رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
,
في مزرعته الكئيبة ، يصوب بإتجاه علب المشروبات الغازية الفارغة : طيب وبعدين
الاخر يقف بجانبه : والله يابو بدر ماتركت مكان إلا وبحثت عنه حتى جواله يوم شفنا إحداثياته عندنا لقيناه في جدة
سلطان : والحين !
الاخر : شكله مطلع شريحة جديدة و يبي يضيعنا لأن مثل ماقلت لك الجوال مصدره جدة وأنت تقول انك متأكدة انه بالرياض هذا يعني أنه عنده جوال ثاني
سلطان ألتفت عليه وبنبرة غضب : ماهي مشكلتي طلعه من تحت الأرض ! تراه ماهو مطلوب أمني عشان أقول والله صعبة نلقاه وأكيد ماخذ إحتياطاته , أقصاه كلب مايدري وين الله قاطه
الاخر سكت أمام غضبه وملامحه تميل للتوتر
سلطان : أنا أقدر أبلغ عليه و يوقفونه بسهولة بس ماأبي فضايح لأنه يقرب لي من بعيد
الاخر : فاهم وأدري انك تبيه بموضوع عائلي لكن والله أحاول أسوي كل اللي أقدر عليه
سلطان : طيب شف لك حل , بلغ ربعك اللي بالمطارات ولا أي زفت يعرفه
الاخر : إن شاء الله
سلطان : لا يطلع برا السعودية , فاهم
الاخر : إن شاء الله طال عمرك .. تامر على شي
سلطان وهو يصوب مرة أخرى و يغمض عينه اليسرى : لأ
أنصرف و ترك سلطان يعيش عرسا من طلقات النار في ساعات متأخرة من الليل.
,
على الشاطىء جالس معها تحت ضوء القمر و لا أحد هنا سواهم ، فهذه المدينة بعد مغيب الشمس تهدأ وجدا.
رؤى : الحين وش أسوي ؟
وليد : مدري أنا أحاول أتفاهم معك و أقدر لكن مع سارا مقدر
رؤى بضيق وبكلمات متداخلة : طيب كيف أعرف أنا يعني كيف أحس أنه ماهي شخصيتي
وليد : صعبة يا رؤى ، لكن بس تداومين على الأدوية و ترتاح نفسيتك , كل شي بيصير تمام
رؤى : يعني رجعت ذاكرتي , طيب قولي وش قلت ؟ عن أبوي و أمي و اخواني ؟
وليد : قلتي أشياء كثيرة
رؤى برجاء : قولي وشو طيب ؟
وليد : تسولفين عن عبدالعزيز كثير
رؤى : وش أقول عنه
وليد و يتضايق أكثر منها وينظر للبحر وعيناه ضائعة : تشبهينه بعيونك
رؤى و عيناها تهطل الدموع وبلهفة : و إيش بعد
وليد بنبرة موجعة : أقرب لروحك .. قلتي لي .. تصدق أني أشتقت لك .. تحسبيني عبدالعزيز
رؤى ببكاء و تنظر للبحر مرة أخرى : ليه مقدر أتذكر أشكالهم ؟
وليد : باقي كثير عشان تتذكرين هالتفاصيل
رؤى بعد صمت لدقائق طويلة : ليه سوت فيني كذا ؟
وليد : خسارة تكون أم !! ضيعتك بس باقي طريقنا طويل وماراح نستسلم , أستعيني بالله وإن شاء الله ماراح يخيب رجانا
رؤى : يارب
,
فجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصف فجرا – بقي القليل و ربما الجمعة أو السبت رمضان.
شعر بأصوات بالخارج ، تقدم لشباكه المطل على الحديقة و نظر إليها وهي تسير خلف القصر ، رغم أنه لم يرى سوى ظهرها إلا أنه متأكد أنها هي من شعرها المعقود و تخرج منه الخصلات الملتوية متمردة.
لم يتبقى في داخله ذرة إحترام لأي أحد , القصر شبه خالي مادام بوسعود ليس هنا.
خرج و تبعها للخلف ، ينظر لها وهي تصفصف الألواح الخشبية , أقترب قليلا منها
قلبها يتسارع بنبضاته من الظل الذي تراه ، شعرت بأن احدا خلفها ، يكاد يقطع نفسها من شدة رعبها
ألتفتت بخوف : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرها يهبط ويعتلي بخوف : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه ت
لم تكمل وهو يضع ذراعه حول خصرها و يشدها نحوه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرها ملاصق لصدر عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها . . . . . قبلها و كأن المكاتيب و الرسائل تخرج من شفتيه لشفتيها
رتيل تحاول مقاومته حتى خانتها سيقانها وجلست و مازال عبدالعزيز مستمر لتستلقي على الأرض و تضربه على صدره فيبتعد.
أبتعدت وهي مصدومة مما حدث , صدرها يهبط ويرتفع بقوة غير مصدقة تماما : حقييير
عبدالعزيز وقف و بإبتسامة خبيثة وشديدة الخبث
رتيل أرتجفت فكوكها ، خشيت أن تخسف الأرض بها مما يحدث بينها وبين عبدالعزيز , وبأنفاس مرتبكة بحروف تخرج متوترة و تقال سريعا : تحسبني بسكت والله بس يرجع أبوي لأقوله عن حركتك
عبدالعزيز : وأنا ماراح أقصر بعد
رتيل : تهددني !
عبدالعزيز يقترب بخطواته مجددا منها
رتيل أبتعدت للخلف : أبعد ... وأشارت للسلاح الذي بيدها
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه أنتي أعرفي كيف تمسكينه بالأول
رتيل بعصبية : أبعععععععععد عن وجهي
عبدالعزيز أبتسم : وإذا مابعدت
رتيل : أنت مجنون !! تجلس تحكي وتنافق وتقول الدين والله و تقرب مني في غياب أبوي
عبدالعزيز : ديني لا تتدخلين فيه ! على الأقل ما أرخصت نفسي لأحد
وكأنها تتلقى صفعة تحرق خدها ، إهانته الثانية لها ، كأنه يهين حبها , هو بالفعل يهين حبها له و يذلها عليه أيضا
رتيل رمت السلاح على الأرض وهي تسير متجهة للدخول ولكن يد عبدالعزيز وقفت بالمرصاد و تمسكت بذراعها وبصراخ : أتركني مالك حق تلمسني فاهم !!
عبدالعزيز : أشششششش ماهو زين عليك العصبية ... قبل خدها وهو يهمس بإذنها .. تصبحين على خير
رتيل وقفت و خدها يتفجر بالحمرة ، و دمعة محبوسة في محاجرها ، ونبضاتها ترتفع لحد غير طبيعي
عبدالعزيز أبتسم بخبث : أدعي ربك يغفر لك قبل شهر الصوم
رتيل ضربت صدره بقوة ولكن هذه القوة تعتبر لا شيء أمام عبدالعزيز ولم تؤلمه ولو قليلا حتى : أنت اللي أدعي ربك يغفر لك يا وصخ يا حقيير
عبدالعزيز ببرود : أنا قلت دامها خربتها أخربها زيادة
رتيل بغضب كبير : ماتخربها علي فاهم ! مين أنت أصلا عشان تقرب مني .. صدقني إن حاولت تلمسني مرة ثانية ماتلوم الا نفسك يا معفن ..
عبدالعزيز : مافهمت كيف مفهوم اللمس عندك ؟
رتيل : تبغى تعرف كيف مفهوم اللمس !!!
عبدالعزيز يمسك ضحكته : علميني أخاف أني أجهل هالأشياء
رتيل وتشد على شفتيها لتجمع ريقها وتبصق عليه : هذا اللمس
عبدالعزيز أنفجر بضحكته ليردف : عسل على قلبي
رتيل و دمعتها المحبوسة سقطت
عبدالعزيز بطرف كمه مسح وجهه من بصاقها
رتيل سارت متجهة للباب الداخلي وهي تتفجر غضبا ، تريد أن تكسر كل شيء أمامها حتى تشفي بعض غضبها
غير قادرة على التخيل حتى أن عبدالعزيز يقترب منها بهذه الصورة ، جسدها يرتعش و أصابعها لاتتزن بحركتها من هول صدمتها ، دخلت غرفتها وهي تغلق بابها ثلاثا ، أرتمت على السرير وتدفن وجهها بالمخدة و تبكي بصمت.
خيباتها بدأت تتكاثر حولها ، كيف يهيني هكذا ؟ تشعر بخزي و خجل شديد , تنتابها رغبة في البكاء ولا غير البكاء و أن تبصق عليه كل هذا الحزن الذي أتى به , وعدت نفسها بأن تهينه كما أهانها.
عاد لفراشه و عينه على السقف غارق في تفكيره ، و لسان حاله يقول " بتشوف يا بو سعود مين عبدالعزيز "
في صباح جديد , الساعة الثامنة بتوقيت باريس.
أخرج هاتفه ليتصل عليها وهو في طريقه سيرا بين أرصفة باريس ، أتاه صوتها النائم : ألو
عبدالرحمن : صباح الخير
ضي فزت من فراشها وهي تنطق بلهفة : عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن : صحيتك ؟
ضي بإستعجال : لا عادي
عبدالرحمن : طيب ألبسي بسرعة قبل لا يبدأ دوامك وتعالي شارع فورسي اللي وراكم .. لا تتأخرين
ضي شهقت بصدمة : أنت هنا
عبدالرحمن ضحك ليردف : ماشفتي الرقم ؟
ضي أبعدت الهاتف عن إذنها لترى الرقم الباريسي يزخرف شاشتها : ثواني وبكون عندك
عبدالرحمن : أنتظرك .. وأغلقه
ضي ركضت للحمام لتستحم في ظرف 7 دقائق بالتمام ، أرتدت دون وعي وهي تسابق الوقت وكأنه سيطير عنها ، تعثرت في أغراضها بخطواتها السريعة ، نشفت شعرها ولم " تمشطه " رفعته بأكمله على هيئة ذيل حصان ، أرتدت حذائها و اكتشفت أنها لم تلبس الجوارب بعد.
نزعته مرة أخرى لترتديه ، نظرت لنفسها و تأفأفت وهي تنظر لمعطفها المقلوب , عدلته واخذت حقيبتها وخرجت وهي تعبر كل خطوتين بخطوة.
سارت و تشعر برغبة في الضحك المتواصل ، هذه الفرحة لا تقدر بثمن عندما تشعر بشخص واحد يغنيك عن الجميع ،
عبرت الطريق لتصل للمراد ، بحثت في عيناها عنه
من خلفها يمد باقة الورد الباريسية البيضاء
أخذتها ضي وهي تعانقه : أشتقت لك ,
لم يتعود أن يقول أي لفظ جميل لأنثى بعد وفاة أم عبير و رتيل
لذلك يصمت دائما أمام ضي.
أبتعد عنها : قولي لي وش أخبارك ؟
ضي تمسح بعض الدموع التي ألتصقت بخدها : ماهي بخير دامك تسفهني ولا حتى رديت علي بحرف وطول الوقت أحسب أنك زعلان علي
بوسعود يسير معها ليجلسا : أنشغلت كثير الأيام اللي طافت و ماكنت أرجع الا متأخر وأنام
ضي : على الأقل قولي أنك منت زعلان ! وأنا كل الوقت أفكر وأعاتب نفسي وأقول ليتني ماقلت له شي
عبدالرحمن بصمت يتأمل المارة
ضي بإبتسامة عريضة : ماعلينا المهم وحشتني حييل , وش هالمفاجئة الحلوة
عبدالرحمن أبتسم ليلتفت عليها : توحشك الجنة
ضي : ماوحشتك ؟
عبدالرحمن أخذ نفسا عميقا و عيناه تهرب مرة أخرى
ضي بضحكة : طيب أدري أنه عيونك تقول وحشتيني حيل
عبدالرحمن أبتسم ليردف بعد ثواني : متى دوامك بالضبط ؟
ضي : بسحب اليوم مستحيل أداوم
عبدالرحمن : لا ماينفع
ضي : وش اللي ينفع وش اللي ماينفع أنا اليوم كله بقضيه معاك ، جايين رتيل وعبير ؟
عبدالرحمن : لأ
ضي : غريبة ليه ما جو ؟
عبدالرحمن : لأن ماهي سفرة شغل وبطول
ضي : أجل ليه جيت ؟
عبدالرحمن : عشانك
ضي غير مصدقة : جد ولا تضحك علي
عبدالرحمن : إيه والله جيت عشانك أسبوع وبرجع
ضي : يابختي والله يابختي ... وين سكنت ؟ بشقتك ولا رحت أوتيل ؟
عبدالرحمن : لا أوتيل
ضي بشوق : بجي معك
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههه ودوامك ؟
ضي : أسحب هالأسبوع أنا من متى أشوفك والله أتقطع عشان ألقى لي وقت معك .. كيف عاد لو أسبوع !! مين داعي لي بس
عبدالرحمن و لهفتها تسعده بمدى لا ينتهي : و اللي معك بالشقة
ضي دون وعي هي في إغماءة حب : تولي
,
يصحيه بماء بارد : أصحى يالله أبوك يبي يكلمك
هو بغضب : فيه مليون طريقة عشان تصحيني ماني عبد عندك
الاخر ببرود : أقول لا يكثر و ترى لوحاتك رميتها في الملحق ريحتها صدعت راسي ولا أستخدم ألوان فلوماستر *أردف كلمته بسخرية*
تجاهله وهو يتجه للهاتف ويرد على والده : ألو ......... طيب .... لأ .... يبه بس .. ألووو .. الوو .. أغلقه بغضب : أنت وش قايله ؟
#: الله يعلم مين قايله
هو : تستهبل معي !! أخلص علي مين
#: روق لا تطلع الشياطين و تجلس ترسمهم
هو : أنقلع عن وجهي ولا تتدخل فيني فاهم !! .. دخل غرفته مغلقا الباب.
نظر لهاتفه ، أشتهى أن يسمع صوتها ،
أتصل عليها وهو يجلس بجانب إحدى لوحاته الخريفية والتي من الفحم.
هي تتقلب في سريرها من صوت الهاتف ، ردت بصوت ممتلىء بالنوم : ألو
سكت لم ينطق شيئا ويبدو أنها لم ترى الرقم
عبير والمتأكدة أن لا أحد يتصل عليها في وقت مثل هذا سوى أحد يعرفها , ربما حتى رتيل , تأفأفت : مين
بصوت رجولي زلزل أعماقها : صباحي عبير
عبير فزت وهي تنظر لشاشتها , رقمه .. لعنت غبائها كيف لم تنتبه.
تسارعت ضربات قلبها , ترتجف أطرافها برعشة الحب.
هو : مقدرت إذني تصوم عن صوتك
عبير أغلقت هاتفها لا تريد أن تسمع حديثه الذي يربكها.
طار النوم و هي تمسح على وجنتيها , تلمس حرارتها كيف حرارة وجهها أرتفعت من صوته.
,
تكتب له " غادة هربت مع وليد "
.
.
أنتهى البارت
,
في مزرعته الكئيبة ، يصوب بإتجاه علب المشروبات الغازية الفارغة : طيب وبعدين
الاخر يقف بجانبه : والله يابو بدر ماتركت مكان إلا وبحثت عنه حتى جواله يوم شفنا إحداثياته عندنا لقيناه في جدة
سلطان : والحين !
الاخر : شكله مطلع شريحة جديدة و يبي يضيعنا لأن مثل ماقلت لك الجوال مصدره جدة وأنت تقول انك متأكدة انه بالرياض هذا يعني أنه عنده جوال ثاني
سلطان ألتفت عليه وبنبرة غضب : ماهي مشكلتي طلعه من تحت الأرض ! تراه ماهو مطلوب أمني عشان أقول والله صعبة نلقاه وأكيد ماخذ إحتياطاته , أقصاه كلب مايدري وين الله قاطه
الاخر سكت أمام غضبه وملامحه تميل للتوتر
سلطان : أنا أقدر أبلغ عليه و يوقفونه بسهولة بس ماأبي فضايح لأنه يقرب لي من بعيد
الاخر : فاهم وأدري انك تبيه بموضوع عائلي لكن والله أحاول أسوي كل اللي أقدر عليه
سلطان : طيب شف لك حل , بلغ ربعك اللي بالمطارات ولا أي زفت يعرفه
الاخر : إن شاء الله
سلطان : لا يطلع برا السعودية , فاهم
الاخر : إن شاء الله طال عمرك .. تامر على شي
سلطان وهو يصوب مرة أخرى و يغمض عينه اليسرى : لأ
أنصرف و ترك سلطان يعيش عرسا من طلقات النار في ساعات متأخرة من الليل.
,
على الشاطىء جالس معها تحت ضوء القمر و لا أحد هنا سواهم ، فهذه المدينة بعد مغيب الشمس تهدأ وجدا.
رؤى : الحين وش أسوي ؟
وليد : مدري أنا أحاول أتفاهم معك و أقدر لكن مع سارا مقدر
رؤى بضيق وبكلمات متداخلة : طيب كيف أعرف أنا يعني كيف أحس أنه ماهي شخصيتي
وليد : صعبة يا رؤى ، لكن بس تداومين على الأدوية و ترتاح نفسيتك , كل شي بيصير تمام
رؤى : يعني رجعت ذاكرتي , طيب قولي وش قلت ؟ عن أبوي و أمي و اخواني ؟
وليد : قلتي أشياء كثيرة
رؤى برجاء : قولي وشو طيب ؟
وليد : تسولفين عن عبدالعزيز كثير
رؤى : وش أقول عنه
وليد و يتضايق أكثر منها وينظر للبحر وعيناه ضائعة : تشبهينه بعيونك
رؤى و عيناها تهطل الدموع وبلهفة : و إيش بعد
وليد بنبرة موجعة : أقرب لروحك .. قلتي لي .. تصدق أني أشتقت لك .. تحسبيني عبدالعزيز
رؤى ببكاء و تنظر للبحر مرة أخرى : ليه مقدر أتذكر أشكالهم ؟
وليد : باقي كثير عشان تتذكرين هالتفاصيل
رؤى بعد صمت لدقائق طويلة : ليه سوت فيني كذا ؟
وليد : خسارة تكون أم !! ضيعتك بس باقي طريقنا طويل وماراح نستسلم , أستعيني بالله وإن شاء الله ماراح يخيب رجانا
رؤى : يارب
,
فجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصف فجرا – بقي القليل و ربما الجمعة أو السبت رمضان.
شعر بأصوات بالخارج ، تقدم لشباكه المطل على الحديقة و نظر إليها وهي تسير خلف القصر ، رغم أنه لم يرى سوى ظهرها إلا أنه متأكد أنها هي من شعرها المعقود و تخرج منه الخصلات الملتوية متمردة.
لم يتبقى في داخله ذرة إحترام لأي أحد , القصر شبه خالي مادام بوسعود ليس هنا.
خرج و تبعها للخلف ، ينظر لها وهي تصفصف الألواح الخشبية , أقترب قليلا منها
قلبها يتسارع بنبضاته من الظل الذي تراه ، شعرت بأن احدا خلفها ، يكاد يقطع نفسها من شدة رعبها
ألتفتت بخوف : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرها يهبط ويعتلي بخوف : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه ت
لم تكمل وهو يضع ذراعه حول خصرها و يشدها نحوه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرها ملاصق لصدر عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها . . . . . قبلها و كأن المكاتيب و الرسائل تخرج من شفتيه لشفتيها
رتيل تحاول مقاومته حتى خانتها سيقانها وجلست و مازال عبدالعزيز مستمر لتستلقي على الأرض و تضربه على صدره فيبتعد.
أبتعدت وهي مصدومة مما حدث , صدرها يهبط ويرتفع بقوة غير مصدقة تماما : حقييير
عبدالعزيز وقف و بإبتسامة خبيثة وشديدة الخبث
رتيل أرتجفت فكوكها ، خشيت أن تخسف الأرض بها مما يحدث بينها وبين عبدالعزيز , وبأنفاس مرتبكة بحروف تخرج متوترة و تقال سريعا : تحسبني بسكت والله بس يرجع أبوي لأقوله عن حركتك
عبدالعزيز : وأنا ماراح أقصر بعد
رتيل : تهددني !
عبدالعزيز يقترب بخطواته مجددا منها
رتيل أبتعدت للخلف : أبعد ... وأشارت للسلاح الذي بيدها
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه أنتي أعرفي كيف تمسكينه بالأول
رتيل بعصبية : أبعععععععععد عن وجهي
عبدالعزيز أبتسم : وإذا مابعدت
رتيل : أنت مجنون !! تجلس تحكي وتنافق وتقول الدين والله و تقرب مني في غياب أبوي
عبدالعزيز : ديني لا تتدخلين فيه ! على الأقل ما أرخصت نفسي لأحد
وكأنها تتلقى صفعة تحرق خدها ، إهانته الثانية لها ، كأنه يهين حبها , هو بالفعل يهين حبها له و يذلها عليه أيضا
رتيل رمت السلاح على الأرض وهي تسير متجهة للدخول ولكن يد عبدالعزيز وقفت بالمرصاد و تمسكت بذراعها وبصراخ : أتركني مالك حق تلمسني فاهم !!
عبدالعزيز : أشششششش ماهو زين عليك العصبية ... قبل خدها وهو يهمس بإذنها .. تصبحين على خير
رتيل وقفت و خدها يتفجر بالحمرة ، و دمعة محبوسة في محاجرها ، ونبضاتها ترتفع لحد غير طبيعي
عبدالعزيز أبتسم بخبث : أدعي ربك يغفر لك قبل شهر الصوم
رتيل ضربت صدره بقوة ولكن هذه القوة تعتبر لا شيء أمام عبدالعزيز ولم تؤلمه ولو قليلا حتى : أنت اللي أدعي ربك يغفر لك يا وصخ يا حقيير
عبدالعزيز ببرود : أنا قلت دامها خربتها أخربها زيادة
رتيل بغضب كبير : ماتخربها علي فاهم ! مين أنت أصلا عشان تقرب مني .. صدقني إن حاولت تلمسني مرة ثانية ماتلوم الا نفسك يا معفن ..
عبدالعزيز : مافهمت كيف مفهوم اللمس عندك ؟
رتيل : تبغى تعرف كيف مفهوم اللمس !!!
عبدالعزيز يمسك ضحكته : علميني أخاف أني أجهل هالأشياء
رتيل وتشد على شفتيها لتجمع ريقها وتبصق عليه : هذا اللمس
عبدالعزيز أنفجر بضحكته ليردف : عسل على قلبي
رتيل و دمعتها المحبوسة سقطت
عبدالعزيز بطرف كمه مسح وجهه من بصاقها
رتيل سارت متجهة للباب الداخلي وهي تتفجر غضبا ، تريد أن تكسر كل شيء أمامها حتى تشفي بعض غضبها
غير قادرة على التخيل حتى أن عبدالعزيز يقترب منها بهذه الصورة ، جسدها يرتعش و أصابعها لاتتزن بحركتها من هول صدمتها ، دخلت غرفتها وهي تغلق بابها ثلاثا ، أرتمت على السرير وتدفن وجهها بالمخدة و تبكي بصمت.
خيباتها بدأت تتكاثر حولها ، كيف يهيني هكذا ؟ تشعر بخزي و خجل شديد , تنتابها رغبة في البكاء ولا غير البكاء و أن تبصق عليه كل هذا الحزن الذي أتى به , وعدت نفسها بأن تهينه كما أهانها.
عاد لفراشه و عينه على السقف غارق في تفكيره ، و لسان حاله يقول " بتشوف يا بو سعود مين عبدالعزيز "
في صباح جديد , الساعة الثامنة بتوقيت باريس.
أخرج هاتفه ليتصل عليها وهو في طريقه سيرا بين أرصفة باريس ، أتاه صوتها النائم : ألو
عبدالرحمن : صباح الخير
ضي فزت من فراشها وهي تنطق بلهفة : عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن : صحيتك ؟
ضي بإستعجال : لا عادي
عبدالرحمن : طيب ألبسي بسرعة قبل لا يبدأ دوامك وتعالي شارع فورسي اللي وراكم .. لا تتأخرين
ضي شهقت بصدمة : أنت هنا
عبدالرحمن ضحك ليردف : ماشفتي الرقم ؟
ضي أبعدت الهاتف عن إذنها لترى الرقم الباريسي يزخرف شاشتها : ثواني وبكون عندك
عبدالرحمن : أنتظرك .. وأغلقه
ضي ركضت للحمام لتستحم في ظرف 7 دقائق بالتمام ، أرتدت دون وعي وهي تسابق الوقت وكأنه سيطير عنها ، تعثرت في أغراضها بخطواتها السريعة ، نشفت شعرها ولم " تمشطه " رفعته بأكمله على هيئة ذيل حصان ، أرتدت حذائها و اكتشفت أنها لم تلبس الجوارب بعد.
نزعته مرة أخرى لترتديه ، نظرت لنفسها و تأفأفت وهي تنظر لمعطفها المقلوب , عدلته واخذت حقيبتها وخرجت وهي تعبر كل خطوتين بخطوة.
سارت و تشعر برغبة في الضحك المتواصل ، هذه الفرحة لا تقدر بثمن عندما تشعر بشخص واحد يغنيك عن الجميع ،
عبرت الطريق لتصل للمراد ، بحثت في عيناها عنه
من خلفها يمد باقة الورد الباريسية البيضاء
أخذتها ضي وهي تعانقه : أشتقت لك ,
لم يتعود أن يقول أي لفظ جميل لأنثى بعد وفاة أم عبير و رتيل
لذلك يصمت دائما أمام ضي.
أبتعد عنها : قولي لي وش أخبارك ؟
ضي تمسح بعض الدموع التي ألتصقت بخدها : ماهي بخير دامك تسفهني ولا حتى رديت علي بحرف وطول الوقت أحسب أنك زعلان علي
بوسعود يسير معها ليجلسا : أنشغلت كثير الأيام اللي طافت و ماكنت أرجع الا متأخر وأنام
ضي : على الأقل قولي أنك منت زعلان ! وأنا كل الوقت أفكر وأعاتب نفسي وأقول ليتني ماقلت له شي
عبدالرحمن بصمت يتأمل المارة
ضي بإبتسامة عريضة : ماعلينا المهم وحشتني حييل , وش هالمفاجئة الحلوة
عبدالرحمن أبتسم ليلتفت عليها : توحشك الجنة
ضي : ماوحشتك ؟
عبدالرحمن أخذ نفسا عميقا و عيناه تهرب مرة أخرى
ضي بضحكة : طيب أدري أنه عيونك تقول وحشتيني حيل
عبدالرحمن أبتسم ليردف بعد ثواني : متى دوامك بالضبط ؟
ضي : بسحب اليوم مستحيل أداوم
عبدالرحمن : لا ماينفع
ضي : وش اللي ينفع وش اللي ماينفع أنا اليوم كله بقضيه معاك ، جايين رتيل وعبير ؟
عبدالرحمن : لأ
ضي : غريبة ليه ما جو ؟
عبدالرحمن : لأن ماهي سفرة شغل وبطول
ضي : أجل ليه جيت ؟
عبدالرحمن : عشانك
ضي غير مصدقة : جد ولا تضحك علي
عبدالرحمن : إيه والله جيت عشانك أسبوع وبرجع
ضي : يابختي والله يابختي ... وين سكنت ؟ بشقتك ولا رحت أوتيل ؟
عبدالرحمن : لا أوتيل
ضي بشوق : بجي معك
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههه ودوامك ؟
ضي : أسحب هالأسبوع أنا من متى أشوفك والله أتقطع عشان ألقى لي وقت معك .. كيف عاد لو أسبوع !! مين داعي لي بس
عبدالرحمن و لهفتها تسعده بمدى لا ينتهي : و اللي معك بالشقة
ضي دون وعي هي في إغماءة حب : تولي
,
يصحيه بماء بارد : أصحى يالله أبوك يبي يكلمك
هو بغضب : فيه مليون طريقة عشان تصحيني ماني عبد عندك
الاخر ببرود : أقول لا يكثر و ترى لوحاتك رميتها في الملحق ريحتها صدعت راسي ولا أستخدم ألوان فلوماستر *أردف كلمته بسخرية*
تجاهله وهو يتجه للهاتف ويرد على والده : ألو ......... طيب .... لأ .... يبه بس .. ألووو .. الوو .. أغلقه بغضب : أنت وش قايله ؟
#: الله يعلم مين قايله
هو : تستهبل معي !! أخلص علي مين
#: روق لا تطلع الشياطين و تجلس ترسمهم
هو : أنقلع عن وجهي ولا تتدخل فيني فاهم !! .. دخل غرفته مغلقا الباب.
نظر لهاتفه ، أشتهى أن يسمع صوتها ،
أتصل عليها وهو يجلس بجانب إحدى لوحاته الخريفية والتي من الفحم.
هي تتقلب في سريرها من صوت الهاتف ، ردت بصوت ممتلىء بالنوم : ألو
سكت لم ينطق شيئا ويبدو أنها لم ترى الرقم
عبير والمتأكدة أن لا أحد يتصل عليها في وقت مثل هذا سوى أحد يعرفها , ربما حتى رتيل , تأفأفت : مين
بصوت رجولي زلزل أعماقها : صباحي عبير
عبير فزت وهي تنظر لشاشتها , رقمه .. لعنت غبائها كيف لم تنتبه.
تسارعت ضربات قلبها , ترتجف أطرافها برعشة الحب.
هو : مقدرت إذني تصوم عن صوتك
عبير أغلقت هاتفها لا تريد أن تسمع حديثه الذي يربكها.
طار النوم و هي تمسح على وجنتيها , تلمس حرارتها كيف حرارة وجهها أرتفعت من صوته.
,
تكتب له " غادة هربت مع وليد "
.
.
أنتهى البارت
تعليق