رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    ,

    لا أحاديث بينهم , الصمت يجيد فنه بمقابلهم ... يعرفون النهاية جدا لكن الأمل موجود .. أو ربما شيء يدعى سخرية القدر به ... حظي نثروه بين نساء حواء و لم تجيد واحدة منهم جمعه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعني بقوة , الحب يقهر الروح بي .. يصفعني كثيرا حتى أنني بت لا أشعر بالألم .. وصلت لمرحلة بلا أي أحاسيس .. موجوع جدا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعر بسخريتهم حين تهمس أقداري " معافى " .. أي عافية تأتيني وأنا بهذه الوحدة ال تجعلني في ضياع , أحيانا أشعر بأن الصحة و العافية ليست بالمهمة كثيرا امام الوحدة .. الوحدة تؤلم , ماذا يعني لو أنني مريض و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خير على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخص واحد , نسيت ما مضى أردت الحياة مرة أخرى , لكن الحياة مرة أخرى أيضا لا تريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.

    لو اننا في مكان غير هذا ؟ أو ظروف غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعر بأشخاص كثر حولي يعرفهم قلبي جيدا و عقلي يجهلهم لكن أنت وحدك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدا , جربت الحب و خيل لي بأنه أول حب بحياتي , أحببت اللحظات المسروقة بيننا .. أحببت مواساتك لجروحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاق إليك كلما أنهيت يومي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقت و للتاسعة صباحا التي تجمعي بك , كنت أراك صادقا صديقا حبيبا , أحببتك كثيرا , كان الفرح يتراقص بي ويقيم عرسا حين تدعوني مساء لقهوة أو ربما عشاء .. ربما لم أراك في وقتها لكن قلبي يراك يشعر بك , ربما جهلت الكثير و حتى أنني جهلت نفسي لكن لم أعرف شيئا صادقا سواك , أنت , أنت لست طبيبا أنت حياتي لكن : الحياة ضدنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محو " لكن " التي تتطفل على أحاديثي عنك .. و أيضا لكن لا تريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموع.
    وليد : وش تفكرين فيه ؟
    رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
    وليد بنبرة موجعة : إذا غص بالحكي
    رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
    وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
    رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
    وليد أبتسم : ودي ألم شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
    رؤى رمشت ف سقطت دموعها : أبتروا هالوجع
    وليد : مانقدر
    رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوي الحب
    وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى


    ,

    في مكتب سلطان *
    سلطان تنهد : طيب بس هالفترة
    بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
    سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
    بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
    سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
    بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
    سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
    بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
    سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
    عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
    بوسعود بغضب ويبدو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
    سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
    بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
    سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
    بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
    سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
    بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
    عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
    سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
    بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
    سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
    بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
    سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
    بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
    سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
    بوسعود بحدة : نعم ؟
    سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
    بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
    سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
    بوسعود و فعلا لجم بكلمة سلطان
    سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
    بوسعود بصمت ينظر إليه
    سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
    بوسعود تنهد
    سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الان
    عبدالعزيز , للمرة الاولى يشعر ب كبر هم سلطان و ضيقه و مسؤوليته العظيمة , و للمرة الأولى يشعر بأن التضحية أحيانا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطن و للمرة الأولى أيضا يشعر بأن بوسعود يجبر على التضحية بأمن بناته لأجل أمن وطن.
    يشعر بصغر همومه امامهم لكن رغما عنه يكره تصرفاتهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدها تجعلني أسقط نيران لا مهرب منها.


    ,


    عبير تتأمل ملامح رتيل المتعبة النائمة , عينيها تائهة تبحث عن وطن الان , لو أن والدتها هنا كيف كانت ستهتم ب رتيل ؟ ربما مثل والدها ستقرأ عليها ايات من القران ولا شيء غير القران , كانت ستبكي رتيل على صدرها مثل ما تبكي على صدر والدها ؟ كانت ستعانقها ساهرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهر و تبكي .. علها ببكائها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
    وميض هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارها , فتحت الرسالة " قبح على دنيا تبكيك "
    وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبها أنتقلت لرمشها , بكت كثيرا و كثيرا و بشدة و جدا.


    ,

    اخر الليل توشك على الثالثة فجرا.

    يهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
    ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
    عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
    ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
    عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
    ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
    عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
    ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
    عبدالعزيز تنهد : خلها على ربك
    ناصر : الله كريم
    عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
    ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
    عبدالعزيز : ليه ؟
    ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
    ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
    عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
    ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
    ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
    عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
    ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
    عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقول لهدرجة عمري توقف عند 18
    ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
    ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كف بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
    عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو ب طيش
    ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
    عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء

    بنبرة حادة : الساعة 10 أنت هنا
    عبدالعزيز : طيب يا بابا
    أبتسم : ايه بابا
    عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
    والده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضل أعاملك كذا
    عبدالعزيز : وجه الكلام للي جمبك
    بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
    غادة : لا والله تشيشه علي
    بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
    غادة أنحرجت : يبه
    بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
    عبدالعزيز : أحب العدل صراحة
    هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة وياخذني منكم
    والدها : سلمي لي على الحياء
    هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
    عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
    والدته : صدق عيار وش قلنا لك عن أثير ؟
    عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
    هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
    عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
    هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
    عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
    هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
    عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
    هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
    عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
    والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا

    عاد مع صوت ناصر والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتي الأولى.
    ناصر : جاني النوم تصبح على خير
    عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهرب من النوافذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كل متعته يشاركها مع ناصر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضج بها الضواحي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرا شبرا , ناصر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاته و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقل الرجل الذي لا محل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصر كان لا محل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرا لضحكاتهم و تعليقاتهم.


    ,

    تنزل من الدرج بخطوات هادئة تتلفت كثيرا ب عينين خائفتين , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخ وقلبها يكاد يخرج , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركض لغرفتها و أغلقتها جيدا.
    هالات سوداء أسفل عينيها و بشرة شاحبة صفراء ب شعر غير مرتب تشعر كل من راها وكأنها مدمنة إحدى انواع المخدرات.
    مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرة أخرى يحضر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجال بعيونك "
    عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائها عندما أحبته , الحب لا يدخل قلوب الأغبياء.
    دموعها تسقط بحب لشخص كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكن لها أي شعور ؟ ربما المرة الأولى أشفق علي و جاملني !
    ربما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كل حياتي " . . وخز في يسارها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغير كل مبادئها .. هو الشاذ في قواعدها , تطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق به تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دون سبب إلا عندما تراه تشعر بفرحة و عنفوان من السعادة في قلبها .. كل شيء في حياتها جيد ماعدا هو يفوق الجيد أو ربما أفضل شيء تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حبه .. هو ربما لا يستحق حبي لكن نحن البشر لا نحب ما نريد و متى نريد و كيفما نريد .. فجأة تلتف خيوط الحب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

      ,


      في الصباح *
      إجازة الجميع ما عدا بو سعود و سلطان لا يهنى لهم بالا أبدا.

      هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدرب , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضحا
      الجوهرة : سلطان
      سلطان وهو يربط خيوط حذاءه : هلا
      الجوهرة بتوتر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8
      سلطان رفع عينه : ليه ؟
      الجوهرة : كذا
      سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
      الجوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك
      سلطان : متأخر مررة
      الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
      سلطان أتجه خارجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
      الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح
      سلطان : لا قولي
      الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
      سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
      الجوهرة بكلمات مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرب وماتقدر تقول لأحد
      سلطان : لاحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
      الجوهرة : لأ
      سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق
      الجوهرة و الان جسدها بأكمله يرتجف
      سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
      الجوهرة بصمت تام
      سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
      الجوهرة بنبرة جاهدت أن تكون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش
      سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكابة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل
      الجوهرة : سلطان
      ألتفت عليها وهو يفتح باب البيت
      الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : ا .. بلعت ريقها بصعوبة
      سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرج


      ,

      بوسعود في مكتبه يحادث سعد : طيب وش بعد ؟
      سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل
      بوسعود : مستحيل
      سعد : والله مدري طال عمرك
      بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
      دخل مقرن وجلس بهدوء
      بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
      سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
      بوسعود : و صالونها ؟
      سعد : مسكرته
      بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
      سعد : إن شاء الله
      بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
      سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد
      بوسعود تنهد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
      سعد : أبشر
      بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه
      مقرن : وش صاير ؟
      بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
      مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
      بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق
      مقرن : هالسالفة تعور لي راسي و هاللي معها مستفزة
      بوسعود : مين معها ؟
      مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
      بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عني ؟
      مقرن أبتسم : وش يعني بخبي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
      بوسعود تنهد
      مقرن : وشلون رتيل ؟
      بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوم قامت من كوابيسها
      مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر
      بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
      مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار
      بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز
      مقرن : يمكن مرعوبة وبس
      بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت
      مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
      بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
      مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتاخذهم معك
      بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
      مرت ساعة حتى أتى سلطان
      سلطان :اسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ...
      بوسعود : كلمت سعد
      سلطان : وش قال ؟
      بوسعود : غادة ماهي بخير
      سلطان : كيف يعني ؟
      بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
      سلطان : لا مستحيل
      بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
      سلطان تنهد : طيب وش يبكيها ؟
      بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
      سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟
      بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
      سلطان : كيف ؟
      بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
      سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
      بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس
      سلطان : مو حولت لهم ؟
      بوسعود : إيه حولت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
      سلطان : تدري سألت ناصر
      بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
      سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
      بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
      سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب
      بوسعود : وش رد عليك
      سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكر ب رده تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام
      بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
      سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
      بوسعود : خلنا نقوله
      سلطان : راح يعلم عز صدقني
      بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية
      سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر !
      بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
      سلطان تنهد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدي
      بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير
      سلطان : وليد ؟
      بوسعود : إيه
      سلطان : خاطري أشوف هالوليد
      بوسعود : تراك حاضر تخرجه
      سلطان :أنا ؟
      بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
      سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
      بوسعود : ماترد علينا أصلا
      سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
      بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي
      سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
      مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
      بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
      سلطان : وشو ؟
      بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه


      ,

      في الصالة الداخلية *

      ريم تستدير حول نفسها بفستان ناعم : يالله وش رايكم ؟
      نجلاء : يجنن وأنتي محليته
      ريم : يافديت الذوق أنا
      هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط
      ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
      هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
      ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟
      مهرة : جميل
      ريم : تسلمين ...
      دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
      هيفاء : أنا خبلة !
      والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك
      هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري ف حسني العلاقات
      نجلاء بإغاضه لمهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
      مهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ
      نجلاء : أفا ليه ؟
      مهرة : يوسف ما وده
      هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
      نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
      مهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
      نجلاء : إيه
      مهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
      نجلاء و خيم عليها الهدوء
      مهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟
      نجلاء بصدمة فعلا
      أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر
      مهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت
      هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها
      أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا
      نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
      هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه
      أم منصور : أنتي أبلعي لسانك

      في جهة أخرى
      هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعر بها
      مهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
      يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني
      مهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
      يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
      مهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
      يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم
      مهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
      يوسف بغضب شدها ليسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع منها " اه "
      تركها : لا تدعين عليها فاهمة
      مهرة وتتلوى من الألم
      يوسف أتجه للحمام ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة
      دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
      مهرة : حقيييييييير
      يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين
      مهرة تكورت حول نفسها متألمة بشدة
      يوسف : كلهم تحت ؟
      مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
      يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
      مهرة : مابغى أتكلم معك
      يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
      مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار
      يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين
      مهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
      يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام
      مهرة : لاتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
      يوسف انفجر من الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا سلام
      مهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
      يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه
      مهرة بصمت
      يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حظ أوفر بالمرات الجاية
      مهرة : مين أنت أصلا ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس
      يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك
      مهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و ****************
      يوسف : مين ال **************** ؟
      مهرة بحدة : أنت
      يوسف وفعلا لا يود أن يمد يديه عليها لكن هي من تجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرة أخرى , شدها من شعرها وبنبرة غاضبة وجدا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!!


      ,

      - باريس –
      غدا أول أيام دورتها الوظيفية , تمشت قليلا هي و ضي
      أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
      ضي : عاد أنا ماودي يجي
      أفنان : عاجبك هالطفش
      ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
      أفنان وتنظر لوجوه المارة : قد جيتيها ؟
      ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر ياخذني
      أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيك زي مرته الأولى
      ضي : مرته متوفية
      أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
      ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
      أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم
      ضي : عبدالرحمن غير
      أفنان : إسمه عبدالرحمن
      ضي : إيه
      أفنان تنهدت : ماأقول غير الله يهنيكم
      ضي : امين ...
      أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
      ضي : وش فيك ؟
      أفنان تمتمت : وليد !!!


      ,


      يتحرك يمنة ويسرة , لم يرتاح أبدا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
      عبدالعزيز : ا ساندي مدري مين ؟
      الخادمة أبتسمت : أوزدي
      عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
      الخادمة : نو
      عبدالعزيز : طيب .. ا .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
      أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
      عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what?
      أوزدي : أوكي
      عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ?
      أوزدي : أوكي .. وخرجت
      عبدالعزيز بدأ ياكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهد , يقف .. يجلس .. يسير شمالا وتارة يمينا.

      دخلت أوزدي بهدوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للباب
      أوزدي أرتبكت
      رتيل : صاير شي ؟
      أوزدي هزت رأسها بالنفي
      رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
      أوزدي : no thing .. وخرجت بسرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل
      أتجهت لعبدالعزيز : سير
      عبدالعزيز ألتفت عليها
      أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes
      عبدالعزيز تنهد , أوزدي أنسحبت بهدوء
      عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظه المتكرر وأفكاره مشتتة جدا.
      هذه المرة سيضغط على بوسعود , ربما التهديد يفيد ... أفسدت مخططاتي , لو أنني أتزوج عبير رغما عنه س يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.

      ,

      أنفاسها مضطربة وقلبها ليس بأحسن حال , سلطان لن يرحمها أبدا , هذا الواضح .. ليتني أخبرته قبل أن يذهب ؟

      .
      .

      .
      .

      أنتهى البارت

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

        البارت ( 32 )

        لم أزل أمشي

        وقد ضاقت بعيني المسالك .

        الدجى داج

        ووجه الفجر حالك !

        والمهالك

        تتبدى لي بأبواب الممالك :

        " أنت هالك

        أنت هالك " .

        غير أني لم أزل أمشي

        وجرحي ضحكة تبكي،

        ودمعي

        من بكاء الجرح ضاحك !

        *أحمد مطر.



        أنفاسها مضطربة وقلبها ليس بأحسن حال , سلطان لن يرحمها أبدا , هذا الواضح .. ليتني أخبرته قبل أن يذهب ؟
        مسكت هاتفها و أنفها ينزف , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثر بالبكاء الان : ألو
        بو ريان : يا هلا والله
        الجوهرة : هلابك
        بوريان بخوف : وش فيه صوتك ؟
        الجوهرة تغص بالبكاء الان : يبه
        بوريان : ياعيونه
        الجوهرة : محتاجتك
        بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
        الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري
        بوريان : وشو ؟
        الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل
        بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟
        الجوهرة وياقة قميصها مبللة بدمائها الان : أبغي أعيش
        بوريان بخوفه على إبنته , صمت
        الجوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه
        بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
        الجوهرة : ما سوى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
        بوريان : وش متعبك ؟
        الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
        بوريان : من الحين بمشي للرياض
        الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلان و دموعها لا تتوقف , أنتهى كل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموت جيدا , هذه المرة الموت يريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بها و الموت يقترب .. لمن الكفة ؟ . . لا داعي أن تخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يفيد أن تعلم الان .. ف أن تعلم والدتها فهي بمصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمي لو عرفت الان لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يفيد أن يعلم ريان .. لا يفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغير تعامل الجميع معها ؟ لم العالم يعلم ؟ هل هذا العالم إن عرف سيواسيها أو سيرجع لها عذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلم و تركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بكائها بشدة* . . . سلطان اسفة.


        ,

        في ساحة التدريب , بوسعود و سلطان يبذلون الكثير.
        طريقة أخرى للتنفيس.
        سلطان صعد برج عالي جدا بقفازاته , ثم ثبت الحبل بحزام يبرز منه حلقة حديد لينتقل لبرج اخر أعلى من الأول .. أنفاسه المتصاعدة أوقفته قليلا على البرج الثاني
        بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدرب بمثل سلطان لذلك كان يرمي , رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
        سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البرج الخاص للتدريب ولكن الحبال متمسكة به جيدا .......... فتح الحبال منه ليركض أسفل شباك ملتهبة بالنار .... زحف على بطنه و متفجرات وهمية تبدأ بالإنفجار بجانبه .... ركض مرة أخرى ومن كل جانب إطلاق نار بإتجاهه .. وأي خطأ في التدريب العسكري يفقد الإنسان عمره , وكم من موت حصل من التدريبات ؟ . . عاد بالركض لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه متعبة متصاعدة
        بوسعود : هالأسبوع مكثر تدريب
        سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بتعب ... بكرا بتمسك تدريبهم ولا أنا ؟
        بوسعود : خلني على يوم الأربعاء وأنت أمسكهم بكرا
        سلطان : متفائل فيهم كثير
        بوسعود : أشرفت عليهم الأحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
        سلطان : إيه يوم فكرت أدرجهم بالتدريب قبل لا ينتقلون برا أصدموني بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
        بوسعود : هنا صعب وهم توهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
        سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج نادر ما يتم التدريب عليه لأنه الأعلى و ربما بالشهر مرة يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد مات عليه ؟
        بوسعود : الله يرحمهم
        سلطان : امين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
        بوسعود بنبرة بها من الوجع كثير : مين كان يتوقع ؟
        سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتقطع ولا أشوفهم
        بوسعود وينظر لهذه الساحة التي لا يدخلها أي شخص وبضحكة ليبعد سلطان من هذه الأجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تترمل وهي صغيرة
        سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ

        ,

        نجلاء : وطبعا أنا ماسكت لها
        منصور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
        نجلاء : وش فيك معصب ؟
        منصور بغضب : أكيد بعصب تبيني أصفق لك يعني !
        نجلاء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
        منصور : قلت لك لاتحتكين معها
        نجلاء : يعني تكلمني وأسكت لها
        منصور بصرخة جعلت نجلاء تبتعد بخطواتها للخلف : لا تبررين لنفسك !
        نجلاء وتشعر بأنها ستلد الان من خوفها
        منصور : كلمة وحدة يانجلا ولا راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها بشيء والله ثم والله مايحصلك طيب ..
        نجلاء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
        منصور : لا تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجلا !! واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
        نجلاء صدت عنه وهي تجاهد أن لا تبكي
        منصور : مفهوم ؟
        نجلاء بصمت
        منصور : مفهوم يا نجلا
        نجلاء بغصة : طيب

        ,

        عبير تمللت من هذا الصمت المزعج : ما ودك ننزل تحت ؟
        رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتنظر بإتجاه الشباك
        عبير : رتيل إلى متى ؟
        رتيل ببكاء : يكرهني
        عبير جلست بمقابلها : مين ؟
        رتيل : مين غيره
        عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
        رتيل وعينيها محمرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
        عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
        رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله لايوريني فيه مكروه
        عبير أبتسمت
        رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
        عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
        رتيل سكنت قليلا لتبكي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح من أحلامي .. أحسه موجود
        عبير : أصلا الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
        رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه بايخ زيه ؟ وش فيه عشان أحبه !
        عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
        رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصلا .. بس أنا غبية كنت عايشة حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي


        ,

        أم ريان : خير ؟
        أبو ريان : شغل ضروري
        أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
        أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! لاجيت أقولك ..نزل للأسفل
        أم ريان من خلفه : لا يكون الجوهرة فيها شي ؟
        أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السلامة .. وخرج
        أم ريان تمسك هاتفها لتطمئن
        تركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
        أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
        تركي وأنقبض قلبه : الجوهرة !!
        أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
        تركي ينظر إليها بترقب
        يرن .. مرة و إثنتان .. وثالثة و عاشرة و لا أحد يجيبها
        أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضات الأم الخائفة تزداد
        تركي بنظرات مهزوزة , يحاول هو الاخر أن يهدأ نبضاته
        وأخيرا أتاها صوت الجوهرة المبحوح : ألو
        أم ريان تنهدت براحة : وش فيك ؟
        الجوهرة لم تتوقع أن يخبرها والدها : ولا شي
        أم ريان : لا تكذبين علي أبوك ماشي الرياض وأسأله يقولي شغل ؟ انا قلبي قارصني
        الجوهرة وتحاول جاهدة أن تتزن بنبرتها : توني أدري منك
        أم ريان : صدق ؟
        الجوهرة : إيه يمه
        أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
        الجوهرة : كنت نايمة
        أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
        الجوهرة : بخير ... حيييل *غصت بها*
        أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
        الجوهرة : اللهم امين
        تركي ونظراته باتت مكسورة بهمسات أم ريان , و أنا ؟ كيف تهنى مع سلطان ؟ كيف تقدر ؟


        ,

        أمام المراة في الحمام , تغسل وجهها ثلاثا من الدموع , بكت كثيرا اليوم . . نظرت لعينيها المحمرة , رفعت شعرها بإهمال تتعمد أن لا تتزين أمامه أو حتى تظهر بمنظر جيد , تنهدت على أفكارها ستعرف كيف ترد حقها , خرجت متوجهة ليوسف
        يوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
        مهرة بإبتسامة
        يوسف وفعلا رفع حاجبه بإستغراب شديد
        مهرة جلست : بكلمك في موضوع
        يوسف وفعلا مصدوم لدرجة أن الحديث لا يخرج من فمه
        مهرة تضع كفها على كفه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن تسمعني شوي
        يوسف و لا صوت له
        مهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
        يوسف : نعم ؟
        مهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
        يوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أبدا : وش اللي تبغين توصلين له ؟
        مهرة : أبغى أرتاح
        يوسف : لا تحاولين تلعبين وتكذبين علي
        مهرة أبتسمت بعينين يبدو الحقد يحفها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
        يوسف تنهد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخرج
        مهرة تمتمت : والله لأحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي



        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

          ,

          في اخر الليل – الساعة الثانية فجرا –
          نشف شعره المبلل وألتفت عليها , هدوئها يثير في داخله ألف شك و شك : الجوهرة
          ألتفتت عليه بتوتر و عيناها محمرة ذات شحوب
          جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
          الجوهرة : لأ , سلطان أبوي جاء الرياض
          سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
          الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
          سلطان : البيت بيته
          الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
          سلطان : ليه ؟
          الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
          سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
          الجوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على الأقل لين الساعة 10 وبعدها تروح
          سلطان : عندي إشراف بكرا !
          الجوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
          سلطان بخوف : وش صاير ؟
          الجوهرة تبكي مشتتة نظراتها
          سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
          الجوهرة أجهشت ببكائها
          سلطان ويقترب منها : الجوهرة
          رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا ! سابقا كنت أختنق لأن لا حياة لي لكن الان أختنق لأن الحياة أقتربت مني ف تركتها .. اه يا سلطان
          سلطان سحبها لصدره , تشبثت به كطفلة ضائعة تائهة , بكت على صدره حتى نزف أنفها , تلطخ قميصه بدموعها ودمائها
          سلطان وهو يقبل رأسها هامسا , يحاول أن يمتص حزنها لكنها مغلقة قلبها لا يستطيع أن يتسلل إليه
          الجوهرة و يبدو هذا اخر عناق بينهم , يبدو ذلك , تريد أن تسرق شيئا منه في هذا العناق , تريد بشدة أن تحتفظ بشيء منه , تشعر بأن أيامها تنتهي الان ... لنقل وداعا أنيقة لقلبك.
          سلطان أبعدها قليلا وهو يرفع وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
          الجوهرة وهي تمسح دموعها بكفوفها المتجمدة : وصخت قميصك
          سلطان : فداك , . . مسح دموعها بأصابعه الأكثر برودة .. أرتعشت من لمسته
          أردف : مين مزعلك ؟
          الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك " ثالثها " أحبك " . . رابعا " لا أعرف أنطق أحبك "
          سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
          الجوهرة ضحكت بين دموعها و أرتمت مرة أخرى في حضنه وهي تستنشق عطره من عنقه , تريد أن تلتحم معه إلى أن يأبى جسدها الإنسلاخ منه , تريد أن تنطق " أحبك " ولو لمرة .. تريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم على طرف لسانها لكنها جبانة تشبهها لا تخرج.
          هو يفهم جيدا أنها تريد إرسال شيئا في عناقها هذا , لكن لا يستطيع فك شفرات بكائها .. يشعر بضعفها بإنهزامها بحزنها .. كل هذا يشعر به ولا يعرف السبب .. ضائع هو معها , دقات قلبها يشعر بها و تتسلل إليه فيضان نبضاتها الان , أنفاسها الحارقة ماهي إلا ضعف , لو أنني أمد بعض من القوة لك .. لو أنني بس !
          أبتعدت قليلا عن حضنه محمرة من إندفاعها له
          سلطان يقبلها بمعاني كبيرة , هذا الوداع تشعر به الجوهرة لكن سلطان يخيل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة.
          الجوهرة تغمض عينيها لتعيش الحلم , يا حروف تسللي له .. أخبريه ب " أحبك " إن عقد لساني و عجز أن ينطقها فأظهري أمام عينيه ليقرأها , أقرأني يا سلطان , أشتهي ذاك اليوم الذي يقرأني فيه أحدا , 7 سنوات لم يتجرأ أحدا أن يقرأني أحدا , 7 سنوات لم تخرج من فمي سوى " بخير " 7 سنوات عشت بالمنفى دون حياة تذكر , 7 سنوات كنت أنتظر الأمان بخطوات متعثرة , 7 سنوات كنت أراه أمامي أحاول الخلاص منه , كنت أنتظر يوما يختفي فيه , 7 سنوات يا سلطان و أنا أجهل كيف أرمم نفسي , كسرني و في قلبي شرخ عظيم.
          سلطان ينقل قبلته لجبينها ليدخلها في صدره , ربما قلبي ينقل لك ماعجزت عن قوله , لو أعيد تشكيلك من فرح و زهر لا يذبل .. لو أعرف مصدر هالات الحزن ؟ لو أشفي أوجاعك لو أعرف فقط أعرف.

          ,

          عبدالعزيز وللتو رجع بعد ليلة قضاها مع ناصر , أتجه لبيته , سقط نظره على الشباك تذكرها عندما رقصت , أبتسم من شياطينه .. تمتم : يالله أغفر لنا بس . . . دخل لبيته وبات تفكيره تسيطر عليه " رتيل " , نزع قميصه و مازال مشتت من فكرة ماذا يفعل غدا ؟ يتوقع ردة فعل سلطان و بوسعود .. ستكون ضربة قاسية لهم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن ربما يجن جنون سلطان و يعتلي القهر الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرفت ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و لست أنا !
          شيء اخر يصرخ به , يعرف هذا الصوت جيدا , ضميره . . و والده ,

          والده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا ناقص
          عبدالعزيز : بس بعد لازم تأدب بعضهم
          والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
          عبدالعزيز رفع حاجبه : لا تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد
          والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
          عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
          والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
          عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد

          يغلق أزاريره بيجامته ناظرا للمراة تغير كثير منذ وفاتهم , لم يتعود منذ مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتى يخفف عوارضه ويثقل سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيرت في ملامحه , حتى ان عيناي أشعر أنها تنكمش , تذبل , إبتسامتي أصبحت تظهر للإستخاف فقط . . أسلوب حديثي مع الغير مبني على القهر و الشدة . . . . غيرني الموت.


          ,

          رؤى : أنت كلمتيه بشيء؟
          والدتها : لأ
          رؤى : غريبة شكله غير رايه بالزواج لأنه يأجل
          والدتها : أحسن لك
          رؤى : كنتي موافقة ؟
          والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
          رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
          والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
          رؤى تبتعد ببعض خطوات للخلف برهبة : إلا قلتي لي
          والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
          رؤى ودموعها تتجمع في محاجرها : إلا قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
          والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
          رؤى وتبكي وهي تضع كفوفها على رأسها : لا تقولين أنك ماقلتي لي
          والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين بالأشيياء كثير
          رؤى : بس أنا أتذكر قلتي لي والله
          والدتها : لا حبيبتي
          رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إلا قلتي لي ..... ياربي .... ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
          والدتها : أهدي خلاص ماهو مهم عادي موافقة ولا مو موافقة ماتفرق ! لاتكبرين الموضوع
          رؤى وبشك , جن جنونها فعلا : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
          والدتها : ايه رحتي له
          رؤى : وأمس ؟
          والدتها : لأ
          رؤى و زاد بكائها : إلا رحت له وجلسنا نتكلم !! إلا يمه
          والدتها : خلاص رحتي له
          رؤى بصراخ : لاتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
          والدتها : فترة وتعدي
          رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جيدا , رمت نفسها على السرير تشعر بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟

          ضباب لا ترى شيئا , ضحكات منتشرة و فستان زفاف أبيض . . وعينا قلب تلمع بالدموع , هذه العين الأنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يضج بأذنها أصواتهم . . الأصوات لا تموت حتى وإن عصفت بالغياب.
          مسكت رأسها في محاولة لتذكر ملامحهم , لا تتذكر سوى مواقف تجهل أشخاصها . . تبكي بضعف و قلة حيلة ,
          أسماء تحوم حولها " مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر " من هؤلاء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعا
          يتناثر فتات الذكرى أمامي , وغير قادره على جمعه . . غير قادرة يالله . . من يرمم كسري سواك أنت . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنقت برائحة الذكرى , .. عينيها تسلل إليها الخفاء لتتذكر أشياء منسية.

          الثلج مغطيهم باكملهم . . وهي تداعب أنفه لم تظهر ملامحه بأكملها لها : أنت غيور لاتنكر . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
          هو بغضب : أنا عقلي صغير ..
          هي : ههههههههههههههه شوفوه عصب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
          هو : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
          هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
          هو : قلت بدخلها بعيونك
          هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تقبل خده ولكن طوله جعلها تقبله قريبا من شفتيه : اسفين ياجميل
          هو أبتسم رغما عنه , تنظر لإبتسامته بحب

          صحت من إغماءتها و البكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد أن أراه . . . بكت من رغبتها بأن تفهم من كانت تحبه , " نصوري " ؟ ياه . . أأنا أعيش حبا يخفيه قلبي عن عقلي و ذاكرتي ؟ من ليس لديه ماضي لا يبنى له مستقبلا و لا حاضرا به مرحبا , أريد الرجوع إلى ماقبل الحادث ؟ أن أنظر نظرة أخيرة لأهلي , فقط نظرة واحدة وللحظات .. أسرق بعيني بعض ملامحهم وأصبر قلبي في مثل هذه اللحظات التي أمر بها الان , ليتني خطفت من ملامحكم شيئا.

          ,

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

            الساعة 8 صباحا

            الجوهرة لم تنام , تفكر بموعد أقترب تخافه كثيرا
            سلطان يربط خيوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة 10 و أشوف أبوك
            الجوهرة : طيب
            سلطان وقف متنهدا وهو ينظر لوجهها الشاحب : بحاول ماأتأخر
            الجوهرة : بحفظ الرحمن
            سلطان يأخذ سلاحه و يضعه على خصره . . خرج تاركا الجوهرة في دوامات من التردد , هل أخبره ؟ لكن والدي أتى ؟ لا مجال للتراجع.


            هي ساعة ونصف حتى وصل سلطان لمبنى عمله.
            في مكتب كبير يبدو فارغا إلا من طاولة في المنتصف , جالسا بها بوسعود و عبدالعزيز.
            دخل سلطان : السلام
            : وعليكم السلام والرحمة
            سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
            عبدالعزيز : إيه
            سلطان : لاتحاول تاخذ وتعطي معاه , نص ساعة لا تزيد .. أفهم بس وين راح يروح هو واللي معاه وأطلع
            عبدالعزيز : طيب . . وقف
            سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يخفي أسفل شماغ عبدالعزيز سماعات أخرى
            عبدالعزيز : واضحة ؟
            سلطان : كذا تمام
            عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمراة ليتأكد من أن كل شيء مرتب
            سلطان : تذكر نص ساعة بس
            عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرج
            سلطان و بوسعود توجهوا لغرفة المراقبة
            سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك الإشراف عليهم اليوم وأنا أمسك الأرببعاء
            بوسعود : تم

            ,

            باريس * في العمل

            أفنان : و كان خاطب أختي
            ضي : أحسب يقرب لك
            أفنان : لا مايقرب لي بس أبوه يعرف عمي وعاد عن طريق عمي تعرف على أبوي
            ضي و هلكت من تعبئة بعض الأوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك ؟
            أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
            ضي : أووووف تعبت من هالأوراق !!
            أفنان : عندك عيال منه ؟
            ضي : لأ أقولك ماأشوفه الا بالسنة كم مرة
            أفنان : وكيف عايشة
            ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
            أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين تتزوجين واحد بعمرك
            ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون يعقلونهم فينا
            أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني اللي عمرهم كذا 26 أو 27 يكونون ناضجين
            ضي : لأ أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
            أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره 27 بزر !!
            ضي : بعيوني بزر و أكيد مدلع , جيلنا مررة مدلع ماهو زي قبل عشان أوافق على أبو 27
            أفنان : طيب راضية تاخذين واحد بناته كبرك
            ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
            أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أحسه بنته ماهو زوجته
            ضي : لأنك متعودة على زواج الصغار
            أفنان : لا الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب 12 سنة بس يعني هم غير
            ضي : وليه غير ؟
            أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثلاثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
            ضي وتجمدت في مكانها
            أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
            ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
            أفنان : زوج اختي
            ضي شهقت : نععععععععععم
            أفنان بتوتر : وش فيك ؟ زوجها
            ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن ال متعب ؟
            أفنان بإبتسامة بلهاء : عمي
            ضي و تشعر بالكون يتلف حولها , دوار و غثيان


            ,

            على طاولة الطعام
            عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع الأيام راح تنسين
            رتيل تأكل بلا نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
            عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية
            رتيل بإندفاع : بس ياكل تراب ومايقولي كذا
            عبير : طيب خلاص سكري على الموضوع
            رتيل بتحلطم : كذاب
            عبير : وش كذب فيه ؟
            رتيل : لما طلع من المستشفى بين لي أنه مبسوط و كأنه طاير من الفرحة فيني واخر شي يمثل علي
            عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه من جدك مكلمته بعد ماطلع ؟
            رتيل : هو اللي جاني ماهو أنا ! والله يا عبير أني مارحت له .. وحتى يوم بغيت أبعد عنه وأخليه خفت من أبوي قام وقف قدامي
            عبير : خافي من الله قبل أبوي
            رتيل : أحس ربي يعاقبني الحين
            عبير : أكيد بيعاقبك الله يمهل ولا يهمل ! دامك غلطتي ف لك جزاء يا في الدنيا أو في الاخرة !! والله عادل
            رتيل تنهدت : أدري أني غلطت وأحاول أخشع بصلاتي عشان تنهاني عن الحرام بس وش أسوي ؟
            عبير : قلت لك تجاهليه ولا كأنه موجود مع الأيام بتتكيفيين مع هالشيء ولاهو اخر واحد ! بكرا تتزوجين وتنسين طوايفه
            رتيل بضحكة غابت عنها الأيام اللي فاتت أردفت : والله لو أني متزوجة الحين كان بنشغل بحب زوجي بدل هالمعفن
            عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صار معفن بعد
            رتيل : فيني قهر لدرجة تخليني ودي أجيه و أعطيه كف يبرد حرتي
            عبير : أحقريه و لا تكلمينه ولا بأي شي , وماهو لازم تطلعين برا بالحديقة ويشوفك ! وبتتعودين بكرا
            رتيل : يحسبني ميتة عليه هو بس لو أنه شين كان نسيته بساعة لكن حقير مزيون يعني وش أسوي في حياتي
            عبير أنفجرت من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه رتيل خلاص مابقيتي شي من حسناتك
            رتيل : صدق أتكلم أمانة لو أنه شين كان بسهولة تجاهلته بس أنه مزيون وين أقدر أنساه
            عبير : أصلا الجمال ماهو كل شي ! شوفي شخصيته مو قلتي أنه حقير , يعني بالذمة تعيشيين مع واحد حلو وشخصيته زبالة ولا واحد شين وشخصيته حلوة وتهبل
            رتيل : الجواب صعب
            عبير : لا يكون مع اللي شخصيته زبالة !!
            رتيل : يعني بصراحة أجلس أصبح على وجه حلو ولا وجه شين ؟ بس ممكن أعيد النظر لو كان شخص مملوح وعادي
            عبير : أنتي شفتي عبدالعزيز وقدستي جماله
            رتيل : بتخيله شين عشان أكرهه
            عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الحكي معك ضايع
            رتيل : طيب بقولك شي يعني أنا شاكة
            عبير : وشو بعد ؟
            رتيل : يوم كنت في مكتب أبوي ودخل ذاك وطالعني بنظرات يمه عبير لو تشوفينها تقولين ذا يبي يذبحك قام عبدالعزيز وضربه يعني تحسينه يغار
            عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه لو أنا مكانك بيسوي نفس الشي
            رتيل تأفأفت : يعني مافيه أمل ؟ حسبي الله بس
            عبير : فاضي لك هو ؟
            رتيل : أجل فجأة تحول لشخص ثاني ! مرة وش زينه ومرة تنصدمين من حقارته
            سمعوا خطوات الخادمة الاتية إليهم
            رتيل برهبة لم تتخلى عنها , سقط منها كوب الحليب وتناثر الزجاج
            عبير : بسم الله عليك , ترى البيت كله حرس محد يقدر يدخل


            ,

            ريان : يعني بس كذا ؟
            أم ريان : إيه يقول عنده شغل
            ريان : الله يستر وش مهببة بنتك
            أم ريان : وش قصدك ؟ تكلم عنها بأسلوب أحسن من هذا
            ريان : وانا ماكذب ماضيها معروف
            أم ريان بعصبية : ريان !! أستح على وجهك ذي أختك
            ريان : قلتي أبوي رايح لهم مستعجل أكيد فيه فضيحة وراها زين ماتجيك مطلقة من عند سلطان
            أم ريان بغضب كبير : أسكت ولا كلمة !! مايجيب الفضايح إلا أنت ! أنهبلت على الاخر أجل تشك بأختك صدق ماعرفت أربي
            ريان وقف : ماأعرف ليش تدافعون عنها ؟ .. أستغفر الله بس . .وخرج
            أم ريان : أنهبل ماعاد في راسه عقل
            تركي : يمكن من خوفه يتكلم كذا
            أم ريان : لاتجنني ياتركي أجل يشك في أخته
            تركي : وليه مايشك ؟
            أم ريان : وأنت مثله بعد ؟
            تركي : أنا أقول بس يمكن معه حق


            ,

            منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي الكذب يجري في دمك
            يوسف متمدد على الكنبة : قلت له أصلا أني من طرفك
            منصور : لا تفضحني عنده
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له تاريخ حياتك عشان يصدقني مابغى يأجر لنا الإستراحة , ماعلى تطلع فيزتي وأسافر بجلس أقابل هالجدران قلت لا والله أروح أكيف هناك ونعزم الشباب
            هيفاء : والله ياحظكم إستراحات و عزايم وناس وعالم واحنا منثبرين
            منصور : وش رايك بعد تروحين معنا الإستراحة ؟
            هيفاء : والله طفشانة وأنت ماتقصر
            منصور : أخاف صدق عشان أقص رجولك
            هيفاء : لحول الواحد حتى مايتمنى أمنية
            يوسف : تمني وش تبين وأنا أجيبه لك كم عندنا هيفا
            هيفاء : أحس بسخرية بس معليه نطوف
            يوسف : صدق قولي وش تبين ؟
            هيفاء : سفرني باريس ولا أمريكا عشان أروح ديزني لاند
            يوسف : وش فيها الحكير لاند ؟
            منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه
            هيفاء : لو يسمعونك والت ديزني ينتحرون أجل الحكير ؟
            يوسف : طيب أمنية ثانية نقدر عليها
            هيفاء : ودي أركب قارب وكذا والهوا يطير شعري وأنبسط
            يوسف : الحين صاير زحف للشرقية من أهل الرياض مستحلينها مانقدر نجيها
            هيفاء : ومين قال الشرقية لا ودني برا ؟ ودني جزر المالديف
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حاولي أنك ماتشطحين في خيالك
            منصور : وتبين تطيريين شعرك بعد !! ناوية تنزعين شيلتك , أنتي من نظام الله موجود بس بالسعودية بس برا محنا مسلمين
            يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تجيبين لنفسك الكلام
            هيفاء : بنص البحر محد يشوفنا أفصخ شيلتي
            يوسف : طيب يالله قولي أمنية ثالثة خلنا نطقطق عليك
            هيفاء : لا والله ؟ صدق أتكلم
            يوسف : طيب يالله قولي
            هيفاء : اممممممم ودي يعني لاتزعلون أنتوا أخواني وكذا بس يعني حلم ماهو صدق .. ودي أدخل بار بس كذا أتفرج ماأشرب ولا شيء
            منصور يرمي عليها علبة المناديل بقوة
            هيفاء : قلت لكم حلم الواحد مايحلم بعد
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي خواتك دشروا
            منصور : أنا ملاحظ
            هيفاء : والله بس كذا بحس إحساس الأفلام يعني ماهو صدق
            يوسف : إن شاء الله كل أحلامك راح تتحقق لا جاك فارس أحلامك
            منصور : لا تفتح عيونها بس ههههههههههههههههه
            يوسف : مفتحة وخالصة , خذها مني الحريم والله كلبات من تحت لتحت أعوذ بالله منهم ويجونك يسوون نفسهم مستحيات إن كيدهن عظيم ويايي لو تلمس أظفرها بكت وهي مكفخة أخوها
            منصور ضحك وأردف : خبرة الله لايضرك
            يوسف : أنت لأنك ماتجلس مع الخمة اللي بالإستراحة يجونك بس يسولفون عن حريمهم هههههههههههههههههههههههههه وأنا أتطمش أصير لهم فوزية الدريع على نصايحي
            منصور : ماأحب أختلط مع ربعك يخي تجيني كابة
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه شف على أنهم مايجي من وراهم منفعة وكل يوم طايحيين بمصيبة بس والله يوسعون الصدر على نياتهم
            منصور : ويسولفون عن حريمهم عادي ؟ يالله الرجولة تبخرت
            يوسف بعبط : يثقون في شوري
            منصور : قسم بالله تضيعهم
            يوسف : بس والله أني انصحهم بذمة وضمير
            هيفاء : صادق منصور وش ذا يسولفون عن حريمهم قدامكم !! صدق ياخسارة الرجولة فيهم
            يوسف هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه وهو وراني صورتها بالعكس يشتكي , حرام بعد الرجال شقيان لازم أوسع عليه
            دخل والدهم : إن شاء الله إجتماع خير
            يوسف : على حسب نيتك
            والده : أستغفر الله بس , الواحد هنا يدخل يقول اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله محدد العوارض اليوم
            والده يبتسم وهو يمسح على خده : رايح لحلاق تركي جديد
            يوسف : ترى في جواسيس لأمي أحذر
            هيفاء : أبوي أصلا مايقدر يعيش بدون أمي
            بومنصور : صدقت بنتي
            يوسف : شف يبه على حسب قناعاتي الواحد من حق نفسه عليه أنه يجدد شبابه يعني عادي تزوج والله أنا ماني معارض الشرع محللك 4
            هيفاء شهقت : يا معفن أمك !!
            يوسف : طيب أمي واحبها وأحب زوجة أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههه
            منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه بدا التحشيش
            يوسف يستعدل بجلسته : أنا مخطط أتزوج مسيار بعد
            منصور : والله أني داري أنك راعي حريم
            بومنصور : ذا اللي يسمونه نسونجي
            يوسف : يخي الدنيا فانية وش يسوي الواحد ؟ يطلب رضا ربه وينبسط , بجلس أعيش في نكد ! وراه ؟ لا والله بتزوج وأمتع نفسي وحدة وثنتين و 10 بعد وإن شاء الله بالجنة أشوف الحور العين بعد
            هيفاء : بصراحة طحت من عيني
            يوسف بسخرية : رقيني تكفين إلا عيونك مقدر أطيح منها
            هيفاء : من جدك !! أجل بس تفكر برغباتك
            يوسف بإستهبال : الله عطاني جمال و مال و الله يخليني لنفسي رجال ويعتمد عليه لازم بعد أستغل كل شيء
            بومنصور : هو يمهد عشان يقول بتزوج الثانية
            يوسف : يافاهمني هههههههههههههههههههههه بالضبط أخطبوا لي
            بومنصور : فيوزاتك ضربت
            يوسف : وزيدي على مواصفاتي اللي ماترفضها أي بنت أني رومانسي
            هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثر منها أنت وين والرومانسية وين
            يوسف بطنازة : نتعلم من منصور
            منصور : ترى بقلب عليك الحين
            يوسف : هههههههههههههههههههههههه وش الرومانسية ؟ أحفظ كم قصيدة وأقولها لها وياعمري وياحبيبتي والخبلة ماتصدق وبتحط صورتي تحت مخدتها
            هيفاء : ماتوا اللي يحطون تحت مخدتهم صور
            يوسف : على هالطاري الله يقطعهم الشباب في الإستراحة جالسين ويدخل علينا واحد شايش ومتحمس يقول ياشباب بكرا بقابل خطيبتي وأبي أجيب لها هدية طبعا انا اكشخهم قمت تذكرت أفلام أبيض وأسود قلت له جيب لها دب أحمر وياليتني ماقلت له
            هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه وش سوى ؟
            يوسف : فضحني الله يفضح عدوه طبعا خطيبته بغت تتفل بوجهه على الهدية ولا لما تحركين الدب يقول اي لوف يو ويقوم يجينا يتحسب علي ويقول ضيعتني من يومها وهي تأجل بالزواج
            أبو منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
            يوسف : مع أنه نيتي كانت طيبة بس والله ياهو عطاني دعوات لين قال بس
            بومنصور : أنا ماقلت لك أبعد عنهم
            يوسف : يبه ظالمهم صدق أنهم فاشلين داشرين ماوراهم شيء بس والله يونسون على الأقل قلوبهم بيضا
            هيفاء : يخي عرفني على خواتهم خلني أوسع صدري بعد أنا
            يوسف : دشيرة مقدر هههههههههههههههههههههههه لارجعت من السفر بمخمخ على موضوع الزواج والله المسيار دخل مخي
            بومنصور : كم بتجلس ؟
            يوسف : تقريبا أسبوعين
            بومنصور : وبتاخذها معك
            يوسف : لاتجلس عندكم
            بومنصور : ليه ماتاخذها وتحاول تبعد عن هالجو
            يوسف : مدري يبه حسستيني رايح شهر عسل , لا خلها سفرة شباب
            بومنصور : ياخوفي من سفراتكم
            يوسف : لا أصدقائي المحترمين مو حقين الجامعة
            منصور وفهم قصده : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
            بومنصور : صدق بزر ماينقالك سالفة
            يوسف يتقدم ليقبل جبينه : وزينه أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
            منصور ويوسف في موجات من الضحك لا تهدأ
            هيفاء الغير فاهمة : وش فيكم ؟
            بومنصور : والله أنكم ماتستحون وأنت الكبير أنهبلت معه بعد .. وخرج تاركهم
            يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أبوك الله يسلمك ماضيه بالجامعة يشرف


            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

              ,

              في مكتب الجوهي.

              عبدالعزيز : خلاص الشهر الجاي
              رائد الجوهي : إن شاء الله تتسهل الأمور
              عبدالعزيز : إن شاء الله
              رائد : واضح أنه عبدالعزيز العيد ماهو موجود في السعودية
              عبدالعزيز : وش دراك ؟
              سلطان ويحادثه : لا تسأله وقوم خلاص
              رائد : بحثوا لي شكله جاء الرياض فترة ورجع لباريس
              عبدالعزيز : بس اللي عرفته شي ثاني
              في جهة أخرى
              بوسعود : قاعد يهبب
              سلطان بحدة : عبدالعزيز لا تعاند
              عبدالعزيز يتجاهل الصوت الذي يضج بإذنه
              رائد : وش اللي عرفته ؟
              عبدالعزيز : متزوج وحدة من بنات عبدالرحمن ال متعب
              بوسعود و سلطان كانوا في صدمة وهم يسمعون و ينظرون للشاشة التي تصور المكان.
              رائد : غريبة عاد هو مايزوج أي أحد
              عبدالعزيز : يصير ولد صديقهم
              رائد : ووينهم الحين ؟
              عبدالعزيز : مدري يمكن إلى الان بالرياض أو طلعوا برا السعودية
              بوسعود بعصبية يرمي السماعات على الطاولة
              سلطان و يبدو الضغط مرتفع الان و سيمحي عبدالعزيز بغضبه إن لم يقتله بوسعود قبله من حديثه بهذه الصورة
              عبدالعزيز بإبتسامة وكأنه يشعر بغضبهم هناك
              رائد : وش يظمن لي أنهم متزوجين ؟
              عبدالعزيز : إذا عرفت بزواجهم بتبعد عن عبدالعزيز يعني ؟
              رائد : لا مو عن بس بعرف إذا متأكد أو لأ
              عبدالعزيز : متزوجين و واثق 100 بالمية
              رائد تنهد بضيق
              عبدالعزيز : الزواج راح يمنعه عنك ؟ إذا تبي تقدر تجيه وتقرب منه
              رائد : ماينفع ! كذا بنتورط معه
              عبدالعزيز وقف : على العموم سو اللي تبيه أهم شي تتم أعمالنا على خير , وخرج


              ,

              جالسة و رأسها على صدر والدها : أشتقت لك
              والدها : ماراح تريحيني وتقولين لي وش فيك ؟
              الجوهرة : خل سلطان يجي ونحكي
              والدها : يخص سلطان ؟
              الجوهرة : يخصني أنا
              والدها : طيب وشو ؟
              الجوهرة ترفع رأسها لتبتسم : خلنا من هالموضوع لا جاء سلطان حكيت فيه , طمني وش أخبارك ؟
              والدها : بخير الحمدلله ..
              الجوهرة : يبه تثق فيني
              والدها بإبتسامة : أكيد أثق فيك
              الجوهرة : يعني ريان و
              والدها يقاطعها : ريان في كل الناس يشك ماهو بس فيك ! ماعليك منه


              ,

              فيضان يقتلع قلبه , صرخات من حوله تثير في نفسه الكابة و لا شيء سوى الكابة.
              إغماءة أو شبه إغماءة . . عينيها تنظر إليه بدهشة . . ليست دهشة فرح , شيء اخر
              أخذ نفسا عميقا ولم يلحقه زفيرا لدقائق طويلة , تنفس من جديد . . كيف أن الحياة برمشها قادر أن يختفي منها.
              بلل ملامحه بالماء وذكراها تخترقه.

              أستندت إلى الجدار , أول ليلة تقضيها بعيدة عن أهلها أول ليلة تنام بشقته بسبب الأجواء السيئة و عبدالعزيز الذي أجاد تغطية الموقف بأنها نائمة عنده بمدينة أخرى.
              ناصر يتوضأ : وش تفكرين فيه ؟
              غادة : أول مرة أنام برا البيت
              ناصر : تتعودين
              غادة : أتعود بعد العرس ماهو قبله
              ناصر أبتسم بخبث : الله كاتبها وش نسوي
              غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أخاف من ثالثنا
              ناصر وهو يلتفت إليها : مابينا ثالث !! الله راضي عنا إن شاء الله
              غادة بسخرية : كثر الله خيرك طمنتني
              ناصر : هههههههههههههههههههههههه , والله نامي وأرتاحي مانيب جاية يمك
              غادة : أبغى بيجاما الجينز يضايقني
              ناصر : فداك كل دولابي
              غادة ضحكت ولحقته لغرفته
              غادة : مايمديني ألبس لبسك ؟ .. يالله ناصر فوضوي مررة ليه مو مرتب ملابسك ؟
              ناصر : أنتظر من خذا قلبي يرتبها
              غادة أبتسمت وسحبت إحدى بيجاماته : بتطلع مرة مبهذلة علي بس يالله كلها يوم .. وين راح تنام ؟
              ناصر : بالصالة وأنتي نامي هنا
              غادة : لا أنت نام هنا وأنا بنام الصالة عادي
              ناصر : لا موصيني عزوز
              غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه موصيك تبعد ماقالك نام بالصالة
              ناصر يباغتها بقبلة على خدها : تصبحين على خير
              غادة : وأنت من أهل الخير

              أكمل وضوءه مبتسما من ذكراها و قلبه يعتصر حزنا , تلك الليلة تحت سقف ثلوج باريس و ركض المارة حتى يختبئوا عن الثلج , تلك الأحوال الجوية كانت بركة له , لم ينام فيها من تفكيره بأنها نائمة على سريره الان.


              ,


              عيناها على السقف , رائحته تخترقها . . . تقبل وسادته وهي تحتضنها , لم يأتها النوم متأملة فيما حولها , تجهل في أي غرفة هي لكن كل شيء يحكيها عن حب كبير تكنه لصاحبها , بإبتسامة غجرية تنظر لتسريحة ممتلئة بعطوراته , قريبا جدا ستشاركه أيضا , الفجر الأول بدا يتسلل لسماء باريس الغائمة و الثلوج لم تتوقف بعد , لم ينام هذا الأكيد ؟ ربما يفكر بي مثلما أنا أفكر به , ليس ربما .. أنا متأكدة من قلبي و حدة الإحساس تخبرني ب عظيم حبه.

              فتحت عينيها تنتفض من ذكرى ملتوية , باريس . . ثلوج . . غرفة مجهولة . . هذا ماأتذكره من الحلم ؟ هل كنت في باريس قبل الحادث ؟ , تنهدت بعمق و صوتها يتحشرج بهذه الذكرى الغامضة لها , عينيها تنزف الدموع , و " ناصر " يأتي إسمه , كان زوجي ؟ كيف كنت في غرفة أحد غيره أو ربما هو ؟ لكن لماذا أنام في غرفته لوحدي ؟ هل هو زوجي أو تكذب أمي مرة أخرى ؟


              ,


              جالسا يتأمل بصور لها لا تنتهي أبدا , غيابها مر لا يستسيغ الحياة دونها .. هل من الممكن أن تنثر حبي بسهولة ؟ هل من الممكن ان تخبر الجميع أنني اغتصبتها ؟ لم أغتصبها ؟ هي من أرادت ؟ حتى أنني نسيت تلك الليلة لا اتذكر منها شيئا سوى بدايتها , لا اتذكر إن صرخت أو بكيت ؟ هي راضية بهذا الحب ؟ انا واثق أنها تحبني ؟ لم تخفي عن الجميع ؟ لم تقبل ب سلطان الان ؟ سلطان لن يثق بها ؟ سيرميها ؟ كيف لها قدرة أن تلفظ بالحقيقة بسهولة وأنا قلبي يتحشرج يموت بمجرد التفكير بها ؟ يا عذابي أرحمي قلب يرى بك الحياة . . سيتركك سلطان كما تركك من قبله ؟ لا أحد يسير معك فوق الشوك سواي ؟ لا أحد يحبك مثلي ؟ لا أحد له قدرة أن يضحى بهذه الحياة لأجلك سواي ؟ حتى والديك من اول سقوط لك س يفارقونك ؟ أنا فقط من سأبقى معك .. أنا أحبك.


              ,

              مثبته هاتفها على إذنها تسمعه دون أن تلفظ شيئا
              هو : أنا اسف
              عبير و نحن الإناث نشد على شفتينا حتى نمنع نفسنا من البكاء ومع ذلك ب زمنا هذا / ننهار.
              هو : عبير
              عبير بنبرة جاهدت أن تتزن : أنسى عبير , أطلع من حياتي أطلع منها يا .. يا أنت
              هو : ما أشتهي المنفى
              عبير وبكلمته سقطت حصونها , دموع تبللها تصل لهاتفها
              خيم الصمت قليلا حتى تكسره عبير : إذا بختار بينك و بين رضا الله ؟ بترخص كثير في عيوني .. وين الله يوفقني ؟ قولي بس وين بنبسط ؟ أنا من عرفتك و ماأنام إلا وأنا أبكي !
              هو : علميني كيف أنساك ؟
              عبير : علمني كيف أرتاح من هالهم ؟
              هو : لا من دعيت على حبك بالخلاص عاقبتني أقداري
              عبير أغمضت عينيها وهي تأخذ شهيقا دون زفير , كلماته على القلب الغائر جدا حامضة , لن تضعف هذا مارددته كثيرا وبصوت مجروح : شفت فيك الحياة بس أستحي أصلي وأنا أكلمك و أقابل ربي وأنا بهالصورة معك ! أبي أنساك أبيك تطلع من حياتي ! لا عاد ترسلي شيء , والله يغنيني بحلاله عن حرامه
              هو : أبيك بدون هالثالث
              عبير : و أنا مقدر
              هو : منتي بهالقوة
              عبير : الله يقويني
              هو : لا تضحكين على نفسك
              عبير : من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
              هو : والنعم بالله بس
              عبير تقاطعه : بس أنتهى كل شيء
              هو : ماهو بسهولة تنهينه ؟
              عبير وعيناها تسقط على اللوحات , لا تسكن دموعها مازالت تنهمر بغزارة : وأنا أقدر
              هو : و انا ماراح أتركك
              عبير : لو سمحت أنت حتى إسمك ماكلفت نفسك تقوله لي ؟ مالك حق أبد تحاصرني من كل جهة ؟ أنت لو تحبني صدق ماجبتني بس عشان تشوفني وقهرتني ؟ أنت لو تحبني كان قلت إسمك أبسط شي على الأقل ؟ أنت لو تحبني مارضيت علي بالحرام ؟ أنت لو تحبني صدق مابكيتني ؟ أنت لو تحبني كان جيت عند أبوي ماهو عندي ؟ أنا غلطت بس أنت غلطك أكبر مني !! أنا بصحح هالغلط و بعد الله ماراح أكسر ظهر أبوي وحط هالشيء في بالك ! لا عاد تتصل لأن لحظتها راح أقول لأبوي وراح أبلغه عن كل شيء . . خل في بالي ذكرى حلوة عنك و بحاول أقول كنت أحب شخص أجهله
              هو : قلبك يعرفني وهذا يكفي
              عبير : وعيني تجهلك
              هو : قلبك أوفى
              عبير : لو تحبني أبعد عني خلني أحاول أنساك !! لا تضيعني أكثر
              هو : و أنا ؟
              عبير بنبرة مبكية : ماتت بي الروح لا تحرقها أكثر
              هو : بكون جمبك دايم
              عبير أغلقته وهي ترتمي على السرير , تبكي بشدة , تشعر بالراحة ف عذاب أهوائها شديد عليها لكن بالمقابل تحزن .. أول حب بحياتها تجهله , نعم ! لكن ترى به حياة منسية , لا يصبرها سوى " وأما من خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "


              ,

              دخل المبنى وخطواته تتجه لمكتب سلطان يشعر بعاصفة ستأتيه الان , بعض من الخوف من ردة فعله بدأ ينتابه و لكن عزمه بقهرهم تقوى اكثر و أكثر , فتح باب المكتب ورفعوا أعينهم عليه
              عبدالعزيز : السلام
              بوسعود بعصبية : ليه تسوي كذا ؟
              عبدالعزيز بصمت
              سلطان : وش سوينا لك عشان تسوي كذا ؟!!!! يعني أنا حتى ماني عارف كيف أكلمك ؟ عقلك كل ماله يصغر حتى ماني قادر أتفاهم معك !!
              بوسعود بغضب كبير وأكبر من سلطان و هو يشير إليه بسبابته : وش تبي توصله ؟ صدقني ماهو من صالحك تلعب بذيلك معنا
              سلطان : ولا تقدر أصلا والله ياعبدالعزيز أنت قاعد ترمي نفسك بالنار ولا أنت حاس
              بوسعود بصرخة : صدقني محد بيندم غيرك
              سلطان : تقسى على نفسك كثير وأنا برفع إيدي منك !!!! صدقني محد راح يقدر يحميك بعد الله غيرنا و محد بيخسر غيرك أنت
              عبدالعزيز ببرود : و أنا أبي أندم و أبي أخسر و بعد أبي أقسى على نفسي
              سلطان بعصبية : لو أفهم بزر بالإبتدائي فهم يخي أستح شوف عمرك كم عشان تعاند كذا !!
              عبدالعزيز تنهد متأفأفا
              بوسعود : تبغى تحمي نفسك بهالدناءة ؟
              عبدالعزيز أبتسم : لو أبغى أحمي نفسي ماجلست معكم دقيقة , تذكر هالشي
              بوسعود يقف ليقترب منه : وش تخطط له ؟
              عبدالعزيز : اللي سمعته عند الجوهي ولا أنت وبناتك بتروحون فيها
              بوسعود يمسكه من ياقة ثوبه و يبدو هذه المرة أن بوسعود هو من يريد ذبح عبدالعزيز بدلا من سلطان
              عبدالعزيز لم يقاومه أو حتى يدافع نفسه , لأنه ببساطة : والده الثاني.
              سلطان أقترب منهم ليفرقهم : يعني تبغى تجبرنا
              عبدالعزيز بصمت
              سلطان : منت بهالدناءة ياعبدالعزيز ولا تحاول تتقمص شخصية ماهي لك
              عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
              بوسعود مبتعدا أمامه سلطان الفاصل عنه وعن عبدالعزيز : لاتحاول تقهرني في بناتي والله ياعبدالعزيز لأذوقك الجحيم في دنياه
              سلطان : ماراح نزوجك ياعبدالعزيز !! أنسى هالموضوع
              عبدالعزيز : أتصل على الجوهي بنفسك وبشره
              سلطان و غضب كبير يشعر به الان من تلاعب عبدالعزيز بهم : يعني ؟
              عبدالعزيز بهدوء : مالكم إلا توافقون هذا الحل
              سلطان يبتعد فعلا لو أقترب أكثر منه سيتهور . . أسند ذراعه على الطاولة : أبي أعرف وش السبب اللي يخليك تفكر كذا ؟
              عبدالعزيز بسخرية لاذعة : أفكر بالإستقرار
              بوسعود يرفع عينه الغاضبه له
              عبدالعزيز : ماقصرت أستضفتني في بيتك و عاملتني كأني ولدك لكن
              بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوه
              عبدالعزيز وفعلا جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيق على ولده ؟
              سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
              عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
              سلطان بحدة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
              عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
              بوسعود بنبرة هادئة بعد غضب شديد : خسارة والله
              عبدالعزيز وهو يعدل ياقة ثوبه ويغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
              سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفر بهالخبث ؟
              عبدالعزيز بصمت ينظر لسلطان
              سلطان بغضب : كيف تفكر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
              عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
              بوسعود يقترب من عبدالعزيز مرة أخرى وبصوت خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمار ؟
              عبدالعزيز صعق من السؤال , شعر بفيضان أسفل أقدامه تجبره على الوقوف دون ثبات
              بوسعود بحدة : كلمتها ؟
              عبدالعزيز : لأ
              بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيك وأقول أنك كذاب
              عبدالعزيز مشتت نظراته : ماني مجنون عشان أقرب لوحدة من بناتك
              بوسعود بعد صمت لدقائق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
              عبدالعزيز يشعر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
              بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتي ! طيب حدد
              عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
              بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجال يقدر يحميها
              عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجال يوم أرسلتني للجوهي
              سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
              عبدالعزيز : لا تطمن ضميري ما مات
              سلطان وبنظرات ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
              عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
              سلطان أطال نظره وأردف : كثر الله من كرمك
              بوسعود : زواج على ورق بس
              سلطان وقف مرة أخرى : عبدالرحمن
              بوسعود : لو أنك بس مفكر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
              عبدالعزيز ببرود : ماقصرت قدرت تحترمني فترة طويلة
              بوسعود عاقد الحاجبين متضايق جدا : وطبعا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
              عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
              بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
              عبدالعزيز ببرود اخر : وليه أحلم ؟ أنا قادر
              بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتك معي أبد


              .
              .



              أنتهى لبارت

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                الجزء ( 33 )


                الأمطار تهطل بشدة تكاد تحفر بالطريق من قوتها ، جلسا في مقاعد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سواد قدميها المتسخة بفعل المشي ، هو الاخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة برده.
                بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
                عبدالعزيز وضحكة تفلت منه : توبة اعطيها سيارتي
                هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
                عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس
                هديل بعصبية مضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
                عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفين يخرج دخانا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بياخذك
                هديل : دور لي واحد من ربعك
                عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامود الإنارة*
                هديل بقهر تقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
                عبدالعزيز انفجر من الضحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
                هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

                أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أن هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصب لما فعله اليوم ، يشعر بنار غضبهم من أعينهم ، يدرك فداحة تهوره و يدرك أيضا المصيبة التي أوقعهم بها ، بعض من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

                بجهة أخرى ، الغضب مسيطر بين أحاديثهم
                تنهد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
                سلطان : عقله مصدي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
                بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
                سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
                بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
                سلطان : قهرني الله يقهر عدوه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو ب كم يوم طلع عيوني
                بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
                سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خله ياكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
                بوسعود : بس دخل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
                سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
                بوسعود : مستحيل فكر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
                سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
                بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوج ، وبخلي مقرن يدبر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
                سلطان بإبتسامة رغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
                بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
                سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
                بوسعود ب حميمية الود مع سلطان : محتار سواء عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
                سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
                بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
                سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
                بوسعود : بس عبير أنسب
                سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
                بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدي
                سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
                بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
                سلطان تنهد : المهم أنه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك

                ،

                منذ أن أتت وهي تتجنب الحديث معها ، تجاوبها بإيجاز وتنهي أي باب للنقاش تفتحه.
                هي الأخرى مستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرها في حيرة.

                نشفت شعرها المبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
                أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
                ضي هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق حرفا
                أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلت لغرفتها
                ضي بخطوات سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "

                ،

                أمام نافذة تتصبب ماء و سماء داكنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمس غائبة ، باتت تشك في نفسها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضا ، تشعر بأنها تتذكر حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمر ك مطر باريس الان.
                ترمش كثيرا علها تسقط أوجاعها ، بحديث النفس تضيق نفسها " ربما حتى لا يوجد شيء إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهمت ، إن كنت فعلا لم أخرج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هم وقع من خيالي . . . أمي مهما كان لن تضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانا أفتقد أمي و هي بجانبي "
                قاطعها صوت هاتفها ، أخذته لترد على وليد بصوت واضح عليه الإجهاد من بكائها : ألو
                وليد : السلام عليكم
                رؤى : وعليكم السلام والرحمة
                وليد : وش فيه صوتك ؟
                رؤى قاطعته بالسؤال : متى اخر مرة شفتك ؟
                وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
                رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
                وليد بإستغراب صمت
                رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
                وليد : متأكدة قالت لك كذا
                رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
                وليد : مو قصدي بس
                رؤى تقاطعه : بنجن أصدق مين ولا مين
                وليد : لاتكذبين نفسك
                رؤى بنبرة هادئة : طيب ليه تكذب علي
                وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
                رؤى ملتزمة الصمت
                وليد يكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي ب يسر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
                رؤى و كأن دموعها تسلك جوابا.
                وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حي أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
                رؤى وقلبها يتسارع بشدة ، ضعيفة جدا و هزيلة.
                وليد : أمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
                رؤى و تكاثر الخيبات على جسدها الهزيل أمات الشعور بها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصور لها أب حي تعيش اليتم دونه . . . أجهلني و أجهل ما يوجد يسار صدري.

                ،

                في زحمة أفكاره ، تضايق جدا و جدا - الدناءة تتسلل إليه بسلاسة ، بين أصبعيه سيجارة و كفه الاخرى مثبتة الهاتف على إذنه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله ناخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .

                بجهة أخرى
                أمام شاشة عرض متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرا ، تبدو الغرفة مجمع شاشات متفاوتة الأحجام تحيطها من كل زاوية من كاميرات المراقبة.
                متعب أنزل السماعة السودا الضيقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
                أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
                متعب تنهد وهو ينظر من خلف الزجاج خروج سلطان : نقولهم بكرا
                أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
                متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
                أحمد وينظر أيضا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جواله : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
                متعب أبتسم : هذا اللي هامك
                أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
                متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
                أحمد : هههههههههههههههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه

                ،

                في سيارته مثبت السماعة بإذنه ويحادث ناصر : وبس هذا اللي صار
                ناصر : لحظة خلني أستوعب
                عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه والله شعور أنك حقير حلو
                ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
                عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
                ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجال الله لايضرك
                عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
                ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجال
                عبدالعزيز تنهد وهو يقف عند الإشارة
                ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
                عبدالعزيز : مايقدر يخبي علي بقراه بالعقد
                ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
                عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
                ناصر : وفرضا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
                عبدالعزيز وشعور بالقهر من الان بدا يتسلل إليه : مستحيل
                ناصر : انا اقولك افرض
                عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
                ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
                عبدالعزيز : وأنت ؟
                ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
                عبدالعزيز : بديت أفكر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
                ناصر ويريد أن يلطف جوه : ماهي شينة اثير
                عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههههههههههههههههههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
                ناصر : لو أنك مهجد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
                عبدالعزيز يستدير لشارع قصر بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
                ناصر : أنت وش يعجبك أصلا !!
                عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
                ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
                عبدالعزيز : هههههههههههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
                ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
                عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عمرها الرخيصة ماتكبر في عيني

                ،

                ماذا تريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستخبره ؟ كيف ستخبره ؟ و هل سيكون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيصدقها ! لن يشك واحد بالمية عبدالمحسن بي ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يعرف أبدا ب حنيته .. قاسي على الجميع كيف س يصدقها او حتى يشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارهم ، الان يجب أن أختفي عن أنظارهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته س يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عند مسفر لجدة قد تجدي نفعا.
                فتح دولابه ليجهز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبه والشماغ على كتفه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المراة ، ملامحه بها شبه كبير من عبير ، رغم هذا و ماحصل إلا أن معزة رتيل و عبير مازالت تزداد في يساره و الشوق لهما يكبر أيضا.

                ،

                بوسعود ما إن رأى رسالتها حتى أتصل وأتاه صوتها الناعم : الو
                عبدالرحمن : مساء الخير
                ضي : مساء الناس القاطعة
                عبدالرحمن : أنا قاطع ؟
                ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
                عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
                ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
                عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
                ضي : امين وياك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
                عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
                ضي : من أول يوم واضح انه متعب مرة
                عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
                ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
                عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
                ضي : تطمن من هالناحية
                عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
                ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
                عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
                ضي أرتبكت ف ألتزمت الصمت
                عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
                ضي : حبيبي ماتقصر ... بتجي باريس هالفترة ؟
                عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
                ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
                عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
                ضي : الحمدلله وعبير ؟
                عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
                بعد صمت لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
                عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
                ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
                عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدا ، أردف : حقك علينا
                ضي : زين سمعنا هالضحكة
                عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
                ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
                عبدالرحمن : شغل ماينتهي
                ضي : دبر لك إجازة تغير جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
                عبدالرحمن : مقدر
                ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
                عبدالرحمن يثبت بكتفه الهاتف و يشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
                ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البكاء : أنا ماأتذمر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتك
                عبدالرحمن يسند ظهره و تنهيدة أخرى يطلقها بصمت
                ضي مع صمته رمشت عينها ف بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
                عبدالرحمن يستمع لعتابها بهدوء
                ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
                عبدالرحمن : خلصتي ؟
                ضي ونبرتها تشاركها البكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، اسفة نسيت مين أنا !
                عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
                ضي ببكاء : ليه تبخل علي ؟
                عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
                ضي بصمت و بكاءها هو مايصل ل بو سعود.
                عبدالرحمن : ضي
                ضي بنبرة مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
                عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
                ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
                عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
                ضي : انا هادية بس
                عبدالرحمن يقاطعها بحدة : لا بس ولا شي !
                ضي : حرام أفضفض لك عن اللي مضايقني ؟ اذا حرام خلاص كلمني كل 5 شهور *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية على حالها*
                عبدالرحمن ألتزم الصمت ف غضبه من عبدالعزيز الذي يكاد يسكن هاج مرة أخرى بضغط ضي عليه و تكاثر مزاجه السيء من ضي و عبدالعزيز أيضا
                ضي : متضايقة من كل شي ..*بتردد* عبدالرحمن قول لبناتك
                عبدالرحمن بغضب : نعممم !!
                ضي برجاء : أنا متأكدة انهم ماراح يعارضون
                عبدالرحمن : وانا خايف منهم عشان يعارضون ولا مايعارضون ؟ عندي أكثر من سبب وانتي عارفته كويس
                ضي : طيب حس فيني والله تعبت حتى من نفسي ، مافيه أحد اعرفه ولا احد اكلمه ! حط نفسك بمكاني تمر شهور ماأنطق فيها حرف مع احد !!
                عبدالرحمن ببرود : صادقي اللي معك بالشقة
                ضي : الشرهة علي متصلة ابي أسمع صوتك وأرتاح وزدتها علي
                عبدالرحمن بجفاء : مع السلامة
                ضي أنهارت ببكائها و هي تضغط على زر إنهاء الإتصال ، عندما تفقد خياراتها من هذه الحياة ، عندما تفقد مسمى " عائلة " ، حين يشطب إسمها من لفظ " عائلة " ، لا شيء يستحق هنا الحياة ! لا أب لا أم لا أخ لا إبن ولا حتى زوج يعوض الفقد الذي صابها ، يعوض خريف عمرها الممتلىء بالغياب ، عبدالرحمن رغم أفعاله إلا أنه يبقى الرجل الوحيد ال أحب و الرجل الوحيد الذي لن أستطيع الإنسلاخ منه ، يبقى الحبيب مهما حدث.

                ،

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                  ،

                  -

                  التوتر يعتليها ، قلب يهبط بشدة على صدرها الرقيق ، نبضاتها تخدش هدوئها ، تعد اللحظات ، ماذا يعني لو علمت بموعد الوفاة ؟ يا أنت غدا يوم مقتلك كيف لي أن أتصرف ؟ لن يأخذني سلطان بالأحضان و لن يبتسم أبي لي و كأنه وقع من الجنون يستطيع تصديقه ! كيف أخبره عن أخيه ؟ لو علم عمي عبدالرحمن كيف سينظر لي ! الطلاق هو مايحكيه منطقي ولكن قلبي يعض أصابعه ب ندم كيف بسهولة أنجذبت نحو سلطان ، رأيته أبي و أخي و حبيبي و أشياء أخرى لا تحكى ، كل هذا كانت عيناي تقوله ، كانت عيناي تتقرب منه وقلبي يعينها ! أما أفعالي تنبذه تحاول البعد .. أنا أحبه.
                  أبو ريان : تأخر سلطان !
                  الجوهرة : إن شاء الله يجي بدري
                  ابو ريان : لأن ماجبت شي معاي ماأقدر أجلس يوم ثاني
                  الجوهرة أبتسمت بقلق ، تشعر بالدوار بمجرد أن تحكي له
                  رفعت عينها للباب الذي ينفتح ، بمجرد دخوله و إبتسامته الشاحبة ترفرف الدمع على هدبها
                  سلطان يسلم بحرارة على والد الجوهرة : أعذرني صارت لنا مشكلة وتأخرت
                  بوريان : ولا يهمك
                  سلطان : شلونك ؟ وشلون الأهل
                  بوريان : الحمدلله كلهم بخير أنت بشرنا عنك
                  سلطان بتنهيدة : الحمدلله .. جلس يريد أن يتنفس براحة و مازال بقايا الغضب على ملامحه
                  بوريان بإبتسامة : هذا زوجك وجاء وش اللي تبين تقولينه
                  سلطان وعينه على الجوهرة : من أمس ومنشغل بالي ، عساه خير
                  الجوهرة و كلمة " زوجك " يرددها قلبها ، نبضاتها فوق الحد الطبيعي و الخطير أيضا ، تكاد تغص في أكسجينها
                  واضح جدا غضب سلطان حتى لو حاول يخفيه بإبتسامته هذه
                  بوريان : تكلمي يا عيني
                  الجوهرة مرتبكة جدا ، دماء تنزل من أنفها حارقة من تلخبط دقات قلبها ، أخذت منديلا : اعذروني شوي
                  بوريان بخوف وهو ينظر لدمائها
                  الجوهرة و تأخذ نفسا عميقا لتردف : ا .. أبي أقولكم موضوع صار من زمان بس لازم تعرفونه
                  سلطان الهادئ يراقب هبوط صدرها و إرتفاعه المخيف و عين أخرى تراقب عينها المرتجفة
                  بوريان : نسمعك ياقلبي ، خايفة من وشو ؟
                  الجوهرة الواقفة امامهم ، بدأت فكوكها تصطدم ببعض لترتبك حروفها و تكثر تأتأتها : كان مفروض ينقال من زمان لكن *بدأت دموعها هنا بالسقوط والإنهمار*
                  بوريان وقف يريد ان يقترب منها ولكن الجوهرة قاطعت إقترابه : يبه أسمعني للأخير ، بكون بخير لا حكيت لكم
                  سلطان ومازال محافظ على هدوئه ينتظرها تتحدث
                  الجوهرة و هذا الأمر المهول لها ينزف معه انفها و دموعها و ربكة حروفها و نبضات متعالية ودوار يهاجم دماغها .. و أشياء متعبة يبح معها صوتها فقط لتخبرهم بما حدث بالماضي ، عيناها على والدها ، الان في نوبة بكاء بمجرد أن رأت تقاويس عينيه المهتمة لها
                  سلطان و عقله متوقف لا يفكر بشيء ، بصوت هادئ : الجوهرة
                  رفعت وجهها المحمر من البكاء و تجمع الدم به
                  سلطان : منتي مضطرة تقولين شي
                  الجوهرة أغمضت عينيها و هي تقول : لازم تعرفون
                  بوريان : طيب أجلسي أرتاحي وش هالموضوع اللي ملخبطك كذا
                  الجوهرة مازالت واقفة : ممكن بس ما تقاطعوني أتركوني أحكي وأرتاح
                  و قلبها يعتصر من الألم ، أي جرأة غبية في نظرها سلكتها ؟ ليتني كنت صامتة و لا عذاب اللقاء هذا
                  كل هذه السنين هينة جدا ولا هذا اليوم
                  كيف ألفظها ؟ لساني لم يعتاد على كلمة مكونة من 6 حروف " إغتصاب "
                  7 سنوات ابلع هذه الكلمة ، 7 سنوات اتجاهل حروفها ، 7 سنوات ألجم بهذه الحروف ، 7 سنوات كيف أنطقها الان ؟
                  7 سنوات أشهق بأنفاس حارقة تدعى " إغتصاب " كيف أزفرها الان ؟
                  لم أعتاد أن أخرج السواد في زفيري ؟ لم أعتاد أبدا على البوح ؟
                  قوة أشعر بها بجناحي قلبي تلقب ب " رحمة الله "
                  يالجوهرة أنطقيها ، أنطقيها يا روحي ، أخبري ما أختبئ بقلبك سنوات ! أخبري الأعين المنتظرة كيف الصبر كتم أنفاسي ليلا و سلب راحتي نهارا ، أخبريهم كيف كان لون الإختناق وشكله.
                  بكاء بل نهرا على ملامح محمرة الان.
                  مازالا يحترمان رغبتها ، صامتان لا ينطقان بشيء.
                  يراقبان تفاصيلها الباكية ، الوالد يخشى على إبنته من الموت في هذا الموضع بعد ما رأى شح إبتسامتها و بكائها ، مصيبة اتية هذا ما يتوقعه قلبه.
                  اما الاخر .. أما الزوج .. أما الحبيب ...... يخشى الحقيقة و . . . نقطة على السطر.
                  تمسح الدماء التي لا تتوقف ، تمسحها من جهة لتنزف مرة أخرى.
                  بنبرة موجعة : كيف أقولها ؟ .... أنفاسها تتصاعد بخوف منهما ، أنفاسها تشعرهم بأن المصيبة موجعة جدا.
                  بعينين ماطرة يحيطها هالات حمراء : أنا ... ياربي .. *أخفضت رأسها و يديها تتشابك في طرف بلوزتها* أنا ... اللهم كن معي ..*دعائها يربكهما*
                  يارب يارب ... *وعيناها الهاربتان من سلطان تسقط عليه وبسقوطها تنهار بمطر لا يهدأ*
                  أكملت و الدموع تكمل سيرها لتختلط بالدماء : ياربي .. يامعين .. *تصادمت فكوكها لتردف* كيف أقولها ياربي
                  بوريان برحمة على حالها : ياروحي وش اللي كيف تقولينه
                  الجوهرة عضت شفتها السفلية بقوة لتنزف هي الأخرى
                  الزوج المنتظر عقد حاجبيه من منظر دمائها ، أي حقيقة توجع هذه ، لا نريد معرفتها مادامت تهلكها لهذا الحد
                  الجوهرة تقاوم ، كل هذا البكاء و حمرة الدماء و إنهيار عرقها و دقات قلبها .. قادرة برحمة من الله أن تتجاوز كل هذا
                  غصة بلسانها ليست قادرة على بلعها ولا حتى تقيؤها ؟ كيف تنطق ؟ علمني النطق يا خاطف اللون من قلبي ؟
                  أنظارها على سلطان و حكاية تخبرها عينها ،
                  بنفس عميق : لما رحت الرياض و تركتوني عشان دراستي بثالث ثانوي
                  بوريان : إيه مع ريان
                  بوجع : و تركي
                  بوريان : ايه تركي بعد
                  الجوهرة : في ذيك الليلة . . . ا . . *أغمضت عينيها لا تريد الرؤية أبدا لا تريد أن ترى إنكسار والدها ، موجعة جدا أن ينكسر ظهر والدها بسببها و اه من خيبة سلطان و وجعه*
                  تكمل والكلمات ترجف : مقدرت أتكلم كل هالسنين ، مقدرت لأني خفت .. خفت من أشياء كثيرة ، خفت عليك يبه وخفت منك و خفت من كلام الناس ، بس الحين مقدر أسكت لأني ..............*عيناها تستدير لسلطان* لأني ... لأني تزوجت و لازم أبني حياتي من جديد و لأن سلطان ما يستاهل أني أبدى حياتي معاه بهالصورة
                  بوريان الجاهل عن ماذا تتكلم و سلطان العارف بتفاصيل ما تقول.
                  سلطان بمقاطعة حادة : ما شكيت لك
                  الجوهرة : أتركني اكمل
                  سلطان وقف وبنبرة الغضب : لا مايصير تقولين لأبوك هالحكي
                  الجوهرة : سلطان واللي يخليك لازم يعرف
                  سلطان بحدة : الجوهرة
                  بوريان : منتي مجبورة تقولين أشياء صارت وانتهت كلنا نخطي بس نبدأ من جديد دام لنا رب غفور
                  الجوهرة ببكاء الضعف وصوتها يختفي شيئا ف شيء : بس أتركوني أكمل
                  سلطان بغضب لم يستطع ان يسيطر عليه : أنتهى الموضوع
                  الجوهرة بإنكسار تترجاه : دقيقة
                  سلطان والغضب يبصر من عينه : ماكنت متوقع اني مرعبك لهدرجة !!!
                  الجوهرة و خيبة أخرى : منت مرعبني أنا .. أنا يا سلطان .. نبضها يخدش الحروف من بين شفتيها في هذه اللحظات
                  تراجعت عدة خطوات للخلف و بنبرة قطعت بها حسرة علقت من 7 سنوات و هذه ثامن سنة لن أكملها أبدا و الغصات تنتظر ماء طال إنتظاره ، أرضي اليابسة لم يعد ينفع معها ماء ، جاء وقت اخر جاء وقت تموت به الأرض أو تحيا ، أختار يا قلبي إما حياة او موت ، ف سقيا الصدقات لا تجدي نفعا : في نوفمبر 2005 أنا . . أنا ماني ..
                  بمنظر ينحني الجميع لأجله شفقة على حالها وهي تضع كلتا كفيها على أذنيها و مغمضة عيناها ، تنطق بحروف سريعة : ضيعني تركي ... رجعت للخلف أكثر لتتعثر بعتبات الدرج وتسقط على الدرجة السابعة.
                  فتحت عيناها ، تنظر لوالدها الغير فاهم ، الغير مصدق
                  بوريان بنبرة خافتة : ضيعك بأيش ؟
                  الجوهرة و عيناها غارقتان بدموع مالحة تمر على دمائها الحامضة و ملامحها المختنقة تنطق : س س .. سلط .. ماهو أول *وكأنها ركضت مسافة طويلة حتى أن الإرهاق والإجهاد واضح بين كلماتها التي تأتي متقطعة* .. ماهو أول ... رجال .... *لم تكمل لم تتجرأ أن تكمل أبدا*
                  والدها و غص ب ريقه و هو يستنتج " الشرف " و ملامحها تخنقه أكثر .. كيف لعقله أن يصدق هذا الجنون ، أخي ، أبني الاخر ، تركي ، مستحيل ! ! كيف أستوعب ! كيف تنطق ! و انا بمجرد طيف التفكير تحشرج بها صوتي ، تركي ! هل أنا أحلم أم ماذا ؟ إبنتي مع تركي ؟ أم تركي دلها على طريق فاسد !
                  عقلي متوقف .. متوفي , تركي !!!
                  الاخر ، أي جمود يتصف به الان ؟ أي برود يخنقه ليجعله واقفا ! كيف يقف و هو يسمع بضياع الشرف ! كيف ضاع ؟ كيف يتزوج بإمرأة أضاعت شرفها ؟ أي منطق يقبل بهذا الزواج ! أي عقل يحكم عليه أن يصدقها ، هذا السبب ، هذا ما كان يقف عائقا ، أي إستغفال لسعني ؟ أي غباء أشعر به الان ! أي كره أحمله لك يا خائنة.
                  والدها بنبرة شك : شرفك ؟
                  الجوهرة و بإنهيار تام و إن كان هناك درجة فوق التام فهي تقف على قمتها وبنبرة موجعة مرتبكة : تحرش فيني .. والله مالي ذنب .. والله يبه *تردد الحلف بقهر المظلومين *
                  إنكسار يطعن بظهره ، أخيه ؟ أختنق الدم في قمة رأسه ، أنحنى ظهره و عيناه على الأرض ، جنون ما يسمع به ، جنون ... جنون يا عبدالمحسن ؟ تركي لا يفعلها ، تركي قائما مصلي لا يتحرش بإبنتي ؟ و أبنتي حافظة القران كيف تتحرش به كيف تقودها قدميها للحرام ؟ زنا أم إغتصاب أم ماذا ؟ قل لي زنا و أقتلني و قل لي إغتصاب و أنحرني.
                  سلطان و لم يتمنى الإختفاء أبدا كما يتمنى الان الزوال من هذا الجنون ، أغمض عينيه يحاول التصديق ، يحاول أن يحكم غضبه يحاول أن يسقط السلاح بعيدا عن خصره قبل ان يفرغه برأس هذه الإمرأة !!
                  الجوهرة الساقطة على عتبات الدرج و قطرات دماء حولها و عيناها المكسورة تترجى : والله
                  بخطوات غير مفهومة ، يقترب منها
                  صعدت بقلة حيلة درجات أخرى للأعلى ، عينا سلطان ترعبها الان
                  تجاهل وجود والدها تجاهل هذا العالم بأكمله ، تجاهل حتى عقله والمنطق ! ما يشعر به الان لن تهدئه كلمات ولا حلفها ! مايشعر به الان هلاك و هلاك عظيم يحف سلطان.
                  و الموت يدني منها ، أبتعدت أكثر وهي تتعثر أكثر بالدرجات و دمائها تنزف بتكاثر.
                  وقف أمامه ، إن قتل إبنتي على يدك لن أرضاه ، أجعل مهمة إلمام هذا الشرف لي ؟ أجعل هذا الغضب لي .. أترك أبنتي فإن قتلها على يدك محال.
                  الجوهرة وسيقانها لا تساعدها على الوقوف
                  سلطان : أبعد عن طريقي
                  بوريان : أتركها و الطلاق زي ماتبي يصير
                  سلطان وبراكين تثور الان و بنبرة مصممة : أبعد عن طريقي
                  بوريان ورغم هذا يخدع نفسه بقوله : اللي حفظت كتابه ماتهين حدوده
                  سلطان بصمت يرعب بقايا العزة في نفس الجوهرة و يضج ببقايا كرامة على ملامح عبدالمحسن.
                  بوريان : طلقها و أستر على خلقه الله يستر عليك
                  سلطان مازال صامت و فاجعته أستهلكت قوة لسانه
                  ألتفت بوريان على إبنته وبعين كسرت و أخرى تعاتبها غير مصدقة ، بنبرة حادة : روحي جيبي عباتك
                  سلطان يقطع سيرها للأعلى بصوت حاد غاضب .. أيضا موجع : مالك طلعة من هنا
                  بوريان وعينه التي تجهل نوايا سلطان ، بصوت متعب ينبأ عن غضب كبير : سلطان أرحمنا الله يرحمك ! ماعاد بي حيل أكثر
                  الجوهرة وتنظر لألوان حديثهم كيف أن لا أحد يصدقها ، و عين سلطان ذات حديث يرعبها !
                  بوريان : ماعرفنا نربي لا تكسر ظهورنا اكثر
                  الجوهرة بكلمة والدها خانتها أقدامها لتسقط على ركبتيها تجهش بدموعها
                  أخيه و إبنته ، لا طاقة تستوعب مايحدث الان
                  سلطان بغضب كبير ، بإنكسار فظيع ، بقهر و اه من قهر الرجال ، أي رجولة ترخص بعينه وهو لا يفعل شيئا أمام مصيبته و بنبرة حادة : ما يخلص الحساب كذا !! أبعد واللي يرحم شيبك
                  تقدم للجوهرة ومسكها من زندها تكاد أصابع سلطان تنحفر بجسدها من شدة مسكها ، لا أعصاب تملكها تتحمل كل هذا ، نفسها يقف ! صدرها من الهبوط توقف ! كل شيء يسكن و يهدأ من الخوف وهي بين ذراعي سلطان.
                  ينظر لهما بإنكسار ، يحمي من ؟ هل يحمي الضياع ؟ أم يحمي إبنته من سلطان ؟ أي مصيبة أتت منك يالجوهرة ؟ أي عقل يجبرني على تصديقك ؟ خذلتي الطهر قبل أن تخذلي والدك ! لو يتقطع لحم جسدك بأصابع سلطان فهذا أقل ما تستحقيه ؟ أي عقاب سيرحمك ؟ . . . تركي هو من سأتأكد منه والله إن كان مثلما تقول الجوهرة والله وبالله ليذوق الجحيم في دنياه ، بتفكير المقهور أغمى عليه أو ربما شيئا اخر.
                  أي رحمة تنزل على الجوهرة تجعل سلطان يصرف نظره عنها قليلا ، أي ألم يزلزل قلب الجوهرة و هي تنظر لوالدها ؟ أي موت تشعر به روحها ؟ أي قلب يتحمل ؟ اي قلب !
                  سلطان ينحني ل بو ريان ، يحاول أن يسعفه بما يعرف ، نبضه ضعيف هذا ما وضح له ، وبقوة حمل بوريان بين ذراعيه ! وأي عقل يصدق جسد خف وزنه ؟ المقهور ضعف و كأنه مات نسبيا حتى يحمله سلطان الان.
                  شهقت بكلمة " يبه " كسر غصنها ، لأول مرة تبصر الحياة بعد سنوات في ظلمة قبر تركي ، و هذه الحياة أوجعت روحها و نبضها و كل تفاصيها أوجعت والدها.
                  تسحبت إلى أن دخلت غرفتها ، تريد السجادة الان ، ارتدت جلالها القريب منها و لم تقوى الوقوف ف سجدت
                  في سجودها تنزف دما و بكاء و حياة.
                  تبكي بإنهيار العينين الراجية ، هل ما رأته للتو حقيقة ! نطقت تكلمت قالت أخبرت ... كل هذا ! لساني تحدث به ، بالحقيقة خسرت سلطان و بعض من أبي غادرني ، خسرت الطهر بأعينهم ، شيء يصبر هولي شيء يقول لي " ما دام الخالق راضي سيرضى خلقه علي " أو أنا أكذب على نفسي ، رحمة من الله تصبرني و دون الله كدت أن أموت و أنا الفظ إسمه ، يالله منكسرة ضعيفة أحتاج لطفك و رحمتك.
                  رغم أن لا أحد صدقها ، رغم الضياع رغم أن سلطان شعرت بأنه يريد قتلها ! رغم أن والدها هوى ساقطا ، رغم كل هذا أنا نفضت يدي من حياة تجمعني مع سلطان و من رحمة تقربني لوالدي ..... أحسن خاتمتي يارب ولا تحملني ما لاطاقة لي.

                  ،

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

                    في طريقه بالسيارة ، قد بعد عن الشرقية جزء لا بأس به
                    مسفر : أبشر غرفتك جاهزة بس أنت نورنا وخلنا نشوفك
                    تركي : يمكن أطول يعني مدري على حسب
                    مسفر : الشقة شقتك الله يصلحك
                    تركي : ماتقصر حبيبي تسلم
                    مسفر : درب السلامة
                    تركي : بحفظ الرحمن ... وأغلقه.
                    لم يتصل عبدالمحسن إلى الان ؟ ربما تريد إخبارهم بشيء اخر . . تنهد بضيق وهو يفكر بأي طريقة سيعرف هل تحدثت لهم بما يخشاه أو تحدثت بأمر مختلف ؟ أريد حلا لأعرف ماذا يحصل في بيت سلطان الان.

                    ،

                    في مساء متأخر.

                    تحضر طاولة الطعام ؛ أمتلأت الأطباق بما صنعت ، رتبت جوا جيدا لبداية صحيحة ، دخلت للحمام لتتحمم و تزيل رائحة الطبخ من جسدها ، أنتهت ب 10 دقائق لتسأل نفسها ، ماذا أرتدي ؟
                    هذا السؤال بعثر قواها ، بتنهيدة فتحت الدولاب ؟ لن أتراجع عن ما أخطط له . . أرتدت قميص نوم ناعم باللون البصلي ، يبدو ساترا طويلا ، وقفت أمام المراة ، لم يراها مطلقا بلمحة مكياج أو حتى شعرها يترنم على كتفيها ! نشفت شعرها بالإستشوار و بنعومة سقط على كتفها ، كحلت عينيها بالسواد ، بعض الماسكرا لتتراقص رموشها ، و شفاه بلون هادىء يميل للزهري ، نظرة أخيرة لشكلها و هذه النظرة تسربت للباب الذي يفتح ويبشر بدخوله ، وقعت عينها بعينه من المراة ، ألتفتت عليه.
                    يحاول ان يصدق بأنها فعلا هي أمامه ، الصورة العنيفة التي في باله لن تكسر بسهولة ، أول مرة يراها ك " أنثى " ، أي جمال تملك ؟ تقاسيم ملامحها تكفي بأن أنجذب نحوها ، عيناها مازالت مصيبة والله إنها فاتنة !
                    مهرة بإبتسامة : مساء الخير
                    يوسف : مساء النور
                    مهرة و التوتر يتبين بإرتفاع صدرها وهبوطه
                    يوسف يتأمل الطعام : تسلم إيدك
                    مهرة وبربكة كلماتها : الله يسلمك
                    يوسف وضع مفاتيحه على الطاولة و هو ينزع كبك كمه
                    مهرة ولم تتوقع أن ترتبك بهذه الصورة أمامه ، أردفت بنبرة متزنة وهي ترقد كفوفها على طرف الطاولة : يوسف
                    يوسف ألتفت وبعينه يستمع إليها
                    مهرة تبتسم وهي تقترب منه ، يبدو الشياطين ترافقها : بنسى كل اللي صار وكيف صار وكل شيء وبحاول قد ما أقدر أكون واضحة وياك ، نبدأ صفحة جديدة وكل اللي مضى تجاهله وإن شاء الله تتغير أفكارك عني
                    يوسف ويشعر بأنه حقير وهو يقترب من الضحك لكن حبس ضحكته وأبتسم دون أن ينطق حرفا
                    مهرة : إيه وش قلت ؟
                    يوسف و نظراته تسير من أسفل قدميها حتى رأسها ، هذه النظرات كفيلة بأن تحرق جلد مهرة بحرارة الخجل.
                    أردف : وشو ؟
                    مهرة : قلت ننسى اللي صار
                    يوسف : انا اصلا ماأتذكر أشياء تكدرني فتطمني من هالناحية
                    ... جلس ورغم أنه ليس بجائع إلا أن منظر الطعام شهي ولذيذ جدا لبطنه
                    مهرة تجلس بمقابله ، ستتعب فعلا في إمالته لطرفها حتى أنها لا تشعر بأي نظرة إعجاب في شكلها و كأنها ترتدي قطنا رديئا لا يجذب حتى أسوأ الرجال ذوقا ، تنهدت وهي تتأمل طريقته المرتبة في الأكل ، يشبه أختيه في طريقته ، كم تمقته و تمقت أخيه الاخر ، حقدها يزداد في كل لحظة ، لايغيب عن بالها أبدا انها فقدت وطنا بأكمله عندما سمعت خبر مقتل اخيها ! كان هو بمثابة الصديق والأب ، كسرها موته و كسر قلبها ردة فعل والدتها ، تشعر بعظيم حزن أمها بأبنها الغالي و تعي جيدا أنها أرادت وطنا اخر لإبنتها ولكن أخطأت الإختيار.
                    يوسف يرفع عينه لها ولا يحب أحدا يتأمله بهذه الصورة أثناء أكله : ناسية شي بوجهي
                    مهرة ألتزمت الصمت وهي تشتت نظراتها بعيدا عنه
                    يوسف : أول مرة أنتبه انه عندك غمازة من كثر ما تضحكين مالمحتها *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
                    مهرة تدرك أن على خدها الأيمن غمازة بسيطة لا تكاد ترى حتى عندما تبتسم ولكن تتضح كثيرا في ضحكها النادر : إن شاء الله تعودني على الضحك
                    يوسف ولا تعامل حسن مع الناعمة : لا يكون تتمصلحين عشان السفرة
                    مهرة وكأن ماء باردا أنزل عليها من طريقة تفكيره
                    يوسف : هههههههههههههه دعابة لا تنهارين بس
                    مهرة تبتسم مجاملة وفي داخلها " يا ثقل دمك "
                    يوسف يشرب من العصير ويردف : على العموم العشاء حلو مع اني ماأحب الأشياء الثقيلة قبل النوم حاولي تسألين وش أحب عشان ماتتعبين نفسك على الفاضي
                    مهرة : إن شاء الله
                    يوسف يتجه لحمام غرفته ، دقائق حتى تجاهلها بكلمته : تصبحين على خير
                    مهرة وعيناها تسير معه لدولابه ، أي تجاهل منه تراه الان ؟ ولم يعبرها حتى !! " الشرهة على اللي متزينة عشانك ومحضرة العشا ولا أنت فلافل وتخب عليك " *قالتها في نفسها و تسخر من حالها معه*

                    ،

                    في مكتبه و ساعة من الليل متأخرة
                    بوسعود يحجز من حاسوبه رحلة إلى " باريس "
                    مقرن : وش تحجز ؟
                    بوسعود : لباريس المشكلة مافيه عودة إلا بعد أسبوع يعني بجلس اسبوع هناك
                    مقرن : شف ترانزيت
                    بوسعود : شيكت مالقيت رحلات
                    مقرن : ضروري مررة ؟
                    بوسعود : عشان ضي
                    مقرن : والبنات ؟
                    بوسعود : معتمد عليك
                    مقرن : أكيد مايبي لها كلام قصدي أنك ماراح تاخذهم معك ؟
                    بوسعود : مجنون اخذهم معي
                    مقرن : قلت لبو بدر ؟
                    بوسعود : بكرا بقوله دام الجوهي راكد هاليومين
                    مقرن وقف : على خير إن شاء الله ، يالله تصبح على خير ..
                    بوسعود يؤكد حجزه ويغلق اللاب توب الخاص به ، أغلق دروجه جيدا ، وخرج متبعا مقرن.

                    ،

                    يتبع

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


                      ترتدي فستانها الأبيض للمرة الألف ، شغفها و حماسها لا يهدأ ، لم يتبقى سوى القليل و يجمعها الله مع ريان تحت سقف واحد.
                      هيفاء بتملل : حفظت كم خيط فيه
                      ريم بضحكة وهي تستدير حول فستان الحلم و زفافها الأبيض الكبير ، تبقى هذه ليلة في العمر وتبقى الأهم : أحس الأيام تعد معاي
                      هيفاء : ماألومها كنك أول بنت بتعرس ! أنزعيه لا يتوصخ بعدين نجلس ندور لك مصبغة وتخربه لك
                      ريم : الحين بنزعه خلاص ماراح ألبسه إلا بليلة العرس
                      هيفاء : هذا وجهي اذا ماجيتي بكرا لابسته
                      ريم بدقائق بسيطة علقت الفستان في دولابها و هي تهتم لاخر طرف أن لا يفسد
                      هيفاء : أنا أتوقع أنه ريان بيكون زي منصور يعني ماهو من النوع اللي يظهر مشاعره
                      ريم بأحلام ورديه : أحس بيكون زي لين أبوي و صلابة منصور ، أحسه قليل الكلام .. اممم اتوقع بيكون خجول زي الجوهرة
                      هيفاء : هههههههههههه أما خجول ! ماأحب الرجال اللي يستحي كثير حلاته قليل ادب *أردفت كلمتها الأخيرة بهبال*
                      ريم : يالله لا تشقينا مثل رتيل يوم تقول الرجال الوقح عندي محترم
                      هيفاء ضحكت لطريقة تفكير رتيل المشابهة بعض الشي لها ، أردفت : الله يذكرها بالخير خلني أتصل عليها و أدوج ذا الإنسانة شي جميل
                      ريم : يالله روحوا قبل لا تهجدون
                      هيفاء : ها ها ها فهمتها يعني احنا شياطين ماأقول غير مالت *وتكش عليها بكفيها*

                      ،

                      في مكتبه ، مستغرب تأخر سلطان و عدم رده على إتصالاته ، بدأت الشكوك تحيطه و هو يرى هاتف الجوهرة أيضا مغلق.
                      قطع تفكيره صوت هاتفه وعلى الشاشة يضيء إسم " ريان "
                      ريان : صباح الخير
                      بوسعود : صباح النور
                      ريان : شلونك عمي ؟
                      بوسعود : بخير الله يسلمك أنت شخبارك ؟
                      ريان : الحمدلله بخير
                      بوسعود : وشلون أفنان ؟
                      ريان : رايحة دورة في باريس
                      بوسعود وتوقف العالم أمامه للحظة : باريس !!
                      ريان : مع اني عارضت بس ابوي الله يهديه
                      بوسعود ولم يهتم لهذا الأمر كإهتمامه بأي دورة وهل هذا مصادفة ، : أي دورة ؟
                      ريان : مدري عنها والله بس 3 شهور وبترجع
                      بوسعود و مدة الدورة ثلاث شهور !! كل الشكوك تتأكد
                      ريان : ماعلينا كنت بسألك عن ابوي مايرد على جواله ! هو للحين عندكم ؟
                      بوسعود تنهد : لأ خبري فيه أمس راح للجوه .. لم يكمل وعقله يربط بين تأخر سلطان و سؤال ريان و الجوهرة.
                      ريان : صاير شي ؟
                      بوسعود : لا لا بيمشي الدمام العصر
                      ريان : بالله لا شفته قوله يفتح جواله لأن امي ذبحها التفكير حتى الجوهرة جوالها مغلق
                      بوسعود : ولايهمك خلها تتطمن
                      ريان : مع السلامة .. وأغلقه
                      بوسعود يترك جميع مابيده ليخرج متوجها لبيت سلطان.
                      في طريقه يتصل مرارا و تكرارا على جميع الهواتف التي تتعلق بسلطان ، بدأ القلق يلتهم عقله ، زحمة الرياض لا تطاق وجدا ، يشعر بأنه يراكض الوقت.
                      بضجر : رد يخي
                      نظر للواتس اب كان اخر دخول لسلطان الساعة الخامسة عصرا من اليوم السابق
                      يبدو أن شيئا حدث هذا ليس مجرد صدفة ! و شيب رأسي لا يؤمن بالصدف.
                      أتصل على هاتف بيته ولا مجيب ، كان سيغلقه لولا صوت عائشة الذي أتاه : ألو
                      بوسعود : هلا عايشة ، وين بابا سلطان ؟
                      عائشة : ما يأرف*يعرف* انت بابا ابدالرهمان
                      بوسعود : ايه طيب عطيني الجوهرة
                      عائشة : شويه .. تركت السماعة وتوجهت للأعلى ، طرقت باب الجناح لثواني طويلة ولا مجيب . . بصوت صاخب : ماما فيه بابا أبدالرهمان
                      وأيضا لا مجيب
                      من خلفها : maybe she was sleeping
                      ألتفتت للخادمة الفلبينية : شنو يقول حق بابا الهين ؟
                      الخادمة : what ? Please aisha speak english
                      عائشة بإنجليزية محرفة : أنا يقول what say to بابا أبدالرهمان
                      الخادمة : she's sleeping و تركتها.
                      عائشة تسير خلفها : بابا سولتان where ؟
                      الخادمة : I don't knew
                      عائشة : انا مافيه see today
                      الخادمة ضحكت من لغة عائشة الإنجليزية
                      عائشة : أنتي في مجنون والله .. مسكت السماعة لتجيب : ماما جوهرة يمكن هوا نايم
                      بوسعود : و سلطان ؟
                      عائشة : انا مافيه يشوف اليوم
                      بوسعود ويتحدث بلكنتها : طيب بابا كبير امس يجي ؟
                      عائشة : بابا الجوهرة
                      بوسعود : ايه موجود ؟
                      عائشة : لا ما يأرف بس هوا يجي أمس وانا وهادا خدامة مجنون يشتغل فوق مايشوف هوا بأدين يروه *يروح* شمس ينزل مايلقى أهد*أحد*
                      بوسعود : ولا أحد ؟ يعني طلعوا
                      عائشة : بابا سولتان و بابا حق جوهرة فيه يطلع لأن انا مايشوف بس ماما جوهرة فيه فوق كان غرفة هيا
                      بوسعود ولم يأخذ منها حق ولا باطل : طيب انا جاي الحين .. أغلقه و الإشارة واقفة إلى الان ، يالله يا هذه الزحمة !!

                      ،

                      تحت قلق سلب منها النوم ليلة الأمس ، لم تصدق مكاملة ريان ل بوسعود ، تشعر بضيق شديد ينبئها عن مصيبة اتية : قلبي قارصني يقول أنه فيهم شي
                      ريان : يعني يمه وش أسوي قلت لك عمي عبدالرحمن طمني وقال العصر بيمشي
                      أم ريان : طيب وراه مايتصل واختك مسكرة جوالها
                      ريان : يمكن شحنه قضى يمكن طاح يمكن ضاع يعني لازم شي شين عشان يكون سبب
                      أم ريان بتوتر : يارب لا تفجعني فيهم
                      ريان رفع حاجب إستنكار : تركي وينه ؟
                      أم ريان : مدري عنه
                      ريان : غريبة !! ماهو بعادته يطلع في هالوقت

                      ،

                      صحى على صوت المزارع الهندي الصاخب ، غسل وجهه و توضأ - لم تكن هناك صلاة ولكن عندما تدرب سلطان على يد بوعبدالعزيز في فرقة بالصحراء كان يجبرهم على الوضوء في كل مرة ينقض بها حتى و إن لم يكن هناك أي صلاة ، فأصبحت عادة لا تضيع ، توارثها الجميع من تحت يد سلطان العيد لسبب واحد " أنت لا تعلم متى تقبض روحك ف الجميل أن تكن طاهرا "

                      سنة 2000 ميلادية ، صيف لا ينسى لسلطان ، حر وشمس حارقة.
                      ربط ذراعه المكسورة بخشبة مستطيلة لتثبت ذراعه ، يسير خلفهم و الشمس تخترق عيناه.
                      سلطان العيد بحزم : 10 ثواني والكل متوضي
                      يتسابقون للمياه و كأنها كنز مدفون ، بعد العد للعشرة يحرمون من المياه ، لا هناء في نوم ولا طعام ، فالطعام يبحثون عنه كالمشردين ، ينامون لنصف ساعة ثم يستيقظون بفزع من أصوات قنابل - هذا القنابل الوهمية هي المنبه لهم - يعاقبون شر عقاب ك وقوف تحت الشمس الحارقة بأقدام عارية إذا تأخر عن الصلاة ثانية واحدة ، يمر بهم أسبوعا للعذاب لا ينامون فيه إلا ساعة واحدة ، يأكلون الزواحف بكافة أنواعها والأرانب حية ، هذا ليس تعذيب ولكن لتنضج الرجولة و تقسو القلوب إتجاه أعداء الوطن و هذا كله فداء للوطن حتى يقال بإستحقاق أنه رجل يدافع عن دينه و وطنه.
                      شاب اخر كان سيشرب من الماء ليروي عطشه ولكن سحب القارورة من يده وهو يقول : عشرة

                      مسح سلطان وجهه المبلل بالمنشفة ، لم يكن بحاجة لتوجيه في حياته بأكملها كحاجته في يومه هذا ب رأي من سلطان العيد.

                      خرج لمزرعته ينظر للزهر الذابل وبنبرة جافة : هذا ليه كذا
                      المزارع الهندي أكتسب اللكنة النجدية من حياة أمتدت ل ثلاثين عاما هنا ومن يسمعه لا يقل بأنه هنديا : التربة ملوثة
                      سلطان عقد حاجبيه وينظر لمزرعته الكئيبة في نظره رغم ألوانها الزاهية ، تناثرت صرخات الجوهرة أمام عينه ، لا يريد التفكير بها ! يريد أن ينسى شيئا إسمه " الجوهرة "
                      فتح هاتفه و أنهالت عليها - الإتصالات التي لم يرد عليها -
                      أتصل على المستشفى ليرى حال عبدالمحسن ، : السلام عليكم
                      الإستقبال : وعليكم السلام
                      سلطان : معك سلطان بن بدر الجابر
                      ونبرة الإسم تكفي لتبين أهميته : والنعم كيف نقدر نخدمك ؟
                      سلطان : غرفة 206 عبدالمحسن بن خالد ال متعب ؟ كيف حالته الحين
                      الرجل و هذه الأسماء تربكه ! لم يتوقع يوما أن يحادث شخصا بمنصبه - بعفوية تفكيره سرح -
                      سلطان : ألو
                      انتبه لنفسه : دقايق من وقتك الله يسلمك .. نظر لفحوصات اليوم وبين الملفات ، ماهي الا دقيقتان حتى أتاه صوته مرة أخرى : الحمدلله ضغط الدم في مستواه الطبيعي و السكر و مثل ماهو مكتوب أنه مر بأزمة لكن كل أموره الحالية مستقرة ولله المنه وتفاديا للمضاعفات مستقبلا راح يكون عندنا لين نتأكد من سلامته
                      سلطان : يعطيك العافية أجل حولوه لجناح خاص تحت إسمي
                      هو : أبشر تحب تأجل دفع التكاليف لاخر يوم
                      سلطان : لأ اليوم إن شاء الله لكن ممكن العصر
                      هو بتعليمات المستشفى التي لا مفر منها : أحب أنبهك أنه زيارته أول يومين ممنوعة إلا للأقارب المقربين جدا
                      سلطان تنهد : طيب ، شكرا مرة ثانية ..
                      هو : واجبنا الله يسلمك .. وأغلقه
                      سلطان يقرأ رسالة قد أنتظرها " ماهو موجود بالدمام وبحثت عن سجلات المسافرين باليومين اللي فاتوا لخارج المملكة ومالقيت إسمه ، ممكن يكون بالرياض ! "
                      أتصل على هذا الرقم وبعصبية دون حتى أن يسلم : كيف ماهو موجود !! شف الرحلات الداخلية ولا أسأل أي كلب عنه . . تجيبه لي لو تطلعه من قبره !!


                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...