حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4011

    رد: حتى إشتعال آخر

    هكذا تنبأ لي الفنجان !


    يومها لم أطعمه الكثير من البخار, فقد كانت القهوة - على غير عادتها - باردة, رغم قصر المسافة بين الوقت الذي كانت تغلي فيه على النار والوقت الذي سكبتها فيه كي أشربها وأمضي إلى الشارع. تعودت على هذا الروتين البغيض , وعلى أن يكون طعم القهوة مضادا حيويا يقيني من الزحام وضحكات الناس التي صارت أكثر بكثير مما ينبغي على العاقل أن يسميه فرحا . ضحك لا ينطلي حتى على الأطفال, لأنه يفرز رائحة حزن كريهة, تتسرب بدورها إلى الهواء الذي كلما تغلغل فينا شعرنا بالحزن وبرغبة غريبة في الضحك.
    تذكرت الفنجان, وتساءلت : " لم في هذا اليوم بالذات سمح لي بقراءته؟ رغم محاولاتي السابقة لسبر أغوار تلك الدوائر السوداء من عقب القهوة .. لم كان مسالما أمام جيوش نظراتي , ودون أن يرفع رايته البيضاء اعترف بما تعنيه طلاسمه . . واكتفى بالنيل من فضولي بكلمتين من حجر سقطتا على قلبي فتحطمت بقاياه وتشرد النبض هنا وهناك في داخلي. "
    ألازال ثمة في رصيدي ما يمكن أن أعتبره خسارة لو ضاع مني بسبب إهمال , أو سوء حظ , أو خذلان مني أو منه ؟
    كنت دائما أقول أن " الأمس " يشكل ثلاثة أرباع ثروة الإنسان . وكنت كلما أكبر عاما اخر يزداد حجم القبر الذي خصصته للأمس في قلبي, وكأنه جحيم الاخرة الذي كلما مدت إليه الأجساد الاثمة قال : " هل من مزيد ؟ "
    كان الأمس هو ذلك الجسد الذي قرر أن يتفتت على مدار السنوات التي عشتها قبل الان, والتي سأعيشها الان من منطلق مستقبلي.
    ضاعت دميتي, فقد كانت أول شيء نهشته تلك الحفرة, وحجر أمي كان الضحية الثانية التي سأفتقد من بعدها نعمة الطمأنينة , والأسئلة التي كنت أطرحها على أبي في إلحاح طفولي كي أتعلم معاني الأشياء, حيث أني عرفت كل الأجوبة وندمت لأني خسرت لذة تلك الأسئلة وذلك الجهل " الجميل ".

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4011

      رد: حتى إشتعال آخر

      أنت الليلة التي يجب أن تكون الباب الرئيسي لشمس الصباح,
      واليد التي لن تصفق دون أن يبتر منها الفرح أصابعها الخمس,
      فإن الفرح بهذه الطريقة أصدق ..
      كيف لا, والعين في ملحها الحزين تغرق,
      وتحاول التنفس من تحت الدمع دون أن تصدر فوهات بصيرتها سوى بضع فقاعات مناضلة
      تتلاشى بموت العين وانتصار الدمع !

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4011

        رد: حتى إشتعال آخر

        البكاء لا يصمت، ثرثار هو جدا، يترك دائما شواهد إنسكابه على مناديلنا القليلة، وشفاهنا التي كرهت التلفظ بالمبررات مضطرة دائما لإنكار تلك التهمة أمام العابرين

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4011

          رد: حتى إشتعال آخر

          بمجيئنا, تستبشر العكاكيز,
          لأننا خلقنا لكي ننكسر !

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4011

            رد: حتى إشتعال آخر

            فقط أخبرني .. ماذا ترك الليل للنهار؟
            وأي صبح هذا الذي يأتي
            دون رشفة ضوء يشربها الستار؟

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4011

              رد: حتى إشتعال آخر

              تمهل,
              فالخطى حافية صوب الظنون ,
              وأنت لا تملك في حوزتك يقينا واحدا .. تنتعله !

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4011

                رد: حتى إشتعال آخر

                من يمنحني إياك في اكتمالك ... بدل أن يهبني أنصافا لو جمعتها في الحلم نفسه لما شكلتك !

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4011

                  رد: حتى إشتعال آخر


                  لأول مرة تنهشني شهوة طرح سؤال أخير عليك : " كيف كنا سنحيا لو لم نلتق في ذلك اليوم؟ لو لم يتعطل التاريخ فجأة حين ركبنا قطاره ؟ لو لم أرتطم بك في حادثة سقوطه من على ارتفاع واهم ؟
                  كيف كنت سأعرف ما يعنيه الحب لو لم تزرعه في قلبي في اللحظات التي أتركه فيها معك بصفتك ذلك الصديق الذي لا يمكن أن يعني لي أكثر مما توحي إليه هذه الصفة؟
                  كيف كنا سنسعد لو لم نزهق دموعنا كلها الاف المرات دون أن تموت؟ "
                  ولكنك مضيت ... اختفيت قبل أن ينحت صوتي شهقته الأولى .. و ظلت الأسئلة تتكاثر في نفسي بلا انتهاء

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4011

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    يتعبني التفكير بأنه لا يجدر بي التحديق في ساعتي بعد اليوم كي لا أنتبه إلى التوقيت الذي أحتاجك فيه, إلى تلك الساعة من الظهيرة التي كنت أترك فيها كل شيء إلا مراة أتزين أمامها استعدادا للقائك . حتى اليوم , لاشعوريا أقف أمام المراة في نفس التوقيت تقريبا ولكن لأزيل أنقاض تلك الزينة القديمة, ليعود وجهي إلى عذريته من جديد ولكني لا أفلح .. تبدو تلك الزينة على بساطتها مثل شيء له طبقات كثيفة , إذا زال البعض منها يبقى الكثير ...
                    كأن تلك الذاكرة شاءت أن يحفرها إزميل العادة القديمة في كل تفاصيلي ...
                    كأن الساعة التي ترن عند ذلك التوقيت تحثني على الذهاب إليك حتى وإن اختلفت الظروف وصار من المستحيل علينا العودة من جديد.

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4011

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      كيف لشيء صغير كتلك الصدفة أن يغير مجرى حياتي ويجعلني أعيد ترتيب التاريخ ابتداءا من تاريخها ..
                      كيف لرجل مر أمام عيني بنفس الطريقة التي يمر فيها كل شيء , أن يظل ثابتا فيهما, مجاورا للدموع التي ظنت أن لا شيء يمكن أن يشاركها مخدعها .

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...