في بيت أبونادر/
كانت رغد في غرفتها بعد الفطور..تكتب البحث اللي عندها..حست انها فاقده نادر اليوم..و فكرت بكلام أسيل..(صح المفروض ما أكون أنانيه دام هو مرتاح عند خواله يكفي..بس كنت اتمنى يتذكرنا وهو هناك)
و كأنه سمع كلامها..دق جوالها و شافت رقمه..ترددت قبل ترد..كانت منحرجه من انفعالها أمس و الكلام اللي قالته..
رغد: الطيب عند ذكره
نادر يضحك: كنتي تتكلمين عني؟
رغد: ايه
نادر: خير أو شر
رغد: أكيد خير
نادر: أنا متأكد من هالشي..للحين زعلانه؟
رغد: لا..كنت بأدق اعتذرلك عن اللي قلته أمس
نادر: ماله داعي الاعتذار..و أنا وين ما كنت يا رغد بأضل اخوك و ماراح انساك اذا بعدت بس أنا...
رغد تقاطعه: نادر انسى الكلام اللي قلته لك و اللي يريحك سوه..اذا كنت أنت مرتاح أنا بأكون مرتاحه
نادر: الله يخليك لي يا رغد..يعني خلاص مو زعلانه مني
رغد: لا
نادر: زين ما قلتي لي وش أخباركم؟
سولفت معه رغد و سكرت..و هي فرحانه انه اهتم لزعلها و دق عليها..(صح مو ضروري نكون في بيت واحد أهم شي تكون قلوبنا عند بعض..يارب تستمر كذا يا نادر و ما ينسيك البعد عننا)
في سيارة سيف=الساعه التاسعه/
كان رايح لنجود..لكنه ما دق عليها..حب يفاجأها بجيته..وصل للحاره و شاف اثنين باين من أشكالهم إنهم في الثانوي..جالسين عند بابها..و معهم كتبهم..لكن اللي صدمه..إن الباب كان مفتوح و شكلهم يكلمون أحد داخل البيت..نزل من سيارته و وقف عندهم..و هم يطالعونه بإستغراب..
سيف بعصبيه: أنتم ليه جالسين هنا؟
وقفوا لكنهم ما ردوا..بس نجود سمعت صوت سيف..و استغربت جيته..
نجود: خلاص نكمل بعدين اللحين روحوا
راحوا العيال..و دخل سيف و شافها واقفه و معها كتاب..
سيف بعصبيه: وش كنتي تسوين؟
نجود: أدرسهم نحو
سيف: تدرسينهم! ليه إن شاءالله؟
نجود: أعطيهم دروس بخمسين ريال
سيف عصب: أنتي ماتهمك سمعتك؟ مو هامك إلا الفلوس و بس! عادي عندك الرايح و الجاي يشوفك موقفه هالعيال و تكلمينهم!
نجود انقهرت منه: يعني وهو عادي الجيران كلهم يعرفون إني متزوجتك مسيار و يشوفونك داخل و طالع عندي..أي سمعه اللي تبيني اهتم فيها..أنا اللي يهمني إني أعرف نفسي و إني ما أغلط لكن كلام الناس ما يهمني
سيف بقهر: وش بعد عندك استعداد تسوينه عشان الفلوس؟؟
نجود فقدت صبرها: اذا كان الثمن أعيش أنا و أمي مرتاحين عندي استعداد أسوي كل شي اللي تتخيله و اللي ما تتخيله..عجبك عجبك..مو عاجبك تقدر ترتاح و تريحني..لأني بصراحه مليت منك و من كذبك..و من شوفتك كل شوي..مليت حتى أمثل اني مستحملتك..حتى الفلوس اللي تعطيها لي الفايده الوحيده اللي اخذها منك..مستغنيه عنك و عنها
سيف انصدم من اللي قالته..و ما قدر يستحمله..طول هالوقت على باله انه يتقرب منها..لكنها كل يوم كانت تكرهه أكثر..حس بالجرح..من أهم انسانه في حياته..اللي مو قادره تتحمل شوفته..
سيف بقهر: زين يا نجود أنا رايح بس طلاق ماراح أطلقك..و أنت اللي بتترجيني عشان أجي هنا..بتتعبين لين ترتاحين مني
طلع منها مو شايف من القهر اللي يحسه..تمنى انه ما جاء و لا شافها..أول مره يفقد أعصابه..أول مره يهدد أحد و يكلمه بهالقسوه..لكن هي ما كانت أي أحد..و اللي قالته جرح احساسه..اللي ما تعرف عنه شي..أو يمكن تعرف و مو مهتمه..
نجود كانت للحين واقفه بمكانها تشوف الباب اللي طلع منه سيف..جرحها كلامه..و انتقاده لتصرفاتها..انصدمت بعصبيته و صراخه..ما تعودت تشوفه الا سيف الطيب..الي يحن عليها بنظراته..و اهتمامه..لكن هذا وجهه الثاني طلع..(بديت يا سيف..بديت تتحكم بحياتي..تبي تخليني مثل بشاير ما تقدر تناقش زوجها بأي شي..لا غلطان يا سيف أنا نجود..و تأكد انك ما تعرف نجود..و لا تعرف وش أقدر اسوي للي يفكر يضرني..ما عشت بهالدنيا وحيده و أنا ما أعرف أدافع عن نفسي)
للحين ما غابت عن نظرها..ملامحه الثايره..و صوته..و تهديده..لكنها ما كانت خايفه منه..قد ما كانت مقهوره عليه..كيف تغير بلحظه..وهو اللي وعدها ما يتغير..و دائما يوقف معها..هزت راسها بقوه..(وش فيك يا نجود؟ انجنيتي؟! أنت أصلا ما صدقتيه..كيف اللحين تنصدمين باللي سواه..هذا اللي كنتي متوقعه منه و هذا هو ما طول لين طلع على حقيقته)
في سيارة طلال/
كان يتمشى وهو سرحان في حالته..له أربع أيام خاطبها..يحس انهن شهور..متأكد انها اللحين تكرهه زياده..لكن ما كان قدامه غير هالحل..ما كان يقدر يخليها تروح لأحد ثاني..(وش بيصير فينا يا لينا؟ الى متى بنتحمل؟ و هالجروح بيجيها يوم و تطيب..أو جروحنا عطيبه طول العمر..كيف أساعدك؟ كيف أقدر ما أجرحك زياده؟ كيف أحاول اهون عليك اللي أنتي فيه؟)
كانت هالأسئله طول الأيام اللي راحت تدور في باله..كان كعادته يفكر فيها و ينسى نفسه..مع إنه متأكد إنه بيشوف موته بعيونه إذا شاف نظرتها الكارهه له..كيف تكون كل حياته..و يكون هو صورة الموت عندها..حس انه بيختنق من كثر التفكير..يبي أحد يتكلم معه..عشان يطلع من اللي هو فيه..دق على عمر..وهو يفكر يمكن يسمع منه شي عن لينا..ضحك على نفسه..(ما فيه فايده يا لينا أبي أبعد عنك لكن ما أشوف نفسي الا راجع لك..صار عندي هوس فيك)
دق على عمر أكثر من مره لكنه ما رد..كلمه في المصنع..و قالوا له انه ما داوم اليوم..و دق عليه في البيت..لكنه أول ما سمع صوتها..حس ان قلبه ينقبض..و تمنى لو انه ما دق..
لينا: نعم...نعم
طلال يغير صوته: السلام عليكم
لينا: و عليكم السلام و الرحمه
طلال: عمر موجود؟
لينا: ايه..لحظه أخوي
طلال خاف ان عمر يكلمه عندها..و تعرفه..
طلال: لحظه أختي..بس قولي له يرد على جواله..مع السلامه
سكرت لينا و هي مستغربه..(وش فيه هذا خايف يكلم في التليفون!)
نزل عمر..
لينا: عمر ليه ما ترد على جوالك؟
عمر: يوه من صحيت و أنا حاطه على الصامت نسيته
طلعه عمر من جيبه..و صار يشوف الأرقام اللي دقت عليه..
لينا: عمر قبل تطلع أبيك بموضوع
عمر يجلس: امري
لينا تبتسم: ما يامر عليك عدو..كنت أبي..أكلمك عن مساهير
عمر يتأفف: وش فيها هاذي بعد؟
لينا: عمر اتركها في حالها
عمر بقهر: و تشوفيني كل يوم طاق باب بيتها مهاوشها
لينا: أنت تدري وش أقصد..أنا سمعت اخر مره وش قلت لها في التليفون..و الله أنت ظالمها يا عمر
عمر بإستحقار: ظالمها! و الله انك طيبه يا لينا و ما تعرفين هاللي تدافعين عنها زين..هي تعرف تأخذ حقها و زياده..بس أنتي عشانك تحبينها ما تشوفين عيوبها
لينا: أنت ما تبي تسمع عنها و مو راضي تقتنع برجعتها..لكن تذكر انها بنت خالتي أم راشد اللي تعتبرك مثل ولدها و راشد يعتبرك أخوه الكبير..يكفي انه اذا احتاج ولي أمر في مدرسته طلبك أنت..هم مالهم أحد في الرياض غيرنا..خواتها كل وحده في ديره و عمرها ما فكرت تنتقل عند وحده منهم لأنها متأكده اننا دائما بنوقف معها و تقدر تعتمد علينا بأي وقت..انسى اللي سوته مساهير..كان خالتي نست و فرحت برجعة بنتها هالشي ما يفرحك..اعتبرها أخت رابعه لك..مساهير محتاجه لك مثلنا كلنا..حنا من لنا غيرك يا عمر..كنا زمان مثل العائله الوحد و أتمنى نرجع مثل ما كنا..مابي كل ما أناديها أو أبيها تروح معي لمكان تقول..لا أخوك مو طايقني..هي من يوم رجعت ما همها الا تفكر فيني قبل نفسها و أنا حتى الجرح مو قادره أرده عنها
عمر يلعب بالتلفون: و الله انك مصدقتها يا لينا..مساهير ماراح تطول لين ترجع للي عاشت معهم
لينا بإصرار: لا ماراح ترجع..و الدليل انها أجلت دراستها عشاني..تبي الترم الثاني نكمل مع بعض
انصدم عمر من اللي قالته لينا..كان يبي يصدقها..لكن المسج اللي قراه..يقول انها تنتظر رجعة ولد عمها..و أكيد ناويه تروح معه..ما عرف هي وش تبي بالضبط..بس يا ويلها لو كانت تتسلى في لينا لين تروح..ما حب يكمل هالنقاش مع لينا..لانه ما يبي يضايقها..وهو مستحيل يصدق الكلام اللي تقوله عن مساهير..بس عشانها..و عشان خالته أم راشد..بيحاول يتجاهلها..شاف رقم طلال في التليفون..
عمر بإستغراب: طلال ليه داق على البيت؟!
لينا انصدمت: طلال!
عمر: ايه..بأروح أدق عليه يمكن يبي شي ضروري
راح عمر و لينا راحت تشوف الكاشف..كل الأرقام تعرفها..الرقم الغريب..كان اللي دق عليها قبل شوي..(كان طلال! يدري اني ما أبي اسمع صوته عشان كذا مغيره..)
حست انها كارهه صوته..و كارهه التليفون اللي كلمته فيه..حست بالألم..و القهر..كيف هو من بين هالناس يأخذ مكان يوسف..كيف جته الجرأه يخطبها..مع انها عرفت انه صعب عليها تتحمله..لكنها كانت ناويه تخليه يكره الساعه اللي فكر فيها يخطبها..بتخليه يحس بغلطته اللي خسرتها أغلى انسان في حياتها..
في بيت أم فارس/
دخل سيف البيت وهو معصب..قابلته أسيل نازله من الدرج..
أسيل بقلق: سيف! وش فيك؟
سيف من غير نفس: زهقان يا أسيل و مالي خلق أكلم أحد بأروح أنام
تركها و راح و هي تطالعه بإستغراب..أول مره تشوفه معصب كذا..قبل كم ساعه كان مرجعهم من بيت أم العنود..يسولف و يضحك..(كان رايق وش قلب حاله كذا فجأه! أروح اكلمه؟...لا خليه يرتاح احسن و بعدين اتطمن عليه)
دخل سيف غرفته..و رمى نفسه على السرير..وهو يعيد كلامها للمره الألف..(مو طايقتني! كل هالوقت جابره روحها تتحملني عشان الفلوس اللي اعطيها بس! مادري وش سويت في نفسي؟ كيف اسمح لوحده مثلها تهيني و تضحك علي لهالحد؟ هذا قلبك اللي طعته يا سيف..و لا اهتميت تسأل هي مين؟ أو تعرف كيف عاشت حياتها اللي قبل لحالها بدون أي مسئوليه عليها..ليت هالقلب ينساك يا نجود..ليته ما شافك و لا عرفك)
*بعد أسبوعين*
في كلية الحاسب ا لالي/
كانت جوري جالسه مع البنات..
ساره: بنات بكره الخميس عازمه لما و خلود وش رايكم تجون؟
أفنان: أنا مسافره اليوم عند عمتي
ساره: و أنت شذى؟
شذى: مادري أقول لأمي و اشوف
ساره: و أنت جوري؟
جوري: مادري ان كانت أمي حصه ترضى أو لا
ساره: أنا ادق عليها و اطلبها
جوري: لا خلاص أنا اقول لها ان شاءالله توافق
ساره و لما كانوا بنات جيران..و أهلهم قريبين لبعض من سنين..هالشي خلى لما تتعلق في مازن و تحبه..لكن هالحب و الاهتمام كان من طرف واحد..لان مازن ما كان يهتم أو ينتبه لهالاشياء..
في بيت أم فارس/
كان سيف في غرفته..من أسبوعين وهو يفكر في نجود..و كلامها..يتذكر كل شي معها..لحظات كان يحسها تتكلم معاه عادي..بعفويتها..لكن لحظات كان يحس إنها تغيرت وصارت تكلمه بتحفظ..حس إنها مو صادقه معه..بينهم حاجز..يمكن لأنها للحين ما عرفته..و لا هي مصدقه إنه مهتم فيها..أو هي تمثل عليه و بس..(أنا الغلطان..المفروض كلمتها بشكل واضح.....و أنا ليه أدور لها أعذار؟..عشان أروح لها؟..لا هي تعدت حدها..و بأشوف وش ناويه تسوي)
طلع من غرفته..بيطلع و ينساها..أو يحاول ينساها..نزل تحت و شاف أسيل في الصاله..
سيف يبتسم: هلا اسي ليه لحالك؟
أسيل: زين ما بغينا نشوفك رايق!
سيف: لهالدرجه كنت معصب!
أسيل: مو بالحيل بس أنا ما تعودت عليك كذا
سيف: زين هذاي رجعت سيف اللي تعرفينه..وين أمي؟
أسيل: مادري صحيت ما لقيتها في البيت
سيف: أنا طالع تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك
طلعت غرفتها..تدور فيها بملل..لين زهقت و رجعت تنام..
في بيت نجود/
كانت بشاير و أمها عندهم..طلعت نجود و بشاير في الحوش يتمشون..
بشاير: ما أتصل سيف؟
نجود: لا
بشاير: خالتي ما سألت عنه؟
نجود: إلا بس قلت لها مسافر
بشاير: وش ناويه تسوين؟
نجود: و مين قال لك إني ناويه أسوي شي!
بشاير: نجود كلميه أحسن قبل يعاند أكثر صدقيني يا نجود لو ركب راسه أنت اللي بتخسرين
نجود بعناد: مالي دخل فيه خليه يسوي اللي يبي
بشاير: يعني ماراح تكلمينه؟..نجود ترى أنتي غلطانه بعد
نجود تشهق: انا!!
بشاير: ايه..يعني وش تبينه يقول وهو يشوفك مجلسه هالاثنين و تكلمينهم من ورى الباب
نجود: ما همني اللي يقوله و اللي يفكر فيه أنا أصلا ما صدقت ارتاح منه
بشاير: أنت ليه مو طايقته؟ مع انه طيب و ما شفتي منه الا كل خير!
نجود تتنهد: ما ارتاح له احس معه أصير وحده ثانيه..أقول ماراح أعامله زين لكنه اذا جاء ألقى نفسي اتكلم معه عادي..اذا شفته يجيني احساس اني...أبي ارمي عليه كل شي مضايقني و ارتاح!
بشاير: نجود أنتي تحبينه؟
نجود تصرخ: طبعا لا
بشاير: أجل وش تفسرين اللي قلتيه؟
نجود: يا حبيبتي هذا واحد راعي بنات يعني متعود يلف راس البنات بكلامه مو أنا اللي بتأثر بكلامه
سكتت نجود و هي تفكر بكلام بشاير..(أحبه هذا اللي ناقص! يروح لغلاه تحبه و يريحني من وجهه)
و بذكر وجهه..انرسمت قدامه ملامحه الحلوه..و ابتسامته اللي ما تفارقه..و خاصه نظراته و المشاعر الغريبه اللي فيها..حست بحزن و ضيقه ما تدري وش سببها..لكنها قالت انها أكيد بسبب وضعها المعلق..
في بيت أم العنود/
كانت ياسمين في دوامها..و أم العنود رايحه عند وحده من جاراتها..أما جوري فكانت جالسه في الصاله تنتظرها..طرى على بالها فارس..لكنها هزت راسها بقوه..تبعده عن تفكيرها..علت صوت التلفزيون و حاولت تتابع المسلسل اللي فيه عشان ما تفكر..
بعد دقايق ادخلت عليها أم العنود..
أم العنود: السلام عليكم
جوري: و عليكم السلام و الرحمه
أم العنود تجلس: وش تسوين يمه؟
جوري: أشوف التلفزيون
أم العنود تتنهد: الله يهديها ياسمين هي و هالشغل اللي مو مخليها ترتاح و لا مخلينا نشوفها
جوري: الله يعينها
أم العنود: هالبنت متعبتني من صغرها عنيده و راسها يابس غصب بتسوي كل شي بنفسها
جوري: يمه سويت كريم كراميل أجيب لك
أم العنود: إيه يمه تسلمين
جوري تقوم: الله يسلمك
راحت جوري تجيبه..كانت كل يوم أول ما تروح ياسمين للمستشفى ما تلقى شي تسويه..و تدخل المطبخ تتفنن لهم بالحلو..عشان إذا رجعت ياسمين يسهرون عليه..رجعت لأم العنود..و عطتها الحلو..
أم العنود تذوق: و الله ماشاءالله عليك صايره فنانه
جوري: هني و عافيه....يمه
أم العنود: نعم
جوري: صديقتي ساره عازمتني بكره أنا و البنات..معليش اروح؟
أم العنود: روحي يمه انبسطي..أم عمر تمدح في أمها بالحيل
جوري بفرح: مشكوره يمه
و دقت على ساره قالت لها إنها بتجي..و عرفت إن شذى بعد جايه..
*من بكره*
في بيت أم مازن/
وصلت جوري من نص ساعه و شافت البنات كلهم جايات..كانوا جالسين..سوالف و ضحك..و هديل جالسه معهم عشان جوري بس..
لما: هديل غريبه ما رحتي عند منار مو دائما تلعبون في بيتها؟
هديل: لا يوم عرفت ان جوري فيه جلست
خلود تضحك: من متى الصحبه؟
جوري: أنا و هديل صديقات من زمان..صح؟
هديل: ايه
شذى: وينه أخوك مازن مو في البيت؟
لما بتهور: و أنتي وش دخلك؟!
شذى بإستغراب:بسم الله اكلتيني هو اخوك والا أخوها
لما ترقع: لا بس اقول عيب عليك تسألين عنه
ساره: ريحوا نفسكم مو في البيت
خلود: اجل خلينا نطلع نتمشى في الحديقه
ساره: يله
قبل يطلعون..دق جوال ساره..
ساره: هلا مازن...الحمدلله...ايه..لحظه أقول لها
هديل مازن بيروح عند خالي تبينه يمرك تروحين تلعبين مع بناته
هديل: لا بأجلس عند جوري
جوري: حبيبتي روحي انبسطي هناك مع صديقاتك
هديل: لا مابي..ابي اجلس معك
ساره: و الله مفتونه فيك
جوري: خلاص خليها أنا بألعب معها
ساره رجعت تكلم مازن: مارضت
مازن: سمعتها..على راحتها أنا بس قلت يمكن تكون زهقانه لحالها..مع السلامه
ساره: مع السلامه
طلعوا البنات يتمشون و يسولفون..و جوري شوي معهم و شوي تلعب مع هديل..
*بعد أيام-يوم العيد*
في بيت أم عمر/
صحى عمر على غير العاده الصبح بدري..مع انه نام متأخر..لكنه نام جوعان عشان كذا ما قدر يكمل نومته..طلع من غرفته و شاف الجو هادي..راح لغرفة لينا..حط يده على الباب بيطق..لكنه فجأه انفتح..و وقفت قدامه..بملامح جريئه..و ابتسامه طفوليه..و شعرها بقصته الملخبطه..خلى ملامحها بقمة الطيش..و نظرة عيونها...نظرة عيونها..خلته يعرفها..انتبهت لنفسها و كانت بتسكر الباب..لكنه حط رجله يرد الباب لا تسكره..كان توه صاحي و مو مستوعب اللي يسويه..رفعت راسها تطالعه بإستغراب..و شافته يتأملها بعيون مغطيها النوم..حست ان قلبها بيوقف من نظرته..و راحت بسرعه ورى الباب..و دفته بكل قوتها لحد ما سكرته..و هي تسمع صرخته يوم دفت الباب على رجله..غمضت عيونها..و حطت يديها على قلبها اللي كان يدق بكل قوه..كان قريب منها..نظرته لها..اللي شافته بعيونه..كل هذا خلاها ترتجف..
عمر كان للحين واقف مكانه مبلم..(هاذي هي؟ مساهير..معقوله هي؟)
حس انه صحصح و طار كل النوم اللي كان مالي عيونه..غمض عيونه بقوه يتذكر ملامحها..خاف ينساها..لكنها كانت مطبوعه في خياله..مشى وهو مو عارف رايح وين..لكنه جلس على الدرج يفكر باللي شافها..(معقوله تغيرت لهالدرجه؟ هي كانت حلوه بس ما تخيلتها اذا كبرت بتكون بهالجمال و النعومه..حركاتها كلها خبال..خلتني مره ثانيه انسى ان ورى هالحركات بنت)
طلعت حلا على الدرج..و استغربت ان عمر صاحي هالوقت..و استغربت أكثر من جلسته بهالشكل..ضحكت..(شكله يمشي وهو نايم)
حلا توقف عنده: عيدك مبارك عمور
عمر يفز: هاه
حلا: بسم الله عليك وش فيك شايف كابوس يوم العيد؟ والله توقيت!!
عمر بشرود: وين لينا؟
حلا تذكرت فجأه مساهير..و خافت انها تطلع من الغرفه..أكيد ما تدري ان عمر صحى..و هم من اليوم اخذين راحتهم في البيت..
حلا تطلع الدرج: ا في المطبخ انزل لها...ايه صح ترى مساهير عندنا في غرفة لينا لا تطلع فوق
راحت حلا..و عمر للحين جالس..(يعني هي! اللي شفتها هي مساهير!!)
حس في نفسه و اللي يفكر فيه..و نزل لتحت..وهو يحاول ينساها و لا كأنه شافها..دخل على لينا المطبخ..و تفاجأت يوم شافته..
لينا: عمر! غريب وش صحاك بدري؟
عمر: صباح الخير
لينا: صباح النور
عمر بإستهزاء هالمره مصطنع: مساهير ليش عندكم؟
لينا: كيف عرفت؟
عمر: حلا قالت لي
لينا: بيروحون اليوم عند خالتهم بيجلسون أسبوع عندها فقلنا نسهر مع بعض
عمر: أنا جوعان خليهم يحضرون لي الفطور
لينا: ان شاءالله
طلع وهو يحاول ينسى اللي شافها..لكن ملامحها ما رضت تروح من قدامه..لكن طاري ولد عمها..اللي تحبه..كان كفيل بأنه ينسى اللي شافه..و يرجع لقهره عليها..و اللحين أكثر من أول..
يتبع
كانت رغد في غرفتها بعد الفطور..تكتب البحث اللي عندها..حست انها فاقده نادر اليوم..و فكرت بكلام أسيل..(صح المفروض ما أكون أنانيه دام هو مرتاح عند خواله يكفي..بس كنت اتمنى يتذكرنا وهو هناك)
و كأنه سمع كلامها..دق جوالها و شافت رقمه..ترددت قبل ترد..كانت منحرجه من انفعالها أمس و الكلام اللي قالته..
رغد: الطيب عند ذكره
نادر يضحك: كنتي تتكلمين عني؟
رغد: ايه
نادر: خير أو شر
رغد: أكيد خير
نادر: أنا متأكد من هالشي..للحين زعلانه؟
رغد: لا..كنت بأدق اعتذرلك عن اللي قلته أمس
نادر: ماله داعي الاعتذار..و أنا وين ما كنت يا رغد بأضل اخوك و ماراح انساك اذا بعدت بس أنا...
رغد تقاطعه: نادر انسى الكلام اللي قلته لك و اللي يريحك سوه..اذا كنت أنت مرتاح أنا بأكون مرتاحه
نادر: الله يخليك لي يا رغد..يعني خلاص مو زعلانه مني
رغد: لا
نادر: زين ما قلتي لي وش أخباركم؟
سولفت معه رغد و سكرت..و هي فرحانه انه اهتم لزعلها و دق عليها..(صح مو ضروري نكون في بيت واحد أهم شي تكون قلوبنا عند بعض..يارب تستمر كذا يا نادر و ما ينسيك البعد عننا)
في سيارة سيف=الساعه التاسعه/
كان رايح لنجود..لكنه ما دق عليها..حب يفاجأها بجيته..وصل للحاره و شاف اثنين باين من أشكالهم إنهم في الثانوي..جالسين عند بابها..و معهم كتبهم..لكن اللي صدمه..إن الباب كان مفتوح و شكلهم يكلمون أحد داخل البيت..نزل من سيارته و وقف عندهم..و هم يطالعونه بإستغراب..
سيف بعصبيه: أنتم ليه جالسين هنا؟
وقفوا لكنهم ما ردوا..بس نجود سمعت صوت سيف..و استغربت جيته..
نجود: خلاص نكمل بعدين اللحين روحوا
راحوا العيال..و دخل سيف و شافها واقفه و معها كتاب..
سيف بعصبيه: وش كنتي تسوين؟
نجود: أدرسهم نحو
سيف: تدرسينهم! ليه إن شاءالله؟
نجود: أعطيهم دروس بخمسين ريال
سيف عصب: أنتي ماتهمك سمعتك؟ مو هامك إلا الفلوس و بس! عادي عندك الرايح و الجاي يشوفك موقفه هالعيال و تكلمينهم!
نجود انقهرت منه: يعني وهو عادي الجيران كلهم يعرفون إني متزوجتك مسيار و يشوفونك داخل و طالع عندي..أي سمعه اللي تبيني اهتم فيها..أنا اللي يهمني إني أعرف نفسي و إني ما أغلط لكن كلام الناس ما يهمني
سيف بقهر: وش بعد عندك استعداد تسوينه عشان الفلوس؟؟
نجود فقدت صبرها: اذا كان الثمن أعيش أنا و أمي مرتاحين عندي استعداد أسوي كل شي اللي تتخيله و اللي ما تتخيله..عجبك عجبك..مو عاجبك تقدر ترتاح و تريحني..لأني بصراحه مليت منك و من كذبك..و من شوفتك كل شوي..مليت حتى أمثل اني مستحملتك..حتى الفلوس اللي تعطيها لي الفايده الوحيده اللي اخذها منك..مستغنيه عنك و عنها
سيف انصدم من اللي قالته..و ما قدر يستحمله..طول هالوقت على باله انه يتقرب منها..لكنها كل يوم كانت تكرهه أكثر..حس بالجرح..من أهم انسانه في حياته..اللي مو قادره تتحمل شوفته..
سيف بقهر: زين يا نجود أنا رايح بس طلاق ماراح أطلقك..و أنت اللي بتترجيني عشان أجي هنا..بتتعبين لين ترتاحين مني
طلع منها مو شايف من القهر اللي يحسه..تمنى انه ما جاء و لا شافها..أول مره يفقد أعصابه..أول مره يهدد أحد و يكلمه بهالقسوه..لكن هي ما كانت أي أحد..و اللي قالته جرح احساسه..اللي ما تعرف عنه شي..أو يمكن تعرف و مو مهتمه..
نجود كانت للحين واقفه بمكانها تشوف الباب اللي طلع منه سيف..جرحها كلامه..و انتقاده لتصرفاتها..انصدمت بعصبيته و صراخه..ما تعودت تشوفه الا سيف الطيب..الي يحن عليها بنظراته..و اهتمامه..لكن هذا وجهه الثاني طلع..(بديت يا سيف..بديت تتحكم بحياتي..تبي تخليني مثل بشاير ما تقدر تناقش زوجها بأي شي..لا غلطان يا سيف أنا نجود..و تأكد انك ما تعرف نجود..و لا تعرف وش أقدر اسوي للي يفكر يضرني..ما عشت بهالدنيا وحيده و أنا ما أعرف أدافع عن نفسي)
للحين ما غابت عن نظرها..ملامحه الثايره..و صوته..و تهديده..لكنها ما كانت خايفه منه..قد ما كانت مقهوره عليه..كيف تغير بلحظه..وهو اللي وعدها ما يتغير..و دائما يوقف معها..هزت راسها بقوه..(وش فيك يا نجود؟ انجنيتي؟! أنت أصلا ما صدقتيه..كيف اللحين تنصدمين باللي سواه..هذا اللي كنتي متوقعه منه و هذا هو ما طول لين طلع على حقيقته)
في سيارة طلال/
كان يتمشى وهو سرحان في حالته..له أربع أيام خاطبها..يحس انهن شهور..متأكد انها اللحين تكرهه زياده..لكن ما كان قدامه غير هالحل..ما كان يقدر يخليها تروح لأحد ثاني..(وش بيصير فينا يا لينا؟ الى متى بنتحمل؟ و هالجروح بيجيها يوم و تطيب..أو جروحنا عطيبه طول العمر..كيف أساعدك؟ كيف أقدر ما أجرحك زياده؟ كيف أحاول اهون عليك اللي أنتي فيه؟)
كانت هالأسئله طول الأيام اللي راحت تدور في باله..كان كعادته يفكر فيها و ينسى نفسه..مع إنه متأكد إنه بيشوف موته بعيونه إذا شاف نظرتها الكارهه له..كيف تكون كل حياته..و يكون هو صورة الموت عندها..حس انه بيختنق من كثر التفكير..يبي أحد يتكلم معه..عشان يطلع من اللي هو فيه..دق على عمر..وهو يفكر يمكن يسمع منه شي عن لينا..ضحك على نفسه..(ما فيه فايده يا لينا أبي أبعد عنك لكن ما أشوف نفسي الا راجع لك..صار عندي هوس فيك)
دق على عمر أكثر من مره لكنه ما رد..كلمه في المصنع..و قالوا له انه ما داوم اليوم..و دق عليه في البيت..لكنه أول ما سمع صوتها..حس ان قلبه ينقبض..و تمنى لو انه ما دق..
لينا: نعم...نعم
طلال يغير صوته: السلام عليكم
لينا: و عليكم السلام و الرحمه
طلال: عمر موجود؟
لينا: ايه..لحظه أخوي
طلال خاف ان عمر يكلمه عندها..و تعرفه..
طلال: لحظه أختي..بس قولي له يرد على جواله..مع السلامه
سكرت لينا و هي مستغربه..(وش فيه هذا خايف يكلم في التليفون!)
نزل عمر..
لينا: عمر ليه ما ترد على جوالك؟
عمر: يوه من صحيت و أنا حاطه على الصامت نسيته
طلعه عمر من جيبه..و صار يشوف الأرقام اللي دقت عليه..
لينا: عمر قبل تطلع أبيك بموضوع
عمر يجلس: امري
لينا تبتسم: ما يامر عليك عدو..كنت أبي..أكلمك عن مساهير
عمر يتأفف: وش فيها هاذي بعد؟
لينا: عمر اتركها في حالها
عمر بقهر: و تشوفيني كل يوم طاق باب بيتها مهاوشها
لينا: أنت تدري وش أقصد..أنا سمعت اخر مره وش قلت لها في التليفون..و الله أنت ظالمها يا عمر
عمر بإستحقار: ظالمها! و الله انك طيبه يا لينا و ما تعرفين هاللي تدافعين عنها زين..هي تعرف تأخذ حقها و زياده..بس أنتي عشانك تحبينها ما تشوفين عيوبها
لينا: أنت ما تبي تسمع عنها و مو راضي تقتنع برجعتها..لكن تذكر انها بنت خالتي أم راشد اللي تعتبرك مثل ولدها و راشد يعتبرك أخوه الكبير..يكفي انه اذا احتاج ولي أمر في مدرسته طلبك أنت..هم مالهم أحد في الرياض غيرنا..خواتها كل وحده في ديره و عمرها ما فكرت تنتقل عند وحده منهم لأنها متأكده اننا دائما بنوقف معها و تقدر تعتمد علينا بأي وقت..انسى اللي سوته مساهير..كان خالتي نست و فرحت برجعة بنتها هالشي ما يفرحك..اعتبرها أخت رابعه لك..مساهير محتاجه لك مثلنا كلنا..حنا من لنا غيرك يا عمر..كنا زمان مثل العائله الوحد و أتمنى نرجع مثل ما كنا..مابي كل ما أناديها أو أبيها تروح معي لمكان تقول..لا أخوك مو طايقني..هي من يوم رجعت ما همها الا تفكر فيني قبل نفسها و أنا حتى الجرح مو قادره أرده عنها
عمر يلعب بالتلفون: و الله انك مصدقتها يا لينا..مساهير ماراح تطول لين ترجع للي عاشت معهم
لينا بإصرار: لا ماراح ترجع..و الدليل انها أجلت دراستها عشاني..تبي الترم الثاني نكمل مع بعض
انصدم عمر من اللي قالته لينا..كان يبي يصدقها..لكن المسج اللي قراه..يقول انها تنتظر رجعة ولد عمها..و أكيد ناويه تروح معه..ما عرف هي وش تبي بالضبط..بس يا ويلها لو كانت تتسلى في لينا لين تروح..ما حب يكمل هالنقاش مع لينا..لانه ما يبي يضايقها..وهو مستحيل يصدق الكلام اللي تقوله عن مساهير..بس عشانها..و عشان خالته أم راشد..بيحاول يتجاهلها..شاف رقم طلال في التليفون..
عمر بإستغراب: طلال ليه داق على البيت؟!
لينا انصدمت: طلال!
عمر: ايه..بأروح أدق عليه يمكن يبي شي ضروري
راح عمر و لينا راحت تشوف الكاشف..كل الأرقام تعرفها..الرقم الغريب..كان اللي دق عليها قبل شوي..(كان طلال! يدري اني ما أبي اسمع صوته عشان كذا مغيره..)
حست انها كارهه صوته..و كارهه التليفون اللي كلمته فيه..حست بالألم..و القهر..كيف هو من بين هالناس يأخذ مكان يوسف..كيف جته الجرأه يخطبها..مع انها عرفت انه صعب عليها تتحمله..لكنها كانت ناويه تخليه يكره الساعه اللي فكر فيها يخطبها..بتخليه يحس بغلطته اللي خسرتها أغلى انسان في حياتها..
في بيت أم فارس/
دخل سيف البيت وهو معصب..قابلته أسيل نازله من الدرج..
أسيل بقلق: سيف! وش فيك؟
سيف من غير نفس: زهقان يا أسيل و مالي خلق أكلم أحد بأروح أنام
تركها و راح و هي تطالعه بإستغراب..أول مره تشوفه معصب كذا..قبل كم ساعه كان مرجعهم من بيت أم العنود..يسولف و يضحك..(كان رايق وش قلب حاله كذا فجأه! أروح اكلمه؟...لا خليه يرتاح احسن و بعدين اتطمن عليه)
دخل سيف غرفته..و رمى نفسه على السرير..وهو يعيد كلامها للمره الألف..(مو طايقتني! كل هالوقت جابره روحها تتحملني عشان الفلوس اللي اعطيها بس! مادري وش سويت في نفسي؟ كيف اسمح لوحده مثلها تهيني و تضحك علي لهالحد؟ هذا قلبك اللي طعته يا سيف..و لا اهتميت تسأل هي مين؟ أو تعرف كيف عاشت حياتها اللي قبل لحالها بدون أي مسئوليه عليها..ليت هالقلب ينساك يا نجود..ليته ما شافك و لا عرفك)
*بعد أسبوعين*
في كلية الحاسب ا لالي/
كانت جوري جالسه مع البنات..
ساره: بنات بكره الخميس عازمه لما و خلود وش رايكم تجون؟
أفنان: أنا مسافره اليوم عند عمتي
ساره: و أنت شذى؟
شذى: مادري أقول لأمي و اشوف
ساره: و أنت جوري؟
جوري: مادري ان كانت أمي حصه ترضى أو لا
ساره: أنا ادق عليها و اطلبها
جوري: لا خلاص أنا اقول لها ان شاءالله توافق
ساره و لما كانوا بنات جيران..و أهلهم قريبين لبعض من سنين..هالشي خلى لما تتعلق في مازن و تحبه..لكن هالحب و الاهتمام كان من طرف واحد..لان مازن ما كان يهتم أو ينتبه لهالاشياء..
في بيت أم فارس/
كان سيف في غرفته..من أسبوعين وهو يفكر في نجود..و كلامها..يتذكر كل شي معها..لحظات كان يحسها تتكلم معاه عادي..بعفويتها..لكن لحظات كان يحس إنها تغيرت وصارت تكلمه بتحفظ..حس إنها مو صادقه معه..بينهم حاجز..يمكن لأنها للحين ما عرفته..و لا هي مصدقه إنه مهتم فيها..أو هي تمثل عليه و بس..(أنا الغلطان..المفروض كلمتها بشكل واضح.....و أنا ليه أدور لها أعذار؟..عشان أروح لها؟..لا هي تعدت حدها..و بأشوف وش ناويه تسوي)
طلع من غرفته..بيطلع و ينساها..أو يحاول ينساها..نزل تحت و شاف أسيل في الصاله..
سيف يبتسم: هلا اسي ليه لحالك؟
أسيل: زين ما بغينا نشوفك رايق!
سيف: لهالدرجه كنت معصب!
أسيل: مو بالحيل بس أنا ما تعودت عليك كذا
سيف: زين هذاي رجعت سيف اللي تعرفينه..وين أمي؟
أسيل: مادري صحيت ما لقيتها في البيت
سيف: أنا طالع تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك
طلعت غرفتها..تدور فيها بملل..لين زهقت و رجعت تنام..
في بيت نجود/
كانت بشاير و أمها عندهم..طلعت نجود و بشاير في الحوش يتمشون..
بشاير: ما أتصل سيف؟
نجود: لا
بشاير: خالتي ما سألت عنه؟
نجود: إلا بس قلت لها مسافر
بشاير: وش ناويه تسوين؟
نجود: و مين قال لك إني ناويه أسوي شي!
بشاير: نجود كلميه أحسن قبل يعاند أكثر صدقيني يا نجود لو ركب راسه أنت اللي بتخسرين
نجود بعناد: مالي دخل فيه خليه يسوي اللي يبي
بشاير: يعني ماراح تكلمينه؟..نجود ترى أنتي غلطانه بعد
نجود تشهق: انا!!
بشاير: ايه..يعني وش تبينه يقول وهو يشوفك مجلسه هالاثنين و تكلمينهم من ورى الباب
نجود: ما همني اللي يقوله و اللي يفكر فيه أنا أصلا ما صدقت ارتاح منه
بشاير: أنت ليه مو طايقته؟ مع انه طيب و ما شفتي منه الا كل خير!
نجود تتنهد: ما ارتاح له احس معه أصير وحده ثانيه..أقول ماراح أعامله زين لكنه اذا جاء ألقى نفسي اتكلم معه عادي..اذا شفته يجيني احساس اني...أبي ارمي عليه كل شي مضايقني و ارتاح!
بشاير: نجود أنتي تحبينه؟
نجود تصرخ: طبعا لا
بشاير: أجل وش تفسرين اللي قلتيه؟
نجود: يا حبيبتي هذا واحد راعي بنات يعني متعود يلف راس البنات بكلامه مو أنا اللي بتأثر بكلامه
سكتت نجود و هي تفكر بكلام بشاير..(أحبه هذا اللي ناقص! يروح لغلاه تحبه و يريحني من وجهه)
و بذكر وجهه..انرسمت قدامه ملامحه الحلوه..و ابتسامته اللي ما تفارقه..و خاصه نظراته و المشاعر الغريبه اللي فيها..حست بحزن و ضيقه ما تدري وش سببها..لكنها قالت انها أكيد بسبب وضعها المعلق..
في بيت أم العنود/
كانت ياسمين في دوامها..و أم العنود رايحه عند وحده من جاراتها..أما جوري فكانت جالسه في الصاله تنتظرها..طرى على بالها فارس..لكنها هزت راسها بقوه..تبعده عن تفكيرها..علت صوت التلفزيون و حاولت تتابع المسلسل اللي فيه عشان ما تفكر..
بعد دقايق ادخلت عليها أم العنود..
أم العنود: السلام عليكم
جوري: و عليكم السلام و الرحمه
أم العنود تجلس: وش تسوين يمه؟
جوري: أشوف التلفزيون
أم العنود تتنهد: الله يهديها ياسمين هي و هالشغل اللي مو مخليها ترتاح و لا مخلينا نشوفها
جوري: الله يعينها
أم العنود: هالبنت متعبتني من صغرها عنيده و راسها يابس غصب بتسوي كل شي بنفسها
جوري: يمه سويت كريم كراميل أجيب لك
أم العنود: إيه يمه تسلمين
جوري تقوم: الله يسلمك
راحت جوري تجيبه..كانت كل يوم أول ما تروح ياسمين للمستشفى ما تلقى شي تسويه..و تدخل المطبخ تتفنن لهم بالحلو..عشان إذا رجعت ياسمين يسهرون عليه..رجعت لأم العنود..و عطتها الحلو..
أم العنود تذوق: و الله ماشاءالله عليك صايره فنانه
جوري: هني و عافيه....يمه
أم العنود: نعم
جوري: صديقتي ساره عازمتني بكره أنا و البنات..معليش اروح؟
أم العنود: روحي يمه انبسطي..أم عمر تمدح في أمها بالحيل
جوري بفرح: مشكوره يمه
و دقت على ساره قالت لها إنها بتجي..و عرفت إن شذى بعد جايه..
*من بكره*
في بيت أم مازن/
وصلت جوري من نص ساعه و شافت البنات كلهم جايات..كانوا جالسين..سوالف و ضحك..و هديل جالسه معهم عشان جوري بس..
لما: هديل غريبه ما رحتي عند منار مو دائما تلعبون في بيتها؟
هديل: لا يوم عرفت ان جوري فيه جلست
خلود تضحك: من متى الصحبه؟
جوري: أنا و هديل صديقات من زمان..صح؟
هديل: ايه
شذى: وينه أخوك مازن مو في البيت؟
لما بتهور: و أنتي وش دخلك؟!
شذى بإستغراب:بسم الله اكلتيني هو اخوك والا أخوها
لما ترقع: لا بس اقول عيب عليك تسألين عنه
ساره: ريحوا نفسكم مو في البيت
خلود: اجل خلينا نطلع نتمشى في الحديقه
ساره: يله
قبل يطلعون..دق جوال ساره..
ساره: هلا مازن...الحمدلله...ايه..لحظه أقول لها
هديل مازن بيروح عند خالي تبينه يمرك تروحين تلعبين مع بناته
هديل: لا بأجلس عند جوري
جوري: حبيبتي روحي انبسطي هناك مع صديقاتك
هديل: لا مابي..ابي اجلس معك
ساره: و الله مفتونه فيك
جوري: خلاص خليها أنا بألعب معها
ساره رجعت تكلم مازن: مارضت
مازن: سمعتها..على راحتها أنا بس قلت يمكن تكون زهقانه لحالها..مع السلامه
ساره: مع السلامه
طلعوا البنات يتمشون و يسولفون..و جوري شوي معهم و شوي تلعب مع هديل..
*بعد أيام-يوم العيد*
في بيت أم عمر/
صحى عمر على غير العاده الصبح بدري..مع انه نام متأخر..لكنه نام جوعان عشان كذا ما قدر يكمل نومته..طلع من غرفته و شاف الجو هادي..راح لغرفة لينا..حط يده على الباب بيطق..لكنه فجأه انفتح..و وقفت قدامه..بملامح جريئه..و ابتسامه طفوليه..و شعرها بقصته الملخبطه..خلى ملامحها بقمة الطيش..و نظرة عيونها...نظرة عيونها..خلته يعرفها..انتبهت لنفسها و كانت بتسكر الباب..لكنه حط رجله يرد الباب لا تسكره..كان توه صاحي و مو مستوعب اللي يسويه..رفعت راسها تطالعه بإستغراب..و شافته يتأملها بعيون مغطيها النوم..حست ان قلبها بيوقف من نظرته..و راحت بسرعه ورى الباب..و دفته بكل قوتها لحد ما سكرته..و هي تسمع صرخته يوم دفت الباب على رجله..غمضت عيونها..و حطت يديها على قلبها اللي كان يدق بكل قوه..كان قريب منها..نظرته لها..اللي شافته بعيونه..كل هذا خلاها ترتجف..
عمر كان للحين واقف مكانه مبلم..(هاذي هي؟ مساهير..معقوله هي؟)
حس انه صحصح و طار كل النوم اللي كان مالي عيونه..غمض عيونه بقوه يتذكر ملامحها..خاف ينساها..لكنها كانت مطبوعه في خياله..مشى وهو مو عارف رايح وين..لكنه جلس على الدرج يفكر باللي شافها..(معقوله تغيرت لهالدرجه؟ هي كانت حلوه بس ما تخيلتها اذا كبرت بتكون بهالجمال و النعومه..حركاتها كلها خبال..خلتني مره ثانيه انسى ان ورى هالحركات بنت)
طلعت حلا على الدرج..و استغربت ان عمر صاحي هالوقت..و استغربت أكثر من جلسته بهالشكل..ضحكت..(شكله يمشي وهو نايم)
حلا توقف عنده: عيدك مبارك عمور
عمر يفز: هاه
حلا: بسم الله عليك وش فيك شايف كابوس يوم العيد؟ والله توقيت!!
عمر بشرود: وين لينا؟
حلا تذكرت فجأه مساهير..و خافت انها تطلع من الغرفه..أكيد ما تدري ان عمر صحى..و هم من اليوم اخذين راحتهم في البيت..
حلا تطلع الدرج: ا في المطبخ انزل لها...ايه صح ترى مساهير عندنا في غرفة لينا لا تطلع فوق
راحت حلا..و عمر للحين جالس..(يعني هي! اللي شفتها هي مساهير!!)
حس في نفسه و اللي يفكر فيه..و نزل لتحت..وهو يحاول ينساها و لا كأنه شافها..دخل على لينا المطبخ..و تفاجأت يوم شافته..
لينا: عمر! غريب وش صحاك بدري؟
عمر: صباح الخير
لينا: صباح النور
عمر بإستهزاء هالمره مصطنع: مساهير ليش عندكم؟
لينا: كيف عرفت؟
عمر: حلا قالت لي
لينا: بيروحون اليوم عند خالتهم بيجلسون أسبوع عندها فقلنا نسهر مع بعض
عمر: أنا جوعان خليهم يحضرون لي الفطور
لينا: ان شاءالله
طلع وهو يحاول ينسى اللي شافها..لكن ملامحها ما رضت تروح من قدامه..لكن طاري ولد عمها..اللي تحبه..كان كفيل بأنه ينسى اللي شافه..و يرجع لقهره عليها..و اللحين أكثر من أول..
يتبع
تعليق