رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
,
لا أحاديث بينهم , الصمت يجيد فنه بمقابلهم ... يعرفون النهاية جدا لكن الأمل موجود .. أو ربما شيء يدعى سخرية القدر به ... حظي نثروه بين نساء حواء و لم تجيد واحدة منهم جمعه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعني بقوة , الحب يقهر الروح بي .. يصفعني كثيرا حتى أنني بت لا أشعر بالألم .. وصلت لمرحلة بلا أي أحاسيس .. موجوع جدا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعر بسخريتهم حين تهمس أقداري " معافى " .. أي عافية تأتيني وأنا بهذه الوحدة ال تجعلني في ضياع , أحيانا أشعر بأن الصحة و العافية ليست بالمهمة كثيرا امام الوحدة .. الوحدة تؤلم , ماذا يعني لو أنني مريض و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خير على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخص واحد , نسيت ما مضى أردت الحياة مرة أخرى , لكن الحياة مرة أخرى أيضا لا تريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.
لو اننا في مكان غير هذا ؟ أو ظروف غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعر بأشخاص كثر حولي يعرفهم قلبي جيدا و عقلي يجهلهم لكن أنت وحدك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدا , جربت الحب و خيل لي بأنه أول حب بحياتي , أحببت اللحظات المسروقة بيننا .. أحببت مواساتك لجروحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاق إليك كلما أنهيت يومي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقت و للتاسعة صباحا التي تجمعي بك , كنت أراك صادقا صديقا حبيبا , أحببتك كثيرا , كان الفرح يتراقص بي ويقيم عرسا حين تدعوني مساء لقهوة أو ربما عشاء .. ربما لم أراك في وقتها لكن قلبي يراك يشعر بك , ربما جهلت الكثير و حتى أنني جهلت نفسي لكن لم أعرف شيئا صادقا سواك , أنت , أنت لست طبيبا أنت حياتي لكن : الحياة ضدنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محو " لكن " التي تتطفل على أحاديثي عنك .. و أيضا لكن لا تريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموع.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غص بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودي ألم شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت ف سقطت دموعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوي الحب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى
,
في مكتب سلطان *
سلطان تنهد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلا لجم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الان
عبدالعزيز , للمرة الاولى يشعر ب كبر هم سلطان و ضيقه و مسؤوليته العظيمة , و للمرة الأولى يشعر بأن التضحية أحيانا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطن و للمرة الأولى أيضا يشعر بأن بوسعود يجبر على التضحية بأمن بناته لأجل أمن وطن.
يشعر بصغر همومه امامهم لكن رغما عنه يكره تصرفاتهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدها تجعلني أسقط نيران لا مهرب منها.
,
عبير تتأمل ملامح رتيل المتعبة النائمة , عينيها تائهة تبحث عن وطن الان , لو أن والدتها هنا كيف كانت ستهتم ب رتيل ؟ ربما مثل والدها ستقرأ عليها ايات من القران ولا شيء غير القران , كانت ستبكي رتيل على صدرها مثل ما تبكي على صدر والدها ؟ كانت ستعانقها ساهرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهر و تبكي .. علها ببكائها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميض هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارها , فتحت الرسالة " قبح على دنيا تبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبها أنتقلت لرمشها , بكت كثيرا و كثيرا و بشدة و جدا.
,
اخر الليل توشك على الثالثة فجرا.
يهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كف بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو ب طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء
بنبرة حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيشه علي
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحة
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة وياخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا
عاد مع صوت ناصر والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهرب من النوافذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كل متعته يشاركها مع ناصر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضج بها الضواحي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرا شبرا , ناصر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاته و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقل الرجل الذي لا محل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصر كان لا محل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرا لضحكاتهم و تعليقاتهم.
,
تنزل من الدرج بخطوات هادئة تتلفت كثيرا ب عينين خائفتين , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخ وقلبها يكاد يخرج , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركض لغرفتها و أغلقتها جيدا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرة شاحبة صفراء ب شعر غير مرتب تشعر كل من راها وكأنها مدمنة إحدى انواع المخدرات.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرة أخرى يحضر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائها عندما أحبته , الحب لا يدخل قلوب الأغبياء.
دموعها تسقط بحب لشخص كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكن لها أي شعور ؟ ربما المرة الأولى أشفق علي و جاملني !
ربما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كل حياتي " . . وخز في يسارها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغير كل مبادئها .. هو الشاذ في قواعدها , تطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق به تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دون سبب إلا عندما تراه تشعر بفرحة و عنفوان من السعادة في قلبها .. كل شيء في حياتها جيد ماعدا هو يفوق الجيد أو ربما أفضل شيء تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حبه .. هو ربما لا يستحق حبي لكن نحن البشر لا نحب ما نريد و متى نريد و كيفما نريد .. فجأة تلتف خيوط الحب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟
,
لا أحاديث بينهم , الصمت يجيد فنه بمقابلهم ... يعرفون النهاية جدا لكن الأمل موجود .. أو ربما شيء يدعى سخرية القدر به ... حظي نثروه بين نساء حواء و لم تجيد واحدة منهم جمعه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعني بقوة , الحب يقهر الروح بي .. يصفعني كثيرا حتى أنني بت لا أشعر بالألم .. وصلت لمرحلة بلا أي أحاسيس .. موجوع جدا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعر بسخريتهم حين تهمس أقداري " معافى " .. أي عافية تأتيني وأنا بهذه الوحدة ال تجعلني في ضياع , أحيانا أشعر بأن الصحة و العافية ليست بالمهمة كثيرا امام الوحدة .. الوحدة تؤلم , ماذا يعني لو أنني مريض و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خير على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخص واحد , نسيت ما مضى أردت الحياة مرة أخرى , لكن الحياة مرة أخرى أيضا لا تريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.
لو اننا في مكان غير هذا ؟ أو ظروف غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعر بأشخاص كثر حولي يعرفهم قلبي جيدا و عقلي يجهلهم لكن أنت وحدك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدا , جربت الحب و خيل لي بأنه أول حب بحياتي , أحببت اللحظات المسروقة بيننا .. أحببت مواساتك لجروحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاق إليك كلما أنهيت يومي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقت و للتاسعة صباحا التي تجمعي بك , كنت أراك صادقا صديقا حبيبا , أحببتك كثيرا , كان الفرح يتراقص بي ويقيم عرسا حين تدعوني مساء لقهوة أو ربما عشاء .. ربما لم أراك في وقتها لكن قلبي يراك يشعر بك , ربما جهلت الكثير و حتى أنني جهلت نفسي لكن لم أعرف شيئا صادقا سواك , أنت , أنت لست طبيبا أنت حياتي لكن : الحياة ضدنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محو " لكن " التي تتطفل على أحاديثي عنك .. و أيضا لكن لا تريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموع.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غص بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودي ألم شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت ف سقطت دموعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوي الحب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى
,
في مكتب سلطان *
سلطان تنهد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلا لجم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الان
عبدالعزيز , للمرة الاولى يشعر ب كبر هم سلطان و ضيقه و مسؤوليته العظيمة , و للمرة الأولى يشعر بأن التضحية أحيانا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطن و للمرة الأولى أيضا يشعر بأن بوسعود يجبر على التضحية بأمن بناته لأجل أمن وطن.
يشعر بصغر همومه امامهم لكن رغما عنه يكره تصرفاتهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدها تجعلني أسقط نيران لا مهرب منها.
,
عبير تتأمل ملامح رتيل المتعبة النائمة , عينيها تائهة تبحث عن وطن الان , لو أن والدتها هنا كيف كانت ستهتم ب رتيل ؟ ربما مثل والدها ستقرأ عليها ايات من القران ولا شيء غير القران , كانت ستبكي رتيل على صدرها مثل ما تبكي على صدر والدها ؟ كانت ستعانقها ساهرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهر و تبكي .. علها ببكائها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميض هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارها , فتحت الرسالة " قبح على دنيا تبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبها أنتقلت لرمشها , بكت كثيرا و كثيرا و بشدة و جدا.
,
اخر الليل توشك على الثالثة فجرا.
يهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كف بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو ب طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء
بنبرة حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيشه علي
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحة
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة وياخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا
عاد مع صوت ناصر والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهرب من النوافذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كل متعته يشاركها مع ناصر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضج بها الضواحي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرا شبرا , ناصر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاته و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقل الرجل الذي لا محل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصر كان لا محل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرا لضحكاتهم و تعليقاتهم.
,
تنزل من الدرج بخطوات هادئة تتلفت كثيرا ب عينين خائفتين , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخ وقلبها يكاد يخرج , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركض لغرفتها و أغلقتها جيدا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرة شاحبة صفراء ب شعر غير مرتب تشعر كل من راها وكأنها مدمنة إحدى انواع المخدرات.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرة أخرى يحضر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائها عندما أحبته , الحب لا يدخل قلوب الأغبياء.
دموعها تسقط بحب لشخص كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكن لها أي شعور ؟ ربما المرة الأولى أشفق علي و جاملني !
ربما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كل حياتي " . . وخز في يسارها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغير كل مبادئها .. هو الشاذ في قواعدها , تطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق به تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دون سبب إلا عندما تراه تشعر بفرحة و عنفوان من السعادة في قلبها .. كل شيء في حياتها جيد ماعدا هو يفوق الجيد أو ربما أفضل شيء تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حبه .. هو ربما لا يستحق حبي لكن نحن البشر لا نحب ما نريد و متى نريد و كيفما نريد .. فجأة تلتف خيوط الحب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟
تعليق