روايه :عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *عبير الزهور*
    V - I - P
    • Jun 2008
    • 3267

    #91
    الفصل""
    "كل يوم نتعلم من الدنيا دروس"

    ثلاثة اشهر مرت....يمكن فيه ناس خلال هالثلاث اشهر...ماتغيروا ولو بمقدار ذرة...لكن ابطالنا....كانوا داخل دوامات لسه ماطلعوا منها...بدوا يتنفسووون شوووية هواء نظيف...بدوا يحسون ان هالحياه قصيرة....لازم يلاحقووون انفسهم فيها....يحاولون يصحصون ويصححون ويلحقون اللي فاتهم....البعض منهم اتخذ شعار"لاتندم على مافات" ورفعوووه قدام عيووونهم...اما البعض الثاني اتخذ شعار البكاء على الاطلال وصار من ردي لأردى!!

    "جنيف"

    وقفت ركض وهي تلهث...طالعت وراها شافت غزلان لسه بعيدة....وقفت تشرب ماء بارد....ناظرت للطبيعة من حولها....الجمال يحيط فيها من كل جهة....رفعت راسها بامتنان....ما تدري...تحس بمشاعر تدغدغ قلبها...تحس انها شخص جديد....شخص منطلق...نظيف...رائع....

    "هناء"


    وصلت اخيرا غزلان لعندي...
    قالت وهي تلهث
    : I'll die!!"
    ضحكت لها وانا اجلس جنبها
    : you won't…."
    وعطيتها من الموووية اللي معي...شربت منها شوووي...
    وضلينا ساكتين....كان شكلها متغير حيل...
    عن اول ما عرفتها....
    صارت صديقتي الصدوووقة...
    بنتي يمكن حتى....
    صرت اخليها دوووم معي...
    تسهر معي....
    نطلع سوووووه....
    نسولف على التيلفون بالساعات...
    حسستني اني لسه صغيرة....
    دوووم بناتي ما كانووا يفضفون لي او يتكلمون معي...
    اعترف ان جزء من المسؤولية يرجع علي....
    يمكن ناس كثيرررة يعتبروني ام فاشلة....
    بس انا ماعدت اعتبر نفسي فاشلة....
    انا ناجحة غصب عن اللي ما يرضى....
    غزلان وهي تطالعني
    : حريم كثير بعد مايتطلقون يكون حالهم غير....
    بس انتي ...not like them"
    قلت لها وانا اطالعها بجدية
    :صحيح الطلاق صعب....سواء على اجنبية او عربية...
    وصحيح ان الطلاق من ابغض الحلال في الاسلام وفي معظم الديانات الثانية مكروووه....
    لكن مرات يكون الطلاق نقطة انطلاق.....نقطة تصحيح..."
    وكملت وانا اخذ نفس عميق
    : الانسان لازم يلحق اللي باقي من عمررره...الدنيا قصيرررة واحنا مانعيش فيها الا مررة وحده...
    لازم اوازن بحياتي واصحح اغلاطي...."
    غزلان وهي تقطب حواجبها
    : راح تسافري...؟؟؟"
    قلت وانا اوقف واسوووي تمارين خفيفة
    : اكيد....راح اسافر لأني لازم اشوف اولادي...
    لي فترة طويله ما شفتهم....بعدين العيد....لازم اكون يمهم فيه..."
    هزت غزلان راسها وقامت تعمل معي تمارين خفيفة ورجعنا نركض....
    نركض الى مستقبل جديد عندي امل انه بيكون غير.....

    "القاهرة"


    ضحكت باستمتاع وهي تقرا بطاقة المعايدة اللي عليها صورة خروف يركض...توصلها بطاقات معايدة كثير من اماكن مختلفه من العالم....من فترة قصيرة بدت تنشر مذكرات لها ولعيلتها....باللغة الانجليزية والعربية على مدونتها....كانت تلاقي قبول كبير....وصار اسمها لامع في النت....حتى ان في مجلات راسلتها عشان تعمل معها لقاء لكنها رفضت....

    "نورس"


    ارسلت رسايل معايدة لكل اللي يقربون لي...
    ورجعت بالجوال ارسلت لأهلي....
    ترددت ثواني....وانا اكتب رقم ماما....
    وبالأخير ارسلت لها رسالة شوق وعتب!!
    قمت من مكاني وغيرت ملابسي...
    لي فترة اتعالج مع طبيب نفسي....
    صحيح ان الجلسات طويلة لكنها بالنسبة لي ابدا موو مملة...
    لأني عند هالطبيب افضفض بكل اللي في قلبي...
    تحسنت كثير....بس ماتغيرت كثيررر مرة...
    توووني مالي شهرين عنده....
    لبست ملابس حلوووة ومرتبة وطلعت من الشقة...
    سلمت على جيرانا الكويتين بفررح وانا اعايدهم
    لأني شفتهم شايلين شناطهم
    : تردووون بالسلامة.."
    الجوووو حلووو في هالفترة بالقاهرة على براد خفيف....
    وصلت لعيادة الدكتوور....
    وضليت انتظر بالانتظار فترة قصيرة....
    وصلتني رسالة معايدة من ماما....
    دمعت عيني وانا اقرا رسالتها....
    راح ترجع الرياض؟؟؟....
    ياه لي شهوووور ما حظنتها ولا شميت ريحتها....
    شلوووون قلبي قدر يحقد على ماما...
    صدق اني كنت غبية....
    تصدقوووون اني اشكرر ابراهيم ال...***
    تذكرووونه؟؟؟...والله اشكرررره...
    لولا الله ثم هووو كان عمري ما صحيت....
    عمري....

    دخل الخدم للمحترف اللي كان متروووس صوور معلقة ولوحات رسمها بأيده....طلب منهم يشيلووون كل شيء....معرضه اللي اجله شهور....راح يفتتحه بعد يووومين قبل العيد بأربعة ايام....وقف يناظرهم وطلع سيجارة ورماها بفمه....كان يهتز...الى الان موو مصدق انه طلق مضاوي....طلقها مجبر.... ما طلقها بكيفه!!....خلعته!!! ههههههههههههه والله دنيا!!

    "سعود"


    رميت السيجارة ودعست عليها...
    واشرفت على بعض اللوح اللي ماتغلفت كويس....
    : انتبهوووو....هاي....be careful"
    فرغوا المحترف تدريجيا....
    تابعتهم وهم يحطون اللوح بالشاحنة....
    كان فيه لوحة كبيرة جدا لسه ما شالوها...
    اهي اساس المعرررض....
    خليتهم يغلفونها بحذر وشالوها اخر شيء....
    رجعت للمحترف وتأملته وهو فاضي....
    الوان بكل مكان....فرش كثيررررة مترامية على طول المحترررف....
    لقيت صور كثيرررة كنت معلقها...
    صور لها...
    شلت صورة وحده بحذر....
    طالعت بالضحكة البريئة....
    اي براءة؟؟؟.....
    كله تمثيل....
    حتى لووو هي عاشت بالبر...
    اصلا المرأة خبيثة...
    وين ما كانت...
    كيف ما عاشت...
    عمرها ما تقدر العشرررة...
    كنت بشققها بس ماقدرت...
    علقتها مكانها....
    حسيت برعشة في قلبي....
    يمكن طلقتها مجبووور...
    يمكن عمرنا ما راح نجتمع من جديد....
    بس....
    لمست الصووورة بأصابع مهتزة....
    يمكن عمرك ماراح ترجعين...يا مضاوي...
    لكني اظمن لك ان كل يوووم من باقي ايام عمرك بتندمين فيه كثير...
    خصوصا لووو تزوجت سطام....
    طلعت لغرفتي....وخذيت شاور ساخن...
    تذكرت بعض الاحداث المختلطة....
    تذكرت مكالمتها لي....
    تذكرت توسلها وصوتها اللي يقهر....

    كان جالس يشررب قهوته الباردة ويرررسم...يرسم وبس...يقوم وينووم ويرسم...حاله غررريب يوم هجرته مارية ما رسم ولا قدر يمسك فرشاة...لكن يوووم تركته مضاوي او هو تركها...صار بس يرسم....صار مجنووون رسمي....وحده مثل مضاوي ومثل اهل مضاوي ناس لا راحوا ولا جووو يغلطووون في حقه ويهينووونه ويبدووون بنتهم الخاينة على رجلها!!...يمكن داخل نفسه ما كان يبيهم يأذونها لكنه مع هذا ينكر ومصررر انه يبيها مقتولة...لأنها حطته بموووقف محررج وحسسته انه مايسوووى هللة!!
    سمع صوووت جواله يدق ما كان ناوي يرد بس الجوال ماسكت....رفعه بملل وطالع بالرقم....مايعرف الرقم اول مررة يشوووفه...رد وهو قرفان: خير؟؟؟..."
    ماحد تكلم...سمع صوت صمت...ايه نعم سمع الصمت بنفسه....
    مسكت ايده الجوال بقوووة....معقول؟؟؟....مين هالشخص المتردد غيرررها؟؟؟....بس معقووول اهي بنفسها تتنازل وتتصل به.....بترجع له مثلا؟؟؟....وش بتقوووله اجل....
    سمع صوت تنهيدة وبعدها الووو طويله طلعت من قلب محمل بالهموووم
    : الوووووووو....سعود؟؟؟...."
    جا بيرد بس ماقدر....طرت في باله كلمات مايدري وين سمعها....كيفك انت؟؟؟....
    : مض.....اوي؟؟؟......."
    قالت وهي تحاول تثبت صوتها المهتز: سعووود...ماعندي حكي كثيررر لك.....ابيك...اذا جوووك هلي...لا تردهم يا سعووود..."
    قاطعها بلا مبالاة: والله وفيك الخيررر....جاية توووصين على اهلك؟؟؟........"
    مضاوي وهي تحاول توضح كلامها
    : سعووود لا تصعبها يرحم والديك....هي المكالمة صعبة....لا تغلط فيني اكثر.....ارحمني...واعتقني لوجه الله....لا تفضحنا اكثرر بين الخلايق.... خلاص خلنا ورى ظهرك...."
    امتلت عيووونه بدموووع....حس بقهررر...ماقدر يتكلم...تووووسله عشان يطلقها؟؟؟....ياه....مايدري وش يقوووول....كان عنده حكي كثيررر بس اختفى وتلاشى....
    : سعوووود....اللي سويته فيني مايرضاه رب العالمين....سرررحني....ورح شف حياتك...لا تبكي على شيء مات وراح..."
    صررخ فيها وكنه يثأر لكرامته
    : ابكيييييييييييييي؟؟؟....موووووب انا اللي ابكي على مررررة....مرة ما صانت شررفها وهي في بيتي.....لا والله...ما اطلقك يا مضاوي..."
    وكمل وهو يلطخ اللوحة اللي قدامه باللون الاسووود: موووب انا اللي ناس تقووول عنه تركته مررته وتزوجت خوووويه....لا والله ما اطلقك...." قفل الخط بوجهها ومسك جواله ورماه على الجدار ومسك اللوحة اللي قدامه ورماها على الارض...

    يتبع


    __________________

    تعليق

    • *عبير الزهور*
      V - I - P
      • Jun 2008
      • 3267

      #92
      خلصت شاور وانا احس جسمي احترررق...
      نسيت نفسي تحت الموووية الحارة مع الذكريات....
      حلقت ذقني ورتبت نفسي...
      وطلعت لابووووي بالشرركة عشان اعطيه كرت دعووة من الكروووت الخاصة....
      وعدته بعد مايخلص هالمعرض اني راح اترك الرسم على طول....
      وراح اشتغل معه واحط ايدي بأيده عشان الشركة تكبر ويرجع اسمها مثل اووول وقبل...
      خصوصا انها خسرت في الفترة اللي فاتت وصار فيها اختلاسات...

      جدة
      ارض الرخا والشدة

      قاموا يركضون على البحر بفرح....اما هي وقفت على بداية الشاطىء ورفعت عبايتها عشان تحس بالماء تبلل ساقها ورجولها الناعمة رغم قسوة حياتها....تنفست براحة وهي تحس بالهوواء يدخل صدرها وينعشها....كان الجوو حلوووو موو رطوبة مرررة...وفيه نسمة هواء...ما عمرها وقفت على بحر ولمست الماء براحة...ابوها جالس بعيد مع حريمه....واخوانها يركضووون بدون ما يخافون من البحرر....واختها الصغيرة تحبي وتجمع الاصداف الصغيرة وتحطها بفمها ببراءة....

      "مضاوي"


      رحت بسرعة لقمر اللي كانت تحط شوية رمل بفمها...
      مسحت فمها بسرعة بخرقة صغيرة معي...
      : انت وش مسووووية بعمرررك؟؟؟.."
      ضحكت على كلامي وهي موب فاهمته...
      رحت اجلس يم ابووووي وامي وخالتي شعاع...
      جلست وشلت برررقعي عن وجهي...
      تعودوا هلي على عاداتي وما عاد صاروا يعارضوووني....
      خصوصا ان شعاع مثلي ماتلبس البرررقع ابد...
      كليت شوووية تمرر وسألت ابوووي اللي يطالعني
      : ها ابووووووي....وش رايك بالمكان الززين..."
      هز راسه وقال بصعوووبة
      :ما.....له حببني.....بهالام....اكن!!"
      شعاع وهي تهمز له رجوووله
      : بالعكس يا ابو صقر....شوووف وش زين المكان...
      وززززين من سعد جابنا لنا هالصبي...عشان يودينا وين مانبي...
      الصراحة جدة وش زينها صدق انها زززحمة....بس بعد المكان ازين هنا من اوووول..."
      ميمتي وهي ترمي فصم التمر بعيد
      :والله مافيه مثل الررربيع والمياه الحلوووة.....احس ان المدينة كاتمة على نفسي....
      موووو مثل اوووول نمشي مايردنا شيء...هالحين وين تمشين فيه...الدينا كلها ناس...
      مافيه شي(ن) اسمه خلا...."
      رديت شعرر قمر عن وجهها وقمت اطالع بالبحر....
      اخيرا تطلقت...
      اخيرا تحررت من قيووودي...
      احس اني اقدر اشم هوووا...
      اقدر اتنفس مثل هالبشررر...
      اقدر انووووم تالي الليل وانا مرتاحة....
      صحيح ان الطلاق مووو سهل....
      بس بعد....اهوووون علي من جرح الكرامة...
      و..سعود موو بس جرح كرامتنا....
      الا حاول يخلينا ما نسوووى شيء قدام البشررر...
      فضحنا بين الشيووخ وامراء القبيلة....
      سووود وجه ابووووووي....بس بعد ما خلعته....
      احس اني رديت ما وجيهنا...
      وصرت اقدر ارفع راسي لفوووووووق....
      محد يقدر يمنعني من اني ارفعه...
      نقلنا لجدة من ثالث العيد...
      بعد زواج هيلة بيومين....
      رحنا لبيت جديد ولدنيا جديدة...
      تعذبوووا اهلي بالبداية...
      بيئة جديدة...ولا نعرف فيها شيء...
      ولا نعرف احد....
      بس قدرنا بمساعدة سطام واخوووه اننا نعيش مثل هالبشررر...
      طلعووا لنا سجلات....ودخلووا اخواني من اكبرهم لاصغرهم المدارس....
      اما انا اشتغلت على نفسي و
      استغليت اللي تعلمته زمان وصررت اروووح لمدرسة تحفيظ القران...
      بتسألوووون وين ذياب عنكم؟؟؟...
      ذياب....رحل ولا شفناه....
      ماتت مرررته بالعشررر الاواخر....
      واتصل على سطام وقاله....
      بس اكيد راح يرجع...
      مصيره راجع لأهله حتى لووو هرررب كثير...
      مصيره يتعلم من الدنيا دروووس...
      ومصيره يفهم ان ماله الا اهله لو لف الدنيا كلها....

      الرياض
      مستشفى المملكة

      حطت يدها على خدها مووو مصدقة وهي تشوووف صورة الطفل قدامها...صحيح انها موو فاهمة وش اللي تشوووفه....بس تحس ان انفاسها بتنقطع...تسمع نبضات قلبه...طالعت بهيثم اللي كان وجهه غامض...هي الان بنهاية الشهر الرابع....بدت بطنها تبين....بس يا دووووب....حياتها تحسنت شووووي.... اووو يمكن اهي تووهم نفسها بالتحسن؟؟؟...

      "هيفاء"


      التفتت على الدكتورة بفرح
      : طيب...وشوو ولد ولا بنوووتة!!"
      الدكتورة وهي تطالع فيني بابتسامة
      : طبعا ما اعرف...."
      ناظرتها بقهررر
      : ليه؟؟؟...ابي اعرف بنت ولا ولد...."
      الدكتورة وهي تطالع بهيثم اللي يناظر الصورة لسه
      : لسه بدرري ...بس تعالي بنهاية السادس وان شاء الله اقووولك...
      لا تستعجلين ودائما قووولي اللي يجي من الله..."
      قاطعتها بسرررعة بأيدي
      : عارفة انا راضية باللي يجي....بس كان ودي اعرررف...
      وانت حبيبي؟؟؟..."
      هيثم وهو يشوف الدكتورة تمسح عن بطني السايل
      : المهم ان صحته سليمة....
      مووو مختل او شيء ثاني!!"
      طالعت فيه بحقد وهو يقرب مني يساعدني بملابسي...
      وقفت وجاب لي العباية البسها...
      جلست الدكتورة على مكتبها وكتبت لي بعض الفيتامينات والحديد
      :انتبهي لصحتك يا هيفاء....الطفل بياخذ حاجاته وانتي لازم تمدين نفسك
      بهالاشياء..."
      خذا هيثم منها الروشتة وطلعنا من مكتبها....
      ماتكلمنا...ركبنا السيارة...
      على طووول هيثم فتح شوووي من الشبابيك عشان عارف اني احتر بسرررعة...
      : كذا كوووويس؟؟؟..."
      سألني بحنان....يا رررررررررربي غرررريب هالانسان...
      يعذبني بطررريقة فضيعه يسووووي عمره مووو مهتم!!
      :بعد كم يوووم بيفتتح معرض سعود...اول يوووم خاص...
      بتحظرينه؟؟؟.."
      قلت بتأكيد
      : ولوووو...لازم احظررره....اخيرا اخوووي سعود التفت لعمررره...
      وقدر يكمل حياته بعد ماتركته الحقيرررة التاف..."
      قاطعني هيثم بسررررعة
      : بس بس....اعوووذ بالله....اذا انتي تشوفينها حقيرررة تافهة....
      يمكن اهي تشووووف اخوك بنفس الطريقة....هذي حياتهم وهم احرار...
      المهم اننا نروووح وندعم سعود لأنه رجع مثل اووول..."
      رديت وانا العب بالشنطة الحمراء الساتان
      : صحيح ان سعووود رجع قوووووي....بس هالمرررة كان في وجهه مسحة قسووووة...
      الصراحة سعود اوووول صحيح بارد وماهمه احد بس هالحين قاسي وهالشيء يخووووف..."
      مارد علي ولا رديت عليه انا بعد...
      حياتي انا و هيثم تنفع حكاية لقصة غرررريبة....
      كل يوووم لنا حال...صحيح اني بطلت حركات الجنان....
      لكني في نفس الوووقت رفضت اتعالج نفسيا....
      مووو مجنووونة عشان اتعالج....وبعدين اصلا العلاج ياخذ سنوات موب سنة او سنتين...
      وانا اللي باقي لي في هالحياة شهوووور موو اكثر....
      هيثم....طالعت بوجهه الجميل....احس انه متوووتر رغم انه مايوضح...
      زواج رند اللي تأجل مية مرررة ومررررة...
      اولا بسبب سجن نواف بسبب الاهمال وقت مناوبة له....
      ثانيا بسبب طلاق ابوووي لامي والمعمعة اللي صارت....
      ثالثا بسبب العريس نفسه اللي حصلت له ظرووووف
      مدري وش لووونها...لكن هالمرررة الزواج راح يتم....
      خصوصا انهم وزعوا الكرووووت وراح يكون بعد بكررة...
      اكيد راح احظره....
      خصوصا اني مجهزة لها مفاجأة العمرر....
      تنفست براحة....
      احب الناس تذكرني فترة طووووووويلة بعد ما اموووت!!!

      قبضت يدينه بقووووة على مفتاح السيارة وهو يوصل القصر....تركه ونزل فتح الباب لزوجته وقبل ماتفتح فمها رجع ركب السيارة وسكر البيبان...شافها تطالعه مقهوووورة وحاولت تفتح الباب...بس ما اهتم وهو يحرك السيارة....شافها بالمراية تركض وراه...صد عنها وكمل طريقه....بيروووح لبيت عمه....يبي يبارك لرند اللي هالمررة تأكد زواجها....مايعرف وش يحس فيه بس الاكيد ان قلبه نظيف من ناحيتها رغم كل اللي اكتشفه عنها....صحيح انه اكتشف انها لئيمة ومووو طيبة ابد مثل ما كان يتصورها البنت اللي على راسها دويرة ملاك! للاسف طلعت ابعد ماتكون عن الملايكة واقرب للشياطين...بس بعد اكيد انها مووو بخبث هالمخلووق اللي يجلس وينوووم جنبه طووول اليوم...

      "هيثم"

      فتحت درج السيارة وانا اوصل لبيت خالي..
      لقيت الانوار تملا القصر من اوووله لاخره....
      عرفت انهم مجتمعين كلهم...واكيد حتى خوالها واهلهم....
      شفت اختها اللي اصغر منها بررره تمشي...
      ابتسمت اووول ما شافتني كانت بس لافة شيلة على راسها....
      يعني يمكن هذي اكثر وحده تستحي في بيوت خوالي....
      : هلا هيثم....كيفك؟؟؟...تفضل...الرجال جالسين بررره في الحديقة الخار..."
      قلت لها وانا اقاطعها بسرررعة
      : لاء مانيب رايح عند الرجال عندي مشوار بس نادي لي رند اللي يعافيك..."
      كانت بتكلم بس سمعنا ثنينا صوووت وراها والتفتنا
      : هلا هيثم....هذي هي رند..."
      ابتسمت وانا اشوووفها....بس اهي ما ابتسمت....
      كان وجهها جامد....وعيووونها تلمع....
      قلت لها وانا اهز راسي
      : معليش...جيت بوووقت بايخ...بس مالقيت وقت...."
      وطلعت الكيس وناولتها اياه
      : مالقيت وقت اعطيك هديتي..."
      طالعت بالكيس ببرود
      : منك ومن.....هيفاء؟؟؟"
      قلت وانا اشوف عيونها تلمع بكره
      : لاء....مني انا وبس....
      اتمنالك التوووفيق....
      وسامحيني وسامحي هيفاء اذا صدر منا اي غلط بحقك..."
      استغررربت كلامي ورقت ملامحها شوووي
      : هيثم!!....لا تقووول مثل هالحكي....انت عمررك ماغلطت عشان اسامحك...
      اما عن هيفاء...."
      هزت كتوفها
      : الله يسامحها....انا بشررر ما اقدر انسى خطاياها..."
      ماعلقت على حكيها ورجعت للسيارة بس وقفتني
      : وين؟؟؟...الكل بيتعشى اليوووم عندنا...
      خلك...."
      رديت لها بابتسامة
      : موو حلووووة بحقك....المعرس موجود صحح؟؟؟"
      هزت راسها
      : ايه بس انت ولد عمتي....
      ماعليك منهم كلهم...احظر بكرررة....انا حظرت عرسك..."
      ما جادلتها حسيت قلبي يخفق بقوووة...
      ركبت السيارة وتحركت بسررعة
      بعد ما اشرت لها بيدي....
      طالعت في المراية كانت واقفة تناظرني وهي ضامة الكيس...
      معقول؟؟؟...
      لسه تحبني؟؟؟...
      استحالة....
      يقولون زوجها طاير فيها...
      ويحبها بشكل الكل مستغررربه!!
      درت بالشوارع بدووون هدف...
      كانت الزينة بالشوارع اخف من عيدالفطر...
      عيد الاضحى الاهتمام يكووون من الناس اكبر...
      حسيت بجوالي يهز رفعته لقيت 40 اتصال ضحكت وانا عارف انها المجنووونة...
      رديت عليها بطفش
      : نععععععععم؟؟؟.."

      تعليق

      • *عبير الزهور*
        V - I - P
        • Jun 2008
        • 3267

        #93
        شافه وهو يرحل...وشاف اخته واقفة تطالع بالسيارة لحد ما غابت عن بصرها...ما عرف وش يقوووول...اهووو يفهم المشاعر اللي تحس فيها اخته...اهووو نفسه يحس بنفس المشاعر ويمكن دعا كثير مع رند بسررره ان الله يفرق بين هيثم و هيفاء...لكن زواجهم كل ماله ويزداد متانة....صار فيه طفل يربط بينهم....طفل باحشاء هيفاء من هيثم....رابط عمررره ما راح يختفي لين مايموووت...ماينكر انه دعا انها تسقط...دعا انه تحبه...دعا انها تكره زوجها فجأة....لكن كل هالدعوات والاماني ما تحققت!!

        "نواف"


        : ارجعي لضيوووفك احسن...
        ميب حلوووة بحقك يشوووفك زوجك هنا!"
        طالعتني بنظرات مافهمتها بعدين قالت بتشفي
        : هههه!! موو حلوووو بحقي؟؟؟...ولا بحقك انت...
        اللي نظراتك من بعيد له...وكأنك تنووووي تقتله!!"
        شافتني وانا اراقبه!!....
        اخذت نفس وقلت ببرووود
        : احسده...او اقتله....ما راح يغير في الوجود شيء...
        غير اني بكون انسان سيء...."
        وكملت وانا احط ايدي على ايدها
        : انتي بتزوجين واحد افضل منه....وبتعيشين حياتك مثل مابغيتي دوووم...
        وانا بأرتقي بشغلي وبحاول اعووووض عن المصيبة اللي طاحت على ظهرري..."
        هزت كتوووفها وتركتني وراحت وهي شايله العلبة بيدها...
        رجعت للضيووووف وانا احاول ابعد شبح هيفاء عن عيووووني....
        السجن نساني اياها فترررة بسيطة...
        لكن من رجعت اشم الهواء من جديد بحريتي....
        رجعت تطلع لي بأحلامي وافكاري....
        بس هالمرررة مووو بنفس المشاعر القديمة....
        كانت اخفف بدرجات...
        صحيح احبها....لكن عندي أمل....اني اتخلص من حبها...
        واطالعها اخت....
        صحيح صعب....ويمكن فيه ناس تشوووفه مستحيل....
        لكني متأكد....اني مع الصبر والعزيمة....راح اقدر اتخلص منها للأبد....
        للأبد وبدووون رجعة....صحيح ان اهلي اصروا علي اتقدم لنوورس....
        لكني رفضت....ورغم اني غامرت مرررة وكلمتها وكانت النتيجة انها قفلت الخط بوجهي....
        بس بعدين تأكدت ان هالشيء كان لمصلحتي ومصلحتها....
        ما ابي اظلمها واخليها تعيش بظل هيفاء...
        من حقها تعيش مع شخص يبيها لشخصها اهي....
        لجمالها ونعومتها وشخصيتها الدافية.....
        فردت فستانها الابيض الطويل قدام عيووونها....بعد بكرة زواجها...مابقت الا ساعات....اهي حلفت انها اذا تزوجت هالشخص راح تغير....راح تصير شخص ثاني....راح تنسى الماضي....صحيح رجعة هيثم اشعلت نيران موو قادرة تطفيها....بس بعد....اهي قررت تعيش....الدنيا تعلمها دروووس....واهي قررت تفهم هالدروووس لأن العمرر موو طويل وكل ثانية تروووح منه تروووووووح ولا يمكن ترجع ولا راح ترجع!!

        "رند"


        فتحت العلبة اللي اعطنياها هيثم....
        كانت علبة مخملية كحلية....
        ابتسمت بنعووومة وانا اشوف التعليقة الغريبة اللي قدامي...
        كانت مثل الصندوق الصغير مرررة ومفتاح صغير معلق فيها.......
        وكلها الماس واحجار ملووونة كريمة...
        قريت الكرت الصغير اللي عليه صورة عروووسة تضحك من قلبها
        " افتحي صندوق الحياة الصغير بمفاتيح قلبك...وعيشي سعيدة...فالعمر واحد!!"
        حطيت الكرت على قلبي....
        هذا اللي ناويته يا هيثم...يمكن كنت لئيمة....
        ويمكن غلطت بحق ناس كثير واولهم نفسي قبل الكل...
        صحيح اني قسيت ونسيت فطرتي مع الايام...
        لكن لا....انا نذرت اني راح اتغير....
        عاهدت نفسي اني اصير غير...
        اصير احسن...
        اصير اجمل...
        اصير اطيب....
        التفت لفستاني ووقفت قدام المراية وان شايلته....
        ابتسمت ابتسامة واسعه من زمان حيل ما ابتسمتها...
        علقته جوووه الدولاب...
        وطلعت اجلس مع البنات والضيووووف انا عرووووس لاخر مرررة !!

        اليوم اخر يوم لها بالمستشفى....ثالث يوووم بالأصح....ناظرت بالغرفة الفاضية....ما حد جا يزورها....ولدت وحيدة...وكنها ببلاد غربة...لا زوج فكر يسأل....ولا اهل زوج فكروا بحفيدهم...وقفت على حيلها...الولادة كانت متعبة...كانت مميتة...شافت الموت....حست ان روحها طلعت من جسمها....تعبت كثير...ماتوقعت ان كل ام تحس بنفس هالأحاسيس...المضحك انها بعد ماضمت ولدها...نست نهائيا كل التعب اللي شافته....حست انها ولدت من جديد...ضمت هالحياه الجديدة بين يدينها...معقول؟؟؟؟ طفل كامل صحيح انجبته...الحمدالله يا رب...

        "مارية"


        دخلت الممرضة ومعاها ولدي....
        : no no.."
        هزت النيرس راسها وهي تشوووفني واقفة...
        مانعيني اتحرك كثير وطلبت مني ارتاح...
        ضميت ولدي...."ناصر"
        سميته ناصر....ناصر الحق....
        عشان ينصرني بكرررة...ويوقف معي ولا يهجررني مثل ابوووه....
        يبقى معي وياخذ باله علي...
        بست خده الجاف....يبيلي ادهنه بزيت زيتووون...
        بشرررته مقشرررة حيل ومحمرررة...
        كان يشبه ابوووه اكثر بشعرره الاسود بس عيووونه كانت ملووونة مثل عيوووني...
        حكيت خشمه بخشمي بنعووومة...
        ياه...
        يارررربي يحفظه لي....
        نسيت كل تعب الولادة بعد ماضميته وهوو يبكي...
        لازم اطلع بكره من المستشفى....الحمدالله ان معي فلوووس الفساتين اللي خيطتها قبل فترة....
        جاتني عروووض كثيرة بس ماقدرت اشتغل الفترة الاخيرة لأن ظهري صار يألمني
        وكنت طوول الوقت متمددة عليه....
        من غير نفسيتي اللي كانت زفت...
        وتركي بعيد بعيد....لا يجي ولا يسأل موووصي الحارس علي وبس...
        يجيب لي المقاضي ويشووف اذا ناقصني شيء....
        ما اعرف وش قصده من هالجفا كله.....يمكن انا فعلا اخطيت بحقه في بداية حياتنا....
        ولا رحمة رجووووولته...ولا فكرت فيه كرجل شررقي عربي غيووور....
        بس ثوووورته تكفي....ثار بما يكفي علي وعلى اللي ببطني..
        لازم يرجع لي او اقله يتركني.....
        اهووو علمني دروس صعبة....
        دروس حفظتها زين...
        عرفت ان الدنيا مووو على الكيف!!
        وان الانسان لازم يرضى بنصيبه!!
        عارفين ليه؟؟؟...لأنه ممكن يضيع لحظات ثمينة بحجة انه قادر يغير كل شيء....
        كل لحظة من حياتنا انكتبت قبل لا ننخلق....
        لازم الواحد يدوس على قلبه...
        اذا قلبه دله على الخطأ!!
        بست ولدي من جديد ولعبت بشعره الناعم بأصابعي...
        سمعت اصوات عالية عند الباب.....
        وقفت اطل في الممر واتسعت عيوووني لمن انفتح الباب على وسعه...

        كان مصدوووم لمن عرررف فجأة ان مارية ولدت من ثلاث ايام...ثلاثة ايام ودووووبه يدرري....ما توووقع ان سارة ممكن تكون خبيثة لهالدرجة...لمن الحارس اتصل عليه اهي ردت وقالته حوصل له الكلام....بس لاء....مووو سارة اللي ممكن تعملها....طنشت ومسحت المكالمة وتمادت بخبثها....ما تحمل لمن سمعها تكلم اختها بالتيلفووون وطلقها....وطلع من البيت.....راح جري على اهله....وقالهم...توقعهم مايهتمووون لكنهم صدموووه لمن قامووا يزغرطووون بفررح....وامه لمن قامت تدعي مبسووووطة....

        "تركي"


        قلت لخواتي يقصرووون اصواتهم...
        كانت اختي الكبيرة اهي الوحيده اللي ما جات بس الباقيين كلهم جوووو ولا اهتموووا لمارية...
        ع قولتهم هذا ولدك انت قبل لا يكون ولدها...
        وقفنا عند الباب كانت معنا حلويات وبالونات وكيك....
        فتحنا الباب فجأة ودخلت سامية وهي تصارخ بفررح...
        توسعت عيووون مارية اللي طالعت فينا مصدووومة...
        كانت شايله شيء صغير بأيدها....
        وقفت ماعرفت وش اسوووي ووقفوا اهلي وراي مترددين...
        قالت وهي ترسم ابتسامة مستغررربة على وجهها
        : حياكم....
        حياكم تفضلوووووا..."
        قربت سامية منها وهي تنطط
        : ابي اشووووووفه.....خليني اشووووفه..."
        نزلت مارية مستواها وورتها الطف....ولدي...
        ايه نعم...ولدي...
        قربت من مارية بسرررعة ولمست خده المتوووهج...
        فتح عيووووه كانت زرقاء ولووونها غررريب...
        مثل لون عيووون مارية الغريب...
        : شكلي عووورته!!..."
        قلت بخووووف....ضحكت امي وهي تقرب من مارية وتسلم عليها وتسمي وتكبر على الطف...ولدي...
        : شلووونك يا بنتي؟؟؟...عساك بخير...اجلسي...
        ريحي ريحي..."
        عطتها مارية الول....ولدي.....وراحت تمددت على السرير...
        سلموا عليها خواتي لأول مرررة وتعذروا لها لأنهم ما زاروها....
        هزت راسها وكأنها كانت متوووقعة اننا اصلا ما راح نزورها قاصدين...
        قربت منها بعد ماتجمعوووا خواتي على امي وهي شايلة البزر الصغير...
        سألت امي بسررررعة
        : وش بتسميه يا ترركي؟؟؟..."
        ردت مارية بثقة وهي تبتسم
        : سميته يا خالتي.....سميته ناصر....وان شاء الله يكون على اسمه ناصر..."
        طالعوووها خووواتي وبدوا يمدون بوزهم وكنهم موو راضيين....
        كملت مارية وهي تبتسم
        : يمكن عندكم ولدكم هوو مفروض يسميه....
        بس الام ماتحمل تسع شهووور عشان ماتسمي ولدها....
        بس..."
        وطالعتني
        : اذا ترركي يبي يغيره بكيفه...."
        قلت وانا اقرب منها اكثر واطالع بأهلي
        : ماراح اغيرررره...انا ابووو ناصر...."
        وحده من خواتي المراهقات قالت بفررح
        : الله ناصر بن ترركي رززززززززه بقووووة..."
        وقاموا يلعبووون فيه ويبوسونه....
        : الحمدالله على السلامة..."
        وبست جبينها...حمررت خدودها بخجل
        : الله يسلمك..."
        كان شكلها مرررهق....بس كانت احلى من كل مررة تشوفها عيني....
        مسكت يدها بقوووة...
        نسيت اهلي...نسيت ولدي...وضلت هي الوحيده اللي بعيووووني...
        حواسي تلتهمها تتأملها تحبها...
        مررت شهوووور احس كنها سنين....
        : اشتقت لك..."
        قلتها وانا عاجز عن اي كلمة ثانية...
        امتلت عيووونها بالدموووع
        : صدق؟؟؟..."
        ماقدرت تسألني شيء ثاني....كانت دموعها تنحدر على خدها الابيض بنعومة...
        بس....
        علا صوووت بكاها...طالعووا بها اهلي...بس ماوقفت بكي....
        قامت تبكي وتشهق بقووووة وكنها كانت موووقفة بكاها من فترة طويلة....
        حطت يدينها على وجهها ضميتها بقووووة وتجمعوا حولها خواتي....وكلنا كنا نحاول نهديها....
        بس ما سكتت...ما سكتت الا بعد وقت طويل...

        "امريكا"

        خلص اوراقه الكثيرررة....ورجع لشقته....كان الجووو بارد مثل عادته بهالمنطقة....والثلوووج مالية المكان والطرق....طالع في بيت جيرانه....كانوا حاطين شجرة عيدالميلاد قرب الباب...وصورة نورا بررره وحولها ورد....طالع بالصووووورة...ورد ابتسامة نورا الواسعه وعيونها الضاحكة...نورا اللي ماتت تختلف عن هذي تماما....نورا مليانة ايمان....مليانة ثقة....مليانة حب لاشياء كثيرة تختلف عن ماضيها...

        "ذياب"


        دخلت الشقة....
        سمعت طيف ضحكة...
        من ادخلها اسمع نفس الضحكة...
        رغم مرور شهور بس لسه الضحكة تتكرر...
        كل ما اجي انسى تذكرني انها موجودة...
        رميت المفتاح وقصرت التدفأة المركزية...
        لي ثلاث شهور راجع لامريكا...
        بعد موت نورا ورحيل بيت عمي...
        فضلت ارجع هنا....
        صحيح انه بفترررة او ممكن بلحظة...
        فكرت استقررر في السعودية....
        بس بعد ما ماتت نورا بين يديني....
        حسيت الموضوع صعب...
        صحيح اني ما كنت احبها حب قيس لليلى...
        لكنها كانت زوجتي...نصفي الاخر....مكملتني...
        كانت في اخر ايامها مثل النسمة الرقيقة....
        تعطر الاجواء بدون ماتعكر مزاجي....
        كانت تعلم عن الاسلام بفرررح....
        وهي تلف الحجاب حول راسها وتلبس النقاب...
        عيت الا تلبسه...اقتنعت فيه بكيفها رغم اني ما جبرتها....
        تغيرت مليوووووون مرررة عن نورا القديمة....
        كانت طول وقتها بالحرم...تصلي وتدعي...
        حتى لمن جيت لها...ماتركت ولا صلاة في الحرم...كانت تاخذني وننزل سوووه....
        كانت مبسووووطة بوجودها بمكة وطلبت مني استقر فيها...
        بس ربي ما عطاها العمر اللي يخليها تستقر....
        ماتت ليلة في العشر الأواخر وبليلة كان مشكووك انها ليلة قدر....
        ماتت بين يديني....
        حطيت لي اكلي بالمايكرويف....
        وحطيت الغلاية على النار....
        وحاولت اني الهي تفكيري....بس عيت الذكرى الا ترجع....

        دورها بين وجيه الناس والزحمة...انتبه لها واقفة تشتري مسواك من واحد باسط...ميزها على طووول....بطرف عبايتها اللي فيه لووون واضح...مسك ايدها وكانت بتصرخ بس اول ما شافته ضحكت بخفة: وين هلأ ؟؟؟.." رد عليها وهو ياخذ المساويك ويبعدووون عن ساحة الحرم: نتعشى؟؟؟...وين تبين نتعشى؟؟؟....ننزل جدة؟؟؟..." ردت وهي تبتسم: لاء شووو جدة...مابدي...." وكملت وهي تفكر ويمشووون للابراج اللي ساكنين فيها: والله بدي نام...." قال باعتراض: تنامين؟؟؟...no way....بروح اجيب عشا...ياوووويلك لو الاقيك نايمة....وبعدها ننزل جدة تشترين للعيد...اوووكي؟؟؟..." ما اعترررضت وراحت للشقة تابعها ليما دخلت المصعد واخذ سيارة اجرة...وقف عند البيك اللي تحبه نورا...وانتظر وقت طويل بسبب الزحمة...كلمته نورا مرررتين خلالها...ركب سيارة الاجرة واتصل على نورا كذا مرررة ماردت عليه وفي اخر مررة سمع صوووتها: اه...دياب..." سمع تأوها....انهبل وهو يطالع الزحمة....: نورا...نورا تكلمي...ردي علي..." بس ما تكلمت....نزل من السيارة وراح يركض بسرررعة يقطع الطرررق....ما كانت طبيعية من امس لاحظها وهي تصلي بالليل انها تتألم بس اليوووم كانت افضل بكثير....وصل للابراج وانتظر عند المصعد المزدحم...ما انتبه لبعض الناس ولا اهتم وهو يزاحمهم عشان يدخل....اول ما انفتح المصعد ركض للشقة...دق الباب بقووووة....بس ماسمع اي رد...نادى على عمال التنظيف وفتحوووا له الباب...دخل وطالع حوووله لقى نورا طايحة على الارض....كانت تنازع والدم ينزل من شفايفها والارض فيها بقايا ترجيع مختلطة بدم غزير....انهبل وهو يرفعها عن الارض كانت لسه بملابسها...قالت وهي تمسكه بقوووة: راح موووت....مووووت..." وضمته بضعف....اخذها بين يدينه بقووووة وهو يرفع جواله ويتصل على الاسعاف....بعد شعرررها عن وجهها: نورا....نورا حبيبي تماسكي...راح يوووصل الاسعاف قررريب..."هزت راسها برفض وقالت وهي تبعد شعره عن وجهه: خا....خايفه..." وبكيت بحرارة مسح دموووعها موو عارف يفكر....يحس نفسه تايه....: نورا....حبيبي لا تخافين انا وياك..." ردت وهي تبكي وفمها تطلع منه قطرات دم: بدي عيش.....خايفه..." مسح دموووعها ورجع مسح الدم وماحس بدمووعه وهي تنزل على وجهها قام يبكي كنه طفل صغير: قوووولي...." وتنهد وهو يحاول يتكلم: اشهد ان لا اله الا الله..." قام يلقنها الشهادة وهي ترتعش وتطلع منها الكلمات...ظل ماسك يدها بقوووووة حتى بعد ما هجدت حركتها وصلوا الاسعاف اخيرا....طالع فيهم وهم يقربون منها...باس جبينها بقوووووة وغمض عيووونها....

        سمعت صوت جرس المايكرويف....
        والغلاية تفووووور بقوووة...
        تذكرررني انه حتى لو ماتت نورا....
        الحياه مستمرة بكل بساطة.....
        وبما اني قدمت على اجازة اليوم....
        يمكن لازم اسافر واشوف عمي اللي ما ادري اذا هو ميت او حي!!

        تعليق

        • *عبير الزهور*
          V - I - P
          • Jun 2008
          • 3267

          #94
          الفصل35
          "للمرة المليون...مهزومة"

          اتصلت على الرقم كثير...مدري ليش ما يرد عليها!!....افففف....اليوم زواج العلة!!....طلعت فستانها الأخضر الغامق..ولبسته وهي تفكيرها بمكان ثاني...يكون غير رقم جواله!!...صحيح اهي مادقت من شهووور....بس بينهم اتفاق....والاتفاق هذا لازم يتم....شافت زوجها سرحان ويطقطق بالكمبيوتر بملل....

          "هيفاء"


          طالعني بعيووون مابها اي مشاعر وكنه يخترقني ولا يشوووفني...
          جلست جنبه ومسكت ايده ولعبت بأصابعه الكبيرة
          : تحبها؟؟؟...."
          سألته وانا احط ايدي بأيده....
          ناظرني ودارت عيووونه على فستاني الاخضرر....
          : بتروووحين؟؟؟.."
          ما جاوبني وهوو يوقف ويرمي التي شيرت اللي لابسه على السرير
          :ماتبيني ارووووح؟؟؟....لازم اروووح....
          تعرررف مسكينة مطلقة لازم ندعمها كلنا بوجودنا..."
          طالعني وابتسم بسخررررية
          : حنونة مشاء الله عليك..."
          مارديت عليه وانا ارجع اكمل مكياجي
          : مانتب رايح...."
          تمدد على السرير وقال ببرووود وهو يحط راسه تحت المخده
          : لا...."
          كحلت عيوووني وخلصت لمسات مكياجي بروج باهت وردي....
          : مبينه بطني؟؟؟..."
          طلع راسه من تحت المخده وابتسم
          : لا....توووه المفعوووص...صغيرووون..."
          ضحكت على كلمة المفعووووص
          : يمكن تكون مفعوووصة صغيرووونة..."
          هز كتفه بلا مبالاة
          : اللي يجي من الله..."
          اشرررته له عشان مايكمل....
          : عارفة وش بتقووووول...اففف....اقله جاملني بالحكي....
          تراك ابووووه مووو جاي من الشارع هووو..."
          مارد علي....رجعت مسكت الجوال وطلعت من الغرررفة...
          لقيت الشغالة تنتظرني بالعباية لبستني العباية...
          شفت عمتي توها طالعه من غرفتها لابسه تيور ناعم لونه بيج غامق...
          : زين خلصتي هيفاء...ماتوقعتك بتخلصين.."
          هزيت راسي وانا ارجع اتصل وش سالفته هالزفت...
          لا يكووون مصدق انه عريس....!!!
          عضيت شفايفي وانا احط الجوال بالشنطة....
          طلعنا من القصر بسيارة وحدة....ماتكلمنا طووول الطريق...
          عمتي براحة
          : مشاء الله احس الحمل محليك!!"
          رديت عليها بفرح
          : جد؟؟؟...."
          وكملت بمشاعر غررريبة
          : ليت هيثم يشووووفني محلوووة..."
          عمتي وهي تربت على يدي
          : صدقني ان ولدي يشوووفك حلوووة بس هوو جلف شوووي..."
          وكملت وهي تغير الموضوع
          : زين ان الزواج عائلي...ماله داعي تسوووي زواج كبير..."
          مديت بوزي بقهر
          :منوو قالك صغير؟؟؟...سمعت ان الكل متجمع هناك...
          نست انها مطلقة وفووووق كذا عمرها فوق الثلاثين..."
          عمتي بتأنيب واحنا نقرب من قصر عمي عبدالرحمن
          : عيب...لا تشمتين..."
          نزلت عمتي على طووول واضطريت انزل....وانا ادور لي على مكان ادق
          فيه على راحتي ومحد يسمع وش اقوووول....

          كانت الانوار مالية القصر....والضيوووف لسه يجووون...طبعا معظمهم جوووو بس عشان عبدالرحمن ال.....وحلووو بعد انه افتكرهم بدعوووة...دخل هوو على اخته وسلم عليها كان واضح انها مبسووووطة....عيووونها تحكي فرحتها وشكلها طالع روعة....خصوصا بنعوومة فستانها....جالس يمازحها شووووي....

          "نواف"


          : مشكوووور...عيونك الحلوووين..."
          قالتها رند وهي تبتسم لي....
          قلت وانا اشوووفها تطالع الساعة
          : شووووو؟؟؟...تطالعين بوشووو؟؟؟..."
          هزت كتوفها بقلق
          : ووووووين محمد؟؟؟....ما جا لسه..."
          استغربت قلقها وتذكرت زواجها الأول...
          قلت اخفف عليها
          : لا تصيرين خوافة عاد...اكيد انه بالطريق...."
          ردت وهي تبتسم
          : مانيب خوافة بس اهووو عريس ومفروض انه موجود من اوووول...
          المصوووورة بتوصل بعد شوووووي..."
          عطيت ظهري لها وهي تجلس على السرير...
          شفت سيارة عمتي هند تووصل....
          انتبهت لعمتي تنزل وبعدها نزلت هيفاء....
          حاولت اني اجلس بمكاني وانا اشوفها تدخل جوووه للحدايق...
          بس خفت تروح يم جهة الرياجيل...
          تركت غرفة رند ونزلت للحديقة من الباب الخلفي....
          مشيت بسرررعة ادووورها....بس وقفت يوم شفتها واقفة ومعطيتني ظهرها....
          : الوووووو...محمد؟؟؟؟!!! ووووينك يا الزفت؟؟؟"
          كان صوووت الطق والموسيقى عالي وتصفير البنات وصراخهم..
          بس انا متأكد اني سمعت اسم محمد...
          قربت اكثر لحد ماصرت تقريبا ورى الشجرة اللي وراها على طووول...
          : لا والله!!.....وش تظن نفسك يا استاذ؟؟؟...ناسي وش اقدر اسوووي فيك..."
          رجعت تقوووول وهي منهبلة وبصوووت اقرب للصراخ
          : نعععععععععم؟؟؟....مانتب تاركها....هالحين ذي الشيفه عاجبتك!!....بعدين نسيت وش كان اتفاقنا....
          ناسي انك انت اللي هدمت زواجها الأول....!!"
          ماقدرت اوووقف مكاني وانا اسمع اخر جملة منها...
          رحت لها وشياطين الدنيا كلها حولي....لفيتها وسحبت منها الجوال بقووووة....
          سمعت صوت محمد يكمل
          : انا حبيتها...ما راح اتركها...تبين تعلمينها علميها...ما عاد يهمني...
          ولا عدت تهميني واعلى مابخيلك اركبيه..."
          قلت بقسووووة
          : محمد!!! بسررررعه تعال..."
          محمد بارتباك
          : نوا...."
          قاطعته بنفاذ صبر:
          لا تأخر..."
          طالعت فيني هيفاء....كانت عيووونها تلمع....
          لمحت فيها خوف....وجهي كان متجعد قرف واشمئزاز وقهر...
          : جد انك حقيرة..."
          وقلت وانا اسحبها بعبايتها اللي لسه ما نزلتها
          : برررررررررره....برررررررررررره لا عاد تدخلين هالبيت...
          لا عاد تنفثين سموووومك فينا....يكفينا اللي جانا منك..."
          تمالكت نفسها وقالت وهي تطالعني بقوووة وجه
          :تطردني؟؟؟؟.....انا!!..."
          وكملت وهي تبلع ريقها وترفع راسها بغروووور
          : خل اختك تعيش مخدوووعة...
          بس انا ما راح اخليها تعيش مخدوووعة....
          لا يمكن ما اعكر عليها فرحها..."
          قلت بذهوووووول
          : بررررررررررررره...برررره يا له..."
          وكملت وانا اركبها سيارة عمتي هند
          : ارجعي لزوجك....ابعدوووا عنا....
          اتركوووونا..."
          خليت السواق يمشي اما هي ضلت مكانها بدووون ماتتحرك...
          طالعتني والسيارة تروووح من الشباك...
          كانت مصدومة من اسلووووووبي...
          نفضت يديني بقرف...
          وش مخلووووقة منه هالبنت....
          موو معقول ان الحقد يوصل لهالدرجة في انسان...
          اكيد فعلا مجنووونة مثل ما رند تقوووول...
          اكيد....
          دخلت سيارة محمد مع الباب....
          طالعني بامتنان وانا بادلته النظرة لأنه فعلا حب اختي!!

          رجعت مقهورة البيت....نزلت منها دموووع بدون ماتحس....حاولت انها تتمالك نفسها لكن ماقدرت....دارت في الصالات السفلية وكنها وحش محبوووووس.....استغرررب وهو يشوووفها بفستانها وعبايتها تعض على اصابيعها وتشد شعرررها بقهر وتضررب الارض بعصبية....ضاق صدره عليه... لها فترة وهي هادية ورايقة...وش اللي مخليها بهالحال!!

          "هيثم"


          قربت منها بهدوء....
          ما انتبهت لي وهي توقف وتعطيني ظهرها...
          طاحت على الارض...
          جيت بسرررعة وراها...
          : هيفاء...."
          ما التفتت وانا احط ايديني على كتوفها
          : وش فيك؟؟؟...."
          امتلت عيووونها بالدمووووع وهي ترفض تطالعني
          : راح تزووج رند....راح تزوووج!!"
          انصدمت وانا اسمع كلمتها....قسم بالله مجنوووونة...
          : اكيد راح تزووج...كل البنات يتزوجون...طال الزمن او قصر لكل وحده نصيبها..."
          وكملت وانا الفها
          : وبعدين...انتي رايحة زواجها....يعني مليون بالمية راح تزوووج..."
          قالت وهي تفتح فمها وتبكي
          : بس انا مقهورة...مقهورة حيل!!"
          وكملت وهي تاخذ نفس
          : ليش اهي تفووووز...ليش؟؟؟..."
          مسحت دمووعها من جديد وضميتها بقووووة
          : اهي ما فازت....انتي اللي انهزمت للمرة المليون...
          شيلي الحقد من قلبك....شيلي كل السواد اللي في قلبك عشان تعيشين مثل ما رند عاشت..."
          جات تعترض بس ما سمحت لها وانا العب بشعررها الطويل
          : اشششش...لا تعترررضين...مرررة وحده خلي الدموووع صدق تغسل الوسخ اللي بقلبك...
          اذا اهي تزوجت.....فهي من قبل خسرررت قلب حبها...وكسبته عدووتها....هالشيء مابيفرحك؟؟؟..."
          طالعتني وهي فاتحه فمها....حاولت تتكلم بس الكلمات تكسرررت على لسانها
          : عدوووتها؟؟؟...."
          حطت يدينها على وجهي وقالت وهي تقرب مني حيل
          : بس....انت...ما تحبني!!...."
          ونزلت منها دموووع غزيرة وكملت وهي تلمس كل شيء في وجهي
          : انا راح اموت وانت ماتحبني....
          لا تقوووول اني فزت بقلبك....
          لا تقول كلام مانتب قده!!!...."
          وقفت وتركتني....ضليت مكاني اناظرها وهي تطلع الدرج....
          بس انا....
          ما...
          اظن اني كذبت!!....
          ما تجرأت اناديها....ولا تجرأت انكر حكيها...ضليت مكاني لفترة طويلة....


          بعد يومين....


          وقف على باب المعرض....يستقبل الزوار اللي كانوا مبهورين وهم يتطلعووون حولهم....تلقفت عيووونهم كل لوحه بنهم....صحيح ان بعض اللوحات افزعتهم لكن بعضها بعثت الاطمئنان بقلوووبهم....مثل ما كان فيه لوحات مرعبة كان فيه لوحات جميلة.....ابتسم يوووم وصل ابووووه...حس براحة غريبة يوووم شاف ورى ابوووه...هيثم واخته...وبعدها استغرب اكثر يوم لمح نواف جاي مع وحده من خواته....سلم عليهم بفررح وكان موو مصدق عيووونه وهو يشووف امه تجي.... كلهم جووو....عشانه...يشاركونه نجاحه...ما تركوه لوحده....

          "سعود"


          خذيت الجروب كله وقمت اتكلم عن كل لوحه نوقف عندها...
          كانت اللوحات متنوووعة...
          فيه لوحات تمثل حياتي في الخارج...
          فيه لوحات فترة تعارفي بمارية....
          والنسبة الاكبر من المعرض بجهة خليتهم يطلوونها باللون الاسود....
          كانت جدران المعرض ملووونة بحسب ارشاداتي...
          لوح مارية على حائط سماوي مختلط بالأبيض....
          لوحاتي القديمة على حائط بيج غامق...
          اما لوحات مضاوي مثل ماقلت قبل بالأسود....
          تكلمت براحة عن لووحة غريبة تمثل الصحررى بطريقة مجنووونة
          :نشوف هنا الحياة الصحراوية....السما رسمتها وكنها متداخلة مع الجبال....
          الافق ابرزته بقصد....عشان يفهم الناظر....نظرة اهل البادية لأرضهم واماكن عيشهم...."
          شفت واحد من الصحفيين يسأل بعض الموجودين عن رايهم....
          هزيت راسي لأهلي وتركتهم لوحدهم....
          رحت اتكلم مع بعض الزوار عن بعض اللوحات...
          شفت امي واقفة تتأمل لوحة لمضاوي....
          لوحة علق عليها هيثم من قبل وقال عنها جمال متناقض!!
          :مارسمتنا ابدا وكأننا موو جزء من حياتك!!"
          رديت عليها وانا اطالع باللوحة اللي تقشعر بالانسان
          : انتم جزء لا يتجزأ....بينما هذووولي اجزاء اقتصيتها من ذاكرتي.....
          فحبيت احتفظ فيهم بين اللوحات والألوان..."
          طالعت بالمعرض بفخر
          : مبسووووط يا ولدي؟؟؟؟.....وش تحس به في هاللحظة؟؟؟..."
          قلت وانا اشووووف معظم اللي ارسلت لهم الدعوات يدخلون مع الباب
          : احس بلا شيء....تصدقين؟؟؟..."
          استغربت امي كلمتي وكملت على طول
          : لمن تتمنين شيء لوقت طويل يمه...وفجأة يصير....تحسين بهالاشيء!!"
          اخذت نفس وقالت وهي تأشر على الناس
          : رح لزوارك ماعليك منا...."
          بس مارحت للزوار رحت هيفاء و هيثم
          : اكيد...انا طول عمري متأكده ان سعود بيكون مشهووور..."
          قاطعتها وانا اضحك
          : مشهووووور....بكووون معروف شوووي...على قدي...يا دوووب..."
          هيثم بصدق
          : بالعكس...الناس يهتمووون بالفن....وشوووف كيف الزحمة...
          هذا واوووول يوم ودعوات خاصة...."
          هيفاء وهي ماسكة يد هيثم بتملك
          : صدق.....مبروووك ياس....يا اخووووي...
          الف مبروووك..."
          يا اخووووووي؟؟؟....
          ابتسمت على كلمة هيفاء من زمان حيل ماسمعت كلمة يا اخووووي....
          الفترة اللي فاتت علاقتي مع هيفاء عمقت رغم الاحزان اللي ضللت قصررنا....
          رحت للمجموعة من كبار رجال الاعمال المهتمين باللوحة وقمت اتكلم معهم عن لوحه واقفين جنبها....
          وجا ابوي وتدخل في الكلام وهو مبسووووط ويربت على ظهري بفخر....


          __________________

          تعليق

          • *عبير الزهور*
            V - I - P
            • Jun 2008
            • 3267

            #95
            خذت الجريدة من اخوها بسرعة...وهو يقووولها ان صورة سعود فيه....اشرررت له يسكت عشان ماينبه احد...وخذت الجريدة لغرفتها بسرررعة....فتحت على الصفحه من جديد ولقتها بعد مادورت عليها مرتين...قفلت الباب اول مالقت الصووورة...وجلست على السرير...طالعت بالكلمات وهي تتحرك قدام عيووونها...حست بقلبها يطيح....مدري ما توقعت انها اذا شافت صورته بتحس ان قلبها بينخلع من مكانه!!

            "مضاوي"


            حسيت بدمعه تجووول بعيني....
            قريت بصوت مرتفع مرتجف
            "معرض الفنان سعود ال**** يلاقي ردووود فعل متباينة في اول ايامه"
            معرض؟؟؟...
            كملت قراية الموضوع بسرررعة....
            قرايتي اختلفت عن اوووول كثير....
            معرض لوحات؟؟؟....غمضت عيووووني وتذكرت اللوحات!!
            حسيت بضحكة....ضحكة مرارة...
            هذي هي نفسها اللوحات اللي حاولت اخررربها انا وورد في يوم!!
            شفتهم مصووورين لوووحة بالجريدة ومكتوب تحتها موضوع المعرض...
            كانت رسمة غررريبة...لوحة كنها مقسووومة قسمين...قسم ملووون وقسم اسووود....
            ركزت بالقسم الاسود...انتبهت لعيووون واسعه...
            عي....
            عيوني؟؟؟.....
            انا كذا!!
            بشعه!! اخررررع!! وسخة!!
            رفعت عيوووني وحاولت اضحك على الموضووع بس ماقدرت...
            طالعت بصورة سعود كان مثل ماهووو مزيون...
            طويل وابيض كنه امير...
            حطيت اصابعي على وجهه....ضربت الصفحة بقهر...
            وش اللي قاعده اسوووويه!!
            انا خلاص تطلقت منه....
            ما عاد فيه شيء يجمعنا....
            عيب اللي اسووويه...
            مفروووض اني حتى ما اشيل الجريدة ولا اقرى الموضوع....
            سمعت صوووت طق على الباب قووووي...
            واصوات اخواني الصغار...
            استغررربت وانا اسمع ضحكهم واسمع احد يسكتهم...
            مسكت الجريدة وبدووون تفكير حطيتها تحت السرير..
            ومسحت عيوووني زين...
            وفتحت الباب...
            صررررخت مرتاعة
            : هيلة!!!"
            خمتني هيلة بقوووووة وانا ما تركتها....
            بكيت غصب علي....كل الدموووع اللي حبستها من جوازها...
            بكيتها....
            قالت وهي تمسح دمعه
            : افا تبكين وانا جايتك!! بدل ماترحبين وتهلين بأختك..."
            مسحت دموووعي وانا اطرد اخواني الصغار واسكر الباب
            : متى جيتووووا؟؟؟...ليش ما قلتي انك جايه بالدرب...؟؟؟...ووووين رجلك؟؟؟...
            وو ليش جيتووو؟؟؟..."
            هيلة وهي تنزل عبايتها
            : بسم الله علي...كليتيني....شووووية شووووي عشان افهم عليك..."
            وكملت وهي تدووور قدامي
            : ها...وش رايك؟؟؟...مانيب زينة؟؟؟.."
            طالعت بهيلة باستغراب...ابد ماتخيلت هيلة تفصخ البرررقع...وتفرع عن شعرررها...
            كانت غير...حسيت انها وحده ماهيب اختي الحارة اللي بس تصارخ علي وعلى اخواني....
            كانت لابستن جلابية بيضاء بها قروووش ملووونة
            :هيلة.....تغيررررتي....وش سووويتي بعمرررك؟؟؟..."
            هيلة وهي تجلس جنبي وتحرك شعرررها تدلل فيه
            : ييييييييييييييييييييييي....وه عليك....ليش قصيتي شعرررك يا العنز!!"
            ردت بسرررعة
            : مانيب عنززز...وكذا اززين...اوووول طويل حيل هالحين وش رايك به؟؟؟...
            سعد يقووووول ازين"
            قلت وانا اتطنز عليها
            : ايه هالحين صار سعد قال وسعد سووووه....يعني خلاص راحت ايام القووووة..."
            هيلة وهي تتنهد
            : لاه ماراحت....انا لسه هيلة بنت البران والبدووو....بس بعد اهل سعد وجيرانه....لازم اصير وحده من اهل المدن..."
            وكملت وهي تبتسم ابتسامة وش كبرها
            : البررررقع اللي كنا نلبسه قبل...ايه لسه البسه....بس مووو بالبيووووت...لاه حشى..
            البسه وانا طالعه لجل استررر عمري من الاجناب....بس سعد جووووزي...وانتم هلي...."
            رديت وانا اشخر
            : لا والله ان سعد خذا بنتنا ولا عود بها....وووووين اووووول كلام هيلة اللي مايتغيررر..."
            ما انتبهت لها وهي تنزل راسها وتسحب الجريدة من تحت السرير
            : وش ذي؟؟؟..."
            وطالعتني بنص عين
            : يالووووصخه!!! ذا تنظيف؟؟؟..."
            قلت وانا مفجوووعة
            : هاتيها عنك...."
            ردت وهي تفردها
            : صرررت اقرا شووووووي....سعد ذبحني بالقراية كل ما شاف خشتي جا يدرسني..."
            بلعت ريقي وهي تفتح على الصفحة اللي كنت فاتحة عليها....
            تجمدت يدينها على الجريدة...
            قمت من مكاني وقلت ادافع عن عمرري
            : مادريت انه بهالجررريدة....شفته صدفة بس...."
            ردت وهي ترمي الجريدة بوجهي وتطالعني بكره
            : يا كرهي لك....لا تقووولين ان نفسك ما عافته....
            وان قلبك لسه ينبض بشوفته!!"
            امتلت عيوني بالدموووع
            : غصب علي..... ذا كان جوزي...رجلي....
            عشت معه وعاشرررته فتررة ميب قصيرة..."
            هيلة بعصبية وهي تطالعني
            : بس خلاص...لا تبرررين خبالتك....قال جووووزي قال...
            هذا غلطة...خطا من اخطاء ابووووي اللي ما انتهت....
            هذا مايحق لك ابد تحبينه...."
            وكملت وهي تناظرني بشدة افزعتني وانا اللي ما افزع
            : هالجريدة باخذها معي....وبقطعها وبرميها بالزبالة....
            وترررراني ماكنت ناوية اقوووولك.....
            بس دام هذا تفكيرررك ابي اعلمك...ان ابوي ناوووي يجوووزك لسطام....
            وانه مووو حارق قلبه الا جلستك في البيت....و سطام شاريك ويبيك..."
            قلت وانا الحق هيلة اللي طلعت بالجريدة من الغرررفة
            : هيلة اصبرررري وين رايحة....هاتي الجررريدة..."
            سحبت الجريدة بقوووة منها وانقطعت بالنص....
            ناظرت بالصووورة اللي طاحت على الارض مقطوووعة نصين...
            هيلة وهي تطالعني
            : اكبري.....تررررى مالك شوووور بالهجوازة بعد....
            لا تخلين الناس تفرح عليك مرررت(ن) ثانية..."
            وكملت وهي تشوفني الملم الصووورة من الارض
            : اصحي.... مالك نصيب به....لا تأملين نفسك وتتعبينها.."


            ناظر حوله بالفيلا الكبيرة اللي كل شيء فيها ينطق فخامة وعز....يعني تصلح لحبيبته....تصلح لنور عيونه....لووو الود وده...انه يشتررري لها اكبر قصووور الارض....بس خسايره بازدياد وما عاد يدخل بالسنة كثر اللي يدخله اووووول....مايدري اذا بيوافقون عليه او لا.... بس امله كبير انهم يشوفون جمايله وطبايع اخوووه مع بنتهم ويوافقون عليه....

            "سطام"


            تأملت الغرررف من جديد...
            كل يوووم اضيف شيء جديد...
            ابيه مووو بس يعجبها...
            ابيه يطير عقلها.....
            دخلت غرفة النوم....
            ورحت لغرفة الملابس....كنت معبيه فساتين....
            كل شيء نفسي اشوووفه عليها شاريه....
            لازم اسافر لهم عشان اعيد عندهم بأول يوووم...
            خصوصا ان سعد ومرته سافروا لهم امس....
            طلعت من البيت وقفلته زين وركبت السيارة ادور في الشوارع...
            الشهور اللي فاتت بالنسبة لي كانت حافلة....
            ما كنت الاقي وقت افضى فيه خصوصا من خلعت مضاوي سعووود...
            بردت قلبي فيه....
            مابغى يتركها....
            امره عجيب يتهمها بالخيانة ثم يبيها!!
            اي حر يرضى على نفسه مرررة خانته!!
            و سعود متأكد ان مضاوي خانته ولا عنده شك بالموضوع...
            سمعت انه انهبل في البداية...
            وانه بكل وقاحة رد شيوووخ قبيلتها وامراءهم وهو حاط رجل على رجل
            ما كأنه بمجلس رجال....
            طول عمري اعرف ان سعوود ماخذ طبوووع الاجانب...
            بس افعاله صارت حديث عند اهله واهل مضاوي...
            اللي اقنعوا بنيان ان بنته لازم ترفع قضية في المحكمة...
            وانه مايكووون رجال ان خلى هالحظري يهين وحده من عرضه!!
            صحيح اني ايام القضية سمعت من هيلة وهي تكلم اهلها
            ان مضاوي تعبت عليهم وانه مايدرون وش فيها!!
            تحبه الخبلة!! اكيد تحبه....
            مع اني ظنيتها كرهته بس قلبها لسه ينبض باسمه....
            قبضت ايدي وانا ابعد صورتها عن راسي هي و سعود سوووه...
            انا راح اقدر اخليه تنسى سعود وايام سعود كلها....
            انا قد هالمسؤووولية....لأني احبها...
            لأني شاريها...
            ولأني من سنين وانا أبيها....
            ابيها لدرجة اني بعت خووويي وخنته...
            وهذي مووووب طباعي حتى لوووو اني تلووونت لجل اخذها....
            ما قدرت اقعد واشوفها واستنى....
            مريت من جنب زحمة سيارات عند فندق كبير....
            طالعت بفضول...
            وضحكت بسخرررية وانا المح اسم سعووود...
            شكلي انهبلت....بس...
            ركزت بالأسم....معرض الفنان سعود ال****
            ركنت السيارة قريب....
            فيني فضوووول ادخل معررررضه...
            ضبطت شماغي بالمراية...وطلعت من السيارة.....
            دخلت المعرض...كان فيه زحمة....
            وفيه بنات كثير ههههههههه ماظنتي جايين عشان لوحاته!!
            كانت رسماته تحكي وتنطق...
            حسيت اني اقدر المس الرسمة من كثر ميب واضحة...
            مليانة تفاصيل وتفاصيل ماتنتهي...
            المعرض كان مجزء...دخلت لجزء جدرانه سودا تضيق الصدر...
            طالعت باللوحات وحسيت ان قلبي ينحرررق...
            كانت عيووون مضاوي بكل مكان...
            وقفت قدام لوحة تنطق بالكره والحقد....
            مديت يدي ودي اخلعها واقطعها راسم كل شيء فيها...
            اللي يعرفها بيعرف انها مضاوي...
            شعرررها هوو الليل الحالك السواد...
            عيونها تنطق بالخبث...
            شفايفها حمراء مخيفه,,,,
            هذي ميب مضاوي اللي باتزوجها...
            هذي مضاوي اللي تزوجها سعود!!
            مسكت اللوحة بكل تهووور وسحبتها من الجدار كانت مثبتة...
            انتبهوا لي بعض الناس وجا السيكورتي بسرررعة...
            حاولت اقطعها قد ما اقدر بس ماقدرت اقطع ولا شيء منها...
            مسكوووني السكيورتي وسحبووووني لبرررره..
            طالعت فيهم وانا احط شماغي على كتفي....
            مووو عدل...اي لعبة يلعبها سعودوه!!!


            __________________

            تعليق

            • *عبير الزهور*
              V - I - P
              • Jun 2008
              • 3267

              #96
              الفصل ال36
              "...السقوط..."


              عيد الاضحى...


              طالعت بنفسها في الجلابية اللي شرتها لها هيلة....كان لونها احمرر شيفووون مغرربية ورايقة..بس ما حست بالراحة وهي تطالع بنفسها...تحس كنها عروس....وشعرها متناثر حول وجهها وواصل لاسفل خصرها....كانت جميلة بطبيعتها ولا حاولت تضيف اي الوان وتبهرج نفسها خطت كحل ناعمة حول عينها....يمكن لأنها تبي تشيل هالاحساس من شكلها ومن قلبها...احساس انها بتكون عروس قريب...الكل يتهامس واول ما تدخل يسكتوووون...تأكدت من كلام هيلة لكن مووو عارفه وش تسوووي....خايفه تعترض ويعرفون انها لسه تكن مشاعر خفية للي قتل معاني الكرامة فيها.....والله يذبحووونها على غير قبلة!!

              "مضاوي"


              سمعت اخواني يدقون الباب...
              فتحته بضيق
              : خير؟؟؟.."
              شفتهم يمدووون يدهم لي ومووو بس هم معاهم عيال جيرانا الصغار...
              اوووووووف...
              رحت بسرررعة وطلعت من الدرج ريالات جديدة صرررفها صقر مع سعد....
              عطيت كل واحد ريال بس عبسوا بوجيههم...
              عطيت كل واحد من جديد ريال ثاني بس ما عجبهم بعد....
              رجعت وعطيتهم مرررتين بعد بس لسه مادين يدينهم...
              يا مال الكسررر!!
              : اقوووووول مانتم وجه عطايا...هاتوووو...يا مال الماحي.."
              وجيت اسحب ريالاتهم على طووول شردوووا من قدامي...وهم يضحكون...
              والله يا ورعان هالزمن...
              وانا ورعة ماكنت اعررف ملمس الريال!!
              طلعت من غرفتي وانا ماسكة المبخرة ...
              بخرت غررف اخواني كلها....
              اليوم عيدية ابووووي وسعد...
              وبكرة عيدية ذياب اللي جا من سفره قبل يومين...وبعد عيدية سطام...
              اففففف سطام وسطام....
              مدري وش احس به ناحية هالادمي...
              بس الاكيد انها ميب مشاعر طيبة..
              صحيح انه رجال مايعيبه شيء...
              وصحيح انه كريم...
              بس بعد اذا سمعت طاريه يعورني قلبي...
              مرات اقوووول لو مارد حلال ابوووووي...
              يمكن كان سعووود فكر يرده بنفسه!!
              بس معرررفتي بسعووود وانا اخبره زين ما تأكد لي هالأفكار...
              نزلت الدور اللي تحت....البيت كبير....
              غرفنا كلها كبيرة ولا بعد ثلاثة ادوار....
              بخرت باقي الغررررف...ونزلت تحت عند ميمتي وخالتي وهيلة....
              لقيتهم جالسين يتقهووون...
              طالعت بهيلة....مدري ليش حسيتها متغيرة...
              كانت لابسه جلابية خضراء مطرزة بالذهب...
              وين راحت صراحتها....نقاوتها....اسلوبها القوووي...
              ليش تبتسم كذا!! ليش قاصة شعرها بهالطريقة...ليش حتى كلماتها تغيرت!!
              سرحت وانا اشووفها تمسح وجه قمر بحنان....
              معقول سعد غيرها؟؟؟....

              كان العيد...بس بالنسبة لهم موووب عيد...كان صياح هيلة يقطع القلب...ما كانت تبي تزوج...ما كانت تبي تودع حلمها اللي حسسها انها انثى... ما كانت تبي يصير فيها اللي صار بأختها....كانت تبي تلعب بفكرها...وتوصل لأفكار وامال ثانية....ليش صدموها بالواقع؟؟؟....بيزوجونها غصب....واحد اصغر منها...واحد مايع من اهل المدن...بدووووي بالأسم بس....حتى شكله!!...شكله موو مثل اللي بغته...وين الملامح الرجولية الصارمة...والابتسامة اللي تتناقض مع قسوة الصحراء...هذا تحس انه متقررف من كل شيء حولها!! مووو هووو حلمها!! هذي هي كل الحكاية يا هيلة...موو حلمك اهووو...!!
              لبسوها ملابس العرس....فلوا شعرررها ولبسوها البرقع المتوارث...نفسه...طالعت فيها مضاوي وهي تلبسها البرقع اللي تلمع فيه الجنيهات الذهبية...كانت عيونها ممتلية بالدموووع....ذايب الكحل في دموعها الحارة...بس اهم مايقدرون يسووون لها شيء....
              دهنووها بالعوود...ورافقوها للسيارة...طالعت حولها بأختها...بأمها...بمرة ابوها...يمكن اووول مرة تحس انها بتفقدها...ضمتهم من جديد وهي قلبها يتقطع...كان ودها تشوفه....عيونها تعانق عيووونه...لحظة اخيرة...يمكن ماتكرر ابد...بس للأسف ما كان فيه...ما كان واقف بسيجارته يناظرها بعيونه الساهية!!
              فتح لها باب سيارته...كانت عيووونه تاكلها وابتسم بسماحة يوم صدت عنه...ركبت وتعلقت يدينها بالشباك...ما التفتت وطالعت به لين ما غابوا عن عيووونها!!

              صدت وشافتني واقفة اناظرها...
              وقفت وجات يمي...
              : مشاء الله مشاء الله....عروس!!"
              رديت وانا اروح المطبخ
              : هيلة!! اسكتي الله يعافيك..."
              طالعتني بنظرات قاسية
              : انتي متى بتعلمين!!....انتي عارفة من زمان ان مالنا كلمة...ماتغير شيء بهالدنيا...
              صحيح تجوووزتي...وصحيح تطلقتي....صحيح ابووووي انتكس واخوي مات ونظر عيني فضة رحلت..
              بس الحياة مستمرررة...وانا وانتي مالنا كلمة فيها..."
              كملت وهي تبعد شعرها عن وجهها
              : تحسبيني مبسووووطة!! انا ادعي السعادة...ايه نعم سعد طيب وحبيب....بس مووو هوو اللي ابيه...
              لكن خلاص...وش اقدر اقوووول...اعاند القدر؟؟؟...اعاند النصيب؟؟؟...هذا اللي مكتوووب لي....
              لازم ارضى فيه..."
              تنهدت وهي تحط يدها على كتفي وانا معطيتها ظهري
              :اعررف ان سعوود...كان جوووزك لفترررة...بس بعد خلاص....
              اكيد اهوو التفت لحياته وانتي بعد لازم تلفتين لحياتك...
              ماتبين عيال؟؟...تبين تضلين مثل الووووقف في هالبيت؟؟؟....كلهم بكررة بيتجوزون ويروحون...
              وانت؟؟؟...بتضلين عند ابووووي...."
              امتلت عيووووني بالدموووع قلت لها وانا التفت
              : ابووووي له حق علينا..."
              هيلة وهي تهز راسها
              : لا يا مضاوي....ابوووووي يبينا نطس عن وجهه...مايبي يشوووفني ويشوووفك يمه....
              اهم ماعنده نرووووح ونذلف ونشوووف حياتنا....
              صدقني ان سطام بيشيلك فووووق راسه...وبيعوووضك عن سعود والضيم اللي شفتيه..."
              جيت اعارض....اتكلم....اطلع صووووتي....بس ماقدرت...
              سمعت صوووت سطام وهو يضحك مع سعد وصقر وذياب....
              قربت هيلة من باب المطبخ...
              : تعالي شووووفيه...كله هيبة وزين!!"
              شفت هيلة تسرررح وهي تطالع لبررره.... تنهدت لثواني....وتركت المطبخ وطلعت!!
              رحت اطالع شفت ذياب واقف ومعه سعد....
              غصب علي امتلت عيني بالدمع...ياربي مالنا اعتراض على المكتوب!!

              وقف يطالعها وهي تمشي بجلابيتها الحمراء وتبخر المكان....شعرها يهفهف حولها...والشيفووون الاحمر يتحرك مع حركتها الهادية...سمح لنفسها يطالعها بدون خجل...نسى نفسه وهوو يتأملها ويتوووه بأبعاد جمالها....شعر اسووود ليلي...عيون واسعه ناعسة...تنهد وهو يلف يطالع يشوووف اذا احد وراه او لا....شافها تبعد عن الشباك وترووح بعيد...يله يا قلبي هانت...كلها ايام...

              "سطام"


              تنهدت بضيق وانا امشي مبعد قبل لا يجي واحد ويشوفني اقز...
              طلع بوجهي صقر ومعه سعد...
              طالعني سعد بنظرات عرفت وش قصده فيها....
              قمنا نسولف ونضحك وجا ذياب بعد شوووي وقام يسووولف...
              طالعت بسعد بفخر وهوو يسولف مع صقر وذياب...
              كبر...كبر حيل....
              معقوووولة الزواج يغير؟؟؟...هالبزر اللي كان في يوووم مايع ناعم كلمتين مايعرف يقووولهم!!
              صحيح ان في ناس بتشوووفه مثل ماهووو بس بالنسبة لي لاء...
              اشووووفه تغير كثير وكل يوووم يتغير اكثرر...
              زواجه من هيلة....يمكن بسبب عمرها او تربيتها...غيره....
              واليوم بيضحي مع عمه...اووول مرررة بيضحي...
              مدرري شلون بيتصرررف...بس اشوووفه مرتاح ومريح....
              رجعت اطالع في البيت وكتمت تنهيدة بتطلع من صدري....
              حلت لحظة سكوووت علينا كلنا....
              كان صقر يطالع بالسبحة اللي بيده وعيووونه غرقانة في تفكير عميق...
              اما سعد كان ماسك جواله يقلبه ويبتسم...
              ذياب جالس يدخن براحة....وعيووونه تناظر اصص الزرع اللي في كل مكان....
              تذكرت المطر وذكريات المطر....كل موووقف...كل حركة....كل شيء...
              شلوون كانت خايفه ومرعوبة...
              الغابة...والجبل...وعيووونها المبتسمة وابتسامتها الهادية....وصوتها الناعم...
              شلووون كان سعود يقدر يخليها تجلس بيننا بدووون مايحس بالغيرة...
              انا قلبي يووولع وكنه جمرر يوووم اشوووف احد يطالعها....
              ما انسى يوووم جلسنا كلنا في صالة وحده...
              كيف كانت عيوووني تاكلها....غصب علي ما كنت احترم صديقي...
              انا قلت لهيلة تجس نبضها...بس هيلة ماردت علي...
              انا حاس انها بتوافق...مستحيل ترفضني وانا اللي بيعت اللي وراي واللي قدامي لجل ارد حلالهم....
              انا اللي كنت اطلع لها بكل مووووقف...مفروووض تكون ممنونة لي...
              سمعنا اصووات رجال...التفتنا كلنا الاربعة جهة الباب...
              وشفنا اووول الضيوووف داخلين...وقفنا بسرررعة وسبقوووني كلهم وهم يقلطون الرجال على بيت الشعر...
              طالعت في الشباك .... حسيت روحي مقبوووضة...
              بس تحركت مجبور...

              طالع في الخدم وهم يحطون قدامه كراتين من الملابس.... نقل كل عفشه اللي بايطاليا لهنا....طلب منهم يطلعووون بره...قرب من الكراتين....تردد يفتحها او لا....صناديق الذكريات...ماعمررره فكر يرمي كل اغراضها...مع انه رمى بعضها....بس كل بعد فتررة كان يلاقي شيء سوووواء في غرررفته في القصر او في غرفة احد ثاني....يلاقي شيء يخصها ...يذكره فيها...وتطلع في ذاكرته مثل الشريط القديم...رغم ان الفترة قصيرة قصيرة حيل...بس مدري ليش يحسها من فترة بعيدة....!!!

              "سعود"


              فتحت اول كرتون قريب مني....
              شفت فستان ابيض فيه ورود خفيفة...
              شالات مختلفه ملوووونة....
              ورود!!.....ورود!!
              رفعت وردة وحدة قدام عيني...
              هذي هي الورود اللي اهديتها مررررة....
              معقول احتفظت فيها؟؟؟؟...
              انتشررت ريحة ناعمة في الجووو من الملابس...
              انقبض قلبي...
              حسيت كأني قاعد افتش بذكريات شخص ميت....
              حسيت بحقارة وبخجل!!
              هذي اشياءها...مفرووووض ما اشوفها..
              سكرت الكرتووون وفتحت الثاني...لقيت كتب...
              فتحت واحد من الكتب...كتاب الابجدية...
              وقلبته بسرررعة...
              طاحت عيني على صفحة انكتب فيها اسمي من فوق لأسفل....
              سكرت الكتاب ورجعته في الكرتووون....
              انفتح الباب بسرررعة....
              كانت نورس واقفة...لابسه فستان قصير لتحت الركبة...
              اسوود وفيه ورود بنفسجية صغيرة...
              شافتني اطالع في الكراتين اللي واقفة قدامي...
              : لسه مالبست؟؟؟..."
              وضحكت ببراءة
              : ماراح اقدر اعيد عليك!! يله بسرررعة روووح البس..."
              ترددت وانا اشوفها تطالع في الكراتين...
              بس بسرررعة رحت عشان البس ثوووبي...
              بعد شوووي بيجون الضيوووف موو حلوووة يوصلون وانا لسه فوووق....
              لبست ثوووبي وحطيت شماغي على كتفي...
              تعطرت على السريع.....
              ورجعت....شفت نورس تسحب شال لوونه سماوي....
              وتطالع فيه بطريقة غريبة...
              : كانت مثل....ال..."
              ترددت وهي تدووور على كلمة توصفها فيها واستدركت نفسها
              : كانت غبية...وطفلة....احسها اصغر مني بكثير..."
              وكملت وهي تطالعني
              : لووو كان عقلها اكبر....كان لا يمكن تخوونك مع سطام....
              بس..."
              سكتت وهي تعض على شفايفها وترمي الشال وهزت كتوفها
              : وش اللي كان فيه مميز؟؟؟؟...."
              سكتنا....وفكرنا بنفس الوقت فيه...مميز؟؟؟....
              ماقدرت القى الجواب ووقفت ذكرياتي يوم كملت نورس بسخط
              : الله يقطعها من سيرة..."
              وقالت وهي كنها تتذكر
              :اووووه العيد بيخلص ولسه ماعيدت عليك!!...
              يله يله... خلني اعيد عليك....
              اموووواه...من العايدين يا اغلى اخ..."
              اشرت للخدم اللي دخلوووا انهم يشيلون الكراتين ويرمونها....
              يقطعووونها او حتى ياخذونها!!


              __________________

              تعليق

              • *عبير الزهور*
                V - I - P
                • Jun 2008
                • 3267

                #97
                طلع السلالم وهو تعبان....اليوووم عيد...ومن الصبح وهو كل ساعة في بيت واحد من قرايبه...يحس انه طفح ليما قال بس...بالموووت يتحرك....استغرب ان انوار القصر كلها مفتوحة..يعرف ان امه طالعه تعيد بعد...وابوووه نفس الشيء....بس زوجته ما يدري عنها...طلع الصبح قبل لا يعيد عليها...اصلا ما تذكر انه ماعيد عليها الا وهو راجع!!

                "هيثم"


                دخلت غرفة النوووم وانا حاس بالحرب اللي بتقوم علي...
                بس استغربت لمن شفت الانوار مشغلة...
                الستاير مفتوحة...والهواء يهبب...وكأن فيه احد لسه موجود...بس ماشفت احد......
                شميت ريحة عطر فواحة...كانت الريحة قوووية حيل...
                استغربت قارورة العطر المكسووورة...
                نزلت ملابسي بملل وكنت بدخل الحمام...
                مريت من جنب السرير وانتبهت لجسم طايح...
                التفت بسرررعة...وصررخت وانا انزل امسك هيفاء
                : هيفاء!!...هيفاء قوووومي...قوووومي..."
                كانت طايحة ممددة على الارض...
                حاولت اجس نبضها بس ماقدرت...
                من الربكة والمشاعر اللي فيني ماقدرت اتمالك نفسي...
                لبست ثووووبي بسرررعة وهو مقلوووب...
                و شلتها....
                وركضت طالع من البيت مثل المجنووون حطيتها بالسيارة...
                وشغلت السيارة وسقتها زي المجنوووون...
                شكلها....شكلها...
                قطعت كذا اشارة وحسيت اني مضيع الطريق...
                طالعت وراي كانت ممددة مثل الجثة....
                ما كان فيه شيء واحد يدل على انها حية....
                وقفت عند الطوارىء.....
                وقمت اركض مثل المجنووون
                : زوووووجتي...زوجتي طاحت..."
                ركضوا معي الممرضين ومعهم السرير المتحرك...
                شالوها وحطوها على السرير...
                ركضت معهم بدوون ما اقفل باب السيارة...
                حسيت بالدموووع تملي عيني....
                انا ابكي!!!
                حاولت اتمالك نفسي بس كنت بحالة غررريبة...
                انا طلعت اليوووم بدون ما اهتم فيها...
                وامس؟؟؟...امس وش سووويت...ما طالعت في وجهها قبل لا انام...
                ما اهتميت اعيد عليها قبل الناس...
                ما اهتميت انها طلبت مني اسهرر معها لأن هذا اخر عيد لها....
                مسكت راسي بقوووة ابي ابعد شكلها وهي تبكي عن وجهي...

                كانت لابسه احلى فساتينها...فستان طويل مثل مايحب...وتنتظره وهي حاطة الطاولة بررره على الشرررفه ومخليه المكان كله شموووع ناعمه تتراقص مع النسمات الخفيفة بدون ماتطفيها...جهزت السفرة والعصيرات...بكرره عيد....يمكن يكون اخر عيد لها....واهوو عارف هالشيء...وعارف انها جايبة له هدية بعد....بس كان طفشان...عنده مشاكل عدد شعر راسه...وهيفاء اخر اهتماماته...ماله خلق يقابلها ويشوووف فضاوتها....كل كم يوووم واهي محتلفه معه بمناسبة وبدووون مناسبة وكأن اهم مافي الحياه هي الوناسة...موو قادر يتفاهم معها لا بلغة العاقلين ولا بلغة المجانين لأن هيفاء المزيج العجيب بين العقل والجنون لها لغة خاصة فيها وبس...شافها جالسة تأشر له من البلكووونة...طلع بعد مارمى شماغه على الارض وفتح اول ازرارين...سحب الكرسي بدفاشه وجلس عليه: هلا هيفاء...وش المناسبة؟؟؟..."قالها وهوو يناظر في الطاولة المزينة بأبداع...واكوام الورد الجوري المتناثرة....كان شكلها حلووو موو بس حلوووة كانت ترد الروووح... بس مله...ما عاد يشوووفه حلووو...ما عاد تفرررق عنده....سحبت علبة الهدية المغلفة وقالت وهي تمدها له: كل عام وانت بخير....بكرررة اخر عيد لنا..."وبلعت ريقها وهي تبتسم له: كان ودي اعيش معك فتررة اطووول....بس موو بكيفي...موو مهم الفترة اللي عشناها...المهم ان هذي كانت اكثرر سنة مثيرررة في حياتي..." ولمعت عيووونها...زادتها جمال...حركت مشاعره بس تظاهر بالجمووود وهو يبتسم بدون نفس كملت وهي تلمس ايده الكبيررة وتقرب منه: تعررف...مرات الانسان يضيع حياته ورى وهم...يبكي...ويضيع ساعات...ثمينة من عمررره...ينسى ان بكررره ممكن الموت ياخذه بأي لحظة وهالحياه قصيرة..."اخذت نفس وعيووونها تلمع اكثرر والدمووع شوي وتطيح: بحياتي ماتوووقعت اموووت بدري....صغيرة....بعمر الزهور مثل مايقولون...بس عادي...خالد مات وهو صغير....وكثير غيرنا ماتوا حتى قبل مايعيشون اي شيء حلووو..."حاولت تتماسك بس دموعها خانتها...نزلت دمعه ورى دمعه...عيت توووقف...: هيثم...سامحني..." كان بيقولها سامحتك بس الكلمة عيت تطلع وبدالها قال وهو يوقف: اسامحك؟؟؟...حتى لووو حاولت...صعب انسى..." طالعته وهو يناظر فيها باحتقار تنهدت : اه..." وغصب عليها بكت...بكت بدون ماتوقف...بس اهوو ما اهتم او تظاهر انه موووب مهتم وهو يدخل تحت افراشه..

                طولوووا داخل....
                طالعت بضيق بالممرضين والممرضات اللي يدخلوون ويطلعون ولا يقولون لي شيء...
                طحت على كرسي وقمت افررك جبيني بتوتر....
                الوقت صباحي...
                بس والله اني كنت اسوووق وانا احسه مظلم...
                اعوذ بالله اووول مرررة احس اني مووو عارف وش اسوووي....
                انتظرتهم وانا اوقف واطل مع فتحة الباب....
                وامتر ممر المستشفى...
                كان المستشفى نوعا ما هادي...
                وفي صباح العيد ما كان فيه زحمة على الطوارىء....
                جات موظفة من الاستقبال واعطتني بطاقة هيفاء....
                طالعت في اسم هيفاء بنت عبدالعزيز ال.....
                حسيت بقلبي يوقف وانا ادخل البطاقة بجيبي وانتظر...
                مرر وقت بطيييييييء حيل بس اخيرا طلع الدكتور....
                مسكته بتوتر وبخشوووونة
                : وووووووووينها!!! وووش صار!!"
                الدكتووور وهو يبعد يديني
                : استهدي بالله...."
                حاولت اتنفس وانا اسمعه يشرررح حالتها وبالأخير ختم كلامه
                : للأسف....
                صعب حيل تطلع من المستشفى....
                راح تجلس عندنا لحد ماتولد....
                ما اظمن لك ان بقاءها في المستشفى ممكن يبقيها حية...
                لأن الاعمار بيد الله...
                بس احنا هنا بنحرص عليها اكثر
                وبنراقبها اكثر بعد....
                اهي لازم ما تتحرك..
                ولا تقووم بأي جهد....
                قلبها ضعيف....
                ما تقدر تمارس حياتها بأي شكل من الاشكال..
                بدءا من اليوم...."
                لا شعوريا قلت للدكتور: عملية!! سوووو لها عملية...."
                هز الدكتور راسه: الحين؟؟؟....فات الووووقت يا اخوووي...مفروض من قبل لا تحمل مسوووينه لها...اصلا مفروووض ماتحمل...
                حالة قلبها ما تستحمل...ما اعرف وش ظروفكم...بس لووو ماحملت كان ممكن تعيش وقت اطووول بدون مايصير لها شيء..."
                طحت على الكرسي بعد ماراح الدكتور من قدامي...طلب مني اشوووفها عادي...بعد ماينقلوونها..
                بس مووو قادر....حاولت اني اتماسك....بس ماقدرت حتى اني اتنفس...
                قربت ممرضة مني
                : اخووووي؟؟؟...انت بخير؟؟؟..."
                مارديت عليها....جلست مكاني اطالع الساعة...وارجع اطالع باب الطوارىء اللي بدا يمتلي بالناس....مر وقت طويل وانا على حالي...موو قادر اتحرك...موو قادر اتصل بأحد....جوالي تكسر من الاتصالات بس مارديت...شفت رقم امي وابووي وسعود وحتى نورس....بس مارديت....
                قربت مني ممرضة فلبينية:mr.Haitham??...you can see your wife now.."
                مشيت وراها للغرفة اللي راح تسكنها لشهووور...
                ترددت عند الباب بس دخلت وانا احس اني تايه....
                كان شكلها غير....غير!!


                __________________

                تعليق

                • *عبير الزهور*
                  V - I - P
                  • Jun 2008
                  • 3267

                  #98
                  تحس بخمول...بتعب...بقرب النهاية....حاولت تتمالك نفسها وهي تشوفه نظراته لها بس ماقدرت...شفايفها قامت ترجف....وعيووونها قامت تذرف دمووع غزيرة...كان منظره يدلل على منظرها...كان قالب ثوووبه...وشعررره مشدوود....وحالته حالة!!!! واكيد اهي كانت مثل كذا...لأنه مرايتها بهالظروووف....قرب منها بسرررعة وحظنها بقووووة....اول مرررة تسمع نبضات قلبه العالية بهالشكل...بكت بدوون ما تخاف من انه يمسكها عليها...بكت عشان تحس بنفسها نظيفه...بكت لأنه ما عاد بقى لها شيء غير البكى...


                  "هيفاء"

                  ماقدرت ابعد عنه....ولا هوو بعد عني...
                  ضلينا ماسكين فبعض بدون مانتحرك لو انش واحد بعيدين عن بعض....
                  كانت نبضات قلبي تعانق نبضات قلبه...
                  حسيت اني اندمجت في جسمه...
                  ما عاد يفصل بيني وبينه ولا شيء....
                  غمضت عيوووني وحاولت اني ما اشهق...بس غصب علي...
                  خايفة....
                  خايفه كثير....مابي امووووت....مابي ارحل عنه...
                  تعووودت عليه...ما اقدر افارقه...او افارق اي شيء يربطني فيه....
                  حسيت بيده على شعرررري...تلمسني بنعووومة...
                  مررر ايده على انفي وعيوووني وشفايفي...
                  قلت وانا ابعد عنه شووووي
                  : لازم اطلع....ابي اعيش.."
                  وبعدت شعري عن وجهي ومسحت دموووعي وقلت وانا اقاوم شهقاتي
                  : ابي اشم الهواء....ابي احقق احلامي......."
                  غطيت عيوووووني ورجعت ابكي بحرارة...
                  هيثم بهدووء وهو يمسح دمووعي
                  : راح تعيشين...بس ما اقدر اطلعك من هنا...اذا تبين تعيشين لازم تبقين هنا....
                  صعععبه تتحركين قلبك مايحتمل..."
                  طالعته بنظرات غريبة...ورجعت ابكي من جديد وانا احس بألم موو طبيعي
                  : مبسووووط علي!!صححح؟؟؟....تحقق حلمك...راح اموووت قريب..."
                  وهزيت راسي ابعد عن لمساته
                  : لا تلمسني....ارجوك اطلع....ما احتمل اشوفك هنا.."
                  وكملت وانا اشهق
                  : اكرررررررره لمساتك المشفقة...كل شيء فيك يهتز بالشفقه....بععععععد عني....
                  اطلللللللللع...."
                  قمت اصارخ بوووجهه دخلوا الممرضات واطردوووه خارج الغرررفة,,,,
                  طلعوا الممرضات من بعده...
                  غمضت عيوووني ادور الراحة...بس من ووووين تجيني الراحة؟؟؟...
                  شفت نفسي ارقص بفستان ابيض بدلال...
                  فتحت عيوووني اقاوم النوم...
                  بس رجعت اشوف نفسي امسك ايد هيثم وادور قدامه بغروووور...
                  غرور....وش فايدة الغرور وانا بين الحيا والموت؟؟؟!!!


                  فتحت باب الغرفة المشؤومة....خذت نفس عميق واهي تدور بعيوونها بين قطع الاثاث اللي شهدت الالاف من اللحظات المبهمة من حياتها....خطت داخل الغرفة...وحست بشعور مخيف..مجهول...قربت من السرير....طالعت بالشراشف المخملية اللي احتظنتها ليالي كثيرة لوحدها....طالعت في التسريحة الملكية اللي تدللت قدامها لوحدها....شافت انطباع لصورتها في المرايا الكثيرة اول ماخطت داخل غرفة الملابس..لأول مرررة تحس انها موو من هالعالم فعلا...اهي تنتمي لدنيا ثانية...دنيا غير هالدنيا...

                  "هناء"


                  جالت دمعه غريبة في عيني...
                  حسيت بهواء بارد يدخل في صدري...
                  اخيرا...صرت فعلا غريبة...
                  اول كنت نصف غريبة...كانت الغربة تخنقني وانا من اهل هالبيت...
                  بس هالحين...!!!
                  ابتسمت ابتسامة صغيرة...توسعت بقووووة...
                  فيه فرصة اعيش...اكفر عن اخطائي...امارس امالي واحلامي...
                  غرقت عيوني بالدموووع...اللي نزلت من الفرح..
                  ايه هذي دموع الفرح!!
                  لمحت صورة مرمية على طرف السرير....
                  رحت وقلبتها...شفت نفسي فيها ابتسم ببلاهة وانا لابسة معطف ابيض...
                  كنت صغيرة...صغيرة مررررة...
                  ترددت اخذ الصورة او اتركها...بس بالأخير حسمت امري وشققتها...
                  رميتها مكانها وطلعت من الغرفة بسرعة...
                  سكرت باب الزمن...اسفه اقصد باب الغرفة وراي...
                  اغلقت فصل كامل من قصتي...فصل كامل طوته الايام والسنين اخيرا...
                  شفت من بعيد ذكرياتي تمشي في الممر...
                  شفت نفسي بكل موقف....
                  مكسوورة...
                  واقفة خلف جبروته وسلطته....
                  عيوني دامعة ونفسي مقهورة...
                  نزلت الدرج...
                  ووقفت مصدومة...لمن شفته واقف قدامي...
                  طالعني بغروره اللي الزمن ماقدر يمحيه
                  : الضيوف غرفهم بالطرف الثاني.."
                  بلعت ريقي طول عمره يرهبني....بس لاء مووو هالمرة
                  هزيت راسي هزة خفيفة
                  : كل عام وانت بخير.."
                  ونزلت من جنبه وانا رافعه راسي...قلبي ما كان يرتعد كان بيتفجر بس من مريت جنبه
                  خفت نبضات قلبي...وصلت عند الباب الرئيسي
                  فتحته ومرت نسمة هواء قوية...
                  حسستني بالانتعاش...سكرت الباب وراي ولا التفت وانا اركب السيارة...
                  هذي اخر مرة ادخل فيها هالقصر المهجور......


                  __________________

                  تعليق

                  • *عبير الزهور*
                    V - I - P
                    • Jun 2008
                    • 3267

                    #99
                    الفصل السابع والثلاثون والأخير
                    "ربما خسرنا شيء...لكننا كسبنا اشياء!!"


                    بعد مرور ثلاث سنوات


                    جلست بفخر قدام الصحفية اللي كانت تسألها...كان شكلها مرتب بحجابها وبالسعادة اللي ظاهرة ع وجهها...معاها روايتها اللي حارت وحارت بتسميتها وبالأخير قررت تسميها"الحب أكبر خطيئة"...كانت الصحافية توجه لها الأسئلة بلهفة...روايتها فازت بجائزتين...وفوق هذا انتشرت بشكل كبير...وسببت جدل حلووو في السعودية ودول الخليج..عن الطبقية....وعن البداوة والحضارة بمفهومها الشاسع....فتحت عيون الناس على أشياء كثيرة...وكانت تناقش قضايا سامية....


                    "نورس"


                    ابتسمت للصحفية وهي تسألني اخر سؤال
                    : واقعية؟؟؟..."
                    وسرحت أتذكر بطلة روايتي...معقولة كانت بينا بيوم؟؟؟...فترة قصيرة مرت بلمح البصر...
                    بس لسه اذكرها...وكأنها كانت امس..هزيت راسي وتفلسفت على الصحافية
                    المتلهفة لأجابتي
                    :واقعية؟؟؟....نعم...واقعية..لكن...وشهو الواقع؟؟؟....هو جزء من الخيال...
                    والخيال بعد جزء من الواقع....لا يمكن نتخيل ونكتب الاشياء...إذا ما كان واقعنا
                    يغذي هالخواطر....وحتى لو كانت "ضاوية" مو موجودة بحياتي...أنا اكيدة...أنها مرت
                    بحياة احد ثاني!!!"
                    ضاوية...هي بطلة روايتي...
                    اخترتها تكون....بطلة روايتي....لأنها...
                    ببساطة....مميزة....
                    وما اتوقع اقابل شخصية بتكون بمثل كل شيء فيها....
                    طالعت بكتابي....كان الغلاف يحكي....حطيت عليه عيون مضاوي....
                    وقفت بسرعة لمن سمعت صوت"هيفاء"....
                    كانت تركض وهي رافعة يدينها لي....
                    رفعتها وضميتها بقوة...وشميت ريحتها العطرة...
                    اه يا قلبي أنت....وبوست خدودها الحلوة....
                    كان شكلها يجنن...كانت تشبه هيفاء كثير....
                    جا هيثم وراها....كان ماسك العاب كثير بيدينه.....لأنهم مسوين اليوم احتفال بنجاح
                    هيفوفة من الروضة....
                    حسيت بقلبي يدق بسرعة بسرعة وكنه يركض...
                    ماكنت اتوقع بيوم...القدر يجمع بيني وبينه...
                    بس الدنيا علمتني...أن فيه اشياء كثير...
                    تصير مانكون متوقعينها تصير....وفيه اشياء كثير....
                    نكره أنها تصير...ومع هذا تصير....
                    بس كل شيء....يصير...وكل خطوة نخطيها....لابد ناخذ منها عبرة...
                    الناس كلهم....قالوا أني اخذته عشان هيفاء الصغيرة...
                    بس لا......مووو عشان هيفاء الصغيرة....
                    عشان أنا....استاهل انسان مثل هيثم....
                    أمير..بأخلاقه وافكاره....
                    ترك الالعاب على الأرض وقرب مني...
                    صديت عنه بخجل....استحي منه كثير...
                    حتى لووو هو زوجي....
                    على سنة الله ورسوله...دوبنا مملكين....يعني احس اني استحي لسه...
                    قرب مني....حيل...صديت عنه بسرعة وأنا احط هيفاء حاجز بيني وبينه...
                    وهي تضحك موو دارية وش السالفة
                    "بابا....بابا.."
                    شال بنته مني...وسرق مني بوسة بسرعة....
                    حطيت خدودي على يديني...وذبت خجل بمكاني...


                    يا ربي على خجلها...يذوبه....موو معقولة بنت خاله....فيها خجل الدنيا كله....اهووو مرات من شدة خجلها يحس بالخجل!!!....كانت علاقته معها غريبة....مبنية على اشياء كثيرة....على احترام...اعجاب...مع شوية بهارات شوق ووله...صحيح الحب ما دخلها...بس اهوو بنظره ما يحتاج يحب...لأنه حب مرة وحدة وبس....والمرة الثانية كان على وشك يحب...بس اهو واثق أنه راح يحب نورس....راح يحبها....فيه أحد مايقدر يحبها؟؟؟؟


                    "هيثم"

                    تركت "هيفاء"على الأرض...
                    وبعدت شوي عن نورس اللي طلعت من الغرفة...
                    تابعتها وهي تمشي...كانت...أختها...
                    ومين يصدق أني اتزوج أختها؟؟؟...
                    كانت تختلف عنها اختلاف الليل عن النهار...
                    الليل بسحره وألهامه...والنهار باشراقته وحلاوته....
                    كنت اعتقد أني بعد ما ماتت هيفاء لا يمكن اتزوج....
                    موو حب أو وفاء....شعور ما ينوصف!!!
                    بس قدرت اتزوج....وقدرت اعيش لحظات حلوة...
                    وقدرت انسى....أو اقنعت نفسي أني اقدر انسى....
                    مع أن اخر لحظات بحياتها....ما تنسى!!


                    انتهت من تسجيل الفيديو...وابتسمت وهي تتأمل بطنها...كانت فيه هالات سوداء كبيرة تحت عيونها....وكانت شفايفها مشققة....وشعرها يفتقد للمعته الحلوة...بس كانت جميلة....ما زادها المرض إلا جمال....التفتت لهيثم اللي كان يقرا بجريدة....وقالت وهي تبتسم ابتسامة صغيرة: تتوقع راح تكون سعيدة؟؟؟..." طوى الجريدة وقال وهو يهز كتوفه: مدري....محد يدري عن بكرة.." لمعت في عيونها دمعات غريبة....وقالت وهي تتمدد على المخدات اللي وراها:ودي اشوفها لو لحظات....ما ودي اموت قبل لا المسها...قبل لا اعانقها...قبل لا ابوس خدودها..." غمضت عيونها بنعومة...قرب منها بسرعة...:هيفاء؟؟؟..هيفاء؟؟؟..."
                    كشرت بحواجبها:خاي....ف اموت؟؟؟....راح تبكي علي؟؟؟...راضي علي؟؟.."ترددت شفاته ماقدر يقولها....قال وهو يضحك وعيونه تحاول تغلبه وتبكي:راضي؟؟؟...أكيد راضي...انت لا تموتين...بس لا تموتين...وشوفي وش راح يصير؟؟؟.."بكت...وتجمعت دموعها بعيونها...كانت بتصيح...بس اسكتت...ضمها بقوة...كانت صغيرة حيل بين يدينه...مثل الطفل...نقص وزنها كثير...مابقى منها شيء...إلا روح باهتة بترحل بأي لحظة...قالت وهي تحط يدها على عيونه:مابي....مابي ارووح عنك..." لوضمته أقوى..:أنا...اتمنى....لو أني عرفتك...قبل..."لمست خشمه وحواجبه برقة:"هيثم..."وغمضت عيونها بتعب...رد عليها وهو يمسك يدينها ويجلس على سريرها:نعم؟؟.." فتحت عيونها وقالت:أنا....أنا..."وماقدرت تكلم...كانت الدموع أقوى منها..بكى...ماقدر يسكت اكثر...بكى بقوة....وبوس يدينها...وراسها....:لا تروووحين...أنا كنت اتظاهر طووول الوقت اللي فات...أنا موو قوي....انت زوجتي....زوجتي... لا تروووحين...أرجووك..."مسحت على شعره: لا تبكي.....أنا اللي ارجووك...لا تبكي..."وسكتت فترة وهي مغمضة عيونها ثم فتحت عيونها بابتسامة ناعمة فجأة: بنوووم شووي...لا تخاف...شوي بس...خمس دقايق بس...وصحيني...لا تخليني...ارجو...ك" هز راسه بتعب:"شوووي بس...شوي...خمس دقايق...موو اكثر.."همست:أحبك..." مادرى يبكي ولا يضحك...اهي جزء من حياته...مايقدر ينكره..وأنا...اهتم لأمرك...أحس بوجودك.....الطبيب يقول السعادة ممكن تقتلها بوقت اسرع من اللي يتصورونه...قلبها مايتحمل السعادة...باس جبينها بوسة طويلة تحمل اسف...شفقة...مشاعر ملونة بالأسود والأبيض...ما كان يبيها تفارقه...بس للأسف...هذا حال الدنيا....حس بدموعه تجمع....ونزلت على عيونها ببساطة... قال بصوت متقطع:هيفاء...لا تنامين...." بس نامت....ماقدر يقومها....ماقدر....هزها بقوة...قال وهو موو مصدق اللي يشوفه:هيفاء؟؟...اصحي...قلتي بتنامين شووي....هذا موو شوي...موو وقت مزحك... قومي... اصحي..." بس ماردت عليه....ركض بسرعة ينادي الدكاترة....والممرضين....دخلوا الغرفة وفحصوها بسرعة....وخذوها لغرفة الولادة!!!


                    حسيت بلمسة على ايدي...
                    طالعت بهيفاء اللي كانت تسولف لي على شيء...
                    شعرها المجعد وعيونها الملونة...نسخة طبق الأصل من أمها!!!
                    وش راح تحمل الأيام لهيفائي؟؟؟...اتمنى مايكون مصير مشابه لأمها....
                    التعديل الأخير تم بواسطة *عبير الزهور*; 31-07-2009, 02:00 PM.

                    تعليق

                    • *عبير الزهور*
                      V - I - P
                      • Jun 2008
                      • 3267

                      كانت واقفة...وتتكلم بثقة وبقوة وبانطلاق...كانت تدرس اللي قدامها...وتعلمهم أن الحياة لازم تستمر...وأن المطلقة موو لازم تدفن نفسها...كانت توصل رسالة تمنت من زمان توصلها....كانت تعطي دورات عن الثقة بالذات....وعن الانطلاق من نطقة الصفر...وعن أشياء كثيرة اهي اتعلمتها وحبت تساعد غيرها... سمعت تصفيق قوي من الحاظرات...ابتسمت لهم وهي تلملم أوراقها اللي قدامها....


                      "هناء"



                      تأملت باقات الورد اللي وصلتني من بعض النساء اللي أنا علمتهم
                      وش معنى كلمة أنطلاق....
                      وش معنى الحياة؟؟؟...ووش قيمتها؟؟؟؟
                      اخذت دورات مكثفة عشان اصير مدربة معتمدة...والحمدالله...
                      ماصعبت علي...لأني حطيت براسي كلمة"نجاح"ومحيت كلمة"فشل"
                      قربت مني وحدة شكلها مليان حزن ومليان يأس....
                      ابتسمت لها وأنا احط شنطتي على كتفي
                      :هلا اختي...."
                      ترددت وهي تتكلم
                      :يعني....لازم انسى الماضي....ما اقدر اتأمل فيه؟؟؟.."
                      وكملت بحزن يقطر من حروفها
                      :يعني عمره ما راح يتغير....عمره ماراح يكون كويس...!!
                      يعني لازم اصير مطلقة..."
                      قلت لها وأنا اهز راسي برفض
                      :لاء...مو لازم تصيرين مطلقة....لازم تصيرين قوية..."
                      وكملت وأنا اشوفها تطالعني بعدم اقتناع
                      :تبين ترجعين له؟؟؟...خايفة من كلام الناس؟؟؟..اوكي...
                      ليش حظرتي اجل؟؟؟....أنا خطابي موجه للنساء اللي يرفضون الأهانة...
                      ويرفضون مبدأ ظل رجال ولا ظل جدار....
                      أنا خطابي....للأنسانة المنطلقة....اللي تبي تكون شيء...وماتبي تعيش حياة بائسة...
                      ممكن تدفعها للغلط...والحرام..."
                      نزلت عيونها الأرض وهزيت راسي بأسف...
                      وتركتها...دائما راح تواجهني مثل هالنماذج...لا يمكن لوحدي اقدر اغير تفكير مجتمع بكامله...
                      يد وحدة ماتصفق....بس أنا بسعى بطريقي....بسعى بالطريق اللي أنا راسمته....
                      صحيح أن طلال خطبني....وصحيح أن غزلان كانت تبيني أكون امها....
                      لكن أنا رفضت...لا يمكن اعيد نفس الغلط من جديد....
                      أنا تعلمت اطير...واللي يبيني لازم يتعلم يطير معي....


                      اخيرا....قدرت تثبت ذاتها وتحقق طموحها....اللي شافته من الحظور اليوم...اثبت لها أنها اخيرا نجحت....كانت الدنيا زحمة...وكان فيه كثير ضيوف...وكان فيه صحافيات يوجهون لها اسئلة كثيرة وكانت تجاوب بدون غرور...بس بفرحة ماقدرت تخفيها...سمعت صوت الجوال يدق....نغمة مميزة... لابو ناصر وبس... مسكت جوالها وهي تجي خلف الكواليس....كان فيه زحمة والعارضات حايسين الدنيا....

                      "مارية"

                      :الوووو..."
                      سمعت صوته يغازلها...يخجلها....يحبها!!
                      :ألف مبروك يا قلبي...."
                      ردت وهي تسوي نفسها موو مبسوطة مرررة
                      :الله يبارك فيك...يا...ابو ناصر..."
                      حست بخيبة امله وضحكت
                      :ياحياتي....يا روحي...يا نصي الثاني....يا أنا..."
                      تركي بهدوء:
                      البسي عباتك...واطلعي لمطعم"*****"....بتلاقيني هناك..."
                      طالعت حولها....الزحمة والاضواء والناس والاصوات المرتفعة....
                      خذت عباتها وطلعت...يمكن لو بوقت ثاني...ومع شخص ثاني...
                      مافوتت هاللحظة أبدا...لكن اهي تبي تنتصر بهاللحظة ومع الشخص اللي هو تؤام روحها...
                      كانت تسمع هالمصطلح ولا تفهمه....لأنها ماجربت هالاحساس...
                      طلعت للمطعم اللي في أحد ادوار الفندق....
                      كانت طاولة خارجية تطلع على شوارع دبي الصاخبة...
                      اول عرض عملته....كان في دبي...
                      شهقت وأنا أشوف الورود اللي تملا المكان....
                      كان المكان رائع...كأنه حديقة بيضا....
                      ناظرت الطاولة وعليها كيكة رايقة مرررة...وشكلها خقووقي...
                      حسيت بيدين على كتوفي...التفت بسرعة....
                      ماقدرت اتكلم...حسيت أن الكلمات ماراح تكون معبرة بمثل هالموقف...
                      دايم الفرح يكبت أحلى كلماتنا....
                      لمعت في عيوني دمعات امتنان..واحترام...وحب
                      ..خليتها تنساب براحة على خدها الندي....


                      نزل من الطيارة...واحرقته شمس بلاده الحارة....له سنين وسنين ما زار السعودية....سجد لله شاكر أول ماوصل....أنهى كل اشغاله هناك...وأخذ حقوقه ورجع... شاف ناس تطالعه بس ما اهتم....هذي ارض بلاده....أجمل بلاد في الدنيا....كمل طريقه وراقب المنتظرين....لمح ولد عمه ينتظره....كبر وتغير....يمكن المسؤولية خلته يكبر....خصوصا بعد ما مات عمه...يا الله....انهد الجبل الشامخ ومابقى منه غير اسمه وسمعته وبس...ويمكن لولا هالموت...ما كان فكر يرجع ابد...

                      "ذياب"

                      عمي متوفي له أكثر من ست شهور...ماقدرت اجي...
                      لأن كانت عندي ظروف بشغلي تمنعني من الروحة بأي شكل....
                      ما حبيت نظرتهم فيني تكون صحيحة...وأني قليل الأصل وعمري ماقمت معهم بأي واجب...
                      لكن هالمرة الظروف عاندتني....وطلعت قليل اصل!!
                      ولأجل هالسبب....ولأني مفروض اكثر دوووم بجنب اللي يقربون لي سواء بأفراح أو اتراح...
                      لملمت اغراضي وشتاتي الضايع في بلاد الغربة....ورجعت....
                      كلي وله وشوق لبلاد ابو متعب....
                      بلادي....احق بعلمي من غيرها....
                      سولف علي صقر سواليف مقتضبه عن أحوال الحلال...
                      وعن تقسيم الورثة اللي رفضوه الكل...ماعدا هيلة لأنها كانت تمر بظروف سيئة هي وزوجها....
                      ورغم أن مضاوي تقريبا تمر بنفس الظروف....لكنها ماوافقت...وفضلت أن البيت يبقى لأمها ومرت أبوها...
                      اصيلة صدق يا مض....اوي....
                      ماغيرتك السنين ولا غيرك الشقا والانتقام....
                      رغم أن سعود قدر يخسر زوجك اللي وراه واللي قدامه...
                      لكنك ضليتي متفائلة...وقوية...ووقفت جنب زوجك...
                      ولا تخليتي عنه....ولا تغيرتي أبد....سواء مريتي بحزن....
                      أو مريتي بفرح....
                      وصلنا الفيلا....كانوا بره في كم سيارة....ماعرفت السيارات....
                      وكان فيه اطفال صغار....خمنت أنهم عيال البنات....
                      بس صقر اشر لي وقال
                      :سعد وسطام فيه..."
                      قلت وأنا اهز راسي
                      :سطام نقل لجدة صحيح؟؟..."
                      صقر وهو يهز راسه بأسف
                      :بعد الخساير اللي طالته هو وأخوه...أبوه وزع باقي امواله على اخوانه
                      وخواته الثانيين....وهو صفى مامعه ولاشيء....ونقل لجدة..."
                      ابتسمت بكابة....الهوامير؟؟؟...ومين يقدر عليهم!!!!


                      جاته رسالة على جواله وهو جالس في مكتبه....فتح الرسالة...وقراها بسرعة...كانت نورس...مسوين احتفال بسيط بمناسبة نجاح هيفوفة من الروضة..اتصل على زوجته وطلب منها تجهز عشان يمرها أول مايخلص...ويروحون يشترون شيء بسيط لهيفوفة الغالية على الكل....قفل اللاب توب...ووقف خذ شماغه وقام يضبطه قدام المراية...كان الشيب مالي عوارضه الخفيفة....وفيه شيب خفيف في بداية شعره...يبيله يروح يصبغ شعره قبل!!!


                      "سعود"


                      طلعت من مكتبه وعطيت بعض الاوراق للسكرتير...
                      ركبت سيارتي...وحركتها برواق....
                      كانت الشوارع زحمة بما أنه اليوم أربعاء....
                      تغيرت حياتي كثير خلال السنين اللي فاتت....
                      كبرت كثير ونضجت اخيرا....
                      وفهمت شلون اخلي الدنيا بيدينه....
                      حققت انتصارات كثيرة....انتقمت من اللي ابي انتقم منهم...
                      وهمشت الناس اللي تستاهل التهميش....ورفعت اسم شركة ابوي
                      فوق....
                      ابوي اللي قرر يتقاعد أخيرا...لكنه كان يحس بغربة فضيعة...
                      الأفكار تقتله....والذنب ماعاد يقدر يتحمله...المرض انهكه....
                      يمكن هذي ذنوب الناس اللي اذاهم....يمكن ربي كاتب له يعيش حياة بائسة ويتعب باخرته!!
                      مين يعرف؟؟؟......
                      وقفت عند الاشارة...سمعت صوت ضحكات عالية وهمس ناعم...
                      التفت ببطء....شفت بنت كانت فاتحة الشباك وتسولف بالجوال بهيام وهي تلعب بشعرها....
                      كان شعرها اسود غزير وعيونها سود واسعه حيل...وشفايفها حمراء مقلوبة...
                      ذكرتني.....بذكريات قديمة...
                      ذكريات بنت...بدوية....علمتني اشياء تمنيت ما اتعلمها....
                      التفتت البنت فجأة لي....وحمرت خدودها يوم شافتني اطالعها وبسرعة قفلت الشباك...
                      دايم افكر....لو أشوفها وش راح اقول...ووش راح اسوي....
                      براسي حوار كامل من الألف للياء....بس ماظنتي راح اقدر اشوفها!!!
                      رجعت اناظر الطرقات اللي قدامي.....انتقامي من مضاوي....لحقه زواجي على طول....
                      قدرت ازيحها وامحيها من مخيلتي واهشها مثل الذبابه!!
                      وقدرت افلس زوجها واخليه مايسوى ولا شيء....ولا شيء بكل بساطة....
                      انفتحت البوابات لي...ووقفت السيارة....شفت زوجتي الدرج...
                      فتحت الباب لها من جوه....
                      ركبت جنبي...وابتسمت لي....ابتسامة كلها حب
                      : يمدينا نروح ونشري؟؟؟....ولا راح نتأخر؟؟؟.."
                      قلت لها وأنا اطالع الساعة
                      :موو مشكلة"ديمة"...عادي لو تأخرنا شوووي...موو طايرة الدنيا.."
                      ارتاحت ديمة بمقعدها....ومسكت ايدي اول ماطلعنا من المكان...
                      ما شلت يدها...ابتسمت لها ابتسامة صغيرة مررة...
                      لاهي ابتسامة حب ولا ابتسامة زوج لزوجته...
                      مشاعري لديمة...مشاعر عادية....تتخللها لحظات عاطفية قليلة مرررة....
                      واهي عارفة وش احب...وعارفة وش افكر فيه....
                      وراضية بهالشيء....عندها امل....اقدر اغير مشاعري...
                      واشيل انسانة مغروسة باعماق قلبي....
                      انسانة ظلمتها وظلمتني وظلمتها...
                      انسانة...اهديتها الجراح بدون ما اخاف وبدون ما احس بالندم!!!


                      وقف سيارته عند البحر...مانزل ولا تكلم ولا تحرك... كانوا ساكتين...يتأملون الأمواج بتناسق حركاتها...وكأنها تستمع لسيمفونية رائعة...قالت له مرررة:أحب البحر....بس يخوفني...وأنت...مثل البحر...تخوفني...بس أحبك...!!" قالت أحبك....كان مصعوق....اعترفت له بدون تخطيط....رمت مشاعرها بوجهه....وقالت له كلام كثير....يمكن بعد الأزمة هالشيء الوحيد اللي قواه....لأنه توقع أنها راح تتركه....راح تنهي أي مشاعر بينهم...يمكن صحيح ما كانت راح تطلق لكن يمكن كانت راح تعيش تعيسة... بس اهي اثبتت أنها غير...وصمدت معه...ولا اهتمت لا بالأموال ولا بغيرها...

                      "سطام"
                      فتحت الباب بنفسها بدون ما اتكلم...
                      بعد مانزلت عبايتها وشيلتها....
                      كان الجو هادي وما كان فيه احد على الشاطىء بهالوقت المتأخر....
                      طالعت في الكرسي اللي ورى وشفت التوم الشقي نايمين...
                      كانت اشكالهم مضحكة...وهم متعانقين ونايمين....كانوا حلوووين مثل امهم...
                      نفس الشعر الاسود والشفايف الغريبة!!
                      نزلت من السيارة وراها...
                      بللت رجولها بالبحر وابتسمت ابتسامة واسعة لي فترة ماشفتها تبتسمها...
                      قالت وهي تلفت علي
                      :سطام....أحس..."
                      واسكتت تحاول تلاقي كلمة...قربت منها حيل
                      :وش تحسين فيه؟؟؟..."
                      استحت....وحمرت خدودها....وقالت وهي تطالع بالبحر
                      :مدررري....بس يوم اشووف البحر....احس أني قوووية...
                      وأن مابه شيء يهدني بهالدنيا..."
                      وكملت وهي ترفع عيونها الواسعه علي
                      :أنت...."
                      واطبقت شفايفها بقوة وهي تطالعني
                      :أنت....علمتني...شلون احب نفسي...شلون احب كل شيء حولي...
                      أنا أعرف أنك مريض...بسبة كل اللي صار....لأن.."
                      وامتلت عيونها دموع وكملت بصوت متقطع
                      :لأن كل اللي صار لك بسبتي أنا وبس....لو ما تجوزتني...ما كان ذا حالك..."
                      هزيت راسي بقاطعها...وحطيت جبيني على جبينها
                      : لا يا قلبي..لا يا مضاوي....لا تقولين كذا....
                      أنا ماعرفت وش معناة السعادة الا معك أنت وبس....أنا مستعد ارجع واخسر كل فلوسي مررة ومرتين وثلاث...
                      إذا كنت انت لي بالمقابل....أنا مستعد ارهن كل حياتي لأجل اسعد كانت..."
                      وبعدت شعرها عن وجهها...وقلت لها وأنا عيوني تلمع
                      :أنت قلبي....قلبي يا مضاوي...."
                      ما ردت علي...بس بعدت عني شوي...ورجعت تلعب بالموية...
                      كانت تحس بالخجل....خجلها وحيائها غريب...
                      مزدوج بجرأة لذيذة...جرأة بتخليني اقوى من جديد...
                      واقدر اهزم سعود وغيره....
                      أنا ماولد وبفمي ملعقة من ذهب....
                      أنا صنعت نفسي بنفسي....ودمرت نفسي بنفسي....لكني...
                      وأنا سطام اقولها....راجع....راجع وهالمرة بكون أقوى....
                      لأن جنبي....انسان...مايقدر بمليارات الدنيا كلها....
                      انسان...لووو لف سعود الدنيا كلها عمره مابيلاقي مثله
                      وعمره ما ينساه....إذا الناس تعتبرني خسرت...
                      فأنا اعتبر نفسي كسبت....وكسبت اكبر المكاسب....


                      قرت مرة...قصة اعجبتها...كانت تتكلم عن رجالين محبوسين في زنزانة....كان واحد فيهم دووم يطالع في الأرض...بينما كان الثاني دووم يطالع في السماء...وكانت اهي في اشد لحظات يأسها....سواء وهي صغيرة أو وهي كبيرة...تنظر للسماء....وتبحر في السماء الواسعة....تلفتها الطيور المحلقة....اللي مايحدها شيء....تطير وتطير وتسعى للحرية دائما...وترفض السجن والقمع....وحاولت دوووم تقلد هالطيور صحيح أن ابوها كان قاص جنحانها....والعادات والتقاليد كانت مكبلتها بالقيود...لكن تركيبتها العنيدة القوية....اللي حاول سعود يكسرها...كانت تأبى الانصياع....وكانت قادرة على أنها تبقي راسها مرفوع حتى في اسوأ ايام حياتها...يمكن حياتها مع سطام...كانت حياة زوجية نموذجية....صحيح أن حبها له...هوو حب غريب....يختلف عن حبها لسعود...حبها لسطام... حب زوجة لزوجها ووفاءها له ولكرمه وطيب اصله....حبها نابع من تركيبتها الأصيلة....اللي لا يمكن تنكر المعروف أو تنساه....
                      طالعت بسطام وهو يناظرها وهي تمشي عنه بعيد...ما لحقها...خلاها تروح بكيفها....مدت يدينها تتنفس الهواء العميق النظيف المشبع بملح البحر... السعادة!! تحس بالسعادة...ايه....هذا هووا حساس السعادة.....اليوم وهي ببيت اهلها....والكل مجتمع ومبسوط....وهم ماضحكوا من شهور بعد وفاة ابوها.... صوت هيلة وهي تكلم سعد بهمس...وصوت بنت جيرانهم المكسوفة وهي تسمع لصوت صقر وهو يتكلم بصوت عال....وصوت ذياب ولد عمها وهو يلاعب عيالها ويسولف مع أخوانها...ضحكة أمها وسواليفها مع شعاع...كل شيء كان مثل ماتخيلته وهي صغيرة...مثل ماكانت جدتها تحكيلها عن العوائل السعيدة... واهي صارت مثل جدتها...صار عندها فارس....فارسها الخاص...اللي يدافع عنها...ويمسح دموعها...التفتت بسرعة تشوفه...كانت بعيدة عنه....وقفت مكانها...تركها فترة وهي واقفة مكانها...ثم يوم شاف الجو صار بارد لحقها بسرعة...قرب منها وكانت عيونها ممتلية بالدموووع:يقولون...أن اشد ساعات الليل ظلمة...هي اللي تسبق اشراق الشمس...صح؟؟؟..."ضمها بقوة وعلق الكلام بينهم وكان الصمت خير جواب لكل سؤال...

                      تمت بحمدالله

                      يوم الخميس
                      سنة2009-03-19
                      الساعة04:15 م


                      __________________
                      التعديل الأخير تم بواسطة *عبير الزهور*; 01-08-2009, 06:52 PM.

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...