ألا ترى كيف يتبعونك في تحركاتك البطيئة من عيني إلى صوتي إلى صمتي .. إلى ورقي الذي يمتد أسفل أقلام تستنفدني أكثر كلما دعتني إلى الكتابة عنك ؟
ألا تشعر أن كل شيء حولك يسعى لقضمة منك, لإبادتك بلطف ثم تعليل هذا الجور بحيوانية الحب؟
كل الأشياء تنافسني عليك , تدفعني خارج عينيك لتشغل مكاني ... لتنساني؟
أما أنا لازلت أقبض لساني و أدفعه إلى الخلف كي يدفع بدوره تلك الصرخة الصامتة الحبلى باعتراضاتي .
أردت لوهلة أن أقول لا .. أن أضع نفسي في مواجهة ألف طرف ألومه .. ولكن مصيبتي أن كل تلك الأطراف قد تقدمتها أنت..
كنت أنت أكثر شخص يمكن أن أصب عليه جام العتب, ولكن من يضمن لي أن سبابتي ستتصدى للصوت الهادر في فمك وهو يشكل بعناية الواثق من براءته تلك ال : " وما ذنبي أنا؟ "
أيها الجميل ... لا ذنب لك .
فأنا حين عرفتك كنت كالزهرة التي اتخذها النحل قبلة تمن عليها بنعيم الرحيق ..
كان حب الاخرين وجبة يومية تأتيك في أشكال مختلفة .. أصغرها تحايا الصباح التي يتبرعم خلف عباراتها الرسمية رجاء أصحابها بأن يطول عمر الكلمة حين تصير صوتا .
و أعظمها باقات الورد المجهولة التي تتعثر بها دوما كلما دلفت إلى عالمك.
عرفت أن الحب حين يكون رسالة موجهة إليك عليه أن يتزين بالألوان التي تحبها, بالكلمات التي تحمل رنينا خاصا و فريدا في أذنك, برائحة تدعوك للإلتفات بأكملك كي تشمها حتى و إن كانت القارورة التي تحويها بسماكة سطر رتب بعناية ماكرة على كتف ورقة.
عرفت أنني قد أفشل لسبب ما, لعثرة لا أستعد لها فأنقلب بسببها و تتغير وضعيتي في قلبك.
فأنا ضعيفة والحب أوهنني أكثر,
و حضنك الذي تطويني في عتمته كحمامة بللها المطر ... قد زادني بللا و ضاعف من حتمية غرقي فيه .. و فيك .
من يدفع باتجاهي خشبة النجاة إن كنت أنا ضحية هذا الحضن؟
من ينتشلني منك حين تتناهى إلى مسمعه بقبقة ال " أنقذني .. منه ! " ؟
من سيجففني من بقاياك بمنشفة لا يعلق فيها غسلين حب سيبقى يتبعني حين أشتهيه و حين لا أشتهيه .. كموقد يظل لصوقا بي في الصيف و الشتاء ؟
هل سينسى هذا المنقذ أني أمامه كتلة أنقاض تتنفس و في السر تخفي القلق من أن ينبشها أحد و يجتثك منها؟
أما أنت ستبقى المتهم الذي ينفذ من سجن العتاب بسؤال واحد أعرف جوابه .. " وما ذنبي أنا؟ " ..
و سأجيبك في الوقت الذي أدفع كل الكلمات إلى الخلف .. " أنت حتما لا ذنب لك .."
التعديل الأخير تم بواسطة Off The Grid; 10-06-2012, 12:40 AM.
شاخ الحب باكرا عندما يسرت لنا الأقدار محن التلاقي ..
و عندما كان انتظارنا لبعض لا يدوم أكثر من زفرة ملل عابرة تتلاشى في المدى الذي يرتسم فيه وجهك لي أو وجهي لك..
صرنا مع الأيام ننسى ما يعنيه الإنتظار , و صارت زفرة الملل تكبر أكثر كلما أدركنا أن ريشة المدى لازالت مبللة بألواننا
ربما نقطة ضعفنا تكمن في عامل الثقة , فهي كالكرة التي تدفعها أقدامنا الوجلة نحو أقرب شخص يتنكر بأحلامنا .. ثم نظل ننتظر تحقيق الهدف المرتقب الذي قد لا يتحقق في النهاية.
تعليق