النزف السادس و العشرون
*يوم الأربعاء*
في بيت طلال=الساعه ثمانيه صباحا/
الكل تجهز للطلعه..و غابوا البنات يوم الأربعاء عشان يكسبون يوم زياده..و من الفجر مشوا للمخيم..لكن طلال كان عنده موعد في المستشفى..عشان كذا تأخروا بالروحه..
كانت لينا تنتظره في الصاله..بعد ما انتهت من تجهيز شنطهم..
رجع طلال للبيت بعد ما فكوا عنه الجبس..و استغنى عن عكازه وحده بس..لأنه للحين ما يقدر يعتمد على رجله المصابه بالمشي..دخل الصاله و شاف لينا..انصدمت و هي تشوفه بدون الجبس.. ما قال لها إنه إحتمال يفكون الجبس عنه..
ركضت له و الفرحه ماليه وجهها..وقفت قدامه و مسكت يده..
لينا مو مصدقه: فكوه؟
طلال يبتسم: إيه
لينا: تحسنت؟ تقدر تمشي عليها؟ بترجع مثل أول؟ ما توجعك؟
طلال يضحك: الحمدلله العظم انجبر بس يبي لي وقت لين أقدر أمشي عليها
لينا تضمه و تصيح: حمدالله على سلامتك
طلال تفاجأ بس ضمها له أكثر: الله يسلمك
لينا انتبهت لنفسها..(وش تسوين يا لينا؟ بتفضحين نفسك! خبي مشاعرك)
بعدت عنه..و صدت تمسح دموعها..
طلال كان يطالعها بشرود..كل ما يشوفها كيف خايفه عليه..كيف تكلمه..يحس إنه بحلم..و يخاف يصحى منه..بس الكلام صار يخنقه..لازم يتقدم اللحين خطوه اتجاهها..دامها صارت اهدأ..
لينا: تعال اجلس ما يصير توقف على رجلك كثير
جلس طلال..و جلست معه..
طلال بحذر: لينا أنتي مرتاحه معي؟
لينا تفاجأت: ........
طلال: أنا...مابي تكتمين داخلك شي اللي تحسين فيه طلعيه
لينا بحزن: أنا مرتاحه يا طلال..حالتي اللحين أحسن من قبل بكثير
طلال: ضايقتك؟
لينا: لا..بس ليه تسأل هالأسئله؟
طلال سكت شوي: لينا..أنتي..أنتي تذكرين اللي قلتيه في المستشفى....مابي تفكرين فيه مره ثانيه
لينا تتنهد: إن شاء الله
طلال ارتاح: يعني بنكمل حياتنا مع بعض؟
ما قدرت لينا إلا إنها تهز راسها بمعنى ايه..لكن إحساسها إن كل هالشي يسويه..عشان وصية يوسف كان يجرحها..
طلال: خلاص خلينا نحاول نبدأ صفحه جديده بحياتنا
مسك يدها..و هي تطالع في يده و تفكر..(كيف صفحه جديده؟ و صفحات الماضي بيننا للحين ما نطوت)
لينا تغير الموضوع: لو كنت تعبان مو ضروري نروح معهم
طلال: أنا بخير..و أنا اللي بأوصلك هناك بعد
لينا: أنت متأكد إنك ما تتعب رجلك كذا؟
طلال: لازم اتعود إني استعملها عشان أقدر امشي عليها
لينا: بس شوي شوي مو مره وحده..مو نطلع و لا ترتاح عليها أبدا
طلال يبتسم: لا تخافين بأتمدد هناك و لا راح اتحرك
راحوا مع بعض..وهو داخله فرحه كبر الدنيا..مو قادر يبينها..
كان كله خوف تصده..كله خوف تطالعه بنظرات خوف إذا قال لها هالشي..لكنها رضت فيه..رضت تبقى معه..رضت تكون شريكة حياته للأبد..
في المخيم/
وصل الكل..إلا ناصر اللي كان بيجيب أم العنود و البنات..و طلال و لينا..
كان فارس يتمشى..و ينتظر..(وش فيني؟ يعني وش متحمس له؟!)
جلس فوق التل القريب من خيامهم..و عيونه على الطريق اللي بيجون منه..و سرح بتفكيره..يتوقع وش شعورها اللحين..تفكر في مازن..أو فيه..
شافه فيصل و طلع له..ما وصلوا إلا من دقايق..لكنه يفكر يرجع..وش فائدة جلسته..وهو حضوره يقسمهم نصين..أول ما يجي هو لمكان يطلع منه سيف..و بأحسن الأحوال إن كان أبوه و عمه موجودين يصد عنه و لا يكلمه أبدا..لكنه ما يدري ليه ما يبي يروح..(إلا تدري يا فيصل..لا تلعب على نفسك أكثر..أنت تبي تشوفها لو من بعيد)
وصل عند فارس..و استغرب وهو يشوفه سرحان و مكشر..
فيصل: فارس وش فيك؟
فارس يتنهد: ما فيني شي..ليه؟
فيصل: ماد البوز
فارس كأنه يكلم نفسه: أفكر..تعيش حياتك مرتاح تسوي اللي تبي..بأي حق يجي أحد ينكد عليك حياتك و يدخل غصب بأفكارك..و يبدأ يحدد لك أولوياتك و اهتماماتك
فيصل: مين تقصد؟ أمك؟...أكيد سالفة الزواج
فارس بشرود: ايه الزواج
دق جوال فيصل..و تنهد بضيق وهو يطالع رقم سهى..ماله خلق يرد عليها..لكنه ما كان يبي هالشعور يكبر بقلبه..قام عن فارس..و رد..
فيصل: هلا سهى
سهى: اهلين فيصل وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله
سهى: أخبار الجو عندك؟ حلو؟
فيصل: ايه..ماراح تطلعين لمكان؟
سهى: بنروح لمزرعة عمي بكره..وش رأيك تجي؟
فيصل: اشوف
سهى بفرح: والله؟!
فيصل: ايه
سهى: انتبه لنفسك ترى الجو يبرد في الليل
فيصل: ان شاء الله
سهى: بأسكر اللحين..سمعني صوتك
فيصل: أدق عليك في الليل
سهى: مع السلامه
فيصل: مع السلامه
سكرت سهى..و هي للحين مقهوره..ما تدري فيصل شخصيته كذا..أو هو بارد معها..خاصه بعد ما شاف أسيل..أول ما عرفت إنهم بيخيمون ماتت قهر..كانت بتدق عليه تترجاه ما يروح..بس هي ماتبي تكبر أهمية أسيل عنده..و كأنها منافسه لها..لازم تقتنع و تقنعه هو بعد إنها ماضي و راح..لازم تطلعها نهائيا من قلبه..و دامها اللحين مع نادر فهي مرتاحه..
نزل فيصل وهو ما يدري ليه وعدها..مع انه ما يبي يروح..بس ما كان يبيها تلاحظ عدم اهتمامه فيها..يبيها هي على الأقل تصدق إنه للحين يبيها يمكن تقنعه يرجع يهتم فيها..و التفت لخيمة الحريم و شاف البنات اللي كانوا جالسين على بساط برا الخيمه..كلهم لابسين عباية على الكتف و متلثمين..ما قدر يطلعها من بينهم..و أصواتهم و ضحكهم عالي..لكنه ميز صوتها بينهم..خلاه يفكر..و هي تشوفه اللحين..وش تحس فيه..
عند البنات..انتبهت له أسيل وهو ينزل من التل..كانت الضيقه باينه على وجهه..ما تدري هي السبب أو صد سيف له..لكنها كانت فرحانه فيه..مع إن في قلبها ضيقه و هي تشوفه بهالحال..
حاولت تطلع من أفكارها..و تسمع سواليف و عناد مساهير و حلا..
حلا: احمدي ربك إننا اخذينك معنا..و الله إنك لزقه
مساهير: مادري مين اللي من يومين يترجاني إني أوافق اطلع معه!
حلا: أجاملك بأحسسك إنك مهمه
مساهير: والله لو مو عشان لينا من زمان ما شفتها ما طلعت معك
رغد تغمز: لينا أو عمر اعترفي؟
مساهير تقوم و ترفع صوتها: لينا
دخلت الخيمه عند الحريم..و هي تفكر كيف كانت معارضه جيتهم..مع إنها تموت في التخييم..بس ما تدري ليه ما تبي تشوف عمر..تخاف تشوفه مثل اخر مره..بنفس الأسلوب..و نفس النظرات..قلبها يدق بقوه و هي تتذكر ابتسامته الهاديه و نظراته..
بعد ساعه-وصل ناصر و البنات..و جوري كانت متحمسه بالحيل و هي تشوف المخيم و البنات..و أول ما نزلت لمحته..واقف بشموخه فوق التل..و تذكرت اللي سواه في مازن..و نظرته لها ذاك اليوم ..نظرة..مصدومه..غاضبه..و تسأل نفسها عن السبب المجهول اللي يخليه يسوي كل هذا..
راحت للبنات و سلمت عليهم..
جوري: المكان روووعه ما تخيلته كذا!
مساهير: ما عمرك خيمتي؟
جوري: و لا عمري شفت البر
ياسمين: الله يخلي لنا خالي ناصر
شافوا ناصر جاي من بعيد بيسلم على خواته..و بنات أخته..
ناصر: مين اللي تدعي لي؟
دخلوا أم راشد و أم طلال و بناتهم و جوري للخيمه..لين يروح..
لينا: مين غيري يا خالي؟
ناصر يضحك: وش فيك أسيل كأنك مو مرتاحه؟
أسيل: اللحين يهون عند الليل..و الله مالك حق يا خالي ترمينا هالرميه!
ياسمين: كان ما جيتي
أم فارس: مين قال لك ياله اقنعناها تركب..مره تطلب فارس مره تطلب سيف يجلسون عندها
أم العنود: اعوذ بالله وش هالخوف اللي فيك؟ ما عليك إلا العافيه
أسيل: عز الله ما شفنا العافيه
ياسمين بهمس تنرفزها: كان جلستي عند عمتك
أسيل تكشر: لا العقارب اللي هنا ارحم
جلس معهم ناصر شوي بعدين قام..و طلعوا البنات من الخيمه..أول ما طلعت جوري من الخيمه..شافته وهو ينزل من التل و مبتسم لخاله ناصر..حست قلبها فز..من زمان و هي محرمه على نفسها حتى التفكير فيه..(اه يا فارس..ما يحق لي ارجع أفكر فيك مره ثانيه...مابي ارجع نفسي لذاك الوهم و العذاب)
أسيل تصرخ: جوريه ليه واقفه؟
فزت جوري لأن أسيل طلعتها من أفكارها..و فارس أو ما سمع اسمها لفت عيونه جهتها..شافها واقفه..لكنها ما لتفتت له..مشت و راحت عند الحريم..وهو مشى مع خاله للرجال..(ليه واقفه يا جوري؟ للحين تحسين بوجودي؟ للحين يهمك؟؟...أو حبك اللي تكابرت عليه ما بقى منه شي)
بعد الغداء-قاموا البنات يتمشون و يتسابقون..لكن مساهير كانت سهرانه أمس و ما نامت زين..و كسلت..و مارضت تروح معهم..ما كان فيها حيل تتمشى..جلست مع الحريم..و ملت من سواليفهم عن فلانه و علانه..و هي ما تعرف هاللي يتكلمون عنهم..سحبت وحده من الوسايد الكبار اللي يتركون عليها..و قررت تاخذ لها غفوه..عشان تسهر مع البنات..و راحت في سابع نومه..و لا هي حاسه بسواليف الحريم و أصواتهم..
عند البنات-
ياسمين تطالع أسيل و تضحك: أحد يلبس هالبوت الطويل في البر
أسيل: ايه عشان ما يقرصني أي شي
حلا: قصدك يمشي على رجلك و لا تحسين فيه إلا وهو وصل و ارتاح
أسيل تشهق: تتوقعين
و صارت تراقب رجلينها..و الأرض اللي تمشي فيها..و لا هي يمهم..
حلا: اتركي عنك هالخوف و خلينا نتسابق؟
جوري تحمست: يله
رغد: واللي تفوز؟
حلا: لا مو كذا السباق مو مهم مين يفوز..أهم شي اللي تخسر و توصل اخر وحده هي اللي تسوي القهوه
تحمسوا البنات و الحريم اللي معهم صاروا يشجعونهم..و حددوا المكان اللي بيتسابقون له و انطلقوا..و بقت أم راشد و أم طلال و أسماء و لينا و إياد..
إياد بحماس: أثوله هي اللي بتفوذ
أسماء تتريق: ما ظنيت مع هالركض تفوز
ضحكوا عليها..و هم يشوفونها من بعيد هي اخر وحده وصلت..
إياد يبرطم: لا ليه؟
أسماء: معليش نكسب قهوة أسيل حلوه
إياد: ماما تعالي نطلع فوق
أسماء: لا حبيبي ما أقدر بعدين البيبي يتعب
إياد بزعل: ماما أبي اثوف فوق وث فيه
أسماء: كله بر
لينا: تعال أيوده أنا اروح معك
إياد ينط من الفرحه: هيييه اروح مع ليونه
اخذته لينا و طلعت معه..و أول ما وصلوا فوق شافوا اثنين يمشون من الجهه الثانيه..كانت بتتغطى بطرحتها اللي على أكتافها لكنها شافتهم..طلال و خالها ناصر..و نزلت لهم..
انتبه طلال لأحد ينزل..و التفت و شافها..ماسكه في يدها إياد و تسولف معه و تضحك..و الهواء يطير شعرها..تعلقت عيونه فيها..(اه يا لينا كم سنه حلمت أشوفك مرتاحه بهالشكل..عايشه حياتك بفرحه..و تضحكين بهالشكل)
هزه ناصر..
ناصر بخبث: طلال وين رحت؟
طلال بإحراج: لا معك
ناصر يضحك: لا واضح
وصلت عنده لينا و هي تطالع طلال بقهر..للحظه خاف من هالنظره..حس كأن حياته اللي قبل كانت حلم و اللحين بيصحى منه..
لينا: طلال! وش وعدتني فيه؟ مو قلت بترتاح؟
ناصر يضحك: والله يجي منك يا لينا..شوفي كيف خايف منك
لينا انتبهت لملامح طلال المصدومه و استغربت..لكنه استوعب هي وش كانت مقهوره منه..لكن نظرتها ذكرته بذيك النظرات اللي كانت تطالعه فيها و هي تكرهه..
ناصر لهى مع إياد اللي أول ما شافه صار يسولف عليه..و لينا تطالع طلال..
لينا: طلال وش فيك؟
طلال: لا ما فيني شي
لينا: رجلك ما توجعك؟
طلال يبتسم: لا امشي عليها خفيف لا تخافين
جلسوا يسولفون مع ناصر شوي..بعدين أخذت لينا إياد و رجعت للبنات..و هي تفكر..(ليه كان يطالعني كذا؟ مستغرب من خوفي عليه..أو متضايق من هالشي؟ بس هو بنفسه قال يبي نبدأ من جديد..ليه يحسسني إنه بعيد عني؟)
عند الخيمه-شاف عمر الحريم من بعيد لحالهم و البنات مو عندهم..ما كان مسلم على أم العنود..و قرب شوي منهم..
عمر: عندكم أحد أو أجي
أم عمر: تعال ما فيه إلا محارمك
وصل عندهم و سلم على أم العنود..و شاف عندها أمه و خالته أم فارس بس..لكنه قبل يجلس شاف وحده من البنات..نايمه و مغطيه وجهها بطرحه..انحرج..
عمر: مين هاذي؟
أم فارس: هاذي مرتك اجلس لا تخاف
ابتسم عمر وهو يجلس..أكيد رايحه بسابع نومه..و إلا كان فزت و ما جلست متمدده قدامه على راحتها..كان يسولف معهم..و بين كل لحظه و الثانيه يلف بنظره لها..ما كان يشوف وجهها لأنها مغطيته..لكنه يتأمل يدينها اللي ضامتهن لصدرها..و هي نايمه على جنبها..
عمر: ليه ما نامت في الخيمه؟
أم عمر: كانت جالسه تقاوم بس غلبها النوم..غطيناها و خليناها تاخذ غفوه قبل يجون البنات يزعجونها
تركتهم أم العنود و دخلت الخيمه تاخذ لها هي غفوه بعد..
عمر يضحك: وش فيكم صرتم تنامون وحده ورى الثانيه؟ وين النشاط؟
أم فارس: خلهم يرتاحون الليل طويل
أم عمر: تعالي نتمشى يا أم فارس لا يجينا النوم و يضحك علينا عمر
تركوه و قاموا وهو يضحك عليهم..لكن أول ما ابعدوا التفت لمساهير..قام بيروح..لكنه ما راح..و قرب من عندها و جلس..رفع الطرحه عن وجهها..و أخذ منديل لفه عشان يضايقها فيه..ناوي ينكد عليها..لكنه يوم شافها كيف نايمه بهدؤ..و كل ملامحها المشدوده كل ما شافته..مرتخيه و هاديه..كسرت خاطره..و كأنها حست بالعيون المركزه عليها..التفتت للجهه الثانيه..لكنه للحين جالس يتأمل نص ملامحها اللي باينه له..
سمع سيف يناديه..كان بيقوم له بس تفاجأ بتنهيدتها و الابتسامه اللي انرسمت على وجهها..أول ما وصل لهم صوت سيف..قام بسرعه و راح عنها..ما يدري كانت صاحيه و هالابتسامه لذكر اسمه..أو مجرد حلم في خيالها..ما يدري من كان فيه..
بعد ساعات-كان اخر العصر..بدت الشمس تغيب و الجو يبرد..جلسوا يتقهوون بعد ما اشعلوا النار..و أسيل كانت جالسه فوق الكرسي اللي جايبته..و تراقب الأرض اللي حواليها..عشان لو تجي أي حشره تشوفها..
أم العنود: يا بنتي اجلسي مثل العالم و الناس
أسيل: لا يمه أنا كذا نص مرتاحه
حلا تهمس: ودك نسوي فيها فلم رعب معتبر
رغد: تبينها تموت علينا..هي كذا و موسوسه كيف لو خوفناها
جوري: لا حلا حرام عليك خليها في حالها
أسيل بقهر و هي تطالع فوق التل: اللحين هالبنتين ليه ما ينزلون..ما يشوفون الوقت تأخر
حلا تطالع شوق و رنا: والله شكل المنظر فوق حلو..نروح بنات؟
أسيل: لا اجلسي وين تروحين
حلا: أبي اشوف الغروب
أسيل بتريقه: يا لرومانسيه!!
حلا: رغد رومانسيه..تعالي نشوف الغروب يا رغد
قامت و قاموا كل البنات معها..و طلعوا فوق و تركوها..و أسيل تطالعهم بقهر..لكنها شافت سيارة فارس تشتغل..و ركضت له..عشان تتمشى معه..وصلت عنده..و وقفت عند الشباك..
أسيل تلهث: فارس
التفت عليها مصدوم..لكنه ما كان فارس..شهقت أسيل أول ما شافت وجه فيصل قريب منها..و ركضت بعيد عنه..تركض و هي تتلفت على خيمة الرجال..خافت يكون أحد شافها..خافت أكثر نادر يكون فيه..دخلت الخيمه..و هي للحين تتنفس بقوه..و ضيق..غطت وجهها بيدينها..شافها..كانت متحجبه بس..نزلت دموعها هالمره قهر..كرهت نفسها..ما تدري ليه..ما صارت تحب تشوفه..و تكره الصدفه اللي تجمعها فيه..و تحس بالذنب اتجاه نادر..
لكنها لاحظت شي في نظرته..يوم ملكته..و اللحين بعد..نظرة ندم..متأكده انها نظرة ندم..نفسها تعرف وش يفكر فيه اللحين..و كيف علاقته بسهى..فكرت بحقد..(حتى لو كان متأخر..بس جاء الوقت اللي تدفع فيه الثمن يا فيصل..و تدفع سهى ثمن اللي سوته فيني)
ما ارتاحت انها تفكر هالتفكير..بس غصب عنها..
يتبع
*يوم الأربعاء*
في بيت طلال=الساعه ثمانيه صباحا/
الكل تجهز للطلعه..و غابوا البنات يوم الأربعاء عشان يكسبون يوم زياده..و من الفجر مشوا للمخيم..لكن طلال كان عنده موعد في المستشفى..عشان كذا تأخروا بالروحه..
كانت لينا تنتظره في الصاله..بعد ما انتهت من تجهيز شنطهم..
رجع طلال للبيت بعد ما فكوا عنه الجبس..و استغنى عن عكازه وحده بس..لأنه للحين ما يقدر يعتمد على رجله المصابه بالمشي..دخل الصاله و شاف لينا..انصدمت و هي تشوفه بدون الجبس.. ما قال لها إنه إحتمال يفكون الجبس عنه..
ركضت له و الفرحه ماليه وجهها..وقفت قدامه و مسكت يده..
لينا مو مصدقه: فكوه؟
طلال يبتسم: إيه
لينا: تحسنت؟ تقدر تمشي عليها؟ بترجع مثل أول؟ ما توجعك؟
طلال يضحك: الحمدلله العظم انجبر بس يبي لي وقت لين أقدر أمشي عليها
لينا تضمه و تصيح: حمدالله على سلامتك
طلال تفاجأ بس ضمها له أكثر: الله يسلمك
لينا انتبهت لنفسها..(وش تسوين يا لينا؟ بتفضحين نفسك! خبي مشاعرك)
بعدت عنه..و صدت تمسح دموعها..
طلال كان يطالعها بشرود..كل ما يشوفها كيف خايفه عليه..كيف تكلمه..يحس إنه بحلم..و يخاف يصحى منه..بس الكلام صار يخنقه..لازم يتقدم اللحين خطوه اتجاهها..دامها صارت اهدأ..
لينا: تعال اجلس ما يصير توقف على رجلك كثير
جلس طلال..و جلست معه..
طلال بحذر: لينا أنتي مرتاحه معي؟
لينا تفاجأت: ........
طلال: أنا...مابي تكتمين داخلك شي اللي تحسين فيه طلعيه
لينا بحزن: أنا مرتاحه يا طلال..حالتي اللحين أحسن من قبل بكثير
طلال: ضايقتك؟
لينا: لا..بس ليه تسأل هالأسئله؟
طلال سكت شوي: لينا..أنتي..أنتي تذكرين اللي قلتيه في المستشفى....مابي تفكرين فيه مره ثانيه
لينا تتنهد: إن شاء الله
طلال ارتاح: يعني بنكمل حياتنا مع بعض؟
ما قدرت لينا إلا إنها تهز راسها بمعنى ايه..لكن إحساسها إن كل هالشي يسويه..عشان وصية يوسف كان يجرحها..
طلال: خلاص خلينا نحاول نبدأ صفحه جديده بحياتنا
مسك يدها..و هي تطالع في يده و تفكر..(كيف صفحه جديده؟ و صفحات الماضي بيننا للحين ما نطوت)
لينا تغير الموضوع: لو كنت تعبان مو ضروري نروح معهم
طلال: أنا بخير..و أنا اللي بأوصلك هناك بعد
لينا: أنت متأكد إنك ما تتعب رجلك كذا؟
طلال: لازم اتعود إني استعملها عشان أقدر امشي عليها
لينا: بس شوي شوي مو مره وحده..مو نطلع و لا ترتاح عليها أبدا
طلال يبتسم: لا تخافين بأتمدد هناك و لا راح اتحرك
راحوا مع بعض..وهو داخله فرحه كبر الدنيا..مو قادر يبينها..
كان كله خوف تصده..كله خوف تطالعه بنظرات خوف إذا قال لها هالشي..لكنها رضت فيه..رضت تبقى معه..رضت تكون شريكة حياته للأبد..
في المخيم/
وصل الكل..إلا ناصر اللي كان بيجيب أم العنود و البنات..و طلال و لينا..
كان فارس يتمشى..و ينتظر..(وش فيني؟ يعني وش متحمس له؟!)
جلس فوق التل القريب من خيامهم..و عيونه على الطريق اللي بيجون منه..و سرح بتفكيره..يتوقع وش شعورها اللحين..تفكر في مازن..أو فيه..
شافه فيصل و طلع له..ما وصلوا إلا من دقايق..لكنه يفكر يرجع..وش فائدة جلسته..وهو حضوره يقسمهم نصين..أول ما يجي هو لمكان يطلع منه سيف..و بأحسن الأحوال إن كان أبوه و عمه موجودين يصد عنه و لا يكلمه أبدا..لكنه ما يدري ليه ما يبي يروح..(إلا تدري يا فيصل..لا تلعب على نفسك أكثر..أنت تبي تشوفها لو من بعيد)
وصل عند فارس..و استغرب وهو يشوفه سرحان و مكشر..
فيصل: فارس وش فيك؟
فارس يتنهد: ما فيني شي..ليه؟
فيصل: ماد البوز
فارس كأنه يكلم نفسه: أفكر..تعيش حياتك مرتاح تسوي اللي تبي..بأي حق يجي أحد ينكد عليك حياتك و يدخل غصب بأفكارك..و يبدأ يحدد لك أولوياتك و اهتماماتك
فيصل: مين تقصد؟ أمك؟...أكيد سالفة الزواج
فارس بشرود: ايه الزواج
دق جوال فيصل..و تنهد بضيق وهو يطالع رقم سهى..ماله خلق يرد عليها..لكنه ما كان يبي هالشعور يكبر بقلبه..قام عن فارس..و رد..
فيصل: هلا سهى
سهى: اهلين فيصل وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله
سهى: أخبار الجو عندك؟ حلو؟
فيصل: ايه..ماراح تطلعين لمكان؟
سهى: بنروح لمزرعة عمي بكره..وش رأيك تجي؟
فيصل: اشوف
سهى بفرح: والله؟!
فيصل: ايه
سهى: انتبه لنفسك ترى الجو يبرد في الليل
فيصل: ان شاء الله
سهى: بأسكر اللحين..سمعني صوتك
فيصل: أدق عليك في الليل
سهى: مع السلامه
فيصل: مع السلامه
سكرت سهى..و هي للحين مقهوره..ما تدري فيصل شخصيته كذا..أو هو بارد معها..خاصه بعد ما شاف أسيل..أول ما عرفت إنهم بيخيمون ماتت قهر..كانت بتدق عليه تترجاه ما يروح..بس هي ماتبي تكبر أهمية أسيل عنده..و كأنها منافسه لها..لازم تقتنع و تقنعه هو بعد إنها ماضي و راح..لازم تطلعها نهائيا من قلبه..و دامها اللحين مع نادر فهي مرتاحه..
نزل فيصل وهو ما يدري ليه وعدها..مع انه ما يبي يروح..بس ما كان يبيها تلاحظ عدم اهتمامه فيها..يبيها هي على الأقل تصدق إنه للحين يبيها يمكن تقنعه يرجع يهتم فيها..و التفت لخيمة الحريم و شاف البنات اللي كانوا جالسين على بساط برا الخيمه..كلهم لابسين عباية على الكتف و متلثمين..ما قدر يطلعها من بينهم..و أصواتهم و ضحكهم عالي..لكنه ميز صوتها بينهم..خلاه يفكر..و هي تشوفه اللحين..وش تحس فيه..
عند البنات..انتبهت له أسيل وهو ينزل من التل..كانت الضيقه باينه على وجهه..ما تدري هي السبب أو صد سيف له..لكنها كانت فرحانه فيه..مع إن في قلبها ضيقه و هي تشوفه بهالحال..
حاولت تطلع من أفكارها..و تسمع سواليف و عناد مساهير و حلا..
حلا: احمدي ربك إننا اخذينك معنا..و الله إنك لزقه
مساهير: مادري مين اللي من يومين يترجاني إني أوافق اطلع معه!
حلا: أجاملك بأحسسك إنك مهمه
مساهير: والله لو مو عشان لينا من زمان ما شفتها ما طلعت معك
رغد تغمز: لينا أو عمر اعترفي؟
مساهير تقوم و ترفع صوتها: لينا
دخلت الخيمه عند الحريم..و هي تفكر كيف كانت معارضه جيتهم..مع إنها تموت في التخييم..بس ما تدري ليه ما تبي تشوف عمر..تخاف تشوفه مثل اخر مره..بنفس الأسلوب..و نفس النظرات..قلبها يدق بقوه و هي تتذكر ابتسامته الهاديه و نظراته..
بعد ساعه-وصل ناصر و البنات..و جوري كانت متحمسه بالحيل و هي تشوف المخيم و البنات..و أول ما نزلت لمحته..واقف بشموخه فوق التل..و تذكرت اللي سواه في مازن..و نظرته لها ذاك اليوم ..نظرة..مصدومه..غاضبه..و تسأل نفسها عن السبب المجهول اللي يخليه يسوي كل هذا..
راحت للبنات و سلمت عليهم..
جوري: المكان روووعه ما تخيلته كذا!
مساهير: ما عمرك خيمتي؟
جوري: و لا عمري شفت البر
ياسمين: الله يخلي لنا خالي ناصر
شافوا ناصر جاي من بعيد بيسلم على خواته..و بنات أخته..
ناصر: مين اللي تدعي لي؟
دخلوا أم راشد و أم طلال و بناتهم و جوري للخيمه..لين يروح..
لينا: مين غيري يا خالي؟
ناصر يضحك: وش فيك أسيل كأنك مو مرتاحه؟
أسيل: اللحين يهون عند الليل..و الله مالك حق يا خالي ترمينا هالرميه!
ياسمين: كان ما جيتي
أم فارس: مين قال لك ياله اقنعناها تركب..مره تطلب فارس مره تطلب سيف يجلسون عندها
أم العنود: اعوذ بالله وش هالخوف اللي فيك؟ ما عليك إلا العافيه
أسيل: عز الله ما شفنا العافيه
ياسمين بهمس تنرفزها: كان جلستي عند عمتك
أسيل تكشر: لا العقارب اللي هنا ارحم
جلس معهم ناصر شوي بعدين قام..و طلعوا البنات من الخيمه..أول ما طلعت جوري من الخيمه..شافته وهو ينزل من التل و مبتسم لخاله ناصر..حست قلبها فز..من زمان و هي محرمه على نفسها حتى التفكير فيه..(اه يا فارس..ما يحق لي ارجع أفكر فيك مره ثانيه...مابي ارجع نفسي لذاك الوهم و العذاب)
أسيل تصرخ: جوريه ليه واقفه؟
فزت جوري لأن أسيل طلعتها من أفكارها..و فارس أو ما سمع اسمها لفت عيونه جهتها..شافها واقفه..لكنها ما لتفتت له..مشت و راحت عند الحريم..وهو مشى مع خاله للرجال..(ليه واقفه يا جوري؟ للحين تحسين بوجودي؟ للحين يهمك؟؟...أو حبك اللي تكابرت عليه ما بقى منه شي)
بعد الغداء-قاموا البنات يتمشون و يتسابقون..لكن مساهير كانت سهرانه أمس و ما نامت زين..و كسلت..و مارضت تروح معهم..ما كان فيها حيل تتمشى..جلست مع الحريم..و ملت من سواليفهم عن فلانه و علانه..و هي ما تعرف هاللي يتكلمون عنهم..سحبت وحده من الوسايد الكبار اللي يتركون عليها..و قررت تاخذ لها غفوه..عشان تسهر مع البنات..و راحت في سابع نومه..و لا هي حاسه بسواليف الحريم و أصواتهم..
عند البنات-
ياسمين تطالع أسيل و تضحك: أحد يلبس هالبوت الطويل في البر
أسيل: ايه عشان ما يقرصني أي شي
حلا: قصدك يمشي على رجلك و لا تحسين فيه إلا وهو وصل و ارتاح
أسيل تشهق: تتوقعين
و صارت تراقب رجلينها..و الأرض اللي تمشي فيها..و لا هي يمهم..
حلا: اتركي عنك هالخوف و خلينا نتسابق؟
جوري تحمست: يله
رغد: واللي تفوز؟
حلا: لا مو كذا السباق مو مهم مين يفوز..أهم شي اللي تخسر و توصل اخر وحده هي اللي تسوي القهوه
تحمسوا البنات و الحريم اللي معهم صاروا يشجعونهم..و حددوا المكان اللي بيتسابقون له و انطلقوا..و بقت أم راشد و أم طلال و أسماء و لينا و إياد..
إياد بحماس: أثوله هي اللي بتفوذ
أسماء تتريق: ما ظنيت مع هالركض تفوز
ضحكوا عليها..و هم يشوفونها من بعيد هي اخر وحده وصلت..
إياد يبرطم: لا ليه؟
أسماء: معليش نكسب قهوة أسيل حلوه
إياد: ماما تعالي نطلع فوق
أسماء: لا حبيبي ما أقدر بعدين البيبي يتعب
إياد بزعل: ماما أبي اثوف فوق وث فيه
أسماء: كله بر
لينا: تعال أيوده أنا اروح معك
إياد ينط من الفرحه: هيييه اروح مع ليونه
اخذته لينا و طلعت معه..و أول ما وصلوا فوق شافوا اثنين يمشون من الجهه الثانيه..كانت بتتغطى بطرحتها اللي على أكتافها لكنها شافتهم..طلال و خالها ناصر..و نزلت لهم..
انتبه طلال لأحد ينزل..و التفت و شافها..ماسكه في يدها إياد و تسولف معه و تضحك..و الهواء يطير شعرها..تعلقت عيونه فيها..(اه يا لينا كم سنه حلمت أشوفك مرتاحه بهالشكل..عايشه حياتك بفرحه..و تضحكين بهالشكل)
هزه ناصر..
ناصر بخبث: طلال وين رحت؟
طلال بإحراج: لا معك
ناصر يضحك: لا واضح
وصلت عنده لينا و هي تطالع طلال بقهر..للحظه خاف من هالنظره..حس كأن حياته اللي قبل كانت حلم و اللحين بيصحى منه..
لينا: طلال! وش وعدتني فيه؟ مو قلت بترتاح؟
ناصر يضحك: والله يجي منك يا لينا..شوفي كيف خايف منك
لينا انتبهت لملامح طلال المصدومه و استغربت..لكنه استوعب هي وش كانت مقهوره منه..لكن نظرتها ذكرته بذيك النظرات اللي كانت تطالعه فيها و هي تكرهه..
ناصر لهى مع إياد اللي أول ما شافه صار يسولف عليه..و لينا تطالع طلال..
لينا: طلال وش فيك؟
طلال: لا ما فيني شي
لينا: رجلك ما توجعك؟
طلال يبتسم: لا امشي عليها خفيف لا تخافين
جلسوا يسولفون مع ناصر شوي..بعدين أخذت لينا إياد و رجعت للبنات..و هي تفكر..(ليه كان يطالعني كذا؟ مستغرب من خوفي عليه..أو متضايق من هالشي؟ بس هو بنفسه قال يبي نبدأ من جديد..ليه يحسسني إنه بعيد عني؟)
عند الخيمه-شاف عمر الحريم من بعيد لحالهم و البنات مو عندهم..ما كان مسلم على أم العنود..و قرب شوي منهم..
عمر: عندكم أحد أو أجي
أم عمر: تعال ما فيه إلا محارمك
وصل عندهم و سلم على أم العنود..و شاف عندها أمه و خالته أم فارس بس..لكنه قبل يجلس شاف وحده من البنات..نايمه و مغطيه وجهها بطرحه..انحرج..
عمر: مين هاذي؟
أم فارس: هاذي مرتك اجلس لا تخاف
ابتسم عمر وهو يجلس..أكيد رايحه بسابع نومه..و إلا كان فزت و ما جلست متمدده قدامه على راحتها..كان يسولف معهم..و بين كل لحظه و الثانيه يلف بنظره لها..ما كان يشوف وجهها لأنها مغطيته..لكنه يتأمل يدينها اللي ضامتهن لصدرها..و هي نايمه على جنبها..
عمر: ليه ما نامت في الخيمه؟
أم عمر: كانت جالسه تقاوم بس غلبها النوم..غطيناها و خليناها تاخذ غفوه قبل يجون البنات يزعجونها
تركتهم أم العنود و دخلت الخيمه تاخذ لها هي غفوه بعد..
عمر يضحك: وش فيكم صرتم تنامون وحده ورى الثانيه؟ وين النشاط؟
أم فارس: خلهم يرتاحون الليل طويل
أم عمر: تعالي نتمشى يا أم فارس لا يجينا النوم و يضحك علينا عمر
تركوه و قاموا وهو يضحك عليهم..لكن أول ما ابعدوا التفت لمساهير..قام بيروح..لكنه ما راح..و قرب من عندها و جلس..رفع الطرحه عن وجهها..و أخذ منديل لفه عشان يضايقها فيه..ناوي ينكد عليها..لكنه يوم شافها كيف نايمه بهدؤ..و كل ملامحها المشدوده كل ما شافته..مرتخيه و هاديه..كسرت خاطره..و كأنها حست بالعيون المركزه عليها..التفتت للجهه الثانيه..لكنه للحين جالس يتأمل نص ملامحها اللي باينه له..
سمع سيف يناديه..كان بيقوم له بس تفاجأ بتنهيدتها و الابتسامه اللي انرسمت على وجهها..أول ما وصل لهم صوت سيف..قام بسرعه و راح عنها..ما يدري كانت صاحيه و هالابتسامه لذكر اسمه..أو مجرد حلم في خيالها..ما يدري من كان فيه..
بعد ساعات-كان اخر العصر..بدت الشمس تغيب و الجو يبرد..جلسوا يتقهوون بعد ما اشعلوا النار..و أسيل كانت جالسه فوق الكرسي اللي جايبته..و تراقب الأرض اللي حواليها..عشان لو تجي أي حشره تشوفها..
أم العنود: يا بنتي اجلسي مثل العالم و الناس
أسيل: لا يمه أنا كذا نص مرتاحه
حلا تهمس: ودك نسوي فيها فلم رعب معتبر
رغد: تبينها تموت علينا..هي كذا و موسوسه كيف لو خوفناها
جوري: لا حلا حرام عليك خليها في حالها
أسيل بقهر و هي تطالع فوق التل: اللحين هالبنتين ليه ما ينزلون..ما يشوفون الوقت تأخر
حلا تطالع شوق و رنا: والله شكل المنظر فوق حلو..نروح بنات؟
أسيل: لا اجلسي وين تروحين
حلا: أبي اشوف الغروب
أسيل بتريقه: يا لرومانسيه!!
حلا: رغد رومانسيه..تعالي نشوف الغروب يا رغد
قامت و قاموا كل البنات معها..و طلعوا فوق و تركوها..و أسيل تطالعهم بقهر..لكنها شافت سيارة فارس تشتغل..و ركضت له..عشان تتمشى معه..وصلت عنده..و وقفت عند الشباك..
أسيل تلهث: فارس
التفت عليها مصدوم..لكنه ما كان فارس..شهقت أسيل أول ما شافت وجه فيصل قريب منها..و ركضت بعيد عنه..تركض و هي تتلفت على خيمة الرجال..خافت يكون أحد شافها..خافت أكثر نادر يكون فيه..دخلت الخيمه..و هي للحين تتنفس بقوه..و ضيق..غطت وجهها بيدينها..شافها..كانت متحجبه بس..نزلت دموعها هالمره قهر..كرهت نفسها..ما تدري ليه..ما صارت تحب تشوفه..و تكره الصدفه اللي تجمعها فيه..و تحس بالذنب اتجاه نادر..
لكنها لاحظت شي في نظرته..يوم ملكته..و اللحين بعد..نظرة ندم..متأكده انها نظرة ندم..نفسها تعرف وش يفكر فيه اللحين..و كيف علاقته بسهى..فكرت بحقد..(حتى لو كان متأخر..بس جاء الوقت اللي تدفع فيه الثمن يا فيصل..و تدفع سهى ثمن اللي سوته فيني)
ما ارتاحت انها تفكر هالتفكير..بس غصب عنها..
يتبع
تعليق