موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    المستطرف في كل فن مستظرف

    الباب الاربعون
    في الشجاعة وثمرتها والحروب وتدبيرها
    وفضل الجهاد وشدة البأس والتحريض على القتال
    وفيه فصلان:-

    الفصل الأول في فضل الجهاد في سبيل الله وشدة البأس
    قد أثنى الله تعالى على الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس وصف المجاهدين
    فقال تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
    وندب إلى جهاد الأعداء وعد عليه أفضل الجزاء والرأي في الحرب أمام الشجاعة
    قال رسول الله الحرب خدعة
    وقال ما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دم في سبيله أو قطرة دمع في جوف ليل من خشيته

    وسمع رجل عبد الله بن قيس رضي الله عنه يقول قال رسول الله إن الجنة تحت ظلال السيوف
    فقال يابا موسى أنت سمعت رسول الله يقوله قال نعم فرجع إلى أصحابه
    فقال اقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل

    وكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد اعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك وتراك فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك السلامة ولاتغسل الشهداء من دمائهم فإن دم الشهيد يكون له نورا يوم القيامة

    وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله حين انتهينا إلى خيبر الله اكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وعنه رفعه لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها

    وعن ابن مسعود رفعه إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل

    وقيل إن انس بن النضر عم انس بن مالك رضي الله عنه لم يشهد بدرا فلم يزل متحسرا يقول أول مشهد شهده رسول الله غيبت عنه فلما كان يوم أحد قال واها لريح الجنة دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في بدنه بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية فقالت أخته الربيع بنت النضر فما عرفت أخي إلا ببنانه

    وعن فضالة بنت عبيد رفعة كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر

    وعن سهل بن حنيف رفعه من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه

    فنسأل الله أن يرزقنا الشهادة ويجعلنا من الذين أحسنوا فلهم الحسنى وزيادة
    ....
    .

    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      المستطرف في كل فن مستظرف

      يتبع الباب الاربعون
      الفصل الثاني
      في الشجاعة وثمرتها والحروب وتدبيرها
      اعلم أن الشجاعة عماد الفضائل ومن فقدها لم تكمل فيه فضيلة
      ويعبر عنها بالصبر وقوة النفس
      قال الحكماء وأصل الخير كله في ثبات القلب والشجاعة عند اللقاء على ثلاثة اوجه
      الوجه الاول إذا التقى الجمعان وتزاحف العسكران وتكالحت الاحداق بالأحداق برز من الصف إلى وسط المعترك يحمل ويكر وينادي هل من مبارز
      والثاني إذا نشب القوم واختلطوا ولم يدر أحد منهم من اين يأتيه يكون رابط الجأش ساكن القلب حاضر اللب لم يخالطه الدهش ولا تأخذه الحيرة فينقلب تقلب المالك لأموره القائم على نفسه
      والثالث إذا انهزم أصحابه يلزم الساقة ويضرب في وجوه القوم ويحول بينهم وبين عدوهم ويقوي قلوب أصحابه ويرجي الضعيف ويمدهم بالكلام الجميل ويشجع نفوسهم فمن وقع أقامه ومن وقف حمله ومن كبا به فرسه حماه حتى ييأس العدو منهم وهذا أحمدهم شجاعة
      وعن هذا قالوا إن المقاتل من وراء الفارين كالمستغفر من وراء الغافلين ومن أكرم الكرم الدفاع عن الحرم

      وحكى أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه في كتابه سراج الملوك قال كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا قالوا دارت حرب بين المسلمين والكفار ثم افترقوا فوجدوا في المعترك قطعة خودة قدر الثلث بما حوته من الرأس
      فقالوا إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلها في جاهلية ولا إسلام فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم فكانوا إذا عيروا بانهزامهم يقولون لقينا أقواما هذا ضربهم فيرحل أبطال الروم إليها ليروها

      قالوا ومن الحزم أن لا يحتقر الرجل عدوه وإن كان ذليلا ولا يغفل عنه وإن كان حقيرا فكم برغوث أسهر فيلا ومنع الرقاد ملكا جليلا
      قال الشاعر:
      ( فلا تحقرن عدوا رماك ... وإن كان في ساعديه قصر )
      ( فإن السيوف تحز الرقاب ... وتعجز عما تنال الإبر )
      .....
      .

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        المستطرف في كل فن مستظرف

        يتبع الباب الاربعون
        الفصل الثاني
        في الشجاعة وثمرتها والحروب وتدبيرها
        واعلموا ان الناس قد وضعوا في تدبير الحروب كتبا ورتبوا فيها ترتيبا ولنصف منها أشياء نبدأ منها أولا بما ذكره الله تعالى في القران العظيم
        قال الله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
        فقوله تعالى ( ما استطعتم ) مشتمل على كل ما هو مقدور البشر من العدة والالة والحيلة

        وفسر النبي القوة حين مر على اناس يرمون فقال ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي إلا إن القوة الرمي

        وأفضل العدة أن تقدم بين يدي اللقاء عملا صالحا من صدقة وصيام ورد المظالم وصلة الرحم ودعاء مخلص
        وأمر بمعروف ونهى عن منكر وأمثال ذلك والشأن كل الشأن في استجادة القواد وانتخاب الأمراء وأصحاب الألوية

        فقد قالت حكماء العجم أسد يقود ألف ثعلب خير من ثعلب يقود ألف أسد
        فلا ينبغي أن يقدم الجيش إلا الرجل ذو البسالة والنجدة والشجاعة والجرأة ثابت الجأش صارم القلب صادق البأس ممن قد توسط الحروب ومارس الرجال ومارسوه ونازل الاقران وقارع الابطال عارفا بمواضع الفرص خبيرا بمواضع القلب والميمنة والميسرة من الحروب فإنه إذا كان كذلك وصدر الكل عن رأيه كانوا جميعا كأنهم مثله فإنه إن رأى لقراع الكتائب وجها وإلا رد الغنم إلى الزربية

        واعلم أن الحرب خدعة عند جميع العقلاء
        وكان عظماء الترك يقولون ينبغي للعاقل العظيم للقياد أن يكون فيه عدة أخلاق من البهائم شجاعة الديك وبحث الدجاجة وقلب الاسد وحملة الخنزير وروغان الثعلب وصبر الكلب على الجراح وحراسة الكركي وغارة الذئب وسمن نغير وهي دويبة تكون بخراسان تسمن على التعب والشقاء

        وكان يقال اشد خلق الله تعالى عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال والنار تأكل الحديد والماء يطفيء النار والسحاب يحمل الماء والريح تصرف السحاب
        الإنسان يتقي الريح بجناحيه والسكر يصرع الانسان والنوم يذهب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم
        اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن
        ...
        .

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          المستطرف في كل فن مستظرف

          يتبع الباب الاربعون
          الفصل الثاني
          في الشجاعة وثمرتها والحروب وتدبيرها
          ومن الحيل في الحرب أن يبث جواسيسه في عسكر عدوه ليستعلم أخبارهم ويستميل قلوب رؤسائهم وذوي الشجاعة منهم فيدس إليهم ويعدهم وعدا جميلا ويقوي أطماعهم في نيل ما عنده من الهبات الفخيمة والولايات السنية وإن رأى وجها عاجلهم بالهدايا وسامهم إما الغدر بصحبهم وإما الأعتزال وقت اللقاء ويكتب على السهام أخبارا مزورة ويرمي بها في جيوشهم

          واعلم أن الحيلة لا ترد القضاء والقدر وأن الدول إذا زالت صارت حيلتها وبالا عليها وإذا أذن الله تعالى في حلول البلاء كانت الافة في الحيلة وقال الحكماء إذا نزل القضاء كان العطب في الحيلة ويغلب الضعف بإقبال دولته كما يغلب القوي ببقاء مدته
          فمن الحزم المألوف عند سواس الحروب أن تكون حماة الرجال وكماة الابطال في القلب فإنه إذا انكسر الجناحان كانت العيون ناظرة إلى القلب فإذا كانت رايته تخفق وطبوله تضرب كان حصنا للجناحين يأوي إليه كل منهزم وإذا انكسر القلب تمزق الجناحان
          مثال ذلك أن الطائر إذا انكسر احد جناحيه ترجى عودته ولو بعد حين وإذا انكسر الرأس ذهب الجناحان
          وقل عسكر انكسر قلبه فأفلح أوتراجع اللهم إلا ان تكون مكيدة من صاحب الجيش فيخلي القلب قصدا وتعمدا حتى إذا توسطه العدو واشتغل بنهبه انطلق عليه الجناحان
          فقد فعل ذلك رجال من اهل الحروب

          ويقال حبب إلي عدوك الفرار بأن لا تتبعهم إذا انهزموا
          ويقال الشجاع محبب حتى إلى عدوه والجبان مبغض حتى إلى أمه

          ولما أقبل كسرى بن هرمز إلى محاربة بهرام قال له صاحبه أما تستعد قال عدتي ثبات قلبي وإصابة رأيي ونصل سيفي ونصرة خالقي

          وخرج يزيد بن عبدالملك من بعض مقاصيره وعليه درع وذلك في أيام قتال يزيد بن المهلب
          فأنشده مسلمة قول الحطيئة:
          ( قوم إذا حاربوا شدوا مازرهم ... دون النساء ولو باتت باطهار )
          فقال يزيد إنما ذاك إذاحاربنا أكفاءنا وأما مثل هذا ونظرائه فلا فقام إليه مسلمة فقبله بين عينية

          وقيل لما مات ملك الفرس أرادوا أن يملكوا عليهم رجلا من ال ساسان فوفد عليهم بهرام جور فقال اعمدوا إلى أسدين جائعين فاطرحوا بينهما التاج فمن أخذه فهو الملك ففعلوا فدنا منهما فأهويا نحوه فأخذ برأس أحدهما فأدناه من رأس الاخر ثم نطحه به فقتلهما جميعا وشد على التاج فأخذه وضعه على رأسه وملكته الفرس عليهم
          ....
          .

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...