@،،النزف الواحد و العشرون،،@
في بيت أم العنود/
كان فارس يدق مره ثانيه و ثالثه بدون رد..و هي تطالع جوالها..و رقمه..و دموعها تزيد..و جرحها يكبر..عرفت ان اللي كانت تحسه مو وهم..كانت تشوف حبه بعيونه..تميزه بصوته..لكنها كذبت نفسها..لانه هو بنفسه أنكره عنها..
كانت مثل الضايعه..و إحساسها ملخبط..(ليه ما قال لي؟ ليه ما وضح لي؟سألته ليه ما قال؟...ليه سكت كل هالوقت؟ و ليه اللحين جاي يقول؟ بيوم ملكتي!! سافر بكل برود و لا اهتم و اليوم و بهالساعه يدق يقولي كلمه تحريتها منه شهور! وش يبيني أسوي؟ وش تفيد اللحين؟)
حست بقهر عليه..ليه يخليها تحبه..و ليه يحبها و لا يقول..ليه اللحين بس اعترف لها..كان مستكثر عليها هالحب كل هالوقت و يوم شافها بتكون لواحد ثاني تكلم..
تذكرت مازن..اللي بعد لحظات بيكون زوجها..اللي من أول ماعرفته قدرها و حبها..ليه تخونه بأول ليله تجمعهم..عشان واحد استكثر حبه عليها..و حاول يقتل اللي في قلبه لها..
وقفت و شافت نفسها بالمرايه..صوره عكس اللي من دقايق شافتها..كل شي انهار بسبب فارس..صورتها..و احساسها..و فرحتها..
و بكل القهر اللي زرعه اعترافه داخلها..أخذت جوالها و أرسلت له..
[تأخرت يا فارس شعورك اللحين مايهمني..و شعوري ما صار اليوم من حقك تعرفه..بأنسى هالمكالمه و اعتبر نفسي ماسمعت شي و أتمنى انك تنسى كل اللي قلته فيها]
ارسلتها..و مسحت رقمه من جوالها و قفلته..و بسرعه من دون شعور..من دون تفكر بقلبها المجروح..راحت تغسل وجهها و تحاول تعدل المكياج قبل يجونها البنات..كانت مثل اللي يتحرك بدون روح..
و يوم ادخلوا عليها البنات ابتسمت و لا كأنها مرت قبل دقايق بموقف قلب حياتها و كسر قلبها..استغربت من نفسها..ما كانت تتخيل فيها هالقوه..لكن على كبر الجرح منه..جتها القوه..
في لندن/
كان فارس للحين ماسك جواله..و يقرأ المسج اللي وصله منها..مو قادر يستوعب اللي يشوفه..و مو مصدق اللي سواه..حس بقهر..و حزن..و ضرب الجوال بكل قوته في الجدار..و تكسر قدامه..مثل قلبه اللي يكسره الحزن و القهر على خسارتها..خلاص راحت من حياته لواحد ثاني و برضاها..خسرها..و خسر حبها..لكن القهر غلب حزنه..وهو يتذكر إن هاذي ثاني مره ترفضه فيها..(ترفضيني يا جوري للمره الثانيه؟ ترفضيني عشانه!!)
ندم إنه كلمها..ندم حتى انه اعترف لنفسه بحبها..كيف يذل نفسه..و لمين..لها..هي اللي كان يكرهها..لأنه رفضته في البدايه..كيف قدر ينسى و يكرر غلطته..
في بيت أم العنود/
بعد ما طلعوا البنات لجوري..نزلت معهم..و شافت الكل فرحان لفرحتها..لكن فرحتها اللي كانت تحاول تصدقها..دمرها فارس و ما بقى شي تحاول انها تتظاهر فيه..كانت ترتجف..و الكل يحسبه حياء..لكنها من داخلها كانت تنهار..ما صدقت اللي سوته..
هي ترفض فارس للمره الثانيه..ترفض حلمها المستحيل..ترفض اللي ياما تمنته يصير..ليه دائما قراراتها معه غلط..ليه يجبرها تطلع له بشخصيه ثانيه..هي اللي ما تقدر تقرر أي شي..كيف قدرت ترفضه بهالجرأه..
وش شعوره اللحين..وش شعوره بعد اللي قالته..كيف قدرت تسوي فيه كذا..
ما كانت حاسه في نفسها..و لا اللي يدور حواليها..كانت تمشي معهم مثل الخيال الصامت..و الكل عاذر حالتها لأنهم عارفين حياها..كيف عاد بهالموقف..
حست بنفسها..و هي بالغرفه لحالها..و شافت مازن وهو يدخل عندها..كانت بتصرخ..تبي تركض لغرفتها..تبي تكون لحالها تستوعب اللي مر عليها..لكنها ما قدرت تتحرك..
دخل مازن و جلس قريب منها..
مازن يطالعها بإعجاب: مبروك
جوري: .....(حاولت ترد لكنها ما لقت صوتها)
مازن ييتسم: أنا عارف إنك خجوله عشان كذا ماراح أطول..بس كنت أبي تتأكدين إنك غاليه عندي و إنك ان شاء الله بتعيشين معي مرتاحه
جوري بهمس: ان شاء الله
مازن: استأذن اللحين ولو سمحتي بكره اكلمك اتطمن عليك
جوري هزت راسها بمعنى ايه: .......
مازن يقوم: أشوفك قريب..مع السلامه
راح و جوري تطالعه بحزن..و شعور بالذنب يملاها..كان يظن انها مستحيه و قدر هالشي و تركها براحتها..ما أصر عليها تكلمه..ما أصر يجلس..و هي أفكارها كانت كلها بعيد عنه..
دخلت عندها أسيل..
أسيل بإستغراب: يا حليله ما طول! لا يكون يستحي
جوري تنزل دموعها: لا شافني أنا مستحيه
أسيل تجلس جنبها: جوري وش فيك؟
جوري: مادري
جوري أول ما شافت أسيل تذكرت فارس..و تخيلت هو بأي حال اللحين..و شافت حالها..و فرحة مازن اللي ما تبادله نفسها..كل هالأشياء خنقتها..ضمت أسيل و صارت تصيح..
أسيل بقلق: جوري وش فيك لا تخوفيني؟!
جوري تصيح: ......
تركتها أسيل لين هدت..و دخلت عليهم ياسمين و أول ما شافت جوري و حالتها ركضت و جلست جنبها..
ياسمين بخوف: وش فيها؟!
أسيل: مو عارفه..أول ما دخلت بدت تصيح
ياسمين: جوري صار شي؟ مازن قال شي يضايقك؟
جوري تمسح دموعها: لا...بس أنا..أخاف لأبعد عنكم
ياسمين: وش هالكلام يا جوري أنتي لو تروحين لاخر الدنيا بتظلين أختي و بنتنا و لاراح يفرقك شي عننا
جلست ياسمين تهديها و تطمنها..و أسيل تعدل مكياجها اللي خرب..ثم طلعوا..و هناك جلست مع ساره اللي كانت بنفس فرحة أخوها..و متحمسه تبي تعرف وش قالوا..جارتها جوري مع البنات بتعليقهم و سواليفهم..لكن داخلها كان جرح كبير من فارس..منه و عليه..
في مكان ثاني-جلست لينا و مساهير..اللي كانت تطالعها بإستغراب..سمعت انها رجعت لبيتها..و حاولت تكلمها لكنها ما كانت ترد..و اليوم تشوفها هاديه..و كل الوقت سرحانه..تحس فيها شي متغير بس ما تدري وشو..
مساهير: لينا ماراح تقولين لي وش فيك؟
لينا ببرود: قلت لك ما فيني شي
مساهير: ليه رجعتي لبيت طلال مو كنتي تبين تتطلقين منه؟
لينا: أمي ماراح ترضى
مساهير ارتاحت: يعني بتكملين معه؟
لينا تتنهد: ايه
مساهير بقلق: عشان تنتقمين منه؟
لينا بحزن: لا عشان هو اللي يعرف اللي فيني..هو اللي يفهم احساسي و لا يطالبني بشي فوق طاقتي..هو اللي بيصبر علي
استغربت مساهير من تغير لينا..قبل أيام كانت منهاره و مو طايقته..كيف تكون بهالهدؤ اللحين..(يمكن اللي صار لطلال أثر فيها؟...أكيد لينا قلبها طيب و يمكن يوم زارته تأثرت بحالته)
أما لينا فكانت مخنوقه من اللي فيها..و اللي عرفته..و تبي تقوله لأحد..بس ما قدرت..حتى قدام مساهير..عجزت تطلع بالصوره اللي تشوف نفسها فيها..صورة الأنانيه..الظالمه..ماتبي أحد يلومها..لأنها هي نفسها تلوم حالها على اللي سوته..تلوم نفسها كل لحظه..كل ثانيه..لين كرهت نفسها..و تخاف الكل يكرهها..و الأكثر تخاف هو يكرهها..
عند البنات-
حلا: أووف الأسبوع الجاي بتبدأ امتحانات الترم و بعدها بتروح جوري و ياسمين للحج و رغد عند خوالها..يعني بنتفرق..اليوم لازم نسهر سهره توديعيه
جوري: صح ناموا هنا كلكم
رغد: أنا ما أقدر
أسيل: وش اللي ما تقدرين! البيت ما فيه رجال يعني عادي
رغد: أمي ماراح ترضى
حلا: أنا أقول لها
راحت تقول لها حلا و وافقت..و جوري ارتاحت من جلستهم معها..كانت خايفه تجلس لحالها مع أفكارها و تتذكر اللي سوته..حتى لينا كانت رافضه تجلس بس أصروا عليها..
في سيارة عمر/
طلعت أم عمر و أم راشد و مساهير..و ركبوا مع عمر..
عمر: وين البنات؟
أم عمر: بيباتون عند خالتي
سكت عمر وهو يطالع مساهير بالمرايا..لكنها صدت عنه و التفتت للشباك..كانوا أمه و خالته يسولفون..و هي ساكته..و لا كأنها موجوده..سرح فيها..يدري انها للحين زعلانه..لأن اللي قاله لها مو سهل..
وصلوا للبيت..و هم نازلين ناداها لكنها سفهته و ما ردت عليه..و دخلت قبل أمها..
أم راشد بإحراج: معليش يا ولدي شكلها ما سمعتك..ادخل كلمها
عمر: الوقت متأخر مره ثانيه
أم راشد: لا متأخر و لا شي..أنت مو غريب ادخل
دخل معها..و راح للمجلس..و هي راحت ورى مساهير اللي رمت نفسها على أول كنب في الصاله..كانت نعسانه و تعبانه..و تحس بالبرد..شافت أمها تدخل و هي تطالعها بعتب..
أم راشد: مساهير عمر كان يناديك ما سمعتي؟
مساهير بلا مبالاه: لا
أم راشد: قلت له يدخل المجلس..روحي شوفي وش يبي
مساهير انقهرت: يمه هذا وقته!! فيني نوم و بردانه
أم راشد: و أنا قلت لك اطلعي له بالحوش..هذا هو في المجلس
تأففت مساهير و راحت له..وقفت عند الباب و تكتفت..
مساهير: نعم
التفت لها عمر..وضحك على شكلها..كانت للحين بفستانها اللي حضرت فيه الملكه..لكنها يوم دخلت الصاله كانت بردانه و شافت كوت راشد و لبسته فوقه..شافت نظرته و تذكرت شكلها..لكنها ما اهتمت..(من زينه يوم بأكشخ له؟)
مساهير: خلصت متفرج أقدر اروح
عمر: ادخلي بأكلمك
مساهير: اسمعك قول
عمر: للحين زعلانه؟
مساهير بإستهزاء: وش رأيك؟
عمر: مساهير كنت معصب و ....
مساهير بقهر: معصب! و اللحين رقت حضرتك..و المطلوب؟ انسى اللي سمعته؟ انسى كيف طلعتني من بيت عمي؟
عمر بقهر: أنتي أصلا تبينها من الله تزعلين على أي شي
مساهير عصبت: و اللي قلته و سويته شي عادي؟! اللحين أنا اللي صرت أدور الزعل..لا والله مظلوم يا عمر...واللحين وش تبي تناديني؟ عشان تقول لي ان هاذي بعد غلطتي؟
تركته و طلعت..قهرها زياده على القهر اللي فيها..(و ليته بعد كل هذا تنازل و اعتذر!!)
عمر كان بنفس قهرها..(ما تساعد الواحد يعتذر! من يوم دخلت قالبه وجهها علي)
*من بكره*
في بيت أم العنود=الصبح/
ملت جوري و هي تتقلب في سريرها تحاول تنام..لكن ما قدرت..جلست في سريرها و شافت البنات اللي نايمين حواليها..و نزلن دموعها..(كيف بعت قربكم؟ كيف بعت حب فارس؟...مادري كيف جتني هالجرأه ارفضه؟ كيف رفضته حتى أول مره؟...كنت أقدر أكون جزء من هالعائله و بيدي ابعدت...بس هو صدمني! كيف بنفسه يقول لي انه استخسر الحب فيني؟)
حست انها مخنوقه..و طلعت من الغرفه..نزلت تحت و هي تحاول توقف دموعها..ماتبي أحد يشك و يسألها..حاولت ما تفكر في الموضوع..بتحاول تنسى اللي سمعته..مع إن هالشي مستحيل..
وقفت عند باب الحوش..حست بالهواء البارد يضرب وجهها..ارتجفت..
كانت بتدخل..لكنها شافت حلا جايه لها..صدت عنها تمسح اثار الدموع عن وجهها..
حلا: برررد وش تسوين هنا؟
جوري: اشوف الجو
حلا: صح صباح الخير
جوري تضحك: صباح النور
حلا: جوعانه
جوري: تعالي نسوي فطور و نصحي البنات
حلا: و ليه نصحيهم خلينا نأكل برواق و نرجع ننام
جوري: يله
دخلت هي و حلا للمطبخ..و سوت لهم جوري سندويتشات..و جلسوا يفطرون..و جوري تسمع سواليف حلا و تضحك..و تحاول تنسى..
حلا: الله يعين على الامتحانات
جوري: صح الواحد ماله خلق..و تزيد عليه الامتحانات
حلا تضحك: هذا و أنتي أمس ملكتك! المفروض يكون عندك دافع
جوري تحاول تبتسم:........
حلا: مادري وش بنسوي في العيد لحالنا؟ برد و أنتم كلكم بتروحون..ما فيه غيرنا أنا و أسيل
جوري: ليتكم تحجون معنا
حلا: العام حاجين أنا و أسيل و رغد
دخلت عندهم أم العنود..
أم العنود: صباح الخير
حلا و جوري: صباح النور
أم العنود: زين صحى أحد منكم..أنا قلت بيسهرون و ماراح يصحون إلا الظهر
حلا تضحك: مين قال لك إننا نمنا؟
أم العنود: ما شاء الله عليك..أكيد أنتي اللي سهرتي جوري
حلا: لا والله هي اللي ازعجتني ما خلتني أنام..بس تحلم و تتنهد
طالعت جوري و غمزت لها بضحك..و جوري ابتسمت تجاريها..(لو تدرين يا حلا باللي فيني)
افطروا مع أم العنود..و حلا رجعت تنام..لكن جوري جلست مع أم العنود..لين صحوا البنات..كانت تدور أي أحد تجلس معه..لأنها خايفه تجلس لحالها..مع أفكارها..تتذكر اللي سوته..
لين بعد الغداء..راحوا البنات..و أصروا عليها أم العنود و ياسمين تروح تنام..
في سيارة سيف/
دقت عليه نجود..و ابتسم وهو يشوف رقمها..
نجود: صباح الخير
سيف: صباح الحب..يا كل الحب
نجود: عازمتك على الفطور؟
سيف: لا
نجود: ليه؟؟
سيف: ماراح أجي كل هالأسبوع..أنتي عندك إمتحانات و لازم تركزين بمذاكرتك
نجود بملل: يووه سيف مو لهالدرجه!
سيف: أنتي ثانويه هالسنه يعني لازم تجيبين نسبه
نجود تتريق: زين أساتذ سيف
سيف يضحك: بأشتاقلك
نجود: كذاب
سيف: ليه؟
نجود: مين اللي مستغني عني أسبوع كامل
سيف: عشان مصلحتك
نجود: يعني و لا مكالمه؟
سيف: امم مره باليوم
نجود: مرتين
سيف بإصرار: مره
نجود: مرتين ساعه بالنهار و ساعه بالليل
سيف يضحك: و مين قالك إنها ساعه؟
نجود: اسكت لا أخليها ساعه من ورى ساعه
في بيت طلال=الظهر/
دخل طلال مع أبوه لبيته..أصر يطلع من المستشفى لأنه اختنق فيها..رضى أبوه يطلع على مسئوليته يوم وعده ينتبه لنفسه..و ما يتحرك كثير..كانت عيونه تدور على كل مكان في البيت..البيت اللي كان المفروض يجمعه معها..لكنه من يوم دخله كان متأكد ان هالشي لا يمكن يصير..و هذا اللي صار..لينا من أول يوم رجعت لأهلها و ما قدرت تستحمل..
أبونادر: لينا مو في البيت؟
طلال: لا
أبونادر: ما عرفت إنك بتطلع؟
طلال: بأقول لها
أبونادر: أمك بتزعجنا بتقول ليه ما جبته للبيت
طلال: يبه هذا بيتي ما يصير اروح هناك
أبونادر: معك حق لينا ماراح تأخذ راحتها هناك
طلال: أنت اقنع أمي
أبونادر: ان شاء الله و أنت ارتاح و لا تتعب نفسك
طلال: بتروح؟
أبونادر: إيه عندي اجتماع في الشركه بعد ساعه..تبي اكلم أمك أو رغد تجي لين لينا تجيك
طلال: لا ماله داعي أنا أكلمهم لو كانت بتتأخر
أبونادر: زين أنا رايح..مع السلامه
طلال: مع السلامه
طلع أبوه..وهو جلس في الصاله..سند راسه على الكنب..و غمض عيونه..(كيف أقول لهم؟ وش بتكون ردة فعلهم؟ و ردة فعل خالتي أم عمر..يمكن ما يرضون..معقول يجبرونها تعيش معي؟ بس هي رافضه هالشي و أخاف يصير لها شي لو اجبروها..كيف اتصرف؟؟)
كان يبي يلقى حل..ما يسبب لها المشاكل..لكنه كان مجروح أكثر من فراقها..و لأنه ما قدر يخفف ألمها..و جرحها..كل يوم يهده أكثر كرهها له..لين حس إنه هو نفسه ما صار يتحمل..(اه يا لينا..لو كنت مت كان ارتحت و ريحتك)
حس بأحد واقف قريب منه..ظن انه أبوه رجع..فتح عيونه..كان يشوفها واقفه قدامه متفاجأه..حس انه تخيلها من كثر ما يفكر فيها..بس لا..هي بنفسها واقفه قدامه..
طلال بعدم تصديق: لينا!!
لينا كانت مثله متفاجأه..ما أحد قال لها إنه بيطلع اليوم..كان قلبها يدق بقوه..أول مره تشوفه بعد اللي عرفته..و لا تدري كيف المفروض اللحين تشوفه..للحين منصدمه من اللي عرفته..و لا كانت مستعده تقابله..
لينا بصدمه: كيف طلعت؟
سكت طلال وهو للحين يطالعها بشرود..مو مصدق نفسه انها هنا..و الأكثر مو مصدق إنها واقفه تكلمه عادي..
طلال: طلعت على مسئوليتي..قبل دقايق جيت مع أبوي
لينا تتلفت: عمي هنا؟
طلال: لا راح
لينا: بأروح اجهز لك غرفه تحت
تركته و راحت..وهو للحين يحاول يستوعب اللي يصير..(هاذي لينا أو أنا احلم!! مو عمر يقول انها رجعت للبيت..ليه جت اللحين؟..تكلمني عادي؟ تكلمني بدون كره؟ ليه؟؟)
رجعت له..و قالت إن الغرفه جاهزه..حاول يوقف..ما كان يقدر يمشي لحاله بدون أحد يسنده..بس طبعا هالشي مستحيل يطلبه من لينا..
لينا كانت واقفه تطالعه من بعيد..عرفت إنه مو قادر يمشي..و عرفت إنه ماراح يطلب منها هالشي..
راحت عنده و مدت يدها له..و طلال وقف يطالعها بذهول..و تأكد إن فيها شي..وقف جامد..كان للحين يطالعها..و هي ما قدرت إلا إنها تصد بنظراتها عنه..كانت دائما متأكده إن نظرتها تشيل له كره الدنيا..لكن اللحين ما تدري وش اللي يشوفه بنظرتها..ما قدر يرفع لها يده..لكن هي أخذتها بنفسها..و مشت و هي مسندته..
أول ما لمست يده يدها..حس برجفه في كل جسمه..و قلبه دق بكل قوه..كان يطالع نص ملامحها اللي باينه له..كانت قريبه منه حيل..لدرجه ما كان يتخيلها..حست بيده ترتجف بين يديها..مشى وهو كل احساسه متأثر بلمسة يدها..كان يطالعها بشوق و إستغراب..ما تخيل انه بيشوفها بعد ذاك اليوم..لكن هاذي هي هنا..و بحال أغرب من الغريب..
دخلته للغرفه..و نومته على السرير..وهو للحين يطالعها مو قادر يتكلم بكلمه وحده..طالعته..
لينا: تبي اجيب لك شي؟
طلال كان للحين يطالعها بشرود..و يفكر بهالتغيير اللي صدمه..و لا قدر يرد عليها..و هي انحرجت من نظرته و طلعت..وهو للحين مو قادر يستوعب..وش اللي غيرها..(معقول حست بالذنب بعد الحادث اللي صار لي؟...لا بس هي أول ما زارتني ما ترددت و قالت لي انها تبي الطلاق..ليه اللحين رجعت؟!....يمكن خالتي أم عمر غصبتها ترجع..بس لو كانت مغصوبه كيف بتكون بهالهدؤ؟ وش فيك يا لينا؟)
وقفت لينا برا الغرفه..و تسندت على الجدار..غمضت عيونها و نزلت دموعها..طول الأيام اللي راحت و هي تفكر..و تفكر في طلال..و اللي سوته فيه كل هالسنين..و تضحيته عشانها..مو عشانها..عشان يوسف..لدرجة انه يتزوجها وهو عارف انها ما تبيه..بس عشان يريحها..و لا فكر في نفسه و حياته..(المفروض اتركه يروح في حاله..يشوف حياته اللي نكدت عليها كل هالسنين..وش ذنبه يتحملني؟ وش ذنبه يعيش مع وحده ما يبيها؟ بس عشان يوفي بوعد لصديق عمره!)
بس تخيلت لو أصرت على الطلاق..و قالت له انها عرفت كل شي..و إنه مو مجبور يهتم فيها..لو خلصته من الذنب اللي حملته له كل هالسنين..و تركها و راح يشوف حياته..هي وش بيكون حالها..
إذا رجعت البيت لوحدتها و حزنها..بدون أحد تطلع فيه القهر و الحزن اللي تكبته..حست انها فاقده شعورها بالكره اتجاهه..كان اخذ مكان كبير في قلبها..و اللحين تركها للفراغ..
(لا..ما أقدر أقول له إني عرفت..أدري إنها أنانيه مني..بس ما أقدر..ما أقدر ارجع للوحده و الخوف و الحزن..أخاف أمي تجبرني على غيره..و ما أحد بيعاملني مثل ما يعاملني طلال..ما أحد بيعطي و لا يأخذ مثله....اسفه يا طلال سامحني..بس ما أقدر أخليك ترتاح مني)
كانت تعرف انه ما يستاهل هالشي..بس ما قدرت تقول له الحقيقه..و لا عرفت كيف بتتصرف..
في بيت أم العنود=المغرب/
صحت المغرب..و هي تحس بتعب و صداع..شافت جوالها..مكالمات كثيره من ساره..و من مازن بعد..كانت تطالع رقم مازن..و تتذكر كلامه لها..و طيبته..و تفهمه..(يا رب وفقني معه..أبي انسى فارس لانه خلاص طلع من حياتي للأبد)
دق جوالها و شافت رقم مازن..ترددت ترد أو لا..بس انحرجت من كثر اتصاله..
جوري: مرحبا
مازن: مساء الخير..دام ما حصل لي اقولك صباح الخير
جوري: مساء النور
مازن: وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
مازن: خفت عليك من الصبح أدق ما تردين حتى ساره ما رديتي عليها
جوري: سهرت أمس مع البنات و ما انتبهت لجوالي
مازن: توك تصحين؟
جوري: ايه
مازن: خلاص اتركك اللحين و أدق عليك بعدين..تبين شي؟
جوري: سلامتك
سكرت جوري و هي تتنهد براحه..مازن ما فيه شي تكرهه..يمكن كل ما تعرفه تبدأ تهتم فيه أكثر..لين تنسى فارس..لازم تنسى فارس..
يتبع
في بيت أم العنود/
كان فارس يدق مره ثانيه و ثالثه بدون رد..و هي تطالع جوالها..و رقمه..و دموعها تزيد..و جرحها يكبر..عرفت ان اللي كانت تحسه مو وهم..كانت تشوف حبه بعيونه..تميزه بصوته..لكنها كذبت نفسها..لانه هو بنفسه أنكره عنها..
كانت مثل الضايعه..و إحساسها ملخبط..(ليه ما قال لي؟ ليه ما وضح لي؟سألته ليه ما قال؟...ليه سكت كل هالوقت؟ و ليه اللحين جاي يقول؟ بيوم ملكتي!! سافر بكل برود و لا اهتم و اليوم و بهالساعه يدق يقولي كلمه تحريتها منه شهور! وش يبيني أسوي؟ وش تفيد اللحين؟)
حست بقهر عليه..ليه يخليها تحبه..و ليه يحبها و لا يقول..ليه اللحين بس اعترف لها..كان مستكثر عليها هالحب كل هالوقت و يوم شافها بتكون لواحد ثاني تكلم..
تذكرت مازن..اللي بعد لحظات بيكون زوجها..اللي من أول ماعرفته قدرها و حبها..ليه تخونه بأول ليله تجمعهم..عشان واحد استكثر حبه عليها..و حاول يقتل اللي في قلبه لها..
وقفت و شافت نفسها بالمرايه..صوره عكس اللي من دقايق شافتها..كل شي انهار بسبب فارس..صورتها..و احساسها..و فرحتها..
و بكل القهر اللي زرعه اعترافه داخلها..أخذت جوالها و أرسلت له..
[تأخرت يا فارس شعورك اللحين مايهمني..و شعوري ما صار اليوم من حقك تعرفه..بأنسى هالمكالمه و اعتبر نفسي ماسمعت شي و أتمنى انك تنسى كل اللي قلته فيها]
ارسلتها..و مسحت رقمه من جوالها و قفلته..و بسرعه من دون شعور..من دون تفكر بقلبها المجروح..راحت تغسل وجهها و تحاول تعدل المكياج قبل يجونها البنات..كانت مثل اللي يتحرك بدون روح..
و يوم ادخلوا عليها البنات ابتسمت و لا كأنها مرت قبل دقايق بموقف قلب حياتها و كسر قلبها..استغربت من نفسها..ما كانت تتخيل فيها هالقوه..لكن على كبر الجرح منه..جتها القوه..
في لندن/
كان فارس للحين ماسك جواله..و يقرأ المسج اللي وصله منها..مو قادر يستوعب اللي يشوفه..و مو مصدق اللي سواه..حس بقهر..و حزن..و ضرب الجوال بكل قوته في الجدار..و تكسر قدامه..مثل قلبه اللي يكسره الحزن و القهر على خسارتها..خلاص راحت من حياته لواحد ثاني و برضاها..خسرها..و خسر حبها..لكن القهر غلب حزنه..وهو يتذكر إن هاذي ثاني مره ترفضه فيها..(ترفضيني يا جوري للمره الثانيه؟ ترفضيني عشانه!!)
ندم إنه كلمها..ندم حتى انه اعترف لنفسه بحبها..كيف يذل نفسه..و لمين..لها..هي اللي كان يكرهها..لأنه رفضته في البدايه..كيف قدر ينسى و يكرر غلطته..
في بيت أم العنود/
بعد ما طلعوا البنات لجوري..نزلت معهم..و شافت الكل فرحان لفرحتها..لكن فرحتها اللي كانت تحاول تصدقها..دمرها فارس و ما بقى شي تحاول انها تتظاهر فيه..كانت ترتجف..و الكل يحسبه حياء..لكنها من داخلها كانت تنهار..ما صدقت اللي سوته..
هي ترفض فارس للمره الثانيه..ترفض حلمها المستحيل..ترفض اللي ياما تمنته يصير..ليه دائما قراراتها معه غلط..ليه يجبرها تطلع له بشخصيه ثانيه..هي اللي ما تقدر تقرر أي شي..كيف قدرت ترفضه بهالجرأه..
وش شعوره اللحين..وش شعوره بعد اللي قالته..كيف قدرت تسوي فيه كذا..
ما كانت حاسه في نفسها..و لا اللي يدور حواليها..كانت تمشي معهم مثل الخيال الصامت..و الكل عاذر حالتها لأنهم عارفين حياها..كيف عاد بهالموقف..
حست بنفسها..و هي بالغرفه لحالها..و شافت مازن وهو يدخل عندها..كانت بتصرخ..تبي تركض لغرفتها..تبي تكون لحالها تستوعب اللي مر عليها..لكنها ما قدرت تتحرك..
دخل مازن و جلس قريب منها..
مازن يطالعها بإعجاب: مبروك
جوري: .....(حاولت ترد لكنها ما لقت صوتها)
مازن ييتسم: أنا عارف إنك خجوله عشان كذا ماراح أطول..بس كنت أبي تتأكدين إنك غاليه عندي و إنك ان شاء الله بتعيشين معي مرتاحه
جوري بهمس: ان شاء الله
مازن: استأذن اللحين ولو سمحتي بكره اكلمك اتطمن عليك
جوري هزت راسها بمعنى ايه: .......
مازن يقوم: أشوفك قريب..مع السلامه
راح و جوري تطالعه بحزن..و شعور بالذنب يملاها..كان يظن انها مستحيه و قدر هالشي و تركها براحتها..ما أصر عليها تكلمه..ما أصر يجلس..و هي أفكارها كانت كلها بعيد عنه..
دخلت عندها أسيل..
أسيل بإستغراب: يا حليله ما طول! لا يكون يستحي
جوري تنزل دموعها: لا شافني أنا مستحيه
أسيل تجلس جنبها: جوري وش فيك؟
جوري: مادري
جوري أول ما شافت أسيل تذكرت فارس..و تخيلت هو بأي حال اللحين..و شافت حالها..و فرحة مازن اللي ما تبادله نفسها..كل هالأشياء خنقتها..ضمت أسيل و صارت تصيح..
أسيل بقلق: جوري وش فيك لا تخوفيني؟!
جوري تصيح: ......
تركتها أسيل لين هدت..و دخلت عليهم ياسمين و أول ما شافت جوري و حالتها ركضت و جلست جنبها..
ياسمين بخوف: وش فيها؟!
أسيل: مو عارفه..أول ما دخلت بدت تصيح
ياسمين: جوري صار شي؟ مازن قال شي يضايقك؟
جوري تمسح دموعها: لا...بس أنا..أخاف لأبعد عنكم
ياسمين: وش هالكلام يا جوري أنتي لو تروحين لاخر الدنيا بتظلين أختي و بنتنا و لاراح يفرقك شي عننا
جلست ياسمين تهديها و تطمنها..و أسيل تعدل مكياجها اللي خرب..ثم طلعوا..و هناك جلست مع ساره اللي كانت بنفس فرحة أخوها..و متحمسه تبي تعرف وش قالوا..جارتها جوري مع البنات بتعليقهم و سواليفهم..لكن داخلها كان جرح كبير من فارس..منه و عليه..
في مكان ثاني-جلست لينا و مساهير..اللي كانت تطالعها بإستغراب..سمعت انها رجعت لبيتها..و حاولت تكلمها لكنها ما كانت ترد..و اليوم تشوفها هاديه..و كل الوقت سرحانه..تحس فيها شي متغير بس ما تدري وشو..
مساهير: لينا ماراح تقولين لي وش فيك؟
لينا ببرود: قلت لك ما فيني شي
مساهير: ليه رجعتي لبيت طلال مو كنتي تبين تتطلقين منه؟
لينا: أمي ماراح ترضى
مساهير ارتاحت: يعني بتكملين معه؟
لينا تتنهد: ايه
مساهير بقلق: عشان تنتقمين منه؟
لينا بحزن: لا عشان هو اللي يعرف اللي فيني..هو اللي يفهم احساسي و لا يطالبني بشي فوق طاقتي..هو اللي بيصبر علي
استغربت مساهير من تغير لينا..قبل أيام كانت منهاره و مو طايقته..كيف تكون بهالهدؤ اللحين..(يمكن اللي صار لطلال أثر فيها؟...أكيد لينا قلبها طيب و يمكن يوم زارته تأثرت بحالته)
أما لينا فكانت مخنوقه من اللي فيها..و اللي عرفته..و تبي تقوله لأحد..بس ما قدرت..حتى قدام مساهير..عجزت تطلع بالصوره اللي تشوف نفسها فيها..صورة الأنانيه..الظالمه..ماتبي أحد يلومها..لأنها هي نفسها تلوم حالها على اللي سوته..تلوم نفسها كل لحظه..كل ثانيه..لين كرهت نفسها..و تخاف الكل يكرهها..و الأكثر تخاف هو يكرهها..
عند البنات-
حلا: أووف الأسبوع الجاي بتبدأ امتحانات الترم و بعدها بتروح جوري و ياسمين للحج و رغد عند خوالها..يعني بنتفرق..اليوم لازم نسهر سهره توديعيه
جوري: صح ناموا هنا كلكم
رغد: أنا ما أقدر
أسيل: وش اللي ما تقدرين! البيت ما فيه رجال يعني عادي
رغد: أمي ماراح ترضى
حلا: أنا أقول لها
راحت تقول لها حلا و وافقت..و جوري ارتاحت من جلستهم معها..كانت خايفه تجلس لحالها مع أفكارها و تتذكر اللي سوته..حتى لينا كانت رافضه تجلس بس أصروا عليها..
في سيارة عمر/
طلعت أم عمر و أم راشد و مساهير..و ركبوا مع عمر..
عمر: وين البنات؟
أم عمر: بيباتون عند خالتي
سكت عمر وهو يطالع مساهير بالمرايا..لكنها صدت عنه و التفتت للشباك..كانوا أمه و خالته يسولفون..و هي ساكته..و لا كأنها موجوده..سرح فيها..يدري انها للحين زعلانه..لأن اللي قاله لها مو سهل..
وصلوا للبيت..و هم نازلين ناداها لكنها سفهته و ما ردت عليه..و دخلت قبل أمها..
أم راشد بإحراج: معليش يا ولدي شكلها ما سمعتك..ادخل كلمها
عمر: الوقت متأخر مره ثانيه
أم راشد: لا متأخر و لا شي..أنت مو غريب ادخل
دخل معها..و راح للمجلس..و هي راحت ورى مساهير اللي رمت نفسها على أول كنب في الصاله..كانت نعسانه و تعبانه..و تحس بالبرد..شافت أمها تدخل و هي تطالعها بعتب..
أم راشد: مساهير عمر كان يناديك ما سمعتي؟
مساهير بلا مبالاه: لا
أم راشد: قلت له يدخل المجلس..روحي شوفي وش يبي
مساهير انقهرت: يمه هذا وقته!! فيني نوم و بردانه
أم راشد: و أنا قلت لك اطلعي له بالحوش..هذا هو في المجلس
تأففت مساهير و راحت له..وقفت عند الباب و تكتفت..
مساهير: نعم
التفت لها عمر..وضحك على شكلها..كانت للحين بفستانها اللي حضرت فيه الملكه..لكنها يوم دخلت الصاله كانت بردانه و شافت كوت راشد و لبسته فوقه..شافت نظرته و تذكرت شكلها..لكنها ما اهتمت..(من زينه يوم بأكشخ له؟)
مساهير: خلصت متفرج أقدر اروح
عمر: ادخلي بأكلمك
مساهير: اسمعك قول
عمر: للحين زعلانه؟
مساهير بإستهزاء: وش رأيك؟
عمر: مساهير كنت معصب و ....
مساهير بقهر: معصب! و اللحين رقت حضرتك..و المطلوب؟ انسى اللي سمعته؟ انسى كيف طلعتني من بيت عمي؟
عمر بقهر: أنتي أصلا تبينها من الله تزعلين على أي شي
مساهير عصبت: و اللي قلته و سويته شي عادي؟! اللحين أنا اللي صرت أدور الزعل..لا والله مظلوم يا عمر...واللحين وش تبي تناديني؟ عشان تقول لي ان هاذي بعد غلطتي؟
تركته و طلعت..قهرها زياده على القهر اللي فيها..(و ليته بعد كل هذا تنازل و اعتذر!!)
عمر كان بنفس قهرها..(ما تساعد الواحد يعتذر! من يوم دخلت قالبه وجهها علي)
*من بكره*
في بيت أم العنود=الصبح/
ملت جوري و هي تتقلب في سريرها تحاول تنام..لكن ما قدرت..جلست في سريرها و شافت البنات اللي نايمين حواليها..و نزلن دموعها..(كيف بعت قربكم؟ كيف بعت حب فارس؟...مادري كيف جتني هالجرأه ارفضه؟ كيف رفضته حتى أول مره؟...كنت أقدر أكون جزء من هالعائله و بيدي ابعدت...بس هو صدمني! كيف بنفسه يقول لي انه استخسر الحب فيني؟)
حست انها مخنوقه..و طلعت من الغرفه..نزلت تحت و هي تحاول توقف دموعها..ماتبي أحد يشك و يسألها..حاولت ما تفكر في الموضوع..بتحاول تنسى اللي سمعته..مع إن هالشي مستحيل..
وقفت عند باب الحوش..حست بالهواء البارد يضرب وجهها..ارتجفت..
كانت بتدخل..لكنها شافت حلا جايه لها..صدت عنها تمسح اثار الدموع عن وجهها..
حلا: برررد وش تسوين هنا؟
جوري: اشوف الجو
حلا: صح صباح الخير
جوري تضحك: صباح النور
حلا: جوعانه
جوري: تعالي نسوي فطور و نصحي البنات
حلا: و ليه نصحيهم خلينا نأكل برواق و نرجع ننام
جوري: يله
دخلت هي و حلا للمطبخ..و سوت لهم جوري سندويتشات..و جلسوا يفطرون..و جوري تسمع سواليف حلا و تضحك..و تحاول تنسى..
حلا: الله يعين على الامتحانات
جوري: صح الواحد ماله خلق..و تزيد عليه الامتحانات
حلا تضحك: هذا و أنتي أمس ملكتك! المفروض يكون عندك دافع
جوري تحاول تبتسم:........
حلا: مادري وش بنسوي في العيد لحالنا؟ برد و أنتم كلكم بتروحون..ما فيه غيرنا أنا و أسيل
جوري: ليتكم تحجون معنا
حلا: العام حاجين أنا و أسيل و رغد
دخلت عندهم أم العنود..
أم العنود: صباح الخير
حلا و جوري: صباح النور
أم العنود: زين صحى أحد منكم..أنا قلت بيسهرون و ماراح يصحون إلا الظهر
حلا تضحك: مين قال لك إننا نمنا؟
أم العنود: ما شاء الله عليك..أكيد أنتي اللي سهرتي جوري
حلا: لا والله هي اللي ازعجتني ما خلتني أنام..بس تحلم و تتنهد
طالعت جوري و غمزت لها بضحك..و جوري ابتسمت تجاريها..(لو تدرين يا حلا باللي فيني)
افطروا مع أم العنود..و حلا رجعت تنام..لكن جوري جلست مع أم العنود..لين صحوا البنات..كانت تدور أي أحد تجلس معه..لأنها خايفه تجلس لحالها..مع أفكارها..تتذكر اللي سوته..
لين بعد الغداء..راحوا البنات..و أصروا عليها أم العنود و ياسمين تروح تنام..
في سيارة سيف/
دقت عليه نجود..و ابتسم وهو يشوف رقمها..
نجود: صباح الخير
سيف: صباح الحب..يا كل الحب
نجود: عازمتك على الفطور؟
سيف: لا
نجود: ليه؟؟
سيف: ماراح أجي كل هالأسبوع..أنتي عندك إمتحانات و لازم تركزين بمذاكرتك
نجود بملل: يووه سيف مو لهالدرجه!
سيف: أنتي ثانويه هالسنه يعني لازم تجيبين نسبه
نجود تتريق: زين أساتذ سيف
سيف يضحك: بأشتاقلك
نجود: كذاب
سيف: ليه؟
نجود: مين اللي مستغني عني أسبوع كامل
سيف: عشان مصلحتك
نجود: يعني و لا مكالمه؟
سيف: امم مره باليوم
نجود: مرتين
سيف بإصرار: مره
نجود: مرتين ساعه بالنهار و ساعه بالليل
سيف يضحك: و مين قالك إنها ساعه؟
نجود: اسكت لا أخليها ساعه من ورى ساعه
في بيت طلال=الظهر/
دخل طلال مع أبوه لبيته..أصر يطلع من المستشفى لأنه اختنق فيها..رضى أبوه يطلع على مسئوليته يوم وعده ينتبه لنفسه..و ما يتحرك كثير..كانت عيونه تدور على كل مكان في البيت..البيت اللي كان المفروض يجمعه معها..لكنه من يوم دخله كان متأكد ان هالشي لا يمكن يصير..و هذا اللي صار..لينا من أول يوم رجعت لأهلها و ما قدرت تستحمل..
أبونادر: لينا مو في البيت؟
طلال: لا
أبونادر: ما عرفت إنك بتطلع؟
طلال: بأقول لها
أبونادر: أمك بتزعجنا بتقول ليه ما جبته للبيت
طلال: يبه هذا بيتي ما يصير اروح هناك
أبونادر: معك حق لينا ماراح تأخذ راحتها هناك
طلال: أنت اقنع أمي
أبونادر: ان شاء الله و أنت ارتاح و لا تتعب نفسك
طلال: بتروح؟
أبونادر: إيه عندي اجتماع في الشركه بعد ساعه..تبي اكلم أمك أو رغد تجي لين لينا تجيك
طلال: لا ماله داعي أنا أكلمهم لو كانت بتتأخر
أبونادر: زين أنا رايح..مع السلامه
طلال: مع السلامه
طلع أبوه..وهو جلس في الصاله..سند راسه على الكنب..و غمض عيونه..(كيف أقول لهم؟ وش بتكون ردة فعلهم؟ و ردة فعل خالتي أم عمر..يمكن ما يرضون..معقول يجبرونها تعيش معي؟ بس هي رافضه هالشي و أخاف يصير لها شي لو اجبروها..كيف اتصرف؟؟)
كان يبي يلقى حل..ما يسبب لها المشاكل..لكنه كان مجروح أكثر من فراقها..و لأنه ما قدر يخفف ألمها..و جرحها..كل يوم يهده أكثر كرهها له..لين حس إنه هو نفسه ما صار يتحمل..(اه يا لينا..لو كنت مت كان ارتحت و ريحتك)
حس بأحد واقف قريب منه..ظن انه أبوه رجع..فتح عيونه..كان يشوفها واقفه قدامه متفاجأه..حس انه تخيلها من كثر ما يفكر فيها..بس لا..هي بنفسها واقفه قدامه..
طلال بعدم تصديق: لينا!!
لينا كانت مثله متفاجأه..ما أحد قال لها إنه بيطلع اليوم..كان قلبها يدق بقوه..أول مره تشوفه بعد اللي عرفته..و لا تدري كيف المفروض اللحين تشوفه..للحين منصدمه من اللي عرفته..و لا كانت مستعده تقابله..
لينا بصدمه: كيف طلعت؟
سكت طلال وهو للحين يطالعها بشرود..مو مصدق نفسه انها هنا..و الأكثر مو مصدق إنها واقفه تكلمه عادي..
طلال: طلعت على مسئوليتي..قبل دقايق جيت مع أبوي
لينا تتلفت: عمي هنا؟
طلال: لا راح
لينا: بأروح اجهز لك غرفه تحت
تركته و راحت..وهو للحين يحاول يستوعب اللي يصير..(هاذي لينا أو أنا احلم!! مو عمر يقول انها رجعت للبيت..ليه جت اللحين؟..تكلمني عادي؟ تكلمني بدون كره؟ ليه؟؟)
رجعت له..و قالت إن الغرفه جاهزه..حاول يوقف..ما كان يقدر يمشي لحاله بدون أحد يسنده..بس طبعا هالشي مستحيل يطلبه من لينا..
لينا كانت واقفه تطالعه من بعيد..عرفت إنه مو قادر يمشي..و عرفت إنه ماراح يطلب منها هالشي..
راحت عنده و مدت يدها له..و طلال وقف يطالعها بذهول..و تأكد إن فيها شي..وقف جامد..كان للحين يطالعها..و هي ما قدرت إلا إنها تصد بنظراتها عنه..كانت دائما متأكده إن نظرتها تشيل له كره الدنيا..لكن اللحين ما تدري وش اللي يشوفه بنظرتها..ما قدر يرفع لها يده..لكن هي أخذتها بنفسها..و مشت و هي مسندته..
أول ما لمست يده يدها..حس برجفه في كل جسمه..و قلبه دق بكل قوه..كان يطالع نص ملامحها اللي باينه له..كانت قريبه منه حيل..لدرجه ما كان يتخيلها..حست بيده ترتجف بين يديها..مشى وهو كل احساسه متأثر بلمسة يدها..كان يطالعها بشوق و إستغراب..ما تخيل انه بيشوفها بعد ذاك اليوم..لكن هاذي هي هنا..و بحال أغرب من الغريب..
دخلته للغرفه..و نومته على السرير..وهو للحين يطالعها مو قادر يتكلم بكلمه وحده..طالعته..
لينا: تبي اجيب لك شي؟
طلال كان للحين يطالعها بشرود..و يفكر بهالتغيير اللي صدمه..و لا قدر يرد عليها..و هي انحرجت من نظرته و طلعت..وهو للحين مو قادر يستوعب..وش اللي غيرها..(معقول حست بالذنب بعد الحادث اللي صار لي؟...لا بس هي أول ما زارتني ما ترددت و قالت لي انها تبي الطلاق..ليه اللحين رجعت؟!....يمكن خالتي أم عمر غصبتها ترجع..بس لو كانت مغصوبه كيف بتكون بهالهدؤ؟ وش فيك يا لينا؟)
وقفت لينا برا الغرفه..و تسندت على الجدار..غمضت عيونها و نزلت دموعها..طول الأيام اللي راحت و هي تفكر..و تفكر في طلال..و اللي سوته فيه كل هالسنين..و تضحيته عشانها..مو عشانها..عشان يوسف..لدرجة انه يتزوجها وهو عارف انها ما تبيه..بس عشان يريحها..و لا فكر في نفسه و حياته..(المفروض اتركه يروح في حاله..يشوف حياته اللي نكدت عليها كل هالسنين..وش ذنبه يتحملني؟ وش ذنبه يعيش مع وحده ما يبيها؟ بس عشان يوفي بوعد لصديق عمره!)
بس تخيلت لو أصرت على الطلاق..و قالت له انها عرفت كل شي..و إنه مو مجبور يهتم فيها..لو خلصته من الذنب اللي حملته له كل هالسنين..و تركها و راح يشوف حياته..هي وش بيكون حالها..
إذا رجعت البيت لوحدتها و حزنها..بدون أحد تطلع فيه القهر و الحزن اللي تكبته..حست انها فاقده شعورها بالكره اتجاهه..كان اخذ مكان كبير في قلبها..و اللحين تركها للفراغ..
(لا..ما أقدر أقول له إني عرفت..أدري إنها أنانيه مني..بس ما أقدر..ما أقدر ارجع للوحده و الخوف و الحزن..أخاف أمي تجبرني على غيره..و ما أحد بيعاملني مثل ما يعاملني طلال..ما أحد بيعطي و لا يأخذ مثله....اسفه يا طلال سامحني..بس ما أقدر أخليك ترتاح مني)
كانت تعرف انه ما يستاهل هالشي..بس ما قدرت تقول له الحقيقه..و لا عرفت كيف بتتصرف..
في بيت أم العنود=المغرب/
صحت المغرب..و هي تحس بتعب و صداع..شافت جوالها..مكالمات كثيره من ساره..و من مازن بعد..كانت تطالع رقم مازن..و تتذكر كلامه لها..و طيبته..و تفهمه..(يا رب وفقني معه..أبي انسى فارس لانه خلاص طلع من حياتي للأبد)
دق جوالها و شافت رقم مازن..ترددت ترد أو لا..بس انحرجت من كثر اتصاله..
جوري: مرحبا
مازن: مساء الخير..دام ما حصل لي اقولك صباح الخير
جوري: مساء النور
مازن: وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
مازن: خفت عليك من الصبح أدق ما تردين حتى ساره ما رديتي عليها
جوري: سهرت أمس مع البنات و ما انتبهت لجوالي
مازن: توك تصحين؟
جوري: ايه
مازن: خلاص اتركك اللحين و أدق عليك بعدين..تبين شي؟
جوري: سلامتك
سكرت جوري و هي تتنهد براحه..مازن ما فيه شي تكرهه..يمكن كل ما تعرفه تبدأ تهتم فيه أكثر..لين تنسى فارس..لازم تنسى فارس..
يتبع
تعليق