حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4007

    رد: حتى إشتعال آخر

    ظلت لضجيج هذا الليل أقدام تمشي فوق رؤوسنا , و ينبعث باطراد وقعها شبح فضولنا فنتساءل
    " أ يعقل أن رسل هذا الليل قد اتخذوا سطح بيتنا المتصدع مهبطهم حيث ينفضون غبار المجرات العالق بأجنحتهم و ينتحي كل واحد منهم مكانا قرب الإفريز يريه جثة هذه المدينة ؟ "
    إن الضجيج يعلو , و تلك الجثة لا تعنيها طنطنة بعيدة هي كصفير الشياطين في اذاننا .
    و أمي تحثني بإيماءة من رأسها الارق على أن أنام في الوقت الذي أدرك فيه من نظرتها الكابية أنها استنفدت كل ما تعرفه من أدعية الخلاص و كل ما حفظته من ذلك الكتيب الأخضر الذي تتوسده كل ليلة كي تحلم بالجنة.

    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4007

      رد: حتى إشتعال آخر

      ما يدريك .. ؟
      لعلنا تجاوزنا ذروة كل شيء دون أن نتأذى .
      هل كان يجب علينا أن نحمل معنا الندوب إلى النهاية ؟
      هل كل الراحلين إلى النهايات يجرون وراءهم بالضرورة زوائد ضمائدهم ؟

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4007

        رد: حتى إشتعال آخر

        تلك الشاشة المعتمة لا تني تستفزني بصمتها رغم أني ظللت واثقة أن اهتزاز ضوئها " الرنان " يضاهي صمت الليل المسكوب بين زواياها الأربعة . و لكن لم تكن تلك الثقة المهلهلة تحول دون اجتياح سؤال ترافقه رعدة قلق : " هل نسوا جميعا الطريق المؤدية إلى صوتي ؟ " ..
        إذ يبدو أن أوفى الأصدقاء - مع مرور الوقت - قد تركوني كالمظلة على عتبة ذواكرهم , في انتظار أن تهطل عليهم حاجة مشؤومة تضطرهم إلى الاحتماء بي , و إلى ضغط الأزرار التي تشكل رقم هاتفي , و إلى تسديد ال " ألو " بنبرة تجاهد أن تحافظ على نفس الحرارة التي ألفتها فيها .
        هذه الحاجة المشؤومة نفسها تضعني على منصة المحكوم عليهم بالجحود , فهم لا يتوانون عن أن يزرعوا الشك في وفائي بسؤال أكره صداه في نفسي : " علام الغياب ؟ " . و علي أن أصدق بدافع من الصدمة الأولى لهذا السؤال أني أنا المذنبة , و الجاحدة , و الخائنة .. و الغائبة , فلا أتدارك نبرة العتاب في صوتي إلا بعد لأي , بعد أن يفصحوا عن تلك الحاجة و بعد أن يقتطعوا مني وعدا لا أدري كيف ينطلق من فمي , و بعد أن يملكوا من القوة و القسوة ما يمكنهم من توديعي و إقفال الخط قبل أن أهم بقول ما أريد دائما أن أقوله .

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4007

          رد: حتى إشتعال آخر

          إنها وعكة المساء نفسها يا أمي , لا شيء جديد ..
          مع أن هذا القلق في عينيك و الذي رأيت ألف نسخة منه حتى الان لم يعد يلقي بما يكفي من ظلال عاطفتك الجياشة علي ,
          أنا التي أحوج ما أكون إلى الصمت إزاء أناتي , لن يضيرني سعيك إلى تغيير مذاق بكائك علي , بل قد يسعدني أن ألحظ تماشيك مع موضة عصر من العصور التي يكون الحزن فيها دارجا على نمط استعراضي ملفت للانتباه , و مسرفا في إغراء كل ضحكة بأن تتجعد فتصير نشيجا .
          أحرص على أن تستفزي من رأسي التفاتة باتجاهك بأية حيلة , لأني مللت يا أمي . مللت هذا الحزن الالي المبتذل , مللت موسيقى أنفاسك التي إن تخللتها عبارات من قبيل " اصبري , ثابري , غدا أجمل " فإنها تستحيل نشازا يغريني بسكوتك و باختفائك حتى أخلو إلى الوسادة و الليل الطويل الصامت .

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4007

            رد: حتى إشتعال آخر

            سينتهي الحب حالما نتوخى الريث و نأتي زندقة التعقل التي ما انفكت شرائع الحب تلعنها و ترمي بالحجر مقارفها

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4007

              رد: حتى إشتعال آخر

              أنت المتلبس بسليقة الغدر , تكبر في سكين الظهر كل طعنة نجلاء

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4007

                رد: حتى إشتعال آخر

                لا يزعك عن تقويض ذكرى شمائلك المنيعة وازع , فتهوي إلى درك الزلل من على جرف نزواتك الهار

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4007

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  ... لنستأنف الحديث ...
                  ليس أمامنا حل اخر , بعد أن كان سقوطنا من غيمة الأحلام و ارتطامنا بالواقع على حين غرة عنيفا . مضطرة أنا لأن أبدل الهمس الخفيض بصوتي الذي ألفت أن تسمعه حين لا يستحي بما يقول .
                  و لن أقول " أحبك " , هذه الكلمة النورانية لا تقال و نحن على سطح الأرض , لكن ثق أن نموها المكتمل في القلب سيتيح لك أن تلمح أغصانها و تتلقف ثمارها في كل لحظة أتفوه فيها بكل الكلام عداها .
                  لننصرف عن خيبة ارتطامنا و عن تعداد كسورنا و عن تشوه هيئاتنا التي كانت في الأعلى هيئتي ملاكين ملفعة أجسادهما بالضباب المطرز بخيوط الشمس ..
                  لننس كل هذا .. و نستأنف أحاديثنا .

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4007

                    رد: حتى إشتعال آخر

                    لم أمتلىء بضجيج الشوارع منذ زمن ,
                    أقلعت عن عادة التسكع متنكرة بذريعة الذهاب لمكان ما / لشأن ما , بينما كنت لا أذرع الأرصفة المتشققة إلا لأتذكر شقوقها , لأعدها , لأركل حجارة الطريق و أنا أحشو فمي هواء ثم أنفخ متصنعة غضبي , مدعية أني لولا تلك الحجارة لوصلت أبكر بخمس دقائق إلى المكان الذي لم تحفر أسسه و لم ترتفع حيطانه و لم تلمع شبابيكه إلا في ذهني .

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4007

                      رد: حتى إشتعال آخر



                      من يدري ..
                      قد لا أهتم !
                      قد أسكب في أثر رحيلك إبريق الماء وأنا أهمس : " الله معك " , ثم أستأنف رتق الجورب المثقوب في الوقت الذي يطن فيه صوت الأطرش وهو يرفع عقيرته بالغناء مرددا : " الحياة حلوة .. بس نفهمها ! "

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...