة لها..
              قالت فرح وهي تلتفت عنه وتطلع عبر النافذة متاحشية ردة فعله: أنت ابن عم بالنسبة لها..
              قال هشام باهتمام: حسنا وبعد..
              قالت فرح وهي تلتقط نفسا عميقا: لقد تربيتما سويا وكنتما معا طوال الوقت..لهذا فهي تعتبرك مثل اخ لها تماما..
              اتسعت عينا هشام وقال بذهول: أخ لها؟..أتعتبرني وعد مجرد اخ لها فحسب؟؟؟..
              واردف وهو لا يزال غير مستوعب لما يسمعه: هذا مستحيل ..انها لا تعلم بحقيقة مشاعري تجاهها لهذا تعتبرني مجرد اخ لها لا اكثر..أليس كذلك؟..
              لم تجبه فرح فصاح قائلا بعصبية: اليس كذلك يا فرح؟ .. اجيبي ..
              قالت فرح وهي تلتفت له: أعلم بأن هذا صعب عليك ولكنها الحقيقة..حتى وان لم تكن كما نتمناها..
              قال هشام بغضب: أنت لا تفهمين..لا تفهمين ماذا تعني وعد بالنسبة لي..وعد ليست مجرد فتاة احببتها وانتهى الامر..انها النبض الذي ينبض به قلبي..كيف احيا من دونها..وهي تملك قلبي كيف؟..لا استطيع..هذا مستحيل..سأذهب لها واخبرها بحقيقة مشاعري وعندها...
              قاطعته فرح بألم: لا فائدة يا هشام..وعد ليست لك..
              قال هشام بمرارة وهو يضرب بقبضته على المقود: أي شيء سوى هذا..انها الحلم الذي احلم به منذ صغري..لقد كبرت امام ناظري..كل سنة تمضي من عمرينا كنا نقضيها معا..وكان حبي لها يزداد ويتضاعف..انها حلم حياتي الا تفهمين؟؟؟..
              قالت فرح وهي تتنهد: وعد ايضا لها احلامها ولها امنياتها..دعها تحيا كما تتمنى وكما تحلم هي..وليس كما تحلم انت..
              التقط هشام نفسا عميقا وظل صامتا يتجرع كأس الألم والمرارة ..الحلم الوحيد الذي كان يغذيه بكل لحظة من عمره تحطم امام عينه..وعد قتلت حلمه من دون رحمة..لم تأبه بكل ما يحمله لها من مشاعر..داست على حبه..على مشاعره..لم يا وعد؟؟..ألا تعلمين انك حياتي كلها ..وبأنك اسمى امنياتي؟؟..
              ولكن لا..لن ييأس او يستسلم لهذا الامر..لقد عاهد نفسه يوما..انه سيجعل وعد تبادله المشاعر والاحاسيس ..وهذا ما سيحدث بكل تأكيد..
              وقال في تلك اللحظة بلهجة واثقة وحازمة: ستكونين لي يا وعد..لي انا..أقسم على هذا...
              *************
              بدا عماد سعيدا على غير عادته الهادئة كلما يدلف إلى مكتبه كل صباح..وقال بابتسامة واسعة متحدثا إلى السكرتيرة: صباح الخير..
              قالت السكرتيرة بهدوء مستغربة ابتسامته الواسعة: صباح النور يا سيدي..
              دلف عماد إلى المكتب وقال: سيكون اليوم الامتحان النظري لقبول الوظيفة..اخبريني بأسماء الناجحين فيه فور أن يتم معرفتهم...
              قالت السكرتيرة باستغراب: حسنا يا سيدي..
              لم يكن سؤال عماد عن اسماء الناجحين من عادته فهو لم يكترث يوما بمن يتم توظيفه..اكثر ما يهمه ام يكون ذو خبرة..انه يبدوا غريبا منذ ان تسلم ملفات المقدمين للوظيفة..
              ربما كان تصرف عماد غريبا للسكرتيرة ولكنه ليس غريبا لمن يعلم سبب سعادته..فاليوم قد تكون ليلى احدى موظفات هذه الشركة..وهذا الشيء وحده كفيل بأن يرسم هذه الابتسامة الواسعة والسعيدة على شفتي عماد..
              ظل عماد منشغلا ببريد الشركة للساعات التالية وان لم تغب ليلى عن تفكيره لحظة واحدة..في كل لحظة كانت لهفته تزداد لمعرفة نتائج الامتحان النظري..وان كانت ليلى قد باتت من...
              قطع تفكيره صوت طرقات على باب مكتبه فقال بهدوء: ادخل..
              دلفت السكرتيرة الى مكتبه ..وقالت وهي تتقدم منه وتقدم له احدى الاوراق: هذا كشف باسماء الناجحين..
              قال عماد مبتسما: انهم اربع اشخاص فقط..لا يحتاج الامر الى كشف..
              ومن ثم التقط الكشف من السكرتيرة واختطف اسماءهم في سرعة..كان لشخصين ممن قدموا لطلب الوظيفة..والذين استطاعوا اجتياز الامتحان النظري.. وكانت ليلى احداهما..وهذا ما جعل عماد يبتسم ابتسامة نصر وسعادة وهو ينهض من خلف مكتبه..فقالت السكرتيرة باستغراب: الى اين يا سيدي؟..
              تساءل عماد باهتمام قائلا: هل غادر الممتحنين من الشركة؟..
              - كلا يا سيدي انهم ينتظرون معرفة ان كانوا قد قبلوا في الوظيفة ام لا..
              - اذا سأذهب لهم..
              قالت السكرتيرة باستغراب: الى مقدمي الوظيفة؟؟..
              قال عماد بهدوء: هل الامر غريب الى هذه الدرجة؟..
              أحست السكرتيرة بالاحراج من تدخلها فيما لا يعنيها وقالت معتذرة: معذرة يا سيدي...
              لم يهتم عماد بما قالته السكرتيرة وانطلق مغادرا مكتبه متوجها الى قسم المصاعد..ليهبط به الى الطابق الثاني..وهناك أخذ يبحث في لهفة عن ليلى..وشاهدها اخيرا تجلس على احدى طاولات كافتيريا الشركة..فتوجه لها وقال مبتسما: كيف حالك يا انسة ليلى؟..
              رفعت ليلى عينيها الى عماد الماثل امامها..لم تصدق اذنيها عندما سمعت صوته..مدير الشركة يقف امامها..هذا غير معقول..مدير الشركة يتواضع ويأتي لمجرد مقدمة طلب لوظيفة للسؤال عنها..وقالت وهي تتطلع الى عماد بحيرة: بخير..
              قال وهو يشير الى المقعد المواجه لها: هل يمكنني الجلوس؟..
              قالت في سرعة: بالتأكيد..
              قال وهو يجلس ويتطلع اليها بابتسامة: لدي خبر لك..
              اشارت الى نفسها وقالت متسائلة: لي انا؟..وما هو؟..
              قال عماد وابتسامته تتسع: لقد تخطيت الامتحان النظري واصبحت احدى موظفات هذه الشركة..
              قالت ليلى بعدم تصديق: أنا ؟..اواثق من هذا يا سيد عماد؟؟..
              قال عماد وهو يومئ برأسه: بالتأكيد والا لما جئت لأخبرك..
              ارتسمت ابتسامة واسعة وسعيدة على شفتي ليلى وقالت: أشكرك كثيرا على إخباري..لو تعلم كم اشعر بالسعادة لحصولي على وظيفة كهذه..لقد بحثت طويلا حتى وجدتها..الحمد لك يا رب..
              قال عماد مبتسما: كنت أعلم إن خبرا كهذا سيفرحك لهذا جئت لإخبارك..
              قالت ليلى بامتنان: اشكرك جزيل الشكر يا سيد عماد..اتعبت نفسك بالمجئ الي..
              قال عماد بهدوء: ابدا..اهم شيء ان اراك سعيدة..
              توترت ليلى لحظتها..ماذا يعني؟..احقا تهمه سعادتها ..لم؟ ..وقالت بمزيج منالتوتر والخجل: شكرا ..
              قال عماد وهو يسند ذقنه الى كفه: لا داعي للشكر..على العموم ستبدئين العمل غدا بقسم المبيعات..موافقة؟..
              قالت ليلى باستغراب: بالتأكيد موافقة..من أنا حتى ارفض عرضا كهذا؟..
              قال عماد مجيبا بابتسامة وهو ينهض من على المقعد: ليلى..
              قالت وهي تتطلع اليه بحيرة: ماذا تعني؟..
              قال وهو يلوح لها بيده ويبتعد عنها: لا شيء..عن اذنك..
              تابعته ليلى بنظرها وهي تشعر باضطراب كبير في مشاعرها..وصحيح انه قد غادر ولكنه ترك اكبر اثر في نفسها..تشعر بان عماد قد سلبها تفكيرها تماما...
              ************

              تعليق

              • Merve
                عضو فضي
                • Jan 2013
                • 692

                #77
                رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                سارت وعد في ممرات مبنى الصحيفة بخطوات هادئة وسمعت احد الموظفين يقول وهو يمر من جوارها: صباح الخير..
                التفتت له وعد وقالت: صباح الخير..
                وواصلت سيرها الى حيث قسم الصحيفة وقالت وهي تدلف اليه: صباح الخير جميعا..
                قالتها ثم رفعت حاجبيها بحيرة وهي تتطلع الى المكاتب الفارغة الا مكتب طارق..الذي كان يجلس خلفه هذا الأخير..وقالت متسائلة: اين ذهب الجميع؟..
                قال طارق وهو يرفع عيناه اليها: احمد لديه مهمة صحفية ..والاستاذة نادية لم تستطع الحضور اليوم..
                قالت وعد وهي تتوجه الى مكتبها وتجلس خلفه: ولم؟..
                قال طارق ببرود: وكيف لي ان أعلم؟..
                تجاهلت وعد عبارته وقالت: حسنا اذا..هل استطيع أن اطلب منك انهاء الحكاية لي؟..
                صمت طارق للحظات ومن ثم قال: ولكن لدي موضوع يتوجب علي انهاءه..
                قالت وعد بابتسامة: نصف ساعة لن تضر..
                قال طارق وهو يهز كتفيه: فليكن..الى اين وصلت في السرد؟..
                قالت وعد في سرعة: الى ان تطلعت اليك مايا بذهول بسبب...
                قاطعها طارق قائلا: أجل لقد تذكرت..حسنا..كانت مايا تتطلع الي بذهول لحظتها وذلك بسبب ما قلته بشأنها..وهي مستغربة أن اصفها بالرائعة..على الرغم من عدم وفاقنا والعلاقة المتوترة بيننا..ولم تستطع الا ان تقول بارتباك: لم افعل شيءيستحق الشكر..لقد عرفت نتيجتك..كما عرفت نتيجة بقية زملائي..
                صمت وانا اشعر بارتباك ربما يفوق ارتباكها..ووجدتها تخبر الجميع بنتائجهم والكل يشكرها بحرارة وسعيد لنجاحه..ووجدت أحد زملائنا يقول في تلك اللحظة: بمناسبة نجاحنا جميعا يا رفاق..ما رأيكم ان نذهب جميعا الى النادي؟..
                جميعنا تقريبا أيدنا الفكرة ما عدا مايا التي ابدت اعتراضها ..فقلت انا مستنكرا: ولم ترفضين المجئ معنا؟..
                تطلعت الي بتحدي وقالت: اظن ان هذا شأني وحدي..
                صمت طارق قليلا عن السرد وقال وهو يتطلع الى وعد: أتعلمين يا وعد..نظرتك لي في ذلك اليوم التي تحدثت فيه عبر الهاتف في القسم عن عمد وذلك لتستفزيني وتتحديني..كانت تماما كنظراتها المملوءة بالتحدي لي دائما..
                توترت اطراف وعد لقاء ما قاله..انها المرة الثانية التي يناديها باسمها مجردا من دون القاب..ماذا هناك؟..هل هي زلة لسان لا أكثر..وقالت وهي تزدرد لعابها لتخفي توترها: ومن قال إني قد فعلت ذلك عن عمد لأستفزك أو لأتحداك؟..
                قال طارق بابتسامة باهتة: الم أقل لك بأنك تشبيهنها كثيرا؟..
                قالت وعد بحيرة: ماذا تعني؟..هل مايا تشبهني الى هذه الدرجة؟..
                قال طارق بهدوء: بالتصرفات فقط..المهم..انها قالت عبارتها بتحدي لي..فقررت ان افعل المثل فقلت بتحدي اكبر: أنت لا ترغبين في المجيءمعنا الى النادي لانني سأذهب ايضا ..اليس كذلك؟..
                قالت مايا بعصبية: من قال هذا؟..
                قلت متعمدا استفزازها: إذا لم تصرين على عدم المجيء؟ ..الجميع سيذهب فيما عداك أنت..
                قالت مايا بحدة: لقد كنت مشغولة بعض الشيء ولهذا لم اكن ارغب في المجيء..ولكن ما دمت تظن اني لا ارغب في المجيء لانك ستكون هناك فساتي وأثبت لك العكس ..وحتى لا تحلم بأشياء لا حقيقة لها..
                وقتها ابتسمت في سري فها انذا انتصر عليها..وأتمكن من ردعها عن قرار اتخذته..على الرغم من إنها معروفة بمجموعتنا بأنها من المستحيل أن تتراجع عن أي قرار اتخذته..

                في هذه اللحظة ادركت وعد مقدار التشابه بينها وبين مايا..فها هي ذي تجد أكثر صفاتها في هذه الفتاة التي تدعى مايا..حقيقة انها تشبهها في أغلب صفاتها وتصرفاتها..
                في حين قال طارق مكملا: وانطلقنا جميعا الى النادي ونحن نتمنى قضاء وقت ممتع فيه..جميعنا كان يشعر بالسعادة ما عداها هي..كانت ترى الجميع يشاركوني الحديث والضحك فتزداد غضبا وغيظا..ووجدناها تبتعد عنا فجأة وهي تشعر بالغضب من الجميع..واعتقد انها كانت تشعر بالحقد نحوي كذلك..
                استغربنا جميعا ابتعادها عن المجموعة..وكادت احدى زميلاتنا ان تتبعها وترى ما بها..ولكني اوقفتها وقلت بهدوء: سأذهب لأراها أنا..
                قال أحدهم: ولكن يا طارق انت أعلم بنوعية العلاقة التي بينكما..لن تستمع لما ستقوله وستغضب اكثر لو ذهبت لها..نحن بحاجة لمن يهدئها..
                قلت بحزم: انها غاضبة بسببي انا..لهذا سأحاول ان اعالج الامر بنفسي..
                قال احد الزملاء باستغراب: بسببك انت؟.. ولم؟..انت محبوب من الجميع هنا..
                قلت بابتسامة ساخرة بعض الشيء: وهذا هو السبب..
                قلتها وابتعدت عنهم..لا بحث عن مايا في كل ارجاء النادي..وقد ادركت انني ان لم اعالج الأمر واحاول اصلاح الامور بيننا اليوم..فلن استطيع اصلاحها ابدا....
                **********

                تعليق

                • Merve
                  عضو فضي
                  • Jan 2013
                  • 692

                  #78
                  رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                  *الجزء الرابع عشر*
                  (هل سيعترف لها بمشاعره؟)


                  قال طارق مواصلا سرد حكايته: أخذت ابحث عنها في جميع ارجاء النادي..وبكل اصرار وحزم..ومضى من الوقت ساعة تقريبا حتى شاهدتها أخيرا..كانت تجلس في كافتيريا النادي بصمت وشرود..وعيناها لا تريان ما امامها..كانت غائبة عماحولها..تفكر في امر ما باهتمام..بصراحة لقد خشيت وقتها من ردة فعلها وأنا اقترب منها واقف في مواجهتها تقريبا وأقول بصوت حاولت أن اجعله هادئا قدر المستطاع: مايا..هل يمكنني ان اتحدث معك لدقائق؟..
                  انتفضت مايا والتفتت لي بحدة اثر شرودها..وقالت بتوتر: لماذا لحقت بي؟..
                  قلت بهدوء: ارغب في الحديث اليك قليلا..
                  التفتت عني مايا لحظتها وقالت ببرود: تحدث أنا أسمعك؟..
                  قلت وانا اتطلع الى المقعد المواجه لها: حسنا هل يمكنني الجلوس اولا؟..
                  قالت مايا بسخرية: لو قلت لا..هل ستظل واقفا؟..
                  قلت بحزم: بالتاكيد..
                  تطلعت الي مايا بحيرة وقالت: اجلس وقل ما جئت لاجله..ثم غادر لانني اريد الجلوس لوحدي..
                  جلست وقلت دون مقدمات: أعلم بأني وجودي في المجموعة يضايقك ويزعجك..واعلم جيدا انك تكرهيني لاني قد بت محبوبا من الجميع وقداصبحوا يتحدثون معي طوال الوقت هاملين وجودك تقريبا بعد ان كنت انت مصدر اعجابهم واهتمامهم..لهذا...
                  قاطعتني مايا وقالت: ولم اتضايق أو انزعج من شخص مثلك؟..
                  قلت مردفا متجاهلا ما قالته: لهذا قررت الانسحاب من هذه المجموعة..وان اردت الدقة سأبتعد عن جميع من بالمجموعة حتى تعودي انت مصدر اهتمامهم ..ولا اسبب لك أي ازعاج او ضيق..او ازيد من كرهك نحوي..
                  قالت بدهشة: اتعني ما تقوله؟..
                  قلت وانا ازفر بحدة: بالتأكيد..
                  ظلت صامتة لم تنبس ببنت شفة..طوال الوقت ارى عدم التصديق في عينيها..والشك في ملامحها..فقلت بجدية: اسمعيني يا مايا..سأقول لك هذا لاول مرة وربما لاخر مرة..عندما رأيتك لأول مرة أعجبت بك..لا لم يكن اعجابا..لقد شعرت بمشاعر تتولد بداخلي..اصبحت اتعجل اللحظات حتى اراك واتلهف للقاءك..ولكني لم ارى منك الا الكره والحقد نحوي..انا لا اعاتبك..انها مشاعرك وانت حرة بها..ولكني اردت ان اقول ان كل ما اتمناه هي سعادتك..وان ارى الابتسامة تضيء وجهك من جديد..
                  في تلك اللحظة شاهدتها تبتسم..ربما كنت اتخيل ..ولكنها حقا ابتسمت..ابتسامتها كانت مليئة بالخجل ..ووجنتيها توردتا بشكل ضاعف من جمالها..وربما النظرة التي رأيتها في عينيها لحظتها ولم استطع ان افسرها كانت نظرة ندم..ربما..وظلت على صمتها لفترة اخرى قبل ان تقول وهي تزدرد لعابها بارتباك وتلعثم شديدين: بصراحة لا اعلم ما اقول..ولكني اشكرك..
                  قلت وانا انهض من على المقعد: بل انا الذي اشكرك لانك سمحت لي بهذه الدقائق من وقتك لاتحدث لك..
                  ومددت يدي نحوها وقلت بابتسامة شاحبة بعض الشيء: حسنا هل تسمحين بأن اودعك؟..
                  مدت يدها هي الأخرى وصافحتني لتقول: بالتأكيد انت زميل لي قبل كل شيء..
                  قلت مبتسما: هل اعتبر حديثك هذا معاهدة صلح بيننا؟..
                  كانت اجابتها لي هي ابتسامة ..ولكنها كانت تكفيني واكثر..ثم قلت متسائلا: وهل استطيع ان اطلب منك شيئا ما دام هذا لقاءنا الأخير؟..
                  ترددت قليلا ومن ثم قالت: ان كنت استطيع تلبية طلبك هذا..فلن اتأخر..
                  قلت وانا اتطلع لها: لقد سمعت انك تتمنين ركوب الخيل..اهذا صحيح؟..
                  رفعت حاجبيها باستغراب وقالت وهي تومئ برأسها: بلى..
                  - هل تسمحين لي اذا ان اعلمك ركوبه؟..
                  - وهل ركبت خيلا من قبل؟..
                  - لقد اشتركت لفترة في قسم الفروسية في النادي ولكني تركته بعدها بفترة..
                  - ولم؟..
                  استغربت سؤالها لي وقتها ..لا بل استغربت من محادثتنا معا ..لقد توقعت ان تصرخ في وجهي ..ان ترفض الاستماع لي منذ ان جئت للحديث لها..ولكن يبدوا انني كنت مخطأ ..مايا انسانة مرهفة المشاعر والاحاسيس ولهذا لم ترفض الاستماع الى شخص طلب الحديث اليها...
                  قلت مجيبا على سؤالها: بسبب ضغط الدراسة والامتحانات التي واجهتني في بداية دراستي بالجامعة..
                  واردفت في سرعة: والان مارأيك؟..هل توافقين؟..
                  اطرقت برأسها يصمت ومن ثم قالت: ليس الان..ربما في يوم اخر او وقت افضل من هذا..
                  قلت بابتسامة: أأعتبر هذا وعدا منك على تلبية طلبي يوما؟..
                  قالت بابتسامة باهتة: يمكنك ان تعتبره كذلك..
                  قلت وانا ادير ظهري لها: اذا اودعك الان..على امل ان القاك مستقبلا..وان تفي بوعدك هذا يوما..
                  وسرت مبتعدا عن مايا..الفتاة التي تمكنت من امتلاك مشاعري قي يوم ..وبات لقاءنا حلم اتلهف لاجله في كل دقيقة وكل ثانية...
                  صمت طارق بغتة..وتوقف عن السرد..فقالت وعد بدهشة: لماذا توقفت؟..هل هذه هي نهاية الحكاية؟..
                  هز طارق رأسه نفيا وقال: لا لم تحن النهاية بعد..
                  - اذا لم توقفت عن السرد؟..
                  قال طارق بابتسامة باهتة: لقد طلبت نصف ساعة لأحكي لك تتمة الحكاية..وقد مضت الى الان ساعة كاملة تقريبا..
                  قالت وعد بدهشة: أحقا؟..لم انتبه..المعذرة ان كنت قد اضعت وقتك..
                  قال طارق بهدوء: لا عليك..
                  وعاد لمواصلة كتابته للموضوع..ووعد تتطلع اليه دون ان ينتبه لنظراتها..كانت نظراتها له في هذه المرة تختلف..تختلف عن كل مرة..لم تكن نظرة اعجاب او فضول او اهتمام ..لقد كانت نظرة فتاة لفارس احلامها..
                  *********
                  ربما كان السبب الذي حرم هشام من لذة النوم هو تفكيره المتواصل بوعد..او ربما لقاء ما قالته تجاهه وعن علاقتها به..وانها لا تعتبره الا مجرد أخ..او ربما تفكيره المتواصل بكيفية جعل وعد تبادله المشاعر..المهم الان..ان عيناه لم تذوقا طعم النوم ابدا..
                  تطلع الى ساعته التي تشير الى العاشرة صباحا ..لم يذهب الى العمل اليوم..اتصل لأخذ اجازة من العمل..ثم يوما واحدا لن يضر أحد..ولكن ما الذي عليه فعله لجعل وعد تبادله المشاعر هل يعترف لها بما يجول في صدره..هل يخبرها بحبه الكبير لها؟..هل....؟؟؟
                  افكار كثيرة وتساؤلات اكثر جالت بذهنه..وهو يحاول الوصول الى طريقة او وسيلة توصله الى قلب وعد..وتحرك مشاعرها تجاهه..لكن كيف؟..هل المشاعر تتحرك لشخص ما حسبما نريد نحن ام حسبما يريد هو؟..تنهد بحرارة والتقط هاتفه المحمول..عليه ان يتحدث الى وعد ..يتناقش معها على الاقل ..يفهم منها لم تعتبره مجرد اخ لا اكثر على الرغم من كل ما يفعله لاجلها..الا تشعر به؟..
                  ضغط رقم هاتفها في سرعة واستمع الى الرنين المتواصل ..وعقد حاجبيه..لا جواب..أتتعمد عدم الاجابة عليه ام ماذا؟..حسنا اذا كما تفعل معه سيفعل..انها تتجاهله ..لهذا سيتجاهلها هو ايضا..ولم يلبث ان رمى الهاتف على فراشه بعصبية..
                  لم تمض دقائق حتى انطلق هاتفه بالرنين ..تطلع الى الرقم..انها وعد..لن اهتم ولن اجيبها..ولتتصل الى الغد حتى..وتوقف الهاتف عن الرنين بغتة كما انطلق..وهنا شعر بالندم..انها لن تخسر شيئا او تهتم اذا لم يجب على اتصالها..ولكن هو من سيخسر في النهاية..انه من....
                  عاد الهاتف الى رنينه من جديد..فلم يكذب هشام خبرا واسرع في الاجابة قائلا: اهلا وعد..
                  قالت وعد باستغراب: هشام..ماذا هناك لقد اتصلت بك قبل لحظة ولم تجب؟..
                  قال هشام بهدوء: لا شيء..
                  قالت مبتسمة بمرح: لا تقل انك كنت تريد اعادة الكره لي..فعندما لم اجب عليك..لم تجب انت كذلك..
                  ابتسم هشام لا اراديا وقال : من الجيد ان لديك بعض الذكاء الذي يمكنك من فهم الامور على شكلها الصحيح..
                  - مضحك جدا لو لم اكن املك ذكاءا فائقا لما كنت اجلس الان على مكتبي..والان ماذا تريد؟..
                  قال هشام بسخرية: سيارة اخر طراز..
                  اتسعت ابتسامة وعد وقالت: لا تكن سخيفا..أخبرني ماذا تريد هيا؟..
                  قال باستنكار مصطنع: اتستخسرين شراء مجرد سيارة لي..يا للبخل..
                  قالت وعد بسخرية مماثلة: سأذهب واشتريها لك..ولكن امنحني ثمنها اولا..
                  قال مبتسما: على العموم لا احتاج لصدقاتك..اخبريني يا وعد هل لديك ارتباطات لهذا اليوم؟..
                  قالت وعد ساخرة: بلى.. لدي مؤتمر علي الذهاب له..وندوة صحفية وحفل زفاف وحفل عيد ميلاد وكذلك سأزور احدى الشركات وأحد المطاعم و....
                  قاطعها هشام بسخرية: والمقبرة الن تذهبي لزيارتها هي ايضا؟..من المؤسف ان لا تزوريها..
                  قالت وعد باستخفاف: كلا لن اقوم بزيارتها لان زيارتها تناسبك انت اكثر..
                  قال هشام بغتة بجدية: افكر في دعوتك على الغداء ما رأيك؟..
                  قالت وعد وهي تفكر: لا بأس..تعال الى الصحيفة الساعة الثانية والنصف تقريبا..
                  قال هشام بسعادة: حسنا سأكون هناك قبل الثانية والنصف.. اراك بخير وا...
                  قاطعته وعد قائلة : واهتمي بنفسك..لقد حفظتها اقسم على ذلك..
                  - حسنا اذا كم مرة قلتها هذا الاسبوع؟..
                  ضحكت وعد وقالت: اظن انها مائة مرة..ماهي جائزتي؟..
                  - لا شيء فاجابتك خاطئة..
                  قالت مبتسمة: افضل..والان الى اللقاء..وسأهتم بنفسي لا تقلق..
                  - الى اللقاء يا وعد..
                  قالها هشام واغلق الهاتف..التقط نفسا عميقا قبل ان يتوجه الى احد ادراجه ليفتحه ويتتطلع الى تلك العلبة المتوسطة الحجم التي بداخله ويقول بابتسامة حالمة: يا ترى هل ستكون هديتي لك هي الهدية المميزة في حفل عيد ميلادك يا وعد؟..

                  تعليق

                  • Merve
                    عضو فضي
                    • Jan 2013
                    • 692

                    #79
                    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                    **********
                    لم يتمنى عماد ان ينتهي وقت العمل سريعا في حياته..قدر ما تمناه ذلك اليوم..كان يتمنى أن ينتهي دوام العمل حتى يرى ليلى..حتى وان كان سيراها من بعيد فحسب..لهذا ما ان اعلنت عقارب الساعة الثانية ظهرا تماما تقريبا..حتى اسرع بوضع الاوراق المهمة في حقيبته..قبل ان يغادر المكتب في سرعة..
                    استقل المصعد الذي في نهاية الممر وضغط على زر الطابق الارضي..وانتظر في لهفة وصوله..وتوقف المصعد عند الطابق الثاني حتى يصعد موظفوا هذا الطابق ليغادروا بدورهم ..ومن بينهم كانت هي..ليلى..
                    ارتسمت ابتسامة على شفتي عماد..يبدوا ان القدر لا يزال مصرا على ان يكونا سويا..وانتبهت ليلى الى نظرات عماد التي تراقبها..فالتفتت له بحيرة..وهنا شاهدت ابتسامته وهو يتطلع لها بنظرات اعجاب واهتمام غريبين..فقالت بهمس: هل هناك شيء يا سيد عماد؟..
                    قال عماد وهو يهز كتفيه: لا ابدا..
                    صمتت وهي مستغربة من نظراته..يا ترى هل سيفكر مدير الشركة في مجرد موظفة..ولم لا؟..انه يعرفها قبل ان يعلم من تكون..وهي تعرفه كذلك قبل ان تعلم من يكون ..وما هي وظيفته..
                    ظلت صامتة حتى وصل المصعد الى الطابق الارضي وغادره الجميع الى الاستقبال ومن ثم الى المواقف الخاصة بالشركة ..ولم يجد عماد فرصة افضل من هذه حتى يتحدث فيها الى ليلى..لهذا تبعها بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يقول: انسة ليلى..
                    التفتت له ليلى بتساؤل..فقال وهو يبتسم: أتمنى ان تكون الوظيفة قد حازت على رضاك واعجابك..
                    قالت ليلى وهي تومئ برأسها: بكل تأكيد..
                    قال عماد بهدوء: سعيد لسماع هذا..
                    واردف ببعض التردد: انسة ليلى..هل استطيع دعوتك على كأس من العصير؟..ارغب في الحديث اليك بخصوص أمر هام بعض الشيء..
                    تطلعت اليه ليلى باستغراب قبل ان تقول بدهشة: تدعوني انا؟..
                    قال عماد وهو يتنهد: ان كان هذا يزعجك فليس هناك أي داع للامر من الاساس..
                    قالت ليلى وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر: ابدا ولكن...لكني لم اظن ان مدير في شركة سيدعو مجرد موظفة لديه في...
                    قاطعها عماد قائلا باستنكار: أي قول تقولينه يا انسة ليلى..هل اصبحت المناصب هي التي تحرك البشر الان؟..هل أصبح من الواجب على الامير الا يعرف سوى الامراء كما كان يحدث في الماضي؟..لقد تطور العالم بأكمله..وحتى لو لم يتطور تفكير البشر بعد..فإن العواطف والاحاسيس ليس لها أي دخل بالمناصب او المال..المشاعر هي تحرك البشر وتوفق بين الناس..وليس المال والنفوذ والسلطة...
                    تطلعت اليه ليلى بدهشة كبيرة..كلماته الرائعة استطاعت ان تبعث الارتياح في نفسها..لديه منطق رائع بالحديث..هذا بالاضافة الى انه كان يتحدث عن المشاعر والاحاسيس.. ترى ايعنيها هي؟..هل تحركت مشاعره تجاهها كما تحركت مشاعرها تجاهه؟..
                    ازدردت لعابها في توتر قبل ان تقول: معك في كل ما قلته يا سيد عماد..
                    قال مبتسما: لم تخبريني بعد..هل توافقين على دعوتي لك؟..
                    قالت وهي ترفع رأسها له وتبتسم: بكل سرور..
                    اتسعت ابتسامة عماد وقال وقد انفرجت اساريره : اشكرك كثيرا يا انسة ليلى..وارجو ان لا يكون ذلك قد ازعجك..
                    اسرعت تقول: ابدا..ولكن اي مطعم هو؟..
                    قال عماد بتفكير:مطعم العاصمة..
                    قالت وهي تومئ برأسها: حسنا سأكون هناك..عن اذنك..
                    قالتها واسرعت باتجاه سيارتها لتصعدها وتنطلق بها الى حيث المطعم..وتوجه عماد الى سيارته بدوره ليركبها وينطلق بها..وهو يشعر بالرضا والارتياح لأنه قد قام بالخطوة الاولى تجاه علاقته بليلى اخيرا....
                    **********
                    نهضت وعد من خلف مكتبها مع رنين هاتفها الذي انطلق معلنا ان هشام قد وصل..وهو ينتظرها بالاسفل..وقالت في سرعة وهي تدخل حاجياتها في ادراج المكتب: اراكم غدا..الى اللقاء..
                    واسرعت بمغادرة القسم..وطارق يتابعها بناظريه..وبغتة قاطعه من شروده صوت أحمد وهو يقول: لم تخبرني ..ما الذي بينك وبين الانسة وعد؟..
                    قال طارق متعمدا البرود في حديثه: زمالة عمل..
                    مال نحوه أحمد وقال وهو يبتسم: أعلم انها زمالة عمل..لست أحمقا..ولكني اقصد ما هو أكثر من ذلك..
                    قال طارق وهو يهز كتفيه: لا شيء أكثر من ذلك..
                    قال احمد وهو يرفع حاجبيه: أتحاول الكذب علي..لقد شوهدت يا صديقي العزيز طارق معها بالكافتيريا..
                    قال طارق بسخرية: صحيح..وبعد؟..
                    - لا شيء..
                    قال طارق بلامبالاة: اذا اصمت ولنغادر نحن ايضا..
                    قال أحمد وهو يفكر: لا تحاول اخفاء الامر عني..أعلم انك تحمل لوعد مشاعر ما..
                    قال طارق ببرود: بلى..مشاعر الزمالة..
                    - وهل توجد مشاعر بالعالم تسمى مشاعر الزمالة؟..انت معجب بها ومهتم لأمرها..اليس كذلك؟..
                    - لا ليس كذلك..
                    قال أحمد وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه في مواجهة طارق: اذا ماذا تسمي متابعتك لها بنظراتك دائما..وماذا تسمي جلوسك معها بالكافتيريا بالأمس..
                    قال طارق بضجر: لا اظن ان الحديث مع أحدى الزميلات قد بات جريمة هذه الايام..
                    مال نحوه أحمد وقال وهو يغمز له بعينه: اعترف وارح نفسك..
                    - لا يوجد ما اعترف به..
                    قال أحمد وهو ينهض من على المقعد: حسنا يا طارق..كما تشاء..ولكن صدقني سأثبت لك يوما انك مهتم جدا بهذه الفتاة..
                    ابتسم طارق ابتسامة باهتة وقال: سأنتظر هذا اليوم الذي لن يأتي ابدا..
                    قال أحمد بابتسامة: سنرى..
                    وتوجه أحمد الى حيث مكتبه...حتى يجمع حاجياته ويغادر هو الاخر..بينما شرد طارق قليلا ليفكر في كلمات أحمد..وفي المشاعر الغريبة التي باتت مسيطرة عليه تجاه وعد..ترى هل تحقق المثل القائل " الحب لا يأتي الا بعد عداوة".. ترى اهذا صحيح؟..هل مشاعره تجاه وعد تصل الى درجة الحب؟..لا يظن..وتحدث الى نفسه قائلا ببعض السخرية: ( لا تظن..أم انك..لا تريد ان تعترف..ان هذه الفتاة استطاعت ان تحرك مشاعرك تجاهها دون ان تشعر بذلك)..
                    ***********
                    ابتسمت وعد وهي تصعد سيارة هشام وتقو ل يلهجة امرة مصطنعة: هيا تحرك..
                    قال بسخرية: كنت سأفعل لولا ان تحدثت..
                    قالت وعد وهي تلتفت له بغضب مصطنع: أتعني ان اوامري غير مستجابة..سوف اقوم بطردك ايها السائق المتمرد..
                    قال هشام بسخرية أكبر: أي وظيفة افضل من ان اعمل عند فتاة حمقاء مثلك..
                    قالت وعد بابتسامة: لم يطلب احد منك ان تدعو فتاة حمقاء على الغداء..
                    انطلق هشام بالسيارة لحظتها وقال مبتسما: في الحقيقة الامر لم يكن بيدي..هناك امر هام علي قوله لك..ولهذا اضطررت لدعوتك..
                    قالت وعد وهي تتطلع من نافذة السيارة: يمكنك ان تتراجع عن قرارك ان اردت..
                    قال هشام متحدثا الى نفسه وهو يختلس النظرات اليها: (أمجنون انا لاتراجع عن قرار كهذا؟..أمجنون لأتخلى عن أي لحظة تجمعنا سويا؟..سأجن فعلا يا وعد لو انك لم تكوني لي أنا..أنا مجنون بك يا وعد..أحبك أنت..الا تفهمين؟)..
                    تمنى هشام لو يستطيع ان ينطق بكلمة مما جال بذهنه..لكنه لم يفعل..خشى من صد وعد له..او ان تحطم اماله التي عاش عليها طويلا..أيهما الافضل ان تعيش على امل سعيد واه..أم تعيش في واقع مرير؟..
                    وأيقظته وعد من شروده وهي تقول: هشام..توقف هنا..
                    قال هشام بحيرة: ولم؟..
                    قالت وعد باصرار: قلت توقف هنا..
                    توقف هشام كماطلبت منه وعد..فقال متسائلا: ها قد توقفت..والان ما الأمر؟..
                    قالت وعد مبتسمة: اهبط من السيارة..
                    قال هشام بسخرية: هل هذه أعمال احدى العصابات؟..
                    - لا ..لا تقلق..هيا اهبط..
                    هبط هشام وهو في حيرة من أمره..فلم يكن بجوارهما سوى حديقة عامة..وبعض المحال البسيطة..مما جعله يقول: اترغبين بشراء شيء من هنا؟..
                    قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: بل أرغب في السير قليلا في هذه الحديقة..هل تمانع؟..
                    هز هشام كتفيه وقال: ابدا..
                    أمسكت وعد بكف هشام وجذبته معها لتقول بابتسامة: اذا هيا..
                    ارتفع حاجبا هشام للحظة ولكنه عاد ليخفضهما وهو يبتسم بسرور..وسارا في تلك الحديقة لبضع دقائق وهما ملتزمين الصمت..كلاهما شارد ويفكر في أمر مختلف..فمن جهة كانت وعد تفكر في طريقة لتفهم هشام الأمر دون ان تجرح مشاعره او تحزنه..ومن جهة أخرى كان هشام يفكر في طريقة لجذب مشاعر وعد تجاهه..وأخيرا قطعت وعد الصمت وقالت: أتذكر يا هشام عندما كنا صغارا كنت اناديك أحيانا بكلمة أخي..كنت أظنك أحيانا شقيقي فعلا..
                    تطلع هشام اليها..لم تقول مثل هذا؟..هل تتعمد ان تنبه ان علاقتهما لا تتعدى كونها الأخوة..لا وألف لا..وقال : بلى أذكر..وأحيانا كنت أغضب و أخبرك بأنني لست شقيقك ...ولكنك تصرين على ذلك..وتقولين انني احاول الكذب عليك فقط و انني شقيقك وانت شقيقتي..
                    تنهدت وعد..وهي تبطء من خطواتها قليلا..لقد تعمدت فتح هذا الموضوع بالذات..وقد تعمدت ان تنبهه بأنها لم تعتبره في صغرها الا شقيقا..ولازالت تعتبره كذلك..لا تريده ان يحيا في أوهام لا حقيقة لها..عليه أن ينساها..ويبحث عن فتاة تحبه بحق..
                    قال هشام بغتة بجدية: وعد هل يمكنني ان اتحدث اليك بكل صراحة؟..
                    أدركت وعد ما سيقوله لذا قالت محاولة اضفاء بعض المرح: لا..لا يمكنك..
                    قال هشام وهو يمسك بمعصمها ويوقفها عن مواصلة سيرها: وعد..هناك أمر هام عليك أن تعلميه..
                    توترت وعد..وازدردت لعابها بصعوبة..لا تريد ان تجرح هشام بكلماتها..وفي الوقت ذاته لا تريده أن يحيا على امال زائفة..فما الذي تستطيع ان تفعله؟..
                    وتطلع هشام الى عينيهالعسليتين بعمق..نظرة اربكتها ..وجعلتها تشيح بعينها بعيدا.. ومن ثم قال بحنان: أتعلمين سبب عصبيتي معك أحيانا..وخاصة عندما تفكرين بالخروج الى مكان ما..أو حين تجالسين عماد؟..
                    قالت وعد بمرح مصطنع: ربما لأنك تكره عماد..
                    قال هشام وهو يهز رأسه نفيا: لا..بل لسبب مختلف..
                    اصطتعت وعد التفكير وهي تضيع سبابتها اسفل ذقنها ومن ثم قالت: ربما لأنك تحب التشاجر معي واستفزازي..
                    ابتسم هشام ابتسامة خافتة وحانية..ومن ثم انزل كفها عن ذقنها ليقول: وليس لهذا السبب ايضا..
                    تضاعف توتر وعد اضعافا..هاهو هشام سيخبرها بما يكنه لها من مشاعر وهي لا تستطيع سوى ان تقف كالتمثال أمامه ..لا تستطيع ان تنطق ببنت شفة أو تتهرب مما سيقوله..فلو تهربت اليوم فلن تستطيع ذلك غدا..ثم انه كلما كانت معرفته بالحقيقة في وقت اسرع كلما كان ذلك أفضل..
                    ووجدت هشام يمسك بذقنها ليرفع رأسها له..ويجبرها على النظر اليه ويقول بنظرات مملوءة بالحب: بل لأني أحبك أنت يا وعد..أحبك..
                    سرت رعشة في جسد وعد وهي تسمع كلمات هشام لها ..كانت رعشة خوف مما قاله..ومن مشاعره الصادقة تجاهها ..ترى هل ستستطيع قتل حلمه لتحيا هي..أم تنسى أحلامها لتسعد شخصا يحبها بكل صدق واخلاص..لا تعلم..لا تعلم..رأسها يوشك على الانفجار وهي تلمح نظرات الحب والحنان التي يغمرها بها هشام وهو ينتظر سماع رد منها..اي رد...
                    **********

                    تعليق

                    • الليديM
                      عضو متألق
                      • Oct 2012
                      • 425

                      #80
                      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                      واو شو حلوو

                      توقعاتي

                      طارق وعد .. بالبداية انصدمت انو بدو يعترفلها بماضيه بس منيح انو خبرها .... برضو طارق متل هشام بالضبط متل ما لاحضت انه كان يحب وحدة ومعجب فيها وهيي ما بتبادله المشاعر ... حسيت انه وعد لما تسمع قصته رح تلاحض هالتشابه وتخبره عن هشام أو كمان يجي ببالها قرار انه توافق على زواجها من هشام كرمالا لمشاعره بس رح طارق يرفض هالفكرة ويحكيلها لازم تاخد يلي قلبها بيختاره << مجرد توقع

                      هادا كان توقعي قبل ما تطلع وعد مع هشام ... هلأ بالنسبة لهدول الاتنين ,, بتوقع رح تقتل حلمه لتعيش حياتها < شفتي كيف أنا متناقضة !!!

                      يعطيكي ألف عافية .... بانتظار البارت القادم

                      الله يسعدك

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...