روايه :عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • انسانه وحيده
    عـضـو
    • Jun 2009
    • 13
    • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


      ليه حظي معاك كله أنا الخسران

    روايه :عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه..كامله

    عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه

    السلام عليكم

    انا بديت في قراءة قصه روووعه حيل
    حبيت انكم تشاركوني قراءتها وان شاء انها تعجبكم
    مثل ما عجبتني






    المقدمه

    اذا كان العشق بوابة لامتهان الذات....
    اذا كان العشق رحلة عذاب ماتنتهي....
    اذا كان العشق قدم تدوس على الورد....
    اذا كان العشق مجرد وسيلة للانتقام.....
    اذا كان العشق كذبة اخترعناها بعقولنا....
    اذا كان العشق هو سخرية القدر منا........
    اذا كان العشق ذبابة مزعجه تدور حولنا....
    اذا كن العشق الكاس الي امتلت بدموعنا.......
    اذا كان العشق اللعبة الي انلعبت علينا.....
    اذا كان العشق مثل نبات الصبار باشواكه....
    اذا كان العشق بطعم المر والعلقم...


    وقتها يكون اكبر نقيصه!!!

    الفص 1ل


    "تصادم...حياة في الجحيم...وخطط"


    بين ربوع ايطاليا...وف قرية ساحرة الجمال...ومميزة من نوعها...ولها مناخ اكثر من رائع في معظم ايام السنة...
    على حدود ميلانو...تقع هالقرية..وهي معروفة بطبيعتها الخلابة...حتى انها تنتج مياه نقية بنفس اسم القرية...
    يتكلمون اهلها اللغة الفرنسية لكسر تعصب الايطاليين للغتهم الأم...ويندر انك تلاقي احد يستخدم الايطالية في ذيك القرية...









    تأكدت من لبسها للمرة الرابعه...اليوم عندها موعد مهم...مو اي موعد..نقدر نقول موعد العمر..
    اخيرا..وافقت مدام " لولا" انها تشوف تصاميمها...وتشوف اذا تناسب زباينها او لا ...واذا اعجبتها راح تعرضها بالبوتيك حقها..وهذي فرصه رائعه لأن مدام لولا مو بسهولة توافق على اي مصمم...خصوصا ان البوتيك حقها معروف بتميزه ومايدخله غير الناس الشباع البطرانين...

    "مارية"
    العمر27سنة

    مست تنورتها المقلمة البيج بخطوط رفيعه سودا ومزينه بكلفه دانتيل من أخرها ...وسكرت ازارير الجاكيت الاسود المخملي بحذر...
    طالعت بشعرها الاشقر...وترددت وش تسوي فيه؟؟..وبالأخير قررت انها تخليه سايح مثل ماهو...والحمدالله انها لفت اطرافه امس بالمكر...
    زينت عيونها بشوية ماسكرا شفافه...وحطت روج وردي باهت...وشالت شنطتها الصغيرة واخذت ملفها..وابتسمت مشجعه لنفسها في المراية...
    قعدت تمثل شوي على روحها وهي تبتسم لنفسها ابتسامة واسعه
    : بونجور مدام.."
    تنهدت وهي تغمض عيونها وتشوف نفسها مصممة كبيرة تمشي على خشبة العرض وتحيي الناس اللي متلهفه عشان تشتري لو قطعه صغيرة من تصاميمها...
    وبعد ماخصلت احلام اليقظه...قررت تطلع من غرفتها الصغيرة.... بعد ماخذت قبعتها المخملية السوداء اللي فيها شريطة معقودة على شكل فيونكة...
    ...فتحت باب الغرفة بحذر...وقفلته بسرعه...
    اليوم دورها تسوي الفطور...واهي صراحه ماتبي اي روائح تلزق فيها...والمصيبة ان صاحبة البيت شديدة بقوانينها...ومن قوانينها ان الشغل يتوزع على كل المستأجرين..و" مارية" وحده من المستأجرين...
    مشت على اطراف اصابعها..وهي تمر من قدام غرف النوم...وقامت تدعي بحرارة ان ماحد يشوفها وهي تتسلل بهالشكل المهين...
    وصلت اخيرا للدرج..فأخذت نفس عميق...بس سمعت صوت باب ينفتح من وراها ...جمدت عن الحركة..لدرجة انها وقفت تنفسها...بس بالأخير كرامتها خلتها تلتفت عشان تشوف الشخص اللي واقف وراها...واللي مانطق حرف..
    وابتسمت براحة وهي تشوف " كلاريسا" بنت صاحبة المنزل...."كلاريسا" طالعتها ببراءة الطفولة اللي شايلتها بقلبها اللي عمره ثلاث سنوات..وكانت ماسكه الباب وهي فاتحه فمها وبيدها الثانية شايله دبها البني...
    راحت لها..."مارية" وشالتها وباستها بنعومة على خدها...ورجعت نزلت الدرج وهي ماسكتها وطبعا كانت تنزل بحذر عشان صوت كعبها العالي...
    وصلت للدور الاول...وحمدت ربها انها ما شافت اي احد جالس...زين يمديها تطلع وترجع قبل ما يصحون بأذن الله...
    جلست "كلاريسا" على كرسي مخصص لها...وسوت لها كورن فليكس بسرعه...وباستها على خدها ووعدتها تجيب لها حلاوة...
    طلعت من البيت...وزادت من سرعة خطواتها وهي تطالع ل شبابيك البيت...شافت زوج صاحبة البيت" ايمانيول"
    وحست بخوف وهي تشوف نظراته القذرة لها...وهو يدخن ببطء...ويبتسم لها..واسنانه القذرة الصفراء..تقززها وتحسسها بغثيان...
    صدت عنه...ودخلت مع اول لفة تشوفها عشان تختصر الطريق...









    طالع بواجهة المحل..واعجبته الشغلات الصغيرة اللي يعرضونها...كانوا عارضين اشياء فنية شكلها مرة مميز وغريب...واكثر شيء عجبه تماثيل السيراميك الصغيرة اللي قدامه...راح تعجب اخته "نورس"كثير...خصوصا انها مهووسة بجمع هالاشياء...

    " سعود"
    العمر33سنة

    رجع شعره الطويل شوي ورى بعيد عن وجهه...وقرر يدخل المحل...اول مادخل المحل...تعالى صوت الأجراس الصغيرة فوق الباب..
    وطلعت له صاحبة المحل من بين المرايا بشكل مفاجىء...كانت صاحبة المحل حرمه عجوز...مليانه مرة... ونظراتها حنونة..
    ابتسم لها سعود بأدب..وهو يمشي بين الأغراض الكثيرة اللي موضوعة بشكل عشوائي..
    كانت اغراض مختلفه ومجمعه بأي شكل...يعني اشياء مالها علاقة ببعض..لكن اشكالها غريبة...وواضح ان صاحبة المحل تجمع اغراضها من بلدان مختلفة..
    مسك تمثال على شكل عروسه كبير حجمها..يمكن توصل تقريبا بحجم الكف...يعني عادة هالعرايس تكون مرة صغنونة.. وقام يقلبه بين كفوفه...كان شكله مرة غريب...الشعر الأسود الغجري..طريقة رسمة العين...استغرب..دايم هالعرايس تكون شقر وعيونها ملونة...فقرر يسولف مع صاحبة المحل شوي ويسألها عنه...بس قبل لا يتكلم..تكلمت هي وقالت بصوتها المرتعش شوي وبالفرنسية
    : هالقطعه فريدة مرة..ومن حسن حظك انك شفتها..لأني اليوم بس قررت ابيعها..مع اني لي فترة مشتريتها من الصين.."
    سأل سعود ب اهتمام
    : وش سر اهميتها؟؟"
    ردت وهي تقرب منه وتمسك القطعه بحذر
    : يقولون تجلب الحظ الحسن...لذا ماكنت احب اني ابيعها..بعدين جمالها يخليني ارجع واعيد النظر فيها كثير...لذا كنت مخليتها زينة في بيتي...."
    سعود وهو يبتسم باستخفاف
    : اها..بكم بتبيعينها علي؟؟"
    ورجع اخذ منها العروسة وهو عارف انها راح ترفع السعر مرة
    قالت العجوز بلا مبالاة مبلغ كبير مرة بالنسبة لسعر هالقطع...وصدت عنه...
    ما خالفها سعود..لأنه متعود يدفع في بلده بدون مايكاسر...ومع انه عارف انها قاعده تضحك عليه من جواتها..اعطاها المبلغ..وشال العروسة...بس قبل لا تعطيها اياه...اخذتها ولفتها باهتمام وبحذر...كنها انسانة حقيقة وحطتها داخل علبة انيقة واعطتها له...اخذها وجواته ضحكة على خبالة هالعجوز وعلى نفسه بعد...






    اه
    صرخت وهي تشوف كلب كبير يركض جهتها..نست كل مظاهر الركاده والثقل اللي تمشي فيها من اليوم....حتى نست ان كشختها راح تخترب لو تجرأت وركضت...ومع هذا سلامتها كان الشي الوحيد اللي فكرت فيه بذيك اللحظة...ركضت بدون توقف وهي تناظر وراها...والكلب الكبير الضخم يلاحقها وشكله مبسوط ويحسبها لعبة!!!كان شكله مقزز ولسانه طالع بره وسعابيله!!..وععععععع..هذا اللي فكرت فيه مارية وهي تدور النجاه منه بأي طريقة...
    تعدت الناس وهي حاطه يدها على قبعتها..وماسكه ملفها بقوة...وطبعا كانت تصقع فيهم...ويطالعون فيها بنظرات قاسية...بس تعتذر على طول بصوتها الفحمان!!
    :I'm sorry...sorry mam...sorry sir..."
    هذا اللي كانت تردده...ومن فجعتها نست انها بايطاليا..ونست ان هالقرية يتكلمون فرنسي...يعني هم اللحين يعتبرونها قمة الوقاحه!!
    بس ماكان عندها وقت تترجم لهم كلامها...واكيد طبعا الطليان يفهمون كلمة sorry!!
    شافت رجال طويل وعريض قاعد ينزل درجات محل...ويوقف بالشارع يطالع بالسما برواقة...التفتت وراها وهي خلاص بتموت من كثر ماهي فحمانه..حلقها جاف..وفمها مفتوح...ودقات قلبها تتصاعد بسرعه جنونية...لدرجه انه شوي ويوقف...
    ماقدرت تمسك نفسها او توقف خطواتها وصرخت بأعلى صوتها
    :اه...."
    عشان يبعد...بس الرجال اكتفى انه لف ببرود عشان يشوف مصدر الصوت...وفتح عيونه مفجوع وهو يشوف البنت اللي مدرعمه جهته....قبل لا يفكر وش يسوي؟؟..بلحظات بس...بثواني بس..برمشة عين..مثل مايقولون..كان التصادم...
    طاخ






    تحرك سعود بشوية الم...وهو يطالع التمثال اللي شراه....واللي دفع فيه مبلغ كبير...كان قطع على الأرض...الراس لوحده...والجسم لوحده...واليدين لوحدها...
    طالع بسرعه بالغبية اللي صدمته..وصرخ فيها بعصبية
    :توا.."
    توا= انتي
    وهو يأشر بصباعه على وجهها مقهوور..ويرتجف...البنت ماردت عليه...كانت ماسكه رجلها بقوة...وشكلها تألمها..وصرخت بشكل هستيري لمن شافت كلب كبير جاي جهتهم...وغطت وجهها...
    وقف سعود وهو منقهر من هالغبية هي وكلبها المجنون...وقام ينفض الغبار اللي علق بالجاكيت حقه ...وانحنى يجمع القطع حقت التمثال اللي شراه...بس جاته ضحكة ممزوجة بشوية قهر وهو ماسك التمثال...
    :ههههههههههه.."
    رماه بقوة ووطا عليه لين ماكسره اكثر...وش ياخذ منه ووش يخلي؟؟؟..الظاهر ان حظ "نورس" منحوس!!
    قبل لا يوصل لهم الكلب على طول...جا رجال شكله امريكي ومسكه بقوة...وقام يهديه ويقوله كلمات تدليل بسيطه...
    كان واضح انه صاحبه ...تكلم معه سعود بمجموعة كلمات...وعرف منه ان البنت هاذي هي اللي شوشته لأنه متعود يلحق اللي يركضون بعيد عنه...
    هز سعود راسه بتفهم...ورجع يطالع في البنت اللي كانت جالسه على الأرض وتصيح وهي حاطه يدينها على وجهها...كان واضح انها خجلانه ومستحية ومتألمه...حز بخاطره انه صرخ فيها....
    حط ايده على كتفها بيعتذر لها...بس صرخت بوجهه بسرعه اول مالمسها...ما قال شيء رغم انه استغرب من رد فعلها...شاف اوراق قليلة تطايرت من ملفها الانيق...
    ابتسم وهو يمسك الورقة...كان مرسوم فيها فستان عروس..والفستان هذا غريب وعصري..والجليتر اللي فيه مخلي الرسمه شيء ثاني...
    سحبت منه الورقة بسرعه..وقالت باعتذار
    :sorry..."
    ونست من جديد انها بايطاليا مو بأي مكان ثاني...^_*
    طالع سعود بوجهها الاحمر وشعرها الاشقر اللي التصق فيها شوي...وقفت بصعوبة ...وساعدها رغم اعتراضها...
    حك شعره بتوتر غصبن عليه قدام نظرات هالبنت الحلوة.... واعطاها الاوراق بعد ماحطها له بالملف...ووقف يطالعها...لين البنت بدت تتكلم بصوت ناعم مبحوح
    :thanks"
    = شكرا
    ورسمت ابتسامة حلوة على فمها الوردي...هز سعود راسه لها وكأنه يقول لها حصل خير...
    وقفوا مكانهم يطالعون لبعض...كل واحد فيهم مستغرب سبب وقوفه وينتظر الثاني يتحرك من قدامه لأن الطريق ضيق...وهم مسووين زحمه لأنفسهم وللناس...
    حاولت تتحرك شوي لمن عرفت ان شكلها غلط قدامه....
    وبعد عشان تبعد عن طريق الناس بس المتها رجلها مرة...ومسكت فيه بقوة لا شعوريا لأنها كانت راح تطيح...
    انتبهت انها قريبة حيل منه...تسارعت دقات قلبها وهي تطالع برقبته وترفع عيونها بتردد لوجهه..
    "سعود" في ذيك اللحظة...كان مسحور ب "مارية"....مو بسبب جمالها لا...جمالها عادي..فيها سحر غريب...سحر مميز من نوع ثاني..يمكن نعومتها؟؟!! ..رقتها؟؟!!..حساسيتها؟؟!! صوتها المبحوح الغريب المضحك!! غمازاتها الحلوين؟؟...ما يدري...بس عرف انه يبي يتعرف على هالبنت...
    قال وهو يساعدها: you have 2 go to hospital.."
    قالت "مارية" وهي تحاول تصحى من السحر اللي صابها
    :may be..."
    may be= يمكن...
    ورجعت فتحت عيونها وغمضتها بقوة..وش قاعده تقول اهي؟؟..
    لاحظ "سعود" سرحانها وقال بنعومة وهو عارف تأثير صوته زين على البنات
    :the hospital؟؟
    قالت وهي تغمض عيونها وبتوتر
    : no...no...nono...OOO"
    وفتحت عيونها وخبطت جبينها وهي تفكر بموعد مدام "لولا"...
    قالت وهي شوي وتصيح
    : مدام "لولا"..."
    سعود بعدم فهم
    : so؟؟"
    قالت وهي تحط يدينها على عيونها بتوتر لدرجه انها تكلمت عربي ولا انتبهت
    : راح...اه...راح...اه..راح علييي...."
    وقامت تصيح من جديد...والدموع تسيح على وجهها الاسمراني...حاول "سعود" انه يفهم سبب بكائها بس ماقدر...كانت تاشر باتجاهات مختلفه وتصيح...وعيونها حمرت..ووجهها حمر
    ...وصارت مزعجه بالنسبة ل"سعود"..اللي كان مستغرب من انها عربية وه اللي توقع انها ايطالية..بس ما تهمه سواء كانت عربية او غيرها..هذي وحده قلق..خلني ابعد عنها واروح...
    قال "سعود" وهو يطالع بساعته بعجالة
    : معليش....I've 2 go..bye"
    راقبته "مارية" وهو يروح من قدامها بسرعه وكأنها حشرة مزعجه قابلته...وزاد صياحها اكثر وعلا...وحست بقههر من ايش ما تدري؟؟
    : اه..."
    مر رجال من جنبها...ووقف يطالعها وهي تصيح...فناولها منديل وراح بطريقه
    ..طالعت فيه مشكورة...ومسحت دموعها وشالت ملفها وقامت تجر رجلها اللي تألمها عشان توصل لبيت "لولا"...


    في الصحراء

    وبين التلال الذهبية...
    والجبال الشامخه اللي شوي و تلامس السحاب
    ...بين الذياب والسباع الشرسة...
    ...في صفاء الجو...
    ...وبعده عن التلوث...
    ...في البساطة بكل اشكالها.
    ..بالبعد عن مظاهر الحظارة كلها....
    لمن الشمس تتعانق بنعومة مع الجبال وتشكل اجمل لوحة برية...
    لمن نشم روائح الاعشاب العطرية بعد رشة مطر خفيفة من فترات لفترات...




    ابتسمت بطيب لاخوانها اللي كانوا يلعبون قريب منها.... كانت منهمكة بالعجن...عشان تسد جوع هالناس..اللي اهي تعتبر نفسها مسؤولة عنهم...اساسا كل فرد في عايلتها يعتبر نفسه مسؤول عن الباقيين...حتى الأطفال الرضع مافيهم اي انانية.. طبعا باستثناء مرت ابوها..

    "مضاوي"
    العمر 17سنة

    مسحت جبينها بتعب...وهي ترجع تركز بالعجين اللي بيدها... ياما تساءلت جواتها اذا مكتوب لها تعيش حياة مختلفه عن امها ومرت ابوها...
    تعيش مثل ماتسمع بالقصص من مرت ابوها اللي كانت عايشه بالمدينه( اي مدينه...) ..كانت تعلمهم عن اشياء لا يمكن يتصورونها حتى لو بالخيال...
    اشياء يعتقدون ان مرت ابوهم تبالغ لمن تقولهم عنها....
    ياما حاولت في رجلها انهم ينقلون لكن جوابه دايم وابد...الرفض...
    بالنسبة ل "مضاوي" تموت بعيشة الصحراء...ولا تبي تروح لمكان ثاني...مثل مرت ابوها...بس عندها شوية فضول...ودها تشوف ذاك المكان...اللي يسمونه مدينه...ودها تشوف الناس كيف هم فيه؟؟..يشبهونهم او لا؟؟؟..تفكيرهم مثلهم او لاء؟؟؟...لبسهم مثلهم او لا؟؟...
    قامت تحط العجين على الصاج بعد مافردته باصابعها ...وتقلبه بسرعه...وتحطه على جنب..بصحن كبير...كانت تشتغل بمهارة وبسرعه فضيعه..متعودة على هالشيء من كان عمرها عشر سنين...يعني لها سبع سنين وهي تسوي كذا...
    جات يمها مرت ابوها وقالت بصوت عالي مثلهم كلهم..وطبعا كل العيلة اصواتها مرتفعه
    : خلاص..كافي اللي سويتيه...دسي باقي العجين..كود نحتاجه باكر..."
    قالت مضاوي وهي تحس بقرصة جوع اليمة
    : ان شاء الله خالتي...بسس..."
    ردت مرت ابوها بشراسة وهي تشيل الصحن يمها هي وعيالها
    : وشووو؟؟؟.."
    مضاوي وهي تطالع بامها المريضة والمتمدده داخل بيت الشعر
    : امي....ابي لها شوي.."
    مرت ابوها ببرود وهي تقطع قطعه صغيرة مرررة من الفطير
    : خووذي...يله..تحركي من قبالي... مابي اشوف وجهك هنيا..."
    قامت مضاوي وهي تدعي على مرت ابوها الظالمه
    ...وطفت النار اللي كانت شابتها...وخلت الصاج مكانه...
    ماهي قادره ترفع صوتها عليها
    ...لأن ابوها مرة يوم درى انها تهاوشت مع مرته
    ...ضرربها بقوة...وخلاها تنام بحوض الددسن...وهي تجربه ماتبي تعيدها...
    راحت لأمها اللي كان واضح انها تعبانه خصوصا انها توها مولده وجايبه بنت زي القمر..
    : يممه...قومي كلي لك لقيمه تسد جوعك..."
    امها فتحت عيونها الواسعه ببطء
    : مابي...انا عطشانه يا بنيتي....عطشانه.."
    راحت "مضاوي" لقربة الموية اللي كانت داستها عن مرت ابوها الشرانية
    ...وودتها لمها..
    شربت امها بلهفة وكان واضح انها فعلا عطشانه..
    قالت "مضاوي" وهي تحك ذقنها من تحت البرقع
    : بسوي لك شوية تميرة مع مضير..."
    مضير= اللبن المجفف...
    هزت امها راسها وهي ترجع تمدد جنب بنتها الصغيرة اللي مالها ثلاث ايام
    ...قامت "مضاوي" وراحت للأغراض اللي حاطينها ورى بيت الشعر وبالليل يدخلونها..
    .كانوا بس يجيبون من المدينه الطحين والتمر والقهوة والرز...
    طلعت التمر وهي تفكر بحظ امها المقرود
    ...وتطالع بمرت ابوها واخوانها الصغار اللي تجمعوا حول امهم...
    صح انها ماتكره اخوانها وتموت عليهم
    ...بس مرت ابوها..هي اللي تبي تكرههم في عيالها عشان تبين لرجلها انها هي الصح...وانها مظلومه ومسيكينة..
    مسكينة يا ميمتي..فكرت "مضاوي" بحسرة من جديد بحظ امها
    ...ربي كتب على امها انها ماتجيب الا البنات...
    والولد الوحيد اللي جابته مريض
    ..والعيال الباقيين اللي جابتهم ماتوا كلهم من ثاني يوم بولداتهم...وبعضهم اسقطتهم بالثامن والسابع..
    تبللت عيون مضاوي بالدموع...
    وهي تطالع بأخوها المتخلف عقليا...
    ....ماكانوا فاهمين وش علته...
    ..اهي تحبه وتموت فيه..
    بس ابوها يكرهه وامها تكرهه رغم طيبتها..
    .كلهم يكرهونك يا "عبدالله" الا انا...ايه..هي تحبه حيل
    ...حتى انها هي اللي سمته يوم كلهم تركوه وراحوا بعد ماشافوه
    ..بعد ولادة امها على طول ...
    تنهدت للمرة المليون وهي ترجع تركز بشغلها والشمس متسلطة عليها وتحرقها بقوة...والحر بمثل هالوقت ماله مثيل...خصوصا ان الشمس تنتصف السماء..وتبث اشعتها الخطرة...بس سبحان الله ربي حاميهم..






    في عاصمة المملكة
    في أحلى مدينة بالوجود
    في الرياض

    في قصر فسيح....لناس اغنياء جدا...
    قصر خرافي...كله خدم وحشم وعالم...
    ..تعيش عايلة سعود...





    ركزت بالخاطرة اللي كاتبتها..وحاولت تصححها..شالت كلمات وحطت كلمات ثانية ..ورجعت صححت اخطائها الأملائيه والنحوية....
    وبعد ما تأكدت انها خلاص خلت من الأخطاء اللي كل مرة تغلطها ويحذرها محرر المجلة منها..
    ارسلتها بالفاكس...

    "نورس"
    العمر 18 سنة


    قرتها من جديد بفخر وبصوت عالي وهي تتأمل الكلمات اللي تتراقص قدام عيونها....
    واللي انكتبت من قلب عطوف محب..يختلف عن معظم القلوب اللي تعيش بينا هالايام..ومن قلب يتمنى يحب وينحب بكل صدق...

    قضيت العمر عن روحي ابحث حثيث الخطى ليس لي مضجع
    تائها في صحارى الهم اظمأ فمن سراب الى سراب اخدع
    ليل الخطوب قد بدات دائما وظلام المحن للفجر يمنع
    وأمسى الربيع خجلا بلا زهر فقد طال شتاء الهم ويقبع
    ميتا اعيش وما حان الأجل صريع الفؤاد وعن حبي امنع
    وحيدا والناس حولي كثر ودنياي ضاقت والدنيا اوسع
    اه من حزن لا يمل صحبتي فقد مل الصبر ومني يهرع


    دقت على صديقتها وبنت خالتها الحبيبة لقلبها مرة " ديمه"...وهي مبسوطة بنفسها..يا كثر رسايل المعجبين والمعجبات اللي توصلها عن طريق المجله...كل يوم تثبت انها مميزة بمجال الخواطر..وهالشيء يطربها ويحسسها بتميز ماله مثيل...ويذكرها بأحب الناس لقلبها" سعود" اخوها بعد عمرها...اللي اهو فنان بعد...يعني بس ثنين في العايله حساسين ورقيقن وفنانين هم "نورس" و"سعود"...
    : الوووو..."
    "نورس" بفرح وبرقة: الو.."
    "ديمه" بهدوء: هلابك "نورس" حبيبتي..وش اخبارك يالقاطعه؟؟"
    "نورس" بلهجة اعتذار حارة: اعذرريني يا كل الغلا...بسس..كنت مشغولة هالأيام...يوووووه يا "ديمه"...لو تقرين الرسايل اللي توصلني..واو..كلها روعه واحاسيس.وش اقرا لك وش اخلي لك؟؟..."
    "ديمه" بسعاده صادقه: من جد؟؟..اخيرا بدت الرسايل توصل لك...تذكرين من متى تنتظرينها ؟؟"
    "نورس" وهي تتذكر ايام الاحباطات لمن كانت تنرمي الرسايل بوجهها وترجع لها من جديد...وترفض المجله تعرض لها اي خاطرة....وبعدين تذكرت لمن دقوا عليها فجأة ورحبوا بهالشيء...فكان احلى حدث في حياتها...تذكرت بعد يوم كانت تتنظر كلمة اطراء وحيده...بس ماكان فيه احد يفكر يرسلها او يعجب بافكارها...حتى لمن نشرت في النت...كانت نفس النتيجه...بس هالحين...لاء...كل شيء اختلف....صارت اشهر من نار على علم
    "ديمه": ياهووووووووووه..وينك؟؟"
    ردت "نورس" وهي ترجع من افكارها: هلا عيوني...انا هنا.."
    "ديمه" بنعومة تقلد صوت نورس: انا هنا.."
    ضحكت "نورس" بخجل: دييييمه...ههههههه..يله انا لازم اقفل...بس حبيت اقووولك...اني نشرت خاطرة جديدة بعنوان صحراء السراب...اقرريها يا قلبي.."
    "ديمه" بتأكيد: ولوو..اكيد اول ماتنزل المجله بروح اقراها...يله حبيبتي...باي"
    "نورس": باي.."






    تنهدت براحه..وهي تضغط تم الأرسال...عرفت انها راح تصيب الهدف كالعاده...الشيء هذا صار عندها مرة سهل...صارت تجيده مثل اي هواية الانسان يجيدها...فيه ناس تحب ترسم.... فيه ناس تحب تطبخ...فيه ناس تحب تحش...فيه ناس تحب تكتب...بس هي لا...اهي تحب انها تستدرج الرجال للفخ اللي اهي تحطه بارادتها...الفخ اللي مايطلعون منه ابد..


    "هيفاء"
    العمر20 سنة


    رمت جوالها بلا مبالاة على السرير..وهي تقوم تروح لمرايتها....وقفت عند المراية وتمت تطالع بوجهها....
    مررت اصابعها النحيفه على ذقنها...وازعجتها الحبة الصغيرة اللي طالعه هناك...راحت خذت كريم للحساسية من فوق التسريحة...وحطت منه شوي عليها...وقامت تدلكه بنعومة...وبعد ماخصلت من هالمهمة الصعبة...^_^
    مسكت المشط وقامت تمشط شعرها الكيرلي...المتشابك بصعوبة...كان كثير وبني غامق...وملفوف لفات عريضة وكثيرة...
    ماكانت تشتكي منه ابدا..كان يعجبها مثل ماهو..تحبه بهالشكل....ولا تتخيل شكلها بالشعر الناعم...اهي من الحريم اللي راضيات بكل مافيهن...راضية بجسمها الخيالي...راضية بوجهها الجميل...راضية بشعرها الصعب التعامل...
    قدرت تفك عقده بصعوبة...ورفعته كله ذيل حصان....وفتحت الدولاب تشوف لها لبس انيق...وراها طلعة للنادي عشان تقابل صديقاتها...
    طبعا هيفاء عندها الطلعات كل يوم وبدون حسيب او رقيب...ولا احد يمنعها من خرجاتها...واهي لو امها حبت تقهرها بس تمنعها من الطلعه...البنت ينجن يجنونها وتقعد تدور في القصر وتزن عليهم لين يرضون ويوافقون على خرجتها...





    انتهى الفص1ل
    سعود ومارية تقابلوا....
    لكن هل راح تحصل بينهم صدف ثانية؟؟؟...
    مضاوي وحياتها مع مرت ابوها والجحيم الصحراوي
    هل راح تكتب لها النجاه منه؟؟...
    نورس وخواطرها الرقيقة
    هل راح تشتهر اكثر من كذا؟؟..وهل راح تستمر الأمور بالسهولة ذي؟؟..
    هيفاء وخططها اللي مالها نهاية
    هل راح يجي يوم وتطيح بشر اعمالها؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة *عبير الزهور*; 05-06-2009, 05:46 PM. سبب آخر: تعديل العنوان
  • انسانه وحيده
    عـضـو
    • Jun 2009
    • 13
    • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


      ليه حظي معاك كله أنا الخسران

    #2
    الفص2ل

    " صدمة اليمه...لقاء قدري...استاذ معجب!!"

    "...يا أهل هالبيت باشكي بنتكم
    ...تعبت روحي والله بصدها...
    اقسمت قلبي اهي لقسمتين...
    نصف عندي...
    ونصف باقي عندها...
    يا اهل هالبيت شوفوا حالتي...
    صار لي من العام ناطر وعدها
    ...البشر تسهر كم ليلة وتنام
    ...وانا كل عمري سهر من بعدها....
    ارضعتني الحب واسقتني الغرام
    ...واسقت احساسي انا من شهدها.
    ..وفطمت قلبي وهو توه صغير.
    ..كن قلوب الناس لعبه بايدها..
    "

    في غرفة نومها...






    تمايلت "هيفاء" على انغام الأغنية اللي جاتها اهداء من معذب من المعذبين اللي تتلاعب فيهم...
    كانت تفرحها دموعهم...تحس بسعادة من نوع ثاني...لمن تحطم هالقلوب...نشوة غريبة..فرحه شريرة...حاجه اهي معترفه انها غير طبيعية...
    كانت تنتقم من كل البشر...وكأنها قاعده تنتقم منه...مع انه اهو رحل وانتهى....ومات وشبع موت...لكن هالشيء ماخلاها تغفر له...خلاها تدوره وسط هالرجال..واول ماتلقاه تخطط وترسم اشد الخطط فتك..وتنفذ كل شيء بحذافيره....وراح نعرف بالفصول الجايه بالتفصيل كيف "هيفاء" قدرت توقع اغلب الرجال بشباكها....
    سمعت طق على الباب..قالت بأعلى صوت:ادخل..."
    انفتح الباب بهدوء...وشافت وجه امها يطل عليها..ابتسمت لأمها بحب...كل شيء في الدنيا الا امها...لها غلا غير البشر...
    ابتسمت "هناء" بنعومة وهي تراقب وجه بنتها المبتسم: وش عندك؟؟..رافعه الصوت على الأخير..."
    وجلست على طرف السرير الفخم اللي مفارشه كانت باللون الأحمر ومطرزه بالذهبي....وهو لون هيفاء المفضل...
    "هيفاء" وهي تبتسم بسعاده: مبسوطة مرة...بس...وهذاني بقصر الصوت علشانك..."وقصرت الصوت على طول...
    "هناء" بحنان الأم: ان شاء الله دووم حبيبتي...وش سر هالسعاده؟؟.."
    "هيفاء" وهي تغمض عيونها: مدري...احس أني مرتاحه...بدون اي سبب..."
    "هناء" وهي تبعد شعرها الناعم الاسود اللي فيه خصلة حمراء ناعمه..عن وجهها: طيب..اممم...بتروحين معي عرس بنت عمك؟؟"
    "هيفاء" وهي تبتسم بخبث: طبعا..يا ست الحبايب..اكيد راح اروح...."
    وغمضت عيونها وهي تتذكر الخطه اللي رسمتها...هالمره على زوج بنت عمها...
    طبعا بنت عمها لا تستغربون...اللي ياما اشمتت فيها....لازم تذوقها من النار اللي ذاقتها من سنتين...
    "هناء" بقلق: بسس..مدري..يا حبذا لو انك تجلسين في البيت...تعرفين المشاكل اللي صارت بينك وبينهم من سنتين..لسه صداها موجود..."
    "هيفاء" وهي تكذب: يا بعد عمري يا ست الحبايب يا اغلى البشر..انت عارفه اني انسى على طول...ولا اشيل شيء بقلبي...صدقيني اني مشفقه عليها..لا اكثر ولا اقل...عاد مسكينه طقت الثلاثين وتوها تعرس.."
    ابتسمت "هناء" بتوتر وهي تقوم من على السرير...اهي ادرى الناس بحقد بنتها على قرايبها: خلاص...بتنزلين السوق..ولا عندك شي تلبسينه؟؟.."
    "هيفاء" وهي تمد بوزها بتفكير: لالالا بنزل...لازم اشتري حاجه مناسبة للزواج...كل ملابسي قديمه.."
    "هناء" وهي تهز راسها باقتناع: قبل لا تروحين السوق مريني وخذي الكريدت كارد.."
    هزت "هيفاء" راسها لأمها...ورافقتها للباب...واول ماطلعت امها قفلت الباب وارتكت عليه بفرح...وغمضت عيونها بطرب..راح اذوقك من نفس النار اللي ذوقتيني اياها.....والله لخليك تبكين بدل الدموع دم...





    الصحراء

    في وقت العصر...والشمس مقاربة على وقت المغيب...والجو رائع...ومنظر الوان الغروب سحر رائع...تمازج اللون البرتقالي والأحمر والاصفر مع شوية سماوي...ولا اجمل من لوحة لأفضل رسام...لوحة الطبيعه خطتها ف مالها اي مثيل....





    كانت "مضاوي" تمشي مع اختها" فضة" والابل من جميع الاشكال والالوان تمشي قدامهم وجنبهم...
    مجاهيم ووضح ومغاتير....وحوير وبكار...ومنظرهم غاية في الروعه...وهي تمشي بتهادي راجعه لمكانها..
    منظر يخلينا نتأمل بخلقتها بدون ملل او كلل....وكل مرة نكتشف فيها اعجاز مختلف عن الاخر...
    " افلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟؟"
    صدق الله العظيم...
    وكان بنفس الوقت..فيه اربع جيوب جايه من بعيد...وواضح انهم كانوا مخيمين حول المنطقة....
    مضاوي وهي تأشر على الجيوب وهو منظر متعودين عليه: ما ودك في يوم تركبين فيهن؟؟"
    فضة وهي تضحك: هههههه....يا وخيتي خلي احلامك على قدك.."
    مضاوي وهي تمط شفتها: وش بلاها احلامي؟؟....ماتشوفين هالناس اللي يجون يمنا ويخيمون كلهم يركبون فيهن..."
    فضة وهي تطالع بأختها وتوقف: يا مضاوي يا قليبي....خلك عاقل وبلاش هالكلام....ترى عمرنا ماراح نتحرك من هنيا..."
    مضاوي بضيق: من حقي احلم...!!"
    وكملت وهي تتنهد: بدل هالحياة اللي نعيشها....ماصارت يا فضة...اهي منثبرة بمكانها طول الوقت...وانا نكرف مثل الحمير..."
    ماردت عليها فضة لأنها عارفه ان الكلام بهالموضوع لا يأخر ولا يقدم...وعارفه ان مرت ابوها ماراح تشتغل بيوم...مادام ابوها ما يأمرها ولا يقولها حرف واحد....
    مرت الجيوب من قدامهم...فطالعت " مضاوي" بفضول في اصحابها....كانوا عوائل فيهم حريم ورجال....واطفال..
    الحريم كانوا كاشفات عن وجيههم...تأملت مضاوي اشكالهم وحست انهم كائنات غريبة عنهم...من وين لهم هالبياض؟؟؟...والخدود الحمر؟؟؟...وانا ليش مانكون مثلهم؟؟..فكرت مضاوي وهي تطالع بيدينها..
    وتسمعت بفضول للاصوات الطالعه الغريبة من الجيوب...وكانت ما تميز اصوات الموسيقى...وتعتبرها شيء عجيب...
    قالت يوم بعدت الجيوب لفضة: سمعتيه؟؟؟...يا زين ذاك الصوت...شي(ن) عجيب..."
    فضه وهي تتجاهل هالموضوع: مالنا والصوت....خلي الصوت بحاله!!"
    مضاوي تضايقت من سلبية خواتها...ليش ما يفكرون مثلها؟؟؟...يعني معقولة اهي مختلفه عنهم؟؟؟..طيب كلهم عاشوا نفس الحياه...ومن نفس الأم...ومن نفس الأب...وعاشوا جنب بعض...ولا تخلوا عن بعض...مع هذا هي الوحيده اللي تفكر باهل المدن وتبي تصير مثلهم...!!
    وصلوا اخيرا لبيت الشعر....بس لاحظوا وهم مقبلين عليه...ددسن..واقف عند شق الرجال...
    طالعت فضة ب مضاوي: اكيد ضيوف..بس وش جابهم هالوقت؟؟؟...كنه متأخر...؟؟..."
    مضاوي باستغراب: ضيوف؟؟؟....ما اتوقع يا وخيتي...يمكن قرايب الحيه؟؟..اهم اللي يجون بهالوقت...لأن ديرتهم بعيده..."
    فضه بزعل: عييب....عيب هالكلام...استحي ذي ام اخوانا...والله يحيهم كانوا هم ولا ماكانوا..."
    مضاوي وهي تهز راسها: نسيت...غصبن علي اقول كذي...الموهيم...امشي نعجل...اخاف ابوي يطلع بعقاله وهو يشوفنا نمشي على راحتنا كن ماورانا شغل!!"
    وراحوا بسرعه يم شق الحريم...واول ما دخلوا لقوا مفاجأة غريبة مرة!!




    القرية الايطالية
    في شوارع صغيرة يتمشون فيها العشاق وهم متعانقين...وناسين هموم العالم كلها..واهم مافي الدنيا بذيك اللحظات سعادتهم وبس...





    كان سعود يمشي وهو لابس معطف اسود ومدخل يدينه بجيوبه...كان ضايق خلقه مرة...خصوصا انه يمشي بهالمنطقه اللي كلها عرسان بشهر عسلهم....او حبايب سوه..عالم رايقه عايشة تحب وتنحب....
    اما هو اخر واحد مفروض يكون بهالمكان....له فترة وهو وحيد....من تركته اخر بنت تعرف عليها وهو يعيش حياة مملة فضيعه...
    يدق عليها وتطنشه...ويرسلها ايميلات...ولا ترد عليه..ويجي لبيتها يدق عليها ومع هذا تتمادى وما تفتح له الباب...
    يستاهل...ولا شلي خلاه يعترف لها ان ماعنده نية زواج....اهو الطير الحر...اللي عاش طول عمره طليق...ماتحده اي حدود..ولا يفكر بأي انثى ممكن تعيق طريقة في هالدنيا...
    اي انثى يشوف انها بدت تلمح له عن حكاية الزواج...يركنها على جنب بكل بساطه...كأنها غرض صغير تافه مل من استخدامه....
    او يتعذر باعذار كثيرة..منها انه لسه قاعد يبني حياته...او انه محتاج فرصه عشان يقنع اهله...
    ونادرا ما يجري ورى وحده....بس هذي الاخيرة من كثر الملل...اضطر يلاحقها ومع هذا طنشته بكل بساطه وكأنه قطعة فستان قديمه..
    اخذ نفس عميق....لوو بس يلاقي البنت اللي صدم فيها ذاك اليوم!..غمض عيونه يتذكر ملامحها الشفافه الغريبة...النمش الناعم على خشمها...الشعر الاشقر البرونزي...والبشرة السمراء الناعمه...وعيونها الملونة العجيبة...
    لهجتها العربية الناعمه المبحوحة الغريبة!
    ما كانت ابدا جميله...عيونها عادية...وخشمها مو حلو... وشفايفها عريضة شوي...يعني بالنسبة لاي شخص ثاني جدا عادية...مختصر الوصف لها...كلمة جمال غريب...يخلي اي رسام يفكر فيها...ايه وانا رسام عشان كذا هي شاغله تفكيري...
    فكر شوي وهو يزفر بضيق ويفتح عيونه...هل فعلا لاني رسام قاعد افكر فيها؟؟؟...ولا علشان شيء ثاني؟؟؟...
    حك شعره بتفكير...وكشر لمن تذكر دموعها الغزيرة...لالالا...الفكه من هالاشكال غنيمة!!








    كانت "مارية" تمشي ببطء وهي ماسكه كرتون بيتزا كبير بيدها..وعصير برتقال...لها فترة ماذاقت الأكل...والسبب ببساطه نفسها مسدودة...بس قررت اليوم تغصب نفسها بالقوة...موب كيفها...لازم تحافظ على صحتها عشان دراستها وكل مخططاتها...
    سمعت صوت ضحكة ناعمه..فالتفتت واهي تمشي....
    وابتسمت بحسرة وهي تشوف وحده تضحك مع واحد....شكلهم عرسان!!...كانت الفرحه مرسومة على وجهها الناعم....وهو بعد كان شكله سعيد فيها...
    سكتوا للحظات...وغرقوا بنظرات بين بعضهم...نظرات لها الف معنى ومعنى...حست مارية بشعور غريب في قلبها...وهي تشوف تماسك يدينهم....ومعاني الحب اللي في كل همسة ولمسه طالعه بينهم...
    طن صوت عالي براسها...حبي..حبي...حبي...تنهدت بصوت مسموع: ومن وين لي وقت احب؟؟؟..."
    وما امداها قالت هالكلمه الا وهي خابطه بواحد...صرخت بروعه وهي تنتبه لعلبة البيتزا اللي من حسن حظها انها مانفتحت لمن طاحت على الأرض...
    رفعت عيونها بسرعه تبي تعتذر..في نفس الوقت اللي اهو كان فاتح فمه عشان يتكلم عليها....فتحت فمها هي بعد مو مصدقه...اكيد حلم!!
    قالت بصعوبة وهي تتنحنح: انت!!"
    لها يومين وهي تفكر فيه صبح وليل...وتفكر شلون صرفها وراح لمن صاحت...ما توقعت ابدا انها راح تشوفه....على الاقل مو بالسرعه هذي!!
    سعود ظل يطالع فيها مو مصدق: انتي؟؟"
    بلعت مارية ريقها بتوتر وبعد لحظات طويلة ضحكت ضحكة قصير جافه: ههه...الظاهر...مكتوب علي اصدم فيك..كل مرة!!"
    ابتسم سعود على كلمتها وهو يطالع فيها من فوق لتحت بتأمل: يمكن!!.."
    حست بدقات قلبها تتسارع...وقلبها كله كأنه بيطلع من مكانه ويوصل لحلقها....واحترت بقوووة..والارتباك زاد عندها بسبب نظرات هالشخص اللي واقف قدامها بدون حركة...
    جات بتنزل علشان تشيل علبة البيتزا بنفس الوقت اللي اهو نزل فيه علشان يشيل لها العلبة...خبطت راسها براسه...وصرخت متألمه عن جد هالمرة...وعيونها بسرعه امتلت بالدموع...
    اما سعود غصبن عليه ضحك بقوة: ههههههههههههههههه...الظاهر انك صادقه.."
    ابتسمت بحلاوة رغم ان راسها يألمها وهي قاعده تلمسه: ههه.."
    وشالت علبة البيتزا ومسكت عصير البرتقال زين بيدها..وطالت وقفتهم بدون اي حكي...باستنثاء حكي العيون الغريبة..
    انتبه سعود لعيونها الامعه...كان واضح انها مليانه دموع...معقول انها تصيح بهالسرعه؟؟...هذي ثاني مرة ومع هذا اهي على وشك الانفجار...لازم اروح بسرعه...اكرره ماعلي اسمع صياح بنت!!
    في نفس الوقت...مارية كانت تحاول انها ماتصيح...بس الم راسها قوي مرة...فقررت تمشي بعيد عنه...ماله داعي يشوفها تصيح...اهي بتهج منه قبل هو لا يهج...
    : اه...لازم اروح....هالحين.."
    قالتها اخيرا وهي تبتسم بتوتر...
    رد سعود بعد لحظات وهو متنح
    : ايه اكيد..."
    وبعد ما استوعب كلامها قال بسرعه
    : اوووه...مع السلامه.."
    هزت راسها له
    : Bye..."
    طالعت بظهره العريض وهو يروح...وابتسمت برومانسية وحالمية وهي تضم علبة البيتزا الحاره لصدرها!!
    ...وش هالصدف!!...لو انك يا ماما عايشه كان فكرتي ان هذا قدري..!!
    بينما سعود كان يمشي ويرجع يطالع فيها وهي لسه واقفة تتابعه....روح اتعرف عليها يا سعود...ليش جالس؟؟؟..هذي هي الفرصة جات مرة ثانية لك...لا تتركها تروح...يمكن عمرك ما راح تقابلها مرة ثانية...!!
    بس اهي صياحه...وانا اكره ماعلي اقعد مع بنت تبكي على اي شيء...تبكي لفرح..تبكي لحزن...تبكي لالم...وهذي واضح انها من هالنوع...انا احب البنت المرحه اللي نادرا ماتبكي...!!
    سمع صوت جواته....
    سعود...تتذكر حكاية الالهام؟؟؟...تتذكر نصيحه صاحب المعرض...دور عن الالهام.. ؟؟؟..دور عن الالهام...صرخ فيها سعود بدون وعي...انا لقيت الالهام ومع هذا تركته بكل بساطة...
    بعد ماوصل لنص المسافه وبعد كثييييييير...وقف ورجع التفت...وقرر انه يرجع وهو يحس باحاسيس غرريبة....كثيرة قاعده تمتزج بدمه وقلبه ومشاعره....الالهام...ايه هي الالهام...لأنها كل الرقة والنعومة بهالدنيا...
    قرر انه يركض عشان ماتبعد كثير عن مكانهم اللي كانوا واقفين فيه...مكانهم؟؟؟..الظاهر يا سعود انك طحت وماحد سمى عليك...!!







    في القصر


    ....في الحديقة الواسعه....

    الساعه9:00م



    كانت جالسه عند المسبح اللي على شكل بحيرة صغيرة...تحوطها الزهور والاوراق الخضراء من مختلف الانواع.....واشجار صغيرة وشجيرات منوعة...كان المكان روووعه...ومريح نفسيا...ومع الانوار اللي تحوط المكان...وكأنها فراشات ليلة مضيئة...فالمكان ملهم بقوة...

    ...الذكريات الحزينه..
    اهجر نفسي والذكريات..انطوي عند زاوية صغيرة لأجد ذاتي ابكي...
    مضى زمن...احلم بحياة لم استطع الحصول عليها...حزينه والدمع يملأ جفوني...
    ينفجر البركان...اصرخ لماذا انا؟؟...وعندما اشعر بالوحده يتقلص حزني ويذوب الخوف بداخلي....اسير مسافات وانظر للارض..ويداي جامدتان...لا استطيع تذكر عيد الميلاد..وحديث الصديقات...
    اجهل من اكون عندما انظر في المراة...لن يعرفوا عم ابحث؟؟...ذهب للبعيد تركني بمفردي والألم يفقدني الاحساس بالحياه...

    انهت تصحيح خاطرتها الرقيقة اللي كتبتها بسرعه وهي في الجامعه هذا الصباح...قررت انها ترسلها للمجله بكرة...بس اول شيء لازم ترد على المعجبين الكثيرين اللي توصلها رسايل منهم كل اسبوع..
    مع ان عدد الرسايل بدا يقل بشكل ملحوظ...وهالشيء في بعض الاحيان يحبطها...لكن مع هذا...فهي مؤمنه ان لا يأس مع الحياه...عشان كذا ماراح تيأس ابدا...حتى لو وصلت لها رسالة وحده اسبوعيا..
    بس اللي هي مستغربة منه مرة...بعض الرسايل في بينها شبه كبير..وكأنها من نفس القارىء...بس الاسماء اللي توصل لها مختلفه...معقول يكون معجب مجنون..؟؟!!
    ابتسمت برومانسية وخجل...يمكن مستحي يرسل لي كل اسبوع رساله عشان كذا..يحاول انه يرسل مجموعة رسايل باسماء كثيرة!!
    "لازم اعرف حكايتك يا استاذ معجب" قالتها نورس وهي توقف عشان ترجع تدخل القصر...خصوصا ان الهواء بدا يبرد مرة...




    الصحراء



    ضمت فضه بقوة وهي تصييييييييييح بحرارة بين خواتها....الموضوع اكبر من انها تتحمله...اهي ماتبي هالشيء...ماتبيه...ليش يا يبه؟؟؟...ليييييييييييييش؟؟؟..





    مضاوي والصدمه اللي لقتها...
    وش تتوقعون تكون؟؟؟..
    ومسلسل لقاء الصدف بين مارية و سعود...
    راح يستمر؟؟؟...وقبل لا يستمر هل راح تقبل مارية تعرف سعود عليها؟؟؟وتقبل تكون الالهام بحياته؟؟؟
    ..وقبل هذا كله ..هل راح تكون لسه موجوده بنفس المكان لمن يوصل؟؟؟..
    ونورس وحكاية المعجب المجنون....
    هل نورس صادقه باحاسيسها؟؟؟..وهالمعجب وش يبي من ورى كل هالرسايل؟؟؟...وتتوقعون راح تصير حكاية غريبة بينها وبينه؟؟؟
    واخيرا...هيفاء...بطلتنا الغريبة والشريرة شوي...هل راح تخرب عرس بنت عمها؟؟؟...معقولة بتقدر على شيء قد كذا؟؟؟...وقبل كل هالحكي؟؟...وش السبب اللي يخلي هيفاء بهالشر؟؟؟...وش اللي صار قبل سنتين ولسه يألمها خصوصا ان ناس كثير تشمتت فيها؟؟؟..ومين هو اللي مات ومع هذا قاعده تنتقم من الشباب عشان تفرغ حزنها وقهرها؟؟؟...
    كل هالأجوبة واكثر....راح نلقاها بالاجزاء الجاية في قصتنا كلنا...قصة الحب والطبقية والفروقات الاجتماعية الغريبة...
    قصة القسوة والجفا وصحاري الجحيم والالم...
    " عز الله ان حبي لك اكبر نقيصه"

    تعليق

    • انسانه وحيده
      عـضـو
      • Jun 2009
      • 13
      • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


        ليه حظي معاك كله أنا الخسران

      #3
      الفص3ل
      "الام نساء....وخيبات رجال!!"

      الصحراء
      في نص الليل....والهواء البارد يلف المكان..وكل شيء ساكن في مكانه..مافيه اي حركة...كل البشر نامين في هالمنطقة...حتى الناس اللي مخيمه قريب..
      وعلى راس جبل....كانت هي لوحدها....طلعت بدون ما حد يدري عنها...وتسللت لهالمكان...دوم تحب تجلس فيه....



      تسللت دمعه من بين رموشها الكثيفة..وذاب كحلها بسرعه على وجهها....بس ما اهتمت انها تمسحه او حتى تمسح دموعها...
      كانت تبكي بصمت...ما تعودت حد يشوف دمعها غير خواتها...عمر ابوها ما شاف لها دمعه...وعمر امها ماشافت لها دمعه...
      بعد ما تعبت من الصياح بحجر خواتها...قررت انها تختلي بنفسها...ما تبي اهلها يشوفون دموعها...اللي نزلت علشان رجال...خلهم على ظنهم القديم....انها مضاوي القوية اللي مايهزها ريح...ولا يأثر فيها شيء.
      دايم يظنون انها مختلفه...يحسدونها على قوتها الظاهرة وبرود اعصابها...لكن خلاص يا يبه...تماديت...تماديت كثير....طعنتني وقلت معليش...لكن انك تزيد طعونك وتفنن بجرحي هذا اللي ما اقدر اتحمله...ياربي وش اسوي بعمري؟؟...اذبح نفسي؟؟ ...بسس...ما اقدر...اخاف على عبدالله يضيع من بعدي...
      اول ما تذكرت عبدالله..حطت يدها على فمها وزادت من صياحها...الا عبدالله...وش بيسوي لا بعدت عنه؟؟؟..راح يهملونه؟؟..وما راح يطعمونه؟؟...يمكن يذبحونه...يا ويلي عليك يا عبيد....راح تضيع من بعد اختك!!
      غمضت عيونها بألم وخلت الهواء النقي البعيد عن التلوث ينساب بحرية..على وجهها الجميل...ويحرك بعض خصلات شعرها اللي طلعت من تحت الشيلة حقتها...
      مسكت حصى صغيرة..ورمتها بقوة...سمعت صوتها وهي تطيح وتتدحرج...حست ان ابوها عاملها مثل هالحصى...رماها بدون رحمه...
      رجعت تتساءل بقوة
      ليش يا يبه؟؟؟..لييييييش؟؟؟ ليش رميتني لرجال بالسبعين من عمره؟؟؟..ليش رميتني لواحد اكبر عياله اكبر منك يا يبه؟؟؟....
      تذكرت يوم دخلت عليهم...وانصدمت بوجود حريم اخو خالتها" شعاع"...من زمان مازاروهم...يمكن من عشر سنين...
      ضمت نفسها بقوة وكأنها تحمي نفسها من مجهول...وهي تتذكر " ابو علي"... لمن كان يراقبها وهي صغيرة..كانت تكرههه...وما زالت تكرهه...ولا تحب تشوف وجهه...ولا تتخيل نفسها مرته...
      معقول يبه ترميني علشان مجموعة نياق؟....لها الدرجه انا رخيصه يبه...
      تنفست بصعوبة وهي تغمض عيونها...تتذكر وجه "ابو علي" القذر...بلحيته الحمراء الطويلة....ووجهه المتجعد....وحواجبه الكثيفة الحمر...وابتسامته المقززة...
      خلاص يا "مضاوي"...انت بتصيرين زوجته...ما عاد تقدرين تهربين من قدرك وحظك ونصيبك.....هذا نصيبك يا مضاوي لازم ترضين فيه....والحياه كلها قسمة ونصيب..
      سمعت صوت خطوات وسط افكارها خلاها تلتفت بسرعه..شافت اختها وهي تجي مقبلة لها...مسحت دموعها بسرعه...وابتسمت بوجه " هيلة"
      كانت هيلة شايله بيدها تمر بلبن وشوية فطير...جلست عند مضاوي وحطته بينهم...
      هيلة وهي تنتفس بصعوبة: اعوذ بالله مدري وش صايبني؟؟..ياله اتحرك وازحر( نفس معنى اتحرك) من مكاني.."
      مضاوي وهي تشوف جسم اختها الرويان: من المتن..."
      هيلة وهي تكش بيدها على وجه مضاوي:يا هب.. اذكري الله...لا تحسديني على النعمة ..."
      مضاوي واللي كان ودها تزيد وتسمن مثل اختها: تف تف..مشاء الله عليك......"
      هيلة: ايه هذا الكلام الصحيح..."
      سكتوا شوي وقاموا ياكلون من التمر..رغم ان مضاوي كانت تغصب نفسها...لأنها جوعانه ولا ذاقت العيشه بالليل...
      مضاوي بتردد: هيلوه.."
      هيلة وهي تاكل: هممم.."
      مضاوي وهي تفكر: شلون حياتي بتصير مع ابو علي وحريمه وعياله؟؟"
      هيلة بعد تفكير: قولي جعله يموت قبل يعرس عليك..."
      مضاوي غصبن عليها ضحكت: ههههههههههه...امين...مانيب كارهه والله..."
      هيلة وهي تاخذ لها شوية فطير وتعطيه اختها: اكلي اكلي...لا تفكرين بهالجواز...وربي بيحلها...من عنده..."
      مضاوي بحسرة: وشلون اخلي العيشة تدخل جوفي...وانا افكر بهالنحاسة.."
      هيلة وهي تطالع بوجه اختها الساحر: ميمتي تقول انه كان حاط عينه عليك من سنين...من يومك صغيرة...وانه خطبك وانت ام سبع...ورجع خطبك وانت تسع...ثمن خطبك على عشر...بس ابوي كان يتعذر له..لكن هالحين ماعاد فيه اي عذر لجلستك معانا..."
      مضاوي وهي مصدومة: يعني هالحين اثاري ابوي معطيه كلمته من سنين؟؟.."
      وحطت يدينها فوق راسها وقامت تصيح من جديد...يعني خلاص اذا كان عندها امل صغير انه غير كلامه...فهالامل راح من بعد كلام هيلة...
      هيلة بجدية: مضاوي....وش هوله هالصياح؟؟؟..اللي يشوفك يقول ميت لك ورع...اكبري ترا مانتيب ورع...والله ان " فطين" اعقل منك..."
      فطين هو كلبهم السلوقي ^_^
      بس مضاوي ما سكتت...هيلة وفضه هم الوحيدات اللي تقدر تصيح قدامهم...اهي عارفة ان الايام الجايه راح تكتم على انفاسها صدق...
      تركت هيلة الاكل اللي بيدها وهي تشوف وجه اختها ممتلي دموع القهر والمرارة...وراحت ضمتها بقوة تبي تخفف عليها النيران اللي مشتعله بجوفها...




      في ايطاليا


      في شوارع الرومانسية والحب والليالي الغير شكل!!



      وصل سعود اخيرا للمكان اللي كان واقف فيه مع البنت....
      تطلع يمينه وشماله..ماكان لها اي اثر...كان الارض انشقت وابلعتها...!!!
      دار حول نفسه يدور طيفها الاشقر وضحكتها المبحوحة...بس للاسف كانت النتيجه وحده...
      حس باحاسيس مختلفه من خيبة الامل...والالم اللي استغربه...كان يحس باشياء صغيرة مؤلمه بقلبه....هذا اعجاب؟؟...هز راسه مستنكر على نفسه حركات المراهقين هاذي...كم عمرك يا سعود؟؟؟...33 سنة...ومع هذا قاعد تطامر بالشارع علشان بنت هلفوتة قابلتها واعجبتك...
      اللي خلقها خلق الف غيرها...وخلق الف احلى منها...والف ارق منها..
      صرخ فيه صوت صغير...بس هاذي غير...سأل نفسه بحرارة...ليش غير؟؟...
      ماسمعت ضحكتها الناعمه..ابتسامتها البريئة...عيونها الامعه...هذي هي الانثى...فزمن قلوا فيه الاناث....عشان كذا هي غير يا سعود...
      ضرب يدينه ببعض بقهر....وش يفيد هالحكي كله؟؟...
      اه صدق اني غبي...قالها وهو مقهور من هبالته...لو انثبرت عندها...بس كان لازم اصرفها بكل برود...بس هي اللي صرفته...
      حتى لووو...لو اني بس طلبت رقمها...لو وصلتها للبيت مثل اي رجل محترم...لكن ما اقول الا اه مالت على وجهي....
      حط يدينه داخل جيوبه وراح يمشي راجع لشقته...بس ماكان فاقد الامل انه يشوفها وهو بطريق الرجعه..
      حس بقطرات مطر صغيرة تطيح على خشمه المرتفع....رفع عيونه السود للسما ...وكشر..مطر؟؟...اففف....
      رفع ياقة الكوت اللي لابسه...وركض بخطوات كبيرة يقطع الطريق قبل لا يزيد المطر...لكن المطر زاد بثواني وصار قوي مرة...
      وصل اخيرا للعماره اللي ساكن فيها...دخل بسرعه بعد ما رفع يده يسلم على البواب...اللي هز راسه له باحترام....
      راح للمصعد الخاص فيه....وطلع المفتاح من جيبه...واول مادخل المصعد...طالع نفسه بالمراية العريضة اللي داخله...
      ومشط شعره باصابعه....وفصخ الكوت المبلول من المطر الغزير...وصل المصعد للدور اللي ساكن فيه...وكانت شقته بالدور الاخير...
      خلى المفتاح بالمصعد...ودخل لشقته وابتسم وهو يشم ريحة الازانيا الحارة الطازجة اللي توها طالعه من الفرن...
      يمكن هذا الشيء الوحيد اللي بيهون عليه فقدان ذيك البنت للمرة الثانية...
      طلعت خدامته الفليبينية اللي جايه معه من الرياض من المطبخ...واللي امه ارسلتها معه من استقر هنا....
      قالت ايمي بعربيتها المكسره اللي تحب تستخدمها: تبي ئشا؟؟"
      سعود وهو يعطيها معطفه المبلول:yesss..."
      وراح دخل غرفة نومه...وتمدد على سريره الابيض العريض بدون مايفصخ حتى جزمته وانتم بكرامه...
      غمض عيونه شوي...وشاف وجهها...فتح عيونه وهو منقهر من غباءه...وضرب جبينه شوي عشان يبعدها عنه...
      قام بسرعه...وراح لغرفه مخليها محترف له...وقف عند اللوحه القماشية البيضاء المشدودة على الحامل...
      مسك اللون الأصفر وامزجه مع شوية ابيض ولون غريب كأنه نحاسي وبني فاتح... وخربش خربشات صغيرة...كان يبي يرسم شعرها الجميل الانسيابي...شعرها اللي مثل سنابل القمح في احلى المواسم...
      دخلت عليه ايمي: الئشا جاهز..."
      مارد عليها...وهي تعودت على وضعه هذا خصوصا لمن يكون واقف عند لوحة من لوحاته...
      وحست بسعاده وهي تشوفه يرسم...اهي تعتبره مثل ولدها من كان صغير وهي تشوفه يكبر قدامها...وله فترة مارسم...فاليوم يعتبر عيد بالنسبة لها...
      تركته وراحت المطبخ...حطت عشاه في صحن بالمايكرويف..لأنها عرفت انه ماراح ياكله خلال الساعات الجايه...اهو يحب يرسم ويرسم لمدة ساعات لين يهده التعب...
      وسعود هالحين مشغول برسم ام الشعر الذهبي...يبي يوثق صورتها براسه مايبي ينساها...لأنه يعتبرها الهام...والفنان مفروض يستغل الالهام الموجود بحياته...او المتواجد للحظات بحياته...مثلها...هي بنت الصوت المبحوح!!







      كانت واقفه قبال البيت اللي اهي ساكنه فيه...كانت تمشي وفي عيونها نظرة غريبة ...تحس باشياء غريبة بقلبها...اكيد اعجاب ايه...اعجاب...كله بسبة هذاك الرجال...كان وسيم..مو بس وسيم...غريب...عجيب..فنان..خطير...ماتدري بايش توصفه؟؟؟..
      صدق اني مخفه والله!!...فيه وحده تعجب بواحد ماشافته غير مرتين ومدة ثواني او دقيقة ....اكيد هذي المشاعر بسبب الغربة لا اكثر او اقل...
      رجعت تتذكر..صوته البارد...عيونه الواسعه الحاده...حواجبه العريضة المستقيمه...خشمه المرتفع واللي كأن فيه كسر طفيف بالنص...سمرته الحلوة...الشعر الخفيف اللي على ذقنه ...
      دارت حول نفسها بحالمية...يا رب ارزقني بزوج يكون مثله...مو بس مثله...يكون اهو نفسه...يحق لي اتشرط..دام الموضوع كله حلم...قالتها بسعاده لنفسها...يا حلو الاحلام يا "مارية" حاكت نفسها من جديد...وبصوت عالي...
      عضت شفتها بخجل لمن شافت واحد من الجيران يطالعها وكأنها مجنونة...وهي تدور وتكلم نفسها...ابتسمت بنعومة للرجال الكبير بالسن...وراقبته وهو يهز راسه ويروح لبيته...هزت راسها تضحك على عمرها...وركضت لبيت "ادلينا" بخطوات راقصه سعيده...
      طقت الباب ثلاث طقات اول ماوصلت عنده...وانتظرت شوي...كانت مبتسمة بس لمن انفتح الباب كشرت بقرف...بوجه" ايمانويل" اللي كان يعلج السيجارة القذرة بفمه...
      كان واقف بوجهها...ما تحرك ولا اي مسافة عشان يسمح لها بالمرور...كانت نظراته تجول على جسمها بحرية...
      حست باشمئزاز كبير يملا كيانها...وصرخت بوجهه عشان يبعد عنها...وفعلا بعد عن طريقها اول ماسمعها تنادي مرته....بس تكرم ورسم ابتسامة متهكمة على وجهه...
      دخلت البيت...وهي تحس انها استهلكت مقدار السعاده المخصص لها كل يوم...اول ماتدخل هالبيت تحس بالكابة...لو اهي اغنى شوي بس...كان قدرت تسكن بشقة لوحدها...لكنها للاسف مو اغنى...اهي على قد حالها عشان كذا مضطرة تحمل هالبشر المقززين اللي اهي ساكنه معهم...
      سلمت على الشباب والبنات الجالسين بالصالة بعضهم يذاكر...وبعضهم يقرا مجلات..
      ...وطلعت الدرج لغرفتها...
      ابتسمت ل " كلاريسا" اللي كانت تلعب بالالعاب التركيب عند باب غرفتها...ووجهها مليان شوكولاته...وملابسها حقت النوم قذرة...بسبب الأكل...
      دخلت غرفتها الصغيرة مرة...وقفلت الباب...وارجعت تبتسم من جديد بحرية...بدون ماتضايقها نظرات" ادلينا" وزوجها...
      هزت كتوفها وهي تحس بطاقة غير طبيعية...وراحت للمراية حقتها...طالعت بشعرها الناعم القليل..وبوجهها اللي دايم اعتبرته عادي او اقل من عادي..
      ياما قالت لها جدتها انها جميلة...بسبب براءتها اللي تطفو على وجهها...بسبب انوثتها اللي كانت سبب تهكم قريباتها منها..بسبب حبها للحياة ونعومتها بالتعامل مع اي موقف....بسبب غمازاتها الحلوين...
      مسكت المشط وجلست قدام التسريحه...وقامت تمشط شعرها وهي تحلم بالرجال الغريب...وبصوت الرجال الغريب...وبنظرات الرجال الغريب...!!
      ونست النوم ذيك الليلة وطعم النوم...!!


      ...في اليوم الثاني...
      ...في العصر تقريبا....



      في مملكة المرأة
      وفي محل فساتين جاهزة...لمصممين عالميين...




      كانت "هيفاء" واقفة تدور حول نفسها قدام المرايات اللي بالمحل...وهي لابسه فستان من تصميم روبرتو كفالي ب25الف ريال....لونه احمر وناعم جدا وبسيط...صدره فيه شك ناعم...وهو من تحت طبقات..
      قالت وهي ترفع ذيل الفستان الحريري بغرور وترجع ترميه باهمال:
      وش رايك نورس؟؟"
      نورس وهي مشغولة تقرا رسالة على جوالها
      : روعه..."
      سحبت هيفاء منها الجوال ورمته على الأرض وصرخت فيها بتوتر
      : طالعيني لمن احاكيك.."
      انفجعت واستغربت نورس من سر اهتمام هيفاء بالزواج لهالدرجه....حتى انها من اليوم تصرخ على الموظفات عشان يطلعون لها الفساتين الخاصه بالVIP...
      نورس وهي تلمس خشمها بنعومة:
      ...جدا ناعم.."
      هيفاء وهي ترجع تأمل الفستان
      : بس كيف طالع علي؟؟؟...شلون مخلي جسمي..؟؟"
      نورس وهي تبتسم برقة
      : هيفاء انت اكثر الناس معرفة بجسمك...لو تلبسين خيشة بتطلع عليك فتنة...مشاء الله جسمك مافيه اي عيوب...وهذا ضابط عليك مرة.."
      ارتاحت هيفاء لكلام اختها مرة...وعضت على شفتها بخبث وهي تعيد كل خطوة حتسويها من اول ما تدخل الفرح لين ماتطلع منه...
      وبعد ما عادت كل الخطوات...رجعت تلمس قماش فستانها الحريري...وهزت راسها وهي متأكده انها بتجيب الهدف المطلوب وببساطة...
      دخلت غرفة القياس من جديد...وفصخت فستانها بحذر...ولبست ملابسها اللي اول..وهي بنطلون جينز ضيق...وبدي ناعم حريري لونه بيج...
      طلعت من غرفة القياس واعطته للموظفة...وراحت تشوف الفستان اللي اختارته " نورس" لنفسها....
      ابتسمت وهي تشوف نورس واقفة عند اللون المفضل عندها دائما وابدا الPink...نورس التفتت اول ماسمعت صوت كعب هيفاء...
      ورفعت لها الفستان: وش رايك؟؟.."
      هيفاء وهي تقلد صوت نورس الناعم
      : روووعه!!..."
      نورس بضيق
      : هيفاء...لا تطنزين علي!!"
      هيفاء وهي تمسك الفستان وتقلبه بايدها
      : ابي اعرف وش سر هالوردي معك؟؟..اوكي لون بناتي وحلوو...بس مو بكل وقت...جربي تغيرين..انت مشاء الله بيضا..ويناسبك اي لون..."
      نورس وهي تضم الفستان لصدرها وتحس ببرودة القماش
      : لاء...انا امووت بالوردي...كله انوثة..وبعدين واذا كنت بيضا مو معناته اني البس كل الالوان..."
      هيفاء وفيها ضحكة
      : ههه...طيب يا انوثة...جربي الفستان...وبدور فاطمه عشان تشتري لنا كوفي..."
      طلعت من المحل ووقفت تدور بعيونها شغالتهم اللي دايم يجيبونها معهم للسوق تقدرون تقولون مثل الديكور الاساسي...
      شافتها فاطمه الحبشية وتركت الشغالات اللي كانت تسولف معاهم وجات بسرعه ل هيفاء...
      اعطتها هيفاء فلوس وطلبت منها تشتري لهم كوفي...ووقفت تنتظرها على باب المحل...وهي مطلعه الجوال من شنطتها عشان تتصل على السواق يقرب من البوابة..
      سمعت صوت ضحك...لكن هالضحكات اختفت فجأة...فرفعت راسها بتلقائية...وابتسمت بخبث واضح وهي تشوف بنات عمها يطالعون ببعض...
      اجل العروس هنا!!...قالتها هيفاء بانتصار...
      ابتسموا بوجهها بنات عمها بعد ماسمعوا جملتها بتوتر شديد..
      قالت وحده فيهم: هلابك هيفاء...وش هالمفاجأة الحلوة؟؟"
      هيفاء ردت بنفاق واضح
      : واو والله مو بس حلوة لكم..حتى لي انا...الصدق الفرحه صارت فرحتين.."
      تكلمت الثانية بتردد
      : مشاء الله...شكلك بتحظري.....ن العرس؟؟..هه..."
      هيفاء وهي تبتسم بحلاوة
      : ولووو...عرس بنت عمي...اللي انتظرناه سنين وسنين...وسنين...وسنين...لابد احظره...."
      وركزت على كلمة السنين اللي اعادت تكرارها كذا مرة ورى بعض...
      لاحظت ان وجيههم سودت من شماتتها الواضحه وضوح الشمس من عمر عروسهم....
      كملت هيفاء وكأنها ما تدري وش قالت قبل شوي: وووين عروستنا؟؟؟...لالالا...لازم اشوفها قبل العرس..."
      اسكتوا يطالعون بعض...فكملت هيفاء بخبث
      : لا تقولين مخبينها علشان نور العروس!!...ههههههه...."
      قالت وحده فيهم
      : العروس ميب هنا....اهي بصالون التجميل...عشان تستعد ليوم العم...ر"
      هزت هيفاء كتوفها بحسرة مصطنعه
      : اممم....يا حسافه كان بودي اشوفها...المهم...سلمولي عليها...ترى لها من الوحشه الكثييييييير..."
      البنات بصوت واحد: يوص..ل ان شاء...الله.."
      هيفاء وهي ترفع يدها بنعومة: اوكي...باي.."
      واعطتهم قفاها واخذت الكوفي من فاطمه اللي كانت واقفة وراها بصمت...ورجعت تشوف نورس...اللي كانت واقفه على اعصابها بغرفة الملابس...
      دخلت هيفاء عليها ولقتها متوهقة بالفستان ما تدري شلون تسكر السحاب اللي على جنب...
      ساعدتها هيفاء وبعد تقرير الاكسسوارات المناسبة....طلعوا الثنتين من المحل...لبسوا عباياتهم قبال البوابة...
      واول ما ركبوا السيارة الفخمة...تكلمت هيفاء بشماته
      : مادريتي شفت بنات عمنا...هههه...مخبين عروسهم خايفين عليها من العين..."
      نورس بضيق
      : هيفاء بلييز...لا تتشمتين بالبشر...وبعدين وش فيها بنت عمنا...تراها حلوة.."
      هيفاء وهي ترفع حواجبها مصدومة من ذوق اختها
      : ذيك حلووووة؟؟؟..وععععع...ما اقول غير مالت عليك.."
      نورس بحساسية وهي شوي وتصيح
      : مووو...كل البشر....كاملين مثلك يا هيفاء...فيه ناس كثير جمال...هم متواضع..."
      هيفاء وهي تربت على كتف اختها وفيها ضحكة
      : انا عارفه ان محد مثلي...بس لا تصيحين الله يخليك...اشربي اشربي قهوتك.."
      سفهتها نورس اللي تجمعت الدموع بعيونها...ما تحب الشماته وتكره اللي تسويه اختها بالبشر لكن مابيدها اي حيلة...






      في الصحراء
      وبين الاغنام الكثيرة اللي يمتكلها" بنيان"




      كانت جالسه تحلب الغنم...وبنتها" مضاوي" جالسه عندها ساكته...كانت عارفه نفسية بنتها بسبب صدمة الزواج اللي جات بدون اي مقدمات...وكانت معزمة تكلم زوجها وتقنعه....مع شكها بقدراتها...لكنها بتحاول تضرب على الاوتار الحساسة..وان شاء الله يفيد معه...
      اهي ماتمانع ان بناتها ياخذون رجال كبار بالسن...لأن هذي ميب مشكله بنظرها...لكن ابو علي...انسان جشع مافيه اي صفه ممكن تنبلع...مافيه لا كرم ولا شجاعه ولا نخوة...مافيه غير البخل والجبن....واذا راحت بنتها عنده...
      فبتعرف انها موب اخذ لها حقها من حريمه....وبنتها صحيح قوية لكن قدام العدد المهول اللي راح تواجهه وهي لوحدها فاكيد بتفشل بأخذ شوي من حقوقها...
      ياما قالت لمضاوي تسفه مرت ابوها ولا تراددها....لأنها عارفه ان شعاع اذا حطتها براسها بتقدر توديها بمصيبة...
      وهذا هي المصيبة...اختارت مضاوي من بين بناتها عشان تزوجها لاخوها اللي اهو اخس منها مية مرة...
      اختارت اجمل بناتها واصغرهن واذكاهن واقواهن عشان تزوجها لاخوها اللي مافيه ذرة خير..او رجولة...
      طالعت ببنتها اللي تلاعب الجفار الصغيرة....مضاوي لسه صغيرة...والجانب الطفوولي فيها كبير...والحنان اللي فيها يشيل العالم كله ويعيشه بسلام...
      حسبي الله عليك يا" بنيان"...قالتها ام عبدالله بمرارة...
      وهي تحاول ان عبرتها ماتنزل...بس غصب عليها نزلت عبرتها...وانتبهت لها مضاوي فقامت بسرعه وهي شايلة جفرة صغيرة بايديها...من مكانها وابعدت عن امها عشان ماتزيد جروحها والامها...
      امس سافروا اهل ابو علي....ووبيرجع لهم لوحده بعد يومين عشان يملك عليها وياخذها وياه....
      راقبت حريمه وعياله الكثيرين وهم يركبون الددسن اللي جا به...وهم يتزاحمون بالحوض...وحتى موب كافيهم...!!
      دعت من كل قلبها انهم مايرجعون ابد لهنا...لكنها كانت عارفه ان دعوتها ذي ماراح تتحقق...لأن ابو علي على قول خواتها هو نصيبها..
      تذكرت شكل ابو علي وهو يناظرها بعد ماخلص الغدا وطلع يغسل يدينه...
      ويمسح وجهه القذر بظاهر يده....تمنت لو تقدر تقطع وجهه وتذبحه وتدفنه ولا احد يدري عنه....
      تذكرت حريمه وهم يعاينونها كأنها بضاعه معروضة للبيع...ويسألون "شعاع" عن نحفها اللي موب عاجبهم...وعن سكوتها ونظراتها الحاده لهم...وهي تطالع بيديهم المتجعده اللي مليانه ذهب...وفضه...لكن هالشيء ما يهمها...عمر هالاشياء ماهمتها...وعمرها مافكرت فيها...يمكن هم يحبون هالاشياء عشان كذا وافقوا يخطبون ل" ابو علي"!!...ولا مافيه مره تخطب لرجلها الا اذا كانت تبي الفكه منه!!
      دخلت شقهم...وجلست على الأرض جنب فضة اللي كانت تزيت شعرها الطويل...من لية الغنم( شحم الغنم)....
      قالت فضة وهي تشوف مضاوي تجلس قبالها: زيتي شعرك..."
      هزت مضاوي راسها رافضه: لا...حاطه حنا...."
      فضة وهي تمشط شعرها وتشوف سكوت اختها اللي موب طبيعي: مضيوي...وش بلاك؟؟.."
      ما ردت مضاوي...على اختها...وتركت الجفرة اللي بيدها تروح...ومسكت المراية الصغيرة المكسورة...وحاولت تشوف عيونها الواسعه...ومسكت المكحلة وقامت تكحلهم...لا ابو علي ولا عشرة من امثاله يخلونها تنسى كحلها....اللي متعودة تحطه باليوم اكثر من مرة...
      سمعت صوت صرخات عبدالله اخوها الغالي...وهي تتردد بسرعه والم...وكأنه خايف من شيء!!
      تركت المكلحه بسرعه والمرايه حقتها على الارض باهمال...
      وراحت جري طالعه من بيت الشعر تبي تعرف وش صار له؟؟؟....









      في القرية الايطالية
      وفي الصباح الباكر
      في المخبز
      ورائحه الخبز الشهية باشكاله وانواعه المختلفه منتشرة بالمكان..




      كانت " مارية" قاعده تنتظر دورها وهي شايلة بعض اغراض البقاله اللي اشترتها قبل شوي...
      اليوم الدور عليها...اهي اللي راح تروح وتشتري اغراض البيت...الحمدالله طلعت بدري قبل الزحمه...مع انها لقت زحام خفيف بسبب كثرة السياح....
      كانت قاعده تعلك وتنفخ بالونات من العلك...وهي تبتسم كل شوي ل" كلاريسا" اللي طلعت وياها....
      كانت تشوف ب" كلاريسا" نفسها...طفولتها...اهمال اهلها لها....هي نفسها" كلاريسا" مع اب مشغول بملاحقه الحريم...وام مشغولة بمراقبة ابوها...
      ما تذكر بيوم انهم انتبهوا لوجودها..او التفتوا لها...كان جل اهتمامهم انهم يبعدونها عن حياتهم...ولو كانت عندهم الماده الكافيه كان مليون بالمية حطوها بمدرسة داخلية..
      حست بيد كلاريسا تشدها...انتهت انها واقفة بمكانها...وشافت ان كل اللي قبلوها تحركوا...فمشت بسرعه...واخذت الخبز اللي جات علشانه...
      طلعت من المخبز...وهي ماسكه الأغراض بأيد وايد " كلاريسا" بأيدها الثانية...كان اللي يشوفهم يقول هذي ام وبنتها...بسبب حذر مارية الشديد عليها...وابتسامتها والتفاتاها الرقيقة لها...
      ووقفت شوي بالشارع...وقامت تسوي ملابس كلاريسا المهملة وتحاول تنسقها شوي....قبل لا تروح عشان تكمل باقي المقاضي..






      في نفس الوقت...كان بطلنا " سعود" يركض بسرعه...على الجانب الثاني من الشارع. .يحس بنشاط مو طبيعي اليوم..
      يبي يفرغه بأي شيء...ومافيه مثل الرياضة لتفريغ الطاقات الكامنة....وخاصة رياضة الركض والجري بالهواء الطلق...فيها تجديد ممتاز للدورة الدموية...وبعد عن الكابة اللي ممكن تصيبك بسبب رتابة الحياه...
      خلص لوحه للبنت اللي صوتها مبحوح...
      لوحة جميلة جدا...صحيح ان لسه تنقصها بعض اللمسات النهائية...اللي تميز رسمه عن رسم الباقيين...
      تنقصها التداخلات العجيبة في خلفية اللوحة....والبريق المميز اللي لسه ما اضافه لعيونها...اكتفى انها رسمها ببساطة...بس لازم يضيف لها شوية سحر...عشان تطلع اللوحة تحفه فنية مالها مثيل...
      كانت اللوحه عبارة عن بنت تمشي وسط حقل قمح....وهي لابسه فستان ابيض واسع طويل...والشمس تشرق من وراء الحقول وتعطي اضاءة عجيبه...
      من زمان ماخلص لوحه بالسرعه الفضيعه هذي...كان جالس عليها فوق العشر ساعات متواصلة...واكواب القهوة متراكمة جنب علب الالوان...وبعض الخبز الاسمر القاسي متناثر هنا وهناك....
      حتى ايمي من كثر فرحتها كانت تراقبه وهي مسحورة...واهو ماكان يمانع تواجدها فوق راسه وهي تطالع برائعته اللي لسه ما اكتملت...
      ايمي مربيته من كان صغير...ولو يتخلى عن اشياء كثيرة بحياته هي بالذات مايتخلى عنها...
      ايام ماكانت امه تندب حظها وتبكي...كانت ايمي تضمه لصدرها وتنومه عندها...اهي اللي علمته كل شيء...علمته كيف ياكل؟؟..كيف يلبس؟؟...كيف يتكلم؟؟؟...
      لا يمكن ينكر فضلها عليه...ويشكر امه انها ارسلتها له...
      وقف بتعب...بنهاية الشارع..ومسح جبينه...وشرب من الموية المثلجة اللي معه...شاف الاشارة وهي خضراء...وبعض السيارات تنطلق تمشي بسرعه....
      دارت عيونه بين الناس بشكل طبيعي...
      ولمح شيء خلاه يغمض عيونه بسرعه ويرجع يفتحها...شاف شعر اشقر قمحي..قدام عيونه...بالشارع الثاني...
      طالع فيها...اهي نفسها...ايه ملهمته....اهي اللي محتاجها عشان يكمل لوحته...صاحبة اللوحه...!!
      رفع يدينه يأشر لها بس ما كانت تطالع فيها...كانت تكلم بنت صغيرة معاها...وكان واضح انها مو منتبه لأي شيء ثاني...
      طالع بالسيارات وهو مغتاض...كان يبي يقطع الخط...بس مافيه اي مجال يقطعه مع السرعة المجنونة لبعض السائقين...
      طالع بالاشارة...يا ربي ليش علقت على اللون الأخضر؟؟؟..افففف...
      رفع صوته: هاي....هنا...."
      لاحظ ان ناس كثير تلفتت وهي تسمع صوته القوي ...وطالعوا فيه باستهجان...الشارع مو ملك ابوه عشان يصرخ فيه بهالطريقة....!!!
      بس هو ما اهتم بهالشكليات...بالطقاق بالناس وبالشارع..المهم هي تلتفت له....
      ضرب جبينه بقهرر...وقام يدعي على مخترع الاشارات وساعة الاشارات....وسنين المرور وتنظيم الطرق...وهو يشوفها ما تسمع اي اثر لصوته وهذا باين على حركاتها اللي ماتغيرت..وهذا بسبب السيارات المزعجه اللي تقطع الطريق...
      قرر انه يقطع ولا همه بالسيارات...بسس..اول ما حط رجله عشان يقطع الشارع...سمع صوت صفارة شرطي المرور..
      التفتت ببطء...وشافه وهو يأشر له انه ما يمر....فزاد قهرره على هالحظ اللي مو موافقه ابد..
      التفتت من جديد يبي يملي عينه منها ويدعي رب العالمين انها ماتروح لين تقفل الاشارة ...
      بس لمن التفت لقاها بكل بساطة راحت واختفت....طالع زي المجنون بالشارع اللي كانت واقفه فيه...لالالا...مو معقول انها اختفت بهالسرعه؟؟..استحاله اساسا..اكيد دخلت واحد من هالمحلات...
      قطع الشارع وهو مو مهتم لا بصفارة الشرطي ولا بواري السيارات اللي ارتفعت اصواتها وهو يقطع الخط بجنون...
      حتى ان كذا سيارة جات تصدمه بس ربي ستر عليه
      دخل المحلات اللي بالشارع واحد ورى الثاني...بس للاسف اختفت...ما عاد بقى لها اي اثر...
      حس باحباط فضيع....وهو يضرب قزاز اخر محل دخله وسأل عنها فيه...يعني معقول الفرص تجي وتروح مني بهالسهولة...
      ثلاث مرات شفتها هالاسبوع...ثلاث مرات...وضاعت مني كل هالفرص بسهوولة....اه يا حظي!!!






      في الرياض
      في القصر الخرافي لعايلة سعود
      في الغرفة الحمراء
      وطبعا الغرف مسمية بالوانها بسبب كثرتها...فيميزونها بهالطريقة...



      قفلت باب غرفتها بحذر....وبعد ما تأكدت انه انقفل زين....راحت ببطء وقلبها ينبض بشدة...للدولاب اللي بركن الغرفة...من زمان ماراحت له....لها فترة طويلة...قلبها يعورها ما تحب تشوفه...بس هي اشتاقت له كثيير...كثييير...
      جلست على ركبها...وفتحت الدرج بتردد....بعد مادخلت مفاتيحها الذهبية داخله...بلعت ريقها كذا مرة وهي تشوف صندوق الموسيقى البني حقها قدام عيونها..
      فتحت الصندوق...فتصاعد صوت الموسيقى الكلاسيكية...وبدوا التماثيل الصغيرة الموجوده داخله بالرقص بشكل دائري....
      تجمعت الدموع بعيون" هيفاء" الواسعه الجميلة....وهي تشوف التماثيل اللي على شكل عرسان وعرايس تتراقص قدام عيونها بتناغم...
      تركت الصندوق يشتغل على جنب..وطلعت الأوراق والصور الموجوده بالدرج...وعلبة العطر الفرنسية....والحلاوة البلجيكية اللذيذة...المحببه عنده...
      واخر شيء...تي شيرت...ابيض..مقاس L..مرسوم عليه صورة نخيل وشاطىء..
      تأملت التي شيرت وحست بغصة قوية بحلقها ...
      ضمت التي شيرت وهي ترتجف بقوة....مو قادرة تستوعب غيابه...له سنتين غايب...بس مع هذا ما زالت تنتظر قدومه...وتنتظر اسفه...وتنتظر شوفته...
      صحيح انه كان قاسي..بس مافيه اي مقارنه بين نار قربه ونار بعده!!
      نار بعده الحارقة...اللي احرقت كل مافيها...اللي احرقت ايامها الحلوة وسنينها الحلوة...اللي احرقت" هيفاء" القديمه وبدلتها بوحده نجسه شريرة..قاسية جاحده...
      قالت بصوت متقطع خافت وهي تكلم التي شيرت: اشتقت لك كثيييييييييييييير....اهىء اهىء...حرام عليك....ليش رحت؟؟...ليييش؟؟...قتلتني وياك....قتلتني.."
      رجعت تبكي بحرارة وهي اللي كانت تحاول تماسك...وطالعت بعلبة العطر الغالية على قلبها..عطر مصمم لها خصيصا اهي...اهو اللي كان طالبه لها...
      رشت منه على معصمها...وشمته وهي تحاول تماسك....كان العطر بريحة الورد واريج الازهار المختلفه...كان يقول لها انه يشبه لها...بس اهو.. كذاب....كذاب...خاين....بس ليته مامات...انا راضية انه يخووني...ويعذبني ويخليني شماته بين البشر....بس ما ارضى انه يروح ويرحل بكل هالبساطة...
      طالعت بأغراضه اللي تناثرت من الدرج المزدحم بالذكريات....وزادت حدة صياحها ودموعها اللي انكبتت فترة طويلة!!
      وهي تشوف صوره اللي متناثرة حولها...وابتسامته المرسومة براحه على وجهه...تذكرت صوته الجميل...وهو يغني لها...ويدق لها عود...
      تذكرت ليالهم الحلوة سوا....تذكرت اشياء كثيرة تجمعهم....نست في ذيك اللحظة الاشياء السيئة اللي سواها فيها...نست كل شيء سيء...وتذكرت احلى واحلى الليالي وياه...يامام حطت راسها على كتفه ولعبت بشعره....ياما شالها ودار فيها بالحديقة...حتى لمن كانت تتعب من المشي...كان يشيلها على ظهره ويمشي بها...
      ليش خرب كل شيء؟؟...ليش راح لذيك الحفله؟؟؟...ليييش يا " خالد" حطمت كل شيء بيني وبينك؟؟...وما اكتفيت بكذا...مت!!....ببساطه مت!!




      في الرياض
      في مبنى انيق جدا
      مجلة " اضواء"


      طالع بالأوراق اللي قدامه...وهز راسه بغضب وهو يطالع برئيس التحرير اللي كان جالس وهو ينتفض قباله...مو معقول الشيء اللي قاعد يقراه...اكيد انه بكابوس...ومو اي كابوس...اسوأ كابوس ممكن يعيش فيه اي واحد يشوف اللي بناه بسنين قاعد ينهد قبال عيونه...
      : وش ذييي؟؟.."
      صرخ" شجاع" في هالكلمه وهو يطالع بأرقام الديون الخيالية اللي عليهم....معظم الصحفيين ما استملوا شيكات رواتبهم...وبعضهم رافعين دعاوى يطالبون بحقوقهم كاملة...وارقام المبيعات جدا منخفض....وقاعد ينزل الرقم اكثر واكثر كل شهر....
      شلون صارت هالأمور كلها؟؟..اهو بس سافر سنة...وترك المجله وهي على افضل حال..شلون فجأة لمن يرجع يلقى الدنيا سايبه والاوضاع مقلوبة..
      لازم اهو يتصرف...ايه...لازم يتصرف ويجدد الادارة كامله...ويرجع سمعة المجله مثل اول....وجديد..
      سمع ثرثرة رئيس التحرير...وهو يبرر اخطاءه...بس مالقى لها اي بال..وهو يطالع بالخاطرة اللي مكتوبة قدامه...كانت خاطرة غبية جدا من وجهة نظرة المكتبرة والرافضة لأي شيء جديد...

      "عاشقة واهية"
      بحبك ملأت فراغ وجودي
      وبدفء حنانك الودود
      اذبت حرماني
      واينعت انوثتي بعد صدودي
      على نسائم همسك وعطره
      وعلى غيث من رقيق الوعود
      وفي ظل غزلك وسحره
      ترعرعت فرحة صباي..وهل نجم سعودي
      *******
      والان صار حبك هاجسا يؤرقني
      حين عيي قلبي عن الجواب
      صارت هماستك تهددني
      بالتحول والانقلاب
      وصار غزلك يذرني
      بلومك والعتاب
      حين يأتي يوم وتسألني
      اين انا من الحب والاحباب
      *******
      وتسألني عن حبي وتنتظر جوابي
      وامام خوفي وحيرتي وارتيابي
      قلت اذهب بعيدا دون ايابي!!
      *******
      لست كما تظنني قاسية...
      ولكني ماعرفت لشعوري ماهية
      فلا تعتبرني انسانة عادية
      ولكن اعتبرني عاشقة واهية!!
      بقلم" النورس"
      اول شيء لازم يبدا فيه....هالصفحه الغبية في اخر المجله.....اللي تضم اتفه خواطر قراها في حياته كلها...لازم يلغيها من الوجود...مثل هالخواطر البشعه مصيرها الزبالة..مو مجلة محترمه مثل مجلته...واكيد اهي بداية سبب الخساير اللي لحقت فمجلتهم من كل جهة...






      "مضاوي" و"عبدالله"...والله اعلم وش صار له!!
      "هيفاء" ودموعها وجزء من ماضية القاسي!!
      "نورس" واحلامها اللي راح تتحطم قريب...وقريب مرة...على يد " شجاع" و"شجاع" بس هو القادر على تحطيم ارق مخلوقة بالوجود...
      وأخيرا...سعود وتحطمه بسبب ضياع الفرصة الثالثة ويمكن الأخيرة....

      تعليق

      • انسانه وحيده
        عـضـو
        • Jun 2009
        • 13
        • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


          ليه حظي معاك كله أنا الخسران

        #4
        الفص4ل


        " افراح الحزن"

        مرت الأيام والليالي على ابطالنا بهدوء رتيب....كل واحد فيهم ينتظر مصير شيء معين....هيفاء تترقب بصمت زواج بنت عمها اللي خططت فيه اسوأ التخطيطات ...ومضاوي تنتظر بخوف رجعة ابو علي ومعاه 20 من مزايين البل اللي ابوها طلبها كمهر لها...بعد اقناع من امها اللي كانت عارفة شلون تبعد ابو علي عن طريق بنتها وبدهاء...وبدون ما تحسس رجلها ان هالطلب راح يبعده.. البخيل للابد..وهذا اللي كانت تدعيه هي وبناتها...




        اما..بالنسبة لبطلنا سعود...استسلم لقدره وترك شغلة الالهام على جنب...لكنه كمل اللوحة عشان يستفيد منها بمعرض الشباب اللي راح يقام بعد فترة...ومارية...كانت مشغولة بخياطة بعض التصاميم عشان تسلمها لبوتيك" لولا"...ولكن سعود ظل في بالها...يروح ويرجع ويلمع بفكرها خصوصا اذا شافت اي رجال يشبهه...




        نجي لنورسنا الناعمه الرقيقة...نورس استغربت ان اخر عدد من المجلة ماعرض لها الخاطرة اللي ارسلتها...وكمان استغربت من شيء ثاني صار..ان فيه رساله وصلتها من معجب...وكانت تمدح اخر خاطرة نزلتها في اخر عدد!!!!! وهالشيء خلاها تبدا تفك خيوط لغز رسايل المعجبين...لكن قبل كذا كان لازم تروح للمجله وتشوف وش السالفه بنفسها!!
        شجاع...كان يحاول ينقذ مجلتهم اللي سمعتها وصلت لحضيض بسبب الرشاوي اللي كان يتقبلها رئيس التحرير...
        وبدا بتجديد شامل لاقسام المجله...ووجه دعوة لبعض كبار الكتاب...مع ارقام شيكات للتفاوض....
        لكنه على صعيد المشاعر يحس بكره فضيع للنورس الغبية اللي كانت تكتب الخواطر التافهه خصوصا لمن عرف شلون نشرتها بالمجله وكيف قدرت تضحك على رئيس التحرير الغبي....!!!







        في قاعة من افخم قاعات الزواج اللي بالرياض..
        المقصورة
        كانت افراح ال....ال ....على اخرها...
        والالعاب النارية ماليا السماء...
        خصوصا ان الليلة زواج ثنين من اغلى عيالهم
        والعايلتين متداخلة النسل....يعني عم اخذ خالة..خال اخذ عمه...وهكذا..
        طبعا....الطق والمغنى واصل لاخر الدنيا...
        والفخامه والترف في كل ركن من اركان المكان







        في قسم الرجال...
        كانوا اخوان العروسة...والعريس واقفين والفرحه مرسومة على وجيههم..
        ويتبادلون المزح واصوات ضحكهم تتعالى بالمكان...وفيه بعض الناس تحمد ربها وهي تطالعهم...^_^وداخل انفسهم يقولون مسكين ماصدق تزوج!!!
        كان واحد من اخوان العروسة واسمه" نواف" مو مصدق ان اخته الكبيرة اخيرا وافقت على ولد عمته الغالي..." هيثم"
        من سنين وسنين وهو يخطبها ومن سنين وهي تصده بدون ما تشاور نفسها....وفي اخر خطبة كانوا متأكدين ان الموضوع نفسه راح يتكرر..
        لكن الصدمه اسكتتهم...حتى انهم اليوم وهم بعز فرحتهم مو مستوعبين ان اختهم وافقت اخيرا على الرجال اللي صدق شاريها ولا فكر يتزوج غيرها...
        حتى ان نواف يدعي ربه ان الزواج يتم على خير....ولا يدري ليش قلبه مقبوض...يمكن بسبب هالموافقة المفاجأة...وهو ادرى الناس بأخته ويتمنى ما تفشلهم وترفض العرس فجأة...عاد وقتها ماحد يقدر يغصبها خصوصا ان كبار العايلة حلفاءها....
        وبعدين هالفرحه طعمها غير عن كل الفرحات....هالفرحه جات بعد حزن عميق....حزن تخللهم سنتين طووويلة اطول من اي حزن ثاني...هالفرحه جات بعد موت اخوه اللي الان يحاولون يطلعون منه...ويستوعبون ملابساته المفجعه....
        صدق انه في حياته ماكان غالي بالنسبة للثانين.....لكنه كان بالنسبة ل"نواف" اخو غير كل الأخوان...كان يقدره ويفتخر فيه....حتى وهم يعرفون كل المصايب اللي للاسف كان يسويها....كان يحب يلبس مثله....ويحب يقلده....رغم فارق السن الكبير اللي بينهم...
        تنهد بحزن وهو يحاول يبعد صورة خالد عن راسه...وصورة جثته المتشوهه.....ورجع يمزح مع العريس اللي كان لابس مشلح سكري انيق...








        ههه...يحسبون ان زواجهم بيرفكت!!
        قالتها بتريقة وهي تمر بعيونها على كل الورود الطبيعية اللي جابوها من هولندا...وتكدست بشكل مرتب في اماكن متفرقة من القاعة الضخمة....
        كانت توزع ابتسامات مدروسة للناس اللي تشوفهم بكل لحظة...وهم مهم مصدقين ان اخيرا هيفاء طلعت من قوقعة الحزن على خالد....ورضت انها تحظر الزواج اللي ماتوقعوا ابدا انها ممكن تحظره...خصوصا وهم يعرفون مقدار العداوة اللي كانت بين خالد واهله...وكانوا يعرفون ان هيفاء كانت ويا صف خالد وكانت ضد كل شخص في العايله يقولها الصدق..او يحاول ينصحها...
        قالت وهي تبتسم لنورس: احس بمشاعر غريبة وانا اطالع فيهم...."
        نورس ردت وهي تمسك يد اختها: هيفاء...ليش حظرررررتي؟؟...كلنا عارفين ان الوضع صعب عليك..."
        هيفاء لمعت عيونها بقوة: صععب؟؟.."
        قالتها بصوت مبحوح ومجروح...
        الوضع مو بس صعب...الوضع مؤلم مميت...جارح قاتل..اهي تبي تألم كل شخص المها...وتبي تقهر كل شخص يقهرها...اهي المها تعدى المجرات وتجاوز الحدود البعيدة...
        المها تجاوز الاف السنين الضوئية....وانغرس في اعماق اعماق قلبها...
        اهي عارفه ان اللي تسويه غلط....اهي عارفه ان خالد مات وانتهى...لكنها مو راضية تصدق...تبي تنتقم منه...وتنتقم له في نفس الوقت...
        فيها طاقة حزن فضيعه تبي تفرغها بالأشخاص اللي حولها....الأشخاص اللي قالوا عنها كلام كثير مؤلم في الماضي...
        وبنت عمها...اللي هي اخت" خالد" للاسف اكثر شخص المها...اساسا اهي سبب موت خالد....اهي اللي بحقدها حاولت تبعده عن هيفاء...ما درت انها ابعدته عن العالم كله....
        حست بيد نورس تمسكها بنعومة...فطالعت بأختها وهزت راسها بلامبالاة يعني انا كويسة.. وقامت من كرسيها....
        قالت لنورس وامها: بروح الحمام...عن اذنكم.."
        طالعوها بتوتر...خافوا منها...وخافوا عليها...اهم عارفين هيفاء اكثر من اي شخص ثاني....وجلست هناء ان مابنتها ماتسوي مصيبة...او على الأقل ماحد يشوفها...



        راحت هيفاء بسرعه...ووصلت عند بوابة الخروج...لاحظت ان خوات العروس مشغولات جوه...شكل بنت عمها وصلت...
        دقت على رقم...وهي تلبس عبايتها بسرعه وتحاول انها ماتثير الشكوك في الناس اللي يطالعونها...
        سمعت صوت ناعم
        : هلا والله بالقمر.."
        هذا كان واحد من اخوياها...
        قالت وهي تبتسم بخبث
        : هلا حياتي....ها....مستعد للي قلت لك؟؟"
        رد عليها بلهفة
        : طبعا عمري....ولوو...دام الشغلة فيها رضا قلبي...فأنا مستعد..."
        تنهدت هيفاء وهي تضحك
        : كذاب...ههههه...والله عشان الفلوس اللي وصلت لك...ماعلينا حلال عليك...شوفني بطلع وبحاول اخذ لك الرقم...."
        خويها بلهفة للشر
        : يله عجلي...نبي نضرب ضربتنا بدري..واعرفي ان العيار اللي مايصيب يدوش!!..."
        هيفاء بشراسه
        : لاء....ابيه يصيب ويذبح!!...مفهوم؟؟.."
        رد بصوت متردد
        : ان شا...ء الله..."
        هيفاء وهي تهز راسها
        : ...يله باي.."
        قالتها وهي تلف الشيلة على راسها...شافت وحده من بنات عمها تطالعها..وقربت منها بنت عمها..
        : هيفاء...وين بترووووحين؟؟"
        ردت هيفاء ببساطة
        : ولا شيء حبيبتي...بس نسيت غرض بالسيارة...وابي اجيبه..."
        وكملت وهي تكذب ببراعه وتتمسكن
        : حبوبي...متعوودة احطها بالسيارة...عشان اذا احتجتها..."
        وضحكت داخلها شلون قالت هالكذبة الغبييييييييه...
        هزت بنت عمها راسها بأسى واضح على وجهها الطيب
        :يا حياتي..حبوب الصداع؟؟.....اوكيه..لا تأخرين...عشان الزفة... مع انك لو تخليني ارسل واحد من هالبزران"
        ردت هيفاء وهي تهز راسها
        : لا يا شيخه...السواق اهبل..ما يدري وين ربي حاطه...اروح اجيبها وارجع...انت بس قولي للبواب يدخلني..."
        وطلعت بسرعه من الباب....واول ماطلعت..تلفتت يمين...وشمال..شافت عيال عمها والمعرس..واقفين في جهة بعيدة شوي...
        عضت شفتها...يعني لازم تضرب مشوار...قفلت جوالها...وراحت تمشي...ليما قربت منهم...ووقفت كأنها بتدق من جوالها...






        ههههههههههههههههه
        ضحك نواف على هبالة ولد عمته.....وكمل:
        ياخي فششلتنا...اعقققل...اللي يشوفك يقول اول واحد يعرس!!"
        " هيثم" بحرارة
        : مبسوووووووووط. يا نواف...مبسووووط...يا شيخ عمرك ماراح تفهم اللي احس فيه...انتظر لين تتزوج وتشوف اذا مسكتك تريقة...وتعليقات...."
        نواف وهو يتريق وعيونه تقز البنت اللي واقفة بعيد عنهم شوي
        : مخلي الفهم لك يا حساس...بعدين مين قالك اني بعرس؟؟..الله لا يقوله...."
        سكت نواف شوي..والتفت لاخوه الصغير وبعد عن هيثم والباقيين وقاله
        : تعرف البنت اللي واقفة هناك؟؟؟..."
        ابتسم اخوه الصغير وقال بأعلى صوت
        : الحلوووة؟؟؟.."
        طق نواف اخوه على كتفه
        : اقصر صوتك...فضحتنا..."
        قال اخوه وهو يحك كتفه
        : ايييييييي....ايه اعرفها...هذي هيفاء..بنت عمي عبدالعزيز..."
        سرح نواف وهو يسمع اسم هيفاء......ياه من متى ماشاف هيفاء....هيفاء مرت خالد...وش الطاري؟؟..وغريبة انها حاظرة....
        طالع بتوترها وهي تلفتت وكأنها تدور على احد...وقرر يروح يشوف وش تبي؟؟..خصوصا انه يشوف انظار الرجال وهم يقزونها...
        وصل عندها وتنحنح....
        التفتت بسرعه وكأنها مفزوعه...
        قال نواف باعتذار:
        اسف اذا افجعتك...وش تدورين يا هيفاء؟؟؟.."
        هيفاء استغربت انه عررفها...وتساءلت اذا لسه يذكر شكلها...اكيد ان غطاها خفيف...حست بدقات قلبها تتسارع...
        قالت بنعومة
        هلا....نواف...كيفك؟؟.."
        رد نواف بخجل غريب عليه...بس لأنه ما سألها وهي سألته
        : بخير...وانتي؟؟.."
        هزت راسها يعني وانا بعد وسكتت....
        نواف رجع يتكلم
        : وش تدورين؟؟"
        هيفاء وهي تبتسم براحه وهو يشوف اسنانها الحلوة من تحت الغطا الشفاف
        : الصراحه جوالي طفا...وانا...انا...ادور عن السواق..."
        نواف تلفت حوله
        : ما اعرف سواقكم...بس وش سيارتكم؟؟؟.."
        اسكتت هيفاء تفكر بجواب وقالت بكذب خبيث
        : هه...لا تحرجني يا نواف!!...ما افهم بانواع السيارات...بس لونها اسود.."
        نواف قال جواته مالت عليكم يالبنات فالحين تبون اخر موديل وانتم ماتعرفون اسمه...طلع جواله واعطاها اياه...
        ووقف قدامها...لاحظ انها ما تكلمت...فنسى انه حاط قفل...اخذ الجوال من يدها من جديد...فتلامست ايدينهم...جزعت هيفاء...وسحبت يدها بسرعه..وبعدت عن نواف بتلقائية...ما عمر اي رجال لمسها...الا خالد...خالد وبس...
        بلعت ريقها وهي تشوف وجه نواف يتوتر...وعطاها الجوال وابعد عنها...سوت بحث سريع للارقام....وابتسمت براحه وهي تشوف الرقم...وحفظته بسرعه...ودقت على سواقها عشان يجي قريب...عشان ماتطلع كذابة...







        طالعها نواف لمن اعطت الجوال لواحد من الصغار....من اليوم ماشال عينه عنها...جميله...وهو اللي يذكرها زين...اهو اللي انصدم بخبر خطوبتها لخالد...اهو اللي كان ينتظر لحظة تخرجه من الكلية الحربية...عشان يتقدم لعمه عبدالعزيز....لكن الصدمه هزته....اخوه ومو اي اخو اغلى اخوانه على قلبه...وهيفاء...الحبيبة المستحيله ....تزوجوا...وش كان يقدر يقول؟؟..كان اناني وحسدهم كثير...وكانت نيران بقلبه مجنونة تشتعل لمن يشوفها تبتسم لخالد...او اي حركه حميمة طبيعية تسويها له...اه يا الزمن...هذا هو خالد مات...لكن حتى بموته كان لسه ماخذ هيفاء منه..!!
        والدليل انه لما فكر يخطبها قبل فترة كل الناس عارضوه وقالوا له ان هيفاء صارت اشلاء بعد وفاة رجلها...وانها ماراح تكون ابد معه جسم وروح....
        شاف الولد وهو يمد يده للجوال...وحس انه بعالم ثاني...
        اخذ الجوال...وقام يطالع فيه...ويحس فيه شيء تغير...وكانت ريحة هيفاء مالية جواله الملبس بالقطيفه.....
        حس بيد ثقيلة على كتفه....فانتبه لهيثم...اللي كان يطالعه...وكأنه عارف وش يفكر...
        هيثم ببساطة: هذي هيفاء بنت عمي عبدالعزيز...صح؟؟"
        بلع نواف ريقه: وشووو؟؟...ايه...مشاء الله كيف عررفتها؟؟"
        هيثم بكل برود: اعررفها زين..من زود الغطا..اللي اهي حاطته؟؟.."
        نواف استغرب برودة لهجة هيثم...وحس برغبة في الدفاع عن هيفاء...مسكينة كلن جاي ضدها..حتى خواته يكرهون سيرتها...
        نواف بتوتر: ماعلينا منها....ما قالوا لك متى بتدخل على العروس...؟؟؟"
        هيثم وجواله يدق ومو راضي يسكت: لاء....ياربي هالرقم ذبحني...خلني برد عليه...وارجع لك...وانت دق على خواتك واسأل.."
        هز نواف راسه...ودق على خواته...وهو يسولف ويمزح معاهم...سمع صوت صرخة من هيثم...والتفت بسرعه....لاحظ ان المعازيم كلهم يطالعون جهة هيثم...اللي كان شاد على الجوال بقوة...ووجهه سود...استغرب نواف من التغير اللي صار فجأة عليه...
        وراح يمه بسرعه....بس هيثم ما اعطاه مجال...ركض قبل لا يوصله وركب سيارته وراح....
        وقف نواف مفجوع يراقب سيارة هيثم اللي راحت...وش يسوي ذا؟؟؟





        في الصحراء
        والليل يغطي المكان
        والأجواء مخيفه نوعا ما للناس اللي ماتعودت على الصحراء
        لأن الظلام دامس...ويهيء للناس اشياء كثيرة
        بس الجو كان رووعه....خصوصا انه نزل شوية مطر من ساعات...
        فطلعت ريحة الأرض والاعشاب البرية القليلة



        كانت جالسه هي وخواتها.....واصوات ضحكهم وسواليفهم مالية الجوو...وعبدالله نايم بحظنها....من زمان ماحسوا بهالراحه....ابوهم رايح يبيع بعض من غنمه..وهذا تعتبر احلى فترة عندهم...لأن مافيه احد يضايقهم ويزن فوق روسهم....واذا على " شعاع" فهم معطينها الخصران اللي بيقطع مصرانها
        قالت مضاوي وهي تضم عبدالله اقوى لصدره وهو متضايق
        : اذا تجوزت ان شاء الله...باخذ معي عبيد...."
        هيلة وهي تشرب شاهي
        :من صدقك؟؟؟.. ابوي بيعيي.."
        فضة وهي تاكل فطير وتغمسه بلبن
        : لا....موو معيي...اهو يبي الفكه منا واحد ورى الثاني.."
        مضاوي وهي تبتسم بوجيههم ووجهها منور
        : ومن قال انه بيفتك مني؟؟...بجيبه هنيا وبنسكن يمكم..."
        فضة تتريق
        : ههههههههه...ايه مرررة بيطيعك ابو علي..."
        مضاوي بغرور
        : يا شيخه....ابو علي مو بس بيطيعني...الا بحركه كأنه خويتم في اصباعي الصغير.."
        واشرت لهم على اصباعها الصغير وهي جاده بكلامها
        هيلة وهي مقهورة من غرور اختها
        اسكتي اسكتي بسس....لا تسمعك شعاعوه الحين وتبلشنا..."
        سكتت مضاوي وهي تطالع حولها...صح اذا سمعتها شعاع بتسود عيشتها صح...وموو بعيد تقول لبوها عن الحكي ذا...ياويلي وش بيسوي ابوها اذا درى انها تكلم عن الزواج بالشكل ذا؟؟؟*_*
        ابتسمت فضة فجأة
        : ياه...مين يصدق ان مضيوي تجوز قبلنا؟؟؟..."
        وكملت
        : اذكر يومنك صغير....كان حمدان يشيلك ويرفعك...كنك بنته...ويطير بك في السما...ويدور بك...كنت احسدك..."
        هيلة وهي تغمض عيونها بقوة عشان ماتبكي
        : ومن زين جوازة مضيوي..؟؟؟...كل اللي صار لنا بسبب حمدان...و...و"
        ولا قدرت تنطق الأسم....وبلعت ريقها بتوتر
        مضاوي وهي تصب شاهي لخواتها
        : اذكرن الله..وانسن هالسيرة...واذا على الجواز...نصيبك يجيك لو انك في اخر هالأرض..."
        هيلة والعبرة خانقتها
        : من بيتجوزنا وعيال عمنا هجوا عنا واتركونا؟؟؟....تكلمي....كلن يظن ان العيبة فينا...مضاوي انت صغير...ما تعرفين النيران اللي بصدورنا..."
        فضة وهي تحاول انها تكون متماسكه لأنها الكبيرة
        هيلوووه...خلاص عاد...من باعنا بعناه لو كان غالي...."
        هيلة بحرقة وغيرة من مضاوي
        : ليش ابوووي يجوز مضاوي قبلنا؟؟؟....انا احق...واكبر.."
        حست مضاوي بنيران تغلي بصدرها....
        وقالت ببرود
        : اذا بتحسديني على ابو علي....فعز الله انك ماتعرفين الحق..!!"
        هيلة وهي تنفخ بوجه مضاوي بعصبية
        : من يومني صغير...وكل شيء لمضاوي...حتى شعاع اول ماتجوزها ابوي...كانت تحبك..تذكرين يا فضة يومها تخبي العيشة لمضاوي..وتطردنا.."
        فضة بصعوبة
        : خلاص يا هيلة....هذاك اول....بس الحين....تبدلت الاحوال..."
        مضاوي حست بغيرة خواتها منها....وتجمعت الدموع بعيونها....بس ما بكت...انا ماراح ابكي...وليش ابكي؟؟؟...والله اني قايله ان ابو علي خيرة....
        وطالعت بعبدالله وكلمته جوات نفسها
        : شفت شلون انا وياك؟؟؟..كلن ضدنا...محد ويانا..."
        اذا هيلة اللي مضاوي تبديها على نفسها طلعت تغار منها وتحسدها على شيء تافه ماله اي قيمه بذكرى مضاوي...
        تحسدها على محبة العقرب شعاع....محد فاهم ان شعاع ماكانت تحبها...كانت تمثل قدام ابوها...لأن ابوهم كان يغلي مضاوي على الباقييات...ويحبها زود عنهم...
        طلعت شعاع من بيت الشعر
        وصرخت عليهم بأعلى صوت ودعت
        : نامن جعل التربان تنام عليكن...اصواتكن تصحي الورعان..."
        ردت مضاوي بحرة
        : وانت معانا...امين..."
        ردن البنات بصوت واحد ورى مضاوي
        : امين..."
        شعاع وهي تحط يدها على خصرها وتهز
        : اييييييييييييه الحين طلعت حسوسكن...ويوم ابوكن فيه...ما تقدرن علي...ما كون شعاع اذا ماخليته يربيكن من جديد...."
        مضاوي بغضب وكره دفين
        : خليه يربيك اول..."
        شعاع وهي تخبط صدرها
        : الله يا مضيوي...وووين ذاك كله امس وقبله؟؟؟.."
        مضاوي ببرود
        : ترى موو بس انتي اللي تمسكينين...حتى انا صرنا نتمسكن..."
        سكت شعاع وهي طالع فيهم مقهووورة...وكانت تبي تكلم زود...بس سمعت صوت واحد من اطفالها يصيح...
        قالت بأعلى صوتها وهي ترفع يدينها لسما وكنها مظلومة
        : حسبي الله عليكن....حسيبن كافي..."
        تنهدت فضة وهي تشوف شعاع ترجع تدخل بيت الشعر...ووقفت
        : انا بنام....لا تاخرن بالسهر...."
        هيلة بعد وقفت
        : وانا بروح معك...."
        مضاوي ما ردت على خواتها..وجلست مكانها تراقب خطواتهم بصمت وهم يروحون لبيت الشعر..
        ضمت عبدالله بقوة وهي تزيد النيران اللي قدامها...وتغطيه بالبطانية حقتها لأن ماعنده وحده....
        سمعت صوت ذيب يخترق الأجواء من حولها...بس كانت متعودة على مثل هالأصوات...وما تأثر فيها لأن اولا... قلبها قوي بالأيمان...وثانيا....عيشة الصحارى زادتها قوة...مشطت شعر عبدالله باصابعها...كانت تطالع الجروح اللي على وجهه من اثار العقال حق ابوها....ضربه قبل كم يوم وبدون سبب واضح..كان عبدالله يلعب مع الصغار...وطيح واحد بدون مايدري...وشافه ابوها...فمسكه وضربه ضربه...وجلده بكل قسوووة...وخلاه بالشمس حافي....ومضاوي تتوسل ابوها وترجاه يخليها تدخله...بس ابوها عيى ولا لان قلبه وهو يسمع صياح ام عبدالله....وهي تدعي ان ولدها يموت ولا يغربلونه بهالطريقة...
        مضاوي بحسرة
        : شلووون يدعون عليك بالموت وانت ولدي؟؟؟..ما يعرفون غلاة الضنا؟؟.."
        وضمته بقوة وهي تحاول انها ماتصيح اذا تزوجت ابو علي راح تاخذ عبدالله...ماراح تتركه ابد...وهي متأكده ان ابو علي ماراح يعيي عليها...






        ايطاليا

        قريةCourmayeur
        في الصباح الحلو.....مع زخات المطر الخفيفة النقية...
        ومع رائحة القهوة الأمريكية المحببه عندها...

        كانت" مارية" تشتغل بحماس....في بوتيك مدام" لولا" وهي ترتب قطع الفستان الأحمر الساحر اللي يصلح لمرافقات العروس...على المليكان( عرايس العرض)...
        وطبعا كانت تشتغل في واجهة المحل...وحاسه بحماس حلو...خصوصا وهي تشوف اعجاب المارة بالقطع اللي ركبتها...كانت تشوف تعابير وجههم...وحست ان هذي بداية الالف ميل للوصول لحلمها....
        بداية حلمها...وهي عارفة ان حلمها كبير...واكبر من انها تتخيله...لكن وش العيب في الاحلام...غير انها احلام؟؟....
        خلونا نترك "مارية" تشتغل شوي على قطعها...وتعالوا ندردش عنها...." مارية" بنت سعودية من ام اسبانية لها اصل مغربي....
        التقى ابوها المتوسط الحال بأمها في " ماربية" في اسبانيا...وانهبل بجمالها اللي يمزج بين الغرب والشرق في أحلى صوره....
        اعجبته كثير....وكان يبي يكون معها علاقة ويروح...لكنها كانت قوية...ورفضت كل محاولات استمالته...
        كان ابوها اساسا مرافق لأحد الشخصيات الهامه...ومثل مانعرف المرافقين وضعهم المادي جدا عادي....صحيح انهم يعيشون برفاهية في السفرات...لكن وضعهم المادي في البنوك جدا عادي....
        قرر انه يستشير الرجال اللي يشتغل عنده وهو الخبير بعلاقات الحريم...فقاله هالخبير بكل بساطة...تزوجها...ايه نعم...تزوجها...عيش معها فترة وبعدها طلقها...وكل واحد فيكم يرجع لديرته....!!!






        اخيرا وقع اتفاق مع راعي معرض الفنانين الشباب في ميلانو...بعد ماوراه اللوحة اللي رسمها مؤخرا...وهي اللوحة اللي تتوسطها مارية بكل حلاوة...
        اعجب الفنان الكبير بالسن باللوحة ومدح سعود كثير...وطلب منه يرسم اكبر عدد من اللوحات اللي فيها مثل هالأحساس الحلوو اللي ينبض في الوان اللوحة الذهبية....
        وافق سعود على الموضوع ببساطة وبدون نقاش....حاليا ماعنده اي موضوع يشغله غير هالبنت...وصراحه له فترة ماشاف وحده تلفت نظره بنفس الطريقة....
        كان يمشي وهو يطالع حوله بملل...مشتاق للسعودية كثير...له فترة ماراح لها...يبي يجلس مع امه وخواته....يبي يسولف مع ابوه عن شركات العيلة....
        يبي يحس ببرد الرياض الجاف والقارس.....يبي يمشي بزحمة شوارعها...ويقابل اصحابه ويحظن عيال عمه الصغار ويلعب معهم....
        الصراحه طفش من هالغربة....كم له وهو في ايطاليا؟؟؟..سنين وسنين....وحقق حلمه؟؟؟..لاء...شكل حلمه عمره ماراح يتحقق...
        " مشكله الفنان ماتنعرف قيمته الا اذا مات"
        قالها بسخرية وهو يحك شعره الناعم..
        وكمل وهو مقهور
        : يله وقتها بيكون في زوجة وعيال يستفيدون من موتي"
        مر بمحل يبيع القهوة بأشكالها وانواعها المختلفه....والروائح الشهية منتشرة بالجهة هذي من الشارع...
        دخل المحل اللي كان مزحوم...وقعد ينتظر دوره ويتسلى بقراية المنيو اللي على الجدران..
        شاف اطفال صغار قدامه....يتهواشون على الدور....ضحك على شقاوتهم وحلاوة روحهم وبراءتهم الواضحه من تصرفاتهم العفوية...
        ابتسم الطفل الأشقر لمن ابوه شاله...وبانت له غمازات حلوين وواضحين بخدوده....غمض سعود عيونه ثواني وهو يبتسم للطفل....سبحان الله يشبها كثير...كأني اشوفه فيها...اللي ضحك انه لمن علم صديقه عن هالبنت...صديقه صفق وهو مبسووط...يقوله والله وعرفت تختار وتحب يا سعوود...
        صدق ان خويه مخرف...شلون يحب؟؟؟...يحب وحده مالمحها غير كذا مرة...هذا موب حب..الحب عشرة ومواقف....عمر الحب مايتكون بهالطريقة.....الحب بعد الزواج...في معظم الأحيان...وهذا اللي شافه بأصحابه...معظمهم كانوا كارهين الزواج وطاريه... وهالحين مرابطين ببيوتهم اربع وعشرين ساعه....







        طاحت منها الدبابيس الصغيرة اللي كانت تشتغل فيها على الفستان...كانت مو مصدقة نفسها...لزقت وجهها بالشباك...هذا هوو...نفسه ايه...الرجال ابو شعر اسود..الحلووو...اه...تنهدت مارية وهي تغمض عيونها وتفتحها من جديد...
        طقت على القزاز بعجز وهي تكور يدينها...وتطالعه ينتظر دوره في المقهى القريب مررة...واللي قدام المحل ومايفصل بينهم غير مسافة قصيرة تسمح بمرور سيارة وبس....تحس بخدر بجمسها مو قادرة تتحرك وتروح للباب وتطلع منه وتركض له...وتقوله" اخيرا شفتك"
        سمعت صوت العامله من وراها وهي مستغربة وقوف مارية كذا....التفتت لها مارية...وسألتها بحالمية: كيف شكلي؟؟.."
        ولمن تذكرت كالعاده انها بايطاليا مو بمكان ثاني...طالعت بقزاز لواجهة اللي واقفة وراها...ورتبت شعرها الناعم القليل المبعثر...
        مشطته باصابعها...وطلعت منديل ومسحت وجهها المعرق...وابتسمت براحه وهي تقفل الأزارير العلوية للقميص الحريري الأبيض اللي لابسته...عشان يترتب شكلها...وشدت تنورتها القصيرة الفوشيا...
        وحاولت تتحرك عشان تنزل...بس حست بشعور غريب ثاني...وماقدرت تحرك رجوولها اللي كأنها انصبت في قالب اسمنت...
        طالعت فيه وهو أخيرا...ياخذ كوب القهوة بأناقة...ويسلم العاملة الفلوس وهو يبتسم ....كان مذهل...بقميصه السماوي...وبنطلونه الرمادي الحلو...والجاكيت اللي شكله مفصل خصيصا لجسمه باللون الأسود الفخم....
        تعلقت عيونها فيه تحاول تشبع عيونها من هالجمال...من هالسحر...من هالكاريزما..من هالجاذبية اللي نادرا ماتشوفها...
        وغمضت عيونها بقوة وهي تشوفه يقرب من المحل اللي اهي فيه...اكيد تحلم...اكيد تحلم...اكيييييييييييييييد حلم!!






        كان نازل من المبنى الأنيق اللي يحاول ينقذ سمعته...اليوم متعب....والموظفين مو قادرين يتأقلمون مع سرعته....صدق تعودوا على الكسل....
        " لو اجيب عماله صينية اوفر"
        قالها بتريقة وهو يشوف سيارته الفخمة واقفه على بعد مسافة قليلة منه...حس بوجود شخص وراه...
        فالتفتت ببطء...وشاف!!!

















        تبون تعرفون وش صار !!

        بكره ان شاء الله اكمل ..

        تعليق

        • انسانه وحيده
          عـضـو
          • Jun 2009
          • 13
          • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


            ليه حظي معاك كله أنا الخسران

          #5
          الفصل الخامس
          ( وبدأت الحكاية!!)


          شفنا في الفصول اللي فاتت شلون تصادف سعود مع مارية...وشفنا بعد كيف حاولت هيفا تنتقم من بنت عمها وعرفنا قصتها كامله...وتوضح لنا بعد ان نورس...كانت تلاقي الدعم من اهلها مو من معجبين حقيقين...وان رئيس التحرير الجديد...قرر انه يشيل الزاوية اللي تكتب فيها....
          على مستوى اخر من القصه....عرفنا مضاوي وشفنا كيف حياتها ويا اهلها في البر....وشفنا بعد ان ابو علي اللي يصير اخو مرت ابوها كان يبيها...يبي يتزوجها...وان ابوها طلب منه مهر خيالي...

          بنبدا الفصول الفعليه لحكايتنا.... بعد ما اخذنا نبذة عن شكل الأحداث وطبيعة الحياه والأبطال...
          ومن هالبداية راح نعرف وش صار بالضبط في الأحداث اللي ما اكملتها بالفصل السابق...


          بعد شهرين...

          "سعود"



          طالعت بالبنت اللي جالسه جنبي...كانت الحسرة تاكلني...احس بنيران تصاعد بصدري وانا اشوفها على بعد مسافه قليلة مني...
          شلون تهورت وتزوجتها؟؟....شلون نسيت اهلي وسمعتهم ووزنهم بالبلد؟؟...وش راح الناس يقولون عنهم؟؟..صح اني ابيهم يندمون على اللي سووه...لكن مو لهالدرجه...ابيهم يحسوون فيني...يحسوون بمشاعري...لكن مو بهالطريقة..دووم انا كذا شخص متسرع ما احسب اي حساب لأي شخص في الدنيا....
          مسكت علبة الموية الشفافة وشربت منها شوي ليتها تطفي شوي من الأحاسيس للي تعصف فيني...الأحاسيس اللي محتاجه لمستها...
          لمستها هي مو احد غيرها...لمست الحبيبة....لمست الغالية...لمست عيوني ونور قلبي " مارية"
          بلعت ريقي وانا اشوف هالمخلوقة اللي مفترض تكون زوجتي متربعه بكل وقاحه على مقعد السيارة...كان جسمها متثني وهي حاطه يدها على ذقنها وتأمل الطريق...وعععع...هذا اللي حسيت فيه بهالحظة...خصوصا لمن شفت يدينها السمرر اللي فيها حنا...
          ركزت على الطريق عشان ما ارتكب فيها جريمه هي واخوها اللي منسدح وراي...اخوها المعاق جسديا وذهنيا...الصراحه كان قلبي يعورني عليه...لكن ماتوقعت انه بيعطوني اثنين بسعر واحد...
          انا طلبت بنتهم بس..ما طلبت هالولد...لكن يله....هي كلها فترة وناوي اطلقها...بس بعد ما يندمون اهلي ويعرفون ان الله حق!!!!
          دورت CDلمحمد عبده...هو الوحيد اللي بيهدي اعصابي...هو الوحيد اللي يقدر يسيطر على هالمشاعر المؤلمه...صوته مثل السحر...يمتلكني كلي...لقيته اخيرا..ابو نورة...احبه حيل.. ياه مالقيت غير هالأغنية...هالأغنية اللي تمثلني كلي من فوقي لتحتي..وتذكر قصتي وياها بكل اختصار...
          دخلت السي دي...وحاولت اني اتماسك..خصوصا ان معي مره بالسيارة لوو مامعي احد كان صحت وصحت بدون ما اندم...بس لا ما باقي غير اني اصيح وهالبدوية معي...عشان تخليني قصة بين العرب...
          وش يهمني فيها؟؟..خلها تقول قصتي للناس...اساسا مين اللي بيسمعها..ماحد سامعها غير ابوها وحريمه...بسس...لالالا..لازم ما اتهور اخاف تعلم خواتي...انا ناوي اني ما اخليها تختلط مع اي احد...
          بس لنفرض انها اختلطت...ما ابيها تمسك علي اي كلمة او تصرف سخيف راح يصدر مني...

          ليت ربي ماكتب لحظة وداع...لا فراق ولا دموع ولا ضياع...
          وليت كل الناس خلن مع خليل...وكل ماقيل النهاية بين الاحباب الرحيل
          قلت احبه حييييييييييييييييل...

          اييييييييه والله ليت كل الناس خلن مع خليل...وينك عني هالحين؟؟؟...
          وكيف حياتك مع زوجك؟؟..معقولة مبسوطة وياه...تحسين بنفس الأحاسيس اللي كانت بينا...يعجبك مثل ماكنت اعجبك...ولا..لسه تحبيني والود والمشاعر كلها محفوظة بقلبك لي...ولا وهبتيها له؟؟؟...

          كل ما ادفن خيالك يا عنيد...تمطر الدمعه وينبت من جديد
          شفت وش سوه بي حبك يا بخيييييييييييل...


          اه...ضربت الطاره حقت السيارة بانفعال....هالمقطع بالذات كانت تعشقه" مارية" كان يعجبها الوصف الغريب فيه...غمضت عيوني بقوة...احاول اتماسك...وما اتهور وافضح نفسي عند هالمره...هالغريبة...هالمخلوقة...
          طالعت فيها من جديد وانا حاس بحقد عليها...ليش وافقت علي؟؟...ليش ماردتني؟؟؟...
          سعود وش فيك متناقض؟؟؟...انت اللي كنت تبيها توافق عليك...
          انت اللي رحت تدور لبوها على مزايين البل عشان تاخذ البنت...انت اللي حفيت عندهم عشان يوافقون عليك ويعطونك بنتهم...سعود وش فيك تنسى التفاصيل وتذكر النهايات بس؟؟؟...
          اصحى يا سعود...انت هالحين زوج هالمره رضيت ولا انرضيت...

          لو نويت اعاتبك القى الكلام....يعتذرلي منك ويلوم الملام...
          والقى حتى كلمه احبك قلييييييييييييييييل

          زدت سرعه السيارة وانا احس بقلبي بيطير من مكانه ويروح لها...
          تعديت قطيع من الغنم ..سمعت حركه جنبي...
          فالتفت بحده وشفت المخلوق اللي مفروض يكون زوجتي...تلفت وتطالع فيه...شكلها متحسره على مفارق هالحيوانات....
          رجعت ركزت من جديد بالطريق...وانا احس بشعور من الأشمئزاز يزيد بداخلي...شكلها مقرف هالانسانه...بثوبها الأحمر...وسروالها الطويل المطرز...وبرقعها اللي كله قروش...وجلستها واكيد ان صوتها بعد مقرف مثلها...صح...
          هي اللي بتخلي روس اهلي بالتراب...خصوصا لمن تحظر اجتماعات العايلة الأرستقراطية...هه...مووو قادر اتخيل شكل عماتي وبناتهم وخالاتي وهم يطالعون فيها من فوق لتحت....صح بيتشمتون بقوووة بأهلي...
          عشان يعرفون ان " مارية" كانت راح تكون الزوجة المثالية لي...الزوجة اللي بتشرفهم عند الناس...كانت باختصار...راح ترفع روسهم فوق...لكنهم اغبياء...اه...
          رجعت امسك الطارة بقوة احاول افرغ فيها هالمشاعر المكبوتة داخلي....




          " مضاوي"



          كنت احاول اغير من قعدتي كل شويه....ما كنت مرتاحه ابد...وانا اشوف هالرجال اللي جنبي...ينوح كل شووي ويتأوه..مابقى الا يحط اللطمة ويصيح...مثل الحريم..
          الصدق مانيب متعووده على مثل هالاشكال...
          صدق ان رجال المدن مثل الحريم...ما بينهم اي فرق الا هالشوارب واللحية...
          طالعت بيدياتي...كنت حاطه حنة حمرا...الله يهدي ميمتي...
          قلتلها ماله لزمه...
          اهل المدن ذولي مايعرفون زينتنا...بس عيت...
          ارتحت وانا اشوف وجهها منور...
          وواضح على وجهها الراحه اللي كانت مفارقتها سنين طوال...
          مدري على وش مرتاحه؟؟...مرتاحه اني صرت مرت واحد من هالرجاجيل اللي مايعرفون حتى كيف يتكلمون كلمتين على بعض.....
          مثل رياجلينا....
          تمقلت فيه بدون ما ينتبه...انا ماصدقت افتكيت من ابو علي وعياله رجعت ب،،،يوووك...ياويلي ويلاه اثاريني نسيت اسأل ابوي عن اسمه..!!!
          وش اقوله هالحين؟؟...اقوله يالاجودي تراني ما اعرف لك اسم!!....
          طيب ذا رجلي يعني اقلها الله يهديك يا يبه كان قلت لي اسمه...
          صديت عنه بسرعه يوم لاحظت انه التفت لي....
          قلبي يرقع بقوة بصدري...احسه بيطير من بين ضلووعي..
          بلعت ريقي...حلقي جاف..ما شربت شي من الصباح...ولا نزلت اللقمة ببطني...انا اللي عييت ان اكل واذوق العيشة...
          كان خوفي على عبيد مهبل بي...
          بس زين ان هالرجال طلع فيه خيرة...
          ورضا اني اخذ وخيي....بعد قليبي عبدالله...
          تلفت اشوفه...وارتحت وانا اشوفه يمسح عيووونه بيدياته ويمد بوزه...
          كان الجوو بريد...وتمنيت لو معيي بطانيه اغطيه فيها...
          رجعت اتربع على هالمقعده العجيبة...الصراحه انها مريحه...شين غريب...موب مثل مقعدات الددسن حق ابوي...
          كبيرة وريحتها زينه....تقل فيهن طيب...تلمستها بلقافة....واعجبني هالقماش اللي فوقهن...
          رجعت اطالع حولي...واشوف لكم ذاك الشيء الغريب...شين معلق...مدري وشووو؟؟...معلق فوق مراية صغيرة شكلها غريب...لونه احمر...ومدري وش اوصفه لكم....اعجبني حيل...ومديت يدي ببطء...ابي اتلمسه...
          بس اول ما مديت يدي...زعقت وانا مفجوعة يوم حسيت بيده....يمممه..
          يده كانت كبيرة وبيضا ماهيب مثل يديات ابوي...
          وبعدين كانت باردة...عكس يدياتي...
          قال لي وهو يطالع فيني من فوق لتحت..كني مانيب عاجبته...
          : لا تلمسين شيء.."
          سحبت يدي منه بقوة...وحطيتهن بحجري...
          وبلعت ريقي...
          هاووو وش بلاه يتكلم معي كذا؟؟؟..كني سارقتن له حلال؟؟؟...
          حسيت برجفه وانا احاول اني ما افضح عمري...لاحظت انه عود يطالع الدرب..
          كان بالحيل مزيووون...اشهد اني عمري ما شفت له مثيل...
          كنه امير...كنه صقر...او حصان عربي اصيل....
          سبحان الله...هذا اللي قدرت اقوله وانا ارجع اطالع بلقافة بالمكان اللي قدامي...
          كان فيه...صووت عجيب...صووت تسمعه ما تمله...
          مدري وين اللي يطلعونه؟؟؟...ما فيه احد غيرنا....تلفت حولي...يمكن يكونون ورى؟؟...بس ماشفت شي...عودت اسمع الصوت واحاول اني افهم الكلمات الزينه اللي يقولونها...
          ياوه
          ابك ذي وش تقووول؟؟...ماني فاهمه حرف من اللي تقوله...وراه تمجغ( تدلع) تقل مالها والي؟؟؟..الله لا يفضحنا....ذي مالها ابو يلمها ويربيها...
          يومها تكلم مع رجليي؟؟...هذلي حريم المدن...الله لا يبلانا مافيهن حيا...
          يوووووك... اسمعوا....اسمعوووا وش تقول؟؟؟....تكلم عن العشق بدون حيا... الصحيح اني متجووزه واحد ماهوب صاحي...
          ولا وش هوله ما يوقفها عند حدها؟؟؟!!مير يمكن عاجبه اللي يصير؟؟؟
          حطت يدي على ذقني وانا اطالع فيه...انا لربيك يا ولد الحظر...واربي عشر مثلك...بس اصبر عليي...
          عودت اتلمس الركن اللي قبالي...كان فيه زي الفتيحه الصغيرة...
          يطلع منها هواء وش زينه باردن حيييل....
          ايه شلووون يصير؟؟..ما اخبر ان بددسنا مثله.....
          ايه ابوووي قال لي ان لرجلك حلال وش كثره....
          يمكن ذي من دراهم حلاله...!!





          " سعود"




          مدري وش صار لي يوم رفعت صوتي عليها...ما كان مفروض اعاملها بهالطريقة...بس اهي الله يهديها قامت تلقف...
          ولمست شيء غالي على قلبي....هذا القلب هدية شوق القلب " مارية" هي اللي اهديتني اياه حتى انها هي اللي خاطته بنفسها وحاطه جواته صووورتها...
          انتبهت للمخلوق اللي مفروض يكون زوجتي...هذا هي تلمس المكيف وكأنها شايفه لها عفريت...
          ولا المصيبة تدخل اصابعها جواته...وترجع تفحصه....
          حاولت اني ما اضحك ولا اعصب بنفس الوقت..
          ومسكت ايدها للمرة الثانية وابعدتها...وكأني اعامل لي طفل صغير...
          لاحظت انها سحبت يدها بسرعه...
          اول مافهمت وش قصدها بهالاسلوب...بس يوم لاحظت كيف انكمشت...
          ولصقت في الباب....
          حسيت باشمئزاز...لا يكون تحسبنني...
          ووووووووووععع هذا اللي ناقص بعد!!
          رجعت اركز بالطريقة وانا ادور لي على سيجاره...انا ما ادخن...ابدا لكن مرات اضطر اني ادخن...خصوصا اذا مثل هالاشكال تركب سيارتي...لقيت سيجارة مدعوسة داخل ثوبي...فطلعتها ورميتها بفمي...ووولعتها..
          وصلت للطريق السريع....وحسيت براحه...
          يله كلها ساعه ونوصل للرياض...وبشوف اهلي وش بيسوون؟؟..
          قلت للمخلوق اللي جنبي
          : امم...اسمك؟؟.."
          لاحظت انها طالعتني من فوق لتحت...ولا اهتميت...
          مع اني احتريت شوي مابقى الا هالاشكال تناظرني كذا!!!
          ردت بعد لحظات وكأنها ما كانت فاهمه السؤال
          : مضاوي..."
          صح ان نبرة صوتها بدوية بحته...وصوتها مرتفع حيل....
          لكنه كان رفيع بطريقة غريبة....يعني لو توطي صوتها بيطلع جدا ممتع...للاستماع...
          سألتني شيء وما انتبهت وش اسألت؟؟..فرجعت قلت لها
          : وش سؤالك؟؟..عيديهPlz.."
          لاحظت انها رمشت بعيونها بسرعه...وكأنها مافهمت وش اقول...
          بغيت اضرب جبيني بقوة...بس تماسكت...وش فيك تنسى يا سعود...اترك الأتيكيت على جنب...وكلمها باختصار...
          قالت وهي تهز راسها وكأنها تكلم واحد خبل
          : تراني مافهم وش تقوول؟؟..تكلم معي زييين...انت وشهو اسمك؟؟؟"
          حكيت رقبتي بقوة وابتسمت
          : سعود طال عمرك..."
          حسيت ان رقبتها ارتفعت..وكأن كلمة طال عمرك كان لها مفعول سحري عليها...هذي هي المرأة دايم المدح يغيرها مهما كانت.... بدوية!!
          غيرت جو الكابة اللي مسيطر على الجيب...وخليت المخلوقه العجيبة تتفحص السيارة مثل ماتبي...حطيت اغاني اجنبية...
          وزدت سرعه السيارة...ابي اشوف الأنكسار بوجه امي وهيفاء اللي دمروني بكل بساطة وقالوا ليش؟؟..لمصلحتك يا سعود..
          بكره بتعرف اننا سوينا الشيء الصح...انا بعد بقولهم اني تزوجت لمصلحتي وبكره راح تفهمون ليش سويت انا فيكم كذا؟؟؟...
          شفت اللوحة الزرقاء اللي على الطريق...
          ومكتوب فوقها باختصار..الرياض 40 كيلو...
          ربطت حزام الأمان وانا اشوف نقطة التفتيش من بعيد...ورجعت اطالع بالشيء اللي مفترض يكون زوجتي..وحسيت بكره فضيع لها...جلستها بشعه...وهي جالسه بكبرها فوق مقعد السيارة...
          " مَضاوي...ياليت لو تنزلين رجولك..."
          طالعت فيني وبعيونها بريق غريب...وبكل بساطة سفهتني!!




          " مضاوي"




          اسمي عجيب بلسانه...كنه اسم عجم...موب اسمي انا...شكله ما يعرف ينطقه...اصحح له...ولا عيييب..؟؟...لا موب عيب...هذا اسمي...اسمي مُضاوي...موب مَضاوي...
          قلت وانا اسنع من قعدتي
          : اسمي مُضاوي..."
          طالعني ببرود وابتسم وعود يطالع بالطريق...حسيت بخنقة وشيء يكتم على صدري...ودي اتكلم مرة ثانية...بسس سكت مضطرة...شفت رجال واقفين على جنب...ويوقفون السيارات اللي قدامنا...ومدري وش ياخذون منهم؟؟؟...
          قال لي سعود بعصبية وبصوت مرتفع
          : عدلي جلستك...عدليها بلاش فضايح.."
          عدلت قعدتي رغم اني ما عرفت وش الفضايح اللي يقصد...؟؟!!...وش فيها قعدتي؟؟..كنت باسأله...بس شفت انه وقف يم الرجال اللي كان لابس له ملابس ذكرتني بحقين الأمن اللي كانوا يمرونا علينا كل فترة ويتقهوون عند ابوي ويتعشون عندنا...
          قال الرجال كلمتين لسعود ما سمعتهم....شفت سعود يمد يده...لعندي...جزعت وكنت راح اصرخ...وش يبي ذا؟؟؟..انا اشهد انه موب صاحي!!..
          بس مسكت نفسي..وقلت يا بنت يا مضاوي موب كذا تصرف المره العاقلة...والحمدالله ماسوى لي شيء...بس خذاله اوراق من مكان غريب عندي بالركن...ما كنت منتبه له...
          شفته يعطي الرجال هالأوراق...ورجعت انا انبش بالدرج...ابي اشوف وش فيه؟؟؟...شفت فيه علبة قزاز غريبة...وشفت اوراقن كثيرة...ثمن...شفت..
          شفت فيه فرد( مسدس)!!!حطيت ايدي على صدري...انا ماخاف من الفرد...بس ياخوفي هالخبل...يكووون قاتل له احد...
          لا طالعت فيه مو مصدقة...لالالالا...ذا موب وجه انه يقتل احد
          ...شكله حبيب وش زينه..وضعيف وولد حلال!!
          شفته الرجال الثاني..وهو يرجع الاوراق ل سعود رجلي...رجعهم سعود...ويوم قرب مني...شميت ريحه غريبة منه...كانت ريحة اول مرة اشمها...
          غمضت عيوني غصبن علي...وش هالطيب؟؟؟...شكله عود...
          من الغالي حق الملوك والامراء...ماهوب اللي ابوي يشريه لشعاع!!
          كملنا الدرب....ولاحظت ان هالسيارة ...
          تمشي بسرررعه موب مثل ددسنا الله يرحم ايامه....شفت السيارات بدت تكثر حولنا....والصدق اشكالن زينه...كبار وصغار...وشفت بعد واحد مثل ددسنا بالزبط...مابينهمم فررق كنهم اخوان!!
          وصلنا لمكان غرريب....وبديت اشوف اشياء عجيبه....طالعت بسعود بلقافة ابيه يقولي وش هالشيء اللي قاعدتن اشوفه؟؟؟...بس والله الرجال موب يمي...مدري وش حاط بفمه...الرريحه مالييه الجوو...
          شفته يطلع شيء من مخباته...شيء غريب...هالكبر...كبر يد عبيد...ويحطه جنب سموعه( اذانيه) ثمن بدا الرجال يسولف...علي..!!
          لالالالا ذا مايسولف معي...ياويلي شكل الرجال عقله موب براسه...
          وش هولة يتكلم مع نفسه؟؟؟...طيب هذاني مقعية(جالسه) عنده تقل جني...ليش ما يسولف معي بدال ماهوو يسولف لحاله...
          قسم بالله ان اهل المدن يشيبون بالواحد وهو بعز شبابه!!
          سفهت هالمجنون...وقمت اطالع بها الخلق اللي اشوفهم حولي...كل شيء كان غريب في عيني...الناس تختلف عنا...والمباني حقتهم على كثر ما حكالي ابوي وانا صغيرة...بس ابد موب مثل اللي شفت....بيوتهم شوي وتوصل السما!!....يا زين الوسع...ان شالله بيت هالخبل اللي جنبي يكون كبر هالبيوت الزينه...انا الصدق احب الوسع...!!






          "سعود"




          كنت اسوق على مهلي...واحاول اني ابطأ من السرعه اكثر من البطء اللي قاعده تمشي فيه السيارة...
          كنت على كثر ماني متشوق لشوفة اهلي ورد فعلهم...على كثر ماني خايف من اللي سويته....ما اذكر ان الخوف دخل قلبي من قبل...بس هالحين احس انه بدا يسكنه ويدور لها اماكن داخله...
          طالعت بمضاوي واللي كانت ملصقه وجهها بالشباك...وقاعده تطالع وانا متأكد انها فاتحة فمها من اللي تشوفه...
          كنت اشوف نظرات الناس المستغربة وهم يطالعون للجيب الأنيق اللي راكبته هالحرمه المغبره!!ويرجعون يطالعون فيني...وبعضهم يأشرون...خصوصا الأطفال اللي كانوا مستغربين شكلها واللي انا متأكد انه مخرعهم...خصوصا مع هالبرقع اللي كله قروش من العصر الحجري!!
          تنفست بعمق...وانا اخذ اخر لفة توصلني للقصر...واحاول اتخيل كل ردات الفعل اللي ممكن تصير من اهلي....ممكن يطردوني من البيت...ممكن امي تجيها جلطة...او سكته قلبيه لا قدر الله....ممكن في احسن الأحوال...يطردون المره ويخلوني عندهم...ويمكن...ويمكن...ويمكن...!!
          مابي افكر كثير عشان راسي ما يصدع...لأنه خلقه مصدع...سمعت حركه بالمقعد اللي ورى...فطالعت بالمرايه...شفت عبدالله المعاق...يحك عيونه وشعره المغبر...حسيت بقرف وانا اطالع بوجهه...وهزيت راسي بقوة عشان اشيل صورته عن عيوني...
          انت وش سويت بعمرك يا سعود؟؟؟....دخلت مع بوابات القصر الكبيرة....بعد ماشافني السكيروتي اللي بره...وفتح لي البوابة اللي بالنص...
          سمعت شهقة مضاوي المرتفعه وهي تطالعني وترجع تطالع في المكان من حولها...وتصفق خدودها من الانبهار...
          دخلت بين المجسمات الكبيرة للطيور الجارحة والأسود...ووقفت الجيب بخفة وانا اتنهد واقفل المفتاح واحظر نفسي لأكبر المصايب اللي جبتها على راسي...قبل راس اهلي...!!








          "هيفاء"




          كنت جالسه بغرفتي...ازين مكياجي...وامشط شعري اللي كنت ملفلفته على فوق بطريقة حلوة...
          عندي حفل بعد شوي...ولازم اكون على اخر اناقة...خصوصا ان هذا مو اي حفل...هذا حفل رجعة رند من شهر العسل...اهي راجعه من اسبوعين...بس اهم كانوا يحظرون لحفل كبيير عشان يشمل كل الناس اللي ماحظروا بالعرس...
          طبعا لا تعتقدون اني استسلمت...صح ان خططي...فشلت...فشل ذريع عمره ماصار ولا استوى بحياتي...
          صحيح اني كنت ابيه يطلقها...لكن للاسف طلع هيثم شهم وبزيادة...استغرب تصرفه الغير منطقي...رغم اني حبكت الحكاية...وقدرت احيك خيوط مضبوطة على قصة حبها المزيفة...شلون ماصدق خويي رغم انه وصف له رند من فوقها لتحتها وقال له كلام جدا قذر...
          ما اقدر اوصف لكم فرحتي...لجزء بسيط نجح من الخطة...وهو الشوشرة اللي صارت بالعرس لمن اختفى هيثم...وراح!!
          الكل صار يتكلم وينغز بالحكي عمتي وبناتها وبنات عمي بعد كانت وجيههم سوود...خصوصا ان رند والله اعلم درت وقلبت لهم الدنيا مناحه...
          عندي احساس انهم يدرون اني انا اللي ورى هالمعمه كلها...بس انا مو مهتمة...لأني اعرف انهم مايقدرون يأذوني ابد...خصوصا ان ماعندي شيء اخسره بعد خالد...اهم خسروني خالد...لكن انا راح اخسر كل وحده فيهم اغلى ماعندها لو كلفني هالشيء عمري كله...لو كلفني حياتي ووقتي وجهدي وفلووسي...
          انا عارفه انكم تظنون اني حقوودة...لا يا بشر... انتم ماتعرفون رند هذي شلون طعنتني....شلون قتلتني وقتلت اخوها بكل غباء...!!ليتكم تعرفون الحكاية عشان تعذروني...رغم اني مو محتاجه احد يعذرني لأني مقتنعه باللي اسويه!!
          غمضت عيوني بقوة....مابي اصيح...انا اليوم حطيت خطة ماحصل لها مثيل...انا قررت ولأول مرة...اني راح اخذ هيثم ...واخليه لي انا...وانا وبس...خلاص دامني ماقدرت ابعده عن رند بهالطريقة....فراح الجأ للخطة الثانية....راح اغري هيثم...واخليه يحبني...وفوق هذا كله يمكن اخليه يتقدم لي...
          بس راح يكون شيء صعب جدا اني اغري هيثم...لأن هيثم للاسف عارف الاعبي زييييييين...خصوصا انه مررة اكتشف اني انا السبب في بعد اخوه عن مرته...وهذا بعد واحد من اللي لعبت فيهم...يمكن والله اعلم احكي لكم عنه...بس هالحين..ادعوولي ان كل شيء يضبط...
          رحت لغرفة الملابس الكبيرة حقتي...واللي كانت دوالايبها باللون الأحمر المفضل عندي..دائما وابدا...
          يقولون ان من صفات محبين اللون الأحمر الشراسة خصوصا لمن يتعلق الشيء بحقوقهم...وانا من اليوم بعتبر هيثم..حقي انا وبس!!
          طلعت لي فستان من الحرير الأورنج والأحمر المتداخل بقوة وبطريقة غريبة...وفيه لمعه بسيطة باللون الذهبي...والثاني فستان ذهبي ساده...وهذا اللون...اللي احبه بعد الأحمر...يمكن لأنه بكل بساطة لون ملفت للنظر...
          لبست الفستان الذهبي...ودرت حول نفسي في المرايه اتمل جسمي اللي مافيه اي عيب...تصدقون مررة قريت في مجله ان مافيه حرمه راضيه بجسمها...وينهم عني هالدراسة؟؟؟..هذا جسمي ولا افضل عارضة ازياء...
          حسيت ان الذهبي رغم حلاته...بس ماكان مثير علي...وانا ابي اغري عريس...ومووو اي عريس...عريس متيم بعروسه...
          مسكت الفستان الثاني...وحسيت بالقماش البارد على جسمي وارتجفت..وانا البسه..كان بدون اكتاف...ضيق على الصدر...بفتحه كبيرة مرة...ومن تحت الصدر واسع لحد الركب...طلع علي ولا احلى...لبست معه صندل ذهبي انيق عالي بكريستالات حلووة...
          وطلعت من غرفتي ورجعت للتسريحه ورشيت عطر على شعري وجسمي وفستاني...وبعد مالبست ساعتي الذهبية....اخذت شنطتي الصغيرة الذهبية...وطلعت عشان بنادي وحده من الشغالات...عشان تكوي عبايتي قبل لا البسها...
          ناديت وناديت بس استغربت انا محد يرد علي...رحت للدرج اللي بنص الدور الثاني...ونزلته ببطء...وانا مستغربة وين البشر...حسيت البيت فاضي مافيه اي احد...وشفت باب القصر الرئيسي مفتوح على وسعه...ولاحظت ان فيه زحمه هناك والخدم مجتمعين ويا بعض...
          وصلت لعندهمم واول ماشافوني بعدوا عن طريقي بسرعه...طالعت وانا قلبي يعورني..توقعت ان فيه احد صار له شيء...هالمشهد ذكرني بموت خالد...خصوصا لمن كانوا محتارين شلون يقولون لي؟؟؟..
          غمضت عيوني وانا اشوف اخوي سعود ومعه....معه...معه......!!






          " نورس"




          كنت جالسه في بلكونة غرفتي...وانا ماسكه كتاب شعر...لأمير الحلم سعود بن عبدالله...شاعري المفضل...واميري المفضل بعد...
          كنت اقرا بلهفة...واحاول اتمعن بالألفاظ الشعرية الراقية...والدرر اللي تصدر عنه......
          تمنيت لو ربي يعطيني شووي من هالألهام....انا احب الشعر..واحب الخواطر...بس بعد تجربتي مع شجاع...حرمت اني اكتب اي خاطرة من جديد...
          خفت انه ينقال نفس الحكي عن خواطري من اشخاص ثانيين...." شجاع" ما علمتكم عنه؟؟؟..صح؟؟؟...هذا شخص جدا همجي...بدون اي اسلوب حظاري...
          من الرجال اللي عندهم المرأة هي البيت والمنزل وعباية الراس...يعني المرأة اللي تلبس عباية على الكتف او ما تحط غطى مثل حالاتي انا وهيفاء وتروح مع السواق لوحدها هي امرأة سيئة بجمييع المقاييس...
          لمن رحت اقابله في مبنى" اضواء" قبل شهرين...كانت السعاده تسكن كل خطوة مني...كنت امشي وانا حاسه بخوف بس برضه حاسه بثقة وسعاده اني راح اوريه رسايل المعجبين اللي يتهلفون على خواطري الراقية
          ... لكن..للاسف الشديد كانت كذبة...محبوكة من ثلاث اشخاص مهمين بحياتي...ديمه بنت خالتي...وسعود اخوي...وهيفاء الحمارة...
          الصراحه لمن انكر انوا توصلهم اي رساله على المجله...انا كنت راح انجلط...
          صرخت بوجهه انوو كذاب...ايه انا عارفه اني غلطت بس غصب علي طلعت الكلمه..
          يعني مو معقول دايم تجيني رسايل تمتدحني بحرارة وبالأخير اكتشف انها تشجيع من الأهل...
          وليت اهلي اكتفوا بكذا...الا زادوا الطين بله...لمن رشت هيفاء رئيس التحرير هي وامي عشان يخصص لي صفحه او زاوية مثل مايسمونها بالمجله..
          الأخ شجاع كان سعيد وهو يعلمني بتمشت واضح انوا اهلي للاسف رشو الرئيس السابق وماحيقدرون يرشونه اهوو...
          ولييييييييييته اكتفى بكذا...تنهدت وانا اتذكر اسلوبه لمن طلب لي السكيروتي وطردني بدون اي رحمة...
          انا من طاحت عيني بعينه...عرفت اي صنف هو...صنف رجل الكهف...اللي المرأة عندهم لها مقامها الواطي...
          اوكيه...صحيح اني تعبت كثير...خصوصا اني جدا حساسه...ولكني هالحين بدت اسامحهم...بس موو مرة..كنت ابيهم يعرفون ان هالشيء غلط واني رغم حساسيتي قووية...
          وقفت عند هالحد من افكاري بشجاع اللي لي شهرين وانا افكر فيه...ولا تعبت من التفكير بامثاله من هاضمين حقوق المرأة!!
          سمعت اصوات صراخ وصوت هيفاء وسعود...وماما وبابا...وهذا الأخير غريبة انوا يرفع صوته...عاده ما نحس بوجوده...كمان سمعت صوت بكاء طفل...انقبض قلبي بقوة..وطاح الكتاب من ايدي...قمت بسرعه وربطت الروب اللي لابسته...وسويت نظارات القراءه اللي فوق عيوني... وقربت من حافة البلكونة....ومن بين الزحام الشديد للخدم وماشبههم تحت...واللي تجمهروا حوول...حول....حووول سعود ومعه...وش ذا اللي معه؟؟؟...
          شلت النظارات من فوق عيوني وانا احس اني بطيح عليهم من فوق...وقررت اروح واعاين الحدث بنفسي*_*





          " مارية "


          لمست شعره الأسود المبلل ببطء..ناظرت ملامحه الجميلة الملونة....بحكم الأعراق الأجنبية اللي بجهة امه...
          مع هذا كان....وسيم وفوق ماهو وسيم حبيب...وفوق هذا كله يحبني...لكن مو قادرة احس بسعاده...
          من تزوجت وانا تايهة...
          ندمت اني تزوجته...وما ندمت...حبيت قهر سعود ومرارته بيوم عرسي...لكن ماحبيت اني رميت بعمري عشان اقهره مع ان هذا مو اسلوبي..لكن...
          صدمتي بسعود كبيرة....صدمتي فيه زلزتني...ما ادري ليش سوه كذا...؟؟...ليش حب اني اعرف هالاشياء من الناس...من اخته اللي ذلتني ذل....ولعبت باعصابي...وكرهتني بعمري...خصوصا انها استخدمت الفاظ يا ساتر...ما حد يستخدمها في الوقت الحالي على حسب علمي... وفوق هذا كله استخدمت وسائل لابتزازي بجميع الاشكال والالوان...ياربي ماتوقعت انه في حريم يغارون على اخوانهم بهالشكل!!
          تنهدت...دائما اقول ان حظي شين...لكن حبي لسعود والطريقة اللي تقابلنا فيه...نستني الحظ الشين واشكاله وفوق هذا اسعدتني وطيرتني بسابع سما وفوق هذا كله اه....تخيلت وتخيلت وانا وياه اشياء لمن اتذكرها هالحين احس بقلبي ينزف بقوة....واحس انه يفقد الاحساس اللي يحببه بالحياة....
          شفت زوجي يتحرك على السرير...خفت يشوفني سرحانه بافكاري ويبدا التحقيق اليومي معي...قمت من على السرير ورحت على طول الحمام...
          وانا بالحمام غسلت وجهي كذا مرة قدام المرايه...تذكرت جملة كان يقولها لي سعود اذا شافني وانا صايحه من النوم، كان يقولي وكأنchinese grl....لأن عيوني تنتفخ فيصير شكلي فعلا مثل التشاينيز...حست بدموعي تحرقني عن هالحد...لالالا ما ابي ابكي..كافي لي فترة كل ماقمت من النوم وانا اصيح...حاولت اتماسك لكن بالأخير دخلت تحت الشاور بعد مافتحته اقوى شيء وقمت اشاهق بقوة واحاول اني انسى انسى...انساك يا سعود

          تعليق

          • Loli.
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 5514



            • أيـــام .. كانت أيام :(


              تليغرامي للإقتباسات
              اضغط هنا


              .

              شيخة قلبه سابقا

            #6
            واو هذ القصه حييييييييييييييييل حلوه

            يسلموووووووووووو

            انا قريته والحين في نهايته

            \

            راحله

            تعليق

            • انسانه وحيده
              عـضـو
              • Jun 2009
              • 13
              • ليه يادنيتي كل هذا الجحود والنكران


                ليه حظي معاك كله أنا الخسران

              #7

              الفص6ل

              " المريخ....واهل المريخ"

              تعالوا نوصف لكم المكان قبل ما نعرف وش كل شخص من المجتمعين يفكر ؟؟؟... مضاوي و عبدالله واقفين يم سعود....والخدم مجتمعين حولهم بس بعيد شوي...
              يعني فيه مسافة فاصلة...
              هناء و عبدالعزيز اللي هم اهل سعود واقفين بعيد شوي...
              موو فاهمين وش السالفه...ويحاولون يدخلون بين هالناس عشان يعرفون ويفهمون وش سبب هالشوشرة؟؟؟...
              هيفاء نازلة من الدرج الخارجي...
              وعيونها شوي وتطلع بره...و نورس نازلة الدرج الداخلي بتشوف وش القصه...
              خصوصا بعد ماشافت مضاوي وانفجعت...


              "مضاوي"




              كنت اناظر العرب المجتمعه من حولي...الصدق اشكالن ماقد شفت لها مثيل في البر...حريمن ورجال بسم الله عليي عيونهم صغار ومشققه...وقصار....
              كبر عبيد اخووي...وبعدين سافراتن وفاتشات وجيهن شعورهن على الرجاجيل....
              ما ظنتي يصيرن خوات سعود...
              ما فيه اي تشابه...الصدق عرب ماشفت لها مثيل...
              شفت سعود ومدري وش بلاه؟؟..ما عجبني شكله..كنه معصب...
              وكان يمسح جبينه كل شووية....ويناظرني انا وعبيد ويعود يكمل كلامه...
              عبيد اخوي مدري وش بلاه؟؟؟..قام يصيح علينا...
              ومسك بثوبي وشيلتي..فضيييحه كانت شيلتي بتطيح من على رويسي...وتبان جدايلي ووجهي قدام الخلق....
              سمعت صوت حرمه وكنها منخلعه( مفجوعه-متروعه) وهي تقول
              : سعوووود...وش ذا يا سعوود؟؟...."
              قطييييييعه...وش ذا المجغ؟؟...هاو...بلاها تكلم كذا؟؟...وليش ماتكلم زي الخلق؟؟؟...يؤيؤيؤ...وش مسوووية بشعرها الخبلة ذي؟؟...
              كانت قاصته الله لا يبلانا كله....مووو مخليه فيه الا شووية...يا دافع البلا...ما اقول غيييييير يادافع البلا....
              حطت الحرمه يدها على صدرها وقامت تخبطه وعيوونها شوية وتطلع من محاجرها...
              وتطالعني كني موب عاجبتها....وتعايني مثل سعود يوم شافني اوول....
              سعود كان واقفن قريبن مني...قال وهو يشر( يأشر) علي...
              : ذي مرتي يمه...مضاوي..."
              الحرمه حطت يدها على راسها وكنها سمعت مصيبة...
              : ووووش؟؟؟.....لالالالا....سعووود...قووول انك تمزح معيي..."
              وجودت بيد الرجال اللي كان حاط شيء على عيونه مدري وشوو بالزبط(بالضبط) وكان يطالعني مثل اللي مجودته...
              الظاهر انه ابو سعود...لأنه نفس القبلة...ونفس الدم...




              " سعود"


              الجو كان جدا متوتر...وحسيت بشرارت كثيرة بالجوو...
              والكلمه اللي قلتها سببت صمت فضيييع...
              صمت تحس انه شوي ويفجر اذانك من كثر ماهو مرتفع...
              صمت له وجود ثقيل وكئيب...
              حسيت حتى الهووا ثبت وماعاد يتحرك
              ...الصراحه شيء يكتم على النفس اكثر ماهو مكتوم...
              لاحظت ان ابوي يطالعني ببرود...من فوق لتحت...
              وكنه مستحقر اللي سويته...
              ويرجع يطالع مضاوي وهو يرفع حاجبه بسخرية...
              وما فهمت معنى نظرته بالمرة...
              قال لي وهو يرفع صوته الجهوري
              : وش قلت.... يا سعوووود؟؟؟"
              كرهت اسلوبه اللي يعاملني بهالطريقة...
              حسيت اني بزر موب بالثلاثينات من عمري...
              اعرف ابوي اذا بغى يحسسني اني موب قدها...
              يكلمني بهالطرريقة...
              ليته مررة بحياته ينسى انه شيخ....
              ويكلمنا على اننا عياله موب موظفين او عبيد عنده.....
              رديت بتوتر وانا اشد الكائن الصحراوي جهتي عشان ماتروح بعيد
              : معي مرتي يبه...مرتي...
              بنت اجوودية من اصل العرب...لا هي خضيرية ولا غيره...."
              رد ابوي باستحقار
              : يعني كسر كلام والسلام...يا سعود"
              قلت ادافع عن نفسي
              : يبه هذا خياري وارجوكم مرة بس..احترموا هالخيار..تراني مووو بزر...انا رجال وش كبري....عمري33سن"
              قاطعني ابوي ببرود بغة يجلطني فيه
              : والله انك بتظل بزر...
              مبسوط تذكر عمرك كل شووي...
              لكن للأسف ناسي ان تصرفاتك تصرفات مراهق....
              روح شوووف عيال عمك...
              رووح شوف عيال خالتك....
              لا تفاخر بعمرك وانت ما تعرف الصح من الغلط..."
              تركت مضاوي وانا اشوف وجه امي معرق..وحسيت انها شوي وتتهاوى بس كانت ماسكه يد ابوي بأقوى ماعندها بس نظراتها الزايغه لمضاوي خوفتني...كنها تشوف بمضاوي وحش...او شيء مخيف...او شييء ما عرفت افسره...
              طردت الخدم من قدام وجهي وانا اصرخ فيهم لأنهم بدوا يتكملون بين بعضهم..
              :Goooo.......يله.."
              ابوي وهو يرفع خشمه
              : وليش تطردهم...خلهم يعرفون سواياك اللي تخجل وتشيب بالواحد...
              مدري متى تكبر يا سعود؟؟.."
              بلعت ريقي وانا اترك مضاوي واخوها المزعج اللي يصيح بأعلى صوت
              : يبه...رجاء احترمني...رجاء..."
              وكملت وانا ارفع حواجبي
              : خلاص...الزواج وتم...نبي زوارة...
              عشان كل الناس تعرف ان مضاوي هي مرتي على سنة الله ورسوله...
              او اذا تبون سووا عرس..."
              امي وهي ترتعش وبصوت ضعيف
              : فشلتنييي يا سعود..فشلتنييييي..."
              وكملت:
              وش اقوول للناس؟؟؟...يا فشلتي والله..."
              ما رديت عليها ورجعت اطالع بعيون تعبانه احس هالنقاش البسيط استنزفني...
              رجعت اطالع بالمخلوق البدوي المتأصل اللي اسمه" مضاوي" لقيتها تتفرج على شكل الأشجار ومشغوولة...
              وشفت هيفاء اختي واقفة فوق على السلالم..
              كان واضح عليها الأنفعال...وعرفت ان هيفاء راحت وطي...
              وواضح ان ردة فعلها بتكون اقوى من رد فعل ابوي وامي...
              نزلت هيفاء بهدوء درجة ورى درجة...
              صحيح انها اختي...لكني اعررف زين وش ممكن تسوي...
              خصوصا اذا كان الموضوع يتعلق بمقامها عند الناس...والبرستيج حقها...
              هيفاء وهي تحاول تماسك وتكتف يدينها قبالي
              : وش السالفه يا سعوود ؟؟؟؟؟؟.."
              هيفاء هي الساعد الأيمن لبوي...ونفس طباعه وطريقة كلامه وقسوته...
              قطبت حواجبي
              : وش متوقعه بعد؟؟..
              اللي بتحرجك يا هيفاء...اللي بتخليك تعرفين تلزمين حدودك...
              وما تتدخلين بكل كبيرة وصغيرة"
              هيفاء وهي تطالع بمضاوي باحتقار يقطر من عيونها
              هه...ذي..."
              واشرت بيدينها...
              سمعتها مضاوي والتفتت وطالعت بهيفاء وكان واضح عليها الفجعه...حتى اني مسكت نفسي بقوة عشان ما اضحك رغم ان الموقف ما يتناسب..
              كان واضح ان مضاوي مفجوعه من ملابس هيفاء..
              حتى انها صفقت خدها كذا مررة...
              قالت مضاوي بأعلى صوت
              : تستري يا وخيتي...تستررري.."
              سفهتها اختي العزيزة...وكملت
              : لا تخليها تدخل فيني...
              وبعدين...وش بعد ذا اللي معاها؟؟؟...
              لا يكون اخذ وحده جاهزة بعد؟؟؟..معها ولدها وكل شيء...."
              وكملت بسخرية تقطر من لسانها اللي زي السم
              : وليته ولد كامل...!!"
              عصبت على هيفاء...وحاولت اني امسك ايدي...لأن عمري مارفعت يدي عليها...ولا ابي ارفعها...
              بينما ردت عليها مضاوي بطيبة واضحه
              : لالالا...ذا وخيي...موب وليدي...عبيد..عبدالله..."
              وقالت مضاوي لعبدالله
              : رووح سلم يا عبيد..."
              تقدم عبدالله وكرهت انا الموقف...وكان يبتسم ابتسامه بشعه...
              ويمد يده بخجل....
              طالعت هيفاء فيه...وصررخت لمن قرب منها...كان واضح انها جزعانه...
              الولد لمن صرخت راح جري لأخته وضمها وكان يبتسم...
              ويخبي وجهه بملابس مضاوي...
              مضاوي حسيت ان الموقف ما عجبها خصوصا ان نظراتها احتدت لهيفاء...
              قال ابوي وهو يوقف النقاش اللي صاير
              : سعود....تجمع ملابسك وتطلع هالبيت بدون رجعه..."
              امي وهي ترتجف وتجي يمي
              : لالالالا يا عبدالعزيز....الله يخليك لا تقووول.."
              ابوي وهو يرتجف من العصبية
              : هناء رجاء لا تدخلييين....تدليعك وتربيتك له خرربته..."
              امي وهي تضمني بقوة وانا جامد مكاني
              : لا تطلعه يا عبدالعزيز..."
              والتفتت علي بتوسل
              : طلقها يا سعود...طلقها هالحين...
              ولا من شاف ولا من درى...بكل بساطه..داري عنا الفضيحه الله يعافيك..."
              قلت لأمي ببرود
              : مضاوي زوجتي لاخر العمر...
              ماراح اطلقها لو تنطبق السما على الأرض...
              واذا على البيت يبه...انت ناسي...ان الملحق بكامله لي؟؟...
              وانت ناسي ان هالقصر كله...مكتووب بسمي انا.."
              ابوي بعصبية
              : وش قصدك؟؟..يعني بتكسر كلمتي...
              ولا ناوي تطردنا"
              رديت على ابوي بأدب
              : لا يا يبه...ماعاش من يطردك...لكن وين ارووح؟؟..
              والناس وش تقوول عنا؟؟؟"
              رجعت امي تضمني بقوة
              : سعود...يا سعوووود...دخيلك...يا ولدي...لا تفشلنا.."
              قلت لأمي بعصبية وبترريقة وانا اطالع بالمخلوق البدوي المتأصل اللي يطالعنا...
              : يمه وش فيها مضاوي...
              شوفيها...بنت اصيلة صاحبة اصل عرريق..من قبيله معروووفة...
              ابوها عنده حلال..."
              طالع فيني الكائن البري العجيب وشكلها ما انتبهت للسخرية اللي بصوتي...
              وواضح انها انبسطت....
              حتى واضح يوم رفعت راسها بطريقة خلتني ودي لو اجي واخنقها قبل اهلي...
              بس لا تحمل يا سعووود..تحمل اهلك..ترى هانت...
              بعدت عني امي...وقالت وهي تهز راسها بعصبية وترتجف:
              لا انت ولدي...ولا انا امك..
              لو ما طلقتها هالحين يا سعوود..هالحين..."
              رديت وانا اطالع ساعتي
              : انا بروح غرفتي....هالحين..عن اذنكم تعبان...
              يله مضاوي.."
              لحقتني مضاوي وهي تمسك اخوها وتجي وراي...
              وتركت كل اهلي...وحتى نورس اللي كانت واقفه عند الباب...
              سفهتها ودخلت بدون اي كلمه...





              " نورس"




              طالعت وانا مفجوعه بسعود اللي كان ماشي ومعه وحده...
              ما اعرف من وين جابها؟؟؟..بنت مرررة مرررررررة شكلها ووععع...
              لابسه يامامي...
              بررقع قدييييييييم وفيه قرووش كبار وجنيهات....
              مررة يخوووف...
              وكان معها طفل صغير...
              شكله يا حرام...شكله معاق..وهالشيء واضح من وجهه ويده القصييرة...
              بس لبسه قدييييييييم...ثوبه اصفر...ولابس تحته...
              مدري وشوو..يعني الصراحه وععععع......وشعره وسسسخ مررررة...
              وريحته مررة شينه...كأنها ريحة حطب ونيران....
              يعني الصراحه...اووووووه مابي الوع كبدوكم بالوصف..
              .اعتقد الصوورة وصلت كامله لكم...
              سفهني سعود وما قال شيء لي...وكان واضح انه شوي وينفجر...
              انا ما اهتميت فيه هو والأشياء اللي تمشي معه..
              رحت ركض لماما اللي كان واضح انها تعبانه مرة وهي جالسه على الدرج...وماسكه هيفاء يدها وشكل هيفاء دمار خصوصا عيونها اللي مليانه دمووع...
              من زمان مابكت هيفاء على حسب علمي...
              استغربت هالشيء...
              قلت بتوتر
              : وش القصه؟؟؟...وش فيه سعود؟؟..وميين..هاللي معه؟؟؟.."
              رد ابوي بعصبية وهو ينتفض وحاط مشلحه الشفاف على يدينه
              : مين اللي معه يعني؟؟..القررف اللي معه مرته...مرررته.."
              مرته
              مرته
              مرته
              كانت قوية...حسيت اني بدوخ...طحت جالسه على الدرج...
              اكيد يمزحون عليي...الا صح وش تسوي مع سعود؟؟؟..
              وليش دخلت معه جوه؟؟؟...
              والولد وش يكون لا يكون ولده؟؟؟...
              صرخت بهستيريا
              : والولد؟؟؟...لا يكون ولده..."
              ردت امي بسرعه
              : لاء...هذا اخوو...اخوها..."
              ونطقت اخر هاء بقرف واشمئزاز....
              قلت بخوف
              : وش بنسوي؟؟..وش بنقوول لجماعتنا؟؟؟...وشووو؟؟"
              ردت هيفاء بقلق
              : وش نقوول؟؟؟...لازم نسوي شيء...ماينفع نوقف ساكتين كذا..."
              ابوي وهو يوقف
              : وش نسوووي؟؟...هذا سعود رافض يطلقها...
              ولوو اخذناه بالعناد ماراح نجيب نتيجه...."
              قلت بتهور
              : خلاص نزوجه مارية..."
              صرخ ابوي فيني بعصبية
              : البنت متزووجه...وش نسوووي؟؟؟..نطلقها من رجلها؟؟؟.."
              قلت باسف
              : ماكنت دارية..."
              وكملت بخوف
              : لووو...يصير...ان..."
              وبلعت ريقي بتوتر وكملت
              : لوو لا قدر الله...الناس عرفت ماراح يكون لي وجه اقابلهم...وش اقول للبنات اللي يجون يزوروني هنا؟؟؟...وماما وش راح تسوين مع ضيوفك؟؟؟...اوووه...والله فششلة...ياربييييييي..."
              هيفاء بتهور
              : لازم نداري الفضيحه....بأي طريقة..انا لازم اطلع حل..."
              والتفتت على ابوي بشراسه
              يبه...نقدر ناخذها ونردها لبيت اهلها بدون سعود ما يدري...
              اكيد نقدر على شيء...اوو انا نرشي اهلها او.."
              قلت بعصبية
              : موو كل الناس تجي بالفلووس!"
              ماما بخوف
              : لالالالا...حرام عليكم...وش ذنب البنت نرميها بهالطريقة؟؟...مسكيينه...لالالا...لازم نلاقي حل ثاني...عشان ربي ما يعاقبنا..."
              وسكتنا بعد جمله ماما...
              ذنب البنت انها وافقت على سعود..
              ذنب البنت انها تهورن وجات ويا سعود...
              ذنب البنت بكل بساطة مو برقبتنا برقبة سعووود...
              بس ما افصحت عن افكاري...خصوصا وانا اشوف النقاش يوقف عند هالنقطة...واشوف ابوي يرد على جواله ويروح بعيد عنا...
              اما ماما قامت من مكانها...بمساعده هيفاء وقالت
              : انا بروح اغير ملابسي عشان اجيي وياك يا هيفاء...يمكن تكوون اخر مررة اشوف فيها جماعتنا العزيزة..."
              رديت انا بخووف
              : لا تتركووني لوحدي معاها...تراني اخاف..."
              هيفاء ببرود: اقفلي على نفسك باب الغرفة...ترى اخوها يفجع.."
              ردت ماما بعصبية
              : هيفاء..قولي يا رب لا تبلانا...موب اخوها يفجع.."
              سكتت هيفاء عشان ماتعصب عليها ماما ودخلت هي وياها البيت...
              اما انا وقفت بمكاني اراقب انوار القصر وهي تفتح وحده ورى الثانية بحركة متناسقه...
              وبدت الأنوار تنتشر بالمكان داخل الحدايق الكبيرة....
              نزلت من الدرج..ومشيت شوي وانا اشد روبي الحرير على جسمي..
              وطالعت فووق على بلكونة اخوي سعود.......
              زوجته...زوجته....انتقامك قووي يا سعود...والله انه قووي...
              تذكرت قبل فترة...
              لمن جانا سعود....واحنا كلنا متجمعين بغرفة المعيشة....
              وبابا كان معنا ونادرا مايكون ويانا...
              كانت الفرحه واضحه على وجهه....
              عيونه تشع بنور غريب...ووجهه منور...
              وطالع اكثر وسامه من هالحين مية مرة...



              سعود وهو يجلس معنا
              : يمه..ابي اعررس..."
              لاحظت ان ماما رفعت راسها بنعومة
              : هذي الساعه المباركة...مين تبي؟؟؟..عندك ديمه بنت خالتك..و..بن"
              قاطعها سعود بأدب
              : يممه قلت ابي اعرس...بس ماقلت ابي ديمه.."
              هيفاء باستغراب
              :وش فيها ديمه؟؟؟...فيها حلا موب غيرها.."
              قلت انا بحماس
              : واو انت و ديمه بتكونون احلى طقم.."
              ضحك سعود على كلمتي
              :هههههه... شايفتنا ابريق شاهي وفناجيل...لا يا عمري..."
              وكمل وهو يجلس جنب امي ويبوس راسها
              : يمه انا اخترتها وخلصت.."
              رفع راسه بابا اللي كان يقرأ جريدته
              : وشوو؟؟؟...اجل ليش جاي وتعبان ومعلمنا؟؟؟..."
              سعود بأدب
              : الله يهديك يبه....مين اللي بيخطبها لي غيرك انت والوالده!!"
              بابا بعصبية
              : طيب..وش تصير؟؟؟..شلون عرفتها؟؟؟..بنت مين يا... ولدي؟؟"
              وضاف اخر كلمه بسخرية...وهذا حال بابا مع سعود..
              سعود وهو يحك شعره بتوتر
              : اهي بنت ال....، ناس طيبين على قد حالهم....لك"
              بابا لاحظت ان ايده تجمدت على الجريدة....
              وحسيت انه توتر مرررة...واستغربت ان هذا الشيء...
              انا اعرف ان هالعايلة خضيرية...
              بس موو نهاية العالم...
              هيفاء عيونها برزت قدام
              : وشووو؟؟؟...على قد حالهم؟؟؟..سعود انت نسيت احنا مين؟؟"
              سعود وهو متضايق
              : عادي..هذا خالد بن....
              تزوج بنت عايلة عاديه وفقيرررة وما صار شيء...
              هذي مرته مافيه احلى منها بعين الكل.."
              ردت هيفاء باعتراض
              : بسس شوف الكل شاره عليه...
              حتى امه وهي تعززمنا تقول....
              والله اني مفتشلة ارسل لكم كرت عشان تقرون هالناس....
              اللي مدروا من وين طلعوا؟؟؟..."
              ماما بتأييد لكلام هيفاء
              : بعدين انت يا سعود..الكل ينتظر عرسك من سنين...
              وبالأخير...تروح تزوج وحده من ال..."
              سعود وهو يوقف
              : ليتني ماقلت لكم....
              سبحان الله انتم عايلة غرريبة ظننت انك بتنبسطوون لأني بعرس...
              ومع هذا..."
              وقف بابا بعد وقال بنبرة ما تحتمل النقاش
              : سعود...ماله داعي للفضايح...بعدين شلون تعررفت على هالبنت اساسا؟؟؟..
              لووو هي محترمه ما كان جيت وانت تقولنا عنها؟؟؟.."
              سعود بعصبية
              : والله انها محترررمة وبريئة...ووووو..."
              تدخلت انا بخجل
              : سعود..احنا ماقلنا شيء...نبي لك الأفضل وبسس.."
              سعود وهو يغمض عيونه ويضغط عليها...
              عشان ما يرفع صوته على ماما وبابا..
              وهي حركه متعودة منه اذا عصب
              ...عشان يتحكم بعصبيته...
              : انا طالع....مع السلامه.."
              ورحل سعود لكن الزوبعه بقى اثرها...
              وبدت تخطيطات هيفاء وماما...
              وتدخل بابا بالموضوع...
              ولاحظت انه صار اشد منهم...
              وانا حاولت اني ابقى على الحياد...
              خصوصا اني شفت لها صور بمرسم سعود...
              والبنت حليوة وما ناقصها شيء...وشكلها تعرف الذووق...
              انا ما تابعت معهم الخطط...
              لكن اللي انا استغربته ان هيفاء بعد كم يوم جات لسعود تبشره انهم وافقوا
              ...وان ماعندهم اي اعتراض...
              كان هذا اخر شيء اذكره من السالفه كلها لأني اكرر...
              ماكنت مهتمة مرة بالموضوع...
              بس شكل هذي كانت مجرد كذبة...
              عشان تضرب هيفاء ضربتها وتخلي البنت اللي اسمها مارية تروح بدون رجعه...
              على العموم ماحد يدري وش قالت هيفاء بالضبط للبنت وخلتها تنسى سعود...وزي ما اكتشفت قبل شوي...
              البنت ماكتفت بكذا تزوجت...
              عشان تطعن سعود وتقهره...و سعود مسكين ماله شغل بالموضوع كله...
              الله يعنيا على انتقامك يا سعود يا اخوي...



              مضاوي بالصاله ويا سعود...
              بيطلعوون المصعد...
              لأن غرفة نوم سعود بالدور الثالث...
              ومضاوي تتأمل الأثاث اللي حولها بانبهار وخصوصا الكنب والتحف...
              وانتم تصوروا كيف العالم بيكون غريب من حولها؟؟..
              مافيه شيء تعرف اسمه...
              ولا تعرف الغرض من اي شيء...
              القصر هذا بالنسبة لها مثل المريخ بالنسبة لنا...
              كل شيء مبهر...
              سواء لبس او اثاث او ناس...
              العالم كله والبشر من حولها غرباء اشكالهم "عجيبه"
              وواقفه تطالع وعيوونها شوي تبرز من محاجرها...
              و سعود موب يمها ينتظر المصعد يفتح له...




              " مضاوي "




              لحقت سعود وانا الصدق متعجبه من الكلام اللي صار قدامي قبل شوية...
              يعني هالحين...
              سعوود ما قالهم انه يبي يعرس...
              ولا قالهم انه يبي يتجوزني!!
              هاو...اجل وشلووون جمع المهر؟؟؟...
              انقهررت بالحيل منه...
              اهوو ما دخل براسي..
              ماش مووو مثل الرجاجيل اللي عرفتهم قبل...
              فيه ضعف حتى انه البنت اللي ميب لابسه شيء تستر فيه جسمها رفعت صوتها عليه...
              ولووو لو هو من الرجاجيل اللي اخبر..
              كان رمى عليها شماغه وقالها تستر وما تكلمه الا وهي ساترة ومحتشمه...
              لأن حشمتها من حشيمته...
              بس ما اقول الا مالت عليكم يا رجاجيل المدن...
              بسس بيني وبينكم...ضاق صدرري عليه وعلى حالي...
              يعني هالحين انا لزووم اكون المره السنعه...
              اللي تسنع جوزها وتخليه فارس ماله مثيل...
              وهالشيء يبي له صبر...ويبي له بالن طووويل...
              اطووول من ليل الصحاري اللي كانت عايشة فيها...
              الله يعنيك يا مضيوي...خذيتي لك مره...موب رجال ينشد به الظهر!!
              شفت الحريم الللي اول...وهن يدخلن الدار...
              طالعووني...ومشن وخلني ورقن اللي مدري وش اسمه؟؟؟
              ...الموووهيم...
              التفت على شين غررررريب...
              مشاء الله...وشش ذا الزيييييييييين؟؟؟
              ...شهقت وانا اشوف اشيائن عجيبه قبالي ووراي...
              وكل مكان حولي...اغراضن زووينه...مدري وش غرضها؟؟...
              اعجبتني بالحييل...وقمت اتاملهن...يا سبحان الله...
              مدري لمعات مثل النجووم بالليل
              (( تطالع بمجموعة تحف كريستالية لماعه على شكل ناس وحيوانات مختلفة...))
              قمت اتلمسهن...بس بعد ما تاكدت ان سعود موب يمي...ومسكتها يا مشاء الله...وضغطت عليها...قوووية حييل...ايه ذا الزين...طيب...وش يسووي هالغرض؟؟....قلبتهن بين يدياتي...ويوم طفشت منها رميتها على الأرض ومشيت ورى سعود و عبيد...
              سمعت صوت كسر...والتفتنا كلنا...ولاحظت ان الشيء اللي كان معي قبل شوي انكسر....وحسافتن علييه...كان زين!!
              بحلقت بسعود....اللي كان يبي يكفخني بس ماسكن يده...حط يده على كتفي وسحبني بقوووة....بعدت يده بقوة...ياكرهي له...بيسوووي فيها مرجله علي...
              : اقوووول...اترركني..."
              سعود وهو ينهرني
              : اشش...يله ادخلي هنا....مابي صوتك يرتفع فاهمه؟؟؟"
              قلت وانا انفض يدي مكان لمسته اللي احرقتني
              : وشووو؟؟؟..ماتبيه يرتفع...ها؟؟؟...اقول قووول..
              هالكلام للي اول منثبرات...ترى افلح"
              شفت عرق ينبض بجبينه...مسكني ودفني بقوة جوات شيء...
              ومدري وش قام يضغط....
              الشيء ذا انقفل وانا حسيت بقلبي بينقز من مكانه...
              مسكت يد عبدالله بخووف...
              وشوو ذا؟؟...كنت اشوف الأرض وانا نبعد عنها...
              فقمت اصارخ وانا منخلعه بجد...يبي يذذبحني هالخبل...
              : ياووووو....
              ياويلي....بيذذبحني..يا اهل الدار...."
              سعود التفت علي...وحط ايده وضغط على فمي...
              وانا احاول اعض يده....واخيرا قدرت عضيت يده بقوة...
              شال يده بسررعه مني...وشكله تعووور...
              : احسسسن..."
              قمت اخبط الجدران ذي اللي من حوولي...
              عبدالله كان يطالعني ويضحك...
              وقهررني...اخته بتموت وبتنذبح...ويضحك..حسابك بعديين يا عبيد...
              كلها لحظات بس...شوي يوم فتح لنا الشيء ذا من جديد...
              ركضت بره بسررعه..
              كأني لقيت الفررج....للضيق اللي كان كاتمني...جا وراي سعود وعبيد...
              مسكني سعود مع رقبتي بقوووة....ياكررهيي له ذا الرخمه...
              يستررجل عليي...والله لوريك يا سعيدان....اه...
              كنت ابي اصررخ بس ما قدر لأنه حط يده على فمي ودخلني من باب كبير وش زينه....ياحلووو اغراضهم....
              كل شيء عندهم وسيييع وكبير...



              في غرفة النوم حقت سعود....غرفة جدا فخمة...كبيرة مكونة من ثلاث اجنحة...وفيها غرفة ملابس وجاكوزي وساونا....وحمام ملكي من الدرجه الأولى....
              لون الأثاث مشمشي وذهبي غامق.....والسرير كبير بأربع اعمدة....تغطيه ستاير فخمة من الدانتيل...
              والغرفة عموما مشمسة لأن كلها شبابيك طويلة من اول الجدار لاخره...وعليها ستاير شيفون خفيفة...
              اول جناح هو اللي ينام فيه يعني الجناح الرئيسي...وثاني جناح عبارة عن مرسم مصغر جدا بدل المرسم الخارجي....وفيه مكتب خشبي فخخم....وثالث جناح غرفة جلوس صغيرة بشاشات عرض بلازما كبيرة مرة....



              " سعود "





              طفح الكيل من اول كم ساعه...شلون بتحمل هالبنت...ما راح اقدر اتحكم بنفسي...انا عمري ما طقيت احد ولا عمري عاملت بنت بخشونة...ومع هذا حطيت حرتي بهالصحراوية....
              قاهرتني فيها طفاقة لقافة وفوق ذا كله توقعت اني تزوجت وحده ضعيفة...
              الا طلعت جني مصوور...
              مدري شلون بفتك من شرها الفترة اللي جايه....
              طالعتها وانا احس بالدم يتصاعد بجسمي ويفور ويغلي....
              كانت هي واخوها يتفحصون كل شيء...يتفحصون الستاير...الشبابيك...السرير..كل شيء..
              "صدق ناس ما شافت خير!!!"قررت اني اكلم احد من الخدم عشان يجيبون عامل يركب حديد على الشبابيك...اخاف تطيح هالهبلة منها....
              قررت ادخل اخذ شاور وانسى مضاوي وعشر مثل مضاوي ولو مؤقتا...
              مع اني اشك ان هالشاور بيريحني...
              قلت بعد ما اخذت نفس عميق
              : مابي ارجع والقاكم قالبين الدنيا...."
              ناظرتني مضاوي ببرود وصدت اقسم بالله اشك انها فهمت وش انا قلت...حسيت اني اغلي...بس تركتها...
              ...فتحت الموية عشان اعبي حوض البانيو الكبير.... سمعت صوت ضحك عبدالله...
              طلعت اطل عليهم اشوف وش هم مسووين..
              لقيت عبدالله يتقلب على السرير حقييي مبسوط...
              حسيت بغثيان...شلون راح اقدر انوم على ذا السرير...
              لازم اخلي الخدم يغيرون المفارش...
              افففف...لوو بس اقدر ادخل سرير ثاني لمضاوي...يعني حرام تنووم على الأرض...
              ولا اقوووول...وش هولة التعب يا سعود؟؟..تراها متعودة على الشقى من صغر سنها....
              يعني نوم الأرض ما يضرها...وبعدين يقولون نوم الأرض زين!!
              رجعت للحوض اللي عبيته...وبعد ما فصخت ملابسي...تمددت فيه براحة...وغمضت عيوني ابي انسسى...انساك يا مضاوي...وانساكم يا هلي...والأهم...انساك انتي...حبيبتي..."مارية"
              تذكرتها...برزت لي وسط الضباب....ناعمه...رقيقة...تميزها طفولتها...
              كانت تعجبني مشيتها اللي فيها من الطفولة شيء كثيييير...
              كانت دائما تحرك رجولها بطريقة راقصة وتنط لمن توقف جنبي...تقول عشان توصل طولي!!
              كانت تكره المطر...وتتخبى منه...تحت جاكيتي...ونروح لمقهى...
              ونشرب القهوة الحارة وعيونا ذايبة ببعض...ما ننطق...نحب سكوت بعضنا..
              احب اتأمل ابتسامتها الشقية...عيونها الصغار اللماعه...
              خشمها العادي اللي عليه حبات نمش كثيرة...
              فتحت عيوني عن هالنقطة.. موو قادر اتذكرها اكثر...
              غسلت وجهي بالموية الحارة اللي بالبانيو كذا مرة...
              قلبي قاعد يدق بسرعه...دقاته تطاير من مكانها...احس اني بمووت...
              احس بكتمة...
              صرخت بصوت مكتوم وانا اضرب الموية بقبضتي: لييييييييييش؟؟؟...ليش يا يبه؟؟؟...لييييييييييييييييييييش يمه...هيفاء...نورس ؟؟؟...ليييييييييش؟؟؟"
              ضربت جبيني بقوة...ما قدرت احميك مارية من هالذياب اللي حولي...ما قدرت... ..اجروحك...وقطعوك...وتسلوا باهنتك..وانتي كنت واقفة هناك....بلا حول ولا قوة...ليش كنتي طيبة؟؟...ليش انتي طيبة؟؟؟....

              اللي هويته طيب تايه الراي
              تروح به كلمة وكلمة تجيبه
              يبكي الى من جابو الناس طرياي
              ومن الغلا دمعات عيني قريبة
              وما يلتفت للعين لي صار وياي
              كني غريب عنه ماني حبيبه
              في حيرتي خايف على عمري الجاي
              وش ينتظر عمري وش اللي يصيبه
              ليته يعرف انه غدى نور دنياي
              يمكن يشتت حيرتي واهتني به
              واعرف على درب الهوى موقع اخطاي
              وارتاح من هم الليالي العجيبه
              اللي معاها في الهوى طال مسراي
              ومنها جروحي في ضميري عطيبه
              "عبدالله الرشود"

              رجعت بذاكرتي لوراء...لذاك اليوم...اليوم الأول لعلاقتي بمارية...
              كلكم عارفين كيف ربي قدر لقانا...
              كانت الصدف ورا الصدف تجمعنا بطريقة غريبة...
              وكأن فيه شيء يشدنا لبعض....رغم اختلاف مستوانا الأجتماعي...
              واختلاف اشياء كثيرة بينا...بس المضحك اننا تقابلنا مو مرة ولا مرتين..تقابلنا...
              ثلاث مرات تقريبا قبل لا تصير بينا اي علاقة..
              قبل لا تجمعنا اطهر علاقة بالوجود...
              "الحب"
              اذكر كنت رايح اشتري قهوة...
              وكان فيه محل ازياء على الشارع قبال المقهى....
              ما شفتها ولا انتهبت انها واقفة تشتغل على واجهة العرض...
              بس انا متعود اشتري لخواتي اللي يعجبني...وهم تعودوا اني ما اجي الا وبأيدي شيء لهم...
              خصوصا هيفاء...تعودت اشتري لها ملابس..او شنط...او اكسسوارات...
              لدرجة اني صرت اعرف وش اختار لها بالضبط...
              وقفت قدام الواجهة...وفي البداية ما انتبهت غير لسيقان قدامي...وارتفعت عيوني تدريجي... بفضول....
              التنورة القصيرة الفوشي..القميص الحريري الأبيض
              ...وبعدين....
              وجهها...
              ما اعرف كم من الوقت قعدت اطالعها مو مصدق...
              اهي...وجهها حمر وتلبكت...وبان ان نظراتي لها احرجتها....واحس انها ذابت قدامي مثل شمعه صغيرة....
              حتى انها نزلت من المرتفع اللي واقفة عليه واختفت من قدامي...
              انهبلت انا واستوعبت شلون موقفي كان بايخ؟؟؟...
              ركضت داخل المحل...وتهاوشت مع العاملات اللي منعوني ادخل علشان كوب القهوة اللي معي...
              صرخت بأعلى صوتي: وينك؟؟؟...لا تروحين (الله يخليك).."
              استغربت من نفسي...انا سعود بن عبدالعزيز ال.....اللي البنات يجون عند رجولي اركض ورى بنت واقولها الله يخليك....
              استحقرت نفسي...خصوصا انها ماطلعت لي...فطلعت من المحل...
              وانا حالف اني حتى لوو قابلتها مرة ثانية ماراح اكلمها...
              كان موقف مهين لكرامتي من جميع المقاييس...انا سعود مو اي شاب...
              انا سعود موو من الشباب اللي يركض ورى البنات مثل المهبول..
              انا سعود اللي....البنات هم يجوني برضاهم
              لكن هذي غير....فيها شيء مميز....شيء لا يمكن اوصفه...
              يخليك تركض وراها ولا تمل
              فيها جاذبية الأطفال الصغار اللي يعجبونا مهم كان شكلهم...
              وبعدين حتى افكارها كانت بريئة وطاهرة...
              كنت اعتبرها مثل الوردة...صعب...صعب جدا...اني اذيها..لأنها رقيقة..
              تصاعدت انفاسي...وحسيت اني توترت بمجرد ما بديت اذكرها...
              وبمجرد ما بديت اتغلغل بالذاكرة وادور وجهها والقاه هو الوحيد المسيطر علي وعلى تفكيري...
              حسيت اني موو قدر اكمل حكي حتى مع روحي...تتعبني يا ناس...ذكراها تتعبني...ليتني انساها....






              " هيفاء "





              كنت جالسه في السيارة المضللة وكاشفه وجهي....
              انا اساسا ما اغطي الا اذا كنت حاطه مكياج كثير...
              وقتها يصير الغطا فرض من ماما عليي...
              لكن في الأوقات العادية يكون وجهي وحتى شعري باينين...
              طالعت بأظافري الطويلة اللي حاطه عليهم مانكير عنابي غامق بلمعه ذهبية غريبة....
              كنت افكر بهيثم....هذا شلون اخليه يترك مرته؟؟...لازم احط استراتجيات قووية...وطويلة المدى...مش خطط سريعه...
              وكنت افكر بعد بمضاوي...شلون ارسلها للبر اللي جايه منه بدون رجعه؟؟...لازم ذي بعد...افنشها واخليها تحرم ترجع للمدن كلها...يعني يبيلها خطط قوية...خطط رباعية...انا وماما و نورس و ديمه...بنقدر عليها كلنا...
              وافكر برند شلون اخليها تندم على خططها القديمه؟؟؟...وتكره نفسها......
              وافكر بسعود...وشلون اخلي هالخبل ياخذ ديمه بنت خالتي؟؟...
              واستغربت لمن طرى على بالي فجأة نواف...
              وش يبي ذا؟؟؟....نفضت راسي وكأن فيه حشرة مزعجه تدور حوله...
              ماما بهدوء: وش فيك؟؟؟.."
              رديت عليها بتوتر وانا اهز رجلي
              : غريبة...طرى على بالي نواف ولد عمي عبدالرحمن...
              مدري وش جابه على بالي..."
              سكتت ماما ولاحظت انها زمت شفايفها ببساطة...
              وبعد لحظات سألت بنبرة هادية
              : لووو تقدم لك..."
              اشرت لها بتوسل
              : ماما واللي يخليك..هالموضوع انتهى من زمان...زواج بعد خالد مالي..."
              قالت ماما بعصبية
              : خليني اكمل حكيي..."
              قلت عشان ماتزعل مني
              : وشوو؟؟؟...كملي حكيك مين اللي حاطه عينك عليه؟؟.."
              ضربتني ماما على كتفي
              : انت و سعود مثل بعض....كان يقول مالي عرس بعد مارية...أخاف تسوين مثله وتجيبين واحد من الشارع وتزوجينه...."
              وقفت كلامها شوي وهي تشوفني ابتسم وكملت
              انا بسألك..مجرد سؤال...لو تقدم لك نواف...توافقين ولا لاء؟؟؟"
              سكت...وزميت شفايفي المليانه افكر...لوو تقدم لي نواف بوافق؟؟..اكيد لاء....رغم انه يشبه خالد...ورغم انه...
              غمضت عيوني وقلت بعد ثواني وانا افتحهم وبتهور ماله مثيل
              : لاء....يمكن اوفق على هيثم لو خطبني....بس نواف لاء..وش ابي باهل عمي عبدالرحمن؟؟؟...انت ناسية انهم ياما اذوا المرحوم..."
              لاحظت ان امي طلعت عيونها وطالعتني...
              : وشووو؟؟؟"
              قلت بتماسك
              : ماما واللي يعافيك...لا تدخلين بمخططاتي.."
              ردت ماما بذهول
              : هيفاء...هيثم بالذات ماراح يتزوجك...يا بنتي...الرجال يحب مرته..."
              رديت بقلة صبر
              : راح اخليه ينساها...
              انا الجمال والشباب...وهي ولا شيء...
              بيني وبينها فوق العشر سنين..يعني اكيد انا اللي بجذبه...موب رند..."
              وقلت اسمها بكره شديد....وانا اتذكر صديقتها الحقيرة...صديقتها اللي.....اللي....اللي....ما اقدر...ما اقدر اكمل الكلمة...
              سكتت ماما...وحسيت انها تنتفض...شكلها خايفه اني انكشف...مرات احزن على ماما...لأنها تعرف كل شيء اسويه...بس ما تقدر لا تعلم بابا..ولا تقدر توقفني عند حدي...رغم اني احبها...بس انا لازم اكمل مخططي...
              هيثم لازم اتزوجه...مدري متى هالشيء توثق في راسي...لكني فعلا ابي اتزوجه...اكيد راح اعجبه..اكيد مافيها كلام...
              وصلنا عند قصر عمي عبدالرحمن بحي الورود....ودخلت السيارة حقتنا من بين البوابات...لاحظت اعداد السيارات الكبيرة اللي تجمعت بالمواقف الداخليه في الحدايق...لقى السواق له موقف بصعوبة...وانا ماعجبني الموقف اللي اختاره...وكنت راح اتكلم عليه....بس شفت نواف...فجأة..فكرت شوي..ثم...ابتسمت بخبث...وفتحت الشباك...!!






              " نواف "




              كنت ابي اروح لسيارتي عشان اخذ غرض....
              مشاء الله اليوم العالم كلها مجتمعه عندنا....
              عشان احتفالنا بمناسبة عودة احب اثنين لقلب الكل....
              رند حبيبتي واختي الغالية...و هيثم ولد عمتي اللي له غلا غير عندي...
              اول ما قربت من سيارتي البورش....
              لمحت سيارة اعرفها زين....طالعت فيها لثواني...
              وتفشلت لمن حسيت اني زودتها رجعت اركز عيوني على باب سيارتي...
              احس اني فجاة موو عارف افتح هالباب...طالعت اتأكد ان المفاتيح هي مفاتيحي موب مفاتيح احد ثاني...
              احس وقف شعر جسمي...وانا اسمع صوت مميز...لقلبي!!
              بلعت ريقي والتفت بعد ما حطيت على وجهي قناع الا مبالاة والبرود...
              كانت هيفاء تنادني باسمي...اول مرة احس انا اسمي حلووو....
              ومميز...وغير!!
              قربت من سيارتهم
              : هلاء..."
              قلتها وانا منزل راسي شوي...
              وعيوني تأمل ملامحها الفاتنة من تحت غطاها....
              هيفاء وهي تبتسم لي
              : نواف...كيفك؟؟؟.."
              رديت عليها ببرود>>>>هذي طريقتي عشان ما افضح نفسي ومشاعري..: بخير...وش اخبارك؟؟.."
              وانتبهت ان امها موجودة فاضفت بسرعه
              : اخبارك عمتي؟؟.."
              ردت هناء بنعومتها اللي تعودنا عليها
              : انا بخير نواف...شعلومك؟؟؟..."
              رديت عليها وانا اهز راسي...
              : بخير الحمدالله..."
              وطالعت بساعتي كأني مشغول...
              حسيت ان هيفاء تطالعني من فوق لتحت...احس انها فاهمة وش افكر فيه...احس كأن عيونها اشعة اكس اللي تكشف كل شيء...
              او جهاز الكذب...اللي عارف اني احاول اتهرب منها..
              هيفاء بنعومة زايدة:
              الصراحه نواف...انا مستحيه منك..لكن مضطرة اطلبك...
              ودي لو تخلي احد من خدمكم يبعد سيارة من هالسيارات المرتزة قبالنا....
              يعني ما ودي امشي قدام الرجال بالحديقة عشان اوصل المدخل..."
              وكملت ببساطة وهي تأشر على جسمها
              : لبسي ما يساعد.."
              حسيت بموية تنكب على وجهي....فكرت شوي وانا اطالع بالسيارات...
              كلها لشباب العايله...وش اقول لهم؟؟؟....استحيت ارد لها طلب...
              ترى بس شهامه مني موب شيء ثاني...لا يرووح بالكم بعيد...
              قلت وانا ابعد
              : خلاص..انا ببعد سيارتي...وانتم ادخلوا مكاني..."
              وقبل لا ابعد سمعت هيفاء تناديني
              : نواف..."
              التفت بسرعه عليها وبتهور
              : سمي...."
              ردت بنعومة قتلتني بالصميم
              : مشكووور يا ولد عمي..."
              ورجعت قفلت الشبابك...حسيت بقلبي يرف فوق...رجعت لسيارتي وركبتها وانا حاس اني بفضح عمري قدام هالبنت..لازم اخطبها...لازم...


              في ايطاليا...
              في نفس قرية احبابنا...
              كانت جالسه في بيتها...على البيانو اللي هو رفيقها من تزوجت منه...
              حالها يحكي ويقول ويتمنى

              اصارع الوجدان في بحر الأشواق
              في غبة تايه تمزق شراعي
              تلعب بي الأمواج والدمع دفاق
              مابين موجة نزلة وارتفاعي
              باسباب من حبه نبت وسط الأعماق
              غرس الشجر مابين روض ومراعي
              يا ماكتبت اسمه على بيض الأوراق
              وفي خافقي مكتوب اسمه رباعي
              اللي يسلي خاطري كلما ضاق
              خل على حالي شفوق يراعي
              لا حل ذكره دمعة الشوق تنساق
              تكتب قصيدة في حسين الطباعي
              ويا كثر ماحولي من الناس عشاق
              لكن لغيره مات كل اندفاعي
              يا زين قلبي من عنى البعد مشتاق
              الحق علي ولا تسبب ضياعي

              " عبدالله الرشود "

              " مارية "



              مشت اصابعي بتوتر على لوحة البيانو...كنت اسمع للأصوات الصدرة منه...واحس بشيء يكتم على نفسي اكثر واكثر...
              عشت معه كل ذكرى حلوة...وفوق الذكرى...كل لحظة مميزة...فوق هذا كله...في كل شيء اشتركنا....غنينا سوا...رقصنا سوا...لعبنا سوا...اكلنا سوا...
              رحنا لأشغالنا سوا...
              مافيه شيء قادر يزيحه من راسي...احس ان خياله متجذر فيني...يلعب فيني...وفوقها...يعذبني...يتعبني...ويتلذذ بهالشيء...
              كل شيء يذكرني فيه....كل شيء..كل الأماكن...
              ياربي هوون علي مشاعري....ياربي ساعدني اتجاوز هالمحن بسلام...ياربي اقنعني بزوجي...وحببني فيه....
              زوجي اللي ماقصر علي بشيء....زوجي اللي اعرف انه يحبني اكثر من سعود...اللي اعرف انه يشوفني شمسه اللي تضوي حياته...وقمره اللي ينور دربه...
              انا اعرف زين مقامي عند سعود وعند زوجي" تركي" فيه فرق بينهم فضيع...
              بس الحب ما يفرق بين ذا وذا...
              مايفرق بين زين وشين....ما يفرق بين اللي يعاملني بصدق..
              واللي كان يكذب علي...واللي مع هذا اتمنى رجعته...ابيه يرجع...
              وانا مستعده اترك الكل وارجع له....انا شلون قسيت عليه...يمكنه اكتشف انه يحبني...يمكن هيفاء تكذب...حسيت بقلبي يعورني...
              هيفاء..احقر حقيرة على وجه الأرض...سافله...
              هي وابوها وامها..عائلة وحوش...مافيهم اي رحمة...
              صدق هذي دنيا القوي...فيها البقاء للأقوى...
              تذكرت تصرفات سعود...اهو جزء من هالعايلة...رغم روعته...الا انه شبيههم...نسخه منهم...فيه حركاتهم وافكارهم وكل شيء...فيه حتى طريقة حكيهم...والنظرات اللي يوزعونها على الناس اللي يعتقدون انهم اقل منهم مرتبة...
              تنهدت وحاولت انسى سعود....وخصوصا اني اشوف تركي..توه راجع من بره...كان ماسك باقة ورد كبيرة...لونها ابيض...وعلبة مدورة لونها ابيض بعد...يعرف انه اللون المفضل عندي بدون منازع...لأنه مرة سألني...فقلت له مثل هاللون مافيه احب على قلبي....المصيبة انو...فوق هذا كله موب مالي عيني...
              ابتسمت له بنعومة وانا اوقف وازين فستاني الموف
              : اهلين.."
              وخذيت منه باقة الورد اول ماوقف قبالي
              : الله...وش هوله التعب؟؟؟.."
              رد علي وهو يبتسم
              : تعب؟؟؟!!....اذا ما اتعب عشان عروسي...اتعب عشان مين..."
              وحط ايدينه على كتوفي..بعدت عيوني عن عيونه...ما احب انه يكشفني...الصراحه تركي خبير عيون.... يعرف كل شيء الأنسان يفكر فيه من عيونه...
              تركي بعتب
              : ليش تصدين عني؟؟...مارية ليمتى هذا الصدود؟؟؟.."
              طالعته بتعجب
              : وشووو؟؟؟.."
              وخفت انه يكون مكتشف او شاك بشيء...فكملت بكذب وانا ابتسم
              : ما يحق لي اخجل!!..."
              وكملت بنبرة طفولية
              : تراني لسه عرووس!!...أذا تذكر!!"
              تركي قال وهو يشيل يدينه من على كتوفي ويتراجع كذا خطوة ويتأملني
              : فيك شيء موب عاجبني....!!.."
              وقام يحك شعره شوي ثم كمل
              : مارية...مية مرة سألتك مغصوبة علي؟؟؟...وبرجع اعيد عليك نفس السؤال..."
              حاولت اقاطعه...بس سفهني وكمل..
              : خليني اكمل كلامي...ممكن؟؟"
              خفت من نبرته اللي اول مرة اسمعها...وهزيت راسي له
              : ايه كمل..."
              وقف تركي قبال شباك وقال بتوتر
              : مدري...اذا حطيت عيوني بعيونك...تتهربين مني...احسك تخفين عني شيء...
              يمكن مغصوبة علي...يمكن لسه ما استوعبتي وش الزواج؟؟..يمكن..."
              وغمض عيونه وخذا نفس عميق وكمل
              : يمكن تحبين غيري!!"
              فتحت فمي وطاحت باقة الورد مني...!!






              " نورس "




              نورس تعالي هنا....
              يمامي ميتة خوووف...ما راح اروح له...ماراح اروح لسعود..ياويلي يبي يخليني عند الmonster...حقه..ما اقدر...جريت لباب غرفتي وقفلته بالمفتاح...الأمان...ثم الأمان...ما حد نافعني اذا مت بعز شبابي بسكتة قلبية...ممكن تسببها لي ذيك البدووية...
              مسكت جوالي...واتصلت بسرعه على هيفاء....ياربي قاعد يدق ولا ترد...و سعود صوته يعلى اكثر...ياربي فششلة...انا ما احب اسفه سعود...الا سعود عاد...يؤيؤيؤ....موو قادرة...قلبي يفرفر من مكانه....الله يهديك يا هيفاء انت وماما يعني كان لازم تروحون هناك...والله اني ضعيفه عشان كذا الكل معطيني اشكل...
              ما ردت هيفاء...رجعت ادق مرة ثانية...ثم قررت ادق على ماميييي...
              اول دقة...
              ثاني دقة...
              ثالث دقة...
              : الووو..."
              قلتها بسرعه وانا فيني صيحه....
              ماما وهي ترفع صوتها عشان الطق
              : نوورس!!..وش فيك؟؟؟..."
              رديت بسرعه وانا اقصر صوتي عشان لو وقف سعود عند الباب
              : ماما الحقيني....تراني ميتة خوووف..."
              ماما بقلق
              : نوورس...عيوووني...وش صاير اقلقتني...قلبي يوجعني.."
              قلت بقلة حيلة
              : خايفه من مرت سعووود...ماما مرررة موو قادرة اشوفها....سعود يبيني اجلس يمها....انا مابي...الله يخليك الحقيني...."
              سكووووت على الخط الثاني...
              : ماما...ماما....اوووه...ماما..."
              ماما بصوت حازم
              : لوو ما قفلتي الخط هالحين...راح اجي واكسر الباب انا عليك...روحي ردي على اخووك...و
              بعدين تعالي يا ركيكة( تتريق علي!!!*_* )...تراها ما تاكل ولا تعض..ادمية مثلها مثلك...روحي بسرعه عيب تسفهين أخوك..."
              قفلت ماما الخط بوجهي...واصبحت امام الأمر الواقع...
              عليك يا نورس ان تثقي بقدرتك على معالجة المشاكل...سأذهب...وليكن الله في عوني!!....
              اقنعت نفسي بهالحكي...وطلعت من الغرفة وانا مغمضة عيوني...!!

              انتهى الجزء....

              تعليق

              • *عبير الزهور*
                V - I - P
                • Jun 2008
                • 3267

                #8
                أشكرك على الروايه
                بس حبوبه الله يعطيك العافيه مري القوانين

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه الشروط تعتبر متفرعه من الشروط العامة شروط منتدى عبير العامه (https://v.3bir.net/148881/) وجميع مايذكر هنا هو اضافة لتلك الشروط او استنثاء منه اعزائى.....أعضاء منتديات عبير أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات حرصا مني ومن ادارة هذا المنتدى على رقي هذا المكان و تجنيبه ماقد يسيء إليه .

                تعليق

                • حنونة بزمن قاسي
                  عضو متألق
                  • Feb 2009
                  • 280
                  • ــ ــ


                    مريحححه جدآا ..،
                    . . . . نكككهةة [التجــآاآهـل]..!
                    []

                  #9
                  يسلمووووووووووو

                  كمليها باسرع وقت

                  تقبلي مروري

                  تعليق

                  • Loli.
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 5514



                    • أيـــام .. كانت أيام :(


                      تليغرامي للإقتباسات
                      اضغط هنا


                      .

                      شيخة قلبه سابقا

                    #10
                    وين تكملها

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...