موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    #81
    زكريا وابنه يحيى عليهما السلام،

    استمر حكم هيرودس حتى سنة 4 ق.م وعاصره من الأنبياء زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، كما
    عاصرته مريم بنت عمران عليها السلام، وفي اخر أيامه ولد المسيح عليه السلام .

    كان زكريا عليه السلام يعمل نجاراً، وقد تولى كفالة مريم بنت عمران، ورزقه الله سبحانه _ بعد أن
    بلغ الكبر وكانت امرأته عاقراً – ولداً هو يحيى عليه السلام، وكان لزكريا ويحيى جهود كبيرة في
    دعوة بني إسرائيل للهداية الحق .

    وقد جاءت البشارة بيحيى بأنه سيكون {سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين}، أي يسود قومه
    ويفوقهم ويحبس نفسه عن الشهوات عفة وزهداً ويكون نبياً، فلما ولد يحيى وبلغ السن الذي يؤمر
    فيه قال له تعالى {يا يحيى خذ الكتاب بقوة}، أي خذ ما في كتاب الله بجد واجتهاد واتاه الله الحكمة
    ورجاحة العقل منذ صغره {واتيناه الحكم صبياً}، وقام يحيى بواجبه في الدعوة والأمر بالمعروف
    والنهي عن المنكر، وقد اشتهر في الأدبيات المسيحية باسم يوحنا المعمدان والمعمدان نسبة إلى ما
    ذكر أنه كان يعمّد الناس (يغسلهم بالماء) لتطهيرهم من الخطايا، وكان يحيى يبشر بقدوم المسيح عليه السلام .

    وقد دفع يحيى عليه السلام حياته ثمناً لموقفه الصلب من رغبة هيرودس بالزواج من ابنة أخيه
    (وقيل ابنة أخته) حين أنكر ذلك، وكانت هذه الفتاة واسمها (هيروديا) بارعة الجمال، فحقدت أم
    الفتاة والفتاة على يحيى، وتزينت البنت ودخلت على هيرودس فرقصت أمامه حتى ملكت مشاعره،
    فطلب منها أن تتمنى فتمنت رأس يحيى!! فاستجاب لها وقتل يحيى وقدم رأسه على طبق هدية لهذه
    الفاجرة!! {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً} .

    ولم يكتف هيردوس بجريمته هذه إذ أنه قتل زكريا عليه السلام أيضاً حيث نشره بالمنشار!! لأنه دافع
    عن ابنه يحيى وعارض صحة الزواج لمانع القرابة .

    أما مريم – سيدة نساء العالمين – عليها السلام فقد ولدت قبل يحيى عليه السلام، وكانت أمها قد
    نذرتها وهي جنين في بطنها في سبيل الله {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسناً وكفلها زكريا
    واصطفى الله مريم {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}.
    وقدر الله سبحانه أن يجري معجزاته العظيمة بأن تلد مريم ابنها المسيح من دون أب وأن يتم ذلك
    بكلمة من الله كن ونقف هنا لنقرأ النص القراني الموجز حول قصة المسيح ورسالته {إذ قالت
    الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والاخرة
    ومن المقربين. ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت رب أنى يكون لي غلام ولم
    يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، ويعلمه الكتاب
    والحكمة والتوراة والإنجيل، ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم باية من ربكم أني أخلق لكم من
    الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله
    وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لاية لكم إن كنتم مؤمنين ..} .

    ولد عيسى بن مريم حوالي 4 ق.م في بيت لحم، وتذكر الروايات أن مريم هربت بعيسى مع يوسف
    النجار إلى مصر خوفاً على ابنها من ظلم هيردوس وبطشه، ثم ما لبثوا أن عادوا بسرعة إلى مدينة
    الناصرة حيث عاش طفولته وشب على عوده هناك ولذلك عرف باسم يسوع الناصري وسمى أتباعه النصارى .

    لقد كان عيسى بن مريم اية من ايات الله حسم حقيقة أمره أمام الناس وهو رضيع في مهده فأكد أنه
    عبد الله وبشرهم بنبوته {قال إني عبدالله اتاتي الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت
    وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً}.

    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      #82
      {ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}


      وهناك في الأرض المباركة فلسطين قام عيسى عليه السلام بواجب الدعوة إلى الله وبذل جهوداً كبيرة


      في هداية بني إسرائيل، وبشرهم بقدوم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

      {ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}

      وعلى الرغم من المعجزات التي أجراها الله على يديه وما تضمنته رسالته من حق ونور إلا أن بني
      إسرائيل جحدوا وأنكروا وناصبوه العداء،ولم يؤمن به إلا عدد ضئيل .

      ويذكر التاريخ أنه لما جاء عيد الفصح من سنة 30 م ذهب المسيح إلى أورشليم (القدس) وزار
      الهيكل واستنكر وجود الصيارفة والباعة، وفي إنجيل متى (21/12 – 13) ودخل يسوع إلى
      هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة
      الحمام، وقال لهم مكتوب أن بيتي -هكذا النص- بيت الصلاة يدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص .

      وقد حقد اليهود والوجهاء على المسيح، وفي إنجيل لوقا (19/47) وكان يعلم كل يوم في الهيكل
      وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجود الشعب يطلبون أن يهلكوه، وسارع مجلس اليهود الديني
      السنهدرين إلى الاجتماع وقرر القبض على المسيح وأصدر في الحال حكماً بإعدامه بتهمة التجديف والخروج عن الدين .

      ثم إنهم ساقوه إلى الوالي الروماني – في ذلك الوقت – بيلاطس البنطي الذي يحق له وحده تنفيذ
      الإعدام، ولم يجد هذا جرماً من المسيح يوجب قتله فقامت قيامة اليهود، وأخذوا يصرخون بصوت
      واحد، اصلبه، اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا. وقد اضطر كارهاً إلى الموافقة على إعدامه، غير أن
      الله سبحانه أدركه برحمته فرفعه إليه في الوقت الذي ظن فيه اليهود أنهم قتلوه
      {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم . . بل رفعه الله إليه } .



      وطويت هذه الصفحة من تاريخ الصراع بين الحق والباطل على الأرض المقدسة، فقد كذب بنو
      إسرائيل باخر بني أرسل إليهم واتهموه بالسحر وتامروا عليه، وامن بعيسى الحواريون وأخذوا
      ينشرون دعوته من بعده ويلاقون في سبيلها الاضطهاد والأذى. واستمر الحواريون في دعوة اليهود
      وكانوا يخطبون في الهيكل، ولما تضاعف عدد النصارى بعد بضع سنوات خاف اليهود من انتشار
      الدعوة وطلبوا القبض على بطرس وغيره لمحاكمتهم أمام السهندرين إلا أن المجلس اكتفى بجلدهم
      وأطلق سراحهم، وهرب المهتدون الجدد إلى السامرة وقيسارية وأنطاكية فأنشأوا الجماعات
      المسيحية، وصل بطرس إلى روما حيث أنشأ جماعة مسيحية وكان يركز في دعوته على اليهود، أما
      بولس فكان يدعو الوثنيين كما يدعو اليهود واستخدم في دعوته المصطلحات والمفاهيم الفلسفية
      لتفسير المسيحية بما يتلاءم مع الثقافة الهلنستية السائدة انذاك. وانتهى الأمر ببولس وبطرس بأن
      حكم عليهما بالإعدام في عهد الإمبراطور الروماني نيرون سنة 64 م.

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        #83
        نهاية الوجود اليهودي في فلسطين

        نهاية الوجود اليهودي في فلسطين


        ونعود مرة أخرى لنرى أحوال بني إسرائيل في فلسطين بعد صعود المسيح، فقد كان الرومان قد بدأوا
        حكماً مباشراً على القدس وباقي فلسطين منذ 6 م، بعد أن خلعوا أرخيليوس الذي خلف أباه هيرودس
        لسوء حكمه، وفي عهد واليهم بيلاطس البنطي 26-36 م حدثت وقائع السيد المسيح عليه السلام.
        وقد ثار اليهود على حكم الرومان في نوفمبر 66م في عهد الإمبراطور نيرون واستطاع القائد
        العسكري الروماني تيتوس إخماد هذه الثورة في سبتمبر 70م – بعد أن استمرت أربع سنوات –
        فدخل القدس بعد حصار شديد وأعمل القتل والنهب والحرق، ودمر الهيكل الذي بناه هيرودس حتى لم
        يبق حجر على حجر وأصبحت مدينة القدس قاعاً صفصفاً، وبيع كثير من الأسرى عبيداً في أسواق
        الإمبراطورية الرومانية بأبخس الأثمان، وكانت أمنية اليهودي أن يشتريه من يرفق به فلا يرسله إلى
        حلقة المصارعة مع الوحوش التي اعتاد الرومان التلذذ بمنظرها وهي تلتهم الناس!! وبنى هذا القائد
        قوساً في روما بمناسبة نصره على اليهود وهو لا يزال قائماً إلى الان وعليه نقوش ذكرى ذلك
        الانتصار، ويُرى فيه الشمعدان ذو الرؤوس السبعة المشهور عند اليهود والذي أخذه من الهيكل .

        ثار اليهود مرة أخرى على الرومان بقيادة باركوخبا واسمه الأصلي سيمون واستمرت ثورتهم ثلاث
        سنوات 132-135م، واجتمع تحت لوائه عدد كبير من اليهود واستطاع احتلال القدس، غير أن
        الإمبراطور الروماني هدريان أرسل جيشاً كبيراً بقيادة جوليوس سيفروس الذي احتل القدس ثانية
        وهزم اليهود، الذين هربوا إلى بتّير حيث لا تزال خرائب القلعة التي تحصن فيها اليهود وهزموا
        وسماها العرب خربة اليهود، وقد نكل هدريان بالثائرين أشد تنكيل ودمر أورشليم وحرث موقعها الذي
        كانت قائمة عليه وقتل وسبى أعداداً كبيرة من اليهود، ثم منع اليهود من دخول القدس والسكن فيها
        بل والدنو منها، وسمح للمسيحيين بالإقامة فيها على ألا يكونوا من أصل يهودي. وأقام هدريان

        مدينة جديدة فوق خرائب أورشليم سماها إيليا كابيتولينا،حيث عرفت بعد ذلك بإيلياء وهو اسم هدريان
        الأول، وأقام هيكلاً وثنياً لجوبيتر على نفس مكان الهيكل القديم .

        واستمر حظر دخول القدس على اليهود حوالي 200 سنة تالية، وندر دخولهم إليها وأقامتهم فيها
        طوال القرون التالية حتى القرن التاسع عشر، وتشرد بنو إسرائيل في الأرض ولم يعد لهم في
        فلسطين سوى الذكريات التي أكثرها كفر وفسق وبغي وقتل للأنبياء، فكان جزاؤهم غضب الله عليهم
        ولعنته وحرمانهم من الأرض المقدسة وتقطيعهم في الأرض .

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          #84






          وفي نهاية هذا الاستعراض نذكر الخلاصات التالية:


          (1) إن سكان فلسطين قد جاء معظمهم من جزيرة العرب وأنهم ظلوا سكان هذه البلاد حتى عصرنا هذا .

          (2) إن الله قد وعد بني إسرائيل الأرض المقدسة عندما كانوا مستقيمين على أمر الله
          وعندما كانت تسوسهم الأنبياء، فلما بدلوا وأعرضوا وكفروا ذهب هذا الحق من أيديهم .

          (3) إن المسلمين هم أولى من بني إسرائيل بأنبيائهم وهم الورثة الحقيقيون لتراثهم ودعوة الإسلام هي
          استمرار لدعوة هؤلاء الأنبياء، وإن الحق الذي سعوا لتكريسه هو الحق الذي يسعى المسلمون لتكريسه .

          (4) إن ملك بني إسرائيل لم يشمل في أي يوم من الأيام كل فلسطين المعروفة بحدودها الحالية،
          وإن المدة التي حكموا فيها بشكل مستقل تماماً هي مدة ضئيلة قياساً إلى تاريخ فلسطين وأنهم حتى
          عندما كانت لهم مملكتان كانوا في كثير من الأحيان خاضعين لنفوذ قوى أكبر منهم .

          (5) إن الحكم الذاتي الذي تمتع به اليهود بعد عودتهم من السبي البابلي كان ضعيفاً ومحدوداً
          بمنطقة القدس وضواحيها، ولم يتمتعوا بعد ذلك إلا باستقلال محدود في عهد المكابيين .

          (6) إن اليهود بعد ذلك تشردوا في الأرض – بسبب منكراتهم وأفعالهم-
          ولم تعد لهم صلة بفلسطين لفترة استمرت حوالي 1900 سنة متصلة .


          \\

          وفي الختام نذكر قول ه.ج.ولز في كتاب موجز التاريخ حول تجربة بني إسرائيل في فلسطين بعد السبي البابلي:

          كانت حياة العبرانيين (في فلسطين) تشبه حياة رجل يصر على الإقامة وسط طريق
          مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار . .
          ومن الأول إلى الاخر لم تكن (مملكتهم) سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسورية
          واشور وفينيقية ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم .


          ويذكر المؤرخ المشهور غوستاف لوبون أن بني إسرائيل عندما استقروا في فلسطين لم يقتبسوا من
          تلك الأمم العليا سوى أخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارة ودعارتها
          وخرافاتها فقربوا لجميع الهة قبيلتهم يهوه العبوس الحقود الذي لم يثقوا به إلا قليلاً، ويقول اليهود
          عاشوا عيش الفوضى الهائلة على الدوام تقريباً ولم يكن تاريخهم غير قصة لضروب المنكرات. . . .
          إن تاريخ اليهود في ضروب الحضارة صفر . . و(هم) لم يستحقوا أن يعدوا من الأمم المتمدنة بأي وجه . .
          ويقول غوستاف لوبون أيضاً وبقي بنوا إسرائيل حتى في عهد ملوكهم بدواً أفّاقين مفاجئين مغيرين سفاكين . .
          مندفعين في الخصام الوحشي، ويقول إن مزاج اليهود النفسي ظل على الدوام قريباً جداً من حال أشد
          الشعوب ابتدائية فقد كان اليهود عنُدُاً مندفعين غفلاً سذجاً جفاة كالوحوش والأطفال . .
          ولا تجد شعباً عطل من الذوق الفني كما عطل اليهود

          اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
          \\

          تعليق

          • نوران العلي
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 3156

            #85
            { المملكة العربية السعودية / ( تاريخ ) + ( أسرة حاكمة )}

            { نبذة عن المملكة العربية السعودية / ( تاريخ ) + ( أسرة حاكمة )}

            قامت الدولة السعودية في نجد عام 1746 على يد محمد بن سعود، ولكن البداية القوية الحديثة
            تعود إلى الملك عبد العزيز بن سعود الذي استرد الملك من ال رشيد، وسع مملكته حتى شملت
            الحجاز وعسير وسواحل الخليج العربي (المملكة العربية السعودية في حالتها الراهنة) وبعد
            وفاة الملك عبد العزيز عام 1953 انتقل الحكم إلى ابنه سعود، ثم انتقل بين الأخوة من أبناء عبد
            العزيز، وقد قام الملك فيصل عام 1964 بحركة سياسية عزل فيها الملك سعود، وفي عام 1975
            قتل الملك فيصل على يد أحد أبناء إخوانه، فتولى الملك أخوه خالد الذي توفي في عام 1982
            ليتولى الملك أخوه فهد، وأسندت ولاية العهد إلى أخيه الأمير عبد لله.


            كان نظام الحكم في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية بسيطاً، يعتمد على الحاكم الذي سمي

            بالإمام، ويعاونه مجلس شورى مكون من بعض العلماء والأعيان والأمراء وحكام الأقاليم،
            ويستعين بجيش بسيط التكوين.

            تعليق

            • نوران العلي
              V - I - P
              • Feb 2009
              • 3156

              #86
              ( الدولة السعودية الثانية )


              وشهدت الدولة السعودية الثانية التي تبدأ منذ استعادة الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن

              سعود الحكم في الدرعية عام 1820 وتنتهي باستيلاء أمير جبل شمر محمد بن عبد الله بن رشيد

              على الرياض وبسط نفوذه على نجد عام 1891 ورحيل اخر حكامها الإمام عبد الرحمن بن فيصل

              عنها إلى قطر والبحرين ثم الكويت، وانتهت هذه الفترة بتدخل خورشيد باشا القائد العسكري

              التركي التابع لمحمد علي الذي أجبر الأمير فيصل على الاستسلام ليتولى الحكم خلفاً له الأمير

              خالد بن سعود، وهو من الأمراء السعوديين الذين كان إبراهيم باشا قد نفاهم إلى مصر

              والمحسوبين على السياسية المصرية في إقليم نجد، إلا أن النجديين نفروا من سياسته فخلعوه

              عام 1842 ليتولى الحكم من بعده عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن سعود، ولم يستمر حكمه لأكثر

              من عام ونصف، حيث تمكن الأمير فيصل بن تركي من استعادة إمارته بعد أن أطلق محمد علي

              سراحه، ومن هنا بدأت الفترة الثانية للدولة السعودية الثانية التي تميزت بالاستقرار النسبي،

              ودان لها القسم الأكبر من شبه الجزيرة العربية كالإحساء والقطيف وادي الدواسر وعسير

              والجبل والقصيم وغيرها.




              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                #87
                ( الدولة السعودية الثالثة )

                وبدأت الدولة السعودية الثالثة التي أسست للدولة الحديثة عندما استعاد الأمير عبد العزيز بن عبد

                الرحمن ال سعود الرياض عام 1902 من ال رشيد بفرقة مكونة من 42 رجلاً واستطاع بالفعل

                دخول قصر المصمك وقتل عجلان ابن محمد أحد عمال ابن الرشيد المقربين، أما الأمير عبد

                العزيز بن متعب بن رشيد نفسه فكان في حفر الباطن. ولم يهتم بالأمر كثيراً على اعتبار أنه

                سيحصل على مدد من الأتراك يعود به لغزو الرياض والكويت نفسها.


                طلب الأمير عبد العزيز من أبيه أن يتولى هو الحكم، وفي اجتماع بالمسجد الكبير بالعاصمة

                السعودية الرياض عقب صلاة الجمعة أعلن الإمام عبد الرحمن تنازله عن الإمارة لولده عبد العزيز،

                فوافق عبد العزيز على أن يساعده والده في أمور الحكم، وتمت البيعة للأمير عبد العزيز في المسجد نفسه.


                وفي عام 1924 قرر عبد العزيز وقوات الأخوان التابعة له غزو الحجاز وتمكن من ذلك بالفعل في

                عام 1924، وفي العام المذكور اجتمع أعيان مكة والطائف وأجبروا الحسين على التنازل عن الملك

                وتنصيب ابنه علي ملكاً مقيداً بدستور مجلسين وطنيين.


                ورأى الملك علي بن الحسين أن الوضع العسكري في مكة ضعيف فانسحب إلى جدة وأخذ

                ينظم قواته هناك، في ذلك الأثناء نجحت قوات الإخوان من دخول مكة في أكتوبر/تشرين أول

                1924 ثم المدينة المنورة في عام 1925، واستسلمت جدة بعد ذلك بقليل، وتنازل الملك علي عن

                الحجاز وسافر إلى الخارج، وبذلك توحدت نجد والحجاز تحت سلطة الأسرة السعودية، وفي مطلع

                عام 1926 نودي بالسلطان عبد العزيز ملكاً على نجد والحجاز.


                وفي عام 1932 أطلق رسمياً على المنطقة التي يحكمها عبد العزيز ال سعود اسم المملكة

                العربية السعودية. واعترف الاتحاد السوفيتي بالمملكة الجديدة، ثم تبعتها فرنسا والمملكة المتحدة.

                تعليق

                • نوران العلي
                  V - I - P
                  • Feb 2009
                  • 3156

                  #88
                  الملك عبدالعزيز

                  شخصية الملك عبدالعزيز


                  لقد كان الملك عبدالعزيز وحيد زمانه فيما اتصف به من مقومات شخصية فذة،
                  ويمكن إيجاز صفاته ومناقبه فيما يلي:



                  1- كان مؤمناً عميق الإيمان، يعتمد على الله تعالى في كل أمر من أموره، ولا يسأل سواه فيما يتطلع إليه.



                  2-كان على خبرة واسعة في شؤون دينه، فهو قد حفظ القران الكريم وكثيرًا من الأحاديث النبوية

                  الشريفة، وألم إلماماً واسعاً بالأحكام الشرعية وضعها موضع التطبيق فيما أولاه الله من

                  السلطان، وظل طوال حياته يجتمع كل ليلة مع العلماء والفقهاء حيث تُقرأ كتب العلوم الدينية ويدور الحديث حولها بينه وبين جلسائه.


                  3- كان حكيماً يُعمل عقله في كل حركة من حركاته، ولكل خطوة عنده حساب دقيق، يقلب الأمور

                  على وجوهها ثم يختار الطريق الذي يراه أفضل الطرق، ويكون اختياره في الأغلب هو الاختيار الصحيح.


                  4- كان شجاعاً إلى درجة عظيمة، فلا يتردد في خوض المعارك إذا اضطر لها مهما كانت قوة خصمه وعدده وعدته.

                  5- كان قائداً عسكرياً موهوباً يجيد رسم الخطط الحربية وتنفيذها، وكثيراً ما استعاد وقائع معركة

                  جرت وتحقق له الانتصار فيها ليبين أخطاء خصمه وما كان يجب أن يفعل لينتصر عليه.


                  6- كان خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية في شبه الجزيرة العربية، وعلى خبرة واسعة

                  بالقبائل وأنسابها بحيث يعرف قبيلة مخاطبه من أول جملة ينطق بها، ومن موقع هذه الخبرة كان

                  يتعامل مع الناس حسب المجتمع الذي ينتسبون إليه بدوياً كان أم حضرياً.


                  7- كان شديد التمسك بأحكام الدين، فلا يتهاون إزاءها ولا يهادن، أما فيما عدا ذلك كان رقيق القلب مرهف الإحساس.


                  8- كان عمله يشمل الجميع والناس أمامه سواسية حتى يبلغ الحق مستقره.


                  تعليق

                  • نوران العلي
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 3156

                    #89
                    الملك عبد العزيز

                    حكمة السياسي :


                    ويمكن القول أن الملك عبدالعزيز كان طرازاً فذاً من السياسيين، وكانت مواهبه السياسية فطرية
                    تنبع من إمكانات قيادية غير عادية، وفي الوقت الذي كان يواصل فيه بناء دولته عبر ذلك الزمن
                    الطويل، كان عليه أن يخوض تجارب سياسية من خلال احتكاكه بأقوى دولتين في العالم انذاك
                    وهما الدولة العثمانية وبريطانيا.


                    فالدولة العثمانية كانت تعتبر شبه الجزيرة العربية تابعة لها بحكم أنها دولة إسلامية وأن لها نفوذاً
                    وسلطة في الحجاز والإحساء واليمن، بينما كان هذا النفوذ معدوماً تقريباً في وسط شبه الجزيرة.


                    وكان الملك عبدالعزيز وسط الأحداث الجارية في شبه الجزيرة يعرف كل صغيرة وكبيرة من خفايا
                    تلك الأحداث، ناهيك عن أنه كان أحد صانعيها، الأمر الذي حسبت الدولة العثمانية معه أن بإمكانها
                    احتواءه بلقب باشا يهدى إليه أو نيشان يقدم له.


                    وكان أكثر ما اهتم له الملك عبدالعزيز هو العمل على إبعاد المطامع البريطانية التي كانت جلية
                    للعيان، وكان له الدور الأكبر في إبعادها وإحباطها، فظلت الدولة العثمانية تتعامل مع الأحداث بقلة
                    اكتراث وطرق خاطئة رغم أن الملك عبدالعزيز بذل جهوداً كبيرة لشرح الأمور للولاة العثمانيين في
                    بغداد والبصرة، ولكن تلك الجهود لم تثمر، الأمر الذي اضطر الملك عبدالعزيز معه إلى أخذ المبادرة
                    والنزول إلى الميدان بنفسه ورجاله، ذلك لأن بريطانيا العظمى كانت تعمل جاهدة للاستيلاء على
                    الخليج العربي كله لحماية خطوط مواصلاتها إلى شبه القارة الهندية التي كانت تلقب بدرة التاج
                    البريطاني والتي كانت حمايتها أساس السياسة البريطانية الخارجية.


                    واستطاعت بريطانيا بالفعل أن تجد لها موطئ قدم في معظم أجزاء الخليج العربي
                    وأن يكون لها نفوذ مؤثر في إيران عدا المناطق التي انضمت للملك عبدالعزيز فقد
                    وقف لها يرحمه الله بالمرصاد وأحبط جميع المحاولات التي بذلها المستعمرون
                    البريطانيون،

                    وظلت تلك المناطق بعيدة عن متناول السيطرة البريطانية. والواقع أن
                    قصة هذا الصراع تبين بجلاء وضوح مواهب الملك عبدالعزيز السياسية، والطريف في
                    الأمر أن الملك عبدالعزيز وبريطانيا كانا صديقين، وظلت هذه الصداقة إلى ما تلى ذلك
                    من زمان، والمهم في الأمر أن الملك عبدالعزيز أبعد عن بلاده كل نفوذ أجنبي وحافظ
                    على استقلاله بالكامل وفرض احترامه على خصومه وأصدقائه على حد سواء.

                    تعليق

                    • نوران العلي
                      V - I - P
                      • Feb 2009
                      • 3156

                      #90
                      الملك عبد العزيز

                      إقامة شرع الله:

                      لقد كان الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز خلال جهاده الطويل هو إقامة شريعة الله من منابعها
                      الصافية كما وردت في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح، ولقد حقق
                      الملك عبدالعزيز هذا الهدف وجعله أساساً قامت عليه دولته الفتية منذ أيامها الأولى وإلى يومنا
                      هذا، وفي تراثه الفكري من الخطابات والأحاديث ما يعبر عن ذلك أصدق تعبير، ومن ذلك قوله يرحمه الله:

                      إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له، أعتمد عليه في السر والعلانية،
                      والظاهر والباطن، وأن الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه، وإني اُجاهد لإعلاء كلمة التوحيد
                      والحرص عليها.

                      وقوله في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى عام 1349ه:

                      إنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في
                      سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة
                      الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على
                      غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...