رد: رواية انت لي [ رائعه فعلا ] مكتمله ,
" رغد ... "
لم اسمع الجواب... لكني متأكد من أنها لم تنم...
عدت و طرقته من جديد :
" رغد... "
و سمعت صوتها يجيبني على مقربة... بل إنني كدت ألمسه ! أظنها كانت تهمس في الباب مباشرة !
" نعم ؟ "
ارتبكت و تعثرت الكلمات على لساني...
" أأأ... إممم ... هل أنت نائمة ؟ أعني مستيقظة ؟ "
" نعم "
" هل... استطيع التحدث معك ؟ "
لم تجب رغد...فحدقت النظر إلى الموضع الذي يصدر منه صوتها عبر الباب مفتشا عن كلامها!
أعرف... لن تصدقوني !
لكنني رأيته أيضا ...
أعرف... لن تصدقوني !
لكنني رأيته أيضا ...
" ماذا تريد ؟؟ "
أجبت بصوت أجش :
" أن أتحدث معك... قليلا فقط "
و لم ترد... قلت :
" أرجوك رغد... قليلا فقط "
و لم تجب... فكررت بنبرة شديدة الرجاء و اللطف :
" أرجوك... "
بعد ثوان انفتح الباب ببطء...
كانت صغيرتي تنظر إلى الأرض و تتحاشى عيني ... أما أنا فكنت أفتش عن أشياء كثيرة في عينيها... عن أجوبة لعشرات الأسئلة التي تنخر دماغي منذ الأمس...
عن شيء يطمئنني و يسكن التهيج في صدري...
و يمحو كلماتها القاسية ( أكرهك يا بليد ) من أذني ....
كانت صغيرتي تنظر إلى الأرض و تتحاشى عيني ... أما أنا فكنت أفتش عن أشياء كثيرة في عينيها... عن أجوبة لعشرات الأسئلة التي تنخر دماغي منذ الأمس...
عن شيء يطمئنني و يسكن التهيج في صدري...
و يمحو كلماتها القاسية ( أكرهك يا بليد ) من أذني ....
" أنا اسف صغيرتي و لكن... أود الاطمئنان عليك "
ألقت رغد علي نظرة خاطفة و عادت تخبئ بصرها تحت الأرض...
" هل أنت بخير ؟ "
أومأت إيجابا... فشعرت ببعض من راحة ... ما كان أحوجني إليها...
" هل... يمكننا الجلوس و التحدث قليلا ؟ "
رفعت نظرها إلي مستغربة، فهو ليس بالوقت المناسب للحديث ... و كنت أدرك ذلك، لكنني كنت غاية في الأرق و انشغال البال و لن يجد النوم لعيني سبيلا قبل أن أتحدث معها...
" أرجوك...فأنا متعب... و أريد أن أرتاح قليلا... أرجوك "
ربما خرج رجائي عميقا أقرب إلى التوسل... كما خرج صوتي ضعيفا أقرب إلى الهمس... و تفهمت رغد ذلك و فسحت لي المجال للدخول...
توجهت مباشرة إلى الكرسي عند المكتب و جلست عليه... و أشرت إليها :
" اجلسي رغد "
فجلست هي على طرف السرير...
حاولت تنظيم أفكاري و انتقاء الكلمات و الجمل المناسبة و لكن حالتي تلك الساعة لم تكن كأي حالة...
لمحت قارورة الماء نصف فارغة موضوعة على المكتب إلى جواري...
حاولت تنظيم أفكاري و انتقاء الكلمات و الجمل المناسبة و لكن حالتي تلك الساعة لم تكن كأي حالة...
لمحت قارورة الماء نصف فارغة موضوعة على المكتب إلى جواري...
" رغد... ألا تشعرين بالجوع ؟ "
سرعان ما نظرت إلي تعلوها الدهشة !
فهو ليس بالموضوع الذي يتوقع المرء أن يدور نقاش طارئ في منتصف الليل حوله!
فهو ليس بالموضوع الذي يتوقع المرء أن يدور نقاش طارئ في منتصف الليل حوله!
قلت بحنان :
" يجب أن تأكلي شيئا قبل أن تنامي... "
عقبت هي باندهاش :
" أهذا كل شيء ؟؟ "
تأوهت و قلت :
" لا و لكن... أنت لم تأكلي شيئا منذ ليلتين و أخشى أن يصيبك الإعياء يا رغد "
لم تتجاوب معي... فأدرت الحديث إلى جهة أخرى...
" رغد... مهما كان ما قالته أروى... أو مهما كان شعورك نحوها... أو حتى نحوي... لا تجعلي ذلك يزعزع من ثقتك... بأن ... بأن ... "
و تعلقت الكلمات على طرف لساني برهة شعرت فيها بالشلل... ثم أتممت جملتي بصوت أجش...
" بأنك... كما كنت ... و كما ستظلين دائما... صغيرتي التي... التي... "
و تنهدت بمرارة...
" التي ... أحب أن أرعاها و أهتم بجميع شؤونها مهما كانت... "
نظرت إلي بتمعن و اهتمام... و لكنها لم تعلق...
أضفت :
" و كل ما أملك يا رغد... قل أم كثر... هو ملكك أنت أيضا و تحت تصرفك... يا رغد... أنا لا اخذ شيئا من ثروة أروى... إنما استلم راتبا كأي موظف... إنني احتل منصب المدير كما تعلمين... و دخلي كبير... فلا تظني بأنني أحصل على المال دون عناء أو دون عمل... "
رغد قالت فجأة:
" بل أنا من ... يحصل عليه دون عناء و دون عمل... و دون حق و لا مقابل "
ازداد ضيق صدري و لم يعد قادرا حتى على التنهد...
سألتها بمرارة و أنا أحس بعصارة معدتي تكاد تحرق حبالي الصوتية:
" لماذا يا رغد؟؟ لماذا دائما... تقولين مثل هذا الكلام؟؟ ألا تدركين أنك... تجرحين شعوري؟"
تعبيرات رغد نمت عن الندم و الرغبة في الإيضاح... و لكن لا أعرف لم انعقد لسانها...
قلت :
تعليق