الجزء التاسع والعشرون...
وصلت حد الانهيار..خلاص تحس ما عاد في ايدينها أي شي ممكن تسويه..والخوف محاصرها من كل اتجاه..اذا مشت معاه بتضيع واذا تركته كمان بتضيع..ايش ممكن تسوي..!!
لانا وهي منسدحه على بطنها والدموع ما وقفت لحظه: انا وش سويت عشان يصير فيني كذا..وايش راح اسوي مع اياد الزفت هذا..ولو عرف ضاري عني ايش اقل شي ممكن يسويه؟؟!!!.."وقفت عند هالنقطه كثير اللي بعيدة المدى وفجأه رجعت تبكي بصوت عالي" لا لا ضاري ما ابيك تعرف ولا ابيك تذبحني..
وراح ليلها كله في تفكير ضايع...وما توصلت مع نفسها لحل يريح قلبها وعقلها..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ماسكه ورقة النتايج وايدها ترجف..
: دكتور انت متأكد..!!
الدكتور الخليجي الجنسيه: هذا اللي طلع معانا يا دكتوره..
اريام حاولت تثبت نفسها اكثر...لحد الان ما بعد استوعبت النتيجه..اصلا مستحيل تستوعب ان "سامي يروح منها"
ضربت مكتب الدكتور بقوه وهي تصرخ: اقولكم ارجعوا حللوه من جديد...انا متأكد هان فيه خطأ..
الدكتور مقدر حالتها: ارتاحي دكتور اريام..
اريام غرقت عيونها دموع: ما ابي ارتاح...ما ابي...انا راحتي من راحة سامي..انا سعادتي اذا قدرت اسعد سامي..وانت تقولي ارتاحي من وين تجيني الراحه..
راح الدكتور وجلسها على الكرسي: دكتوره اريام..انا راح اقولك كل شي..انت دكتوره وما يخفيك عن حالة سامي شي...سامي تأخر كثير..لو انه جاء قبل مده يمكن قدرنا نلحق عليه...بس الحين المرض تمكن منه وما نقدر نسيطر عليه...
اريام وقفت كل الدنيا عند كلمة الدكتور"تأخر كثير"...حست ان الحياة انتهت هنا..وما عاد تدري ايش قال الدكتور بعدها..
"سامي تأخر..لان انا اللي اخرته بغبائي..بأنانيتي...بسبب اهلي..بسببنا كلنا...كلنا"
ورفعت عينها على الدكتور وهو ما زال يتكلم..
: والحل الوحيد نبدأ بالعلاج الكيماوي عشان يعيش اكبر مده..
طالعت الدكتور وعيونها ما عاد تشوف من كثر الدموع واذا طاحت دمعه طاحت قد حبات المطر..
وقفت بدون ما ترد عليه...وطلعت ومعاها الورقه...تمشي بين الممرات والاماكن..الشوارع...المنازل الاحياء..بلا هدف...والورقه ترفرف بيدها...
"وش اقوله....وش تبيني اقولك يا سامي ..كل الامال والاحلام ضاعت...كل السعاده والهنا اللي رسنا لها تبخرت...كل الحب والعشق والهيام بيموتون..انا من بعدك من لي...عشان مين راح اعيش...انا مالي غيرك يا سامي..مالي الا الله ثم انت..ما ابي من الدنيا شي..بس تكفى ابقى لي..تكفى يا سامي لا تخليني...لا ياخذك الموت مني"
حصلت نفسها قدام الفندق اللي ساكنين فيه...وطلعت للسويت حقها بسرعه..وركضت لغرفة النوم بالضبط..وفتحت الباب بقوه...طاحت عينها على السرير...قربت له بخطوات مو ثابته..تحسست الوساده واللحاف والمكان اللي نام عليه...تذكرت اسعد ليه بحياتها كانت معاه..رمت نفسها بمكانه وبكت..وبكت...وبكت.. عسى دموعها تقدر تخفف من شوي من لهيب قلبها...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
بعد كم ساعه....
كانت ساكته وما زالت على نفس مكانها ووضعيتها..بس دموعها خلصت..ما عاد لدموع قيمه...وصارت همومها قد الجبال او الارض بكل ما فيها...وشلون راح تشوف زوجها وحبيبها وعشقها الاول والاخير يموت قدام عيونها..."قعدت على حيلها شوي"
وتوجهت لدورة المياه..غسلت وجهها كم مره...وعيونها تنفخت من كثر البكي...شافت نفسها بالمرايه وشافت حال عيونها ورجعت تدمع من جديد...ما حبت تبكي رجعت تغسل وجهها...وتوضت للصلاة وطلعت..
صلت لربها ركعتين ودعت من كل قلبها...انه يشفي سامي او ياخذه بدون ما يتعذب...ماتبيه يذوق الويل وتشوفه يذبل خطوه خطوه من غير فايده...
خلصت من الصلاة..لفت على السرير وشافت ورقة النتايج..قامت بسرعه ودخلتها بالشنطه,..وبدلت ملابسها وركضت لسامي؟؟؟من اليوم وطالع ماتبي تفوت لحظه معاه...من اليوم وطالع راح تكون ظلال سامي..من اليوم راح تحاول تسعده بكل دقيقه وثانيه من عمره..راح تخليه يروح وهو راضي ومبتسم...
وصلت عند غرفته...
اخذت نفس وحاولت ترسم ابتسامه تبي شوية قوه...
وفتحت الباب...
حصلته جالس وباين القلق بعيونه..
: وين رحتي....؟؟؟
اريام شافت وجهه وتذكرت الورقه اللي بشنطتها وما قدرت تتكلم..وجلست عنده على سريره..
سامي طالع عيونها حس فيه شي..
: اريام ....في شي..؟؟؟
اريام هزت راسها"بلا"...ومسكت ايديه..وبصوت مخنوق..
: اوعدك يا سامي راح احبك قد ما اقدر...احم...واوعدك اسعدك قد ما اقدر..واوعدك ما اخليك ولا لحظه..اوعدك..
وحضنته بأقوى شي عندها..لدرجه انها ألمته..
سامي استغرب كلامها...وطريقتها في الحكي..بس في النهايه حضنها..
اريام: ما ابيك تتركني..
سامي بهدوء: اريام...طلعت النتيجه!!
اريام ارتخت ايديها من صدمتها بسؤاله..
سامي بعدها عنه وحط عينه بعينها: طلعت صح..!!
اريام ما قدرت تطالع عيونه: لا...لسه..
سامي حاول يكتشف هي صادقه معاه ولا: اريام اذا طالعه قولي لي..
اريام: لا حبيبي ما طلعت..
سامي: طيب ليش تأخرتي..؟
اريام تذكرت وعدها لنفسه وابتسمت: لانو حبيبة قلبك شويه ضاق صدرها من المستشفى..وقررت تتمشى شوي..
سامي مسح على وجهها بنعومه: وحبيبتي....ما بكت!!
اريام غمضت عيونها بقوه: يمكن بكت لانها مشتاقه لاهلها..
سامي قرص خدها وهو يضحك: وانا مو اهلك..؟؟
اريام حطت يدها على خده: والله انت اهلي ودنيتي وكل حياتي يا سامي..
سامي على انه حاس انها فيها شي...وشاك ان النتيجه طالعه..بس ما حب يضغط على اريام..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ضاري اللي ما بعد عرف طعم النوم..هذي الليله الثالثه وما اخذ منها الا غفوه..
جالس برى على البلكونه ويدخن سيقاره...ويفكر بمدى وايش راح يسوي معاها..ومو مدى بس حتى ابتهال...وسلطان..والصغار..
قرركل قرارته...وراح يبدا التنفيذ من صباح اليوم الجديد...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
صباح السبت..
صباحك ضحكة طفل..تملى الدنيا فرح وسرور..
........صباحك عطر.. ينتشر في مكانه جمال وغرور..
صباحك ورده حمراء...تداعب خدك وتقولك صباحك نور..
شتو..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
صحت نشيطه كاعادتها..وبدلت ملابسها وحطت ميك اب صباحي وضبطت شعرها وطلعت لغرفتها ولالي وراها وين ما تروح..
ضربت الباب على لانا..ودخلت..
حلصت لانا جالسه وحاطه الوساده على رجولها ورايحه تفكير عميق..واضح انها على وضعيتها من ليلة امس..
دانا استغربت: صباحو لانا..
لانا طالعت دانا مليانه نشاط وحيويه..وحسدت اختها..
دانا قربت لها وحركت يدها قدام وجه لانا: ياهو..لنو....ايش فيك؟؟
لانا قامت بثقل لدورة المياه وقفلت على نفسها الباب...خلاص الحياة ما عاد تغريها..ولا تبي منها شي...تمنت الموت على نفسها..
دانا احتارت في اختها..امس واليوم نفس الحاله..
"ايش اللي صاير لها.؟؟!!"
قررت تتفاهم معاها بالمدرسه..الحين مافي وقت..طلعت لانا من دورة المياه وما حصلت احد..ورتاحت لانها توقعت بتلاقي تحقيق من دانا وهي مالها خلق...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ضاري نزل بثوبه وشماغه على كتفه..سلم على اهله على السريع.
: السلام عليكم..."وطلع حتى بدون ما يسمع الرد"
وتوجه بسرعه على الغرفه اللي برا...ودق الباب...
كانت مدى صاحيه..لان بدر صحاها من نومتها يبي يلعب..مدى لابسه حجابها وتنوره طويله واللبس ساتر...راحت فتحت الباب..في بالها انها الخدامه...بما انها هي وضاري متهاوشين امس..
وانصدمت لما شافت ضاري..
ضاري ما حط عينه بعينها تفاديا لضربات قلبه اللي ما توقف..
: وين ابتهال..؟؟
مدى كتفت ايدها: وعليكم السلام...
ضاري: السلام...وين ابتهال؟؟
مدى : نايمه ليش؟؟؟
ضاري: روحي صحيها راح تداوم اليوم..
مدى انصدمت: طيب كذا فجأه..على الاقل قلت لها من امس..
ضاري ببرود: مافيه فرق بين امس واليوم..
مدى: الا فيه فرق...
ضاري ضحك عليها من داخله كأنها طفله وكمل معاها يمثل البرود: لا ما فيه فرق..
مدى عصبت: الا فيه....
ضاري وهو يطالع فوق ويرد: لا ما فيه ..مافيه..مافيه...
مدى تقلده بدون شعور: فيه وفيه وفيه..
ضاري خلاص ما قدر يتحمل اكثر بيضحك عليها...الا ابتهال جاتهم وهي لسه صاحيه من النوم وحتى حجابها ما لبسته كويس..
: خير...وش هالحركات..وش اللي فيه وما فيه؟؟؟
ضاري مات من الضحك..اصلا شكل ابتهال يضحك وهي لسه صاحيه من النوم..ثاني شي ضحك على مدى وحركاتها...
مدى لفت على ضاري اول مره تشوفه يضحك..يتغير 180 درجه..ما كأنه ضاري الجامد...بس ضحكته خوقاقيه ^^
حتى ابتهال تطالعه ...ودها تصور هاللقطه النادره..
ضاري: الله يديم السعاده علي..."وطالع مدى بنص عين"...ابتهال بدلي بسرعه اليوم بتداومين بالمدرسه...
ابتهال فرحت: جد ضاري!!!
ضاري رجع لجديته: ايوه جد...لا تتأخرون ننتظركم على الفطور..."وراح"
ابتهال: واي وناسه...احس ان لي شهور عن العالم...ابي اشوف الدنيا ..ومشاعل ومرام..
مدى: الا لازم تغيرين جو...
وبدلت ابتهال بسرعه وطلعوا كلهم للفطور..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تعليق