رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
|
|||
|
|||
- قبل عدة ساعات، واقف بجهة مقاربة لمكان اللقاء المنتظر، ينظر لرسالة مجهولة المصدر تثير في داخله 100 إستفهام، تجمدت أصابعه على الورقة البيضاء، حتى تجعدت أطرافها بضيق صبره الذي لم يعد يحتمل أي مماطلة. عبدالرحمن : كيف جت هالرسالة الى هنا ؟ : هذا اللي ما نعرفه! وش رايك؟ كيف نتصرف؟ عبدالرحمن تنهد : مستحيل يكون فيصل أخفى عننا شي ثاني!! : وممكن أخفى! عبدالرحمن يخرج من السيارة ليستنشق من هواء باريس النقي، أخرج هاتفه ليتصل على سلطان، يرن مرة ومرتين ولا إجابة. في مكان اخر كان ينظر إلى ملامحهم بريبة، اقترب من أحدهم ليقف بتوتر : سم طال عمرك سلطان يقرأ الإسم على البطاقة ليردف وصوته المتعب يشتد ببحته : متى توظفت ؟ : ا . . قبل 4 شهور تقريبا سلطان : 4 شهور!!! على أي أساس : كانوا طالبين إداريين سلطان : مين طالب؟ هز كتفيه باللامعرفة : أنا قدمت أوراقي لإدارة شؤون الموظفين وبعد كم يوم اتصلوا واقبلوني سلطان يسند ذراعه على الطاولة : مافيه شي مستقل إسمه إدارة شؤون الموظفين! الإدارة هذي مسؤولة عن الموظفين اللي متعينيين رسميا ماهي مسؤولة عن التوظيف : ا أتوقع إدارة التوظيف أختلط علي الإسم سلطان : ومين هذي إدارة التوظيف اللي ما اعرفها أحمد من خلفه خشية من تعب سلطان أن لا يتفاقم : طال عمرك أنت ارتاح وأنا . . يقاطعه سلطان : أول نتعرف على الأخ الكريم اللي قدامي! مين إدارة الموظفين؟ : أنا قدمت أوراقي و . . يقاطعه سلطان : لمين؟ أي موظف؟ : ما أدري عن إسمه . . ما أعرفهم سلطان بسخرية : ماتعرفهم! صار لك 4 شهور هنا وتقول ما أعرفهم! لا يكون بعد ما تعرفني بإبتسامة مرتبكة : لا أكيد الله يسلمك . . أنا أقصد ناسي مين استقبلني في التوظيف؟ سلطان : وش سألوك في المقابلة الشخصية للوظيفة ؟ : ا . . سألوني عن . . تخصصي و . . سلطان بحدة : وش سألوك بعيد عن التخصص؟ : عن توقعي لطبيعة العمل هنا و . . سلطان يقاطعه بغضب لم يسيطر عليه : ما فيه حمار يسأل واحد متقدم لوظيفة وش تتوقع طبيعة العمل هنا؟ وش رايك بعد يسألك ويقول متوقع أنك بتنبسط ولا بتتضايق؟ . . تستهبل على مخي!!! : لا طال عمرك ماعاش من يستهبل عليك . . أنا بس توترت من سؤالك ومو قادر أتذكر التفاصيل سلطان يقترب بخطاه أكثر : كيف مو قادر تتذكر التفاصيل! رحت أي دور؟ : الأول سلطان بإبتسامة يكاد أن يحترق من خلفها : الدور الأول مافيه غير الحجز وبعض الأرشيفات!!! : إلا سلطان : يعني تعرف أكثر مني! دلني وين أي مكتب؟ شتت نظراته المرتبكة : أنا بس ما تعودت أتكلم معاك وما أشوفك الا بالجرايد و .. يعني عشان كذا شوي متوتر أكيد مو قصدي أخدعك بمعلومة سلطان : سمعني وش السي في حقك؟ : تخصصي محاسبة سلطان : محاسبة!! فيه أحد متوسط لك هنا!! . . . بعصبية يكمل : يعني لازم أوقف عند راس كل واحد وأقيم شغله مافيه إدارة صاحية تمسك مهامها صح! أحمد : الحين أرسلك ملف تعيينه سلطان : ناد لي مسؤول التوظيف! بشوف وش هالوظايف اللي نزلت بدون علمي!!! أحمد : أبشر . . إتجه للطابق العلوي مرتبكا من غضب سلطان الذي يجتمع مع تعبه ومرضه، سلطان بنظرة تفحصية : وش قاعد تشتغل عليه الحين؟ : و .. ولا شي اليوم ماعطوني أشياء أراجعها وابحث فيها سلطان : تبحث وتراجع فيها؟ قلت أنك محاسبة وداخل على أساس أنك إداري! والحين تقول أبحث وأراجع!!! وش وظيفتك بالضبط؟ يمكن أنا غبي وماأفهم بعد كل هالسنين : محشوم! أنا أقصد اليوم شغلنا خفيف ما كان فيه شي سلطان : عطوك ملفات تبحث فيها وتدقق؟ : ا . . ل . . أقصد إيه سلطان : ملفات أيش؟ : إستجوابات ساب سلطان بغضب : هذي الملفات ما يمسكها أي أحد! بعطيك دقيقة وحدة إذا ما تكلمت بدون لف ودوران ساعتها بوريك نجوم الليل في عز الظهر!!! خرجت عروق وجهه الضيقة بالإرتباك : أتكلم عن أيش؟ سلطان : وظيفتك كإداري هنا يعني بتمسك ملفات الموظفين وتتابع إجازاتهم و معاشاتهم و كل ما يتعلق فيهم! لأنك أنت هنا بمكتب شؤون الموظفين يا ذكي!! تجمدت ملامحه دون أن تفلت منه كلمة واضحة. سلطان : ما تشوف اللوحة اللي قدامك!! بسخرية يكمل : هنا يجون طال عمرك و يقدمون على إجازاتهم وأعذارهم الطبية و يقدمون للدورات السنوية والشهرية . . 4 شهور ما علمتك هالأشياء؟ . . دخل أحمد ويرافقه المسؤول عن التوظيف المبدئي قبل المقابلة الشخصية، إلتفت سلطان : ألأخ الكريم هذا مين موظفه؟ مر عليك ملفه ؟ المسؤول : إيه الله يسلمك وظفناه يوم ترقوا الدفعة السابقة سلطان إلتفت على الموظف الاخر : هذا اللي وظفك؟ مريت من عنده توتر من ضيق تنفسه الذي لا تسعه حنجرته، سلطان : واضح من نظراتك أنه هذي أول مرة تشوفه المسؤول : اللي مروا علي كثير حتى أنا شخصيا ما اتذكره لكن اللي قبل 4 شهور مروا علي قبل المقابلة الشخصية سلطان : عبدالرحمن شافهم؟ المسؤول : أتوقع . . سلطان بحدة : ماأبيك تتوقع! أبي عبدالرحمن وش قال؟ المسؤول : ما شافهم سلطان ينظر للطاولة وعليها هاتفه : عطني جوالك : عفوا!! سلطان : قلت عطني جوالك!!! مد له هاتفه بربكة تشتت نظراته. اتصل على اخر رقم وهو يضعه على السماعة الخارجية " سبيكر " : هلا فهد . . سلطان ينظر لبطاقته التي يعلقها بإسم " وليد " أغلقه ليرمي الهاتف على وجهه : يا سلام على الحمير اللي عندي!!! لم يتردد سلطان ولا للحظة بأن يلكمه أمام الجميع على عينه، بغضب كبير : حسابك أقسم لك بالله بيكون عسير! . . وخل زياد ينفعك يوم توسط لك هنا!! إلتفت لأحمد :أفتح لي تحقيق بطريقة توظيفه! . . بتهديد عيناه للمسؤول الذي أمامه . . لو عرفت بأنه لك علاقة ولا أحد ثاني هنا له علاقة أقسم بالله ماراح أرحمكم!!! . . وأحجز هالكلب . . حتى الكلب أشرف من هالأشكال . . أقترب من فهد مرة أخرى ليردف : أضيف للسي في حقك يا محاسب تهم تزوير وتلاعب و .. والباقي تعرفه إن شاء الله لا أحكموا عليك . . خرج وهو يفتح ياقة ثوبه بعد ان اختنق بغضبه، دخل مكتبه بشعور فظيع، كل مصيبة يتداركها تجعله يقف بحيرة مما يخفى عليه، جلس ليطوق رأسه بكفيه : يارب رحمتك رفع عينه لهاتفه الذي يهتز، أجاب : هلا بوسعود عبدالرحمن : صار لي ساعة أدق عليك!! سلطان : ما كنت بالمكتب! . . أكتشفت مصيبة جديدة عبدالرحمن : واضح أنه اليوم يوم مصايب!! سلطان : ليه وش صار؟ عبدالرحمن : قولي مصيبتك أول بعدين بتفاهم معك على اللي صاير هنا سلطان : وأنا داخل اليوم شفت واحد بمكتب شؤون الموظفين . . وشكله غريب أول مرة أشوفه! المهم كلمته وبدا يرتبك ويلف ويدور! . . بالنهاية طلع حيوان زيه زي غيره . . وشكله هو اللي يوصل الأخبار بعد زياد عبدالرحمن تنهد براحة : الحمدلله على الأقل قطعنا جذورهم من عندنا سلطان : إيه هذا أهم شي . . لله الفضل والمنة عبدالرحمن : جتني رسالة مدري مين حاطها! وبقولك بس أبيك تشيل فكرة سلطان العيد من بالك سلطان بسخرية : قول أصلا مخي متشنج من سالفة سلطان الله يرحمه عبدالرحمن : مكتوب أنه رائد ما راح يجي وأنه مقابلتنا مع سليمان راح تكشفنا بطريقة خاطئة وبتخلينا نفقد سيطرتنا على الموضوع !! سلطان : مين هذا ؟ عبدالرحمن : أنا نفسي ماني عارف! مكتوب بخط اليد سلطان : تعرف خط سلطان العيد؟ عبدالرحمن تنهد : أستغفر الله!! سلطان وش قلنا ؟ الرجال ميت والله يرحمه لا تشوش أفكارنا بشي مستحيل سلطان : طيب ليه مانقول هذي لعبة منهم عشان يبعدونا! عبدالرحمن : أنا فكرت بهالطريقة بس رائد إلى الان ما وصل سلطان : صار له شي؟ عبدالرحمن : ماأتوقع! لو صار له كان وصلنا خبر . . سلطان : وين عبدالعزيز ؟ عبدالرحمن بغضب ساخر : ما بشرتك؟ سلطان تنهد : وش بعد؟ عبدالرحمن : عبدالعزيز عرف عن غادة والحين ما أدري وين مكانه سلطان تجمدت ملامحه/نظراته ليردف : شلون عرف؟ عبدالرحمن : وصلت له صورها مع ناصر!! وأكيد الحين مقوم الدنيا والله يستر وش قاعد يخطط له سلطان : كل شي انقلب على راسنا بوقت واحد! عبدالرحمن : سلطان . . وش رايك تجي باريس؟ خلنا ننهي الموضوع بسرعة ماعاد يتحمل خسارات فوق كل هذا! سلطان : وهنا؟ عبدالرحمن : منت وحدك! فيه مسؤولين وفيه موظفين! . . نحتاج تجي ، بالنهاية مافي غير هالحل! لازم نتنازل ونقابلهم!! بكلا الحالتين إحنا مستعينيين بالسلطات الفرنسية بأنها تقبض عليهم لكن مستحيل يتم بدون لا نحطهم كلهم قدام بعض ونخليهم يطيحون في شر أعمالهم سلطان تنهد : هالطريقة سوها سلطان العيد قبلنا وطاح فيها عبدالرحمن : وش نسوي؟ نجلس نحط إيدنا تحت خدنا ونراقب كيف واحد ورى الثاني يضيع! والله يعلم الحين كيف حال ناصر ولا حال عبدالعزيز!!! سلطان : ما قلت نحط إيدنا على خدنا! لكن فيه حلول منطقية أكثر!! أخاف نخسرهم مثل ما خسرنا قبلهم عبدالرحمن : وش الحل المنطقي برايك ؟ سلطان : نفاوض رائد، هو أصلا بينه وبين سليمان عداوة، ممكن نمحي سليمان عن طريقه . . وبعدها نفكر بطريقة نقبض فيها على رائد بدون أي مشاكل وبأدلة واضحة بدون لا نلقى له دعم من الجوازات اللي يحملها!! عبدالرحمن : مستحيل رائد بيتعاطى معك سلطان : نجرب ونحاول عبدالرحمن بحدة : ماهو وقت تجربة يا سلطان!!! وإحساسي يقول أنه فيصل مخبي عنا شي غير اللي قاله!! رسايل رائد ولا سليمان ماتجي بهالطريقة! سلطان : يوم راجعت الموظفين عند رائد مر عليك إسم فهد؟ عبدالرحمن : لا . . كل الأسماء كانت صحيحة ما عدا إسم واحد بحثت عنه ولا قدرت ألقى أي معلومة عنه سلطان يمسك الورقة التي أمامه ويخرج القلم من جيبه الأمامي : وش إسمه ؟ عبدالرحمن : قاسم معاذ سلطان عقد حاجبيه : قاري هالإسم بس مدري وين عبدالرحمن : حتى أنا حسيت أنه مار علي بس يوم بحثت فيه ما لقيت أي شي!! أتوقع إسم مزور سلطان يشخبط على الورقة برسوم تخطيطة وأسهم كثيرة : إذا قلنا أنه بداية دخول سليمان كانت عن طريق قضية منصور! ومثل ما فهمنا من عبدالله أنه أم المقتول تنازلت بشرط زواج بنتها! لو افترضنا أنه الأم تبي الستر لبنتها مستحيل تسلمها لقاتل ولدها! . . فيه لبس بالموضوع!! هذا يعني أنه فيه توقعين إما أنه فهد معهم! أو أنه فهد ضحية راحت بيد يزيد اللي حاول يلبسها منصور وهددوا أم فهد . . في كلا الحالتين أكيد فيه شي تعرفه أم فهد!! عبدالرحمن : أنا متاكد من مسألة أم فهد! فيه شي وراها . . ممكن يكون الإسم المزور قاسم معاذ صاحبه يزيد!! أو ممكن أحد يعرفه رائد . . بس المشكلة انه اللي داخلين بين رائد وسليمان مصرحين بأسماءهم ما خافوا من رائد أنه يكشفهم!! هذا يعني أنه الإسم المزور ماله علاقة بسليمان . . يعني مو يزيد! لكن أكيد يزيد له علاقة فيهم سلطان : تتوقع فيصل يعرف ؟ عبدالرحمن : فيصل علاقته مع سليمان ماهو مع رائد!! يعني رجال سليمان مكشوفين قدامنا سلطان : ممكن حصل شي بين الحادث و وفاة سلطان العيد؟ عبدالرحمن : رجعنا لنفس الموال! سلطان توفى بعد الحادث سلطان : جثث غادة و سلطان كانت جاهزة! وش هالترتيب اللي جاء بالصدفة؟ عبدالرحمن بحدة : سلطان!! مانبي نشتغل على توقعات وأوهام سلطان : ما يثير فضولك أنه بو عبدالعزيز اشتغل بعد وفاته؟ عبدالرحمن : ما اشتغل! لكن كان يتلقى تهديدات تخليه يتصرف كأي شخص سلطان : قدامك ملف يخص إسم يحمل فواز! ما شفناه ولا حضر ولا إستجواب ومسجل أنه تم إستجوابه من عبدالمجيد . . تقاعد عبدالمجيد راح باريس . . قبلها تقاعد سلطان راح باريس . . لا تقولي صدفة ومستحيل يتقابلون!! عبدالرحمن : وش تبي توصله؟ سلطان : عبدالمجيد و سلطان مسكوا ملف فواز وممكن يكون حسب توقعنا أنه فواز هو سليمان . . لكن ممكن مايكون سليمان لأن ماعندنا دليل واضح! . . اللي يعرف سلطان وعبدالمجيد . . وبعدها يجي فيصل ويقولنا عن اللي صار بعد الحادث! وقبلها ببداية السنة يجي مقرن ويقولنا أنه عبدالعزيز ما يدري أنه غادة حية!! . . ما تحس أنه كل هالأشياء تصير من شخص واحد لكن يحاول يشتتنا لأسماء ثانية عبدالرحمن : لو فعلا كان هو شخص واحد! مين ممكن يخاطر بكل هالأسماء ويترك سليمان و رائد بدون علم!! سلطان : صرت متأكد 70٪ أنه اللي ورى كل هذا شخص نعرفه عبدالرحمن بغضب : تبينا نحفر قبر سلطان ونوريك أنه مات!! سلطان : وانا أقولك أنه مات الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة، لكن قصدي أنه ما مات بعد الحادث مباشرة! حصلت أشياء بعد الحادث وبعدها توفى عبدالرحمن : بكرا عندي موعد مع إدارة المستشفى وبحقق بموضوع الجثث على قولتك!! سلطان : طيب . . إرجع البيت الحين دام رائد ما وصل . . . أكيد هذي لعبة من رائد عبدالرحمن : حطينا كام داخل، براقب الوضع ولو أني عارف مستحيل يحصل التبادل بهالطريقة . . حل مسائل الشغل اللي قدامك الحين وحاول تحجز أول رحلة لباريس ، |
تعليق