رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
،
في منزله ، أفكاره متلخبطة لا مسار لها ولا حل
أبتسم وهو ينحني ليضع سلاحه المرمي جانبا : شلونك ؟
عبدالعزيز ولا يرد عليه ، متجاهله تماما
جلس على الكرسي المقابل له : أنا اسف
عبدالعزيز رفع عينه المندهشة ، يريد أن يصدق .. يكاد يحلف بأن من أمامه ليس سلطان .. يعتذر ؟ أهذه نهاية الدنيا أم ماذا ؟ سلطان يتنازل عن كبريائه و يعتذر ؟ يالله على هذا التغيير أو النفاق لا أعرف أيهم أصدق بوصف سلطان الان
عبدالرحمن : هذا سلطان وأعتذر لك .. ماهو من شيم الرجال يردون الإعتذار
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : قصدك أنسى وأرجع معاكم ولا كأنه صار شي .. على أساس أنكم متعودين تهينون الناس ويركعون لكم
سلطان بهدوء : طبعا ماراح تركع لنا .. ينقطع لسان من يهينك
عبدالعزيز : أهنتني مرة و ثنتين وثلاث ..
سلطان : وأنا أرجع أقولك أنا اسف .. و عمري ماأعتذرت لشخص وهذا أنا أعتذر لك مايفسر لك هالإعتذار أي شي ؟
عبدالعزيز : يفسر لي المصلحة
سلطان : يفسر كبر مكانتك عندي
عبدالعزيز تنهد ، مشوش وعقله لا يستقيم أبدا
عبدالرحمن : تبي تاخذ إجازة بالوقت اللي تبيه وبالمدة اللي أنت تبيها بعد أخذ .. ماراح نمنعك عن شي
عبدالعزيز بقهر وعقله متعب من التفكير : أبي أعرف وش صار بأهلي !!
سلطان : الله يرحمهم
عبدالعزيز : طيب بس سؤال وبعدها مستعد أسوي لكم اللي تبونه
عبدالرحمن : أسأل
عبدالعزيز : أختي غادة اللي كانت زوجة ناصر ؟ وش صار لها قبل الحادث !! أبي بس أعرف إذا صار شي أنا مدري عنه لأني مقدرت أشوفها ، ماتت قبلهم كلهم
سلطان و عبدالرحمن ملتزمين الصمت ، لا رد لديهم ولا ملامحهم تنبأ بالرد
عبدالعزيز : قلبي يقول فيه شي ماأعرفه ،
بجنون وقهر : قولوا لي .. بس قولوا وش صار بأختي غادة ؟
عبدالرحمن : ماصار شي
عبدالعزيز وكأنه يفقد الأمل من جديد ، نظراته موجعة لسلطان الذي يلتفت للجهة الأخرى محاولا أن لا يراه
أردف : و أبوي ؟
عبدالرحمن بصمت مطبق ، قلبه يتقطع عليه الان.
عبدالعزيز بنبرة مكسورة مهتزة : بيخلص رمضان وبيجي العيد وكلكم بتكونون عند اهلكم ولا راح يهمكم شي .. بس أنا ؟ بكون عند مين ؟
عبدالرحمن : أنا أهلك .. أعتبرني أبوك أعتبرني أي شي
عبدالعزيز : ليه ماتحس أني بختنق من الرياض !! أنا ماني عارف وش تستفيدون مني ؟ وش تبون مني !!
عبدالرحمن : مانبي أحد يضرك والله يا عز وأقسم لك بربي أنه فيه ناس تبي تضرك وأننا نبيك تكون قدام عيوننا عشان نرتاح ونتطمن أكثر
عبدالعزيز : ما تطمنتوا ! كم مرة أنرميت في المستشفى ؟ من جيت الرياض والمصايب ما تفارقني
عبدالرحمن يشير لسلطان بعينه حتى يتكلم ويقنعه
سلطان ألتفت عليه وهو يضع كفه على كتف عبدالعزيز : عز تعود ، يعني كلنا نفقد ناس غاليين على قلوبنا لكن نتعود ،
عبدالرحمن و أراد لسلطان أن يحكي بأريحية أكثر رغم أنه لا شيء مخبىء عنه ولكن مع ذلك أستأذن بالخروج وتركهم
سلطان : في أول سنة مسكت فيها منصبي و ألقينا القبض على جماعة تهرب بالحدود جو ناس مجهولين وحرقوا بيتي .. وفقدت أمي وأبوي اللي هم بالنسبة لي حياتي كلها !! فقدت كثير بس ماوقفت .. بوسعود كم مرة حاولوا يغتالونه ؟ ويخطفون بناته !! كم مرة أضطر أنه يحرم بناته من الطلعة عشان محد يجيهم !! أنا حتى زوجتي جننونها وفقدتها .. ليه ماتحاول تفهم أننا نحميك ؟ ليه دايم تأخذنا بسوء ظنك ؟ ليه ماتحاول بس تحسن الظن فينا ؟ إحنا مضطرين والله العظيم أننا مضطرين .. مضطرين نخبي عليك أشياء كثيرة .. أنت بس عطنا وقت وراح تفهم كل شي بوقته .. لاتستعجل علينا !! أنا ماتت أمي وأنا أحسبها تتعالج والكل خبى علي بما فيهم أبوك الله يرحمه عشان كنا في مرحلة مهمة تخص الجوهي نفسه وكان يعرف أني لو دريت بوقتها ممكن يخرب مخطط كامل كنا نجهزه من فترة طويلة ، أنت متصور كيف أنه أحد يصلي على أمك ويعزيها وأنت ماتدري !! أسأل عبدالرحمن كيف أبوك خبى علي ؟ لأنه كان يدري أنه ماهو من مصلحتي أعرف حتى لو كانت أمي ! أفهمني يا عز أحيانا نجبر أننا مانقولك لأنه ماينفع .. مايصير .. ما يصير تعرف
عبدالعزيز بلع غصته : ليه نرخص حياتهم ؟ طيب ليه ندخل نفسنا بكل هالمعمعة
سلطان بنبرة ذات بحة موجعة : عشان أرضنا
،
تضع يدها على قلبها : يمممه يممه قلبي يدق
هيفاء : ههههههههههههههههههههه باقي 20 يوم بالتمام وتنزفين على ريان
ريم بربكة وإبتسامة شقية تعتليها : مدري كيف بنام ! أحس من الحين بيجيني أرق من التفكير
دخل منصور : أحد منكم شاف يوسف اليوم ؟
هيفاء وريم : لأ
منصور : غريبة مختفي .. جلس ليردف : زوجته نزلت لكم ؟
ريم : لأ ..
منصور رفع حاجبه : صدق نجلا وينها ؟
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه ياحبيبي حتى زوجته مايدري وينها
منصور بنبرة هادئة : بيجيك كف يعلمك كيف ماأعرف عنها
سمع سلامها من الصلاة ، ألتفت ولم يعلم بانها موجودة : انت هنا
نجلاء لم ترد عليه وهي تنزع الجلال بغضب ، لتجلس مقابلة له وبنبرة مقهورة : عسى قلبك تطمن ؟
منصور بضحكة : دام أشوفك أكيد متطمن
ريم : عن أذنكم .. وخرجت
هيفاء تربعت على الكنبة وهي تترقب الحرب الكلامية التي ستبدأ الان.
نجلاء بدأت تعض شفتيها من القهر ،
منصور : تعالي أجلسي جمبي وش فيك مبعدة مرة
نجلاء : أتوحم عليك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد بحسب خبرتي المتواضعة النساة ماتجي في الشهر الأخير
نجلاء بحدة : وأنت وش دخلك ؟
منصور : خليها تحكي وتطلع اللي في قلبها كود تهدأ
نجلاء : ومين قال في قلبي شي !! أكبر همي أنت وياها
منصور أبتسم : طيب
هيفاء : هدي هدي لا يتأثر عبود ويطلع لنا عصبي زي أبوه ، يقولون نفسية الحامل تأثر
نجلاء : لا حول ولا قوة الا بالله .. قلت مالك دخل
هيفاء : ههههههههههههههههههههههه حرام عليك هذا وانا أحاول أسعدك
نجلاء : لامشكورة ماتقصرين
منصور وإبتسامة يتضح من بعدها صفة أسنانه : صبي لي شاي بس
هيفاء تحاول أن تحرك في نفس نجلاء شيئا : من عيوني يا أحلى أخو في الدنيا
منصور : ههههههههههههههه أول مرة أحس نيتك صافية
هيفاء : حرام عليك أنت ومرتك ظالميني مررة
نجلاء تقلد صوتها : ظالميني مررة
منصور أنفجر بالضحك ليردف : نجول خلاص
نجلاء : إيوا خلاص !! الحين تقول خلاص ! أشوف تفكيرك كله فيها هالأيام وتسأل بعد
منصور يجاريها : أتطمن
نجلاء بقهر : تتطمن !! بعد تعترف
منصور : أتطمن على روحي وحياتي اللي هي انت .. فيها شي
نجلاء وستقطع شعرها : لا تستخف فيني !!!
هيفاء : أنا بنحاش .. أشوفكم على خير ..
،
فتح عينه النائمة على وشاحها ، صداع يهاجمه لا يعرف كم من الوقت بقي نائما على الأرض ،
أستعدل بجلسته و عيناه الناعسة لا تنطق سوى " غادة "
أعتصر رأسه بكفوفه متعبا من الصداع و الذكرى و الفقد و الوحدة و أشياء كثيرة تضيق بصدره.
وقف و كاد يسقط من دوار رأسه الان.
في ميناء باريس الذي يشهد الغروب الان و الشمس تستر في خدرها لتنام.
بقرب السفن و المودعين و المسافرين يجلسان على الصخر الذي ينتهي بالمياه المتسربة بين أصابع أقدامهم ،
تمد شفتها السفلى بأصبعها غير مصدقه : صدق ؟
ناصر بإبتسامة : للأسف
غادة : يا كذبك
ناصر : هههههههههههههههههههههههه لا والله كلمتهم وقالوا مافيه حجز عشان كذا خلينا نغير
غادة : أنت أصلا من زمان ماتبغى جنوب أفريقيا بس والله مشتهيتها والبنات كله يسولفون عنها يعني مليت من هالأجواء أبغى شي جديد ماشفته
ناصر : غادة يعني فكري بشاعرية شوي ، شهر عسل بأفريقيا وحيوانات وأدغال ومدري وشو
غادة : بالعكس بيكون متعة ، صديقة هدول رايحة ويا زوجها تقول تصبحين على عصافير ملونة و أصواتهم ويعني دنيا غير
ناصر : مع إحترامي لها هي كذابة لأن مافيه عصافير ملونة ببيئة جافة .. خلينا نروح مكان ثاني والله أنا نفسيا ماأحب هالأماكن
غادة بقهر :كل شي أحبه أنت ماتحبه
ناصر : إلا أحبك
غادة بضحكة : يعني والله تقهرني !! طيب لا تقولي أوربا لأن أحس كبدي بتنفجر من لوعتها
ناصر : وش رايك بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه نكتك بايخة
ناصر : لا صدق تدرين قبل أمس أشوف صور للمالديف
غادة : ماأحب الجزر
ناصر رفع حاجبه :المسألة عناد ؟
غادة بضحكة : ماأحب أجواء البحر
ناصر : هالمرة أنت اللي يا كذبك
غادة بإبتسامة : طيب أعلن موافقتي
عاد لواقعه ، تجهيزات الزواج مؤلمة و موجعة و لا حسنة طيبة يقتبسها من هذه الذكريات !!
يالله يا غادة لو تعلمين ما يحدث بي الان ومايفتك بقلبي ؟ أمرض بك و عجز على ذاكرتي الهزيلة أن تنساك ، لو تعلمين أنك تخترقين أعماقي كما أنك الماء ولا أستطيع العيش دونه ، مرت سنة وأنا أعجز عن تصديق رحيلك و أقف عاجز عن رؤية غيرك و لا أرى أحدا يستحق الحب كما تستحقينه !!
أنا أقف بعجز عقل أن يفكر .. كيف عشت هذه السنة بطولها دون أن أسمع صوتك ، أن أختار معك فستانك ، أن أشاركك طعامك ، أن أوصلك بسيارتي ، أن تخبريني " أنا لحبيبي وحبيبي إلي " ، أن تعلميني الفرنسية كما أنها تتغنج بين شفتيك ، أن تعقدين ربطة عنقي بطريقة كلاسيكية تشبه الفيونكة التي تعتلي جبينك إن شككت بكلامي ، أخبرتك مسبقا أنك مختلفة حتى في غضبك ، لم تكوني إمرأة عادية لأحبك بل كنت مختلفة لأكتمل بك.
يتبع
،
في منزله ، أفكاره متلخبطة لا مسار لها ولا حل
أبتسم وهو ينحني ليضع سلاحه المرمي جانبا : شلونك ؟
عبدالعزيز ولا يرد عليه ، متجاهله تماما
جلس على الكرسي المقابل له : أنا اسف
عبدالعزيز رفع عينه المندهشة ، يريد أن يصدق .. يكاد يحلف بأن من أمامه ليس سلطان .. يعتذر ؟ أهذه نهاية الدنيا أم ماذا ؟ سلطان يتنازل عن كبريائه و يعتذر ؟ يالله على هذا التغيير أو النفاق لا أعرف أيهم أصدق بوصف سلطان الان
عبدالرحمن : هذا سلطان وأعتذر لك .. ماهو من شيم الرجال يردون الإعتذار
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : قصدك أنسى وأرجع معاكم ولا كأنه صار شي .. على أساس أنكم متعودين تهينون الناس ويركعون لكم
سلطان بهدوء : طبعا ماراح تركع لنا .. ينقطع لسان من يهينك
عبدالعزيز : أهنتني مرة و ثنتين وثلاث ..
سلطان : وأنا أرجع أقولك أنا اسف .. و عمري ماأعتذرت لشخص وهذا أنا أعتذر لك مايفسر لك هالإعتذار أي شي ؟
عبدالعزيز : يفسر لي المصلحة
سلطان : يفسر كبر مكانتك عندي
عبدالعزيز تنهد ، مشوش وعقله لا يستقيم أبدا
عبدالرحمن : تبي تاخذ إجازة بالوقت اللي تبيه وبالمدة اللي أنت تبيها بعد أخذ .. ماراح نمنعك عن شي
عبدالعزيز بقهر وعقله متعب من التفكير : أبي أعرف وش صار بأهلي !!
سلطان : الله يرحمهم
عبدالعزيز : طيب بس سؤال وبعدها مستعد أسوي لكم اللي تبونه
عبدالرحمن : أسأل
عبدالعزيز : أختي غادة اللي كانت زوجة ناصر ؟ وش صار لها قبل الحادث !! أبي بس أعرف إذا صار شي أنا مدري عنه لأني مقدرت أشوفها ، ماتت قبلهم كلهم
سلطان و عبدالرحمن ملتزمين الصمت ، لا رد لديهم ولا ملامحهم تنبأ بالرد
عبدالعزيز : قلبي يقول فيه شي ماأعرفه ،
بجنون وقهر : قولوا لي .. بس قولوا وش صار بأختي غادة ؟
عبدالرحمن : ماصار شي
عبدالعزيز وكأنه يفقد الأمل من جديد ، نظراته موجعة لسلطان الذي يلتفت للجهة الأخرى محاولا أن لا يراه
أردف : و أبوي ؟
عبدالرحمن بصمت مطبق ، قلبه يتقطع عليه الان.
عبدالعزيز بنبرة مكسورة مهتزة : بيخلص رمضان وبيجي العيد وكلكم بتكونون عند اهلكم ولا راح يهمكم شي .. بس أنا ؟ بكون عند مين ؟
عبدالرحمن : أنا أهلك .. أعتبرني أبوك أعتبرني أي شي
عبدالعزيز : ليه ماتحس أني بختنق من الرياض !! أنا ماني عارف وش تستفيدون مني ؟ وش تبون مني !!
عبدالرحمن : مانبي أحد يضرك والله يا عز وأقسم لك بربي أنه فيه ناس تبي تضرك وأننا نبيك تكون قدام عيوننا عشان نرتاح ونتطمن أكثر
عبدالعزيز : ما تطمنتوا ! كم مرة أنرميت في المستشفى ؟ من جيت الرياض والمصايب ما تفارقني
عبدالرحمن يشير لسلطان بعينه حتى يتكلم ويقنعه
سلطان ألتفت عليه وهو يضع كفه على كتف عبدالعزيز : عز تعود ، يعني كلنا نفقد ناس غاليين على قلوبنا لكن نتعود ،
عبدالرحمن و أراد لسلطان أن يحكي بأريحية أكثر رغم أنه لا شيء مخبىء عنه ولكن مع ذلك أستأذن بالخروج وتركهم
سلطان : في أول سنة مسكت فيها منصبي و ألقينا القبض على جماعة تهرب بالحدود جو ناس مجهولين وحرقوا بيتي .. وفقدت أمي وأبوي اللي هم بالنسبة لي حياتي كلها !! فقدت كثير بس ماوقفت .. بوسعود كم مرة حاولوا يغتالونه ؟ ويخطفون بناته !! كم مرة أضطر أنه يحرم بناته من الطلعة عشان محد يجيهم !! أنا حتى زوجتي جننونها وفقدتها .. ليه ماتحاول تفهم أننا نحميك ؟ ليه دايم تأخذنا بسوء ظنك ؟ ليه ماتحاول بس تحسن الظن فينا ؟ إحنا مضطرين والله العظيم أننا مضطرين .. مضطرين نخبي عليك أشياء كثيرة .. أنت بس عطنا وقت وراح تفهم كل شي بوقته .. لاتستعجل علينا !! أنا ماتت أمي وأنا أحسبها تتعالج والكل خبى علي بما فيهم أبوك الله يرحمه عشان كنا في مرحلة مهمة تخص الجوهي نفسه وكان يعرف أني لو دريت بوقتها ممكن يخرب مخطط كامل كنا نجهزه من فترة طويلة ، أنت متصور كيف أنه أحد يصلي على أمك ويعزيها وأنت ماتدري !! أسأل عبدالرحمن كيف أبوك خبى علي ؟ لأنه كان يدري أنه ماهو من مصلحتي أعرف حتى لو كانت أمي ! أفهمني يا عز أحيانا نجبر أننا مانقولك لأنه ماينفع .. مايصير .. ما يصير تعرف
عبدالعزيز بلع غصته : ليه نرخص حياتهم ؟ طيب ليه ندخل نفسنا بكل هالمعمعة
سلطان بنبرة ذات بحة موجعة : عشان أرضنا
،
تضع يدها على قلبها : يمممه يممه قلبي يدق
هيفاء : ههههههههههههههههههههه باقي 20 يوم بالتمام وتنزفين على ريان
ريم بربكة وإبتسامة شقية تعتليها : مدري كيف بنام ! أحس من الحين بيجيني أرق من التفكير
دخل منصور : أحد منكم شاف يوسف اليوم ؟
هيفاء وريم : لأ
منصور : غريبة مختفي .. جلس ليردف : زوجته نزلت لكم ؟
ريم : لأ ..
منصور رفع حاجبه : صدق نجلا وينها ؟
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه ياحبيبي حتى زوجته مايدري وينها
منصور بنبرة هادئة : بيجيك كف يعلمك كيف ماأعرف عنها
سمع سلامها من الصلاة ، ألتفت ولم يعلم بانها موجودة : انت هنا
نجلاء لم ترد عليه وهي تنزع الجلال بغضب ، لتجلس مقابلة له وبنبرة مقهورة : عسى قلبك تطمن ؟
منصور بضحكة : دام أشوفك أكيد متطمن
ريم : عن أذنكم .. وخرجت
هيفاء تربعت على الكنبة وهي تترقب الحرب الكلامية التي ستبدأ الان.
نجلاء بدأت تعض شفتيها من القهر ،
منصور : تعالي أجلسي جمبي وش فيك مبعدة مرة
نجلاء : أتوحم عليك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد بحسب خبرتي المتواضعة النساة ماتجي في الشهر الأخير
نجلاء بحدة : وأنت وش دخلك ؟
منصور : خليها تحكي وتطلع اللي في قلبها كود تهدأ
نجلاء : ومين قال في قلبي شي !! أكبر همي أنت وياها
منصور أبتسم : طيب
هيفاء : هدي هدي لا يتأثر عبود ويطلع لنا عصبي زي أبوه ، يقولون نفسية الحامل تأثر
نجلاء : لا حول ولا قوة الا بالله .. قلت مالك دخل
هيفاء : ههههههههههههههههههههههه حرام عليك هذا وانا أحاول أسعدك
نجلاء : لامشكورة ماتقصرين
منصور وإبتسامة يتضح من بعدها صفة أسنانه : صبي لي شاي بس
هيفاء تحاول أن تحرك في نفس نجلاء شيئا : من عيوني يا أحلى أخو في الدنيا
منصور : ههههههههههههههه أول مرة أحس نيتك صافية
هيفاء : حرام عليك أنت ومرتك ظالميني مررة
نجلاء تقلد صوتها : ظالميني مررة
منصور أنفجر بالضحك ليردف : نجول خلاص
نجلاء : إيوا خلاص !! الحين تقول خلاص ! أشوف تفكيرك كله فيها هالأيام وتسأل بعد
منصور يجاريها : أتطمن
نجلاء بقهر : تتطمن !! بعد تعترف
منصور : أتطمن على روحي وحياتي اللي هي انت .. فيها شي
نجلاء وستقطع شعرها : لا تستخف فيني !!!
هيفاء : أنا بنحاش .. أشوفكم على خير ..
،
فتح عينه النائمة على وشاحها ، صداع يهاجمه لا يعرف كم من الوقت بقي نائما على الأرض ،
أستعدل بجلسته و عيناه الناعسة لا تنطق سوى " غادة "
أعتصر رأسه بكفوفه متعبا من الصداع و الذكرى و الفقد و الوحدة و أشياء كثيرة تضيق بصدره.
وقف و كاد يسقط من دوار رأسه الان.
في ميناء باريس الذي يشهد الغروب الان و الشمس تستر في خدرها لتنام.
بقرب السفن و المودعين و المسافرين يجلسان على الصخر الذي ينتهي بالمياه المتسربة بين أصابع أقدامهم ،
تمد شفتها السفلى بأصبعها غير مصدقه : صدق ؟
ناصر بإبتسامة : للأسف
غادة : يا كذبك
ناصر : هههههههههههههههههههههههه لا والله كلمتهم وقالوا مافيه حجز عشان كذا خلينا نغير
غادة : أنت أصلا من زمان ماتبغى جنوب أفريقيا بس والله مشتهيتها والبنات كله يسولفون عنها يعني مليت من هالأجواء أبغى شي جديد ماشفته
ناصر : غادة يعني فكري بشاعرية شوي ، شهر عسل بأفريقيا وحيوانات وأدغال ومدري وشو
غادة : بالعكس بيكون متعة ، صديقة هدول رايحة ويا زوجها تقول تصبحين على عصافير ملونة و أصواتهم ويعني دنيا غير
ناصر : مع إحترامي لها هي كذابة لأن مافيه عصافير ملونة ببيئة جافة .. خلينا نروح مكان ثاني والله أنا نفسيا ماأحب هالأماكن
غادة بقهر :كل شي أحبه أنت ماتحبه
ناصر : إلا أحبك
غادة بضحكة : يعني والله تقهرني !! طيب لا تقولي أوربا لأن أحس كبدي بتنفجر من لوعتها
ناصر : وش رايك بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه نكتك بايخة
ناصر : لا صدق تدرين قبل أمس أشوف صور للمالديف
غادة : ماأحب الجزر
ناصر رفع حاجبه :المسألة عناد ؟
غادة بضحكة : ماأحب أجواء البحر
ناصر : هالمرة أنت اللي يا كذبك
غادة بإبتسامة : طيب أعلن موافقتي
عاد لواقعه ، تجهيزات الزواج مؤلمة و موجعة و لا حسنة طيبة يقتبسها من هذه الذكريات !!
يالله يا غادة لو تعلمين ما يحدث بي الان ومايفتك بقلبي ؟ أمرض بك و عجز على ذاكرتي الهزيلة أن تنساك ، لو تعلمين أنك تخترقين أعماقي كما أنك الماء ولا أستطيع العيش دونه ، مرت سنة وأنا أعجز عن تصديق رحيلك و أقف عاجز عن رؤية غيرك و لا أرى أحدا يستحق الحب كما تستحقينه !!
أنا أقف بعجز عقل أن يفكر .. كيف عشت هذه السنة بطولها دون أن أسمع صوتك ، أن أختار معك فستانك ، أن أشاركك طعامك ، أن أوصلك بسيارتي ، أن تخبريني " أنا لحبيبي وحبيبي إلي " ، أن تعلميني الفرنسية كما أنها تتغنج بين شفتيك ، أن تعقدين ربطة عنقي بطريقة كلاسيكية تشبه الفيونكة التي تعتلي جبينك إن شككت بكلامي ، أخبرتك مسبقا أنك مختلفة حتى في غضبك ، لم تكوني إمرأة عادية لأحبك بل كنت مختلفة لأكتمل بك.
يتبع
تعليق