@،،اخر نزف،،@
في سيارة سواق مرام/
كانت مرام راجعه من صديقتها..و تفكر باللي قالته لها..(لازم اسوي هالشي بسرعه..مستحيل أسيل تاخذ شي أنا كنت اتمناه)
انتبهت إن السواق هدأ سرعته..
مرام بعصبيه: ليه هديت؟!
السواق: شوف هازا هادس
التفتت مرام و شافت الناس و السيارات و الزحمه اللي سادين الطريق..كان الكل باين إنه متأثر بالحادث..لكنها ما اهتمت..كل اللي في بالها..فكرة نوال و بس..
مرام صرخت عليه: دور لك طريق ثاني و بعدنا عن هالهم..أبي اوصل البيت بسرعه
السواق صار يضرب بوري..و بعدوا الناس عنه و الضيقه على وجيههم من تصرفه اللي بدون احساس..و لف من عندهم ..و لمحت سيكل طايح في الطريق و أحد متمدد و مغطى وجهه بشماغ و الأرض حوله متغطيه بالدم..و صدت بقرف للجهه الثانيه ما تبي تحس بالرحمه عليه..(أنا ناقصه هالمناظر يا كرهي لهالمبزره و حركاتهم...ليتك مكانه يا أسيل..و الله لو بيدي ذبحتها و افتكيت منها)
وصلت للبيت و راحت على طول لغرفتها..مع إنها سمعت صوت أمها لكنها ما مرت عليها..لين يصير اللي في بالها مالها خلق لأي شي..أو أي أحد..دخلت غرفتها و راحت تاخذ لها شاور يهديها و يخليها تفكر برواق..اللي تفكر فيه مو سهل و لازم ما تكون فيه أي غلطه تكشفها..طلعت و بعد ما لبست بجامتها حست إنها جوعانه مع كل اللي تفكر فيه نست تاكل..
نزلت تبي تاخذ لها شي خفيف..و كل تفكيرها باللي قالته نوال..(بتدفعين الثمن يا أسيل..مو أنا أخسر كل شي و أنتي دائما تكسبين)..
لكن خطواتها وقفت و هي تسمع أمها تصارخ بشكل هستيري..ركضت و وقفت عند باب الصاله و هي تشوف أمها طايحه على الأرض و متمسكه بثوب خالها أبوفارس..اللي كانت ملامح الحزن طاغيه عليه..
أم راكان بترجي و دموعها تنزل: لا ولدي ما مات أنت أكيد غلطان...قبل ساعه كان عندي(كملت و هي تضرب وجهها) قبل ساعه و أنا مهاوشته و طاردته من البيت..قبل ساعه قلت له مابي اشوف وجهه..راكان..أبي اشوفه اللحين..أبي اشوفه
رجعت مرام و هي تهز راسها بقوه تحاول تستوعب اللي سمعته..نزلن دموعها..لكنها مسحتهن بسرعه و عصبيه..ما تبي تصيح..ما تبي تصدق إنه مات..تذكرت الحادث اللي شافته قبل شوي..تذكرت السيكل..و جاء في بالها سيكل راكان اللي دفته برجلها قبل كم يوم و رمته على الرمل..كان فرحان إنه ملمعه و مزينه..و هي كانت مقهوره منه و حبت تقهره..(نفسه! السيكل نفسه! اللي قبل شوي حادث راكان..مريت من عنده وهو يموت! مريت و لا اهتميت فيه..اخوي كان هناك يلفظ أنفاسه الأخيره..يودع هالحياه..و أنا ما حسيت فيه..ما عرفت سيكله)
اخوها..أول مره تنطق هالكلمه..أول مره تحس فيها..لكنه إحساس متأخر جدا..احساس فات عليه الوقت..فاتت عليه الحياة..تمنت كل هذا يكون كابوس و تصحى منه..و تشوفه اللحين قدامها..لكنها ما قدرت حتى تتخيله..لأنها ما تذكر ملامحه زين..ما عمرها اهتمت تشوفه..حاولت..و حاولت بذاكرتها ترجع صورته..لكنها ما قدرت..
مرام تصرخ: راكان...راكان
جاء لها خالها أبونادر اللي كان برا عند أبوها و خاف يوم سمعها تصرخ..شافها واقفه مثل الضايعه..بملامح مفجوعه..و عيون غرقانه دمع..راح و ضمها يحاول يهديها..لكن النار اللي بداخلها مستحيل كلام الدنيا يهديها..بالعكس كانت كل ما يمر الوقت و تستوعب هالخساره تثور أكثر..و أكثر..
مرام بصوت رايح: ناسيه شكله..مو قادره اتذكر ملامحه..اخوي مو قادره اتذكره اللحين! كيف بعدين؟ كيف بعد سنه؟.....راكان مات وهو يكرهني..و أنا كنت اكرهه قلتها له في وجهه أكثر من مره..قلتها له كل ما شفته!
أبونادر تدمع عيونه_ اذكري الله يا بنتي
مرام تصرخ: الله ياخذني..الله ياخذني
و طاحت من بين يدين عمها..مغمى عليها..
في بيت أم العنود/
دخلت ياسمين على جوري الغرفه..التفتت لها جوري و استغربت و هي تشوف ملامحها الحزينه..و عيونها الدامعه..على طول دمعت عيون جوري معها..و صار قلبها يدق بخوف..
جوري: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: راكان..ولد عم أسيل...
جوري بخوف: وش فيه؟
ياسمين: توفى في حادث
جوري سكتت..وقفت مصدومه باللي سمعته..طرت في بالها على طول ملامحه..ضحكته البريئه..و الحزن اللي تشوفه بعيونه من معاملة أهله..نزلت دموعها تصب على خدودها..قبل تبدأ تصيح بصوت عالي..ضمتها ياسمين و صارت تصيح معها..
في بيت أم فارس=المغرب/
كانت أسيل جالسه في غرفتها و مكتئبه..من يوم عرفت اللي صار لراكان..انصدمت بخبر وفاته..
دخلت عليها حلا و جوري..سلموا عليها و عزوها..مع ان جوري كانت تصيح أكثر منها..
حلا: ماراح تروحين تعزين عمتك و بناتها؟
أسيل: خايفه
حلا: من ايش؟
أسيل: مادري؟ بس ما اتخيل اني أشوف عمتي و هي مكسوره لهالدرجه
حلا: لا حول و لا قوة الا بالله..الله يعينهم...المهم حنا بنروح اللحين تجين؟
أسيل تتنهد: أكيد..لازم اروح...جوري اهدي شوي حنا رايحين نهديهم مو نزيدهم
جوري: ان شاء الله
في بيت أم راكان/
وصلوا أم فارس و أم عمر و أم العنود و بناتهم..شافوا أم راكان اللي كانت بحاله تصعب على الكافر..منهاره و مو حاسه بالناس اللي حواليها..كانت هاديه و كأنها ميته..شي واحد يحسس اللي يشوفها انها حيه..الدموع اللي ما توقف من عيونها..
ريهام كانت بجنب أمها..و هي مفزوعه من كل اللي يصير حواليها..ما كانت متعوده على هالأجواء..عمرها ماراحت لعزاء..و لا تخيلت ان أول عزاء بيكون عزاء اخوها..
كلهم كانوا فيه الا مرام..
أسيل: وين مرام؟
رغد: من يوم جينا ما شفناها..أبوي يقول انها أول ما عرفت انهارت و طاحت عليهم...أكيد بغرفتها وش رايكم نروح لها؟
أسيل: اخاف تتضايق
رغد: ولو ما يصير نتركها لحالها بهالوقت
طلعوا فوق..و راحوا لغرفتها..دخلوا و شافوها جالسه على سريرها..الغرفه ما كان فيها إلا نور خفيف من الأباجوره اللي جنب السرير..حست بأحد دخل عليها و رفعت راسها تشوف مين..تفاجأت بجيتهم لها..لكن هم تفاجأوا أكثر ..ما كانت مرام اللي يعرفونها أبدا..شعرها اللي دائما متسرح بأناقه..كان مربوط بإهمال و خصل كثير طايحه على وجهها..حتى ملامحها تبدلت و بالأخص نظرة عيونها..نزلت راسها..و صارت تطالع في الأرض..تقدمت منها رغد و مدت لها يدها..
رغد: عظم الله أجرك
مرام صافحتها و هزت راسها بإشاره خفيفه لأنها حتى الكلام مو قادره عليه..بعدها سلمت عليها حلا..لكن يوم سلمت عليها أسيل..رفعت مرام راسها تطالعها بنظرات غريبه..ما فهمت أسيل هي ندم..أو اعتذار..أو تقدير لجيتها..كان صمت مرام خلاهم حتى هم مو قادرين ينطقون بأي شي..إلا بكلمة التعزيه البسيطه..لكن مرام قطعت هالصمت أول ما شافت جوري..انرسمت صوره ضبابيه لملامح راكان وهو دائما يضحك معها..لكنها اختفت من خيالها بسرعه..و هالشي اللي خلاها تنهار..و تعلقت يدينها بجوري..
مرام بحزن: جوري أنتي عرفتي قيمته اللي ما عرفتها..قدرتيه و اهتميتي فيه..حتى هو كان يحبك دائما يقول لي ليتها هي أختي مو أنتي...ليته كان أخوك يا جوري أكيد كان بيلقى الحب اللي ما عمره حسه بهالبيت
البنات انصدموا من كلام مرام..كانوا يحسبون إنها في هالحال بس حزن على وفاته..ما توقعوا إنها تلوم نفسها على تقصيرها معه..أما جوري فكانت دموعها تنزل على خدها من يوم دخلت..لكنها اللحين ياله قادره تحبس شهقاتها..
مرام بندم و حسره: جوري أنا مو قادره اتذكر شكله! أبي اشوف ملامحه ما لقيت له عندنا و لا صوره..نسيت شكله..نسيت شكله!!
جوري احتارت بالفكره اللي جت في بالها..مو عارفه صح اللي بتسويه أو خطأ..بس عورت قلبها مرام بكلامها..
جوري بصوت مرتجف: عندي له...صور بالجوال...تبين...تبين تشوفينهم
رفعت راسها للبنات تراقب ردة فعلهم على اللي سوته..لكنها شافت نظرات رغد مأيدتها على اللي قالته..أما مرام فكانت مصدومه من اللي سمعته..ما قدرت تصدق إنها بتشوفه..
مرام بترجي: ايه أبي اشوفها...الله يخليك يا جوري أبي اشوفها اللحين
طلعت جوري جوالها..و بيدين مرتجفه صارت تدور على صورته..و مرام تتابعها بنظرات كلها خوف..و أمل..و البنات مخيم عليهم السكوت..
مدت جوري الجوال لمرام اللي اخذته بلهفه..و طالعت الشاشه..حست برجفه تهزكل جسمها و هي تطالع بصورة راكان..كان يطالعها و يضحك..أول مره تشوفه يضحك..دققت في ملامحه..كأنها تشوفه لأول مره..و جهه نفس شكل و جهها..و خشمه كان مثل خشمها..عمرها ما انتبهت لهالشبه..أول مره تشوف إنه توه صغير..صغير انتهى عمره فجأه بعد شقاء عاشه معهم..نزلت دموعها حاره من ندمها عليه..حست إنها تحرق عيونها..زاد صياحها..و زادت شهقاتها..بدت ترتجف و يدها ضامه الجوال بقوه..حضنتها جوري و صاروا كلهم يصيحون..
*بعد أسبوعين*
مرت الأيام كئيبه..و تأجلت ملكة فارس و جوري..الكل تأثر بوفاة راكان بهالعمر..و بحال أهله اللي انقلب بعده..
في بيت أم راكان/
كانت مرام واقفه عند باب غرفة راكان..اللي من يوم وفاته ما أحد تجرأ يدخلها..نزلن دموعها و هي تتخيل وش ممكن يكون شكلها..لأنها من يوم سكنوا هالبيت ما دخلتها..و لا فكرت تشوفها..
فتحت الباب بيد مرتجفه..دخلت بهدؤ..شغلت النور..و سكرت الباب وراها و تسندت عليه..دارت عيونها على الغرفه..أغراضه..ألعابه..ملابسه..
تقدمت و جلست على مكتبه..تفتش بدفاتره..و تصيح..(نجحت يا راكان؟ وش كان تقديرك؟...مبروك يا راكان..ما قلتها لك..سامحني..سامحني)
نامت على مكتبه و هي تصيح..و تحضن أوراقه بين يديها..
و صارت تقضي كل وقتها بغرفته..تحاول تعرف عنه كل شي..وش يحب..وش يكره..وش يهمه..
في بيت أم فارس=الساعه العاشره مساء/
كانت أسماء من أسبوع و هي عندهم لأن هذا أسبوع ولادتها..و تركي جابها لأهلها عشان يتطمن عليها و ما تكون لحالها..و جت ساعة ولادتها..و من سوء حظها..ما كان فيه أحد في البيت إلا هي و أسيل..اللي كانت في المطبخ..و جت تركض و هي تسمع صراخها..
أسيل بخوف: أسماء وش فيك؟؟
أسماء تصرخ: شكلي بأولد..اتصلي بأي أحد بسرررعه
أسيل ارتبكت..و ما عرفت على مين تدق..سيف كانت عنده مراجعه في المستشفى..و دقت على فارس و لا رد..و أمها اخذه السواق..و أبوها مسافر..
بدت أسماء تصرخ عليها..و هي تشوفها واقفه ما تحركت..
أسماء: أسيل تحررركي
راحت أسيل تركض..بتقول لنجود اللي كانت في الملحق..تبي أحد يقولها وش تسوي لأنها و هي مرتبكه وقف عقلها عن التفكير..لكن و هي طالعه في الحوش شافت نادر و سيف داخلين..كان جايبه نادر من المستشفى..و ركضت لهم و هي ترتجف..و هم أول ما شافوا حالتها خافوا..
أسيل: أسماء بتولد
سيف يشهق: وشووو؟؟
أسيل: لازم نوديها المستشفى
سيف: يله بسرعه طلعيها يوديكم نادر
نادر ارتبك: أنا؟!
لو كانت أسيل رايقه..كان ضحكت على شكله المفزوع..بس هي راحت بسرعه تلبس عبايتها و تلبس أسماء و تسندها لين وصلوا سيارة نادر..اللي كان مرتبك أكثر منها..
و سيف بعد ما تطمن إنهم راحوا..مشى بكرسيهه لين الملحق..دخل و شافها..
نجود تركض له: سيف..وش قال الدكتور؟
سيف يضحك: خليني ادخل أول
نجود دفت الكرسي و دخلته و جلست جنبه: هاه وش قال الدكتور؟ تحسنت صح؟
سيف: قال أكيد عندك زوجه تهتم فيك و تدلعك عشان كذا خفيت بهالسرعه
نجود بعتب: سيف طمني؟!
سيف يضمها له: لا تخافين صرت احسن
نجود: الحمدلله
سيف: أسماء بتولد
نجود شهقت: والله؟
سيف: ايه أول ما دخلت مع نادر شفنا أسيل اللي ما صدقت شافتنا
نجود: راحوا مع نادر؟
سيف: ايه
نجود: الله يقومها بالسلامه
سيف يبتسم: اتخيلك يوم ولادتك
نجود: ايه فرحان مو أنت اللي بتذوق الويل
سيف: خايفه؟
نجود: مادري أخاف أو افرح
سيف يرجع يضمها: افرحي يا نجود دائما افرحي
في سيارة نادر/
كانت أسماء تصرخ عليه و على أسيل..و طلعت فيهم حرة الوجع..و زادت ارتباكهم..ما يدري كيف وصلوا للمستشفى..كان من خوفه مو شايف الطريق قدامه..و دخلوها غرفة الولاده..و جلس هو و أسيل ينتظرون..
التفت على أسيل و شاف يدها للحين ترتجف..مسكها و التفتت عليه..
نادر يبتسم: لا تخافين إن شاء الله تقوم بالسلامه
أسيل: مادري وش كنت بأسوي لو ما شفتكم..الله يهديها أمي هذا وقت زيارات!!
نادر: أنتي قدها و قدود
أسيل: أي قدها أنا كنت مو عارفه وش اسوي لها؟ كنت طالعه لنجود تتصرف...اربكني صراخها و ما قدرت أفكر
نادر يضحك: الله يهديها أسماء..أنا كنت مو شايف الطريق من صراخها اللي اربكني بعد
تذكرت أسيل حالتهم في السياره و ضحكت..وهو ضحك معها..
نادر بهمس: الله لا يحرمني هالضحكه
أسيل استحت: .....
نادر: أسيل
أسيل: نعم
نادر: من زمان ما سمعت صوتك
أسيل تتنهد: تعرف الظروف اللي مرينا فيها..الله يرحمك يا راكان
نادر: الله يرحمه..أسيل
أسيل: نعم
نادر: ما سمعت قرارك
أسيل: كلمت عمي؟
نادر: ايه..و وافق
أسيل تتنهد: و أنا معك بأي مكان تروح له يا نادر
نادر يبتسم لها بحب: الله يخليك لي يا أسيل
و جلسوا يتكلمون ساعتين..لين طلعت لهم الدكتوره..و قالت لهم ان أسماء جابت بنت..و طمنتهم عليها..
نقلوها للغرفه و جلست معها أسيل..و نادر رجع للبيت..
في بيت أم سامي/
كان فيصل يكلم سهى..لكن من بعد ما تبرع لسيف..من يوم رجعت علاقته فيه..و هي تحس بخوف و ضيق..تحس إنه يكلمها وهو مو يمها..حتى إذا شافته..ما تشوف أي اهتمام أو حب بنظرته..
فيصل: سهى وين رحتي؟ ليه ما تردين؟
سهى تنتبه: هاه لا معك بس سرحت شوي
فيصل: شكلك مشغوله أخليك اللحين
سهى عصبت: شكلك ما صدقت
فيصل بإستغراب: سهى وش فيك؟
سهى: فيصل أنت مو حاس في نفسك كيف تعاملني؟
فيصل يتنهد: كيف أعاملك يعني؟ عادي
سهى بإستهزاء: عادي..صح يا فيصل كل شي بيننا عادي
فيصل انتبه لنفسه: سهى ليه هالكلام؟
سهى: فيصل أنت ندمت على زواجك مني؟
فيصل: لا..طبعا لا
سهى: أجل ليه احسك بعيد عني؟ مو مهتم فيني؟
فيصل: تتوهمين يا سهى..أنا مثل ما أنا ما تغيرت
سهى سكتت عن هالنقاش لأنه ما فيه منه فائده..إلا يبعد بينهم أكثر..لكن كل مره تكلم فيها فيصل..كل مره تشوفه فيها..تحس إنها كانت تتوهم إنه حبها في يوم من الأيام..لكنها ما كانت تبي تتأكد من هالشي..و حاولت تنسى كل اللي راح..و تحاول تخليه يحبها..و تمسح من باله أي طيف ممكن يبعده عنها..
في سيارة سواق مرام/
كانت مرام راجعه من صديقتها..و تفكر باللي قالته لها..(لازم اسوي هالشي بسرعه..مستحيل أسيل تاخذ شي أنا كنت اتمناه)
انتبهت إن السواق هدأ سرعته..
مرام بعصبيه: ليه هديت؟!
السواق: شوف هازا هادس
التفتت مرام و شافت الناس و السيارات و الزحمه اللي سادين الطريق..كان الكل باين إنه متأثر بالحادث..لكنها ما اهتمت..كل اللي في بالها..فكرة نوال و بس..
مرام صرخت عليه: دور لك طريق ثاني و بعدنا عن هالهم..أبي اوصل البيت بسرعه
السواق صار يضرب بوري..و بعدوا الناس عنه و الضيقه على وجيههم من تصرفه اللي بدون احساس..و لف من عندهم ..و لمحت سيكل طايح في الطريق و أحد متمدد و مغطى وجهه بشماغ و الأرض حوله متغطيه بالدم..و صدت بقرف للجهه الثانيه ما تبي تحس بالرحمه عليه..(أنا ناقصه هالمناظر يا كرهي لهالمبزره و حركاتهم...ليتك مكانه يا أسيل..و الله لو بيدي ذبحتها و افتكيت منها)
وصلت للبيت و راحت على طول لغرفتها..مع إنها سمعت صوت أمها لكنها ما مرت عليها..لين يصير اللي في بالها مالها خلق لأي شي..أو أي أحد..دخلت غرفتها و راحت تاخذ لها شاور يهديها و يخليها تفكر برواق..اللي تفكر فيه مو سهل و لازم ما تكون فيه أي غلطه تكشفها..طلعت و بعد ما لبست بجامتها حست إنها جوعانه مع كل اللي تفكر فيه نست تاكل..
نزلت تبي تاخذ لها شي خفيف..و كل تفكيرها باللي قالته نوال..(بتدفعين الثمن يا أسيل..مو أنا أخسر كل شي و أنتي دائما تكسبين)..
لكن خطواتها وقفت و هي تسمع أمها تصارخ بشكل هستيري..ركضت و وقفت عند باب الصاله و هي تشوف أمها طايحه على الأرض و متمسكه بثوب خالها أبوفارس..اللي كانت ملامح الحزن طاغيه عليه..
أم راكان بترجي و دموعها تنزل: لا ولدي ما مات أنت أكيد غلطان...قبل ساعه كان عندي(كملت و هي تضرب وجهها) قبل ساعه و أنا مهاوشته و طاردته من البيت..قبل ساعه قلت له مابي اشوف وجهه..راكان..أبي اشوفه اللحين..أبي اشوفه
رجعت مرام و هي تهز راسها بقوه تحاول تستوعب اللي سمعته..نزلن دموعها..لكنها مسحتهن بسرعه و عصبيه..ما تبي تصيح..ما تبي تصدق إنه مات..تذكرت الحادث اللي شافته قبل شوي..تذكرت السيكل..و جاء في بالها سيكل راكان اللي دفته برجلها قبل كم يوم و رمته على الرمل..كان فرحان إنه ملمعه و مزينه..و هي كانت مقهوره منه و حبت تقهره..(نفسه! السيكل نفسه! اللي قبل شوي حادث راكان..مريت من عنده وهو يموت! مريت و لا اهتميت فيه..اخوي كان هناك يلفظ أنفاسه الأخيره..يودع هالحياه..و أنا ما حسيت فيه..ما عرفت سيكله)
اخوها..أول مره تنطق هالكلمه..أول مره تحس فيها..لكنه إحساس متأخر جدا..احساس فات عليه الوقت..فاتت عليه الحياة..تمنت كل هذا يكون كابوس و تصحى منه..و تشوفه اللحين قدامها..لكنها ما قدرت حتى تتخيله..لأنها ما تذكر ملامحه زين..ما عمرها اهتمت تشوفه..حاولت..و حاولت بذاكرتها ترجع صورته..لكنها ما قدرت..
مرام تصرخ: راكان...راكان
جاء لها خالها أبونادر اللي كان برا عند أبوها و خاف يوم سمعها تصرخ..شافها واقفه مثل الضايعه..بملامح مفجوعه..و عيون غرقانه دمع..راح و ضمها يحاول يهديها..لكن النار اللي بداخلها مستحيل كلام الدنيا يهديها..بالعكس كانت كل ما يمر الوقت و تستوعب هالخساره تثور أكثر..و أكثر..
مرام بصوت رايح: ناسيه شكله..مو قادره اتذكر ملامحه..اخوي مو قادره اتذكره اللحين! كيف بعدين؟ كيف بعد سنه؟.....راكان مات وهو يكرهني..و أنا كنت اكرهه قلتها له في وجهه أكثر من مره..قلتها له كل ما شفته!
أبونادر تدمع عيونه_ اذكري الله يا بنتي
مرام تصرخ: الله ياخذني..الله ياخذني
و طاحت من بين يدين عمها..مغمى عليها..
في بيت أم العنود/
دخلت ياسمين على جوري الغرفه..التفتت لها جوري و استغربت و هي تشوف ملامحها الحزينه..و عيونها الدامعه..على طول دمعت عيون جوري معها..و صار قلبها يدق بخوف..
جوري: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: راكان..ولد عم أسيل...
جوري بخوف: وش فيه؟
ياسمين: توفى في حادث
جوري سكتت..وقفت مصدومه باللي سمعته..طرت في بالها على طول ملامحه..ضحكته البريئه..و الحزن اللي تشوفه بعيونه من معاملة أهله..نزلت دموعها تصب على خدودها..قبل تبدأ تصيح بصوت عالي..ضمتها ياسمين و صارت تصيح معها..
في بيت أم فارس=المغرب/
كانت أسيل جالسه في غرفتها و مكتئبه..من يوم عرفت اللي صار لراكان..انصدمت بخبر وفاته..
دخلت عليها حلا و جوري..سلموا عليها و عزوها..مع ان جوري كانت تصيح أكثر منها..
حلا: ماراح تروحين تعزين عمتك و بناتها؟
أسيل: خايفه
حلا: من ايش؟
أسيل: مادري؟ بس ما اتخيل اني أشوف عمتي و هي مكسوره لهالدرجه
حلا: لا حول و لا قوة الا بالله..الله يعينهم...المهم حنا بنروح اللحين تجين؟
أسيل تتنهد: أكيد..لازم اروح...جوري اهدي شوي حنا رايحين نهديهم مو نزيدهم
جوري: ان شاء الله
في بيت أم راكان/
وصلوا أم فارس و أم عمر و أم العنود و بناتهم..شافوا أم راكان اللي كانت بحاله تصعب على الكافر..منهاره و مو حاسه بالناس اللي حواليها..كانت هاديه و كأنها ميته..شي واحد يحسس اللي يشوفها انها حيه..الدموع اللي ما توقف من عيونها..
ريهام كانت بجنب أمها..و هي مفزوعه من كل اللي يصير حواليها..ما كانت متعوده على هالأجواء..عمرها ماراحت لعزاء..و لا تخيلت ان أول عزاء بيكون عزاء اخوها..
كلهم كانوا فيه الا مرام..
أسيل: وين مرام؟
رغد: من يوم جينا ما شفناها..أبوي يقول انها أول ما عرفت انهارت و طاحت عليهم...أكيد بغرفتها وش رايكم نروح لها؟
أسيل: اخاف تتضايق
رغد: ولو ما يصير نتركها لحالها بهالوقت
طلعوا فوق..و راحوا لغرفتها..دخلوا و شافوها جالسه على سريرها..الغرفه ما كان فيها إلا نور خفيف من الأباجوره اللي جنب السرير..حست بأحد دخل عليها و رفعت راسها تشوف مين..تفاجأت بجيتهم لها..لكن هم تفاجأوا أكثر ..ما كانت مرام اللي يعرفونها أبدا..شعرها اللي دائما متسرح بأناقه..كان مربوط بإهمال و خصل كثير طايحه على وجهها..حتى ملامحها تبدلت و بالأخص نظرة عيونها..نزلت راسها..و صارت تطالع في الأرض..تقدمت منها رغد و مدت لها يدها..
رغد: عظم الله أجرك
مرام صافحتها و هزت راسها بإشاره خفيفه لأنها حتى الكلام مو قادره عليه..بعدها سلمت عليها حلا..لكن يوم سلمت عليها أسيل..رفعت مرام راسها تطالعها بنظرات غريبه..ما فهمت أسيل هي ندم..أو اعتذار..أو تقدير لجيتها..كان صمت مرام خلاهم حتى هم مو قادرين ينطقون بأي شي..إلا بكلمة التعزيه البسيطه..لكن مرام قطعت هالصمت أول ما شافت جوري..انرسمت صوره ضبابيه لملامح راكان وهو دائما يضحك معها..لكنها اختفت من خيالها بسرعه..و هالشي اللي خلاها تنهار..و تعلقت يدينها بجوري..
مرام بحزن: جوري أنتي عرفتي قيمته اللي ما عرفتها..قدرتيه و اهتميتي فيه..حتى هو كان يحبك دائما يقول لي ليتها هي أختي مو أنتي...ليته كان أخوك يا جوري أكيد كان بيلقى الحب اللي ما عمره حسه بهالبيت
البنات انصدموا من كلام مرام..كانوا يحسبون إنها في هالحال بس حزن على وفاته..ما توقعوا إنها تلوم نفسها على تقصيرها معه..أما جوري فكانت دموعها تنزل على خدها من يوم دخلت..لكنها اللحين ياله قادره تحبس شهقاتها..
مرام بندم و حسره: جوري أنا مو قادره اتذكر شكله! أبي اشوف ملامحه ما لقيت له عندنا و لا صوره..نسيت شكله..نسيت شكله!!
جوري احتارت بالفكره اللي جت في بالها..مو عارفه صح اللي بتسويه أو خطأ..بس عورت قلبها مرام بكلامها..
جوري بصوت مرتجف: عندي له...صور بالجوال...تبين...تبين تشوفينهم
رفعت راسها للبنات تراقب ردة فعلهم على اللي سوته..لكنها شافت نظرات رغد مأيدتها على اللي قالته..أما مرام فكانت مصدومه من اللي سمعته..ما قدرت تصدق إنها بتشوفه..
مرام بترجي: ايه أبي اشوفها...الله يخليك يا جوري أبي اشوفها اللحين
طلعت جوري جوالها..و بيدين مرتجفه صارت تدور على صورته..و مرام تتابعها بنظرات كلها خوف..و أمل..و البنات مخيم عليهم السكوت..
مدت جوري الجوال لمرام اللي اخذته بلهفه..و طالعت الشاشه..حست برجفه تهزكل جسمها و هي تطالع بصورة راكان..كان يطالعها و يضحك..أول مره تشوفه يضحك..دققت في ملامحه..كأنها تشوفه لأول مره..و جهه نفس شكل و جهها..و خشمه كان مثل خشمها..عمرها ما انتبهت لهالشبه..أول مره تشوف إنه توه صغير..صغير انتهى عمره فجأه بعد شقاء عاشه معهم..نزلت دموعها حاره من ندمها عليه..حست إنها تحرق عيونها..زاد صياحها..و زادت شهقاتها..بدت ترتجف و يدها ضامه الجوال بقوه..حضنتها جوري و صاروا كلهم يصيحون..
*بعد أسبوعين*
مرت الأيام كئيبه..و تأجلت ملكة فارس و جوري..الكل تأثر بوفاة راكان بهالعمر..و بحال أهله اللي انقلب بعده..
في بيت أم راكان/
كانت مرام واقفه عند باب غرفة راكان..اللي من يوم وفاته ما أحد تجرأ يدخلها..نزلن دموعها و هي تتخيل وش ممكن يكون شكلها..لأنها من يوم سكنوا هالبيت ما دخلتها..و لا فكرت تشوفها..
فتحت الباب بيد مرتجفه..دخلت بهدؤ..شغلت النور..و سكرت الباب وراها و تسندت عليه..دارت عيونها على الغرفه..أغراضه..ألعابه..ملابسه..
تقدمت و جلست على مكتبه..تفتش بدفاتره..و تصيح..(نجحت يا راكان؟ وش كان تقديرك؟...مبروك يا راكان..ما قلتها لك..سامحني..سامحني)
نامت على مكتبه و هي تصيح..و تحضن أوراقه بين يديها..
و صارت تقضي كل وقتها بغرفته..تحاول تعرف عنه كل شي..وش يحب..وش يكره..وش يهمه..
في بيت أم فارس=الساعه العاشره مساء/
كانت أسماء من أسبوع و هي عندهم لأن هذا أسبوع ولادتها..و تركي جابها لأهلها عشان يتطمن عليها و ما تكون لحالها..و جت ساعة ولادتها..و من سوء حظها..ما كان فيه أحد في البيت إلا هي و أسيل..اللي كانت في المطبخ..و جت تركض و هي تسمع صراخها..
أسيل بخوف: أسماء وش فيك؟؟
أسماء تصرخ: شكلي بأولد..اتصلي بأي أحد بسرررعه
أسيل ارتبكت..و ما عرفت على مين تدق..سيف كانت عنده مراجعه في المستشفى..و دقت على فارس و لا رد..و أمها اخذه السواق..و أبوها مسافر..
بدت أسماء تصرخ عليها..و هي تشوفها واقفه ما تحركت..
أسماء: أسيل تحررركي
راحت أسيل تركض..بتقول لنجود اللي كانت في الملحق..تبي أحد يقولها وش تسوي لأنها و هي مرتبكه وقف عقلها عن التفكير..لكن و هي طالعه في الحوش شافت نادر و سيف داخلين..كان جايبه نادر من المستشفى..و ركضت لهم و هي ترتجف..و هم أول ما شافوا حالتها خافوا..
أسيل: أسماء بتولد
سيف يشهق: وشووو؟؟
أسيل: لازم نوديها المستشفى
سيف: يله بسرعه طلعيها يوديكم نادر
نادر ارتبك: أنا؟!
لو كانت أسيل رايقه..كان ضحكت على شكله المفزوع..بس هي راحت بسرعه تلبس عبايتها و تلبس أسماء و تسندها لين وصلوا سيارة نادر..اللي كان مرتبك أكثر منها..
و سيف بعد ما تطمن إنهم راحوا..مشى بكرسيهه لين الملحق..دخل و شافها..
نجود تركض له: سيف..وش قال الدكتور؟
سيف يضحك: خليني ادخل أول
نجود دفت الكرسي و دخلته و جلست جنبه: هاه وش قال الدكتور؟ تحسنت صح؟
سيف: قال أكيد عندك زوجه تهتم فيك و تدلعك عشان كذا خفيت بهالسرعه
نجود بعتب: سيف طمني؟!
سيف يضمها له: لا تخافين صرت احسن
نجود: الحمدلله
سيف: أسماء بتولد
نجود شهقت: والله؟
سيف: ايه أول ما دخلت مع نادر شفنا أسيل اللي ما صدقت شافتنا
نجود: راحوا مع نادر؟
سيف: ايه
نجود: الله يقومها بالسلامه
سيف يبتسم: اتخيلك يوم ولادتك
نجود: ايه فرحان مو أنت اللي بتذوق الويل
سيف: خايفه؟
نجود: مادري أخاف أو افرح
سيف يرجع يضمها: افرحي يا نجود دائما افرحي
في سيارة نادر/
كانت أسماء تصرخ عليه و على أسيل..و طلعت فيهم حرة الوجع..و زادت ارتباكهم..ما يدري كيف وصلوا للمستشفى..كان من خوفه مو شايف الطريق قدامه..و دخلوها غرفة الولاده..و جلس هو و أسيل ينتظرون..
التفت على أسيل و شاف يدها للحين ترتجف..مسكها و التفتت عليه..
نادر يبتسم: لا تخافين إن شاء الله تقوم بالسلامه
أسيل: مادري وش كنت بأسوي لو ما شفتكم..الله يهديها أمي هذا وقت زيارات!!
نادر: أنتي قدها و قدود
أسيل: أي قدها أنا كنت مو عارفه وش اسوي لها؟ كنت طالعه لنجود تتصرف...اربكني صراخها و ما قدرت أفكر
نادر يضحك: الله يهديها أسماء..أنا كنت مو شايف الطريق من صراخها اللي اربكني بعد
تذكرت أسيل حالتهم في السياره و ضحكت..وهو ضحك معها..
نادر بهمس: الله لا يحرمني هالضحكه
أسيل استحت: .....
نادر: أسيل
أسيل: نعم
نادر: من زمان ما سمعت صوتك
أسيل تتنهد: تعرف الظروف اللي مرينا فيها..الله يرحمك يا راكان
نادر: الله يرحمه..أسيل
أسيل: نعم
نادر: ما سمعت قرارك
أسيل: كلمت عمي؟
نادر: ايه..و وافق
أسيل تتنهد: و أنا معك بأي مكان تروح له يا نادر
نادر يبتسم لها بحب: الله يخليك لي يا أسيل
و جلسوا يتكلمون ساعتين..لين طلعت لهم الدكتوره..و قالت لهم ان أسماء جابت بنت..و طمنتهم عليها..
نقلوها للغرفه و جلست معها أسيل..و نادر رجع للبيت..
في بيت أم سامي/
كان فيصل يكلم سهى..لكن من بعد ما تبرع لسيف..من يوم رجعت علاقته فيه..و هي تحس بخوف و ضيق..تحس إنه يكلمها وهو مو يمها..حتى إذا شافته..ما تشوف أي اهتمام أو حب بنظرته..
فيصل: سهى وين رحتي؟ ليه ما تردين؟
سهى تنتبه: هاه لا معك بس سرحت شوي
فيصل: شكلك مشغوله أخليك اللحين
سهى عصبت: شكلك ما صدقت
فيصل بإستغراب: سهى وش فيك؟
سهى: فيصل أنت مو حاس في نفسك كيف تعاملني؟
فيصل يتنهد: كيف أعاملك يعني؟ عادي
سهى بإستهزاء: عادي..صح يا فيصل كل شي بيننا عادي
فيصل انتبه لنفسه: سهى ليه هالكلام؟
سهى: فيصل أنت ندمت على زواجك مني؟
فيصل: لا..طبعا لا
سهى: أجل ليه احسك بعيد عني؟ مو مهتم فيني؟
فيصل: تتوهمين يا سهى..أنا مثل ما أنا ما تغيرت
سهى سكتت عن هالنقاش لأنه ما فيه منه فائده..إلا يبعد بينهم أكثر..لكن كل مره تكلم فيها فيصل..كل مره تشوفه فيها..تحس إنها كانت تتوهم إنه حبها في يوم من الأيام..لكنها ما كانت تبي تتأكد من هالشي..و حاولت تنسى كل اللي راح..و تحاول تخليه يحبها..و تمسح من باله أي طيف ممكن يبعده عنها..
تعليق