حتى إشتعال اخر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Off The Grid
    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
    • Dec 2004
    • 4007

    رد: حتى إشتعال آخر

    كنت إذا حزنت أعلن للملأ أني على مشارف البكاء فتمضي السيول مغادرة عيني دون تكلف و تصنع ,
    و دون أن ألقي بالا للأصوات التي تلاطفني أول الأمر ثم ما تلبث أن تشتد و تستعر فتصرخ امرة أن " اخرسي ! " .
    و كبرت بعد أن لقنوني درسا في حشمة الأنثى و وقارها و بعد أن كرروا هذا الدرس على مسامعي ألف مرة إلى أن صرت أردده كهذيانات محمومة ,
    و صار علي أن أتراجع بدموعي إلى الخلف و أن أكتم صدى انزلاقها على وجنتي و أن أتدبر أمر الشهقات الجزعة فأفبركها و أحولها ضحكا لأي سبب عارض فقط كي لا " يخدش " الحزن وقاري الأنثوي و حشمتي المقدسة ! ..


    تعليق

    • Off The Grid
      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
      • Dec 2004
      • 4007

      رد: حتى إشتعال آخر

      فراغات , كلمات متقاطعة , ضوء رمادي اللون كأنه روث الشمس ألقي به إلي ...
      حجرة لا تتسع لأكثر من نزهة صامتة تبدأ بخطوتين و تنتهي بهما ..
      هنا لا أحد سواي , و الكثير الكثير منك ..
      أنا و الذكرى شكلنا في هذا الثقب زحاما و ظللنا فيه واقفين , كأننا ننتظر شيئا أزف قدومه ,
      مع أنه علينا أن نؤمن بالوقائع التي تثبت أنه في أجواء كهذه , في عتمة كأنها ليل تهتز على صدغه شعرة ضوء لا تكاد ترى , في دوامة خارج
      البحر , يستحيل على أي شيء جميل أن يحدث , بل إن الأشياء الجميلة لا يمكن أن ترتسم في ذهن حالم كبلته أقداره في هكذا أجواء

      تعليق

      • Off The Grid
        كُلُّهُم رَحَلـوا ...
        • Dec 2004
        • 4007

        رد: حتى إشتعال آخر

        كيف تنسى الطفلة التي كنتها الغد الذي كنته أنت لها .. ؟
        ألا تعرف أني أسست على ضحكتك وحدها قصور أحلامي؟

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4007

          رد: حتى إشتعال آخر

          أوشكت على الإقتراب , فإذ بي أتقهقر عشر خطوات إلى الخلف . ما اجتذبني في هذا الضوء صار شيئا فشيئا يرعبني , ينفرني , يبعث في نفسي شعورا بندم مؤجل إن أنا رششت هذا الضوء على ما حولي لأغسله من الظلام , و لأتعرفه للمرة الأولى مذ وجدتني أحيا " ليلا " ..
          كأن أعظم مباهج الحياة تكمن في الجهل المدقع بها , بألوانها الحقيقية , و ملامحها التي لم يسبق أن سر باكتشافها إنسان .

          تعليق

          • Off The Grid
            كُلُّهُم رَحَلـوا ...
            • Dec 2004
            • 4007

            رد: حتى إشتعال آخر

            ما أنا بحاجته أوغل في استحالته ,
            لن أناله ما حييت .. لن أناله ما بكيت ..

            تعليق

            • Off The Grid
              كُلُّهُم رَحَلـوا ...
              • Dec 2004
              • 4007

              رد: حتى إشتعال آخر

              طالما أننا نختلف فهذا أمر جيد , بل إنه فأل حسن ينبىء بحب يتمرد و يكفر بالأعراف التقليدية التالفة و التي تضطر كل عشيقين لأن يزجا بأفكارهما في عقل واحد ضيق تكتم فيه أصداء العداء الخفي بين وجهات النظر و الرغبات و الإحساسات التي يستحيل أن تتشابه حد التطابق بين اثنين .
              لن نكون مرغمين على أن يؤدي أحدنا دور الضرير و الاخر دور عكازه , بل سنحظى ببصائر و أبصار مستقلة, تجعلنا نرى الغروب نفسه بلونين إن أمكن . لن يكون في ذلك ضير !

              تعليق

              • Off The Grid
                كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                • Dec 2004
                • 4007

                رد: حتى إشتعال آخر

                إن مرد حزني هو ما أصاب دنيانا من جفاف ,
                كل شيء يوحي للوهلة الأولى أنه حي, أن له فما ينطق و رئة تتنفس ,
                بإمكانك أن تلحظ في أوقات معينة أن كل الوجوه فجأة تتورد و كل الشفاه تتمطى في ابتسامات تبدو لمن يراها و كأنها بتحريض مباشر من القلب , بل من أعمق أعماق القلب .
                لكن هذه المشاهد كلها تستمر على وتيرة واحدة , وتيرة تبدو و كأنها الية , و كأنك أمام روبوتات تتحرك بمشيئة تخالف مشيئتها و تجعلها - حتى حين تشتهي البكاء و الصراخ و الجنون - تمسك و تعرض عن ذلك كله , كأنها تخشى أن تخالف القانون بدموعها أو أن تكون باعثة على ازدراء مفاجىء ينفر حتى الطبيعة منها .

                تعليق

                • Off The Grid
                  كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                  • Dec 2004
                  • 4007

                  رد: حتى إشتعال آخر

                  طالما أنك تحدقين في عيني - أخيرا - فهذا يجعلني أتحسس شيئا من الطمأنينة يغزو نفسي على هون . أنا لست هنا لأحثك على الغفران أو لأرجوك شيئا ما دمت لن تهبيه من تلقاء نفسك .
                  يكفيني أن تحدقي بي , أن تأذني لعينيك أخيرا بأن ترى الوجل الطافح من عيني كدموع من نوع اخر , شفاف جدا , ليس في طعمه ملوحة تقليدية , و لا هو بالبكاء الذي يخدد هاتين الوجنتين مؤقتا ثم يختفي بتحريض عارض من أقرب منديل .
                  قد جئتك لأعتذر و هذا ما أنا بصدده على كل حال , لكن أدركيني بخريطة فورية لهذا الإعتذار بحيث تضمن له و لي أن لا يضل سبيلك في النهاية . أخطائي الكثيرة في حقك ليس يشفع لها اعتذار عادي, و لأني أقدرك بالشكل الذي لن تتصوريه و لأني أتهيب مجرد شك صغير عابر في أن جزء من ألف جزء من روحك لن تنسى الأذى و لن تغفر لي , فهذا كله يجعلني أجبن أمامك و أرتجف كأني على مشارف حكم بالإعدام .
                  تدركين حق الإدراك أن ليس لي في هذه الدنيا سواك . فأي فاقة سأكون عليها لحظة تلوحين بيد مودعة ثم شيئا فشيئا تختفين في شعاب الضباب ؟ أي عزلة سأقتاد إليها و ألقى بين جدرانها العفنة ساعة تختفين ؟
                  لا سبيل إلى الفرار من سجن منيع كهذا , لا رفقة الاخرين و لا حب رجل أوقن أن لا شيء في نفسي يحبه . إذ أنه لا غنى لي عنك , أبدا لا غنى .
                  أبقيني دهرا إن شئت هنا , عديني بعينيك فقط أن أملا سيرتسم في الأفق يوما ما , ثوبي إلى رفقك فليس مثلك من يعمد إلى القسوة طربا منتشيا , و ليس مثلك من يعرض عن الحنو على قلب هلوع عاثر الحظ كقلبي ..

                  تعليق

                  • Off The Grid
                    كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                    • Dec 2004
                    • 4007

                    رد: حتى إشتعال آخر



                    إن بي ميلا غامضا لأن أصدق كل شيء , فليس أسوأ من أن تلازم الشكوك العقل و تركب فوقه و تلكزه من كل جانب كي يتحرك بناء على مشيئتها , مذ غرر بي و أخبروني أن الإنسان بثقته العمياء بما يسمع و يرى إنما هو يثبت للناس أنه على قدر عظيم و منفر من الغباء , و أنه لمجرد رفضه أداء واجب التدقيق في ما يسمع و يرى فهو يتيح للاخرين - بما يضمرونه و يكشفونه من نوايا

                    خبيثة و مرام دنيئة - أن يسلبوه ما تقع عليه أيديهم أو تشير إليها من بعيد إذا هي أرادت أن يأتيهم زاحفا و يسلمهم غاياتهم يدا بيد ! أصبحت لا أحفل بكل هذا اللغط , فقط أريد لعقلي أن يزدرد كل شيء دون الحاجة إلى مضغه و تلمظ طعمه .
                    التعديل الأخير تم بواسطة Off The Grid; 21-02-2013, 04:22 AM.

                    تعليق

                    • Off The Grid
                      كُلُّهُم رَحَلـوا ...
                      • Dec 2004
                      • 4007

                      رد: حتى إشتعال آخر

                      هو لا يدرك من أمره شيئا ,
                      ذاكرته كأوراق لعب , يخلطها و يوزعها كيفما اتفق ,
                      يحلو له أحيانا أن ينسب ماضيه إلى غده , يجهله كأنه لم يعشه ,
                      و يقسم أحيانا لمن يسأله : " من أنت ؟ " , بالقول أنه " لازال يبحث عن بطن تلده " !

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...