رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ،

    خرجت من المصعد و هي تبتسم بهدوء بعد أن أستلمت تهزيئا غير مباشر من مشرف الدورة الأمريكي بأن الإبتسامة يجب أن لا تختفي من ملامح أحدكم ، جلست على مكتبها بنشاط وحيوية ، أنتبهت لصندوق نحيل ممتلىء بالحلوى المغرية لصائمة مثلي يعتليه ورقة بيضاء كتب فيها " Sorry Fna , oliever "
    أبتسمت بحميمية الهدية الجميلة ، يالله على هذا الإحترام * داعب تفكيرها وقالت : ولو ان الشيطان سيغويني في الوقوع بحب شاب مثل أوليفر "
    أتجهت وبيدها الصندوق المكون من الكرتون المقوى لمكتبه المنزوي : أسعد الرب صباحك
    أوليفر أبتسم : وصباحك أيضا . . أخذت درسا في كيفية التعامل مع المسلمات
    بادلته الإبتسامة : أخجلتني ولكن شكرا كثيرا .. كثيرا
    أوليفر ضحك بخفوت ليردف : وعفوا كثيرا
    أفنان ألتفتت للظل الذي أنعكس بعين أوليفر ،
    أوليفر : أعتذرت من إبنة بلادك الجميلة
    نواف رفع حاجبه : دون مغازلة
    أوليفر : مجرد إطراء بسيط
    نواف أبتسم : صباح الخير أفنان
    أفنان بحرج : صباح النور .. صح كنت بقولك عن شيء
    نواف : تفضلي
    أفنان : بكرا بيكون اخر يوم في كان صح ؟ لأني حجزت على باريس بكرا المغرب بس سمية قالت أنه فيه أسبوع ثاني
    نواف : لا عادي ماهي مشكلة ، الأسبوع الجاي بيكون تطبيق وإضافات ماهو مهم مررة
    أفنان : طيب شكرا
    نواف : العفو .. ماراح تعزمينا ؟
    أفنان أبتسمت : صايميين نتركها لين تغرب الدنيا
    نواف : الله يتقبل منا ومنك صالح الأعمال .. وذهب.
    أوليفر : ألن تذوقيه ؟
    أفنان : حتى يحل المغيب لأني صائمة
    أوليفر : أووه عذرا ،
    أفنان : مرة أخرى شكرا

    ،

    حذف سلاحه على الطاولة الخشبية ، شدها من ذراعه ليدخلها الغرفة المظلمة ، وقفت أمام قاتلها ، منتهك عرضها ، من سرق الضحكة من شفاها وخبأها في جيبه ، من أختطف من عينيها الفرحة ، من أقتبس من الظلم اهاته ، من تركني مغلفة بالحزن ، من جعلني أعيش سنوات عمري ضائعة ضعيفة ، من أوقفني في منتصف الحياة ليتفنن في طرق موتي ، من أجهض أحلامي و كسر الحلم في قلبي ، يالله يا تركي .. يا عمي .. يا من كنت في حياتي فرحة .. يالله ما أقبح اللحظة التي تجمعني بك في العشر الأواخر ، أكرهك بكامل وعي و إتزان.
    تركي الذي بات مشوها من أفعال سلطان له في ليلة الأمس ، رفع عينه الضعيفة للجوهرة ، ألتقت عيناهم و أحاديث غير مفهومة تدار حسب ما يخيل له سلطان ، وقف في المنتصف بينهم : عيد كلامك اللي أمس .. وبدون لف ولا دوران
    الجوهرة و يديها ترتجفان ، أبتعدت قليلا وهي تهز رأسها بالرفض ، تبكي بشدة و الليلة التي قتلت بها روحها تعاد ، تجاهل سلطان بكل قسوة بكائها و أنينها وهو يدفع كرسي تركي ليسقط على الأرض وبغضب : تكلللللللللللللم
    تركي بهمس متعب : الجوهرة !!
    وضعت كفيها على إذنها وهي تسقط على ركبتها : لأ .. لأ ... لأ خلاص ... تكفىىى خلاص
    سلطان : تكلللم
    تركي تجاهل سلطان وبعين تبكي دماء جفت على جفنه : الجوهرة طالعيني ... طالعييني
    الجوهرة تغمض عينيها بشدة و شلالا من البكاء يرتفع على خدها وبصرخة حادة : اه
    سلطان لم يلتفت إليها ، لا يريد أن يراها ، عقد حاجبيه من صرختها التي أخترقت قلبه قبل مسامعه ، لا يريد أن يرى شيئا و لا أن يشفق عليها حتى.
    تركي ببكاء عميق : طالعييني .. أحبببك ... أحببببك قولي له أنك تحبيني ... قولي له ... قولي له .. *بصراخ طفل يتألم* قولي له حرام عليك
    الجوهرة والأرض الباردة تخدشها ، مازالت مغمضة عينيها وكفيها على أذنها وتهز رأسها بالرفض : يارب .. يارب ...
    بإنهيار تام : يالل ه رحمتك
    ألم يخترق صدرها ، لم أعد صبية تتغنج من كلمة زواج ، لم أعد بأنثى كاملة لرجل يريد الحياة ، لم أعد شيئا يستحق الذكر بسببك ، دمرت مراهقتي و شبابي ، دمرت الأنثى التي بداخلي ، دمرت الحكايا الملونة في قلبي ، دمرت كل شيء ، أيعيد أسفك الحياة التي أنتهت ؟ أيعيد إحترامك ما نثرته من كرامتي ؟ أيعيد ندمك شيئا يا تركي ، والله لا أحتمل كل هذا ، والله لا أستحق أن تلطخني بسوادك ، لم ؟ فقط قل لي لم تصر على أن ما بيننا شيء شاهق لا يمكن لأحد أن يعتليه ؟ لم تصر على ذلك وانت تعلم أنك فاسد أفسدتني بتصرف حقير ؟ أنت تعلم جيدا أن ما تفعله يغضب الله و يقهرني .. ومازلت تفعله.
    لا أرجو أحدا بدنياه ، أرجو من خلقني ، من أحكم تدبيري ، من رزقني حفظ كتابه ، أرجو الله أن يرحمني.
    تركي وشهقاته تعتلي و الخوف هذه المرة من الجوهرة : تكفين طالعيني .. تكفييين .. قولي لهم .. قولييي لهم الله يخليك ... قولي لهم أنك تحبيني .. أنت تحبيني أنت تبيني .. قوليها
    الجوهرة و ألم اخر يتجدد في نفسها ، صرخاتها تفجر قلبها ، صرخاتها التي ماتت في تلك الليلة مازالت تسمع صداها ، بحرقة وهي مازالت على هيئتها السابقة : لا تظلمني
    سلطان شد تركي المقيد من كل ناحية ، أجلسه على الكرسي وبغضب حاد : حكايات الحب والغزل أنت وهالحقيرة بعيد عني .. تكلم وش صار في ذيك الليلة !!
    الجوهرة تخفض رأسها بإنكسار حقيقي ، قلبها لا يتحمل هذا البكاء وهذه الغصات المتراكمة : لا .. الله يخليك لأ ...
    تركي بضعف : جلستي عشان مين ؟ كلهم راحوا الرياض إلا أنت ! كنت تبيني ولأنك تحبيني
    الجوهرة و البكاء يتساقط على الأرض الجافة : لأ .. لأ .. حرام عليك .. يا تركي حررام .. ماني كذا ماني كذا .. والله ماني كذا
    رددت حلفها بجنون : والله ماني كذا ... والله العظيم ماني كذا ..... أقسم برب البيت ماني كذا ... ياربي حرام والله حرام اللي تسوونه فيني ... والله حرام
    تركي ويبكي لبكائها متعذبا : أحببك .. أنت ماتقدرين تعيشين مع أحد غيري .. أنت لي .. صدقيني لي .. قولي أنك لي .. قوووووووووووووووووووووووووولي ... قووووووولي * أنهار ببكائه هو الاخر وقلبه يتقطع حزنا على الجوهرة *
    سلطان مسك ذقن تركي بكفيه وأعتصره بقوة : تعيش معاك ؟ تبيها تعيش معاك ... بجهنم إن شاء الله يا كريم
    تركي لا يأبه في الام سلطان الجسدية ، وجعه النفسي أقوى بعين متلهفة : قولي له يالجوهرة
    الجوهرة بإختناق و يداها تسقط من أذنيها بإنكسار و أنفها يبدأ ببكاء الدماء ، لم تلقى صديقا وفيا كدماء أنفها التي تشاركها الوحدة و البكاء و الخوف : مرة وحدة .. بس مررة وحدة ... قول الصدق ... قوووله حرام .. اللي تسويه في نفسك وفيني حرام
    تركي بصراخ جنوني : انت تكذبين .. ليه تكذبييييييييييييييييين !!
    الجوهرة رفعت عينها للمرة الثانية بعد دخولها لتنظر له وبصوت خافت يمرض ويموت : ماأكذب ، أنت اللي جيتني أنت اللي قهرتني .. أنت اللي قربت مني في صالتنا القديمة .. أنت اللي خليتني أصرخ و أنا أقولك حرام اللي تسويه .. أنت ماهو أنا
    تركي بضعف من نوع اخر و بكائه ينزف من عينه : أنت زوجتي وحبيبتي وأختي وأمي وكل شيء .. أنا أبيك تكونين لي ..
    سلطان بغضب صفعه ليسقط على الأرض ، ضغط على زر يحرر قطعة مسطحة طويلة من المعدن شبيهة بالة الشواء ، الجوهرة صرخت : لأ ... لأ
    سلطان توقف قليلا وهو يلتفت عليها وبصوت جنوني : خايفة عليه ؟
    الجوهرة بخوف تراجعت للخلف ليرتطم رأسها بحافة شيء صلب ، عيناها تبكي و أنفها يبكي و قلبها أيضا لا يكف عن أنينه ، هزت رأسها بالرفض و الربكة.
    سلطان دفع تركي على الجدار ليصطدم رأسه هو الاخر ، أقترب من الجوهرة المنكسرة ، شدها من شعرها ليغرق كفيها المتلاصقة بالنار الذائبة ،
    الجوهرة صرخت من جوف قلبها : ا اه
    تركها لتسقط على الأرض وهي تضم كفيها المحترقة بين فخذيها و الألم ينتشر بأنحاء جسدها ، كررت الوجع كثيرا على صوتها المختنق و بكائها لا يصمت : اه ... يمه ...
    سلطان ولم يشفي غليله بعد ، مسك تركي من ياقة ثوبه ودفعه على الجدار مرارا ليلفظ الجحيم : والله بسماه لا أخليك تبكي على موتك
    رجع للجوهرة وشدها من ذراعها ، خرج معها لتدخل معه المبنى المتوسط حجما في مزرعته ، أدخلها إحدى الغرف في الطابق الثاني و دفعها على الأرض : ماأنتهى حسابك للحين ، لأخليك تحترقين بحبه صح !!

    ،

    ثبت الهاتف على كتفه و هو يلبس الكبك الفضي : وإذا يعني ؟
    ناصر : لأنك تكذب على نفسك بهالحكي ، أنا سامعك بإذني وعارف وش تفكر فيه !! قلت أنه حياة الفري ماتعجبك والبنت بنظرك ماتتغير
    عبدالعزيز : أنا أغيرها
    ناصر بعصبية : طيب ليه أثير ؟!! عز لا تستهبل على مخي .. البنت ماتصلح لك ولا تناسبك
    عبدالعزيز تنهد : عاد هذا اللي بيصير
    ناصر : وأنت متزوج بنت عبدالرحمن ؟
    عبدالعزيز أبتسم : الشرع محلل 4
    ناصر بغضب : محلل 4 بأحكام وشروط ماهو كل ماطق في راسك زواج قلت بتزوج
    عبدالعزيز بهدوء : أنا بعرف ليه دايم تدافع عن الناس اللي ضدي ؟
    ناصر : لأنك غلط .. أفهم أنه اللي تسويه أكبر غلط
    عبدالعزيز : وش دخلني في بنته ؟ كيفه هو وياها يتفاهمون ! أما أنا بعيش حياتي مثل ماأبي
    ناصر : ومثل ماتبي ؟ مع أثير !
    عبدالعزيز : إيه
    ناصر : أقطع إيدي إن أرتحت لحظة وياها ، أنا أعرفك مستحيل تتحمل تصرفات أثير !!!
    عبدالعزيز تنهد وهو يمسك الهاتف : مشكلتي داري أني ماراح ألقى منك شي يطيب الخاطر ومع ذلك أقولك
    ناصر ضحك ليردف : لأنك أنهبلت .... الحين بفترة قصيرة بتتزوج ثنتين وطبعا محد يعرف .. يالله على حقد بعض البشر .. ماأعرف كيف لك قلب تتسلى بمشاعر الثنتين .. أثير نعرف أنها تحبك والله أعلم عن بنت عبدالرحمن
    عبدالعزيز بهدوء : الغاية تبرر الوسيلة
    ناصر : ووش غايتك إن شاء الله ، اللي مخلية وسيلتك دنيئة ؟
    عبدالعزيز : أعيش .. يخي من حقي أعيش ، كيفي أتزوج وحدة ثنتين ، إن شاء الله 4 .. بدلع نفسي
    ناصر : هههههههههههههههههههه تدلع نفسك !! يارب ارحمنا
    عبدالعزيز بإبتسامة : قلت لك أني قررت أرجع للشغل وببدأ صفحة جديدة وياهم
    ناصر : إيه الله يثبتك
    عبدالعزيز : بس مقهور !! ليتني علمت بوسعود عن أثير قبل لا تصير هالمصالحة عشان ساعتها بيضطر يقول لرتيل ...
    ناصر تجاهل إسمها وبهدوء : يا خبثك
    عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه تخيل منظرهم وهو يقولها والله زوجتك بدون لا تدرين .. يخي شعور ماش بين بنت وأبوها
    ناصر : عزوز أصحى وش هالحقارة اللي نازلة عليك فجأة
    عبدالعزيز : وش دخلني أنا ضربته على إيده وقلت له لا تعلمها ... كل شيء برضاهم أنا طالع منها
    ناصر : أستغفر الله بس هذا وإحنا بالعشر وتسوي كذا
    عبدالعزيز بحدة : وش سويت ؟ مسوي شي يغضب الله ؟ ما تعديت حدودي ولا شيء ..
    ناصر : الحكي معك ضايع .. مع السلامة .. وأغلقه ،
    عبدالعزيز تنهد لو كان محل ناصر كان بالتأكيد سيهزأه على أفعاله مثل ما يحصل الان من ناصر و لكن كل الأشياء تتغير لن نبقى على حالنا.
    أخذ سلاحه وخرج ، توجه لسيارته وقبلها رأى " رتيل " تتوجه لسيارة السائق الفورد السوداء ، تراجعت رتيل للخلف قليلا ولكن تجاهلته وأستمرت
    عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
    رتيل بهدوء : ماهو شغلك
    عبدالعزيز ولا يرى سوى عينيها الداكنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
    رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
    عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
    رتيل : عفوا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
    بصوت عال غاضب وحاد أخترق مسامعهم : ع ز




    .

    أنتهى البارت

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      الجزء ( 43 )





      لم أزل أمشي

      وقد ضاقت بعيني المسالك .

      الدجى داج

      ووجه الفجر حالك !

      والمهالك

      تتبدى لي بأبواب الممالك :

      " أنت هالك

      أنت هالك " .

      غير أني لم أزل أمشي

      وجرحي ضحكة تبكي،

      ودمعي

      من بكاء الجرح ضاحك !


      *أحمد مطر.



      عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
      رتيل بهدوء : ماهو شغلك
      عبدالعزيز ولا يرى سوى عينيها الداكنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
      رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
      عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
      رتيل : عفوا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
      بصوت عال غاضب وحاد أخترق مسامعهم : ع ز
      رتيل دب الخوف بها مثل ما يرعب الفيضان الأسماك الصغيرة ، أبتعدت للخلف قليلا وهي تخاف أن يفهم والدها الأمر خطأ ، أو ربما يفهم الخطأ بحد ذاته.
      عبدالعزيز بإبتسامة باردة : مساء الخير
      عبدالرحمن بنظرات عاتبة غاضبة ، وقف أمامهم : خير ؟ وش عندك هنا ؟
      عبدالعزيز و عيناه ترسل تهديد مبطن ، بصوت هادىء : كنت أدور عليك ، بروح احجز لباريس كم يوم .. بشوف زوجتي
      عبدالرحمن وملامحه تستكين بالبرود أو ربما الغضب الغير مفهوم ،
      رتيل ودت لو أنها تفرغ كل أسلحة والدها في رأسه الان ، يستلذ بالتعذيب حتى أمام والدها لم يخجل ، أم أن والدي من الأساس يعرف لم يخجل ؟ ليتك يا عزيز تفهم عظمة الحب قبل أن ينهار هذا الملك في قلبي ، ليتك.
      عبدالعزيز بإبتسامة صافية : زوجتي أثير ...
      عبدالرحمن بهدوء : رتيل أدخلي داخل
      رتيل أستجابت لأمره دون أن تناقشه ، دخلت بخطوات بطيئة حادة غاضبة مقهورة ، " زوجتي أثير ! الله ياخذك وياخذ أثير وراك و يحرقكم إن شاء الله " ... جلست على الأريكة الوثيرة ، فتحت هاتفها وأقدامها لا تهدأ من الوكز على أرضية الرخام.
      لا تعرف مع من تتحدث وتفرغ غضبها ، و لا تعرف لم أصابعها تدخل على تطبيق " تويتر " ، دخلت صفحة أثير المحفوظة عندها و بملامح باردة تقرأ تغريداتها " اليوم أحلى يوم في حياتي ، الحمدلله "
      تمتمت : أحلى يوم طبعا راح يجيك عسى الطيارة ت .. لم تكمل وهي تستغفر .. " كلب ! "
      ، - " هذي رسمة قديمة يمكن قبل سنتين كنا في زيارة لمتحف بيكاسو و عزوز تحركت أحاسيسه ورسمها *صورة مرفقة تحوي رسمة لجماهير غير واضحة ملامحهم على مدرجات ذهبية و أمامهم مضمار للخيول " ،
      بحنق : يازين من يهفك فيها يالسامجة ...
      أغلقت التطبيق و غضبها أزداد ، لم أبحث عنها ؟ " في حريقة هي وياه " ، حدثت نفسها بهبل الغيرة " وش قلنا يا رتيل ؟ مالك دخل فيه خليه يولي هو و هالأثير اللي ميت فيها .. شينة معفنة وهو أعفن منها بعد "

      عبدالرحمن بغضب : وش تبي توصله ؟
      عبدالعزيز بإستغباء : ولا شيء ، أنا صدق بتزوج .. يعني للأسف على بنتك
      عبدالرحمن بلع ريقه و الحدة ترسم ملامحه : تبي تعاندني ؟
      عبدالعزيز بهدوء : ماأعاندك ! بس أبي أعيش حياتي و بنتك ماراح تعطيني هالحياة
      عبدالرحمن : ومين أثير إن شاء الله ؟
      عبدالعزيز بإبتسامة باردة : زوجتي اللي بتعطيني هالحياة
      عبدالرحمن بحدة لم يتزن بها : طيب .. أنت تبي تخسرنا و صدقني إن خسرتنا ماراح نوقف وياك بأي شكل من الأشكال ! وأنا إلى الان أقابل إساءاتك بالإحسان لكن راح يجي يوم و بتلقى هالإحسان منتهي وماراح أقدر أقابلك الا بإساءاتك يا عز
      عبدالعزيز : إذا خسارتي لكم بتكون في كسب نفسي فأنا أرحب بهالخسارة
      عبدالرحمن بغضب كبير : رتيل خط أحمر .. قسم بالعلي العظيم لو أشوفك مقرب لها مرة ثانية لا يصير لك شي يخليك تندم على حياتك كلها !! و أتق ياعبدالعزيز شر الحليم إذا غضب . . . ودخل للداخل.
      عبدالعزيز عاد لبيته و بغضب جنوني شد على قبضة يده ليضربها على الجدار و يجرح نفسه ، تألم من الضربة ، جلس لم يعد يعرف بم يفكر أو كيف ؟
      أول ما أتى كان الكل سعيد و لكن أنا ؟ الان الكل مضطرب حزين ! و أنا مازلت أيضا بحزني ، لم أستطع كسب نفسي بعد سنة كاملة و لم أخسرها أيضا ! مازلت معلق ! يالله يا رحمن أكان يجب أن تضمني الرياض الان وهي لا تملك وشاحا تدفىء بها أطرافي ؟ الرياض عقيمة لن تنجب لي فرحا ولن أستطع أن أخلق لي فرحا سرمديا ، بينهم أنا أعيش الرمادية.

      ،

      في أجواء مجنونة محرمة ، وقف على عتبة الحجر القاسي ، مسك سلاحه و بضحكة تشبه والده : يا حزين
      حمد بإبتسامة : أنا وش أقولك ؟ فيفتي فيفتي مايصير كذا
      فارس بملامح مشفقة : هم مايقدرون يتخلون عني
      حمد : قولهم من أبوك وعلى ضمانتي ينحاشون
      فارس بوقفة مضطربة : أنا ولد سيادة المحترم رائد الجوهي و شكرا
      حمد بضحكة تشاركه الجنون ، يقلد صوت أنثوي ناعم : يا حرام أنت ولد بابا رائد !! ما يسير حبيبي كذا
      فارس : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي يا حياتي !!
      رن الهاتف و إسم " رائد " يرعب الشاشة ، حمد : أششششششششششش هذا أبوك
      فارس : قوله مانيب فاضي عندي حفلة اليوم
      حمد بتحشيش فعلي : لحظة شمني أخاف يكشفنا من الريحة
      فارس ويقرب منه : لألأ ماهي واضحة الريحة
      حمد يرد بصوت متزن : ألو
      رائد : ساعة على ماترد حضرتك .. عطني فارس بسرعة
      حمد : فارس بالحمام من ساعة جايه إمساك يا حياتي
      رائد : يا مال القرف أنت وياه
      فارس أرتمى على الأرض الخضراء و ضحكته تصخب به أطراف القصر
      رائد بغضب و حنق : سكران !!!!
      حمد : ها .. لأ .. إيه أقصد لأ .. لا ماهو فارس هذا الكلب الثاني
      رائد يغلقه في وجهه و أعصابه تتلف ،
      حمد : ههههههههههههههههههههههههههههه أبوك يا حبيبي عرف .. هيا الدونيا مش حتضحك لنا أبدن
      فارس و السلاح على صدره و مازال مستلقي على الأرض : قوله أنا ميت لين يسافر
      حمد ويرتمي بجانبه : أنا ميت معاك
      فارس وينظر للسماء الصافية ويشير بتعب بذراعه المهتزة : هذيك عبير .. شفتها هناك مررة بعيدة .. مقدر أوصلها
      حمد وعيناه مغمضة : خذ لك صاروخ وروح لها
      فارس بضيق حقيقي : مغرورة ماتتنازل وتنزل لي
      حمد : أفا وراه عاد مغرورة ؟ أذكرها وش حليلها ذيك عبير اللي جتنا صح
      فارس يجلس : لأ يا خبل .. هذيك .. همممم وش إسمها .. هذيك أمي ... إيه أمي .. وش إسم أمي صح ؟
      حمد : موضي
      فارس : إيه هذي موضي اللي جتنا بس حرام تكسر الخاطر
      حمد وملامح الحزن يمثلها بسكر : الحريم عوار قلب هم اللي يجيبونه لنفسهم .. صدقني
      فارس : لأ هالحين أبوي تطلق منها صح
      حمد : يعني أبوك مطلقة
      فارس وبلسان أصبح ثقيل مع كثرة الشرب : إيه لأن أمي هي اللي طلقته .. حسافة عاد كنت أبي أبوي يقهرها وهو اللي يطلقها
      دقائق طويلة تمر بأحاديث السكر الغائبة عن العقل ، بأحاديث الحرام و الرائحة التي تفوح منها في أواخر رمضان ، يالله أي قلب يستطع أن يعصي الله بهذه الجرأة ؟ و الله الذي قد يعفو عن العاصين إلا من جهر بمعصيته لا يشمله عفوا ، أيوجد أقسى من أن تكون خارج عفو الله ؟
      شده من ياقة قميصه المبللة ببعض ما سقط من زجاجة الخمر ، أوقفه وجسده لا يتزن على الأرض ، عيناه تدور وتثبت في عيني والده الغاضبة ، لكمه بشده على عينه ليرفعه مرة أخرى وبصرخة أرعبت جميع الحرس : مو قلت تبطل شرب !!!!
      فارس بضحكة : أوووه رائد الجوهي منورنا
      والده صفعه على خده ليسقط على الأرض ، توجه لحمد : وأنت معاه بعد !!! مين اللي يوفر لكم الشرب قسم بالعلي العظيم دفنك اليوم على إيدي لو مانطقت !
      فارس بعبط طفولي : هذا يا بابا هو اللي قالي أشرب
      حمد : نصاب لا تصدقه هو اللي خلاني أشرب أصلا
      رائد بغضب : تكلم مين اللي يوفر لكم الشرب
      حمد هز كتفيه بعدم معرفة : هذا اللي جابه لي .. *أشار بأصبعه لفارس*
      فارس : كذاب لا تصدقه هو يغار مني عشان كذا يحب يورطني دايم
      رائد ويسحبه من ذراعه ليدخلا إلى قصرهم المنزوي بعيدا عن أحياء الرياض المعروفة ، دخل الحمام و فتح صنبور المياه الدافئة ، أغرق وجه فارس به :أصححى جبت لي الضغط والمرض
      فارس بصداع يفتفت خلايا رأسه : خلاص ... خلاص
      رائد وبغضب ضرب رأسه بالصنبور المعدني لينجرح جبين فارس وينزف بدماءه ، تركه وهو يغسل كفيه : قووم حسابك أنت وحمد ماأنتهى ، بشوف مين اللي يوصلكم هالخمر

      ،

      قبل ساعات ضيقة ، في عصر حائل السعيد و كبار السن يتبادلون الإبتسامات سيرا على الطريق و السلام يحيا بكفوفهم التي ترتفع كلما مر أحد بجانبهم.
      ركن سيارته أمام البيت المتوسط الحجم ذو اللون الأبيض و الذي أصبح يقارب " البيج " بسبب عوامل الجو و الغبار.
      يوسف رأى خال مهرة الكبير ، نزل وسلم عليه و قبل رأسه إحتراما للشيب الذي يتخلخل شعر لحيته
      الخال : وش علومك ؟
      يوسف بإبتسامة : بخير الحمدلله
      مهرة قبلت جبين خالها الذي تهابه : شلونك خالي ؟
      الخال : ماعلي خلاف .. و دخلوا ، مهرة توجهت للباب الجانبي الخاص بالبيت أما يوسف و خالها توجهوا للمجلس.
      يوسف و شعر بالخجل من أنه لا يعرف حتى أسمائهم ، سلم على جميع من هم في المجلس وجميعهم يجهلهم.
      الخال : زارتنا البركة والله
      يوسف : الله يبارك بعمرك
      الخال الاخر والذي يبدو أربعيني بالعمر يتخلله بعض الشيب : عشاك اليوم عندي بعد التراويح .. قل تم
      يوسف : جعل يكثر خيرك بس والله مستعجل
      الخال : افا تجينا و مانعشيك !!
      يوسف بحرج كبير بلع ريقه : ماعاش من يردكم لكن الجايات أكثر
      الخال الثلاثيني وربما عشريني : لازم توعدنا بزيارة
      يوسف بإبتسامة : إن شاء الله على هالخشم
      في جهة أخرى ، بعد أحاديثهم الحميمية الدافئة صعدوا للأعلى
      أم مهرة : حرمة عيد ماتعطي خير أبعدي عنها
      مهرة ضحكت لتردف : يمه تكفين مانبغى نحش فيهم خليهم بحالهم
      أم مهرة : بيجلس كم يوم ؟
      مهرة و تحاول أن تمهد الموضوع : يوسف بيرجع اليوم !
      أم مهرة : مسرع جايين من الرياض عشان يوم !
      مهرة بتوتر : لا ، يعني بيخليني هنا
      أم مهرة بحدة : وراه إن شاء الله ؟
      مهرة بربكة : يعني فترة بس و
      أم مهرة : تبي تتركين بيت رجلتس ؟؟
      مهرة تنهدت : يمه بس فترة وبعدها خلاص يعني برتاح عندك .. وعندي لك خبر حلو
      أم مهرة جلست بضيق : مايجي من وجهتس أخبار حلوة
      مهرة تجلس على ركبتيها أمامها : أنا حامل
      أم مهرة : وشهوووووووو !!
      مهرة أبتسمت بتمثيل الفرحة وهي الغاضبة على هذا الحمل : إيه والله
      أم مهرة بفرحة عميقة : جعله مبارك .. بس هسمعي حريم خوالتس لا يدرون ترى عينهم قوية وشينة
      مهرة : هههههههههههههههه أبشري
      أم مهرة : أقري أذكارتس ترى الناس ماتعطي خير
      مهرة تنهدت ، ودت أن تقول " من زين حظي "

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        ،

        صباح اخر ، يشابه الأمس ، أيام رمضان تركض و يكاد تفلت خيوطها منا إلا من مسك زمام الطاعة و ركع.
        سجد على الأرض و لسانه يردد " الحمدلله حمدا كثيرا مباركا فيه " ، يا شعور السعادة المنصب على قلبي اليوم ! يا راحة الكون التي زرعت في قلبي هذا الصباح ، يا جمال الدنيا التي أراها الان ، يا كرم الله الذي لا يعد ولا يحصى .. سبحانه الكريم المعطي ، أحبك يالله لأنني لا أعرف غيرك معين و معطي ورازق ،
        دخل عليها ليقبل جبينها و يغرق في تقبيل ملامحها المتعبة هامسا : الحمدلله على سلامتك يا أم عبدالله
        أبتسمت و عيناها شاحبة صفراء وببحة متعبة : الله يسلمك
        منصور و فرحة عميقة ترقص في قلبه لدرجة لا يعرف كيف يعبر عنها إلا بركعتين أرسل بهما أحاديث و دعاء مبتسما إلى الله.
        نجلاء لم تكن أقل منه فرحة ، هي الأخرى لا تعرف ماذا تفعل ، و عيناهما تقيمان أعراسا لا تنضب ، غرقت محاجر نجلاء بدموع اللهفة و الفرح و بللت التعب بها بضحكة عينها المدمعة.
        دخلت الممرضة و معها " عبدالله " الصغير المكتسي ببياض محمر.
        كاد قلبه يخرج من الشوق له و الفرحة ، مسكه برهبة بين ذراعيه و هو يؤذن في أذنه اليمنى " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله الا الله اشهد أن لا إله الا الله ، أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله الا الله "
        قبل أنفه الصغير و خده الأحمر و جبينه الرقيق " اللهم أجعله من الصالحين الأتقياء "
        مدت نجلاء ذراعها ليضعه بجانبها ، قبلته كثيرا وهي تشم رائحة الطهر فيه : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
        منصور بإبتسامة تتسع لفرحته الكبيرة ، ألتفت للباب الذي يطرق بخفوت ، كانت والدة نجلاء ، قبل رأسها وكفها
        أم نجلاء : مبرووك الله يجعله من الصالحين
        منصور : امين الله يبارك فيك
        نجلاء بضحكة مجنونة : يممه تعالي شوفيه
        منصور : عمي برا ؟
        أم نجلاء : إيه
        منصور خرج و سار قليلا حتى أنتبه لعمه ، قبل رأسه
        أبو نجلاء : مبرووك يا ولدي عساه يكون شفيع لكم
        منصور : الله يبارك بعمرك
        أبو نجلاء : أذنت فيه ؟
        منصور : إيه تو جابوه
        أبو نجلاء : عطيته تمرة ؟
        منصور بعدم فهم : تمره !!
        أبو نجلاء : إيه من السنة وأنا أبوك
        منصور بإبتسامة : الحين أروح أجيب له
        أبو نجلاء بإبتسامة متسعة فرحة بملامح منصور الضاحكة : و أنا بروح أشوف الغالي

        ،

        مرت الأيام ، وصلنأ إلى :
        اليوم الأخير لرمضان ، الوداع المرتجف للثلاثين اليوم ، أتم رمضان تماما كالرمشة ، ربما أحدنا تمسك بأهدابها طاعة و ربما أحدنا سقط دون أن يفعل شيئا إلا أن الندم سيحفر بقلب كل من أعرض عن ذكر الله و الله الغني عنا.
        الساعة الثامنة ليلا ،
        عبدالمحسن : الحمدلله ، طيب وينها ؟ أبي أكلمها
        سلطان سار بخطواته للغرفة التي أمامها ، دخل و راها على سجادتها ، بصوت خافت : تصلي ، بس تخلص أخليها تكلمك
        عبدالمحسن : طيب .. بحفظ الرحمن .. وأغلقه.
        سلطان ادخل هاتفه في جيبه و جلس بجانبها ، ألتفتت عليه و بخوف تراجعت قليلا ،
        بهدوء ينظر لباطن كفيها المحترقة ، سحب كفوفها ليحاصرهم بكفوفه ، سقطت دموع الجوهرة المهزومة.
        سلطان : أتصل أبوك ، تبين تكلمينه ؟
        الجوهرة هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق حرفا و يديها مازالت مقيدة بكفوف سلطان.
        سلطان بهدوء : قلت له بتجلسين عندي فترة ... وبرضاك طبعا
        الجوهرة بهدوء عيناها تلتقي بعينيه ، و أحاديث من نوع اخر تجرى بينهما ، بلعت ريقها لتهمس : طيب
        أخرج هاتفه ليتصل عليه ويمده إليها ، مسكت الجوهرة وسرعان ماسقط منها عندما شعرت وكأن ملحا يمرر على حرقها ،
        سلطان عقد حاجبيه و رفعه إليها
        الجوهرة مسكته بين أصبعيها و دموعها تغرق في محاجرها ، من ينقذ الدموع من الغرق ؟
        ببحة : ألو
        عبدالمحسن بصمت طال يحزن به على إبنته ، أردف : شلونك يا روحي ؟ عساك بخير ؟
        الجوهرة بهدوء وهي تنظر لسلطان : الحمدلله أنت شلونك ؟
        عبدالمحسن : الحمدلله بخير ، مرتاحة ؟ .. أصدقيني القول
        الجوهرة بلعت ريقها : الحمدلله ، بس مثل ما قالك فترة ... تعمدت قولها حتى تسد كل محاولات سلطان التي ربما ستأتي قريبا.
        عبدالمحسن : بيجي عرس ريان بعد كم يوم و بتحضرينه وممكن ترجعين معنا
        الجوهرة بصوت تحاول أن تتزن به : إن شاء الله
        عبدالمحسن : تامرين على شي
        الجوهرة بصوت خانها باكيا : سلامتك
        عبدالمحسن بهمسة دافئة : الله يسلمك ، أنتبهي لنفسك
        الجوهرة : بحفظ الرحمن .. مدت الهاتف لسلطان.
        سلطان و يخشى جدا من نفسه عليها ، لا بد من أحد يحميها ولا أحد سيفعل هذه المهمة دون أن يشعر إلا عمته : بنرجع البيت اليوم
        الجوهرة و صمتها يستنطق حزنا ، حطم كل شيء و أحرقه و كيف تعود الحياة بعد أن أحرقتها ؟ لا شيء يشفي أوجاعي منك يا سلطان و لا شيء يلملم حزني منك يا تركي ، لا أحد من الأوطان التي أردت أن أنتمي إليها رحبت بي ؟
        سلطان : جهزي نفسك نص ساعة بالكثير وبنرجع .. خرج تاركها
        و عتمة الظروف جعلتها تخفض رأسها لتبكي بإنهيار و تفرغ كل طاقاتها السلبية الباكية ، حزنها المتراكم و الغيم الذي لا ينجلي بسواده كل هذه الأشياء تجعلها تختنق في بكائها ، أتجهت للحمام لتغسل دموعها ببرودة المياه ، تجاهلت حرق كفوفها الذي يزداد ألما كل يوم ،
        لم يكتفي تركي ب 7 سنوات أتى سلطان يتوج العذاب بحرقه ، يالله يا أبناء ادم كيف تغتالون الأنثى دون أن يتحشرج بكم حزنا أو ضيقا.
        ملامحها باهتة شاحبة ولا الحياة تسكن في محياها ، رفعت شعرها الطويل بترتيب و أرتدت عباءتها.
        دخل سلطان ليجلس قريبا من السرير : تعالي
        الجوهرة بخطوات موسيقية خائفة وقفت أمامه ، أخذ الكف اليمنى و وضع عليه مرهم ليلفها ب شاش وفعل بالأخرى مثل الأولى.
        سلطان وقف أمامها و لا شيء يفصلهما سوى مرور هواء هزيل مختنق في حضرة حزن الجوهرة.
        سلطان بهمس : أنتظرك برا .. خرج ليتحدث مع الرجل ذو سمار شرقي : خل عيونك عليه
        : تامر امر
        سمع صراخه المنادي " الجوووووووووووووووووووووووووه رة "
        سلطان تنهد بغضب كبير لو أتى إليه سيدفنه فعليا ، تقدمت له الجوهرة وسمعت صرخاته لترتجف ، ألتفت عليها سلطان وبسخرية غاضب : تبين تودعينه ؟
        الجوهرة بقهر أتى صوتها حادا : لا ، لأنه محد فيكم يهمني
        سلطان عقد حاجبيه : محد فيكم ؟ أنا تقارنيني فيه ؟
        الجوهرة بلعت ريقها بخوف لتعود عدة خطوات بسيطة ،
        سلطان بصوت مهدد : طيب يابنت عبدالمحسن ..

        ،

        على فراشه منذ ساعتين ، لا يريد أن يفكر بشيء ولا يتحدث مع أحد ، دفن وجهه في الوسادة و تفكيره مشتت بين أشياء كثيرة ، غدا العيد كيف يشهد حضوره دونهم ؟ يالكابة العيد و يالحزن الأرض التي لا تحويهم و ياجفاف زهر الحياة دون ماء عينهم ، يا سواد السماء الزرقاء المزحومة بغيم حزني ! لا أنا أنا ولا الحياة هي الحياة ! من يستنطق بي فرحا يا أمي إن غبت ؟ من يقوس بي ضحكة إن رحلت يا أبي ؟ أقسم برب خلقني أنني حاولت أن أصبر ولم أستطع ، أصعب شيء أواجهه ولا أجد به مخرجا هو الفقد و كيف أصبر عنه يالله ؟ و أنا الذي لم أجد طريقة أصبر بها قلبي عن جوعه و شغفه بعين الهديل و بضحكة الغادة !
        يالله مرر على قلبي كسرة صبر تسدد هذا الثقب المنزوي في قلبي والهائج بحبهم ،
        تمتم : اللهم أرحمهم وأغفر لهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب أعف عنهم وأغفر لهم بأضعاف وأضعاف إشتياقي لهم وحاجتي لرؤيتهم ، يالله أرزقني رؤيتهم في الجنان يا كريم يا رزاق.
        تنهد واقفا ، سمع أصوات متداخلة كثيرة في القرب من نافذته ، يعلم أن بوسعود خرج ليجيء ب زوجته ، يا شماتتي ببناته ! أيضا لا يهم بالنهاية والدتهم متوفية منذ زمن بعيد.
        وقف مبعدا الفراش عن جسده ، أدخل كفوفه في جيب بنطال بيجامته الكاروهات ، خرج لينظر للقصر الهادىء تماما في مثل هذا الوقت أو ربما كل الأوقات.
        أقترب من حمام السباحة و لا أثر لأحد ، سقطت أنظاره على غرفة التخزين ، تنهد من ذاك الفجر البائس ، عاد ليصطدم بها وواضح أنها غير منتبهة لها ، منحنية تمسح شيئا على بيجامتها المتسخة الان ، تنهدت بضيق من وقوعها قبل قليل على الطين المبلل ، رفعت عينها وتجمدت في مكانها وشتمت في داخلها " ساندي " التي أخبرتها أن عبدالعزيز نائم وأضواء بيته مطفئة.
        الباب خلف عبدالعزيز إذن لابد أن تمر من جانبه ،
        عبدالعزيز و انظاره صامتة هادئة تتأملها حتى شعرها غرق في تفاصيله وهو ملموم للأعلى ومموج بشكل يغري العين.
        رتيل بلعت ريقها وهي تسير بجانب الجدار ، و هدوئه يثير في داخلها الشك لم تعتاده هادئا في الفترة الأخيرة.
        عبدالعزيز وكأنه شعر بأفكارها و وقف أمامها ، رتيل أبتعدت للخلف بخطوات قليلة لترفع عينها : وش تبي ؟
        لاينطق شيئا وعيناه في عينيها ، غارقة. ستعرفين يا رتيل يوما أن عيناك كانت قصيدة مؤجلة لم تجد بي أي من قوافيها.
        رتيل بغضب : أبعد عن طريقي
        عبدالعزيز بضحكة مستفزة : ماهو لايق عليك تعصبين
        رتيل عقدت حاجبيها : والله ؟؟ وأنت ماهو لايق عليك تكون رجال
        عبدالعزيز ببرود ينظر إليها ولإستفزازها ، لو كان الأمر بيده لفجرها بوجهها حتى تعلم كيف تكون الرجولة.
        رتيل وأراد أن تدفعه لولا أن عبدالعزيز لوى الذراع الممتدة له خلف ظهرها وهمس في أذنها بحرارة أنفاسه : لا تحاولين تمثلين القوة !! .. وترك ذراعها متجها لبيته.
        رتيل مسكت ذراعها بألم وبصرخة وصلت له : الله يحرق ك أنت وياها
        عبدالعزيز أبتسم وهو يسير وضحكة تقوس شفتاه.

        ،

        أغلق أنوار شقته التي باتت لا تزهر في غياب قلبه الذي أندفن مع غادة ، تنهد بضيق وهو يسحب حقيبته وبجيبه جوازه الأخضر ، غدا العيد و من علق على حياتها أعياد لا تنتهي رحلت ، من كانت ضحكتها عيد و عيناها عيد اخر ، من كنت أشاركها الأعياد غابت و الان أعجز ان أفرح بعيد واحد و انا الذي أعتدت العيد منذ عرفتك.
        في ليلة صاخبة - دوفيل - على الشاطىء ، هذه ليلة ثاني أيام العيد.
        عبدالعزيز خرج من المياه الدافئة عاري الصدر و الضحكة ترتسم على مبسمه : خربت جوكم
        ناصر الجالس بجانب غادة : ماهو شي جديد عليك
        عبدالعزيز بعبط : بابا قالي لا تتركهم بروحهم
        ناصر: ياغثك ، طيب المويا باردة ؟
        عبدالعزيز أستلقى على التراب المخملي : لأ برودتها حلوة
        غادة ترمي عليه المنشفة : غط نفسك لايدخلك برد
        عبدالعزيز وزحف حتى وضع رأسه في حضن غادة وبخبث : ألعبي بشعري
        ناصر : ههههههههههههههههههههههه بزر
        غادة بإبتسامة : تدري قبل شوي هديل تكلمني وتسب فيك تقول كل عيد لازم أنثبر وأنتم تفرفرون
        عبدالعزيز : وش أسوي في هالحمار اللي جمبك !!
        ناصر : أنا ساكت من اليوم إحتراما لإختك بس بقوم عليك بعد شوي أخليك تعض التراب
        عبدالعزيز : أقول أنبسطوا بس هذا اخر عيد لكم يتحكم فيه أبوي .. العيد الجاي إن شاء الله بتاخذ مرتك وتنحاش
        غادة بخجل شتت أنظارها ، والإبتسامة تزين ثغرها الخجول ، هذا اليوم المنتظر منذ سنين.
        ناصر بضحكة واسعة : شعور حلو أنه أحد يستأذن مني تجيني وتقولي بروح بيت أهلي وأقولها لأ .. أخلي أبوك يجرب ال لأ مني
        عبدالعزيز : أكسر راسك والله إن حاولت

        فتح المصعد متجها لسيارة الأجرة المنتظرة تحت ، صدم بأمرأة رفع لها حقيبة اليد التي سقطت : اسف
        أمل و عيناها تتأمل ناصر بنظرات طويلة ، ناصر بقي واقفا بريبة من نظراتها
        أمل بعربية : عفوا
        ناصر أكتفى بإبتسامة ودخل السيارة متوجها للمطار.
        أمل وذراعها الملتوي يؤلمها إثر جلوسها على المقعد مربوطة عدة أيام تحت التحقيق الأسود من قبل سعد ، لم يخرج سعد بحق ولا باطل ، أعرف جيدا كيف أحفظ الأسرار كما أعرف كيف أعيش في منتصف المعركة.
        ألتفتت على سيارة الأجرة البيضاء ، هذا " ناصر " أنا متأكدة من ذلك ، سبق و رأيت صورته ، يبدو لي أنه مازال يأتي إلى باريس ولم ينتقل بشكل كلي للرياض ، لا يهم واضح أنه مغادر من حقيبته .. من الجيد أن غادة ليست في باريس.
        في عتمة السيارة فتح أزارير قميصه ، يشعر بضيق بلا سبب أو ربما باريس هي السبب ، غثيان يداهمه و نظرات تلك المرأة العربية مستفزة لمعدته الفارغة ، أثارت الشك في قلبه و رحلت. من الممكن أنها سبق ورأتني أو ربما تعرفني لذلك توقفت ، " أستغفرك ياربي من كل ذنب " ، تنهد و قلبه يضيق به أكثر.

        ،

        دفنت ملامحها الباهتة في الوسادة ، تبكي بإنهيار قلب بات لا يتحمل الإنتظار ، غدا العيد و لا أهل تتسع فرحتهم لي ، تشعر بضيق تام من أن لا أحدا بجانبها سوى وليد الذي لن يكن زوجا تقبله ولا أخا تعانقه ، ماذا يفعلون الان ؟ ربما يجهزون ملابسهم الجديدة للغد و ربما لأ.
        ضربت رأسها كثيرا على الفراش تريد أن تتذكر ولكن بيأس تضرب غير مصدقة ، أنينها يرتفع " لم كل هذا يحصل بي "
        بحزن عميق : اه .. ساعدني يالله
        فقط يالله أريد أعرف كيف كان عيدي السابق ؟ كيف كانت فرحته ؟ أنا لا أنسى ضحكاتهم ولكن أنسى ملامحهم ! أنساهم يالله ولا أريد ! والله لا أريد أن أنسى من أحب.

        يتبع

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي



          ،

          سار بغضب لا يعرف ماذا يفعل الان ، أرسل رسالة لمقرن " أمل ماتعرف مكان غادة و وليد ، بحاول أدور في المناطق القريبة "
          مرت سيارة الأجرة بالقرب من الرصيف و تناثر ماء الطريق عليه ، سعد بحنق : الله ياخذك
          ناصر ألتفت للنافذة الخلفية من سيارة الأجرة متفاجئا : هذا سعد !! ...
          ماذا يفعل في باريس ؟ أذكره جيدا في بداية حضوري لباريس كان لا يفارق والد عبدالعزيز و من ثم ألتزم بعمله في الرياض ، مالذي جاء به إلى هنا ؟

          ،

          تسير حول البيت و رائحة البخور والعود تنبعث من كفها الحاملة للمبخرة ،
          العنود بإمتعاض : يمه خنقتينا !! كل هذا لوشو ؟
          حصة بإبتسامة : سلطان يقول بتجي الجوهرة اليوم
          العنود بسخرية : ماشاء الله وكل هذا بس عشانها بتشرف بيتها مفروض هي اللي تقوم فينا الحين
          حصة : أقول أبلعي لسانك اللي وش طوله
          العنود تنهدت و أخذت مجلة تتصفحها ،
          حصة : أسمعيني زين بس تجي ماعاد أشوفك طالعة بهالمصخرة قدام سلطان ، تلبسين طرحتك ولبس زي العالم والخلق
          العنود بدلع : هذا لبسي وهذا أنا ماراح أتغير عشان خاطر أحد
          حصة عضت شفتها السفليا : يا شين هالدلع بس !!
          فتح الباب متقدما سلطان على الجوهرة ، حصة ببهجة كبيرة : يا هلا والله تو مانور البيت ،
          الجوهرة بهدوء سلمت على حصة و التي عرفتها من صوتها أنها العمة التي تحدثت معها سابقا ، تقدمت العنود لها وكان سلاما باردا جدا.
          سلطان همس في أذن حصة : شوفي لك حل مع بنتك
          تنهد جالسا وهو يملىء فنجانه بالقهوة متجاهلا تماما مايحدث خلفه بين الجوهرة و عمته.
          العنود توجهت لغرفتها بعد أن رمقت الجوهرة بنظرات لم تعرف تفسيرا لها.
          حصة : وش فيك واقفة ؟ تعالي أجلسي خلني أعرف أخبارك
          الجوهرة حمدت ربها كثيرا أن ملامحها لا تحوي أي أثرا للجروح وهي تدس كفاها بطرف أكمامها ، بإبتسامة شاحبة جاهدت أن تخرج لها ولا تعرف بأي كلمة تردف
          سلطان ألتفت : خليها تصعد ترتاح شوي
          حصة : إيه أكيد أخذي راحتك حبيبتي
          الجوهرة وبخطوات سريعة صعدت للأعلى ،
          حصة جلست بجانب سلطان : وش فيها ؟ وجهها أصفر مررة
          سلطان بغير إهتمام : تلقينها مانامت
          حصة : مالت عليك إيه والله مالت
          سلطان رفع عينه غاضبا ،
          حصة : يخي تحرك مافيك قلب يحس !! .. روح ألحقها شف وش فيها وش منه تعبانه ؟
          سلطان بحدة : تنام وترتاح
          حصة تنهدت : الحكي معك ضايع ، بكرا العيد حاول تكون لطيف شوي
          سلطان رغما عنه ضحك ليردف : طيب بصير " قلد صوتها " لطيف
          حصة أبتسمت : لا عاد جد سلطان ، خلك وش زينك وأهتم فيها ، ماشاء الله هالزين مفروض مايضيق
          سلطان تنهد : طيب
          حصة بضحكة : بس والله عرفت تختار !! هذا وهي تعبانة كذا كيف عاد وهي كاشخة .. الله لايضرها
          سلطان : هههههههههههههههههههههههههه يارب دخيلك ، بتجلسين تمدحينها لين بكرا عارف أسلوبك
          حصة : إلا والله أني صادقة ، ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحرسها من عيون خلقه .. أحلفك بالله ماهي أزين من شفت بحياتك ؟
          سلطان بتضييع : أنت أزين من شفت والله
          حصة : يا شينك لا قمت تضيع السالفة ، المهم سلطان أنا حجزت لك في مطعم ***** طاولة بكرا لك أنت والجوهرة ، المكان مررة راقي وهادي وبيعجبك أنا واثقة
          سلطان : لأ مقدر بكرا مشغول
          حصة : حتى في العيد مشغول !! علي هالحركات !!
          سلطان بضحكة وقف : روحي أنت وبنتك

          ،

          رفعت شعرها الأسود على شكل " ذيل حصان " ، أخذت نفسا عميقا ونزلت للأسفل ،
          وقفت في منتصف الدرج وهي تسمع الصوت الأنثوي الغازي لبيتهم ، تجمدت في مكانها وهي تنظر إليها بريبة و كره.
          عبدالرحمن : عبيير
          عبير نزلت بهدوء وهي تعلم من هي ولكن بحقد أردفت : مين هذي ؟
          عبدالرحمن عقد حاجبيه وبحدة : إسمها ضي
          عبير ، أنظارها تتفحصها من أسفل للأعلى و بكره يكاد ينطق بينهم.
          رتيل بحرج من أنظار عبير : بقول للشغالة تسوي لنا قهوة ... وأتجهت للمطبخ.
          عبير سلمت عليها ببرود إستجابة لعين والدها الغاضبة ،
          عبدالرحمن جلس وبجانبه ضي : شلونك ؟
          عبير بصوت خرج حاد : بخير
          ضي أكتفت بإبتسامة وهي تشعر بأن عبير ممتلئة بحقد عليها عكس رتيل التي رحبت بها.
          عبدالرحمن : بروح أشوف عز ... وخرج.
          توترت الأنظار بين عبير و ضي لتتقدم إليهم رتيل ، : ماقلتي لنا وش أخبارك ؟
          ضي : بخير الحمدلله ، أنت بشريني عنك ؟ قالي عبدالرحمن أنك كنت تعبانة اليومين اللي فاتت
          رتيل بإبتسامة : لا الحين أحسن الحمدلله ، خلصتي دراسة ولا ؟
          ضي : لا مخلصة من زمان بس كنت اخذ دورات خبرة وكذا
          رتيل : وش تخصصك ؟
          ضي : إدارة أعمال
          رتيل : حلو زي تخصص عبير
          عبير وتنهيدتها كانت تصرفا غير لائق أبدا لضي و لو كان حاضرا عبدالرحمن لرمقها بنظرات كرهت بها حياتها ، أردفت : عن إذنكم .. وصعدت.
          رتيل : معليش بس عبير متضايقة هاليومين
          ضي أبتسمت : لا عادي ،
          رتيل : أبوي وين راح ؟
          ضي : قال بيشوف عبدالعزيز
          رتيل وتغيرت ملامحها لحدة و غضب.
          ضي ضحكت : وش فيك كذا تغير وجهك
          رتيل بإبتسامة : ماأطيقه أبدا
          ضي وألتزمت الصمت و أتاها شعور الرحمة لرتيل التي لاتعرف بأمر زواجها هذا ، " ماتطيقه " كيف لو تعرف بأنها زوجته ؟
          دخلت عبير غرفتها وأغلقت الباب بغضب ، إذن أتى بها ؟ يريد أن يفرضها علينا بحياتنا !!
          من المستحيل أن أحترم انثى لم تحترم عمر أبي وتزوجته والأكيد أن زواجها طمعا به ، ماذا تريد من رجل في مقام والدها ؟
          لا تريد سوى " المادة " ، فئة حقيرة تجبرني على شتمها.
          أستلقت على السرير وأخذت هاتفها ، لا تود أن تضعف ولكن تشتهي ان تقرأ له رسالة ، كل رسائله حذفتها حتى لا تشتاق إليه ولكن رغم ذلك هي تشتاق ، يالله أغنني بحلالك عن حرامك.

          ،

          يقرب أنفه لرقبته القصيرة ليقبلها ورائحة الجمال تنبعث منه : فديته والله حبيب عمه
          منصور بإبتسامة : عقبالك
          يوسف ضحك ليردف : امين .. متى تطلع ؟
          منصور : مدري عنهم كل يوم طالعين لنا بشي جديد بس بكرا الصبح بطلعها تجلس عند أهلها
          يوسف : ماتشوف شر ، متى نويت التمايم ؟
          منصور : إن شاء الله الخميس الجاي .. شفت أهل زوجتك ؟
          يوسف : أسكت قسم بالله وجهي تقلب عندهم ألوان ولا واحد أعرف إسمه وكل شوي أغلط فيهم بعد
          منصور أبتسم : كثار ؟
          يوسف : شفت يمكن 4 وواحد صغير بس عيالهم البزارين نشبه يخي نظام اللي يحشرونك بأسئلتهم
          منصور : ههههههههههههههه أمدى تشوفهم كلهم
          يوسف : أجل تحسبني جلست مقابل الجدران كل شوي داخل علي واحد وبزارينه ، بس والله والنعم فيهم كلهم ماقصروا

          ،

          تنهد بعد صمتهم الذي طال و تأملات عبدالرحمن في ملامحه ، يدرك وجعه في ليلة كهذه ولا حل لديه و عبدالعزيز يبني حواجز كثيرة بينهما.
          عبدالرحمن : حجزت لباريس ؟
          عبدالعزيز : إيه بعد يومين ،
          عبدالرحمن : وكم بتجلس ؟
          عبدالعزيز : مالقيت حجز عودة قريب في الخطوط السعودية .. حجزت على الإماراتية ترانزيت بعدها بأربع أيام
          عبدالرحمن بسخرية : قليل مرة على زوجتك
          عبدالعزيز بضحكة أتت لكي ينفس عن غضبه : إلا الشغل أنا أحترمه كثير
          عبدالرحمن أبتسم : اه منك يا عبدالعزيز
          عبدالعزيز : سلامتك من الاه ،
          عبدالرحمن : تضايقنا كثير بس مالنا قدرة نضايقك
          عبدالعزيز : بسم الله على قلوبكم اللي دايم تفرحني
          عبدالرحمن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خذ راحتك وتطنز على كيفك
          عبدالعزيز أبتسم : أنا ماأنكر أبد مكانتك في قلبي بس تضايقني دايم
          عبدالرحمن بإبتسامة دافئة : مشكلتك يا عز منت راضي تفهمنا ، أحلف لك بالله أني أخاف عليك حتى من ظلك و كل شي نسويه عشان مصلحتك
          عبدالعزيز : فاهمك لو ماني فاهمك مارجعت لكم
          عبدالرحمن : كويس ، المهم بشرني عنك ؟ وش مسوي ؟
          عبدالعزيز : بخير الحمدلله ، ماعندي شي أسويه غير مقابل الجدران
          عبدالرحمن : وينه ناصر صار لي فترة ماأشوفه ؟
          عبدالعزيز : راح باريس
          عبدالرحمن بهدوء : وش عنده ؟
          عبدالعزيز : يقول كذا بيغير جو ، اليوم طيارته راح يوصل الفجر
          عبدالرحمن : يوصل بالسلامة
          ،

          في سهرة ليلية معتادة قبل العيد ، بنات عائلتهم مجتمعين التي تكن لبعضهم كرها و تكن لبعضهم الاخر حبا.
          زوجة خالها الشابة : ماقلتي لنا مهرة عن زواجك ؟ يعني كذا بالخش والدس تتزوجين !
          مهرة ببرود : كان توه متوفي فهد الله يرحمه
          غالية : ماشاء الله يتوفى الأخو من هنا وتعرس الأخت من هناك
          مهرة ومازالت باردة : طيب ؟ وش المطلوب مني ؟
          غالية : المطلوب أنك مفروض تنتظرين قبر أخوك يجف بعدها لاحقة على الزواج ولا شفتي ولد عبدالله جايك وعلى طول لصقتي فيه
          مهرة بهدوء : لصقت فيه ؟ وليه ألصق ناقصني شي لا سمح الله ؟
          زوجة خالها الأخرى : ماهو ناقصك شي ياملي بس ولو ، من الأصول أنك تنتظرين
          مهرة ودت لو أن والدتها موجودة لتسكتهم كالعادة ، أردفت : والله عاد هذي حياتي ومحد تدخل في حياتك عشان تتدخلين فيني
          غالية : إحنا ننتقد الموضوع بس ، أجل أنا عمتي وضحى *أم مهرة* أسألها عنك وتصدمني تقول تزوجت طيب على الأقل قولي لنا نبارك لك
          مهرة تنهدت بضيق : موضوع وصار بسرعة ،
          وضحى الشابة إبنة خالها تنظر إليها وإلى شحوب ملامحها : حامل ؟
          مهرة صعقت من وقاحة أسئلتهم التي من جلست ولم تهدأ أحاديثهم عنها وعن يوسف ، ملامحها تجمدت.
          والدة وضحى : هههههههه واضح انها حامل ولا بعد ماتبين تقولين ! مو أنت ماشاء الله بكرا تتطلقين وتتزوجين غيره ولا نعرف بعد
          مهرة وقفت : فال الله ولا فالك ..
          زوجة خالها الأكبر : هههههههههههههههههههه وش فيك عصبتي ؟ الله يرزقك الذرية الصالحة ويخلي لك زوجك بس أم وضحى فرضت أنك تتطلقين
          سحبت ذراعها بلطف عنيف لتجلسها : أجلسي توها السهرة بأولها
          مهرة : مو أنتم ماشاء الله من جلسنا وشغالين أسئلة فيني !!
          دخلت صبية عشرينية تبغضها مهرة بشدة تكن إبنة خالتها : ماعاد نشوفك يا مهرة ؟
          مهرة : أنشغلت بزوجي *حدت من كلمتها الأخيرة حتى تغيضهم*

          ،

          في أطراف الليل ، ضحكت لأول مرة بعد سلسلة الأحداث الدرامية التي حلت على حياتها
          حصة : جد أحكي ، الزوج الرابع عاد ذا مشكلته مشكلة كان عمري تقريبا 24 وأنا ماني متعودة أبد على نظام الطبخ والقلق ذا كله ، مقدرت أصبر وتطلقت منه
          الجوهرة بصدمة : هذا زوجك الخامس !!
          حصة : لا خليهم أنا مقسمتهم اللي فصخنا الخطوبة واللي كنا مملكين هذا كان زوجي الرابع رسميا
          الجوهرة ضحكت لتردف : ماشاء الله
          حصة تكمل ماضيها الشيق : جاني بعدها شايب يجيب الهم قلت نجرب حظنا كان عمره بالأربعين ، من قالي أنا ملول وأطلق هربت منه وفصخنا الخطوبة وش لي بالهم أجل يقولي أنا ملول !!
          الجوهرة أبتسمت : اللي بالأربعين ماهم شياب مررة
          حصة : ذاك كان الشيب مغرق وجهه ، المهم جاء زوجي اللي جبت منه العنود
          الجوهرة وتحمست كأنها تحاول ركل حزنها بأحاديث العمة حصة : إيه
          حصة : ضربني عاد يوم ضربني مقدرت أصبر وطلقني منه حبيبي سلطان
          الجوهرة : طلبتي الطلاق من أول مرة ؟ يعني ممكن بلحظة غضب ويعتذر لك بعدها ، يعني بينكم بنت وحرام
          حصة : لا عاد اللي يضربك مرة قادر يضربك مرتين وسلطان مارضى بعد
          الجوهرة بهدوء : مارضى !!
          حصة :إيه طبعا ماعندنا حريم ينضربون !! هذا اللي ناقص رجال يمد إيده على حرمة
          الجوهرة ألتزمت الصمت بضيق و لم تعلق ، لا يرضى على عمته ولا على أحد و لكن يرضى علي حتى الحرق ، ما قسوة قلبك يا سلطان.
          دخل على ذكره راميا مفاتيحه على الطاولة : السلام عليكم
          : وعليكم السلام
          سلطان :سهرانين ؟
          حصة : أحكي لها عن زواجاتي
          سلطان بسخرية : من زين الماضي يوم تحكينه !
          حصة بضحكة : وليه ماأحكيه بالعكس أتشرف فيه
          سلطان جلس بجانب عمته ،
          حصة : أقولها عن أبو العنود وأنك طلقتني منه بس عشان ضربني
          سلطان أخذ فنجان القهوة الذي مد من الجوهرة ،
          خرجت العنود من غرفتها بالبيجاما الحريرية ذات اللون السكري ،
          الجوهرة صعقت وهي تنظر إليها ، كيف تخرج هكذا وبهذا المنظر أمام سلطان ؟
          أنحرجت حصة من نظرات الجوهرة بينما سلطان أنظاره كانت على فنجانه ولم يهتم أبدا بالكائن الحي المدعى " العنود ".
          حصة أتجهت للعنود وبهمس : مجنونة أنت ، أدخلي داخل أشوف
          العنود بصوت مسموع متغنج : كنت أبغى أشرب موياه
          حصة بحدة تهمس : العنود
          سلطان تنهد ليلتفت إليها : حصة
          حصة بصوت خافت : الحين بيقوم الدنيا عليك .. ادخلي داخل
          العنود تأفأفت بصوت عال حتى تأفأفها كان " دلعا " .. و دخلت لغرفتها.
          حصة بحرج كبير جلست ، سلطان همس بإذنها ضاحكا " حاولي بالمرة تقولين لها عن ماضي بنتك عشان تستفيد "
          حصة بصوت يصل للجوهرة : تتطنز حضرتك !!
          الجوهرة وقفت : تصبحون على خير .. ومرت من جانب سلطان وتعثرت بساق الطاولة ، كادت أن تسقط لولا يد سلطان التي مسكتها من عند خصرها.
          الجوهرة بربكة سارت بخطواتها السريعة للأعلى.
          حصة بصوت خافت : وش فيها إيدها محروقة ؟
          سلطان : كان سألتيها ؟
          حصة : تقولي من الة الكوي
          سلطان : طيب ليه تسأليني أجل
          حصة تنهدت : ياربي منك .. طيب روح ألحق مرتك
          سلطان : مو جايني النوم بسهر معك
          حصة تقف وتأخذ صحون " الحب " : وأنا ماراح أسهر ، تصبح على خير
          سلطان تنهد و أتجه للأعلى ، فتح باب جناحهم بهدوء وعينه تسقط عليها وهي تغطي وجهها بالفراش.
          سلطان : الجوهرة
          بلعت ريقها و الربكة تصيب أهدابها ليردف : قومي بقولك شيء
          الجوهرة ألتفتت عليه و الرجفة تحيط أطرافها ، بصوت مخنوق : ا .. ا وشو !
          سلطان جلس على طرف السرير مقابلها ، بصوت أكثر إختناق وضيقا : . .

          ،

          دخلت مع ضي بعد ماكانوا بالحديقة الخلفية وبإبتسامة أردفت : وهذا الله يسلمك مكتب أبوي اللي يعتبر خط أحمر في البيت كله
          ضي أبتسمت : عاد إلا الخطوط الحمراء وأبوك عصبي بعد
          رتيل : أما عصبي !! بالسنة مرة يعصب
          ضي بعفوية : كل يوم اكل تهزيئة منه
          من خلفهم : أفا
          ألتفتوا عليه لتردف رتيل : هههههههههههههههههههههه كنا نحش فيك
          عبدالرحمن : أجل أنا كل يوم اهزأك !!
          ضي أبتسمت : حلالك ،
          عبدالرحمن : أجل أنا باخذ المهمة من رتول وبوريك الدور الثاني .. و توجهوا للاعلى هو وضي.
          رتيل أتجهت للباب الخلفي المطل على حمام السباحة لترتدي حذائها " الفلات " بعد أن تركته على عتبة الباب ، توقفت قليلا و هي تسمع صوته.
          عبدالعزيز وهاتفه على إذنه : 4 أيام تكفي أنا اصلا قايلها مشغول هالفترة بس يتم زواجنا وبرجع وبعدها أضبط اموري وأجيبك .... لأ .... " تنهد " عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هالأشياء ... وأنا قلت بجيبها أعذبها .. ههههههههههههه إيه وش بيتغير يعني ؟ .... طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيرها ... لا يدري ... قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم ... لأ للحين ماتدري ... أكتشفت أصلا أنه زواجي من رتيل غلط في غلط والله ندمان قد شعر راسي !!



          .

          أنتهى
          البارت

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            الجزء ( 44 )





            يا الله
            هنا جذوة في صدري
            و وتد قهر
            أصطلي به ..

            أستحرمتها عليك ؟
            و استحللتها علي ؟
            أي فؤاد يتربع في صدرك ؟
            و أي ندم يتاكل في روحك ؟

            أدرك جيدا
            أن هناك شيء بدأ
            يتنامى بيننا
            أنت ترى ما بعد غشاوة
            غضب .. يا الله ماذا صنعت ؟
            و أنا أجدني
            لا أستحق سوى نفسي
            فأنت نزعت كل بذرة
            قد تزرع غفرانا ..

            أتدرك أنك
            بت شيئا باليا ..
            فبعض صنيع يوغر
            في الصدر بركان ثائرا ''


            *المبدعة : وردة شقى.



            تنهد متجها للأعلى ، خطواته خافتة غاضبة لا يعرف للحلول وسطا يهدأ اللهيب المشتعل في جوفه ، لست أول رجل في حياة أمرأة بنيت لها سقفا في المستقبل يعتلينا معا ، كان يجب أن تذهب منذ اول يوم عرفت به أنني لن أقبل بها ، كانت تخطط أن تخبرني لذلك قبل إعترافها اللعين عانقتني ، تعرف جيدا أنني لن أسامحها مهما بلغ الأمر بها ، تبقى " لعبة " تلاعب بها عمها وأتتني ، وأنا والله لتحرم علي ما دامت سهلة لعمها فهي سهلة لغيره ، يالله يالجوهرة بائسة أنت و أنا أكثر بؤس منك ، نؤمن بأن عصياننا يمكننا أن نتوب منه ولكن انا لا أؤمن بذلك و لا نفسي تقبل بأن أقبل الحياة معك و أنت لست عذراء. غاضب من نفسي ومنك كثيرا ، ثقتي بكن يا بنات حواء هشة لا أستطيع أن أسلم قلبي لكن ، كنت على وشك ان أسلمك قلبي يالجوهرة و الحمدلله أنني مازلت قادر على الإستغناء عنك.
            فتح باب الجناح و يده تشد على قبضة الباب ، نظر إليها و ما إن شعرت به حتى غطت ملامحها بالفراش ذو اللون السكري بنقوش سوداء متداخلة تشبه تداخل أفكار سلطان ، أخذ نفسا عميقا : الجوهرة.
            أرتجفت تحت الفراش و أهدابها تصاب بالربكة العميقة التي تجعلها تختبىء أكثر ولو بيدها لألتحمت بالسرير حتى لا تراه ، أردف سلطان وسط تجمدها و صلابة جسدها الذي لا يتحرك في حرقة إسمها الخارج منه : قومي بقولك شيء
            أبعدت الفراش بحركة بطيئة كقلبها الذي ينبض بخفوت و بطء من رهبة قربه ، أرتجفت كلماتها : ا .. وشو ؟
            سلطان بصوت مختنق تكدست به مشاكل الحياة المتكاثرة في فمه الضيق و تحولت جبهته لتعرجات هزيلة : أقنعيني كيف مقدرت تدافعين عن نفسك ؟
            الجوهرة و هبطت غيمة سوداء على صدرها لتزاحم نبضها و تبطئه أكثر : ليه تسأل ؟
            سلطان بقسوة و نبرة جافة : بكلا الحالتين مالك محل في حياتي بس أبي أعرف
            ترفرفت دمعة سئمت من سجن المحاجر وسقطت ، أردفت ببحة البكاء الموجوعة : ماراح أجاوبك لأن مالك في حياتي شغل
            سلطان بحدة : سؤال وأبي له جواب والحين !!
            الجوهرة ألصقت رأسها بمقدمة السرير تحاول أن تهرب من صوته و عينه و كلماته و جحيمه ، ودت لو أنها قطعة خرز تندس في الوسادة .
            سلطان بغضب : الجوهرة.
            الجوهرة : ما عندي جواب
            سلطان ويشير بسبابته غضبا : صدقيني محد بيخسر غيرك ولا تحسبين تركي وحده اللي بيتعاقب !!!
            الجوهرة أخفضت ملامحها الباهتة بالبكاء : ما تقدر
            سلطان و شياطينه وقفت عند عتبه عينه ، أقترب منها ومسكها من كتفيها ليصرخ بها : مين اللي مايقدر !!! تحسبينه شيء عادي ! إذا ربي سترك كل هالسنوات فهو قادر يكشفك .. والله بعظمته و
            قاطعته ببكاء و أنفاسها تختلط بأنفاسه : ما غلطت
            صفعها على خدها لتصمت ، سيجن جنونه من دفاعها الميت عن نفسها وعن خطأها ، ترك كتفيها إثر صفعته القوية على وجهها.
            و مازال في غضبه متكور : ماغلطت ؟ تكذبين على مين !! تحاولين تصلحين غلط مين بالضبط ؟
            الجوهرة بحشرجة صوتها و ألمها من صفعته لها : لو اني غلطت ماقلت لك ولا قلت لأبوي عقب كل هالسنين
            سلطان بسخرية : لأني كنت راح أعرف من نفسي و أبارك لقلبي بزواجي من وحدة ناقصة
            الجوهرة تضببت رؤيتها من دمعها الذي يخنق مسامات قلبها المبتلة بكلماته : ناقصة ؟ .. أبتلعت غصتها لتردف ببكاء هيستيري : ماجيته ... هوو . . ليه ماتصدقني ؟ أحلف لك بالله .. أحلف لك بعزته أني ماجيته و أني ماحاولت أقرب منه ... أنا حافظة حدودي زين و عارفة ربي .. كيف بقدر أسوي شي زي كذا ؟ ... ليه ماتحسن ظنك فيني ... ليه تصدقه ؟ أنا ماني محتاجتك .. الله يغنيني عنك بس لا تقذفني .. *صرخت* لا تقذفني بكلامك !! أنا .. أنا ماأستاهل والله ماأستاهل كل هذا ..
            تصادم صراخهم لينفجر هو الاخر : وأنا أستاهل ؟ ليه تكذبين من أول ! ليه ماقلتي لي !! لو أنك صادقة ليه ماقلتي لأبوك أول ماصار هالزفت !!! لو أنك منتي راضية كان دافعتي عن نفسك ..... كنت سهلة له .. سهلة حيل يالجوهرة !!
            الجوهرة وضعت كفيها على إذنها لتضغط عليهما و ببكاء محترق في لهيب سلطان : مقدررت .. كان أقوى مني ..
            سلطان : فيه مية طريقة تدافعين فيها عن نفسك ... لا تتعذرين وتقولين مقدرت .. و الله أعلم كيف كان شعورك وقتها
            الجوهرة بتقزز من وصفه و إنهيار تام لحجرة عينها : يكفييييييييييي .. كان شعوري قهههر .. تعرف وش يعني قهههر ؟ زي شعوري الحين وأنت تتكلم عني !! ماكنت راضية .. أغمى علي والله أغمى علي و ما صحيت الا و أنا .....
            غطت ملامحها بكفوفها وهي تجهش ببكائها منهارة لا كلمات لديها.
            سلطان بتعب في قلبه : صحيتي وأنت وشو ؟
            بقسوة بددت نفس الجوهرة شتاتا : وأنت منتي بنت !! .. كيف أبني حياتي معاك ؟ ماراح أقدر ولا أرضاها على غيري كيف أرضاها على نفسي
            الجوهرة رفعت عينيها له و إلتقاء نظراتهما جحيم في منتصف غابة سوداء : و لا أنا راح أرضى على نفسي أعيش مع شخص صدق واحد مريض مايحسب لكلامه حساب !! .. ليه تنظر لي بنظرة دونية وكأني عاهرة !! حياتي ماراح توقف عليك وعلى تصديقك لي !!
            سلطان بغضب كبير : ولاتفكرين تبدين حياتك من جديد !!!
            الجوهرة بحنق : ماهو على كيفك
            سلطان : تتسترين فيني وتستغفليني وناوية تبدين من جديد !! لأ يا روح أمك ماهو أنا اللي برضاها على نفسي ... بكرا يتزوجك غيري ويقول والله طليقها داخل عليها مايدري أنه عمك من لحمك ودمك لاعب فيك ، تبين تخدعين غيري زي ماخدعتيني وهذا عشم أبليس في الجنة !!
            الجوهرة بصرخة عميقة هزت حصون قلبها و أبكتها البحة التي تحشرجت بها : يكفي حرام عليك .. حرام
            سلطان بغضب أحاط رقبتها بكفوفه و ود لو يقتلها الان و بهمس مجروح محروق : وأنت ! ماهو حرام عليك ... لو غيري كان شهر فيك وفي عمك و نزل سمعتكم بالقاع ... لو منتي بنت عبدالمحسن كان عرفت كيف أربيك .. واللي خلقني يالجوهرة أني لا أذوقك جحيم الدنيا قبل جحيم الاخرة أنت وعمك
            الجوهرة بإختناق كبير : مين أنت عشان تحكم علي بجحيم الاخرة ؟
            سلطان ترك رقبتها لتصرخ الجوهرة : مالك حق ... مالك حق تعاقبني وأنا مالي ذنب !
            سلطان أبتعد بخطواته للخلف : الله لايريح فيك قلب ... وخرج صاعدا للأعلى ، دخل الغرفة الفارغة إلا من سرير فقير لا يحوي فراش ، أستلقى عليه و أنظاره للسقف به من الغضب مايجعل النوم يهرب منه و النوم لئيم سيختبأ ولن يجده أبدا ، وجود الجوهرة بقربه يستفز كل قواه و حتى رجولته ترهق وتستفز ، بكائها و صرخاتها تؤذيه لأنه لا يصدقها و يشعر بأن إستحقاره لها يعود إليه إن أنتبه لشعور الإستغفال في داخله ، ماأقبحه من شعور حين تلامسه كلمة " أستغفلتني ".

            ،

            يسير ذهابا وإيابا في عرض الحديقة المنزلية التي يصيبها الجفاف مع أجواء الرياض ، مختنق في جيب وطنه و ضائع مشتت كورقات الشجر الساقطة و تحركها الرياح بقسوة ، يحادث ناصر : متى بتجي ؟
            ناصر بصوت متعب : طيارتي بعد ساعتين ، يمكن على الصبح والله مدري على حسب إذا ماصار فيه تأخير
            عبدالعزيز تنهد : بالسلامة يارب
            ناصر : الله يسلمك ، تخيل مين شفت ؟
            عبدالعزيز : مين ؟
            ناصر : تذكر سعد .. اللي كان مع أبوك يوم كنت في أول سنة جامعة ..
            عبدالعزيز : لأ كيف شكله ذكرني
            ناصر : أسمر ومصلع .. طويل شوي .. عزوز تذكر كان دايم يجيكم و مرة جانا الجامعة
            عبدالعزيز عقد حاجبيه : المهم وش سالفته ؟
            ناصر : وش جايبه باريس ؟ ماعنده أحد هنا وغير كذا يمكن قبل 5 سنوات أو 6 راح وقال أنه قبلوه الرياض بشكل رسمي .. يالله ياعزوز تذكر
            عبدالعزيز بعد صمت لثواني طويلة أردف : سعد حسن ؟
            ناصر : إييه هو
            عبدالعزيز : منقطعة أخباره من زمان ! يمكن .. *صمت و أفكاره تعيد ترتيب نفسها دون تدخل منه*
            أردف : في باريس ؟ كان مع أبوي الله يرحمه في ... أستغفر الله لا لا مستحيل
            ناصر : الله يرحمهم أجمعين ، أنا أستغربت وطول الطريق وأنا أفكر وش الشي اللي يجيبه هنا !
            عبدالعزيز : يمكن ماخذ إجازة وجاي سياحة
            ناصر : مدري ما أحسه جاي عشان سياحة !! وبعدين شفته بروحه ماكان أحد معاه !
            عبدالعزيز بهدوء : تذكر قبل لا يتقاعد أبوي بسنة أستقر في باريس لشهور كثيرة وكان ينزل فترة للرياض وبعدها يرجع باريس عكس السنوات اللي طافت في شغله ؟ وكان يقولنا أنها اخر سنة له و عنده شغل في باريس !!
            ناصر : وش كان شغله في باريس ؟
            عبدالعزيز : مدري بس كان يطلع مع سعد طول النهار .. وبعدها تقاعد و راح سعد للرياض
            ناصر : لا سعد راح الرياض بعد فترة طويلة من تقاعد أبوك
            عبدالعزيز بصمت مرتبك أردف : صح صح .. يعني ... لا ناصر مستحيل أبوي يوم تقاعد من الشغل خلاص أبتعد كثير عن حياة الشغل !! كيف كان يشتغل حتى بعد تقاعده ؟
            ناصر : أنا نفسك ماني فاهم ... ليتني كلمته .. أكيد يتذكرني
            عبدالعزيز تنهد : راسي صدع
            ناصر : خلنا من هالسالفة .. كلمت بوسعود عن سفرتك ؟
            عبدالعزيز : إيه و أكيد ماراح يعارض
            ناصر بهدوء : فكر ترى هذا زواج ماهو لعبة ، طيب أستخير والله أنك تظلم نفسك كثير ياعبدالعزيز بأثير
            عبدالعزيز : فكرت و قررت و أنتهيت
            ناصر تنهد بضيق : بس ماينفع .. ليه ماتفكر بمنطقية أكثر .. صاير تفكر بعواطفك
            عبدالعزيز : ناصر تكفى سكر الموضوع أنا قررت ومالي رجعة عن هالقرار
            ناصر : طيب كم بتجلس ؟
            عبدالعزيز : 4 أيام والليلة الخامسة أنا راجع بس ترانزيت على الإماراتية
            ناصر : 4 أيام بس ؟
            عبدالعزيز : إيه 4 أيام تكفي أنا أصلا قايلها مشغول هالفترة بس يتم زواجنا وبرجع .. وبعدها أضبط أموري وأجيبك
            ناصر عقد حاجبيه من طريقة حياة عبدالعزيز التي في إنحدار مستمر : و قلت لها أنك عايش في بيت بوسعود ؟
            عبدالعزيز : لأ
            ناصر : احيانا أحسك تدور وش يضايقك وتسويه ؟ .. ليه تحاول تستفز كل اللي حولك وتخسرهم .. كل هالأشياء تقهرك وتسويها
            عبدالعزيز تنهد : عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هالأشياء !!
            ناصر : وتجيب أثير هنا ليه ؟ تبي تقهرها بعد ؟
            عبدالعزيز بحدة : وأنا قلت بجيبها أعذبها !
            ناصر : كلامي معاك ضايع ماراح يتغير شي من تفكيرك اللي بيوم وليلة تغير !
            عبدالعزيز ضحك بسخرية تثقب قلبه بحزن : هههههههههههه إيه وش بيتغير يعني ؟
            ناصر : قبل فترة تقولي أنك ماتطيق حياة هالبنت وفجأة تبيها
            عبدالعزيز : طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيرها
            ناصر بحنق : تعذب نفسك والله !! .. وبوسعود ما يدري أنك تعرف مين زوجتك ؟
            عبدالعزيز : لا يدري
            ناصر : قلت له ؟
            عبدالعزيز : قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم
            ناصر تنهد : وهي عرفت ؟
            عبدالعزيز : لا للحين ماتدري
            ناصر : أستغفر الله .. اللي تسوونه مايجوز .. لا البنت تدري و الحين بتتزوج عليها وهي ماتدري بعد !! عيب قبل مايكون مايجوز !!
            عبدالعزيز : أصلا أكتشفت أنه زواجي من رتيل غلط في غلط .. والله ندمان قد شعر راسي.
            في جهة تبعد عدة خطوات منه ، شدت على قبضة الباب و أطرافها ترتعش لا تتزن ، " زواجي من رتيل " !! عقلها جف ويبس ، توقفت عن التفكير كما توقف قلبها عن النبض بطبيعية أكثر ، كل شيء في جسدها يرتعش و يصمت للصدمة التي يراها.
            عبدالعزيز يكمل : أنا ماأنفع لها ولا هي تنفع لي ، وحتى أثير .. بس على الأقل أثير ممكن أتعايش معها وأتكيف مع أطباعها ! أما بنت عبدالرحمن هي تحت امر أبوها دايم يعني أنا أتوقع لو تزوجت بنته الكبيرة مستحيل بينسحب من حياتها ومن قراراتها !! أحس محاصرهم من كل جهة و يضلون تحت ظله و أطباعهم نفس أطباعه .. يعني مررة تحس منغلقين على بعض وشخصياتهم تصلح لفترة مؤقتة بعدها تزهق لأنهم يرجعون لأبوهم و شغله .. مع أنهم مالهم علاقة في شغله الا أني أحس أنهم داخلين في شغله .... الزبدة أني أنتظر اليوم اللي أترك فيه هالحياة بكل اللي فيها و أبدأ حياة ثانية من جديد مافيها لا بوسعود ولا بنته ولا أحد من هالرياض !!!
            بلعت ريقها بصعوبة و الغصات تتراكم في صدرها ، دوار يلف رأسها و عيناها لا ترى بوضوح ، كل شيء يبدو مبهما ضبابيا يصعب على عقلها التركيز في كل هذه الكلمات القاسية صاحبة السطوة على قلبها ، اخر من أتوقع في حياتي أن يرخصني لأحد هو أبي ! اخر من ينسلخ من قلبي هو أبي .. كيف يوافق على عبدالعزيز حتى لو على حساب بنته ؟ ألهذه الدرجة وصل عبدالعزيز مكانة في قلب أبي تعتليني و ترخصني أيضا ؟ كان يقترب مني وهو يعلم تماما بأنني حلال عليه و أنا التي أصابني الأرق و أكتئبت في حجرة سوداء حتى صعدني الإنهيار بسهولة أمام إستسلامي و هو في جهة كان ينام مرتاح البال و الضمير لأنه لا يعصي الله ، يالله بأي ذنب أعاقب حتى أتعذب كل هذا العذاب ؟ لم أنا دائما على الهامش حتى في مصيري يحكمون عليه دون أن يشاوروني .. " على الأقل يخبروني " ، لا أفهم أحدا ولا أفهم حتى كيف أنني إبنته إن كان يقبل بتعذيبي دون أن يتحشرج به ضمير ؟ لا أفهم أبدا ما يحدث في حياتنا و أفهم تماما كيف أن عزيز صدق في قوله " رخيصة " مادام أبي يفعل بي هكذا إذن لا لوم على عبدالعزيز و البقية.
            تجمعت الدموع بها و الغضب ينحصر في زوايا عينيها ، لا عذر سيقنعني ولا قلب سيغفر لأحد مادام لا أحد يلتفت إلى قلبي ، و إن أمتلىء حبه في قلبي والله لن أسمح بأن يتلاعب بي هكذا و لن أعاود ثقتي بمن مفترض علي أن أناديه " يبه " ، هو أصبح أب عبدالعزيز و يدلله حتى في سبيل التضحية بإبنته وبقلبها ! ، لم يعد أبي ولم أعد إبنته.
            تراجعت للخلف وهي لا تعلم بأي إتجاه تذهب ، كل الأفكار تتشابك في بعضها البعض وتفقدها وعيها ، أصطدمت بالطاولة الصغيرة ليسقط هاتف المنزل من عليها ، تريد ان تصعد لغرفتها ولكنها مشتتة ، تفقد وعيها بإستسلام من أعصابها التالفة ، أنا أختنق.
            سقطت على الأرض و أرتطم رأسها بقوة على حافة الطاولة العريضة المرتبطة بمراة طولية ، و لا أنفاس تسمع.
            خرجت من المطبخ الخادمة التي تغطي رأسها بقطعة قماش بيضاء تأخذ شكل المثلث و بين يديها كأس عصير الأناناس ، سقط على الأرض ليتناثر زجاجه و تبتل الأرضية الرخامية بالعصير عندما أخرجت شهقة من منظر رتيل ، كانت الدماء تخرج من مؤخرة رأسها إثر إرتطامها على الطاولة الحادة ومن ثم على الأرض.
            ساندي صعدت بخطوات سريعة للأعلى لترى ضي و عبدالرحمن في الصالة العلوية غارقين في الأحاديث ،
            عبدالرحمن معطيا ظهره للباب و ضي التي تقابله أنتبهت لتصاعد أنفاس الخادمة ، عبدالرحمن ألتفت بعد نظرات زوجته المريبة : خير ؟
            ساندي وفي صدمة تجعلها تردد إسم رتيل فقط.
            عبدالرحمن بخطوات سريعة تسبق الريح ، نزل لتتسع محاجره من الدماء ، أنحنى لها وهو يضع أصابعه أسفل أنفها و تصادم أنفاسها في أصبعه جلب له بعض الراحة ، بحدة و ربكة : جيبي عباتها بسرعة
            ساندي ركضت لغرفة رتيل لتخرج عباءتها و تسلمها لعبدالرحمن ، حملها بين ذراعيه وتوجه لسيارته.
            ضي في منتصف الدرج متجمدة تماما و الرجفة تصيب قلبها من أن يحصل سوء لرتيل ، بلا شعور أنهمرت دموعها على بشرتها الصافية ولم تستوعب بعد دهشتها بما رأت. ليلة عيد تعزي فرحها.

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ،

              تفكيرها لا يهدأ ، الأرق بدأ يصيبها من الان ، أقتربت ليلة زفافها ومن الان بل منذ أول لحظة أخبروها عن ريان وقلبها يقيم عرس صاخب لا يمل ، شعرت بأن قلبها يتسع في كل مرة تفكر فيها ب ريان و تحبه دون حتى أن تراه وتسمع صوته ، تمتلىء حب أبيض من الرجل التي ستختلط به وتشاركه حاضره و مستقبله ، ربما ليس حبا ولكن شغفا وجنونا وإعجابا وميلا وكل الأشياء الجميلة تقيم في قلبي وتنحني بإتجاه ضوء يدعى " ريان " ، لايهمها أمر وسامته فهو أخ الجوهرة و أفنان التي تعرفهم جيدا و تعرف أيضا إبنتي عمه فهي واثقة تماما بأنه لن يكن سيئا وإن لم يكن جميلا بالتأكيد سيكن جذابا بما يكفي ، الأهم أنه سيكون زوج حنون و يحتويني. قلبي لايكف عن نسج كنزات من الحب و الجمال تسقط عليها الأزهار و تزهر بالألوان. يالله يا ريان كل هذا وأنا لم أسمعك و أراك ، أشعر أن قلبي سيتوقف إن رأيتك إن كان يتسارع في نبضه بمجرد التفكير بك. أنت خلف كل إبتسامة مفاجئة تباغت شفتي.
              هيفاء أستلقت على الأرض وأسفل رأسها " خدادية " الأريكة ، بضجر : ماطفشتي ؟ مافيه شي ينشاف بالتلفزيون وماهو جايني النوم !
              ريم بإبتسامة حالمية : بكرا العيد
              هيفاء : الحمدلله والشكر !! أنا أكلمك بإيش وأنت تكلميني بإيش .. *بخبث أردفت* تفكرين في صاحب الحظ السعيد هههههههههههههه
              دخل يوسف و بجانبه منصور : صاحيين ماشاء الله
              منصور : أنا بروح أنام لاتنسى تصحيني على صلاة العيد
              يوسف : طيب .. جلس بجانبهم متنهدا : يوم دخلت سكتوا ! أعوذ بالله من سوالف الحريم اللي فوق 18 سنة
              هيفاء ضحكت لتردف : والله ماكنا نسولف بس أقولها طفشت
              ريم بنبرة طفولية شغوفة : شفت عبود ؟ يجنن ماشاء الله
              يوسف وش يجنن !! أنتظري كم شهر لين تبان ملامحه وعاد أحكم لكم هو مزيون ولا بيطلع شين نفس أبوه
              هيفاء : عيونه كوبي من منصور وخشمه خشم منصور بعد .. بس شفايفه لأ
              يوسف تقوست شفتيه بتناحة : أمدى !! أقول البزر منخفسة عيونه و ماله خشم اللهم فتحتين ماتدرين وش محلها من الإعراب أستغفرالله بس أنا جاملت منصور قلت مزيون الله لايضره وبغى ياكلني بعد يقولي قول ماشاء الله .. على وش ياحظي !!
              ريم : هههههههههههههههههههه حرام عليك هو لأن وزنه يخوف مررة نتفة أنتظره يكمل شهرين وبتشوف بس واضح ماخذ من منصور أكثر من نجلا
              يوسف مسح وجهه بكفوفه مرهقا وبإبتسامة : بس والله شعور حلو الله يديم فرحته ،
              هيفاء : امين ، صدق ماقلت لنا وش سويت في حايل ؟
              يوسف : يهبلون سوالفهم تونس ماتملين منها
              هيفاء : شفت كل أهلها ؟
              يوسف : والله مدري يعني شفت خوالها الكبار و عيالهم مدري عاد إذا فيه أحد ماكان موجود
              هيفاء : يازين لهجتهم . . صديقتي أيام الثانوية من حايل
              يوسف بإبتسامة : لا متأثرين مرة بأهل الرياض مدري شكلهم كانوا ساكنين هنا بس مهرة وأمها ماتقولين من حايل بس عيالهم الشباب عليهم رزة ماشاء الله .. بخطبك لواحد منهم
              هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههه على حسب الوسامة
              يوسف : شوفي خششهم عادية بس الله معطيهم خشوم قسم بالله تشوفين خشمك عندهم وتتفلين بوجهك
              ريم : أصلا مهرة بعد خشمها حلو ،
              يوسف : إحنا ماورثنا من بعض الا خشوم عوجا
              هيفاء : تكلم عن نفسك حبيبي خشمي وش زينه
              يوسف : يالله ليلة عيد وماأبغى أمصخرك على ذا الخشم النتفة
              ريم : طيب متى بترجعها ولا خلاص ؟
              يوسف بهدوء : بخليها تكيف عند اهلها وإذا بغت ترجع تعرف رقمي
              ريم : من جدك !! أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي .. أصلا ماينفع .. لازم أنت تتصل
              يوسف : وليه ماينفع !!
              ريم : أنت وش يعرفك بالحريم ؟ أي حرمة مكانها مستحيل تفكر هي اللي تتصل لازم الرجال
              يوسف بضحكة : خلينا من هالموضوع عندي لكم خبر حلو
              هيفاء بحماس : بتسافر وتاخذني ؟
              يوسف : حطي في بالك لو سافرت أخاوي لي كلب ولا اخذك معي
              هيفاء تجمع كفوفها لتشير إليه : ماقول الا مالت
              يوسف بتجاهل لها : المهم مهرة حامل
              ريم شهقت بفرحة : صدددق !! مبروووووووووووووك
              يوسف : الله يبارك فيك
              هيفاء فتحت فمها غير مصدقة
              يوسف بسخرية لهيفاء : الله يبارك فيك

              يتبع

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                ،

                في غرفتهم المعتمة لولا ضوء الأبجورة الصفراء الخافتة ، على السرير متربعة وفي حضنها جهاز الايباد : ماأرتحت لها
                حصة : بالعكس وش زينها البنت تهبل حتى واضح ماهي راعية سوالف وتطلع حكي منشغلة بنفسها
                العنود : ماتعجبني هالنوعية
                حصة : انت وش يعجبك أصلا ؟ نامي الله يرحم لي والديك
                العنود : يمه أجلسي معي شوي بسولف لك
                حصة : إذا سوالف تغثني والله النوم أولى
                العنود بضحكة : تعرفين ماجد صح ؟ اللي معاي بالجامعة ؟
                حصة : إيه وش فيه ؟
                العنود بإبتسامة شغوفة : راح يجي يخطبني ..
                حصة أستعدلت لتجلس على السرير ومحاجرها متسعة : نععععععععععععععم !!
                العنود تغيرت ملامحها السعيدة للدهشة من ردة فعل والدتها المتفتحة في نظرها : وش فيك ؟
                حصة بحدة : هالموضوع يتسكر ولا أبي أسمعه مرة ثانية
                العنود بهدوء : ليه ؟ أنا أشوفه شخص فيه كل الصفات اللي أبيها ليه أرفضه ؟
                حصة : مايصلح لك وبس
                العنود : أقنعيني طيب بالأسباب وبسكر الموضوع
                حصة : هذولي الناس يتزوجونك فترة وبعدها يطلقون .. شفتي أبوه طلق أمه بعد عشرة عمر .. عندهم الطلاق سهل وكل شيء يحلونه بفلوسهم .. وهالفئة من الناس مستحيل أوافق أنك تختلطين معهم
                العنود : بالعكس أنا أشوف أني أأمن مستقبلي وممكن يوفر لي الحياة بكل متطلباتها ومنها الفلوس
                حصة : يعني أنت بتتزوجينه عشان فلوسه ؟ ليه إحنا ناقصين ؟
                العنود : بصراحة أيه .. يعني أحب وأحب طيب وبعدين ؟ أتزوج واحد سيارته من عشر سنوات وبيته متكسر يالله يصرف على نفسه !! أنا أحب أتزوج بعقل والحب تاركته للمراهقات ، وعقلي موافق على ماجد
                حصة : العنود لا تنرفزيني .. هذا ماجد مايصلح لك وأنتهينا ولا سلطان راح يوافق عليه
                العنود بغضب أشتد من ذكر " سلطان " : وش دخل سلطان فيني ، ماجد إذا جاء راح يخطبني من أبوي وإذا أبوي وافق ماله حق يتدخل ..
                حصة : بس أنا ماني موافقة !!
                العنود : هذي حياتي يمه أرضيك بكل شي بس حياتي خط أحمر
                حصة رفعت حاجبها : يعني رايي ماهو مهم ؟
                العنود : أنت قلتيها ! رايك ؟ يعني ممكن أتقبله وممكن أرفضه ماهو قرارك !!
                حصة بغضب : إلا قراري وهالموضوع منتهي !! زواج من هاللي إسمه ماجد مافيه ! .. هذا اللي ناقص بعد وأصلا هم ساكنين في دبي
                العنود : إيه طيب ؟ وش فيها دبي ؟
                حصة : تبين تعيشين بعيد عني ؟
                العنود : يمه قلت لك هذي حياتي بنهاية الأمر أنا راح أبعد إذا مو اليوم بكرا !

                ،

                تنزع عباءتها و تنفث على نفسها مرارا متعوذة منهم : أعوذ بالله وش هالناس !! ليتك كنتي موجودة يمه وسمعتيهم .. أقرفوني
                والدتها : عساتس ماقلتي لهم أنتس حامل ؟
                مهرة : بدون لا أقولهم البزر وضحى سألتني
                والدتها : هذي بزر !! الا عقرب من تحت لتحت ، الله يزوجها ويفكنا منها !! تراها حسود أنتبهي
                مهرة : ليت بنات خالتي مزنة كانوا موجودات حبي لهم والله بدون لا أحكي يسكتونهم
                والدتها : و عسى مرت خالتس مسفر العوباء ماتكلمت ؟
                مهرة : إلأا هي اللي مستلمتني *تقلد صوتها* من الأصول أنك تنتظرين سنة على وفاة فهد !
                والدتها : ماعليتس منهن منقهرات
                مهرة بضحكة : أصلا بينت لهم أني ميتة على يوسف
                والدتها : وراه ناوية على شي ؟
                مهرة توترت : أكيد يمه يعني إحنا مانصلح لبعض وبعدين كيف تقبلين أتزوج واحد أخوه قتل أخوي ؟
                والدتها بحدة : أقول أنثبري مافيه طلاق ولا عاد أسمعتس تجيبين طاريه لا قدامي ولا قدام يوسف وإن سمعت أنتس جايبته قدامه ماتلومين الا نفسك .. أنت الحين حامل والله يثبته لتس ومافيه أحسن من يوسف أبو و زوج لتس
                مهرة بغضب : يمه لا تخليني أدعي الحين عليه وعلى هاللي في بطني !! يوسف اليوم ولا بكرا راح يطلقني .. ماراح أعيش مع ناس قتلوا أخوي
                والدتها : أسكتي لحد يسمعتس ويحسب أنتس متزوجة واحد قاتل !!!
                مهرة تنهدت لتستلقي على السرير القريب من سرير والدتها : يمه الله يخليك الموضوع بيني وبين يوسف منتهي وأنا مابغيت أخبرك بنفس الوقت عشان ماأزعلك بس إحنا أتفقنا وأنا جاية الحين ومالي رجعة له
                والدتها ضربت صدرها بقوة مدهوشة : وشهو ؟ من بكرا تتصلين عليه وتخلينه يجيتس هذا اللي ناقص بعد تبين تهدمين بيتتس بإيدتس وتشمتين حريم خوالتس فينا
                مهرة بحنق : ماراح أتصل ولا تخليني أدخل خالي محمد بالسالفة وتعرفين أنه مايرفض لي طلب
                والدتها :والله لا أقص رجلتس قص .. لو وصل العلم عند خوالتس الثانيين تعرفين وش بيسوون ؟ ماله داعي أقولتس أنت عارفة وخابرة
                مهرة خنقتها عبرتها وغطت نفسها بالفراش ودفنت وجهها في وسادتها لتنساب دموعها بهدوء وصمت ، تعرف جيدا كيف يتكون عقل خوالها و بما يفكرون وطريقة تفكيرهم ، و حتى إن تطلقت من يوسف سيجبرونها على الزواج من إحدى أبنائهم. لا حل أستطيع أن أهرب منه إلا " خالي محمد " هو وحده الأكثر تفتحا و الأكثر رحمة عليها.

                ،

                رائحة المستشفى لوحدها تثير المعدة غثيانا وتمرض المعافى ، خرج من جهة الطوارىء المنعزلة عن بقية أقسام المستشفى ، صمتها يثير في داخله ألف علامة شك و يعقد حاجبيه بتعجب ، قاد السيارة متوجها للبيت و أذان الفجر يقترب وقته.
                ، - جالسة في الأمام بجانب والدها التي تكن له غضبا شديدا ، مازالت تشعر ببعض الألم في رأسها بعد أن تم خياطته بعدة غرز وقطعة بيضاء تلف رأسها لا تشبه أبدا تفكيرها السوداوي في هذه اللحظة ، نظرت لساعة سيارتهم لتندهش من الساعة الثالثة فجرا وهي تتذكر أنها كانت مع ضي في الساعة العاشرة أو ربما الحادية عشر.
                والدها : رتول حبيبتي
                لم تجيبه ، تشعر بقهر فظيع يجعلها تصمت عنه.
                والدها : قولي لي بس وش فيك ؟ ريحيني !! كيف طحت ؟ ماهو معقول على الأرض ويخيطون راسك !!
                رتيل بصوت جاهدت ان يخرج متزن : طحت على الطاولة
                والدها بضيق : الفترة الأخيرة صايرة تداومين بالمستشفى !! أنتبهي الله يخلي لي شبابك.
                رتيل أكتفت بتنهيدة أثارت قلب والدها المهموم.

                ،

                " الله أكبر .. الله أكبر " أخذ نفسا عميقا وهو مستلقي على السرير لم يأته النوم ، أتجه للحمام و توضأ ليرتدي ثوبه دون أن يلبس شماغه ، ترك شعره القصير مبعثرا و جذابا على حد عينه المعجبة بشعره. وضع هاتفه على " الصامت " و سقطت عيناه على سواكه ليأخذه متوجها لمسجد الحي الذي يبعد عدة خطوات منهم ، دائما إن دخله يشعر بأناس من كوكب اخر ، صامتون هادئون ، نظراتهم مريبة مربكة ، قبل أن يتجاوز سور المسجد ألتفت و رفع حاجبه مستغربا من سيارة بوسعود التي مرت ، أطال النظر حتى دخلت السيارة القصر و راها على جمب ليكشف عن الأنثى التي يكسيها سواد الحشمة !! " رتيل أم عبير .. مهما تكن مالذي يجعلهما يخرجان في مثل هذا الوقت !!!!! "
                دخل المسجد و تفكيره مشوش منشغل.

                ،

                وضع رأسه على شباك الطائرة لينظر للسحب التي تزاحم السماء والقريبة جدا من عينيه ، مرهقة عيناه من النظر لغير غادة ، مرهقة جدا هذه العينان إن نظرت للأشياء و من يضيئها غائب تحت التراب ، ما بيننا الان مسافات شاسعة مؤذية مؤرقة. مابيننا حياة طويلة يا غادة.
                تنهد أمام المضيفة المبتسمة برقة " ماذا تود أن تشرب ؟ "
                ناصر " شكرا لا شيء " .. أنزل كرسيه ليجاهد نفسه أن ينام و يبتعد عن خيالات غادة.
                جلس بجانبه في الدرجة الأولى رجل ثلاثيني ذو بشرة شقراء.
                ناصر أستعدل في كرسيه فالنوم فعليا لن يأتي ، أردف : مرحبا
                الرجل بإنكليزية رقيقة : أهلا .. رأيتك نائما ولم أشأ أن أضايقك
                ناصر : كنت أحاول ولم أستطع للأسف
                : يجب أن تفرغ ذهنك و سيأتيك النوم
                ناصر : منذ ساعتين و أنا أحاول النوم ولا عقل ينعس
                : العقل يستجيب لأوامرنا إن رغبنا فعليا بذلك
                ناصر بإبتسامة دافئة : يبدو أنني أعصي عقلي
                : تعرف شيئا ؟ في كل مرة ينشغل عقلي في شيء مضى ويتعبني ، أقرأ كتاب ممل إلى أن أنام ، كل الأشياء الرمادية لها جانب مضيء و حتى الكتب السيئة لها جانب جيد.
                ناصر : و الموت ؟ له جانب مضيء !
                : الذكريات الجميلة هي من تضيئنا .. أيوجد أفضل من الذكريات ؟ وإن كانت موجعة هي من تريح القلب في الغياب.
                ناصر : الذكريات موت بطيء ننزلق به
                : من فقدت ؟
                ناصر : زوجتي
                بضيق : منذ متى ؟
                ناصر : منذ عام ، في ليلة زفافنا
                : أووه !! أعتذر لذلك
                ناصر أبتسم بوجع : لا بأس ، سنعتاد.
                : يجب أن تفكر بأن حبها هو من تحيا الان لأجله رغم موتها ، لذلك كن ممتنا دائما أنك أحببتها
                ناصر و كأن الوجع يتشكل به أو ربما حاجته للحديث تجعله يحزن أو ربما لأنه عيد و قلبه متعب من أنه عيد لا يضم غادة : لم أسخط يوما من حبها وهي من كانت خلف كل إبتساماتي و ضحكاتي.

                ،

                أزاحت السماء عن خمارها لتتوهج شمسها و السحب تتراكض لدفئها ، أضاءت دوفيل و اليوم مرادف للفرحة ، أتى العيد مدهشا يتشكل على هيئة ضحكة تبهج قلوب الأطفال والكبار.
                أفاقت مبكرا لتحضر الفطور ، لا تشعر بأنه يوما مختلف عن بقية الأيام ، العيد يأتي كيوم عادي ، لأن لا أحد بجانبي ، لا أم ولا أب أقبل جباههم و ألفظ " عيدكم مبارك " ، لا أحد أعايده و أبارك له لأشعر ببهجة العيد. و رغم كل هذا لست في منطقة تضج بالعرب حتى ألمح العيد في ملامحهم و أسعد.
                قاطع تشابك تفكيرها المكتئب الجرس ، خرجت من المطبخ التحضيري وهي تلف حجابها على عجل ، فتحت الباب لتتسع إبتسامتها و لا ترى سوى جسدها وملامحه تغطيها بالونة كبيرة على شكل قطعة نقدية من فئة 500 ريال – بانت بها صورة الملك عبدالعزيز رحمه الله –
                وليد بإبتسامة : عيدك مبارك
                رؤى : من العايدين والفايزين ... أبتعدت حتى يدخل ، .. الله جايب فطاير
                وليد يضع الضفائر الفرنسية من العجين عل الطاولة ويجلس مبتسما : طيب تعالي بوريك عيديتك
                رؤى ضحكت لتردف : مين قدي اليوم
                وليد بإبتسامة : توك ماشفتي شي
                رؤى : وين بتوديني بعد ؟
                وليد : بنروح منطقة ثانية بعدين أحكي لك عنها راح تحسين بالعيد وجماله
                رؤى أبتسمت وهي تجلس وأمامها علبة من الكرتون متوسط الحجم طولي ذو لون زهري باهت و فوقه شريطة بيضاء ، فتحتها بخجل و الفرحة تغمر عيناها ، أتسعت إبتسامتها عندما رأت غلاف الكتاب " أبراج المملكة مصممة بطريقة الكولاج " ، أبعدته لترى علبة صغيرة ذات اللون التركوازي من ماركة تيفاني ، فتحتها لترى عقدا كاملا من الألماس : مررة كثير يا وليد
                وليد : كل شيء يرخص لك
                رؤى بحرج كبير : لالا جد مررة كثير تراني ماأعرف أعبر
                وليد ضحك ليردف : الكتاب راح تكتبين فيه كل شيء يضايقك بوقتها وبعدها تقطعين الورقة وبالزبالة وبينتهي هاللي مضايقك
                رؤى بإبتسامة عميقة و عيناها ترفرف بالدمع : جد مشكوور
                وليد : طيب فيه شي ثاني
                رؤى أنتبهت لل " ريال " ، ضحكت : كلفت على نفسك
                وليد : جبنا لك ريحة السعودية
                فتحت الريال الملتوي حول نفسه ، كتب عليه " أعيادك سعيدة "
                رؤى تزاحمت بها السعادة حتى بكت ، وليد يمد لها المناديل البيضاء : ماأتفقنا كذا ؟ وبعدين الخبز راح يبرد وما فطرنا !
                رؤى وقفت وعيناها ممتنة لوجود وليد بجانبها : 5 دقايق بس و يكون جاهز الفطور .....

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ،

                  بعد بكاء متواصل جفت دموعها ، وحدتها في هذا العيد أجبرتها على تنحي سعادتها لتبكي ، الغربة مزعجة إن أتت أيام العيد و الفرح ولم تجد من يشاركها هذا العيد ، تمنت لو أنها بالشرقية الان وترى والدتها و والدها و تهنئهم بالعيد. رغم أنها سمعت أصواتهم و باركت لهم بالعيد إلا أنها متلهفة لملامحهم و مشتاقة جدا.
                  منذ ان رحلت ضي وهي تحاول أن تقنع سمية بأني تأتي لها وتشاركها الشقة وبعد أيام من محاولات أفنان أتت قبل يومين وسكنت معها.
                  سمية تخرج من المطبخ بكوب الحليب : خلصتي من البكي ؟ يختي أنبسطي بس ناقصين هم وحزن !!
                  أفنان بحزن : هذا اول عيد أكون بعيدة عنهم
                  سمية المعتادة على الغربة : تتعودين ، المهم وش تبينا نسوي اليوم ؟
                  أفنان : وش نسوي بعد ؟ بننثبر هنا !
                  سمية : يا كابتك يا أفنان ، لا ياحبيبتي ترى باريس بتنفجر من العرب وكلهم يحتلفون بالعيد ، خلنا نروح نتمشى وننبسط ونعيش جو العيد
                  أفنان أنتبهت للظرف الأبيض الذي ينزلق من تحت الباب : شوفي وش جاء
                  سمية تركت الكوب على الطاولة و اخذت الظرف ، لتقرأ على ظهره " سمية و أفنان " : شكلها دعوة لنا
                  أفنان توجهت لها لتقرأ معها ، فتحتها سمية وكانت فعلا دعوة لحضور حفلة العيد.
                  سمية : زين جانا العيد لعندنا
                  أفنان : لا وشو ؟ مستحيل أروح ! يعني أكيد حفلة مختلطة وأنا صراحة أخاف وماأحب
                  سمية : وش فيك ؟ يعني حفلة العيد أكيد الشباب اللي معانا مسوينها .. ومين قال بتختلطين معهم !! عادي إحنا بنجلس بروحنا وننبسط
                  أفنان : لا يمه سمية أخاف من هالحفلات وممكن فيها سكر وشرب ومدري وشو
                  سمية : ماعلي منك راح تروحين وأنت ساكتة

                  ،

                  رجع بعد ان أتجه بنجلاء إلى بيت أهلها حتى تقضي الأربعين يوما هناك ، هذا العيد مختلف جدا. هذا العيد أتى معه طفله.
                  سلم على والدته التي لم يراها صباحا : عيدك مبارك يالغالية
                  والدته : من العايدين والفايزين.
                  جلس مرهقا : باخذ نفس قبل لا يجون الرياجيل
                  والدته : ومين قال محد جاء ؟ روح المجلس ممتلي
                  منصور بتعب وقف متنهدا : الله يعين .. توجه للمجلس الذي أمتلىء بالجيران و الأصدقاء المباركين بالعيد و البهجة ترتسم بملامحهم. جلس بجانب يوسف ليهمس : وراك جالس ؟ قم قهويهم
                  يوسف بمثل همسه : توني جالس وبعدين تبي تعلمني أصول المرجلة الله يرحم من كب القهوة على بوسعود
                  منصور : ياذا السالفة اللي بموت ولا أنت ناسيها !!

                  ،

                  العيد هو يوم السبت و لا شيء اخر ، يمر بجفاف على قلبه مثل كل سنة ، أبعد عيناه عن السقف ليتفاجأ بوجود والده نائما على الأريكة الطويلة ، بلع ريقه وهو يسير بخفوت نحو الحمام. أستحم لدقائق طويلة وهو يشعر بأن رائحة الشرب تفوح منه بقوة كما يفوح العود العتيق من أبيه. أرتدى ثوبه و بدأ بهدوء يخشى ان يصدر صوتا فيفيق والده وهو لايعلم ماذا حدث بالأمس ، أزاح لوحاته جانبا وملابسه المتسخة المرمية على الأرض ، خرج ليرى حمد جالسا و واضع رجل على الأخرى أمام التلفاز ،
                  فارس : أبي بخور أي شي بعطر غرفتي
                  حمد بهدوء : ماتدري وش صار أمس ؟
                  فارس : وشو ؟
                  حمد : أبوك جاء هنا وشافك سكران
                  فارس بغضب : أسكت هو نايم عندي
                  حمد بربكة أستعدل في جلسته ليبعد رأسه قليلا ويراه نائما ، شهق : نايم عندك !!!!
                  فارس بلع ريقه رهبة و جلس على الطاولة : وش صار أمس ؟
                  حمد بخبث : وش لي ؟
                  فارس : لاتجنني تكلم وش صار ؟ ماكنت شارب مثلي !
                  حمد : لا ياحبيبي أنا ماأشرب أنا اخذ رشفة رشفتين أسكر شوي بس عقلي موجود
                  فارس : لايكثر وقل وش صار ؟
                  حمد : شافك يا حبيبي وأنت تقول عبير حبيبتي .. هههههههههههههههههه
                  وبحالمية يكمل : عبير مستقبلي وحياتي
                  فارس : كذاب
                  حمد : هههههههههههههههههههههههههههههههه لا ماكنت تهذي بس قليت أدبك قدامه وقمت تسبه وعطاك كم ضربة وبعدها نمت
                  فارس ولم ينتبه لنفسه أو يراها بالمراة ، توجه للمراة الموجودة بالصالة لينظر لعينه المتورمة بالزرقة و شفته السفلية يتخثر بها الدم : الله لا يعطيك عافية يا حمد
                  حمد بضحكة خافتة : شف عاد وش بيقولك لا صحى !! .. أنا بروح أجيب البخور لا يذبحنا مع هالريحة ...
                  فارس بدأ يقطع بأظافره القصيرة ويفكر بحيلة يهرب بها من أسئلة والده التي يتوقعها ، جلس و باب غرفته المفتوح يكشف له عن جسد والده ، لن يصدقني بالتأكيد مهما أعطيته من الأعذار ، يالله دمرت نفسي الان لن يسمح لي بتاتا بالسفر.
                  لاحظ حركة أقدامه والده ، وقف ونزل للأسفل حتى يتدرب ربما يحن عليه أو حتى يشفق ، أخذ سلاحه و أهتز هاتفه في جيبه ، رد بملل :ألو
                  والدته : هلا يمه .. عيدك مبارك
                  فارس دون تركيز : وأنت بخير
                  موضي : قلت لك عيدك مبارك
                  فارس بتذمر : طيب يايمه كلها وحدة .. من العايدين والفايزين
                  موضي بضيق : كذا تكلمني ؟
                  فارس تنهد : لأن توني صاحي ومالي خلق لأحد
                  موضي : وأنا صرت أحد ؟
                  فارس : يالله يايمه تجلسين تدققين على كل كلمة وكل حرف وكل زفت .. خلاص
                  موضي : طيب حقك علي أزعجنا مزاجك السامي
                  فارس : شخبار أريج ؟
                  موضي : أبد مشتاقة لك ماراح تجينا ؟
                  فارس : وأبوي مخليني أتنفس عشان أجيكم ! تعرفين هو مانعني عنك
                  موضي : بس أنا أمك وهذي أختك الصغيرة
                  فارس بسخرية : دام أبوها ماهو رائد الجوهي إذا هي ماهي أختي
                  موضي : وش هالحكي إن شاء الله ؟ وبعدين عمك يسأل عنك !
                  فارس : ماهو عمي إسمه زوجك !!
                  موضي تنهدت : أستغفر الله العلي العظيم .. يعني ماراح تجي ؟
                  فارس : لأ
                  موضي : ياقسوتك مثل أبوك .. وأغلقته.
                  فارس أبتسم عندما تذكر عبير ، أخذ هاتفه الاخر الذي لايحتوي إلاها ، أرسل إليها رسالة " كل عام و أعيادك جميلة ك أنت "
                  صوته الرجولي الضخم قاطعه : فارس
                  فارس ألتفت وإبتسامة بلهاء تسيطر على شفتيه : هلا .. تقدم إليه وقبل جبينه .. عيدك مبارك يبه
                  رائد : من العايدين والفايزين ... ماشاء الله صاحي بدري وتتدرب
                  فارس شعر بسخرية والده لذلك ألتزم الصمت.
                  رائد : مو قلت لك تبعد عن الشرب !! قلت لك ولا لأ ؟
                  فارس بتوتر : وأبعدت يعني بس أمس ولا أنا منقطع فترة طويلة
                  رائد : تكذب على مين ؟ أنا ماعاد أصدقك أصلا لأنك منت رجال وكلمته وحدة
                  فارس عقد حاجبيه بغضب من وصف والده : رجال وماني محتاج شهادة في رجولتي
                  رائد : ولسانك طايل ؟
                  فارس : يبه يعني تجلس تهيني وأسكت
                  رائد : لو أكسر راسك تسكت بعد !!
                  فارس تنهد : طيب
                  رائد : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .... أمك كلمتك ؟
                  فارس : إيه وقالت لي أجيها بس رفضت مثل ماتبي
                  رائد أمال فمه ليردف : روح لها لا تبكي عليك بعد
                  فارس ضحك : لا ماني رايح كل شي ولا زعلك
                  رائد بضحكة يشاركه وكأنهم أصدقاء أكثر من أب وإبنه : لا روح عشان ماتجلس تسوي مناحة عليك ، تعرف أبوك حنون
                  فارس : هههههههههههههههههههههه متى تبيني أروح ؟
                  رائد : العصر .. بس طبعا مو بروحك خذ حمد وياك
                  فارس بضجر : أجل مانيب رايح إذا حمد بيجي وياي
                  رائد : فارس ماراح أخليك بروحك !! ماهو من زود ثقتي فيك
                  فارس : إيه ليه ماتثق ؟
                  رائد : أمس بعيوني شفتك سكران وتبيني أثق فيك !! خلك رجال وأبعد عن هالخرابيط
                  فارس تنهد ، : طيب خلاص خلني أمشي بموكب والحرس وراي بعد
                  رائد : تتمصخر !! مشكلتي هالفترة شغلي هادي ومتفرغ لك فلا تخليني أتصرف معك بتصرفات ماتعجبك

                  يتبع

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    ،

                    في طريق عودتهم من المطار ، بجانبه صديقه الحميمي و الفاقد أيضا مثل فقده ، : أبوك في البيت ؟
                    ناصر : لأ رايح الشرقية عيدنا هناك ..
                    عبدالعزيز : أحسن مالي خلق أرجع البيت ولا أشوف أحد مخنوق منهم كلهم ، بجلس عندك اليوم
                    ناصر : بكرا بليل تسافر و تبعد عن هالأجواء اللي خانقتك
                    عبدالعزيز بسخرية : بكون عريس للمرة الثانية
                    ناصر ضحك ليردف : أنت جايب لنفسك عوار القلب !! المشكلة ولا عرس فيهم بيكون بمسمى فعلي عرس .. زواج ملكة وبس حتى حفلة تحس فيها بالزواج مافيه !!
                    عبدالعزيز : أثير أكيد بتسوي لنفسها وأنا بس أوقع العقد باخذ نفسي وأنحاش من باريس اروح أي منطقة ثانية أجلس الأيام اللي بتبقى وأرجع
                    ناصر بتقزز من الكلمة : أوقع العقد !! يخي حسستني صفقة بشغلك وأنتهت .. مدري متى تحس بمسؤولية الزواج
                    عبدالعزيز : تكفى ناصر ترى اليوم عيد فلا تضيق علي بمحاضراتك
                    ناصر أبتسم : ماراح أحاضر عليك ، بس وش رايك في عيد الرياض ؟
                    عبدالعزيز : كئيب ماعدا صلاة العيد هي اللي حسيت بنشوة فرح وعيد وغيره والله زي أي يوم ثاني

                    ،

                    تشغل دور ربة البيت بإمتياز ، حضرت الفطور لهم و من صنعها أيضا ، تشعر بفرح عظيم وهي في منزله الان و تتصرف كزوجة طبيعية و هذا العيد وقعه مختلف وجدا على قلبها المتكاثر في السعادة ، رغم أنه بائس على إبنتيه و مختلف عليهما بأنه أتى حزينا.
                    ضي : طيب أكلمها ؟
                    عبدالرحمن العائد من مجلسه الذي أمتلىء في الصباح الباكر بالمعيدين ، جلس ولم ينام ليلة الأمس جيدا : لا تضغطين عليها بس حاولي تفهمين منها .. رتيل ممكن تاخذ وتعطي وياك وأنا بروح أشوف عبير
                    صعدا للأعلى و تغيرت إتجاهاتهم ، دخل عبدالرحمن بهدوء لغرفة عبير المتجمدة من درجة التكييف العالية ،
                    عبدالرحمن بإبتسامة : وش دعوى ما تعايدين أبوك ؟
                    عبير الجالسة على الأريكة ومنشغلة في هاتفها و محادثات الواتس اب ، رفعت عينها لتقف ببرود و تقبل خده وجبينه : عيدك مبارك
                    عبدالرحمن أخذ نفسا عميقا : ليه ما نزلتي تحت ؟
                    عبير : تعبانة ومالي خلق
                    عبدالرحمن : تعبانة !!!
                    عبير جلست وبهدوء : أظن ضي تكفيك
                    عبدالرحمن جلس بمقابلها لينتبه للوحات التي تزين غرفتها : مين راسمك ؟
                    عبير بلعت ريقها لترتبك حروفها : وحدة من البنات
                    عبدالرحمن : وماعندها إسم هالبنت ... أقترب من إحدى اللوحات.
                    عبير بخوف وقفت خلفه : منيرة .. إيه إسمها منيرة أعرفها أيام الجامعة كانت ترسم وقلت لها ترسمني
                    عبدالرحمن ، ألتفت على الزاوية المتخمة بالزهر الذبلان ، أصطدم في عقله من هددهم بأن لا يزوجوا عبير لعبدالعزيز !! ، أردف : من مين جايتك كل هالأشياء ؟
                    عبير : أنا شاريتها أحب أشتري ورد ..
                    عبدالرحمن يقلب الزهر بين يديه دون بطاقة يقرأها أو شيء يؤكد شكوكه ، رفع حاجبه إليها :كل هالورد شاريته !!
                    عبير بصوت جاهدت أن يتزن : إيه وش فيها ؟ لايكون حرام بعد
                    عبدالرحمن : لا ماهو حرام طيب دام شاريته أهتمي فيه كله ذبلان ، طيب أرميه وأشتري غيره !! ولا فيه شي يخليك تحتفظين فيه
                    عبير : وش قصدك يبه ؟ أكيد مافيه شي .. تبي ترميه أخذه وأرميه .. *بإنفعال كبير* لازم تطلعني على غلط حتى لو شي خاص بيني وبين نفسي تقرر عني بعد
                    عبدالرحمن بهدوء : صوتك لا يعلى
                    عبير بضعف تام تجمعت دموعها ، ربما العيد الذي يهطل عليهم بالحزن او ربما لأنها لا تشعر بالعيد وأثر ذلك على نفسيتها .. أشياء كثيرة تتراكم في صدورنا و تنفجر في وقت مؤجل : إن شاء الله
                    عبدالرحمن : الحين ليه تبكين ؟ كان مجرد سؤال ...
                    تعليل والدها لبكائها جعله ينساب بعد أن أختنق ، أردفت : أنا متضايقة و انت زدت علي بسؤالك ،
                    عبدالرحمن : وليه متضايقة ؟ عشان ضي ؟
                    عبير أبعدت أنظارها بإتجاه الشباك و لم تود أن تناقشه في موضوع ضي.
                    عبدالرحمن : إلى متى يعني ؟ بنهاية المطاف راح تتقبلينها يا عبير بس ممكن تتقبلينها بدون لا تضايقين أبوك وممكن تتقبلينها وأنت مضايقة أبوك
                    عبير : ماتهمني أصلا عشان أتقبلها أو ماأتقبلها
                    عبدالرحمن : أجل ليه متضايقة ؟
                    عبير و كلماتها جلد لقلب والدها : لأن العيد صار مثله مثل أي يوم عادي و طبعا السبب يرجع لك أنت
                    عبدالرحمن : أنا ؟
                    عبير ألتزمت الصمت و ضيقها يتشكل بين ملامحها ،
                    عبدالرحمن شد على شفتيه ليردف : وش قاعد يصير لك ؟ ما كنتي كذا !! هذي التصرفات ماتطلع منك ... ممكن أصدق أنها تطلع من رتيل لكن ماأصدق أنها تطلع منك !! أبي أفهم وش قاعد يصير في بنتي ؟
                    عبير : لأني مليت من أني أكتم وأنت ولا همك يبه
                    عبدالرحمن : أنت لو تطلبين عيوني ترخص عشانك وتقولين لي ماأهتم لك !!
                    عبير والبكاء يبلل خامة صوتها : محتاجة أتنفس ! أختنقت من هالجو كله
                    عبدالرحمن تنهد : طيب قلتي لي تبين تشتغلين ؟ دورت لك شغل مالقيت شي يناسبك
                    عبير : ماهو مالقيت شي يناسبني !! مالقيت شي يناسب قوانينك اللي مدري من وين جايبها
                    عبدالرحمن بحدة : عبير تكلمي معاي زين !!
                    عبير بهدوء مزعج : مافكرت بعد عمر طويل كيف بتكون حياتنا بدونك ؟
                    في جهة مقابلة ، دخلت ضي غرفة رتيل المعتمة ، فتحت الستائر و كشفت الشمس عن أشعتها ، جلست على طرف السرير بجانبها و رتيل عيناها على السقف ذات عقل مشغول و فارغ في ان واحد.
                    ضي بإبتسامة : أبوك يقول عمك عبدالمحسن بيجي و قالي أنه عرس بنته بعد ايام .. مايصير نشوف كل هالحزن فيك
                    رتيل صامتة تسمع لها و قلبها يسمع حديث عبدالعزيز الأخير ، " زوجته " يالله ما أبشعها الكلمة و ماأوقح سلامها على قلبي.
                    ضي تضع كفها على شعرها البندقي المجعد بإلتواءاته : رتول ، ألبسي وجهزي نفسك وخلينا ننزل ننبسط ، ماهو لايق عليك الحزن
                    تشعر كأنها أبتلعت لسانها ولا صوت يجرؤ أن يخرج ، لم تستوعب بعد أن والدها يرخصها ؟ صعب على قلبها أن تستوعب ما يحدث في حياتها الان.
                    ضي : طيب قولي لي ، ماهو زين تكتمين .. وأوعدك مايوصل شي لأبوك إذا أنت ماتبين تقولين له ... أعتبريني صديقتك .. أختك .. أي شي
                    ألتفتت إليها وعيناها قصة أخرى ، أحيانا تجد في بعض الإناث أعين تثرثر بإستمرار ، أعين لا تصمت ولا تهدأ ، تشعر بها في الضياع هذه هي رتيل و حال عيناها ، بصوت غائب عن وعيه لذا أتت الكلمات مرتجفة : تعبانة و برجع أنام الحين
                    ضي : تنامين ؟ طيب أشربي لك قهوة تصحصحين فيها ساعتين بالكثير وأرجعي نامي وأصحيك بليل
                    دخل عبدالرحمن منزعج جدا من عبير بل حزين عليها ولا يعرف حلا اخر ، يود لو أن رتيل الان تخفف وطأة وجع أختها عليه ، ولكن خابت اماله عندما راها على السرير ، أنحنى عليها ليقبل عينها اليمنى كما أعتادت أن تقبله أحيانا ، أبتسم : عسى أعيادك كلها فرح
                    رتيل تنظر لوالدها بنظرات غارقة حزينة عاتبة ، همست : امين.
                    ضي : كنت أقولها تنزل معاي بس شكلها عنيدة مثلك
                    عبدالرحمن بإبتسامته الصافية : أنا اليوم مغضوب علي ، أغلى ثنتين في حياتي متضايقات
                    رتيل و جملته أتت كملح على جرح غائر ، أختنقت بدموعها إلى أن بكت.
                    عبدالرحمن يمسح دموعها على خدها الشاحب : وش فيها روحي متضايقة ؟
                    رتيل أرتمت على صدره وهي تتمسك بثوبه وتبلله ببكاءها ليضيق صوتها . . .

                    ،

                    في مجلسهم المزدحم بإناث العائلة المتغنجات في الصبا ، تتثاقل أحاديثهم التي ترمى على بعض و كلماتهم المقصودة لإغاضة بعض ، لا يهدأن و كلما سكنت أحاديثهن أفاق حديث اخر يهين الأخرى بطريقة غير مباشرة.
                    مهرة فتحت هاتفها لترى رسالة من يوسف " بكون أحسن منك وبقولك عيدك مبارك يا زوجتي الحبيبة و الغالية و الشيء الكويس "
                    ضحكت بخفوت لتكتب له " من الع .. " لم تكمل من كلمة إمرأة خالها لها : أحترمي المجلس وشو له ماسكة تليفونك !
                    مهرة رفعت حاجبها : كيف أحترمه ؟
                    زوجة خالها : والله عاد إذا أمك ماعلمتك أنا ماني مكفولة أعلمك
                    مهرة أبتسمت بإغاضة : طيب حقك علي إذا ماأحترمت سواليفك اللي ماينمل منها
                    غالية : وش قصدك ؟ يعني سواليفنا ماهي من مقامك
                    مهرة و مزاجها بالسماء ، ضحكت لتردف : لا أبد مين قال ، بس تعرفين ماتعودت على هالسواليف
                    غالية : بسم الله على قلبك ياللي مقطوع سرك في لندن
                    مهرة : لا في الرياض يا قلبي
                    أعتلت شحنات المكان السالبة في حضرة حديث مهرة.
                    خالتها مزنة : حبيبتي مهرة كيف الزواج والرياض ؟
                    مهرة أبتسمت لخالتها المحببة لقلبها : أبد تجنن و الله رزقني الزوج الصالح والفاهم و العاقل وماهو مقصر علي بشي وش أبي أكثر !
                    مزنة : وأنت يا قلبي تستاهلين من يشيلك على راسه
                    مهرة : يابعد عمري والله
                    وضحى تنهدت : عيدنا صاير كئيب
                    مهرة : عاد تصدقين هذا أحلى عيد مر في حياتي أحس له طعم ثاني
                    وضحى أمالت فمها و نظرها بعيدا عن مهرها وهي تشتعل حقدا.
                    مزنة : هذا جوالك الجديد ؟
                    مهرة وسؤال أتى على طبق من ذهب لتجيب : من يوسف
                    مزنة : الله يخليه لك يارب
                    مهرة بإبتسامة : امين
                    غالية : والله الحين الحريم ماعاد في وجههم حياء كأنهم واقفات عند الباب ويطلبون من يتزوجهم
                    مهرة وقصدت أن تجرح غالية ولا تعرف بأنها تجرح نفسها أكثر : صادقة والله بس عاد الحريم يختلفون يعني فيه بنت معززة مكرمة يجيها من يشتريها لين بيتها وفيه بنت لأ
                    دخلت والدة مهرة بعد أن كانت منشغلة في المطبخ : الله يديم مجلسكم .. وجلست بجانب إبنتها.
                    نظرت لهاتفها المهتز إثر رسالة جديدة ، فتحتها كانت من البنك " تم إيداع 100.000 ريال في حسابك " و تلتها رسالة من يوسف " عيديتك من شقا عمري كله يعني يمديك ترجعينها بطريقة ثانية خصوصا أني فلست "
                    أبتسمت لتوكزها والدتها : وش بلاتس تضحكين كنتس مجنونة ؟
                    مهرة همست : يوسف حط في حسابي 100 ألف يقول عيدية
                    والدتها : قومي أتصلي عليه برا ولايسمعونتس هالمهبل
                    غالية تهاب والدة مهرة لأنها ترد الواحدة بعشر ، لذلك صمتت.
                    وضحى الغير مبالية : الله يرحم أيام نوكيا
                    مهرة عضت شفتها بهدوء ودت لو تقتلها ، والدتها : أعوذ بالله من عيون بعض الناس .. وش تبين أنت قبل كم يوم أنت في المهاد
                    وضحى غضبت من تصغير والدة مهرة لها : اللي على راسه بطحا يحسس عليها .. أنا قلت مهرة ؟ هجمتي علي على طول
                    والدتها : أقول مهرة لاتطولين على زوجتس ..
                    مهرة و أضطرت أن تقف وتتوجه للصالة الأخرى ، مرت دقائق وهي عند إسمه ، أخيرا أتصلت عليه ، أتاها صوته الضاحك : يا صباح الخير
                    مهرة لم ترد لثواني طويلة ثم أردفت : صباح النور
                    يوسف : عيدك مبارك .. طيب على الأقل كان كملتي الجملة وش هالبخل اللي عليك
                    مهرة لم تفهم عليه : من العايدين والفايزين !! .. بس مافهمت
                    يوسف : راسلة نص المسج
                    مهرة : يمكن أرسلته بدون لا أدري
                    يوسف : طيب .. شخبارك ؟
                    مهرة : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
                    يوسف : تمام ، مرتاحة ؟
                    مهرة بلعت ريقها لتردف : الحمدلله ..
                    بعد صمت بينهم طال تحاورت به أنفاسهم ، أردفت مهرة : مشكور على العيدية ولو أنها كثيرة
                    يوسف بضحكة : قلت لازم أذلك على شي
                    مهرة ضحكت لتردف : يعني ماهي لله ؟
                    يوسف : 75% نيتي شينة في الموضوع
                    مهرة أبتسمت وبعفوية : بخليها لولدي
                    يوسف عيناه كشفت عن لهفتها ليردف : لولدك ؟

                    ،

                    رجع مهلك بعد سلسلة من زياراته و معايدته للأقارب والأصدقاء ، وضع رأسه في حضن عمته : ودي أنام سنة كاملة
                    حصة بضحكة : أطلب منك طلب ؟
                    سلطان بهدوء : على حسب الطلب
                    حصة : أصعد فوق بس شوف الجوهرة اليوم
                    سلطان ضحك ضحكة صاخبة ليردف : ليه طيب ؟
                    حصة : بيجي أبوها الحين وقبل شوي نزلت لي وماقصرت البنت بس روح شوفها
                    سلطان : إيه ليه أشوفها ..
                    حصة أبتسمت بشغف : شكلها صاير يهبل
                    سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لانزلت لأبوها شفتها
                    حصة : سلطان تكفى والله حرام تضيع الفرصة
                    سلطان : وش فرصته بعد ؟ صار لي شهور أشوفها بتفرق يعني ؟
                    حصة : إيه بتفرق .. يالله حبيبي روح
                    سلطان : لا تزنين على راس ... لم يكمل من حضور الجوهرة أمامه . . . .

                    .
                    .


                    .

                    أنتهى البارت

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                      الجزء ( 45 )












                      غريب أمرك
                      يا من لقبت زيفا بزوجي
                      تعبث بجراحي
                      تتفنن باستلذاذ وجعي
                      تخوض في وحل
                      انكساري ..

                      تبحث عن
                      عذر لوهني
                      و أنت استحرمت
                      مغفرتي ..

                      أما كفاك
                      بصمة حجر
                      وسمت بها كفاي ؟!

                      أما كفاك
                      طعنات عاثت
                      بها روحي ؟!

                      يالله
                      أي بشر
                      أنت ؟!

                      ///

                      نحن إناث
                      سقطنا في بئر
                      حب لا قاع له ..

                      أنا كسرت
                      و أحسست
                      بسنين تبعثر
                      أعوامي اليتيمه ..

                      أحببته
                      و أخطأت
                      و دفعت الثمن
                      منه
                      و حتى من والدي
                      شاركه
                      في جرحي
                      و كان ثمنا غاليا
                      جد غال ..

                      قدمني
                      بطبق من ألماس
                      و ذاك تفنن
                      بدهس
                      مشاعر مجنونه
                      عربدت في
                      صدري
                      و أطارت صوابي
                      فبت أسقط
                      رويدا
                      رويدا
                      من مقلتي
                      و منه
                      و حتى من أبي ..


                      لكم قهري
                      وعبرات جاش
                      بها وجعي



                      *المبدعة : وردة شقى.





                      - قبل بضع ساعات -

                      صلت ركعتي الضحى و بقيت واقفة أفكارها متشابكة في بعضها البعض ، تفكر بأن لا تحضر حفل زفاف أخيها و لكن لم تخطط بأن تحبط كل غيمة فرح تريد أن تبللها ! لم دائما لا أترك الغيم يمر على قلبي بسلام ، لم أجعله يتكدس ويخنقني ؟
                      مهما حدث من حقي أن أحيا حياة كريمة تخاطبني بالسعادة فقط. كل تلك الأشياء التي تحزني ستجد طريقها يوما للفرح و سأبقى أراقبها. أنتهى وقت الترقب و المراقبة يجب أن أمارس حقي بالفرح كما أمارسه إذلالا بالحزن. يجب أن أعيش.
                      مثل ما أوصاني رب الخلائق في كتابه ، يجب أن أصبر و أن لا أدع الحزن يضعفني ، لو كانت إحدى الصحابيات رضوان الله عليهن في حياتنا الان ؟ لو كانت تواجه صعوبة مثل ما أواجه أنا ؟ هل ستنزوي في دارها و تبكي تنتظر الفرج من أحد الخلق !!
                      يالله يا أنا ، لا أعرف من أين أبدأ او من أين أنتصف ، أذكر جيدا ما قالته لي أستاذة الدين في الثالث ثانوي و صوتها المتحشرج في تلك الأيام.
                      " أمام الطالبات الواعيات و المرهقات إثر اخر سنة لهن ، أردفت بصوت تحفه الطمأنينة : عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه ، إلا الجنة .... مدركين رحمة الله في عباده ؟ .. إذا مات أخوك ولا أبوك ولا أي شخص غالي في حياتك و صبرتي وأستغفرتي الله يجزيك بالجنة .. فيه أكثر من كذا رحمة ؟ .. يقول الله تعالى ابن ادم ! إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى ؛ لم أرض لك ثوابا دون الجنة ... شايفين أجر الصبر كيف عظيم ؟ ليه دايم نبكي ونمتنع عن الأكل ونعتزل الناس وفيه بعضهم يقطعون رحمهم بحجة أنهم في مصيبة !! يجلسون سنين على هالحال و كأن الحياة وقفت على ما فقدوا !! إن من يشقي نفسه ويمتنع عن الصبر سيشقيه الله في الدنيا والاخرة ... "
                      تذكر يا قلبي جزاء الصبر ، تذكر الجنة ، من يحفظ الله يحفظه .. من يحفظ الله يا قلبي يحفظه.
                      وقفت أمام المراة ، تتجاهل كل ما يأتي بأمر " سلطان " ، نظرت لكفيها .. هذا الحرق لن يذهب بسهولة كما أن حزني من سلطان لن يمحى بذات السهولة ، ستندم يا سلطان على " قلبي " و سأندم على أملي الضائع بك ، كل تلك الأشياء التي ندمت عليها يوما كانت ولادة ضيقة لخيباتي في الحياة.
                      رطبت ملامحها منذ فترة طويلة لم تعتني بنفسها " إعتناء أنثويا " ، أستغرقت دقائق طويلة في وضعها لمساحيق التجميل الناعمة. لم تكن تحتاج للكثير لتبرز جمالها النقي أكتفت بتوزيع كريم الأساس ذو لون طبيعي و غطت هالاتها المتعرية بال " كونسلر " لتضع الكحل على طريقة فرنسية بحتة فوق عينيها ممتد بذيل قصير للخارج ، تخشى التمرد دائما حتى في وضعها للكحل ، رفعت شعرها الطويل بطريقة رومانية ، أتجهت للجزء الاخر من الغرفة الذي يجاور الحمام حيث دواليب ملابسهم التي تخبىء تفاصيل كثيرة لا تستنطقها الألسن.
                      وقفت و هي لا تعرف ماذا ترتدي ! كثر تلك الفساتين التي لم ترتديها أمامه ، أو ربما لم تحظى بزواج بتفاصيله الشيقة حتى تفكر بإرتدائهن.
                      أرتدت تنورة تضيق عليها ، ألتفتت حول نفسها و أرمقت جسدها بالإشمئزاز من أن تخرج امامهم بهذا المنظر رغم أن التنورة ليست بذاك السوء و لكن شعورها بالعري قادها لأن تنزعه ، مذ سبع سنوات و أنا أرى الإتساع بكل شيء " رحمة لنفسي " .
                      أخذت فستان قرمزي. لا تعلم أي نزعة أنثوية أصابتها لتتباهى بجمالها هكذا ! أو شعورها بأنها تريد أن تبرهن لأحدهم أن الحياة لا تقف عليه أو أنه تحدي لذاتها بأنه يجب عليها الصمود و التمسك بكل فرحة تأتيتها وتتمسك بما قاله الله في كتابه.
                      نزلت للعمة ، أرتاحت قليلا من فكرة عدم وجود سلطان في الصباح الباكر ، أبتسمت أمام إطراءات حصة المرحبة بها.
                      حصة : ماشاء الله تبارك الرحمن وين مخبية هالزين كله
                      الجوهرة بإبتسامة خففت وطأة حزنها : بعض من زينك

                      ،
                      أغفر لي ذنب بكائي يالله جهلا و تفاهة على من لايستحق إختناق الملح في محاجري ، أغفر لي يالله على هذا الحب ، أأطلب الغفران من عقلي الذي مرض بك تفكيرا أم من قلبي المثقل بتفاصيلك ؟ أجهض يالله هذا الحب من رحم حياتي.
                      أبعد ملامحها المتورمة بالبكاء ، أردف بإبتسامة حانية و وجهها بين كفيه : وش سويت ؟
                      رتيل أخفضت نظرها لا رد لديها ، حاقدة و لكن لا تعرف كيف تحتاجه رغم كل هذا ، لا نية لديها بإخباره. كل الأشياء السيئة و الخبيثة تنهال على عقلها ، لم تكن سيئة إلى هذا الحد كشعورها اليوم ، لن تنسى تلك الليلة التي صفعت بها من عبير و نهب عبدالعزيز غصنها الذي تتوكئ عليه. لن تنسى كل هذا بسهولة ، والله يا عزيز لوعد على نفسي أن أشبعك قهرا مثل ما أشبعتني ، والله يا عزيز إن أرخصني والدي لا أرد هذه الكرامة بنفسي أنا وحدي ، والله و بالله و تالله يا عزيز لأجعلك تندم بكل حواسك على هذا الزواج و أعلمك كيف الندم الحقيقي علي ؟ عسى الله يبتليني بكل ما أكره إن حاولت مرة أن أغفر لك ، يا ليتك ياعزيز تعرف شعور الإناث أمام من يستاهل بحبهن ، ليتك تعرف بكيد النساء الذي سيصيبك بإذن من أوقع الحب في قلبي ، ليتك تعرف كيف الحقد يتشبع بقلب الأنثى إن كرهت ، و منذ اليوم لن أقول " ليتك " بل ستجربه و أنا عند وعدي و لن يردني أحدا و إن كان أبي يحميك فأنا قادرة بإذنه و ويل الرجال قبيلة من حقد أمرأة.
                      ضي وقفت : يالله عبدالرحمن خلنا نتركها شوي ترتاح و أكيد بتنزل ؟ صح رتول ؟
                      رتيل و تصادم الأسطر تضبب عليها قراءة أيامها المقبلة ، أردفت بإبتسامة أتقنت تمثيلها : بتروش وأتنشط و أنزل
                      عبدالرحمن : ننتظرك لا تتأخرين ، و أنتبهي لجرحك ... ونزل برفقة ضي إلى الاسفل.
                      ضي وهي تسير بجانبه : وش صار مع عبير ؟
                      عبدالرحمن : صاير لها شي وماهي راضية تقول ؟ ماهي بنتي اللي أعرفها ! متغيرة 180 درجة ، لو هي فعلا متضايقة من تصرفاتي عشانهم كان قالت لي من زمان بس انا متأكد مليون بالمية انه فيه شي وراها مخليها تحط تربيتي لهم حجة
                      ضي : وش يعني بيكون وراها !! تلقاها متضايقة ومحتاجة تفضفض وعشان كذا ترمي عليك هالحكي
                      عبدالرحمن : عبير إن كانت متضايقة ما تبين لأحد بس الحين تبين !! أكيد فيه سبب وراها يخليها تنفجر بهالصورة
                      ضي أبتسمت : ماتوقعتك شكاك كذا
                      عبدالرحمن جلس بتعب : ماني شكاك بس بنتي واعرفها ! رتيل لو تقول كل الألفاظ الشينة بوجهي بقول متضايقة وجالسة تفرغ وبتركها لكن عبير مستحييل الا اذا كان فيه شي بحياتها ما أدري عنه
                      ضي : أنا أقول لا توسوس كثير وهي بروحها تعبانة و إذا شكيت فيها بتنقهر زيادة وتتعب ، خلها ترتاح شوي بدون لا نضغط عليها وهي من نفسها بتجيك
                      عبدالرحمن بعد صمت لثواني طويلة أردف بإقتناع : شورك وهداية الله

                      ،

                      على طرف سريره جالس و عيناه تحكي اللهفة و تفاصيل البراءة و رائحة الزهر المعانق بشرة ناعمة ستأتي بعرس في قلبه ، أقتحمه العبير من كل جانب ، أردف : مافهمت !!
                      مهرة بربكة بحثت عن موضوع اخر تهربا : كيف عيدكم ؟
                      يوسف : عادي
                      مهرة بشك و قد أخذتها العفوية في محادثته : معقولة ! اكيد راح تطلع مع ربعك تسهرون وكذا
                      يوسف بضحكة : كل ربعي بيسهرون مع حريمهم
                      مهرة : هههههههههههههههه عيش حياة العزوبية من جديد
                      يوسف : وانا قلت لأ ؟
                      مهرة جلست على الطاولة التي يغطيها بعض ذرات التراب بعد أن طال وقوفها في منتصف الصالة الخاوية و تكورت حول صمتها مرة أخرى . .
                      يوسف : الحين ماهو لازم مراجعات عند دكتورة .. يعني تراجعين معها الحمل وكذا ؟
                      مهرة : بس أفضى اشوف لي وقت أحجز فيه موعد
                      يوسف بجدية : بس تفضين ؟
                      مهرة التي لا تجد ما يشغلها في حائل : إيه عندي أشياء أهم
                      يوسف عاد لرحم صمته ، يختنق أو ربما يكابر ، رقد الصبر به حتى جاهد نفسه بأن لا يتلفظ عليها بكلمة تجرحها.
                      مهرة لا تعرف كيف التناقضات في مكالمته تجتمع. تشعر بالخيانة لأخيها وهذا بحد ذاته شعور مشين ولكن لا تنكر بأنها أول مكالمة نقية خالية من شوائب الحقد و الكره و الكلمات السيئة.
                      مهرة بهدوء : اليوم بشوف لي عيادة زينة
                      يوسف ولا تخمد براكينه الغاضبة ، مازال ملتزم الصمت و انفاسه العالية تكشف غضبه.
                      مهرة : تامر على شي ؟
                      يوسف ببرود : بحفظ الرحمن . . وأغلقه قبل أن يسمع ردها.

                      ،

                      في الساعات الاولى من نهار العيد الطويل و المفعم بالفرحة المتغنجة كيف ولا ؟ وهذا عيد المسلمين حيث تضخ بلادنا ب " ضحكة "
                      حضورها بتر كلماته و رأسه في حضن عمته الجميلة ، أسبق و قلت أن عمتي مرادف لكل الأشياء الحميمية " عمتي و خالتي و أبي و أمي و أختي و أخي و . . أيضا زوجتي " ،
                      لا تعرف لماذا أرادت أن تجرحه بأي طريقة كانت حتى لو كان هذا الأمر يحزنها مثل أن تجعله يندم عليها و كأنها سلعة تردد في شراءها.
                      حصة دفعته ليجلس : أجلس زي الناس ..... تعالي الجوهرة أجلسي هنا .. أشارت لها بجانب سلطان.
                      الجوهرة طوال ليلها تدعي بهذه اللحظة التي تبقيها متزنة أمامه ، أردفت بإبتسامة : تقهويتوا ؟
                      حصة الرقيقة أرادت أن ترتكب الصدف بينهما : سلطان ماتقهوى
                      سلطان المشتت انظاره ولم ينظر إليها إلا النظرة الأولى ، ألتفت على عمته : متقهوي وخالص
                      الجوهرة أخذت فنجان وملأت ربعه لتمده إليه ، ثواني طويلة أمام أنظار حصة المراقبة و قلب الجوهرة الذي يكاد يقتلع من صدرها ، خشيت أن ترتبك أكثر وتنزف دماءها.
                      أخذ سلطان الفنجان ، و حصة رسمت إبتسامة إنتصار على محياها.
                      سلطان بحديثه لعمته يتجاهل وجود الجوهرة تماما : وين العنود ؟
                      حصة : راحت لعماتها مجتمعين
                      الجوهرة تنظر إليه بعين - تغار - ، لم السؤال عنها ؟ لم كل هذا الإهتمام !! ليست سعاد وحدها من لها ماض مع سلطان. حياتك يا سلطان تبدأ من النساء و تنتهي منهن و رغما عنك يجب أن تقتنع بذلك.
                      حصة بعد صمت طال أرادت أن تذهب وتتركهما ولكن تثق في الجدار الذي بجانبها أنه سيذهب أيضا ولن تنجح مسألة إختلاءهما في بعض.
                      سلطان يحرك خرزات المسبحة غير مبالي تماما بالكائن الجميل الذي يقابله في الجهة الأخرى.
                      حصة : سلطان يقول ماشاء الله حافظة القران
                      الجوهرة : ايه الحمدلله قبل زواجي بفترة قصيرة ختمته
                      حصة بتأليف متقن : وقتها كان سلطان بس يسولف عنك
                      سلطان و هادئ جدا يستمع لخرافات حصة بسلاسة و شبه إبتسامة تطفو على محياه و عيناه مازالت على المسبحة.
                      حصة : كان والله ودنا نحضر بس كانت العنود عندها اختبارات ومقدرت اخليها لحالها و لأن بعد سلطان قالي الزواج صار بسرعة يعني ما أمدانا حتى .. عاد ما ألومه يوم أستعجل
                      الجوهرة بدت الحمرة تغزي ملامحها البيضاء.
                      سلطان عض شفته السفلية ممسكا ضحكته ، أردف بهدوء : أستعجلنا عشان شغلي
                      الجوهرة وقفت بتأخذ فنجان حصة ، سكبت لها القليل و من ثم أتت لسلطان ، بقربها منه مرة ثانية شعرت بالغثيان ، دقات قلبها لا تنتظم و تشعر كأنه ينظر إليها بعينه المحمرة الغاضبة.
                      توترت كثيرا و هي تسكب له ، مدت يدها و بمجرد ما لامست أصابعه يدها حتى سقط الفنجان أرضا.
                      حصة : بسم الله عليك ، ... خليه عنك تجي عإايشة . .. عايش ة
                      الجوهرة بربكة : اسفة ..
                      بمجرد وقوفها من إنحناءها على قطع الزجاج بدأ أنفها بالبكاء دماء كالعادة ، يشاركها الحزن و الخوف والغضب و التوتر ، أنفها يشاركها كل الأشياء السيئة و عيناها تعتصر بالتناقض بين الفرح و الحزن.
                      حصة بدهشة و هي التي لم تعتاد على هذا المنظر ، أردفت بخوف : وش فيييك ؟
                      الجوهرة أخذت منديل لتنسحب نحو المغاسل.
                      سلطان ببرود تام : هي اذا خافت نزف خشمها
                      حصة بغضب : وانت جالس !!
                      سلطان تنهد : تعودي انك بتشوفينها كذا كثير
                      حصة : البنت تنزف وتقول تعودي ! ودها المستشفى على الأقل
                      سلطان بحدة : حصة وش فيك ! قلت لك من يومها صغيرة وهي كذا اذا خافت تنزف
                      حصة : وليه تخاف إن شاء الله !! لا يكون مسوي لها شي ؟
                      سلطان تنهد بضيق : استغفر الله العلي العظيم
                      وأتجه للمغاسل ، مجرد ما أنتبهت لظله مسحت دموعها التي أوشكت على النزول.
                      سلطان : وقف ؟
                      الجوهرة لم ترد عليه ، وقف خلفها تماما و جمدها في مكانها وهو يغرز أصابعه في خصرها و يردف بحدة : لما أسألك تجاوبين
                      الجوهرة تنظر إليه من المراة ، بقيت تصارع ألمها ولا تصدر صوتا ، . . تجاهد أن تبقى قوية. عيناها تلتقي بعينيه الحاقدة التي أصبحت تجزم بأن الحجار تعشعش به.
                      سلطان أخذ منديل أبيض ليبلله بمياه دافئة ، مسكها من كتفيها و جعلها تقابله ، قرب المنديل من أنفها و رائحة العود تنبثق من ذراعه الممتدة حولها و أنفاسه تخالط أنفاسها. و حوارات من نوع قلبي يحدث بينهما الان.
                      عقدت حاجبيها و كأن هذه العقدة ستحميها من الدموع ، هي ثواني ، واحد ، إثنين ، ثلاث ، أربع .. و نزلت كرات الملح الرقيقة على خدها متدحرجة على يد سلطان.
                      صد وهو يرمي المنديل المحمر في الزبالة ،
                      و قوة الجوهرة تخونها ، مرت بجانبه و رائحة عطره تخل في توازنها ، قد أملك الحصانة نحو كل شيء إلا رائحته.
                      على بعد خطوات قصيرة ، عائشة : أنا شنو يسوي ماما ؟ انا ما يأرف *يعرف* شي
                      حصة نظرت للجوهرة و تجاهلت عائشة التي تثير الهوامش ، أقتربت منها : عساك بخير يمه ؟
                      الجوهرة صمتت ، هي تعلم إن تكلمت ستنهار بالبكاء.
                      سلطان من خلفها : ماتبين تروحين لعمك عبدالرحمن ؟ اهلك كلهم بيجون هناك
                      يالله يا سلطان ما أوجع مرورك على قلبي الان ؟ تسألني بكل برود لتثير حرارة قلبي و مرضه الخامد في زاويته ، يتسابقون بأسئلتهم و هم يدركون بأني على حافة إنهيار. ، لن أخضع لقلبي بعد الان ، خضعت لك 7 سنين و شطرتني في المنتصف ولن أجعلك تشطر بقاياي يكفيني يا قلبي أن تشاركني حزني ولا تقرر عني.
                      حصة و تغرق في عيناها المتحدثة ، أقتربت منها أكثر لتمسح ملامحها بكفها الدافئ ، لمسة حانية واحدة كفيلة بغرق الجوهرة في بكائها.
                      حضنتها و كانت ردة فعل البائسة موجعة لصدر العمة القلقة ، تمسكت بجسدها التي تغلفه رائحة الأمومة.
                      أتجه سلطان لمكانه مردفا : كان ناقصنا دلع !!!
                      جمدت أعصاب الجوهرة حول جسد عمته الحاني ، " دلع !!! " أنا تافهة جدا عندما أبكي منك و تافهة أكثر عندما أعلق أملا بك ، قليل من الإحساس يا من كان يجب أن ألفظه سلطاني ، فقط القليل الذي يشعرني أنك إنسان رغم كل قساوتك ، ما أثقلك على قلبي الذي باتت جدارنه تتصدع منك.



                      يتبع

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...