*بعد أسبوع* في المستشفى=يوم الأربعاء/ وقفت ياسمين ترجع الملفات في الغرفه..وسمعت صوت الرجل اللي يتكلم مع حنان..
حنان: أهلين ماجد
ماجد: هلا حنو كيف حالك؟
حنان: تمام من زمان ماشفناك
ماجد: كنت مسافر
حنان: حمدالله على السلامه
ماجد: الله يسلمك..وينها فاتن؟
حنان: ماداومت اليوم
ماجد: و أنت لحالك تشتغلين لا بأقول لأبو فايز يزيد راتبك
حنان بقرف: لا فيه موظفه جديده معي والتفتت على ياسمين..اللي معطيتهم ظهرها ترتب الملفات في الغرفه..ماجد التفت يشوف البنت اللي تطالعها حنان..وشافها واقفه و مو مهتمه فيهم..أعجبه طولها..و رشاقة جسمها..ووقفتها..
ماجد: يا ناس هالغزال ليه مو معطينا وجه؟ التفتت عليه وجت عينها في عينه..طالعته بإستحقار..و مشت تسكر الباب اللي بينهم..انصدم ماجد..والتفت على حنان..
ماجد: وش فيها عصبت؟ أنا مدحتها ماسبيتها!
حنان: لا تهتم فيها هاذي شايفه نفسها على إيش مادري على بالها ما أحد اشتغل بواسطه غيرها
ماجد سرحان في الباب: يحق لها تشوف نفسها تستاهل..بس مو على ماجد راح وبكل جرأه..فتح الباب عليها..وشافها تكلم في جوالها وهي رايقه..عكس الحاله اللي كانت فيها قبل ثواني..
ياسمين تضحك: لا ياعمري عادي...... قطعت كلامها أول ماشافته..وماجد يطالعها بنظره تسحر أي بنت..بس طبعا مو ياسمين..
ماجد: يابخته اللي ينقال له عمرك المهم روقك أنا كنت جاي أروقك مايصير نخلي الغزال زعلان كان ماجد يتكلم..وهو يطالع يدها اللي تسد الجوال عشان المتصل مايسمع صوته..
ماجد: خايفه يسمعني؟ لهالدرجه يغار! بس معذور يخاف على القمر يله باي حلوتي سوري قطعت جوك طلع وسكر الباب..وياسمين منصدمه من وقاحته..وماقدرت تتكلم..خاصه إن عبير للحين على الجوال وخافت تسمع..
ياسمين: معليش عبير المدير كان فيه
عبير: لا عادي بس وش فيه صوتك تغير؟
ياسمين: ما أقدر أكلم اللحين إذا رجعت أدق عليك مع السلامه وسكرت قبل تسمع رد عبير..وطلعت بسرعه وهي مو قادره تتنفس من قهرها..
ياسمين تتلفت: وين راح الحقير؟
حنان بغرور: عن مين تتكلمين؟
ياسمين بقهر: عن التافه اللي كنت تكلمينه
حنان: ماجد تافه! وليه تدورينه دامه تافه على قولتك
ياسمين: عشان يسمع الكلام اللي يستاهل ينرد عليه فيه
حنان بإستهزاء: اها ناويه تهزأينه يعني..أوكي حبيبتي ماجد في مكتب المدير خاله روحي قولي له اللي يستاهله بنظرك وبالمره يسمعه المدير وتنطردين مره وحده أقول ياماما خافي على أكل عيشك ولاتحطين رأسك برأس أحد أنت مو قده طالعتها ياسمين بإستحقار..ولفت عنها..(صدق سخيفه مثله هالمره بأعديها بس والله لو يتجرأ علي مره ثانيه لأوقفه عند حده.......بس الثمن بيكون وظيفتي! يا الله كل شي عملت حسابه إلا هذا ومو عارفه إذا كنت بأستحمله واصبر أو لا)
*يوم الخميس* في بيت أم العنود=العصر/ دخلت جوري على ياسمين..و هي ماسكه بين يدينها لبسها..
جوري: ياسمين ألبس هذا أو هذا؟
ياسمين: كلهن مو حلوات جربي غيرهن
جوري: هن أحسن شي عندي
ياسمين: حلوات بس باين إنهن قديمات ما عندك شي جديد؟
جوري: لا من سنه ما شريت شي
ياسمين بقهر: قصدك من يوم سكنتي بيت عمك..الله يسامحه
جوري: الله يرحمه
ياسمين: المشكله مقاسي غير مقاسك!
جوري: ما يهم بألبس هذا
ياسمين: وش اللي ما يهم؟ الكل بيتعرف عليك اليوم يعني لازم تكونين بأحسن صوره..تدرين بأتصل على السواق و نروح للسوق نجيب شي على السريع
جوري بإحراج: لا مو ضروري بعدين كذا بنتأخر
ياسمين: الليل طويل و تونا العصر مو ضروري نروح بدري ..يله روحي البسي عبايتك
في مزرعة أبوفارس/ وصلت أم فارس و أم عمر للمزرعه..و جلسوا يرتبون للعزيمه..عمر و فارس كان عندهم شغل و بيتأخرون..أما سيف فكان في قسم الرجال لحاله..كان يتمشى و شاف وانيت عامل المزرعه وابتسم..تذكر حارة البنت..و تذكر البنت..اللي يدور أي شي عشان يتذكرها..أصلا هو من يوم شافها وهي دائما تطري على باله..ما حس في نفسه إلا و هو يركب الوانيت ويشغله..طلع من المزرعه..و هو مايعرف ليه بيروح لذيك الحاره..و متأكد إنه ماراح يشوفها..(و إذا ما شفتها وش يعني! ليه مهتم لدرجة إني امشي كل هالمشوار بدون سبب والله مادري وش فيني! بس بأروح عشان أعرف إني مشيت كل هالمسافه على الفاضي و أحس بغبائي وبعدها أكيد ماراح أفكر فيها )
وصل للحارات القديمه..و مشى في شوارعها الضيقه..لحد ما وصل لبيتها..رجف قلبه يوم شاف بابه مفتوح..و استغرب من اللي يصير فيه..شاف بنت صغيره تطلع من البيت وهي تكلم أحد داخل و تضحك..حس إنها تكلمها..سكرت البنت الباب و طلعت..مرت من عنده وهي تبتسم له بكل براءه..كان عمرها تقريبا خمس سنين..ابتسم لها سيف..و لمح علبه في يدها..
سيف: تعالي يا حلوه البنت انبسطت إنه عطاها وجه..وما صدقت جته تركض..حس إنها ما تخاف و تأخذ بسرعه على الناس..
البنت: نعم
سيف: وش إسمك؟
البنت: أروى
سيف: الله حلو إسمك يا أروى..من وين جايه؟
أروى: من عند نجود سيف ابتسم يوم عرف اسمها..مع إنه مو عارف إن كان هالإسم للبنت اللي شافها أو لا..
سيف: أنت أختها؟
أروى: لا نجود بنت جيراننا
سيف: نجود كبرك؟
أروى: لا كبيره
سيف: وش كنت رايحه تسوين عندها دامها كبيره؟
أروى: أختي ماجده قالت أروح أجيب طقمها اللي استلفته منها نجود أمس....تبي تشوفه؟ وما انتظرته البنت يوافق فتحت العلبه وبدت تفرجه..كانت ملسونه وتسولف بدون لايسألها..انصدم سيف يوم شاف الطقم اللي مستلفته..كان متوقعه ذهب أو على الأقل فضه..لكنه طلع إكسسوار..شاف ولد صغير ينادي البنت اللي خافت و ركضت بسرعه لبيتها..التفت سيف يطالع بيت نجود..(هي نجود و إلا فيه بنت غيرها في البيت؟......و أنا ليش مهتم وش اللي صاير فيني أبي افهم؟ ليه كل هذا؟ مهتم في وحده ماسمعت منها غير كلمتين ومو عارف عنها أي شي غير اسم مشكوك فيه! من متى و أنا أسوي حركات المراهقين هاذي؟ لازم ارجع لعقلي ماسويت هالأشياء و أنا صغير أسويها اللحين! وش جايبني لهالحاره؟ وش مركبني هالسياره؟)
و لفت انتباهه الغرفه اللي نورت فجأه في الدور الثاني.. وبعدها شاف يد بنت تمتد للستاره تسكرها..ظلت عيونه معلقه في الشباك..شباكها..إحساسه كان يقول إنها هي..كان يتخيل وش جالسه تسوي اللحين..وش تفكر فيه..(أكيد مايخطر في بالك يا نجود إن فيه واحد تارك أهله و عالمه وماشي كل هالمسافه و متعدي الفرق اللي بينك و بينه بس عشان يسرح في شباكك..يتخيل أفكارك..و يرسم لك ملامح)
انتبه لشلة العيال اللي جايه من بعيد..فقرر إنه يمشي أحسن من وقفته....كان بيمشي لكنه لمح الخاتم اللي طايح في حضنه..رفعه يشوفه..كان الخاتم اللي في الطقم طاح من البنت..و مشى وهو لابسه في إصبعه و يطالعه..و يتذكرها..
في المزرعه/ كانوا البنات جالسين في المطبخ يحضرون القهوه..و جت عندهم شوق..
حلا: وين كنت؟
شوق: في قسم الرجال
أسيل: سيف للحين لحاله ماجاء أحد؟
شوق: لا حتى سيف راح
أسيل: توي شايفه سيارته
شوق: راح في الوانيت
أسيل استغربت: في الوانيت! ليه؟
حلا تضحك: تخيلي شكله خساره فاتنا
أسيل: من زينك تضحكين على سيف!.......تتوقعين يجي قبلهم عشان نشوفه
لينا تضحك: ما مداك معترضه اللحين تبين تتفرجين! وتركتهم لينا و هم يعلقون على شكل سيف في السياره..و هي مو قادره تبعد الفكره اللي جت في بالها..هاذي أول مره يجون للمزرعه بدري..و يكون قسم الرجال مافيه أحد..يعني تقدر تشوف المكان اللي من سنين ما شافته..مشت وكل ما تقرب أكثر كانت دقات قلبها تقوى..و أول ما وصلت لمكانهم عند شجرة الليمون..نزلت دموعها..(اه يا يوسف..وش كان بيصير لو كنت معي اللحين؟ كيف تركت لينا لحالها؟ و أنت عارف إنها ما تقدر تعيش من غيرك..حاولت أبي أنساك بس ما أقدر ولا أبي أنساك..مابي أطلع من هالحزن لأنه الشي الوحيد اللي يربطني فيك)
تذكرته..تذكرت ملامحه المبتسمه..اللي محفوره في خيالها..و صوته..كانت تخاف يجي يوم و تنساه..يجي يوم و إذا سرحت فيه ماتسمعه..و مثل ماتسوي دائما..غمضت عيونها..و تذكرته..سمعته يناديها..لكنه ما كان صوته..لكن الصوت مألوف و تعرفه..فتحت عيونها و انصدمت يوم شافت طلال قدامها..طالعته بحزن..و خوف..و قهر..نفس نظرتها له اخر مره شافته فيها..قبل ثلاث سنين..يوم وفاة يوسف..نزلت دموعها على خدها..و هي تحس بالنار اللي تقيد فيها كل هالسنين تزيد..كانت بتروح لكنها سمعته يتكلم..
طلال: للحين نفس النظره يا لينا التفتت عليه..و شافته معطيها ظهره و يتكلم بشرود..ما عرفت هو يكلمها..أو يتكلم مع نفسه..
طلال: للحين تلوميني على وفاته! كلهم تعاطفوا معك لكن ما أحد حس فيني و قدر خسارتي لأعز صديق..حتى أنت مع إنك أكثر وحده تعرفين وش كان يوسف بالنسبه لي لينا ماستحملت تسمع أكثر..اسم يوسف رجع لها كل الألم..و وجودها بهالمكان و شوفة طلال خلتها تنهار..ركضت و هي مو شايفه من الدمع اللي ملأ عيونها.. التفت لها طلال..و شافها تروح بعيد..حس بغصه..(اه منك يا لينا يا كثر ما عذبتي هالقلب ولا يوم حسيتي فيه..و لا يوم بتحسين)
جلس في المكان اللي كانت واقفه فيه..و رجعت ملامحها تنرسم قدامه من جديد..(تغيرتي يا لينا!على الأقل صرتي أهدأ.. اخر مره شفتك فيها بوفاة يوسف يومها فجرتي كل حزنك و قهرك فيني..و ظلت ملامحك المفجوعه..ورعشة صوتك الغضبان..في داخلي كل هالسنين..و انمسحت صورة حبيبة الطفوله العذبه..لكن بتظلين مثل ما أنتي دائما..حلم حزين..لا أنا قادر أصحى منه و أنساه..ولا أنا قادر أطوله)
رجع يتذكر أحلى أيامه..أيام الطفوله معها..كانت الوحيده اللي تتحكم فيه.. و تتشرط عليه..و هو مو قادر يرفض لها طلب..كان كل ماراح مع أهله و شافها..يترك الكل و يجلس معها..لين في يوم..جاء ولد عمتها يوسف..العمه اللي اختفت بعد إصرارها على الزواج من واحد رفضه أبوعمر..و انقطعت عنهم..و بعد كل هالسنين..رجع لهم ولدها اليتيم بعد وفاة أبوه..و عاش معهم..و من يومها..تغيرت عليه لينا..ما صارت تتكلم إلا عن يوسف..ما صارت تجلس إلا مع يوسف..و صارت تسوي كل اللي يبي يوسف و بس..لحد ما كبرت و تغطت..و بعدت المسافه بينهم..أما يوسف..فكان معها في نفس البيت..يشوفها كل يوم..يكلمها أي وقت..و هالشي اللي ما تحمله طلال..و خلاه يكره يوسف من كل قلبه..أو يحاول يكرهه..لأن يوسف كان إنسان صعب ينكره..كان الكل يحبه..حتى طلال رغم محاولاته الكثيره إنه يكرهه..ما قدر إلا إنه يحبه..ومع الوقت صار أعز صديق له..لكنه مع كل هذا..ما قدر ينسى لينا..خاصه و هو يسمع من يوسف عنها كل يوم..لين جاء ذاك اليوم..اللي رش على جرحه الملح..و إعترف له يوسف بحبه للينا..و الأكثر من كذا إنها تبادله هالحب..و مات اخر أمل له في قلبها..و قرر إنه يقتل هالمشاعر في مهدها..و يدفنها في قلبه للأبد..و يحاول يفرح لفرحة صديق عمره..اللي انحرم من كل شي في هالدنيا..و ما ملك غير قلب واحد..و دام هالقلب حبه..ما كان قدام طلال غير إنه يتمنى لهم التوفيق..و خلته الأيام..الشاهد على قصة حب حبيبته..و أول من يسمع أحداثها..
وصل الكل ما عدا أم العنود..اللي كانوا بيجون مع ناصر..وفي جلسة الحريم..
أم راكان: أجل تقولين فسختوا الخطبه
أم فارس: شفنا إننا استعجلنا البنت توها صغيره
أم راكان: إيه خليه يفتح شركته و ألف واحد بيتمنى يعطيه بنته و مو أي أحد أكبر العائلات بتناسبه يعني نسب يرفعه
أم فارس: الله يكتب له اللي فيه الخير أنا بس أبي اشوفه مستقر ومرتاح في مكان بعيد من المزرعه_كانت أسيل و رغد يتمشون..و جتهم حلا..
رغد: بسم الله وش فيها ملامحك معتفسه؟
حلا: لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: هذا اللي أبي أعرفه
أسيل: وش قصدك؟
حلا: شفتها قبل شوي جالسه لحالها و سرحانه عيونها حمراء أكيد كانت تصيح
رغد: ليه؟
حلا: ما رضت تقول
أسيل: تتوقعين أحد قال لها شي؟
حلا: لا هي للحين ماشافتهم و لا سلمت عليهم
رغد: صح هي كانت مختفيه حتى أنا ما سلمت عليها
أسيل: أجل وش فيها؟
حلا: مادري هي من أسبوع بس في غرفتها و ما تتكلم مع أحد من يوم خطبها خالد
رغد و أسيل: خالد؟!!
حلا: إيه
رغد: خالد ما غيره صديق العيال
حلا: إيه هو بلحمه وشحمه
رغد: و هي وافقت؟
حلا: لا
أسيل: ليه خساره؟ والله خالد يهبل
حلا: يازينه فيصل يسمعك اللحين
أسيل: وجع أنا قصدي تستاهله لينا
رغد: صح هي ليه ما تبيه
حلا تتنهد: المشكله مو في خالد المشكله في لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: أنا كنت حاسه بس ما بغيت أصدق لكن رفضها لخالد أكد لي هالشي
رغد: حلا وش تتكلمين عنه؟
حلا: لينا للحين ما نست يوسف وما ظنيت بتنساه دمعت عيون حلا من طاري يوسف..و من حزنها على حالة أختها..
رغد: الله يرحمه بس لينا توها صغيره والعمر قدامها حرام اللي تسويه في نفسها حتى دراستها ما كملتها
حلا تمسح دموعها: هاذي أمي حصه و البنات وصلوا سلموا عليهم..و راحوا معهم للداخل..و هم ينزلون عباياتهم في وحده من الغرف..
ياسمين: الكل جاء؟
أسيل: إيه الصالح و الطالح
ياسمين تضحك: و مين الطالح؟
حلا: أكيد عمتها و بناتها
أسيل: و معهم عله مجانيه سهى
ياسمين: خالتك فيه يا رغد؟
رغد: إيه
حلا: ما سمعنا صوتك يا جوري؟
جوري: مادري وش أقول؟
رغد: صح والله إنكم ماتستحون نازلين سب في الناس حتى ماعرفتوني عليها
أسيل: هاذي جوري تعرفينها..جوري هاذي بنت عمي الحلوه رغد يكفيك تعرفينها أما البقايا الباقيه اللي بتشوفينهم اللحين فلا تهتمين فيهم و كلامهم دخليه من إذن و طلعيه من الثانيه
ياسمين: يله خلونا نطلع تأخرنا في قسم الرجال_رجع سيف وشاف كل العيال فيه..حتى نادر..
سيف: غريبه راضي علينا يا نادر
نادر: بكره تتخرج و تشتغل و تعرف إنه ما بيبقى لك وقت
عمر: أنت و فارس بس تتحججون بهالشغل كلنا نشتغل ما قطعنا بأهلنا مثلكم
فارس: أنا كل ما طلعتوا في المزرعه أكون فيه
فيصل يتريق: كثر الله خيرك
فارس: شفتم وشلون لا تقولون مقصر
عمر: خلاص خلونا نتفق على مكان كل جمعه نتجمع فيه
نادر: كل أسبوع! أنت الظاهر ناسي مصنعك
سيف: عمر صادق الجمعه ما فيه أحد عنده شغل كثير
عمر: هاه وش قلتم؟
فارس: أنا معكم
سيف: و أنت يا نادر؟
نادر: يصير خير
عمر: لا خيرك عارفينه حنا قول وعد
نادر يضحك: خلاص وعد عمر يلتفت على طلال..اللي من جلسوا ما تكلم..و باين عليه الضيقه على غير عادته..
عمر: طلال وش فيك؟ مو معنا أبدا
طلال يقوم: مافيني شي عن إذنكم تركهم وراح..
عمر: وش فيه؟
فيصل: غريب أول ماوصلنا كان طبيعي من بعد ماراح يتمشى في المزرعه مادري وش جاه! طلال راح عنهم بعيد..يتمشى في الأماكن اللي كان يروح لها هو و يوسف..(بعدك كل شي تغير يا يوسف..حتى لينا..اللي كان مصبرني على فراقها إنها كانت معك..و كانت مرتاحه..لكن اللحين..مجروحه..و أنا ما بيدي شي..سامحني يا يوسف يوم تركتها لك عرفت تسعدها..لكن يوم تركتها لي ماقدرت أسوي لها أي شي)
عمر: طلال
طلال يلتفت: عمر!
عمر: وش تسوي هنا؟ المكان ظلام ومافيه نور
طلال يتنهد: تذكرت يوسف الله يرحمه
عمر بحزن: الله يرحمه عمر سكت و هو يتذكر حالة لينا..و اللحين طلال..كلهم لا يمكن ينسون يوسف..لينا خسرت خطيبها اللي تحبه في اليوم اللي بتصير فيه ملكتهم..و طلال اللي كان السبب في الحادث و موت أعز صديق له بين يديه..
عمر: قوم يا طلال خلنا نروح للعيال
طلال: أبي اجلس لحالي شوي
عمر: على راحتك بس ربع ساعه لو ماجيت.....
طلال: لا تخاف بألحقك في قسم الحريم=
كان الكل مجتمع في الجلسه يتقهوون و يسولفون..لكن طبعا كانت فيه سواليف جانبيه..
أم راكان بهمس: هاذي اللي بيخطبونها لفارس! زين إنه هون عنها
ريهام: بس حلوه
أم راكان: الحلوات كثار بس الواحد يدور على اللي يفيده
ريهام: وش قصدك يمه؟
أم راكان: يعني على الأقل يخطبون له ياسمين بكره لا توفى خالها تلقين وراها ورث مو وحده ماينعرف مين أهلها بس عشانها بنت قريبتهم اللي لهم سنين مايعرفون وش عيشتها
ريهام: صح والله كيف يسكنونها عندهم كذا!
أم راكان: مو عارفه أم العنود و أم فارس يحبون يتصدقون على المحتاجين
ريهام: إيه بس مو لهالدرجه! رجعوا الكل يسولفون..لكن أسيل انقهرت و ملت..لأن هالمره مرام و سهى جالسين قريب منهم و يسولفون معهم..و استغربت أكثر من مرام اللي هالمره لابسه قناع الطيبه و الذوق..
جوري تهمس: شكلها طيبه بنت عمتك ليه تكرهينها
أسيل: ما شافت الطيبه هي بس تتميلح تبي تسوي لها جو ما تطول لين تبين على حقيقتها و أذكرك و مثل ما قالت أسيل..أول ماقاموا الحريم و صاروا البنات لحالهم..بدى الغرور و الدلع يبان عليها..و كان كل كلامها يبين فيه إنها تقولهم إني أحسن منكم..حست جوري إن الجو مكهرب بين البنات وإن كل وحده ترمي كلام على الثانيه..و هي ما عرفت وش وضعها بينهم..استأذنت منهم تبي تروح عند ياسمين ولينا و أسماء..
و مشت جوري من عند البنات..و شافت من بعيد راكان جالس لحاله..و بجنبه كوره ما يلعب فيها..ابتسمت بحزن..و هي تتذكر حالتها اللي تشبه حالته..أيام ماكانت في بيت عمها و الكل مع بعض و فرحانين..و هي دائما لحالها..عشان كذا كسر خاطرها راكان و راحت له..
جوري: راكان ليه جالس لحالك؟
راكان بعصبيه: تتريقين أنت و وجهك!
جوري خافت: لا والله بس شفتك لحالك و.......
راكان يقاطعها: و أنت وش دخلك
جوري: كنت أبي ألعب معك راكان ماصدق لأن شوق و رنا مايحبون يلعبون معه..و البنات الكبار دائما ما يعبرونه..حتى خواته و أمه كل مايشوفونه صرخوا في وجهه..أول مره أحد يكلمه بإحترام و حنان..
راكان: أنت مين؟
جوري تبتسم: أنا قريبة ياسمين تعرفها؟
راكان: الطويله
جوري تضحك: إيه
راكان: أول مره أشوفك
جوري: كنت عند عمي
راكان يتذكر: أنت اللي خطبك فارس ثم هون جوري انحرجت إن هالسالفه حتى الصغار يعرفونها..
جوري: إيه
راكان: أحسن وش تبين فيه فارس لعين دائما يصارخ علي
جوري: ما تبي نلعب؟
راكان: أول وش اسمك؟
جوري: أنا جوري
راكان: تعرفين اسمي؟
جوري: ايه أنت راكان
راكان انبسط: يله تلعبين كوره
جوري: إيه بس علمني ترى ما أعرف وبشويش لأني أخاف
راكان: أووف هذا من أولها بدت تلعب معه و هو فرحان إنه يستعرض عندها..و هي مو عارفه تلعب..و كل شوي مسجل عليها هدف..مروا من عندهم البنات رايحين داخل وشافوهم..حلا كانت دائما تتهاوش مع راكان لأنه يضرب شوق..و كانت ماتطيقه..
حلا: جوري بندخل ماراح تجين؟
جوري: لا بألعب مع راكان لازم أسجل لو هدف
مرام: ترى ما ينعطى وجه اللحين يعصب يرمي الكوره على وجهك
راكان: اقلبي وجهك و إلا بتجيك الكوره أنت يالمنافقه مرام انقهرت من أخوها اللي فشلها..أما أسيل فمع إنها ماتطيق راكان إلا إنه أعجبها باللي قاله..لأنه لقى الوصف المناسب لأخته..و بما إن هالمنافقه لازقه فيهم من اليوم..شافتها فرصه إنها تفتك منها..
أسيل: والله مسكينه ياجوري أنا بأكون معك فريق و نسجل هدف على راكان راكان و الكل استغرب..هاذي أول مره تكلمه أسيل أو تعبره..دائما ماترد عليه حتى لو كلمها..
حلا بإستغراب: بتلعبين معه؟!
أسيل: إيه و عشان يتعادل الفريقين أنت مع راكان و أنا و رغد مع جوري راكان يطالع حلا و رغد اللي متأكد إنهم بيرفضون..لكن هم فهموا إن أسيل تبي تقهر مرام..و وافقوا..و لأن حلا تحمست للعب..
حلا: أوكيه يله نلعب بس اللي يفوز يطلب من الفريق الخسران أي شي
أسيل: خلاص..مرام و سهى بتلعبون؟
مرام بقهر: لا مخلين هبال البزران لك مشت بقهر هي و سهى..
مرام: تدرين ترى هي ماتطيق راكان بس لعبت معه عشان تصرفنا تضايقت من جلستنا معهم
سهى: صدق مغروره و اللي يقهرني رغد تمشي وراها و ما تقولها لا
مرام: صبرك علي يا أسيل أنا أوريك
سهى: ليه ما خليتينا نلعب معهم و نقهرها
مرام بغرور: أنا اقعد أنطط ورى الكوره قدام الحريم كأني خبله
سهى تفشلت: أنا قصدت عشان نقهرها
مرام: أنا و ياها و الزمن طويل دامنا افتكينا منهم تعالي أفرجك على مكان سري و راحت معها لشباك بعيد في الممر تحت الدرج..و كان يطل على قسم الرجال..و من بعيد قدروا يشوفون العيال يلعبون كره طائره و بعضهم يشجع..مرام كانت ودها تشوف نادر من زمان ماشافته..أما سهى فتعلقت عيونها في فيصل اللي كان واقف يشجع و يضحك..و زاد قهرها على أسيل..بعد لحظات من وقفتهم..
مرام: يله تعالي نروح قبل يجي أحد و يشوفنا
سهى و عيونها على فيصل: لا حرام عليك انتظري شوي مرام حست إن سهى مهتمه في أحد..لكن الجهه اللي كانت مركزه معها سهى..واقف فيها طلال و فيصل..و ما عرفت مين..لكن فيصل دق جواله و راح بعيد يكلم لين اختفى..تنهدت سهى و التفتت على مرام وكأنها توها تحس بوجودها..
سهى: تبين نروح
مرام: يله أخاف أحد يشوفنا راحت مرام و هي عارفه اللحين سبب كره سهى لأسيل.. بعد ساعه_خلصوا البنات لعب..و تركوا راكان يلعب مع شوق و رنا اللي رضوا عليه بعد ما شافوا البنات يلعبون معه..
حلا: يا حليله راكان والله كنا ظالمينه
أسيل: مو مننا من أهله
رغد: ماتلاحظون اليوم كافين عننا لسانهم
حلا: ماشفتي عمتك هي وبنتها كيف يتهامسون كل الوقت
أسيل: اه يامن يرجعهم للشرقيه..جوري وش رأيك فيهم؟
جوري: مادري بس حسيت إنهم يكلموني برسميه مو مثلكم عفويات
رغد: هم كذا دائما الوحده تحلفين عليها عشان تضحك
أسيل: غيروا سيرتهم مايكفي من اليوم مقابلينهم..جوري وش سجلتي فيه؟ بدت تسولف أسيل مع جوري..و حلا انتهزت الفرصه..
حلا تهمس: رغد وش صار مع نادر؟
رغد: كل ما صارت فرصه جبت طاريها لين حسيت إنه بدأ يعرفها..أنت و بنت خالتك اللي شكلكم ماسويتوا شي
حلا: إيه نادر وش حليله تجلسينه و تسولفين عليه عادي بس ياسمين صعب تحددين السواليف اللي تكلمينها فيها
رغد: أنتم اللي ماتعرفون تتصرفون..شوفيها هي و لينا جايين لنا أعلمك اللحين كيف تخلينها تسمع غصب وصلت عندهم ياسمين و لينا..و صاروا يسولفون.. بعد ساعات انتهت العزيمه..و الكل انبسط..مع إن فيه قلوب كانت في مكان ثاني..وحاضره بس في جسدها..
في سيارة طلال/ كانت أمه و رنا..معه في السياره راجعين..و يسولفون..و طلال سرحان و مو يمهم لكن السالفه اللي اهتم فيها طلال..لدرجة انه نسى الطريق اللي قدامه..
رنا: يمه تدرين ان خالد خطب لينا؟
أم طلال: بسم الله أنت وش عرفك؟!
رنا: شوق قالت لي
طلال بصوت واطي: خالد صديق عمر؟
أم طلال: ايه بس الله ماكتب نصيب عشان كذا ما قالوا لأحد بس هالملاقيف مادري من وين يجيبون الأخبار! سرح طلال..(أكيد لينا رفضت..لأنها للحين تعيش مع يوسف..بس لمتى بترفض؟ وان في يوم وافقت وش أسوي في حالي؟ وش اسوي بوعدي ليوسف؟؟)
في بيت أبوعمر/ بعد مارجعوا من المزرعه..دخلت لينا غرفتها..و بيدين مرتجفه فتحت درجها و طلعت منه أغراض يوسف اللي كانت تخبيها عن أهلها..عشان مايشوفون انهن عندها للحين..بعد ماتوفى هدموا الملحق اللي كان جالس فيه..عشان ماتتذكره..و تخلصوا من أغراضه..لكن هي احتفظت ببعض أشيائه بدون لا أحد يدري..و اللحين و هي ماسكه بين يدينها بوكه و تشوف أوراقه..حست ان كل هالدنيا ماتسوى شي بعده..طلعت عطره و أول مافتحته و شمته..تسابقت دموعها على خدها و ارتفعت شهقاتها..و تذكرت يوم ملكتها..يوم خسارتها لكل عمرها..يوم وفاته..كان رايح عند طلال عشان تاخذ راحتها في البيت و هو بعد يتجهز..كانت فرحتها كبر الدنيا والكل فرحان لفرحتهم..كانت كل شوي تشوف الباب تنتظر يدخل معه يوسف و هو كاشخ لهاليوم..كانت متحمسه تشوفه..
و انفتح الباب..بس مادخل يوسف..ما دخلت فرحتها..دخل الحزن و الموت عليها..شافت طلال بملامح جامده مذهوله..بثياب مليانه بدم..دم يوسف..أول ماوصلت هالفكره في بالها صرخت و طلعت بين الرجال ولا اهتمت و هي تمسك طلال و تهزه..تصرخ في وجهه..تسأله عن يوسف..عن حياتها..عن فرحتها اللي سرقها..لمست بيدينها دم يوسف و ملأ يدينها..حاولوا يسحبونها..لكنها كانت ماسكه في ثياب طلال بكل قوتها..كانت تحس انها اذا فكته..بيسيل دم يوسف و تتأكد انه خلاص راح..لين ماحست بالدنيا من حولها..و من صحت و هي تحس ان الدنيا غدرت فيها..و عرفت ان يوسف مات في حادث..كان رايح مع طلال في سيارته..لكنه ما رجع..(تبيني ما ألومك ياطلال؟ و أنت ماقدرت توصل لي يوسف بأهم يوم في حياتنا..و أنت سبب خسارتي للحياة)
*بعد ثلاثة أسابيع* في بيت أم العنود=يوم الجمعه/ كان الكل منشغل الايام اللي راحت بالتجهيز و الإستعداد للدراسه..اللي بدت من أسبوع..ياسمين و جوري كانوا يجهزون غرفتها..و اشترت لها ياسمين كل شي من ملابس..ومكياج..و غيره..و ناصر فتح لها حساب..و عطاها مثل اللي يعطي ياسمين..
كانت جوري تجلس مع أم العنود..إذا راحت ياسمين لدوامها..و تجلس تسولف لها عن أمها كيف كانت..والأحداث اللي صارت..و بعد كلمتها عن الكل لين صارت تعرفهم واحد واحد..لكن واحد بس اللي اهتمت لأخباره..و ماتدري ليه تحفظ كل شي عنه..كانت السالفه اللي عن فارس دائما تشد انتباهها..و كثير أوقات تفكر لو تزوجته كيف بتكون حياتها معه..و إذا تذكرت مكالمته تخاف و تحس إنها سوت الصح يوم افسخت الخطبه..ضحكت على نفسها..يوم كان خاطبها فكرت في كل شي إلا هو..و اللحين بعد ماصار ما يعني لها أي شي ماتفكر في غيره..
كانت جالسه في غرفتها الجديده..ترتب مذكراتها في مكتبها الجديد..طالعت ساعتها..شافتها خمس العصر..ياسمين كانت رايحه تزور وحده من صديقاتها في المستشفى..ابتسمت و هي تتذكر ياسمين و عبير اللي جلست معهم في الكليه..كانوا على كل كلمه يختلفون..و على كل شي يتجادلون..استغربت من ياسمين..هاذي علاقتها مع الكل..دائما تجادل و تدافع عن أراءها..اللي ما أحد مقتنع فيهن غيرها..و تذكرت ناصر اللي جاب لها كل شي..و عاملها كأنها بنته و أكثر..حبته بالحيل..و احترمته أكثر..و تمنت لو كان هو أبوها..مو عشانها عشان أمها اللي كانت أكيد حياتها بتكون غير مع ناصر..(الله يرحمك يمه..و الحمدلله على كل حال..مين يصدق إن حياتي تضحك لي أخيرا)
طالعت غرفتها الورديه..بأثاثها الراقي..و طالعت نفسها بالمرايه..كيف تغيرت..كانت لابسه بنطلون أسود ناعم و بلوزه حمراء..بينت بياض بشرتها اللي وردت من بعد ماكانت شاحبه ومافيها حياة..حتى شعرها صار كثيف وحيوي..بعد مارتاحت نفسيتها وتحسنت صحتها من يوم جت هالبيت..كانت بتنزل لأن أم العنود أكيد قريب بترجع من الجيران..لكنها وقفت قدام المرايه ترتب نفسها..خافت وحده من جاراتهم تجي مع أم العنود كالعاده..لأن هالبيت قليل مايفضي من الحريم..بدت تلعب في مكياجها وتتذكر كيف علمتها ياسمين تحطه..رفعت شعرها شينيون و نزلت خصل ناعمه..وحطت كرستالات حمراء صغيره..وتكحلت بكحل أسود وحطت مكياج ناعم..وقفت تطالع نفسها برضى وهي تدور كالعاده على ملامح أمها فيها..(هاذي نعمه من رب العالمين إني كل ماشتاقلك يمه أشوف ملامحك فيني للأبد)
نزلت و هي تغني و فرحانه..دارت عيونها في كل الصاله..و هي تفكر وش كثر تحب كل شي في هالبيت..لكن البسمه راحت من شفايفها و هي تطالع هالنظره الحاده اللي مصوبه عليها..تمنت إنها تتخيل..لكنه كان واقف قدامها..و وجوده لايمكن تشك فيه..حست ان قلبها نبضاته وقفت..مادرت وين تروح..لكن أخيرا بدت تستوعب وركضت على فوق بسرعه..و هي تحس بنظراته تلحقها.. عند المدخل_وقف فارس سرحان فيها..جاء وراه سيف اللي كان جاي معه..لكنه مد يده بسرعه يوقفه قبل يدخل..لين شاف إنها اختفت و بعد يده عنه ودخل الصاله و عيونه تراقب المكان اللي اختفت منه..سيف مادرى وش اللي صار..
سيف: وش فيك؟
فارس بشرود: هاه
سيف: وش فيك وقفتني؟
فارس يلتفت له: ا كان فيه أحد في الصاله
سيف: من البنات؟
فارس: إيه
سيف بإستغراب: ما أشوفك غضيت النظر إلا طارت عيونك و إلا الحرام بس علي! سكت عنه فارس..وهو يتخيلها للحين قدامه..انصدم من التغيير اللي صار فيها..كأنها ورده و توها تفتحت..
سيف: فارس وين رحت كنت أكلمك!
فارس: نعم ما سمعت
سيف: إيه مو أنت مادري وش فيك من دخلنا و أنت منطرش..أقولك المفروض اتصلنا قبل..إحراج البيت فيه بنات
فارس بلامبالاة: عادي الخدامه هي اللي دخلتنا الغلط عليها و دخلت عليهم أم العنود و فرحت بجيتهم..
أم العنود: نور البيت يوم جيته يافارس
فارس: الله يسلمك يمه والله لو ماهالشغل كان تلقيني كل يوم عندك
سيف: لا ماينفع تجي كل يوم تروح غلاتك مثلي
أم العنود تشهق: كله عاد إلا أنت ياولدي أنت الغالي
سيف: مادري عنك يمه من شفتي فارس ماعطيتيني وجه لو أدري ماجبته معي
أم العنود: و الله كلكم غالين بس أنت وعمر دائما أشوفكم فارس الله يهديه اللي مانشوفه إلا بالسنه حسنه
فارس: ولا يهمك يمه بتملين مني
أم العنود: ياكثر ماسمعنا هالكلام ماعمرنا شفناه الله يهديك كاني مابغيتكم تطلعون على ناصر في هالشي
سيف: إلا وش أخباره خالي ناصر من أسبوع ماشفته
أم العنود: أمس سلم علينا و سافر
سيف: و بنتكم الجديده وش أخباركم معها؟
أم العنود تبتسم: الله يخليها لنا كانها من يوم جت عندنا و هي مونستنا فارس استغرب من سؤال سيف..بس هذا هو سيف يحب يسأل و يتطمن عن الكل..عكسه اللي يحسب كل كلمه قبل يطلعها..كملوا سواليفهم اللي ماخلت طبعا من ذكر جوري..لأن أم العنود كانت فرحانه فيها بالحيل.. في غرفة جوري_جلست جوري مصدومه من الموقف اللي صار لها..ما تخيلت إنها بتشوفه مره ثانيه..و انحرجت من نظراته اللي كانت تتفحصها..(لاحظ إني تغيرت؟ ولا ما يهمه..و يمكن مايتذكر ملامحي من الأساس..اه يافارس مادري ليه أحس إن قلبي يرتجف كل ما أشوفك)
قررت تنزل تتسمع عليهم..كان نفسها تسمع كيف يتكلم..كيف يضحك..و نزلت و وقفت قريب من المجلس تسمع سوالفهم وضحكهم..و بعد نص ساعه..سمعتهم يعتذرون و راحت تركض للمطبخ قبل يطلعون عليها..
في بيت أبو نادر/ نزل نادر من غرفته..و شاف خالته أم طلال و طلال و رغد في الصاله يتقهوون..
نادر: مساء الخير
الكل: مساء النور
أم طلال: اجلس تقهوى يا نادر و لا تقولي مثل أبوك عندك شغل
طلال: مو على كيفه..أصلا اليوم عندنا إجتماع
نادر يجلس: أي إجتماع؟
طلال: وينك يا عمر تسمع اللي واعدك نسى الموعد كله
نادر يتذكر: أنتم للحين على إتفاقكم على بالي نسيتم
طلال: لا بس تدري الأسابيع اللي راحت عمر و فارس كانوا مسافرين هذا أول أسبوع نكون كلنا موجودين
رغد: وين بتروحون؟
طلال يتريق: عادي أخت رغد كان تبين ناخذك معنا
رغد: تتريق؟
طلال: على لقافتك تستاهلين وش دخلك وين رايحين
رغد: من زينك أنا بس أبي اتطمن عليكم
طلال: مشكله اللي مسويه فيها أختنا الكبيره
نادر: لا عاد كل شي و لا رغوده مانستغنى عنها
رغد فرحت: يابعد عمري يانادر مو ناس بس يحطموني
طلال: أنت المشكله على كثر ما أسب فيك ماتتحطمين
رغد: معليش سب الحبيب مثل أكل الزبيب
طلال: سكتيني..المشكله لسانك حلو دائما تغلبيني
رغد: قلبك الطيب هو اللي يغلبك
طلال لاشعوريا: والله ما أحد معبر هالقلب غيرك كلهم التفتوا عليه..لأن كلامه طالع من قلب..و فيه قهر..
طلال: بسم الله وش فيكم اسكتوا فجأه!
رغد: لا سلامتك أنت و قلبك يحسون فيه قريب إن شاء الله طلال تضايق من هالسالفه..بس كالعاده كتم بقلبه..و بدأ يضحك..
طلال: أنا قايل هالأفلام الهنديه مصيرها تلعب بعقلك
أم طلال: فيصل وينه مو رايح معكم؟
طلال: إلا فيصل رايح مع الشباب قبلنا و هم جالسين دخلت عليهم عمتهم و معها مرام..اللي ما صدقت عيونها و هي تشوف نادر..ما تخيلت تلقاه في البيت هالوقت..
أم راكان: مساء الخير
الكل: مساء النور
أم طلال: حياكم الله تفضلوا دخلت أم راكان و سلمت عليهم..و مرام سلمت من بعيد..وهي عيونها على نادر..
رغد توقف: تعالي نطلع يامرام
طلال: لا خوذوا راحتكم حنا تأخرنا و بنمشي طلعوا طلال و نادر..و رغد مستغربه من هالزياره..عمتها كانت دايم تزورهم..لكن هاذي أول مره تجي مرام..
مرام: أخبارك مع الدوام يارغد؟
رغد: توه مابدأ رسمي تعرفين أول أسبوع مافيه شي
مرام: إيه أنا مارحت
رغد: لا حنا داومنا كل الأسبوع مع إن الكليه فاضيه بس على قولة حلا مصدقين نفسنا على بالنا مدرسه انقهرت مرام من طاري حلا..وعلاقة رغد فيهم..و كيف دايم تجيب طاريهم..كانت تنقهر منهم وتقول في بالها إن أسيل عندها حلا..يعني رغد لازم ترجع معها..خاصه اللحين بعد ماصارت مهتمه في نادر..و لازم أسيل تروح مع خوالها و تبعد عنهم..
مرام: رغد عندك شي اللحين؟
رغد: لا ليه؟
مرام: كنت أبي اروح السوق وماعرف أسواق الرياض قلت نروح مع بعض
رغد من غير نفس: إيه عادي
في بيت أم عمر=الساعه مساء/ كانت حلا في غرفتها..مع أسيل اللي من العصر جت مع أمها..و أمها راحت و هي جلست..
حلا تتريق: أسيل للحين مضيعه بيتكم؟
أسيل: جالسه على قلبك
حلا: بكره دوام
أسيل: عارفه
حلا: أجل ليه ماتهويننا و نشوفك بكره
أسيل: مابي عاجبتني جلستي..صح إن غرفتك زباله بس معليش أمشي الحال قالت هالكلام و هي تطالع غرفة حلا بقرف اللي مافيها أي شي بمكانه..طالعتها حلا بقهر ورمت كل الأوراق اللي على مكتبها..
حلا: كيفي غرفتي وأنا حره فيها ما أحب الترتيب
أسيل: والله إنك حاله
حلا: دامك ناويه تطولين عندنا تعالي نروح نتعشى جعت في غرفة الطعام_جلس الكل يتعشى..بما إن عمر مع العيال برى..
أسيل: يالله ياخالتي باخذ شوق معي عشان ماجلس لحالي
حلا: اخذيها
شوق: و تستغنين عني؟
حلا: والله واثقه من نفسك! تدرين أسيل اخذيها و معها لينا وبالمره أمي معهم
أم عمر: والله مافيك خير حتى أنا ماتبيني!
حلا: هاذي جزاتي يعني أبي لكم اللمه
لينا: يعني يقال هذا اللي تقصدينه
حلا: طبعا بس أنتم دائما ظالميني
أسيل: والله ما أحد ظالمك غير لسانك
حلا: اللاجئين مالهم راي
أم عمر: حلا أنت ماتستحين؟
أسيل: خليها خالتي تعودنا على لسانها..الله يعينه اللي بياخذها
في سيارة فارس/ كان راجع من عند العيال..و تذكر جوري..كيف تغيرت..ابتسم وهو يتخيل ملامحها الناعمه..(كانت فرحانه و مرتاحه..لو كنا تزوجنا كانت بتكون كذا؟ و كيف كنت بأعاملها؟ أووف مادري وش فيني أفكر فيها! و إذا حلوه فيه ألف وحده أحسن منها)
دق جواله و قطع عليه أفكاره..شاف رقم أسيل..
فارس: هلا
أسيل: أهلين فارس وينك؟
فارس: ليه تسألين؟
أسيل: أنا عند خالتي و أبيك تمر تاخذني دقيت على سيف جواله مقفل
فارس: إيه بطاريته فضت مادري وش فيه أخوك هالأيام عقله مو معه
أسيل: عادي الناس تنسى يافارس الكل مو مثلك يحسب كل وقته بالثانيه
فارس: لأنكم ماعندكم تخطيط للمستقبل
أسيل: يا الله عاد أنا مين أحاول أقنع الرجل الاله
فارس: وشو؟!
أسيل تضحك: حلا مسميتك كذا
فارس: و الانسه حلا وش دخلها فيني؟
أسيل: عادي مسميتنا كلنا
فارس: والله إنكم متفرغات..يالله ربع ساعه و أنا عندك جهزي نفسك
أسيل: خلاص بتلقاني في الشارع استناك
فارس: لا مو لهالدرجه
أسيل: وش فيك فارس صدقت كنت امزح
فارس: والله مادري عنكم أنتم يالبنات اتوقع منكم أي شي يله مع السلامه
أسيل: مع السلامه سكرت أسيل و التفتت على حلا..
أسيل: تصدقين على كثر ما فارس ناجح في شغله لدرجة إن أبوي يستشيره في كل شي إلا إنه برى هالشغل ما احس إنه يعرف شي
حلا: ليه؟
أسيل: تصدقين يوم أقوله بأستناك في الشارع صدق
حلا تضحك: يا حليله تلقينه طاير اللحين خايف تسوينها
أسيل: أول مره أركب معه تخيلي
حلا: و هو متى كان فاضي زين عبرك اللحين
أسيل: مو أقولك دافن نفسه فهالشغل عشان كذا انقهرت يوم فسخ خطبته كان عندي أمل إذا تزوج يتغير
حلا: تكفين عسى جوري اللي بتغيره عاد..تلقينها ترجف قدامه ماتقدر تكلمه
أسيل تسمع جوالها: هذا فارس..يله أشوفك بكره
حلا تتمدد على الكنب: باي
أسيل: ماراح تطلعين توصليني!
حلا تتريق: ليه خايفه تضيعين..أهم شي سكري الباب وراك
أسيك: صدق مافيك ذوق أنا الغلطانه أجي عندك المره الثانيه بأروح لرغودتي
حلا تقلدها: رغودتي..أقول ياشين اللي يدور له عذر عشان يشوفهم ابتسمت أسيل و تركتها..و طلعت من عندها..و ركبت مع فارس..
أسيل: السلام عليكم
فارس: وعليكم السلام
أسيل: تفرقتم كلكم أو أنت مشيت قبلهم
فارس: لا كلنا مشينا
أسيل: نادر جاء معكم؟
فارس: إيه ليه تسألين؟
أسيل: لأن رغد تقول إنه دائم مايجي لمزرعتنا و أنا احسه منعزل عنكم
فارس: لا وليناه عمر و خبرك بولد خالتك لابغى شي يسويه غصب أسيل كانت تلف و تدور تحاول تجيب طاري لفيصل..تتمنى تاخذ أخبار عنه..لكن هالشي مستحيل مع فارس..مايكفي إنها كانت مستحيه منه و طول الطريق ساكته ماتدري وش تكلمه فيه..فقالت تكمل سهرتها مع سيف و تعرف كل اللي تبي منه..أما فارس فكان يبي يسألها عن جوري..لكن ماعرف عن إيش يسأل..أو ليه..واستسخف الفكره..و شالها من باله..
*يوم السبت* في كلية إقتصاد وإدارة أعمال/ طلعت مرام و سهى من المحاضره الأولى..
سهى: حرام عليك فشلتي البنت وهي تسألك
مرام: بلا قرف تكفين..هذا اللي ناقص أرد على هالأشكال بعدين واضح إنها تتلصق حبيبتي اذا تعرفنا على أحد لازم يكون على مستوى أو مانتعرف احسن
سهى: وش أخبارك مع رغد؟
مرام: أمس رحت معها السوق...سهى بأسألك سؤال وإن كنتي تعتبريني صديقه لك تجاوبيني بصراحه
سهى: اسألي
مرام: أنت تحبين فيصل صح؟
سهى انصدمت: كيف عرفتي؟
مرام: باين عليك ما تعرفين تخبين
سهى: تتوقعين حتى رغد ملاحظه؟
مرام: أكيد و أسيل بعد عشان كذا تكرهك
سهى تتنهد: بس وش الفائده فيصل يحب أسيل
مرام: كيف عرفتي؟ سألتيه؟
سهى بإستغراب: لا بس الكل يعرف إنهم مخطوبين لبعض من يوم كانوا صغار
مرام: إيه بس اللي أنا اشوفه إن أسيل هي اللي راميه نفسها عليه
سهى: بس رغد تقول إنه يحبها
مرام: رغد تقول اللي تبيه أسيل..أنت المفروض ماتستسلمين بهالسهوله
سهى تحمست: تتوقعين فيه أمل يحبني فيصل
مرام: إذا خططنا صح ليه لا
سهى: وش نخطط؟
مرام: كيف تخلينه يحبك و كيف نبعد أسيل عن رغد
سهى: أنت تسوين كذا عشان تقهرين أسيل؟
مرام: لا مو بس عشان كذا..بأقولك شي بس ترى ما أحد يدري لأن الكلام ماصار رسمي
سهى بحماس: وشو؟
مرام: جدة نادر يوم كنا نزورهم في الشرقيه كانت تحبني بالحيل و خطبتني له
سهى: يعني أنت مخطوبه لنادر!
مرام: جدته لمحت حتى خالاته دائما يلمحون لي
سهى: زين وش دخل أسيل في كل هذا؟
مرام: تبين إذا تزوجت نادر هي تتزوج فيصل و تلزق فيني بكل مكان! لا أنا أبيك أنت تصيرين سلفتي
سهى ماهمها من كل هذا إلا فيصل: تتوقعين إن فيصل مايحبها و يحس فيني يا الله ما أصدق!
مرام: أنت بس خليك معي و أنا بأساعدك
في كلية الحاسب الالي/ جلست جوري و عبير في الكافتيريا..و شافوا ياسمين جايه عندهم..
ياسمين: هاه جوري أخبار أول محاضره
جوري: حلوه
ياسمين: و بنات قسمك ما تعرفتي على أحد منهم؟
جوري: لا استحي
عبير: مو ضروري تتعرف على أحد حنا نبيها تجلس معنا
ياسمين: لا نبيها تكون لها صداقات و تتعرف على غيرنا..بعدين لازم تعرفين أحد في قسمك مو دائما محاضراتنا بتكون نفس الوقت يعني مو دائما بتلقيننا
عبير: يا ساتر منك تونا أول يوم و أول محاضره بعد
ياسمين: ولو أنا أبيك يا جوري تختلطين مع بنات قسمك
جوري: ولا يهمك أحاول
عبير: صح تذكرت أنت مو ناويه تتركين هالشغل عنك
ياسمين: لا طبعا
عبير: و دراستك؟
ياسمين: عادي معها أنا ماشتغلت عشان اجلس شهر واتركه
عبير تلتفت لجوري: أذبحها؟!
جوري: خليها على راحتها
عبير: يعني أنت معها؟
جوري: حلو تتعود على الشغل و تعتمد على نفسها أنا بس أخاف إن خالها يدري و يزعل
عبير: لا واضح تأثير ياسمين عليك
في سيارة سيف/ كان طالع من الجامعه ما عنده محاضرات..و كعادته في الأسابيع اللي راحت..سرح يفكر..و التفكير وصله لها..لنجود..يحس فيه شي يشده لذيك البنت..مايدري ليه..يمكن صوتها..أو عيونها..أو طريقة كلامها معه..راح للمزرعه وأخذ الوانيت و راح لحارتها..عشان يتمشى على راحته بدون لا يلفت النظر..و هو يسأل نفسه ليه يسوي كل هذا..وصل للحاره وقت طلعت المدارس..و وقف عند بيتها..في هالسياره.. و في هالحر..لكنه ما كان يحس بشي..كان ينتظرها و بس..من أول الحاره لمحها جايه..عرفها على طول..شافها شايله كتب كثيره في يدها..كتب ثانوي..كانت تمشي معها وحده..مروا من عند سيارته وهو يسمعها..
نجود: ماظنيت في يوم تتعدل ظروفي..أنتي خلاص قولي لها تشريها بأي سعر لازم هالشهر أسدد الفواتير
البنت: على راحتك تعدوا من عنده و مانتبهوا إن فيه أحد في السياره..شافها قدامه تنزل كتبها..و تطلع المفتاح من شنطتها..و تفتح الباب و تدخل..كان سيف يطالعها و يفكر..(هي بنفسها تفتح الباب! و هي اللي تسدد الفواتير! و هي توها بالثانوي..ليه؟ مين ساكن معها في هالبيت؟ مو معقول مافيه رجل في البيت)
حس بالحر من مكيف هالسياره اللي كأنه مايشتغل..و طلع من الحاره..و هو يسأل نفسه..بيرجع مره ثانيه..و إلا بيكتفي من هالخبال اللي صاير فيه..
في واحد من الكافيهات/ كان طلال ينتظر عمر..بعد ماتفقوا يفطرون مع بعض..و شافه من بعيد جاي..و أشر له..جلسوا يفطرون و يسولفون..
طلال: سمعت إن خالد خطب لينا
عمر: من وين عرفت؟!
طلال: يا حليلك يا عمر الخبر وصل لرنا
عمر: اعوذ بالله هاذي أكيد شوق
طلال: ليه رفضتوه؟
عمر يتنهد: لينا مارضت..يا الله وش كثر شايل همها كل ما اشوفها أحس إني مقصر عليها
طلال: أنت ما قصرت في أهلك أبدا يا عمر و اللي تحملته مو شوي و المسئوليه اللي شايلها صعبه لكنك كنت قدها
عمر: احس بالعجز ياطلال يمكن أنت بالذات المفروض ما أقولك هالكلام بس وش أسوي أنت الوحيد اللي أقدر افتح له قلبي
طلال: أفا عليك يا عمر هذا و أنت تعرف غلاتك عندي و تدري إن اللي يضايقك يضايقني قول وش فيك؟
عمر: لينا للحين ما نست يوسف..لو تشوف حالة الإكتئاب اللي تصيبها كل مايتقدم لها أحد..و أنا من غبائي رحت قلت لأمي و ضايقتها..و من اللحين خايف لو تقدم أحد للينا تجبرها أمي توافق أنا شفت هالشي في عيون أمي..مستحيله تخليها كذا..و خايف من ردة فعل لينا لو فرضنا عليها هالشي..مو عارف وش اسوي معها..أنا مو متجرأ و لا افتح معها الموضوع..خايف أشوف لينا اللي اذكرها ذيك الأيام من بعد وفاة يوسف الله يرحمه طلال كان ساكت يسمع عمر..و في نفس الوقت يفكر فيها..بحزنها..بجرحها..و هو بعيد عنها مثل ما كان دائما..تذكر لحظة وفاة يوسف..بعد الحادث..كان ضامه بين يديه..و هو يشوف الدم مغطيه..ما كان يدري هو حي أو ميت..لكنه فتح عيونه و تكلم..مد يده بصعوبه يدور شبكته اللي شاريها للينا..ساعده طلال ومدها له..لكنه ما أخذها..
يوسف بصوت متقطع: لينا تاركها أمانه برقبتك ياطلال..اهتم فيها..أنا عارف إنك تحبها..سامحني حاولت اتركها لك بس ماقدرت....هي الوحيده اللي كانت لي فهالدنيا....لكني بأتركها...
طلال يقاطعه بخوف: يوسف لاتقول كذا أنت...
يوسف يكمل: أنا بأتركها وأنا متطمن إنك ماراح تخليها و أنا فرحان إنكم بتكونون لبعض أوعدني ياطلال ماتزعلها و تهتم فيها هاذي لينا...هاذي لينا... فقد الوعي..و بعد لحظات كانوا في الإسعاف..و هناك كانت عيون طلال تذرف الدمع بدون انقطاع..لين حس بيد يوسف اللي كان ماسكها..رفع إصبعه يتشهد..طالع طلال وجهه بخوف و صدمه..شاف عيونه تناظر لبعيد لكنها كانت توصيه..و بعدها غمض عيونه..و استرخت كل ملامح وجهه..انصدم طلال و جلس يطالع فيه و هو يحس إن كل احساسه تجمد بذيك اللحظه..
انتبه عمر لسكوت طلال..و شاف الدمع اللي تجمع في عيونه..و ندم إنه قال له..
عمر: طلال هذا اللي كنت ما أبيه
طلال يمسح عيونه: ولا يهمك يا عمر أنا مو محتاج أحد يتكلم عن يوسف عشان اتذكره..بس أنت لازم تتعامل مع لينا بهدؤ عمر حب يسكر السالفه لأنه حس إنه ضايق طلال..
عمر: الله يعين..أنت بترجع للشركه؟
طلال: إيه أبوي طالب مني دراسة مشروع و لازم اخلصها اليوم
عمر: يله أجل نمشي أنا بعد عندي تسليم طلبيه
*يوم الخميس* في بيت أبونادر/ كانت رغد في غرفتها تلبس و هي طفشانه..سمعت أحد يطق عليها الباب..قالت له يدخل..و شافت فيصل..
فيصل: مساء الخير
رغد من غير نفس: مساء النور
فيصل: و ليه من غير نفس كان مارديتي أحسن
رغد: فيصل وش تبي؟
فيصل: أول قولي ليه طفشانه؟
رغد: تدري مين بيجينا اليوم
فيصل: إيه عمتي و خالتي
رغد: هذا اللي مطفشني و الأكثر حلا رايحه عند أسيل أبي أروح عندهم
فيصل: رغد أنا عارف إنك تحبينهم بس اللي بيجون اليوم بعد قريباتك و مايصير تتأففين منهم كذا هاذي مو من عوايدك ما عجبها كلامه و عطته ظهرها تسرح شعرها..و هو عصب منها و طلع..نزل و شاف خالته أم سهى جايه..و راح يسلم عليهم..ماكان عندها غير سهى و ولد أصغر منها اسمه سامي..سلم على خالته..بعدين التفت لسهى اللي كانت للحين واقفه بعبايتها..
فيصل: هلا سهى وش أخبارك؟
سهى بنعومه: تمام أنت وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله..هاه كيف الجامعه معك؟
سهى: أريح من الثانويه كثير..ما شاء الله عليك أنت اللي تستقبلنا أجل وينها رغد؟
فيصل: اللحين تنزل
سهى: بأسامحها بس عشانها خلتنا نشوفك فيصل ارتبك والتفت على خالته و شافها تسولف على أمه..
فيصل بإحراج: الله يسلمك..اطلعي لرغد في غرفتها
سهى تجلس: لا لو كانت مهتمه بتنزل بسرعه..و مصيرها تعرف مين اللي يحبها أكثر و يهتم فيها فيصل حس إنه المقصود بهالكلام..عشان كذا استأذن منهم و طلع..و دق على رغد يقولها تنزل بسرعه..أما سهى فكانت فرحانه إنه توتر هذا دليل على إنه تأثر بكلامها و فهمه..أحسن من البرود اللي دائما يكلمها فيه..(صح عليك يا مرام أنا كيف أبيه يحبني بدون ما أبين له حبه اللي في قلبي)
في بيت أم فارس/ وصلت أسماء و أم عمر و أم العنود..و جلسوا البنات يسولفون و تعرفوا على جوري أكثر..لكن حلا و أسيل أغلب سواليفهم كانت عن نادر..عشان يدخلونه غصب في تفكير ياسمين..و ياسمين و لا حاسه فيهم..لكن أسماء انتبهت..
أسماء: أقول حلا وش عندك من جلسنا و أنت تمدحين في نادر لايكون حبيتي ولد عمي!
حلا تشهق: أنا!!
أسيل تضحك: وش فيها اذا حبته نادر يستاهل
حلا تطالعها بقهر: أسيل خليني ساكته أحسن لك أسيل خافت من حلا..عادي تسويها و تقول كل شي..و تخرب اللي يخططون له..مع إنها حست بعدم إهتمام ياسمين..
أسيل: جوري حلا تعالوا نطلع في الحديقه طلعوا من عند البنات..و جلسوا يسولفون عن الجامعه..و مع سواليفهم تذكرت أسيل شي عن رغد و دقت عليها..
أسيل: مرحبا رغد قامت من الجلسه عشان تكلمها على راحتها..
رغد: أهلين
أسيل: رغوده فقدناك ليه مارضيتي تجين؟
رغد: واللي عندي من بيقابلهم
أسيل: ليه من عندك؟
رغد: خالتي و عمتي
أسيل عصبت:يعني سهى فيه؟
رغد: أكيد
أسيل: و فيصل؟
رغد: فيه بعد
أسيل: وش صار بينهم؟
رغد: أسيل وش بيصير يعني هو عند الرجال و هي عندنا
أسيل وصلت حدها: و أنا ليش اسأل؟ أكيد إنك ماراح تعلميني و رمت جوالها على حلا و قامت عنهم..
حلا: هلا رغد
رغد: حلا أسيل زعلت؟
حلا: يعني ما تعرفين نوبات الغيره اللي تجيها
رغد: حلا كلميها ما تهون علي تزعل
حلا: والله بلشنا بهالعبله
رغد: اللحين عندك روميو و جولييت على الأقل قيس و ليلى مالقيتي إلا عنتر و عبله
حلا: والله ما ثبت بعقلي من الأدب غيره
رغد: ما عندك سالفه روحي بس شوفي أسيل
سكرت حلا: تعالي جوري نشوف أسيل
جوري: لا اخليكم على راحتكم روحي شوفيها
حلا: زين أنا بعد ما انصحك تشوفينها بهالحاله..بتدخلين؟
جوري: لا بأجلس شوي هنا.. عادي؟
حلا: خلاص انتظرينا هنا أنا بأجيبها و نجي راحت حلا و جوري جلست تتفرج على الحديقه..و شافت إياد يلعب مع الخدامه و راحت له..و هو أول ما شافها ركض لها..جلست تلعب معه..و قالت للخدامه تروح و هي بتنتبه له..كانت جالسه على الأرض و ترمي عليه الكوره..لكنها شافت إنه مو منتبه لها..و يطالع وراها و يضحك..استغربت منه و التفتت تشوف وين يطالع..لكنها مالمحت غير ظل راح بسرعه..جاء عندها إياد..
إياد: يله نلعب
جوري: مين كان هنا؟
إياد: خالو فارث جوري ارتجفت و التفتت تطالع المكان اللي كان واقف فيه..(من متى واقف؟ وليه؟ مادري ليه يربكني وجوده كذا؟ خلاص أنا مايربطني فيه شي ولازم ما أهتم فيه و لا أفكر فيه..هذا أنا أخيرا لقيت أهل ارتاح معهم و أحبهم ليه أنكد على نفسي و أفكر بشي مو ملكي؟) فارس كان واقف في الجهه الثانيه..يفكر فيها..(وش فيني؟ أول مره أفكر في شي تركته..صح هي اللي تركتني بس أنا بعد ما كنت أبيها..مو اللحين بأفكر فيها بعد ما فترقنا..هي استغنت عني يوم لقت أهلها و أنا بعد مستغني عنها)
طلع له تركي و شافه واقف سرحان و مكشر..
تركي: خير يا فارس وش هالملامح؟
فارس ينتبه: هاه لا ما فيه شي
تركي: وش أخبار الشركه؟ سمعنا عنها أخبار حلوه في السوق
فارس: الحمدلله كل شي ماشي مثل ما خططت له
تركي: طبعا ما ينخاف عليك يا فارس في الشغل بس عاد نبي نفرح فيك فارس جت في باله جوري على طول..و استغرب من نفسه..كيف صارت هي صورة العروس عنده..بس رجع يذكر نفسه إنها ما تناسبه..هو يبي وحده يعتمد عليها..و تساعده..مو وحده يخاف عليها و تحتاجه كل الوقت..
تركي: فارس وين رحت؟
فارس: لا معك وش كنت تقول
تركي: لا واضح معي..كنت أقولك إني احتمال كبير أمسك فرع شركتنا في الشرقيه و للحين ماقلت لأسماء
فارس: يعني بتنتقل نهائي
تركي: يمكن بس أخاف أسماء تعارض تسكن هناك بعيد عنكم
فارس: المره مع زوجها وين ماراح و أسماء أكيد بتفهم
في بيت أبونادر/ كانت مرام معصبه من اتصال أسيل اللي غير رغد..لكن و هم يتكلمون انتبهت لإهتمام رغد الكبير في اخوانها..خاصه نادر..و هاذي النقطه اللي بتدخل لرغد منها..لأنها تعرف شي رغد ماتعرفه..
مرام: يا الله يا رغد لو تشوفين جدة نادر ما تنمل جلستها معذور لو يروح لها كل أسبوع
رغد بإستغراب: تعرفينها؟
مرام: إيه كنا دايم نروح لهم و نطلع مع بعض و دائم كنا نشوف نادر هناك
رغد: بنات خواله كبار
مرام: إيه
رغد: وش رأيك فيهم؟
مرام: كلهم حبوبات و راقيات
رغد: و جدته طيبه؟
مرام: ايه و تحسينها متعلقه في نادر بالحيل..يا الله اشتقت لهم بدت رغد تسألها عنهم..لكنها ما كانت مقتنعه إنها تشوفهم من وجهة نظر مرام..لأنها ما تقتنع فيها..
*بعد أيام* في كلية الحاسب الالي/ كانت جوري في القاعه..و تنتظر الدكتوره..و كالعاده سرحت بعيد..فيه..ما كان يمر يوم إلا يطري على بالها فارس..كانت تحس أحيانا بالندم إنها فسخت خطبتها..و لا تصدق إن وحده مثلها ترفض فارس..مع انها كل ما تسمع عنه أكثر..كل ما تحس بالفرق بينهم أكثر..و المشكله تهتم فيه أكثر..كانت تحس بالفخر إنها في يوم كانت خطيبته..(اه بس لو أعرف هو وش شعوره يوم كنا مخطوبين؟.....و الله مصدقه عمري! اللحين قلة بنات يوم فارس بيفكر فيني) سمعت أحد يدق على طاولة الكرسي اللي هي جالسه عليه..رفعت راسها وشافت وحده من بنات قسمها.. البنت: صباح الخير جوري: صباح النور البنت: جوري صح؟؟ جوري: ايه البنت: أناساره..شكلك كنت سرحانه ماسمعتي ان الدكتوره ماراح تجي التفتت جوري على القاعه اللي كانت قبل شوي مليانه و اللحين فاضيه..و انحرجت انها ما حست بكل هذا.. جوري: مانتبهت ساره: وش رأيك اعزمك على الفطور؟ جوري بإحراج: مابي اثقل عليك ساره: من يقول بتثقلين أنا أبي نتعرف على بعض اذا ما كان عندك مانع جوري ابتسمت: لا طبعا و قامت معها..و صاروا يسولفون عن المحاضرات و الكليه..لين ما وصلوا الكافيتريا..و هناك انصدمت جوري..كانت متوقعه بيجلسون لحالهم لكن ساره عرفتها على شلتها..المكونه من أربع بنات غيرها.. ساره: هاي شله أعرفكم هاذي جوري معي في الحاسب...جوري هاذي شذى و أفنان و خلود و بنت عمها لما رحبوا في جوري و جلست معهم..في البدايه خجلت شوي لكنهم شجعوها..لين صارت تسولف معهم..كلهم كانوا طيبين..بس حست ان لما مغروره شوي..و تحب تاخذ هي الصداره في الجلسه و الكلام.. بعد ساعه قاموا البنات لمحاضرتهم الثانيه..أما جوري و ساره فكانوا عندهم نفس الدكتوره للمحاضره الثانيه..عشان كذا كملوا جلستهم.. ساره: وش رايك في البنات؟ جوري:طيبين يدخلون القلب بسرعه ساره: و أنت بعد كلنا حبيناك جوري سرحت تتذكر بنات عمها اللي هزوا ثقتها بنفسها وحسسوها إنها إنسانه مكروهه..ليه ما كانوا يحبونها..مع انهم أقرب ناس لها في هالدنيا..من لحمها و دمها.. ساره: جوري وين رحتي؟ كنت اكلمك؟ جوري: اسفه ما سمعتك وش كنت تقولين؟؟ ساره تضحك: ياكثر ماتفكرين! كنت اسألك عن ياسمين اللي في ثالث اشوفك تروحين معها كنت احسبها اختك بس أسماءكم مو متشابهه..وش تقربين لها؟ استغربت جوري ان ساره مهتمه فيها لهالدرجه..و بنفس الوقت ما عرفت بإيش ترد عليها..كيف بتقولها انها تقريبا ماتقرب لهم و عايشه عندهم..خافت تغير نظرتها لها..و هي ارتاحت لها.. جوري تتنهد: تقربلي و ماتقربلي ساره تضحك: كيف تجي هاذي؟ جوري: خالها من جدها بس يصير خالي من جدتي...فهمتي؟؟ ساره تستوعب: لا قالت لها جوري قصتها..و بالمره قالت انها ساكنه عندهم..عشان لو كانت بتغير رايها..تغيره من اللحين قبل يتعرفون على بعض أكثر..لكن عكس ماتوقعت.. ساره تعاطفت معها و سألتها بإهتمام عن حالتها في بيت عمها..و ان كانت مرتاحه اللحين في بيت أم العنود.. ساره: مشكوره يا جوري على هالثقه انك تكلميني في شي خاص فيك جوري تبتسم: و مشكوره انك سمعتي باهتمام ساره: خلاص يعني نعتبر بعد هذا صديقات؟ جوري: أكيد
في كلية اللغه الانجليزيه/ طلعت أسيل و رغد من المحاضره الأولى.. أسيل: غريبه ما قالت لنا حلاوه انها ماراح تداوم اليوم رغد تضحك: تلقينها سهرانه كالعاده و ما قدرت تصحى..الله يعافيها اليوم ريحتنا دائم نايمه و حنا ايدنا على قلبنا لا تشوفها الدكتوره أسيل تضحك: و الله فشلتنا كل بنات القسم يتفرجون عليها و هي ولا حاسه تحط راسها على الطاوله من أول المحاضره لاخرها...زين ما شخرت علينا وقفوا عند الممر ينتظرون صديقاتهم اللي تعرفوا عليهم قبل كم يوم..و صاروا يجلسون مع بعض..كانت بسمه و طيف صديقات من الثانوي..و اللحين صاروا الخمسه دائما مع بعض.. طيف: وين كنتم جالسين ما شفناكم؟ أسيل: تأخرنا و حنا ننتظر حلاوه اخرتها ما جت و لا لقينا مكان الا قدام مشوا مع بعض و هم يعلقون على الأحداث اللي صارت في المحاضره..و أول ما وصلوا مكانهم شافوا حلا جالسه سرحانه و مكشره.. رغد: حلاوه!! على بالنا انك غايبه تأخرتي حلا تلتفت لهم: كنت بأغيب بس غيرت رأيي كلهم التفتوا على بعض مستغربين من هدؤها..و ملامحها اللي متضايقه..و جلسوا كلهم.. أسيل تجلس جنبها: حلا وش فيك؟ حلا: أمس شوق طاحت من الدرج و كسرت يدها أسيل تشهق: و صار لها شي؟؟ حلا: لا الكسر خفيف حتى قالوا انها كلها يومين و بتطلع من المستشفى رغد: زين الحمدلله اللي جت على كذا بسمه و طيف: حمدالله على سلامتها ما تشوف شر حلا: الله يسلمكم أسيل تطالعها: و ليه هالتكشيره عاد؟ أنت يا ماتحسين ياتحسين بقوه حلا تتنهد: أنا متضايقه من شي ثاني و الا شوق طمننا عليها الدكتور رغد: وش اللي مضايقك؟؟ حلا: لينا أول من سمع صرخة شوق يوم طاحت كانت في غرفتها و طلعت منها ركض..بعدين كلنا اجتمعنا..أمي يوم شافت شوق كيف تصارخ و مو قادره تحرك يدها ارتفع عليها الضغط..و خفنا عليها تروح المستشفى و راحت لينا و جلست مرافقه مع شوق أسيل: خالتي تعبانه بالحيل؟ حلا: لو كان على اللي صار لشوق كانت متحسنه اخذت دواها و ارتاحت..بس يوم طلعت اوديها غرفتها عشان ترتاح..شافت غرفة لينا مفتوحه و كل شي فيها يشتغل راحت بتسكره مع اني قلت لها تروح غرفتها ترتاح و أنا ارتب كل شي بس هي ما توثق فيني....أو يمكن مكتوب تشوف اللي شافته أسيل: وش شافت؟؟ حلا بحزن: لينا عندها أغراض كثيره ليوسف كانت مخبيتها عننا مشطه..عطره..أوراقه..و ثيابه..كانت حاطتهم على سريرها...انصدمنا يوم شفناهم و عرفت ليه أغلب و قتها تحبس نفسها في غرفتها و تطلع منها كئيبه رغد منصدمه: و أمك وش سوت يوم شافتهن؟ حلا: ثارت و جلست تقول انها أكيد كذا ماراح تنساه و ان تركناها بتنجن لحد ماتعبت و ياله اقنعتها تطلع من الغرفه بدون تلمس شي كانت ناويه ترمي الأغراض كلها أسيل: لا هذا مو حل كذا تنهار لينا حلا: أنا للحين ما قلت لعمر اللي شفناه..رجع امس تعبان و يوم شاف أمي نايمه و تعبانه على باله انها من خوفها على شوق..و أنا يوم جيت الصبح قفلت غرفة لينا و أخذت معي المفتاح أسيل: و ليه داومتي و خالتي تعبانه؟ من عندها؟ حلا: أمي قالت اتصل في خالتي و أروح أسيل: يعني أمي اللحين عندها؟ حلا: ايه رغد: تتوقعين أمك تكلم لينا في الموضوع؟ حلا: مادري بأقول لعمر و هو يتصرف مع أمي أنا ماراح تسمع مني رغد: أنا قايمه اجيبلك فطور شكلك من أمس مو اكله شي حلا: مالي نفس رغد: مو على كيفك قامت رغد..و قاموا معها البنات و تركوا أسيل مع حلا.. بسمه: رغد مين يوسف؟؟ قالت لهم رغد سالفته..و تأثروا فيها..و في حالة لينا.. بسمه: ان كان حال لينا على فراقه كذا...كيف أجل حال اخوك طلال و هو السبب في حادث مات فيه أعز أصدقائه؟؟ سرحت رغد تفكر في طلال..كيف كانت ردة فعله على وفاة يوسف..دائما كانت تتذكر حالة لينا..بس و لا مره فكرت في طلال..تذكرت انها ما شافته يصيح أبدا..كان هادي..لا يصيح و لا يتكلم..تذكرت انه كان حابس نفسه في غرفته ما يطلع منها الا للمسجد..لحد ما يوم جاء له عمر و طلعه..(نسيت يوسف يا طلال؟ كل الوقت اشوفك تضحك و تسولف دائما رايق..معقوله هذا شعورك الداخلي؟ و الا هذا بس شي تبينه لنا؟ صح طلال كان متعلق في يوسف كثير كيف ينساه بهالسرعه..شكل الجرح للحين في قلبك يا طلال و مو بعيد يكون أكبر من جرح لينا..بس أنت تخفيه)
في بيت أم عمر/ رجعت حلا من كليتها..و شافت عمر لحاله في الصاله.. حلا: السلام عليكم عمر: و عليكم السلام حلا تجلس: خالتي راحت؟ عمر: ايه اصريت عليها تروح يوم صحيت ما يكفي جايبينها من الصبح خليها ترتاح حلا: أنا كنت بأغيب اليوم بس أمي ما رضت و قالت لي اتصل عليها..وش أخبار شوق؟ عمر: الحمدلله أحسن اللحين حلا بتردد: عمر أبي اقولك شي عمر: حلا و تستأذن أكيد الموضوع مو هين..قولي حلا قالت له اللي صار أمس..بعد ماراح المستشفى..و عمر كان يسمع و هو مصدوم..و تأكد إن إحساسه كان بمحله.. حلا: أمي ما قالت لك شي؟ عمر بشرود: لا حلا: أكيد نادت خالتي عشان تقول لها عمر يقوم: يمكن حلا: بتكلم أمي..أخاف تقول للينا شي عمر يتنهد بتعب: مادري يا حلا مادري...الله يستر حلا: أنا كنت بأقول لأمي ما تقول لها بس عارفه انها ماراح تسمع مني..تكفى عمر كلمها أخاف لينا تتضايق لو كلمتها أمي عن هالموضوع عمر بحزن: يعني حال لينا اللحين يسر حلا: على الأقل مانزيدها عمر يروح: الله يعين حلا: ماتبي غداء؟ عمر: لا بأروح ارتاح شوي عشان العصر نروح المستشفى..ايه صح جهزي نفسك تنامين الليله عند شوق لأن لينا بتطلع من أمس ما نامت حلا: إن شاء الله
في بيت أم فارس=العصر/ صحت أسيل و نزلت تدور أمها لكنها ماشافتها..راحت المطبخ.. أسيل: لندا وين ماما؟ لندا: راهت مستشفى أسيل: ليه ما قومتني! مع مين راحت؟ لندا: مأ السواق أسيل راحت و هي تتحرطم..(اللحين كيف أروح أنا؟) اتصلت على سيف ولا رد..دقت أكثر من مره ولا رد..(شكله مو عند جواله..و أكيد حلا و خالتي اللحين بالمستشفى..مين يوديني اللحين..ايه صح بأدق على ياسمين يمروني يارب ما قد راحوا) و اتصلت على جوال ياسمين.. أسيل: هلا ياسمين لا تقولين رحتم المستشفى ياسمين: بسم الله سلمي أول..لا مارحنا أمي اخذت السواق و تركتنا نايمات أنا و جوري أسيل تضحك: الحمدلله مو أنا بس اللي طنشوني ياسمين: و أنت بعد في البيت؟ أسيل: ايه و مالقيت أحد يجيبني...انتظري هذا فارس رجع بأقوله يودينا..تجهزوا مع السلامه فارس يطالعها بإستخفاف: و مين قال لك ان فارس فاضي لمشاويرك أنت و اللي تكلمينها أسيل: فارس حرام عليك بأروح أشوف شوق في المستشفى منكسره يدها فارس: ماتشوف شر..بس أنا مشغول دقي على سيف أسيل: مالقيته فارس: كلميها في التليفون أو روحي في زيارة الليل مو لازم تسون جمعه عندها البنت تعبانه و تبي ترتاح أسيل: فارس حرام عليك تلقى جاراتهم زايرينها حنا القراب ما نروح لها فارس يقهرها: الكل راح أنت مو ضروري تروحين معهم أسيل: مو بس أنا ياسمين و جوري بعد ما عندهم أحد يوديهم فارس أول ما سمع اسم جوري غير رأيه.. فارس: خمس دقائق ان مانزلتي بأروح عنك أسيل تركض: ثواني و أجي راحت أسيل وهو يضحك على نفسه..(و بس سمعت اسمها غيرت رأيي! و الله مادري وش أبي فيك يا جوري المشكله اني أدري اني ما أحبك..بس ليه اهتم فيك مادري؟ يمكن للحين مقهور منك)
في بيت أم العنود/ راحت ياسمين للصاله.. ياسمين: جوري لقينا أحد يودينا جوري بفرح: أكيد خالي ناصر ياسمين: لا أسيل بتمرنا جوري: زين أروح البس عباتي ياسمين: بسرعه قبل يجون زين تكرم علينا فارس و بيودينا ترى لو نتأخر يمشي عننا و ما عليه جوري جمدت: فارس اللي بيودينا؟ ياسمين: ايه وش فيك خفتي؟ جوري: لا بس استحي توقعته السواق ياسمين: لا ما فيه غير فارس يله نلبس بسرعه راحت جوري لغرفتها و هي تتمنى تلقى سبب يخليها ماتروح..لكنها مالقت..ما تتخيل نفسها تركب معه.. و بعد عشر دقائق..كانت هي و ياسمين تحت و دقت عليهم أسيل..و طلعوا..مشت ياسمين بسرعه أما جوري فكانت تسحب رجلينها سحب..و اللي زاد ارتباكها..ان ياسمين ركبت ورى أسيل يعني هي بتركب وراه..للحظه حست انها بتركض و ترجع للبيت..بس مسكت نفسها و ركبت.. ياسمين: مساء الخير أسيل و فارس: مساء النور ياسمين: وش أخبارك فارس؟ فارس: الحمدلله و أنت؟ ياسمين: تمام أسيل: كيف الحال جوري ماسمعنا صوتك؟ جوري بهمس: الحمدلله بدت ياسمين و أسيل يسولفون عن شوق و حالتها..و بعد لحظات من سكوتهم..تذكرت أسيل.. أسيل: فارس فارس: نعم أسيل: امم ممكن اطلب منك طلب فارس: لا أسيل: فارس الله يخليك فارس: أحد قال لك إنك ماتنعطين وجه..وش طلبك لايكون مشوار بعد؟ أسيل: إيه بأمر محل هدايا مو حلوه ندخل و يدينا فاضيه ياسمين: معك حق من استعجالنا نسينا حتى حنا فارس يتريق: لا والله! عندي شغل مأجله عشان هالمشوار بعد تبون تطولونه و ما خلص كلامه إلا أحد من الشركه يدق عليه..و بدأ يعطيه تعليماته..و جوري تطالعه..و تسمع صوته الامر..اقتنعت إنها ما بيوم بتكون لفارس..و لو صار هالشي هي ماراح تعرف تتعامل معه..أو تكلمه في أي شي..و لا يمكن يلتقون في شي يجمعهم أبدا.. انتبهت لنفسها و شافتهم واقفين قدام محل هدايا..فرحت إنه وافق يوديهم..يعني فيه شوي إحساس..نزلت مع ياسمين و أسيل.. وفارس يطالعهم..لحظات و نزل وراهم..دخل المحل..و أخذ أرنوب أبيض كبير..وكتب في كرت إهداء لشوق.. جوري كانت واقفه قريب تطالعه وهو يكتب و مبتسمه..ماتدري ليه يوم قرت تنساه..يحببها فيه..الظاهر إنه ناوي مايتركها في حالها..و هذا الدين اللي بتدفعه عشانها تركته..كانت سرحانه بأفكارها..و فزت يوم سمعت صوته وراها.. فارس بإستغراب: بتاخذين هذا لشوق؟ التفتت جوري تشوف هي وش ماسكه..و شافت خداديه حمراء على شكل شفايف..انحرجت و رمتها من يدها بسرعه.. جوري بإرتباك: لا كنت...بس اتفرج و راحت عنه عند ياسمين و أسيل..و أخذت لها شي على الطاير..و هي تحس نفسها قمه في الغباء حاسب عنهم فارس بعد مارفض إن وحده منهم تدفع.. و رجعوا للسياره..كانت تتمنى تسمعه يتكلم مع أسيل..لكن طول الطريق..وهو يسوي اتصالات..و مايتكلم غير في الشغل..و لا أهتم في وجودها..و لا حتى بنظره..و هالشي أحبطها.. وصلوا المستشفى..و نزلوا البنات و هي سرحانه بأفكارها..و ما حست في نفسها و هي للحين جالسه في السياره..و رجعت لها ياسمين.. ياسمين: جوري نمتي؟ جوري بإحراج: هاه لا سرحت شوي فارس: اللي اخذ عقلك يتهنى فيه طالعت فيه و لقته يشوفها بالمرايا..اشتبكت نظرتهم لحظه..قبل تنزل جوري و يروح فارس..
في بيت أبونادر/ كانت رغد تبي تروح للمستشفى عشان كل البنات هناك..بس أمها بعد ما تصلت على أم عمر و قالت إن جاراتهم عندهم..قرت تأجلها لزيارة الليل..لكن رغد انقهرت..و هي طالعه لغرفتها شافت طلال.. رغد: طلال يا عمري أبي اطلب منك طلب طلال: طلب واحد بس! اطلبي اثنين ثلاثه فرحت رغد لأن شكله رايق..و أكيد بيرضى لأن هناك عنده عمر..و أمها و رنا يروحون بزيارة الليل على راحتهم.. رغد: أبي أروح المستشفى أزور شوق طلال: مو أمي بتروح روحي معها رغد: أمي بتروح الزياره الثانيه أنا أبي اللحين كل البنات فيه طلال: أنا أبي افهم هي زيارة مريض أو لمه و سواليف رغد: اثنين في واحد طلال: يله جهزي نفسك أوديك و أمري لله فرحت رغد و راحت باسته قوه..و ركضت لغرفتها تلبس..و بعد دقائق كانت مع طلال في السياره..كانوا يسولفون و يضحكون..و فجأه خطر لها كلام بسمه..و التفتت تطالع فيه تتأكد إن كان هالضحك طالع من قلبه..لكنها ماقدرت تعرف.. و صلوا للمستشفى..و قبل تنزل رغد.. رغد: بتنتظر و إلا بتروح طلال: وين على الله! عسى بتنزلين لحالك؟ رغد: إيه عادي أعرف الغرفه طلال: ولو لازم أوصلك مشت رغد مع طلال..و يوم شافت الزحمه عند المصعد..حمدت ربها إنه نزل معها.. و في الممر اللي فيه غرفة شوق..صادفوا لينا..كانت تمشي و تتكلم مع ممرضه..و تضحك..لكن هالضحكه اختفت..أول ماجت عينها في عين طلال..وقفت مصدومه تطالعه..حتى هو انصدم يوم شافها..و ضغط بكل قوته على يد رغد اللي كان ماسكها..كانت بتصرخ من الوجع..لكن يوم شافت نظرة طلال للينا..كيف مليانه حزن..و إعتذار..و ندم..سكتت و تحملت..دمعت عيون لينا اللي كانت تطالع طلال بحزن..و خوف..و كره..و عطتهم ظهرها و راحت بسرعه..لكنها ما رجعت للغرفه..يوم اختفت من قدامهم..تنهد طلال بحزن..و ارتخت يده عن رغد..اللي كانت تطالعه و معورها قلبها عليه..حس في نفسه و التفت عليها.. طلال: ماراح تدخلين؟ رغد: إلا بس أنت بتروح أو تنتظر طلال: لا بأنتظرك دقي علي إذا خلصتي دخلت رغد و هي نادمه إنها طلبت من طلال يجيبها.. أما طلال..فالتفت يشوف المكان اللي اختفت منه لينا..و رجع و هو شارد..شاف كراسي عند المصعد و جلس..يفكر فيها..(لمتى هالحزن يا لينا؟ لمتى و شوفتي تجرحك؟ لو أظمن إني لو اختفي من حياتك بتنسين كان من بكره ما خليتك تسمعين عني شي) كان يفكر فيها..و شافها مرت من عنده بدون لا تنتبه له..سمعها تصيح..و قفت عند المصعد يوم شافته زحمه..نزلت مع الدرج..خاف عليها..و راح وراها..كان يمشي معها و هي و لا حاسه فيه..و لا حاسه بأي شي..حس بكل جروحه تتفتح..و بحبه المستحيل..يستحيل أكثر و أكثر..ما يقدر يساعدها بأي شي لو كان هذا كل اللي يتمناه..لأن مجرد شوفتها له..عذاب بالنسبه لها.. وقف يوم شاف سيارة عمر من بعيد..و طالعها لين ركبت..(مالي أمل معك يا لينا..كنتي حياتي و للحين ما أقدر اتخيل نفسي من دونك..لكنك ضعتي مني للأبد..ليتني أموت و ارتاح و اريحك..يمكن وقتها تحسين إنك ثأرتي مني و يلتأم جرحك) وقف سرحان بهالأفكار مايدري كم من الوقت..لحد ما طلعه من أفكاره السوداء دق جواله..شاف رقم رغد اللي ماطرت على باله و لو ما دقت كان راح و خلاها.. طلال: هلا رغد: أهلين طلال و ينك مو عند سيارتك؟ طلال: أنت نزلتي؟ رغد: إيه مع خالتي أم فارس طلال: اللحين جاي تنهد بقوه..و أخذ نفس عميق..و رسم إبتسامته المعهوده على وجهه..قبل يروح لهم.. وصل عندهم و سلم على مرة عمه و البنات..و راح هو و رغد.. و في السياره..كانت رغد تطالعه و هو سرحان بعيد..حست إنه تأثر بموقف لينا و نظرتها..هي نفسها انصدمت إن لينا للحين تلومه على اللي صار..أجل هي ما كانت تتخيل إن لينا تتضايق كل ما جابوا سيرة طلال..حست إنها مخنوقه..كانت في هم نادر..ما درت إن عند طلال هم أكبر..
*بعد أيام* في كلية الحاسب الالي/ كانت جوري طالعه من المحاضره و رايحه لمكانهم..و هي تمشي كانت تفكر في اخر مره شافت فيها فارس..كيف ماهتم أبدا في وجودها..و لا عبرها حتى بنظره..و يوم كلمها حست إنه يستهزئ فيها..(هذا هو شعوره اتجاهي و أنا مصدقه عمري و عايشه في الأحلام..متى أطلعك من تفكيري يا فارس و ارتاح) وصلت لمكانهم..بس ما لقت أحد..عرفت إن عندهم محاضره..و كعادتها الأيام اللي راحت إذا مالقتهم تروح تجلس عند ساره و شلتها.. في كلية اللغه الإنجليزيه/ كانوا البنات في المحاضره..و يسولفون بهمس.. أسيل: وش أخبار شوق؟ حلا: من يوم ماطلعت من المستشفى لها يومين و هي مزعجتنا جيبوا لي حطوا لي تقولين كلها متكسره مو بس يدها! رغد تضحك: إيه فرصه تتدلع و تاخذ اللي تبي حلا: اتركينا منها..و قوليلي وين صرنا بخطتنا؟ رغد: قصدك ياسمين و نادر؟ حلا: إيه أسيل: ليه خالتي رجعت لخطبة ياسمين من جديد؟ حلا: لا أمي اللحين لاهيه بلينا بس ماراح ننتظر لين يتكلمون و اللحين زادت على قائمتهم جوري أسيل: تتوقعين يفكرون يزوجونها واحد مننا هي بعد؟ حلا: هي أكثر من ياسمين أسيل: بس كيف بيفكر أحد من العيال فيها و هي كانت مخطوبه لفارس؟ حلا: وش دعوه أخوك يهتم والله مادرى عنها رغد: والله ياسمين و جوري مظلومات ليه مايخلونهم على راحتهم حلا: المفروض بس مين يفهم..ما قلتي وش صار على نادر؟ رغد: قليل أشوفه و أغلب جلساته على الطاير مايمدي افتح له سالفه عنها..بس احس إنه صار يعرف عنها أسيل: المهم يكون حاط في باله إنه يتزوج رغد: صعبه افتح معه الموضوع أخاف يتضايق مثل اخر مره كلمته فيها مع إنها كانت مزحه أسيل: أوف والله ما فيهم أمل اخواننا يخلون عندنا زواج الظاهر بأتزوج أنا و فصولي عشان نفرحكم رغد بعناد: مين قال؟ أول يتزوج الكبير نادر ثم طلال بعدين يجي دور فيصل شهقت أسيل بصوت عالي..و ضحكوا عليها البنات..و هالشي خلى الدكتوره تعصب عليهم و تطردهم..
في المستشفى=المغرب/ كانت ياسمين ترجع الملفات..و طلعت و شافت واحد واقف يبي ملفه..انصدمت يوم شافته..كانت ملامحه قريبه من ملامح أبوها..لدرجة حست إنها تطالع فيه بشبابه..كانت حنان تكلم أحد المراجعين..وهو ينتظر..كانت بتروح له فاتن..لكن ياسمين اللي كانت عيونها معلقه في هالشخص..وقفتها و راحت هي..وصلت عنده و هي تطالعه بتمعن و مو حاسه بنفسها و لا اللي حواليها.. ياسمين: نعم اخوي طلب منها ملف مراجعته..و راحت تجيبه..فتحت تشوف اسمه يمكن يكون قريب لأبوها ما أحد يعرف عنه شي..لكنه كان اسم مختلف..مدت له الملف و راح..و هي تطالعه بخيبة أمل.. ماجد اللي كان واقف يكلم حنان..كان يطالعها من يوم طلعت من الغرفه..و انقهر إنها و لا انتبهت لوجوده..و للحين سرحانه في ذاك.. ماجد: لهالدرجه عاجبك! الله لنا اللي ماحسيتي بوجودنا التفتت ياسمين لمصدر الصوت..و شافته قريب منها..تذكرته..و بعدت عنه و بعيونها نظرة إشمئزاز و قرف..و عطته ظهرها و دخلت الغرفه لين مايروح.. ماجد بإستغراب: أنا أبي افهم هالحلوه ليه مو طايقتني! فاتن: ماجد ياسمين مو مهتمه إلا في شغلها و بس حنان بقهر: إيه واضح إنها مو مهتمه إلا في شغلها و الدليل إنها كانت بتاكل الرجال بعيونها حتى هو خجل منها و هي و لا عليها بس قولي تحب تبين انها ثقيله عشان تجذب ماجد سرح ماجد في الغرفه اللي دخلتها..و هو مو عارف يصدق فاتن أو حنان..لكن كلام حنان كان مقنع له أكثر..لأنه من خلال تجاربه الكثيره..ياما شاف بنات يتصنعون الثقل..(ياسمين..مصيرك تطيحين في يدي..أنا وراك لين أشوف اخر هالثقل)
*يوم الأربعاء* في بيت أم عمر=الصبح/ صحى عمر..الساعه عشر تقريبا..كان مسافر قبل أمس عشان يشوف الطلبيه اللي تأخرت..و رجع اليوم الفجر و أهله نايمين..و لا شاف أحد منهم..ففكر يفاجأهم الصبح بجيته..و هو نازل في الصاله سمع التليفون يرن..انتظر أحد يرفعه لكن ما كان أحد موجود..تأفف وراح يرد.. عمر: نعم البنت: مرحبا عمر: أهلين البنت: ممكن أكلم لينا؟ عمر مايدري ليه بدأ قلبه يدق بسرعه من يوم سمع صوتها..حس بشي غريب..لكن ما قدر يحدد وش هو.. عمر يطلع من الصاله: لينا لينا جايه من الحوش: عمر أنت في البيت؟! حمد الله على سلامتك عمر: الله يسلمك..وحده تبيك على التليفون راحت لينا بعد ما سلمت عليه..و عمر متردد يلحقها أو لا..لكنه مشى وراها..و وقف بعيد يسمعها.. لينا: مرحبا.......أهلين وش أخبارك بعد سهرتنا أمس........أنا و حلا يوم صحينا الصبح قلنا شكلنا نحلم مو معقول مساهير رجعت وكانت سهرانه معنا أمس ..
يتبع عمر انصدم من الإسم..و ثار كل ما بداخله..ما قدر يوقف مكانه طلع لغرفته..و صار يدور فيها بتوتر..فتح شباكه وطالع البيت اللي قدامه..و بالأخص الشباك اللي قدامه..شباكها..(مساهير رجعت! بعد كل هالسنين!!) حس إنه رجع لأيام أول مع إسمها..الأيام اللي ما كان يحمل فيها أي هم لأن أبوه كان حي..أيام ما كانت حياته رايقه و بسيطه..تذكرها..تذكر ملامحها الطفوليه المبتسمه..وابتسم مثل مايسوي كل ماشافها..كانت دائما تضحكه حتى لو كان معصب..رجعت له أيامهم الحلوه و ذكرياتهم..هو و هي و يوسف و لينا و طلال..كانوا دائما مع بعض..ضحك و هو يتذكر كيف خبوها مره مع الأغراض في السياره عشان تروح معهم لمزرعة أبوفارس..و كيف جلست معهم كل الليل بدون ما أحد يشوفها..خلوها عند النخل البعيد لحالها عشان ما أحد يدري عنها..و نسوها..و يوم تذكرها عمر راح لها..و شافها لأول مره تصيح..و لأول مره حس إنها بنت..كان دائما يجلس معها و يكلمها على أنها واحد من أصدقائه..لكن من ذيك الليله عرف إنه يحبها..كان بأول ثانوي و هي بأول متوسط..بس شكلها كان صغير..و لا كأنها تكبر أبدا..بدأ يغير معاملته لها..لكنها مافهمت ليه..و كانت تضحك عليه إذا دلعها أو عاملها بأدب..حاول يفهمها و يلمح لها عن حبه..بس هي لا حياة لمن تنادي..كل همها اللعب والضحك..لكنه ظل وراها لين فهمت بالغصب..و ليتها ما فهمت..من بكره تغطت عنه ولا عاد شافها..لكن أحلامه انقطعت و هو يتذكر يوم وداعها..الوداع اللي هي اختارته..اختارت أبوها..واتركت أمها لحالها..و تركت كل اللي يحبونها..و تركته هو..و من بعدها كل شي بحياته تغير..وغيره..أول وفاة أبوه..بعدها وفاة يوسف الأخو اللي ماتهنى فيه..و حالة لينا اللي يحسبها نست و هي للحين بجروحها..غمض عيونه..(كنت ناسيك يا مساهير و ناسي جرحك لي! ليه رجعتي؟.......بس أنت شي ماضي و راح..أنت اخترتي تبعدين..و ماراح أخليك تأثرين علي مره ثانيه..عمر اللي يحبك تغير) سمع طق على بابه..بعدين ركضت له شوق و سلمت عليه.. شوق: عمر متى جيت ماصدقت يوم قالت لينا إنك رجعت عمر: لينا وين اللحين؟ شوق: تكلم..تدري إن مساهير رجعت..أنا ما أذكرها بس يقولون إنكم كلكم تعرفونها حتى لينا يوم شافتها صاحت من الفرحه عمر: كيف عرفتم إنها رجعت؟ شوق: أمس اتصلت جارتنا أم راشد و قالت بتجي عندنا و جت معها وجلسوا عندنا لحد الليل عمر: و أبوها ليه تركته؟ شوق: توفى و ولد عمها اللي كان خاطبها تركها لأنها رفضت تعيش معه برى عمر انصدم: كانت مخطوبه؟! شوق: ايه عمر عصب: خلاص و أنت على طول مشغله لي راديو بحلقك شوق تفاجأت: أنت اللي تسأل! عمر: لا ماسألت واطلعي عني بأنام شوق: ما تبي فطور؟ عمر: لا ماشبعت نوم طلعت شوق..و عمر وقف عند الشباك يطالع شباكها بقهر..(يعني إضطريتي للرجعه! مو أنت اللي حابه ترجعين..طبعا لو كنت متذكرتنا كان فكرتي تزوريننا السنين اللي راحت..ليتك ما رجعتي يا مساهير)
في الحارات القديمه=الظهر/ مشت نجود وهي حاسه بالسياره اللي تلحقها من طلعت من المدرسه..لكنها ماهتمت لأن بالها كان مشغول في حالتهم..واللي بيصير فيهم..لازم تلقى حل..التفتت تطالع السياره اللي من أسابيع وهي تلحقها..وأحيانا كانت تشوفها تمر في حارتهم..وهي تطل من شباك غرفتها..ماهتمت كثير بهالشي..خاصه إن اللي فيها عمره ماحاول يكلمها..أو يضايقها..بس مع هذا كانت مستغربه ليه يلحقها..وش يبي فيها..سيارته ما كانت من حارتهم..يعني هو يجي بس عشان يشوفها و يروح..ضحكت على نفسها يوم فكرت إنه يمكن يكون معجب فيها..وهالشي خلى فكرة مجنونه تطلع في رأسها..وبدون تفكير..وبكل تهور وقفت..والتفتت على السياره..اللي وقفت معها..راحت للسياره وقفت قريب منها..وهي تشجع نفسها تقول له اللي فكرت فيه..لأن هذا اخر حل عندها أو بتخسر كل شي..لكن أول ماطلع الشاب من سيارته و وقف قدامها انصدمت..كانت متوقعه تشوف واحد عادي..باين عليه إنه سخيف وفاضي عشان يضيع وقته وهو يلحقها..لكن اللي قدامها كان رجل بمعنى الكلمه..طوله..كشخته..ملامحه الجديه.. و حست إنه واحد مستحيل يضيع وقته بشي تافه..كيف إذا كان هالشي ملاحقتها هي..شكت إنها غلطت في السياره..والتفتت تطالعها لكنها كانت نفس السياره..التفتت عليه مره ثانيه لقته للحين واقف يطالعها..رجعت تشجع نفسها تقوله اللي تبي..حتى لو رفض وأكيد بيرفض..بس بتكون حاولت تحمي حقوقها.. نجود: أنت من أسابيع تلحقني صح؟ هز رأسه بمعنى إيه..بدون مايتكلم..و هالشي ريحها وساعدها تكمل كلامها.. نجود: تبي تتزوجني؟ بانت الصدمه عليه..وحست إنه توتر..ومالقى شي يقوله.. نجود: تتزوجني مسيار؟؟ سيف بذهول: هاه! نجود: لازم أتزوج أبي يكون لي ولي أمر غير خالي...إذا كنت ماتبي بكيفك فيه غيرك بيوافق مشت عنه وهي منقهره من تهورها..كيف فكرت إنها تسوي كذا..كيف فكرت إن واحد توقفه بالشارع وتقول له هالكلام..بيوافق..زين ماضحك عليها..أو سمعها كلام يهينها.. بعد ما مشت خطوتين.. سيف: انتظري فزت يوم سمعت صوته وراها.. والتفتت له.. سيف: أنا موافق نجود تتنهد بخوف: خلاص أعتقد تعرف بيتنا اليوم بعد المغرب تعال و مثل ماتعرف هالزواج لا مهر ولا نفقه ولا مسكن يعني مو مطلوب منك شي..ايه وبأقول لأمي إنك قريب وحده من صديقاتي بتلقى أبوجيراننا فيه تكلم معه...وإذا ما جيت اليوم لاتجي بكره لأنه بيكون فيه واحد غيرك مشت عنه و هي تفكر بالطريقه اللي عرضت نفسها فيها..كانت مقتنعه إنه ماراح يوافق..بس كانت تبي تقنع نفسها إنها سوت اللي تقدر عليه..ولاتلقى شي تلوم نفسها عليه..لكنه خيب أملها و وافق..(طبعا وليه يرفض هو وش بيخسر؟ بس كله يهون ولا يأخذ خالي البيت لأن وقتها بأعيش العذاب اللي مايقارن بالعذاب اللي بأشوفه مع هالإنسان اللي مادري وش بيطلع منه..بس مايهم كل شي مايهم ماراح انكسر قدام أحد مهما يصير..وبيجي يوم أكون فيه قادره إني أتحكم بحياتي مثل ما أبي بدون تدخل من أحد) سيف كان واقف يطالعها لين ماختفت عنه..حس إن الشمس حرقته..رجع لسيارته وسند راسه يفكر..(وش فيك ياسيف؟ وش صار لك؟ أكيد أنا انجنيت! وش زواجه اللي بأتزوجه؟ من وحده عرضت نفسها علي بالشارع! بس هي ليه سوت كذا؟ معقوله تكون من هالبنات اللي....وليه لا يعني أنا وش أعرف عنها! لا هي قالت إنها محتاجه ولي أمر..يعني يمكن مضطره..وأنا وش بأسوي؟....لو مارحت أنا بيروح لها غيري) مشى وهو يحس نفسه بين نارين..مو قادر يتخيل نفسه يتزوج هالنوع من الزواج..و لا هو هاين عليه يتركها تروح لأحد غيره.. أما نجود فكانت تمشي بدون وعي..ماتدري كيف سوت اللي سوته..أول ما وصلت الحاره..راحت لبشاير على طول قبل تدخل لبيتها..دقت الجرس بإصرار..لحد مافتحت لها بشاير..و دخلت.. نجود: بشاير الحقيني مادري وش سويت؟! بشاير بخوف: نجود وش فيك؟ تعالي ادخلي نجود وهي تدخل البيت: أمك وين؟ بشاير: مارجعت من شغلها..وش فيك لاتقولين خالك أخذ البيت خلاص أنتم مستحيل تعيشون في بيته نجود: عشان كذا سويت اللي سويته بشاير: نجود لا توقفين قلبي تكلمي نجود: شفتي السياره اللي قلت لك انها تلاحقني من أسابيع بشاير بترقب: ايه؟؟ نجود: اليوم وقفت و تكلمت مع اللي فيها بشاير: تكلمتي معه بإيش؟ نجود: طلبت منه يتزوجني مسيار عشان يكون لي ولي أمر مسئول عننا و خالي ما يأخذ البيت بشاير تشهق: و هو وافق؟؟ نجود: ايه بس مو متأكده ان كان بيجي أو لا بشاير عصبت: ليته ما يجي..حرام عليك يا نجود تضيعين نفسك! يعني ماتشوفين حالتي تبين تصيرين مثلي و أنت أكثر وحده تعرف الذل اللي أنا عايشه فيه..لا تحسبينه هين تكونين سلعه بيدين واحد ما يهمه منك الا.... نجود تصرخ تقاطعها: خلاص يا بشاير لا تكملين أنا عارفه كل هذا بس وش تبيني أسوي؟ ما كان قدامي غير هالحل اللي طرى لي فجأه..يعني تبين خالي يأخذ البيت و نروح نسكن عنده في ذاك البيت اللي كل ليله فيه سهر و شرب والله أعلم بالبلاوي الثانيه اللي ماعرفها..كيف أظمن اني بأحافظ على نفسي هناك؟ يكفي سمعة البيت بين الجيران..على الأقل هذا زواج يحفظني لحد ما يطلع أبوي من السجن و كل واحد يروح في حاله جلست بشاير بيأس ماهي قادره تصدق ان نجود يكون لها نفس مصيرها..البنت لسى صغيره..ماتهنت بحياتها..ليه تعيش الذل..و الحرمان.. بشاير بحزن: اه يالدنيا ماقساها علينا..يارب رحمتك..والله ماتستاهلين هالزواج يا نجود!! نجود بألم: الله يكتب اللي فيه الخير..تعودنا على الهم يا بشاير صدقيني ماتفرق معي واستها بشاير مع انها كانت تدعي انه مايجي..و خايفه لو ما جاء..وش بيصير في نجود و أمها..هالبنت كانت بين نارين..و لاتدري ايهم أهون لها..أما نجود فكانت مقويه نفسها قدام بشاير..لكن من داخلها مرعوبه..و مليانه كره..و حقد..على الدنيا و حالها..على خالها و اللي بيصير زوجها..
في بيت تركي/ كانت أسماء تطالع التلفزيون بعد الغداء و بعد مانومت إياد..جاء تركي و جلس جنبها..حست فيه و هو يطالعها بنظرات غريبه..مثل ماكان يطالعها على الغداء..من يوم رجع من الشركه وهو مو على بعضه.. أسماء التفتت له: حبيبي وش فيك؟ تركي: وش فيني؟ أسماء: أنا اللي اسألك من رجعت و أنت سرحان و ساكت تركي يتنهد: فيه شي بأقوله لك و أخاف أضايقك أسماء بعيون ملاها الدمع: تركي خوفتني وش فيك؟ تركي: هذا أولها دموع! لا والله تشجعين الواحد يقول لك أسماء: تركي لا تلعب بأعصابي تكلم تركي: فرع الشركه الجديد..لازم له مدير مسئول عنه أسماء: اللي في الشرقيه؟ تركي: ايه أسماء: زين و إذا؟ تركي: الشركه جديده و فيها شغل كثير لين تمشي أمورها يعني لازم واحد مننا يمسكها أنا أو محمد اخوي..و تعرفين محمد صعب ينتقل و ينقل عياله من مدارسهم و هي كلها سنه تقريبا بس لحد ماتترتب أمور الشركه أسماء: يعني أنت اللي بتروح تركي: ايه سرحت أسماء تفكر كيف بتترك بيتها..و أهلها..و تروح هناك لحالها..و أكيد تركي بيكون مشغول كثير في الشركه..حتى هو ماراح تشوفه.. أما تركي فكان يطالعها..و متنكد انه ضايقها..يدري انها ما تقدر تبعد عن أهلها..و انها متعلقه فيهم..عشان كذا قال.. تركي: عمري أنا عارف انه مايهون عليك تتركين أهلك..لو بغيتي أنا بأخليك عندهم و أحاول أجي خميس و جمعه اشوفكم أسماء تطالعه بقهر: كذا ياتركي يعني تفكر اني ممكن أخليك هناك لحالك؟ ما أحد يهتم فيك! تركي يبتسم: بأكون أغلب الوقت بالشغل أسماء: و لو كيف أصبر عنك كل هالوقت؟ تركي يضمها: يعني بتروحين معي أسماء تتنهد: و أنا أقدر أخليك حبيبي..لو إنك خربت علي المفاجأه اللي كنت بأقولها لك تركي يبعدها عشان يشوفها: أي مفاجأه؟ أسماء تبتسم: إن شاء الله هالمره نجيب ديم..اللي يتمناها أبوها تركي ما ستوعب: أنتي.... ضمها بقوه وهو يضحك من فرحته..كان يحب البنات الصغار..و يتمنى تجيه بنت..
في سيارة سيف=بعد العشاء/ بعد تردد و تفكير وصل سيف لبيتها..من يوم طلع من بيته و هو يفكر انه يرجع..لكنه ماقدر..و هذا هو قدام بابها..لكنه ما نزل من سيارته..ما يدري ليه وافق..و مايدري ليه مايقدر يرفض..حتى فكرة إنه يتزوج ومسيار بعد وبدون معرفة أهله ماقدرت ترده..ولا زواجه من وحده مايعرف عنها..إلا إن لها أحلى عيون على وجه الأرض..و إن صوتها يذوب الحديد..و هالشي خلاه ينزل من سيارته..و يطق باب بيتها.. صار كل شي بسرعه بدون مايحس..كان يتكلم مع الشيخ و جارهم و يوقع على زواجه منها بدون أي شعور..وفجأه شاف نفسه لحاله في المجلس..بعد ماراح أبوجيرانهم يوصل الشيخ..ماعرف وش المفروض يسوي..أو وش اللي بيصير..لكنه فضل يروح الليله ويجي بكره يكلمها..وقف بيطلع..لكنه سمع أحد يمشي..و بدت دقات قلبه ترجف داخل صدره..وقفت عند الباب.. نجود: السلام عليكم لكن سيف ماقدر يرد..تخيل إنها حلوه..لكن ماجاء في باله تكون بهالروعه..كان فيها جمال زايد عن حده..مايناسب الجلابيه الزرقاء الباهته اللي تلبسها..لكنها مثل اللي يلمس التراب يصير ذهب..خلت هالجلابيه في عينه أرقى لبس ممكن يشوفه..طلع صوته غريب عنه وهو يرد عليها.. سيف: و عليكم السلام استغربت نجود من طريقة نظرته لها.. نجود: أبوسعد راح؟ سيف مبلم: هاه نجود: أبوسعد جارنا سيف: وش فيه؟ نجود: كنت أسألك اذا راح كانت مقويه نفسها و هي داخله و تبي تبين له من أولها انها مو ضعيفه..و مو خايفه منه..عشان مايسوي فيها اللي يسويه زوج بشاير فيها..لازم تكون قد تهورها..لكن هاللحين و هي تشوفه..ما صارت تعرف وش تقول أو وش تسوي..و ندمت على اللحظه اللي وقفت فيها و كلمته..تمنت تكون حلت مشكلتها بالزواج من أي أحد غيره..لأنها ماتدري ليه مو مرتاحه له..و تحس انه يسبب لها شعور غريب..مايخليها تقدر تتنفس.. قرب منها و هو ناسي كل الدنيا و مو حاس إلا فيها..وقف قدامها..حط يدينه على أكتافها..و أول ماحست بدفاهن ارتجفت..رفع راسها بيده و خلاها تطالعه..كانت تتوقع تخاف من نظرته..تتوقع نظره مثل اللي كلمتها عنها بشاير..نظرة واحد يقيم البضاعه اللي أخذها..لكن اللي صدمها..كانت النظره غير @،،النزف الحادي عشر،،@
في بيت أم عمر/ صحى عمر و شاف الوقت ليل..ما عرف كم من الوقت نام..و لا عرف الأفكار اللي كانت تضج براسه حقيقه أو أحلام.. مل من تقلبه..شاف ساعته لقاها عشر..قام و هو يتأفف..(و كأن هذا اللي ناقصني!) طلع من غرفته و نزل تحت و شاف حلا في الصاله..قامت تسلم عليه..و بعد ماجلست.. حلا بفرحه: تدري إن مساهير رجعت عمر يطالعها بإستخفاف: و الله بدري! كان انتظرت عشر سنين أحسن حلا: لا هي..... عمر يقاطعها: تراي جوعان روحي خليهم يجهزون العشاء مو فاضي أنا اسمع قصة حياة مساهير راحت حلا للمطبخ..و شافت لينا و شوق.. حلا مبرطمه: عمر صحى جهزوا العشاء لينا: وش فيك مكشره؟ حلا: متحمسه بأسولف لعمر عن مساهير أبي اشوف ردة فعله إذا عرف إنها رجعت اخرتها ما هتم و فشلني لينا تبتسم..(كنت عارفه إنك تغيرت يا عمر مو أنت عمر الأول اللي فاضي يحب و يسأل و يهتم..الظاهر إنك نسيتها من زمان) شوق: حتى أنا اليوم الصبح قلت له إنها رجعت و بعد ما سألني و أخذ الأخبار مني عصب علي و قال تراك أزعجتيني حلا بخبث: و مسويلي فيها ثقيل و مايبي يعرف أخبارها وهو اخذ التفاصيل من رويترز لينا: تتوقعين للحين يفكر فيها؟ حلا: على الأقل مقهور منها لأنه قال(تقلد لهجة عمر) بدري كان انتظرت عشر سنين دخل عليهم عمر و سكتوا فجأه..و كل وحده تطالعه.. عمر: خير أول مره تشوفوني! حلا تصرف: لا بس اشتقنالك هاليومين اللي سافرت فيهن ما لقينا أحد يهاوشنا على العشاء_كانوا جالسين يسولفون..لكن حلا كانت تطالع عمر و ناويه تتسلى فيه..(مو مسوي نفسه و لا هامه بنشوف) حلا: تدرين يمه لازم نسوي عزيمه لكل الجيران عشان نحتفل برجعة مساهير لينا: والله فكره عمر: الحمدلله أم عمر: وين ما أكلت شي! عمر: شبعت لازم اطلع اللحين راح و حلا تطالعه بخبث..(أبي افهم ليه مو طايق سيرتها؟ زين ما يحبها بكيفه لكن ليه معصب عليها؟)
في بيت أم راشد/ كانت مساهير تدور في غرفتها و هي تفكر..(كل شي تغير..كنت احس إني راجعه لحياتي اللي قبل..نسيت إن خمس سنين وقت طويل ما يبقي أحد على حاله..أبو عمر توفى..و يوسف توفى و طلال السبب و لينا اللي متعلقه للحين بالماضي صرت احسها بقايا إنسانه..اه وعمر..وش تأثير كل هذا عليه؟ تغيرت أنت بعد؟......ياليت اعرف ردة فعلك إذا عرفت برجعتي؟ تهتم؟ أو الحب القديم مات في قلبك..و صرت في حياتك اسم مثل باقي الأسماء) تمنت إنها ماتركتهم زمان..تمنت إنها عاشت معهم أحزانهم..قهرها شعور إنها غريبه بين أهلها..لأنها من يوم رجعت حست إنها لقت نفسها..كل السنين اللي عاشتها مع أبوها و عمانها ما كانت تحس بحياتها..كانت تمثل إنها منهم..مع إنها و لايوم حست بالإنتماء لهم..(أمي و راشد تقبلوني بسرعه و حسيت إنهم مثلي فرحانين برجعتنا لبعض..و لينا و حلا و خالتي أم عمر كلهم ما نسوني حسيت إني للحين غاليه عندهم و كأني ما غبت كل هالسنين..بقى أنت يا عمر؟......و الله إني غبيه..على بالي إني للحين مراهقه..خلاص أنا كبرت و عمر أكيد كبر تفكيره..و صرت مجرد ذكرى من أيام الطفوله ما تثير فيه اللحين أي مشاعر..)
*من بكره* في بيت نجود/ صحت نجود الفجر..و يوم شافت سيف نايم جنبها كانت بتصرخ..لكنها مسكت نفسها و تذكرت إنها تزوجت..و الظاهر زوجها ما يضيع وقته..قامت من سريرها..و طلعت من غرفتها كلها..راحت تسبحت و بدلت ملابسها..لبست بنطلون جنز رمادي باهت و قديم..و تي شيرت واسع و طويل لونه أسود..و رفعت شعرها الأسود الطويل و لفته باخر راسها..شافت نفسها بالمرايا..و ارتاحت لمنظرها اللي ما يلفت النظر أبدا..و ما فيه أي أناقه أو أنوثه..صلت الفجر و هي تدعي ربها يكفيها شر هالحياة الجديده اللي دخلتها..و راحت لغرفة أمها و شافتها تصلي..طلعت و راحت للمطبخ تسوي فطور لأمها..عشان تأخذ علاجها..أخذت الخبز من الثلاجه و راحت تسخنه على النار..و طلعت البيضتين اللي أخذتهم من الجيران عشان أمها اللي محتاجه أكل يحسن صحتها..سوت لها حليب و هي تطالع العلبه اللي مابقى فيها شي لبكره..و تتحسر..توه باقي يومين على معاش الشوؤن اللي ياخذونه..راحت لأمها و شافتها في الصاله.. أم نجود: نجود؟ نجود تحط الفطور: صباح الخير يمه أم نجود: صباح النور راحت لها و هي واقفه تتسند بالجدار عشان تعرف طريقها..و مسكتها مع يدها لين ماجلستها.. و عطتها فطورها.. أم نجود: وش أخبارك يمه؟ نجود: الحمدلله أم نجود: افطرتي نجود: هذا أنا افطر و بدت تشرب من الماء اللي جايبته عشان تقنع أمها إنها تفطر معها.. أم نجود: و زوجك وينه؟ نجود: نايم أم نجود: يعني هو للحين هنا؟ نجود: إيه أم نجود: سويتي له فطور؟ نجود: هذا اللي ناقص نفطره بعد! يروح يفطر عند أهله أم نجود: أجل وديني غرفتي أخاف يصحى ودتها نجود غرفتها..و هي عارفه إن أمها ماتبي تشوف هالزوج..و لا هي راضيه عن الزواج كله..بس ما كان بيدها حل إلا إنها تعارض أمها هالمره..يعني إذا ماتصرفت هي من اللي بيتصرف..خافت إن خالها يضغط عليهم و يضطرون يبيعون البيت..طالعت غرفتها بقهر..و هي تتمنى تستأصلها باللي فيها من البيت كله..(وش فيه هذا ما يقوم؟) في غرفتها_صحى سيف..مصدع راسه من صوت المكيف العالي..و هو حاس بالحر..و كأن هالمكيف على هالإزعاج مايشتغل..غمض عيونه يستوعب وش صار..تذكر أمس..كيف نسى الدنيا..و لا كان مهتم إلا فيها..(نجود! اه يا نجود وش سويتي فيني؟) فتح عيونه يطالع المكان اللي هو فيه..غرفتها..دارت عيونه فيها..شاف جدرانها المتصدعه..و تسريحتها اللي كانت مرايه معلقه على الجدار وطاوله..ما عرف هي مكتبه أو تسريحه..كان عليها كتب و أقلام..و شاف دولابها اللي كان بدرفه وحده و الثانيه مكسوره..و انتهى بسريرها الصغير اللي رجلينه تعدته و هو نايم عليه..جلس على السرير و شاف وسادتها..كانت كاتبه عليها بقلم أخضر..{نجودي أنت قويه..نجودي تحدي الأيام..نجودي في النهايه بتنتصرين} ابتسم بحزن..و التفت لغرفتها كانت صغيره بالحيل..لدرجة إنه يحس إنه ملاها..(يعني اللحين أنا متزوج! وش بيصير بعدين؟ ماتخيلت نفسي أنزل أبدا لهالمستوى..زواج مسيار! و أنام مع وحده ما أعرف عنها غير اسمها! مادري وين راح عقلي و تفكيري؟حاس إن كل اللي أنا فيه خطأ بخطأ..و هي ياترى وش تحس فيه اللحين؟ وش تقول عني؟) كانت الأفكار تدور في راسه..و يحس ان ما فيه أي طاقه..و مو قادر يركز تفكيره و يعرف وش بيسوي..(لازم اصحصح أول و اخذ وقت ارتب فيه أفكاري..واللي بأقوله لها) و كأنه بطاريها استحضرها..شافها واقفه عند الباب..تطالعه بنظرات خاليه من أي مشاعر..حس بنبضاته تزيد أول ما شافها..كان وجهها مثل الصبح ..ابتسم لاشعوريا..و نسى كل اللي كان يفكر فيه.. سيف: صباح الخير نجود: صباح النور سيف كان يطالعها يحاول يعرف إحساسها..لكنها كانت عاديه..تكلمه و تطالعه و كأنهم من سنين مع بعض.. سيف: أبي اخذ لي شاور نجود تأففت بسرها..(الظاهر إنه ناوي يطول..هذا ما عنده أهل يروح لهم؟ لايكون مقطوع من شجره و أتورط فيه! ناقصه أنا مصاريف) سيف يطالعها: فيه شي؟ نجود: لا تعال معي مشى وراها سيف و هو يطالع البيت و يطالعها..وقفت عند باب الحمام.. نجود: بأروح أجيبلك منشفه راحت نجود و سيف يطالعها..مستغرب كيف تكلمه و تتصرف معه عادي..و هو كان منحرج و ياله يتكلم.. بعد ربع ساعه طلع سيف..دورها في غرفتها ماشافها صلى الفجر..و رتب الكلام اللي بيقوله لها..و نزل تحت..و شافها واقفه عند باب المدخل....راح و وقف جنبها..كانت السماء زرقاء..و الصبح توه بدأ يطلع..و نسايمه الخفيفه أرست لوجهه خصلات انفلتن من شعرها..شم فيهن ريحة الورد..حس ان الدنيا واقفه على هاللحظه..و سرح لبعيد..لكنه و بصعوبه رجع نفسه للواقع عشان يقدر يكلمها.. سيف: نجود لازم نتكلم نجود تلتفت عليه..و تتقدم خطوتين و تجلس على درج المدخل.. نجود: تكلم اسمعك سيف بإستغراب: هنا؟! نجود: إيه جلس مثلها على الدرج..و صار قريب منها..و يوم التفتت عليه و شاف ملامحها و بالأخص عيونها نسى كل الكلام اللي كان بيقوله.. سيف: نجود ليه كنت مضطره لهالزواج؟ نجود: مثل ماقلت لك أمس أبي ولي أمر لي غير خالي لأنه يبي ياخذ البيت هو باع حصته في البيت لأمي من سنين لكن اللحين يبينا نبيعه و نروح نسكن عنده سيف يطالع البيت المتهالك و هو بنظره إنه مايسوى تضحي بنفسها عشانه.. سيف: أبوك متوفي؟ نجود: لا في السجن سيف كان بيشهق لكنه مسك نفسه.. سيف: ليه؟ نجود: عليه دين ما قدر يسدده سيف: و أنت ماعندك أقارب؟ اخوان؟ نجود: لا سيف: و مين اللي يصرف عليكم؟ نجود: ناخذ معاش من الشؤون سيف: و مين مسئول عنكم؟ يعني إذا احتجتم شي نجود: أنا مو محتاجه لأحد سرح سيف يستوعب الكلام اللي سمعه و يحاول يتخيل حالتها..ما توقع إنها وحيده و فقيره لهالدرجه..يطالعها و يحس إن كل هالمكان ماتستاهله.. أما نجود فكانت مستغربه ليه يسأل..و توقعت إنه يبي يتطمن إن ما فيه لها أحد بهالدنيا يحاسبه عشان يجي عندها و يروح على راحته..و احتارت هو ليه للحين ماراح..مو بشاير تقول إن زوجها أول مايصحى يروح..هذا وش يبي للحين جالس.. سيف: أنا بأروح اللحين تبين شي؟ نجود بإستغراب: لا وش راح أبي يعني! سيف: أي شي يمكن تكونين محتاجته نجود: لا قلت لك مو محتاجه شي من أحد سيف: بس أنا مو أي أحد أنا زوجك..عندك جوال؟ نجود تطالعه بقهر..(وش فيه هذا مايفهم أو مو صاحي..اللحين مايشوف البيت و الحاله اللي حنا فيها..بعد كل هذا يسأل عندك جوال) نجود: لا سيف: أجل كم رقم تليفون البيت؟ نجود: ما عندنا خط ثابت سيف يتنهد: زين أنا رايح مع السلامه نجود من غير إهتمام: مع السلامه طلع سيف و ركب سيارته وراح للمزرعه عشان يأخذ سيارته الأصليه..(حياتها غريبه..ما تخيل ان فيه بنت بعمرها تتحمل كل هالمسئوليه لحالها..كل اللي مرت فيه أكيد هو اللي خلى عندها هالقوه و الإعتماد على النفس..بس هي وش تحس في هالزواج؟ عندي إحساس إنها و لا فارق معها متزوجه أو لا) أما نجود فأول ما طلع سيف راحت تتطمن على أمها..ثم راحت لبشاير..اللي خافت يوم شافتها جايه بدري كذا.. نجود: زين لقيتك صاحيه بشاير: و أنا قدرت أنام أصلا نجود: ليه صاير شي؟ بشاير: كنت أفكر فيك..نجود مو قادره أصدق إنك تزوجتي مسيار نجود: و لا أنا للحين مو مصدقه قبل شوي يوم طلع من عندي حسيت إني افتكيت و مابي أفكر إنه بيرجع مره ثانيه بشاير: و كيف لقيتيه؟ نجود تتنهد: مادري احس تصرفاته و نظراته حتى كلامه غريب بشاير: ليه؟ نجود: ما رتحت له خاصه نظراته احسها تأخذ كل الأكسجين مني لين ما أقدر اخذ نفسي بشاير: أكيد نظرات تفحص نجود: هذا اللي كنت متوقعته بس لا مو كذا بشاير: أجل كيف؟ نجود: احسه و هو يطالعني سرحان و يفكر بشي ثاني بشاير: و الله ما فهمت عليك! زين تكلمتم قالك متى بيجي مره ثانيه نجود:لا..بس سألني عندي أقارب و مين يصرف علينا.....ايه و قبل يروح سألني لو كنت محتاجه شي بشاير: يمكنه اللحين فرحان فيك يعني أول الزواج دائما كذا يكون متحمس قبل يمل لكن إذا تعود عليك يبدأ هو اللي يطلب مو أنت..هو كبير؟ نجود: لا تحسينه بالعشرينات بشاير: ما عرفتي عنه شي؟ نجود: لا كان كل همي إني ارتاح منه بشاير: للحين ما نقدر نعرف مين هو أو كيف بيعاملك..الله يستر منه نجود: و لا يهمك أنا ماراح أكون ضعيفه قدامه
في بيت أم فارس/ رجع سيف و أهله للحين نايمين..و دخل غرفته و أخذ له شاور على مستوى و بدل ملابسه..و جلس على السرير وملامح نجود و صوتها تدور في باله..و فز يوم انفتح الباب فجأه.. أسيل بقلق: سيف الحمدلله إنك جيت وين كنت؟ سيف: صاير شي؟ أسيل: لا بس خفت عليك ما نمت و أنا انتظرك..و من أمس ادق عليك مقفل جوالك سيف بإرتباك: أنا..كنت ناسي اشحنه..جلست في شقة واحد من العيال و راحت علي نومه أسيل: المهم إنك بخير..افطرت؟ سيف تذكر إنه حتى ما تعشى..و توه يحس بالجوع.. سيف: لا و ميت جوع أسيل: اللحين اخليهم يجهزون لك فطور طلعت أسيل و سيف يطالعها بحنان..كانت دائما تحبه حيل و تهتم فيه..و سأل نفسه لو عرفت إن هالأخو اللي تعزه و تفتخر فيه يكذب عليها و إنه متزوج مسيار..وش بتكون نظرتها له..وش بتكون نظرة أهله..(مع كل هذا مو قادر أتراجع فيه شي يشدني لك يا نجود و مو قادر أقاومه..احس إنك محتاجه لي..و ما أقدر اخليك لحالك)
في بيت أبونادر=العصر/ كانت رغد جالسه في الصاله مع رنا و أمها..و دخل عليهم نادر و طلال..و جلسوا يتقهون معهم و يسولفون..أما رغد فكانت سرحانه تفكر في إخوانها..نادر و طلال..كل واحد عنده هم مو معترف فيه..(نادر صار أحسن اللحين على الأقل صرنا نشوفه يجلس معنا لو كانت هالجلسه ما تكمل ساعه و حتى صار يطلع كل جمعه مع الشباب و يدخل معهم..بس طلال مين يقدر يشيل من باله عقدة الذنب اللي يحسها اتجاه لينا) طلال: رغوده وين رحتي؟ رغد: أفكر طلال: في إيش؟ رنا تتلقف: بالفلم اللي شافته اليوم و طلعت و عيونها منفخه من الصياح فيصل يدخل: و أنا أقول وش جاب الهنود في حلمي أثاري هذا صوت تلفزيونك أنا الغلطان اسكن جنبك صدق لا قالوا أختار الجار قبل الدار رغد: أشوفك صحيت بدري..ليش توك تقوم؟ فيصل: من إزعاجك مانمت إلا بعد ما خلص الفلم رغد: نادر أنت سمعت شي؟ نادر: لا رغد: شفت إنك كذاب فيصل: نادر غرفته قدامك مايسمع أنا جداري بجدارك طلال: عاد هي وش ذنبها كان أذانيك تسمع من ورى الجدران رغد تضحك: حلوه و دق جوالها..و فيصل قريب منه و أخذه يشوف الرقم بحماس..توقعها أسيل..لكنه بعد ماشاف إسم مرام رماه على رغد بملل..كان مقهور له سنه ما سمع صوتها..و من يوم تغطت عنه ما في يوم خدمته الصدفه و خلته يشوفها.. ردت رغد.. رغد: مرحبا مرام: أهلين رغد وش أخبارك؟ رغد: تمام و أنت؟ مرام: الحمدلله..وش عندك اليوم؟ رغد: مادري للحين ماعندي شي مرام: خلاص أنا عازمتك أنت و سهى و قولي لأسيل و حلا يجون بعد لأن ماعندي أرقامهم رغد تفاجأت: سهى بتجي عندك؟ مرام: إيه أمي عازمه أمها و بتعزم أمك بعد رغد: زين أكلم البنات و أقولك مرام: انتظرك مع السلامه رغد: مع السلامه سكرت رغد.. أم طلال: وش تبي مرام؟ رغد: عازمين خالتي و تبي تعزمنا وتبيني أقول لأسيل و حلا يجون أم طلال: ليه البنات مو رايحات مع الحريم للزواج؟ رغد: أي زواج؟ أم طلال: زواج وحده من معارف أم فارس رغد: أكيد لا..أمس في الكليه ماقالوا شي أم طلال: زين أجل قولي للبنات يجون معنا..ياحليلها مرام تبي تتجمعون مع بعض قامت رغد تدق على أسيل مع إنها عارفه جوابها من اللحين.. أسيل: أهلين رغوده رغد: هلا أسيل أسيل: رغد وش رأيك تعزميني عندك؟ رغد: أنا داقه أعزمك أنت و حلا أسيل بفرح: والله! أنا أقول ما فيه أحد يحس فيني مثل رغودتي..بس حلا ماراح تجي مسوين حفله لبنت جارتهم أم راشد اللي رجعت رغد بخوف: إيه بس أنا مو داقه أعزمك عندي أسيل: أجل وين؟ رغد: مرام دقت تعزمنا عندها أسيل: أنت من صدقك؟ رغد: إيه عازميننا و خالتي و قالت أناديك أنت و حلا أسيل بقرف: مالت عليها هذا اللي ناقص أروح لها بيتها بعد! رغد: كنت حاسه إنك ما بترضين..أسوله تكفين عشاني مابي أروح لحالي أسيل: استحاله رغد: لكنها عزمتك يمكن تبي تبدأ من جديد أسيل: لا جديد و لا قديم هي متأكده إني ماراح أجي رغد: خلاص اقهريها و تعالي معي أسيل: لا ما عندي إستعداد أرفع ضغطي..لا و سهى فيه بعد ماطيقها و إذا بدت تسبل بعيونها كل ماجاء طاري فيصل ودي أقوم اذبحها رغد بملل: يعني أروح لحالي؟ أسيل: لا تروحين تحججي بأي شي رغد: ما أقدر خاصه إذا كانت أمي رايحه لهم أسيل: أوف أنا عارفه وش جايبهم من الشرقيه كانوا مريحين! رغد: زين وش بتسوين أنت؟ أسيل: مادري بأشوف إذا أسماء في البيت أو بأروح لحلا رغد: أوكي مع السلامه أسيل: مع السلامه والله يعينك رجعت رغد عند أهلها..و فيصل كان متحمس يوديهم عشان يشوف أسيل.. أم طلال: هاه بيجون عمتك دقت تسأل؟ رغد: لا أم طلال: ليه حرام عليهم يفشلون مرام و هي أول مره تعزمهم رغد: أسيل بتروح لأسماء.... أمها تقاطعها: والله أسيل مادري وش فيها صايره كذا ماتستحي..كم لها عمتها في الرياض و لا مره راحت لبيتها كل يوم طالعه بحجه شكل قامت عنهم..و رغد تفكر لو أسيل عرفت وش قالت أمها لا و قدام فيصل..وش بتكون ردة فعلها..حتى فيصل قام معصب لأن الفرصه اللي كانت بتخليه يشوفها هي ضيعتها بعنادها..طالعته رغد بإستغراب.. طلال: أوه زعلوا على الحبيبه و مارضى عليها رغد: أمي تبالغ و إذا انشغلت أسيل و ماراحت مافيها شي عادي رنا: معذوره أسيل أنا اطفش إذا رحت عند عمتي رغد: خلاص اسكتي لاتسمعك أمي مو ناقصين رنا: خلاص عشان ماتزعل أمي دقي على حلا هي عادي تجي و خليها تجيب شوق معها رغد: والله مصلحجيه تدور وناستها..أصلا حلا و أهلها عندهم عزيمه بمناسبة رجعة بنت جيرانهم اللي راحت من سنين طلال يتذكر: مساهير؟! رغد بإستغراب: مادري بس أسيل تقول بنت أم راشد طلال انصدم: مساهير رجعت؟ رغد: تعرفها؟ طلال: إيه اتذكرها كانت دائما تجلس في بيت أم عمر و كأنها ساكنه عندهم ابتسم طلال و هو يتذكر ذيك الأيام..أيام كانت الفرحه تعرف طريقها لقلبه..و الأهم تعرف طريقها للينا..تمنى يدفع عمره بس يشوفها لينا اللي يتذكرها..تخيل لو يوسف ما مات..كان يمكن لو عرف إنها مرتاحه..يقدر ينساها..بس يمكن رجعة مساهير ترد شوي من لينا الأولى.. طلع من أفكاره..و ماشاف عنده إلا نادر.. طلال: بسم الله وين رغد و رنا؟ نادر يبتسم: اللي اخذ عقلك قبل شوي طلعوا طلال: و أنت ماراح تطلع نادر: إلا رايح للشرقيه طلال: الخميس عاد! مايمديك نادر: بأجلس هناك أسبوع طلال: يعني مو معنا في الطلعه بكره؟ نادر: لا زواج ولد خالي الأسبوع الجاي و أبي أساعدهم طلال: يله نشوفك على خير نادر: سلم على الشباب و اعتذر منهم
في بيت أم سامي/ لبست سهى و كشخت على الاخر..و هي تحط لمساتها الأخيره..سمعت جوالها يدق..شافت رقم مرام و ابتسمت.. سهى: هلا مرام بفرح: خطتنا نجحت سهى: والله! مرام: و أنت عندك شك؟ انها كانت بتوافق تجي سهى: مادري قلت يمكن عشان رغد مرام: لا حبيبتي هي تعرف زين اننا مانطيق بعض..بس اللحين أنا عند رغد و خالتي أم طلال اني الطيبه اللي تبيها و هي المغروره اللي شايفه نفسها..وش رأيك في أفكاري؟ سهى: خطيره و أنا بعد مو هينه مرام: و أنت وش سويتي؟ سهى بفرح: خليت سامي يروح بالسواق لصديقه و كذا ماصار عندنا أحد يجيبنا لكم غير فيصل مرام: حلو اللحين تعجبيني..و صدقيني كلها مسألة وقت و نفتك من أسيل سهى: أتمنى لأنه بيصير صعب اني أخسر فيصل بعد ما صار عندي هالأمل مرام: ما بتخسرينه خليك وراي و ما بتخسرينه..بس اللحين اذا جاء لازم تسوين اللي أقولك عليه سكرت سهى و فكرة مرام تدور في بالها..أعجبتها الفكره بس خافت ان ردة فعل فيصل تكون عكس توقعات سهى..و ترددت تسويها أو لا..لكنها و هي تنزل مع الدرج و تسمع صوته لحاله..نزلت بكل تهور و نفذت الخطه.. وقفت قدام فيصل تمثل انها مصدومه بوجوده..قبل تغطي وجهها بيدينها و ترجع من الصاله اللي كان واقف فيها..كان قلبها يدق بقوه و لا عرفت كيف كان شعوره يوم شافها..أو حتى ان كانت مثلت زين انها انصدمت بوجوده..(كنت مرتبكه ما نتبهت كيف ردة فعله..أخاف باين اني قاصده أدخل..لا لو بان هالشي بأطيح من عينه أكيد..الله يستر من فكرتك يا مرام) بعد دقايق كانوا معه في السياره..ما تجرأت تسلم عليه كالعاده..و لا هو حاول يسلم عليها أو يكلمها..حست انه غريب حتى بكلامه مع أمها..لكن ماقدرت تفهم وش ردة فعله على اللي صار..لأنها كانت متوتره و خايفه..و هي تعيد الموقف اللي صار يمكن تتذكر كيف كان يطالعها..أو كيف هي مثلت الموقف..بالنهايه تمنت انها ما سوت هالشي..هي مو متحمله ان فيصل مو حاس فيها كيف بتتحمل لو عرفت انه مستحقرها..
في بيت أم عمر/ رجع عمر للبيت من المصنع..عشان يبدل ملابسه و يطلع مع شلته..لكنه و هو يدخل شاف الخدامات يرتبون البيت و يدخنونه.. راح للمطبخ..و هناك شاف لينا و لأول مره متحمسه و هي تجهز و ترتب الحلويات اللي قدامها.. عمر: خير وش عندكم؟ لينا بحماس: مو قلنا اليوم بنسوي حفله بمناسبة رجعة مساهير عمر حس بالقهر..لكنه كتم هالشعور مايبي يخرب على لينا فرحتها..و يمكن هذا الشي الوحيد اللي بتفيد فيه رجعة مساهير.. عمر: شكلك فرحانه برجعتها؟ لينا: طبعا يا عمر هاذي مساهير هاذي أختي..بس أنت شكلك نسيت و إلا كان ماسألت هالسؤال! عمر..(ياليتني نسيت..كان ماحسيت بالقهر اللي أنا حاس فيه اللحين لدرجة لو أشوفها قدامي خنقتها بيديني) عمر: خمس سنين تنسي يا لينا لينا بحزن: لو كنت تحب بصدق ماراح تنسى لو بعشرين سنه عمر حس ان هالكلام عن يوسف..و تنهد على حال لينا..اللي دائما شاغل باله.. عمر يغير الموضوع: ولو اني أشوف انها ماتستاهل هالحفله بس عشانك باسأل محتاجين شي؟ لينا: حرام عليك يا عمر ليه حاقد عليها؟ عمر: أنا مو حاقد و لا مهتم فيها أنا بس أذكر انها تركت أمها و راحت وراء أبوها بس عشان فلوسه لينا بدفاع: عمر لا تقول كذا أنت عارف ان مساهير كانت متعلقه في أبوها بعدين أم راشد كان معها راشد عمر بملل: قفلي على هالموضوع يا لينا لأني مالي خلق..و قوليلي تبين شي؟ لينا: لا مشكور ما تقصر عمر: زين أنا طالع أبدل و بأروح عند العيال تركها عمر و طلع لغرفته..و هناك فتح شباكه و شاف غرفتها للحين بستايرها الليمونيه..كانت منوره..و حس انها هناك جالسه على تسريحتها اللي مابينه و بينها غير هالستاير..هز رأسه يطرد الأفكار اللي فيه بقهر..و سكر شباكه بكل قوته..(وش فيك يا عمر ما سرع رجعتك الخبل اللي يحبها من سنين..و اللي ماتحلى له الدنيا الا لاشاف ضحكتها..بس لا أنا بأدفعك ثمن السنين اللي بعدتيها يا مساهير..لازم أطلع فيك كل القهر اللي كنت سببه..الله جابك لي)
في سيارة سيف/ كان ماشي مايدري الى وين و يفكر..مايدري ليه رفض يجتمع مع طلال و عمر..و ليه اتحجج انه معزوم عند زميل له في الجامعه..(معقول اني أفكر أروح لها؟....لازم اتكلم معها..مابيها تكرهني بعد اللي صار أمس و هذا اللي شفته بعيونها اليوم..كنت احسها مو مصدقه متى تفتك مني....فيها شي غريب أبي افهمه..هي مو مثل أي بنت..أو يمكن ظروفها و الحاله اللي هي فيها خلتها تنسى انها بنت..احسها عاملتني كأن بيني و بينها مصلحه..ما كانت تعاملني أبدا كأننا رجل و مره متزوجين) خطر في باله شي..و غير طريقه لأقرب مول..
يتبع في بيت أم فارس/ جلست أسيل تدور بملل في البيت بعد ماراحت أمها..و اتصلت على أسماء و قالت انها معزومه عند أهل رجلها و راح تجيهم بكره..فكرت تروح لحلا..بس هي ماكان لها خلق لاجتماعات كبيره..فجأه طرت عليها جوري..(صح كيف كنت ناسيتها!) بس تذكرت ان السواق مع أمها..و سيف طلع لزميله قبل ساعه..و مابقى في البيت غير فارس اللي من العصر دافن نفسه في المكتب..و ما تجرأت تروح تطلب منه.. لكنه بعد نص ساعه طلع و شكله مستعجل بيروح.. فارس: أسيل وش تسوين في البيت لحالك؟ أسيل: أمي معزومه و أسماء عند أهل رجلها و.... فارس يقاطعها: خلاص خلاص أنا مو فاضي أسمع تحركات العائله لازم اروح اللحين أسيل: و أنا؟ فارس بملل: وش فيك؟ أسيل: تتركني لحالي فارس بإستهزاء: تبيني أجلس معك يعني؟! أسيل تجرأت: لا ودني بيت أمي حصه على طريقك فارس يطالعها: و مين قالك انه على طريقي؟ أسيل: لا يعني دامك طالع فارس يتأفف:تروحين تلبسين عبايتك و تجين ماعندي استعداد انتظرك تبدلين و تتعدلين أسيل تطالع بنطلونها الرمادي الخفيف و بلوزتها الورديه البسيطه اللي كان باين انه لبس بيت مو طلعه..بس ما كان قدامها حل غير انها تروح فيهن..أو تجلس لحالها..و ركضت لغرفتها و أخذت عبايتها و نزلت قبل يطرأ عليه شي يخليه يغير رأيه..لكن و هي تركب السياره تذكرت شي و كانت بتشهق..بس مسكت نفسها في اخر لحظه..تذكرت انها مادقت على جوري و لا تدري ان كانوا في البيت من الأساس أو لا..تخيلت شكل فارس لو قالت له كيف بيعصب عليها..عشان كذا اسكتت و هي تدعي انهم يكونون في البيت..يوم فكرت تدق عليها اكتشفت إن حتى جوالها نست تاخذه.. يتبع
في بيت نجود/ كانت نجود تدور في الحوش بملل..بشاير كان عندها زوجها..و باقي جيرانها طالعين..و أمها كالعاده هالوقت نايمه من تأثير الأدويه اللي تأخذها..(مين يجلس في بيته يوم الخميس غيري؟ هاذي ميزه حصريه لك يا نجود)
سمعت جرس الباب و ما صدقت..تأملت انه يمكن لو أحد من بزران الحاره تلعب معه..أحسن من هالملل..فتحت الباب على طول..و هي تطالع الصغير اللي بيدخل..لكنها تفاجأت و هي تشوف مستواه ابتعد عن الأرض..و ابتعد حتى عن مستوى نظرها..رفعت راسها و هي تشوف سيف قدامها..يطالعها بنظرته المعهوده..
نجود بصدمه: أنت؟!
سيف و عيونه عليها: منتظره أحد؟
نجود: لا
سيف يعصب: أجل كيف تفتحين الباب كذا بدون لا تسألين مين اللي بيدخل عليك!! نجود تفاجأت بكلامه..و كانت بتضحك..أول مره أحد يخاف عليها..و لهالدرجه..و تخيلت مين المقرود اللي يفكر يطق عليهم و ناوي يسرق..
سيف يكمل: مره ثانيه ما تفتحين الباب الا و أنت عارفه مين فاتحه له الباب سمعتي؟
نجود بلا مبالاة: زين دخل و سكر الباب..و نجود تتأفف بسرها منه..كانت طفشانه و مالها خلق له..كانت تحسب انها تحس في بشاير و اللي يصير معها..لكنها اكتشفت انه أكبر من اللي كانت تتخيله..
سيف: جالسه لحالك؟
نجود تلعب برجلها و تطالع الأرض: ايه كان سيف يطالعها بثوبها السماوي البسيط..و شعرها اللي رفعت منه خصلات بسيطه عن وجهها ولمتهن في ربطه صغيره و نزل شعرها الخفيف لخصرها..و سأل نفسه معقوله ماتعرف وش كثر هي حلوه..و لا تلاحظ كيف تأثر فيه..
سيف: خالتي وين؟
نجود: نايمه
سيف: خساره كنت أبي اسلم عليها..اليوم ماشفتها طالعته نجود بإستغراب..و حست ان ورى هالتصرفات الطيبه أكيد فيه شي..
سيف: ماراح نجلس؟
نجود: تبي داخل أو هنا
سيف: كله واحد راحت نجود و جلست على درج المدخل كعادتها..لحقها سيف و مسكها قبل تجلس..
سيف: انتظري
نجود فزت: وش فيه؟!
سيف: المكان غبار نجود هالمره ضحكت ما قدرت تمسك نفسها..و جلست و هي تضرب الأرض بيدينها..
نجود: عادي غبار و يروح في حاله ترى ما يأكل أما سيف فكان يطالعها مو قادر ياخذ نفسه..ضحكتها طيرت عقله..أو اللي بقى من عقله..لأنه من يوم يشوفها ينسى عقله و لا يحس الا بقلبه..اللي بكل نبضه فيه يبيها..و جلس جنبها و نسى الغبار اللي جالس عليه..التفتت تطالعه و شافته للحين يتأملها..صارت تطالعه هي بعد يمكن تفهم شي من نظرته..لكنها ما رتاحت و نزلت عيونها..
سيف يتنهد: وش كنتي تسوين؟
نجود: و لا شي
سيف: جبت لك هديه انتبهت نجود للأكياس اللي كانت في يده..و تذكرت كلام بشاير..و باين ان معها حق..شكل زوجها للحين فرحان فيها و متحمس..و هي لازم تستفيد منه دامه اللحين طيب معها..على الأقل تستفيد من هالزواج مثل ما هو مستفيد..
طلع سيف علبه مغلفه..و حطها في حضنها..و هي ظلت تطالعها بإستغراب و تخمن وش فيها..
سيف: ما عندك فضول؟ ماراح تفتحينها؟ طالعته نجود بنظرات شك و عدم اقتناع باللي جالس يسويه..أما سيف فكانت نظراتها له توديه لدنيا ثانيه ما يشوف فيها غيرها..
فتحت التغليف..ثم العلبه و تفاجأت بالجوال اللي ماسكته بين يدينها..و اللي كان من أحدث الأنواع..و التفتت عليه مستغربه..
نجود: جوال!!
سيف: ايه عشان اتطمن عليك و إذا احتجتي شي تكلميني
نجود: ما كان له داعي
سيف: و اللي قلته مو أكبر داعي
نجود تطالعه بشك: يعني لو احتجت شي و دقيت طلبته منك بتجيبه لي؟
سيف: أكيد
نجود: بس أنا ماعرف استخدمه
سيف يبتسم: أنا بأعلمك نجود بدت تشك في طيبته الزايده لدرجة انها كانت بتسأله..هو ليه يعاملها بهالرقه..بس تراجعت..لانها قررت تستفيد من هالوضع..و هالجوال لو تبيعه بيجيب لها مبلغ يسوى..
سيف شافها سرحانه..و دق عليها..و هي أول مادق الجوال بين يدينها فزت و التفتت عليه..
سيف يبتسم على ملامحها: يله ردي نجود تطالع الشاشه اللي انكتب فيها اسمه..
نجود: كيف أرد؟
سيف:اضغطي على العلامه الخضراء سوت نجود مثل ما قال لها..و ردت عليه..
نجود: نعم
سيف: مرحبا
نجود تضحك: صوتك مو حلو فيه
سيف انصدم: والله مغروره! زين ما سألتي كيف صوتك أنت فيه؟
نجود تحمست: صح كيف صوتي؟
سيف يتأملها: يسحر
نجود ماهتمت: كيف أسكر خلاص لا تصرف بدون داعي
سيف: أول قولي مع السلامه
نجود بتريقه: مع السلامه خلنا نشوفك
سيف: مع السلامه..اضغطي على الزر الأحمر ضغطت نجود..و التفتت عليه..
نجود: بس
سيف: ايه..ما تبين تعرفين شي ثاني؟
نجود: مثل ايش؟
سيف: كيف تدقين علي..كيف ترسلين..كيف تصورين....
قاطعته نجود: لا كل هذا بعدين انسى
سيف: ماراح تنسين المسأله سهله وصار يعلمها..كيف تطلب رقمه..و كيف ترسل و تستقبل الرسايل..
سيف: شفتي انه سهل
نجود تضحك: هذا ان كنت للحين اذكر اللي قلته
سيف يطالعها: معي هديه ثانيه لك
نجود بإستغراب: هديه!
سيف: هاذي عاد أهم من الأولى لكنه ما عطاها لها..و هو اللي فتح العلبه الصغيره..و طلع منها دبله أنيقه و فخمه..و بنفس الوقت ناعمه تناسب أصابعها النحيله..مسك يدها و لبسها الدبله..اللي أخذ مقاسها من الخاتم اللي كان معه من ذاك اليوم..عشان كذا كانت الدبله مقاسها بالضبط..تأمل يدها اللي ماسكها..و باسها..قبل يضمها بين يدينه..
و نجود كانت تطالعه و مو عارفه كيف تتصرف معه..كانت متوقعه صوره لزوج بشاير في كلامه و تصرفاته..لكن سيف كان بعيد كل البعد عن أي شبه فيه..عشان كذا ما شافت داعي لهجومها اللي كانت ناويه عليه..على الأقل اللحين و لحد ما يطلع وجهه الثاني..و تسالت متى بيطلع وجهه الثاني..و كيف بيكون..
نجود: ليه الدبله؟
سيف: مو زوجتي؟ لازم تلبسين دبله
نجود بسخريه: بس زواج المسيار ما فيه دبل
سيف عصب من الطاري: هذا زواجنا أنا و أنتي و لا تسمين لي هالاسم مره ثانيه
نجود:اذا كان هالشي يريحك بكيفك..بس الحقيقه ما تتغير اذا أنكرناها
سيف: نجود أنت نادمه على هالزواج صح؟
نجود بصراحه: ايه
سيف: يعني ماكان قدامك حل غيره؟
نجود: لو كان فيه حل ما كان شفت نفسك هنا
سيف: أنا اسف يا نجود بس كل اللي أقدر اسويه لك اني أحاول أخفف هالحمل عنك
نجود ماصدقته و غيرت الموضوع: سيف أنت تشتغل؟
سيف: لا أنا في اخر سنه
نجود: أجل من وين جبت فلوس الجوال و الدبله؟ سيف تفاجأ بسؤالها..اللي حسسه ان هاللي عطاها شي كبير عندها..لدرجة انها تستغرب مصدره من طالب..مع انه ماكان يحس انه جاب لها شي يسوى لهالدرجه..ما حب يقولها المصدر..خاف ان عرفت الفرق بينهم..يزيد الحاجز بينهم..
سيف: من المكافأه
نجود: و أنت ماتحتاج المكافأه يوم تخربها كذا؟
سيف: و مين قال اني خربتها؟ سكتت عنه نجود..و هي تتذكر انه جاي بدري..و شكله ناوي يطول..و هي ما كان عندها عشاء تقدمه له..(يعني ما قدر يصبر لين بعد بكره..عشان يطلع معاش الشئون..و أنا وش دخلني فيه..اذا جاع يروح يأكل عند أهله..أنا مو ناقصه اصرف عليه..حتى الجوال اللي فرحانه فيه بكره يحتاج فلوسه و يأخذه يبيعه..و أنا ما أخذت الا طالب ليه مو موظف يمكن يفيد)
سيف: وين رحتي؟
نجود انتبهت: نعم
سيف: كنت أسألك وش تبين نتعشى؟
نجود: مادري
سيف: يعني أجيب لك على ذوقي
نجود ماصدقت: ايه طلع سيف من البيت و هي تطالعه..(الحمدلله افتكيت من هم العشاء..بس للحين مو قادره أفهمه..احس تصرفاته غريبه..و لو مو عارفه الحال اللي أنا فيها كنت قلت انه يسوي كل هذا طمعان في شي عندي)
في واحده من الاستراحات/ كان طلال يلعب كوره مع أصدقائه..و يوم خلصت المباره..راح يغسل و يبدل ملابسه..و من بعيد شاف عمر جالس يشوي لحاله..و راح عنده..
عمر: هاه مين اللي غلب؟
طلال: طبعا حنا..ليه مالعبت و الا خايف من الهزيمه
عمر: لا بس للحين مكسل من السفر و لا نمت زين
طلال: و ليه مانمت و أنت من الصبح راجع
عمر: كان عندي أرق
طلال يغمز له: و السبب؟
عمر بإستغراب: أنت وش عندك على هالتحقيق؟
طلال: يعني ماعندك أخبار تبي تقولها لي
عمر: لا..ليه متوقع ان فيه أخبار!
طلال: رجعة مساهير مو خبر؟
عمر عصب: و أنت كيف عرفت؟
طلال: الأخبار الحلوه تنتشر
عمر بإستهزاء: و مين قال انها أخبار حلوه ان شاء الله؟!
طلال: يعني أنت ما تأثرت برجعتها؟
عمر: و ليه أتأثر ان شاء الله عسى عشان سوالفنا قبل..لا حبيبي أنا كبرت على هالتفاهات تركه و راح و طلال اللي صدق كذبة عمر يفكر..(ياليتني مثلك يا عمر..انسى ذاك الزمان و اللي صار فيه..بس كيف انسى و أنا احس لينا متعلقه فيني طول العمر..مو قادر ارتاح لين هي ترتاح)
في بيت أم العنود/ دخلت أسيل و هي تتفس براحه بعد ما قالت لها الخدامه..إنهم موجودين في البيت..دخلت الصاله و شافت جوري و ياسمين جالسات يتفرجون على التلفزيون..
أسيل: مفاجأه
ياسمين تفاجأت: أسيل؟
أسيل: هي بحد ذاتها دخلت و سلمت عليهم و ارتاحت..إنه ما عندهم أحد..
أسيل: زين ما عندكم أحد جايه بلبس البيت فارس ما عطاني فرصه أبدل..حتى جوالي نسيته!
ياسمين تضحك: أنت احمدي ربك اللي رضى يجيبك
أسيل: صادقه..أنت لو تشوفين بس كيف طلبت منه كان كسرت خاطرك
جوري: لهالدرجه تخافين منه؟
أسيل: مو خوف بس فارس يحسسني بنظراته إن كلامي و اللي أطلبه سخيف و ماله داعي كملت أسيل سواليفها..لكن جوري ما كانت تسمع..(غريب أنت يا فارس..و الأغرب شعوري اتجاهك..يعني لو ما كنت خطبتني كنت بأفكر فيك كذا؟ أو هالإحساس بس نتيجة إنك كنت تخصني بوقت من الأوقات؟)
حاولت تطلع من أفكارها و تدخل بالجو مع أسيل و ياسمين..و اقترحت تسوي لهم عصير بنفسها..و هي رايحه المطبخ سمعت التليفون يدق..و راحت ترد عليه..
جوري: مرحبا
فارس بإستعجال: جوري؟ جوري عرفته و انصدمت..توها تحاول تطلعه من أفكاره..تقوم تسمع صوته مره وحده..
فارس بملل: جوري وين رحتي؟
جوري بفزع: نعم
فارس بإختصار: قولي لأسيل إني انشغلت ما قدر أرجعها تدور من اللحين أحد يوديها جوري خافت إن أسيل ماتلقى أحد يرجعها..
جوري: بأناديها تكلمها
فارس بعصبيه: لا تنادينها ما عندي وقت مو قادره تقولين لها هالكلمتين بنفسك! سمعت أحد يكلمه و سكر بدون مايقول لها حتى شكرا أو مع السلامه..وقفت مصدومه و خايفه بنفس الوقت..جرحتها الطريقه اللي كلمها فيها..و كيف صرخ عليها..(مادري ليه أحبه و هو الوحيد اللي يعاملني بإستخفاف؟ نفس الطريقه اللي كانوا يعاملوني فيها بنات عمي..و كأني اشتقت لهالمعامله! لا أنا من اليوم بأنساه و لا راح اهتم فيه أبدا و التفت لحياتي اللي ما صدقت إنها تعدلت أقوم أدور على النكد بنفسي)
في بيت نجود/ كانت جالسه في مكانها من طلع سيف عنها ما تحركت..تطالع دبلتها..(مادري ليه مو مرتاحه لهالسيف؟ أحس تصرفاته غريبه..الله يستر من اللي بيطلع منه)
دق الجرس و راحت تفتح..لكن ما شافت أحد يدخل..و طلت مع الباب و شافت سيف واقف..
سيف بعصبيه: أنا وش قلت؟ نجود سكرت الباب في وجهه..
نجود تستهبل: مين عند الباب؟ لكنها ما سمعت رد..و حست إنه صدق زعلان..فتحت الباب شوي لكنه ما دخل..و راحت أخذت جوالها تدق عليه..تشوف يمكن راح..
نجود: سيف
سيف: ........
نجود: دامك ماراح تتكلم ليه رديت؟
سيف: .........
نجود: بأعد للخمسه إذا ما دخلت بأسكر الباب و أروح أنام و أنا جوعانه لأنك واعدني تعشيني و لا جيت..واحد..اثنين.. شافته يدخل و ابتسمت و لعبت له حواجبها بمكر..سيف مع إنه كان معصب منها لأنها ما سمعت كلامه..إلا إن حركتها صدمته..و خلته يضحك..قرب عندها..
سيف بعتب: نجود أنا كنت أتكلم جد مو زين تفتحين الباب هالوقت و غيره من غير ما تعرفين مين اللي جاي أنت ناسيه إنك في البيت لحالك مع أمك
نجود: لا تخاف أنا بمية رجال
سيف: لا بأخاف أنت مو شايفه هالحارات كيف شكلها
نجود بإستغراب: وش فيها يعني عادي! سيف سكت و عرف إنه هو بس اللي يشوفها مقطوعه و ما فيها أمان..لكن هي أكيد تعودت عليها..
سيف: أوعديني
نجود: أوعدك والله أنت مكبر السالفه و هي ما تسوى
سيف: سلامتك ما تسوى!
نجود تغير السالفه: خلنا نتعشى أنا ميته جوع راحوا يتعشون..و طول العشاء و نجود هي اللي تتكلم ما سكتت..كانت تسولف له عن أمها و تعبها و أحداث المدرسه..و البنات..و أشكالهم..و تقلدهم له..و هو يضحك..لدرجة إنه نسى يتعشى..عكس نجود اللي كانت تسولف و تأكل و لا مهتمه بشي..مع إنها ما كانت مرتاحه له..بس هي طبيعتها كذا..ما تعرف تتصنع و دائما تتكلم و تتصرف بعفويه..
نجود: الحمدلله..اي بطني امتلى
سيف يبتسم: عليك بالعافيه
نجود: أنت شبعت؟
سيف: الحمدلله شالت نجود الباقي من العشاء و راحت المطبخ..كانت تغسل الصحون..و دخل عليها سيف..
سيف: تبين مساعده؟
نجود بإستغراب: لا ما فيه شي كثير سيف كان يطالع البيت اللي كان يحس إنه بأي لحظه ممكن يطيح..كان كل شي فيه قديم و بالي..جدرانه..و سقفه..و أثاثه..حس إنها تعيش الفقر بعينه..
سيف: نجود وش تسوين في وقتك لحالك؟
نجود: أذاكر تعرف يقالي ثالث ثانوي بس ترى مو كثير لا تفكر إني شاطره..و أتفرج على التلفزيون..و لازم أمر على كل الجيران اخذ أخبارهم..و بكذا يروح اليوم
سيف يضحك: أنت أدبي أو علمي؟
نجود: أدبي و ياله فالحه فيه بصراحه أكره الدراسه
سيف: بس هذا مستقبلك و لازم تهتمين فيه
نجود بإستهزاء: تكفى عاد ياهالمستقبل أنت تصدق هالكلام لازم الوحده يكون لها كيان و مستقله كله كلام فاضي..الوحده أحسن تتزوج لها واحد يصرف عليها و ترتاح
سيف: أول مره اسمع وحده رأيها كذا!
نجود: يمكن اللي تعرفهم تعودوا على الراحه بكل حياتهم عشان كذا متحمسين للشغل..أما أنا فمن يوم كان عمري ثمان سنين و أنا تعودت على المسئوليه و الشغل لحد ما مليت و نفسي ارتاح و أحد يهتم فيني
سيف بإستغراب: كنت تشتغلين؟
نجود: و للحين
سيف: وش تشتغلين؟
نجود: كل شي
سيف: مثل
نجود: أخيط و أساعد وحده تطبخ أكلات و تبيعهن و إذا كان عند أحد حفله أروح أساعدهم..يعني تلقاني هنا و هنا أهم شي أكسب لي كم قرش سيف ما أعجبه اللي سمعه..ما رضى عليها هالوضع..بس هي كانت تتكلم و كأن هالشي عادي..و هو ما عرف إن كان له حق يمنعها..و لو منعها بيعوضها عن اللي بتخسره..و إلى متى..كان في راسه ألف سؤال و سؤال..عنها..و عن حالتها..و شعوره اتجاهها..و الوضع اللي هم فيه..
نجود خلصت: اوف و أخيرا
سيف: قلتلك اساعدك ما رضيتي وقفت نجود..ماتدري وش تسوي..أو هو وش ناوي يسوي اللحين..لكنه تكلم..
سيف: ما فيك نوم الساعه وحده؟
نجود: لا كثرت الأكل بأجلس شوي
سيف: وين تبين نجلس؟ نجود..(لو تروح بيتكم مو احسن..و الله شكله بيلزق فيني..الله يعين..أنا لو أخذت واحد متزوج مو أحسن)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: هاه..وش رأيك نطلع السطح؟
سيف: السطح؟!
نجود: ايه أنا ما أحب اجلس داخل البيت
سيف: على راحتك و راح معها..كان متحمس يعرف عنها كل شي..طلعوا السطح..اللي كان مظلم و مرعب..
سيف: وين الأنوار؟
نجود: ما فيه أنوار
سيف: كيف تجلسين بهالظلام؟
نجود تضحك: لا تكون خايف!
سيف: لا بس أنا اسأل كيف أنت ما تخافين؟
نجود: مو قلتلك أنا بمية رجل..تعال بأوريك شي راحت عند الجدار اللي كان عنده صناديق قديمه..و وقفت عليهن تطل على الشارع..سيف انصدم منها وراح وراها بسرعه.. شكل هالصناديق باليه و ممكن تتكسر بأي لحظه..و ما كان متطمن لشكلهن و اللي ممكن يطلع منهن..
سيف: وش تسوين؟
نجود: اركب و شوف راح لها سيف و وقف جنبها..و شاف هي وش تشوف..كانت تطل على شوارع فاضيه و بعيده و مظلمه..
سيف: مو شايف شي!
نجود تلتفت له: كيف مو شايف! طالع الطريق البعيد
سيف: زين طريق و تمشي فيه سيارات وش تطالعين فيه؟
نجود: اطالع السيارات و انواعهن اللي كشخه و اللي عاديه و اللي احس انها تخوف..و اجلس أفكر في اللي راكبينها و اتخيل حياة كل واحد فيها..يعني شوف السياره اللي مرت هاذي باين انها سيارة عائله و بما انه اليوم الخميس فأكيد راجعين من حفله..اممم خلنا نقول ان خالتهم سوت عمليه و الحمدلله نجحت و صارت بخير و ان عيالها خلوا هالحفله بمناسة فرحتهم بسلامتها(تلتفت عليه) تبي اقولك كم بنت في السياره وش لابسين و كيف شخصياتهم؟ لكن سيف ما رد عليها..كان يطالعها بإستغراب من اللي جالسه تقوله..ما صدق انها توقف كذا عشان تتخيل أشياء ما لها فائده..
سيف: و ليه تسوين كذا؟
نجود: اتسلى....شوف شوف السياره هاذي...هالسيارات الفخمه قليل ما تمر بهالشارع...بس تدري هالسيارات صعب تتخيل اللي فيها و كيف حياتهم
سيف بفضول: ليه؟
نجود: لاني اذا شفتهم أفكر هم وش يفكرون فيه بهاللحظه اللي يمرون فيها بهالحارات..يلتفتون علينا أو مايهتمون فيها..يدرون كيف يعيشون الناس اللي هنا..أو ما يتخيلون غير حياتهم المريحه اللي هم فيها..يجي في بالهم ان بهالحارات خوف..و جوع..و يتم..(تتنهد بحسره) اتمنى انهم يحمدون ربهم على النعمه اللي هم فيها
سيف: تتمنين لو كنت غنيه؟
نجود: يا الله ياليت
سيف: ليه؟
نجود تشهق: ليه! عشان ارتاح و احقق كل اللي أبي و أجيب كل اللي أبي
سيف: يعني لو يتقدم لك واحد غني لكنه....
نجود تقاطعه: لو فيه عيوب الدنيا كلها وافقت أهم شي يكون غني
سيف: بس الفلوس مو كل شي
نجود بسخريه: و مين قال هالكلام؟ اللي قاله أكيد واحد ما جرب حاجته لها في يوم
سيف: بس فيه أشياء أهم منها
نجود بإصرار: لا ما فيه
سيف: نجود مو ناويه تنامين؟
نجود بضيق: طبعا راح أنام
سيف: يله خلينا ننزل نزلوا و عند باب غرفتها وقف سيف..و التفتت عليه..
سيف: تصبحين على خير
نجود بإستغراب: بتروح؟
سيف شاف انها ماصدقت: ايه
نجود: خلاص بأوصلك للباب
سيف: ماله داعي..ادخلي نامي
نجود: زين تصبح على خير
سيف: تلاقين خير دخلت نجود الغرفه و هي للحين مو مصدقه انه جاء و جلس كل هالوقت و عشاها..و اخر شي ما يبات عندها..(يمكن أهله محتاجينه؟ أكيد أحد دق عليه يوم طلع يجيب العشاء..بس ليه وصلني لحد غرفتي و بعدين قال لي انه بيروح؟ لا يكون يبي يتأكد اني بأنام و ناوي يسوي شي في البيت؟ يمكن عشان كذا مسوي نفسه طيب)
و نزلت بسرعه تشوف اذا طلع أو لا..راحت لشباك واحد من الغرف اللي تحت..و شافته واقف في الحوش..و يطالع في البيت بتمعن..(كنت حاسه ان عنده شي..ليه كل شوي يتأمل البيت هاذي مو أول مره يسويها..لا يكون شاف ماعندي أحد قال ألعب عليها و اخذ هالبيت منها..بس على مين يا سيف أنا نجود مو أي وحده على بالك ان هالحركات اللي تسويها بتخليني أأمن لك)
طلع سيف من البيت..مع انه كان يتمنى يجلس معها أكبر وقت ممكن له..بس هو مايبي تشوف هالزواج على انه زواج مسيار..ما رضاها على نفسه و لا عليها..مشى و هو يعيد كل كلامها في باله..و يتذكر كل شي بتفاصيله..عرف انه غرقان فيها بس ما درى وش اخرة بحرها
*من بكره* في بيت أم العنود/ كانت جوري جالسه في غرفتها..لأن ناصر كان جاي يتغدى هو و العيال عند أم العنود..و بما إن العيال بيتأخرون إلى بعد صلاة الجمعه..فجلست ياسمين مع خالها..(عمر و سيف أكيد بيجون..بس فارس احتمال ما يجي..أووف أنا مو قلت بأنساه..كيفه يجي أو ما يجي أنا من اليوم ما راح اهتم)
ركزت تفكيره على المذكرات اللي قدامها..لكنه ما سرع ما تشتت و هي تتذكر أسيل أمس و سواليفها..أول مره تفتح لها قلبها و تكلمها عن فيصل..و حبهم..و أحداثهم يوم كانوا صغار..و كل كلامها الباقي عن حلا و رغد و عن سيف..حست إنهم هم المهمين في حياتها..و لا أطرت فارس بشي..و كأنه أخو بالإسم بس..(ليه يضيع عمرك بالشغل يا فارس)
قطعتها من أفكارها ياسمين و هي تدخل عليها..
ياسمين: ما نمتي؟
جوري: لا ما راح أنام
ياسمين: بس أمس سهرنا للفجر و اليوم قمنا بدري
جوري: إيه بس إن نمت اللحين ما بيجيني نوم في الليل
ياسمين: على راحتك أنا ميته نوم راحت ياسمين تنام..و جوري نزلت بعد ماراح ناصر لصلاة الجمعه..أصرت على أم العنود إنها هي اللي تجهز الغداء..كانت تحب تسوي أي شي لناصر..مع إنها عارفه لو مهما تسوي ما راح ترد له لو شي بسيط من اللي قدمه لها..بس هي تفرح بأي شي تسويه و كأنها سوته لأمها..خاصه اليوم..لأنها عرفت إن فارس بعد بيجي معهم..مع إنها أمس قررت تنسى كل شي عنه..بس وش ذنبه إن كان الحظ جابه لها بكبره..قبل تعود نفسها على نسيانه..
وصل ناصر و العيال و تغدوا..ثم اجلسوا في المجلس..و جوري في المطبخ ترتب..خلصت و طلعت بتروح لغرفتها..لكن فجأه وقفت خطوتها..و التفتت تشوف المدخل اللي يروح للمجلس..و ما قدرت تمنع نفسها إنها تروح..يمكن تسمع صوته..راحت و بكل تهور وقفت قريب من الباب تسمع..سمعت كل الأصوات..إلا صوته..(معقول كل هالوقت جالس ساكت)
خافت أحد يطلع عليها..و التفتت بترجع..و انصدمت و هي تشوفه واقف في المدخل يطالعها..و كأن له حق يتأملها..طيرت عيونها فيه..و غطت فمها بيدها تكتم شهقتها..كانت تبي تطلع بس خافت تمر من جنبه..نزلت راسها و ركضت عنه..
أما فارس اللي كان راجع من سيارته يجيب لخاله الأوراق..بيعطيها له قبل يروح..ابتسم على شكلها المصدوم..(ليش واقفه تسمعين يا جوري؟ فضول أو يهمك أحد معين....مادري ليه حاس إنك تبين تسمعين صوتي..معقول تكونين حبيتيني بعد فوات الأوان...بس اسف يا جوري مو فارس اللي يرجع على شي تركه)
عطى خاله الأوراق..و طلع..و هو يمر من عند الصاله الداخليه..سمع صوت صياحها..وقف لحظه متردد..قبل يطل عليها..شافها جالسه و ضامه رجلينها بيدينها..و منزله راسها..كسرت خاطره..و راح و تركها..لكنه في السياره..ما حس في نفسه إلا وهو يدق على رقم البيت..
جوري كانت سرحانه و منحرجه مره من هالموقف..(مادري ليه دائما اطلع نفسي غبيه قدامه؟ وش بيقول عني؟ وحده ملقوفه جالسه تسمع حديث مايخصها!)
دق التليفون جنبها..ما كان له خلق ترد..و صوتها بعد ما يساعد..لكنها خافت أم العنود تسمعه و تطلع بنفسها ترد..
جوري: مرحبا
فارس: ما يسوى يا جوري اللي صار كل هالدموع جوري كان قلبها بيوقف يوم سمعت صوته..و ضغطت أصابعها بكل قوه على سماعة التليفون..لكنها ما كانت قادره تنطق بكلمه..أو حتى تاخذ نفسها..
فارس يكمل: لا تضايقين نفسك و انسي اللي صار.....بس تدرين اسأل نفسي أنت كنت واقفه فضول أو يهمك تسمعين صوت أحد؟
جوري: ........
فارس: عارف إنك ما راح تجاوبين..مع السلامه سكرت جوري..و هي تحس إنها طايره من الفرحه..(ما أصدق فارس بنفسه يهتم فيني لدرجة إنه يتصل!......بس هو كيف عرف إني كنت أصيح؟ معقوله صوتي كان عالي بس والله من قهري..احس إن داخلك إنسان حساس و طيب بس أنت مو معطيه فرصه يظهر)
في بيت نجود/ كانت بشاير و أمها جايين عندهم..و بعد ما سلمت عليهم نجود راحت المطبخ تسوي الشاهي..و راحت معها بشاير..
نجود تطالعها: وش فيك؟
بشاير بضيق: جواهر جابت بنت أمس
نجود بفرح: والله! مبروك
بشاير تتنهد: بس أبوطارق مارضى يودينينا لها و لا رضى حتى اننا نروح لها يقول يعرف واحد صديقه في ذيك الحاره و يخاف يشوفه معنا يقول لزوجته..و هي زوجها مارضي يخليها تجي عندنا..تصدقين لي سنه ما شفتها!
نجود ترفس الدولاب: والله شكلي بأذبح زوجك..وش رأيك؟
بشاير: ما استبعد عليك..لا يكون تسوينها بزوجك
نجود تتنهد: لا تذكريني..أمس ما نمت و أنا افكر فيه
بشاير: ليه صار شي؟
نجود: امس جاء و جاب لي جوال و دبله و بعدين جاب عشاء و الساعه وحده وصلني لغرفتي و صبح علي و راح و قامت تجيب لها الهدايا تشوفهن..
بشاير: واو شكلها غاليه هالدبله هو وش يشتغل؟
نجود: لا طالب
بشاير: غريب أجل من وين له كل هالفلوس
نجود: يقول من الماكافأه..بس مو هذا المهم..المهم ليه يسوي كل هذا؟
بشاير بإستغراب: ليه؟
نجود: يبي البيت
بشاير: البيت!
نجود: إيه من يوم جاء و أنا ألاحظ إه بس يطالع كل شي في البيت بإهتمام
بشاير: وهو وش يبي في البيت؟
نجود: احس إن خالي أرسله علي عشان يأخذ مننا البيت بطريقه اسهل..أنت ناسيه إنه كان يلاحقني من أسابيع..و بعدين أنا مو غريب إنك توقفين واحد في الشارع و تطلبين منه الزواج و يوافق و بعدها يعاملك بكل هالإحترام و التقدير
بشاير: يعني خلاص تأكدتي إنه يبي البيت؟
نجود: أكيد ما فيه أحد طيب كذا بدون سبب..و إذا جاء المره الثانيه بأطلع منه الحقيقه عشان و بأشوف اخرتها معه
في بيت أم فارس=العصر/ كان سيف في غرفته..يفكر باللي سواه..كان يحس إن اليومين اللي راحن معها..حلم مو حقيقه..(معقول أكون حبيتك يا نجود بهالسرعه؟ أو اللي يشدني فيك تناقضك و الحياة الغريبه اللي أنت تعيشينها...بس لو ما كان كل هاللي احسه حب أجل وش يكون الحب!)
اشتاق لبحة صوتها..و طريقة كلامها..و نظراتها..و أخذ جواله يدق عليها..
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمدلله
سيف: و خالتي كيف صحتها اللحين؟
نجود: تمام الحمدلله
سيف: وش تسوين؟
نجود: أذاكر السمكه بكره بتسأل
سيف يضحك: السمكه!
نجود: مدرسة التاريخ يا كرهي لهالماده
سيف: أجل وش تحبين؟
نجود: قلتلك ما أحب الدراسه كلها
سيف: بس هاذي لازم تجيبين نسبه
نجود: و مين قال لك بأكمل الدراسه هي ثانويه و بس و لو مو عشان أمي تركتها و ارتحت
سيف بقهر: بس هذا مستقبلك
نجود: اتركك من هالكلام اللي يزهق و قولي متى احتمال تجي؟
سيف: ليه؟
نجود: أبي اتكلم معك
سيف: ما ينفع نتكلم اللحين؟
نجود: لا ضروري وجها لوجه سيف تذكر إن اليوم إجتماع الشباب..و إنه هو بنفسه اللي اختار المكان و عزمهم..
سيف: اليوم ما أقدر يتأجل الكلام لبكره؟
نجود: إيه عادي بكره بعده بعد سنه
سيف: زعلتي؟
نجود: لا
سيف: بس طريقة كلامك تقول إنك زعلتي..لو عادي أجيلك بوقت متأخر بس أنت عندك دراسه و أكيد بتنامين بدري نجود استغربت من هالإهتمام الزايد..و إلا مهتم إن خطته تنجح بسرعه..
نجود: لا عادي أنا كان قصدي إن الكلام يتأجل
سيف: خلاص أنا بكره أجي تبين وقت محدد؟
نجود: لا عادي أي وقت..لازم أسكر اللحين بأروح اعطي أمي علاجها
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه سكر منها سيف وهو محتار وش الكلام اللي بتقوله..
طلع من غرفته وهو على الدرج سمع صوت صياح أسيل..خاف و نزل بسرعه..دخل عندهم و شاف أمه و أسماء و الدمع مالي عيونهم..و أسيل ضامه إياد و تصيح لين ما صيحته معها..
سيف بخوف: وش فيكم؟
أسماء: بأنتقل للشرقيه
سيف يضحك: حرام عليكم أنا قلت عندهم مصيبه..اللي يشوفكم يقول الشرقيه في اخر الدنيا
أسماء: يعني ماراح تفقدني؟!
سيف: و ليه افقدك أنت بس كل ماشتقتي لنا دقي علي و أنا أجيبهم كلهم لك
أسماء تبتسم: الله يخليك لنا يا سيف
سيف: خلاص عاد وقفوا هالمناحه حتى أيود خليتوه يصيح معكم..تعال أيود حبيبي نروح نشري ايسكريم
إياد بفرح: أثوله يله روحي معنا
تعليق