رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Merve
    عضو فضي
    • Jan 2013
    • 692

    #41
    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

    ***********
    (ما هذه المسائل الصعبة؟)
    قالتها فرح بعصبية وهي تحاول حل إحدى المسائل الخاصة بمادة ما..وهي تجلس عل طرف فراشها..وتعيد الحساب بالالة الحاسبة مرارا وتكرارا..
    وقالت بسخط: تبا..من اخترع هذه المسألة؟..ثم انه هو نفسه لم يعرف كيفية حلها ..أثق في هذا..
    وبغتة اقتحم جو الغرفة المتوتر صوت رنين الهاتف المحمول..التي تضعه فرح على نغمة هادئة جدا..وتطلعت الى الرقم للحظات قبل ان تقول: أهلا بمن لا يسأل..
    ضحكت وعد وقالت: رويدك علي..ألم نكن معا بالأمس؟..
    - بلى ولكن هذا لا ينفي عنك التهمة..
    - حسنا إن لم أسأل أنا أو اتصل ..اتصلي أنت..لا أظن اني الوحيدة في هذا الكون التي امتلك خدمة الاتصال بالهاتف..
    ابتسمت فرح وقالت: في هذا معك حق ولكن الجامعة لا ترحم..وأظنك قد قمت بتجربتها قبلي..
    وأردفت بتساؤل: والان ما سر اتصالك بي؟..
    تنهدت وعد وقالت: اذا فهمتي انني قد اتصلت لسبب ما..
    - ابنة عمي وأعرفك أكثر من غيري..
    قالت وعد بعد ان زفرت بحدة: عماد..يبدوا وانه حدث أمي بأمر رغبته بالارتباط..
    قالت فرح بحيرة: وماذا في هذا؟..
    قالت وعد وهي تسير في غرفتها وتتطلع من نافذتها بشرود: وكأنك لا تعلمين.. اني سأكون المرشحة الأولى لهذه الزيجة..
    قالت فرح بعد تفكير: ولكن يا وعد..عماد بالفعل شاب جيد..فلم ترفضينه..
    قالت وعد وهي لا تزال على شرودها: فرح..ان كنت لا تعلمين فأنا سأخبرك بأن حلم حياتي ان أتزوج بشخص أحمل له المشاعر في قلبي..وهو بدوره يبادلني هذه المشاعر..اي أحبه ويحبني..أفهمت؟..
    قالت فرح وهي لا تزال على حيرتها: ولكنك لم تندمجي مع عماد بما يكفي.. انك لا تعرفين عنه إلا القليل بحكم زياراته القليلة لكم..
    - ولو..هذا لا يعني إنني لا اعلم بأي مشاعر تربطني به..إنها القرابة ليس إلا..
    قالت فرح باهتمام:اسمعي يا وعد..أنت الان في الثالثة والعشرين..أي فكري جيدا بمن سترتبطين به بعقلك لا بقلبك..وأنت اعلم من أن أخبرك..
    - لا أظن أن عماد مناسب لي..
    - كما تشائين يا وعد وهذه حياتك في النهاية..ولكن فكري قبل ان ترفضي..
    قالت وعد بابتسامة شاحبة: لقد رفضت وانتهى الموضوع..
    ابتسمت فرح وقالت: يا لك من فتاة..
    قالت وعد مبتسمة: حسنا أتركك الان فغدا لدي عمل وعلي أن أنام مبكرة بعض الشيء..إلى اللقاء..
    - إلى اللقاء..
    قالتها فرح وأنهت المكالمة..وتنهدت بهدوء.. وتمتمت بصوت خفيض: من كان يصدق..وعد قد تتزوج و..
    لم تكمل عبارتها والتفتت الى حيث كتبها..وهنا فقط شاهدت هشام الواقف عند باب غرفتها..وملامح جامدة وغامضة على وجهه.....
    *************
    تطلع عماد بصمت وشرود من نافذة غرفته الى الشارع التي تطل عليه..كان يلمح السيارات القادمة والذاهبة..ويتابعها ولكن عقله لم يكن معه..ربما لا تصدقون.. ولكنه كان يفكر بتلك الفتاة..ولم لا؟..
    انه ولأول مرة يرى فتاة بجرأتها وبطريقة تفكيرها الغريبة..تبدوا جريئة وفوق هذا تظن ان لها الحق في كل شيء تظن انه ملكا لها..وهذا ما جعلها محط تفكير عماد..
    أعاد شريط ما حدث اليوم معها في رأسه العديد من المرات..كلماتها لا تزال تتردد في ذهنه..وملامحها لا تزال عالقة فيه..عباراتها لا تزال تعاد في رأسه المرة تلو الأخرى..والغريب في الأمر انه كان يفكر في البحث عن أسم مناسب لتلك الفتاة..
    العديد من الأسماء مرت بذاكرته ولكن أي منها لم يكن يشعره بأنه مناسب لها..لكن يا ترى ابعد هذا التفكير من فائدة؟..انه حتى لا يعرف من تكون..فتاة راها بالصدفة وافترقا بعدها..لم يشغل نفسه بالتفكير الان..
    أجل لم التفكير؟..عليه ان يبعدها عن ذهنه تماما....
    **************
    صمت تام خيم على الغرفة...وكأن الصورة قد تجمدت فيها ولم تعد تتحرك..لكن صوت الأنفاس المتردد في صدريهما اثبت عكس ذلك..وأخيرا تحركت عينا فرح وهربت بعيناها بعيدا عن هشام..وسؤال واحد أخذ يتردد في ذهنها..منذ متى وهو يقف هنا؟..
    وعادت لتلفت إلى هشام لتجده وقد اقترب بعض خطوات وقال بصوت حاول ان يجعله هادئا: هل صحيح ما سمعته؟..
    قالت فرح بابتسامة مفتعلة: وماذا سمعت بالضبط؟..
    قال وهو يتطلع اليها بنظرة متفحصة: كل ما قلتيه..تقريبا..
    ارتبكت فرح وقالت: بالتأكيد صحيح والا ما كنت قلته..
    قال بجمود: اذا وعد ستتزوج..
    اتسعت عينا فرح وقالت بسرعة: كلا ليس المعنى الذي فهمته..عماد يفكر بالارتباط وقد رشحت له ليس الا..
    قال هشام متسائلا باهتمام حاول جاهدا ان لا يظهره: وماذا كان ردها؟..
    قالت فرح وهي تلتفت عنه: هي رافضة للأمر..ولكن يبدوا وانها ستفكر فيه خصوصا وان والدتها تحبذ عماد كزوج لها وبالتأكيد لن يغلق الموضوع على رفضها..
    قال هشام بسخرية مريرة: وأنت لم تكذبي خبرا فأسرعت بحثها على التفكير في امر هذا الزواج وعدم رفضه..
    قالت فرح وهي تمط شفتيها: هشام..انت لا تتحدث الا من منطق مشاعرك انت..ولكن ماذا عن مشاعرها هي..ماذا عن طموحاتها..وأحلامها..ألا يجوز أن يكون عماد هو الشخص المناسب لها؟..
    قال بعصبية: وبأي حق يكون الأنسب لها..هل يعرفها؟..هل قضى حياته بجوارها؟..هل شاركها اللعب والدراسة؟..هل حاول مرة ان يخفف من الامها؟..هل كان يذهب للانتقام ممن كانوا يؤذونها وهي طفلة؟..أجيبيني هل كان يفعل أي شيء لها؟..اننا حتى لم نكن نراه..لا يأتي لزيارتنا إلا نادرا..ولا يشاركنا في أي شيء..هادئ ومنطوي على نفسه طوال الوقت..هل هذا هو الشخص الأنسب لوعد يا فرح؟..هل هذا هو؟..
    شعرت فرح بالألم يقطر من كلمات هشام وهو يذكر لها كل ما جمعه بوعد منذ أيام طفولتهما حتى الان ويقارن به عماد..وأحست بالأسى لما يعانيه شقيقها ولكن ليس بيدها ما تفعله..وتنهدت بمرارة قبل ان تقول: الحب لا يأتي بالمشاركة يا هشام..ربما يكون حب الأهل والأقارب هو ما يأتي على هذا النحو..ولكن حب فتاة لشاب لا..الفتاة تبحث عمن يشاركها أفكارها وطموحاتها..من يحسسها باهتمامه..من تشعر انه متوافق معها وتشعر به قريب منها..يحسسها بمشاعر تولد داخلها كلما رأته أو سمعت صوته..
    عقد هشام حاجبيه بغضب وكاد أن يهم بقول شيء ما ولكنه تراجع..وأحست فرح بغضبه ولكنها لم تحبذ أن تتحدث اليه وهو على هذه الحالة لأنه سينفجر في وجهها بكل تأكيد..وأشاحت بوجهها عنه متطلعة الى الدفتر الذي كانت تقوم بحل المسألة فيه قبل قليل..وظلت لدقيقة والصمت يغلف الغرفة..
    وعندما عادت ورفعت ناظريها للمكان الذي يقف به هشام منذ لحظات..كان هذا الأخير قد اختفى من الغرفة...

    تعليق

    • Merve
      عضو فضي
      • Jan 2013
      • 692

      #42
      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

      ***********
      ابتسمت وعد بهدوء وهي تدلف الى القسم الذي تعمل به وتقول: صباح الخير جميعا..
      وسمعت نادية تقول: صباح الخير انسة وعد..كيف العمل معك؟..
      اتسعت ابتسامة وعد وقالت: لم أباشر أعمالي بعد..ليتني أستطيع البدء بها..مللت من هذا الروتين المتواصل..
      قال احمد بابتسامة مرحة: أتبادلينني؟..
      ضحكت وعد بخفة وقالت: ان كنت ترغب في ذلك حقا..فأنا موافقة..
      قال احمد بابتسامة واسعة: ليتني استطيع..لكنت تخلصت من العمل الشاق في هذه الصحيفة..
      قالت نادية مستنكرة: لا ترعب الفتاة..انها الأيام الاولى لها هنا..
      قالت وعد مبتسمة وهي تلتفت الى نادية: لا عليك يا استاذة نادية..انا أحب العمل بالصحافة ولن يهمني ما قد يقال عنها حتى وان كان صحيحا..
      ولا تعلم ما الذي جعلها تلتفت الى طارق..منذ ان دخلت وهو لم ينطق بكلمة.. بصراحة انه لا يفعل الا قليلا وفي فترات الضرورة فقط..بالأمس فقط كانت معه باللقاء الصحفي وتتذكر نظرات الاستنكار في عينيه عندما....
      (أهلا بك يا سيد..هل من خدمة نقدمها لك؟..)
      انتشلها صوت أحمد من شرودها..والتفت لتتطلع الى الداخل الى القسم..وما ان فعلت حتى ارتفع حاجباها واتسعت عيناها بذهول..ثم ما لبثت ان قالت بدهشة واستغراب وعينيها معلقتان بذلك الشاب الواقف عند باب القسم: هشام..
      قال أحمد متسائلا: هل تعرفينه يا انسة وعد؟..
      القى هشام عليه نظرة صامتة..وعاد ليلتفت إلى وعد التي قالت ودهشتها لم تفارقها بعد: أجل انه ابن عمي..
      وأردفت متسائلة: ما الذي جاء بك الى هنا يا هشام؟..وكيف سمحوا لك بالدخول الى هنا؟..
      تقدم هشام بضع خطوات من مكتبها وقال: لقد أخبرتهم بأنني ابن عمك وأود الحديث اليك في موضوع هام ولا يحتمل التأجيل..وبعد أن تأكدوا من هويتي..سمحوا لي بالدخول..
      وأردف بحزم: هل لي ان أتحدث معك على انفراد قليلا يا وعد؟..
      قالت وهي تعقد حاجبيها بتساؤل: هل الأمر مهم الى هذه الدرجة؟..
      أومأ برأسه ايجابيا..فقالت بابتسامة باهتة: فليكن..انتظرني هنا ريثما أطلب من رئيس التحرير منحي اجازة لمدة ساعة..
      ونهضت من خلف مكتبها..لتتجه نحو خارج القسم..وما لبث أن ناداها هشام..فالتفتت اليه قبل ان تخرج بحيرة فقال وهو يزفر بحدة: اجعليها ساعتين..
      هزت كتفيها وقالت: هذا اذا وافق رئيس التحرير على الاجازة..
      وأردفت متحدثة الى أحمد: أستاذ أحمد اطلب قدح من القهوة لابن عمي هشام على حسابي ريثما أعود..
      قالتها وغادرت المكان..في حين التقط احمد سماعة الهاتف ليقوم بطلب القهوة لهشام..أما هذا الأخير فقد جلس على مقعد مواجه لمكتب وعد..وتطلع حوله بهدوء..هناك شابان وسيدة..أحد الشابين ذا ملامح وسيمة والاخر مع انه يفوق الأول لمرات بوسامته الا انه يبدوا عليه البرود من تصرفاته ونظراته..التي لم تكن تتعلق الا بما على مكتبه..حتى انه لم يتطلع اليه منذ أن دخل..
      التفت ليتطلع الى أحمد..لا يبدوا مرتبطا على الرغم من انه يبدوا في الثلاثين من عمره..فأصابعه لا تحتوي على خاتم زواج أو خطوبة..والاخر كذلك..اي قسم أقحمت به وعد الملئ بالشباب العازبين؟..فتاة مثلها يمكن أن تأسر أي شخص بمرحها وحيويتها..بشخصيتها الفريدة..وبابتسامتها العذبة التي ...
      ابعد الافكار عنه وهو يلمح ذلك العامل وهويضع قدح القهوة أمامه..وقال وهو يلتقطه: شكرا..
      ابتعد العامل عنه مغادرا القسم..وقال أحمد في تلك اللحظة محاولا تحطيم الصمت الذي غلفهما نظرا لشخصيته العفوية ببدء الحديث: سيد هشام..أهنئك على ابنة عمك..فلها مستقبل باهر بالصحافة..
      لم يعلم أحمد انه بكلماته تلك انما يزيد الطين بلة..وقال هشام ببرود شديد: أشكرك على المجاملة..
      سأله أحمد قائلا: وماذا تعمل أنت يا سيد هشام؟..
      ارتشف هشام القهوة ثم قال: مهندس في إحدى شركات المقاولات..
      وجاءت وعد في تلك اللحظة..فقال هشام في سرعة: هل نمضي؟..
      أومأت برأسها..فغادر معها القسم..وتوجها نحو قسم المصاعد وسألته وعد قائلة بفضول: أي امر مهم لهذه الدرجة جعلك تتكرم وتقوم بزيارتي في عملي؟..
      قال هشام وهو يدلف الى داخل المصعد: ستعرفين بعد قليل..
      شعرت بالقلق وقالت وهي تدلف خلفه الى المصعد: هل حدث أمر ما لفرح؟..
      قال وهو يهز رأسه نفيا والمصعد يهبط بهما الى الدور الأرضي: الجميع بخير..لا تقلقي..
      - اذا ماذا هناك؟؟
      قال وهو يتنهد: اريد الحديث معك في موضوع ..هذا كل ما في الأمر..
      قالت بعصبية بالرغم منها: وهل هذا يستدعي اخراجي من العمل ..وعدم ذهابك انت بدورك لعملك..لقد ظننت ان امرا سيئا قد حدث..
      - كنت أود الحديث معك على انفراد..
      - ألا ينتظر هذا الأمر للغدأو بعد ان انتهي من عملي؟..
      وصل المصعد في تلك اللحظة الى الدور الأرضي..فالتزما الصمت حتى وصلا الى مواقف الصحيفة..فقال حينها: لقد حاولت تأجيله ولكن...
      صمت دون أن يكمل..فقالت وعد وهي تلتفت له: ولكن ماذا؟..
      تنهد مرة أخرى وقال: لاشيء..تعالي معي في سيارتي..سنذهب الى احد الأماكن لنتحدث بهدوء..
      أوقفته وعد بأن أمسكت بذراعه بهدوء وقالت بقلق: هشام..انت لا تبدوا طبيعيا..اخبرني الحقيقة هل حدث شيء لأحد من أهلي ..
      التفت لها وقال بابتسامة شاحبة: اقسم انه لم يحدث لهم شيء..ولكني متعب فقط ..لا تقلقي..
      وتوجه الى سيارته ليحتل مقعد القيادة..واحتلت وعد المقعد المجاور له ..وما ان انطلقت بهما السيارة حتى قالت وعد: والان ما الأمر؟..
      ظل صامتا ولم يجبها..فقالت وعد وهي تلتفت له بحيرة: هشام..هل هو أمر يتعلق بي أم بك؟..أخبرني بهذا على الأقل..
      أوقف السيارة بغتة على جانب الطريق الرملي..وقال وهو يلتفت لها: يتعلق بكلانا..
      أحست بالدهشة مما يقوله وقالت: تحدث اذا لا تظل صامتا هكذا..وأحاول جاهدة جعلك تتحدث..
      عقد حاجبيه بغتة وقال مباشرة: هل صحيح انك ستتزوجين؟..
      ارتفع حاجباها بغرابة وقالت: من قال هذا؟..
      احتد وقال: الم يتقدم عماد لخطبتك؟..
      قالت وهي تلوح بكفها: ابدا..لم يحدث هذا..كل مافي الأمر..انه يفكر بالزواج..وأمي اخذت رأيي بالأمر..وقد رفضت وانتهى الأمر..
      سألها قائلا: ولماذا ترفضين شاب ثري ووسيم وطموح مثل عماد؟..
      التفتت عنه لتتطلع من النافذة وقالت: لانني وبكل صراحة لا أحمل له أي مشاعر خاصة..لا شيء يربطني به سوى القرابة..انني حتى لا اعرفه جيدا..كنت اراه لفترات بسيطة عندما يأتي لزيارتنا..كيف اقبل بشاب لا اعرف عنه الا اقل القليل؟..
      ارتخت عضلات هشام واحس بالراحة لكلماتها..فإن رفضها هذا يعني انه لا مجال للتراجع عنه..وهو يعلم كم هي عنيدة ومن الصعب ردعها عن قرار اتخذته..
      وسمع وعد تسأله في تلك اللحظة: ولكن كيف علمت بالأمر؟..
      - سمعت فرح وهي تتحدث اليك عن طريق الصدفة..
      ابتسمت وعد وقالت: الصدفة ام انك كنت تسترق السمع؟..
      قال وقد عادت له سخريته: لن استرق السمع من أجل امر تافه كهذا..
      قالت بسخرية بدورها: أمر تافه..وأخرجتني من العمل لأجله..
      وأردفت باهتمام: ولكن حقا أنت ايضا لم تذهب لعملك اليوم..امن اجل هذا الأمر..
      - قمت بأخذ اجازة لساعتين..
      قالت متسائلة بتردد وقد عادت اليها كلمات فرح لها بشأن مشاعر هشام تجاهها: و هل هذا الأمر يهمك الى هذه الدرجة؟..
      هز كتفيه وقال: بالتأكيد..ألست ابن عمك؟..
      ابتسمت وعد وقالت: ابن عمي ولست والدتي لتهتم ان كنت قد خطبت أم لا..
      ولما لم يعلق على عبارتها قالت: ما بالك متجهم هكذا..لم ارى ابتسامتك منذ أن خرجنا..
      شرد هشام وحدث نفسه قائلاتريدين ان ترين ابتسامتي يا وعد..كيف للحزن والسعادة ان يلتقيا ..ليتك فقط تفهمين معنى كل ما افعله..ولكنك اما تتجاهلين الأمر ولا تهتمين له..او ربما لا تفهمينه حقا)..
      عقدت وعد ساعديها امام صدرها لما شاهدته على شروده وقالت: اعدني الان الى الصحيفة..
      قال وهو يلتفت لها: لم تنتهي اجازتك بعد..
      - اعلم ولكنك صامت أو شارد طول الوقت..هل تريدني ان اتحدث مع الحائط..
      قال بابتسامة: لا يوجد حائط بالسيارة ..ركزي على ما تقولين..
      ارتبكت وقالت: فليكن..المهم أريد ان اعود الى الصحيفة..
      مال نحوها قليلا وقال: ما رأيك ان ادعوك على شيء تحبينه..
      - ماذا تعني؟..
      - الكعك الذي تحبين..
      ابتسمت وقالت: ان كان الأمر يتعلق بالكعك فأنا موافقة..
      - ولكن حاذري ان لا تصابي بالسمنة..
      قالت بنظرة حانقة: اصمت..
      ضحك وقال وهو يدير مقود القيادة وينطلق بالسيارة: لا داعي للغضب..يمكنك عمل حمية بعد أن تصابي بالسمنة..
      لم تجبه وعد وهذا ما أثار استغرابه..فقال مبتسما: ما الامر ألم تغضبك كلماتي..أأنا خفيف الدم الى هذه الدرجة..
      - بل ثقيله..والى أقصى درجة ايضا..
      وأردفت بابتسامة رقيقة:ولكني أشعر بالسعادة لأنك عدت الى طبيعتك..فهذا هو هشام الذي أعرف..
      خفق قلب هشام في قوة ..منذ متى وانت رقيقة معي يا وعد..منذ متى وانت تتحدثين الي بهذه الطريقة الحانية..ربما لأننا لوحدنا فقط..وربما لأني لم أحاول اثارة غضبك..وربما لأني اعني لك شيئا على الأقل..
      وقال بابتسامة حانية: ومن لا يستطيع ان لا يعود الى طبيعته..وأنت معه..
      وانطلق بالسيارة وكلمات وعد له تتردد في اذنه..وتجعله يحيا في عالم من الأحلام..وربما لن تلبث أن تتحطم على صخرة الواقع..أقول ربما..ولا أحد يعلم ما قد يخفيه القدر لأي منهم....

      تعليق

      • الامبراطورة*
        عضو متألق
        • Oct 2012
        • 393

        #43
        رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

        بارت حلو9و9و9و9

        ياحرام هشام بيشفق ..بس حاسة انو رح يلاقي بنت غير وعد او ياخد وعد بالنهاية

        عماد انهبل ع البنت المجهولة << خلص هيك اطمنت ع عماد باقي طارق وهشام يلا حددي لكل واحد فيهم سحلية ههههه

        وين البارت يا بنت الحلال لما سرت أقرأ معك سرتي تنزلي سطرين ونص

        يعطيكي بقلة قصدي يعطيكي العافية

        شو رأيك تعطينا رابط الرواية وتريحي حالك هههههههه





        تعليق

        • الكاتبة ساندرا
          كاتبة روايات
          • Mar 2011
          • 6269

          #44
          رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك



          هادا الرجال محزني مرة ( هشام ) ×,× ,
          الله يسعدك يارب ,
          با انتظار الببارت الجاي , وبنسبة لعماد وطارق , أنا متوكده ان بيحبون وعد , حتى لو عماد رافض المسالة ,
          لا حظت من البارت الجاي انه يميل لوعد , وأمكن بعد هالمجالات كلها يفكر بالزواج .. !!
          ويتقدم لها بشكل رسمي

          الله يوفقك يارب , أنتظر البارت الجاي ياعسل ,

          يعطيك العافية |

          تعليق

          • Merve
            عضو فضي
            • Jan 2013
            • 692

            #45
            رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

            المشاركة الأصلية بواسطة الامبراطورة*
            بارت حلو9و9و9و9

            ياحرام هشام بيشفق ..بس حاسة انو رح يلاقي بنت غير وعد او ياخد وعد بالنهاية

            عماد انهبل ع البنت المجهولة << خلص هيك اطمنت ع عماد باقي طارق وهشام يلا حددي لكل واحد فيهم سحلية ههههه

            وين البارت يا بنت الحلال لما سرت أقرأ معك سرتي تنزلي سطرين ونص

            يعطيكي بقلة قصدي يعطيكي العافية

            شو رأيك تعطينا رابط الرواية وتريحي حالك هههههههه





            هههه يختي لا تستعجلي على عمرك راح نشوف كل واحد مع سحليتو وهشام راح ياخد احسن وحدة فالرواية يلا حززي هي ميين انا ماراح اقول شي
            انشاء الله اليوم راح نزل بارتيين ولا عاد تقولولي طويل وما بنلحق
            منورة يا عسل

            تعليق

            • Merve
              عضو فضي
              • Jan 2013
              • 692

              #46
              رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

              المشاركة الأصلية بواسطة الكاتبة ساندرا


              هادا الرجال محزني مرة ( هشام ) ×,× ,
              الله يسعدك يارب ,
              با انتظار الببارت الجاي , وبنسبة لعماد وطارق , أنا متوكده ان بيحبون وعد , حتى لو عماد رافض المسالة ,
              لا حظت من البارت الجاي انه يميل لوعد , وأمكن بعد هالمجالات كلها يفكر بالزواج .. !!
              ويتقدم لها بشكل رسمي

              الله يوفقك يارب , أنتظر البارت الجاي ياعسل ,

              يعطيك العافية |
              همم هشام لا تخافي راح يلاقي وحدة احسن من وعد كثيير بنات فالمنتدى طلبو مني رقمو بس انا راح اختارلو الافضل
              بالنسبة لعماد احتمال توقعك صحيح
              بس شكلك نسيتي البنت اللي تعرف عليها هل هي مجرد صدفة والا راح تشكل دور مهم فحياتو بعديين؟؟ راح نشوف
              منورة يا عسل

              تعليق

              • الليديM
                عضو متألق
                • Oct 2012
                • 425

                #47
                رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                يالله شو حزنانة ع هشام .... الله يهونها عليه ههههه

                عماد .. رح يلتقي بهادي البنت مرة تانية ورح يروح اعجابو بوعد << الحمدلله طلع واحد منهم

                طارق لحد الان مافي أي شي بدل على إنو معجب بالوعد .... بس معروفة نهاية الباردين بيصيرو مولعين ههههه يعني حامين هههههههه

                بانتظار البارتين متل ما وعدتينا

                الله يسعدك يا الناقلة المبدعة

                تعليق

                • Merve
                  عضو فضي
                  • Jan 2013
                  • 692

                  #48
                  رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                  المشاركة الأصلية بواسطة الليديM
                  يالله شو حزنانة ع هشام .... الله يهونها عليه ههههه

                  عماد .. رح يلتقي بهادي البنت مرة تانية ورح يروح اعجابو بوعد << الحمدلله طلع واحد منهم

                  طارق لحد الان مافي أي شي بدل على إنو معجب بالوعد .... بس معروفة نهاية الباردين بيصيرو مولعين ههههه يعني حامين هههههههه

                  بانتظار البارتين متل ما وعدتينا

                  الله يسعدك يا الناقلة المبدعة
                  هههههه من قالك انو عماد راح يطلع لا تستعجلي على عمرك
                  ههههههه انشاء الله اخوكي يصير مولع مثلو و يتحرك من مكانو
                  انشاء الله راح نزل بارتيين وماراح غير النظام
                  منورة يا متابعتي المبدعة

                  تعليق

                  • Merve
                    عضو فضي
                    • Jan 2013
                    • 692

                    #49
                    رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك

                    *الجزء السابع*
                    (أريد أن أعلم..من أنت؟)



                    أوقف هشام سيارته بجانب مبنى الصحيفة وقال: لا تفرحي كثيرا.. فلن اخذ إجازة من عملي كل يوم حتى أخرجك معي في نزهة ما..
                    قالت وعد بسخرية: كل هذا لأنني قلت لك أنني سعيدة اليوم..وما يدريك انني سعيدة لخروجي معك..ألا يحتمل أن ما أسعدني هو شيء حصل معي بالصحيفة..ثم من قال انني كنت أفكر بالخروج معك من الأساس..أنت من دعوتني..
                    التفت لها وقال مبتسما: لتمضية الوقت لا أكثر..
                    ابتسمت وقالت: حسنا لذا..أراك بخير ..إلى اللقاء..
                    قالتها وفتحت باب السيارة..فأسرع هشام يهتف بها قائلا: وعد..
                    التفتت له بحيرة فقال بابتسامة حانية: اهتمي بنفسك..
                    قالت وهي ترفع حاجبيها: ألا تغير هذه الجملة ابدا؟..أسمعها منك في اليوم الواحد أكثر من ثلاث مرات..
                    قال بسخرية: قبل الطعام أم بعده..؟
                    أخرجت له لسانها وقالت: سخيف..
                    تابعها بنظراته وهي تغادر سيارته وتتوجه نحو المبنى..وقال هامسا: لو تعلمين فقط كم أحبك..وكم أتمنى أن أرى نظرة حب في عينيك لأجلي..
                    وتنهد وهو ينطلق بالسيارة مبتعدا عن المكان..وعلى الطرف الاخر..كانت وعد قد وصلت في هذه اللحظة إلى القسم الذي تعمل به..وما ان دلفت حتى قال أحمد مازحا: أهذا الشاب الوسيم هو ابن عمك حقا؟..
                    قالت مبتسمة: هل أحضر لك بطاقته الشخصية لتتأكد؟..
                    قال مبتسما: كلا..وإنما اعني انه ابن عمك فقط؟..
                    اتسعت ابتسامتها وقالت:وأنا ابنة عمه ايضا..
                    ضحك أحمد بمرح وقال: أحقا؟..يا للمصادفة..
                    ضحكاتهم..وحديثهم المرح..جعلت طارق يترك ما بين يديه للحظات ..ويتطلع اليهم..والى الفتاة التي اقتحمت هذا المكتب لتضفي جو من المرح عليه بعد أن كان هادئا وساكنا منذ دقيقة وحسب..
                    وسمع وعد تقول في تلك اللحظة: أستاذ أحمد..ألديك جريدة اليوم؟..سأمضي الوقت بقراءة شيء ما..أفضل من الشرود أو كتابة مواضيع لا معنى لها..
                    التقط أحمد الصحيفة من فوق مكتبه وقال: بلى لدي.. ويمكنك الحصول على واحدة ان أردت..
                    أخذت الصحيفة منه وقالت: لا داعي..فلا أريد قراءة شيء مهم..سأقرأها وأعيدها إليك..
                    - ويمكنك أخذها إن أردت..
                    - كلا شكرا لك..
                    وبدأت بقراءة الصفحة الأولى..أول ما فكرت به وهي تتطلع الى هذه الصفحة ان ترى المواضيع التي يكتبها طارق..تريد أن ترى طريقة كتاباته..أهي باردة مثله؟..أم إنها ذات أسلوب خاص..
                    جذبها ذلك العنوان والذي أشار إلى موضوع يتعلق بمن التقت هي وطارق به بالأمس..العنوان كان غريبا قليلا..ولكنه بكل تأكيد يمكن أن يجذب القارئ المهتم بمثل هذه الأمور.."نحو الأفضل"..هذا هو العنوان الذي اختاره طارق للموضوع المتعلق بالمقابلة مع المدير العام لتلك الشركة الفخمة..
                    اختطفت الكلمات في لهفة..أسلوبه لا يبدوا باردا أبدا..على العكس منه يبدوا سلسا وبسيطا ولا تعتريه أي تعقيدات..وحتى طريقة طرحه للموضوع تبدوا منظمة ومميزة..
                    وواصلت قراءتها للموضوع..وبغتة..تعلقت عيناها بأحد السطور..وأعادت قراءته لتتأكد منه وان قراءتها للسطر لم تكن خاطئة أو غير صحيحة..انه سؤالها..سؤالها الذي طرحته على المدير العام..ها هي ذي ترى إجابته في الموضوع..بعد أن اعاد طارق صياغته..هل اهتم بسؤالها حقا؟..هل كان سؤالها جيدا وفي محله؟..أنها لا تذكر غير نظرات الاستنكار التي رأتها في عينيه بعد أن قامت بطرح السؤال..وتذكر أيضا لهجته التي تدل عن الانزعاج عندما سألها عند المواقف عن كيفية طرح مثل هذا السؤال الجريء..ظنت إن الأمر سيمضي ولن يضع لسؤالها أي اهتمام..لكن هاهي ذي ترى إجابة المدير العام عليها في الموضوع..
                    يا ترى هل هو سؤالي الذي ربما يكون جيدا قد دفعه لوضع إجابته بالموضوع..أم انه قد وضعه هكذا دون اهتمام؟..لا أظن.. فهو لن يضع كلمة واحدة في احد مواضيعه دون اهتمام..إنها تذكر ما قاله أحمد بأن طارق هو الصحفي الأكفأ بالصحيفة..فكيف له أن يضع كلمة أو جملة في الموضوع غير مهتم لوجودها فيه..
                    والتفتت الى طارق وقالت بشرود وهي تتحدث الى نفسها: (أريد أن أعلم..أريد أن أفهم..ما معنى تصرفاتك؟..ومن أنت؟)..
                    *********
                    انشغل عماد بقراءة احد الملفات والتوقيع عليه ..وانتزعه صوت رنين هاتفه المحمول من اندماجه في العمل..فتنهد والتقطه من جيب سترته قبل أن يتطلع إلى رقم الهاتف الذي أخذ يضيء على شاشته..وقال بابتسامة وهو يجيبه: أهلا (عمر)..كيف حالك؟..
                    (عمر صديق عماد منذ ايام الجامعة..شاب طيب وذا أخلاق عالية..وافترقا بعد تخرجهما حيث عمل عماد بشركة والده وعمل عمر بأحد البنوك التجارية)..
                    قال عمر بابتسامة: بخير..وأنت..ماذا عنك؟..
                    - في أحسن الأحوال..
                    قال عمر وابتسامته تتسع: في الحقيقة لقد اتصلت بك..قاصدا منك خدمة..
                    قال عماد بهدوء: اطلب ما تشاء يا عمر..ولا تخجل..
                    قال عمر وهو يحاول انتقاء كلماته: بالأمس فقط تعطلت سيارتي..واضطررت ان اتي هذا الصباح مع أحد الزملاء الى البنك.ولكنه للأسف لديه عمل لوقت إضافي وسيستمر لساعتين إضافتين...
                    قال عماد مازحا: حسنا وماذا في هذا.. انتظره..انها ساعتين لا أكثر..
                    قال عمر بضيق: أتمزح يا عماد؟..إن كنت تستطيع إيصالي إلى المنزل فتعال إلى البنك..أظنك تعرف العنوان..
                    - بلى اعرف..ولكن ماذا إذا لم أكن أستطيع إيصالك؟..
                    قال عمر بغيظ: ابقى في مكتبك إذا..ولا تتحرك..
                    ضحك عماد بهدوء وقال: أنا قادم يا عمر..أهم شيء راحتك عندنا..
                    قال عمر بتعالي مصطنع: وأسرع من فضلك..
                    - أظن إنني سأبقى في المكتب أفضل لي...
                    أسرع عمر يقول: إنني امزح.. حذار إن لا تأتي..
                    قال عماد وهو ينهض من خلف مكتبه: مسافة الطريق وأكون عندك..مع السلامة..
                    قال عمر مبتسما: أشكرك..إلى اللقاء..
                    وغادر عماد مكتبه ليقول متحدثا إلى السكرتيرة: أي اتصالات تأتي على المكتب..اعتذري بالنيابة عني..وان كانت هامة اطلبي منهم الاتصال على هاتفي المحمول..
                    أومأت السكرتيرة برأسها ايجابيا..فواصل طريقه مغادرا مبنى الشركة..ومنطلقا بسيارته متوجها الى البنك..وما ان وصل حتى أوقف سيارته واتصل بصديقه عمر حتى يطلب منه الخروج..
                    ضغط رقم هاتف عمر وانتظر سماع رده..وما ان أجاب هذا الأخير حتى قال عماد: أنا بأحد مواقف البنك الان..انتظرك..
                    قال عمر بهدوء: أيمكنك الدخول للدقائق؟..فقد اتأخر قليلا..فلم أتوقع أن تصل بهذه السرعة..
                    قال عماد وهو يدس أصابعه بين خصلات شعره: أكاد لا أفهمك..ما دمت لم تنهي أعمالك فلم قمت بالإتصال بي..
                    قال عمر بابتسامة: توقعت ان انهيها ريثما تصل..ولكنك جئت في وقت قصير..كم كانت سرعة السيارة وأنت قادم؟..
                    قال عماد بسخرية: عشرون..
                    ضحك عمر وقال: حقا..لم أكن اعلم ان شركتك مجاورة للبنك الذي أعمل به..
                    قال عماد بجدية: أخبرني الان كيف أدخل الى البنك؟..
                    قال عمر وهو يهز كتفيه: كما يدخل البقية..ادخل الى البنك وسأكون بانتظارك..
                    قال عماد بضجر: فليكن..ولكن لا تتصل بي مرة أخرى قبل أن تنهي أعمالك..فلا أحب الانتظار لفترات طويلة..
                    قال عمر بمرح: حسنا..المعذرة..لن أعيدها مرة أخرى..الى اللقاء..
                    أغلق عماد الهاتف وهبط من السيارة ليتوجه إلى البنك..دلف من البوابة الالكترونية عابرا إلى داخل البنك..وهناك سار بخطوات هادئة وهو يلمح المكان الذي يسير فيه..كان يحتوي على مقاعد..نباتات للزينة..ركن صغير نسبيا للاستقبال..وبعض المكاتب الذي يفصلها عن الخارج نافذة من زجاج تحتوي على فجوة صغيرة تكفي لتسليم المال..أو استلامه..
                    (عماد..من هنا..)
                    لمح عمر وهو يلوح له بيده من مسافة بسيطة..فابتسم وهو يقترب منه ويصافحه قائلا: ألا نراك يا عمر إلا في الظروف الطارئة؟..
                    قال عمر مبتسما: مرحبا بك أولا..وثانيا..أنت الذي لم تعد تتصل..
                    رفع عماد حاجبيه وقال: أنا أم أنت الدائم الانشغال..
                    ضحك عمر وقال: تعال معي الان..قبل أن نتشاجر..
                    سار عماد بجواره تقريبا الى ان وقفا أمام باب في زاوية من زوايا الممر..فأخرج عمر بطاقته الخاصة وفتح به الباب..فابتسم عماد وقال: من الجيد انني عرفت انك تملك بطاقة كهذه..حتى أستعيرها منك ان احتجت للمال..
                    قال عمر بسخرية: بلى سأفعل..ان كنت ترغب في موتي..
                    قال عماد بسخرية: لن يقتلوك..مجرد فصل من العمل لا أكثر..
                    - وثلاث شهور في السجن..
                    - ستمضي سريعا..لا تقلق..
                    قال عمر وهو يلتفت له بضيق: هل لك أن تصمت ريثما أقوم بإنجاز أعمالي؟..
                    قالها عمر وتوجه ليجلس على مقعد مواجه لذلك المكتب الذي يواجهه تلك النافذة الزجاجية ذات الفجوة..فسأله عماد وهو يقترب منه ويجلس على مقعد مجاور له: كيف عملك هنا؟..
                    قال عماد وهو يسرع بقراءة أحد الأوراق: جيد..لا بأس به..
                    - ما رأيك بالعمل معي ..بالشركة..
                    - لا أريد أن أكون تحت أمرتك..
                    ضحك عماد وقال: لم؟..أتخشى أن أكلفك بعمل إضافي..
                    ابتسم عمر وقال: كلا..ولكن دعني اعمل هنا افضل لي..ولك..
                    قال عماد بجدية: أظن ان العمل سيؤثر على صداقتنا يا عمر..تكون مخطئ ان فكرت هكذا..
                    قال عمر بهدوء: عملي جيد وليس به ما يرهق..أفضل العمل هنا وببنك..من العمل في شركة..
                    قال عماد وهو يزفر بحرارة: كما تشاء..ولكن في أي وقت تغير رأيك فيه..اتصل بي..
                    أومأ عمر برأسه ايجابيا وواصل العمل..وبعدعشر دقائق من الانتظار..قال عمر أخيرا:ها قد انتهيت.. سأذهب لوضع هذه الورقة بالملف ..وأعود لنغادر..
                    قالها ونهض من خلف مكتبه ليتوجه نحو الأدراج التي بنهاية المكتب..تاركا عماد جالسا على المقعد المجاور لمقعده..
                    ( من فضلك يا سيد؟..)
                    التفت عماد إلى مصدر الصوت نحو النافذة الزجاجية..وقال بهدوء: هل من شيء؟..
                    وما ان قالها حتى اعترت الدهشة ملامحه ..وتطلع الى تلك الفتاة الواقفة امامه..وهذه الأخيرة لم تكن بافضل حالا منه..فقد اتسعت عيناها وهي تقول بدهشة: هذا أنت..!!
                    كانت من تقف أمامه..تلك الفتاة التي راها في ذلك المتجر..وقد تحدثت معه بشأن أن يبيعها الفستان..بالتأكيد لم تنسوها بعد..
                    وقبل أن يجيبها عماد قالت بعصبية: إذا أنت تعمل هنا..لكن هذا لا يهمني..أريد أن افهم يا سيد ما سبب هذه الفواتير الخاطئة ..لقد قمت بالسحب قبل اسبوع من الجهاز الالي مئة قطعة نقدية..والان عندما قمت بالسحب خمسون فحسب..شاهدت ان حسابي ينقصه مائتي قطعة نقدية..أريد أن افهم سبب مثل هذه الأخطاء..ومثل هذا الإهمال من الموظفين..
                    كان عماد يستمع إليها وشبح ابتسامة ترتسم على شفتيه..وقال عندما أنهت حديثها وابتسامته تكاد ترتسم على شفتيه: إنهم لا يهملون في عملهم..ربما يكون هناك خلل في الجهاز..

                    تعليق

                    • Merve
                      عضو فضي
                      • Jan 2013
                      • 692

                      #50
                      رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك


                      قالت بحدة: هذا ليس ذنبي..إن استمر الأمر على هذه الحال فسأجد رصيدي بعد شهر قد أصبح صفرا..
                      قال عماد بهدوء: حسنا سيرون مشكلتك..اهدئي انت فقط..
                      قالت بحدة أكبر: لن أتحرك قبل ان تتصرف وتجد لي حلا..ألست موظفا هنا؟..
                      ارتسمت ابتسامة على شفتيه والتفت الى الوراء ليقول: عمر..هناك عميلة لديها مشكلة وترغب بالمساعدة..
                      سألته وهي تعقد حاجبيها: ما الأمر؟..لماذا لا تقوم انت بالمساعدة؟..ألست تعمل هنا؟..
                      أجابها عمر الذي جاء لتوه وقال: كلا يا انسة..انه صديقي ولا يعمل هنا..والان ما هي مشكلتك؟..
                      أحست الفتاة بإحراج كبير وخصوصا للطريقة التي تحدثت بها مع عماد..وعلى الرغم من انه لا يعمل بالبنك..إلا انه لم يحاول إحراجها..على العكس ظل صامتا..انه يشعرها بالذنب وبتأنيب الضمير خصوصا مع هدوءه هذا الذي يواجه به تصرفاتها المندفعة..
                      تحدثت إلى عمر بهدوء على عكس عصبيتها السابقة..ولا تلبث بين الفينة والأخرى إلا ان تختلس النظرات الى عماد..يا ترى ماهو رأيه بي الان...وخصوصا بعد أن راني بجميع حالاتي العصبية والمندفعة..في كل مرة أراه لابد وأن يحدث شيء ما..لم؟.. اريد ان افهم..
                      وصمتت بغتة وهي ترى عماد ينهض من مقعده ويقول متحدثا الى عمر: سأغادر الان..اذا انهيت اعمالك اتبعني الى السيارة..
                      قال عمر في سرعة: حسنا..
                      والتفت الى الفتاة ليقول: أكملي يا انسة..
                      تابعت عيناها عماد وهو يغادر المكتب وقالت بكلمات سريعة: هذا ما حدث يا سيد..هناك خطأ بالفواتير..وكلما حاولت سحب مبلغ ما..ارى رصيدي قد انخفض..
                      قال عمر وهو يتطلع الى الفواتير: سأرى المشكلة..من فضلك هلا مررت بالغد؟..لأن دوام العمل قد انتهى الان..ومعذرة فعلي أن اغادر..
                      - لا بأس..
                      قالتها وأسرعت عيناها تتطلعان باتجاه بوابة الخروج لترى ان كان عماد قد غادر ام لا..عليها على الأقل ان تعتذر منه لأسلوبها الفظ معه..
                      أخذت عيناها تبحثان عنه..وأخيرا شاهدته وهو يهم بالخروج من البوابة..اسرعت بخطواتها متجهة اليه ونادته قائلة ولم يعد يفصلها عنه غير ثلاثة امتار: من فضلك يا سيد؟..
                      استغرب عماد ندائها له..والتفت لها وقال بحيرة: ما الأمر؟..
                      توقفت ومن ثم قالت بقليل من الارتباك: كنت أود ان اعتذر منك..
                      قال عماد وهو يرفع حاجبيه: ولم؟..ما حدث معك أمر طبيعي..يمكن ان يحدث مع أي شخص اخر..ولست منزعجا ابدا مما حدث..ثم انها أموالك ومن حقك ان تخشي عليها..
                      قالت بابتسامة مرتبكة: لقد كنت شهما معي دائما..ولم يكن علي أبدا ان أبدي مثل هذه العصبية والغضب وانا اتحدث اليك..أنا اسفة..لم أكن أعلم بأنك لست موظفا هنا..
                      ابتسم عماد وقال: لا داعي للاعتذار..لم يحدث شيء أبدا..وبصراحة انا سعيد لأنني التقيت بك مرة أخرى..
                      قالت بإحراج: ولقاء حاد جدا..
                      صمت وهو يتطلع اليها..هاهي ذي نظراتها الشمسية ترفع بها خصلات شعرها البني..تبدوا جميلة ورائعة و...
                      وجد نفسه يسألها قائلا: حسنا ما دمنا قد التقينا الان..وحدث بيننا سوء تفاهم لا معنى له..هل تسمحين لي ان أسألك عن اسمك؟..
                      حنت رأسها قليلا وقالت: (ليلى)..والان هل تسمح لي بأن اسألك السؤال نفسه؟..
                      ليلى..ليلى..لقد كان يبحث عن أسماء كثيرة تناسبها..لكن ابدا لم يخطر هذا الاسم في ذهنه..
                      واجابها قائلا وهو يمد يده مصافحا: عماد..وتشرفت بمعرفتك يا انسة ليلى..
                      قالت وهي تصافحه: بل انا من لي الشرف يا سيد عماد..
                      وأردفت بابتسامة: الى اللقاء الان..وأظن ان الصدف لن تدعنا وشأننا وسنلتقي مرة أخرى..
                      قال عماد بدهشة: وما يدريك؟..
                      اتسعت ابتسامتها وقالت: مجرد حدس..
                      قالتها ومضت في طريقها مغادرة المكان..في حين قال عماد بصوت هامس وهو يراها تتوجه نحو سيارتها: اتمنى هذا..
                      وبغتة شعر بكف توضع على كتفه وصوت صاحبها يقول: هيا بنا الان يا عماد..
                      اومأ عماد برأسه وهو يتوجه نحو سيارته..وتفكيره بات مقتصرا على تلك الفتاة التي فارقها منذ دقائق..
                      ************
                      يوم جديد لوعد بالعمل كسابقه..وهاهي ذي نراها
                      تزفر بملل وهي تراقب كل من حولها منشغلين بالعمل وكعادتها هي ..ليس لديها ما يشغلها سوى الورق والأقلام..ماذا تكتب؟..لا شيء مهم يطرأ في ذهنها في هذه اللحظة..أمسكت بالقلم وكتبت أول ما جال بذهنها..
                      " برودك يغيظني..
                      تجاهلك يثير حيرتي..
                      أخبرني اي شخص هو أنت..
                      لا ..بل من أنت؟..
                      لم اشعر بكل هذا الاهتمام؟..
                      وأنت لا ترفع رأسك وتنظر الى الأمام..
                      إلي..
                      انظر إلي..
                      حقا أريد أن أراك..
                      أريد أن اعلم أي شخص هو أنت..
                      برود وصمت..
                      ام اهتمام خلف قناع من ثلج؟..
                      أحقا تشعر كباقي البشر..
                      أم بت صلبا كالصخر..
                      بالله عليك كرهت هذا الصمت..
                      تحدث واخبرني...من أنت؟.."
                      ابتسمت بسخرية بعد أن انتهت..أي سخافات كتبتها وهي تفكر بذلك الجليد الجالس إلى جوارها..كيف تفكر به..وهو إلى الان لم يجب حتى على تحيتها..يا للتفاهة..
                      أمسكت بالورقة..وطوتها بقبضتها بقوة.. قبل ان ترميها بأحد أدراج مكتبها بإهمال..يا للسخف..كيف لي ان أفكر بشخص كهذا..هل انتهى جميع من بالعالم حتى أفكر بمن أحرجني يوما أمام الجميع..
                      وقالت وهي تلتفت الى أحمد: من فضلك يا أستاذ أحمد..هلا أعطيتني الصحيفة؟..
                      التقط أحمد الصحيفة من على مكتبه وسلمها لها قائلا بابتسامة: تفضلي..
                      التقطتها منه وقالت بابتسامة واسعة: اشكرك..
                      وتطلعت الى الصفحة الأولى..تريد أن ترى ما يكتب..أيضا!!.. تريدين أن تقرأي له يا وعد ..كلا لن أهتم..
                      وبلامبالاة..تصفحت الجريدة..وهي تقرأها لتمضية الوقت ليس الا..وتوقفت عيناها أمام أحد العناوين بها..كان موضوع بالصفحة ما قبل الأخيرة..وهو يحتل أحد زوايا الصفحة..عنوان ذلك الموضوع كان..(في عقل كل منا..طفل)...
                      ************

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...