رد: رواية حلم حياتي للكاتبة ابتسامة ملاك
قال هشام مبتسما: ومن سيقلق عليك؟..فارس؟..
تطلعت اليه بدهشة ومن ثم تذكرت ان شقيقها قد حادثه عندما اتصل وربما اخبره باسمه..ولم تجب عليه بل تطلعت من خلال النافذة بشرود.. وسمعت هشام في تلك اللحظة يقول: لو ترغبين في مشاركتي الطعام فلن امانع..
ودون ان تدرك ارتسمت على شفتيها ابتسامة ..ابتسامة لاحظها هشام.. فقال وهو يتطلع لها: اتعلمين انها اول مرة اراك في وضع يخالف تجهم وجهك ..
التفتت له وتطلعت اليه بحيرة فأردف مبتسما: انها المرة الاولى التي ارى فيها ابتسامتك..
ادركت في تلك اللحظة فقط انها ابتسمت لعبارته السابقة ..ولم تعلق على ما قاله.. بل عادت لتلتفت عنه وتطلع من النافذة بشرود اكبر...
*********
قال طارق مبتسما وهو يغادر الطابق الارضي لمبنى الصحيفة برفقة وعد: هل حقا قلقت علي الى تلك الدرجة؟..
التفتت له وقالت باستنكار مصطنع: من قال هذا؟..
قال وهو يشير اليها: صوتك من قال هذا وانا اتحدث اليك عن طريق الهاتف..
واردف وهو يقلد طريقتها في الحديث: طارق اين انت؟..لماذا لم تعد؟.. لماذا لم تخبرني بمكانك؟..لماذا جعلتني اقلق عليك؟..لماذا...
قاطعته وهي تقول بسخرية: لماذا تحدث نفسك الان؟..
قال وهما يسيران باتجاه المواقف: اردت ان اؤكد لك فقط انك كنت شديدة القلق علي؟..
قالت في سرعة: لماذا تفسر اسألتي عنك هكذا؟..
التفتت لها وقال وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: ولماذا تكابرين؟..
اسرعت تقول وهي تتوجه نحو سيارتها: انا لا اكابر وانما احاول شرح وجهة نظري.. فعندما كنت ...
قاطعها في سرعة: الى اين انت ذاهبة؟..
تطلعت له بحيرة ومن ثم قالت مجيبة: الى سيارتي بكل تأكيد..
قال وهو يضع كفيه في جيبي سترته: الا يهمك معرفة مكاني؟..
قالت في لهفة: بلى .. بكل تأكيد..
فتح الباب المجاور لسيارته وقال بابتسامة: اذا اصعدي ..وسأخبرك بكل شيء في الطريق..
قالت متسائلة وهي تتجه نحوه: والى اين سنذهب؟..
هز كتفيه وقال : وفيم يهم؟..
واردف وهو يميل نحوها: المهم ان نكون معا..
احست برجفة في اطرافها وهي تراه يميل نحوها وتطلعت له لوهلة ومن ثم قالت بخجل: ربما معك حق..
قالتها ودلفت الى سيارته لتجلس الى جوار مقعد القيادة الذي احتله طارق..وانطلق بالسيارة وقال وهو يخشى من ردة فعلها: لقد كنت ب...بمركز الشرطة..
تطلعت اليه وعد بعينان لا تفهمان.. وكأنها لم تستوعب ما قاله ..وقالت بصوت مرتبك: هل تمزح؟..
قال وهو يهز رأسه نفيا: وهل يوجد مزاح في امر كهذا؟..
قالت بانفعال: ماذا تعني اذا؟.. لم كنت هناك؟..
قال بهدوء وهو يختلس النظر اليها: اتذكرين ذلك الشاب.. الذي تعرض لك لمرتين..
اومأت برأسها وقالت بدهشة: بل اذكره ولكن لما...
بترت عبارتها واتسعت عيناها وقالت مردفة وهي تلتفت له: هل من الممكن ان يكونوا قد عثروا علىدليل او شاهد ضده؟ ..
قال طارق وهو يتطلع الى الطريق الممتد امامه: لم ارد ان اخبرك عندما اتصلوا بي صباحا واخبروني بأنهم يرغبون في ان اتواجد بالمركز بخصوص ذلك الشاب الذي تعرض لك..خشية ان يكون الامر ليس في صالحي فتلومي نفسك وتظني انك السبب فيما قد يحدث لي..ولهذا غادرت المكان بعد ان تكتمت على الامر وتوجهت الى المركز لأجد ان هناك شاهد رأى كل ما حدث وشهد بأن ذلك الشاب قد تعرض لك اولا ومن ثم هاجمني فجأة دون ان احاول التهجم عليه..
تطلعت له وعد ومن ثم لم تلبث ان ابتسمت بحنان وقالت: الهذا السبب لم تخبرني بالامر؟..
قال طارق مبتسما: لم اكن اريدك ان تلومي نفسك على ما حدث ابدا فأنت لم تفعلي شيئا ابدا سوى انك كنت ذاهبة لتأدية عملك.. ليس ذنبك ان حاول ذلك الوقح التعرض لك.. وليس ذنبك انني قد حاولت الدفاع عنك واصبت..
سألته قائلة بابتسامة: حسنا وماذا فعلوا بشأن ذلك الوقح؟..
قال طارق بهدوء: اظنهم سيسجنونه.. ولكن اظن ان المدة ستكون قصيرة جدا..فهو يبدوا من عائلة ثرية وذات نفوذ..
قالت وعد بغضب: تبا.. اهذا هو العدل؟.. يسجنونه لفترة قصيرة وقد اصابك في ذراعك لمجرد انه ابن عائلة ذات نفوذ..
قال طارق وهو يوقف السيارة في احد المواقف: لا تقلقي نفسك.. لقد قلت اني اظن فحسب.. ومن يدري ربما ينتصر العدل في النهاية؟..
قالت في سرعة: سأحاول ان لا تتعرض لأي مشكلات بسببي مرة اخرى..
قال متسائلا: وكيف هذا؟..
قالت بصوت مرتبك بعض الشيء: قد لا اذهب مرة اخرى وحدي في مهمة صحفية..
قال باهتمام وهو يلتفت لها: احقا يا وعد.. لن تفعلي؟..
شعرت ببعض الخجل ومن ثم لم تلبث ان قالت بابتسامة: لقد قلت قد..اي ربما اجل.. وربما لا..
و صمتت لوهلة ومن ثم قالت بعد ان لاحظت توقف السيارة: لم توقفت هنا؟..
قال وهو يلتفت لها ويتطلع اليها: ما رأيك بدعوة من شاب بسيط مثلي على الغداء؟..
ارتسمت ابتسامة على شفتيها وقالت وهي تلتفت عنه بخجل: بسيط؟.. يالك من متواضع.. الجميع يقول انك افضل صحفي في الصحيفة..
- يبالغون لا اكثر..
واردف متسائلا: والان ما رأيك هل توافقين على دعوتي؟..
ابتسمت بخجل وقالت: وهل استطيع ان ارفض دعوة من افضل صحفي بالجريدة؟..
قال باستنكار: فقط؟..الهذا تقبلين دعوتي؟..
التفتت له وقالت بحنق: طارق انت تفهمني.. فليس هناك أي داع لتجر مني الحديث..
قال وهو يصطنع الضيق: كيف افهمك وانت لا تتحدثين؟..
قالت وهي تزفر بحدة: فليكن.. ولأنك اكثر البشر برودا..
قال بسخرية: كان من الاجدر بك ان لا تتحدثي ما دمت ستمتدحيني بهذه الطريقة..
قالت مبتسمة: حسنا ولأنك ذا شخصية متميزة..
لم يعلق على عبارتها.. واصطنع التطلع من خارج النافذة ..فقالت وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: لا يكفي ايضا..
واردفت وهي تهمس بحنان: ولأنك الشخص الوحيد الذي جذب اهتمامي له منذ اللحظة الاولى..
التفت لها بشك مصطنع.. فأسرعت تقول: كما وانك قد وقفت الى جواري طويلا وساعدتني .. واصبت بسببي..
مال نحوها وقال بابتسامة: وايضا؟..
فتحت الباب المجاور لها وقالت بكبرياء وهي تخرج من السيارة: لا شيء..
فتح الباب بدوره وقال وهو يخرج من السيارة: لماذا تكابرين؟ ..
قالت وهي تهز كتفيها: لا اكابر وانما اقول الصدق..
قال وهو يسير الى جوارها: من اين تعلمت العناد؟..
قالت بهدوء: لست عنيدة..
ضحك وقال: ماذا؟.. لست ماذا؟.. ان وعد هي العناد بعينه..العناد مجسد بداخلك..
قالت بحدة: لست كذلك..
قال وهما يدلفان الى ذلك المطعم: هل تريدين اثبات .. حسنا ..بماذا تسمين اصرارك على الذهاب في لقاء صحفي لوحدك؟ ..
- رغبة في اثبات الذات..
- يالك من فتاة.. ولكن دعينا من هذا الان..ولنتحدث في امر اخر..
- امر مثل ماذا؟..
كاد ان يجيبها لولا ان شاهد النادل يقترب منهما ويقول: طاولة لشخصين؟..
اومأ طارق برأسه .. فسار النادل امامهما ليرشدهما نحو احدى الطاولات وقال بابتسامة هادئة: هل تناسبكما؟..
قال طارق بهدوء : جيدة..
احتلت وعد احد المقاعد.. واحتل طارق المقعد المواجه لها..فقدم لهما النادل قائمتين للاطعمة ومن ثم قال بهدوء: اترغبان بأي خدمة اخرى اقدمها لكما؟..
اجباته وعد هذه المرة قائلة: لا .. شكرا لك..
انصرف النادل مغادرا.. فقالت وعد بابتسامة: يبدوا مطعما ممتازا..
قال طارق في هدوء: احضر احيانا الى هنا.. ولقد قررت ان تكون اول دعوة لك في مطعم ممتاز كهذا..
قالت بابتسامة مرحة: تجيد الاختيار اذا..
تطلع لها وقال بحنان: بأكثر مما تتصورين.. والا لم احببتك دون سواك؟..
خفق قلب وعد في قوة.. انه يبدوا اكثر حنانا من أي مرة رأته فيها.. صوته يبدوا يحمل كل حب الدنيا.. وعيناه تحملان لها مزيجا من هذا وذاك وهو يتطلع اليها.. وحاولت قول أي شيء .. ولكنها لم تستطع.. احست بالكلمات تهرب من على لسانها في كل مرة تريد فيها ان تبثه مشاعرها ..ولهذا اكتفت بان تهرب بنظراتها بعيدا..وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: وعد ..لم لا تقولينها؟ ..الى متى ستهربين من الحقيقة؟..لقد رأيتها في عينيك.. ولكني اتمنى ان اسمعها بصوتك ..اسمعك وانت تنطقينها بنفسك..
قالت وهي تصطنع عدم الفهم: اقول ماذا؟..
تطلع الى عينيها مباشرة وقال بهمس: قولي بأنك تبادليني مشاعري ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مرحة بغتة وهي تقول: حسنا كما تريد..انك تبادليني مشاعري..
قال طارق بضيق: وعد!..
قالت مبتسمة بمرح: ماذا؟..الم تطلب مني ان اقول تلك العبارة؟ ..
ابتسم بالرغم منه وقال وهو يتطلع اليها بحب: وتقولين بعد كل هذا بأنك لست عنيدة..
قالت وهي تضحك: لست كذلك..
تطلع الى ضحكتها المرحة بشرود.. وذهنه يشرد للتفكير في امر ما..امر يتمنى ان ينفذه في اسرع وقت كان..
قال هشام مبتسما: ومن سيقلق عليك؟..فارس؟..
تطلعت اليه بدهشة ومن ثم تذكرت ان شقيقها قد حادثه عندما اتصل وربما اخبره باسمه..ولم تجب عليه بل تطلعت من خلال النافذة بشرود.. وسمعت هشام في تلك اللحظة يقول: لو ترغبين في مشاركتي الطعام فلن امانع..
ودون ان تدرك ارتسمت على شفتيها ابتسامة ..ابتسامة لاحظها هشام.. فقال وهو يتطلع لها: اتعلمين انها اول مرة اراك في وضع يخالف تجهم وجهك ..
التفتت له وتطلعت اليه بحيرة فأردف مبتسما: انها المرة الاولى التي ارى فيها ابتسامتك..
ادركت في تلك اللحظة فقط انها ابتسمت لعبارته السابقة ..ولم تعلق على ما قاله.. بل عادت لتلتفت عنه وتطلع من النافذة بشرود اكبر...
*********
قال طارق مبتسما وهو يغادر الطابق الارضي لمبنى الصحيفة برفقة وعد: هل حقا قلقت علي الى تلك الدرجة؟..
التفتت له وقالت باستنكار مصطنع: من قال هذا؟..
قال وهو يشير اليها: صوتك من قال هذا وانا اتحدث اليك عن طريق الهاتف..
واردف وهو يقلد طريقتها في الحديث: طارق اين انت؟..لماذا لم تعد؟.. لماذا لم تخبرني بمكانك؟..لماذا جعلتني اقلق عليك؟..لماذا...
قاطعته وهي تقول بسخرية: لماذا تحدث نفسك الان؟..
قال وهما يسيران باتجاه المواقف: اردت ان اؤكد لك فقط انك كنت شديدة القلق علي؟..
قالت في سرعة: لماذا تفسر اسألتي عنك هكذا؟..
التفتت لها وقال وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: ولماذا تكابرين؟..
اسرعت تقول وهي تتوجه نحو سيارتها: انا لا اكابر وانما احاول شرح وجهة نظري.. فعندما كنت ...
قاطعها في سرعة: الى اين انت ذاهبة؟..
تطلعت له بحيرة ومن ثم قالت مجيبة: الى سيارتي بكل تأكيد..
قال وهو يضع كفيه في جيبي سترته: الا يهمك معرفة مكاني؟..
قالت في لهفة: بلى .. بكل تأكيد..
فتح الباب المجاور لسيارته وقال بابتسامة: اذا اصعدي ..وسأخبرك بكل شيء في الطريق..
قالت متسائلة وهي تتجه نحوه: والى اين سنذهب؟..
هز كتفيه وقال : وفيم يهم؟..
واردف وهو يميل نحوها: المهم ان نكون معا..
احست برجفة في اطرافها وهي تراه يميل نحوها وتطلعت له لوهلة ومن ثم قالت بخجل: ربما معك حق..
قالتها ودلفت الى سيارته لتجلس الى جوار مقعد القيادة الذي احتله طارق..وانطلق بالسيارة وقال وهو يخشى من ردة فعلها: لقد كنت ب...بمركز الشرطة..
تطلعت اليه وعد بعينان لا تفهمان.. وكأنها لم تستوعب ما قاله ..وقالت بصوت مرتبك: هل تمزح؟..
قال وهو يهز رأسه نفيا: وهل يوجد مزاح في امر كهذا؟..
قالت بانفعال: ماذا تعني اذا؟.. لم كنت هناك؟..
قال بهدوء وهو يختلس النظر اليها: اتذكرين ذلك الشاب.. الذي تعرض لك لمرتين..
اومأت برأسها وقالت بدهشة: بل اذكره ولكن لما...
بترت عبارتها واتسعت عيناها وقالت مردفة وهي تلتفت له: هل من الممكن ان يكونوا قد عثروا علىدليل او شاهد ضده؟ ..
قال طارق وهو يتطلع الى الطريق الممتد امامه: لم ارد ان اخبرك عندما اتصلوا بي صباحا واخبروني بأنهم يرغبون في ان اتواجد بالمركز بخصوص ذلك الشاب الذي تعرض لك..خشية ان يكون الامر ليس في صالحي فتلومي نفسك وتظني انك السبب فيما قد يحدث لي..ولهذا غادرت المكان بعد ان تكتمت على الامر وتوجهت الى المركز لأجد ان هناك شاهد رأى كل ما حدث وشهد بأن ذلك الشاب قد تعرض لك اولا ومن ثم هاجمني فجأة دون ان احاول التهجم عليه..
تطلعت له وعد ومن ثم لم تلبث ان ابتسمت بحنان وقالت: الهذا السبب لم تخبرني بالامر؟..
قال طارق مبتسما: لم اكن اريدك ان تلومي نفسك على ما حدث ابدا فأنت لم تفعلي شيئا ابدا سوى انك كنت ذاهبة لتأدية عملك.. ليس ذنبك ان حاول ذلك الوقح التعرض لك.. وليس ذنبك انني قد حاولت الدفاع عنك واصبت..
سألته قائلة بابتسامة: حسنا وماذا فعلوا بشأن ذلك الوقح؟..
قال طارق بهدوء: اظنهم سيسجنونه.. ولكن اظن ان المدة ستكون قصيرة جدا..فهو يبدوا من عائلة ثرية وذات نفوذ..
قالت وعد بغضب: تبا.. اهذا هو العدل؟.. يسجنونه لفترة قصيرة وقد اصابك في ذراعك لمجرد انه ابن عائلة ذات نفوذ..
قال طارق وهو يوقف السيارة في احد المواقف: لا تقلقي نفسك.. لقد قلت اني اظن فحسب.. ومن يدري ربما ينتصر العدل في النهاية؟..
قالت في سرعة: سأحاول ان لا تتعرض لأي مشكلات بسببي مرة اخرى..
قال متسائلا: وكيف هذا؟..
قالت بصوت مرتبك بعض الشيء: قد لا اذهب مرة اخرى وحدي في مهمة صحفية..
قال باهتمام وهو يلتفت لها: احقا يا وعد.. لن تفعلي؟..
شعرت ببعض الخجل ومن ثم لم تلبث ان قالت بابتسامة: لقد قلت قد..اي ربما اجل.. وربما لا..
و صمتت لوهلة ومن ثم قالت بعد ان لاحظت توقف السيارة: لم توقفت هنا؟..
قال وهو يلتفت لها ويتطلع اليها: ما رأيك بدعوة من شاب بسيط مثلي على الغداء؟..
ارتسمت ابتسامة على شفتيها وقالت وهي تلتفت عنه بخجل: بسيط؟.. يالك من متواضع.. الجميع يقول انك افضل صحفي في الصحيفة..
- يبالغون لا اكثر..
واردف متسائلا: والان ما رأيك هل توافقين على دعوتي؟..
ابتسمت بخجل وقالت: وهل استطيع ان ارفض دعوة من افضل صحفي بالجريدة؟..
قال باستنكار: فقط؟..الهذا تقبلين دعوتي؟..
التفتت له وقالت بحنق: طارق انت تفهمني.. فليس هناك أي داع لتجر مني الحديث..
قال وهو يصطنع الضيق: كيف افهمك وانت لا تتحدثين؟..
قالت وهي تزفر بحدة: فليكن.. ولأنك اكثر البشر برودا..
قال بسخرية: كان من الاجدر بك ان لا تتحدثي ما دمت ستمتدحيني بهذه الطريقة..
قالت مبتسمة: حسنا ولأنك ذا شخصية متميزة..
لم يعلق على عبارتها.. واصطنع التطلع من خارج النافذة ..فقالت وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: لا يكفي ايضا..
واردفت وهي تهمس بحنان: ولأنك الشخص الوحيد الذي جذب اهتمامي له منذ اللحظة الاولى..
التفت لها بشك مصطنع.. فأسرعت تقول: كما وانك قد وقفت الى جواري طويلا وساعدتني .. واصبت بسببي..
مال نحوها وقال بابتسامة: وايضا؟..
فتحت الباب المجاور لها وقالت بكبرياء وهي تخرج من السيارة: لا شيء..
فتح الباب بدوره وقال وهو يخرج من السيارة: لماذا تكابرين؟ ..
قالت وهي تهز كتفيها: لا اكابر وانما اقول الصدق..
قال وهو يسير الى جوارها: من اين تعلمت العناد؟..
قالت بهدوء: لست عنيدة..
ضحك وقال: ماذا؟.. لست ماذا؟.. ان وعد هي العناد بعينه..العناد مجسد بداخلك..
قالت بحدة: لست كذلك..
قال وهما يدلفان الى ذلك المطعم: هل تريدين اثبات .. حسنا ..بماذا تسمين اصرارك على الذهاب في لقاء صحفي لوحدك؟ ..
- رغبة في اثبات الذات..
- يالك من فتاة.. ولكن دعينا من هذا الان..ولنتحدث في امر اخر..
- امر مثل ماذا؟..
كاد ان يجيبها لولا ان شاهد النادل يقترب منهما ويقول: طاولة لشخصين؟..
اومأ طارق برأسه .. فسار النادل امامهما ليرشدهما نحو احدى الطاولات وقال بابتسامة هادئة: هل تناسبكما؟..
قال طارق بهدوء : جيدة..
احتلت وعد احد المقاعد.. واحتل طارق المقعد المواجه لها..فقدم لهما النادل قائمتين للاطعمة ومن ثم قال بهدوء: اترغبان بأي خدمة اخرى اقدمها لكما؟..
اجباته وعد هذه المرة قائلة: لا .. شكرا لك..
انصرف النادل مغادرا.. فقالت وعد بابتسامة: يبدوا مطعما ممتازا..
قال طارق في هدوء: احضر احيانا الى هنا.. ولقد قررت ان تكون اول دعوة لك في مطعم ممتاز كهذا..
قالت بابتسامة مرحة: تجيد الاختيار اذا..
تطلع لها وقال بحنان: بأكثر مما تتصورين.. والا لم احببتك دون سواك؟..
خفق قلب وعد في قوة.. انه يبدوا اكثر حنانا من أي مرة رأته فيها.. صوته يبدوا يحمل كل حب الدنيا.. وعيناه تحملان لها مزيجا من هذا وذاك وهو يتطلع اليها.. وحاولت قول أي شيء .. ولكنها لم تستطع.. احست بالكلمات تهرب من على لسانها في كل مرة تريد فيها ان تبثه مشاعرها ..ولهذا اكتفت بان تهرب بنظراتها بعيدا..وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: وعد ..لم لا تقولينها؟ ..الى متى ستهربين من الحقيقة؟..لقد رأيتها في عينيك.. ولكني اتمنى ان اسمعها بصوتك ..اسمعك وانت تنطقينها بنفسك..
قالت وهي تصطنع عدم الفهم: اقول ماذا؟..
تطلع الى عينيها مباشرة وقال بهمس: قولي بأنك تبادليني مشاعري ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مرحة بغتة وهي تقول: حسنا كما تريد..انك تبادليني مشاعري..
قال طارق بضيق: وعد!..
قالت مبتسمة بمرح: ماذا؟..الم تطلب مني ان اقول تلك العبارة؟ ..
ابتسم بالرغم منه وقال وهو يتطلع اليها بحب: وتقولين بعد كل هذا بأنك لست عنيدة..
قالت وهي تضحك: لست كذلك..
تطلع الى ضحكتها المرحة بشرود.. وذهنه يشرد للتفكير في امر ما..امر يتمنى ان ينفذه في اسرع وقت كان..
تعليق