أشتاق لتخاطرنا الذي جعلنا نكسر هنيهات الصمت أكثر من مرة بتلك ال " أحبك " , قبل أن يليها ضحكنا و تراهننا على أينا كان الأسبق في قولها ..
أشتاق لكل ما خلته جسرا يستحيل تقويضه , فليته يغفر لهراوة الطيش زلتها التي حولته إلى ركام أتربع على ذروته و أبكي
أوقدوا في الماء نكهته ,
جددوا هندامه باستعارات الأتن ..
غامروا بتحريفه , فقد أضجرنا بروده الغريب و صفاؤه الرتيب ..
اذانا أكثر بحرصه على إخمادنا كلما زلت ألسنتنا بتلك ال " اي ! " ..
فما أدراه و هو المترع بحكمته أننا في فوضوية الكلام ننطق بما نريد ؟
لا يصعد الباطل على خشبة " اللسان " إلا في المشهد الأخير لمسرحية " موت الإنسان من الداخل " , و هو المشهد الذي يلي إعدام العقل و القلب و الضمير دفعة واحدة .
نأتي إلى المعادلة التي بها نوجز فلسفة ما بعد منتصف الليل , لنقول أن الناطق بالباطل ( و الذي لا يختلف عنه كثيرا " الساكت عن الحق " ) , هو محض منتحر يتنفس و يعيش ربما بجريرة نذالته أحسن و أفضل عيشة , و قد يكون مثلا أعلى و قدوة حسنة في عيون الذين تنطبق عليهم جملة سعيد صالح في مسرحية " العيال كبرت " حين قال :
" يا بنتي أنا عندي استعداد للانحراف بس ما لقيتشي اللي يوجهني "
تعليق