@،،النزف السابع عشر،،@
*يوم السبت*
في بيت أم راشد/
دخلت مساهير لغرفتها..سكرت الباب و نزلت دموعها..ما توقعت أم عمر تسويها صدق و تخطبها..و بهالسرعه..و الأكثر من كذا نظرتها لها اللي كلها تحذير انها ترفض..لدرجة خوفت مساهير انها ممكن تقول لأمها..و وافقت على طول..حتى أمها استغربت انها ما طلبت وقت تفكر..بس وش تفكر فيه و هي مجبوره توافق..خافت..خافت أم عمر تقول لأمها..و اللي خوفها أكثر ان أمها تصدق اللي صدقته أم عمر..هالشي ماراح تستحمله..لو أمها شكت فيها..لو قالت لراشد وهو صدق بعد..خافت تعرف انهم مو واثقين فيها..انهم ممكن يتخيلون انها تسوي هالشي..وقتها ماراح تستحمل تجلس هنا دقيقه وحده و كانت بتنجبر ترجع لعمانها..لانه وقتها ما بيبقى لها شي هنا..(لكني اللحين مخطوبه له وهو مو طايقني و يستحقرني مثل أمه لكن لسبب ثاني..مادري وش اسوي؟ الله يسامحك يا خالتي لهالدجه تشوفيني بنت بدون أي اخلاق ما كأنك تعرفيني؟ حتى لو بعدت أنا مثل ما أنا ما تغيرت)
تذكرت الملكه اللي بعد اسبوعين..و هي ما تدري وش بتسوي فيها..جاها احساس انها تبي تروح لعمانها و لا ترجع هنا مره ثانيه أبدا..لكنها عارفه انها ما تقدر تبعد عن راشد و أمها أبدا..يكفي الوحده اللي عاشت فيها قبل كذا ما عندها استعداد تتحملها مره ثانيه..تجلس هنا و هي مظلومه..و لا تروح هناك و تظلم نفسها و أهلها..
في بيت أم العنود=المغرب/
كانت ياسمين في غرفتها..توها صاحيه..و سمعت جوالها يدق..شافت رقم ما تعرفه لكنها حست انها قد شافته قبل كذا..و ردت..
ياسمين: مرحبا
المتصل: .......
ياسمين: مين معي؟
فاتن بإحراج: أنا فاتن
ياسمين ببرود: هلا فاتن
فاتن: كنت..كنت حابه اشكرك على الوظيفه أنا اللحين اداوم هناك
ياسمين: لو تبين تشكريني صدق اطلعي من اللي كنتي فيه و لا تخلين أحد يأثر عليك مهما كانت ظروفك قاسيه هذا ما يعطيك الحق تسوين اللي كنتي تسوينه..فكري بربك قبل كل شي..فكري بأهلك لو عرفوا
فاتن: أنا خلاص ماراح ارجع للي كنت فيه...ياسمين...أنا مو عارفه وش اقوا لك...عن اللي..اللي...و الله كان غصب عني
ياسمين: أنا عارفه انه غصب عنك..بس بنفس الوقت مو قادره انسى اللي سويتيه فيني..عشان كذا اتمنى لو ما تتصلين مره ثانيه..كنت اتمنى نكون صديقات بس أنتي كسرتي هالشي يمكن مع الأيام ترجع ثقتي فيك وقتها أنا بأدق عليك
فاتن: زين مع السلامه ياسمين و اسفه على ازعاجك
ياسمين: ما ازعجتيني و لا شي و اذا احتجتي أي شي لا تترددين انك تدقين علي بأي وقت
سكرت فاتن و الدمع ملأ عيونها..حست انها لو رفضت اللي قاله لها ماجد و حنان..كان اللحين كسبت ثقة ياسمين اللي فرطت فيها بسهوله..تحس بالإمتنان الكبير لها..مع كذا منحرجه منها..و تمنت الأيام ترجع هالثقه..ماراح تلقى أحد بطيبة ياسمين و احساسها بالغير..كانت تتمنى صديقه كذا..
في سيارة عمر/
طلع من البيت بعد ما قالت له أمه إن مساهير وافقت..استغرب هالشي و بهالسرعه..ما كان متوقع توافق..و ليه توافق و هي ما تبيه..معقوله خافت من تهديد أمه..(و ليه تخاف؟ حنا ما سوينا شي! بس لو أمي فعلا قالت لأم راشد كانت بتصدق مساهير أو أمي..لو صدقت أمي فأكيد كانت بتأيد هالخطبه..ولو صدقت مساهير أكيد بتزعل من أمي على هالظن في بنتها..مادري ليه حاس انها ماراح تصدق عن مساهير هالشي لانها بنتها و تعرفها زين..كلنا متأكدين ان هالشي لا يمكن يصير..مادري كيف أمي فكرت هالتفكير!!)
تذكر ولد عمها اللي تنتظره..معقول بهالسهوله تخلت عنه..و انقهر من طاريه..و من هالخطبه..
في بيت أم فارس/
كانت أسيل و أبوها و سيف جالسين في الصاله..و دخلت عندهم أم فارس مبتسمه..
أسيل: أكيد خالتي أم عمر قالت لك خبر حلو؟
أم فارس: ايه عمر خطب و ملكته الأسبوع الجاي
أسيل انصدمت: والله!! مين؟
أم فارس: مساهير
ضحكت أسيل في نفسها..(الظاهر كان معك حق يا حلا..والله ماطولوا لين خطبها..أكيد يحبها)..جاء في بالها شي كدرها..(طبعا اللي يحب يبي قرب اللي يحبها بسرعه..مو هالشي سواه فيصل أول ما حب سهى)
طلعت من أفكارها بسرعه قبل تتنكد أكثر..ماتبي تفكر..هذا اللي تحاول تسويه دائما..هذا الحل الوحيد اللي بيدها..
أبوفارس: مبروك
أم فارس: الله يبارك فيك(و تكمل من غير نفس)و عقبال عيالك
أبوفارس يضحك: و ليه مو طالعه من قلب؟!
أم فارس: لأني فقدت الأمل بهالفارس
أبوفارس: زوجي سيف مو ضروري بالترتيب
سيف انصدم: لو زوجتيني يمه احلمي يتزوج فارس..أنا اقول هدديه فيني انه موقف نصيبي يمكن يوافق
صاروا يتكلمون عن فارس..و سيف سرح بأفكاره..(مادري من وين طلعت يبه بهالفكره الله يسامحك!...بعدين وش طاري هالزواج اللي كثر بعايلتنا فجأه كانوا وش حلوهم مضربين و مريحننا..اللحين كل شوي مذكرين أمي بالسالفه! يا خوفي يقتنع مره فارس بالزواج و اتورط...يا رب ياسمين تتزوج قبل يمكن يكون فيه أمل اقول لهم عن نجود)
أسيل قامت عنهم تكلم حلا..اللي و لا جابت لهم طاري..
أسيل: مرحبا حلاوتي
حلا بملل: وش عندك رايقه؟
أسيل: فرحانه لفرحتكم..ألف مبروك خطبة عمور..والله قول و فعل يا حلا جمعتي راسين بالحلال
سكتت حلا و هي تتذكر..انه فعلا هالخطبه بسببها..بس لو تعرف أسيل كيف جمعتهم مع بعض..
أسيل: حلا وين رحتي؟
حلا: معك و بعدين عمر خطبها كذا أنا مالي دخل
أسيل: و عشان كذا زعلانه؟
حلا: و مين قال لك اني زعلانه؟
أسيل: صوتك..و لا كأن اخوك الوحيد خطب و المفروض تفرحين لفرحته هو و مساهير..و الله مساهير تنحب
حلا بسخريه..(افرح لفرحتهم! مو لما يفرحون هم أول..بس ما أقدر اقولك يا أسيل اللي صار مالي حق افضح مساهير زيادة ما فضحتها)
أسيل: حلا أنتي وش فيك؟
حلا: ما شبعت نوم و مالي خلق
أسيل: من زينك الشرهه علي داقه أبارك لك أدق على ليونه احسن أكيد فرحانه لمساهير مو مثلك همك نومك
حلا بلا مبالاه: ايه زين تسوين يله باي
في سيارة عمر/
وقف عند بيت طلال..و شافه يطلع له..ما نزل من سيارته بس فتح الشباك..
عمر: اركب
طلال استغرب من ملامحه: عمر وش فيك؟
عمر: اركب و أنا اقول لك
ركب معه طلال..لكن عمر كان يمشي و لا تكلم..
طلال: عمر وش فيك؟
عمر: أنا خطبت
طلال لنصدم: والله!! مبروك
عمر: ........
طلال: عمر وش فيك؟ ماتبي البنت اللي خاطبها؟
عمر سكت..كان متضايق و يبي يكلم أحد..لكن ما يدري كيف يقول له..كيف يقول ان أمه شافتهم مع بعض و تشك فيهم لهالدرجه! ولا كيف يقول له انه خاطب وحده تحب ولد عمها و تنتظره..كرامته ما سمحت له..
طلال: عمر مين اللي خطبتها؟
عمر: مساهير
طلال بفرح: و الله!! حلو
عمر بتريقه: فرحان؟
طلال: بصراحه ايه..و أنت ليه مو فرحان؟
عمر: مادري أنا ما كنت مفكر اخطبها أمي اصرت و وافقت و لا أدري ان كان المفروض أوافق أو لا
طلال: ليه مساهير وش فيها مو عاجبك؟
عمر..(قلبها مو ملكها)
طلال: و الا أنت يعني ناوي تعيش عزابي طول عمرك؟
عمر: اريح
طلال: أنت تعودت على الحريه بكره تاخذ عليها و يصحى الحب القديم
في بيت أم عمر=الصبح/
صحى عمر بدري عشان يروح المصنع..على أمل إنه ما يشوف أمه..لكنه شافها تفطر مع لينا..و شافته..و ما قدر يرجع..
عمر بتجهم: صباح الخير
لينا و أمها: صباح النور
جلس يفطر معهم..و لا أحد تكلم..لين قطعت أمه الصمت..
أم عمر: لينا ما أشوفك تجهزتي للعرس و لا شريتي شي؟
لينا انصدمت..سالفة عمر نستها همها..
لينا: وش اسوي يعني؟
أم عمر: تدرين وش المفروض تسوين..ما فيه وقت خلصي بسرعه
لينا بهم: إن شاء الله
أم عمر: و أنت ملكتك بعد اسبوعين اعتقد تعرف وش المفروض تسوي
عمر يقوم: لا تهتمين أنا بأزين كل شي..مع السلامه
راح عمر و لينا انتظرت لين رجعت أمها تنام..و دقت على مساهير..
مساهير: مرحبا
لينا: صباح الخير
مساهير: صباح النور
لينا: وش أخبارك؟
مساهير: زفت
لينا تتنهد: اسفه يا لينا..والله مو هاين علي حالكم بس ما بيدي شي اسويه..لو كان بيدي شي اسويه كان سويته قبل لنفسي
تذكرت مساهير حال لينا..اللي نفس حالها أو اسوأ..و تذكرت زواجها القريب..و اللي أكيد ما سوت فيه شي و لا راح تسوي لو هي ما وقفت معها..
مساهير: خلينا من هالكلام اللي لا يودي و لا يجيب..و قولي لي وش سويتي في جهازك؟
لينا تتنهد بقهر: ما سويت شي
مساهير: عارفه أنا..خلاص عازمتك على الفطور تعالي نخطط وش بنشري و نرتب لنا جدول
لينا: مساهير أنا...
مساهير: لا أنا و لا شي يله انتظرك..مع السلامه
لينا: مع السلامه
*بعد أيام::يوم الخميس*
في بيت أم العنود/
نزلت ياسمين و هي متكشخه على الاخر..عشان زواج بنت عم عبير..طالعتها جوري بإنبهار و أم العنود صارت تقرأعليها..
جوري: ما شاء الله روعه شكلك ياسمين
ياسمين: تسلمين..وش رايك يمه؟
أم العنود: مو محتاجه رايي من يومك قمر و أنا أمك..الله يكمل فرحتي فيك
ياسمين تبرطم: تخلون الواحد يتحسف يكشخ عندكم
أم العنود: أنا مو عارفه ليه هالبنت ما تبي العرس!
ياسمين بحلم تتريق: ما جاء فارس أحلامي
جوري تضحك: ذكرتيني برغد
ياسمين: ما أحد غير رأيه و ناوي يجي معي؟
أم العنود: أنا والله معزومه
جوري: و أنا وعدت البنات نروح السوق مع بعض عشان نتجهز لملكة عمر
ياسمين: والله للحين مستغربه كيف عمر بيملك بهالسرعه
أم العنود: الله يوفقه يا رب والله مسكين شايل مسئولية اهله من سنين..المفروض يشوف نفسه و حياته
ياسمين: يله أنا طالعه مع السلامه
الكل: مع السلامه
طلعت ياسمين مع الخدامه و ركبت السواق..و من بعيد كانت سياره واقفه و مشت وراها..ما نتبهت لها ياسمين..لين وصلت للقاعه و دخلت..
سواق السياره يتصل: هلا عم ماجد
ماجد: هلا مبارك
مبارك: البنت اللي قلت لي عنها اللحين بزواج بنت أبوبدر
ماجد ماتذكر: مين أبوبدر؟
مبارك: جار خالك أبوفايز
ماجد تذكره..بس سأل نفسه مين تعرف هنا..(أكيد تعرف العروس و أكيد ان أبوبدر هو اللي متوسط لها عند خالي تشتغل بالمستشفى)
في بيت أم عمر/
كان طلال جايب للينا كتالوجات الأثاث عشان تختار..صح لينا قد قالت لعمر انها تاركه هالشي لطلال يختار اللي يبي..وهو طبعا عارف انها مو مهتمه و لاتبي تشوفه بعد..بس أمه أصرت يأخذ رأيها ببعض الأشياء..خاصه غرفة النوم و المطبخ..قالت انها لازم تكون على ذوق لينا..و أم عمر رحبت بهالاقتراح و طلبت منه يجي اليوم يجيبهن عشان يختارون..
وصل عمر للبيت..و دق على عمر..
طلال: هلا عمر أنا اللحين عند بيتكم
عمر يضحك: بس أنا مو في البيت
طلال انصدم: وينك؟! ما قالت لك خالتي اني راح أجي؟
عمر: الا قالت بس اللي اعرفه انك جاي تختار أنت و لينا أثاث بيتكم أنا وش دخلني..اقول اذا خلصت الحقني أنا عند الشباب في الاستراحه..باي يا عريس
سكر طلال..وهو مو عارف وش يسوي..نزل و دق الجرس..فتحت له شوق و دخلته للمجلس..و هناك شاف أم عمر و سلم عليها..
طلال: هلا خالتي وش أخبارك؟
أم عمر: الحمدلله بخير..زين و أخيرا شفناك عندنا...شوق قولي للينا طلال جاء
شوق: ان شاء الله
راحت شوق..و طلال يتخيل موقف لينا و هي تشوفه..
في غرفة لينا-كانت جالسه على سريرها تحاول تمسح الدموع اللي كل شوي تنزل منها..من يوم قالت لها أمها ان طلال بيجي ولازم تشوفه و الدنيا ضاقت فيها..غصب لبست..غصب تزينت له..كله عشان أمها..بس الى متى..الى متى بتقدر تستحمل..
دخلت عليها شوق..
شوق: لينا طلال وصل و أمي تقول تعالي
لينا: عمر فيه؟
شوق: لا طلع من زمان
تنهدت لينا بألم..و نزلت و هي تحس كل ما تقرب للمجلس خطاها تثقل زياده..وقفت متردده عند باب المجلس..و هي تسمع صوته..كان هو و أمها و شوق يتناقشون بالأثاث..لكن هي كانت تحس انها كأنها بتختار نعش يجمعها فيه..سمعت أمها تسأل شوق عنها..و حست انه ما فيه مفر من دخلتها عندهم..دخلت و عيونها للأرض ما يكفي بتسمع صوته..ما تبي بعد تشوفه..
أم عمر: زين هاذي لينا جت هي صاحبة الراي..تعالي يمه اجلسي بمكاني أنا قايمه اقولهم يجيبون لكم عصير
تقدمت لينا بخطى مرتجفه..و جلست مكان أمها..قريب شوي من طلال..و هالشي خلى أنفاسها تنقطع..
كانوا جالسين و ساكتين..و لا أحد سلم على الثاني..أو حتى التفت عليه..شوق كانت تطالعهم بإستغراب..
شوق تضحك: لينا شكلها مستحيه..خلها يا طلال تشوف الغرفه اللي نقول حلوه
انتبهت لينا ان شوق فيه..و خافت تروح تنقل لأمها كل شي كعادتها..اخذت كتالوج و صارت تقلب فيه بدون اهتمام..و طلال كان يطالعها بحزن..كل يوم يجرحه كرها له أكثر..لانه صار يشوفه واضح بنظراتها..و كلامها..و تصرفاتها..
شوق قامت و جلست بينهم..لان المسافه كانت كبيره..
شوق: صار لك ساعه تفتشين ما أعجبك شي؟
لينا: لا أنتي اختاري
شوق فرحت: والله!! و توافقين عليها؟
لينا بلا مبالاه: ايه
شوق صارت تقلب بالصفحات..و وصلت عند غرفه كانت روعه و فخمه..
شوق: هاذي حلوه صح؟
لينا ببرود: ايه
شوق: اعجبتك؟
لينا: ايه
شوق تضحك: هاذي اختارها طلال قبل تجين
طالعت لينا الغرفه بقهر..و هي مو متصوره يجمعها معه مكان واحد..حست هالشي فوق طاقتها..وقفت تبي تطلع..تبي ترتاح من وجوده..لكن أمها و كأنها حاسه..دخلت جايبه لهم العصير..
أم عمر: وين يالينا؟
لينا تكذب: كنت باخذ الكاتلوج الثاني
و مدت يدها تأخذه و رجعت مكانها تقلب فيه..و اللي قهرها ان أمها جلست معهم..
أم عمر: هاه وش اخترتوا؟
طلال: غرفة النوم ..وش رايك خالتي؟
أم عمر: أهم شي انها اعجبتكم..و المطبخ يا لينا
مدت لهم لينا الكاتلوج: هذا حلو
شك طلال انها شافت اللي اشرت عليه..بس باين انها تبي تفتك منه و بس..جلس معهم ساعه كان يسمع صوتها..يشوفها تضحك غصب لتعليقات شوق..تكلمه أحيانا..لكن كل هذا عشان أمها..مجامله يدري انها تذبحها من داخل..حس انه بدأ يكره نفسه كثر ما هي تكرهه..حس انه صار يلوم نفسه مثل ما تلومه..كل مشاعرها اللي تعذبه اللحين..كانت نفسه بعد تعذبه فيها..
في زواج بنت عم عبير/
كانت ياسمين و عبير جالسين على وحده من الطاولات و معهم خوات عبير..
عبير: الظاهر لك معجبات هنا يا ياسمين
ياسمين ما فهمت: معجبات!
عبير: شوفي البنت الصغيره اللي هناك من جلسنا ما نزلت عيونها عنك
التفتت ياسمين تشوف البنت اللي تتكلم عنها عبير..و شافتها..كانت ناعمه و حلوه..و تبتسم لها بكل براءه..ابتسمت لها ياسمين..لكن هالإبتسامه بهتت و هي تشوف كرسيها الرمادي اللي جالسه عليه..تلفتت تشوف مين أهلها لكن البنت ما كان جنبها إلا خدامه..
ياسمين: تعرفين مين أهلها؟
عبير: لا
سألت ياسمين أخت عبير الكبيره اللي قالت لها..إن البنت يتيمة أم و أب..و إنها عايشه مع جدها و أعمامها..التفتت لها ياسمين تطالعها بحزن..حست إنها نفس حالتها هي و جوري..لكن هالبنت فقدتهم بدري..زياده عن كذا شللها..قامت ياسمين و راحت للبنت..وصلت عندها و عيون البنت معلقه فيها..
ياسمين: أهلين حبيتي..وش إسمها الحلوه؟
ورد: أنا ورد و أنتي؟
ياسمين: أنا ياسمين..أنتي جايه لحالك؟
ورد: أنا و ماريا بس
ياسمين: مبسوطه حبيبتي هنا؟
ورد: إيه اتفرج على البنات اللي يرقصون..بس كان ودي ألعب مع البنات ما رضوا
انكسر قلب ياسمين عليها..و هي تتخيل طفولتها المحرومه..مين اللي بيرضى يلعب معها و هي مو قادره تتحرك..
ياسمين: أنت ما عندك قريبات كبرك؟
ورد: لا
ياسمين: حبيبتي تدرسين؟
ورد: عندي معلمه خاصه..أنا ما أقدر اروح للمدرسه
ياسمين خنقتها العبره على الوحده اللي تعيشها بهالعمر..
ياسمين: خلاص حبيبتي وش رأيك نصير صديقات؟
ورد بفرح كبير: و الله! ما تكذبين علي؟
ياسمين: لا طبعا
ورد: خلاص أنا موافقه
جلست ياسمين تلعب و تضحك معها..بعدين جت عندهم عبير و صاروا يسولفون كلهم..
و بنهاية الزواج..
ورد: ياسمين معليش تعطيني رقمك اكلمك..والله ماراح ازعجك
ياسمين: خلاص حبيبتي و لا يهمك أنا بنفسي راح أكلمك
ورد فرحت: بأعطيك رقمي بابا ما....ا بابا مطلع لي جوال
ياسمين: أوكيه عطيني جوالك أخزن لك رقمي
خزنت ياسمين لها الرقم و سلمت عليها قبل ما تروح ورد..رجعت ياسمين و شافت عبير وراها..
عبير: ليه عطيتيها رقمك؟ البنت صغيره على هالثقه
ياسمين: كسرت خاطري وحيده ما عندها و لا قريبه تعوضها حنان الأم اللي فقدته بدري
عبير: أخاف تتعلق فيك
ياسمين: وش اسوي والله ما قدرت أقول لها لا
عبير: يا خوفي أنت تتعلقين فيها أكثر
ياسمين: والله حبيتها البنت أكبر من عمرها ذكيه و تفهم على الطاير
في السوق/
كانوا البنات واقفين عند البوابه..محملين أكياسهم..الوقت كان متأخر..و أهلهم ما يخلونهم يرجعون مع السواق هالوقت..
رغد: يله وحده فيكم تدق على اخوانها ياخذوننا
حلا: عمر عند شلته دقي أنتي على اخوانك
أسيل خافت..يعني من بيجيبهم..طلال عند أم عمر مثل ما قالت لهم أم عمر قبل شوي يوم دقت تستعجلهم..و فيصل أكيد ماراح يجي..ما بقى غير نادر و لا تخيلت لو بيجي كيف بتركب معه..
أسيل: أنا بأدق على سيف
لكنها دقت و دقت و ما رد عليها..و بأمل ضعيف دقت على فارس..مع انها متأكده انه ماراح يجي..
فارس: هلا أسيل
أسيل: هلا فارس..وينك؟
فارس: راجع للبيت..ليه؟
أسيل فرحت: فارس الله يخليك تعال خذنا من السوق
فارس: لهالوقت أنتي بالسوق؟!
أسيل: وش نسوي طولنا عشان نخلص اغراضنا مره وحده
فارس: أنتم مين؟
أسيل: رغد و حلا و جوري
فارس: زين أنا جاي
سكر وهو يفكر انه بيشوفها..من زمان ما دق على أم العنود الا الظهر عشان ما ترد عليه..كان يبي ينساها..و نساها..صح تطري عليه أحيانا..بس أخف من اهتمامه الأول بكثير..و كان معزم يكمل كذا..و يوضح لها هي أكثر هالشي..عشان هي تنساه بعد..
جوري أول ما سمعت ان فارس هو اللي بيرجعهم فرحت..لكنها توترت و خافت ما تدري ليه..يمكن لأنها خافت تشوفه يعاملها بجفاء مثل المرات الأخيره..
حلا: تكتب بالتاريخ فارس يوصلنا للبيت!
أسيل: اسكتي و لا ما نوصلك...رغد وين اختفيتي قبل شوي عننا؟
رغد تضحك: رحت اجيب لي أفلام
أسيل: الناس وين و أنتي وين؟
شافوا سيارة فارس و راحوا يركبون..
أسيل: السلام عليكم
فارس: و عليكم السلام..وش أخباركم بنات؟
رغد و حلا: الحمد لله
ردوا لكن جوري ما ردت..كانت تطالعه و مو مصدقه انه قدامها..حست انها من زمان ما شافته..كانت راكبه ورا أسيل..هالشي خلى ملامحه أو نصها باين له..لكنه بمجرد ما يلتفت لأسيل تشوفه قريب منها بالحيل..كانوا البنات يسولفون عن السوق و أغراضهم..هي و فارس الوحيدين اللي ما يتكلمون..
حلا: ليه ما شريتي يا رغد العطر كانت ريحته روووعه
رغد: طلع عند جوري مثله
حلا: صح و أنا اقول اني قد شميته..جوري أبيه
أسيل: عساك البخل..ليه ما شريتي دامه عاجبك!
حلا: ليه اشري وهو عند جوريتنا الحلوه اخذه منها..صح جوري؟
جوري تطلعه من الشنطه و بصوت واطي لكن سمعه فارس: ما يغلى عليك بس أنا عندي الحجم الصغير
حلا تأخذه: ثانكس
و رشت منه..
حلا: وش رأيك أسيل؟
أسيل: احس انه على جوري أحلى
حلا بقهر: فستان هو؟!
أسيل: ولو بس يناسب جوري أكثر
حلا: ياشين الفلسفه
وصلت ريحة العطر لفارس..و مثل ما قالت أسيل..حس ان هالعطر فعلا مثل جوري..ريحته رايقه و ناعمه مثلها..صحى من أفكاره..وهو يلوم نفسه..كل هالأيام مقنع نفسه انه نساها..و اللحين أول ما يشوفها ترجع له هالأفكار..شاف نفسه راح لبيتهم و نسى البنات اللي معه..كان مركز بوجودها معه..و لا عرف وين يمشي..
أسيل بإستغراب: فارس هذا بيتنا!
فارس يرقع: أدري أنا مشغول احمدوا ربكم وصلتكم مو فاضي اروح لكم بيت..كل وحده يجي اخوها يأخذها
أسيل: و جوري؟
فارس بلا مبالاه مصطنعه: تروح مع أي أحد يجي للبنات
حلا تمزح: يا ساتر عليك أنت و أختك ترموننا من مكان لثاني..زين قولوا باتوا عندنا اليوم
أسيل تحمست: والله فكره!
فارس انصدم و جوري بعد..هو يبي يرتاح منها بسرعه..تقوم تجلس بنفس البيت..أما جوري فكانت مستحيه تجلس لأول مره معهم لحالها بدون ياسمين..
رغد: الله مثل أيام قبل
و انبسطوا على الفكره و نزلوا..و أخذوا أكياسهم..و فارس ينزلهن لهم..جت عينه بعين جوري اللي كانت تطالع فيه..بس هو صد عنها و لا اهتم..
دخلوا وهو راح عشان يصدقون كذبته..مع انه ما كان عنده شغل..بس راح عند شلته اللي قليل ما يشوفهم..
*يوم السبت*
في بيت أم راشد/
دخلت مساهير لغرفتها..سكرت الباب و نزلت دموعها..ما توقعت أم عمر تسويها صدق و تخطبها..و بهالسرعه..و الأكثر من كذا نظرتها لها اللي كلها تحذير انها ترفض..لدرجة خوفت مساهير انها ممكن تقول لأمها..و وافقت على طول..حتى أمها استغربت انها ما طلبت وقت تفكر..بس وش تفكر فيه و هي مجبوره توافق..خافت..خافت أم عمر تقول لأمها..و اللي خوفها أكثر ان أمها تصدق اللي صدقته أم عمر..هالشي ماراح تستحمله..لو أمها شكت فيها..لو قالت لراشد وهو صدق بعد..خافت تعرف انهم مو واثقين فيها..انهم ممكن يتخيلون انها تسوي هالشي..وقتها ماراح تستحمل تجلس هنا دقيقه وحده و كانت بتنجبر ترجع لعمانها..لانه وقتها ما بيبقى لها شي هنا..(لكني اللحين مخطوبه له وهو مو طايقني و يستحقرني مثل أمه لكن لسبب ثاني..مادري وش اسوي؟ الله يسامحك يا خالتي لهالدجه تشوفيني بنت بدون أي اخلاق ما كأنك تعرفيني؟ حتى لو بعدت أنا مثل ما أنا ما تغيرت)
تذكرت الملكه اللي بعد اسبوعين..و هي ما تدري وش بتسوي فيها..جاها احساس انها تبي تروح لعمانها و لا ترجع هنا مره ثانيه أبدا..لكنها عارفه انها ما تقدر تبعد عن راشد و أمها أبدا..يكفي الوحده اللي عاشت فيها قبل كذا ما عندها استعداد تتحملها مره ثانيه..تجلس هنا و هي مظلومه..و لا تروح هناك و تظلم نفسها و أهلها..
في بيت أم العنود=المغرب/
كانت ياسمين في غرفتها..توها صاحيه..و سمعت جوالها يدق..شافت رقم ما تعرفه لكنها حست انها قد شافته قبل كذا..و ردت..
ياسمين: مرحبا
المتصل: .......
ياسمين: مين معي؟
فاتن بإحراج: أنا فاتن
ياسمين ببرود: هلا فاتن
فاتن: كنت..كنت حابه اشكرك على الوظيفه أنا اللحين اداوم هناك
ياسمين: لو تبين تشكريني صدق اطلعي من اللي كنتي فيه و لا تخلين أحد يأثر عليك مهما كانت ظروفك قاسيه هذا ما يعطيك الحق تسوين اللي كنتي تسوينه..فكري بربك قبل كل شي..فكري بأهلك لو عرفوا
فاتن: أنا خلاص ماراح ارجع للي كنت فيه...ياسمين...أنا مو عارفه وش اقوا لك...عن اللي..اللي...و الله كان غصب عني
ياسمين: أنا عارفه انه غصب عنك..بس بنفس الوقت مو قادره انسى اللي سويتيه فيني..عشان كذا اتمنى لو ما تتصلين مره ثانيه..كنت اتمنى نكون صديقات بس أنتي كسرتي هالشي يمكن مع الأيام ترجع ثقتي فيك وقتها أنا بأدق عليك
فاتن: زين مع السلامه ياسمين و اسفه على ازعاجك
ياسمين: ما ازعجتيني و لا شي و اذا احتجتي أي شي لا تترددين انك تدقين علي بأي وقت
سكرت فاتن و الدمع ملأ عيونها..حست انها لو رفضت اللي قاله لها ماجد و حنان..كان اللحين كسبت ثقة ياسمين اللي فرطت فيها بسهوله..تحس بالإمتنان الكبير لها..مع كذا منحرجه منها..و تمنت الأيام ترجع هالثقه..ماراح تلقى أحد بطيبة ياسمين و احساسها بالغير..كانت تتمنى صديقه كذا..
في سيارة عمر/
طلع من البيت بعد ما قالت له أمه إن مساهير وافقت..استغرب هالشي و بهالسرعه..ما كان متوقع توافق..و ليه توافق و هي ما تبيه..معقوله خافت من تهديد أمه..(و ليه تخاف؟ حنا ما سوينا شي! بس لو أمي فعلا قالت لأم راشد كانت بتصدق مساهير أو أمي..لو صدقت أمي فأكيد كانت بتأيد هالخطبه..ولو صدقت مساهير أكيد بتزعل من أمي على هالظن في بنتها..مادري ليه حاس انها ماراح تصدق عن مساهير هالشي لانها بنتها و تعرفها زين..كلنا متأكدين ان هالشي لا يمكن يصير..مادري كيف أمي فكرت هالتفكير!!)
تذكر ولد عمها اللي تنتظره..معقول بهالسهوله تخلت عنه..و انقهر من طاريه..و من هالخطبه..
في بيت أم فارس/
كانت أسيل و أبوها و سيف جالسين في الصاله..و دخلت عندهم أم فارس مبتسمه..
أسيل: أكيد خالتي أم عمر قالت لك خبر حلو؟
أم فارس: ايه عمر خطب و ملكته الأسبوع الجاي
أسيل انصدمت: والله!! مين؟
أم فارس: مساهير
ضحكت أسيل في نفسها..(الظاهر كان معك حق يا حلا..والله ماطولوا لين خطبها..أكيد يحبها)..جاء في بالها شي كدرها..(طبعا اللي يحب يبي قرب اللي يحبها بسرعه..مو هالشي سواه فيصل أول ما حب سهى)
طلعت من أفكارها بسرعه قبل تتنكد أكثر..ماتبي تفكر..هذا اللي تحاول تسويه دائما..هذا الحل الوحيد اللي بيدها..
أبوفارس: مبروك
أم فارس: الله يبارك فيك(و تكمل من غير نفس)و عقبال عيالك
أبوفارس يضحك: و ليه مو طالعه من قلب؟!
أم فارس: لأني فقدت الأمل بهالفارس
أبوفارس: زوجي سيف مو ضروري بالترتيب
سيف انصدم: لو زوجتيني يمه احلمي يتزوج فارس..أنا اقول هدديه فيني انه موقف نصيبي يمكن يوافق
صاروا يتكلمون عن فارس..و سيف سرح بأفكاره..(مادري من وين طلعت يبه بهالفكره الله يسامحك!...بعدين وش طاري هالزواج اللي كثر بعايلتنا فجأه كانوا وش حلوهم مضربين و مريحننا..اللحين كل شوي مذكرين أمي بالسالفه! يا خوفي يقتنع مره فارس بالزواج و اتورط...يا رب ياسمين تتزوج قبل يمكن يكون فيه أمل اقول لهم عن نجود)
أسيل قامت عنهم تكلم حلا..اللي و لا جابت لهم طاري..
أسيل: مرحبا حلاوتي
حلا بملل: وش عندك رايقه؟
أسيل: فرحانه لفرحتكم..ألف مبروك خطبة عمور..والله قول و فعل يا حلا جمعتي راسين بالحلال
سكتت حلا و هي تتذكر..انه فعلا هالخطبه بسببها..بس لو تعرف أسيل كيف جمعتهم مع بعض..
أسيل: حلا وين رحتي؟
حلا: معك و بعدين عمر خطبها كذا أنا مالي دخل
أسيل: و عشان كذا زعلانه؟
حلا: و مين قال لك اني زعلانه؟
أسيل: صوتك..و لا كأن اخوك الوحيد خطب و المفروض تفرحين لفرحته هو و مساهير..و الله مساهير تنحب
حلا بسخريه..(افرح لفرحتهم! مو لما يفرحون هم أول..بس ما أقدر اقولك يا أسيل اللي صار مالي حق افضح مساهير زيادة ما فضحتها)
أسيل: حلا أنتي وش فيك؟
حلا: ما شبعت نوم و مالي خلق
أسيل: من زينك الشرهه علي داقه أبارك لك أدق على ليونه احسن أكيد فرحانه لمساهير مو مثلك همك نومك
حلا بلا مبالاه: ايه زين تسوين يله باي
في سيارة عمر/
وقف عند بيت طلال..و شافه يطلع له..ما نزل من سيارته بس فتح الشباك..
عمر: اركب
طلال استغرب من ملامحه: عمر وش فيك؟
عمر: اركب و أنا اقول لك
ركب معه طلال..لكن عمر كان يمشي و لا تكلم..
طلال: عمر وش فيك؟
عمر: أنا خطبت
طلال لنصدم: والله!! مبروك
عمر: ........
طلال: عمر وش فيك؟ ماتبي البنت اللي خاطبها؟
عمر سكت..كان متضايق و يبي يكلم أحد..لكن ما يدري كيف يقول له..كيف يقول ان أمه شافتهم مع بعض و تشك فيهم لهالدرجه! ولا كيف يقول له انه خاطب وحده تحب ولد عمها و تنتظره..كرامته ما سمحت له..
طلال: عمر مين اللي خطبتها؟
عمر: مساهير
طلال بفرح: و الله!! حلو
عمر بتريقه: فرحان؟
طلال: بصراحه ايه..و أنت ليه مو فرحان؟
عمر: مادري أنا ما كنت مفكر اخطبها أمي اصرت و وافقت و لا أدري ان كان المفروض أوافق أو لا
طلال: ليه مساهير وش فيها مو عاجبك؟
عمر..(قلبها مو ملكها)
طلال: و الا أنت يعني ناوي تعيش عزابي طول عمرك؟
عمر: اريح
طلال: أنت تعودت على الحريه بكره تاخذ عليها و يصحى الحب القديم
في بيت أم عمر=الصبح/
صحى عمر بدري عشان يروح المصنع..على أمل إنه ما يشوف أمه..لكنه شافها تفطر مع لينا..و شافته..و ما قدر يرجع..
عمر بتجهم: صباح الخير
لينا و أمها: صباح النور
جلس يفطر معهم..و لا أحد تكلم..لين قطعت أمه الصمت..
أم عمر: لينا ما أشوفك تجهزتي للعرس و لا شريتي شي؟
لينا انصدمت..سالفة عمر نستها همها..
لينا: وش اسوي يعني؟
أم عمر: تدرين وش المفروض تسوين..ما فيه وقت خلصي بسرعه
لينا بهم: إن شاء الله
أم عمر: و أنت ملكتك بعد اسبوعين اعتقد تعرف وش المفروض تسوي
عمر يقوم: لا تهتمين أنا بأزين كل شي..مع السلامه
راح عمر و لينا انتظرت لين رجعت أمها تنام..و دقت على مساهير..
مساهير: مرحبا
لينا: صباح الخير
مساهير: صباح النور
لينا: وش أخبارك؟
مساهير: زفت
لينا تتنهد: اسفه يا لينا..والله مو هاين علي حالكم بس ما بيدي شي اسويه..لو كان بيدي شي اسويه كان سويته قبل لنفسي
تذكرت مساهير حال لينا..اللي نفس حالها أو اسوأ..و تذكرت زواجها القريب..و اللي أكيد ما سوت فيه شي و لا راح تسوي لو هي ما وقفت معها..
مساهير: خلينا من هالكلام اللي لا يودي و لا يجيب..و قولي لي وش سويتي في جهازك؟
لينا تتنهد بقهر: ما سويت شي
مساهير: عارفه أنا..خلاص عازمتك على الفطور تعالي نخطط وش بنشري و نرتب لنا جدول
لينا: مساهير أنا...
مساهير: لا أنا و لا شي يله انتظرك..مع السلامه
لينا: مع السلامه
*بعد أيام::يوم الخميس*
في بيت أم العنود/
نزلت ياسمين و هي متكشخه على الاخر..عشان زواج بنت عم عبير..طالعتها جوري بإنبهار و أم العنود صارت تقرأعليها..
جوري: ما شاء الله روعه شكلك ياسمين
ياسمين: تسلمين..وش رايك يمه؟
أم العنود: مو محتاجه رايي من يومك قمر و أنا أمك..الله يكمل فرحتي فيك
ياسمين تبرطم: تخلون الواحد يتحسف يكشخ عندكم
أم العنود: أنا مو عارفه ليه هالبنت ما تبي العرس!
ياسمين بحلم تتريق: ما جاء فارس أحلامي
جوري تضحك: ذكرتيني برغد
ياسمين: ما أحد غير رأيه و ناوي يجي معي؟
أم العنود: أنا والله معزومه
جوري: و أنا وعدت البنات نروح السوق مع بعض عشان نتجهز لملكة عمر
ياسمين: والله للحين مستغربه كيف عمر بيملك بهالسرعه
أم العنود: الله يوفقه يا رب والله مسكين شايل مسئولية اهله من سنين..المفروض يشوف نفسه و حياته
ياسمين: يله أنا طالعه مع السلامه
الكل: مع السلامه
طلعت ياسمين مع الخدامه و ركبت السواق..و من بعيد كانت سياره واقفه و مشت وراها..ما نتبهت لها ياسمين..لين وصلت للقاعه و دخلت..
سواق السياره يتصل: هلا عم ماجد
ماجد: هلا مبارك
مبارك: البنت اللي قلت لي عنها اللحين بزواج بنت أبوبدر
ماجد ماتذكر: مين أبوبدر؟
مبارك: جار خالك أبوفايز
ماجد تذكره..بس سأل نفسه مين تعرف هنا..(أكيد تعرف العروس و أكيد ان أبوبدر هو اللي متوسط لها عند خالي تشتغل بالمستشفى)
في بيت أم عمر/
كان طلال جايب للينا كتالوجات الأثاث عشان تختار..صح لينا قد قالت لعمر انها تاركه هالشي لطلال يختار اللي يبي..وهو طبعا عارف انها مو مهتمه و لاتبي تشوفه بعد..بس أمه أصرت يأخذ رأيها ببعض الأشياء..خاصه غرفة النوم و المطبخ..قالت انها لازم تكون على ذوق لينا..و أم عمر رحبت بهالاقتراح و طلبت منه يجي اليوم يجيبهن عشان يختارون..
وصل عمر للبيت..و دق على عمر..
طلال: هلا عمر أنا اللحين عند بيتكم
عمر يضحك: بس أنا مو في البيت
طلال انصدم: وينك؟! ما قالت لك خالتي اني راح أجي؟
عمر: الا قالت بس اللي اعرفه انك جاي تختار أنت و لينا أثاث بيتكم أنا وش دخلني..اقول اذا خلصت الحقني أنا عند الشباب في الاستراحه..باي يا عريس
سكر طلال..وهو مو عارف وش يسوي..نزل و دق الجرس..فتحت له شوق و دخلته للمجلس..و هناك شاف أم عمر و سلم عليها..
طلال: هلا خالتي وش أخبارك؟
أم عمر: الحمدلله بخير..زين و أخيرا شفناك عندنا...شوق قولي للينا طلال جاء
شوق: ان شاء الله
راحت شوق..و طلال يتخيل موقف لينا و هي تشوفه..
في غرفة لينا-كانت جالسه على سريرها تحاول تمسح الدموع اللي كل شوي تنزل منها..من يوم قالت لها أمها ان طلال بيجي ولازم تشوفه و الدنيا ضاقت فيها..غصب لبست..غصب تزينت له..كله عشان أمها..بس الى متى..الى متى بتقدر تستحمل..
دخلت عليها شوق..
شوق: لينا طلال وصل و أمي تقول تعالي
لينا: عمر فيه؟
شوق: لا طلع من زمان
تنهدت لينا بألم..و نزلت و هي تحس كل ما تقرب للمجلس خطاها تثقل زياده..وقفت متردده عند باب المجلس..و هي تسمع صوته..كان هو و أمها و شوق يتناقشون بالأثاث..لكن هي كانت تحس انها كأنها بتختار نعش يجمعها فيه..سمعت أمها تسأل شوق عنها..و حست انه ما فيه مفر من دخلتها عندهم..دخلت و عيونها للأرض ما يكفي بتسمع صوته..ما تبي بعد تشوفه..
أم عمر: زين هاذي لينا جت هي صاحبة الراي..تعالي يمه اجلسي بمكاني أنا قايمه اقولهم يجيبون لكم عصير
تقدمت لينا بخطى مرتجفه..و جلست مكان أمها..قريب شوي من طلال..و هالشي خلى أنفاسها تنقطع..
كانوا جالسين و ساكتين..و لا أحد سلم على الثاني..أو حتى التفت عليه..شوق كانت تطالعهم بإستغراب..
شوق تضحك: لينا شكلها مستحيه..خلها يا طلال تشوف الغرفه اللي نقول حلوه
انتبهت لينا ان شوق فيه..و خافت تروح تنقل لأمها كل شي كعادتها..اخذت كتالوج و صارت تقلب فيه بدون اهتمام..و طلال كان يطالعها بحزن..كل يوم يجرحه كرها له أكثر..لانه صار يشوفه واضح بنظراتها..و كلامها..و تصرفاتها..
شوق قامت و جلست بينهم..لان المسافه كانت كبيره..
شوق: صار لك ساعه تفتشين ما أعجبك شي؟
لينا: لا أنتي اختاري
شوق فرحت: والله!! و توافقين عليها؟
لينا بلا مبالاه: ايه
شوق صارت تقلب بالصفحات..و وصلت عند غرفه كانت روعه و فخمه..
شوق: هاذي حلوه صح؟
لينا ببرود: ايه
شوق: اعجبتك؟
لينا: ايه
شوق تضحك: هاذي اختارها طلال قبل تجين
طالعت لينا الغرفه بقهر..و هي مو متصوره يجمعها معه مكان واحد..حست هالشي فوق طاقتها..وقفت تبي تطلع..تبي ترتاح من وجوده..لكن أمها و كأنها حاسه..دخلت جايبه لهم العصير..
أم عمر: وين يالينا؟
لينا تكذب: كنت باخذ الكاتلوج الثاني
و مدت يدها تأخذه و رجعت مكانها تقلب فيه..و اللي قهرها ان أمها جلست معهم..
أم عمر: هاه وش اخترتوا؟
طلال: غرفة النوم ..وش رايك خالتي؟
أم عمر: أهم شي انها اعجبتكم..و المطبخ يا لينا
مدت لهم لينا الكاتلوج: هذا حلو
شك طلال انها شافت اللي اشرت عليه..بس باين انها تبي تفتك منه و بس..جلس معهم ساعه كان يسمع صوتها..يشوفها تضحك غصب لتعليقات شوق..تكلمه أحيانا..لكن كل هذا عشان أمها..مجامله يدري انها تذبحها من داخل..حس انه بدأ يكره نفسه كثر ما هي تكرهه..حس انه صار يلوم نفسه مثل ما تلومه..كل مشاعرها اللي تعذبه اللحين..كانت نفسه بعد تعذبه فيها..
في زواج بنت عم عبير/
كانت ياسمين و عبير جالسين على وحده من الطاولات و معهم خوات عبير..
عبير: الظاهر لك معجبات هنا يا ياسمين
ياسمين ما فهمت: معجبات!
عبير: شوفي البنت الصغيره اللي هناك من جلسنا ما نزلت عيونها عنك
التفتت ياسمين تشوف البنت اللي تتكلم عنها عبير..و شافتها..كانت ناعمه و حلوه..و تبتسم لها بكل براءه..ابتسمت لها ياسمين..لكن هالإبتسامه بهتت و هي تشوف كرسيها الرمادي اللي جالسه عليه..تلفتت تشوف مين أهلها لكن البنت ما كان جنبها إلا خدامه..
ياسمين: تعرفين مين أهلها؟
عبير: لا
سألت ياسمين أخت عبير الكبيره اللي قالت لها..إن البنت يتيمة أم و أب..و إنها عايشه مع جدها و أعمامها..التفتت لها ياسمين تطالعها بحزن..حست إنها نفس حالتها هي و جوري..لكن هالبنت فقدتهم بدري..زياده عن كذا شللها..قامت ياسمين و راحت للبنت..وصلت عندها و عيون البنت معلقه فيها..
ياسمين: أهلين حبيتي..وش إسمها الحلوه؟
ورد: أنا ورد و أنتي؟
ياسمين: أنا ياسمين..أنتي جايه لحالك؟
ورد: أنا و ماريا بس
ياسمين: مبسوطه حبيبتي هنا؟
ورد: إيه اتفرج على البنات اللي يرقصون..بس كان ودي ألعب مع البنات ما رضوا
انكسر قلب ياسمين عليها..و هي تتخيل طفولتها المحرومه..مين اللي بيرضى يلعب معها و هي مو قادره تتحرك..
ياسمين: أنت ما عندك قريبات كبرك؟
ورد: لا
ياسمين: حبيبتي تدرسين؟
ورد: عندي معلمه خاصه..أنا ما أقدر اروح للمدرسه
ياسمين خنقتها العبره على الوحده اللي تعيشها بهالعمر..
ياسمين: خلاص حبيبتي وش رأيك نصير صديقات؟
ورد بفرح كبير: و الله! ما تكذبين علي؟
ياسمين: لا طبعا
ورد: خلاص أنا موافقه
جلست ياسمين تلعب و تضحك معها..بعدين جت عندهم عبير و صاروا يسولفون كلهم..
و بنهاية الزواج..
ورد: ياسمين معليش تعطيني رقمك اكلمك..والله ماراح ازعجك
ياسمين: خلاص حبيبتي و لا يهمك أنا بنفسي راح أكلمك
ورد فرحت: بأعطيك رقمي بابا ما....ا بابا مطلع لي جوال
ياسمين: أوكيه عطيني جوالك أخزن لك رقمي
خزنت ياسمين لها الرقم و سلمت عليها قبل ما تروح ورد..رجعت ياسمين و شافت عبير وراها..
عبير: ليه عطيتيها رقمك؟ البنت صغيره على هالثقه
ياسمين: كسرت خاطري وحيده ما عندها و لا قريبه تعوضها حنان الأم اللي فقدته بدري
عبير: أخاف تتعلق فيك
ياسمين: وش اسوي والله ما قدرت أقول لها لا
عبير: يا خوفي أنت تتعلقين فيها أكثر
ياسمين: والله حبيتها البنت أكبر من عمرها ذكيه و تفهم على الطاير
في السوق/
كانوا البنات واقفين عند البوابه..محملين أكياسهم..الوقت كان متأخر..و أهلهم ما يخلونهم يرجعون مع السواق هالوقت..
رغد: يله وحده فيكم تدق على اخوانها ياخذوننا
حلا: عمر عند شلته دقي أنتي على اخوانك
أسيل خافت..يعني من بيجيبهم..طلال عند أم عمر مثل ما قالت لهم أم عمر قبل شوي يوم دقت تستعجلهم..و فيصل أكيد ماراح يجي..ما بقى غير نادر و لا تخيلت لو بيجي كيف بتركب معه..
أسيل: أنا بأدق على سيف
لكنها دقت و دقت و ما رد عليها..و بأمل ضعيف دقت على فارس..مع انها متأكده انه ماراح يجي..
فارس: هلا أسيل
أسيل: هلا فارس..وينك؟
فارس: راجع للبيت..ليه؟
أسيل فرحت: فارس الله يخليك تعال خذنا من السوق
فارس: لهالوقت أنتي بالسوق؟!
أسيل: وش نسوي طولنا عشان نخلص اغراضنا مره وحده
فارس: أنتم مين؟
أسيل: رغد و حلا و جوري
فارس: زين أنا جاي
سكر وهو يفكر انه بيشوفها..من زمان ما دق على أم العنود الا الظهر عشان ما ترد عليه..كان يبي ينساها..و نساها..صح تطري عليه أحيانا..بس أخف من اهتمامه الأول بكثير..و كان معزم يكمل كذا..و يوضح لها هي أكثر هالشي..عشان هي تنساه بعد..
جوري أول ما سمعت ان فارس هو اللي بيرجعهم فرحت..لكنها توترت و خافت ما تدري ليه..يمكن لأنها خافت تشوفه يعاملها بجفاء مثل المرات الأخيره..
حلا: تكتب بالتاريخ فارس يوصلنا للبيت!
أسيل: اسكتي و لا ما نوصلك...رغد وين اختفيتي قبل شوي عننا؟
رغد تضحك: رحت اجيب لي أفلام
أسيل: الناس وين و أنتي وين؟
شافوا سيارة فارس و راحوا يركبون..
أسيل: السلام عليكم
فارس: و عليكم السلام..وش أخباركم بنات؟
رغد و حلا: الحمد لله
ردوا لكن جوري ما ردت..كانت تطالعه و مو مصدقه انه قدامها..حست انها من زمان ما شافته..كانت راكبه ورا أسيل..هالشي خلى ملامحه أو نصها باين له..لكنه بمجرد ما يلتفت لأسيل تشوفه قريب منها بالحيل..كانوا البنات يسولفون عن السوق و أغراضهم..هي و فارس الوحيدين اللي ما يتكلمون..
حلا: ليه ما شريتي يا رغد العطر كانت ريحته روووعه
رغد: طلع عند جوري مثله
حلا: صح و أنا اقول اني قد شميته..جوري أبيه
أسيل: عساك البخل..ليه ما شريتي دامه عاجبك!
حلا: ليه اشري وهو عند جوريتنا الحلوه اخذه منها..صح جوري؟
جوري تطلعه من الشنطه و بصوت واطي لكن سمعه فارس: ما يغلى عليك بس أنا عندي الحجم الصغير
حلا تأخذه: ثانكس
و رشت منه..
حلا: وش رأيك أسيل؟
أسيل: احس انه على جوري أحلى
حلا بقهر: فستان هو؟!
أسيل: ولو بس يناسب جوري أكثر
حلا: ياشين الفلسفه
وصلت ريحة العطر لفارس..و مثل ما قالت أسيل..حس ان هالعطر فعلا مثل جوري..ريحته رايقه و ناعمه مثلها..صحى من أفكاره..وهو يلوم نفسه..كل هالأيام مقنع نفسه انه نساها..و اللحين أول ما يشوفها ترجع له هالأفكار..شاف نفسه راح لبيتهم و نسى البنات اللي معه..كان مركز بوجودها معه..و لا عرف وين يمشي..
أسيل بإستغراب: فارس هذا بيتنا!
فارس يرقع: أدري أنا مشغول احمدوا ربكم وصلتكم مو فاضي اروح لكم بيت..كل وحده يجي اخوها يأخذها
أسيل: و جوري؟
فارس بلا مبالاه مصطنعه: تروح مع أي أحد يجي للبنات
حلا تمزح: يا ساتر عليك أنت و أختك ترموننا من مكان لثاني..زين قولوا باتوا عندنا اليوم
أسيل تحمست: والله فكره!
فارس انصدم و جوري بعد..هو يبي يرتاح منها بسرعه..تقوم تجلس بنفس البيت..أما جوري فكانت مستحيه تجلس لأول مره معهم لحالها بدون ياسمين..
رغد: الله مثل أيام قبل
و انبسطوا على الفكره و نزلوا..و أخذوا أكياسهم..و فارس ينزلهن لهم..جت عينه بعين جوري اللي كانت تطالع فيه..بس هو صد عنها و لا اهتم..
دخلوا وهو راح عشان يصدقون كذبته..مع انه ما كان عنده شغل..بس راح عند شلته اللي قليل ما يشوفهم..
تعليق