هزيت راسي بكابة وانا ارمي اللوحة الورقية بقسوة على الجدار...ورحت شلت شنطتي وقررت اطلع من الشقه...اصلا طولت...ولازم ارجع لشقتي...كافي ان تركي ما يطول هالأيام...وبس لازق بحلقي....لازم ارجع قبل لا يلاقيني وبعدين وش بيفكني منه!!
شلت الشال حقي اللي كنت راميته على الكنبة البيج اللي بالصاله..لفيت بعيوووني...على المكان...من جديد...ماراح ارجع هنا مرة ثانية..عشان كذا بحاول اشبع حنيني...لضحكات الغادر سعود!!
...ارتميت بكابة على الكنبه وعيووني مليانه دمووع....
كانت تتظاهر بالنوم...لكن عيوونها مفتوحة على الأخير...مثل الغزال الشارد اللي ينبهر بأضواء سيارة مارة...الأنفعال خلى قلبها يدق بسررعه...والأدرينالين اخذ دوره واتقنه...حتى انها حست ان ريقها نشف من كثير ما تبلعه وهي تطالع بالملابس الغريبة...والأشكال اللي اول مرة تشوف مثلها...يذكرونها بالخواجات والعجم اللي كانوا يزورونها...يا شين هالأشكال!!...كانت تستغرب يوم تشوف عيون زرقاء...هالشيء تعتبره حاجة فعلا عجيبة...تعتقد ان ربي خلق عيونهم شفافه وان السماء تنعكس على صفحة عيونهم...حتى جدتها كانت تحكيها وتقول لها لأن ربي غضب عليهم اعطاهم هالاشكال!! وطبعا هذي من الخرافات اللي كانت مؤمنة فيها وبقوة....عدلت جلستها وهي تشوف شيء اثار استغرابها اكثر من اي شيء اخر...كانت حرمة متغطية من فوقها لتحتها...حست نفسها بتصرخ من الفر ح...يعني فيه ناس مثلها...يا ذي الفرحة اللي تحس انها بتختنق منها...
"مضاوي"
تمرء (تمرق)علي...تمرء (تمرق)...ما بتمرء (تمرق)ما بتمرء(تمرق)...مش فارئة (فارقة)معاي...تعشء(تعشق) علي اعشء(اعشق)...مابتعشء(تعشق) ...ما بتعشء(تعشق) !!مش فارئة(فارقة) معاي!!
عندك مكاني صيت كبييير...فيه عندك عندي من التئدير(التقدير)..شيء كتير...لكن بتروح...مش مسمووح...
تشفأ (تشفق)علي... اشفأ(اشفق)...ما بتشفىء(تشفق) ..ما بتشفىء(بتشفق)...مش فارئة(فارقة) معاي...مش فارئة(فارقة)...تعلء (تعلق)معاي...تعلء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)..
ئصة (قصة)هاي مش ئصة(قصة) هاي...
ازعجني الصوت اللي يطلع لي من سيارة سعود الغريبة العجيبة اللي راكبتن فيها...اللي مالها سقف...وهالشيء مهبل فيني...بس مقدر افتح فمي بحرريف مووب حرف...!!
كانت حرمة مدري شلون قايل صوتها...وأفهم منها كلمة وعشر ما فهمهن...وكأنها تكلم بلغة غريبة علي..بس لاء...الاكيد انها عربي...لأن بعض علومها مثل علومنا!!
تنهدت بضيق...لوو ان اللي جنبي يعطيني شوووية وجه!!...كان اقلها سألت...الله يذكر ايام نورس وهيفاء بالخير...صحيح ان مالي سويعات عنهن...لكني والله اشتقت لهن كثير...اقلها نورس كانت تحمل اسألتي وتجاوبني بطيب خاطر...
رجعت تنهدت من جديد...وانا اسنع جلستي واعدل غطاي اللي كان شوي ويطيح عن وجهي...طالعت بطرف عيني...للي جالس جنبي...يقولون انه جوزي!!...
كان مقفل فمه بقوووة...ومقطب حجانه...ويدينه ماسكه بقوة...شعره يتحرك مع الهواء الزين اللي يجينا من كل صوب...
صديت عنه...وحطيت يديني تحت ذقني...وقمت اتمقل بهالخلق المفاصيخ!!...وش اقووول؟؟؟...لساني عاجزن عن وصف هالشيء اللي قبالي...ما اقول... غير يالله سترك...!!...
وقف سعود السيارة..وانا تحركت من مكاني بربكة...بس مد يده بدفاشه قدام وجهي...
وقال بطريقته اللي ترفع ضغطي
: لا تحرركين...بنزل شووي وبرجع لك..."
قلت بعناد
: وتتركني هنيا؟؟؟...لا...بنززل معاك...رجلي على رجلك يا ولد الحظر.."
سفهني ال....استغفر الله...هذا رجلي...مفرووض اني ما ادعي عليه...ولا اسميه بهالاسماء الدنيه....جلست بمكاني متحرقصة...ابي اعررف وش ذا المكان اللي دخله...
شفته وهو يدخل بطوله وهيبته المكان...لاحظت شلوون الناس تلفت له... ايه...اكيد سعود مزيوون وكلن شايف هالشيء وعارفه...
مديت رقبتي احاول اشووفه...بس ما قدرت...فنزلتها بضيق..وحطيت يدي على خدي...وقمت اتمقل من جديد بالناس اللي تمشي من حوولي...
شفت رجالين يتهاوشون....كان واحد فيهم رافع صوته ويده تروح وتجي وتطاول على اللي واقف قدامه واللي بعد ما كان مقصر بس ما كان مثل خويه....
استغربت وانا اسمع لهجتهم...وش يقولون ذولي؟؟؟؟...رمشت بعيووني بسرعه...وانا اشوفهم يبتعدون وقمت احرك رراسي الاحقهم وانا مفهية من الحكي اللي اسمعه!!
رجعت رميت راسي على المقعده بكسل...وطالعت بالمكان اللي دخله سعود بس للحين ماطلع...ولا بين له اثر...!!
سمعت صوت ضحكة...تتبعت الصوت..وابتسمت بدوون مدرري...وانا اشوف ورع اشيقر اصيفر ماسك له عسكريم مثل اللي كنت اكله مع هيفاء ونورس...والعسكريم سايح وموصخ ملابسه...ومعه مرة...ماسكه منديل وقاعده تنظف له ملابس وهو يكركر...
اختفت ابتسامتي وضاعت..تذكرت عبيد...ياويلي عليك يا عبيد...عوورني قليبي...وش جار له؟؟؟..يا رب ان عمتي هنا ما تنساه ولا تقصر معاه وترربيه مثل ماربت سعيدان...واحسسن بعد...ايه احسسن...من زينه سعيدان بعد...عبيد اخووي احسن واززين وكافي ان سبع سنين من عمره تربيتي انا...
رفعت رقبتي بفخر وانا اتذكر كيف كان عبيد وكيف صار بعد ما تجووزت خايب الرجا سعوود...
رجعت اتتبع الورع بعيووني...يا زينه مشاء الله...امه خذته معها وراحت بعيد...شفت رجال يقرب منهم...كان لا اله الا الله طوووووويل...وعليه ذيك الجثة اللي مشاء الله كنها باب من عرضه وطوله...وشعره وعيونه وحتى حجانه صفررر مثل لوون الذهب اللي كانت جدتي تلبسه وتفاخر فيه عند ضيووفها...شفت الرجال اللي ما تهقين انه يعرف يتبوسم...يخم الورع الصغير بقووة...ويشيله بين يدينه ويحطه على كتوفه...
هزيت كتوفي ثم حطت يدي اليمين على قلبي ببطء...كان يدق بسررعه...ودقاته تسارع وترربشني معها....انا عارفه انكم عارفين وش افكر فيه هالحين؟؟؟...ايييييه...افكر لوو جاني ورع بكره من سعيدان...بيحبه مثل هالاصفر؟؟؟...
حسيت بمرارة قوووية بفمي...وغمضت عيوووني...وحاولت اني ما افكر ببكرة...لأن الله اعلم اذا بعيش لليوم اللي يجيني فيه ورع او لاء....
كان في محل مخبوزات صغير...بيشتري بعض الاشياء الناقصه...مع انه عارف ان مربيته ماراح تكون مقصره...بس هوو بعد يحب هالاشياء بما انه في ميلانو...فبيستغل الفرصه...علشان اذا طلع للقرية اللي هو عايش فيهاما يضطر انه يطلع كل شووي ويروح يتقضى...فبيخلص من هنا...
عيونه كانت كل شوووي تتجه للكائن الغبي اللي بالسيارة...لاحظ شلون تطالع بالناس...وشلوون الناس تطالع فيها...لسه الايطاليين يستنكرون العباية والغطا مهما جوو العرب لهنا...لأن معظمهم يشيلون الغطا ويتركون الحجاب بسس...
بس احسن خلها متغطيه ازين لها.....ول...ه!!
" سعود"
اممم...المافن هذا ماله مثيل!!
طلبت من البياعه تحط لي منه كيلوو...وبعض الساندويشات المختلفه الشهية اللي ماراح تلاقون لها مثيل في اي مكان....مافي الذ من اكل ميلانو...خصوصا انها مشهورة بمتاجرها ومخبازها المميزة....
طليت بعيوني على برى...شفت مضاوي ترمي راسها على المقعد بكسل...زين اني ما عطيتها وجه وجبتها لهنا..كان فضحتني بطريقة نظراتها واسألتها اللي ما تنتهي...واسلوووبها اللي يستفززني ويخليني اطلع من طووري واعطيها كم طراق!!
اعطيت ظهري للباب...ورجعت اختار بعض الفطاير...يله...عشان ما تبلشني مضاوي وتطوع تطبخ...وعععع...هاللي ناقص اكل من يدينها...صدق قرررف...
هزيت راسي بامتعاض وانا اروح للكاشير واحط كل الاغراض هناك...قمت ادور على بوكي في جيوووبي...بس اول ما طلعته طاح من ايدي...نزلت على الأرض عشان اشيله...وطاحت عيووني بنفس اللحظة على سيارتي اللي بره...
وقفت موو مستوعب بدون ما اشيل البوك معي...كانت السيارة فاضية...ومافيها احد...مشاعر عدة جات بقلبي...وافكر غبيه كثيرة جات براسي كلها بنفس الووقت...ارتفع ضغطي...وخفت وتوترت واحتديت وتسارعت نبضات قلبي وفكري وكل شيء فيني.....وين راحت هالغبية؟؟؟...سمعت صوت خطوات الموظفة وهي تقرب مني علشان ترفع البوك..لي..وقفت عشان تعطيني اياه... بس سفهتها وبعدتها بقسوووة عني...ورحت اركض لخارج المخبز...
طالعت يمين ويسار...ولاحظت ان الطريق مزدحم بالناس...زين اني طوويل يعني اقدر اشووف من بينهم...بس مشاء الله هنا الناس عملاقة!!...وش اشوووف ووش مقدر اشوووف؟؟؟....
جاني احساس بالقلق فضيع...وحسيت أن قلبي يعوورني وانا اروح امشي...لجهة اليمين..وادوور عن مضاوي...زين ان مضاوي لابسه عبايتها يعني اقدر اميزها بسهوولة من بين الناس...زدت سرعتي وانا ابعد الناس بقوة عن طريقي...واسمع صوت السب من كل صوب يجيني...وما يحتاج احكي لكم عن اخلاق الطليان العالية!!
اووووووه...هذا وقته!!...شفت الشرطي يجي ويحط مخالفه على سيارتي...ارتفع ضغطي...بس ما قدرت ارجع...لازم القى هالغبيه قبل لا تختفي للأبد وابلش انا!!!
صرت اسأل الناس واوصف لهم مضاوي...بس اكثرهم ماعطووني وجه...وبعضهم صرخوا بوجهي انهم مشغوولين...وقفت بنص الشارع وانا اتنفس بسررعه...حسيت بصدري يألمني كثرة ما ركضت...سمعت اصوات السيارات من وراي...فالتفت ببطء ورجعت لسيارتي...وانا موو قادر افكر بأي شيء...غير اني لازم اروح مركز الشرطة واسوي بلاغ عن هالبدوية المقرفة!!
بس قبل...قررت ارجع المخبز واخذ اللي كنت ابيه...
" مضاوي"
حسيت بعبرتي تخنقني...كان منظره فضيع....هزيت راسي وانا حاسه بصداع قوووي يقتلني..لاء...لاء... .
هذا كل اللي قدرت اقوووله...لاحظت ان الناس تطالعني...وبعض الرجال قربوا مني وحطوا يدينهم على اكتافي...بعدت يدينهم بقوووة...وحاولت اطلع من بين الناس وابعد عن هالخنقة والكتمه اللي شوووي وتذبحني معاهم...!!
قدرت اطلع من بينهم اخيرا...وقفت بعيده شوووي...وعيوووني تدور بكسل وتعب على سعود...وينه هالجوز وينه؟؟؟...وووووينك سعوود؟؟؟...لا تروووح...رد لي عبييييييد...
مشيت احاول اتذكر الطررريق اللي جيت منه...انا ما ابعدت كثير...بسسس...اكيد سعوود معصب...فكرت وانا حاسه بمرض ينهش قليبي وكبيدي وانا اتذكر اللي صار قبال عيوووني قبل دقايق...
الورع اتركه ابووه على الأرض...شوووية بسس...لحظة والله يا ناس...لكنه قام يركض على السيارات...فلحقته امه وهي تصارخ...صوتها يقطع القلب...لكن...المووت كان اسرع لهم...خطفهم بلحظة...سرق ضحكاتهم العالية...وتركهم جثث مرمية على الأرض...والدم متناثر بالشارع...انا شفت السيارة وهي تدعسهم وترمي اسجامهم بعيد...ما احتملت...وبدون مدري او اشعر...فتحت السيارة ونسيت سعوود واللي جابوه...كنت ابي اساعد الام وورعها...كان لازم اتدخل يمكن اقدرر اسوووي شيء!!
تنهدت وانا اوصل عند مكان السيارة...كان سعود موب فيها...تنشقت رائحة الخبز اللي تطلع من المكان اللي دخله سعود...حسيت بجووع...وسمعت صووت لبطني قوووي!!
رحت لمكاني...وجلست فيه...ورميت راسي..ومديت يدي بكسل لمقعدة سعود...كان الرجال الاصفر يبكييييي...ويصيح بصووت خشن غررريب...ومدري وش يهذري به...بلهجته الغرريبة...وانا بعد كنت اصرخ فيهم...واقوولهم جيبووا الطبيب...بس ما سمعوا كلامي...مدرري ما فهموه...
لاحظت الدم اللي على عبايتي..وشووي على اطراف اصابعي...ورفعت يدي اطالع فيها...طرى شيء على بالي...قفمت ارمش بعيوووني...وانا اتحرك بضيق في مقعدي...سعوود...اللي ابوي جوزني اياه...بيبكي علي اذا مت!!!..ولا بيفرح ويذبح الذبايح امتنان!!
جاني الجواب بسررررررعه....يوم ركب جنبي سعوود...والتفت علي بقسوة وبعد ايدي اللي فيها دم بدون ما ينتبه له...
: ان ماربيتك يا البدوية المتمردة ما اكون سعوود!!"
برقت عيووني...يربيني؟؟...وانا...بربيه؟؟...وش هالحياه يا رب؟؟...يقولون الجواز سكن ومودة وهذا اللي قاله ذاك الداعيه اللي مرة زارنا...لكني ما اشووف لا السكن ولا الموودة...
ما اشوف غير الكره والاحتقار والتنقيص من قيمتي...يعتقد ان البدوو ولا شيء...يعتقد ان البدوو رعاة غنم اغبياء...وانهم ما يفقهون شيء من امور الدنيا!!
ابتسمت بقوة وانا اعدل جلستي...مانيب راده عليك يا سعوود...لكن انت بنفسك بتشووف هالبدوية اذا ما جابت راسك لكن بعد ما تجيبه راح تختفي من قدامك وتخلي لك السراب..يمكن وقتها تعرف قيمة البدوو...وتعرف تثمنهم بحياتك الجايه!!
" سعود"
سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..
اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..
رفعت صوت الاغنية لاخر مدى...وانا ادعس بأقوى ما عندي على البنزين...صدق اني ارتحت يوم شفت مضاوي...لكن هالراحه كانت لثواني بالضبط...بعدها حل شعوور بالحقد الشديد عليها...حسيت بدمي يفووور وانا اشوفها جالسه ببرود..وحاطه يدها القذرة وتحسس مقعدتي...وعيوونها مسبهة...
هالمتخلفه..كانت بتوديني انا وياها بمصيبه مالها مثيل...تحسب اننا في السعودية..ما تدري ان الخطف هنا على قفى من يشيل..ان شاء الله اذا وصلنا لشقتي راح اقفل عليها البيبان واخليها تحلم تعتب باب الشقة...اذا بالسيارة وثواني ما انضبطت..
حسيت بشوووية ذنب...انا تعمدت اطوول عليها شووي..بس ما طولت مرة...موو يقولون البدوية تسمع كلام رجلها؟؟؟...ليش مضاوي ما تسمع حكيي بالمره؟؟؟...طبعا...لأني ما وريتها العين الحمراء...يبيلها تكفخ صح...عشان تعرف قيمتي...وتعرف اني رجال غصب عنها وعن ابوها الخايس!!مسوية فيها انها بنت رجال...لووو ابوها صدق رجال ما كان باعها بهالسهوولة...مالت عليهم هالبدوو...فيهم كبر موو بمحله...
سمعت صوت مضاوي واستغربت انها تتكلم...فالتفت عليها شفتها تطالعني وتحرك فمها...لكني ما قدرت افهم حررف منها...قصرت على الصووت...
: خيررر؟؟؟.."
كان هذا سؤالي ببرود وانا امط شفتي بقرف...والهواء يحرك شعري بكل اتجاه ويجي على عيوووني كثير...فشلت النظارة الشمسية من الدرج...وحطيتها فوق راسي عشان تبعد الشعر عن عيووني...
فتحت فمها مضاوي شووي...ثمن سكرته...ثم رجعت تكلم واهي توريني ايدها
: كنت اقووول...اني ابي منديل..."
طالعت بيدينها البيضاء الصغيرة...وانصدمت يوم لاحظت الدم اللي عليها...وقفت بسرعه وبدوون ما احاسب..فطارت مضاوي بقوة على قدام...وصررخت بألم...
ضربت جبيني بقوووة...نسيت اقووولها تحط الحزام...والله انييييي...غب...الا ذكي...هذا اني عوورتها وبدون قصد...
ابتسمت بشرر...وانا اشوفها تحط ايدينها على ضلوعها وتكتم صرخاتها...غطاها طاح عن وجهها وشعرها قام يتطاير بسبب الهواء القووي..كانت الشعرات السوداء الغجرية وهي تطاير حول وجهها ...صوورة غرريبة...وعيوونها تلمع وكأن فيها دموع مكبوتة...
صدت عني بقووة...وقامت تعدل شيلتها...كنت بقوول لاء...بس مسكت لساني بالقوة...ورجعت على ورى...ومسحت وجهي بعصبية...
بعد ما غطت وجهها التفتت وقالت بصعوبة
: من....ديل.."
رميت عليها الكرتون...وطالعت فيها بطرف عيني وهي ترفعه...وتمسح يدينها الناعمه بالمنديل المعطر...قطرات الدم لوثت المنديل الابيض الناصع...رمته برى...ورجعت المناديل مكانه...
قلت وانا اتذكر
: وش ذا؟؟؟..."
بس ما ردت علي...كان واضح انها سرحانه...حسيت بفضوول...غريبة والله ان البدوو يسرحون!!...احس ان عقولهم فاضية مافي مجال انهم يعيدون التفكير بأي شيء!!
: هييييييييييي....مضاوي.."
التفتت بسررعه...مضاوي...كم مرة ناديتها باسمها؟؟؟...قليل صح؟؟؟...
قلت وانا ارجع احرك السيارة
: وش ذا الدم؟؟؟....انجرحتي؟؟؟.."
تكلمت مضاوي بعد ثواني صمت
: لاء..."
واكتفت بهالشيء...وانا من زود قهرري...ما حبيت اكثر اسأله...والله بتمنن علي بالاجوبة...
من زينها عشان اشحد منها الاجوبة...خلها تنفلق...
تذكرت الحزام...فرجعت التفت عليها وبدون ما اقوول شيء..ربطت لها الحزام...صرخت مضاوي اول ما نزلت راسي عندها...ولاحظت انها توترت مرة...بس مع هذا ما بعدتني...اكتفت بأنها دخلت بطنها جووه جسمها بطريقة غريبة...وكأنها تتجنب اني المسها بأي شكل...حسيت بتوتر غريب..ريحة عطرها...عبايتها الضيقة...يدينها البيضاء الناعمه المعطرة....شيء غرريب...
بعدت عنها وزدت من سرعه السيارة عشان اوصل الشقة وانثبر انام...واخلي مضاوي لووحدها بعالم جديد غريب عليها...
طول الطريق للقرية واللي ما أخذ مني اي وقت...اصلا اهو نص ساعه ومع سرعتي وصلنا بربع ساعه...كانت مضاوي ساكته تماما....حتى صرت اشك انها كاتمه انفاسها عني..بس لاحظت انها تطالع بالطريق بتعجب...وتعجبت انا على غبائها واكيد تعجبت على الافكار الغبيه اللي اكيد تدور براسها في هاللحظة...
اول ما دخلت القرية...حسيت بقلبي تقبضه رياح باردة...تعوذت من ابليس...وانا احاول اتحرر من هالأحاسيس...يا ربي...هووون علي كل ذا...مستقبلي بكامله هنا...مقدر اطلع من هالمكان...حتى لوو عذابي ساكن على بعد خطووات مني...
بس الشعور زاد علي..وقمت اضرب صدري بيدي بقووة....أحس ان دقات قلبي شوووي وتوقف..والكتمه غامرتني بطريقة غريبة..
بديت ابطء من السررعه...وانا اخذ لفات متعود عليها...عشان اوصل لشقتي...شفت بعض الناس اللي يعرفووني يأشرون لي...فابتسمت لهم ببرود...ورفعت لهم يدي....
الحركه الهادية بالقرية من اجمل مميزاتها...كل شيء يتحرك بهدوء وانسيابيه...الناس واضح على وجيهم السلام والأمان اللي يحسون فيه بين هالجبال...حتى هالشيء منعكس على ابتسامتهم اللي تملا وجيههم...وعلى حركاتهم الهادية وهم يمشون...
رغم ان القرية بدت تزدحم بالسياح...بس لسه هالشيء ما فقدها الرتم الحلووو...اللي تعونا عليه انا ومعظم سكان القرية...ولا نبيه يتغير...
سمعت حركة خفيفة جنبي...فالتفت على مضاوي...كانت متربعه على الكرسي وحاطه يدينها تحت ذقنها...وفمها مفتوح وعيونها الواسعه صايرة اوسع بكثيييييير وكانت ترمش بكثرة...اعطاها هالشيء براءة غرريبة...خفف علي شكل مضاوي الحلوو ولأول مرة بالتاريخ من الشعوور القوي اللي مسيطر علي...نقدر نقول لطفه شوووي...شعور غريب قبض قلبي..خلاني احس بضيق من نوع ثاني..بس اخف بكثير من الضيق الأول...
لاحظت ان مضاوي تحاول تكبت حركات جسمها علشاني...وهالشيء حسسني بشيء شيييين...حسيت اني وحشش....وحش غادر ...سبحان مغير الأحوال...انا اللي كنت ناوي استفرد فيها واوريها الويل...انا اللي متقررف منها...ومحسستني بالغثيان...ينقلب حالي...بلحظات بس...واحس بشعور سيء داخلي علشان وحده مثل مضاوي...
غلب طيبي القديم على شري المستحدث...فلفيت عنها عشان تاخذ راحتها...وفعلا لاحظت ان الحركات زادت...خصوصا لمن نمر من عند محلات او اطفال صغار...شكلها تحب الاطفال...لمحتها بعيني ثمن رجعت ركزت على الطريق...كانت اهي اكبر طفله شفتها بحياتي...وهالشيء خلاني اقررف من نفسي..على اللي سويته فيها ليلة العمر الكريمه!!...
عصبت ووقفت بقوة عن العمارة...ناقص انا تأنيب ضمير؟؟؟...هه...ليش احس بتأنيب الضمير....هالبدوو ما يستاهلون اي ذرة شعوور واحاسيس...وبعدين اكيد اني افضل من مية بدوي كانت راح تاخذه....ويا له كلها فترة وراح تاخذ واحد من حقينهم!!
فكيت حزامي وطلعت من السيارة...شفت البواب يجي جهتي..اعطيته المفتاح...وكنت بدخل العمارة...بس سمعت صرخة مضاوي المكتومة!!
رجعت وراي...ورحت لها بقلة صبر...بسبب مشاعر العطف اللي حسيتها اتجاهها لازم امحي هالمشاعر الكذابة نهائي...هالناس ربي خلقهم عشان انا نعذبهم...فتحت لها الحزام...وجريتها بقوة من السيارة...والمصيبه انها مافتحت الباب...فتألمت بقوة وهالشيء بان على تقطيبة حواجبها...فتحت الباب بنفوذ صبر...ورحت لجهة البواب...
قلت له يشيل الشنط...ويدخل السيارة بالمواقف ويطلع يجيب لي المفتاح...
يوووووووووووه..خبطت راسي بقلة صبر وانا ارجع للسيارة واشيل اكياس الساندويشات... لقيت مضاوي ميب بمكانها..شفت الشياطين الحمر تنط قدام عيوووني...لوو حصل اني ما لقيتها داخل...فوالله ثم والله ماراح ادورها لو راح يأنبني ضميري طول عمري!!
" مضاوي"
وه وه ... وش ذا المكان؟؟..تلفت بلقافة اطالع بكل شيء وادقق فيه...ذكررني ببيت عماني...ايه كله يبررق وفيه من هالاشياء الصغيرة...وبعد يحبوون اللون الأحمر...!! مثلي....هوووو...طيب وش يسوون هالرجاجيل هنيا؟؟؟..هذا اكيد بيت سعيدان...بس المفرووض انه ما يكون فيه اي رجاجيل..شلووون افصخ عبايتي؟؟...والله يا سعوود انك ماتعرف لا للاصول ولا للدين!
كنت ببعد يده بقوة عني واصررخ فيه بضيق على حركاته...بس كتمت غيضي منه بسبب الناس اللي تمقل فينا...
كانت يده شاده على ذراعي وشووي تطحنها...سحبني لمثل الغرفة الصغيرة...وقفل الباب علينا..ايييييه...هذا..ال...مص...مصع...مصدع؟؟؟.. .لاء...مصعد...ايه...مثل اللي ببيت عماني...بس ذاك اززين واشررح...
ما تكلم معاي...كانت ساكت ويطق اصابعه بضيق..ليش دايم مبوووز؟؟..ليش دايم زعلان؟؟...ليش دايم ضايق؟؟...ليش ما يضحك؟؟...الضحك لا هو بحرام ولا هو بعيب...
صحيح ان ضحكي قليل...بس موو مثل سعود ابد...ريحة الأكل اللي معاه...خلت بطني تصغر وتصيح تطالب بالعيشة...كنت صدق ميتة جووع...وذا ما يحس ولا يفكر باللي معه...
عادي اقدر اطلبه..بس اخاف يردني...عاد اهوو ينبسط باللحظة اللي يردني فيها...يا الله يا رب لا تحيجني لا له...ولا لغيره...
شفت سعود يتحرك فجأة...وقررب مني حيل..وسحب غطاي عن وجهي..ما طالعت فيه...قمت اطالع بالباب اللي قبالي...حسيت بيده على شعري...شال الشيلة عن شعري كله..
قلت وانا اهتز مقهوورة
: ما تخاف الرجاجيل يشووفووني؟؟؟...ولا...عادي عندكم يالحظر؟؟"
وطالعت فيه بتحدي وانا اسحب الشيلة واحطها على راسي اي كلام بس ما غطيت وجهي...شفت سعود يتبوسم بطريقة ترفع الضغط...
قال وهو يفتح الباب وانا قمت اقز اشوف اذا فيه احد او لاء
: ايه عادي...خليهم يشوفونك.."
سحبني لبرى بسرعه قبل لا يقفل الباب من جديد....واخذني عند باب ثاني...كان فيه اعشاب واشجار صغيرة ونخلة صغيرة عند الباب...شكلهن يهبل...اعجبتني حيل...
بس مابينت هالشيء لسعيدان...لاحظت ان السيب اللي واقفين فيه..كان فاضي ومافيه اي صوت...كان فيه اشياء معلقه على الجدران...رسومات والوانها زينه...اصفرر واحمر..وذهبي...وكان فيه ذاك الزل اللي يرد الرووح...ليت ابوووي معي...كان انهبل على ذا الزل..والله انه اززين من اللي ببيت عماني...اكيد انه غالي!!
شفت مرة قصيرة تفتح لنا الباب..وييييييييييييييييييه...ياسووت لنا مناحه اول ماشافت سعوود وقام تورطق وتسوولف عليه ومدري وش تقوول...
حطيت يدي على قليبي يوم شفتها تحط يدينها على كتووف سعوود...صحيح انها عجيز قاضية...بسس بعد...مايصح الا الصحيح...
قررربت من سعوود وبعدت يدها عنه وكني ما انتبهت...وابتسمت له وهو يطالعني بقهر من فوق لتحت...دخلت جووه...
سعود وهو يكلمني قبل لا ادخل اكثر
: افصخي عباتك...ترى مافيه رجال..."
هزيت راسي بدون ما اطالعه...ودخلت جوه من باب ثاني...ووقفت مصنمه وانا اطالع بالمره الشقيرا الصفيرا...اللي قبالي!!...
شلت الشال حقي اللي كنت راميته على الكنبة البيج اللي بالصاله..لفيت بعيوووني...على المكان...من جديد...ماراح ارجع هنا مرة ثانية..عشان كذا بحاول اشبع حنيني...لضحكات الغادر سعود!!
...ارتميت بكابة على الكنبه وعيووني مليانه دمووع....
كانت تتظاهر بالنوم...لكن عيوونها مفتوحة على الأخير...مثل الغزال الشارد اللي ينبهر بأضواء سيارة مارة...الأنفعال خلى قلبها يدق بسررعه...والأدرينالين اخذ دوره واتقنه...حتى انها حست ان ريقها نشف من كثير ما تبلعه وهي تطالع بالملابس الغريبة...والأشكال اللي اول مرة تشوف مثلها...يذكرونها بالخواجات والعجم اللي كانوا يزورونها...يا شين هالأشكال!!...كانت تستغرب يوم تشوف عيون زرقاء...هالشيء تعتبره حاجة فعلا عجيبة...تعتقد ان ربي خلق عيونهم شفافه وان السماء تنعكس على صفحة عيونهم...حتى جدتها كانت تحكيها وتقول لها لأن ربي غضب عليهم اعطاهم هالاشكال!! وطبعا هذي من الخرافات اللي كانت مؤمنة فيها وبقوة....عدلت جلستها وهي تشوف شيء اثار استغرابها اكثر من اي شيء اخر...كانت حرمة متغطية من فوقها لتحتها...حست نفسها بتصرخ من الفر ح...يعني فيه ناس مثلها...يا ذي الفرحة اللي تحس انها بتختنق منها...
"مضاوي"
تمرء (تمرق)علي...تمرء (تمرق)...ما بتمرء (تمرق)ما بتمرء(تمرق)...مش فارئة (فارقة)معاي...تعشء(تعشق) علي اعشء(اعشق)...مابتعشء(تعشق) ...ما بتعشء(تعشق) !!مش فارئة(فارقة) معاي!!
عندك مكاني صيت كبييير...فيه عندك عندي من التئدير(التقدير)..شيء كتير...لكن بتروح...مش مسمووح...
تشفأ (تشفق)علي... اشفأ(اشفق)...ما بتشفىء(تشفق) ..ما بتشفىء(بتشفق)...مش فارئة(فارقة) معاي...مش فارئة(فارقة)...تعلء (تعلق)معاي...تعلء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)..
ئصة (قصة)هاي مش ئصة(قصة) هاي...
ازعجني الصوت اللي يطلع لي من سيارة سعود الغريبة العجيبة اللي راكبتن فيها...اللي مالها سقف...وهالشيء مهبل فيني...بس مقدر افتح فمي بحرريف مووب حرف...!!
كانت حرمة مدري شلون قايل صوتها...وأفهم منها كلمة وعشر ما فهمهن...وكأنها تكلم بلغة غريبة علي..بس لاء...الاكيد انها عربي...لأن بعض علومها مثل علومنا!!
تنهدت بضيق...لوو ان اللي جنبي يعطيني شوووية وجه!!...كان اقلها سألت...الله يذكر ايام نورس وهيفاء بالخير...صحيح ان مالي سويعات عنهن...لكني والله اشتقت لهن كثير...اقلها نورس كانت تحمل اسألتي وتجاوبني بطيب خاطر...
رجعت تنهدت من جديد...وانا اسنع جلستي واعدل غطاي اللي كان شوي ويطيح عن وجهي...طالعت بطرف عيني...للي جالس جنبي...يقولون انه جوزي!!...
كان مقفل فمه بقوووة...ومقطب حجانه...ويدينه ماسكه بقوة...شعره يتحرك مع الهواء الزين اللي يجينا من كل صوب...
صديت عنه...وحطيت يديني تحت ذقني...وقمت اتمقل بهالخلق المفاصيخ!!...وش اقووول؟؟؟...لساني عاجزن عن وصف هالشيء اللي قبالي...ما اقول... غير يالله سترك...!!...
وقف سعود السيارة..وانا تحركت من مكاني بربكة...بس مد يده بدفاشه قدام وجهي...
وقال بطريقته اللي ترفع ضغطي
: لا تحرركين...بنزل شووي وبرجع لك..."
قلت بعناد
: وتتركني هنيا؟؟؟...لا...بنززل معاك...رجلي على رجلك يا ولد الحظر.."
سفهني ال....استغفر الله...هذا رجلي...مفرووض اني ما ادعي عليه...ولا اسميه بهالاسماء الدنيه....جلست بمكاني متحرقصة...ابي اعررف وش ذا المكان اللي دخله...
شفته وهو يدخل بطوله وهيبته المكان...لاحظت شلوون الناس تلفت له... ايه...اكيد سعود مزيوون وكلن شايف هالشيء وعارفه...
مديت رقبتي احاول اشووفه...بس ما قدرت...فنزلتها بضيق..وحطيت يدي على خدي...وقمت اتمقل من جديد بالناس اللي تمشي من حوولي...
شفت رجالين يتهاوشون....كان واحد فيهم رافع صوته ويده تروح وتجي وتطاول على اللي واقف قدامه واللي بعد ما كان مقصر بس ما كان مثل خويه....
استغربت وانا اسمع لهجتهم...وش يقولون ذولي؟؟؟؟...رمشت بعيووني بسرعه...وانا اشوفهم يبتعدون وقمت احرك رراسي الاحقهم وانا مفهية من الحكي اللي اسمعه!!
رجعت رميت راسي على المقعده بكسل...وطالعت بالمكان اللي دخله سعود بس للحين ماطلع...ولا بين له اثر...!!
سمعت صوت ضحكة...تتبعت الصوت..وابتسمت بدوون مدرري...وانا اشوف ورع اشيقر اصيفر ماسك له عسكريم مثل اللي كنت اكله مع هيفاء ونورس...والعسكريم سايح وموصخ ملابسه...ومعه مرة...ماسكه منديل وقاعده تنظف له ملابس وهو يكركر...
اختفت ابتسامتي وضاعت..تذكرت عبيد...ياويلي عليك يا عبيد...عوورني قليبي...وش جار له؟؟؟..يا رب ان عمتي هنا ما تنساه ولا تقصر معاه وترربيه مثل ماربت سعيدان...واحسسن بعد...ايه احسسن...من زينه سعيدان بعد...عبيد اخووي احسن واززين وكافي ان سبع سنين من عمره تربيتي انا...
رفعت رقبتي بفخر وانا اتذكر كيف كان عبيد وكيف صار بعد ما تجووزت خايب الرجا سعوود...
رجعت اتتبع الورع بعيووني...يا زينه مشاء الله...امه خذته معها وراحت بعيد...شفت رجال يقرب منهم...كان لا اله الا الله طوووووويل...وعليه ذيك الجثة اللي مشاء الله كنها باب من عرضه وطوله...وشعره وعيونه وحتى حجانه صفررر مثل لوون الذهب اللي كانت جدتي تلبسه وتفاخر فيه عند ضيووفها...شفت الرجال اللي ما تهقين انه يعرف يتبوسم...يخم الورع الصغير بقووة...ويشيله بين يدينه ويحطه على كتوفه...
هزيت كتوفي ثم حطت يدي اليمين على قلبي ببطء...كان يدق بسررعه...ودقاته تسارع وترربشني معها....انا عارفه انكم عارفين وش افكر فيه هالحين؟؟؟...ايييييه...افكر لوو جاني ورع بكره من سعيدان...بيحبه مثل هالاصفر؟؟؟...
حسيت بمرارة قوووية بفمي...وغمضت عيوووني...وحاولت اني ما افكر ببكرة...لأن الله اعلم اذا بعيش لليوم اللي يجيني فيه ورع او لاء....
كان في محل مخبوزات صغير...بيشتري بعض الاشياء الناقصه...مع انه عارف ان مربيته ماراح تكون مقصره...بس هوو بعد يحب هالاشياء بما انه في ميلانو...فبيستغل الفرصه...علشان اذا طلع للقرية اللي هو عايش فيهاما يضطر انه يطلع كل شووي ويروح يتقضى...فبيخلص من هنا...
عيونه كانت كل شوووي تتجه للكائن الغبي اللي بالسيارة...لاحظ شلون تطالع بالناس...وشلوون الناس تطالع فيها...لسه الايطاليين يستنكرون العباية والغطا مهما جوو العرب لهنا...لأن معظمهم يشيلون الغطا ويتركون الحجاب بسس...
بس احسن خلها متغطيه ازين لها.....ول...ه!!
" سعود"
اممم...المافن هذا ماله مثيل!!
طلبت من البياعه تحط لي منه كيلوو...وبعض الساندويشات المختلفه الشهية اللي ماراح تلاقون لها مثيل في اي مكان....مافي الذ من اكل ميلانو...خصوصا انها مشهورة بمتاجرها ومخبازها المميزة....
طليت بعيوني على برى...شفت مضاوي ترمي راسها على المقعد بكسل...زين اني ما عطيتها وجه وجبتها لهنا..كان فضحتني بطريقة نظراتها واسألتها اللي ما تنتهي...واسلوووبها اللي يستفززني ويخليني اطلع من طووري واعطيها كم طراق!!
اعطيت ظهري للباب...ورجعت اختار بعض الفطاير...يله...عشان ما تبلشني مضاوي وتطوع تطبخ...وعععع...هاللي ناقص اكل من يدينها...صدق قرررف...
هزيت راسي بامتعاض وانا اروح للكاشير واحط كل الاغراض هناك...قمت ادور على بوكي في جيوووبي...بس اول ما طلعته طاح من ايدي...نزلت على الأرض عشان اشيله...وطاحت عيووني بنفس اللحظة على سيارتي اللي بره...
وقفت موو مستوعب بدون ما اشيل البوك معي...كانت السيارة فاضية...ومافيها احد...مشاعر عدة جات بقلبي...وافكر غبيه كثيرة جات براسي كلها بنفس الووقت...ارتفع ضغطي...وخفت وتوترت واحتديت وتسارعت نبضات قلبي وفكري وكل شيء فيني.....وين راحت هالغبية؟؟؟...سمعت صوت خطوات الموظفة وهي تقرب مني علشان ترفع البوك..لي..وقفت عشان تعطيني اياه... بس سفهتها وبعدتها بقسوووة عني...ورحت اركض لخارج المخبز...
طالعت يمين ويسار...ولاحظت ان الطريق مزدحم بالناس...زين اني طوويل يعني اقدر اشووف من بينهم...بس مشاء الله هنا الناس عملاقة!!...وش اشوووف ووش مقدر اشوووف؟؟؟....
جاني احساس بالقلق فضيع...وحسيت أن قلبي يعوورني وانا اروح امشي...لجهة اليمين..وادوور عن مضاوي...زين ان مضاوي لابسه عبايتها يعني اقدر اميزها بسهوولة من بين الناس...زدت سرعتي وانا ابعد الناس بقوة عن طريقي...واسمع صوت السب من كل صوب يجيني...وما يحتاج احكي لكم عن اخلاق الطليان العالية!!
اووووووه...هذا وقته!!...شفت الشرطي يجي ويحط مخالفه على سيارتي...ارتفع ضغطي...بس ما قدرت ارجع...لازم القى هالغبيه قبل لا تختفي للأبد وابلش انا!!!
صرت اسأل الناس واوصف لهم مضاوي...بس اكثرهم ماعطووني وجه...وبعضهم صرخوا بوجهي انهم مشغوولين...وقفت بنص الشارع وانا اتنفس بسررعه...حسيت بصدري يألمني كثرة ما ركضت...سمعت اصوات السيارات من وراي...فالتفت ببطء ورجعت لسيارتي...وانا موو قادر افكر بأي شيء...غير اني لازم اروح مركز الشرطة واسوي بلاغ عن هالبدوية المقرفة!!
بس قبل...قررت ارجع المخبز واخذ اللي كنت ابيه...
" مضاوي"
حسيت بعبرتي تخنقني...كان منظره فضيع....هزيت راسي وانا حاسه بصداع قوووي يقتلني..لاء...لاء... .
هذا كل اللي قدرت اقوووله...لاحظت ان الناس تطالعني...وبعض الرجال قربوا مني وحطوا يدينهم على اكتافي...بعدت يدينهم بقوووة...وحاولت اطلع من بين الناس وابعد عن هالخنقة والكتمه اللي شوووي وتذبحني معاهم...!!
قدرت اطلع من بينهم اخيرا...وقفت بعيده شوووي...وعيوووني تدور بكسل وتعب على سعود...وينه هالجوز وينه؟؟؟...وووووينك سعوود؟؟؟...لا تروووح...رد لي عبييييييد...
مشيت احاول اتذكر الطررريق اللي جيت منه...انا ما ابعدت كثير...بسسس...اكيد سعوود معصب...فكرت وانا حاسه بمرض ينهش قليبي وكبيدي وانا اتذكر اللي صار قبال عيوووني قبل دقايق...
الورع اتركه ابووه على الأرض...شوووية بسس...لحظة والله يا ناس...لكنه قام يركض على السيارات...فلحقته امه وهي تصارخ...صوتها يقطع القلب...لكن...المووت كان اسرع لهم...خطفهم بلحظة...سرق ضحكاتهم العالية...وتركهم جثث مرمية على الأرض...والدم متناثر بالشارع...انا شفت السيارة وهي تدعسهم وترمي اسجامهم بعيد...ما احتملت...وبدون مدري او اشعر...فتحت السيارة ونسيت سعوود واللي جابوه...كنت ابي اساعد الام وورعها...كان لازم اتدخل يمكن اقدرر اسوووي شيء!!
تنهدت وانا اوصل عند مكان السيارة...كان سعود موب فيها...تنشقت رائحة الخبز اللي تطلع من المكان اللي دخله سعود...حسيت بجووع...وسمعت صووت لبطني قوووي!!
رحت لمكاني...وجلست فيه...ورميت راسي..ومديت يدي بكسل لمقعدة سعود...كان الرجال الاصفر يبكييييي...ويصيح بصووت خشن غررريب...ومدري وش يهذري به...بلهجته الغرريبة...وانا بعد كنت اصرخ فيهم...واقوولهم جيبووا الطبيب...بس ما سمعوا كلامي...مدرري ما فهموه...
لاحظت الدم اللي على عبايتي..وشووي على اطراف اصابعي...ورفعت يدي اطالع فيها...طرى شيء على بالي...قفمت ارمش بعيوووني...وانا اتحرك بضيق في مقعدي...سعوود...اللي ابوي جوزني اياه...بيبكي علي اذا مت!!!..ولا بيفرح ويذبح الذبايح امتنان!!
جاني الجواب بسررررررعه....يوم ركب جنبي سعوود...والتفت علي بقسوة وبعد ايدي اللي فيها دم بدون ما ينتبه له...
: ان ماربيتك يا البدوية المتمردة ما اكون سعوود!!"
برقت عيووني...يربيني؟؟...وانا...بربيه؟؟...وش هالحياه يا رب؟؟...يقولون الجواز سكن ومودة وهذا اللي قاله ذاك الداعيه اللي مرة زارنا...لكني ما اشووف لا السكن ولا الموودة...
ما اشوف غير الكره والاحتقار والتنقيص من قيمتي...يعتقد ان البدوو ولا شيء...يعتقد ان البدوو رعاة غنم اغبياء...وانهم ما يفقهون شيء من امور الدنيا!!
ابتسمت بقوة وانا اعدل جلستي...مانيب راده عليك يا سعوود...لكن انت بنفسك بتشووف هالبدوية اذا ما جابت راسك لكن بعد ما تجيبه راح تختفي من قدامك وتخلي لك السراب..يمكن وقتها تعرف قيمة البدوو...وتعرف تثمنهم بحياتك الجايه!!
" سعود"
سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..
اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..
رفعت صوت الاغنية لاخر مدى...وانا ادعس بأقوى ما عندي على البنزين...صدق اني ارتحت يوم شفت مضاوي...لكن هالراحه كانت لثواني بالضبط...بعدها حل شعوور بالحقد الشديد عليها...حسيت بدمي يفووور وانا اشوفها جالسه ببرود..وحاطه يدها القذرة وتحسس مقعدتي...وعيوونها مسبهة...
هالمتخلفه..كانت بتوديني انا وياها بمصيبه مالها مثيل...تحسب اننا في السعودية..ما تدري ان الخطف هنا على قفى من يشيل..ان شاء الله اذا وصلنا لشقتي راح اقفل عليها البيبان واخليها تحلم تعتب باب الشقة...اذا بالسيارة وثواني ما انضبطت..
حسيت بشوووية ذنب...انا تعمدت اطوول عليها شووي..بس ما طولت مرة...موو يقولون البدوية تسمع كلام رجلها؟؟؟...ليش مضاوي ما تسمع حكيي بالمره؟؟؟...طبعا...لأني ما وريتها العين الحمراء...يبيلها تكفخ صح...عشان تعرف قيمتي...وتعرف اني رجال غصب عنها وعن ابوها الخايس!!مسوية فيها انها بنت رجال...لووو ابوها صدق رجال ما كان باعها بهالسهوولة...مالت عليهم هالبدوو...فيهم كبر موو بمحله...
سمعت صوت مضاوي واستغربت انها تتكلم...فالتفت عليها شفتها تطالعني وتحرك فمها...لكني ما قدرت افهم حررف منها...قصرت على الصووت...
: خيررر؟؟؟.."
كان هذا سؤالي ببرود وانا امط شفتي بقرف...والهواء يحرك شعري بكل اتجاه ويجي على عيوووني كثير...فشلت النظارة الشمسية من الدرج...وحطيتها فوق راسي عشان تبعد الشعر عن عيووني...
فتحت فمها مضاوي شووي...ثمن سكرته...ثم رجعت تكلم واهي توريني ايدها
: كنت اقووول...اني ابي منديل..."
طالعت بيدينها البيضاء الصغيرة...وانصدمت يوم لاحظت الدم اللي عليها...وقفت بسرعه وبدوون ما احاسب..فطارت مضاوي بقوة على قدام...وصررخت بألم...
ضربت جبيني بقوووة...نسيت اقووولها تحط الحزام...والله انييييي...غب...الا ذكي...هذا اني عوورتها وبدون قصد...
ابتسمت بشرر...وانا اشوفها تحط ايدينها على ضلوعها وتكتم صرخاتها...غطاها طاح عن وجهها وشعرها قام يتطاير بسبب الهواء القووي..كانت الشعرات السوداء الغجرية وهي تطاير حول وجهها ...صوورة غرريبة...وعيوونها تلمع وكأن فيها دموع مكبوتة...
صدت عني بقووة...وقامت تعدل شيلتها...كنت بقوول لاء...بس مسكت لساني بالقوة...ورجعت على ورى...ومسحت وجهي بعصبية...
بعد ما غطت وجهها التفتت وقالت بصعوبة
: من....ديل.."
رميت عليها الكرتون...وطالعت فيها بطرف عيني وهي ترفعه...وتمسح يدينها الناعمه بالمنديل المعطر...قطرات الدم لوثت المنديل الابيض الناصع...رمته برى...ورجعت المناديل مكانه...
قلت وانا اتذكر
: وش ذا؟؟؟..."
بس ما ردت علي...كان واضح انها سرحانه...حسيت بفضوول...غريبة والله ان البدوو يسرحون!!...احس ان عقولهم فاضية مافي مجال انهم يعيدون التفكير بأي شيء!!
: هييييييييييي....مضاوي.."
التفتت بسررعه...مضاوي...كم مرة ناديتها باسمها؟؟؟...قليل صح؟؟؟...
قلت وانا ارجع احرك السيارة
: وش ذا الدم؟؟؟....انجرحتي؟؟؟.."
تكلمت مضاوي بعد ثواني صمت
: لاء..."
واكتفت بهالشيء...وانا من زود قهرري...ما حبيت اكثر اسأله...والله بتمنن علي بالاجوبة...
من زينها عشان اشحد منها الاجوبة...خلها تنفلق...
تذكرت الحزام...فرجعت التفت عليها وبدون ما اقوول شيء..ربطت لها الحزام...صرخت مضاوي اول ما نزلت راسي عندها...ولاحظت انها توترت مرة...بس مع هذا ما بعدتني...اكتفت بأنها دخلت بطنها جووه جسمها بطريقة غريبة...وكأنها تتجنب اني المسها بأي شكل...حسيت بتوتر غريب..ريحة عطرها...عبايتها الضيقة...يدينها البيضاء الناعمه المعطرة....شيء غرريب...
بعدت عنها وزدت من سرعه السيارة عشان اوصل الشقة وانثبر انام...واخلي مضاوي لووحدها بعالم جديد غريب عليها...
طول الطريق للقرية واللي ما أخذ مني اي وقت...اصلا اهو نص ساعه ومع سرعتي وصلنا بربع ساعه...كانت مضاوي ساكته تماما....حتى صرت اشك انها كاتمه انفاسها عني..بس لاحظت انها تطالع بالطريق بتعجب...وتعجبت انا على غبائها واكيد تعجبت على الافكار الغبيه اللي اكيد تدور براسها في هاللحظة...
اول ما دخلت القرية...حسيت بقلبي تقبضه رياح باردة...تعوذت من ابليس...وانا احاول اتحرر من هالأحاسيس...يا ربي...هووون علي كل ذا...مستقبلي بكامله هنا...مقدر اطلع من هالمكان...حتى لوو عذابي ساكن على بعد خطووات مني...
بس الشعور زاد علي..وقمت اضرب صدري بيدي بقووة....أحس ان دقات قلبي شوووي وتوقف..والكتمه غامرتني بطريقة غريبة..
بديت ابطء من السررعه...وانا اخذ لفات متعود عليها...عشان اوصل لشقتي...شفت بعض الناس اللي يعرفووني يأشرون لي...فابتسمت لهم ببرود...ورفعت لهم يدي....
الحركه الهادية بالقرية من اجمل مميزاتها...كل شيء يتحرك بهدوء وانسيابيه...الناس واضح على وجيهم السلام والأمان اللي يحسون فيه بين هالجبال...حتى هالشيء منعكس على ابتسامتهم اللي تملا وجيههم...وعلى حركاتهم الهادية وهم يمشون...
رغم ان القرية بدت تزدحم بالسياح...بس لسه هالشيء ما فقدها الرتم الحلووو...اللي تعونا عليه انا ومعظم سكان القرية...ولا نبيه يتغير...
سمعت حركة خفيفة جنبي...فالتفت على مضاوي...كانت متربعه على الكرسي وحاطه يدينها تحت ذقنها...وفمها مفتوح وعيونها الواسعه صايرة اوسع بكثيييييير وكانت ترمش بكثرة...اعطاها هالشيء براءة غرريبة...خفف علي شكل مضاوي الحلوو ولأول مرة بالتاريخ من الشعوور القوي اللي مسيطر علي...نقدر نقول لطفه شوووي...شعور غريب قبض قلبي..خلاني احس بضيق من نوع ثاني..بس اخف بكثير من الضيق الأول...
لاحظت ان مضاوي تحاول تكبت حركات جسمها علشاني...وهالشيء حسسني بشيء شيييين...حسيت اني وحشش....وحش غادر ...سبحان مغير الأحوال...انا اللي كنت ناوي استفرد فيها واوريها الويل...انا اللي متقررف منها...ومحسستني بالغثيان...ينقلب حالي...بلحظات بس...واحس بشعور سيء داخلي علشان وحده مثل مضاوي...
غلب طيبي القديم على شري المستحدث...فلفيت عنها عشان تاخذ راحتها...وفعلا لاحظت ان الحركات زادت...خصوصا لمن نمر من عند محلات او اطفال صغار...شكلها تحب الاطفال...لمحتها بعيني ثمن رجعت ركزت على الطريق...كانت اهي اكبر طفله شفتها بحياتي...وهالشيء خلاني اقررف من نفسي..على اللي سويته فيها ليلة العمر الكريمه!!...
عصبت ووقفت بقوة عن العمارة...ناقص انا تأنيب ضمير؟؟؟...هه...ليش احس بتأنيب الضمير....هالبدوو ما يستاهلون اي ذرة شعوور واحاسيس...وبعدين اكيد اني افضل من مية بدوي كانت راح تاخذه....ويا له كلها فترة وراح تاخذ واحد من حقينهم!!
فكيت حزامي وطلعت من السيارة...شفت البواب يجي جهتي..اعطيته المفتاح...وكنت بدخل العمارة...بس سمعت صرخة مضاوي المكتومة!!
رجعت وراي...ورحت لها بقلة صبر...بسبب مشاعر العطف اللي حسيتها اتجاهها لازم امحي هالمشاعر الكذابة نهائي...هالناس ربي خلقهم عشان انا نعذبهم...فتحت لها الحزام...وجريتها بقوة من السيارة...والمصيبه انها مافتحت الباب...فتألمت بقوة وهالشيء بان على تقطيبة حواجبها...فتحت الباب بنفوذ صبر...ورحت لجهة البواب...
قلت له يشيل الشنط...ويدخل السيارة بالمواقف ويطلع يجيب لي المفتاح...
يوووووووووووه..خبطت راسي بقلة صبر وانا ارجع للسيارة واشيل اكياس الساندويشات... لقيت مضاوي ميب بمكانها..شفت الشياطين الحمر تنط قدام عيوووني...لوو حصل اني ما لقيتها داخل...فوالله ثم والله ماراح ادورها لو راح يأنبني ضميري طول عمري!!
" مضاوي"
وه وه ... وش ذا المكان؟؟..تلفت بلقافة اطالع بكل شيء وادقق فيه...ذكررني ببيت عماني...ايه كله يبررق وفيه من هالاشياء الصغيرة...وبعد يحبوون اللون الأحمر...!! مثلي....هوووو...طيب وش يسوون هالرجاجيل هنيا؟؟؟..هذا اكيد بيت سعيدان...بس المفرووض انه ما يكون فيه اي رجاجيل..شلووون افصخ عبايتي؟؟...والله يا سعوود انك ماتعرف لا للاصول ولا للدين!
كنت ببعد يده بقوة عني واصررخ فيه بضيق على حركاته...بس كتمت غيضي منه بسبب الناس اللي تمقل فينا...
كانت يده شاده على ذراعي وشووي تطحنها...سحبني لمثل الغرفة الصغيرة...وقفل الباب علينا..ايييييه...هذا..ال...مص...مصع...مصدع؟؟؟.. .لاء...مصعد...ايه...مثل اللي ببيت عماني...بس ذاك اززين واشررح...
ما تكلم معاي...كانت ساكت ويطق اصابعه بضيق..ليش دايم مبوووز؟؟..ليش دايم زعلان؟؟...ليش دايم ضايق؟؟...ليش ما يضحك؟؟...الضحك لا هو بحرام ولا هو بعيب...
صحيح ان ضحكي قليل...بس موو مثل سعود ابد...ريحة الأكل اللي معاه...خلت بطني تصغر وتصيح تطالب بالعيشة...كنت صدق ميتة جووع...وذا ما يحس ولا يفكر باللي معه...
عادي اقدر اطلبه..بس اخاف يردني...عاد اهوو ينبسط باللحظة اللي يردني فيها...يا الله يا رب لا تحيجني لا له...ولا لغيره...
شفت سعود يتحرك فجأة...وقررب مني حيل..وسحب غطاي عن وجهي..ما طالعت فيه...قمت اطالع بالباب اللي قبالي...حسيت بيده على شعري...شال الشيلة عن شعري كله..
قلت وانا اهتز مقهوورة
: ما تخاف الرجاجيل يشووفووني؟؟؟...ولا...عادي عندكم يالحظر؟؟"
وطالعت فيه بتحدي وانا اسحب الشيلة واحطها على راسي اي كلام بس ما غطيت وجهي...شفت سعود يتبوسم بطريقة ترفع الضغط...
قال وهو يفتح الباب وانا قمت اقز اشوف اذا فيه احد او لاء
: ايه عادي...خليهم يشوفونك.."
سحبني لبرى بسرعه قبل لا يقفل الباب من جديد....واخذني عند باب ثاني...كان فيه اعشاب واشجار صغيرة ونخلة صغيرة عند الباب...شكلهن يهبل...اعجبتني حيل...
بس مابينت هالشيء لسعيدان...لاحظت ان السيب اللي واقفين فيه..كان فاضي ومافيه اي صوت...كان فيه اشياء معلقه على الجدران...رسومات والوانها زينه...اصفرر واحمر..وذهبي...وكان فيه ذاك الزل اللي يرد الرووح...ليت ابوووي معي...كان انهبل على ذا الزل..والله انه اززين من اللي ببيت عماني...اكيد انه غالي!!
شفت مرة قصيرة تفتح لنا الباب..وييييييييييييييييييه...ياسووت لنا مناحه اول ماشافت سعوود وقام تورطق وتسوولف عليه ومدري وش تقوول...
حطيت يدي على قليبي يوم شفتها تحط يدينها على كتووف سعوود...صحيح انها عجيز قاضية...بسس بعد...مايصح الا الصحيح...
قررربت من سعوود وبعدت يدها عنه وكني ما انتبهت...وابتسمت له وهو يطالعني بقهر من فوق لتحت...دخلت جووه...
سعود وهو يكلمني قبل لا ادخل اكثر
: افصخي عباتك...ترى مافيه رجال..."
هزيت راسي بدون ما اطالعه...ودخلت جوه من باب ثاني...ووقفت مصنمه وانا اطالع بالمره الشقيرا الصفيرا...اللي قبالي!!...
__________________
تعليق