رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ،

    في منزله ، أفكاره متلخبطة لا مسار لها ولا حل
    أبتسم وهو ينحني ليضع سلاحه المرمي جانبا : شلونك ؟
    عبدالعزيز ولا يرد عليه ، متجاهله تماما
    جلس على الكرسي المقابل له : أنا اسف
    عبدالعزيز رفع عينه المندهشة ، يريد أن يصدق .. يكاد يحلف بأن من أمامه ليس سلطان .. يعتذر ؟ أهذه نهاية الدنيا أم ماذا ؟ سلطان يتنازل عن كبريائه و يعتذر ؟ يالله على هذا التغيير أو النفاق لا أعرف أيهم أصدق بوصف سلطان الان
    عبدالرحمن : هذا سلطان وأعتذر لك .. ماهو من شيم الرجال يردون الإعتذار
    عبدالعزيز أبتسم بسخرية : قصدك أنسى وأرجع معاكم ولا كأنه صار شي .. على أساس أنكم متعودين تهينون الناس ويركعون لكم
    سلطان بهدوء : طبعا ماراح تركع لنا .. ينقطع لسان من يهينك
    عبدالعزيز : أهنتني مرة و ثنتين وثلاث ..
    سلطان : وأنا أرجع أقولك أنا اسف .. و عمري ماأعتذرت لشخص وهذا أنا أعتذر لك مايفسر لك هالإعتذار أي شي ؟
    عبدالعزيز : يفسر لي المصلحة
    سلطان : يفسر كبر مكانتك عندي
    عبدالعزيز تنهد ، مشوش وعقله لا يستقيم أبدا
    عبدالرحمن : تبي تاخذ إجازة بالوقت اللي تبيه وبالمدة اللي أنت تبيها بعد أخذ .. ماراح نمنعك عن شي
    عبدالعزيز بقهر وعقله متعب من التفكير : أبي أعرف وش صار بأهلي !!
    سلطان : الله يرحمهم
    عبدالعزيز : طيب بس سؤال وبعدها مستعد أسوي لكم اللي تبونه
    عبدالرحمن : أسأل
    عبدالعزيز : أختي غادة اللي كانت زوجة ناصر ؟ وش صار لها قبل الحادث !! أبي بس أعرف إذا صار شي أنا مدري عنه لأني مقدرت أشوفها ، ماتت قبلهم كلهم
    سلطان و عبدالرحمن ملتزمين الصمت ، لا رد لديهم ولا ملامحهم تنبأ بالرد
    عبدالعزيز : قلبي يقول فيه شي ماأعرفه ،
    بجنون وقهر : قولوا لي .. بس قولوا وش صار بأختي غادة ؟
    عبدالرحمن : ماصار شي
    عبدالعزيز وكأنه يفقد الأمل من جديد ، نظراته موجعة لسلطان الذي يلتفت للجهة الأخرى محاولا أن لا يراه
    أردف : و أبوي ؟
    عبدالرحمن بصمت مطبق ، قلبه يتقطع عليه الان.
    عبدالعزيز بنبرة مكسورة مهتزة : بيخلص رمضان وبيجي العيد وكلكم بتكونون عند اهلكم ولا راح يهمكم شي .. بس أنا ؟ بكون عند مين ؟
    عبدالرحمن : أنا أهلك .. أعتبرني أبوك أعتبرني أي شي
    عبدالعزيز : ليه ماتحس أني بختنق من الرياض !! أنا ماني عارف وش تستفيدون مني ؟ وش تبون مني !!
    عبدالرحمن : مانبي أحد يضرك والله يا عز وأقسم لك بربي أنه فيه ناس تبي تضرك وأننا نبيك تكون قدام عيوننا عشان نرتاح ونتطمن أكثر
    عبدالعزيز : ما تطمنتوا ! كم مرة أنرميت في المستشفى ؟ من جيت الرياض والمصايب ما تفارقني
    عبدالرحمن يشير لسلطان بعينه حتى يتكلم ويقنعه
    سلطان ألتفت عليه وهو يضع كفه على كتف عبدالعزيز : عز تعود ، يعني كلنا نفقد ناس غاليين على قلوبنا لكن نتعود ،
    عبدالرحمن و أراد لسلطان أن يحكي بأريحية أكثر رغم أنه لا شيء مخبىء عنه ولكن مع ذلك أستأذن بالخروج وتركهم
    سلطان : في أول سنة مسكت فيها منصبي و ألقينا القبض على جماعة تهرب بالحدود جو ناس مجهولين وحرقوا بيتي .. وفقدت أمي وأبوي اللي هم بالنسبة لي حياتي كلها !! فقدت كثير بس ماوقفت .. بوسعود كم مرة حاولوا يغتالونه ؟ ويخطفون بناته !! كم مرة أضطر أنه يحرم بناته من الطلعة عشان محد يجيهم !! أنا حتى زوجتي جننونها وفقدتها .. ليه ماتحاول تفهم أننا نحميك ؟ ليه دايم تأخذنا بسوء ظنك ؟ ليه ماتحاول بس تحسن الظن فينا ؟ إحنا مضطرين والله العظيم أننا مضطرين .. مضطرين نخبي عليك أشياء كثيرة .. أنت بس عطنا وقت وراح تفهم كل شي بوقته .. لاتستعجل علينا !! أنا ماتت أمي وأنا أحسبها تتعالج والكل خبى علي بما فيهم أبوك الله يرحمه عشان كنا في مرحلة مهمة تخص الجوهي نفسه وكان يعرف أني لو دريت بوقتها ممكن يخرب مخطط كامل كنا نجهزه من فترة طويلة ، أنت متصور كيف أنه أحد يصلي على أمك ويعزيها وأنت ماتدري !! أسأل عبدالرحمن كيف أبوك خبى علي ؟ لأنه كان يدري أنه ماهو من مصلحتي أعرف حتى لو كانت أمي ! أفهمني يا عز أحيانا نجبر أننا مانقولك لأنه ماينفع .. مايصير .. ما يصير تعرف
    عبدالعزيز بلع غصته : ليه نرخص حياتهم ؟ طيب ليه ندخل نفسنا بكل هالمعمعة
    سلطان بنبرة ذات بحة موجعة : عشان أرضنا

    ،

    تضع يدها على قلبها : يمممه يممه قلبي يدق
    هيفاء : ههههههههههههههههههههه باقي 20 يوم بالتمام وتنزفين على ريان
    ريم بربكة وإبتسامة شقية تعتليها : مدري كيف بنام ! أحس من الحين بيجيني أرق من التفكير
    دخل منصور : أحد منكم شاف يوسف اليوم ؟
    هيفاء وريم : لأ
    منصور : غريبة مختفي .. جلس ليردف : زوجته نزلت لكم ؟
    ريم : لأ ..
    منصور رفع حاجبه : صدق نجلا وينها ؟
    هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه ياحبيبي حتى زوجته مايدري وينها
    منصور بنبرة هادئة : بيجيك كف يعلمك كيف ماأعرف عنها
    سمع سلامها من الصلاة ، ألتفت ولم يعلم بانها موجودة : انت هنا
    نجلاء لم ترد عليه وهي تنزع الجلال بغضب ، لتجلس مقابلة له وبنبرة مقهورة : عسى قلبك تطمن ؟
    منصور بضحكة : دام أشوفك أكيد متطمن
    ريم : عن أذنكم .. وخرجت
    هيفاء تربعت على الكنبة وهي تترقب الحرب الكلامية التي ستبدأ الان.
    نجلاء بدأت تعض شفتيها من القهر ،
    منصور : تعالي أجلسي جمبي وش فيك مبعدة مرة
    نجلاء : أتوحم عليك
    هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد بحسب خبرتي المتواضعة النساة ماتجي في الشهر الأخير
    نجلاء بحدة : وأنت وش دخلك ؟
    منصور : خليها تحكي وتطلع اللي في قلبها كود تهدأ
    نجلاء : ومين قال في قلبي شي !! أكبر همي أنت وياها
    منصور أبتسم : طيب
    هيفاء : هدي هدي لا يتأثر عبود ويطلع لنا عصبي زي أبوه ، يقولون نفسية الحامل تأثر
    نجلاء : لا حول ولا قوة الا بالله .. قلت مالك دخل
    هيفاء : ههههههههههههههههههههههه حرام عليك هذا وانا أحاول أسعدك
    نجلاء : لامشكورة ماتقصرين
    منصور وإبتسامة يتضح من بعدها صفة أسنانه : صبي لي شاي بس
    هيفاء تحاول أن تحرك في نفس نجلاء شيئا : من عيوني يا أحلى أخو في الدنيا
    منصور : ههههههههههههههه أول مرة أحس نيتك صافية
    هيفاء : حرام عليك أنت ومرتك ظالميني مررة
    نجلاء تقلد صوتها : ظالميني مررة
    منصور أنفجر بالضحك ليردف : نجول خلاص
    نجلاء : إيوا خلاص !! الحين تقول خلاص ! أشوف تفكيرك كله فيها هالأيام وتسأل بعد
    منصور يجاريها : أتطمن
    نجلاء بقهر : تتطمن !! بعد تعترف
    منصور : أتطمن على روحي وحياتي اللي هي انت .. فيها شي
    نجلاء وستقطع شعرها : لا تستخف فيني !!!
    هيفاء : أنا بنحاش .. أشوفكم على خير ..

    ،

    فتح عينه النائمة على وشاحها ، صداع يهاجمه لا يعرف كم من الوقت بقي نائما على الأرض ،
    أستعدل بجلسته و عيناه الناعسة لا تنطق سوى " غادة "
    أعتصر رأسه بكفوفه متعبا من الصداع و الذكرى و الفقد و الوحدة و أشياء كثيرة تضيق بصدره.
    وقف و كاد يسقط من دوار رأسه الان.

    في ميناء باريس الذي يشهد الغروب الان و الشمس تستر في خدرها لتنام.
    بقرب السفن و المودعين و المسافرين يجلسان على الصخر الذي ينتهي بالمياه المتسربة بين أصابع أقدامهم ،
    تمد شفتها السفلى بأصبعها غير مصدقه : صدق ؟
    ناصر بإبتسامة : للأسف
    غادة : يا كذبك
    ناصر : هههههههههههههههههههههههه لا والله كلمتهم وقالوا مافيه حجز عشان كذا خلينا نغير
    غادة : أنت أصلا من زمان ماتبغى جنوب أفريقيا بس والله مشتهيتها والبنات كله يسولفون عنها يعني مليت من هالأجواء أبغى شي جديد ماشفته
    ناصر : غادة يعني فكري بشاعرية شوي ، شهر عسل بأفريقيا وحيوانات وأدغال ومدري وشو
    غادة : بالعكس بيكون متعة ، صديقة هدول رايحة ويا زوجها تقول تصبحين على عصافير ملونة و أصواتهم ويعني دنيا غير
    ناصر : مع إحترامي لها هي كذابة لأن مافيه عصافير ملونة ببيئة جافة .. خلينا نروح مكان ثاني والله أنا نفسيا ماأحب هالأماكن
    غادة بقهر :كل شي أحبه أنت ماتحبه
    ناصر : إلا أحبك
    غادة بضحكة : يعني والله تقهرني !! طيب لا تقولي أوربا لأن أحس كبدي بتنفجر من لوعتها
    ناصر : وش رايك بالرياض ؟
    غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه نكتك بايخة
    ناصر : لا صدق تدرين قبل أمس أشوف صور للمالديف
    غادة : ماأحب الجزر
    ناصر رفع حاجبه :المسألة عناد ؟
    غادة بضحكة : ماأحب أجواء البحر
    ناصر : هالمرة أنت اللي يا كذبك
    غادة بإبتسامة : طيب أعلن موافقتي

    عاد لواقعه ، تجهيزات الزواج مؤلمة و موجعة و لا حسنة طيبة يقتبسها من هذه الذكريات !!
    يالله يا غادة لو تعلمين ما يحدث بي الان ومايفتك بقلبي ؟ أمرض بك و عجز على ذاكرتي الهزيلة أن تنساك ، لو تعلمين أنك تخترقين أعماقي كما أنك الماء ولا أستطيع العيش دونه ، مرت سنة وأنا أعجز عن تصديق رحيلك و أقف عاجز عن رؤية غيرك و لا أرى أحدا يستحق الحب كما تستحقينه !!
    أنا أقف بعجز عقل أن يفكر .. كيف عشت هذه السنة بطولها دون أن أسمع صوتك ، أن أختار معك فستانك ، أن أشاركك طعامك ، أن أوصلك بسيارتي ، أن تخبريني " أنا لحبيبي وحبيبي إلي " ، أن تعلميني الفرنسية كما أنها تتغنج بين شفتيك ، أن تعقدين ربطة عنقي بطريقة كلاسيكية تشبه الفيونكة التي تعتلي جبينك إن شككت بكلامي ، أخبرتك مسبقا أنك مختلفة حتى في غضبك ، لم تكوني إمرأة عادية لأحبك بل كنت مختلفة لأكتمل بك.

    يتبع

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


      ،

      تتشابك كفوفها بإرتباك ، تشعر بالضيق و الحزن ، ربما لأن وقع الطلاق على نفسها مر .. أو لأنه من سلطانها ، يالله على الحزن الذي ينهال عليها ، حاولت أن أقسم لك يا سلطان بأنني بريئة بما تظن ولكن لم تترك لي مجالا حتى أقول لك " أنني أريد بداية معك " لو أن لا وجود لهذه الكرامة لكنت بين أياديك الان ولكن كنت قاسي جدا حد أنني لاأستطيع أن أقف مع قلبي الذي يريدك ، مجبورة أن أترك يمناك و مجبورة أكثر أن لا أدافع أمامك وأنت تبصق علي بظنونك السيئة.
      والدها : كلمته و قال إن شاء الله
      لم تستطع إخفاء دمعتها التي تنساب بهدوء على خدها ، " إن شاء الله " على أمر طلاقي .. لم يتحشرج بها صوتك وأنت تقولها ؟ لم يتحرك بك شيئا ؟ لم يضيق قلبك وأنت تلفظها ؟ أيعني أنني سأنتظر ورقة طلاقي منك في كل صباح ؟ أو هناك أمل للرجوع ؟
      يالله يا سلطان ليتك فقط تعتذر عن كلماتك و تقول " أريدك " و سأتجاهل كل شيء و أقع بك كما لم أستطع من قبل.
      ليتك تفكر قليلا .. ألهذه الدرجة لا أملك مساحة صغيرة في قلبك ؟ . . و تلك النظرات كيف أنساها ؟ نظرات حبك .. قل أنك تحبني وأنني لا أتوهم ؟
      أرجوك لا أريد أن أموت مرتين ، فقط تريث .. لاتتركني ، والله أحبك .. أحبك بكامل إنهزاميتي وخسارتي .. أحبك وأنا ضعيفة مكسورة ، كنت جيدة طوال الأيام الماضية ولم يهمني حديثك ولم يشغل بالي أيضا ، تقربت من الله حد أنني أستغنيت عنك لفترة ولكن الان أشعر بأن الله يمرضني بك ، كلمة " طلاق " أشعلت في قلبي حبا لا ينضب ، لماذا أحبك في النهاية ؟
      نحن لا نختار بداياتنا لذلك نقف حمقى أمامها ولا نحسن التدبير بها ولكن دائما بالنهايات مانخسر ، لأننا نضجنا بما يكفي حتى نشعر بأن الرحيل ملاذنا و حلنا الأخير.

      ،

      نام بجانبها و غرق في نومه وهي الأخرى تغرق أيضا على صدره ، مرت الساعات ولا تشهد الجدران سوى على هدوء أنفاسهم المنتظمة ، الساعة تقترب من الثانية فجرا منذ الغروب وهم نيام.
      بدأت مهرة بالحركة وعينها تنفتح بهدوء ، رفعت رأسها ليرتطم بوجه بشري ، صداع يرهقها الان و ربما نومها كل هذا الوقت يجعلها في وضعية متعبة ، فتح يوسف عينه بضيق ، ثواني صمت طويلة ليستعدل يوسف ويجلس ، أخذ ساعته : الساعة ثنتين ..
      مسح على رأسه وهو الاخر يبدو الصداع يداهمه : مدري كيف نمت !!
      مهرة وعينها متورمة من البكاء ، أتجهت للحمام تاركة يوسف يدفن وجهه في الوسادة بإرهاق كبير.
      تنهد وهو يسحب هاتفه ليرى إتصالات كثيرة ، فتح المحادثات وأول محادثة بالواتس أب كانت ل " علي "
      " يا خايس ... يا معفن ... يا زلابة .. يا كلب ... رد ياحيوان ... طيب أنا أوريك ... ما رد الكلب إلا لقصابه ... يا حمار ... يوسف صدق رد يخي فيه موضوع ضروري .... يعني ماترد ؟ ... طيب يا ولد عبدالله ... "
      أتصل عليه بصوت مليء بالنوم : خير مقلقني ؟
      علي : وأخيرا رديت يا زلابة يوم جاء دورك هربت
      يوسف ضحك ليردف بصوت مثقل : والله نايم ولا دريت عنكم
      علي : طيب قم ولا عليك أمر وتعال الإستراحة فيه سحور على كيف كيفك
      يوسف : على حسب اللي جايبه ، إذا طارق أنسى
      علي : ههههههههههههههههههههههه لا ولا يهمك هالمرة انا بنفسي
      يوسف بسخرية : عاد الله والأكل اللي بتجيبه ، لا معليش بتسحر في بيتنا عند أميمتي
      علي بخبث : أميمتك !! الله يالدنيا
      يوسف وفهم قصده : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي لا تضحكني وأنا توني صاحي من النوم ، أحس صوتي كنه صوت واحد توه بالغ
      علي : عييب عيب هالكلام مايجوز ههههههههههههههه
      يوسف يلتفت على مهرة التي تقف عند المراة ويخفض صوته : عندك شي ثاني ؟ يعني هذا الموضوع الضروري ؟
      علي : يخي تعال كلهم صايريين ثقيلين دم
      يوسف أنفجر بضحكته ليردف : تونا قبل كم يوم تقولون أنا السامج المهايطي
      علي : بس معليه سماجتك تنرحم عندهم
      يوسف بهدوء : لا والله مالي خلق ، توني صاحي وخمول وإرهاق برجع أنام بعد شوي
      علي : طيب أنقلع .. وأغلقه بوجهه
      يوسف وهو على السرير يريد من يحمله إلى الحمام من شدة خموله : روحي أكلي لك شي قبل لا يأذن
      مهرة بهدوء : ماني مشتهية
      يوسف وقف : أجل أنتظريني .. سحب منشفته و دخل الحمام.
      مهرة لم تفهم معنى أن تنتظره ؟ ، جلست وهي تتحسس عيناها المحمرة ، حامل ؟ يالله ما أشد ضيق هذه الكلمة !! في وقت تتسابق به الإناث للفرح بطفل يتغذى بأحشائهن إلا أنا .
      سيكون عمه قاتل لخاله الذي لم يراه ؟ وقع هذه الجملة كسيف ينغرز في قلبي ، لم يوسف لا يشعر بأن هذه الحياة لا تستقيم بيننا ولا تتزن ، ليته يفهم فقط يفهم .. يمارس الزواج التقليدي بحذافيره دون أن يلتفت لمشاعري ولو قليلا.
      دقائق طويلة يحترق بها قلب مهرة حتى خرج يوسف و " الفوطة " تلتف حول خصره و قطرات المياه تسقط من شعره على صدره العشبي ،
      أبعدت أنظارها للنافذة الطولية في لحظات أرتدى بها يوسف ملابسه ووقف أمام المراة يجفف شعره ، لم ينتبه لدموعها وكل تفكيره بأنها فترة وستمر ، يدرك أنها منزعجة و انها تشعر بأنها تبني حياتها في منزل قتلى و لكن كل هذا سيتصحح بالقريب العاجل ، أنا مؤمن بأن بعض الأشياء نتركها للوقت هو من سيتصرف بها ويقنعنا بها .
      ألتفت عليها : خلينا ننزل تحت
      لم ترد عليه ، أقترب منها ليلحظ دموعها ، جلس بقربها و كفوفه تمسح دموعها : بتبكين إلى متى ؟ يعني بيتغير شي ؟ بيموت اللي في بطنك إذا بكيتي ولا بيختفي كل شيء بمجرد ماتبكين !! خلاص حاولي تتصالحين مع نفسك وتتكيفين مع الموضوع !
      مهرة بكلامه تزيد بكائها لتردف : بسهولة ؟ تبغاني أضحك على الموضوع ولا أنبسط !! يالله على برودك وأنا أحترق .. ماتحس فيني ؟ ماتحس كيف هالألم يذبحني
      يوسف عقد حاجبيه : أحس فيك ، بس أبيك ترتاحين
      مهرة : ماراح أرتاح ؟ كيف أرتاح وأنا ماني واثقة فيك ولا أحس بالأمان معك ؟
      يوسف صدم بل صعق ، نزلت كفوفه عن وجه مهرة ، تفكيره متوقف مستحيل أن تكون صادقة بكلامها ، يالله ألهذه الدرجة وصل كرهك ؟
      مهرة تمسح بقايا دموعها على وجهها : أبي أروح حايل و اليوم قبل بكرا
      يوسف ينظر إليها بنظرات غير مفهومة ، بنبرة متزنة : طيب إذا تبين ترتاحين عند امك فترة ماعندي مانع
      مهرة : فترة ؟ يعني تبغى تجبرني أجلس عندك وأنا ماأبي هالحياة معاك
      يوسف بهدوء : ماراح أجبرك !! تبين الطلاق ؟
      مهرة بصوت مخنوق : ماأبي أي شي يربطني فيك
      يوسف : يعني ؟ . .بعصبية يردف : هذا ولدي حطي هالشي في بالك !!!
      مهرة ترتجف أهدابها لتبكي مرة أخرى : ماأبي .. ليه ماتفهمني .. كيف أعيش معاك قولي كيف ؟
      يوسف بغضب كبير : وأنا ماراح أجبرك !! بس يطلع الصبح أوديك حايل هاللي ميتة عليها !! لكن اللي في بطنك تحافظين عليه و لا تخليني أهددك وأكون حقير يا مهرة
      مهرة ضغطت على شفتيها حتى تمنع شهقاتها ، يريد أبنه مثل أي رجل شرقي لا يشعر بالمرأة سوى جسد يتكاثر بأطفال صغار.
      يوسف بنبرة هادئة : طيب قومي أكلي لك أي شي
      مهرة بضيق : ماأبغى
      يوسف تغلغلت أصابعه في أصابع مهرة رغما عنها ليوقفها : أمشي
      مهرة ملامحها تنتشر بها تجاعيد البكاء ،
      يوسف : لاتبكين
      مهرة و سقطت دموعها الغزيرة بإنسيابية : ضايقة و ماني مشتهية شي
      يوسف و جسده يلاصق جسد مهرة : قلتي تبين حايل وقلت لك من عيوني ، قلتي تبين الطلاق قلت لك طيب وبوقتها نتفاهم .. وش أسوي عشان تروح هالضيقة ؟
      مهرة تختنق بقربه ، تشعر بالضياع بأن لا احد ستحتمي به ، تشعر بالذل إن أقترب أو حاولت هي الإقتراب ، تشعر بالإهانة بأن لا كرامة لها إن وافقت يوسف بما يريد ، تريد أن تدافع عن عزة نفسها و لكن أيضا ستخرج من جحيم قلب إلى جحيم عقل وتخلف بأوساط خوالها.
      يوسف يمسح دموعها ويرفع خصلات شعرها عن عينها : خلاص لاتبكين وتتعبين نفسك على شي راح وأنتهى ، أمشي ناكل الحين قبل لا يأذن و بعدها ترتاحين و بس تطلع الشمس نمسك خط حايل

      ،

      ممسكة الشوكة التي تعكس ملامحها الهادئة ، تحاول أن تمسح الكحل المسال أسفل عينها ،
      قاطعها حضور الأنثى السعودية : أفنان أبغى أسألك وين أرشيف المحاضرات ؟
      أفنان : والله ماعرف يمكن .. أتوقع أنه كل محاضر يحتفظ بأرشيفه لوحده
      الأخرى : لا مستحيل لأن رحت لإستاذة انجي وقالت أنه ماعندها
      أفنان بنظرات حيرة : طيب تعالي نروح المكاتب اللي تحت أكيد هم يحتفظون فيها
      الأخرى : لا يخوف الدور الأول كله رجال ونظراتهم تروع
      أفنان : ماتوقعتك جبانة يا سمية
      سمية : هههههههههههه بسم الله على قلبك الشجاع .. أمشي يالله
      أفنان وقفت وتتظاهر بالشجاعة المفرطة ، نزلوا للأسفل متوجهين للمكاتب المنزوية باخر الدور ،
      أفنان تسأل المحاضر المصري : وين نلقى أرشيف المحاضرات ؟
      المحاضر بلكنة الفصحى المعتاد عليها : بالداخل
      أفنان : شكرا .. دخلوا والغبار يهجم عليهم
      سمية : وععع وش هالقرف .. وين أدور الحين
      أفنان : شوفيهم مرقمين .. شهر أوقست بهالممر
      سمية : امممم أبغى محاضرة يوم الإثنين حقت استاذ نواف و أبغى محاضرة إستاذة أنجي ومحاضرة الدكتورة كريستا
      أفنان ألتفتت للرفوف الممتلئة بالملفات ذوات الألوان الكئيبة : أبحثي أنت باليسار
      سمية تدندن وهي تبحث : اممممم لقيته هذا حق استاذة أنجي بس لحظة باخذ بس حق يوم الإثنين
      أفنان : هنا أسماء غريبة ..
      سمية شهقت لتلفت عليها أفنان و تصرخ هي الأخرى

      ،


      يسير بجانبها والسلاح يعانق كفه ، وضع ذراعه الأخرى خلف كتفها : بس ؟
      رتيل أبتسمت : إيه بس
      والدها : هالمرة بصدقك
      رتيل : وش دعوى يعني أكذب عليك ؟
      والدها : لأني مشتاق لضحكتك ، أنا أحب رتيل اللي ماتنهار بسهولة و اللي دايم تضحك و تحييني بضحكتها
      رتيل بهدوء : كبرنا
      والدها : ههههههههههههههههه كلام جديد ، كبرتوا على وش ؟ على الضحكة ؟
      رتيل بشقاوة : لا جاني الهم
      والدها يلعب بشعرها : والله ؟ وإن شاء الله وش هالهم
      رتيل بسخرية : لا هم بنات وش يعرفك فيه
      والدها : أصير لك بنت
      رتيل : ههههههههههههههههههههههه على طاري البنت ، عبير ماقالت لك شي ؟
      والدها رفع حاجبه : لأ .. ليه ؟
      رتيل : لا ولا شي بس هي عندها موضوع
      والدها : حتى مقرن يقول عندها شي !! وش سالفتكم ؟
      رتيل وهالات سوداء حول عينها التي تضحك اليوم : روح أسألها وش دخلني أنا ؟ ،
      والدها تنهد : طيب مافيه شي ثاني تبين تحكينه لي ؟
      رتيل : لا تطمن
      والدها : شي من هنا ولا من هناك
      رتيل بإبتسامة : ولا شي أنا صايرة أتدلع هالأيام
      والدها : يحق لك ، تدلعي لين تقولين بس
      رتيل ضحكت لتردف : لا والله مدري وش صاير فيني ، صايرة بكاية أي كلمة تبكيني
      والدها ويشعر بأنها حزينة وكأن قلبها يخبرها بأن أمرا لا تعرفه و قد يكون سيئا يرتبط بها ، يالله إن كانت تشعر ؟!!
      رتيل : وين رحت ؟
      والدها : معك ، يالله أدخلي نامي
      رتيل : لا مافيني نوم بجلس شوي هنا .. *تذكرت وجود عبدالعزيز* لالا خلاص بدخل داخل
      والدها : طيب يا روحي شيلي هالكراتين وأتركيها على جمب والخدم بكرا يرمونها
      رتيل : إن شاء الله
      والدها : تصبحين على خير
      رتيل تقبل جبينه : وأنت من أهل الخير والسعادة .. بمجرد دخول والدها ذهبت لتحمل الكراتين المثقوبة بطلقات النار ، تركتها جانبا وبطريق العودة سحبها شخص لصدره وكفه على فمها ،
      ألتفتت بعين مرعوبة ،

      ،

      وقفت متخصرة أمامه لتلفظ بنبرة متغنجة : أيوا ؟ وش قلت ؟
      سلطان بحدة : حصة أمسكي بنت لا والله أخليك تصلين عليها الليلة
      حصة بعصبية : عنوود ووجع ! أنقلعي لغرفتك
      العنود بنبرة مهددة : شف لا تنسى موضوع سعاد !! يعني إذا ماتبغى يوصل لزوجتك شي عن ماضيك الجميل !
      سلطان وقف وبجنون غاضب : تهدديني ؟ أنا أتهدد ؟
      حصة بترجي : تكفى سلطان خلاص أجلس
      العنود بضحكة خبيثة : إيوا بالضبط أنا أهددك يا عمي وش تبغى تسوي ؟



      .

      أنتهى البارت

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        الجزء ( 41 )




        إن قصتنا لاتكتب ،
        وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ،
        لقد كان شهرا كالإعصار الذي لايفهم ، كالمطر، كالنار،
        كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد الجنون
        وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة
        حين قلت بيني وبين ذاتي
        أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ،
        وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك
        ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبا تعيني
        ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد

        *غسان كنفاني.



        ،

        وقفت متصنمة هي الأخرى و الخوف يدب في قلبها و الحمرة تكتسي وجهها وعيناها تكاد تختنق من بياضها المرتجف ، أمام أشباح أم ماذا ؟ لم نؤمن بوجود الأشباح يوما .. من هؤلاء ؟
        همست بصوت مهتز : خلينا نركض
        سمية : شوفيهم ما يشوفونا ؟
        أفنان تغمض عيناها بشدة : ماأبغى أشوف تكفييين خلينا نروح .. نادي أحد
        سمية رجعت للخلف وأرتطمت برف لتسقط عدة ملفات على الأرض ،
        ألتفتوا الأربعة المكتسين بالسواد من رؤوسهم إلى أقدامهم و لا يظهر البياض إلا من أسنانهم المنقطة بالدماء ، ساروا بخطوات موسيقية مرعبة ، بلعت ريقها أفنان و لا صوت لها ، و سمية فكوكها ترتطم في بعضها وترتجف لتصرخ ،
        بصرختها ركضوا بإتجاههم ليركضوا بلا مسار بين الأرفف و الممرات الضيقة.
        جرت قدم أفنان لتسقط على الأرض المغطاة ببعض الأتربة ، ألتفتت عليها سمية وكادت تعود إليها لولا اخرا شدها من فمها و كفه ذات رائحة معجون الطماطم ، لطخ شفتيها بسائل لزج ،
        أنطفأ النور لينتشر الظلام و لا مجال للنور إلا من نافذة علوية قريبة من السقف ، أفنان الواقعة على الأرض رفعت عينها لبصيص النور المنبعث لتتلاقى عيناها مع عينا هرة حمراء ك مشروب التوت القاني ،
        أفنان برجفة : سمية ..
        و لاصوت سوى صداها ، قتلوها ؟ لا بد أن يقتلوها ؟ ربما عصابة ، عقلي يتفجر و الظلام ينغمس بعيني ، لابد أنه حلم ، يالله حلم !! خيال !! ماذا يحصل ألم يسمعوا صراخنا ؟ كل المكاتب بجانبنا ! كيف يتجاهلون أصواتنا ؟ سيقتلوني الان ،
        همست : سمية .. يارب يا رحيم
        شعرت بوخز يسار صدرها و ضباب يلف عيناها ، سيغمى علي ولا أحد بجانبي ، سيقتلوني وأنا هنا في كان ؟ يالله و أهلي ؟
        قدمها متيبسة غير قابلة للوقوف ، مكسورة و تشعر بالضعف والمرض من أن تقوم.
        سمعت صرخة دامية من حنجرة سمية ، أيقظت عيناها التي تجاهد أن تفتحها رغم الدوار الذي يصيبها ،
        بصوت حاولت أن تعليه إلا أنه أتى خافتا : سمية ..
        انفتحت الأضواء لتنتشر ضحكاتهم و هم يصرخون : Happy Halloween
        نزعوا الأقنعة ليخرج شاب فرنسي ذو شعر بندقي مجعد وبعض النمش يعتلي وجنتيه و شاب كندي ذو شعر أسود قصير وملامح بيضاء كالثلج و اخر مغربي ببشرة سمراء وشعر قصير و الأخير سوري ببشرة بيضاء و عوارض خفيفة متقاطعة .
        سمية بعصبية : كلاب ..
        الفرنسي بلكنته متغنجة : نعتذر كنا نحضر للهالوين في الشهر القادم و رأيناكم
        أفنان و دموعها تنساب ، أفكارها حلقت لشيء بعيد ، " توبة أدخل هنا " ، كل إعتقادي بأني كنت على وشك الموت و أنا لست بأرضي .
        سمية بغضب : هالوين في عينك يالأشهب
        أوليفر بإبتسامة نقية : excusez moi ?
        سمية وكأنها تحولت لعجوز صغيرة : أنا مو قايلة لك ديرة الكفر ماترتجين منها شي
        أفنان مدت إيدها وبنبرة باكية : طيب وقفيني
        قيس السوري : عم نمزح يا صبايا
        سمية وهي ترفع الملفات عن طريقها : طيب لو فرضا متنا بسكتة قلبية بتقولون " تقلد صوته " : عم نمزح ؟
        قيس بأدب وهو الاخر يزيل الملفات الساقطة : بنعتزر
        أفنان تقف وقدمها ملتوية و دموعها مختنقة في محاجرها : وقفوا قلبي
        الشاب الكندي الغيرمبالي : المسلمات يخافن حتى من ظلهن
        سمية بلكنة نجدية : أنجس من ذنب التسلب *الكلب*
        أفنان وتعرج قليلا لتهمس : عيب لاتحكين معهم والله يحطونا براسهم ويذبحونا
        سمية : لايهمونك أصلا فيه رقابة دقيقة مايقدرون يسوون شي
        أفنان بقهر : أشوف هالرقابة ماجتنا
        أوليفر بإحترام شديد : فعلا أنا اسف لم أقصد الإذاء إنما المتعة
        أفنان بصوت خافت وبلكنة إنجليز بريطانية الغليظة : العفو لم يحصل شيء
        خرجوا من المكاتب الظالمة ليجلسا في الطابق الأول حيث مكانهم.
        سمية تمسح من وجهها السوائل الحمراء : يالله أقرفوني ... بروح الحمام أغسل .. وذهبت.
        أفنان أنحنت لتخفض رأسها ، يكفي يا أفنان لم البكاء الان ؟ كان عبارة عن مزحة و لم أعتادها ، لا تكوني سخيفة وتبكين .. حدثت نفسها لتقاوم عبراتها و صداع يفتك برأسها.
        أتى وهو يوسع ربطة عنقه الضيقة على رقبته : أفنان جيبي لي أوراق ال ... لم يكمل و هو ينظر لملامحها المخطوفة بالبياض و الحمرة تخنق عيناها.
        رفع حاجبه بشك : وش فيك ؟
        ربما نحن لا نريد البكاء ولكن السؤال عن حالنا يبكينا و كأننا ننتظر همسة دافئة لنبكي ، الغربة ليست سهلة ، الغربة تضعفنا حتى تصبح قلوبنا هشة ، أبسط الأشياء تبكيها .. لا حضن يسمي عليك و لا كتف نرتمي عليه ، الغربة صعبة قاتلة ذات صخب لا يسمع.
        أفنان بصوت جاهدت أن يخرج بإتزان : أي أوراق ؟
        نواف ترك ماكان بيده على طاولتها وهو يجلس مقابلا لها على طرف مكتبها : مضايقك أحد هنا ؟
        سمية عادت و أنظارها تتفحص أفنان : مزحوا معنا ثقيليين الدم
        نواف : مين ؟
        سمية : كنا ندور بالأرشيف على محاضرات يوم الإثنين و لقينا أوليفر و جاك وقيس و عبدالله كانوا يحضرون للهالوين وماأعرف أيش من خرابيطهم وطفوا علينا النور وأرعبونا
        نواف : إيه الهالوين الشهر الجاي
        سمية بغضب : وقفوا قلوبنا وأرعبونا
        نواف يخفض صوته لأفنان المنحنية برأسها : وهذا اللي مبكيك ؟
        أفنان شعرت وكأنه يستصغرها ، لم تجيبه وأكتفت بالصمت.
        نواف ألتفت على الصخب الذي يخرج من المصعد الكهربائي
        سمية بحقد : جو
        نواف أبتسم وهو ينظر لصديقه الحميم أوليفر : أوليي
        أتى إليه و بحرج : أقسم لك أننا كنا نمزح لم نتوقع أن تغضب
        نواف : أعتذر لها الان !
        ومرة أخرى يلفظ أوليفر : أنا اسف يا فنا ..
        نواف : أفنان وليس فنا
        أوليفر بضيق : و أنا أحبه فنا
        أفنان بهمس محرج : خلاص إستاذ نواف ماصار شيء هم كانوا يمزحون وأنا فهمتهم غلط
        أوليفر : يجب أن تخبرني بخطوطكم الحمراء حتى لا أتجاوزها
        نواف بضحكة : النساء باكملهم خط احمر
        أوليفر : صديقة لا غير ؟
        نواف : لا صداقة بين رجل و إمرأة سدا لباب الفتنة
        أوليفر : أوووه ؟ بربك النساء بأكملهن فتنة.
        نواف رفع حاجبيه وهو يراقصهن ويتفنن بهن : أنتهى عملك اليوم.
        أوليفر بإبتسامة : حسنا يا فنا .. هل السلام أيضا غير جائز ؟
        نواف : دون مصافحة
        أوليفر : حسنا ماذا أيضا ؟
        نواف : لا تطيل النظر بهن
        أوليفر : هههههههههههه وماذا ؟
        نواف ألتفت لسمية وأفنان : وش مضايقكم بعد ؟
        سمية : مفروض الأماكن المغلقة واللي ماتندخل دايم إحنا ماندخلها ! و أعيادهم ذي محرمة وإحنا مانحبها
        نواف يحدث أوليفر بالفرنسية حتى لا تفهمان عليه أفنان وسمية : لا دعوات لحفلات ولا سهرات هنا ، و المشروبات الكحولية لا تجيء لهذا الطابق
        أوليفر : ياإلهي ألا يوجد شيء إسمه إستمتاع ؟

        ،

        تقف أمامه مرعوبة تعلم أنه سيشرب من دمها تعرف غضب و براكين سلطان ، أردفت : خلاص عشان خاطري هالمرة
        سلطان و يرمي السلاح المركون بخصره على الطاولة : تحترم المكان اللي هي فيه غصبا عنها وماهو كل مرة بطنش عشانك يا حصة !!
        العنود بإندفاع طائش : لا أنا أبغاك ماتطنش ! مستقوي على الحريم .. لو فيك خير تستقوي على الرياجيل ولا بس شاطر علينا !! مالك دخل فيني .. أنا مسؤولة عن نفسي لا أنت أبوي ولا أخوي وأمي الحمدلله للحين عايشة !! مالك علاقة فيني أسوي اللي أبيه ولا بعرف كيف ألوي إيدك ب *بنبرة خبث مهددة* بالجوهرة.
        حصة بعصبية : العنووووود ... لاتجننيني
        سلطان وكأن برود أصابه الان : عفوا ؟ وش قلتي ؟ أبيك تعيدين
        العنود بإبتسامة : أقول إذا تبي تحافظ على زواجك من الجوهرة تحفظ نفسك بعيد عني
        سلطان: توك ماطلعتي من البيضة وتهدديني ؟ والله وطلع لك لسان .. تقدم إليها ومحاولات حصة بائسة هزيلة.
        العنود حاولت ان تهرب ولكن وصل لها سلطان ليشدها من شعرها و يدفعها على طاولة الطعام ذات الخشب المحروق ، حاولت أن تمسكه حصة عن إبنتها الوحيدة ولكن قوته الكبيرة جعلته ينشر الكدمات على ملامح العنود الناعمة.
        سلطان يرفع رأسها من شعرها وبخفوت : مسألة أنك تهدديني هذي جديدة علي ، صدقيني ممكن أذبحك و أدفنك مع تهديدك .. لاتحطين راسك براسي عشان ماتخسرين نفسك !!
        العنود ببكاء : يمممممممممممه شوفيييه
        حصة تمسكه من ذراعه بضعف : تكفى يا سلطان خلاص قطعت شعرها
        سلطان : هذي بنتك يبي لها تربية من جديد
        العنود بصراخ : متربية غصبا عنك وقبل لا اشوف وجهههك !!
        سلطان وكان سيقترب منها مرة أخرى ولكن حصة وقفت أمامه : خلاص .. ياعنود روحي لغرفتك
        العنود تمسح نزيف شفتيها : شوهني الله يشوهه الكلب
        سلطان : مين الكلب ؟
        العنود بحدة : أنت .. وأنت .. وأنتتت . وان
        لم تكمل من صفعة مدوية على بالقرب من شفتيها جعلتها تنزف أكثر ، أبعد حصة عن طريقه و لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يحرق أذنها بغضبه : كلامك أحسبي حسابه قبل لا ينقال فيني .. فاهمة . .
        شد على إلتواء يديها أكثر حتى كادت تنكسر و تركها.

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          ،

          سحبها لغرفة التخزين الخاصة بأدوات التدريب و الحوائط الخشبية ، بعيدا عن الأنظار المختبئة خلف نوافذ القصر ، فتح " اللمبة " الخافتة التي تتدلى من السقف الخشبي بخيط رقيق و الظلام يحيطهم.
          رتيل بغضب تخفي خلفه توتر عميق : أتركني أروووح .. وش تبي ؟ يخيي فكني منننك
          عبدالعزيز بنظرات غير مفهومة ، أو أنه حتى هو لايفهم رغبات عينه ، واقف أمامها بالغرفة المغلقة الخشبية الضيقة و لاشباك يثقب هذا الخشب ذو لون الشاطىء.
          رتيل نبضاتها لا تستقر و رجفة تهز أطرافها ، بفكوك تتصادم رهبة : عبدالعزيز .. لو سمحت
          عبدالعزيز و انظاره لا ترمش عليها ، يردف بهمس مرعب : على ؟
          رتيل وأفلتت أعصابها : روح لأثيرك وتمتع فيها زي ماتبي .. أما أنا تتركني
          عبدالعزيز بإبتسامة تظهر القليل من أسنانه : أنت غير و أثير غير
          رتيل عادت بخطوات قليلة إلى الخلف ، و بنبرة مهتزة : وش قصدك ؟
          عبدالعزيز : أثير زوجتي و حاضري و مستقبلي
          رتيل أهدابها ترتجف ، تشتعل غيرة من هذه الأثير و كلماته عنها.
          عبدالعزيز : لكن أنت . . .
          رتيل تشعر بأن عيناها تتفجر بالحرارة و ثقب من نصل غيرة يلتهم قلبها ،
          عبدالعزيز بنبرة خافتة تشبه تأثير النور حولهم : مقدر أرفضك .. يعني أنت تخيلي أحد يعرض نفسه عليك ؟ ترفضين ؟ أكيد لأ
          حمم تنصب في قلب رتيل ، و إهتزاز رمشها يفضح ربكة قلبها و إنتفاض روحها العالقة في حنجرتها تتشكل على هيئة غصة ، قليل فقط قليل من الرحمة أو حتى من الشفقة فأنا راضية ، فقط القليل لا أطلب الكثير فقط أن تحترم هذا الحب ، ألهذه الدرجة يا عزيز ؟ يالله أوصل حالي إلى مرحلة أن تشفق علي حتى الأشياء الصغيرة التي لا تعنيك شيء ؟ يا لذاعة عقلي الان و يا قسوة سياطه على قلبي ، خوفي عليك و صوتي الجبان الذي لا يصرخ بك تخيل أنه يشفق علي في وقت كان يجب أن تحيطني ببضع حب و إن كان عابرا و لكن تبقى صورتك نقية في وسط قلبي ، حتى " أحبك " تشفق علي الان !!
          عبدالعزيز يقترب بخطوات رقيقة ، يحاصرها بالزاوية ، وقفت منكسرة ودموعها مازالت تكابر وهي تختنق في محاجرها وتحجب عنها الرؤية بوضوح.
          لا مفر من عزيز الان ، ذراعيه مثبته على الحائط و رتيل بينهم ،
          رتيل بحدة أتت مهتزة : حتى زوجتك تخونها !! قذر .. حقير .. أنت مستحيل تكون رجال .. لو رجال ماتخون اللي ماصار لك كم يوم متزوجها .. لو رجال ماتختلي فيني كذا ... لو رجال ما تنسى حدودك .. لو رجال . . لم تكمل وهو يضع باطن كفه على فمها ،
          عبدالعزيز و يلصق جبينه بجبينها و كفه على فمها وبصوت محروق : و أنت ؟
          دموعها تلتصق بكف عبدالعزيز ، و عيناها تحكي الكثير ، ياه يا عيوني و يا رحمة الحديث بينها !
          عبدالعزيز ببحة قاتلة لبقايا روحها : قلبك هذا *أشار بأصبعه وكأنها سهم يغرز صدرها* أنا أعرفه أكثر منك ، أكثر بكثير
          رتيل شدت على شفتيها حتى تبكي بصمت و لاتخرج منها شهقة تائهة تدمي قلبها ، دموعها تنساب على ملامحها.
          عبدالعزيز و مازال يحاصرها : أرفعي عيونك وقوليها .. قوليها وببعد عنك إن صدقتي فيها
          يالله يريد إذلالي ، يريد إهانتي بكل قواه الذكورية ، معك فقط شعرت بقمع المرأة و تسلط الرجال ، معك فقط شعرت لم الصبية تحلم أن تنجب طفلا ينتمي لجنس ادم المتغطرس ، لأن لا أحد يؤذينا كالرجال ! لا أحد يا عزيز يؤذينا ويحطمنا ك أنتم.
          بعد عبادة الله أشعر أن وظيفتكم بالحياة هي تملك المرأة و ممارسة غروركم على جسدها و قلبها بين كفوفكم يعتصر ولا رحمة.
          بحدة أرهبت رتيل : قوليها
          رتيل وعيناها تبكي حمرة و بقايا الكحل تحيطها بهالة سوداء ، بنبرة مهتزة كاذبة : أكرهههك
          عبدالعزيز بجنون : كذابة ، شفتي أنك كذابة .. وتسأليني ليه أخون أثير ؟ أنا ماأخونها ! لأن أنت ولا شيء .. ولا شيء .. ولو أقولها عنك ماحرك فيها شعرة لأنها تدري أنك . . ولاشيء.
          رتيل أخفضت رأسها ، قوتها تجهض من رحم هذا الحب ، لا قوة تملكها حتى تدافع عن نفسها ، كل ما كانت تقوله طوال الأيام الماضية لنفسها بأنها ستتجاهله ولن تضعف أمامه و ستتناساه و ستتصنع كرهه إلى أن أتكرهه ، كل شيء تبخر الان ، كل شيء لا وجود له ، أي معصية أرتكبتها ؟ أي مقبرة تدفني فيها يا عزيز !! أكان ذنبي هائلا لهذه الدرجة ؟ أنا أصبحت " لا شيء "
          يالله يا قسوة هذه الكلمة منك ، قسوت جدا و جدا تعني جرح لا يغتفر و أشياء رمادية لن تتلون مجددا .
          رفعت ملامحها الممتلئة بالدموع و حرارة أنفاس عبدالعزيز تحرق وجنتيها : أنا ولا شيء ؟
          عبدالعزيز يضع كفوفه الدافئة على جانبي رأسها لتغطي إذنها : أنت مين أصلا ؟ حتى أبوك وهو أبوك أرخصك لي !! . . زيادة عدد يا رتيل .. تجرح صح ؟ توجع أنك تكونين زيادة عدد في دنيا مثل هذي !
          رتيل بحرقة و بهمس مجروح : لأ ما تجرحني لأنها منك وأنت ماتعني لي شي ..
          عبدالعزيز و لمساته لملامحها تزيد من إختناق عينها بالدموع ،
          أردفت بحدة : و لا بأحلامك يا عبدالعزيز ... إذا أنت تشوفني ولا شيء أنا أشوفك نزوة .. نزوة وبتعدي .. مثلك مثل غيرك
          عبدالعزيز كاد يخنقها وهو يذيب عظام وجنتيها بكفيه : نزوة !!
          رتيل وضعت كفوفها على صدره لتدفعه و لم تستطع قوتها الهزيلة ، خرجت من بين ذراعيه وتخطو بسرعة إلى الباب وبربكة تحاول فتح قفله ، شدها عبدالعزيز من خصرها ليجعلها تقف على أطراف أصابعها وتصل لمستواه : وأنا بخلي للنزوة ذكرى
          وضع ذراعه خلف ظهرها محاولا فتح أزارير بلوزتها و حين أستصعب عليه مزقها من جهة الأمام ،
          رتيل سقطت على ركبتيها بضعف مقاومتها لتهمس : إحنا بالعشر حرام .. حرام
          عبدالعزيز و هو الذي فتح أزارير قميصه ، نزعه ليغطيها وهو يهمس في أذنها بأنفاس حارقة : النزوات ما تموت في قلبك يا رتيل
          أخفضت رأسها ليرتطم على كتف عزيز ، وضعت رأسها على كتفه باكية ، تحترق من داخلها من الله الذي يراها في هذا المنظر ، رغم كل هذا هي متشبثة متماسكة لم تقف وتقول أن الله يراني ، يأست ، وصلت لمرحلة من اليأس تجعلها تغرق دون أن تطلب النجاة.
          طوق النجاة المكسور على حافة حبك يا عزيز ،
          الشمس تشرق عليهم و بين ثقوب الخشب يخترق ضوئها ، خرج أنينها ، و خرج عزف الدموع.
          عبدالعزيز بصدره العاري يخنق ملامحه بشعرها ، يغمس أنفه بين خصلاتها البندقية ،
          رتيل ويداها مريضة توازي جسدها و قلبها ينتفض بدقات لا تهدأ تشبه جرس ينذر عن حريق ، أحترق بك يا عبدالعزيز ولا نجاة.
          عبدالعزيز : تخافين مني ؟
          رتيل بصوت يموت : أخاف من الله
          عبدالعزيز يبعد ملامحه عنها لتلتقي عيناهم ، و هواء قليل يفصل بينهم و يتسابقون عليه ، نزلت أنظاره لقميصه الذي يغطيها الان ،
          رتيل بنبرة موجعة : كل اللي مزعجني أنك تسوي فيني كذا ؟ حتى إسم اني بنت صديق أبوك ماأحترمت هالشيء ! .. في كل البنات اللي تقابلهم واللي عندك ولا شيء تسوي فيهم كذا ؟ . . عمري ماراح أكره شخص مايعني لي شيء قد ماأكرهك الحين !! و بتعدي يا عزيز .. ماراح أسمح لك تتعدى حدودك معاي ..... ولأنك ماتعني لي شي راح أقول لأبوي .. أخفضت نظرها لقميصه مجبرة أن ترتديه ، أغلقت أزاريره حتى تغطي جسدها الذي كشف أمامه
          قبل أن تخرج ألتفتت عليه : انا ماكنت رخيصة بس أنت اللي ماكنت رجال .. وخرجت تاركة عبدالعزيز في وضع غير متزن.
          تنهد بضيق مما كان سيحدث لولا رحمة الله ، يدرك أن ماكان سيفعله هو من حقه الشرعي ولكن دون علم رتيل يجعله يشعر بدناءة الكون ترتمي في قلبه ، يالله ماذا يحصل بي ؟ يجب أن أروض نفسي عنها ، يجب . . لا حل غير أثير ، يجب أن تكون أثير حقيقة في حياتي .

          في جهة أخرى أرتمت على السرير ورائحة عطره تخترق أنفها ، دفنت وجهها في سريرها وهي تبكي بشدة ، كان سيكتب على جبينها " زانية حتى لو أظهرت رفضي " ، يالله كيف تجرأ أن يمزق ملابسي ؟ كيف تجرأ و نسى الله و نسى تربيته و إسمه و نسى حتى مكانة أبي ، مستحيل أن يكون عبدالعزيز الذي أحببته ، مستحيل أن يكون كذلك !
          ربما هذه الأسئلة كانت تقال لي في فترة مضت و لم أهتم بها و ها أنا أعاقب عليها و كما تدين تدان ! ليتني فكرت بكلام عبير ، ليتني أخذت حديث والدي الدائم لي بأهمية.
          لا شيء اخر سوى أنني سأكرهه رغما عن قلبي ، رغما عن كل شيء ، يارب أنزعه من قلبي و من حياتي عاجلا غير اجل.

          ،

          في صباح داكن تطل الشمس من خدرها غاضبة تحرق ملامح المارة ، الرياض المزرقة من إتهاماتهم الباطلة ، الرياض الخجولة مثقوبة بكدمات من كذب البعض على عفتها ، الرياض الصاخبة صيفا و الدافئة شتاء تلم شمل القلوب حولها ، تبقى الفتنة بقمر طل من سماء الرياض ، يا من تركت الرياض . . كيف الحياة بدونها ؟ رغم التذمر و الشكوى من هذه الأرض ، إلا أن الجفاف يبقى " بلل " و العشاق يربطهم رضا الله و النجوم ضياء تشهد بسبابة القمر.

          في منتصف طريق بقي تقريبا 5 ساعات حتى يصلوا إلى حائل ، يوسف بهدوء : نزلي الكرسي عشان يرتاح ظهرك
          مهرة أنزلت يدها بجانب المقعد حتى تضغط عليه لتردف : ماينزل
          يوسف ألتفت عليها : مو الأولى الثانية
          مهرة بخوف : شوف الطريق طيب
          يوسف خفف سرعته و ركن سيارته جانبا لينحني عليها من الجهة الأخرى ،
          مهرة أخذت نفسا ولم تزفره من قربه ، شفطت بطنها من قربه وهو يحاول إنزال الكرسي ، تسمع أنفاسه و دقات قلبه ، أنزله إلى أن قارب المرتبة الخلفية : كذا تمام ؟
          مهرة بصوت مرتبك : إيه
          يوسف عاد لمقعده و حرك سيارته : فيه محطة قدامنا إذا تبينا نوقف عندها ؟
          مهرة : لأ
          يوسف : كلمتي أمك ؟ يعني قلتي لها !
          مهرة : لأ بس أوصل أشرح لها .. ماراح تفهمني من التليفون
          يوسف : تدلين بيتهم
          مهرة : لأ بس نوصل للقصيم ويبقى ساعتين على حايل أكلمهم ويعطوني العنوان
          يوسف تنهد : طيب ، .. *صمت لدقائق يحيطهم ثم أردف* .. ودراستك بالرياض ؟
          مهرة : أوقفها عادي

          ،

          الضوء يخترق النوافذ التي تشبه السجون ، يقطع الزجاج أعمدة كثيرة و رائحة المكان مقرفة تثير الغثيان ،
          مغلق عيناها بوشاحها ومثبت أقدامها بالكرسي الخشبي الممتلىء بالرسومات والعبارات التعصبية ، في مكان مظلم و كأنه مهجور.
          سعد : طيب .. لا ولا يهمك ... تامر امر إن شاء الله ... وأغلق هاتفه ، سحب كرسي ليجلس أمامها ،
          سحب اللاصق من فمها ليثير الحمرة حول ثغرها : مين اللي اعطاك الفلوس ؟ أبي كلمة وحدة
          لا رد يأتي ،
          سعد : صدقيني ماهو بصالحك أبد ، يعني لو وصل موضوعك لبوسعود و بوبدر .. بتكونين في عداد الموتى
          أمل : . . . . . .
          سعد : بعد لين العشرة إن ماتكلمتي يؤسفني أنه بيتم التبليغ عنك . . . واحد . . إثنين . . ثلاثة . . أرب
          أمل : ناس
          سعد أبتسم بإستخفاف : أحلفي عاد ؟ ناس ؟ تصدقين أحسبهم حيوانات
          أمل أشاحت نظرها بعيدا عنه و الألم يسير ببطء بين ملامحها بعد أن نامت ليلتها على هذا الكرسي ،
          سعد بغضب : أنطقي !! . . كنت راح تعيشين زي ماتبين .. وش تغير ؟
          أمل : . . . . . .
          سعد : لا توجعين راسي عندي مية شغلة غيرك ، غادة مع وليد الحين ولا ندري عنهم شي والبركة بأفعالك !! تكلمي عن كل شي تعرفينه ، لا والله يصير شي مايعجبك
          أمل : هي تحب وليد
          سعد بغضب : مالك شغل تحبه ولا تكرهه قولي لي شي يفيدني بعيد عن هالخرابيط
          أمل : مدري قالوا بيطلعون برا باريس
          سعد : طبعا ماراح يقدرون لأن جوازها هنا .. أبغى إسم المدينة اللي راحوا لها
          أمل بإرهاق : وقلت لك ماعرف
          سعد بهدوء مخيف : أفكر بردة فعل سلطان بن بدر و عبدالرحمن ال متعب إذا عرفوا عنك
          أمل بلعت ريقها و الخوف يتشكل بأنفاسها المتصاعدة ،
          سعد : مقرن يبي يساعدك ويبعدك لكن أنت تجبرينه يتصرف معك كذا !!

          يتبع

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            ،

            في الضاحية الشرقية لباريس ، مقبرة دي بلفيز في مربع المسلمين ، وكل شركة فرنسية تدفع لهم الرسوم في شراء المقابر هنا حيث أنها تشترى و حسب المدة ف كل عائلة عبدالعزيز و أمي كل 30 سنة يجب أن نجدد الشراء لهم وإلا أخرجت السلطات الفرنسية الجثث و أحرقوها ، وقف عند قبر أمه و قرأ من القران " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا " ، أحمرت عيناه وهو يجمع كفوفه ليدعي " اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها و أهلا خيرا من اهلها و أدخلها الجنة و *تحشرج صوته ليصمت ثواني ثم يردف بصوت موجوع* و أعذها من النار و من عذاب القبر ، اللهم تجاوز عن سيئاتها و جازها عن الحسنات إحسانا و عن السيئات عفوا و غفرانا ، اللهم أجمعنا في يوم لاريب فيه .. أكمل دعاءه بخشوع تام و عيناه تبكي وجع "
            مرت دقائق طويلة و هو امام قبر أمه ، قبل أن يذهب عنها أبتسم لم يراها كثيرا . . توفيت و هو في ثاني متوسط ، ليته كان معها في اخر أيامها ، أيام مرضها و علاجها الذي توجب عليه الذهاب لباريس . . رب ضارة نافعة ، لو لم تأتي للعلاج في باريس لما رأيت غادة.
            وقف أمام قبر هديل ، دعى لها كثيرا و كأنها أخته ، هو فعلا يشعر بأخويته مع هديل وحميمية الأخوة بينهما رغم أن لا موقفا يذكر بيني وبينها .. إلا أنها أخت من أفديه بروحي و أخت من تملكت قلبي.
            أقترب من قبر والد عبدالعزيز ، دعى له بالمثل إلا أنه تأثر أكثر أمامه و صوته يختنق و يتحشرج و يقف بمساحات شاسعة تشبه الخواء الذي يواجه قلبه الان في وحدته ، وقف أمام قبر والدة عبدالعزيز ، قرأ بعض ايات القران و دعى لها .
            أتى الدور على القسم الأكبر من قلبه ، وقف هذه المرة على ركبتيه أمام قبرها ، شد على شفتيه ويحاول أن يبتسم أن يفرح ، يريد أن يصل شعوره إليها ، قبل أن اتي إلى هنا قرأت أداب زيارة المقابر حتى لا أقع بشيء منهي عنه و قرأت حديثا صحيحا شعرت بأن عرسا يقيم في قلبي " ما من رجل يزور قبر ‏أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم " هذا يعني انها تشعر بي ؟ يالله يا غادة أريد أن أخبرك عن حزني دونك و ان الحياة ناقصة تتشعب منها زوائد مهما حاولت أن أعطيها بعض الأهمية إلا أنها تعجز أن تحل جزء من قلبي مثل ما حييت هنا – قلبي - ، " نزلت دمعته ليكمل بأحاديث نفس لا يجرؤ أن تخرج بصوته ، تعبنا يا غادة ، لا عزيز سعيد و لا أنا ، لا نحن نحن و لا الحياة ترتضي أن تسعدنا ، يالله ياغادة لو تعرفين أو تدركين كيف أنني غير قادر على العيش و الحياة ! والله لست بقادر و أخاف السخط على قدره يا غادة . . يا جنوني . . يا حبيبتي ، أول مرة أرى باريس بهذه الثياب الرثة ، أول مرة أفقد اللهفة في عينيها ، أول مرة أجد أن باريس جافة مفلسة ، أيامنا القديمة و تفاصيلنا المباغتة لذاكرتي التي تمر ببطء على قلبي حتى تنزلق بك يا روحي ، يا سمائي . . يا أرضي ، يا كل شيء ، تراكمت الغيوم يا غادة و لم تبقى السماء كما عهدت . . تراكمت ولم ترحم العطشى و الحزانى ، لم ترحمهم وتمطر.
            أتشعرين بي الان ؟ يارب أنك تشعرين بي ، أنا لم أنساك و لم أنسى وعدنا لبعض ، والله لم أنسى.
            كانت الحياة أقصر من أحلامنا الممتدة على قارعة حبنا ، أحلامنا التي كانت أن نشيخ سويا و أحفادنا حولنا ، لم نشيخ يا غادة و لم نرى أطفالنا حتى . *بكى بشدة و بصمت مطبق شد به على شفتيه إحتراما لهذا المكان و أن لا يجب النواح فيه*
            كانت أقصر يا غادة ، والله ستكون الحياة أسعد لو تركت لي طفلا ، فقط طفل واحد ياغادة ، أنا أحببتك و أحببت أن تبللين جحري بطفل يقع و يتشبث ، يسرق من تفاصيل أمه الكثير ، أن يشبهك ،
            تذكرين المرة التي قلت لك فيها " الأربعين الشبيه اللذين يحشرون أنوفهم بقصائد الشعراء لا وجود لهم و لم تصدقيني "
            أتصدقيني الان ؟ أين أشباهك يا غادة ، أين هم ؟
            أريد أن أحكي لك الكثير ، الكثير مما حصل ، عدنا للرياض التي كنت تشتاقين إليها ، عدنا يا غادة ولم تكوني معنا.
            لم تتغير كثيرا ، أرض لم تطأ بها قدماك هي عنصر كوني مكتظ لا أحد يلتفت إليه و الان باريس تدخل تحت هذا المصطلح بعد أن كانت حسناء راقصة تسرق من عينيك ضياءها و من رقة شفتيك فتنتها . . اه يا غادة لم المدن تتشابه ؟ لم الأرض بأكملها تشبه غصة في صدري تلعب بأعصابي ولا ترحل ، لم كل شيء في غيابك " باهت " ، لا شيء يذكر بعد ، سنة كاملة لم أفعل بما شيئا يستحق الذكر حتى الأمور البسيطة كانت في وقتنا هي أهم الأشياء ولكن فقدتك و فقدت كل أشيائي خلفك.
            قبل أن أرحل أريد أن أخبرك ، . . . . *خرجت شمس باريس الخجولة و أشعتها الخافتة لتعكس دمع ناصر على ملامحه*
            أريد أن أقول أنني أحببتك أكثر مما يدرك في هذه الحياة الوضيعة و لم أتوقع أن خسارتي فادحة إلا و أنا أرى السماء تطوي سحبها المتمايلة بين همساتنا لتقطع خيطا بيني وبينك.
            أريد أن أقول يا غادة أنني أشتاقك . . ، أشتاقك و جدا ،
            أدعو الله أن يسامحني على إحتفاظي بصورك و بكلماتك و بأقراص تضم مشاهد تضحكين بها كإتساع الشمس و قطرات المطر و تبكين فيها كرذاذ عطر لا يكف عن السؤال عنك.
            أدعو الله أن يعفو عني لما أفعله الان ، رغما عني أضعفني فقدانك في ليلتنا التي جلسنا سنين نفكر بها ، في ليلتنا التي كان يجب أن أصلي معك شكرا أن سقف حبي بات يجمعنا على أرض واحدة ، في ليلتنا التي كان يجب أن نوثق بها حبنا لأطفالنا ، في ليلتنا يا غادة أتى موتك خاطفا قتلني و قتل عبدالعزيز من خلفي.
            أدعو الله أن لا يجعلنا من الساخطين على أقداره ، والله لا أريد ، والله لا أريد أن أكون مجنونا هكذا ، لا أريد أن يغضب مني الله ببكائي ، لا أريد يا غادة ولكن رغما عني ، لا أريد أن أضعف ولكن حبك أقوى ، لا أريد أن أنكسر ولكن غيابك أقسى ، لا أريد أن أنهار ولكن حضورك أكثر إتزانا ، لا أريد يا جنوني لا أريده ولا أحبه و الله على كل هذا هو الأعظم وهو القادر على أن يخفف من جمرة أشتياق واقفة في حلقي ، كل شيء يا غادة يتطفل ليظهر أمامي ليذكرني بك وكأني نسيتك ، كانت أمنيتي سابقا أن نشيخ سويا و لكن الان أمنيتي أن الجنة تجمعني بك لأحبك من جديد.
            أستمر دقائق يحاول أن يتزن و يطفأ حرقة دموعه ، وقف وجمع كفيه ليدعو لها و نصف ساعة و أكثر وهو يدعو إلى أن قال مودعا " يالله إنك فطرت إبن ادم على قلب ضعيف ينشغل بلهو الدنيا ف يارب علقني بك و أرحمني و أرحمها كما ترحم عبادك الصالحين ، يالله أني لم أحببها لأجل دنيا فانية ، يالله أني أحببتها طاعة فيك لم تشغلني يوما عن ذكرك ف يارب كما أحببتها بالدنيا حبا عظيما قائما على طاعتك و على رضاك أن تجمعني بها في أعلى جنانك "

            ،

            مستلقي على السرير الوثير و رائحتها تثير حواسه الناعسة ، صداع يقضم خلايا مخه و يفتح عيناه ببطء.
            نظر للسقف مستغربا إلى أن أستوعب ماجاء به إلى هنا ، مدد ذراعيه بإرهاق و تعب بعد أن أستنزفت كل قواه بالأمس العنود ، يالله يا هذه الأنثى يشعر بأنه يكرهها أكثر من اليهود أنفسهم ، تحررها الزائد و مظهرها الذي يشعر به دائما بالتقزز ، يخجل من أن تكون إبنة عمته بهذه الصورة ، سيئة جدا حتى أخلاقها تشوهها كثيرا رغم أن ملامحها تشبه عمته الأقرب لقلبه ولكن تبقى عمته أجمل بكثير و هي لاشيء يذكر عندها ، هذه العنود سأعرف كيف أعيد تربيتها من جديد و أجعلها تحترم عاداتنا وتقاليدنا ولو كان رغما عنها.
            تأمل الغرفة التي هو بها مرة أخرى ، غرفة الجوهرة في أيامها الأخيرة هنا ، لا يعلم لم شعر بضيق من أن يدخل جناحه ولا يعرف كيف قادته أقدامه لغرفتها هي ، مازال يرن في إذنه بكائها و كوابيسها.
            مقهور جدا من طريقة إستغفالي هذه وأنا الذي لم أعتاد أن أحدهم يهينني بهذا الشكل كيف وأنت الجوهرة ؟
            أنا قادر على العيش دونك لم تكوني يوما أهم من والدي ! ولكن بي من القهر ما يجعلني أرد إساءتك لي ، أريد أن أردها بأقرب فرصة ، أريد أن أذيقك مر ما ذقته منك ، ليتك تشعرين بشعور الرفض الذي كنت أراه بعينك إن حاولت الإقتراب منك ، شعور سيء يثير أعصابي و يغضبني ، لم تشعري يوما بفكرة أنني زوجك و ألقى الرفض من كل جانب !
            أنت و تركي ستدفعون الثمن غالي و أنا أقسم بذلك.
            دخل للحمام الملحق بالغرفة ، بلل وجهه و كالعادة توضأ رغم أنه ليس بوقت صلاة ،
            خرج و أنتبه لبعض الحركة في غرفة سعاد ، دخل و لقي حصة و عائشة ، رفع حاجبه : وش قاعد يصير ؟
            حصة بحزم :سعاد والله يرحمها بتبرع بأغراضها للفقراء ، فيه محتاجين كثير ومنها نكسب أجر
            سلطان بهدوء : طيب ماهو كان لازم تستشريني ؟ قلت لك يا حصة مليون مرة عن هالموضوع
            حصة بحزم أكبر : أنا أكبر منك ومفروض تحترمني وتحترم شوري
            سلطان بإنفعال : أي شوري أي بطيخ !! هذي أشياء تخصني
            حصة بهدوء تريد أن تختبره : بس الجوهرة أكيد بتجي قبل العيد ومايصير تشوف هالغرفة في بيتها
            سلطان : والله ؟ ومين قال بتجي ! حصة لو سمحت أطلعي أنت وعايشة وأتركوا الغرفة
            حصة بنبرة خبيثة : ليه نايم بغرفتها اليوم ؟
            سلطان يظهر اللامبالاة و الإستغباء في ان واحد : أي غرفة ؟
            حصة وهي تمسك الكتب وتسلمها لعائشة : مدري أي غرفة بس يقولون لك اللي قلبه على حبيبه يدور عليه ويجيبه
            سلطان الغاضب لانت ملامحه ليبتسم : مخك متبرمج على أفلام أبيض وأسود
            حصة بإبتسامة : سعاد بح . . طيب ؟
            سلطان : عطيني الكتب بحطها في مكتبتي
            حصة : أنت ماتقرأ كتب رومانسية وأدب ليه أحطها لك
            سلطان : إلا أقرأ .. جيبي بس
            حصة : علي ؟ خلك على كتب المجانين حقتك ومالك دخل بهالكتب
            سلطان بجدية : عطيني أبيها . . الجوهرة تقراها
            حصة بضحكة : صدق ؟
            سلطان : أسألي الجاسوس اللي جمبك
            عايشة بإندفاع وخوف : أنا ما يقول شي
            حصة : مالك دخل بحبيبتي عيوشة
            سلطان بسخرية : يا عيني بس !!
            حصة : أول قولي الجوهرة تقرأ الكتب الأدبية ؟
            سلطان : والله تقراها
            حصة : طيب أخذها أجل .. مدت له الكتب
            سلطان : خل عايشة تحطها في صندوق واحد وتجيبها المكتبة انا أرتبهم
            حصة و هدوء سلطان يغريها بالأسئلة : متى راح تجيبها ؟
            سلطان بضحكة يردف : تحزنيني والله عاد أمس مكلم أبوها نتفق على الطلاق
            حصة توسعت محاجرها : من جدك ؟
            سلطان بجدية : حصة الله يخليك الموضوع منتهي وماأبغى أتناقش فيه وهي تعرف مصلحتها وأنا أعرف مصلحتي
            حصة بإنفعال : ننععععم ! لا والله ماتطلقها .. وش تطلقها ماصار لكم سنة عشان تطلقها ؟ مهما كانت هالمشكلة العظيمة اللي بينكم وأدري أنها سخيفة بس مايصير
            عائشة عندما علت الأصوات أنسحبت بأطراف أصابعها وملامح الخوف تظهر بملامحها ،
            سلطان : خلاص ولا يهمك اطلقها عقب ماترجعين لندن
            حصة بغضب : تستهزأ فيني ؟
            سلطان يقترب منها ليقبل رأسها وبنبرة خافتة : الموضوع منتهي
            حصة بحزن واضح على ملامحها : طيب ليه ؟ سلطان أنت كبرت مايصير تبقى كذا !! بكرا تتقاعد وش بتسوي ؟ قولي بس وش بتسوي ؟ أنا خايفة عليك وأبيك تعيش حياتك زي مالكل عايش .. يكفي شغل ماراح يجيك كثر ماراح من عمرك في هالزفت شغلك ، وش أستفدت منه ؟ طيب قلنا نسلم أمرنا لله وتبقى في هالشغل لكن حياتك !! أنا ماشفت الجوهرة بس واثقة أنها ما تستاهل الطلاق .. مرة وحدة بحياتك حاول تحافظ على شخص .. أنت منت ملاحظ أنك تخسر الناس بسهولة !! منت قادر تحميهم .. لاتقولي أنا أحمي غيرهم .. لكن أحنا أهلك و الجوهرة أهلك يا سلطان .. يا روحي الله يخليك يكفي اللي مضى ، لا ترخص هالناس اللي حولك .. بيجي وقت تحتاج فيه لأحد يسمعك ويكلمك .. رجعها عشان خاطري وبعدها يحلها ربك ، و كل مشكلة لها حل
            سلطان تنهد : أنا ماأصلح أكون كذا ، ماأعرف أكون زوج ولا غيره .. أنا ماأصلح الا بمكان شغلي وبجلس فيه لأني أحبه و هو حياتي كلها .. ومستغني أنا عن هالحياة الثانية اللي مع الجوهرة و غيرها.
            حصة و أختنقت محاجرها بالدموع : مستغني عنا ؟ يالله يا سلطان ماأعرف كيف قلبك حجر كذا !! ليه ماتحس أنه بكرا بتشيب وهالشغل بيستغني عنك مثل ماأستغنى عن غيرك و بتبقى بروحك لا زوجة ولا أهل ..
            سلطان بصمت يتأمل عيناها التي تجاهد أن لاتبكي ،
            حصة تكمل : إذا تغليني ولو شوية يا سلطان لا تخسر نفسك أكثر من كذا .. لاتخسرها ورجعها .. لاتطلقها بس عشان ترضي عقلك .. لأن هالعقل اللي تفكر فيه مصيره بيتخلى عنه وماراح تلقى بقلبك إلا ذكرى ناس أنت خسرتهم بنفسك !! .. رمقته بنظرات راجية وخرجت.
            سلطان وقف في منتصف غرفة سعاد و أفكاره تهوى كما تسقط قطرات الماء من المباني ، أصطدم به أكثر من فكرة و حديث حصة موجع لقلبه ، كم خسر في حياته ؟ فترة الشباب الطائشة و عمي عناد و إبنه نايف في رحلتنا الغارقة على شواطىء صقلية ، أمي الجنة و لا جنة في الدنيا سواها و أبي الرائحة العتيقة التي يحتفظ بها قلبي ، أجدادي الذين باغتهم المشيب حتى ماتوا تباعا و المصائب لا تأتي فرادى ، من بقي ؟ كان يجب على والدي أن يفكروا بوحدة إبنهم بعد عمر طال ، لو أن لدي أخ الان قريبا من عمري كان الأمر سيكون مسليا ربما كنت سأعلمه على الفروسية أو ربما أعلمه على انواع الأسلحة و من الممكن أن يعلمني شيئا .. كنت سأجد متسعا لأحتفظ بهذه الحياة كما رددتها عمتي ، ولكن حياتي ليست مغرية لأن أتشبث بها ، أصابني الله في حب عملي حتى أفقدني الكثير و مازال.

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ،

              دو فيل على أمواج البحر المستقرة ، على شرفة شقتها تنظر للبعيد الغير اتي ،
              وضعت كفها على صدرها ، نبضاتها غير مستقرة تشعر بهيجان يحرق أطراف قلبها ، أحدهم يناديها ، أحدهم يثير سمعها كما لو أنه يضع جمرات متراصة حول غضاريف أذنها الرقيقة ، عيناها تبكي بلا سبب او ربما حتى الأسباب تجهلها ، مازال قلبها يتواطؤ مع حزنها و يمارس الإختباء ، يتألم ولا يخبرني ما يؤلمه ، أحدهم أشتاق إليه كما يشتاق إلي ، أحدهم يخنقني و قلبه الأكسجين ، أحدهم صيحة عظيمة تنهش بعظامي ، أحدهم يضعفني ، يعصرني ، يبكيني ، يؤلمني ، يجرحني ، يكسرني ، يقتلني . .
              أحدهم قلبي يعرفه جيدا ولكنه جبان من أن يقول لي ، أحدهم مزعج جدا لذاكرتي ، يثير الخوف على أطراف حزني ، أرجف.
              أكفف عن هذا ، أرجوك . . لا طاقة لدي لهذا الألم ،
              أخفضت رأسها و كفوفها تنزل ببطء لبطنها و غثيان يداهمها كأن جنينا بها يصرخ عن والده ، والده ؟ يالله يا .. يا .. من أنا ؟
              يالله يا روحي أكان هناك شخصا أحبه قبل الحادث ؟ " طيب مين ؟ "
              هديل . . ربما أختي ، و عبدالعزيز أخي ، و مقرن . . أبي أو من ؟ لن أسامحه إن كان حيا و تركني ضائعة مشتتة ، لن أسامحه أبدا وهو يسقطني غرقا في هذه الدنيا دون أن يحميني ويطوقني ، لن أسامحه على هذا الحزن أبدا.
              ناصر ؟ . . . صمت لدقائق طويلة حتى تردف بحديث عقلها المتشابك مع قلبها . . ربما أخي ؟
              أبتسمت بين أمواج دموعها و قلبها يضطرب كإضطراب البحر في مواسمه و إرتفاعه.
              همست : وينك ؟
              أين انت من كل هذا ؟ أين قلبك الان ؟ يبدو أن قلبي يحبك يا ناصر كما يحب هديل الغائبة عني و عبدالعزيز الذي لا أعرفه ، أحبكم و لكن " وينكم " ؟
              يالله يا من أجهله كم أشتاق لك كتكاثر الغرباء في محيطي.

              ،

              أفاق و العرق يبلل الجزء العلوي من جسده العاري ، أنفاسه تسمع كإرتطام قطع معدنية على الأرض ، شعر بوخز يسار صدره و رعب يدب في قلبه المضطرب في هذا الصباح المتأخر.
              مسح وجهه و عيناه تسرق تفاصيل ما راه ، أعوذ بالله من هذه الكوابيس ، صدره يهبط ويعلو بوقع شديد . .
              أن أرى أختي تموت أمامي مرة أخرى هذا يعني أنها تتعذب في قبرها ، يالله يا غادة ماذا يحصل معك في ظلمتك ؟ أكاد أحلف أنك لم تفوتي فرضا ولا صلاة !! ماذا فعلت ؟ برب الناس ماذا فعلت في دنياك ؟ يالله يا غادة أشعر بحمم تصب في قلبي من أنك تتعذبين ، حفظتي أجزاء كثيرة من القران كما حفظت أنا ، فعلت الكثير من الأعمال الصالحة ، مالفعل المذموم هذا الذي محى كل أعمالك وجعلك تتعذبين ؟ يالله أرحمها وأرف بحالها ، يالله جازها عن الحسنات إحسانا وعن السيئات عفوا وغفرانا.
              لم يتحمل حتى أخذ هاتفه و يتصل على ناصر ، ثواني حتى أتاه صوته المتعب : هلا
              عبدالعزيز بصوت مخنوق : غادة تتعذب
              ناصر و للتو هدأ ، أختنق مرة أخرى ، ليتك هنا يا عبدالعزيز حتى تسمع لعيني وتقرأها ، ليتك هنا .
              عبدالعزيز يكمل برجفة حب و إشتياق : ما سوت شي والله ماسوت ، حتى طلعاتها ماكانت الا معاك و نادر ماتطلع لوحدها وصلاتها ماتطوفها ، أحيانا تضطر تأخرها لكن تصليها .. ماطوفت فرض .. وماعليها ديون .. وش صاير ؟ أحس بموت من التفكير .. هديل و أمي و أبوي أحسهم مرتاحين .. حتى أمي كانت تبكي كثير لكن الحين مرتاحة أنا أعرف هالشي أحس فيه .. حتى أبوي أحس فيه .. بس غادة ليه ؟
              ناصر بوجع : كنت عندهم اليوم .. زرت قبورهم
              عبدالعزيز ونفسه تلهفت : رحت لهم ؟
              ناصر بصوت شارف على البكاء : إيه
              عبدالعزيز أختنقت عينه بالحمرة ، أشتاق لهم ، يشعر بأن روحه تخرج من مكانها الان ، ليتهم دفنوا هنا ، بئس تفكيري في ذلك الوقت أنه سيعيش عمره هناك فأردت أن يكونوا بجانبي .. لكن حتى أطيافهم رحلت بعيدا عني.
              ناصر : قبل شوي رجعت ، سو لهم شي ، خل لهم صدقة جارية كلهم .. أخاف يختنقون من وحشتهم
              عبدالعزيز مسح جبينه متعبا وهو يضغط على عينيه المغمضة : وش يرجعهم ؟
              ناصر نظر لشقته الخاوية لتنساب دمعته على خده ، و أنفاسه لا تهدأ
              عبدالعزيز و دموعه تتصارع في محاجره لتحجب عنه الرؤية وبصوت خاف ممتلىء بالوجع : مرت سنة . . كيف عشتها بدونهم ؟ محد حولي ومحد جمبي .. مححد .. كيف ؟ ماأبغى أدعي على نفسي بس يذبحني هالألم يا ناصر .. ماأبي هالحياة ، مليييت ..
              بصوت حطم حصون اهدابه : موجوع يا ناصر حييل
              ناصر جلس على طرف طاولته الخشبية ، أنحنى بظهره لتسقط دموعه على الأرض ، وجع يفتك عظامه هو و صديقه.


              يتبع

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                ،

                على فراش ذو رائحة نتنة ساقط و نومه عميق و هالات داكنة تحيطه و رائحة الغرفة تختلط برائحة الشرب و الألوان ، اللوحات مرتبة بجانب بعضها في زاوية ، دخل عليه برهبة و هو يرفع الملابس العفنة ليصيح به : فارس أصححى بسرعة أبوك جاي بالطريق
                فارس بهذيان ناعس : خلني أنام
                حمد يفتح الستائر و النوافذ الزجاجية ليختلط الهواء النقي بالغرفة : أبووك بالطريق .. ركز معي ... رائد الجوهي بالطريق .. رائد اللي هو أبوك بالطريق
                فارس فتح عينه : وشو ؟
                حمد لم يتحمل تناحته حتى أخذ قارورة زجاجية ممتلئة بالماء ، أخرج منها الورد و رماه و بلل فارس بمياه الزهر : أصحححى أخلص علي والله إن شم ريحتك لا يذبحك
                فارس بعصبية : يامجنووون ليه ترمي الورد !!
                حمد : هذا اللي يهمك يا مرهف الإحساس . .أنقلع للحمام فرك نفسك لين تطلع هالريحة ، نص ساعة وبتلقى أبوك هنا وساعتها شوف عاد وش يسوي فيك
                فارس وقف عاقد الحاجبين : طيب بخر الغرفة .. وسحب منشفته داخلا للحمام.
                حمد : يا حومة كبدك يا حمد .. نظف غرفة فارس وهو يرمي بعض الأشياء التي بنظره تافهة و لكن بنظر فارس مهمة.
                دقائق طويلة مرت وحمد يبخر المكان برائحة العود العتيقة ، خرج فارس ناعسا : جاء ؟
                حمد : لا بس على وصول
                فارس ببرود : طيب أطلع ببدل
                حمد خرج تاركه ليبخر الصالة العلوية أيضا ،
                أرتدى فارس ملابسه بهدوء وهو يتأمل غرفته أن لايكون هناك اثار لجريمته ، خرج لحمد
                حمد : خلنا ندخل غرفتك نشوف فيها ريحة ولا لأ
                وبتحشيش فعلي ، أغلق حمد باب غرفة فارس ومن ثم فتحه ليدخل ويستنشق وكأنه يمثل دور الجوهي : همممم أحس فيها شي
                فارس : يالله خلف على عقول الحمير .. خلاص اترك الغرفة ريحتها ريحة ألوان
                حمد بخبث يجلس مقابلا له : تدري أمس وش قلت لي ؟
                فارس بلا إهتمام يتصفح الجريدة : وش ؟
                حمد : عبير
                فارس رفع عينه له : نععم !!
                حمد : ههههههههههههههههههههه وش فيك عصبت ؟ تقول أنها لذيذة و ******* و
                لم يكمل من رفسة فارس على بطنه ، وقف وجعله يتمدد على الطاولة الخشبية وبغيرة شديدة لكمه على عينه ومن ثم صفعة مدوية على خده و لم يكتفي بذلك ، ضربة بالقرب من أنفه لينزف دماء.
                بصوت غاضب شد شعره ليقربه من وجهه وهو الذي أعتاد من فارس البرود و الهدوء : قسم بالعلي العظيم لو تجيب سيرتها على لسانك لا أقطعه لك
                حمد يدفعه وهو يعدل بلوزته التي تمزقت أطرافها وكان سيهدد كالعادة لولا حضور رائد بينهم ،
                فارس أقترب من والده وقبل جبينه ،
                رائد : وش فيكم تتهاوشون ؟
                فارس بهدوء : نمزح
                رائد بضحكة : تمزحون !! عنيفيين ماشاء الله
                حمد بإنسحاب : رايح أغير ملابسي
                جلس رائد وبجانبه فارس ، أردف : شلونك ؟
                فارس بخير الحمدلله
                رائد رفع حاجبه : مبخرين البيت ؟
                فارس : إيه حمد مبخره
                رائد : علي ؟
                فارس بلع ريقه : ليه وش فيه البخور ؟
                رائد : ماتبخرونه الا فيه ريحة لمصايبك !!
                فارس ويمثل دور البريء : دايم تظلمني يايبه دايم تظن فيني ظن السوء ، خلاص من اليوم ورايح بقوله لا يبخر البيت وأستمتع بريحة الألوان والعفن اللي دايم تقوله
                رائد بإبتسامة : شوي وتاكلني ، خلاص ماقلنا شي بخروه .. قولي وش مسوي بالتدريب ؟
                فارس : كل يوم قبل لا أنام أتدرب
                رائد : زين هذا اللي أبيه منك ، أنا بعد فترة راح أسافر ويمكن أطول كثير ف راح تكون مع حمد وماأبغى مشاكل
                فارس : طيب ينفع أطلب طلب ؟
                رائد بضحكة تشبه ضحكة إبنه الساحرة : لأ
                فارس إبتسم : طيب تروح وترجع بالسلامة
                رائد : ههههههههههههههههههه قول وش تبي ؟
                فارس : يعني الحرس والله مالهم داعي ، ماني بزر .. خلاص أنا كبرت على هالحراس اللي يمشون مثل ظلي أبي اخذ شوية نفس وخصوصية
                رائد بهدوء : أبوك عنده أعداء كثير و
                فارس يكمل عنه بسخرية مقلدا لنبرته : و الأعداء هذولي يدورون علي الزلة ويبون يأذوني بأي طريقة وممكن يأذوني فيك .. حفظتها يايبه والله حفظتها من طلعت على هالدنيا وأنا أسمعها .. طيب أنا بجلس أنحبس كذا إلى متى ؟
                رائد : طيب سافر لكن هم معاك
                فارس بإستهزاء : شكرا دايم ماتخجلني في كرمك
                رائد يضرب ظهره بقوة ضاحكا : مسألة الفرفرة بالرياض أنسى
                فارس: كسرت ظهري
                رائد : اليوم صاير تتدلع كثير
                فارس : يبه والله تعبت وحمد يخنقني .. طيب جيب لي واحد ثاني
                رائد : أنا أثق في حمد
                فارس : الله والثقة عاد
                رائد بحزم : فارس !!

                ،

                صوت القران يضج في البيت ، بعد أن راجعت بعض السور حتى لا تنساها وتأكد على حفظها ، نزلت لوالدتها ساعدتها قليلا حتى جلسا بالصالة و صمت مريب بينهم.
                الجوهرة بهدوء : يمه زعلانة مني ؟
                والدتها بإقتضاب : لأ
                الجوهرة جلست على ركبتيها أمامها وهي تمسك كفوفها وبإبتسامة : أجل ليه ماتكلميني ؟
                والدتها : لأنك ماتبين تريحيني
                الجوهرة ومازالت تحافظ على تقويسة ثغرها : أنت لو تطلبين صحتي وعافيتي وراحتي كان أقول فداك بس ماأبي أشغلك معي وأضايقك
                والدتها بنبرة مهتزة : ماراح تشغليني ولا بتضايقيني .. أنا بس برتاح وأتطمن
                الجوهرة : تطمني يا روحي ،
                والدتها : وش بينك وبين سلطان ؟
                الجوهرة بلعت ريقها وكأنه بدأ الهواء يضيق عليها : مابيننا الا كل خير
                والدتها : مأذيك بإيش ؟
                الجوهرة بهدوء : ما تطلع الشينة من بوبدر
                والدتها : طيب وش هالمشكلة اللي تخليك تتركين بيتك وأبوك يوافقك !!
                الجوهرة : أنا بس كنت أبي أرتاح عندكم ومشتاقة لكم
                والدتها بخوف يرتسم بعينها : غيره يالجوهرة هالكلام مايقنعني !
                الجوهرة أبتسمت حتى بانت صفة أسنانها العليا : مافيه شي غيره
                والدتها بضعف : أحلفي بالله ..
                الجوهرة صمتت و لا كلمة تنطقها و تسعفها في هذا الموقف.
                والدتها : ليه تكذبين علي ؟ أنا أمك بس قولي لي وش اللي صار وريحيني !!
                الجوهرة ثبتت أسنانها العليا على طرف شفتها السفلى ، بصوت ضيق : مشكلة بسيطة .. وبتنحل إن شاء الله
                والدتها بصمت تتأمل عين إبنتها ، تريد أن تقتبس من هذه العين بعض الأحاديث التي من الممكن أن تطمئنها ،
                الجوهرة أخفضت رأسها لتقبل كفوف عتيقة لها رائحة الجنة التي تحلم بأن تكون يوما من نصيبها.
                أنساب شعرها في حضن والدتها لتتضح بعض الخيوط الحمراء المتخثرة بالدم و كدمة ليلكية تفسد بياض رقبتها ، أرتجفت أهداب الأم الخائفة : مين سوى كذا ؟
                الجوهرة رفعت عينها بعدم فهم ،
                والدتها بغضب ممزوج بحزن عميق : وتقولين مافيني شي ؟
                الجوهرة أبتعدت قليلا عن والدتها و على جبينها يرتسم الإستغراب.
                والدتها : ضربك ؟ لا تكذبين وتقولين ماضربك !!
                الجوهرة مسكت رقبتها لتقف مرتبكة مرتجفة لا جواب لديها . .
                دخل ريان : السلام عليكم .. .. دارت نظراته بينهما و رفع حاجب الشك : وش فيكم
                والدته تتجاهله تماما : ليه تكذبين علي ؟ وش مسوي فيك هالأغبر ؟
                الجوهرة أرادت لو أن والدها موجود ينهي هذا النقاش بدبلوماسيته المعتادة ، أرتجفت بوجود ريان !
                والدتها وعيناها تختنق بغضب : أكيد صاير شي كايد ولا مايضربك من هنا والطريق وأبوك واقف معك بعد !! ريحوني بس قولوا لي
                ريان وعقله بهذه المواضيع يفهمها من كلمة ، بهدوء : سلطان ضربك ؟
                الجوهرة بدفاع مرتجف : أنا زوجته ولو يكسر راسي حلاله ، مشاكل وتصير بين أي زوجين ليه تعطونها أكبر من حجمها
                والدتها : اللي يضربك مرة قادر يضربك مليون مرة
                ريان : وليه ضربك ؟
                الجوهرة بلعت ريقها بخوف : مشكله بيني وبينه
                ريان رفع حاجبه مرة أخرى : زين حفظتي كرامتك وجيتي !!
                الجوهرة : وش قصدك ؟ . . يعني أختك ماعندها كرامة *تعمدت أن تلفظ - اختك - حتى تشعره ببعض الذنب*
                ريان ببرود يجلس : أنا واثق أنه المشكلة أساسها منك عشان كذا ماألومه لو يكسر راسك على قولتك
                والدتها بحرقة أم ترى إبنتها بهذه الوضعية : وأنت معه بعد !! أنتوا بتجننوني ! كيف يضربك ؟
                الجوهرة و لا تريد أن تبكي ولكن نبرة والدتها جعلتها تبكي لتلفظ بين بكائها : يمه الله يخليك !! ماهو ناقصني
                ريان بإبتسامة : أحمدي ربك ماذبحك .. أنا لو مكانه دفنتك على أي غلطة تطلع منك ودام سلطان ماشاء الله صبور فأكيد هالغلطة كايدة وخلته يضربك .. عاد الله أعلم باللي تخفينه عننا ويمكن عن سلطان
                الجوهرة بقهر : ليه دايم ظنك فيني سيء ؟ . . أنا أختك من لحمك ودمك تعاملني كذا وش خليت للغريب !! ،
                بحدة لم تعتاد أن تخرجها لأحد ، بغضب وكأنها أنفجرت من سيل أتهامات ريان الباطلة التي لا تنتهي : أتذابح مع سلطان ولا يصير اللي يصير بزواجي مالك دخل .. مالك علاقة فيني .. ماعدت صغيرة عشان تكلمني بهالطريقة ، أنا عمري 26 ماني بزر عندك عشان تقولي هالكلام ... أرحم حالك وأرحمني من كلامك
                والدتها بحدة : هذا اللي شاطرة فيه تراددين أخوك !! تزوجتي وصغر عقلك
                الجوهرة بضيق : أنا الحين كذا ؟ يمه أنا متضايقة منه ومن كلامه بدل ماتوقفين معي توقفين معاه
                والدتها : ماراح أوقف لا معك ولا معه .. سوي اللي تسوينه ماعاد يهمني .. وخرجت ،
                ريان يصفق لها بسخرية : برافو طلع لك لسان والله من سيادة الفريق سلطان !! سلطان هذا اللي تحتمين فيه رماك ولا كان أتصل من زمان ، بيعدي شهر وإثنين وثلاثة وورقة طلاقك بتشرف .. ومحد بيبقى لك إلا أحنا .. أهلك .. فحاولي ماتخسرينا زي ماأنتي الحين تخسرين أمي !
                الجوهرة بنبرة هادئة مبحوحة : ما رماني ، و أنا عندي لسان قبل لا أشوف هالسلطان اللي مرة مسبب لك أزمة !! بس أحترمتك يا ريان وأحترمت أنك أخوي الكبير بما فيه الكفاية لكن بديت تغلط علي كثير وأنا ماعاد أتحمل كلامك اللي عمرك ماطلعت لي بكلمة حلوة !!
                ريان : وغصبا عنك يا ماما بتحترميني .. ماهو كرم ولا تفضل منك .. وخرج هو الاخر ،
                الجوهرة بقيت واقفة لوحدها ولا ترى أحدا يشاركها الحزن الان ، الجميع بات يتشمت بي منك يا سلطان.

                ،

                أرتفع أذان المغرب ، و مازال الهدوء و الغضب المختبىء خلف البرود يحطيهم.
                عبير بهدوء : يبه ما قلت لنا وش سويت بباريس ؟
                عبدالرحمن : شغل وش بسوي غيره يعني !
                رتيل رفعت عينها لوالدها ، و عبير تشاركها نظرات " الكذب و الشك و ربما الإستحقار "
                عبدالرحمن و من نظراتهم باغته شك : وش صاير لكم ؟ تركتكم أسبوع ورجعت كل شيء محتاس !! لا أنتم بناتي اللي متعود عليهم ولا شيء
                عبير تشرب من كأس الماء : سلامتك بس كذا بناتك نفسيات
                عبدالرحمن بحدة : تكلمي معاي زيين ماني أصغر عيالك
                عبير ببرود : كيف أتكلم يعني ؟ سألتني وجاوبتك
                عبدالرحمن رفع حاجبه : يعني هذا أسلوب تكلميني فيه ؟
                رتيل الصامتة الهادئة الحزينة تراقب الكلمات المبطنة التي ترمق بها عبير لوالدها و عيناها متورمة بالبكاء.
                عبير تنهدت : الحمدلله .. وقفت ولكن حدة صوت والدها جعلتها تثبت في مكانها : عبي ر !!
                عبدالرحمن بغضب : أشوف طالعة بحكي جديد ؟؟ خير إن شاء الله ؟
                عبير بصوت مرتجف :اسفة
                عبدالرحمن بهدوء : وش صاير لك ؟
                رتيل ونطقت أخيرا : قولي له .. مو قلت بتقولين له !!
                عبدالرحمن وأنظاره تتجه لرتيل : عن ؟
                رتيل ببرود : عن الزواج اللي صار بالخش والدس
                عبدالرحمن توقفت عيناه عن الرمش غير مصدق بأن عبدالعزيز قد يخبرهم عن زواجه بإحدى إبنتيه ، غير مصدق بأن عبدالعزيز يفعلها معه ، صعبة على نفسه بأن يتقبلها من عزيز . . ولكن الأصعب كيف يقنعهم بهذا الزواج !!! يالله يا رتيل كيف سأقنعك بعبدالعزيز !
                بحزم أردف . . .

                ،

                لا أحاديث تذكر بينهم ، الصمت يحكم شفاههم ، و طريق ضيق للنقاش لا يفتح الان.
                أرتشف من القهوة الداكنة و عيناه تحكي الكثير و لكن لا رد من الطرف الاخر !
                سلطان : ما طفشت من الحكي ؟
                عبدالعزيز رغما عنه أبتسم : مررة
                سلطان تنهد : ماتبي تحكي شي ؟ يعني يخص الشغل .. يخصك ؟
                عبدالعزيز بهدوء وعيناه تغرق في فنجان قهوته : أستسلمت منكم
                سلطان : إحنا ؟
                عبدالعزيز : للأسف ،
                سلطان ضحك : وبعد ؟
                عبدالعزيز : سلمت أمري و فكرت
                سلطان بهدوء : وش وصلت له ؟
                عبدالعزيز يحرك مربعات السكر المغلفة على الطاولة و يضع حبتين بالأمام ليتشكل مستطيل وحبة في الوسط وحبة أخرى بعيدة : أنه المربع يضل جزء من المستطيل و أنه المستطيل مايقدر يستغني عن المربع !
                سلطان و يمعن النظر في عيني عبدالعزيز ، يشبه والده كثيرا حتى طريقة تفكيره ، ذكي مهما أنكسر وضعف يبقى " داهية "
                عبدالعزيز : أنا مقدر أطلع منكم و أنتم ماتقدرون تستغنون عني ..
                سلطان بنبرة خافتة : وهذا الصح
                عبدالعزيز بإبتسامة ونبرة سخرية وهو يضع فوق المستطيل مربع اخر : لكن ممكن المستطيل يقمع المربع
                سلطان يأخذ مربع السكر منه ويزيح المربعين ليلصق المربع الجديد بينهم : لكن يقدر المربع يثبت نفسه ويكون مستطيل
                عبدالعزيز رفع عينه لسلطان : و كيف ؟
                سلطان : كون صبور مهما أستفزتك الأحداث اللي حولك ، طنش وتقدر ، لا ترمي كل شيء عشان كلمة أو عشان موقف ! خلك دايم ثابت والبقية هم اللي يتحركون لاتكون أنت اللي يتحرك حسب مالظروف تبي !! أوقف بوجه كل شيء يواجهك وخلك ثابت !!
                عبدالعزيز يرتشف من قهوته التي بردت ،
                سلطان : وين جلست باليومين اللي غبت فيها ؟
                عبدالعزيز : أول يوم مالقيت مكان وجاني أرق ، كل مارحت مكان قالوا لازم عوائل
                سلطان أبتسم حتى بانت صفة أسنانه العليا : كان لازم تعرف قوانين بلدك
                عبدالعزيز : وش يعرفني أنه ماينفع العزابية يسكنون بالفنادق بعد !!
                سلطان : على حسب الفندق
                عبدالعزيز : ثاني يوم تعبت وكنت أبي أنام ولقيت عمارة ومكتوب عليها شقق مفروشة للعزابية ، كانت أقذر مكان شفته بحياتي وبعدها أضطريت أرجع !
                سلطان : ماهو أضطريت !! لكن لأن هذا مكانك الصح
                نظر لهاتفه الذي يهتز إثر رسالة ، قرأ " تركي في مزرعتك طال عمرك "

                ،



                .

                أنتهى البارت

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  الجزء ( 42 )




                  أنت لي . . أنت حزني وأنت الفرح
                  أنت جرحي وقوس قزح
                  أنت قيدي وحريتي
                  أنت طيني وأسطورتي
                  أنت لي . . أنت لي . . بجراحك
                  كل جرح حديقه ! .
                  أنت لي .. أنت لي .. بنواحك
                  كل صوت حقيقه .
                  أنت شمسي التي تنطفئ
                  أنت ليلي الذي يشتعل
                  أنت موتي , وأنت حياتي”

                  *محمود درويش



                  ،
                  عبدالعزيز : ثاني يوم تعبت وكنت أبي أنام ولقيت عمارة ومكتوب عليها شقق مفروشة للعزابية ، كانت أقذر مكان شفته بحياتي وبعدها أضطريت أرجع !
                  سلطان : ماهو أضطريت !! لكن لأن هذا مكانك الصح
                  نظر لهاتفه الذي يهتز على الطاولة إثر رسالة ، " تركي في مزرعتك طال عمرك "
                  رفع عينه لعبدالعزيز : نمشي ؟
                  عبدالعزيز وقف : إيه
                  خرجوا من إحدى المقاهي على شارع التحلية الصاخب ، كل على سيارته ، ذهب البائس حيث الحي المنزوي بمثل إنزواء سكانه ، نظراته أرتفعت لنافذتها المظلمة و ستار يغطيها ، أخذ نفسا عميقا ، أفلس من هذه الدنيا ولم تعد من أحلامه – الغنى –
                  لم أقف ؟ الحياة تسير ك رمشة عين و ما زلت متغير متحرك حيث ما حولي يريدون ، لا عائلتي سيعودون و لا أنا سأفرح ، يجب أن أنسى حتى لو كلف أمر نسيانهم " موت أعصابي " ، سأنسى مثل ما ينسى الجميع إلا أنني سأحتفظ بقلب لا يرى سوى الغائبين من على هذه الأرض ، غادة و هديل و أبي و أمي . . أنتم في حجرة من قلبي لا تنكسر و البقية لا يهم.
                  لا يهم ، مثل ما وهب سلطان حياته للعمل سأبذل كل طاقتي فيه و سأنشغل وأنسى كما نسي سلطان ومن قبله عبدالرحمن بن خالد ، سأنسى و هذا وعد لقلبي.

                  ،

                  قبل ساعتين و 37 دقيقة مربكة ، غير مصدق لما يحدث مع إبنتيه ، كيف كشف عبدالعزيز الخمار عن هذا الزواج المحكم في سلاسل الألسن ، أي جواب مقنع يمسح به شحوب قلب رتيل ؟ أي صفعة ستتحمل رتيل ؟ أحلام الصبا ذابت كما السكر يذوب في سخونة الكأس ، كان سهلا عليه أن يقنع عبير ولكن يقف الان عاجزا عن خلق عذر يبعد هذه الشكوك أو ربما اليقين الذي يجزمان به ،
                  رتيل ببرود غير مبالي وهي تدفن الملعقة في قاع السلطة الخضراء : ضي
                  أتسعت محاجره و شفتيه تثبت ، راحة بسيطة تسللت إلى قلبه فأمر ضي هين أمام فاجعتها بعبدالعزيز ،
                  عبير بقهر : الله أعلم من متى متزوجها
                  رفع عينه على إبنته الواقفة و الذي يفترض أن تكن أكثر أدبا : لو متزوجها من قبل لاتنولدين ؟ وش بتسوين يعني ؟
                  رتيل بإستنكار و غضب سقطت الملعقة من بين أصبعيها على أرضية الرخام : متزوجها أيام أمي الله يرحمها ؟
                  عبدالرحمن بهدوء : ماتلاحظون أنكم نسيتوا أنفسكم وجالسين تحاسبوني ؟
                  عبير أنفاسها تضطرب : مانحاسبك ! بس ليه دايم إحنا على هامشك ؟ ليه دايم إحنا مالنا حق نسألك أو حتى نشاركك القرار ؟ هذي حياتنا زي ماهي حياتك .. ليه دايم إحنا مالنا كلمة ولا حق الإختيار .. ليه دايم إحنا ننجبر وغصبا عنا مانناقشك !
                  رتيل بهدوء : تزوجت ماتزوجت مايهمني !! دامك فصلت حياتك عنا فما لنا حق نحاسبك بحياتك أنت وأنت بروحك
                  عبدالرحمن بحدة : تكلمي زين أنت وياها !! أنا الحين حاطكم على الهامش ؟
                  صرخ بعبير : انا كذا ؟ يعني أنا مقصر و ماني سائل عنكم ؟
                  عبير حاجتها للبكاء من بؤس تراكم على قلبها جعلت هدبيها يرتجفان لتترامى الدموع على خدها ، أردفت بخفوت : طيب ليه ؟
                  عبدالرحمن : هذا شيء وأنتهى ماراح أجلس أبرر لك عشان تقتنعين !
                  عبير أطبقت فكيها المرتجفة فوق بعضها لتشد عليها وكأنها ستطحن أسنانها من قهرها : ما طلبت منك تبرير ! بس ليه تفصل حياتك عن حياتنا ! إحنا مانستاهل هالحياة !! . . بكرا راح تتحاسب على بناتك .. على كل قهر ذقناه و أنت تبني حياتك مع وحدة ماندري مين ولا حتى أصلا نبي نعرف مين !!! ما طلبنا منك المستحيل .. بس زي ما أنت تعيش حياتك أتركنا إحنا نعيشها خلنا نبكي منها ولا نبكي منك .. خلنا ننقهر ونضيق ونطيح في مصايبها بس نتعلم .. لا تحبسنا ..
                  رتيل بصوت هادىء موجع : مايفيد ؟ لو تقولي الحين روحي يا رتيل وعيشي زي ماتبين .. ماراح يفيدني بشي ؟ 24 سنة مرت و أنا ما أعرف وش يعني صداقة و لا ناس ومناسبات .. تبي تعلمني الحين كيف أصادق غير بنات ربعك !! أعدد لك كم بنت صادقتها وأطول فترة صادقتها فيها ؟ هي وحدة .. وكورس واحد وجيتني قلت هالبنت لاتختلطين معها ..والحين هيفاء !! وطبعا لأنها بنت بو منصور ولا كان قطعت علاقتي فيها من زمان ... لا تقولنا ماني مقصر .. أنت علمتنا كيف نفقد ثقتنا بهالناس كلهم و نبعد ؟ بس ما علمتنا كيف نعيش بدون صداقة .. بدون أهل .. بدون أم .. بدون . . . أب طبيعي !!
                  عبير بإقتناع في حديث رتيل أردفت : حياتك مع اللي إسمها ضي تخصك أنت بروحك .. لا تخلط بيننا و عيش مثل ما تبي وإحنا بعد راح نموت مثل مانبي . . . وصعدت لغرفتها بخطوات سريعة و دموعها تسارع خطاها.
                  رتيل أخفضت نظرها بسخرية مبكية : بتعلمنا كيف نموت و ببطولة ؟ وبننهي هالمثالية اللي عايشين فيها !!
                  عبدالرحمن و تواطؤ اراء رتيل مع عبير يثير في داخله ألف كدمة حزن ، لم يتفقا طوال حياتهما و الان يتفقان على " الموت " ، ألهذه الدرجة الحياة هنا جحيم ؟ ألهذه الدرجة تكدست الهموم في قلب إبنتي ؟ خفت الفقد ! لم أتحمل فكرة أن أفقد أحد منكما . . لو أن أسجنكما في عيني لبقيت غير مطمئنا أيضا ، ليتكما تدركان الخطر و الرهبة التي تدب في نفسي كلما فكرت في " كم ضالا يسير بشوارعنا ؟ ، كم حقيرا يلطخ طرقنا ؟ ، كم مجرما يدوس على أعراضنا ؟ . . " حاولت أن أطمئن نفسي كما تحبان ولكن أيضا فشلت ، أنا غير قادر على جمعكم بمجتمع يكسر غصن الأنثى و أنا أخاف على إنعواج ضلع بكما . .
                  رتيل رفعت عيناها لتلتقي بعيني والدها اليائسة ، بنظرات والدها سقطت دموعها : اسفة ، . . . . برجفة شفتيها نطقت : مانبي نضايقك ، نعرف أنك تتعب عشانا بس يبه ضقنا .. ضقنا حيييل ماعاد نقدر نكتم أكثر .. لما عرفت عبير عن الموضوع وهي تبي تجيب الكام من غرفتك .. تخيل أنه عبير جرحتني بكلامها وطلعتني ولا شيء .. عبير اللي مستحيل تنفجر بوجه أحد .. أنفجرت فيني . .
                  بلعت ريقها وهي تنظر لوالدها بإنكسار : يشوفوني رخيصة مالي فايدة بهالحياة .. ماني معارضة زواجك من حقك تعيش لكن إحنا يبه نبي نعيش .. كفاية والله كفاية .. أنا ندمانة قد شعر راسي على كل شي سويته وأنا أعصي أوامرك .. كل شيء ندمانة عليه .. لأني الحين عرفت سبب أوامرك .. لأني الحين عرفت كيف عصيانك يخليني رخيصة !! بس . .. ماأحملك شي ،كلها أغلاطي بس لولا أوامرك اللي خلتني احس بالنقص قدام ناس كثير ماكان سويت كذا !! لولا أقنعتني صح بقوانينك ما وصلت لهالمرحلة ولا وصلت عبير لهالشيء !!
                  أقتربت بخطى هزيلة لتقبله بين حاجبيه و تدفن ملامحهها على كتفه و تبكي بإنسياب ، عبدالرحمن وضع ذراعه خلف ظهرها لايعرف كيف يربت أو يخفف حزنها ، لوهلة شعر بأنه عاجز عن كل شيء و لا شيء يستحق بأن يغلف الحزن هدايا السماء لقلبه.
                  رتيل بصوت مخنوق : اسفة
                  والدها بصوت يتقطع بسهام حزن : حاولت ... حاولت يا رتيل أسعدكم بس واضح أني مقدرت
                  رتيل وقفت بقدميها كاملة بعد أن أعتلت أطرافها حتى تصل لجبين والدها ، غرزت رأسها في صدر حبيبها المتبقي و التي لم تخرج من حبه خائبة : يكفي أنك موجود هنا . .

                  ،

                  دخل مزرعته المتسعة لقتال من نوع اخر ، يعرف أن تركي سيستفزه سواء بحقيقة أو كذبة لذلك أخرج السلاح من جيبه و سلمه للسائق ، رمى مفاتيحه و هاتفه على الطاولة الخشبية التي يزينها مفرش الكورشيه ، سار بخطوات هادئة خافتة غاضبة حاقدة مشحونة بكل شيء بائس ، فتح باب الغرفة الخلفية الخاصة بأدوات الزراعة و الحراثة ، ألتقت عيناه باللاصق الذي يربط عينا تركي ، تمتم في داخله " أستغفرك ربي من كل ذنب فعلته أعلمه أو جهلته "
                  وقف خلفه وفتح اللاصق بشدة جعلت الهالات الحمراء تقيم حول عيناه ،
                  سلطان بنظرات ساخرة حادة : يا أهلا
                  تركي بلع ريقه و جسده النحيل المهتز يثير ريبة ملامحه التي تتفجر بالبياض الشاحب ،
                  سلطان فتح قيده من على يديه و قدميه ، شده من كتفه ليوقفه و بغضب : لا تلف ولا تدور ، اللي سويته مع بنت أخوك تقوله لي . . . وبالتفصيل
                  تركي بنبرة متعبة : ما سوي
                  لم يكمل من صفعة أدمت شفتيه : كذب ماأبغى ... ترك كتفيه ليرمى على الكرسي الخشبي الذي مال به حتى سقط على ظهره
                  ،
                  سلطان شد الكرسي له وجلس : لا تحسب أنك بتفلت ، طبعا تترحم على نفسك مني وبعدها الهيئة تعرف تتصرف معاك !!!
                  تركي بمرض يجاهد أن يتمسك به ، لا شيء يراه سوى الجوهرة و عشق الجوهرة ، وكل شيء ينحدر من الجوهرة أحبه و هي تحبني ، هذه الحقيقة يجب أن يعلمها الجميع و يجب أن ندافع عنها حتى تثبت في عقول من حولنا ،
                  أردف : هي تحبني .. وراضية
                  سلطان بغضب وقف ورمى الكرسي عليه لتنكسر إحدى سيقان الخشب عليه وتجرح جبين تركي : مين اللي راضية ؟ .. صرخ : مين ؟
                  تركي ولايشعر بهذا الألم الجسدي مثل ألم قلبه : أنت ماتحبها .. انا بس اللي أحبها .. حياتها معاي انا .. معاي أنا .. محد بيوقف معها إلا أنا .. محد ب
                  سلطان أنحنى عليه ليشده من الأرض ويثبته على الجدار : قلت تحبها ؟ ؟
                  تركي بغضب : و أعشقها
                  سلطان أبعد رأسه عن الجدار ليدفعه بقوة ناحيته : تعشق مين ؟
                  تركي بإنهيار تام و موت لقلبه وعقله الذي بات مشلول لا يستطيع أن يفكر بما يجب أو بما يحرم عليه : أعشق الجوهرة .. الجوهرة لي أنا بروحي
                  سلطان وشده من ياقة ثوبته ليدفعه للجهة اليمنى و يتحطم من جسد تركي زجاج النافذة وبصرخة حارقة : بنت أخوووك !! من لحمك ودمك يا *****
                  تركي و جسده يخدش بقطع الزجاج المتناثرة حوله : أنا أحبها و راح نقدر نعيش بدونكم .. إحنا لبعض لازم تعرف أنها ماهي لك .. ماهي لك ... هي وافقت عليك غصبا عنها .. تبيني أنا .. رفضت مليون واحد قبلك عشاني .. عشاني أنا .. و أنا أحبها
                  سلطان تمنى لو أنه لم يترك سلاحه حتى يقتله إبتداء من لسانه الميت : أغتصبتها ؟ أغتصبت بنت أخوك ؟
                  تركي بجنون : لأنها حقي .. حقي أنا
                  سلطان وأعصابه تلفت ، تقدم إليه ليشده من شعره الطويل و ثبت ذقنه عند حافة حوض المياه الحارة المعلق : يعني أغتصبتها ؟
                  تركي ولا يبالي بشيء حتى المياه التي يتصاعد دخانها : أنا أول رجال في حياتها واخر رجال .. لا أنت ولا غيرك راح يقدرون يلمسون شعرة منها .. هي لي أن
                  أغرقه سلطان بحوض تذوب به أغصان الأشجار و ينعوج به سلك المعدن المتماسك ، أغرقه و ملامحه تحترق بالحمرة
                  تركي بصرخة : اه
                  سلطان يرفع عن المياه : تعرف وش راح يسوون فيك ؟ بتهمة الإغتصاب والتحرش طوال ال 7 سنوات ممكن يحكمون عليك بالقصاص وبأقرب وقت.
                  تركي بإستفزاز لسلطان وعيناه يتجمع بها دمع أحمر : أموت وياها
                  سلطان لكمه على عينه : أنا أعلمك كيف تموت وياها ،
                  جر شعره إلى أن وصل لزاوية أخرى ، ضغط على زر لتتحرك أعواد من الحديد متينة تصطدم بسلسة من الحديد أيضا ، لو وضع قطعة معدنية لتفتت بهذه الالة ،
                  تركي أتسعت محاجره الحمراء وهو ينظر لحركة الالة المخيفة ،
                  سلطان وضع ذراع تركي على طاولة الألمنيوم الحارقة : تقولي كل شيء ولا بتودع أصابعك !!
                  تركي : طلقها هي ما
                  سلطان يقرب الفكوك الحديدية منه : جاوب على قد السؤال
                  تركي وينظر لهذه الالة التي تقترب : هي جتني
                  سلطان : كيف ؟ .. بصرخة أردف : تكلم زي الناس
                  تركي برجفة : كانت قريبة مني حيل و بوقتها كانت راجعة من عرس و عندها إختبارات الثانوية .. راح عبدالمحسن وزوجته للرياض وتركوها عندي أنا وريان .. شفتها و .. . . هي أغوتني .. هي اللي جتني في ذيك الليلة وقالت لي محد موجود و أننا نقدر نعيش زي مانبي .. و إحنا نحب بعض .. 7 سنين إحنا نحب بعض ومحد له علاقة فينا .. رفضت كل اللي جوها عشاني .. و لما جيت أنت ضغط عليها أبوها وريان و وافقت و .. حتى قبل كم أسبوع جيتها في بيتك .. و ودعتني وقالت بأقرب وقت راح ا . .
                  لم يكمل من لكمة في أنفه جعلته يسقط على الأرض وهو يتذكر ذاك اليوم التي أمتلأ عنقها بحمرة قبلاتها ، لو أني ذبحتها في يومها لكان أفضل.
                  تركي : إذا هي داشرة أنا وش دخلني ؟ أنا زيي زي غيري نشوف بنت أكيد ب
                  حذف عليه علبة المسامير لتنزف ملامح تركي من كل جانب ، شده من رقبته ليوقفه وحرارة أنفاس سلطان تكاد تحرقه من جديد : تشوف بنت تاكل تبن و ماتقرب لها .....
                  دفعه على الأرض الممتلئة بالمسامير : هالحكي بتقوله قدامها عشان تنذبح وراها ....
                  خرج و وصى الحارس عليه ، أقترب من الطاولة المثبتة على الأرض الخضراء المزروعة ، أخذ هاتفه و ضغط على " الجوهرة "
                  هي غارقة في البكاء الصامت الخافت و كفها أسفل خدها ، تنظر لهاتفها الذي يهتز على الطاولة ، تجاهلته وهي تتأمله.
                  دقائق حتى مدت يدها بضيق و ما إن قرأت " سلطان " حتى أرتعشت أطرافها و قلبها ينتفض ويعلق بقفص هزيل متعب ، ردت برجفة و دون أن تنطق شيء و أنفاسها المرتفعة هي من تصل إلى مسامع سلطان.
                  سلطان بحدة : تجهزين نفسك بكرا الصبح تكونين عند الباب
                  الجوهرة بهدوء : أتفقنا على الطلاق
                  سلطان بصرخة ألجمت الجوهرة : طلاق ياخذك لجهنم الحمرا أنت وياه .. تشوفين حل مع أبوك مع أي زفت عندك والساعة 6 أنت عند الباب ... وأغلقه.
                  سلطان وضع سلاحه في جيبه و مفاتيحه و . . . . أتجه حيث طريق الشرقية ،
                  هناك أرتطم فكيها ربكة و خوف ، سيقتلني لا محال .. لم يطلبني وهو قد أتفق على الطلاق مع أبي ؟ ماذا يريد بي ، لو لم أخرج له سيفضحني عند أمي و ريان ، لكن أبي ؟ كيف أقنعه ! لن يوافق ولن يستطع سلطان أن يجبرني ولكن سيصل بنا إلى طرق مسدودة !! ستنتهي علاقات كثيرة مني ، إن كان يريد الطلاق إذا لم يريد أن يراني ؟ ربما لم ينتهي من ثقب جسدي بكدماته ، يالله يا سلطان كيف تريدني أن أخرج لك دون علم أحد ؟

                  ،

                  على أطراف القصيم ، جسدها متعب من السيارة التي كسرت ظهرها ، كتبت له العنوان : هذا هو
                  يوسف : طيب على مانوصل حايل بتكون الساعة 4 والناس نايمة
                  مهرة و لا فكرة لديها أو ربما لا تريد أن تفكر ، تنهدت : وش نسوي ؟
                  يوسف بإرهاق : ننام في القصيم وبعدها نمشي لحايل
                  مهرة : طيب
                  دقائق طويلة حتى وصلوا لأول فندق واجههم على الطريق ، يوسف : بشوف إذا فيه غرف فاضية .. نزل وتركها تغرق في تفكيرها.
                  تأملته حتى دخل ، وضعت كفها على بطنها و هي تدعي بأن يصرف عنها السوء ، مشاعر متشابكة ملخبطة و الأكيد أن يوسف ليس بالزوج المناسب لها.
                  كيف ستشرح لوالدتها الموضوع بأسلوب سلس يقنعها ؟ يالله كن معي و أحميني من عبادك الضالين ،
                  تفكر لو تقدم لها يوسف في ظروف أجمل ؟ ك زواج تقليدي إعتيادي ، هل كانت ستوافق عليه ؟
                  ربما لأ ولكن ماهي أسبابي ؟ الدراسة ليست حجة مقنعة ، ذو أخلاق و طيب و . . . جميل.
                  عقدت حاجبيها من تفكيرها فيه وفي صفاته ، سيء . . ربما كنت سأخدع به و بصفاته هذه ، هزلي لا يحتمل الجد كان سيقهرني كثيرا في تصرفاته الهزلية و لن أتحمل ، أيضا عائلته ليست بتلك الجمال حتى أخالطهم و يجتمع مع أخيه تحت سقف واحد و نظام يقتلني أن تحاصرني غرفة واحدة أو ربما جناح ولكن أيضا لا تكفي حتى أرتاح في منزلي.
                  لا شيء في يوسف يغري للحياة معه ، ألتفتت على الباب الذي يفتح : لقيت غرفة
                  نزلا معا متوجهين للطابق الرابع حيث غرفتهم الفندقية ، يوسف رمى نفسه على السرير وفي المنتصف أيضا ، متنهدا براحة حتى أنه لم ينزع حذائه .
                  مهرة تتأمل لثواني معدودة الغرفة الضيقة نوعا ما ، أخذت نفسا عميقا : ممكن تخليني أنام ؟
                  يوسف بصوت ناعس : أفصخي جزمتي وببعد
                  مهرة بعصبية : نعععععععم ؟
                  يوسف : زوجك !! ماراح ينزل من قدرك شي
                  مهرة : ماأنحني لك
                  يوسف بسخرية : يامال الضعفة والله .. أقري وتثقفي وش كانوا يسوون نساء الرسول عليه الصلاة والسلام
                  مهرة تكتفت : عائشة رضي الله عنها قالت عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ..
                  يوسف بعناد وضع الوسائد أسفل رأسه و أغمض عينيه.
                  مهرة بجدية : من جدك بتنام ؟ طيب وأنا وين أنام ؟ حتى مافيه كنبة هنا !! بعدين تعبت من الطريق ... قوم
                  يوسف ولا يرد عليها ،
                  مهرة تنهدت بغضب لتجلس على طرف السرير و تنزع طرحتها و تضعها على الطاولة ، أردفت : يعني كيف ماأنام اليوم ؟ ترى دعوة الصايم مجابة
                  يوسف وهو مغمض عينيه : منتي بروحك صايمة حتى أنا صايم
                  مهرة وقفت لتنزع عبايتها ، رفعتها وبإرتفاعها بدأت بلوزتها الليلكية بالإرتفاع ، فتحت عيناها و نظرات يوسف الضاحكة جعلتها تعض شفتها و ترمي عليه العباءة : قليل أدب
                  يوسف صخب بضحكته : ههههههههههههههههههههههه تصبحين على خير
                  مهرة تفتح شعرها و تسحب وسادة أسفل رأسه لتستلقي بجانبه ولو أزاحت قليلا لسقطت من السرير ،
                  يوسف الناعس أستعدل بجلسته ليرمي حذاءه عند الباب و يعود تاركا مجالا واسعا لمهرة ، ناما و ظهورهم تقابل بعض.

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    ،

                    أشرقت شمس خجلى تداعب السحب في سماء المملكة العربية الفاتنة ،
                    طفل يريد الحياة و قلبه ينبض برقة نحو أمه ، يعض جدران رحمها طالبا الدنيا ، تنظر لحبيبها الأول و الأخير ، زوجها الطيب العذب ، ما كان الحب يوما إختيارا ، طفلي سأعلمه كيف تجعل الحب يختارك بالزواج و أن من يختار الحب له نار في يوم لاريب فيه ، سأعلمه كيف الجنة تتسع للمتحابين في الله ، سأعلمه كيف الحياة جميلة بالحلال و برضا الله ، سأعلمه كيف أن ظلم النفس شديدا ولا يكون ظلم النفس الا بمعصية الله ، سأعلمه كيف أن الجنة طرد منها ادم بسبب تفاحة فلا تتقل القول ويفلت منك الفوز العظيم ، سأعلمه كيف أحب والده و كيف أنتظرناه ؟ سأعلمه كيف يتفادى الخيبات ؟ سأعلمه كيف أن كثرة الأصدقاء شقاء ، سأعلمه عن البهجة و الدهشة .. وكل الأشياء الملونة الجميلة.
                    أمام المراة يعدل " نسفة " غترته ، بصوت هادىء : يمكن اليوم أتأخر بالدوام لأن يوسف ماهو موجود
                    نجلاء تنظر له بلمعة عينيها المضيئة حبا ، وضعت كفها على بطنها : منصور
                    منصور و عيناه على المراة : همممم
                    نجلاء بفرحة عظيمة رغم كل الألم الذي تشعر به و التقلصات في بطنها ، دمعت عينها خوفا و رهبة و فرحة وبهمس : بولد
                    منصور ألتفت عليها ليسقط " عقاله " : وشششش ؟
                    نجلاء و دمعتها تسقط و برهبة من التجربة الأولى و ربكة : ا .. مدري ألم ولادة ولا شيء ثاني ؟ .. أنحنت بظهرها قليلا من شدة الألم
                    منصور أخذ عقاله ، و بمثل ربكتها : لحظة !! هو فيه فرق بالألم ؟
                    نجلاء بتوتر : منصوووور
                    منصور حك جبينه : يعني نروح المستشفى ؟
                    نجلاء : لحظة .. راح .. لألأ
                    منصور بعصبية : كان لازم ناخذ ورقة مكتوب فيها كيف نعرف أنه هذا ألم دلع ولا ألم طلق
                    نجلاء بإبتسامة شقية في كومة ألمها : ماودك تاخذ ورقة بعد مكتوب ف .. لم تكمل من ألم شعرت وكأنه سهم ينغرز بها .. اه
                    منصور يجلس عند ركبتيها وعيناه على بطنها المتكور وبهمس : بتولدين . . قرب شفتيه من كفيها التي تحيط بطنها ، قبلها : ثواني . . أخذ عبايتها و . . . ربكة كبيرة تطفو على محيطهم ، إنه الطفل الأول ، الضحكة الأولى ، و " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ۚ ومنكم من يتوفي من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون " يا عذوبة النطق الأول و ماما / بابا من فم متغنج بالبراءة ، يا سيلان الطهر في أحشائي ، يا طفلي.

                    ،

                    أقتربت من طرف حفرة عميقة ترمي بجمرات من نار بيضاء و دخان بارد يتصاعد منها ، خلخلت أصابع اليمين باليسار لتضم كفيها نحو صدرها و عيناها تسقط دموعا ك حبيبات ثلج باردة تستقر في القاع و تشعل النيران مرة أخرى.
                    الهواء يداعب شعرها البندقي ، و .. تكاد تنزلق ، يذوب الصخر بجانب قدميها لحمم بركانية ، أنا أنزلق.
                    أفاقت و أنفاسها تعتلي سقف غرفتها ، صدرها يهبط و يرتفع بشدة تخترق قلبها المنتفض ،
                    بللت شفتيها الجافة بلسانها و هي تنظر لم حولها ، لطالما امنت برسائل القدر وأن الصدف وسيلة لهذا القدر.
                    لطالما قلت بأن كل كلمة تسقط عليها عيني هي " رسالة من الله " ، أؤمن بكل هذا.
                    الله غير راض عني ، الله يمهلني وقتا ولكن لا يهملني ، الله يريد التوبة لي كما يريد التوبة لعباده ولكن لن ينقص منه شيئا ولن يضره إن كفرنا به فهو غني عنا ونحن الفقراء إليه ، الله لم يوحي لي بهذا الحلم إلا لسبب ، الله لم يجعلني أقرأ ذاك الكتاب الا لسبب ، الله لم يجعلني أدخل ذاك الموقع و المنتدى إلا لسبب .. الله لم يبقيني حية إلى الان إلا لحكمة وربما حسب عقلي الصغير " الله يريد لي حسن الخاتمة " ، ربما هذه خاتمتي . . ربما الموت يقترب مني ويجب أن أحضر لاخرتي.
                    يتصبب من جبينها حبيبات العرق المتشبثة بها و النور يعكس لمعة البرونز من على ملامحها.
                    يالله يا عزيز ما أنت فاعل بي ، أبعدت فراشها عن جسدها لتقف أمام المراة ، يجب أن أكون قوية ، هذا الحب أنتهى ، هذا الحب يا رتيل أنتهى ، هذا العزيز أنتهى ،
                    " أرادت أن تقسو على نفسها بكلماتها " ، عزيز لا يستحقني ، عزيز لا شيء ، عزيز يريد إذلالي و أنا لست في موضع ذل ، عزيز يا رتيل " بح " ،
                    أخذت نفسا عميقا وهي تشعر بأنها تخدع نفسها ، لن أضعف مرة أخرى ، لن أضعف لو كلف الأمر الكثير ، ليغرق في معاصيه لست مستعدة أن أغرق معه . . و أنا لست طوق نجاة لأحد و لن أساعد أحد ، لست طيبة و صالحة بما يكفي حتى " أرحم " رجلا مثل " عبدالعزيز ".
                    دخلت الحمام لتستحم بدقائق طويلة دافئة و كأنها تريد أن تظهر بوجه اخر وإن كان تصنعا ، وإن كان تمثيلا ، لا مكان لعبدالعزيز في حياتي و لا يستطيع أن يجبرني على شيء.
                    رتيل الإنهزامية يا عزيز " ماتت ".
                    فتحت دولابها لتسقط عينها على قميصه ، أخذته و مزقته بيدها لتأخذ كحلها الأسود وتكتب عليه بمثل قول غسان كنفاني الذي يحبه هو و " بقرته " ، كتبت " إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة . . مثلك تماما يا عبدالعزيز ، كنت حيا و صالحا لأن تقع في حبك أي أنثى و لكن الان لم تعد سوى ميتا يقع في حبك مخلفات البشر ك أثير .. مبروك أتمنى لكم قبر سعيد "
                    لملمت قطع القميص الممزقة ووضعت الكم في الأعلى حيث كلماتها المكتوبة ، أرتدت ملابسها ،
                    و وقفت أمام المرأة لتلم شعرها المبلل والملتوي حول بعضه متشابكا ، رفعت حاجبها " لم لا أهتم بنفسي ؟ لا أحد يستحق أن أحزن عليه ، تعلمي اللامبالاة يا رتيل " جففت شعرها و أخذت نفسا عميقا من هذا الجهد البسيط لترى شعرها و كأن قنبلة ما أخطأت الإتجاه و أنفجرت به ، تأملت نفسها قليلا لتداهم خيالاتها أثير بشعرها الناعم ، و لم أكون شبيهة بها لأنال رضا عين عزيز ؟ لا يهمني ، في حديث خافت " كل الناس يبون الكيرلي وأنا طبيعي "
                    تمتمت : إلا الرجال و العجايز
                    تنهدت و تفننت بشعرها دون أن تستعمل السراميك و تنعمه ، أخذ خصلتين من الجانبين لتربطهما في بعضهما وتركت شعرها بمثل إلتوائتها ماعدا أنه أكثر ترتيبا.
                    رطبت ملامحها و أخذت القميص الممزق ونزلت للأسفل بخطوات هادئة ، نظرت لأوزدي : عبدالعزيز راح الدوام ؟
                    أوزدي : no
                    مدت لها القميص : tell him it's a gift
                    أوزدي أبتسمت و خرجت متوجهة إليه ، ركضت رتيل لنافذة الصالة الداخلية المطلة على بيته من جهة غرفته ، لا شيء يكشف له ملامحه حتى تراه بوضوح ، أخرجت هاتفها الايفون لتفتح تويتر و لا تعرف كيف توجهت لإسمها على الرغم من أنها تريد التجاهل قرأت تغريداتها لليوم " العمر يقاس بالتجارب " و كجنون رتيل تمتمت بسخرية : حكيمة ماشاء الله .. جايبة شي جديد
                    أوزدي : good morning
                    عبدالعزيز دون أن ينظر لها منشغل في تركيب هاتفه الذي رماه صباحا عندما رفع فراشه ، بعد ثواني طويلة رفع عيناه لها ،
                    أوزدي : miss ratel told me that it's a gift to you
                    عبدالعزيز وقف ليقترب ويأخذ القميص الممزق من بين يديها ، أوزدي : have any Orders؟
                    عبدالعزيز هز رأسه بالرفض لتخرج أوزدي ، لم ينتبه للكم المكتوب عليه ، مالمقصود من حركتها هذه ؟ ما الذي تريد أن توصله إلي ؟ و . . أنتبه بكلام بخط متعرج أسود ، أمال برأسه قليلا ويقرأ ما كتب به لتعقد على حاجبيه علامات الغضب ، عض شفته بغضب ،" أجل أنا ميت يا انسة رتيل ؟ " طيب يا بنت أبوك بعلمك كيف قبري سعيد "
                    أخذ هاتفه و بأصابع غاضبه يضغط على إسم " أثير ".

                    ،

                    طل من شباكه على الحركة المثيرة للشك في جنبات حديقتهم الكئيبة ، هذا القصر يؤمن بكل شيء عدا الحرية.
                    أخذ كتاب " لا أشبه أحدا ل سوزان عليوان " أستلقى على سريره و غارق في القراءة و عيناه تلتهم الأسطر حتى وصل ل " هذه التعاسة الرمادية في عينيك ما سرها؟ وماذا أستطيع أن أفعل كي ألونها؟ "
                    أتته عبير على جناح وثير يلتمس به خياله ، فتح هاتفه الذي لا يضم رقم أحد سواها ولا رسائل إلاها.
                    كتب لها مثل ما كتبت إبنة عليوان و " إرسال ".
                    في حصار من نوع اخر كانت تتأمل السقف منذ ساعتين ، أهتز هاتفها و قطع خلوتها القلبية مع أفكارها المتشابكة ،
                    رفعت هاتفها وهي تفتح الرسالة لتتشبع عيناها ريبة ، نظرت لم حولها ، كيف يعرف حتى الحزن إن رمدت به عيناي ؟ كيف يعرف تفاصيل قلبي الدقيقة ؟ كيف يعرفني بشكل لاذع هكذا ؟
                    لا عودة يا عبير ، الحرام إن أنتهى بحلال يكن بائسا يموت عند أول مرض ينهش بجسده ، الحلال دائما مايكون ذو مناعة قوية .. تذكر هذا يا قلبي ، تذكر بأن لا ردة تجذبني لهذا الرجل.

                    يتبع

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                      ،

                      قبل 4 ساعات ، الساعة تشير للخامسة فجرا و بضع الدقائق ، أتصلت عليه مرارا ولا رد ، نزلت بخفوت إلى الأسفل و الظلام يسدل ستاره على الطابق بأكمله ، جلست في الصالة المطلة على " كراج " بيتهم حيث سيارة والدها و ريان ، أرسلت له رسالة " لازم نتفاهم " . . مرت ساعة و أيضا لا رد منه ، مشتتة هل تخبر والدها وهو يتصرف معه ؟ ولكن إن أيقظته الان سأثير الشك في نفس أمي ، بدأت بالدعاء كثيرا أن يستر الله عليها و يرحمها برحمته التي وسعت كل شيء.
                      بلعت ريقها ورجفة سكنت أطرافها عندما أهتز هاتفها بين كفيها ، ردت وحاولت أن تتزن بصوتها : سلطان ..
                      لم يعطيها مجالا واسعا وبحدة : اطلعي برا
                      الجوهرة بتحدي : ماراح أطلع ، أدخل للمجلس لازم نتفاهم أول
                      سلطان ببرود : كلمة وحدة .. أطلعي برا أحسن لك
                      الجوهرة أخفت ربكتها : ماراح أطلع
                      سلطان عض شفته بغضب : الجوهرة لا تستفزين أعصابي
                      الجوهرة : اللي بيننا أنتهى ،
                      سلطان بحدة وبين أسنانه المشدودة على بعض : أطلعي
                      الخوف يدب في نفس الجوهرة : مقدر أبوي نايم
                      سلطان بصرخة : أنا زوجك !!
                      الجوهرة وقفت و هدبيها يرتجفان : و راح تكون طليقي ماينفع تشوفني و دام أتفقت مع أبوي ليه تجيني الحين !!
                      سلطان بهدوء مناقض لغضبه : تحسبيني جاي من شوقي لك ؟ أنا عندي حساب معك ماخلص ، ولا أبي أسمع منك كلمة ثانية .. ثواني وأشوفك برا ولا ماراح يحصلك خير
                      الجوهرة بعد صمت لثواني طويلة وهي تسمع لأنفاسه الهائجة : لأ .. يا سلطان
                      سلطان بغضب كبير : قسم بالله وأنا عندي حلفي لا أخليك معلقة لا أنت مطلقة ولا متزوجة ... أطلعي أحسن لك
                      الجوهرة و لأن ما يربطها به " هاتف " تجرأت أن تحكي له ما لا تستطيع أن تقوله أمامه : ما هو على كيفك
                      سلطان : قد هالحكي ؟
                      الجوهرة : حل اللي بيني وبينك مع أبوي و
                      سلطان قاطعها بصرخة زعزعت طمأنينتها : الجوهرة !!!
                      الجوهرة برجاء : طيب بالمجلس .. ماراح أركب معاك
                      سلطان بعد صمت لثواني : طيب .. وأغلقه في وجهها ، نزل من سيارته متوجها للمجلس المفتوح و المفصول عن البيت تقريبا.
                      أرتدت الجوهرة عبائتها و طرحتها دون نقابها ، فقط غطت ملامحها البيضاء من طرف الطرحة ، دخلت المجلس لتلتقي عيناها بعينه ،
                      وقفت في اخر المجلس و أنظارها المرتبكة تحمر كالقرمز ، بلعت غصتها لتنطق بهدوء : امرني
                      سلطان و عيناه تخترق تفاصيلها الصغيرة كالسهام ، أكان موت الحلم في مهده جريمة ؟ ماذا يعني أن تموت الأخلاق في الطهر ؟ ماذا يعني أن تموت الأمانة في الحياة ؟ ماذا يعني أن أرى الخيانة بكامل إتزانها أمامي ؟ ماذا يعني أن أشهد على هذه الخيانة !!
                      وقف ليربك الحواس الضيقة في الطرف الاخر ، : راح نروح الرياض
                      الجوهرة أبتعدت أكثر : لأ
                      سلطان و خطواته تتراقص على أعصاب الجوهرة و تقترب
                      الجوهرة و أسهل وسيلة أن تهرب الان ، مشت بسرعة نحو الباب ولكن سبقها سلطان وهو يقف أمامها وبسخرية متقرفا منها : عندي لك مفاجاة
                      الجوهرة أنفاسها تضيق ، بربكة حروفها : سل ..
                      صرخ :لاتنطقين أسمي .. ماأتشرف فيك
                      الجوهرة و سقطت حصون أهدابها لتبكي : دام ماتتشرف فيني أتركني
                      سلطان يشدها من يدها لتقترب منه و تحترق بحرارة أنفاسه : صدقيني لا أنت ولا هو راح تتهنون بعد قرفكم هذا !!
                      الجوهرة بنبرة موجوعة : فاهم غلط
                      سلطان بغضب : تدرين وش أكثر شي مضايقني في الموضوع ؟ أنك تمثلين الطهر و أنك حافظة لكتابه !!
                      الجوهرة أبتعدت حتى أصطدمت بالتلفاز : لا تقذفني كذا .. حرام عليك
                      سلطان : أقذفك باللي قاله المعفن عمك !! كل شيء قاله لي
                      الجوهرة بذبول همست : وصدقته ؟ .. كذاب والله كذاب
                      سلطان يشدها من زندها ويضع الطرحة على ملامحها الباكية : ولا همس !!
                      دفعها في المرتبة الأمامية بجانبه حتى يحكم سيطرته عليها ، ربط الحزام عليها بطريقة خاطئة حيث شده حول الكرسي ومن ثم أدخله في مكانه ليبعد عنها كل محاولة للمقاومة والحركة ، تحرك متوجها للرياض غير مباليا بتعبه وإرهاقه ،
                      أخفضت وجهها الشاحب والبكاء يغرق كفوفها المقيدة بالحزام ، أي قسوة هذه يا سلطان ؟ إن كنت في شهر العبادة تفعل هكذا ماذا تركت لبقية الشهور ؟ في كل يوم أكتشف بك جانبا سيئا و أكثر.

                      ،

                      بضحكة صاخبة تقلدها لتردف : يازينها بس وأخيرا عبود راح يجي
                      الأم الهادئة على سجادتها تدعي بكل صدق على أنه يسهل على نجلاء ولادتها ،
                      ريم بتوتر : يا حياتي يقولون يمكن عملية ... يارب تسهل عليها
                      هيفاء بفرح : وش فيكم خايفين ؟ أنبسطوا بس وأفرحوا .. على قولتهم العيد أتى باكرا
                      ريم تنهدت : جد رايقة ، الحين صار لها 5 ساعات ، شكلهم بيولدونها بليل
                      هيفاء بعبط : يووه قهر أجل بنام وصحوني لا ولدت
                      ريم : أنقلعي بس
                      هيفاء بتجاهل لريم : ليت يوسف موجود أشهد أني بقضيها ضحك وياه على شكل منصور
                      والدهم دخل : ما ولدت ؟
                      هيفاء : هههههههههههههههههه يعجبني الجد المتحمس
                      والدها بإبتسامة : هذا ولد الغالي وحفيدي الأول
                      هيفاء : بدأ التمييز من الحين ، الله يعين عيالي بكرا
                      ريم : هذا إذا تزوجتي إن شاء الله
                      هيفاء : بسم الله على قلبك يالزوجة الصالحة !!


                      ،

                      في هدوء يتأملها وهي واقفة أمام البحر والموج يرتبط بقدمها ، لا تخشى الموت و لا الغرق ، جالس على بعد منها بعدة أمتار ، لو أن هذا الموج يبتلعني ، لو أنني أرجو الله للحظة فرح أصبر بها قلبي لسنوات ، كيف أخترق اليأس بأمل ؟ علمت المئات من مرضى و طلاب عن التفاؤل و الأمل و الأحلام وعجزت أن أتمسك بأمل واحد ، يحزنني أن أكون في هذه الحالة الوضيعة ومن ثم أأمرها كيف تحلم ب غد وأنا عاجز عن إنتظار الغد.
                      يالله يا رؤى ، تسرقين التفاصيل لتنحاز لأجلك و فقط ، يجب أن أعترف في هذه اللحظة أنني أحببتك في وقت كانت الحياة لا تحتاج لحب طبيب ضائع لا يعرف كيف يلملم شتاته مع أحد إلا قلبه ، في وقت كنت تحتاجين به إلى الصدق و الفرح.
                      لم يفي قلبي بوعوده بالرحيل ، بقيت بجانبك ومازلت لأجل " الإنسانية " وأنا أدرك تماما أن الأرض لن تتنازل عن قطعة من خمارها يغطينا و يجمعنا.
                      ألتفتت عليه و أبتسمت وبصوت شبه عال ليصل إليه : تدري وش أحس فيه ؟
                      وليد بادلها الإبتسامة : وشو ؟
                      رؤى : تفكر كيف هالحياة قاسية عليك
                      وليد ضحك بوجع حقيقي ، أردف : تقرأين أفكاري .. وقف ليقترب منها ،
                      رؤى : الجو اليوم حلو بس غريبة مافيه أحد هنا
                      وليد : عندهم داوامات ، .. زهقتي ؟
                      رؤى هزت رأسها بالرفض : لأ ... وليد
                      وليد : سمي
                      رؤى : ينفع نروح السعودية ؟
                      وليد رفع حاجبه إستنكارا : ماتقدرين !! كثير أشياء راح تمنعك أبسطها الجواز
                      رؤى بضيق : كنت أقول يمكن فيه حل
                      وليد وصدره يشتعل حرقة من كلام لا يريد أن يقوله ، أحيانا نخيط لأحدهم راحة و نحن جرحى نعري أنفسنا : أرجعي رؤى اللي تبينها وبعدها تقدرين تكلمين السفارة و تطلبين منهم وهم راح يبحثون عن أهلك
                      رؤى : مو قلت أنه ماقمت أسولف لك عن أهلي ؟
                      وليد : الأدوية جايبة مفعولها قبل لايتطور عندك موضوع إنفصام بالشخصية لكن بعد إلى الان ، بين كل يومين ترجعين لسارا مدري مين .. وتكلميني على أساس أني أخوك
                      رؤى تنظر للبحر و عيناها ترجف : تحملني
                      وليد أدخل كفيه بجيوبه ، ألتزم الصمت لا يريد التعقيب و يجرح نفسه أكثر ، " تحملني " هذا يعني أن وقتا معينا و سأختار طريقة أنيقة للوداع.
                      أتاه طيف والدته الشقراء ، متأكد لو أنني شكوت لها لأغرقتني نصحا وفائدة ، مشى بجانب المياه و قدماه العارية تغرقها المياه تارة وتارة الرمل يتخلخل به ، عيناه أحمرت و مثل ما قال الشاعر محمد " من يوصف الدمعه اللي مابعد طاحت؟ "
                      ألتفت على رؤى بإبتسامة ضيقة : يالله أمشي

                      ،

                      أخذت لها حماما دافئا ، أرتدت ملابسها على عجل وهي تلملم شعرها المبلل على هيئة " حلوى الدونات " بصوت مازال متعب : يوسف .. يوسف .... أووف .. يوووووووووووووسف
                      وكأنه جثة لا يتحرك ، أتجهت للحمام لتغرق كفوفها بالمياه و بدأت بتبليل وجهه : يالله أصحى تأخرنا
                      يوسف بإمتعاض : فيه وسيلة ألطف تصحين فيها الأوادم ؟
                      مهرة بإبتسامة : للأسف لأ
                      يوسف تأفأف متعب يحتاج أن ينام أسبوعا ، فتح هاتفه لينظر للساعة ولفت نظره محادثة من هيفاء ، فتحها و أعراس من الأيقونات لم يفهمها عدا الكلمة الأخيرة " أرجع لا يطوفك الدراما اللي في البيت ... بتصير عم يا شيخ "
                      يوسف أتسعت إبتسامته و الفرحة تعانق عيناه ، أتصل بسرعة على هيفاء لترد هي الأخرى بثواني قليلة : لازم هدية بالطريق على هالبشارة
                      يوسف : ولدت ولا للحين ؟
                      هيفاء : على كلام أخوك الصبح إلى الان ماولدت
                      يوسف بفرحة ضحك : ههههههههههههه الله
                      هيفاء وتشاركه " الهبال " : ههههههههههههههههههههههه وأول حفيد بالعايلة
                      يوسف يحك جبينه : راح أرجع بعد المغرب بس أكيد بوصل الفجر هذا إذا ماوصلت الصبح
                      هيفاء : أجل بيطوفك
                      يوسف بخبث : تكفين أوصفي لي شكل منصور
                      هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طلع خواف
                      يوسف : ههههههههههههههههههههههههههه قههر كان مفروض أشهد هالخوف عشان أذل عمره فيه
                      هيفاء : أرجججع بسرعة اللي هنا كابة كأننا بعزا
                      يوسف : بوصل مهرة و برجع على طول
                      هيفاء : طيب بإنتظارك
                      يوسف : يالله أقلبي وجهك .. وأغلقه ضاحكا ،
                      مهرة وفهمت أن نجلاء أنجبت لهم حفيدا ، لم تهتم كثيرا فمازالت تكرهها وتكره كل فرد في عائلة يوسف ، أردفت بهدوء : أستعجل عشان ماأتأخر ولا أنت تتأخر

                      ،

                      في ضحكة فاتنة غاب بها من غاب يبقى القمر حاضرا و لن يضره نوم النجوم ، داعبت أنفه بأصبعها : يا زعلان حن شوي علينا
                      ناصر غارق في الكتابة وبنبرة هادئة : أبعدي عني خليني أكتب
                      غادة : ماأبغى لين تقولي أنا راضي وعادي عندي
                      ناصر ألتفت عليها : ماني راضي ولا هو عادي
                      غادة تسحب القلم بين أصبعيه وبإبتسامة شقية : وش تبي أكثر من أني أعتذرت لسموك ؟
                      ناصر سحب القلم منها مرة أخرى : شفتي الباب .. لو سمحت خليني أكمل شغلي
                      غادة وتمثل الضيق : تطردني ؟
                      ناصر : للأسف
                      غادة ضحكت لتردف : أنا أقرأ قلبك و قلبك يبيني
                      ناصر رغما عنه إبتسم ، دائما ما تفسد غضبه بكلماتها الدافئة : بس إلى الان متضايق من الموضوع ! على أي أساس تركبين معاه
                      غادة : والله أنه الكعب أنكسر ومقدرت أمشي وبعدين الطريق طويل وهو عرض علي مساعدته وكانت موجودة أخته يعني ماأختليت فيه ولا شيء .. يعني مجرد زميل مابيني وبينه الا السلام
                      ناصر : منظرك مقرف وأنت تنزلين من سيارته
                      غادة بغضب : أنتقي ألفاظك
                      ناصر تنهد و أكمل كتابة : غادة لك حريتك وخصوصيتك بس في خطوط حمراء وعادات ماتتجاوزينها لو أيش !!
                      غادة : يعني تبيني أمشي لين البيت وكعبي مكسور ممكن أطيح في أي لحظة وساعتها بتمصخر قدام العالم والناس
                      ناصر : أكسري الكعب الثاني وتنحل
                      غادة : تستهزأ ؟
                      ناصر : بالله أتركيني ماني ناقص وجع راس
                      غادة وقفت : طيب .. زي ماتحب طال عمرك !! بس عشان بكرا لو قابلت إساءاتك بإساءة نفسها ماتقولي ليه كل هالحقد وتشيلين بخاطرك ؟
                      ناصر ببرود : سكري الباب وراك
                      غادة تنهدت بغضب ودفعت كوب الماء من على الطاولة بهدوء ليتناثر الماء على أوراقه التي تعب عليها : مع السلامة ..
                      ناصر بعصبية : غادة
                      غادة أخذت حجابها لترتديه ولكن يد من حديد شدت ذراعها بقوة المتها : وش هالحركة إن شاء الله ؟
                      غادة رفعت حاجبها : أترك إيدي .. توجعني
                      ناصر لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يهمس في إذنها : هالحركة ماتنعاد معي .. ويالله أكتبي كل اللي كتبته والله ماتطلعين الا لما تعيدين كل هالأرواق
                      غادة سحبت ذراعها وهي تحكه بألم : يالله يا ناصر توجعني
                      ناصر بإبتسامة خبث : عشان ثاني مرة تحسبين حساب هالحركات
                      غادة جلست و هي تمسك أوراقا جديدا وتتأفأف كثيرا ، ندمت على فعلتها ولكن لم تتوقع منه أن يجبرها أن تكتب كل هذه الأوراق ، جلس بجانبها يتأمل خطها و يحلله كيفما يريد ، أخذ مع عبدالعزيز دورة في علم تحليل الخطوط ولكن خرجوا " بالفشل " عندما أختبروا اخر أسبوع بالخطوط ، تذكر كيف الإحراج أغرق ملامحهم و هم يقدمون الإختبار بفشل فادح جعل المحاضر يقول لهم " أبحثوا عن شيء اخر بعيدا عن التحليل "
                      ناصر : اكتبي بخط حلو وش هالخط المعوق
                      غادة بعصبية : هذا خطي بعد
                      ناصر : أنا أعرف خطك لا تضحكين علي .. أخلصي أكتبي
                      غادة همست : أشتغل عندك
                      ناصر : نعععم !!
                      غادة : يخيي أكلم نفسي
                      ناصر أبتسم : عدلي *قلد صوتها* يخيي
                      غادة بعناد : كيفي
                      ناصر يقبل رأسها وشعرها يداعب أنفه : كملي بس
                      غادة أبتسمت : لا تقولي كل هالأوراق لأن مافيني حيل
                      ناصر : بس هالورقة
                      غادة ضحكت لتردف : دارية أنك ماراح تخليني أكتبهم كلهم ... حنين يا ألبي
                      ناصر : هههههههههههههههههههه هذي المشكلة مقدر أتعبك
                      غادة بإبتسامة واسعة و الخجل يطويها : بعد عمري والله
                      ناصر سحب القلم منها : خلاص .. الحين أبوك يبدأ تحقيقاته معي لو تأخرتي
                      غادة : طيب تصبح على خير و فرح و .. حب
                      ناصر : و أنت من أهل الخير و الفرح و الحب و كل الأشياء الحلوة
                      غادة أبتسمت وهي تقف عند المراة وتلف حجابها جيدا ، جلست على الطاولة لترتدي حذائها ، أخذت جاكيتها المعلق خلف الباب .. أقترب منه وأخذت القلم لتكتب له على الورقة المبللة التي فسدت " أشهد أنني أحبك بكل إنتصارات هذه الحياة معي و بكل المكاتيب المنزوية في صدري و بكل الحب و أناشيد العشاق ، أحبك يا ناصر لأنني لم ألقى جنة في الدنيا بعد أمي إلاك ، 16/10/2009 "
                      بين كفيه ورقة جافة مبللة منذ 3 سنين كانت هنا ننهي خلافاتنا بضحكة ضيقة و قبلة ، كنا أجمل كثيرا ، ثاني سنة بعد ملكتنا ، مرت السنين و أتى الحلم معانقا في سنتك الأخيرة دراسيا ، و في ليلة زفافنا : لم يتوج حبنا.
                      ليتك كتبتي أسطر كثيرة ، لم لم تكتبتي للذكرى .. للبعد .. للموت ، أثقلتي ذاكرتي كان يجب أن تكتبي أشياء كثيرة حتى أقرأها وأشعر أنك معي ، كتبت لك مرة في الفصحى و من بعدها بدأت تتحدثين بالرسائل بها ، كنت تحبين كل شيء يرتبط بي وكل طريقة أحبها ، كنت جميلة جدا عندما تحاولين تقليدي و كنت أبدو وسيما عندما أحاول أن أقلدك ، كنا أحياء و العالم يحيا من أجلنا.
                      كيف أعيش بنصف قلب ؟ بنصف جسد ؟ بعين واحد ؟ بذاكرة كاملة ثقيلة تحتفظ بك ؟
                      يا نصفي الاخر ، يا أنا في مكان بعيد : أشتاقك.
                      أدخل الورقة وهو يواصل البحث في شقته ، صورهم تتساقط على كفيه في كل لحظة و اللهفة تقتل عيناه.
                      ينظر لورقة أخرى متسخة ببقع القهوة ، قرأ " أحببتك رجلا لكل النساء ، للدورة الدموية لأجيال من العشاق وسعدت بك فاشتعلت حبا – حتى سميتي تتغزل فيك :$ ، ترى ماقريت الكتاب كله تعرفني أمل من القراءة بس هذا إقتباس منه عشان تعرف أني أحاول أقرأ أي شي منك *وجه مبتسم* "
                      سقطت دمعته على سطرها اللاذع لقلبه الان ، كان أول كتاب أهداها إياه ل غادة السمان أراد أن يقرأ الحب في أصابعها التي تكتب ، كل شيء بك يا غادة أحبه ، تفاصيلك الرقيقة ، حتى أناملك المستديرة التي تغطينها بطلاء الأظافر الأسود و حركاتك البسيطة أنتبه لها ك حاجبك اليمين إذا أرتفع غضبا و عقدة حاجبيك البسيطة بالخجل و شفتيك التي تختزل مساحتها إذا أبتسمتي بضيق ، بكائك إن أختنق في عينك وأنزلت بعض خصلاتك على وجهك حتى لا أراها ، شعرك الذي لا ترفعينه على هيئة كعكة بائسة إلا وأنت حزينة و عندما تربطين نصفه إن تأخرت ، و شعرك المنسدل على كتفيك حين تفرحين و ذيل الحصان حين تخططين لشيء ما أو تدرسين .. أترين كيف أحفظ تفاصيلك ؟ 4 سنوات يا غادة ، 4 سنوات فاتنة مبهجة مدهشة ملونة جميلة رقيقة عميقة أنيقة .. و كنا على وشك الخامسة ولكن رحلت.

                      يتبع

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...