رد: حتى إشتعال آخر
يومها لم أطعمه الكثير من البخار, فقد كانت القهوة - على غير عادتها - باردة, رغم قصر المسافة بين الوقت الذي كانت تغلي فيه على النار والوقت الذي سكبتها فيه كي أشربها وأمضي إلى الشارع. تعودت على هذا الروتين البغيض , وعلى أن يكون طعم القهوة مضادا حيويا يقيني من الزحام وضحكات الناس التي صارت أكثر بكثير مما ينبغي على العاقل أن يسميه فرحا . ضحك لا ينطلي حتى على الأطفال, لأنه يفرز رائحة حزن كريهة, تتسرب بدورها إلى الهواء الذي كلما تغلغل فينا شعرنا بالحزن وبرغبة غريبة في الضحك.
تذكرت الفنجان, وتساءلت : " لم في هذا اليوم بالذات سمح لي بقراءته؟ رغم محاولاتي السابقة لسبر أغوار تلك الدوائر السوداء من عقب القهوة .. لم كان مسالما أمام جيوش نظراتي , ودون أن يرفع رايته البيضاء اعترف بما تعنيه طلاسمه . . واكتفى بالنيل من فضولي بكلمتين من حجر سقطتا على قلبي فتحطمت بقاياه وتشرد النبض هنا وهناك في داخلي. "
ألازال ثمة في رصيدي ما يمكن أن أعتبره خسارة لو ضاع مني بسبب إهمال , أو سوء حظ , أو خذلان مني أو منه ؟
كنت دائما أقول أن " الأمس " يشكل ثلاثة أرباع ثروة الإنسان . وكنت كلما أكبر عاما اخر يزداد حجم القبر الذي خصصته للأمس في قلبي, وكأنه جحيم الاخرة الذي كلما مدت إليه الأجساد الاثمة قال : " هل من مزيد ؟ "
كان الأمس هو ذلك الجسد الذي قرر أن يتفتت على مدار السنوات التي عشتها قبل الان, والتي سأعيشها الان من منطلق مستقبلي.
ضاعت دميتي, فقد كانت أول شيء نهشته تلك الحفرة, وحجر أمي كان الضحية الثانية التي سأفتقد من بعدها نعمة الطمأنينة , والأسئلة التي كنت أطرحها على أبي في إلحاح طفولي كي أتعلم معاني الأشياء, حيث أني عرفت كل الأجوبة وندمت لأني خسرت لذة تلك الأسئلة وذلك الجهل " الجميل ".
هكذا تنبأ لي الفنجان !
يومها لم أطعمه الكثير من البخار, فقد كانت القهوة - على غير عادتها - باردة, رغم قصر المسافة بين الوقت الذي كانت تغلي فيه على النار والوقت الذي سكبتها فيه كي أشربها وأمضي إلى الشارع. تعودت على هذا الروتين البغيض , وعلى أن يكون طعم القهوة مضادا حيويا يقيني من الزحام وضحكات الناس التي صارت أكثر بكثير مما ينبغي على العاقل أن يسميه فرحا . ضحك لا ينطلي حتى على الأطفال, لأنه يفرز رائحة حزن كريهة, تتسرب بدورها إلى الهواء الذي كلما تغلغل فينا شعرنا بالحزن وبرغبة غريبة في الضحك.
تذكرت الفنجان, وتساءلت : " لم في هذا اليوم بالذات سمح لي بقراءته؟ رغم محاولاتي السابقة لسبر أغوار تلك الدوائر السوداء من عقب القهوة .. لم كان مسالما أمام جيوش نظراتي , ودون أن يرفع رايته البيضاء اعترف بما تعنيه طلاسمه . . واكتفى بالنيل من فضولي بكلمتين من حجر سقطتا على قلبي فتحطمت بقاياه وتشرد النبض هنا وهناك في داخلي. "
ألازال ثمة في رصيدي ما يمكن أن أعتبره خسارة لو ضاع مني بسبب إهمال , أو سوء حظ , أو خذلان مني أو منه ؟
كنت دائما أقول أن " الأمس " يشكل ثلاثة أرباع ثروة الإنسان . وكنت كلما أكبر عاما اخر يزداد حجم القبر الذي خصصته للأمس في قلبي, وكأنه جحيم الاخرة الذي كلما مدت إليه الأجساد الاثمة قال : " هل من مزيد ؟ "
كان الأمس هو ذلك الجسد الذي قرر أن يتفتت على مدار السنوات التي عشتها قبل الان, والتي سأعيشها الان من منطلق مستقبلي.
ضاعت دميتي, فقد كانت أول شيء نهشته تلك الحفرة, وحجر أمي كان الضحية الثانية التي سأفتقد من بعدها نعمة الطمأنينة , والأسئلة التي كنت أطرحها على أبي في إلحاح طفولي كي أتعلم معاني الأشياء, حيث أني عرفت كل الأجوبة وندمت لأني خسرت لذة تلك الأسئلة وذلك الجهل " الجميل ".
تعليق