رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ،

    بعد قانون جديد من والدهم حتى تصل لياقتهم للصورة المطلوبة , بدأوا بالركض حول قصرهم ,
    رتيل وقفت وهي تضع يديها على ركبتيها وأنفاسها تتصاعد : أوووه تعبت
    عبير وقفت أيضا : خلاص ؟
    رتيل ألتفتت لترى الخادمة واقفة بثبات تراقبهم : الكلبة ذي بتقول لأبوي
    عبير : لحول ماراحت
    رتيل ركضت مرة أخرى و الشمس تحرق بدنها
    عبير : سوي تان طبيعي
    رتيل وهي تركض وبكلمات متقطعة : إسم الله على قلبك يالبيضا
    عبير أطلقت ضحكتها و ركضت خلفها ولياقتها هي ورتيل في مستوى متدني جدا
    و العشب المبلل كان كافيا ل تتزحلق رتيل وتطلق صرخة خافتة : لا ياربي
    عبير لم تتمالك نفسها من الجلوس أرضا وتصخب بضحكتها على منظر رتيل
    رتيل : أححح ظهري تكسر
    عبير : اخ يابطني يبيلك صورة على الجلسة الجهنمية ذي
    رتيل ومتمددة على ظهرها ويدها على بطنها : وش ذا تراني مانيب رجال أجلس أراكض !!
    عبير ومازالت تضحك وبين ضحكاتها : لازم نتقبل الواقع في يوم من الأيام راح يتم تجنيد الحريم وأنا وأنتي على رأس القائمة
    رتيل : جد أبوي تفكيره يحسسني أني عايشة بدولة إرهاب و قتل ومقاتل
    عبير : الله يديم الأمن بس
    رتيل : امين بس يختي تعبت والله
    أتت أوزدي : بابا يقول ثلاثة ساعة
    رتيل : طيب وانا اقول ساعة
    أوزدي : أنا في كلام بابا مافي شغل
    رتيل : تهدد بنت اللي مانيب قايلة , أنقلعي بس وراك
    عبير وقفت وبدأت بالركض من جديد
    رتيل وتذكرت مكافاة والدها وتحمست مرة أخرى لتقف تركض خلف عبير

    ,

    هو الاخر يركض لوحده حول مضمار متعب , الأرض ليست مستوية من تحت , جميعها أحجار بارزة .. يضعه سلطان في أصعب الأماكن ليتدرب عليها , مرت الساعة الرابعة وهو يركض , تبقى ربع المسافة وينتهي الزمن المطلوب.
    بالركض لا يفكر بشيء , كل من حوله يختفي ربما الإجهاد يعينه على نسيان الكثير من الأمور.
    وصل أخيرا , لياقته بدأت تصل لمعدل جيد ولكن ليس جيد لشخص يدافع عن وطنه , مسك المنشفه البيضاء ومسح وجهه ورقبته المتعرقة , ينظر للفراغ ال حوله والسكون , اليوم الجميع مختفي ! لاوجود لابو سعود ولا سلطان ! ولا حتى مقرن , يشعر بمصيبة حصلت تجعلهم يختفون بأكملهم . . تنهد وهو يتجه لدورات المياه ويستحم.
    دقائق معدودة حتى أنتهى و دخل لتلتقط إذنه حديثا
    أحمد : أتوقع عبدالعزيز معاهم ؟
    متعب ويضع أوراقا أخرى على المكتب : إيه ابوبدر قال أنه بيكون موجود
    أحمد : طيب كيف ؟ هم يبونه بالفترة الجاية كيف يروح يتدرب هناك ؟
    متعب : مدري عنهم والله ! لكن إذا دخل هالقوات يعني رسميا عزيز بيكون هنا
    أحمد : هو قال يبغى
    متعب : ماظنتي قالوا له عن هالموضوع !! *ألتفت عليه* تهقى أبوه الله يرحمه قاله عن تدريب سلطان ؟
    أحمد : لا ماأظن .. عطني الأوراق خلني أرتب ملفات اليوم
    متعب يمد له الأوراق
    عبدالعزيز و كلمات كثيرة تتصادم بعقله , تدريب و قوات وشيء يدعى تدريب سلطان !! ماذا يحدث بالضبط ؟ دخل على هذه الغرفة المشرعة بابها
    أحمد يرفع عينه : خلصت ؟
    عبدالعزيز : إيه , وين بوسعود و سلطان ؟
    متعب : يمكن مشغولين ما جو اليوم
    عبدالعزيز ويبحث عن الخلاص منهم حتى يختلي مع هذه الأوراق : طيب
    أحمد وأخذ الملف الذي رتب بها الأوراق وخرج
    عبدالعزيز و حقد عليه , يشعر أنه أستقصد هذا التصرف ولم يحسن ظنه أبدا بفعلة أحمد
    متعب يغلق الأدراج بحرص و يخرج
    عبدالعزيز يخرج وأفكاره تضطرب من جديد , لايعرف ماذا يفعل الان ؟ تعود أن يسمع أمرا من سلطان أو بوسعود لكن اليوم لا أوامر لا شيء . . أخذ مفاتيحه و هاتفه وقرر العودة للبيت.

    ,

    فتحت عينيها على الشباك الذي يخترقه الضوء , تحركت قليلا وأطلقت اه , تصلبت في مكانها , عيناها تحولت للسقف , كل جزء في جسدها يئن , تقطع لحمها ليلة البارح منه , لا تعلم كيف نامت ؟ كانت ببكاء مستمر لساعات الصباح الأولى , أغمضت عينها لتفتحها والدموع متجمعة بمحاجرها , لاتفكر بأمور كثيرة , تفكر الان كيف تقف من جديد ؟
    توقعت أن الحياة مرة حين تفتح كلتا عينيها عليها بعد أن طال العمى بها ؟ توقعت بأن الإنصاف لن تلقاه ؟ توقعت الكثير لكن ليس جحيما بصقه سلطان بالأمس ! كيف تدافع عن نفسها بذراع مبتورة ؟ كيف ؟ ومع عجزها بدأ أنينها يخرج , لم يترك في جسدها أي جزء لم يجلده ؟ كل هذا بجانب و كلامه بجانب اخر.

    بجحيم يلفظه بعينين تقف على حافة نار ثائرة وبصوته الرجولي الذي لم يبقى بها خلية لا تتأوه : حرمتيني منك !! *وبصرخة* تعرفين وش يعني حرمتيني !!! تعرفين لما كنت أجي و أنا أبي قربك ؟ شفتي كيف تصديني ؟ شفتي كيف العذاب لما أمسك نفسي عنك ! لما احاول ماأدوس عليك بطرف ! لما أحاول ماأضايقك بشيء !! كنت أتعب من نفسي اللي صبرت عنك ! أشوفك زوجتي بس انتي ماكنتي تشوفيني كذا ! ماتدرين وش يعني أتضايق من نفسي لما اشوفك تبكين وتحلمين في الكلب اللي معك !! كنت أتضايق لأني ماني قادر أسوي لك شي ! لأني كنت غبي وصدقتك أنا الحين متضايق !! أنا منك نفسي طابت ! جاء الوقت اللي أقولك *يردف بكلمات ك وقع السيف وهي تنغرز بجسدها* أنا ماأشوفك زوجة ولا أشوف أي شرف فيك ولا أي طهر و حفظك للقران أشوفه توبة لك بعد مصيبتك لله بس ماهو لي !! أنا ماني متسامح ولا أعرف كيف أغفر ولا تعودت أغفر !!!!

    أفاقت من ذكرى ليلة الأمس على وجع التكييف البارد ال يخترق مسامات قلبها .. تسقط دموعها الحارة على خدها , تبكي بصوت متقطع يتأوه , صوتها الخافت يسمع !! لم تبكي بصمت يجرحها أكثر بل دعت لنفسها حرية البكاء بصوت قد يواسيها ويربت على كتف الصبر بها , يالله أنت تعلم بما يخفى عليه يالله أنت تعرف ماذا مررت به بينما هو لا يعرف يالله أنت الغفور الرحيم بينما هو لا يعرف أن يغفر يالله أنت تعلم بأن لا ذنب لي و لكن هو يسيء ظنه بي .. يالله أحتاجك أكثر من وقت مضى ! يالله ساعدني على الوقوف فوق هذه الأرض المضطربة ! . . . وبجملة تفتت الحجر ببكائها " اللهم أني أحببته زوجا و حبيبا و رفيقا و أخا و أبا فلا تزدني به تعلقا و علق قلبي بك "

    حب الصامتين الذي لا يعرفون أن ينطقوا " أحبك " لبعضهم البعض , لا يلامون على معصيتهم للحياة.

    ,

    تحاول أن تتناسى ضيقها من بوسعود , تحاول أن تتجاهل أمره لكن يحضر بقوة في وسط عقلها وقلبها وجسدها بأكمله , تشعر بالضياع لمجرد أن النقاش بينهم أحتد , تشعر بأن هذه الدنيا رخيصة إن أبتعدت عنه للحظة , قاطع هذا التفكير نبرة افنان المهتمة : إذا تعبانة أتركي عنك هالشغل وأنا أسويه عنك اليوم
    ضي رفعت عينها عليها بضياع حقيقي : لأ عادي
    أفنان : يعورك شي ؟
    ضي : لأ لا تتعطلين عن شغلك مابقى وقت ولازم نسلمه
    أفنان رفعت حاجب الإستغراب : متأكدة ؟
    ضي : إيه .. عن إذنك .. توجهت لدورة المياه , غسلت وجهها ثلاثا , ليست بخير أبدا
    ستتنازل عن أشياء كثيرة من اجله , أخرجت هاتفها وأتصلت به . . لا مجيب . . لابد أنه متضايق مني , بالتأكيد لن يرد
    أرسلت له رسالة " اسفة , كلمني بس تشوف المسج والله مخنوقة .. أحتاجك "

    ,

    تحت فتات صبر بدأ يتناثر , يفكر بعقلانية ولكن قلبه يقف بالمرصاد , يريد أن يفكر بإتزان ولكن مسرف بحبها لدرجة غير قادر على التمييز بين الصح و الخطأ , أمها مسلمة لا يمكن أن تفكر بعصيان ربها عن طريق رؤى ؟ إن كانت وافقت على زواج رؤى إذن الزواج سيكون صحيح , يحاول أن يواسي قلبه وعقله الغير مصدق بهذا الحديث , كيف يقنع والده ؟ كيف يخبره بأن مقرن متوفي ؟ رغم أنه يؤمن بأن مقرن ليس والدها ولكن يريد أن يكذب هذه الحقيقة.
    لم الحب لا يقف في صفي ولو لمرة ؟ لم يضيق عندما تهفو نفسي إليه ؟ لم أنا في كل مرة أحب بها يقيدني الجميع ؟ سئمت قلبا ضاع به الحظ دون حب.

    ,
    مجوفة بحالة من الجنون , تكاد تأكل أصابعها من كثرة تفكيرها , بهالات سوداء موجعة تحيط عينيها وشعرها مبعثر على كتفيها , تنظر للساعة المزعجة التي تطلق صوت رنين في كل دقيقة تمرها , لا يشغل بالها شيء مهم ؟ ما يشغل بالها ؟ هل هي تخيلت لقاء وليد و تخيلت حديث والدتها أم لأ ؟ هل هو خيال ولا وجود لوليد في عالمها ؟ و أن هذا محض من جنونها ؟ هل والدتها حقيقة أم خيال أيضا ؟ ربما أكون وحيدة لا أحد حولي وأنا أتخيل وجودهم ! الساعة تشير للرابعة عصرا ؟ هل صليت الظهر ؟ صليتها أم تخيلت أنني أصليها ؟ لا لا أنا صليتها ؟ . . . ألتفتت لسجادتها المطوية على السرير ؟ لم أصلي ؟ . . لاأحد يشعر بوجعها , حتى الكلمات تعجز عن إيصال ربع ماتشعر به من الضياع , أخفضت رأسها وبكت بشدة , وضعت كفوفها على أذنيها من طنين أزعجها , تريد أن تصرخ ؟ تشك في كل فعل تفعله ! تشك في نفسها حتى , بدأت أطرافها ترتجف . . حالة من التوتر الكبير تصيبها .. نسيت من أنا ! . . . اه يا أنا.

    ,

    بضحكة متقوسة , بفرحة محشوة بعينيها , تضع أطراف أصابعها على أقدام ناصر وتقف عليها لتقبل مابين عينيه : مبارك عليك الشهر
    يسحبها لصدره لتسقط أقدامها على الأرض : بك يتبارك شهري
    غادة بإبتسامة خجولة , تبتعد قليلا عن صدره لترفع عيناها المتلألأة بالدمع له
    ناصر يقترب لتغمض غادة عينيها , قبل عينها اليسرى وهو يهمس : يا روحي
    غادة بكلمته هذا سقطت حصون أهدابها لينهال دمعها وهي ترمش وبصوت موجع : شفت الموت
    ناصر يضمها بشده و أصابعه تخلخل خصلاتها و ذقنه مثبت على قمة رأسها بين سواد شعرها : أشششش لا تطرين الموت
    غادة و تحكي له بالوجع : كنت بعيد حيل كل ماأقرب خطوة تبعد أكثر .. صوتي مات ماعرفت أصرخ و أناديك , كنت أبي أناديك كنت أبي أضمك كنت أبغى أقولك أني أحبك *شهقت بهذه الكلمة وزاد بكائها , أردفت بعد ثواني طويلة بصوت غير متزن* ضعت مني ... أختفيت .. أنقهرت منهم كانوا يقولون لي عظم الله أجرك .. يالله ياناصر لو تعرف كيف قضيت ليلة البارح !!! بغيت أموت من خوفي ! أنا وش بدونك ؟
    صمت , يخاف الموت كثيرا يحترم هيبته لدرجة أن ذكره مهيب في قلبه لحد كبير
    غادة : كوابيس شنيعة قاعد تجيني مع أنه زواجنا مابقى عليه شي !! أخاف مايتم .. أخاف يصير شي ويوقفه
    ناصر بنبرة هادئة : إن شاء الله خير ! لا تفسرين الحلم الشين , والله يكتب لنا اللي يسرنا
    غادة تبتعد عن حضنه مرة أخرى و وجهها المحمر يضعف ناصر , أردفت بنبرة مبحوحة : مهما صار و مهما راح يصير ماراح أختار غيرك زوج و حبيب و أنت كل شيء في حياتي

    صحى مفزوع , صحى متبلل بعرقه , صحى وكأن حياة أخرى بثت في روحه , صحى متوجع
    صدره يهبط بشدة و يرتفع , أنفاسه تسمع بشكل مخيف , بعقدة حاجبيه يفكر بماذا رأى ؟ غادة ؟ غادة تبكي ؟ رمضان الماضي كان يجمعهم ! , اه أشعر بنار مهولة أسفل قدمي , أشعر بحرقان في يسار صدري , أشعر بأن - أنا - ضاعت مني , أشعر بغادة.
    أنحنى ظهره لتسقط الدمعة الموجعة لكل رجل , لتسقط دمعة إشتياقه , تمتم : يالله
    رفع عينه وفي إذنه يرن " ضعت مني .. أختفيت " لو أن لقياك بالدنيا ليس وقع من جنون لقابلتك أسفل رنة القمر الصاخبة و أهمس بين عينيك " من ضاع مني هو أنت و من ضاع أيضا هو قلبي الذي كان مع (أنت) "

    ,

    دخل بو سعود لقصر سلطان : صحي الجوهرة بسرعة .. وجلس على الكنبة
    عائشة تطرق الباب بتملل من وضع الجوهرة الهادىء
    سمعت الطرق و باغت الخوف قلبها , غير قادرة على الوقوف .. بنبرة مكسورة : مين ؟
    عائشة من خلف الباب : ماما أنتي في يصحى ؟
    سؤالها الغبي أجبرها على السكوت فلا طاقة لديها
    عائشة : بابا أبدوالرهمان في تهت*تحت*
    الجوهرة و صفعة قوية و كأن الليمون الحامض يرش على جروحها التي لم تلتئم
    عائشة : يقول لازم يجي تهت .. يلا بسرئه ماما *بسرعة* . . ونزلت للأسفل
    الجوهرة و اخر ماتوقعته بأن سلطان يخبره ؟ ربما يكون تحت معه . . بكت بضيق من نفسها , بكت الضعف و الإنكسار , بكت أن لاشيء يستحق الان بعد هذا !!
    وضعت كفها على طرف الطاولة لتحاول الوقوف و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت اه موجعة من حافة صدرها , شعرت بنار تحت ظهرها , تريد الوقوف , تريد ذراعا تمد إليها كي تستند إليها , تريد . . . . لا يا قلبي إلا هو !! إلا هو .. لا تضعفني يالله أمامه أكثر.

    .
    .
    .


    أنتهى البارت

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      الجزء ( 34 )

      في الليل
      لا تتركيني
      وحيدا.
      ترعبني العتمة.
      صوتي مصباح مكسور،
      و النجوم
      إن غابت ضحكتك
      مرايا جارحة".
      بلا أمل
      بأصابع من مطر
      يتشبث بطرف منديلها الأزرق
      و يبكي.

      *سوزان عليوان


      وضعت كفها على طرف الطاولة لتحاول الوقوف و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت اه موجعة من حافة صدرها , شعرت بنار تحت ظهرها , تريد الوقوف , تريد ذراعا تمد إليها كي تستند إليها , تريد . . . . لا يا قلبي إلا هو !! إلا هو .. لا تضعفني يالله أمامه أكثر.
      بقلة حيلة و طاقة تناثرت , سلمت رأسها على الأرض الباردة و كفوفها على يسار صدرها تشعر بأن قلبها ليس بخير أبدا.
      في الأسفل كان قلقا مع كل لحظة تمر دون أن يسمع بها خطوات الجوهرة , نادى الخادمة مرة أخرى : عايشة
      عايشة اتت إليه بإبتسامة بلهاء : نأأم *نعم*
      بوسعود : روحي شوفيها مرة ثانية
      عايشة :أنا يقول
      قاطعها بوسعود فلا وقت لديه : روحي ناديها لاتكثرين حكي
      عايشة بحلطمة وهي تسير للأعلى : أنا الهين يسير مجنونة بأد *الحين يصير مجنونة بعد*
      طرقت الباب بقوة أكبر وهي تردف : بابا أبدالرهمان يبي أنتي بسرئة*بسرعة*
      الجوهرة تغمض عيناها بشدة و كأنها تجهض السواد الذي حملته لسنوات , تجهضه بألم لا يطاق , أنفاسها المرتفعة تكتم صوتها , هذا القلب مازال يؤلمها , أشتهت أن تنادي " يمه " أشتهت أن تذوب بين أحضانها وتختفي من كل شيء , حزنها بدأ يتكاثر من جديد حولها , ليت و لعل يأتي يوما أرى به الفرح من حولي يتكاثر.
      عايشة : ماما ؟
      الجوهرة ولا قدرة لديها حتى تجاوب , رفعت رأسها و الأمس لا يغيب عن بالها , تصرفه الوحشي معها لن تنساه أبدا , كيف أنه تعمد جلدها بطرف الحزام حتى يقطع الحديد البارز ظهرها .. توجعت من عقلها الذي يسترجع ماحدث وحرارة جسدها لم تبرد بعد.
      عايشة : ماما جوهرة ؟ بابا فيه تهت !! *تحت*
      هو بالأسفل لا تكاد تهدأ إتصالاته على هواتف سلطان الخاصة والغير خاصة وحتى مكتبه يتصل به عله ذهب للعمل.
      أتاه صوته : هلا
      بوسعود بعصبية : بدري مررة بدري !!
      سلطان وفعلا ليس بحالة جيدة حتى يتجادل مع أحد : وش بغيت ؟
      بوسعود : أنا في بيتك
      سلطان ولم يستوعب , مايحدث له أكبر من إستيعابه ! لن يتحمل بأن أحدا اخر يعرف أو يسمع لوم أحد أو يسمع لغضب أحد .. يريد أن يختلي مع نفسه ويفكر بإتزان من جديد.
      بوسعود قطع هذا التفكير : وينك فيه ؟
      سلطان : جاي
      بوسعود : أنتظرك .. وأغلقه
      سلطان الواقف أمام الإشارة القريبة من قصره كان سيتجه للمستشفى ولكن غير مساره للعودة لقصره , دخل الحي ال يضج بالطبقة المخملية الهادئة حتى أن هدوئها يقيدها بأن لا جيران أو حتى تكوين للصداقات بينهم , الجميع منعزل عن بعض ماعدا رجالهم الذين يلتقون دائما و عند مسجد الحي يكون إجتماعهم.
      ركن سيارته بالخارج دون أن يدخلها , أخذ مفتاح قصره ولكن أنتبه للباب الذي يفتح من قبل الحارس الذي أحس بصوت سيارته , عندما نظر لإبتسامته أبتسم له بشحوب : شلونك ؟
      الحارس : نشكر الله
      سلطان والمتعب جدا : الحمدلله .. دخل وعيناه تسقط على سيارة بوسعود , فتح الباب الداخلي وألتفت ليلقى بوسعود.
      بوسعود وقف مع مجيئه : وين كنت فيه ؟
      سلطان : بالمزرعة
      بوسعود : طيب ليه ماترد على إتصالاتي من الصبح وأنا أتصل !
      سلطان : ليه وش صاير ؟
      بوسعود : قبل كل شي وين عبدالمحسن ؟ ريان دق وقال أنه مارجع الدمام !! وعايشة تقول طلعت وياه أمس !
      سلطان وفهم بأنه لم يعلم بعد : بالمستشفى
      بوسعود توسعت محاجره : بالمستشفى !!!!!!!!!!!!!!
      سلطان : لا تخاف كل أموره تمام بس نزل ضغطه و يومين بيطلع
      بوسعود : طيب ليه ماقلت لي ! و الجوهرة بعد مسكرة جوالها ! أنتوا وش صاير لكم ؟
      سلطان عقد حاجبيه بإنزعاج : عبدالرحمن فيني اللي مكفيني واللي يرحم والديك لا تسألني أكثر
      بوسعود :وش فيك بعد ؟
      سلطان بسخرية لاذعة على نفسه : متضايق من الجو الحار
      بوسعود رمقه بنظرات مستحقرة وأنصرف ليذهب للمستشفى وقبل أن ينصرف ألتفت عليه : بأي مستشفى ؟
      سلطان : مستشفى ال*********
      نظر للدرج , أصعد ؟ لا تستحق حتى أن ينظر الشخص إليها , أنحنى بظهره ليمسح وجهه بكفوفه الجافة , رأى أقدام عائشة
      رفع عينه لها
      عايشة بعفوية : ماما جوهرة مافي يفته*يفتح* باب
      سلطان : طيب ؟
      عايشة لم تفهمه : بابا أبدالرهمان يجي وأنا يقول حق هوا بس مافيه يجي
      سلطان : من اليوم ورايح لا تصعدين فوق وقولي للكل ! ولا أشوف ولا وحدة فيكم تصعد بالدرج , أخذي الأصنصير وللدور الثالث بس ! أما الدور الثاني لحد يجيه مفهوم ولا ماهو مفهوم
      عايشة وأرتعبت فعلا ورددت مفهوم أكثر من 3 مرات من شدة خوفها من سلطان . . وأنصرفت بخطوات سريعة.

      ,

      ركضوا بشدة , أستهلكوا كل قواهم بالركض ,
      عبير : أوووف مابغت تمر هالساعات
      رتيل من شدة تعبها رمت نفسها بحمام السباحة الذي كان من المفترض أن يكون ذو ماء بارد ولكن مع حرارة الشمس أصبح ساخن
      رتيل وتشتهي البكاء الان : أبي مساج
      عبير : أنا بدخل اخذ لي شاور وأنام وأنتي قومي المويا حارة
      رتيل تغمض عيناها : حارة ولا باردة أهم شي أحس براحة
      عبير : طيب قومي عشان مايجي أبوي ويعصب
      رتيل : عبدالعزيز مايرجع الحين
      عبير : دارية أنه مايرجع الحين بس لو جاء أبوي بيعصب
      رتيل : طيب الحين أطلع
      عبير ودخلت للداخل مجهدة تبحث عن الراحة.
      رتيل خرجت من هذا الحوض وملابسها ملتصقة بجسدها حتى يخيل لكل من راها أنها لا ترتدي شيئا.
      ذهبت للمغسلة القريبة منها والموضوعة من أجل الحديقة المنزلية , مسحت كفوفها من الماء و قدميها حتى لا توسخ البيت.
      هو الاخر يدخل ومستغرب بشدة عدم وجود سيارة بوسعود أيضا ولا سيارة سائقه , هناك شيء يحدث , أكاد أجزم بأنهم يخططون لشيء , تأفأف من الطين المتبلل الذي باغت أقدامه.
      رتيل تجمدت في مكانها , ألتصقت بالجدار حتى لا يراها والمراة تعكس ملامح عبدالعزيز.
      عبدالعزيز بحلطمة : أستغفر الله بس .. دخل بيته وهو ينزع جزمته في القرب من الباب , بدأ بفتح أزارير قميصه العسكري وعيناه على الشباك ينظر لللاشيء . . حتى أصبح ينظر إليها وهي تسير بخطوات سريعة للباب الخلفي.
      عبدالعزيز وعيناه مازالت تراقبها ولا تكاد ترمش .. أقترب من الشباك ولم ينتبه للطاولة حتى كاد يسقط عليها , تأوه مبعدا النظر وجسده عن الشباك : اححح .. عض شفته من ألم ضربة الطاولة في ركبته ,
      وتمتم : حوبتها ماراحت بعيد.
      ,

      ينظر لأرض طاهرة سترفرف عيناه بها من اجل غادة وبتمتمة : الحمدلله
      الرجل الذي من المركز : راضي عنه ؟
      ناصر : إيه ومكانه حلو
      الرجل : طبعا زي ماأتفقنا بنترك هالمساحة مواقف سيارات والباقي المسجد
      ناصر : أبد ما عندي أي إنتقاد على طريقة التصميم
      الاخر : الله يكتب لك فيه الأجر ويعطيك على قد نيتك
      ناصر : امين جزاك الله خير .. أنصرف الرجل تاركا ناصر بهذه الأرض البيضاء
      وضع هاتفه الايفون على الأرض ليشير إلى القبلة , صلى ركعتين عليها , تحدث بسجوده لله عن غادة , تحدث عن عميق حزنه لله , الله يعرف جيدا كم من الحب لك يا طاهرة.
      سلم و هو جالسا على التربة الحارة.
      كنت صالحا جدا لحبك , كنت أريد هذا الصلاح ينتهي بفرح تحت سقف حبنا و يجمعنا , لم يجمعنا هذا السقف ؟ لكن قتلنا ؟ قتلني كيف أنه وسع بي قائمة أحلامي , في أول حلم كتبته كان أنت , وثاني حلم أن يجمعنا الله وثالث حلم ان يرزقنا الله بأطفال يشبهون والدتهم و . . . كل أحلامي التي كتبتها في قلبي كانت لأجلك و معك وفيك .. وفي ليلة كنت اعد الأيام لاجلها قتلني هذا السقف الذي رفعته بفعل حبي لك , بعثر أمنياتي و أحلامي , لم أضعف بحياتي كضعفي أمامك الان , أنا أشعر بأن حبنا يسمعنا الان , أنا أشعر بأن قلبك هنا .. أتركي هذا العالم يبصقني بالجنون , لم ينصف مجتمعنا الشرقي الحب يوما ف كيف ينصف الجنون الان ؟
      عيناه تتأمل إتساع المكان وكيف يضيق به بذكرى " غادة " , أخاف يوم لا ظل إلا ظله أخاف أن يقف بيننا الجنة والنار , أخشى عليك و على نفسي .. هذه الدنيا رديئة جدا لذلك لم يكن طهرك ليجتمع معي , لكن الجنة هي البقاء.
      وعد لن اتخلى عنه , وعد لأجلك ..سأحاول بكل ما بي من قوة أن أفعل الخير ب نيتين , نية الأجر لي حتى أفوز برضاه و نية لأجلك حتى يجمعني الله بك.

      ,

      تدفن رأسها بالمخدة وهي تبكي بشدة , تتألم ولا أحد ينصت لها , قلبها يتاكل , شيء من الحنين يأكله , يلتهم ماتبقى به.
      مسكت رأسها تريد أن ينتهي الألم , تضغط عليه من الجانبين , ألتفت للباب الذي يفتح.
      وبصوت مثقل بالحزن : يممه
      والدتها : وش فيك جالسة هنا ؟ قومي خلينا نطلع وتغيرين جو
      رؤى و تشك بوجودها الان أمامها , تنظر إليها بضياع
      والدتها رفعت حاجبها : رؤى وش فيك ؟
      رؤى بهمس : يمه
      والدتها : إيه أمك ! رؤى حبيبتي وش صاير لك ؟
      رؤى ولا تصدق صوتها , مازالت نظراتها تبين صدمتها بوجودها
      والدتها ودب بها الخوف , أقتربت منها : رؤى حبيبتي طالعيني
      رؤى وعينيها على الباب
      والدتها : رؤى طالعيني
      رؤى رمشت و دمعة هاربة تلصق بخدها
      والدتها تضع كفوفها على رأس رؤى : فيك شيء ؟
      رؤى أغمضت عينيها : مين أنا ؟
      والدتها : شكلك مانمتي من أمس و جالسة تهذين
      رؤى مازالت مغمضة عينها وفي حوار الذات التي تجهله : مانمت
      والدتها : رؤى
      رؤى : مين أنا
      والدتها : بسم الله عليك .. قومي رؤى لا تعورين قلبي عليك
      رؤى تفتح عينيها على والدتها : يمممه
      والدتها بقلة صبر : إيه أمك .. يالله يارؤى وش صاير لك ؟
      رؤى : أشتقت لك
      والدتها و لجمت
      رؤى ببكاء : وينك ؟ جلست كثير أنتظرك
      أم رؤى مازالت مصدومة و تيقنت بأن رؤى ليست في كامل وعيها.
      رؤى وتتقطع ألما : ليه تركتيني ؟ ناديتك كثير ومارديتي .. يمه
      أم رؤى وقد علمت بأن اللاوعي يسيطر عليها : أنا هنا معاك ياروح أمك
      رؤى أغمضت عينيها وهي تقترب من حضن والدتها , وضعت رأسها على صدر والدتها وتبكي بوجع : أشتقت لك كثييير

      يتبع

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        ,

        يفتش بالأوراق ويفتح بمواقع النت , عل خبر عن طلاب يسقط إسمها سهوا أو خبر عن والدها , أشياء كثيرة يبحث عنها بلا هوية , يحتاج إسم فقط كي تتصل هذه الأشياء في بعضها ويعرف من صاحبها ؟ يحتاج فقط أن يعرف من هي رؤى ؟
        تنهد و أعينه بدأت بمد ذراع التعب من تسليطها لضوء شاشة اللاب توب.
        مرة أخرى يدخل لبعثات لباريس , يقرأ الأسماء واحدا تلو الاخر , ولا ينذكر إسمها.
        سرحت ذاكرته بعيدا , أم رؤى تلفظ بلسانها " غ. .. رؤى ؟ "
        يكاد ينهار عقله من كمية التناقضات التي يعيش عليها , أحيانا أرى التناقضات تتغنج أمامي حتى أنجذب نحوها فأصدقها لأن لم يكن من حولي صادقا حينها.
        يقرأ الأسماء مرة أخرى بإسم يبدأ بحرف الغين .. غيداء سالم .. غيداء مسفر .. غيداء عبدالإله .. غلا خالد .. أين أنت يا رؤى منهم ؟
        مسك رأسه يحاول التفكير بإتزان , عينه على الاوراق التي أتت بها أم رؤى في أول يوم رأى بها رؤى.
        رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان , كتب إسم " مقرن بن ثامر السليمان " في محرك البحث.
        لم يرى خبرا له , يحاول الربط الان .. مقرن منذ متى متزوج ؟
        رؤى عمرها الان 26 هذا يعني أن مقرن متزوج على الأغلب منذ 27 سنة إذا قلنا أنه الحمل أتى بعد زواجه بعدة شهور و 9 شهور أخرى ..
        نظر للأوراق مرة أخرى " عمر والدتها : 39 "
        وليد فتح عيناه بعدم تصديق , وبنبرة يصبر بها حاله : لحظة لحظة ..
        هذا يعني أنه عمر والدتها عند ولادتها 13 سنة .. لسنا في الجاهلية حتى أصدق هذه الخرافات كيف تزوجت بهذا السن ؟
        يحاول أن يجمع قواه حتى يفكر ويربط مرة أخرى , هذه ليست والدتها ؟ كيف تتجرأ بأن تنسب نفسها لرؤى ! الان فهمت سبب هذه التصرفات.
        أغلق حاسوبه وهو يتصل على رؤى : يالله يارؤى ردي
        في جهة أخرى رؤى في إغماءة على صدر والدتها.
        تنظر هذه الأم لشاشة الهاتف التي تضيء , أبتعدت قليلا ووضعت رأس رؤى على السرير وأتجهت لهاتفها لتقرأ " وليد "
        تنهدت وأغلقت الهاتف و أخرجت منه الشريحة.
        وليد يعيد الإتصال ليأتيه " مغلق " , ضرب بقدمه الأرض غاضبا كل شيء يشعره بأن هذه المرأة لا تريد الخير لرؤى.
        مدد إجازته حتى هذا اليوم فقط من أجل رؤى , والان يحبط من أجل تلك المرأة.
        لن تأخذ رؤى مني بأكاذيبها.

        ,
        ساعات الظهر الأخيرة
        جالس بقربه عند رأسه , قرأ عليه القليل مما يحفظ من القران , يدعو له بقلبه ولم يسكن قلبه لثانية من ترديد الدعاء , مرت ساعة أخرى وهو بمثل موضعه.
        ألتفت للباب الذي يفتح و نظر لسلطان.
        سلطان بهمس : ماصحى ؟
        بوسعود هز رأسه بالنفي
        مع هذا الهمس بدأ يفتح عيناه التي ينتشر أسفلها من السواد هالات
        بوسعود وعينه لا ترمش من على أخيه
        عبدالمحسن وحنجرته تفتقر للماء ويتوجع مع بلعه للريق
        بوسعود فهم أنه يحتاج لماء , أخذ الكأس وملأه لربعه حتى لايشربه دفعة واحدة , أشربه الماء دون إندفاع.
        ما إن ألتفت عبدالمحسن ونظر لسلطان وكأنه يسمع لكلمات الجوهرة التي تطعنه مرة أخرى
        سلطان و عينه تحكي و عين عبدالمحسن تجيب.
        بوسعود الغير فاهم بأحاديث العيون : الحمدلله على سلامتك طهور إن شاء الله
        سلطان : ماتشوف شر
        بوسعود نظر لهاتفه الذي يضج : دقايق بس .. وخرج
        سلطان أقترب وجلس بجانبه
        عبدالمحسن ببحة صوته المتعب : وين الجوهرة ؟
        سلطان بصمت لم يجيبه
        عبدالمحسن وصوته يتقطع بتقطع كلماته : ض .. ضرب.... لم يستطع أن يكمل لأن صوته يضيق أكثر
        سلطان فهمه تماما ومازال صامت يكتفي بالنظر إليه
        عبدالمحسن : سلطان
        سلطان يقاطعه : لاتتتكلم وتتعب صوتك , أرتاح
        عبدالمحسن : ماأبي إلا أنك تطلقها
        سلطان ورجع لصمته
        دخل بوسعود بإبتسامة : هذا ريان .. جلس ليردف : وش منه تعبت ؟
        عبدالمحسن هذه المرة هو من ألتزم الصمت
        سلطان ويبتسم : مايدري أنه كبر والسفر بالسيارة ماعاد ينفع له
        بوسعود : ماترجع الدمام الا بطياره لا تتعب نفسك أكثر بعد
        عبدالمحسن : عطني الجوال
        بوسعود : تبي تطمنهم ؟ لاتشيل هم انا كلمتهم
        عبدالمحسن : أبي تركي
        بوسعود ويضغط على زر الإتصال بتركي , أتاه الهاتف مغلق : مغلق
        عبدالمحسن أكتفى بتنهيدة كادت تعيده لإغماءة أخرى , بتقطع صوته المتعب وقلبه الأكثر ألما بما حدث.
        سلطان وقف ويبدو ان البراكين لم تهدأ بعد : أنا أستأذن
        بوسعود : خذني معك فيه شغل كثير لازم نحكي فيه .. تامرني على شي
        عبدالمحسن هز رأسه بالرفض
        بوسعود أنحنى ليقبل جبين أخيه بتقدير و محبة : ماتشوف شر .. وخرج متبعا سلطان
        بوسعود : ماراح تقولي وش صاير لك ؟ منت على بعضك أبد
        وهما يخرجان من المصعد متوجهين للخروج من المستشفى
        بوسعود مع صمت سلطان بدأ يدب في داخله القلق : يخص الشغل ؟ الجوهرة ؟ مين بالضبط !
        سلطان بصوته الحاد : ريح نفسك وتطمن
        بوسعود : طيب زي ماتبي .. ترى أخترت من اللي راح يروحون للجزائر
        سلطان : أنا بكون مشرف هناك
        بوسعود توقف في مكانه مصعوق : نععععععععععم !!
        سلطان ألتفت عليه : وش فيك ؟ أنا ودي أدرب
        بوسعود : 4 شهور ! كيف تترك الشغل فيه أشياء أهم
        سلطان : وفيه مسؤولين يقدرون يمسكون الشغل وأنت منهم ! ماراح يضركم
        بوسعود بشك : أنت تبي تبعد وبس ؟
        سلطان : باقي لها فترة تونا بدري عليها بس تتم ساعتها بنكون مخلصين أغلب أشغالنا
        بوسعود : بس كمبدأ أنت مسؤول عن أشياء أهم ماينفع تروح تدرب طلاب فيه اللي أحسن منك يدربون أما أنت لأ
        سلطان رفع حاجبه : بتمنعني يعني ؟
        بوسعود بحدة أكثر : عندي صلاحيات تخليني أقدر أمنعك وماراح تقدر تعترض
        سلطان بصمت ينظر إليه و الان بدأ غضب اخر يتولد به بفعل بوسعود
        بوسعود : سلطان أنت عارف وش قاعد يصير ؟ الجوهي للحين مسبب لنا أزمة وخطره بدا يزداد ماينفع تروح كذا
        سلطان : طيب عبدالعزيز بيروح بعد ؟ وش تفرق إذا هو أصلا أساس علاقتنا بالجوهي
        بوسعود : عبدالعزيز غير ! إحنا من أول ماجاء وإحنا متفقين أننا نرسله للتدريب وخططنا لهالشي من زمان
        سلطان : طيب وأنا أبي أدربه
        بوسعود بعد صمت لثواني ليستنتج : مستحيل ياسلطان تدربه إذا إثنينتكم ماتتقبلون بعض كيف تدربه ؟ تبي تزيد حقده أكثر !
        سلطان بغضب : ومين قال بزيد حقده !! يخي حرام أدرب !
        بوسعود : أنا ماني فاهم تصرفاتك
        سلطان : وأنا قلت لك أبي أكون من المشرفين هناك كذا بروح إستجمام وش رايك يعني ؟
        بوسعود إبتسم من سخرية سلطان : طيب إستجمام أختار وقت مناسب
        سلطان : لا أنا أبي مع الفترة اللي بيروح فيها عبدالعزيز !! إذا فيه قانون يمنعني قولي أخاف أنا جاهل بالقوانين بعد
        بوسعود : أنت معصب من مين بالضبط
        سلطان بعصبية كبيرة تجعل كل الداخلين للمستشفى يلتفتون إليه : يخي ماني معصب من أحد أنا كذا طقت بمزاجي بروح
        بوسعود : طيب أدخل السيارة نتفاهم لا وصلنا .. وركب السيارة وهو من قاد لأنه يعرف سلطان في وقت عصبيته ربما ينسى شي إسمه " مرور ".

        ,

        رغم التعب لم يأتيها النوم , تنظر لسقف غرفتها وشعرها المبلل يبلل سريرها .. أشتاقت له .. يالله يا قلبي لاأريد ان أضعف بإشتياقي له , مسكت هاتفها لتسترجع نشوة الفرح عند قراءتها له , تعيد قراءة رسائله وكأنها للمرة الأولى , عيناها لا تكف عن إلتهام الأحرف , حفظت كل كلمة و كل فتحه و كسرة و أيضا سكون , تبتسم بسخرية على حالها كيف أنه وصل لدرجة أن تتعلق ك تعلقها الان به , باغتها ب رسالة ظهرت فجأة بشاشتها لتضغط على عرضها " أشتاقك "
        وكأنها كانت بحاجة لسبب حتى تبكي , بحاجة لكلمة تربت على كتفها وتقول لها : صبرا .. بحاجة أن تناقض نفسها كما يناقض مجتمعنا نفسه بالحب , نحن بحاجة ملحة بأن نناقض أنفسنا.
        كتبت له " عاطفتي مشبعة بغيرك "
        لم تستغرق كثيرا حتى أتته رسالة منه " بغيرك ؟ يعني بغير قلبي فأكيد تقصدين عيني "
        فتحت عينيها بدهشة , و قلبها على أشكاله المتناقضة يقع , " كيف عينك و انا ما شفتها ؟ "
        أجابها وكأنه ينتظرها ومجهز الرد " قلبك يعرفها "
        " أحاول ألفظها بإعتدال , أنا م ا أ ب ي ك "
        أجابها " أحاول أن أقولها دون أن ينقطع نفسي بشدة وقعك على قلبي , أنا أ ح ب ك "
        وعينا عبير شلال من الدمع , أصابعها تخشى الرد , يسكتها دائما بطريقة مستفزة لعقلها الذي يقاوم هذا الحب.
        كيف لشخص أن يحب شخص مجهول ؟ لا يعرف عنه شيء سوى صوته ؟ ربما أصواتنا هي الأشد صدقا في هذه الحياة
        سأتجاهله . حاولي يا أنا أن تتجاهليه مرة أخرى.

        ,

        يبدو مشوشا يحاول أن يفتح الموضوع دون أن يجرح يوسف بشيء , يعلم أن يوسف صاحب غيرة شديدة و أنني لو لفظت إسمها سيغضب وجدا , كيف أقول له.
        منصور : يوسف
        يوسف ألتفت عليه دون أن ينطق حرفا
        منصور : بس بسألك كيف أمورك ؟
        يوسف وفهم مايقصد : تمام
        منصور : مرتاح ؟
        يوسف : ليه تسألني ؟
        منصور : بس بتطمن عليك
        يوسف أبتسم : وش فيها الماما ؟
        منصور ضحك ليردف : صدق بتطمن
        يوسف : طيب تطمن مرتاح ولله الحمد
        منصور : وش صار على سفرتك ؟
        يوسف : هذا أنا أنتظر إذا ماجت قبل رمضان بضطر أكنسلها
        والدهم الذي في الزاوية الأخرى من المجلس , كان منشغل بالجريدة , طواها ووضعها على الطاولة : صب لي قهوة
        يوسف ولأنه الأصغر وقف ومد الفنجان لوالده : سم
        والده : سم الله عدوك ..
        يوسف وجلس بجانبه ولحقه منصور ليجلس بالقرب من والده
        منصور : يبه ماكلمت المحامي ؟
        والده : كلمته وقالي مانقدر دام تقفلت القضية
        يوسف الغير فاهم : وش صاير ؟
        والده : نبي نشوف مين قتل أخو زوجتك بس قالي أنه مكتوب بالقضية أنه منصور معترف و أنتهت بالعفو
        منصور : بس أنا ماأعترفت ولا قلت شي بس هالمحامي الغبي تصرف من كيفه
        يوسف بجدية : ليه تفتح هالمواضيع ؟ يخي فكنا يرحم الله والديك
        منصور : بس أنا أبي أعرف مين اللي قتله ؟
        يوسف : يخي وش تبي تدخل نفسك بمشاكل ثانية ! خلاص أنتهت القضية وقضينا
        منصور : بس فيه ناس ماهم مصدقين مايصير نظلمهم
        يوسف وفهم مقصده جيدا وبحدة : وش قصدك ؟
        منصور : أنت فاهم قصدي كويس
        يوسف : لا أنا غبي وعقلي صغير وماأفهم بالألغاز هذي
        منصور ويعرف بأنه يريد أن ينطق إسمها ولكن مستحيل أن يفعلها , وبنبرة هادئة : وأنا عارف أنك فاهم
        بومنصور : تذابحوا قدامي هذا اللي ناقص بعد !
        يوسف تنهد وألتزم الصمت
        بومنصور : خلوا العالم عايشة ومرتاحة لاتجلسون تنبشون بالقديم
        يوسف : علمه أنا وش دخلني
        منصور : لأني عارف أنك منت مرتاح
        يوسف بسخرية على منصور : على فكرة بالتحليل النفسي أنت زيروو
        منصور أبتسم : واضح من العصبية أنك مرتاح
        يوسف : لا إن شاء الله بكرا بجي وأجلس عندك وألطم وأبكي وأقول *يقلد صوت والدته* والله ألحق علي ياخوي قلبي بيتقطع ماذاق طعم الراحة
        بومنصور وأنفجر ضحكا : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صدرك شمالي الله لايضرك
        يوسف بإبتسامة لوالده ولأجل أن يزيل الشك من صدر منصور : على أهل زوجتي
        منصور ولن يكذب إذنه أبدا حين سمع كلام مهرة و رد فعل يوسف.

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          ,

          صدرها لايهدأ من إرتفاعه وهبوطه , بها من القهر الكثير , تود لو تنفجر على يوسف بكل الكلمات البذيئة التي تحفظها والتي لا تحفظها ك أن تقرأ عليه كل شيء سيء في الحياة و تنسبه له , عقلها ضجر من كثرة التفكير , في أول محاولة فعلتها بأن تخدع قلبه سقطت ب شر قلبها.
          أخذت نفسا عميقا علها تريح شيئا من حقدها , تكرهه و تكره أخيه و زوجته و تكره شقيقاته و تكرههم جميعا بلا إستثناء.

          ,

          بعد محاولات بائسة وقفت , لبسها بأكمله متقطع من ضربه .. نزعته ورمته جانبا وهي عاقدة الحاجبين كارهة لما حدث.
          لبست أول مالمسته يداها في الدولاب , بيجاما قطنية بأكمام طويلة , رغم الحر هي تشعر ببرودة أطرافها أو ربما الوحدة تشعرها بالبرد.
          رفعت شعرها وتركت خصلة لتربط بها بقية خصلاتها على شكل ذيل حصان , ومع كل خطوة تخطوها تشعر بألم ظهرها .. أتجهت للحمام وغسلت وجهها نظرت إليه .. ليست هي أبدا , ملامحها تشبه المجرمين المتعذبين , أسفل شفتها جرح و جرح اخر على جبينها , وجهها ممتلىء بالجروح الحمراء و الأخرى البنفسجية , وملامح بيضاء مصفرة .. ضربها سلطان ولم يبقي لها شيئا يضج بالحياة على جسدها أو يحمل على الاقل لونا طبيعيا.
          أغمضت عينيها لتتسلل دمعة على خدها , مسحتها بسرعة وخرجت , نظرت للحزام الساقط على الأرض بالقرب من جهة الحمام , لم تمنع نفسها من البكاء .. بكت وهي تراه كيف أن تلك القطعة الحديدية البارزة بنهاية الحزام قطعت جسدها , من يداوي جروحي الان ؟ كل من قال له القلب داويني .. جرحني أكثر من سابقه.
          جلست والغرفة تكتسيها الفوضى , كل شيء في غير محله , كان سلطان جنونيا في ليلة الأمس .. حطم كل شيء أمامه أفرغ كل مافي داخله و حتى بعد هذا لم يهدأ أبدا.
          تذكرت هاتفها , فتحت الدرج الذي بجانبها وأخرجته , أنهالت عليها الإتصالات الفائتة , تجاهلتها تماما ولكن لم تستطع تجاهل رسالة رأتها " دوري على غيري عشان تحطين عليه ذنبك , شوفي مع مين مضيعة نفسك "
          كاد يقف قلبها , لم تصدق أبدا ضميره الميت , يرسل لها هذه الرسالة مع علمه تماما بأنه هو من ضيعها ؟
          بكت بإنهيار هو لم يرسل إلي إلا لأجل أن يراها سلطان و ينخدع به , مسحتها برعب و قلبها يئن , لن يتراجع مجددا , 7 سنوات يسعى لأن يمددها بأهوائه .. يا تركي رفقا بي والله كلما حاولت أن أصفح عنك و أتجاوز عن ذنبك كلما حاولت أن أتذكر حسنة أنك عمي و كنت أخي بالماضي جئت و نثرت كل هذا من عقلي , يا تركي لمرة واحدة فقط قل أنك تحبني بأفعالك لمرة واحدة دافع عني لأني إبنة أخيك لست بعاشقة تهواها ! أنا لست بضائعة لأتشبث بحبك .. والله لست ضائعة.

          ,

          يكح من فرط تدخينه , وهو يتحدث بصوت مبحوح من حرام يدخنه : عاد صالح قال كذا
          الاخر : والله ورجعت نفوذ صالح دامه قدر يعرف عن زواج عبدالعزيز العيد
          رائد : هذا هو ماتغير لا بغى المعلومة قدر يجيبها
          الاخر : أنا ثقتي فيه كبيرة
          رائد : وأنا أكثر حتى أفكر عقب روسيا نستغل علاقتنا فيه و نقنعه يساهم في موسكو وكذا بتقوى إمدادتنا
          الاخر : بس لا تفتح له هالموضوع قبل لاتتم صفقتنا معه , خلها تتم و النار تهدأ ونبدأ نتوسع بشركائنا
          رائد الجوهي وينظر لأوراق من يتعامل معهم : الحين أولدكا طرحت أسهمها لو نساهم فيها 20% و نترك صالح يساهم ب 40% كذا السيادة بتكون لنا ونقدر نستغل إسمها في الدعاية و العروض برا و بكذا ماراح يقدر لا سلطان ولا اللي أكبر منه يوقفنا لأن بنستعين في باريس اللي بتحمينا على أننا مواطنين
          ضحك بخبث من طريقة تفكير رائد وهو يتوسع بإبتسامته : كيف جبتها ؟
          رائد بإبتسامة : وعمري ماجبتها يا حمد
          حمد : بس يبيلها مخمخة شوي
          رائد :لا مخمخة ولا غيرها , *وضع علبة السجائر الفاخرة على الطاولة , حركها يمينا* هنا إحنا مواطنين فرنسيين ومن حق السلطات الفرنسية تحمينا *أخذ علبة الرصاصة ووضعها يسارا* هنا ربعنا *قاصدا السلطات الأمنية التي ينحدر منها سلطان وبوسعود* و هنا صالح وأولدكا اللي بتعتبر شركتنا *وضع قارورة المياة في المنتصف مشيرا إليها*
          حمد : إيه لكن لو طالبوا بأننا مواطنين سعوديين و تحركت السفارة هناك
          رائد : مين اللي عليه مشاكل و قضايا ؟
          حمد : رائد الجوهي
          رائد : وأنا الفرنسي وش إسمي ؟
          حمد أنفجر ضحكا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني بح
          رائد :بالضبط الجوهي بح .. و هجمة مرتدة لسلطان ههههههههههههههههههههه
          حمد : مخي معلق من الداهية اللي بتسويها
          رائد ويستنشق من دخانه وينفثه : كلها فترة وبعدها الكل بيقوم على سلطان و على عبدالرحمن ال متعب أنهم ماقدروا يسوون شي قدامي
          حمد : أشرف لهم يتقاعدون ولا حيتنيلو بستين نيلة
          رائد : وأنت مصدق بيجلسون على كراسيهم !

          في جهة أخرى أحمد يحاول يصلح العطل الذي يواجه أجهزة المراقبة أمامه
          متعب ولم يسمع سوى " من حق السلطات الفرنسية تحمينا " و " مين اللي عليه مشاكل و قضايا "
          متعب بتوتر : قاعد يصير شي مهم
          أحمد و يفصل أحد الأسلاك ليوصله بسلك يخص أحد الأحياء المراقبة : حتى هذا مايشتغل البلا ماهو عند الجوهي بس
          متعب وبالشاشة الحساسة يضغط بأصابعه عليها حتى يدخل الرقم السري : مخترق
          أحمد بصدمة : نعععم !!!!!!!!
          متعب : برامج الحماية متدمرة !
          أحمد : لحظة .. و فصل أسلاك كثيرة حتى يتوقف عمل الكاميرات المراقبة المتوزعة في منطقة الرياض.
          متعب ويخرج من هذه الغرفة ليبلغ قسم الصيانة و عندما رأى بوسعود و سلطان داخلين زاد توتره و أختفى من امامهم بسرعة ليبلغ القوات الأمنية أن تخرج وتحل مكان الكاميرات المتعطلة لمراقبة الأوضاع حتى يصلح هذا العطل.
          أحمد المتفنن بهذه الأمور يفك بعض الشفرات حتى يخترق من يخترقهم الان , رغم الحماية المعلوماتية العملاقة ولكن هناك أختراق وواضح جدا أنه الشبكة التجسيسة متمرسة.
          متعب : بلغت قسم أمن المعلومات
          أحمد : ماني قادر أدخل على الملفات الرئيسية
          متعب وزاد توتره وقلقه أكثر
          بعد صمت لثواني , أحمد لفظ جحيم مايحدث : قاعدة تنقل ملفات
          أحمد ترك مابيده , ليس هناك حل أبدا سوى تدخل من سلطة تكبره
          متعب والاخر جلس مكان أحمد ويحاول بمثل ماحاول من سبقه
          أحمد يطرق الباب ثلاثا ويدخل على سلطان
          سلطان و بوسعود التفتوا عليه و الإستغراب يعتليهم من طريقة دخوله
          أحمد و " على بلاطة " : فيه شبكة تجسسية أخترقتنا
          وهذا اخر مايريد سماعه , وقف ليتجه و معه بوسعود.
          دخل وينظر للشاشة المتوقفة التي تخبره بأن كاميرات المراقبة معطلة .
          بوسعود : بلغتوا الصيانة ؟
          متعب : إيه طال عمرك بس قاعدة تنقل ملفات
          سلطان ينظر للخط الذي يشير لنقل المعلومات و وصل ل 55%
          جلس مكان متعب وهو الاخر يحاول فك بعض الألغاز حتى ترجع السيطرة لهم.
          بوسعود : أنشأ مستخدم جديد و أدخل عن طريقنا
          أحمد و تذكر هذا الأمر : إيه صح .. جلس بجانب سلطان وهو يبادر بتسجيل حساب يدخل عن طريق حساباتهم
          سلطان وينظر لأسفله وكان هناك سلك متصل , قطعه عن طريق قدمه وهو يلتفت لمتعب : أرحم عقلي شوي
          متعب رفع حاجبيه ببلاهة مضحكة
          سلطان : أرسل قوات ل
          قاطعه متعب : أرسلنا
          سلطان يشغل الأزرار المرتبطة بالشاشة المسؤولة عن الكاميرا الموضوعة عند الجوهي , لم تشتغل بعد.
          إحدى القوات يضج صوتها عن طريق اللاسلكي : حي الوداد مقطوعة أسلاك كاميراته
          سلطان و بوسعود نفس التفكير بوقت واحد , تفكير بمن يسكنون بيوتهم.
          بوسعود يمسك هاتفه ويضغط على زر الإتصال : مقرن روح لبيتي بسرعة
          سلطان في حرب لاذعة تقام داخله .. خرج لمكتبه وهو يرفع سماعة الأمن الخاص ليرسل حراس شخصيين لمنزله.

          ,

          أصوات الشرطة مزعجة جدا , وضع سلاحه على خصره و غطاه بقميصه , أغلق أزاريره و خرج لينظر ماذا يجري في هذا المساء ؟
          توجه لمن يتسيدون رأس الطريق : السلام عليكم
          أحد رجال الأمن : وعليكم السلام
          عبدالعزيز : خير ؟
          رجل الأمن : إجراءات روتينية
          عبدالعزيز وشك بهذا القول : معاك عبدالعزيز سلطان العيد
          رجل الامن : والنعم والله
          عبدالعزيز وعرف أنه إسمه لم يجدي نفعا , أشار له لقصر عبدالرحمن ال متعب : طيب وساكن هنا !
          رجل الامن وفهم مقصده : صايرة أعطال
          عبدالعزيز : تخص ؟
          رجل الأمن بهمس : المراقبة
          عبدالعزيز وفهم جيدا , عاد ليركب سيارته دون أن يجلب هاتفه و أشياء أخرى , توجه للعمل و أنه مهما كرهت عملا سيتلبسك الحزن أن فكرت بأنه لوطنك و أنك تكرهه فتشعر بإستحقار لنفسك.

          في جهة أخرى مازالت الأعطال متواصلة و نقل الملفات يصل ل 69%
          سلطان في جهة يحاول الدخول لملفاتهم بشبكة وهمية و أحمد في جهة يحاول إختراق الشبكة التي تتجسس عليهم.
          متعب : كل شي تحت السيطرة ومراقبين الطرق ككل لكن حي الوداد القوات مشغلة الأصوات.
          بوسعود يمسح جبينه : سلطان مافيه غير حل واحد
          سلطان رفع عينه له
          بوسعود : ندمر الملفات قبل لا توصلهم
          كيف ندمر ملفات محشوة بمواد قد تساعدنا مستقبلا ؟ قد نقبض على مجرمين منها ؟ كيف ندمرها بسهولة , هذا أمر شبه مستحيل وقد يعرضنا للمسائلة.
          سلطان ينظر للشاشة الصغيرة التي تخبرهم بأن النقل وصل 69%
          أردف : باقي .. إن شاء الله يمدينا
          وفي جهة ثالثة من المبنى فريق يحاول فك شفرات معقدة لحماية جهاز أمن يخص الرياض و ربما دون مبالغة أنه يخص دولة بأكملها.

          ,

          أنزعجت من الأصوات , طلت من شباكها لاأحد تلمحه , غريب أمر الشرطة في هذه الأثناء.
          باغت عقلها فكرة مجرمين في الحي الان , لم تزفر ماحصل لها بعد حتى تتقبل شيئا اخر , مسكت هاتفها لتتصل بوالدها فخوفها هذه المرة كبير , لم يرد.
          رتيل خرجت من غرفتها متوجهة لغرفة عبير , دخلت ورأتها مستلقية على سريرها و يبدو نائمة.
          رتيل : عبييير
          عبير فتحت عينها لها وهي التي لم تنام و لكن كانت تحاول : هلا
          رتيل أستغربت إحمرار عين عبير
          عبير أنتبهت و مسحت دموعها : قريت قصة وتأثرت
          رتيل : أدق على أبوي مايرد
          عبير ولمحت الخوف في عين رتيل : تلقينها إجراءاتهم الدورية
          رتيل : طيب ليه مشغلين هالأصوات المعفنة
          عبير : مدري بس أكيد ..
          قاطعتها رتيل : وأبوي مايرد بعد ! .. تعيد الإتصال بوالدها وأيضا لا رد.
          عبير : وش فيك صايرة خوافة مررة ؟ بعدين حينا مراقب ماهو صاير شي إن شاء الله
          رتيل : بكرا يقتلوني بعدين أقولك ليه خوافة
          عبير : يقتلونك !! و بعدها تقولين لي ! والله من الحشيش اللي تاخذينه
          رتيل أبتسمت بين كومة قلقها : يختي تدريني لما أتوتر ما أعرف أصف الكلام
          عبير : وتدريني هههههههههههههههههههههههههههههههه كملي بدليات بعد
          رتيل بتأفأف : يختي أحر ماعندي ابرد ماعندك


          يتبع

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


            ,

            ينظر لبياض الجدران من حوله , سكون و هدوء يجبره بالغوص في تفكيره.
            كيف يصدق الجوهرة ؟ و يكذب أخيه ؟ كيف تقول منذ 2005 ؟ كيف كل هذه السنين لم ألاحظ ؟ لم أنتبه لتصرفاتها و لتصرفات تركي معها ؟ لم أناقشها في أسباب رفضها للكثير مما تقدموا إليها , في رفضها إكمال طموحها في الماجستير وغيره , كيف لم أنتبه لكل هذا ؟ من الجنون كل هذه السنوات تمر و الجوهرة صامتة ؟ لم صمتت ؟ و تركي ؟ كيف تركي ؟ لا أصدق بأن تركي يفعل بي غدرا هذا الأمر.
            دخل الدكتور مبتسما : إن شاء الله كويس ؟
            عبدالمحسن : الحمدلله
            الدكتور يأخذ من الطاولة ملفه ليقرأ فحوصات اليوم : لا الأمور متحسنة مرة بفضل الله بس يبيلك تشد حيلك وتبعد نفسك عن الضغوطات و المشاكل و لو تسمع نصيحتي وتسافر كم يوم لمدينة قريبة تغير جو وترتاح نفسيتك
            عبدالمحسن : إن شاء الله ماتقصر
            الدكتور : وأدويتك تنتظم عليها عشان ماتصير لك مضاعفات
            عبدالمحسن : ومتى الخروج ؟
            الدكتور : على هالفحوصات أقدر أقولك بكرا إن شاء الله بس لازم نتأكد قبلها بفحوصات أدق
            عبدالمحسن : مشكور
            الدكتور : العفو واجبنا يا بوريان .. وخرج تاركه
            أخذ هاتفه , أتصل على رقم الجوهرة .. دقائق طويلة تمر و الجوال على أذنه.
            في جهة كانت الجوهرة بلاشعور تنظر لوضع الغرفة بعد أحداث الأمس , شعرت بإهتزاز الهاتف , رفعت غير مصدقة بالإسم , والدها ؟ نعم والدها يتصل . . بأنفاس متعالية مرتبكة وصلت لعبدالمحسن
            عبدالمحسن ولم يسمع منها حرفا سوى ربكة أنفاسها : الجوهرة
            الجوهرة أنحنت برأسها ودموعها تتسرب بتدفق من عينيها , وصل صوت بكائها لقلب الأب المتقطع.
            أتراني أبكي ضعفا أم إنكسارا أم حزنا . . أم جحيما ؟ و دموعي لا تنام ترميني منذ أمس و لم تمل
            يا ليت قولي يخفف عنك يا أبي , ياليتني ألفظها دون قيود .. ياليتك تصدق الحديث و تحسن بي الظن
            عبدالمحسن بكسر الرجال : روحي
            الجوهرة بكلمته هذه شعرت بأن روحها تصعد لعنقها , شعرت بأن البكاء الان يقف عثرة في حنجرتها.
            ودت لو أنها ترتمي إليه دون أن تنسلخ أبدا , لو انها لم تكبر و بقيت طفلته الرقيقة , لو أن أشياء كثيرة تعود لما كدرت صفو حياتك يا أبي.
            يصله أنينها , يصله الحزن المحشو في داخلها , يصله كل شيء حتى أحاديث قلبها إلا صوتها.
            الجوهرة بصوت مجروح بالبحة : ما عص ..يتك
            عبدالمحسن و الشيب تغلغل في شعره و مع ذلك تجمعت بعض الدموع في محاجره وأبت النزول.
            الجوهرة و كلمات متقطعة بالبكاء : والله والله كل شي يهون .. سو كل اللي تبيه فيني بس لاتضيق على حياتي بدونك
            عبدالمحسن أخذته التنهيدة لألم لن يدرك حجمه أحدا , لن يدرك إلا من جرب لسعة الغدر و القهر.
            الجوهرة بنبرة وجعها تسرب بين شرايينها وهي تناديه : يبه
            عبدالمحسن و قهر الرجال والله لا يرحم
            الجوهرة : لا تخليني .. والله و رب خلق بي هالروح أنه ماهو برضاي و أني مافكرت لثانية أكون بهالطريق , والله يبه
            عبدالمحسن بصمت عقله يفرض عليه هذا الصمت , يموت معنويا وهو يسمع هذا الحديث.
            الجوهرة بصوت ضيق عجب أنه مازال يتنفس : ما عمرك جيت بعكس دعواتي ولا الحين يبه بتجي
            وهذه الجملة ك وجع مزمن طرق قلب عبدالمحسن
            الجوهرة و بين هذا الإنهيار تلفظ : أمس كنت أردد يارب كما سخرت القوي للضعيف و الجن لنبينا سليمان و سخرت الطير والحديد لنبينا داوود وسخرت النار لنبينا إبراهيم سخر لي أبي و سهل اموري .. ماتجي عكسها يبه ؟ ما تضيعني بدونك ؟
            عبدالمحسن و فعلا لن يأتي بعكس دعوتها , لم يكسر قلبها وهي طفلة بين أحضانه , أيكسر قلبها الان ؟
            هي تؤمن و جيدا بأن الله ما أمرنا بالدعاء إلا ليستجيب لنا , من يصدق أن والدها يعرف بهذه المصيبة ويقف معها ؟ من يصدق سوى أن الله هو من يريد و سخر لها هذا , من تمسك بالله لم يخيب رجاءه أبدا مهما أستعصت حاجته فالله قادر أن يصنع المعجزات لعبده.
            الجوهرة بهمس كاد لا يصل من بكائها العميق : عمي أوجعني يا يبه
            كلماتها سيوف تخرج من فاه رقيق و لكن تسقطه في نار من اللاتصديق لما يحدث له و كأنه كابوس غير قادر على الإستيقاظ منه.
            تعبت , صوتها تعب و مات جزئيا .. كلمات قليلة فقط و شعرت بوخز يسار صدرها يرغمها على التوقف.
            تعبت و أنفها لا يكف عن مشاركتها البكاء دما.

            ,

            نظرت للساعة بإرهاق , لم يتصل إلى الان ؟ لن تصدق بأنه لم يرى رسالتها بعد , ربما يحاول تجاهلها ... هذه الصفة تكرهها وتكره صاحبها دائما , تحب أن تشعر بإهتمام من حولها بها , تبكي و تنهار إن رأت أحدا يتجاهلها .. تبكي الان لأن من وهبته قلبها لا يسأل عنها.
            عاتبت نفسها كان من المفترض أن لا تتطاول بحديثها و تعاتبه أبدا , تعرف بأمور عمله و تقدر إنشغاله ولكن حاجتها و شوقها له تمرضها تماما.
            فتحت الواتس اب لتنظر اخر دخول ل عبدالرحمن كان ليلة الأمس , كتبت له : ما حنيت ؟

            ,

            بمقعدين متقابلين في أرض خضراء بين جبال لا يرى بها سوى أخضرها الزاهي , بينهم طاولة ذات غطاء مشجر وبوسطها زجاجة طولية متناثر بداخلها الزهر دون سيقانه , الجو هادىء سوى من نسمات البرد البسيطة رغم أشعة الشمس التي تغازل الأرض بإختفاءها دقائق بين السحب و سطوعها دقائق أخرى.
            إنه الريف الفرنسي.
            الصمت ساد كثيرا و أعينهم تجيد التحدث دون ملل.
            قطعت هذا الصمت بصوت خجول وكفوفها تضمها بجانب بطنها : إييه وش الموضوع ؟
            ناصر بإبتسامة عريضة : عيشي هالهدوء
            غادة بضحكة خرجت متغنجة أردفت : بس كذا ! ماأصدق
            أتت النادلة الريفية بشعر أشقر منسدل على أكتافها و قبعة مصنوعة يدويا على رأسها و فستان ممتلىء برسومات الزهر و مطرز يصل لمنتصف سيقانها , واضعة كأس عصير الفراولة بجانب ناصر و اخر بجانب غادة , مبتعدة والإبتسامة لا تكف عن التمايل بفمها
            ناصر : وش رايك بالمكان ؟
            غادة : هانت ساعات الطريق يوم شفت هالجمال
            ناصر : و وش رايك لو نمنا فيه ؟
            غادة بإستعجال : مستحيل أبوي ماراح يرضى أنام برا و بعدين ماينفع تو ماتم العرس
            ناصر : طيب وش رايك بعد أنه عبدالعزيز يدبر لنا عذر عند أبوك
            غادة ضحكت : مستحيل ناصر ماأحب أنام برا البيت
            ناصر : كلها ليلة !
            غادة : ولو .. حتى لبس ماجبت !
            ناصر : كل شي موجود
            غادة : واضح أنك مخطط للموضوع ومحضر له
            ناصر بإبتسامة : إيه و عبدالعزيز بينام برا البيت عشان يقول لأبوك أنه معاك
            غادة : يالله مستحيليين وتقولون كيدنا عظيم وماتشوفون حالكم
            ناصر : تضرك ليلة ؟
            غادة : ماتضرني بس كمبدأ ماأرضى أكون كذا وانا قدام الناس ماني زوجتك
            ناصر بحب عميق وهو ينظر للزهر الذي حوله : الورود ماتفتن
            غادة أبعدت وجهها للجهة الأخرى والخجل يكتسيها لتردف : عارفة الورود ماراح تقول للناس لكن ما ينفع
            ناصر : ولي أمرك المتنقل راضي
            غادة : عزوز لو هديل تتزوج ماراح يرضى لو أيش تطلع معاه كذا ! بس عشان رفيقه معطيك حريتك
            ناصر : بس حرية جائزة يا حضرة المفتية
            غادة : علي ماهي جائزة
            ناصر رفع حاجبه : عليك !!
            غادة أبتسمت حتى بانت أسنانها : أثق فيك بس ماأثق بالشيطان
            ناصر بصوته الرجولي و في حضرة أغاني العصافير الريفية : ما بيننا شياطين , كل اللي بيننا تحفه الملائكة
            غادة وتنظر ليمينها بخجل حتى لا تقع عيناها بعين ناصر
            ناصر و ينظر للعصافير القريبة جدا من غادة
            غادة وتبتسم عندما رأتهم بألوانهم المبهجة : يالله على أصواتهم
            ناصر بصوت أمتلى عشقا : تعرفين ليه تحب تغني عندك ؟
            غادة بضحكة : ليه ؟
            ناصر : يذكرون الله عليك
            غادة تزداد عشقا له و لسانها يعقد دون حديث سوى رسائل عينيها
            ناصر : و ما تغني العصافير حولك إلا بتسبيحها .. سبحانه من صورك

            بين يديه صورة تعيد له ما كان أمسا , صور كثيرة ألتقطها في الريف هناك , كان يشعر بأن شهر عسله قضاه في ليلة تسامر بها مع قمره.
            عض شفته السفلية يمنع نفسه من سخطه على القدر , يمنع نفسه من أن يعارض هذا القدر المكتوب , قرب الصورة لفمه , قبلها بعمق و كأن غادة أمامه , أغمض عينه ليعيش الوهم.
            لم يعرف بحياته أو حتى شاهد احدا بمثل حبهم , ليس تمجيدا لنفسه و لكن لم يتصور أن الله سيأتيه بحب طاهرا لا يجر إلى المعصية أبدا.
            كان كل ماهو متشكل في رأسه أن أغلب حب المجتمعات الشرقية ينتهي بمصائب و أهواء و معاصي و هذا ليس حبا.
            الحب أطهر و أسمى من أن يقذف بقلوب هؤلاء الراغبين و فقط يريدون الأخذ دون العطاء.
            كنت أحبها حتى أنني رأيت بأن دنيا واحدة لا تكفي لحبنا , كنت أقول هذه الحياة لا تكفي لحبك هذه الحياة ضيقة كثيرا من أن أتوسع بعشقك .. نحن يلزمنا الجنة حتى ننشد البقاء لحبنا.
            تمتم بالنبرة المكسورة : يالله إن نسيتها يوما فذكرني بأيامي التي جمعتني بها و لا تشقي قلبي بغيرها و زد بقلبي حبك وثبت يقيني و أرزقني من بعد حبك حبا لها يتكاثر ولا ينقص .. يالله زدني بها حبا , يالله أني أحببتها فيك حبا عظيما فلا تجعل اخر لقائي بها في دنياك.

            ,

            أنفه ينزف و جرح أعلى حاجبه الأيمن , تعاركه معه كان شديدا , أخرج كل غضبه عليه دون أن يتعب.
            ذاك يناديه : مجنون وش سويت فيه ؟
            هو الكئيب بحد قولهم والقليل حديثا حتى أنه يشعرك بأن الكلام يخرج منه ب " فلوس " : خله يمسك لسانه و يعرف كيف يحكي
            : صدق أنك غريب الواحد مايعرف كيف يتفاهم معك
            فتح ألوانه و ويبدو أنه سيبدأ بالرسم الان
            بغرابة ينظر إليه : من جدك !! هذا اللي فالح فيه ترسم ! الحمدلله والشكر يالله أرزقنا العقل
            بدأ بتلطيخ اللوحة البيضاء بالسواد و بعض البني يباغت هذا السواد
            يكمل رغم تجاهل الرسام له : أنا أخبر الناس لا عصبت تجلس تصارخ تجلس ترمي تجلس تصيد تجلس تسبح لكن ترسم ! يخي مرهف الحس بقوة
            وكأنه لا يسمع شيء
            هو مازال يكمل : ترى الحكي ببلاش أبد ماعليه رسوم
            ألتفت عليه و نبرته الرجولية الثقيلة : هه هه هه
            الطرف الاخر إنحرج من ضحكته التي من باب " التسليك " : أكلمك جد
            يكمل رسمه دون هوية , يرسم نهرا بنيا بين جبال سوداء و لا وجود للسماء .. ربما لا يعترف بسقف البياض.
            وقف أمامه : ماألوم صلاح لو بلغ أبوك بهاللي تسويه
            هو عينه على اللوحة : طف النور كله وأترك بس النور اللي فوق راسي و سكر الباب وراك
            طردة محترمة له , أردف : طيب زي ماتبي وأرسم و إن شاء الله تموت مالنا دخل فيك بس بكرا محد بيندم غيرك ...

            ,

            دخل لهم وهم بين ضوضاء تفكيك شفرات وأشياء أخرى لا يفهمها.
            عبدالرحمن أقترب من عبدالعزيز : الحرس كانوا موجودين عند الباب ؟
            عبدالعزيز بصوت خافت : كان موجود عساف *حارس شخصي تم وضعه منذ حادثة الإعتداء على بيته*
            عبدالرحمن القلق على بناته
            عبدالعزيز : والشرطة محاصرة الحي ؟ وش صار ؟
            عبدالرحمن : حصل إختراق للأنظمة الأمنية هنا
            عبدالعزيز عقد حاجبيه مستغربا و نظر لشاشة صغيرة هي المفتوحة من بين كل الشاشات , عليها مستطيل احمر و 75%
            عبدالرحمن : قاعدين ينقلون معلومات .. ها أحمد ؟
            أحمد : قاعد يجري تحقق من اليوزر .. وقف أحمد ليتجه للوحة التحكم الرئيسية و يضغط زر نقل المعلومات وبهذا الزر يسرع عملية خروج الملفات منهم , رغم جراءته بفعلته هذه إلا أن كانت غايته أن يتحقق المستخدم الوهمي بسرعة , هي دقيقتين و أقفل النظام ليصل نقل الملفات إلى 87% و يتأكد المستخدم الوهمي
            بوسعود عرف بأنه كان المقصد أن يستعجل بعمليته فلم يعلق أحدا
            سلطان ويسحب ورقة ليكتب عليها معرفات الاي بي المتجسسة
            عبدالرحمن يأخذ الورقة منه ويعطيها متعب : شف لنا وين أماكنهم
            سلطان و أستطاع أن يدخل لشبكتهم ولكن عجز عن الدخول لنظامه و يمنع نقل الملفات.
            أحمد الاخر الذي كان يعمل على الدخول لنظام المعلومات التابع لهم حتى يمنع هذا النقل
            سلطان وضع الحاسوب المحمول والذي يبدو صغيرا نوعا ما
            متعب و الذي أتى من فريق الصيانة والذين ثبتوا الشبكات التجسسية و مصدرها ولم يستطيعوا إيقاف النقل أيضا
            سلطان بدأ بضغط أزرار كثيرة مفادها تعليق النقل ولكن عاد النقل مرة أخرى ليصل إلى 30% : كويس
            وقف ليتجه لأزرار التحكم الرئيسية و يفتح ماكان مغلقا حتى يتيح لأحمد حرية التصرف بسرعة.
            أحمد : الرقم التسلسلي
            سلطان و الذي يحفظه : 70865023461 .. إيش اخر رقم ؟
            متعب وينظر لشاشة أخرى : 8
            وصل النقل مع فتح لوحة التحكم الرئيسية إلى 55% و النقل يسير سريعا.
            دقائق تلعب بالأعصاب و جدا , بوسعود يراقب وضع الأمن في شوارع معينة التي تعطلت بها كاميرات المراقبة
            في جهة كان سلطان يشعر بالدقائق تنهش في عظامه و عين على نقل الملفات و عين أخرى على أحمد.
            أما عبدالعزيز ينظر لما يحدث بغير إدارك حقيقي و " متنح ".
            أحمد : دخلنا
            سلطان ويجلس بجانب أحمد وينظر لملفاتهم الضخمة الأمنية , ولكن ما كان صدمة فعلا أن ما يتم نقله الان ليست الملفات السرية البحتة بل الملفات المختصة برائد الجوهي و جماعته فقط.
            أحمد و التنقل بمستخدم ثانوي جدا بطيء بعكس لو كان مستخدم رئيسي : ننقلها ؟
            سلطان : إيه بس لازم تتوقف عملية نقلهم
            عبدالرحمن الذي كان يراقب جهة أخرى ولكن عقله مازال معهم : اليوزر الوهمي اللي سويته سلطان خله ينقل ملف ثاني
            أحمد : نسوي ملف جديد بفيروسات ونحول النقل عليها
            سلطان : بالضبط .. وقف ليتجه للحاسوب الاخر ويدخل بمستخدمه الوهمي الذي مازال بشبكتهم , وش سميت الملف ؟
            أحمد بخبث : عيالك يا وطن
            سلطان رغم كل هذا و كل مايحدث الان من توتر وشد أعصاب إلا أنه ضحك على الإسم المستفز لكل من هو عدو لوطنه : لازم نكافئك
            بحث عن الإسم وبالطبع اللغة المعلوماتية تكون بالإنجليزية البحتة وليست المعربة ف وجد الملف المحشو بالفيروسات A'ialk ya wtan
            ضغط عليه لينقله لشبكة أيضا وهمية لا حقيقة لها ولا مصدر.
            أصبح الان النقل إثنان على الشبكة ويضغط على السرعة مما جعل النقل الأول الواصل ل 55% بطيئا وبشدة.
            أحمد : ينقل النسخ الإحتياطية لملفات الجوهي بأكملها لجهة أخرى أكثر أمانا , وصل به النقل إلى 10%
            عبدالرحمن : لو ندمر برنامج الحماية الثانية النقل بيتسهل ؟
            سلطان : بس نقلهم بيكون سريع !
            عبدالرحمن : بس الحين صار نقليين ؟
            أحمد : نحط نقل ثالث ؟
            سلطان : و نبطىء أكثر من النقل بعد
            أحمد و يفتح ملفا اخر و ينقل إليه الفيروسات المدمرة لأي شبكة
            سلطان ثواني و لقي الملف الجديد إسمه nfdak_ksa
            عبدالرحمن بإبتسامة عريضة له وهو يقرأ بجانب سلطان : لازم نجتمع نحدد مكافئتك
            سلطان وهو ينقل الملف : إستفزاز عدوك هذا أقوى سلاح
            عبدالعزيز و ينظر كيف أن الإستفزاز ينتشر بجميعهم دون إستثناء من الصغير إلى الكبير , فكر لو أن أحدا يكره شيئا ويأتي اخرا يقول له نفداك يا هذا الشيء .. سيشعر بحقد عظيم و لكن لأنه للوطن فالأكيد سيشعر الطرف المعادي بهذه الأسماء بالخجل و الخزي والعار لأنه يقف عدوا لوطنه , كم مخجل أن شخصا يقول لمن تخلى عن وطنه " أنا أفديك يا وطن "
            أحمد و بقي القليل وصل ل 90%
            سلطان تنهد : كم بقى أحمد ؟
            أحمد : الحين 95
            نظر لنقل الملفات من جهة الشبكة الأخرى المتجسسة عليهم و وصل ل 66%
            يزداد قلقه إن تمت عملية النقل بذلك سيكونون مكشوفين للجوهي وغيره.
            فريق الصيانة الذي يرسل المعلومات طباعة
            متعب يقرأ : الخلية موجودة في حي الزمرد *الأحياء أسماء وهمية*
            عبدالرحمن بأمر دون مناقشة سلطان : حرك فرقة 800 أو 870 لهم وألقوا القبض عليهم الأكيد أنهم مرسلين من ناس أعلى منهم
            سلطان و لم يعارض أمر بوسعود.
            أحمد : لكن لو دمرنا الملفات و فشل النقل بيعرفون أننا كشفناهم و ممكن يهربون !
            سلطان بعد تفكير لدقائق أردف : أترك النقل دامه بطيء إلى أن يوصلون القوات لهم
            عبدالرحمن بتأييد : يالله متعب مافيه وقت
            متعب و بلغ قوات أخرى للذهاب هناك.
            أحمد و بقي زر واحد يضغطه و ستدمر الملفات المحفوظة بعد أن تم نقلها جميعا لشبكة ثانوية أخرى و امنة.

            يتبع

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ,

              عاقد الحاجبين غاضبا , يقف عند الباب و أمامه من أصبح يكرهها و بشدة : أبغى أشوفها
              أم رؤى : و أنا قلت لك ماتبي تشوفك
              وليد : طيب ماأبغى أستخدم معك أسلوب مبتذل لكن ممكن أتصل على مقرن و أسأل عن أخباره *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
              أم رؤى تنهدت بضيق لتردف : نايمة
              وليد : صحيها الموضوع ضروري
              أم رؤى : وش هالموضوع إن شاء الله ؟
              وليد : مايخصك يخصها
              أم رؤى رفعت حاجبها مستغربة قلة ذوق وليد في الحديث معها : عفوا ؟
              وليد : اللي سمعتيه
              أم رؤى : واضح جدا إحترامك لأم من تحبها
              وليد : على حسب إذا كانت الأم متنكرة بملابس تكبرها و مدري هذي تجاعيد طبيعية ولا بعد مسوية شي بوجهك
              أم رؤى الغير فاهمة لما يقصد
              وليد : أظن فاهمة قصدي زين والحين نادي رؤى ولا والله وأنا عند حلفي لأفضحك قدامها
              أم رؤى دون أن تنطق حرفا أتجهت لغرفة رؤى , أيقظتها : رؤى حبيبتي قومي
              رؤى وتنظر إليها بتعب شديد
              أم رؤى : وليد برا و يبغى يكلمك
              رؤى و لا تنطق شيئا سوى التعب بملامحها
              أم رؤى : قومي يالله شوفي وش عنده
              رؤى وقفت بمساعدة والدتها , توجهت قبل ذلك للحمام لتبلل ملامحها وتطهرها من سواد دمعها , نشفت وجهها و أخذت حجابها لتلفه على شعرها
              وليد و ينظر لعينها المتعبة و أنفها المحمر و هالات السواد على جانبي أنفها و رموشها المبتله و شفتيها الشاحبة و الحمرة التي ماتت من وجهها ولم يبقى سوى البياض الشاحب.
              وليد : أبي أكلمها على إنفراد
              أم رؤى : نعععم ؟ طبعا لأ
              وليد ينظر لها بنظرات تهديد
              أم رؤى تنهدت وخرجت لخارج الشقة نازلة للأسفل.
              وليد جلس بمقابلها : كيفك ؟
              رؤى بصمت الأموات
              وليد : رؤى !!
              رؤى و غير واعية بأن من أمامها وليد , تنظر إليه بأنه شخص اخر , شخص هي تجهله و لكن قلبه يعرفه جيدا : أشتقت لك
              وليد و صدمته الكلمة رغم أنه يعلم بأنها تحبه
              رؤى : وينك من زمان ؟
              وليد أبتسم : موجود , أبي أكلمك ب
              قاطعته وعينها تبكي : عارفة أنك زهقت من أوامر أبوي بس أصبر شوي
              وليد وصدمة ألجمته , عرف بأن رؤى تستعيد ذاكرتها بلا وعي منها , سكت ينظر إليها بذهول
              رؤى : وحشتني كثير
              وليد وعينه بعينها , لمعة هذه العيون تقتله.
              رؤى بإبتسامة رغم عذوبتها إلا أنها شاحبة جدا : توبة أزعلك بشيء
              وليد و أدرك نفسه : رؤى حبيبتي ركزي معاي باللي بقوله
              رؤى : عارفة وش بتقول
              وليد ويجاريها : أدري أنك عارفة بس بقوله مرة ثانية , هذي ماهي أمك و مقرن ماهو أبوك
              رؤى : مين أنت ؟
              وليد وتذكر إسما واحدا : عبدالعزيز ..
              رؤى تبكي بشدة وهي تسمع الإسم , شعرت بأن روحها تتقطع : يا روحي خذوك مني
              وليد : طيب رؤى مايصير تجلسين عندها
              رؤى : مين رؤى ؟
              وليد ولعن في داخله هذه المرأة التي أوصلت حال رؤى لهنا : اللي صحتك قبل شوي مين ؟
              رؤى : جارتنا
              وليد و تأكد تماما بانها ليست أم رؤى : طيب هذي جارتكم ماتحبك ماتبي لك الخير , لازم تروحين بعيد عنها
              رؤى ببراءة : وين أروح ؟
              وليد : بكرا الصباح تجهزين شنطتك و بوديك لمكان ترتاحين فيه لفترة
              رؤى هزت رأسها بالطاعة
              وليد : رؤى لا تنسين
              رؤى تلتفت يمينا ويسرى : وين رؤى ؟
              وليد : أنا أحب أسميك رؤى
              رؤى : الإسم شين
              وليد : وش إسمك ؟
              رؤى هزت كتوفها : مدري
              وليد و كانت رؤى بإذن الله ستعود ذاكرتها دون كل هذه المشاق لو أن والدتها المزعومة لم تفعل بها كل هذا , أعادتهم لنقطة الصفر : وش تبيني أناديك ؟
              رؤى أبتسمت بين بكائها : عزوز نادني اللي تبي
              وليد بإبتسامة : ما أعرف أختار لك , أنتي أختاري
              رؤى : سارة
              وليد : طيب يا سارة
              رؤى : بس مايصير صح ؟
              وليد : ليه ؟
              رؤى : أمي إسمها سارة
              وليد : عادي نناديك عليها
              رؤى أبتسمت : دام كذا خلاص
              وليد : بكرا لا تنسين
              رؤى : لا ماأنسى أبد .. كررت هذه الكلمة 5 مرات
              وليد لم يشفق عليها ولكن تضايق من نفسه ليته لم يتركها لحظة في بيت هذه القاتلة , هي قتلت روح رؤى بتشكيكها في صحة عقلها.


              ,

              أطلقت صرخة خافتة عفوية من أحمد : أوووووووووووه .. الحمدلله
              الجميع أطلق تنهيدات الراحة بعدما فشل النقل
              سلطان : بس شركة الحماية تحدد لي أقرب موعد لها وش هالفوضى بسهولة يتم إختراق النظام
              متعب : أبشر طال عمرك
              سلطان : هالفوضى أبد ماأبيها تتكرر و الأنظمة دوريا تتحدث برامج حمايتها ماهو كل مرة تسلم الجرة
              متعب : إن شاء الله
              عبدالرحمن وهو يتلقى خبر القبض على هذه الشبكة و كل ماوصل إليه أنها شبكة شبابية و لكن يملكون قدرات ذكية هائلة وهذا أسوأ شيء قد يحصل أن تستغل ماوهبنا الله إليه بمضرتنا.
              عبدالرحمن : وكلت من يستجوبهم واضح أنهم معطينهم فلوس وقايلين لهم يخترقون مايدرون أنهم يخترقون نظام أمني ماهو منتدى *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
              سلطان : أكيد ماراح يقولك الجوهي
              عبدالرحمن : لأن الجوهي ماهو غبي يدخل إسمه بهالأشياء أكيد وكل أحد ما هو محسوب عليه يكلمهم
              سلطان : قلت أنهم شباب ؟
              عبدالرحمن : إيه
              سلطان ويشعر بالشفقة حيال هذه الفئة : دامهم قدروا يخترقون اجهزتنا ليه مانستفيد منهم ؟
              عبدالرحمن بإستغراب : مجرمين !!
              سلطان : طيب هم شباب أكيد بحاجة توجيه ؟ وأكيد لو نفهمهم أنهم يخدمون دينهم ووطنهم ماراح يعارضون , فيه أحد يرفض وظيفة زي كذا
              عبدالرحمن : تبي تقابلهم براحتك
              سلطان : ماأبي أقابلهم أبي نوظفهم عندنا بأمن المعلومات بدل هالشركة الأجنبية اللي مخلينها مسؤولة عن معلومتنا وبسهولة قدروا يخترقونا
              عبدالرحمن بإقتناع : خلاص أجل بس أول يتم إستجوابهم و نتأكد

              ,

              بعد هذا اليوم الشاق و الطويل , تسلل النوم لعيون البعض في حين صد عن عيون الاخرين.
              صلى الفجر و توجه لمنزله والساعة تقترب من الرابعة فجرا , في داخله ينبذ أن يبيت معها تحت سقف واحد , يشعر بأن كل شيء ينفره من الدخول لبيته , كل مصائب الكون تحدث داخل قصره , كل شيء سيء حصل في حياته بدأ هنا , هذا المكان يبث في داخله من التعاسة أشكالا و ألوان و طبعا هذه الألوان لا ترتاح دون رماديتها و سوادها.
              تنهد وهو يضع المفتاح على الطاولة القريبة من الباب , صعد أول الدرجات حتى يسمع : قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون , ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون, وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون , فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون, قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون , فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين, أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لايات لقوم يؤمنون , قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم , وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون.
              وقف في الدرج و صوتها يتغلغل في عقله , يسمع جيدا تلاوتها و يسمع أكثر بكائها بين الايات وتقطعها لثواني فتعود بصوت مبكي للقراءة
              دقائق طويلة وجدا وهو واقف متجمد في مكانه حتى فاق على " ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون "
              يحاول بشدة أن يصدق فيها قولا ولكن هذه المرة حتى قلبه يكذبها
              لا أحد يقف مع الجوهرة لا عقله و لا قلبه و لا مبادئه تقول له أنها " مظلومة "
              سكتت كل هذه السنين لأنها خافت .. لأنها فعلت مصيبتها وخشيت من والدها.
              و ربما فاقت مؤخرا و تابت إلى الله و حفظت كتابه والله غفور رحيم و لكن أنا ؟ لست قادر أبدا أن أغفر لها.
              كانت تبعدني عنها و انا أحسن ظني وأفكاري بسذاجة تقول لي موقف بالماضي يؤلمها أو أنها خجولة أو أنها تعرضت لحرق في جسدها أو جرح لا تريدني أن أراه و أشياء ساذجة والله أني أستحقر نفسي لأنها " زوجتي ".
              صعد و لا مكان لملابسه سوى هذه الغرفة التي من اليوم لن يقبل بأن يراها بحجة ملابسه .. هناك كثير من الغرف لها حرية أن تختار أي جحيم تريده.
              دخل و من شدة إستحقاره لها لم يضع عينه عليها ولا حتى فكر بأن ينتبه لها.
              الجوهرة أغلقت كتاب الله و أصابعها ترتجف , بكائها لم يجف .. شعرت بقلبها ينفض نفسه و يتعالى بضرباته
              خافت أن يقترب منها .. خافت كثيرا
              دخل لجهة دولابه , أخذ بنطال بيجامته فقط *يريد العودة لما قبل الجوهرة عندما كان ينام عاري الصدر* .. ودون أن يلتفت عليها وهو يسير خارج الغرفة وبنبرة جعلت أنفاس الجوهرة تتعالى : من بكرا تخلين الخدم يجهزون لك أي زفت تنقبرين فيه *أردف كلماته بعصبية لم يمسك نفسه عنها*
              وخرج صاعدا للدور الثالث و أول غرفة على يمينه , الغرفة المحرمة الدخول على الجميع.


              ,

              صباح الرياض يتغنج اليوم من فاه رتيل , صباح الإثنين.
              تتفطر بطاقة كبيرة و مفاخرة أيضا : وركضت تقريبا من طلعت لين صار العصر
              بوسعود : صدق ؟
              رتيل : إيه والله ولا وقفت ولا أي ثانية , الحين لو تسابقني وأنت اللي صار لك سنين كل يوم تركض أفوز عليك
              عبير : اللهم أني أعوذ بك من الهياط
              رتيل : بس للأمانة يعني وقفت مرة يمكن ماهو تعب بس زلقت من الأرض المبللة
              عبير توسعت عينيها : الله يالكذب ! ترى رمضان ها بعد كم يوم بطلي كذب الله يغفر لنا بس
              بوسعود : لا مصدقك
              رتيل : إيه طيب وين المقابل
              بوسعود : ههههههههههههههههههههههههههههههه أنا قلت بعطيك شيء
              رتيل شهقت : لا تقولها يبه تكفى لا تقول أنك تلعب علي وأنا قايلة إن شاء الله أني هالسنة بتخرج و برفع راسك وأبوي يستاهل من يرفع راسه فيه
              عبير : يختي كثر الله خيرك فكرتي بدراستك أنتي ومعدلك اللي يفشل
              رتيل بفلسفة : أنا كانت نفسيتي تعبانة أيام الدراسة فعشان كذا ضيعت السنة اللي فاتت
              بوسعود بسخرية : من زود ماهي تعبانة خذت نقاهة للشرقية
              عبير التي كانت تشرب الحليب أبعدته حتى تطلق ضحكات صاخبة
              رتيل وفعلا أنحرجت
              بوسعود ضحك من إحراجه لإبنته بأفعالها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس دامك أنحرجتي يعني تحسين بتأنيب ضمير فأنا أقدر هذا الشي
              رتيل : مارحت له بنص الطريق رجعنا
              بوسعود : سواء رحتي له أو لأ مبدأ انك ناوية تطلعين من الرياض بدون شوري هذا من أساسه كارثة
              رتيل بتهرب : خلاص موضوع وأنتهى
              بوسعود : عشان دايم تحطينه في بالك
              رتيل : أنت تضيع موضوع المقابل حق ركضي أمس
              بوسعود : لا ركضك لنفسك
              عبير بضحكة طويلة وتتشمت : اخ ياقلبي ركضت وركضت و طول يومها تقول هانت اهم شي بنهاية هالركض فيه شي حلو بيصير
              رتيل برجاء : حرام عليك يبه
              بوسعود : وش تبين امري تدللي كم رتيل عندنا ؟
              رتيل أمالت فمها لتردف : اممممم أي شي أطلبه
              بوسعود : بحدود المعقول
              رتيل وتحاول أن تستغل هذه الفرصة : وترتني فيه أشياء كثيرة
              بوسعود : شياطينك للحين ماتنشطوا
              رتيل بدلع عفوي : يبه
              بوسعود : ههههههههههههههههههههه طيب يالله عندك 5 دقايق
              عبير : وأنا مالي شي
              بوسعود يبتسم : امريني
              عبير بإبتسامة : قررت أشتغل
              بوسعود وتغيرت ملامحه
              عبير تتدارك ضيق والدها الواضح : يعني أي شغل أنت تشوفه ! ماني مختارة شي مايرضيك
              رتيل بحلطمة : وهذا وقته الحين راحت علي المكافاءة
              بوسعود لم يمنع نفسه من الإبتسامة في وجه رتيل
              رتيل : أشوى الحمدلله أسمعني قبل عبير لا تنكد عليك
              بوسعود : قولي
              رتيل : بنت عبدالله اليوسف هيفاء قبل كم يوم قالت لي بتطلع وكذا يعني ننبسط شوي وبصراحة ضايق خلقي و ودي أطلع معها
              عبدالرحمن حز في خاطره أن رتيل تطلب منه هذا الطلب و كأنه أمنية أو شيء شبه مستحيل.
              رتيل : ها وش قلت ؟
              بوسعود : طيب وين بتروحون ؟
              رتيل : مدري ماقررنا بس يعني أهم شي وافق وأنا أكلمها وأرد لك خبر
              بوسعود : طيب
              عبير : زعلت مني ؟ بس والله يبه تمللت و مليت من أنه أحد يصرف علي كأني بزر يعني من حقي أشتغل و أفرح بمعاش من تعبي
              بوسعود و يبدو أن اليوم بناته يثقبون قلبه بطلباتهم العادية عند أشخاص اخرين و عنده وكأنها أشباه المستحيل.
              عبير : أنت أختار لي أي وظيفة تبي وبأي مكان
              بوسعود : طيب ياعبير بفكر بالموضوع
              عبير أبتسمت
              بوسعود : أنا مسافر الليلة
              عبير و رتيل في لحظة واحدة شهقوا و كأنهم سمعوا خبرا مؤسفا.
              بوسعود : بسم الله عليكم ... مسافر أسبوع وراجع
              رتيل : أسبوع يعني بداية رمضان ماراح تكون هنا
              بوسعود : إيه
              رتيل : طيب ليه و وين ؟
              بوسعود : عندي شغلة ضرورية في باريس ولازم أسافر
              عبير مستغربة حتى في سفرات عمله كان يأخذهم معه : دايم تاخذنا معك
              بوسعود : إيه بس هالمرة مقدر , المهم طيارتي الفجر اليوم
              رتيل : توصل بالسلامة يبه و أنبسط هناك وفل امها ماوراك لا حرمة ولا بنات
              بوسعود ضحك ليردف : مخك مافيه الا الخراب
              رتيل : هههههههههههههههههههههههههه بعدك شباب يابعد عمري عيش حياتك
              عبير : وش يعيش حياته ؟ فاهمة الحياة غلط
              رتيل تقلد نبرة عبير : الشخص بالحياة لازم يمشي مستقيم مايفرح بالعكس عشان مايقولون عنه خبل لازم دايم عقل
              بوسعود : رتيل تتطنزين عليها قدامي !
              رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه دعابة وش فيكم أعوذ بالله الواحد عندكم ماينكت
              عبير : يالله أرزقنا الصلاح بس
              رتيل وضحكت على نرفزة عبير لينسحب والدهم متجها للعمل.

              ,

              لم تنام , تتأمل السقف و كأنها تعد أشياء من خيالها لا وجود لها , ضاقت من تفكيرها و ضاقت أكثر من نفور سلطان منها ولكن تصبر هذا التفكير بوقوف والدها بصفها هذا ماكانت تحتاجه , شعرت بالخجل أن تطلب الله شيئا اخرا والله سخر والدها لها , هو الاخر يحاول أن ينفيها من حياته ولكن يريد أن يعاقبني ولا أعرف بأي عقاب يريد .. تخافه الان كثيرا تخاف حتى من خطواته التي إن سمعتها توقفت أنفاسها لثواني طويلة , تخاف من صوته , تخاف من جسده , من عينه .. اه يا عينه هذه ما تشعل في داخلها خوفا لا ينتهي , ليته يحسن ظنه بي .. ليته.

              .
              .

              لننسى هذا اليوم الذي كان في بدايته رغم ما حدث في نهاره الطويل و ليله أيضا , لنقل مرحبا لفجر الثلاثاء.
              الساعة الرابعة والنصف فجرا – بقي القليل و ربما الجمعة أو السبت رمضان.
              لم يتبقى في داخله ذرة إحترام لأي أحد , القصر شبه خالي مادام بوسعود ليس هنا.
              يقترب من خلفها وهي تصفصف الأعمدة الخشبية في الحديقه الخلفية , فراغها أتى بها هنا.
              شعرت بوجود أحد وألتفتت برعب : بسم الله .. أنت وش جايبك
              عبدالعزيز لم يجيبها
              رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
              عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
              رتيل وصدرها يهبط ويعتلي بخوف : أنت
              عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
              رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه ت
              لم تكمل وهو يضع ذراعه حول خصرها و يشدها نحوه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرها ملاصق لصدر عبدالعزيز.
              رتيل وقلبها يسقط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
              عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها ..

              .
              .


              أنتهى البارت

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                الجزء ( 35 )


                قفي! فالليل بعدك من عذابي-

                يضج.. و كان يطرب من مراحي

                و أنكر حين ما تمضين حلمي

                و أهزأ بالمدجج من طماحي

                و أعجب كيف يغريني طريقي

                و موتي فيه أقرب من نجاحي

                قفي! فالكون لولا الحب قبر

                و إن لم يسمعوا صوت النواح

                قفي! فالحسن لولا الحب قبح

                و إن نظموا القصائد في الملاح

                قفي! فالمجد لولا الحب وهم

                و إن ساروا إليه على الرماح

                *غازي القصيبي.



                تضحك و الدماء على شفتيها و بعينها رماد أسود تبكيه .. بشرتها داكنة بعيدة عن بياضها المعتاد ، واقفة بالعتمة و رداء أسود فضفاض عليها ، جامعة كفيها و تنظر إليه بإنحناء مكسور ، تشعر بأن بعضها بدأ يتبخر و لن يرى من أمامها سوى العدم.
                أقترب منها ليضغط على صدرها و كأنه يريد قتلها ، هي أخته كيف يقتلها ؟ كأن عظامها تلين بقبضته , كأنها تسيل الان و يصعب جمعها.
                فاق من نومه متعرقا و أنفاسه تتسارع برهبة : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشياطين ومن أن يحضرون
                نظر للباب الذي يفتح و نور الشمس يتسلل منه , هو الاخر كالعادة قبل أن يتوجه للعمل يأتيه : عبدالعزيز ؟
                عبدالعزيز أخذ منديلا ومسح وجهه وهو ينزع بلوزته المتبللة , خرج ل بوسعود
                بوسعود : ليه نايم لحد الحين ؟
                عبدالعزيز : ما أنتبهت للمنبه
                بوسعود وينظر لعري صدره : أبعد عن المكيف لا يدخلك هوا
                عبدالعزيز رجع بخطواته للخلف
                بوسعود : لا تتأخر
                عبدالعزيز : إن شاء الله
                بوسعود تركه ذاهبا للعمل.
                هو بقي واقفا ، مدهوش من كابوسه ، غادة تبكي الدماء و هو يقتلها بيديه ، بداية صباح الإثنين كئيبة جدا ويبدو أن الضيق بدأ يرتسم بين ملامحه و سيطول فعلا مزاجه السيء هذا اليوم.

                ,

                يركض تحت شمس حارقة على أرض غير مستوية ، فكره متوقف لا شيء يفكر به , لاشيء سوى الوحدة التي يراها أمامه ، لم يجيء في باله كم من الوقت مضى و هو تحت هذه الشمس ، لم يفكر بشيء مازال يركض دون توقف ، لبسه العسكري تبلل من ياقته و وجهه تغسل بعرقه ، ملامحه في هذه اللحظات تنفر كل شخص أمامه " هيبة ".
                وقف و صدره يهبط ويرتفع ينظر لمن حوله , بعيدا جدا بخطوات عديدة بعض من يتدربون بالتسلق , نظر لهم نظرات و هذه النظرات تسللت لنظرة أخرى نظرة للماضي.

                في ساحة بيضاء تخلو من كل شيء عدا الحيطان القصيرة للرمي.
                سلطان العيد : ركز معاي
                سلطان بدر بتعب : مركز
                سلطان العيد بحدة : ركز
                سلطان بدر : مركز
                سلطان العيد يوصل : لا منت مركز
                سلطان بدر : مركز
                سلطان العيد يهز رأسه بالنفي : ماش منت معاي
                سلطان بدر : والله معاك
                سلطان العيد : مين اللي مركز معي
                سلطان بدر ببرود : أنا مركز معاك
                سلطان العيد : أنت مركز ؟
                سلطان بدر : إيه
                سلطان العيد : طيب ... مع أني أشك أنك مركز شغل مخك وخله ويانا
                سلطان بدر صمت لثواني يمتص بها غضبه ثم أردف بهدوء : مركز
                سلطان العيد أبتسم إبتسامة عريضة :برافو هذا اللي أبيه تحط لإنفعالاتك كنترول
                سلطان بدر أبتسم وهو ينظر للجهة الأخرى : مستفز
                سلطان العيد بإبتسامته : مين مستفز ؟
                سلطان بدر : أنت
                سلطان العيد : مين ؟
                سلطان بدر : قلت أنت
                سلطان العيد : ماسمعت
                سلطان بدر ومسك نفسه من أن يحتد بصوته : أنت
                سلطان العيد : هههههههههههههههههههههههههههههههههه أيوا بالضبط ماشي بالسليم
                سلطان بدر وقف : قول أنه تدريب اليوم أنتهى
                سلطان العيد : تدريب أيش ؟
                سلطان بدر : والله أعرف أسوي كنترول لإنفعالتي وصعب أحد يستفزني و عارف كيف أضبط نفسي .. قضينا من هالتدريب !
                سلطان العيد : أي تدريب
                سلطان بدر تنهد
                سلطان العيد يقاطعه بحدة : تدريب أيش ؟
                سلطان بدر يصطنع البرود : تدريب اليوم
                سلطان العيد ويتبدل وجهه لإبتسامة مرة أخرى : بكرا بتتعلق هناك *أشار له لبرج عال*
                سلطان بدر : أتحمل كل شي إلا تدريباتك النفسية
                سلطان العيد بإستفزاز واضح : تدريبات مين
                سلطان بدر سار مبتعدا وهو يقول بصوت عال : سقى الله أيام عبدالله اليوسف *والد منصور عندما كان يمسك التدريبات قبل أن يترقى في عمله ثم يتقاعد*
                صخب سلطان العيد بضحكته وهو يسمعه
                أفاق من ذكرى تدريباته و أول أيامه و كيف وصل لمنصب كان يعتبر بالنسبة له محال و كيف أنه أعتلى من هم أكبر منه سنا ولكن – من هم أكبر سنا – رشحوه و وافقوا عليه .. هذا بحد ذاته يشعره دائما بعظيم نعمة الله عليه.
                توجه نحو دورات المياه ليستحم و يعود لمكتبه و يراقب أوضاع اليوم.

                ,

                مدت ذراعها بإستقامة بعد أن تعبت من حشو الأوراق البيضاء بالكتابة ، نظرت لأفنان الاتية لها
                أفنان تضع بجانبها كوب قهوة : وهذي القهوة سويناها لأحلى ضيووو
                ضي أبتسمت : تسلمين
                أفنان : إيوا كذا ورينا إبتسامتك ! هاليومين أبد ماغير مكشرة
                ضي : لا بس كنت متضايقة
                أفنان جلست على الطاولة أمامها : ترى أنا جمبك إذا أحتجتي أي شي
                ضي : ماتقصرين والله
                أفنان : على فكرة الكتمان يقصر العمر
                ضي : الأعمار بيد الله , مافيه شي مهم أنا أحيانا أتضايق بدون سبب
                أفنان تنهدت : براحتك .. *وقفت* فيه محاضرة بعد ربع ساعة راح تبدأ ؟ بتحضرينها ؟
                ضي بتهرب : لأ مالي مزاج
                أفنان : زي ماتبين .. وأبتعدت عنها متجهة لقاعة الإجتماعات.
                ضي فتحت جوالها للمرة اللاتدري هذا الصباح , كل دقيقة و ثانية تنظر لشاشتها عله رد عليها , على الرغم من أن هاتفها على الوضع العام و بمجرد " رسالة " سيهتز ويصدر صوتا إلا أنها تفتحه بكل لحظة لتتأكد .. أترى كيف أشتاق لك ؟

                ,
                لا ضوء في غرفتها سوى من شباكها الخجول الذي يغطي ملامحه الستارة البيضاء الخفيفة ، على أذنها الهاتف و بنصف عقل تتحدث أو ربما لاعقل : إيه
                وليد : حطيتي أغراضك المهمة
                رؤى : كل شيء
                وليد : طيب حبيبتي عدي لين الثلاثين و بعدها أطلعي
                رؤى : طيب
                وليد : عشان أصرف جارتكم
                رؤى : مدري ليه جالسة عندنا
                وليد : ماعلينا منها , المهم لا تنسين عدي لين الثلاثين وبتلقيني تحت أنتظرك
                رؤى : طيب
                وليد أغلقه منها ليرسل البائعة بالدكان القريب من شقتهم على أمل أن تنزل أم رؤى و تختفي هي الأخرى أيضا
                رؤى تعد و عقلها في جهة مخالفة : 18 .. 19 .. 20 .. 21

                ناصر : 22 .. 23 .. 24 .. 25 .. 26 .. 27 .. 28 ..29 ..30 ههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ويسحب الورقة بين كفوفها
                غادة : طيب عطني 5 ثواني يا بخيل
                ناصر : فاشلة ولا نقاش في الموضوع
                غادة : كان ناقصني النبات .. وش فيه نبات بحرف الواو ؟
                ناصر : وردة
                غادة : راح بالي للفواكه والخضروات جلست أعصر مخي أدور بينهم بحرف الواو
                ناصر : لا ترقعين و المرة اللي طافت راح عقلك للفواكه و الخضروات
                غادة بضحكة : لا المرة اللي طافت كنت أدور بلاد بحرف الهاء وماعرفت
                ناصر : سهلة الهند بس مخك مقفل
                غادة بإبتسامة : ماعرف من الأوطان غير ناصر
                ناصر بضحكته الرجولية اردف بعيني تتشكل بالحب : و كل هالدنيا منفى إن خلت منك

                همست : ثلاثين
                خرجت بخطوات حادة و كأن قلبها ينزف بكل خطوة ، نزلت من الدرج وهي تسير مسرعة و اللهفة تسكنها ل وليد
                قالت بصوت تحشرج به الشوق : وليد
                وليد وهو يحرك سيارته هادئا , موجوع و ربما أكثر منها يعرف معنى الضياع تماما و يعرف كيف تنطق إسما وفي داخلها إسما اخر , تعيش بين الحاضر و الماضي
                رؤى : وليد
                وليد ألتفت عليها لثواني ثم نظر للطريق : هلا
                رؤى : وش قاعد يصير ؟
                وليد : بس نوصل أقولك
                رؤى تنهد وهي تنظر لطريق بين جنباته أرض خضراء : برا باريس ؟
                وليد : بنروح دو فيل
                رؤى توسعت محاجرها بصدمة
                وليد : يا رؤى أسمعيني صارت أشياء كثيرة بشرحها لك بس نوصل
                رؤى : أنت ليه تاخذيني كذا !! وليد رجعني ماراح أبعد أكثر
                وليد تنهد : بس أستحملي الطريق ساعتين وبعدها سوي اللي تبين
                رؤى : ليه مطلعني برا باريس ؟
                وليد : تتذكرين شيء من أمس ؟
                رؤى تأفأفت : بعد أنت تشك في عقلي !
                وليد : مو قصدي كذا بس أبي أعرف
                رؤى تكتفت وهي تستند على المقعد بجانب وليد
                وليد : رؤى
                رؤى : صاير تضايقني زيهم
                وليد نطقها من أعماق قلبه , يناجي : يالله رحمتك
                رؤى : بعرف وش صاير من وراي ؟
                وليد والطريق شبه فارغ في يوم لا يعتبر عطلة للفرنسيين : أمك
                رؤى : وش فيها ؟
                وليد : وش تحسين إتجاهها ؟
                رؤى : وش هالسؤال ! يعني أكيد أمي
                وليد بصوت متعب : رؤى ماهي أمك ! كيف أمك عمرها 39 ؟
                رؤى : أمي عمرها 47
                وليد : كذب يا رؤى أنا بنفسي شفت الأوراق , هي ماتحبك تبي تضرك . . تدرين أنك أمس كلمتيني عنها وقلتي أنها ماهي أمك
                رؤى : كذاب
                وليد : والله قلتي أنه أمك أسمها سارا
                رؤى : مين سارا ؟
                وليد بوجع على حالها , ركن سيارته جانبا و مطر خفيف يهطل , ألتفت عليها : هي فترة و أنت تحددين طولها إما قصيرة أو طويلة .. بإيدك كل شيء
                رؤى و دموعا تعانق خدها
                وليد بحنية يتقطع صوته : ماهي أمك يا رؤى .. ودي أقولك هذي أمك ولا تزعلينها بس ماهي أمك والله ماهي أمك
                رؤى ببكاء تضع كفوفها على شفتيها و كأنها تمنع أن تنطق الغصات متتابعة
                وليد : ماتبين ترجعين لرؤى قبل الحادث ؟
                رؤى هزت رأسها بالإيجاب
                وليد : خلاص أنسي كل اللي صار من قبل ، تصالحي مع نفسك و أبدي من جديد .... رؤى حبيبتي أنتي قاعدة تسترجعين ذاكرتك لكن بدون وعي منك ..
                رؤى بهمس : يعني ؟
                وليد وبنفس الهمس : خايف عليك من الإنفصام
                رؤى و أخذت شهيقا وكتمت زفيرا مصعوقة من ما تسمع
                وليد : عشان مايتطور عندك الوضع راح نبتعد عن باريس وكل اللي فيها , بنجلس هنا فترة و بترتاحين أنا متأكد


                ,
                *الرابعة عصرا
                في الصالة الداخلية ، تتربع بصخب : عرسها قرب ومايصير تطلع للناس لازم تختفي وتفاجئهم بعرسها
                رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه أنا من يوم الملكة بسوي مسيرة
                هيفاء : يختي عليهم عادات وتقاليد تجيب الكابة
                رتيل : أنا مواطنة عندي حموضة من هالأشياء
                هيفاء : والله أجلس قبل العرس زي الجرباء ماأطلع ولا أشوف أحد
                رتيل : وش يحدني عاد الله أكبر يالعرس الأسطوري اللي بيصير
                هيفاء : ثلث ساعة تدخل العروس ويجيها الكلب الثاني يقول طلعوا لي حرمتي
                رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنك جبتيها وتقعد تندبل كبدها بتسريحة ومكياج وطرحة وزفت
                هيفاء : أنا خلاص عقب ماشفت تجهيز ريم قررت ماأسوي عرس وشو له أكلف على نفسي واخر شي بجلس على الكوشة ماأتكلم وأسوي نفسي أستحي
                رتيل : لا غصبا عنك تستحين ولا بتطلعين قليلة أدب قدامهم
                هيفاء : أذكر عرس أخت صديقتي رقصت
                رتيل بضحكة أردفت : أنا برقص في عرسي والله الناس رقصتي مارقصتي ماتسلمين من لسانهم
                هيفاء : تخيلي ترقصين ولا فستانك وش طوله و حالتك حالة ماينفع أبد
                رتيل : وتحسبيني بلبس فستان أبيض زي اللي نشوفهم لا انا أحب فساتين عروس الأجانب يختي تحسينها عروس صدق و أنتي تمشين بدون ماتتعثرين مو فساتينا شوي 4 أمتار ورانا
                هيفاء بصوت حزين : لا تفكرين بالزواج كثير يجيك هم
                رتيل : ما أفكر فيه الا لما أشوف وجهك
                هيفاء : وش قصدك يا كلبة
                رتيل : وش أسوي تفتحيني أنا البريئة على الزواج ومدري وشو
                هيفاء : يممه منك أنتي من تحت لتحت تعرفين اللي أشنع مني
                رتيل : متعتي أقعد أقرا سوالف المتزوجات هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ,

                  مقرن : بريئيين مررة والله كسروا خاطري وأنا أكلمهم عاد قلت ينحبسون يوم عشان مانتساهل معهم وبكرا نخليهم يجون هنا
                  سلطان : و الشركة كلمتها ؟
                  مقرن : إيه و أرسلوا خطاب إعتذار لكن أنا بشوف كيف نطلع من العقد
                  عبدالرحمن : خلهم يجون بكرا
                  سلطان : إيه خلهم يجون هنا
                  مقرن : بس ا
                  سلطان قاطعه : عادي نسولف معهم شوي
                  مقرن : طيب زي ماتبون .. وخرج
                  عبدالرحمن ينظر من الزجاج العريض المطل على ساحة التدريب و هناك عبدالعزيز
                  سلطان ألتفت لما ينظر عبدالرحمن
                  عبدالرحمن : بس ينتهي موضوع روسيا وبينرسل هناك
                  سلطان ألتفت على عبدالرحمن
                  عبدالرحمن : لا تكلمني في هالموضوع واللي يرحم والديك ماينفع تروح هناك
                  سلطان : أنا أعرف مصلحتي و أعرف وش ينفع وش ماينفع ! و راح أروح
                  عبدالرحمن : لو عبدالعزيز ماهو فيها بتروح ؟
                  سلطان : إيه لأن أنا أبي هالتدريب
                  عبدالرحمن تنهد : باقي عليها كثير لا جت يصير خير
                  سلطان : حط في بالك أنه ماراح يردني عنها شي .. وقف .. بروح أتدرب مع عبدالعزيز دام الدوام أنتهى
                  و خرج متجها لساحة التدريب الخاصة.
                  عبدالعزيز تغطي كفوفه القفازات السوداء و حول خصر ملتف حزام أسود عريض من الأمام تتدلى منه قطعة حديدية تربط الحبل المتين فيه ليتسلق البرج العالي
                  سلطان يرتدي هذا الحزام ويثبت به الحبال ليتسلق هو الاخر خلف عبدالعزيز ، كأن الحقد بين أجسادهم يتحدث الان.
                  عبدالعزيز وقف في منتصف البرج وهو يثبت كفه اليسرى و يحاول أن يثبت قفاز الكف اليمنى ، وقوفه هذا جعل سلطان يصل نحوه و يقترب منه.
                  عبدالعزيز فلتت كفه اليسرى من أعمدة البرج ليسقط من منتصف يعتبر إرتفاع عال جدا ، تعلق في الهواء ليس قادر على ملامسة الأرض ولا قادر على إمساك شيء يصعده للأعلى.
                  سلطان واصل تسلقه دون أن ينظر إليه نصف نظرة ، يجب أن يعتاد كيف يساعد نفسه
                  عبدالعزيز مسك الحبل المعلق فيه و تسلق عليه بصعوبة و هو يسقط كثيرا ويتعثر ، وصل للحبلين اللذين يربطان برجان في بعضهم البعض ، مسكه لتسقط قفازتيه على الأرض و الحبال ملمسها خشن ذات نتوءات حارقة ، لم يبالي و سحب نفسه زحفا ليصل للبرج الاخر في وقت كان فيه سلطان على برج ثان.
                  عبدالعزيز عندما وصل البرج الاخر وقف عليه ينظر لباطن كفوفه الممتلئة بالدماء ، تجاهلها وهو يثبت حبلا اخر في خصره ليصل للبرج الذي يعتليه سلطان ، قفز بقوة حتى تمسك بأعمدة البرج من المنتصف.
                  سلطان و قفز مرة أخرى ولكن قوته لم تكن كفاية ليتعلق تماما كما تعلق عبدالعزيز قبل قليل ، تسلق على حبله ليصل لمنتصف البرج السابق ، صعده و كان عبدالعزيز للتو وقف على قمته ، بوقت واحد قفزوا ليتمسكوا بأعمدة البرج الرابع ،
                  تسلقوه ولا أحد يسبق الاخر ، وصلوا لقمته و كان اخر برج ينتظرهم
                  بأنفاس متعالية : لا تقفز أمش على الحبل
                  عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
                  سلطان يسبقه و هو يسير على الحبال الرقيقة بالنسبة لأقدامه ، يحاول أن يتزن في سيره حتى يصل للبرج الخامس.
                  عبدالعزيز ربط الحبل المتعلق به في عمود البرج الرابع حتى يتمدد وهو يسير على الحبال ، سار وهو الغير معتاد و لا يعرف كيفية الإتزان .. سار لربع الطريق حتى سقط قريبا من الأرض
                  سلطان ألتفت عليه من على قمة البرج الخامس بإبتسامة فيها من السخرية الكثير
                  عبدالعزيز تسلق البرج الرابع مجددا ، ووقف على قمته ليقف على الحبال مجددا و هو يخطو الخطوة و إثنتين و ثلاث ، وصل للمنتصف ف سقط مرة أخرى و مازال سلطان واقفا ينتظره.
                  تسلق و كفوفه تسيل دماء حتى صعد لقمة البرج للمرة الثالثة ، وصل لربع المسافة و أهتزت قدمه اليمنى و تعثرت باليسرى ليسقط بين الحبلين ليتجرح وجهه ب وكز الحبل
                  سلطان بصوت عال : ركز و أعتبره جسر
                  عبدالعزيز يتسلق البرج مجددا ويقف على قمته ، أخذ نفسا عميقا و سار على الحبلين بأول خطواته ثم على حبل واحد ، سار 3 أرباع المسافة ولم يتبقى سوى القليل ، أقترب جيدا و لكن سلطان وضع قدمه على طرف الحبل و هزه ليسقط عبدالعزيز مرة أخرى
                  سلطان : خلك رجال و عندك قوة تحمل
                  عبدالعزيز ويبدو على تسلقه الغضب ، وصل لقمة البرج الرابع و سار بخطوات خفيفة على حبل واحد و أكمل خفة حتى وصل لسلطان ، نزع الحبل حتى يعود ملتصقا في البرج الرابع و ربط حبله بالبرج الخامس
                  سلطان يربط حبله الاخر في إحدى أعمدة البرج أيضا و يقفز خلف عبدالعزيز الذي سبقه ليصلان إلى المكعب الصغير المصنوع من الخشب القوي و طوله قصير جدا ، وقفوا عليه و نزعوا أحزمتهم ليقفزون على الأرض.
                  سلطان بأمر : كل يوم تتدرب ماهو يوم و ترك
                  عبدالعزيز المستاء : طيب
                  دخلوا لدورات المياه الخاصة بالتدريب ليستحما.

                  ,

                  أم ريان : والحين كيفك ؟
                  من المستشفى يحدثها : بخير الحمدلله لا تشغلين بالك
                  أم ريان بضيق : يعني محد كلف نفسه يطمنا ! حتى الجوهرة مستغربة منها ماأتصلت ولا قالت وبعد ماترد على جوالها
                  عبدالمحسن : يابنت الناس قضينا سكري على الموضوع
                  أم ريان : متى بتجي ؟ ولا أنا أروح لك
                  عبدالمحسن : وش تروحين لي ؟ أنا طالع اليوم خلاص
                  أم ريان : عاد قل لريان معزم يمشي الرياض اليوم
                  عبدالمحسن : أمسكيه ولا يجي
                  أم ريان : ولدك وش كبره كيف أمسكه وأمنعه
                  عبدالمحسن : عطيني إياه
                  أم ريان كانت ستقول غير موجود ولكن لمحته لتناديه : ريان تعال أنا مدري وش هالمصايب اللي تتحذف علينا
                  ريان يحادث والده : هلا
                  عبدالمحسن : أنا بكرا جاي ماله داعي تجي
                  ريان : لا و
                  عبدالمحسن يقاطعه بحدة : أنا أأمرك ماأخذ رايك
                  ريان تنهد : طيب يايبه تامرني أمر .. وأعطاه لوالدته
                  أم ريان : والجوهرة وينها ؟
                  عبدالمحسن : مشغولة في حياتها يمكن جوالها طافي ولا خربان و أنا أمس مكلمها أصلا
                  أم ريان : أسألك بالله فيه شي صاير ؟
                  عبدالمحسن بعصبية : يعني وش بيكون ؟
                  أم ريان : خلاص خلاص أهدأ لا ترفع ضغطك
                  عبدالمحسن معقود الحاجبين : مع السلامة .. وأغلقه.
                  دخل عليه عبدالرحمن بإبتسامة : تروح بيتي وترتاح وبكرا من المطار لبيتكم إن شاء الله
                  عبدالمحسن : لا أول بشوف الجوهرة
                  عبدالرحمن : الجوهرة لاحق عليها أنا اكلمها أخليها تجيك بس لا تتعب نفسك
                  عبدالمحسن : مافيني الا العافية بس أبي أشوفها
                  عبدالرحمن : أنا اكلم الجوهرة الحين وأخليها تسبقنا للبيت ! بس وشو له تعني نفسك
                  عبدالمحسن بضجر صمت
                  عبدالرحمن يخرج هاتفه و هم يسيران بإتجاه بوابة المستشفى : ماترد الجوهرة , أكلم لك سلطان
                  عبدالمحسن بمقاطعة : لا خلاص أنا اكلمها بليل
                  عبدالرحمن : براحتك .. وأدخل هاتفه

                  ,

                  : طيب شوف لي حبيبي الله يخليك
                  دخل على هذه الجملة التي تخرج من شفتيها الزهرية ، ألتفتت عليه وهي تغلق الهاتف
                  يوسف : مين كنتي تكلمين ؟
                  مهرة : ماهو شغلك
                  يوسف : ردي على قد السؤال ! مين ؟
                  مهرة تجاهلته و هي تجلس
                  يوسف أغمض عينه يحاول أن يمتص غضبه قبل أن يفلت منه , تقدم إليها يمسكها من زندها ويوقفها مقابلا لها وبحدة : لما أكلمك ماتلقين ظهرك وتروحين
                  مهرة ببرود : مالك دخل فيني لك حياتك ولي حياتي
                  يوسف ويغرز أصابعه في ذراع مهرة : أخلصي علي مين هذا ؟
                  مهرة بإستفزاز واضح له : أدور عن رجال
                  يوسف و يصفعها ليسقط الهاتف من كفها , شدها من شعرها لينطق في أذنها : أنا أعلمك كيف تدورين زين
                  حاولت مقاومته بأن تفلت من يداه ولكن تعثرت بالكنبة لتسقط بجانبها ، يوسف و في وجه مختلف ، صفعها مرة أخرى و لم يتردد بأن يضربها ، بعنف مسك جسدها الرقيق ليسقطه على السرير
                  وبلفظ كأن الجحيم تبصر بين شفتيه الغاضبة : أنا أوريك أنه الله حق
                  مهرة و والضعف يتلبسها من أطرافها حتى رأسها ، تحاول أن ترد هذا الجحيم الذي سيقبل عليه ، ثبت كتفيها بكفوفه و جمد مقاومتها له !
                  كم من الحزن يجب أن أتحمل ؟ لا ألام أبدا ب أن أكره هذا الرجل , لا يهمه أحدا سوى نفسه الأنانية ، لا يرى سوى نفسه ، تضحكه أحزان الاخرين ، يتسلى بي كما يحلو له و يتسلى بحزني حتى.
                  قلت أن البعد سيأتي ، كيف يأتي وأنت تلهتم جسدي الان ؟ أأبكي على موت الوطن الذي كنت أنتمي إليه أم أبكي على قلبي الذي كان يشارك جسدي وحدته.
                  أغمضت صدفة عيناها ، و الألم يرعشها.
                  لو أنك أحترمتي مابيننا حتى وإن كان لا يذكر ، لو أنك وقفتي على حدودك دون أن تستفزي غضبي المتجمد أمامك ، صبرت كثيرا ولكن مل الصبر منك ، لا تريدين فهم شيء إلاك ، لو بذلتي حسنة في حقي لما ترددت في الإستجابة لطلباتك.
                  أبتعد عنها و أخذ - الشرشف – ليغطي جسدها الشاحب.

                  ،

                  مرتبكة نظراته ، للمجهول الذي ينتظره ، للضياع يبكي .. ينظر , الضياع كيف يرسمه ؟ هذا الضياع القبيح ينظر إليه برجفة يخل بها توازنه.
                  رفع عينه للأعلى و قلبه خاو جاف ينتظر شيئا من الخرافة أن تحدث.
                  أحبها كما لم أحب من قبل و لن أحب ، الجوهرة تتمركز في قلبي و تقف بين أهدابي ، كيف يغمض قلبي عيناه لأخسرها ؟
                  لن يحبها أحدا مثلي ، * تحشرج صوته و بكى حزنا علىيها و منها.
                  بعيون راجية يلفظ في قلبه ماهو مستحيل ، لو أننا نخرج من هذه العتمة و نقف على ظلال الهوى و نجاهر عن حبنا ؟ لم الحب يكون عصي علينا ؟ لم الحب لا يجيء إلا بالعذاب.
                  أنا أحبك و أنتهت حياتي السابقة لأبدأ حياة سماوية لا ألتفت بها إلاك.
                  و أنت تحبينني لم نترك لهم مجال أن يقف أحدا بيننا ؟ لم نتركهم يا حبيبتي ؟
                  سلطان لن يفهم معنى البياض في عينك ؟ لن يفهم.
                  ضغط على الجرس ، لتأتي الخادمة متخصرة : نأأأم *نعم
                  تركي : ماما موجود ؟
                  عائشة : إيه فوق شنو يبي أنتا ؟
                  تركي : أنا عمها
                  عائشة : أخو بابا حق هيا
                  تركي : إيه
                  عايشة وتفتح له المجال أن يدخل : يبي شاي قهوة ؟
                  تركي ويريد أن يصرفها : إيه قهوة
                  عايشة أتجهت للمطبخ و تركته
                  تركي ينظر للخادمة الفلبينية التي تخرج من المصعد متوجهة لغرفة الجلوس ، أستغل الهدوء وصعد بخطوات تائهة لغرفتها ، بابها مفتوح قليلا .. دخل وعيناه تبحث عنها.
                  خرجت من الحمام و المياه تبلل وجهها ، رمشت و كأن قلبها وقف في عنقها ، وضعت كلتا يديها على صدرها والخوف يزرع في وجنتيها.
                  تركي وعيناه تهطل دمعا : قلتي لهم ؟
                  الجوهرة أبتعدت بخطواتها للخلف لتلتصق بالجدار , وضعت كفها الأيمن على شفتيها تخاف " الشهقة " أن تسلب روحها.
                  تركي بصوت مخنوق : ليه سويتي كذا ؟ لا تقولين أنك ماتحبيني ! أنا أعرفك والله أعرفك أكثر من نفسك
                  الجوهرة والبكاء يلتهم صوتها ، بإنكسار جلست على ركبتيها وهي تغطي سيقانها بذراعها
                  تركي : سلطان !! حاطة أملك فيه ! تحسبينه بيسوي لك شي ؟ .. مايحبك والله مايحبك كيف يقدر يحبك أصلا ؟
                  الجوهرة أبعدت كفوفها عن شفتيها ليخرج أنينها , وضعت يدها على إذنها لا تريد أن تسمع شيئا منه
                  تركي يقترب بخطواته منها : أحبببك ليه ماتفهمين ، أنا حياتك كلها .... *لم يكمل و هو يبكي أمامها.
                  الجوهرة تتصاعد شهقاتها ، قلبها يتاكل بفعل الحزن.
                  تركي بصوت هزيل : تعالي معاي أقدر أسوي لك جواز مزور ونروح بعيد عن هنا ، أنا بمشي عن طريق الكويت ومن هناك بسافر لبعيد . . . . بعيد عن هنا .. بس أبيك معاي
                  الجوهرة صرخت من جوفها المبحوح : رووووووووووووووووووح
                  تركي سقط هو الاخر على ركبتيه بجانبها و يجهش ببكائه : لا تقولينها ، طالعيني قولي أنك تحبيني .. قولي
                  بغضب صرخ : قوووولي أنك تحبييييني قوووولي
                  الجوهرة : أكرررررهههك
                  تركي ببكاءه يعود طفلا : أحببببك .. قولي أحبببك ماأسمعك ... قوليها
                  الجوهرة لفظت جحيمها : اه ...
                  تركي يضع كفوفه على إذنه , إلا الوجع لا يريد أن يسمعه منها
                  الجوهرة : قولهم الصدق قولهم ... روح لأبوي وقوله
                  تركي بضعف : أحببببببك
                  الجوهرة وأنفاسها تتعالى : ماتحبني ! تدور أي شي عشان تضايقني .. أنت ماتحبني
                  تركي : أبييك .. خلينا نروح والله بعدها مايصير الا اللي تبينه
                  الجوهرة ويتحشرج صوتها بالبكاء : مجنوون أنا بنت أخوك
                  تركي : سلطان ماراح يصدقك ! ضربك صح ؟ أكيد ضربك .. أكيد بعدها بيطلقك ويرميك .. أهانك ؟ أكيد أنه بيهينك ! .. ماتقدرين تثقين فيه مين هو عشان تثقين فيه !! مقدر يلمسك و لا راح يقدر .. أنت لي بس
                  الجوهرة تجهش بالبكاء وهي تلتوي حول نفسها : أطلللع .. أطللللللللللللللللع
                  تركي : ماهو زوجك ! أنا زوجك و حبيبك و حياتك .. سلطان ولا شيء
                  الجوهرة تضع يديها على أذنيها : خللاص حرام عليك
                  تركي : أحبببك .. أنا بس اللي أحبك .. هم لأ
                  الجوهرة صرخت : يببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب بببه
                  تركي : محد محد جمبك .. أنا بس ... أقترب منها ليضع كفوفه على شعرها
                  الجوهرة أبتعدت و أنفها ينزف دماء
                  تركي ينظر للدم و يضع باطن كفه على خدها : أنا أحبك
                  الجوهرة ولا مجال أن تبتعد أكثر فهي بالزاوية و تركي يحيطها بذراعه.
                  تركي : والله أني أحبببك .. خلينا نروح

                  عند الإشارة الأخيرة القريبة من بيته واقف , فتح هاتفه لينظر لرسالة بوسعود في الواتس اب " عبدالمحسن عندي في البيت شف الجوهرة وخلها تجي له "
                  تضايق و جدا ، لن يسمح لها بان تخطو خطوة واحدة خارج المنزل ولن يسمح لنفسه بأن يكلمها.

                  تركي يمسك كفها الممتلئة بدماء أنفها : خلينا نروح ونتركهم
                  الجوهرة تنظر إليه وعيناها تبكي.
                  تركي يبادلها البكاء : مين راح يبقى لك ؟ أنا ولا سلطان ؟ ولا ريان ؟
                  الجوهرة سحبت يدها منه ورفست بطنه لتركض تريد الخروج من مكان يجمعها معه
                  تركي وقبل أن تفلت خارجة من الباب شدها من يدها ليثبت كتفها على ظهر الباب ويقترب منها اكثر
                  الجوهرة تحرك وجهها يمنة ويسرى لتمتلأ قبلاته على عنقها ،
                  تركي يهمس في إذنها : لا تمنعيني منك محد بيصدقك غيري أنا
                  الجوهرة صرخت بقوة تريد لو أن الخادمات يسمعونها ويأتون ليشهدوا
                  تركي وضع باطن كفه اليمنى على شفتيها : أبيك تعرفين شي واحد أني أحبك .. وتركها خارجا للاعلى و سمع صوت سلطان من الصالة الخلفية , ركض للباب الخلفي خارجا للشارع الاخر ، وركض دون توقف ليبتعد عن البيت.
                  الجوهرة جلست بجانب الباب وهي تبكي بشدة تلين الحديد.

                  يتبع

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                    دخل وهو يرمي مفاتيحه على الطاولة القريبة ، صعد للأعلى و لعنها مرات عديدة دون أن يعي حتى ضميره الذي أستيقظ " لا يدخل الجنة لعانا "
                    تنهد من أنها مازالت موجودة بالجناح ، فتح الباب بهدوء وهي كانت قريبة منه , نظر إليها ومن منظرها سأل : وش صاير ؟
                    وقفت بخوف وتتجه بخطواتها للخلف
                    سلطان ينظر لرقبتها المحمرة في بعض الأجزاء : مين كان هنا ؟
                    الجوهرة ببكاء تحبس صوتها
                    سلطان بصرخة : كان موجود!!!
                    الجوهرة و رجفة تصيبها من الداخل والخارج
                    سلطان ويشدها من ذراعها : مين كان هنا ؟ مييين ياللي تعرفين الله
                    الجوهرة و لا صوت لها سوى الأنين
                    يكاد يجن يكاد يفقد عقله من مايحدث ، صفعها بقوة حتى لو صفعها لرجل لسقط كيف لو كانت برقة الجوهرة
                    كادت تسقط على الأرض لولا أنه سحبها من شعرها : ميييين تكلمي !!! لا تخليني أذبحك الحين
                    الجوهرة بصوت متقطع : ت .. ترك .. . لم تكمل من صفعة أخرى نزفت بها شفتيها
                    أبعد يديه عنها لتسقط على الرخام البارد ، ينظر لها يحاول أن يستوعب أن هذه الجوهرة ؟ كيف تتجرأ بأن تختلي معه ؟ وعينه الساقطة على رقبتها مرة أخرى أوقدت في داخله براكين لن تهدأ.
                    أمسكها بكلتا يديه ليضربها بقسوته وهو يلفظ : أشتقتي له ! مقدرتي تصبرين عنه !!!!! الله حسيبك الله حسيبك يالجوهرة عساه ما يسلمك يا *****
                    و هذه الكلمة أنصفت قلبها قطعا ، كيف يلفظها ببرود كيف يقذفني بسهولة دون حتى أن يتحشرج صوته من هول مايقول.
                    ما كانت تنطق شيئا ، ماكانت تجرأ أن تقول شيئا ، كل مافي الأمر الان أنها تبكي و تجيب على أسئلته بالأنين.
                    سلطان الغير متحكم بغضبه ، مسكها من شعرها وهو يقربها منه : وين راح ؟
                    الجوهرة هزت رأسها بالجهل
                    سلطان وغضبه و قهره جعله يضرب رأسها بالجدار وهو يتجه لجواله الاخر الموجود هنا ويرسل بهاتفه " تركي بالرياض شف لي أي زفت هو فيه " ... رجع للجوهرة التي سيغمى عليها من ضربته على رأسها : خسارة خسارة تكونون عايشين !! انتم الذبح يكرم عنكم .. أنتم نار تحرقكم و شوية بعد
                    الجوهرة و عينها تبحث عن رحمته
                    سلطان و فيه من الغضب الذي يجعله غير قادر على الصمود دون أن يضربها : تحبينه ؟ تحبين عمك يا حقيرة !! و مبسوطة فيه وتنافقين علي ببكيك و خايفة طبعا أنه جاء هنا !! بس والله لا أحرق قلبك أنتي وياه و أعلمكم كيف الغدر يكون !
                    مسك ذقنها بكفه ويكاد ينطحن فكها من شدة قبضته : أنا لو أذبحك ماراح تطفي النار اللي بصدري
                    الجوهرة وبإجهاد تنطق : والله ا
                    سلطان صرخ عليه صرخة أوقفت قلبها لثواني : لا تحلفين !! إسم الله لا تجبينه بقذارتك ,
                    أبتعد عنها بتقرف على ملامحه : تحسبنيي مبسوط أنك هنا !! أنتظر اليوم اللي تفارقين فيه .. وقريب بس قبلها نصفي حساباتنا و تذلفين لجهنم إن شاء الله .. خرج تاركها تلملم جراحها.
                    بيوم واحد يتسلط عليها سلطان و تركي ، أي عذاب هي بقادرة على تفكيك شفراته حتى تخرج منه.
                    و الحزن يتغلغل بين أطرافها و يهوى الإستقرار بها ، تبكي دماء و ماء مالح يحرقها أكثر
                    فهم أنني راضية ، بعد كل هذا يظن أنني راضية .. كيف لعقله أن يتوقع أنني هكذا ؟
                    لست محتاجة بأن تصدقني بعد الان ، أنا محتاجة فقط أن أعيش بعيدة عنك.

                    ,

                    في إحدى أسواق الرياض.

                    رتيل : بنت الكلب وش زينها
                    هيفاء : أنا قلت لك من قبل ؟ أنك تنفعين عربجي يغازل !
                    رتيل وقفت متخصرة في المحل : كل هالأنوثة و عربجي !
                    هيفاء : اقول شوفي الفستان هذا بس ولا يكثر
                    رتيل : ماأحب هالألوان أحب لون الفتنة
                    هيفاء : وش لون الفتنة ؟
                    رتيل : الأسود ياهو مغري يختي يحرك الأحاسيس
                    هيفاء : أنتي مشكوك في أخلاقك .. وهي تسير متجهة لجهة أخرى من المحل
                    رتيل : ههههههههههههههههههههه لو عمليات التجميل حلال كان سويت لي غمازات يختي محلاها وأنتي تضحكين تطلع لك
                    هيفاء : يارب صبرك على الشطحات .. الحين مين اللي يبي الفستان أنا ولا أنتي ؟ أنا أدور وأنتي تفكرين بالغمازات ومدري وشو
                    رتيل : أنا من شفت الحمارة ذيك أم غمازات تذبح و أنا مشتهية غمازة
                    هيفاء : يقولون أضغطي على خدك كل ماتصحين وبتطلع لك غمازة
                    رتيل : صدق ؟
                    هيفاء بضحكة : إيه والله كثرة الضغط تميت الخلايا أنتي جربي يمكن تطلع لك وتفكينا
                    رتيل : طيب مافيه شي ينعم الشعر بسرعة
                    هيفاء : إيه عاد هذي مشكلة
                    رتيل : ليه ؟
                    هيفاء : لأن فيه كثير بس لشعرك لأ
                    رتيل : حرام عليك والله أنه مع الخلطات يمشي بس نافش
                    هيفاء : شعرك جنون تحسين أحد مكهربة
                    رتيل : والله متعقدة حتى صايرة أربط كشتي أول ماأصحى ماأحب أحد يشوفني و لا عبير تجلس تتطنز
                    هيفاء : دوري لك من النت ياكثرهم عاد
                    رتيل : جربت كذا خلطة بس كلاب .. منهم لله حقين المنتديات طلعوا شينات جياكر يحطون حرتهم فينا يبون يخلونا شيون زيهم
                    هيفاء : بس تدرين شعرك حلو يعني ماهو حلو مررة بس يعني مقبول
                    رتيل : مين علمك تجاملين ؟ حلو و ماهو حلو ؟
                    هيفاء بضحكة أردفت : يعني قصدي الكيرلي حلو مانختلف ولونه بندقي وعلى بشرتك بعد التان صاير جميل بس مررة أوفر الكيرلي
                    رتيل : ههههههههههههههههههههههههه والله يا أنا صايرة غيورة بشكل ماهو طبيعي كل ماشفت وحدة شعرها ناعم أنقهر
                    هيفاء : أصلا اللي شعورهم ناعمة ودهم بالكيرلي
                    رتيل : ويسوونه
                    هيفاء بترقيع : إيه يسوونه
                    رتيل : طيب واللي شعورهم من الله كيرلي وودهم ناعم ؟ يقدرون يسوونه بعد
                    هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه للأسف لأ


                    ,

                    يلصق لصق الجروح على جرح وجهه من بعد تدريب اليوم , ويده يلفها الشاش.
                    بوسعود : بتتعود على هالإصابات
                    عبدالعزيز تنهد وجلس
                    بوسعود بإبتسامة خبث : ماودك تسأل عن شي
                    عبدالعزيز : دامك خططت وقضيت وش له أسأل !!
                    بوسعود : ولا راح تقدر تسأل
                    عبدالعزيز عض شفتيه و الغضب يتجمع في وجهه
                    بوسعود : أنت مين ودك ؟
                    عبدالعزيز بصمت
                    بوسعود و يريد أن يستفزه أكثر وبسخرية : لايكون ماتعرف أسمائهم ؟
                    عبدالعزيز بحدة دون أن يدركها : عبير ولا رتيل ؟
                    بوسعود : طيب وش رايك لو زوجتك وحدة من برا ؟
                    عبدالعزيز ولن يستغرب هذا الفعل أبدا : يعني ماراح أعرف
                    بوسعود : تماما
                    عبدالعزيز بقهر يتكلم : أصلا وش اللي أعرفه أنا ؟
                    بوسعود : لأنك أنت ماتبي تعرف
                    عبدالعزيز بغضب : إلا أبي أعرف ! ولا تبيني أذل روحي عندك وأقولك تكفى قولي
                    بوسعود : لا ترفع صوتك علي
                    عبدالعزيز تنهد وهو يسند ظهره على الكنبة
                    بوسعود : كل أفعالك تعاندنا فيها طبيعي ماراح نقابل سيئاتك بالإحسان
                    عبدالعزيز : وأنتوا ماتعمدتوا تستفزوني !
                    بوسعود : لأ
                    عبدالعزيز : لا تكذب , كم مرة أنت وسلطان تستفزوني بتصرفاتكم ! كل شيء ماتعرفونه ماشاء الله !! أضحك على غيري ماهو علي
                    بوسعود بإبتسامة : مقتنع بنفسك وأنت تكلمني كذا !!
                    عبدالعزيز شتت أنظاره ولا يعلق
                    بوسعود : قولي مقتنع !! تكلم واحد كبر أبوك بهالطريقة ؟
                    عبدالعزيز وفعلا تصرفه محرج بحق من هو يكبره ولكن قهره يستولي على قلبه
                    دخل مقرن و طلال – رجل أمن لا أكثر - ومعه الشيخ : تفضل حياك
                    الشيخ : زاد فضلك ..
                    وقف عبدالعزيز و معه بوسعود ليصافحوه ،
                    عبدالعزيز و شعور غريب يجتاحه ، إختناق أو شيء يشبهه .. أنظاره على الطاولة التي بالقرب من الشيخ ، شعر بضيق على حاله هذا ، و صورته ترى ما كان ماضي

                    يسلم عليه وبضحكة : مبروووك يا عريس
                    ناصر بإبتسامة : الله يبارك فيك
                    سلطان العيد : ألف مبرووك يا ولدي و الله يتمم على خير
                    ناصر : امين تسلم عمي
                    سلطان خرج مع الشيخ مودعا
                    عبدالعزيز : بروح أشوف حبيبة ألبي
                    ناصر بلهفة : أبد مانمانع من نظرة شرعية ثانية
                    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه أثقل حتى لو هي أختي خلها هي اللي تتعنى وتجيك
                    ناصر : أحب روح الأخوة هذي
                    عبدالعزيز بضحكة اتجه للغرفة المجاورة عند غادة ليجدها تبكي
                    عبدالعزيز : الناس تبارك وهذي تبكي ، يالله خلصي دموع الفرح بسرعة
                    غادة تمسح ملامحها المحمرة بالمنديل : أنقلع
                    عبدالعزيز يمسكها برقة ليعانقها بضحكة : ههههههههههههههههه وفديتهم انا وفديت حرم ناصر
                    غادة تبتسم بين دموعها : يالله أحس بشعور غريب
                    عبدالعزيز يبعدها : وشو ؟
                    غادة بوصف يخونها : كأنه أحد يبشرني بالجنة
                    عبدالعزيز أبتسم : الله يتمم هالفرحة على خير

                    عاد مع سؤال الشيخ : وهل تقبلها يا ولدي زوجة لك ؟
                    عبدالعزيز وعينه على الورقة و كأنه يبحث عن الإسم ولكن مقرن مستند على الطاولة قد تكون بعفوية ولكن عبدالعزيز متأكد بأن يده وضعت على إسمها ليس عبثا : نعم
                    تم العقد بهدوء وقعوا الشهود و ولي أمرها و عبدالعزيز.
                    هي دقائق طويلة أو ربما أكثر من دقائق ليخرج الشيخ ومعه طلال و مقرن.
                    أستوعب ، ما حدث فعلا وهو ينظر بإندهاش مما حدث , أخذ نفسا عميقا ليصدق و بفهاوة شديدة توسعت محاجره : يعني كيف ؟
                    قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس
                    عبدالعزيز : ما راح أعرف مين ؟
                    بوسعود بضحكة : معليش حبيبي بس عندي طيارة ومقدر أتأخر عليها بس أوصيك ببنتي إحسانا .. أردف كلمته بسخرية لأنه يعرف تماما أنه لا يعرف أي إبنة وكأنه يتعمد إستفزازه.
                    خرج تاركا عبدالعزيز في حيرة من أمره ،

                    يتبع

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                      ،


                      تغتسل و المياه الباردة تبلل جسدها ، ودموعها تختلط على خدها ، تريد ان تتطهر من بقاياه .. من باقاياه في حياتها أيضا ،
                      لن تنسى أبدا يوما كهذا و لن تنسى أبدا كيف أحرق قلبها ألما ، و كأني لست من البشر حتى يرخصني هكذا.
                      لفت المنشفة حولها و أرتدت ملابسها بالحمام و خرجت.
                      تنهدت بعمق وهي ترى الغرفة باردة من التكييف و خالية لا أحد سوى ظلها , خالية من يوسف وهذا هو المهم الان.

                      هو الاخر في الأسفل : بعد رمضان لو أنقلع للمريخ إن شاء الله راضي ولا هالسفارة المضروبة
                      منصور : متلهف على السفر مررة يخي بتخلص إجازتك وأبوي بيخليك تداوم غصبا عنك
                      يوسف يفرك عيناه : والله مليت ماعاد أطيق نفسي
                      منصور بنظرة لها معنى في نفس يوسف : مليت من مين ؟
                      يوسف : مليت من نفسي
                      منصور وواضح عليه عدم الإقتناع : اها
                      يوسف : وش اها ؟ صدق أبي أسافر و أرتاح 3 شهور بعد عن الكابة بالرياض
                      منصور بجدية : يوسف اصدقني القول
                      يوسف بعصبية : ترجع تفتح الموضوع من جديد ! يخي الله يرحمك لاتقعد تفتح لي اياه على الطالعة والنازلة
                      منصور : لأني حاس فيك
                      يوسف : لا منت حاس فيني لو حاس بتشوف عرس في قلبي
                      منصور : يوسف لا تتمصخر أتكلم جد أنا
                      يوسف : أستغفر الله العلي العظيم ..
                      منصور : يوسف
                      يوسف : لحول خلاص أنا مرتاح كذا لا تشغل نفسك فيني
                      دخل والدهم : قايمة حرب الخليج بينكم
                      يوسف بإستهبال :أستغفر الله يايبه يعني أنا الحين معصب مقدر أتقبل السماجة وأضحك عليها
                      والده يرميه بالمخدة ويجلس :ماتستحي يالكلب
                      يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
                      منصور : يخي أستغرب كيف تمثل على الكل بضحكتك
                      يوسف بسخرية لاذعة : تعبت أمثل الضحكه وأعيش الوقت بالنسيان
                      والده يوجه حديثه لمنصور : وش لك فيه ؟ خله
                      يوسف : أسمع من أبوك
                      والده : بس وش فيك اليوم نفسك قافلة ؟
                      يوسف ويضع لوم عصبيته اليوم على شيء لم يعيره أي إهتمام : من الفيزا !! أنا شكلي باخذ زولية وبروح أصيف مع قرود الطايف
                      منصور أبتسم : يا أنك تلتوي بكلامك مدري على مين طالع !
                      يوسف : الله يسلمك يالواضح
                      منصور : على الأقل ماني غامض بشعوري مثلك
                      يوسف : غامض وتمثل الضحكة .. والله أنك متأثر بشريط قناة ال......
                      منصور ضحك ليردف : والله أنك تطلع من الموضوع بسهولة
                      دخلت هيفاء : مساء الخير شباب
                      منصور : من وين جاية إن شاء الله ؟
                      هيفاء : طيب قول مساء النور يا احلى أخت يا أحلى زفت على الأقل
                      يوسف : مساء الورد و الفل و الياسمين و كل شيء معفن يا كلبة فيه أحد يرجع الساعة 9 ونص !!
                      هيفاء وطول حديث يوسف مبتسمة حتى تحولت إبتسامتها لشيء اخر : يعني الناس ترجع متى ؟ تبيني من الساعة 7 أقابلكم
                      منصور : لا بس إذا كنتي طالعة بدون أمي ترجعين قبل 9
                      هيفاء : وإذا مع أمي ارجع الفجر عادي
                      منصور : لا تراددين لا أتوطى في بطنك الحين
                      هيفاء : يبه شوفهم
                      أبومنصور : خليهم يتكلمون لين بكرا
                      هيفاء ضحكت : يسلم لي قلبك ويسلم لي هالشيبات
                      منصور : لا والله يبه تقعد تهين كلمتنا قدامها
                      هيفاء : لأني مستأذنة من أبوي لا صرت ولي أمري ذيك الساعة حاسبني
                      منصور : أشوف لسانك طايل
                      يوسف : طايل ونص بعد !! هذا وأنا قايل خلني أحجز لي أنا وهيفا نسافر وننبسط وندخل بارات نتفرج بس خلاص خلاص لاتحاولين عقب اليوم !
                      هيفاء بتلهف : صدق !! اسفة والله خلاص ماطلع بس قول أنك بتسفرني
                      يوسف يوجه حديثه لمنصور : قايل لكم الحيوانات أعرف كيف أربيها
                      هيفاء تحذف عليه علبة الكلينكس : أنا حيوانة يامعفن .. وخرجت حتى لا يلحقها
                      منصور : يبه لاتعودها تطلع بدون أمي
                      بومنصور : طالعة مع بنت بوسعود
                      يوسف : بناته متزوجات ؟
                      بومنصور: لأ
                      يوسف بضحكة يحك ذقنه : شكلي بخطط على وحدة فيهم
                      منصور : وتقول مررة مرتاح
                      يوسف: أمزح لحول وش يزوجني بعد !! يخي الواحد صدق ماعاد يطيق نفسه


                      ,

                      نجلاء : بس هذا حلو بعد
                      ريم : يالله أحترت وش ألبس ؟ يعني هذا ولا هذا
                      نجلاء : أنا أشوف اللحمي أحلى يعني خصوصا عروس وكذا ماينفع تلبسين أسود
                      ريم : أنا بحط حساب العزايم اللي بتصير هناك أخاف من النوع اللي جيران وماأعرف أيش
                      نجلاء : خلي هيفاء تسأل رتيل كيف نظامهم
                      ريم : لا فشلة
                      نجلاء : وش فشلة !! عادي والله
                      ريم : لا مستحيل أسألها
                      نجلاء : ياماما هيفاء تسأل وكان الله غفور رحيم
                      دخلت هيفاء الغرفة : لحول لا يكون تسولفون عن العرس يخي راعوا شعور العزابية
                      نجلاء : ههههههههههههههههههههه أصلا هذي الأيام اللي قبل العرس تكون مقدسة
                      ريم : طيب أخاف هو من النوع اللي مايحب القصير
                      نجلاء : ماهو قصير ! يعني لتحت ركبتك بشوي
                      ريم : إيه بس ماأدري عنه
                      هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اخ متى أقول كذا والله لعيونه ألبس عباية قدام الحريم
                      نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كنت أقول أنه كل اللي يحبه منصور بسويه بعدين أكتشفت ليه أقهر نفسي وأقعد ألبس على مزاجه ! هو يقتنع بلبسي وبكيفه
                      هيفاء تخرج صوت الرفض المستغرب من تصرف نجلاء *تؤ تؤ تؤ * : افا هذا وأنتي ميتة عليه
                      نجلاء : بس الواحد له شخصيته ، أسمعيني ريوم ماعليك لاتخلينه من أول يوم يتحكم فيك حاولي تفرضين شخصيتك و لبسك وإن علق قولي أنا تعودت كذا
                      ريم : لا مايصير من أول يوم أجلس أعانده لازم أسايره
                      هيفاء : والله لو تسمعين نصايح نجول بتضيعين تراها كلبة لا تصدقينها ..كانت متخرفنه عند منصور يقولها قطي نفسك بالنار تقط نفسها
                      نجلاء : أنا كذا !!
                      هيفاء : نعم نعم .. نسينا أيام أول و أيام المسجات و العيون اللي ماتنزل عن الجوال أبد كل شي وله شهوده
                      نجلاء : والله انتي اللي تشوفين على كيفك

                      ,

                      من سوء تغذية و تقرف و أشياء كثيرة حزينة جعلتها تتقيأ ، فرشت أسنانها وتمضمضت .. لتمسح وجهها بالماء , خرجت و الجروح على وجهها لا تختفي ، نظرت لعائشة مع الخادمة الفلبينية الأخرى و هم يصعدون للدور الثالث لغرفة أخرى حتى تستقر بها الجوهرة.
                      عائشة أتت إليها : فيه شيء تاني ؟
                      الجوهرة هزت رأسها بالرفض
                      عائشة بشفقة : طيب ماما يبي شي ؟ يبي اكل ؟ يشرب ! هرام مافيه ياكل شي من سبه *صبح*
                      الجوهرة ببحة موجعة : لأ ... أخذت هاتفها و صعدت للدور الثالث دون أن تلتفت لغرفة سعاد التي لا تعلم عنها شيء سوى إسمها وبعض حكايا عائشة المشكوك في مصدرها.
                      دخلت الغرفة وتبدو صغيرة و أصغر مما أعتادت ، ولكن البعد جيد عن سلطان .. أن لا يراني فهو رحمة من الله.
                      أستلقت على السرير وكفها الأيمن أسفل خدها ، دموعها تعانق الفراش الأبيض ، تسترجع بعض من الذكريات النادرة بينها وبين سلطان ، لا شيء بينها وبينه يستحق الذكر ولكن رفعت سقف توقعاتي به حتى أنهار بخيباته.

                      الجوهرة : أفكر قد إيش ممكن تصبر علي ؟
                      سلطان أبتسم , هذه الإبتسامة تبدو غريبة على الجوهرة .. هذه الإبتسامة شاحبة جدا
                      الجوهرة : جد أتكلم
                      سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
                      الجوهرة لا تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
                      سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن

                      ليتني لم أحسنه , من بعد كلمتك هذه جلست أخيط احلاما واسعة تجمعنا ، تأملت بك كثيرا.

                      ,

                      في إنشغال كبير ، تنشغل به ,
                      في غرفتها المعتمة تعد تصرفاتها السيئة إتجاهه.
                      لو أنها لم تقول كلمة و لو أنها صمتت عن كلمة و لو أنها لم تخبره بشيء .. و لو – كثيرا تقولها حتى تعوذت منها و من باب الشيطان الذي يفتح من بعدها.
                      فتحت هاتفها لتتصل عليه حتى تجده مغلق ، نظرت لاخر دخول له في الواتس اب كان الساعة 5 المغرب في توقيت باريس.
                      أرسلت له رسالة نصية – أفتقدك –
                      و سالت دمعتها على الشاشة و هي تعلم جيدا أنه قادر بسهولة أنه يستغني عنها ، و لا تصرف منه يثبت عكس ذلك ، يزعل عليها بالشهور و كأنه يبحث عن زلتها حتى ينقطع عنها ويتحجج بذلك.
                      عبدالرحمن هو الوطن الذي ألتفت لغيري في أشد إحتياجي ل واحد يسقي أرضي.


                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...