روايه :عز الله ان حبي لك أكبر نقيصه..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *عبير الزهور*
    V - I - P
    • Jun 2008
    • 3267

    #31
    هزيت راسي بكابة وانا ارمي اللوحة الورقية بقسوة على الجدار...ورحت شلت شنطتي وقررت اطلع من الشقه...اصلا طولت...ولازم ارجع لشقتي...كافي ان تركي ما يطول هالأيام...وبس لازق بحلقي....لازم ارجع قبل لا يلاقيني وبعدين وش بيفكني منه!!
    شلت الشال حقي اللي كنت راميته على الكنبة البيج اللي بالصاله..لفيت بعيوووني...على المكان...من جديد...ماراح ارجع هنا مرة ثانية..عشان كذا بحاول اشبع حنيني...لضحكات الغادر سعود!!
    ...ارتميت بكابة على الكنبه وعيووني مليانه دمووع....




    كانت تتظاهر بالنوم...لكن عيوونها مفتوحة على الأخير...مثل الغزال الشارد اللي ينبهر بأضواء سيارة مارة...الأنفعال خلى قلبها يدق بسررعه...والأدرينالين اخذ دوره واتقنه...حتى انها حست ان ريقها نشف من كثير ما تبلعه وهي تطالع بالملابس الغريبة...والأشكال اللي اول مرة تشوف مثلها...يذكرونها بالخواجات والعجم اللي كانوا يزورونها...يا شين هالأشكال!!...كانت تستغرب يوم تشوف عيون زرقاء...هالشيء تعتبره حاجة فعلا عجيبة...تعتقد ان ربي خلق عيونهم شفافه وان السماء تنعكس على صفحة عيونهم...حتى جدتها كانت تحكيها وتقول لها لأن ربي غضب عليهم اعطاهم هالاشكال!! وطبعا هذي من الخرافات اللي كانت مؤمنة فيها وبقوة....عدلت جلستها وهي تشوف شيء اثار استغرابها اكثر من اي شيء اخر...كانت حرمة متغطية من فوقها لتحتها...حست نفسها بتصرخ من الفر ح...يعني فيه ناس مثلها...يا ذي الفرحة اللي تحس انها بتختنق منها...

    "مضاوي"


    تمرء (تمرق)علي...تمرء (تمرق)...ما بتمرء (تمرق)ما بتمرء(تمرق)...مش فارئة (فارقة)معاي...تعشء(تعشق) علي اعشء(اعشق)...مابتعشء(تعشق) ...ما بتعشء(تعشق) !!مش فارئة(فارقة) معاي!!
    عندك مكاني صيت كبييير...فيه عندك عندي من التئدير(التقدير)..شيء كتير...لكن بتروح...مش مسمووح...
    تشفأ (تشفق)علي... اشفأ(اشفق)...ما بتشفىء(تشفق) ..ما بتشفىء(بتشفق)...مش فارئة(فارقة) معاي...مش فارئة(فارقة)...تعلء (تعلق)معاي...تعلء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)...ما بتعلىء(تعلق)..
    ئصة (قصة)هاي مش ئصة(قصة) هاي...
    ازعجني الصوت اللي يطلع لي من سيارة سعود الغريبة العجيبة اللي راكبتن فيها...اللي مالها سقف...وهالشيء مهبل فيني...بس مقدر افتح فمي بحرريف مووب حرف...!!
    كانت حرمة مدري شلون قايل صوتها...وأفهم منها كلمة وعشر ما فهمهن...وكأنها تكلم بلغة غريبة علي..بس لاء...الاكيد انها عربي...لأن بعض علومها مثل علومنا!!
    تنهدت بضيق...لوو ان اللي جنبي يعطيني شوووية وجه!!...كان اقلها سألت...الله يذكر ايام نورس وهيفاء بالخير...صحيح ان مالي سويعات عنهن...لكني والله اشتقت لهن كثير...اقلها نورس كانت تحمل اسألتي وتجاوبني بطيب خاطر...
    رجعت تنهدت من جديد...وانا اسنع جلستي واعدل غطاي اللي كان شوي ويطيح عن وجهي...طالعت بطرف عيني...للي جالس جنبي...يقولون انه جوزي!!...
    كان مقفل فمه بقوووة...ومقطب حجانه...ويدينه ماسكه بقوة...شعره يتحرك مع الهواء الزين اللي يجينا من كل صوب...
    صديت عنه...وحطيت يديني تحت ذقني...وقمت اتمقل بهالخلق المفاصيخ!!...وش اقووول؟؟؟...لساني عاجزن عن وصف هالشيء اللي قبالي...ما اقول... غير يالله سترك...!!...
    وقف سعود السيارة..وانا تحركت من مكاني بربكة...بس مد يده بدفاشه قدام وجهي...
    وقال بطريقته اللي ترفع ضغطي
    : لا تحرركين...بنزل شووي وبرجع لك..."
    قلت بعناد
    : وتتركني هنيا؟؟؟...لا...بنززل معاك...رجلي على رجلك يا ولد الحظر.."
    سفهني ال....استغفر الله...هذا رجلي...مفرووض اني ما ادعي عليه...ولا اسميه بهالاسماء الدنيه....جلست بمكاني متحرقصة...ابي اعررف وش ذا المكان اللي دخله...
    شفته وهو يدخل بطوله وهيبته المكان...لاحظت شلوون الناس تلفت له... ايه...اكيد سعود مزيوون وكلن شايف هالشيء وعارفه...
    مديت رقبتي احاول اشووفه...بس ما قدرت...فنزلتها بضيق..وحطيت يدي على خدي...وقمت اتمقل من جديد بالناس اللي تمشي من حوولي...
    شفت رجالين يتهاوشون....كان واحد فيهم رافع صوته ويده تروح وتجي وتطاول على اللي واقف قدامه واللي بعد ما كان مقصر بس ما كان مثل خويه....
    استغربت وانا اسمع لهجتهم...وش يقولون ذولي؟؟؟؟...رمشت بعيووني بسرعه...وانا اشوفهم يبتعدون وقمت احرك رراسي الاحقهم وانا مفهية من الحكي اللي اسمعه!!
    رجعت رميت راسي على المقعده بكسل...وطالعت بالمكان اللي دخله سعود بس للحين ماطلع...ولا بين له اثر...!!
    سمعت صوت ضحكة...تتبعت الصوت..وابتسمت بدوون مدرري...وانا اشوف ورع اشيقر اصيفر ماسك له عسكريم مثل اللي كنت اكله مع هيفاء ونورس...والعسكريم سايح وموصخ ملابسه...ومعه مرة...ماسكه منديل وقاعده تنظف له ملابس وهو يكركر...
    اختفت ابتسامتي وضاعت..تذكرت عبيد...ياويلي عليك يا عبيد...عوورني قليبي...وش جار له؟؟؟..يا رب ان عمتي هنا ما تنساه ولا تقصر معاه وترربيه مثل ماربت سعيدان...واحسسن بعد...ايه احسسن...من زينه سعيدان بعد...عبيد اخووي احسن واززين وكافي ان سبع سنين من عمره تربيتي انا...
    رفعت رقبتي بفخر وانا اتذكر كيف كان عبيد وكيف صار بعد ما تجووزت خايب الرجا سعوود...
    رجعت اتتبع الورع بعيووني...يا زينه مشاء الله...امه خذته معها وراحت بعيد...شفت رجال يقرب منهم...كان لا اله الا الله طوووووويل...وعليه ذيك الجثة اللي مشاء الله كنها باب من عرضه وطوله...وشعره وعيونه وحتى حجانه صفررر مثل لوون الذهب اللي كانت جدتي تلبسه وتفاخر فيه عند ضيووفها...شفت الرجال اللي ما تهقين انه يعرف يتبوسم...يخم الورع الصغير بقووة...ويشيله بين يدينه ويحطه على كتوفه...
    هزيت كتوفي ثم حطت يدي اليمين على قلبي ببطء...كان يدق بسررعه...ودقاته تسارع وترربشني معها....انا عارفه انكم عارفين وش افكر فيه هالحين؟؟؟...ايييييه...افكر لوو جاني ورع بكره من سعيدان...بيحبه مثل هالاصفر؟؟؟...
    حسيت بمرارة قوووية بفمي...وغمضت عيوووني...وحاولت اني ما افكر ببكرة...لأن الله اعلم اذا بعيش لليوم اللي يجيني فيه ورع او لاء....


    كان في محل مخبوزات صغير...بيشتري بعض الاشياء الناقصه...مع انه عارف ان مربيته ماراح تكون مقصره...بس هوو بعد يحب هالاشياء بما انه في ميلانو...فبيستغل الفرصه...علشان اذا طلع للقرية اللي هو عايش فيهاما يضطر انه يطلع كل شووي ويروح يتقضى...فبيخلص من هنا...
    عيونه كانت كل شوووي تتجه للكائن الغبي اللي بالسيارة...لاحظ شلون تطالع بالناس...وشلوون الناس تطالع فيها...لسه الايطاليين يستنكرون العباية والغطا مهما جوو العرب لهنا...لأن معظمهم يشيلون الغطا ويتركون الحجاب بسس...
    بس احسن خلها متغطيه ازين لها.....ول...ه!!


    " سعود"

    اممم...المافن هذا ماله مثيل!!
    طلبت من البياعه تحط لي منه كيلوو...وبعض الساندويشات المختلفه الشهية اللي ماراح تلاقون لها مثيل في اي مكان....مافي الذ من اكل ميلانو...خصوصا انها مشهورة بمتاجرها ومخبازها المميزة....
    طليت بعيوني على برى...شفت مضاوي ترمي راسها على المقعد بكسل...زين اني ما عطيتها وجه وجبتها لهنا..كان فضحتني بطريقة نظراتها واسألتها اللي ما تنتهي...واسلوووبها اللي يستفززني ويخليني اطلع من طووري واعطيها كم طراق!!
    اعطيت ظهري للباب...ورجعت اختار بعض الفطاير...يله...عشان ما تبلشني مضاوي وتطوع تطبخ...وعععع...هاللي ناقص اكل من يدينها...صدق قرررف...
    هزيت راسي بامتعاض وانا اروح للكاشير واحط كل الاغراض هناك...قمت ادور على بوكي في جيوووبي...بس اول ما طلعته طاح من ايدي...نزلت على الأرض عشان اشيله...وطاحت عيووني بنفس اللحظة على سيارتي اللي بره...
    وقفت موو مستوعب بدون ما اشيل البوك معي...كانت السيارة فاضية...ومافيها احد...مشاعر عدة جات بقلبي...وافكر غبيه كثيرة جات براسي كلها بنفس الووقت...ارتفع ضغطي...وخفت وتوترت واحتديت وتسارعت نبضات قلبي وفكري وكل شيء فيني.....وين راحت هالغبية؟؟؟...سمعت صوت خطوات الموظفة وهي تقرب مني علشان ترفع البوك..لي..وقفت عشان تعطيني اياه... بس سفهتها وبعدتها بقسوووة عني...ورحت اركض لخارج المخبز...
    طالعت يمين ويسار...ولاحظت ان الطريق مزدحم بالناس...زين اني طوويل يعني اقدر اشووف من بينهم...بس مشاء الله هنا الناس عملاقة!!...وش اشوووف ووش مقدر اشوووف؟؟؟....
    جاني احساس بالقلق فضيع...وحسيت أن قلبي يعوورني وانا اروح امشي...لجهة اليمين..وادوور عن مضاوي...زين ان مضاوي لابسه عبايتها يعني اقدر اميزها بسهوولة من بين الناس...زدت سرعتي وانا ابعد الناس بقوة عن طريقي...واسمع صوت السب من كل صوب يجيني...وما يحتاج احكي لكم عن اخلاق الطليان العالية!!
    اووووووه...هذا وقته!!...شفت الشرطي يجي ويحط مخالفه على سيارتي...ارتفع ضغطي...بس ما قدرت ارجع...لازم القى هالغبيه قبل لا تختفي للأبد وابلش انا!!!
    صرت اسأل الناس واوصف لهم مضاوي...بس اكثرهم ماعطووني وجه...وبعضهم صرخوا بوجهي انهم مشغوولين...وقفت بنص الشارع وانا اتنفس بسررعه...حسيت بصدري يألمني كثرة ما ركضت...سمعت اصوات السيارات من وراي...فالتفت ببطء ورجعت لسيارتي...وانا موو قادر افكر بأي شيء...غير اني لازم اروح مركز الشرطة واسوي بلاغ عن هالبدوية المقرفة!!
    بس قبل...قررت ارجع المخبز واخذ اللي كنت ابيه...


    " مضاوي"

    حسيت بعبرتي تخنقني...كان منظره فضيع....هزيت راسي وانا حاسه بصداع قوووي يقتلني..لاء...لاء... .
    هذا كل اللي قدرت اقوووله...لاحظت ان الناس تطالعني...وبعض الرجال قربوا مني وحطوا يدينهم على اكتافي...بعدت يدينهم بقوووة...وحاولت اطلع من بين الناس وابعد عن هالخنقة والكتمه اللي شوووي وتذبحني معاهم...!!
    قدرت اطلع من بينهم اخيرا...وقفت بعيده شوووي...وعيوووني تدور بكسل وتعب على سعود...وينه هالجوز وينه؟؟؟...وووووينك سعوود؟؟؟...لا تروووح...رد لي عبييييييد...
    مشيت احاول اتذكر الطررريق اللي جيت منه...انا ما ابعدت كثير...بسسس...اكيد سعوود معصب...فكرت وانا حاسه بمرض ينهش قليبي وكبيدي وانا اتذكر اللي صار قبال عيوووني قبل دقايق...
    الورع اتركه ابووه على الأرض...شوووية بسس...لحظة والله يا ناس...لكنه قام يركض على السيارات...فلحقته امه وهي تصارخ...صوتها يقطع القلب...لكن...المووت كان اسرع لهم...خطفهم بلحظة...سرق ضحكاتهم العالية...وتركهم جثث مرمية على الأرض...والدم متناثر بالشارع...انا شفت السيارة وهي تدعسهم وترمي اسجامهم بعيد...ما احتملت...وبدون مدري او اشعر...فتحت السيارة ونسيت سعوود واللي جابوه...كنت ابي اساعد الام وورعها...كان لازم اتدخل يمكن اقدرر اسوووي شيء!!
    تنهدت وانا اوصل عند مكان السيارة...كان سعود موب فيها...تنشقت رائحة الخبز اللي تطلع من المكان اللي دخله سعود...حسيت بجووع...وسمعت صووت لبطني قوووي!!
    رحت لمكاني...وجلست فيه...ورميت راسي..ومديت يدي بكسل لمقعدة سعود...كان الرجال الاصفر يبكييييي...ويصيح بصووت خشن غررريب...ومدري وش يهذري به...بلهجته الغرريبة...وانا بعد كنت اصرخ فيهم...واقوولهم جيبووا الطبيب...بس ما سمعوا كلامي...مدرري ما فهموه...
    لاحظت الدم اللي على عبايتي..وشووي على اطراف اصابعي...ورفعت يدي اطالع فيها...طرى شيء على بالي...قفمت ارمش بعيوووني...وانا اتحرك بضيق في مقعدي...سعوود...اللي ابوي جوزني اياه...بيبكي علي اذا مت!!!..ولا بيفرح ويذبح الذبايح امتنان!!
    جاني الجواب بسررررررعه....يوم ركب جنبي سعوود...والتفت علي بقسوة وبعد ايدي اللي فيها دم بدون ما ينتبه له...
    : ان ماربيتك يا البدوية المتمردة ما اكون سعوود!!"
    برقت عيووني...يربيني؟؟...وانا...بربيه؟؟...وش هالحياه يا رب؟؟...يقولون الجواز سكن ومودة وهذا اللي قاله ذاك الداعيه اللي مرة زارنا...لكني ما اشووف لا السكن ولا الموودة...
    ما اشوف غير الكره والاحتقار والتنقيص من قيمتي...يعتقد ان البدوو ولا شيء...يعتقد ان البدوو رعاة غنم اغبياء...وانهم ما يفقهون شيء من امور الدنيا!!
    ابتسمت بقوة وانا اعدل جلستي...مانيب راده عليك يا سعوود...لكن انت بنفسك بتشووف هالبدوية اذا ما جابت راسك لكن بعد ما تجيبه راح تختفي من قدامك وتخلي لك السراب..يمكن وقتها تعرف قيمة البدوو...وتعرف تثمنهم بحياتك الجايه!!


    " سعود"

    سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
    سهرت عيوني...وطال الليل...عنك عم بسأل ميل وميل...بدمووع العين...يا روحي عم ناديك...
    اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..
    اه يا ليل يا محيرني...احكيلي احكيلي عاللي صار...يا ليل يا مسهرني...انا ئلبي ناطر على نار..

    رفعت صوت الاغنية لاخر مدى...وانا ادعس بأقوى ما عندي على البنزين...صدق اني ارتحت يوم شفت مضاوي...لكن هالراحه كانت لثواني بالضبط...بعدها حل شعوور بالحقد الشديد عليها...حسيت بدمي يفووور وانا اشوفها جالسه ببرود..وحاطه يدها القذرة وتحسس مقعدتي...وعيوونها مسبهة...
    هالمتخلفه..كانت بتوديني انا وياها بمصيبه مالها مثيل...تحسب اننا في السعودية..ما تدري ان الخطف هنا على قفى من يشيل..ان شاء الله اذا وصلنا لشقتي راح اقفل عليها البيبان واخليها تحلم تعتب باب الشقة...اذا بالسيارة وثواني ما انضبطت..
    حسيت بشوووية ذنب...انا تعمدت اطوول عليها شووي..بس ما طولت مرة...موو يقولون البدوية تسمع كلام رجلها؟؟؟...ليش مضاوي ما تسمع حكيي بالمره؟؟؟...طبعا...لأني ما وريتها العين الحمراء...يبيلها تكفخ صح...عشان تعرف قيمتي...وتعرف اني رجال غصب عنها وعن ابوها الخايس!!مسوية فيها انها بنت رجال...لووو ابوها صدق رجال ما كان باعها بهالسهوولة...مالت عليهم هالبدوو...فيهم كبر موو بمحله...
    سمعت صوت مضاوي واستغربت انها تتكلم...فالتفت عليها شفتها تطالعني وتحرك فمها...لكني ما قدرت افهم حررف منها...قصرت على الصووت...
    : خيررر؟؟؟.."
    كان هذا سؤالي ببرود وانا امط شفتي بقرف...والهواء يحرك شعري بكل اتجاه ويجي على عيوووني كثير...فشلت النظارة الشمسية من الدرج...وحطيتها فوق راسي عشان تبعد الشعر عن عيووني...
    فتحت فمها مضاوي شووي...ثمن سكرته...ثم رجعت تكلم واهي توريني ايدها
    : كنت اقووول...اني ابي منديل..."
    طالعت بيدينها البيضاء الصغيرة...وانصدمت يوم لاحظت الدم اللي عليها...وقفت بسرعه وبدوون ما احاسب..فطارت مضاوي بقوة على قدام...وصررخت بألم...
    ضربت جبيني بقوووة...نسيت اقووولها تحط الحزام...والله انييييي...غب...الا ذكي...هذا اني عوورتها وبدون قصد...
    ابتسمت بشرر...وانا اشوفها تحط ايدينها على ضلوعها وتكتم صرخاتها...غطاها طاح عن وجهها وشعرها قام يتطاير بسبب الهواء القووي..كانت الشعرات السوداء الغجرية وهي تطاير حول وجهها ...صوورة غرريبة...وعيوونها تلمع وكأن فيها دموع مكبوتة...
    صدت عني بقووة...وقامت تعدل شيلتها...كنت بقوول لاء...بس مسكت لساني بالقوة...ورجعت على ورى...ومسحت وجهي بعصبية...
    بعد ما غطت وجهها التفتت وقالت بصعوبة
    : من....ديل.."
    رميت عليها الكرتون...وطالعت فيها بطرف عيني وهي ترفعه...وتمسح يدينها الناعمه بالمنديل المعطر...قطرات الدم لوثت المنديل الابيض الناصع...رمته برى...ورجعت المناديل مكانه...
    قلت وانا اتذكر
    : وش ذا؟؟؟..."
    بس ما ردت علي...كان واضح انها سرحانه...حسيت بفضوول...غريبة والله ان البدوو يسرحون!!...احس ان عقولهم فاضية مافي مجال انهم يعيدون التفكير بأي شيء!!
    : هييييييييييي....مضاوي.."
    التفتت بسررعه...مضاوي...كم مرة ناديتها باسمها؟؟؟...قليل صح؟؟؟...
    قلت وانا ارجع احرك السيارة
    : وش ذا الدم؟؟؟....انجرحتي؟؟؟.."
    تكلمت مضاوي بعد ثواني صمت
    : لاء..."
    واكتفت بهالشيء...وانا من زود قهرري...ما حبيت اكثر اسأله...والله بتمنن علي بالاجوبة...
    من زينها عشان اشحد منها الاجوبة...خلها تنفلق...
    تذكرت الحزام...فرجعت التفت عليها وبدون ما اقوول شيء..ربطت لها الحزام...صرخت مضاوي اول ما نزلت راسي عندها...ولاحظت انها توترت مرة...بس مع هذا ما بعدتني...اكتفت بأنها دخلت بطنها جووه جسمها بطريقة غريبة...وكأنها تتجنب اني المسها بأي شكل...حسيت بتوتر غريب..ريحة عطرها...عبايتها الضيقة...يدينها البيضاء الناعمه المعطرة....شيء غرريب...
    بعدت عنها وزدت من سرعه السيارة عشان اوصل الشقة وانثبر انام...واخلي مضاوي لووحدها بعالم جديد غريب عليها...
    طول الطريق للقرية واللي ما أخذ مني اي وقت...اصلا اهو نص ساعه ومع سرعتي وصلنا بربع ساعه...كانت مضاوي ساكته تماما....حتى صرت اشك انها كاتمه انفاسها عني..بس لاحظت انها تطالع بالطريق بتعجب...وتعجبت انا على غبائها واكيد تعجبت على الافكار الغبيه اللي اكيد تدور براسها في هاللحظة...
    اول ما دخلت القرية...حسيت بقلبي تقبضه رياح باردة...تعوذت من ابليس...وانا احاول اتحرر من هالأحاسيس...يا ربي...هووون علي كل ذا...مستقبلي بكامله هنا...مقدر اطلع من هالمكان...حتى لوو عذابي ساكن على بعد خطووات مني...
    بس الشعور زاد علي..وقمت اضرب صدري بيدي بقووة....أحس ان دقات قلبي شوووي وتوقف..والكتمه غامرتني بطريقة غريبة..
    بديت ابطء من السررعه...وانا اخذ لفات متعود عليها...عشان اوصل لشقتي...شفت بعض الناس اللي يعرفووني يأشرون لي...فابتسمت لهم ببرود...ورفعت لهم يدي....
    الحركه الهادية بالقرية من اجمل مميزاتها...كل شيء يتحرك بهدوء وانسيابيه...الناس واضح على وجيهم السلام والأمان اللي يحسون فيه بين هالجبال...حتى هالشيء منعكس على ابتسامتهم اللي تملا وجيههم...وعلى حركاتهم الهادية وهم يمشون...
    رغم ان القرية بدت تزدحم بالسياح...بس لسه هالشيء ما فقدها الرتم الحلووو...اللي تعونا عليه انا ومعظم سكان القرية...ولا نبيه يتغير...
    سمعت حركة خفيفة جنبي...فالتفت على مضاوي...كانت متربعه على الكرسي وحاطه يدينها تحت ذقنها...وفمها مفتوح وعيونها الواسعه صايرة اوسع بكثيييييير وكانت ترمش بكثرة...اعطاها هالشيء براءة غرريبة...خفف علي شكل مضاوي الحلوو ولأول مرة بالتاريخ من الشعوور القوي اللي مسيطر علي...نقدر نقول لطفه شوووي...شعور غريب قبض قلبي..خلاني احس بضيق من نوع ثاني..بس اخف بكثير من الضيق الأول...
    لاحظت ان مضاوي تحاول تكبت حركات جسمها علشاني...وهالشيء حسسني بشيء شيييين...حسيت اني وحشش....وحش غادر ...سبحان مغير الأحوال...انا اللي كنت ناوي استفرد فيها واوريها الويل...انا اللي متقررف منها...ومحسستني بالغثيان...ينقلب حالي...بلحظات بس...واحس بشعور سيء داخلي علشان وحده مثل مضاوي...
    غلب طيبي القديم على شري المستحدث...فلفيت عنها عشان تاخذ راحتها...وفعلا لاحظت ان الحركات زادت...خصوصا لمن نمر من عند محلات او اطفال صغار...شكلها تحب الاطفال...لمحتها بعيني ثمن رجعت ركزت على الطريق...كانت اهي اكبر طفله شفتها بحياتي...وهالشيء خلاني اقررف من نفسي..على اللي سويته فيها ليلة العمر الكريمه!!...
    عصبت ووقفت بقوة عن العمارة...ناقص انا تأنيب ضمير؟؟؟...هه...ليش احس بتأنيب الضمير....هالبدوو ما يستاهلون اي ذرة شعوور واحاسيس...وبعدين اكيد اني افضل من مية بدوي كانت راح تاخذه....ويا له كلها فترة وراح تاخذ واحد من حقينهم!!
    فكيت حزامي وطلعت من السيارة...شفت البواب يجي جهتي..اعطيته المفتاح...وكنت بدخل العمارة...بس سمعت صرخة مضاوي المكتومة!!
    رجعت وراي...ورحت لها بقلة صبر...بسبب مشاعر العطف اللي حسيتها اتجاهها لازم امحي هالمشاعر الكذابة نهائي...هالناس ربي خلقهم عشان انا نعذبهم...فتحت لها الحزام...وجريتها بقوة من السيارة...والمصيبه انها مافتحت الباب...فتألمت بقوة وهالشيء بان على تقطيبة حواجبها...فتحت الباب بنفوذ صبر...ورحت لجهة البواب...
    قلت له يشيل الشنط...ويدخل السيارة بالمواقف ويطلع يجيب لي المفتاح...
    يوووووووووووه..خبطت راسي بقلة صبر وانا ارجع للسيارة واشيل اكياس الساندويشات... لقيت مضاوي ميب بمكانها..شفت الشياطين الحمر تنط قدام عيوووني...لوو حصل اني ما لقيتها داخل...فوالله ثم والله ماراح ادورها لو راح يأنبني ضميري طول عمري!!




    " مضاوي"


    وه وه ... وش ذا المكان؟؟..تلفت بلقافة اطالع بكل شيء وادقق فيه...ذكررني ببيت عماني...ايه كله يبررق وفيه من هالاشياء الصغيرة...وبعد يحبوون اللون الأحمر...!! مثلي....هوووو...طيب وش يسوون هالرجاجيل هنيا؟؟؟..هذا اكيد بيت سعيدان...بس المفرووض انه ما يكون فيه اي رجاجيل..شلووون افصخ عبايتي؟؟...والله يا سعوود انك ماتعرف لا للاصول ولا للدين!
    كنت ببعد يده بقوة عني واصررخ فيه بضيق على حركاته...بس كتمت غيضي منه بسبب الناس اللي تمقل فينا...
    كانت يده شاده على ذراعي وشووي تطحنها...سحبني لمثل الغرفة الصغيرة...وقفل الباب علينا..ايييييه...هذا..ال...مص...مصع...مصدع؟؟؟.. .لاء...مصعد...ايه...مثل اللي ببيت عماني...بس ذاك اززين واشررح...
    ما تكلم معاي...كانت ساكت ويطق اصابعه بضيق..ليش دايم مبوووز؟؟..ليش دايم زعلان؟؟...ليش دايم ضايق؟؟...ليش ما يضحك؟؟...الضحك لا هو بحرام ولا هو بعيب...
    صحيح ان ضحكي قليل...بس موو مثل سعود ابد...ريحة الأكل اللي معاه...خلت بطني تصغر وتصيح تطالب بالعيشة...كنت صدق ميتة جووع...وذا ما يحس ولا يفكر باللي معه...
    عادي اقدر اطلبه..بس اخاف يردني...عاد اهوو ينبسط باللحظة اللي يردني فيها...يا الله يا رب لا تحيجني لا له...ولا لغيره...
    شفت سعود يتحرك فجأة...وقررب مني حيل..وسحب غطاي عن وجهي..ما طالعت فيه...قمت اطالع بالباب اللي قبالي...حسيت بيده على شعري...شال الشيلة عن شعري كله..
    قلت وانا اهتز مقهوورة
    : ما تخاف الرجاجيل يشووفووني؟؟؟...ولا...عادي عندكم يالحظر؟؟"
    وطالعت فيه بتحدي وانا اسحب الشيلة واحطها على راسي اي كلام بس ما غطيت وجهي...شفت سعود يتبوسم بطريقة ترفع الضغط...
    قال وهو يفتح الباب وانا قمت اقز اشوف اذا فيه احد او لاء
    : ايه عادي...خليهم يشوفونك.."
    سحبني لبرى بسرعه قبل لا يقفل الباب من جديد....واخذني عند باب ثاني...كان فيه اعشاب واشجار صغيرة ونخلة صغيرة عند الباب...شكلهن يهبل...اعجبتني حيل...
    بس مابينت هالشيء لسعيدان...لاحظت ان السيب اللي واقفين فيه..كان فاضي ومافيه اي صوت...كان فيه اشياء معلقه على الجدران...رسومات والوانها زينه...اصفرر واحمر..وذهبي...وكان فيه ذاك الزل اللي يرد الرووح...ليت ابوووي معي...كان انهبل على ذا الزل..والله انه اززين من اللي ببيت عماني...اكيد انه غالي!!
    شفت مرة قصيرة تفتح لنا الباب..وييييييييييييييييييه...ياسووت لنا مناحه اول ماشافت سعوود وقام تورطق وتسوولف عليه ومدري وش تقوول...
    حطيت يدي على قليبي يوم شفتها تحط يدينها على كتووف سعوود...صحيح انها عجيز قاضية...بسس بعد...مايصح الا الصحيح...
    قررربت من سعوود وبعدت يدها عنه وكني ما انتبهت...وابتسمت له وهو يطالعني بقهر من فوق لتحت...دخلت جووه...
    سعود وهو يكلمني قبل لا ادخل اكثر
    : افصخي عباتك...ترى مافيه رجال..."
    هزيت راسي بدون ما اطالعه...ودخلت جوه من باب ثاني...ووقفت مصنمه وانا اطالع بالمره الشقيرا الصفيرا...اللي قبالي!!...


    __________________

    تعليق

    • *عبير الزهور*
      V - I - P
      • Jun 2008
      • 3267

      #32
      الأحد
      الساعه4:30 م
      في الرياض
      في مكتب اضواء


      كان جالس يقرا الاس ام اس اللي توصله من الناس اللي تشتري المجله وتتفاعل مع مواضيعها...لاحظ كثيرين يعلقون على خاطرة نورس...واسلوبها الرقيق بالرد على بعض الرسايل اللي وصلتها من كم معجب...
      ماسك كوب القهوة التركية بأيده...ومعه قلمه الذهبي...عشان يوافق على بعض المواضيع اللي راح تعرض بالمجله الأسبوع الجاي...
      ريحة القهوة تتداخل بقوة مع ريحة عطره القوية...وتتغلغل في خلايا دماغه...وتخليه ينسى مؤقتا كل المشاكل اللي بحياته ويحاول يركز في مجلته اللي تعتبر من اهم المواضيع اللي شاغلته حاليا....




      " شجاع"



      كنت اطقطق على الكمبيوتر...وارد على بعض الناس اللي ارسلوا بتعليقاتهم على اخر مقال كتبته...وكتبت فيه اني مؤمن جزئيا بنظرية داروين...ثارت ثايرة الناس وقاموا يتلفظون علي بأسلوب ابدا غير مهذب....وهالشيء ضايقني...لأني ما اقصد الشيء اللي اهم فهموه...هم يعتقدون اني مؤمن ان الحياه انخلقت صدفة...وبناء على هذا...اعتبروني علماني...وزمان قبل لا اشتغل بأضواء كنت اكتب بالجريده...وقاموا بعض المشايخ المشهورين وكفرووني...
      كل من خالفناه في السعودية قام كفرنا...وهالشيء حد من ابداعنا انا ومجموعة كبيرة من الكتاب...وكثير صاروا يكتبون بمطبوعات لبنانية ومصرية على انهم يكبتون بمطبوعات الوطن...لأنهم يعتبرون الكتابه في السعودية تضع اسياج وحواجز مهولة وتمنعنا من التعبير عن ارائنا بشكل صحيح...
      فتحت صفحة ثانيه على خاطرة النورس....وابتسمت وانا اشوف التعليقات تزود مع ان تونا بأول يوم بالأسبوع..وباقي خمس ايام على نزول الطبعه الجديدة...شيء حلووو...
      عاد ولم يكن بالأمس يوفي الوعود!!
      عاد يحمل بين كفيه ذكريات من ماض كان بالأمس موجود
      عدت وليتك لم تعد..
      لقد فجرت في قلبي كأس الامنيات ومسحت من قلبي ماضي الأمسيات..
      ليتك لم تعد...
      لتطفىء معك بقايا من ملامح الذكريات..
      عد من حيث جاءت بك الأحزاب..
      فوجودك هنا ليس له في قلبي محل من الأعراب...
      تأملت الكلمات الوردية اللي قدامي...كلمات جدا رقيقة ومهذبة...تعبر عن قلب صغير مثل قلب العصفور...لكنه يحمل الكثييير...معقوولة تكون كاتبته من ماضي؟؟...يعني معقووول يكون هالكلام موجه لشخص بحد ذاته؟؟؟...استحاله...اعتقد انها تتخيل وجود شخص سيء في حياتها...لأنها صغيرة حيل...ما اعتقد ان اللي بعمرها حبت قبل...يمكن راح تحب قرريب...بس ما ظنتي حبت قبل...
      ركزت بصوورتها اللي جنب القصيده....كليك...وتكبرت الصورة قدامي..كانت لافه حجابها ومو طالع منها ولا شعره...
      وجهها جميل ومعبر....كله انوثة ونعومة..وفيه حززن خفي ساكن بعيونها الواسعه...شكلها هادية لكن احس ان فيها خبث خفيف...ليش مدري؟؟؟...
      هه...قفلت الصورة بكابة...لازم يكون فيها خبث...كلهم بنات حواء خبيثات...مو حواء هي اللي نزلت ادم من الجنة؟؟..كل الخبث في بنات حواء..باستثناء ثنتين...والباقيين...الخبث راكبهم من فوقهم لتحتهم...من روسهم لصوابع رجولهم...واولهم ساروه....ساره الخبث بعينه وعلمه...الخبث اللي موو قادر اتخلص منه...واعيش حياتي طبيعي....الخبث اللي مكبلني وموو قادر اطلقها وافتك منها...مؤخر الطلاق كبييييييييير ولا اقدر ادفعه...اكبر من حسابي اللي في البنك...واكبر من ايرادات المجله..
      مديت شفايفي بضيق...والتفت على التيلفون...ودقيت على امي...ابي اسمع صوته...حبيبي..يا الله احس لي فترة طووويله ما سمعت حسه وهو يناغي ويناديني بنعوومة...
      با....با...ما يقدر يكملها ويخليها كلمة كامله...
      دق التيلفون ثلاث مرات...وبعدها ارتفعت السماعه...سمعت صوت امي وهي تهزأ الشغاله....وتصرخ فيها عشان تحرك القدر...ضحكت ضحكة خفيفة...
      : يسلم لي راعي الضحكة...ويطول لي بعمره...وعمر ضناه..."
      ما رديت على امي....حطيت لها اغنية امي ثم امي..وخليتها تسمعها كامله...
      وبين الكلمات الجميله اللي كانت تتناثر على مسمعي انا وامي...كنت انا ابتسم بهدوء....يمكن ربي حرمني من ابوي...وحرمني من رضاه علي...ومات للأسف وهو غاضب علي ويدعي علي....لكنه اعطاني اجمل ام بالكون...
      يا الله يا يمه من دونك وش كنت راح اسوووي؟؟؟...شلوون الناس تقدر تغضب امهاتها؟؟؟...شلون بعض الشباب والبنات ينامون الليل وتغمض جفونهم وأغلى انسان بالكون زعلان عليهم؟؟؟...معقوولة اللي يقدرون الأم قل عددهم؟؟؟...

      بعد الحب ده ايه...اللي تعمل كل ده تستاهل ايه...بعد الحب ده ايه...اللي تدي حنان بدون حساب...نبوس التراب اللي تمشي عليه...
      امي ثم امي لحد اخر يوم في عمري...حظن من اول حياتي...وامن امني..اللي كتر خيرها داب خيرها في دمي وعايش فيه...

      تنهدت وانا اذكر شلون ابوي مات بسببي...وشلوون حرمت امي منه؟؟؟..ورملتها وهي صغيرة...بس قلبها الكبير صدمني...شتتني...المني...ضيعني...حسسني بجرمي مضاعف....تنصدم يوم تعرف شلوون قلبها كبير وقادر يتحمل اكبر واعظم غلطاتك...تهديك وتضمك...وتسهر على راحتك!!... تحملتني...واخذت مني ضناي...وضمته لحظنها وربته بين ايدينها...ولا بخلت عليه بأي عاطفه...مثل ما بخلت علي بأي شيء في الدنيا....
      بعد الام في ايه؟؟؟...دعوه حلوة..فاتحه سكة مئفلة...بعد الام فيه ايه...يهدي بالي...اللي فعيالو...الدنيا كلها مفتوح له..وراضي عليها...
      امي ثم امي لحد اخر يوم في عمري...حظن من اول حياتي...وامن امني..اللي كتر خيرها داب خيرها في دمي وعايش فيه...
      دمعت عيني وانا امسك الصورة اللي على مكتبي..كانت صورة لي انا و محمد ولدي...كنت ارتعش وهالشيء واضح بالصورة وانا مدهوش بملامحه الجميله الصغيرة المرتبه الناعمه...كانت بعيوني نظرة لا يمكن تكرر ابد...اول ما ولدته اغلى انسانه بهالكون...كانت هالصورة مأخوذة بكاميرا الجوال...اول ما شلته..وضميته ليديني...الله يرحمك يا منيرة..الله يرحمك يا حبيبتي... شلووون محمد راح يعيش بدون امه؟؟؟..وشلون راح يتقبل هالشيء اذا كبر؟؟؟...حاسين فيه...هذا هو اليتم...وهذي معاناته....هذي اقسى حقيقة ممكن يتقبلها طفل بعمر الزهور...اهو السبب في مقتل امه...اهوو السبب...مع هذا احبه واحبه واحبه...ولا اقدر افكر بأني ممكن اكره بيوم!!

      اعملها تمثال اللي طيبة قلبها فوق الخيال...اعملها تمثال...اللي سهرت واللي تعبت واللي ربت واللي شالت حمل جبال....
      امي ثم امي لحد اخر يوم في عمري...حظني من اول حياتي...وامن امني...اللي كتر خيرها داب خيرها في دمي وعايش فيه...

      الله يرحمك يا منيرة....ويسكنك الجنة...يارب اجمعني معها بالاخرة...ابي اكمل كل اللي باقي من عمري مع ثاني اطهر قلب انخلق...ثاني اكبر قلب...ثاني اروع قلب...
      يارب...عطني القدرة..اني اربي ولدي...ولا تيتمه...خلني معه...اكون سند له...مابيه يضيع بهالدنيا...مابيه يكبر وما يلاقي حوله احد...لا اعمام ولا خوال...ابيه يلاقيني انا جنبه...اخذ بيده...افهمه الدنيا...واحكي له تجاربي بفخر...واعلمه عن امه...وشلووون كانت تنتظر ولادته بفارغ الصبر....رغم انها عارفة ان موتها جاي مع هالولادة!!...شووفوا كيف قلب الأم عظيم؟؟؟..ضحت بحياتها لجل ولدها...
      غصيت بدمووعي...وقمت انتفض...يعتبر انتحار؟؟؟...ولا...لاء...لاء ياربيي...ما يعتبر انتحار...هذي تضحية وبسس...

      لوو هاعملك ايه...تستاهلي مية الف عيد عاللي عملتيه...لوو هاعملك ايه...مين في تعبي يصير ما ينامش...مين في اول مرة امشي سندت علييييييه...
      امي ثم امي لحد اخر يوم في عمري...حظني من اول حياتي...وامن امني...اللي كتر خيرها داب خيرها في دمي وعايش فيه...

      سمعت صوت امي مبحوح على الأخير
      : شجاع....لا تززعل نفسك...الماضي راح وماتقدر تسووي شيء..."
      قلت وانا احط ايدي على الصورة بكسل
      : يا عيووني شجاع...انتي اللي لا تززعلين نفسك...احبك يا احلى ام في الدنيا..."
      تنفست امي بصعوبة...وسمعت صوت محمد جنبها يناغي
      : حبيبي...تعال افطر معاي...تراني صايمه..ولا راح افطر لين ما اشووفك...وحموودي بعد مشتاقلك...وو...و...جد.."
      تنهدت بضيق
      : يمممه...تعررفين اني ما اقدر اقابلها...يممه...هذي اتهمتني اني السبب في موت منيرة..."
      امي بتوسل
      : معليش حبيبي...اهي محتاجه لشوفة محمد...لا تنسى ان عيالها تخلوا عنها كلهم..يمكن هي كانت قاسية عليك...بس لا تنسى ان منيرة بنتها والوحيده اللي كانت رضية فيها.."
      قلت وانا اشوف واحد من الموظفين يدخل
      : يصير خير...بحاول امررك...مع السلامه..."





      في غرفتها الوردية...
      الأحد
      الساعه6:00م




      كانت مستنرة على شاشة الاب توب...تقرا الكلمات الشديدة النبرة...على رئيس التحرير..."شجاع ال..." ...هالتها النظرية اللي مؤمن فيها...واستغربت كيف شخص مسلم ممكن يصدق بكلمات زي كذا؟؟؟...والأمر انه جايب ايات قرانية تثبت كلامه...صدق كلن صار يفسر على هواه القران...والله ززمن!!
      ماسكه كاسة عصير البرتقال البارد...حاطه قناع مقشر من احماض الفواكه...ورافعه شعرها بالكامل فوق راسها على شكل ذيل فرس...ولابسه نظاراتها اللي ما تستغني عنها اذا جات تقرا....
      كانت لابسه روب قطني ناعم واصل لتحت الركبة على طول..عليه صورة ميني ماوس...وطالعه كنها طفلة صغيرة...موو بنت في نهاية ال 18...



      " نورس"

      لاء...هذي يبيله شغل...وش هالحكي اللي يقوووله؟؟؟...قال نظرية داروين...شكله توه سامع فيها فحب يسوووي مووقف...ما يدري انه ممكن يكفر باستنتاجاته الغبية هذي!!!
      مصيبة هالكتاب...صايره افكارهم تدعوا لأنحلال غررريب وبطرريقة ذكية...صدق ليقالوا...يدس السم بالعسل!!...
      يعني الأخ شجاع هذا اللي اتهمني بالتبرج والصياعه...وهو مسوي فيها انه اكبر مطوع بالسعودية...يكتب مثل هالكتابات؟؟؟...راح اشن عليك حرب البسووس يا شجاع...!!
      رحت سجلت بأيميلي الثاني موو اللي عند المجله...وقمت اكتب ردي وانسقه...رد حار ساخن...لاذع...لاسع...ذوو رائحه شديدة حارقة...وراح يشن عليه حرب ابدا موو هينه...بسس الله يستر من تبعات هالرد..اصلا بالأخير يقدر يمسحه اذا بغى!!
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
      نتمنى من سيادة رئيس التحرير...التمهل عند اختيار كلماته...والتمهل اكثر...حين يفكر بالنقر على زر الموافقة...لأنه بذلك يساعد الشيطان بسلوك مسالكه....وبطرق ظاهريا تبدوا مسالمه وبشدة...ولكن باطنيا تكون ملئى بالمعاني الخبيثة لنظريات الأسلام الراسخة والتي لم تتغير معانيها منذ اكثر من ألف سنة...!!
      احذر يا استاذ شجاع فالأنسان يكفر بكلمه!!
      التوقيع:
      الغيورة على دينها!!
      ابتسمت وانا ارسل الرد...وانتظر رد فعل شجاعووه...اكيد عيونه راح تناقز من مكانها...واكيد راح ينفعل وممكن يطرد السكرتير من عنده...او يقفل الا توب بقسووة...او يركل الهارد ديسك اذا كان كمبيوتره شخصي!!...
      وقفت وانا اشيل كاسة عصير البرتقال البارد معي...ورحت لتيلفون غرفتي...ودي اعرف شلون اهينك يا شجاع مثل ما اهنتني؟؟؟...ودي احرق قلبك مثل ما احرقت قلبي؟؟؟...
      تعوذت من ابليس...وتركت التيلفون لثواني...ثمن رجعت مسكته...ودقيت بتوتر...
      على واحد من مرافقين بابا...اسمه بدران...
      دق التيلفون كذا مرة...ولمن جيت اقفل...سمعت صوت بدران الثقيل الجهوري وهو يرد...
      بلعت ريقي بخووف...وبديت اتكلم وانا ارتعش بس حاولت اجمد صووتي قد ما اقدر...وحاولت اكون واثقة من اللي اطلبه...
      سمعته وهو يقول بالأخير
      : اكيد طال عمرك...كلها يوم بالكثير...وكل المعلومات اللي طلبتي راح تكون عندك..."
      قفلت الخط براحه...وتساءلت لثواني...ليش اللقافة وليش الفضوول؟؟...بس ما طولت تفكير...وانا اتلذذ بالعصير البارد...اللي طفى عطشي الشديد....
      عادي...ليش ما اعرف عن شجاع كل معلومات حياته؟؟...هذا رئيس التحرير اللي اشتغل معه...يعني شيء بديهي اني راح احس بالفضول جهته...مشيت لطاولة الكمبيوتر ببطء...
      وابتسمت وانا اسوي دبل كليك على صورته...واحفظها...كان وسيم...بس وسامته من النوع الخشن...اللي ما يبين الا اذا قمتي تركزين فيه او على قول مضاوي تمقلين فيه...
      شفايفه عريضة شوي...خشمه رفيع طويل..وجهه مثلث بخشونة..عظام خدوده بارزة...له عوارض خفيفه جدا...معطيته شكل حلوو...اتوقع بالكاجوال...يطلع اجمل واصغر من الثوب والشماغ...
      هزيت راسي بقوة...ومسحت الصورة ونظفت سلة المهملات من هالقاذورة اللي فيها...فصخت روبي...ورحت لبست لي بنطلون جينز ديرتي..وقميص بينك حريري ناعم مافيه اي شيء غير انه مخصر على جسمي...لبست صندل ناعم شفاف..ومشطت شعري كله من جديد..واخذت مناديل معطرة ومنظفه ونظفت وجهي من اللي فيه...وحطيت جلوس زهر ناعم...ورشة عطر...وطلعت من الجناح وانا شايله عبايتي...



      كانت تصارع حياتها بيأس....طول عمرها عندها امل انه يتغير...كان هالأمل كبير...وبدا يقل شوووي شووي...لحد ما وصل لدرجة فضيعه وتحول للأسف ليأس...
      عيونها غرقانه دمووع...ووجهها الجميل اللي الزمن بدا بهداوة يسري فيه ويحاول يمزق هالجمال اللي ورثته لعيالها واحد ورى الثاني....
      شعر ناعم...عيون واسعه عسلية...خشم ناعم وطويل ومتناسق...شفايف جميلة ومكتنزة...
      جسم خرافي لسه باقي على شبابه...
      ...عجزت فيه...باختصار...كل ماجات مشكله هددها بالطرد!!
      تلبس لأجله اجمل وأغلى الملابس...دائما بمستشفيات التجميل...تحاول انها تمنع التجاعيد...تعالج بشرتها...تسووي شفط دهون باستمرار...تعتني بنفسها عناية مفرطة...بس علشانه هووو...ماتبيه يحس انها اقل من بنات الحظر اللي حوله طول الوقت...لكن خلاص...هي ما عادت تحتمل هالجروح اللي بقلبها...وصار لازم تتحرك...لازم تثأر لكرامتها المجروحة وترحل بدون عودة...!!
      لكن...متى يا هناء؟؟..متى؟؟؟...وتعتقدين ان بعد هالعمر كله راح تقدرين تعيشين بمستوى اقل من اللي تعودتي عليه؟؟...
      هناء حافظي هلى كرامتك واتركيه...لأنه ما يستاهلك...اسمعي كلامه...واطلعي من بيته...ورووحي...لمكان تلاقين فيه ناس تقدرك على طبيعتك وبدون رتوش!!



      " هناء"


      قلت وانا منهارة: انت ليمتى بتظل كذا؟؟؟...اه...انت حجررر....حرام عليك...انا اموووت...واموووت...وانت ولا داري عني.."
      واشرت على قلبي وانا منهارة...كنت اغرس ايدي بصدري وانا اهتز واشهق...دمووعي مخالطة وجهي وعيووني متجرحة من كثر الصياح
      : مايصير كل بعد فترة تهددني بالفراق...انت تدرري ان هالطاري يذبحني...انت عارف ان حالة هيفاء موو بأيدي...حالة هيفاء بأيد رب العالمين...ليش دايم تتهمني بالسو..."
      قاطعني وهو يأشر بقرف على وجهي
      : اتهمك بالسوء؟؟؟...لأنك انت السوء كله...انت السبب في اللي وصلت له هيفاء...لوو تكونين دووم يمها وتشووفين وش هي محتاجه...ما كان صابها انهيار عصبي...هيفاء مرريضة وتمووت الف مرة وانت اللي دووم بالبيت ما تدرين عنها.."
      وكمل بقسوة وهو يلف وجهه عني
      : اعتقد يا هناء...انك كبرتي على تربية الأطفال ولا عاد تقدررين تكملين دورك كأم اكثر...يمكن يكون السبب انا...لأني حرمتك من سعوود وهو بكريتك...فضاعت عليك الفرصه بأنك تربين اول طفل لك وتتفهمين حاجاته..."
      قاطعته وانا امسك ذراعه وارتمي على الأرض
      : عبدالعزززيز...انا مرتك...انا سندك...انا كل شيء باقي لك من اهلك..انا لسه ام...انا ما فشلت بدور الأم...اسأل نورس..اسأل هيفاء...عبدالعزيززز...اسأل سعود...اه...لا تتركيني...انا محتاجتك!!"
      قال بقرف وهوو يبعد يديني عنه ويروح للكرسي عشان يشيل مشلحه ويطلع
      : هناء...اتمنى هالمره تنقذين كرامتك...وتطلعين...لا تخليني اجرك بنفسي واطردك....
      كونك أم عيالي...هالشيء خلاني اتمهل كثير بتنفيذ هالقرار...لكن الحين...انا اقولك..
      لازم ترحلين...واذا ما طلعتي...بنفسك...راح اضطر اني اسحبك بنفسي واطلعك.."
      وطلع من الغررفة....جلست منهارة على الأرض...اشاهق واحاول اكتم عبراتي...
      خصوصا يوم شفت نورس تدخل علي وهي شايله عباتها...
      تركت عباتها تطيح على الأرض...وركضت يمي...
      : ماما...ماما...وش فييييييييك؟؟؟..."
      ماقدرت اتكلم...كنت احس نفسي امووت...ماعدت قادرة اتحمل عبدالعزيز...عذذبني كثييير...في اول شبابي..شفت منه الووويل...ماعدت احتمله...يا ناس ابي اترركه بس موو قادرة...اه...انهرت على كتف نورس وانا احظن جسمها النحيل...وابكييييييي بحرارة...لازم اررحل هالمررة...انا عارفه ان عبدالعزيز ماراح يطردني من القصر...لأني تعوودت على كلامه ذا...لكني...محتاجه ارحل هالمره....
      قلت وانا اهتز بين احظان نورس
      : اه تعبت....ماعادني قادرة اتحمله...ابووك قاسي يا نورس...ابووك حجررر.."
      ورفعت راسي وشفت وجه نوورس اللي مليان دمووع....قالت وهي تضمني بقووة
      : ماما بابا يحبك...بس ماعرف يعبر...لعلمك بابا لمن تكونين مسافرة يصير متدوده ولا يعرف وين يرووح او وش يسوووي...بس هوو اذا عصصب...مايعرف وش يقووول؟؟..ماما هدي اعصابك...بليييز...اررحمي حالك...شووفي كيف عيوونك؟؟.."
      بعدت عنها شووي...وغمضت عيووني احاول اذرف اخر دمووعي على عبدالعزيز...
      انا لازم ارحل...لازم...ماعاد بقى بالعمر كثر اللي راح...اذا ما حبني إلى الان...
      عمره ماراح يحبني...هذا قدري...هذا نصيبي..لأني عشت مع انسان يلتذذ بعذابي...ينبسط اذا سمع دمووعي....

      ******
      قبل 30 سنة

      على طاري الأمل صامت واجاري قسوة الأيام
      واشوف الضيم في وقتي واهين النفس وازعلها
      اماشي وقتي المايل واقول ان الفرج قدام
      واغالط واقعي خايف من الأيام تفعلها
      اهدي لوعة الخاطر واعيش بلذة الأحلام
      وامني عيني احلام ولا ظنيت تاصلها
      انا حالي كما حال الكسير جبير اعظام
      غريب في ديار الغير نفسه حيل مشغلها
      يبي المرواح لكن ماقوت تاقف به الاقدام
      ترده ونة تظهر من الأعماق يرسلها

      زيدي الله يعافيك صوت نحيبك...ما سمعووه اللي بالغرفة اللي جنبنا.."
      ضم لحافه على جسمه ببرود...
      وقال وهو يغمض عيونه
      : اذا خلصتي بكى...انخمدي...علشان بكره وراي اجتماع مهم...ولا تلبسين من خلاقينك اللي تفشل...خلي لورا تعطيك لبس سنع!!"
      ضمت هناء روبها الحريري الواسع على جسمها وهي جالسه على الكنبه الصغيرة اللي جنب الشباك...كانت تصيح بحرارة...وهي تحاول تكتم صوتها...لأنه راح يقووم ويمكن يتجرأ ويطردها من الغرفة...وكم مرة سواها..وماراح تصعب عليه المره ذي!!
      مسحت بيدينها الناعمه وجهها المتنفخ من حرارة دموعها المالحه...ومسحت خشمها بهدوء بالمنديل اللي المها بقووة من كثر ما تجرح وجهها...
      طالعت لبره وهي تشووف الشارع كافيه الا كم سيارة...والدنيا كلها نايمه بهدوء...قامت تطالع بالغرف اللي قدامهم واللي مقابله لشباكهم...
      شافت رجال يفصخ حزامه...ويضرب حرمه عنده بالغرفة بقووة...ويرفسها برجوله بطريقة مشينه..
      غمضت عيونها بألم...هي ياما تعرضت لمعامله اكثر قسوة...هي انحبست ايام بغرفتها اول ما جات على الرياض...هي اللي بوحامها كانت تموت وتقطع ولا تلاقي احد يسمع لها ولوو طلب من طلباتها...هي اللي تعودت على الدلال عند ابوها...صحيح ان الحال في البر كان يختلف عن المدينه...لكن ما كان بهالقسوة والشناعه...
      نظرت لزوجها اللي نايم ببرود على سريره...شعره الخشن القصير...رقبته السمراء...ظهره العريض...كان رجال خارجيا...ومن اجمل الرجال....لكن من داخل كان مثل اللعبة الجميله اللي مالها مشاعر...فكرت بهالشيء...لأنها تشوفه وسيم وسامه ما توقعت تشوفها بشخص بيوم...لكن يوم عاشرته عررفت انه فارغ من الداخل..انه مثل عرايس السيراميك الحلوة...من برى جميله ومصنوعه بدقة...لكنها فارغه حرفيا من الداخل!!
      رجعت تطالع خارج الشباك بيأس..وشافت المره تضم رجل الرجال بتوسل وتصيح بحرارة وهي تنزف من فمها وخشمها...ما تبيه يزيد عليها...
      ارتعدت هناء بقووة...وقامت على عجل وسكرت الستارة وطاحت على الأرض ترتجف وترتعش وتكتم صوت شهقاتها بالمخدات...عشان ما يقووم ويضربها...من جديد!!
      تعرفون ليش ضرربها؟؟؟.....لأنها لبست فستان سهرة بالصباح...!!...
      ((الضرب...ابشع انواع العنف اللي تتعرض له المرأة...وللأسف..لسه الحريم يعانون من هالنوع من العنف...لكنهم يفضلون الصمت...والهروب من قوة الواقع...والتظاهر بأن الحياه عايشه على احلى وتر!!
      تخيلوا ان فيه حريم....يعتقدون ام الرجل لازم يضرب زوجته وبعنف عشان يربيها!!
      تخيلوا ان فيه حريم...مصرات ان الضرب هو الشيء الوحيد اللي ممكن يوقفهم.!!!
      تخيلوا ان فيه حريم...مصرات ان اي حياة زوجيه سليمه لازم يتخللها نوع من انواع العنف!! ))

      ******

      وقفت وانا ابعد ذيك الذكرى الشينة عن حياتي...وقفت وانا احس ان داخلي شيء تفتت وتحطم وصعب تجبيره...وقفت وانا متأكده ان عبدالعزيز قضى اليوم على احلى الأمال اللي كنت حابستها من سنين داخل صدري!!
      قلت وانا ادخل الحمام ونورس تلاحقني
      : نروح لهيفاء؟؟؟.."
      قالت نورس وهي تطالعني بقلق وتدخل يدينها داخل جيوبها
      : ايه...بس اذا تعبانه نأجل الزيارة...لأن شكل هيفاء ما يسرر!!"
      نشفت وجهي وقلت وانا اسحب الكحل من علبة الأقلام الملونة اللي حاطتها بالحمام
      ..عشان حالات الطوارىء...لمن يكون عبدالعزيز بالغرفة ولا اقدر اتزين قدامه...لأنه دوم يتطنز علي وعلى زينتي
      : مايهم...لازم نوقف جنبها ...ونخفف عليها...بنملا لها الغرفة ورد احمر...وبنشتري لها كيكة فراولة اللي تحبها كثيير..وووو...وان شاء الله ترجع معنا للبيت وهي بالف خير.."
      كحلت عيني من جوه بس...وحطيت مرطب على وجهي وعلى شفايفي...ومشطت شعري الناعم بسرعه...وطلعت...ونورس لسه تتبعني لغرفة الملابس
      : ماما...احس انك موو بخير!!"
      طالعت بنورس...وبرقت عيوني بدموع...وهي تطالعني مثل طفلة صغيرة غلطانة بحقي..ترددت كلمة عبدالعزيز بذهني...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      ...انت ام فاشلة...
      مسكت راسي بقوووة....معقووول اكون فاشلة؟؟؟....صحيح...اكيد اني فاشلة...ولا ماكان احد تجرأ واغتصب نورسي الصغير...وحطم احلام طفولتها الجميله وسبب لها خوف ماله اول او تالي من كل رجال يحمل صفات اللي اغتصبها ولا راعى جسمها الطفولي الصغير...ولا راعى براءتها اللي تهشمت بقوة...
      اكيد انا ام فاشلة...ولا ما كان انهارت هيفاء من مات خالد فوق السبع مرات...وكل مرة تكون أقوى من اللي قبل...اكيد فيه شيء بحناني نقصته عليها...اكيد ما كنت قريبه منها وهي محتاجتني..اكيد اني بخلت عليها بمشاعري...وقمت اطالع بزينتي واحاول انقذ جمالي الزايل!!
      انا أم فاشلة...ولا ماكان سعود هذا حاله...ما كان سعود راضي بالغربة على انه يرجع يعيش معنا...اكيد اني ام فاشلة...لوو ماكنت فاشلة ما كان سعود حب مارية...ولا كان تزوج مضاوي...كان تزوج اللي ابوه يبيها...اكيد اني فاشلة...ماعرفت انقذ سعود من تربية جدته...ومن بعده عني...رغم حبه لي...
      حسيت بنورس تضمني بقوة من ورى
      : لا تبكين يا ست الحبايب...انت القوة الوحيده اللي باقية في هالبيت المهجور...!!"
      ابتسمت من جملتها وانا ابلع غصاتي اللي مثل الجمر...لابد من الرحيل...خطرت على بالي هالجملة...وهزيت راسي اكد لنفسي هالشيء...لبست عباتي...وطلعنا على اقرب محل ورود..عشان نشتري لهيفاء النوع اللي تحبه من الورد....مرينا محل حلويات وأخذنا كيكة على شكل قلب بالفراولة....ثم اتجهنا للمستشفى واحنا ندعي ان هيفاء تكون افضل من حالها امس!!




      كانت بالمستشفى...تصارع احلامها بتعب...تحس نفسها على وشك الجنون...خالد يحاصرها بكل مكان هي محتاجه تنساه...لكنها موو قادرة..يخنقها وهوو قرريب منها حيل...تبيه يظل ذكرى وبسس...لأن وجوده صار مزعج ومخيف بالنسبة لها!!
      تحملها الضعيف للواقع...يكاد ينتهي...والخووف انها توصل لمرحلة من المرض...بحيث يكون من الصعوبة انها ترجع شخص طبيعي من جديد....




      " هيفاء"


      تأملت الغرفة الكئيبة الرمادية بضيق...كانت جدرانها رمادية فاتحه...والسرير الابيض كبير...والكنب كحلي قاتم...
      قلت للنيرس بعصبية وانا انفخ
      : افتحي ستاير...بسرررعه..."
      مشت النيرس بسرعه وهي تنتفض...وراحت فتحت الستاير الرمادية الطويلة....وتسسلت اشعة خجوولة من الغروب المتبقي...والظلام طبعا ساد المكان..ضميت نفسي بكابة...ورفعت عيووني للتيلفزيون...واشرت للنيرس ترفع لي الصووت...حطيت على فيلم رومانسي...ورميت براسي بتعب على المخدات...
      تعبت بشكل كبير...احس ان حياتي قرربت تنتهي....انا متأكده من هالشيء...واللي قاهرني..اني بديت اتردد بموضوع هيثم...بديت اتردد اذا اغريه ولا اخليه....
      بعد ماشفت نواف...وهو بغرفتي ذاك اليوم...بديت اشك بتقديري للأمور...نواف...نسخه من خالد الله يرحمه....نسخه حية له...حتى يوم تعلقت فيه بجنون بغرفتي...وقمت اتحسس وجه...كنت متأكده ان خالد رجع لي...ريحته...صوته...حركاته...وطريقة كلامه ولفظه لمخارج الحرووف!!
      مسكت راسي بقوة وقمت اصيح بانهيار...يا ربي الهمني...موو عارفة وش اسووي...لازم اكمل انتقامي من رند...رند الحقيييييرة...اللي قضت على اخوها بسبب جنونها وغيرتها مني...ارسلته لمصيره مع صديقتها الساقطه...عجلت بموته وحرمتني منه...وليته مات عادي..خالد مات محترق...محترق...شوفوا وش حجم هالكلمه؟؟؟...وتبووني ما انتقم منها...هي سبب كل اللي امر فيه...
      قمت من على سريري بتعب...ورحت يم الشباك...شفت ملعب فوق سطح المبنى اللي مقابل غرفتي...كانوا فيه شباب يلعبون..كانت اشكالهم مرتاحه واضح انهم مبسووطين حيل..
      خالد كان يحب الكورة....كان دايم يلعبها...حتى مرات مع اطفال صغار ما يعرفهم...اصلا..خالد كان يحب الأطفال...يحبهم لدرجة انه كان يقوولي...انه يبي خمس بنات وخمس عيال...عشان اذا جلسنا حول السفرة نحس انفسنا جالسين حول مأدبه...هه...خمس بنات وخمس عيال...كنت اقوله لو اني ارنب ما قدرت اجيب هالعدد!!
      مسحت دمعه حزينه قامت تنساب بنعومة على خدي....سمعت صوت الباب وراي...فالتفت بسررعه...وانصدمت يوم شفت اللي واقف فمكانه مختال!!





      كانت ترتجف بغرفتها بضيق....تشد اللحاف لجسمها...موو مصدقة اللي صار...موو مصدقة انها رجع من جديد عشان يعذبها بوجوده الاسر....يا ربي استر...ياربي الطف...شلوون راح اقاوم حبي له؟؟؟...شلوون راح اقدر ابعد عنه؟؟؟...
      عضت على شفايفها بخووف...وهي تتذكر مضاوي...زوجته كانت مخيفه...جريئة...جميلة...قوية....عكس مارية تماما...
      وهالشيء حطمها وشتتها بقووة....كأنها كاسة زجاجه هشة قبيحة الشكل...مقابل كاسة زجاج جميلة وفي نفس الوقت غير قابله للكسر!!!
      هل فيه مقارنه؟؟؟...الزبون مين راح ياخذ؟؟؟...وش راح يشتري؟؟؟...اكيد اللي مثل مرة سعود بتكون هي الكسبانه بأي مجال...ومافيه اي مجال تكون بينهم منافسة...
      لأن المنافسه محسومة لصالح زوجته الصغيرة...الناعمه...اللي كل مافيها يصرخ بالجمال الشرقي الاثيري الساحر...
      وش يبي الواحد بحبيبة تدخل الثلاثين بعد كم سنة قليلة...ولا فيها ذاك الجمال اللي يذكر...مجرد دمية مصنوعه من القمح...لونها شاحب...اشقر...مافيه اي نوع من الحياه او الحيوية والشباب والاسر اللي بوجه زوجة سعود....




      " مارية"


      كنت ابلع حبوبي حبة ورى الثانية....كنت احس بضيق شديد...كارهة نفسي...وكارهة كل مافيني...حاسه بخووف غريب...وحاسه بتشتت وضياع...
      احاسيس كثيرة مالها اول وتالي...لقاءه ضيعني...لقاءه جمعني...لقاءه رجع وضيعني...لقاءه كان القشه التي قصمت ظهر البعير!!
      قمت من على سريري وانا ارتعش...ورحت لحمام غرفتي...قفلت الباب...وجلست داخل البانيو بضيق...انعكس شكلي على المراية اللي مقابله البانيو...
      طالعت بوجهي...وانصدمت من اللي شفته....شبح والله شبح...رجعت غطيت راسي بين يديني...مابي احط نفسي بمقارنة ظالمه...ربي خلق الناس مختلفين...
      موو كلنا جميلين...ولا كلنا كاملين مثل...مثلها!!
      بسس...محد يدري عن اخلاقها ولا؟؟؟...
      وقفت وفصخت ملابسي...وفتحت المووية الحاره اللي قامت تنزل من بين رجوولي...دخلت نفسي تحت الموية وانا احاول امحي ملامح سعود وزوجته اللي كانت متناسقه معه بشكل غريب...كانو احلى Couple...ممكن تطيح عليه عيوونك...كأن ربي خلقهم لبعض...
      تذكرت ملامح تركي اللي مافيها زود...وحسيت باختناق داخل صدري..يعني انا دايم لي الاقل..لييييييييييييييييييييييييييييييه؟؟؟...ضربت الجدار بقوووة...وقمت ارفس كل شيء حووولي بثورة جنونية...انا مابي ترركي...انا ابيك انت يا سعوود...
      لازم اروح المكتبه هالحين...لازم انقذ نفسي...لازم الانسان يوصل للي يبغاه بأي طرريقة...سعود كان لي مرة...وانا كنت متأكده من مشاعره لين مالتقيت بالعقرب اخته....لازم ارجع ذيك المشاعر المشتعله اللي كانت بينا...
      طلعت من تحت الدش...ونشفت جسمي بسرعه...ولفيت المنشفه عليه...اول ماطلعت...صررخت بألم يوم حسيت بيد تركي تجرني بقوة له!!
      : وش عندك في بيت الرسام؟؟؟!!!"
      فتحت فمي....موو مستوعبة الجملة اللي وقعت على مسامعي بقوة غريبة!!



      انتهى الجزء

      تعليق

      • *عبير الزهور*
        V - I - P
        • Jun 2008
        • 3267

        #33
        الفص16ل

        "القلوب الحزينة...ونظرة ولع!!"


        بعد اسبوع
        ...
        الثلاثاء...الساعه9:30ص

        الشك يدمر الأنسان....الشك يقتل البشر...الشك يلغي شخصياتهم...ويحولهم لحيوانات صيد مترقبة لأي حركة...عشان تنقض على الفريسة وتمزقها ببدائية مرعبة...الشك...وش هو الشك غير هالوصف؟؟؟...مين اللي جرب انه يشك...او احد يشك فيه؟؟؟...اكيد ذاق الموت...سواء كان هو الشاك او المشكوك فيه!!
        قدامنا زوج محب...اختار حبيبته برغبته وبعيد عن اي تدخلات للأهل...ولد عايلة بسيطة مسالمه...عايلة اهم ماعندها سعادة عيالها...ما تهتم بالنسب والحسب...ولا تهتم بالفلوس الوفيرة او السلطة....
        هالزوج المحب....قرصه قلبه كثير....وعذبه صدود زوجته المستمر...تبعده عنها بقسوة...تهجر سريره باستمرار...عيونها دووم غرقانه بالدمووع...تكره تحس بلمساته على جسمها...تعتبر كل شيء منه سخيف وتافه...لكن اي شيء من الناس يفوقه روعة بكثيييييير...
        الرجل عمره ما كان غبي...ممكن يتظاهر بالثقة العمياء...لكن لابد بيوم..يقرصه قلبه...ويخليه يرووح ويشووف وش سبب هالأحزان والهموم اللي مثقله قلب شريكة حياته!!
        لازم يتحرك حتى لو نسف كل قوانين الثقة اللي مفروض تكون موجوده بين اي زوجين...
        ....يمكن عشان يطمن قلبه ان مافيه شيء...
        ....وممكن علشان يقطع الشك باليقين ويعرف وين ومتى بدأت الخيانة؟؟؟!!

        لو يشتكي المظوم وش في يدينه...من يرحمه لاهلت عيونه ادموع...
        من يسمعه لي باح خافي كنينه...من هو يرد القلب لا صار منزوع....

        " تركي"

        شديت شعري بقوة وانا اطالع بدفتر الملاحظات اللي قدامي..احس اني اقرا لغة ثانية موو فاهم منها اي حررف...هذا وانا كنت ناوي اصير استاذ مساعد قبل لا اتزوج ماريه...زين اني حكمت عقلي ولا تهورت بهالخطوة اللي هي على قد ماهي حلووة بس بعد يبيلها واحد فاضي..واحد زوجته مريحته...وموفرته الحياة السعيدة اللي يطمح يعيشها اي رجل....
        رفعت عيوني اطالع بالمحاظر اللي كان يتكلم ويشرح وعيونه تدور على الطلبة واحد ورى الثاني عشان يشوف مين فيهم السرحان ويصيده ويفشله قدام كل الطلبة...
        جات عيونه بعيوني...وطوولت نظراته...وبعدها بعد عيونه...وهو يكمل شرح القصيدة اللي كتبها المتنبي في هجاء شاعر معروف...وهذا الاستاذ احنا نحظر صفوفه عشان يساعدنا في كتابة الرساله ومناقشتها بنفس اسلوبه الرائع...
        ....اممممم....
        يمكن انا ما اتكلمت كثير عن نفسي قبل...ويمكن جا الوقت اللي تعرفوني فيه زين...
        ...انا تركي الح....
        ...عمري 29سنة...
        درست لغة عربية في جامعة القديس يوسف في لبنان...وبعدها ولأني احب اسافر برى واعيش في بلدان برى خصوصا للي مثل تخصصاتي يلقون فرصهم برى اكثر من السعودية...اتجهت ليطاليا عشان ادرس ماجستير اللغة العربية في احد جامعاتها الكبيرة...ومقرر اني اول ما اخلص من الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي واللغة العربية وبلاغتها....اني اتوظف في نفس الجامعه...
        حالتي الماديه عادية تميل للمتازة في معظم الأحيان ومقارنة مع عوايل كثيرة...لكن بعد ازمة الأسهم اصبحنا في ازمة مادية مهولة...وبالطبع جا الوقت اللي اهلي توقف صرف علي وتلفت لنفسها...فبديت اشتغل اشغال صغيرة هنا وهناك عشان اوفر اقساط الجامعه...واملي كبير بالله انهم يطلبوني بعد التخرج...قابلت مارية في بيت استأجرت منه غرفة....واعترف وقتها انها الفتتني بشكل كبير....مارية فيها سحر غريب...سحر يخليك تطالعها بدون ماتمل من وجهها..رغم انها تعتبر عادية...تعلقت فيها كثير...ما اقول حب قد ماهو تعلق بأدبها واخلاقها الجمة...ونعومتها وضحكتها الطفولية وبراءتها الفضيعه...
        اعجبني فيها حبها لكلاريسا واهتمامها بنفسها وطموحها العالي...حسيتها تشبهني كثير...انا جدا طموح وعندي قناعه اني بيوم راح اصير روائي كبير وشاعر اكبر....عندي طموح اني راح اكون نزار قباني ثاني او فاروق جويدة....اخر...لذا حسيت بتقارب فكري يجمعني بها رغم انها ما اعطتني اي اهتمام زايد عن الحد....لحد جا اليوم اللي قررت بعده اني اتزوجها......



        كانت صاحبة البيت مسافره ومعها بنتها الصغيرة لأن امها مريضة وبتوادع...فرحوا كل اللي في البيت وخصوصا الطلاب...اللي حسوا انهم يقدرون يتحركون براحتهم ويسوون اللي يبونه ويسهرون مثل مايبوون...بدون ما يخضعون لذيك القوانين المجنونة اللي اسنتها صاحبة البيت المجنونة بحب السيطرة...كانت تذلهم بكل شيء..تمنعهم حتى انهم يشربون ماء...كل شيء بثمنه...حتى السهر ما يقدرون يسهرونه لأنها تقفل الباب ولا تخليهم يدخلوون فيضطرون ينتظرون عند الباب حتى الصباح...والحمدالله ان هالقرية فيها امان كبير...ولا كان راحوا فيها....
        كان تركي يطالع ب" مارية" اللي جالسه تطرز قماش بأيدها...بخيوط ذهبية لونها جذاب...شعرها الحريري الذهبي رافعته فوق راسها على شكل كعكة كبيرة مرتبة...فيه خصل متمردة هربانه من الجهتين عند اذنها وجبينها...كان واضح انها سرحانه حتى وهي تطرز ببرود...لأن الأبرة تروح وتجي..وتضطر تعيد الغرزة من بدايتها بضيق...
        دخل المطبخ...وصب لها كاسة عصير برتقال...وقرب منها...وحطه قدام عيونها..ضلت تطالع فيه لثواني ورفعت عيوونها ببطء...حس ان عيونها تحمل اتهام كبير...بس ماتحرك من مكانه...اخذت منه الكاس بتوتر...بعد ماقالت" شكرا" بجفاف...
        تركي وهو يحاول يدور سالفه: مشاء الله عليك موهوبة.."
        قالت وهي ما تطالع فيه: الموضوع مايحتاج موهبة قد مايحتاج صبر.."
        وكملت ببرود وكأنها تتكلم عن شخص ثاني موب عن نفسها:يحتاج امنية...عشان تسعى لتحقيقها...واذا لقيت الامنية الصحيحة...لازم تدرس الخطوات اللي بتوصلك لها..."
        سكتت شوووي...ثم ابتسمت بسخرية
        : ثم تحقق هالخطوات بصبر....عشان تسوي كل اللي تحلم به...!!"
        حسيت انها حزينة...تغيرت كثير بالاسبووع اللي فات...كانت تسàX'd1 طكملت ببرود وكأنهاما كانت تجلس الا نادرا...حتى انها كانت تترك شغلها بالبيت...وترووح تطلع تتمشى بره...اشغلت وقتها بكل الوسائل..سمعت من البنات اللي ساكنين معها...انها تطلع مع واحد...لكن انا عمري ماشفت هالشيء بعيوني لذا ماقدر اتهمها بشرفها!!
        كانت هذي افكار تركي...بينما مارية ما كنت تدري عنه ولا عن افكاره...كانت تفكر بحياتها وكيف راح تستمر بدون الشيء اللي تعودت عليه وتعودت انه يلازمها خلال الفترة الماضية كلها...يدعمها بكل قوته...يعطيها الأمان والحنان...يداعبها بكلماته الحلووة...ويضحكها بنكاته...ويبكيها بماضيه...
        تركت مارية قطعة القماش من يدها...وقالت وهي توقف
        : انا برووح انام...تصبح على خير.."
        وتركت عصير البرتقال مثل ماهو...ما شربت منه ولا قطرة...شافها وهي تطلع الدرج...وفستانها الابيض الناعم الواسع يتماوج حول جسمها براحة...ويرجع يحظنها بانانية....تنهد وهو يلاحظ برودها معه...
        ما احبها بس ابيها...انا ما ناقصني شيء...فليش حتى ما تتكرم وتطالع فيني...
        وقف تركي بقلة صبر...وطلع بره البيت...سكر الباب بأقوى قوته...ورفس اول حجرة يشوفها قدامه...وبعثر شعره بقلة صبر...شين انك تهتم بانسان مايدري انت وين موقعك بهالعالم؟؟؟...شين انك تعجب بانسان وانت تعرف انه يطالع بك على انك اقل منزلة منه...شين انك تكون مثل تركي وتعجب او تحب او تعلق او اي مطلح بالدنيا يرفض تركي الاعتراف به بوحده مثل مارية...!!
        مشى كم خطوة....ويوم شاف ان الجوو بارد حيل...قرر يرجع عشان يجيب معطفه الجلدي...دخل البيت بسررعه...وقام يدور عن معطفة اللي رماه باهمال قبل كم ساعه....
        صرخة امرأة قووية تقطع سكون الليل والمكان
        ماستوعب الصرخة..وظل واقف بمكانه يحاول يتأكد من اللي سمعه...
        لكن
        جمد دمه يووم سمع هالصررخة القوية من مارية....
        وقف بمكانه لحظات...ثم وبدون اي تفكير...راح يصعد الدرج درجة ورى الثانية...كل همه صرخات مارية وتوسلاتها اللي بدت تتزايد...وصل الدور الثاني...ولاحظ ان الصوت وقف فجأة...
        قلق بشكل جنووني...وراح يفتح البيبان بشكل عشوائي...وللحظة نسى حتى موقع غرفتها...وصل لغرفة مقفله...فحاول يفتح الباب مرتين...سمع صوووت مكتووم...
        بعد عن الباب كم خطوة...رجع عليه بقوة وهو يدفه بكتفه على وعسى يتزحزح خصوصا انه باب خشبي...ضرربه بقووة...مرة ورى مرة...وهو يسمع صوت مارية المكتوم والصرخات المجنونة اللي تطلع منها فجأة...
        طاح الباب اخيرا من قدامه...تووسعت عيوونه وهوو يشووف اللي ماتوقع عمره انه بيشووف منظر بشع مثل كذا...كانت مارية شبه عارية...بسبب تمزق ملابسها...والرجال اللي كان يحاول يعتدي عليها وريحة السكر العفنة تفوح منه" ايمانويل" كان ماسكها بشراسة وكاتم وجهها بالمخدة عشان ما تصارخ...
        التفت ايمانويل بسرعه ناحية الباب...واول ماشاف تركي...تراجع للخلف..بينما مارية رمت المخدة وتطلعت تركض من الغرفة مثل المجنونة...
        تركي كان يبي يلاحقها لكنه مقدر يترك هالحيوان البشري يطلع منها بالساهل...اتجه له وقام يضرب فيه بكل قوووته...ما كان يحس ان هذا رجال كبير بالسن...وانه ممكن يموت لوو زودها حبتين...كان يقوومه ويعطيه بكوس وكفووف بأحر ماعنده...ويرجع يرفسه من جديد...
        يوم حس ان شياطينه بدت ترووح عنه...تراجع كم خطوة لورى...وسمع الرجال يتأوه ووجهه كله دم...وجسمه مرضض بشكل كبير...تفل عليه بحقد...وطلع خارج المكان يدور مارية...اتجه لغرفتها...وسمع صوتها وهي تبكي بقوة...ارتعش قلبه..وطق الباب بهدوء...
        سمع صوت مارية يزيد ويصيحها يقطع القلب...كانت تصيح بقهر وحرارة ومرارة..وكانت تصيح مرعووبة من اللي تعرضت له من تجربة مهينة للمرأة بحذافيرها...اخذت تلملم فستانها الابيض اللي صار اوصال لا تستر...وزاد بكاءها وهي تتذكر سعود...كل هذا وتركي خارج الباب...يسمعها ولاهوو قادر يسوي شيء..كان بيمشي ويبتعد عن الغرفة...
        لكنه سمع باب الغرفة ينفتح...التفت بسرعه...يبي يطمنها...يبي يقولها اي شيء...يبي يهديها...يبي يضمها...يبيها تنسى كل اللي صار وتمحيه من عقلها وراسها الجميل...
        شافها ترتجف عند الباب...اول ما تقابلت عيونهم...رمت نفسها بقوة عليه وهي تصيح وتمسك ملابسه بقوووة...حوطها بيدينه وهو يحس بارتجفاتها تفتت قلبه اللي مايتحمل ابتسامتها شلون يتحمل دموعها الغزيرة الحارة اللي حس بها على صدره...
        مشى يده على شعرها كذا مرة...وبدا يهديها بكلماته اللي حاول قد ما تكون مواسية وملطفة لاحاسيسها...
        لكنها صدمته يووم قالت بتوسل
        : تررركي...انا....انا...مابيك تتركني...انا خايفة..."
        وكملت وهي تعض شفايفها بتوتر
        : تركيييي...انت...ان...ت...تحبني صح؟؟؟...صصصح؟؟؟.."
        تركي ببطء وهو يبعد شعرها عن وجهها
        : انا ماراح اتركك..ادخلي نامي...وبحرسك..."
        قالت بجنون وهي تقرب وجهها منيه
        : ما....بييي...ترركي..خذني من هنا...خذذني بلييييي....يزز.."
        ودفنت وجهها بصدره...بينما هوو قال وكأنه يكلم نفسه...
        : اخذك شلووون؟؟؟....حرام ..."
        وكمل ببطء وهو يطالع بعيونها اللي توسعت يوم قال اللي بباله وقلبه نطقه
        : لا يكون تبينا نتزوووج؟؟...."
        وهز كتوفه بصدمه
        : لأن هذا هو الحل الوحيد.."



        انتبهت للشباب يوقفون بعد ماخلصت المحاظرة...وانا في الماضي ولا دريت عن الحاظر نهائيا...وقفت بهدوء...وخذيت دفتري الكبير الاسود معي...وطلعت من الكلاس...
        توجهت للبوابة وانا اطالع بالناس اللي من حولي من كل شكل ولوون...ناس متجمعه بشكل شلل...وناس متفرقه كل واحد يمشي فيهم بلحاله...وناس رومانسية...الأيد بالأيد...والعين بالعين...والبسمة الحالمه مرسومة على شفايفهم...
        ربي ماكتب لي اكوون من الصنف الأخير...ربي ماكتب لي اني اظل مخدووع على طوول...ربي ماكتب لي الا اني قلبي يتحطم ويتحوول لقطع صغيرة...تدعسها مارية بدون رحمه...بدل ما تحاول تجبرها مثل ما انا جبرتها قبل...
        كنت اتصرف معها بحنان كبير...واتحمل عصبيتها ودلعها الزايدين عن الحد...كنت اتحمل تغليها عني...واتحمل رفضها لكل شيء يجي مني...اسمعها وهي تتكلم عن اهلي وعن ذووقي وعن اصحابي بسخررية بس مع هذا ماكرهتها كنت احاول اني اخليها على راحتها عشان مايضيق صدرها مني وعشان ماتكرهني بيووم...جاهدت بشكل كبير في اول ايام زواجنا اني ابعد عن راسها فكرة الشفقه...لأني لا يمكن اخذ بنت لمجرد الشفقه..يمكن كنت محتاج فرصه بس عشان اتشجع واطلب هالطلب!!...وليتني ماطلبته...
        وصلت للشارع...وقف باص قدامي...ركبته وانا اتذكر بألم طنازة مارية بالباصات كانت لا يمكن تركبها وتفضل سيارات الاجرة...
        جلست على ثاني كرسي فاضي شفته...رميت بجسمي بكسل...وبحلقت عيووني بالسما الزرقاء الصافيه...كانت فيه طيور كبيرة مهاجرة...اكيد هذا موسم هجرة الطيور...كان شكلها رائع...وخصوصا ان السرب كان فعلا كبيييييييير...
        لمحت وجه مارية وهي تبكي وتعترف لي بكل شيء...غمضت عيووني بألم....تستاهلين العذاب يا مارية...تستاهلين العذاب...لا يمكن اخليك تعذبين قلبي وتعيشين حياتك خاليه من الألم...لا يمكن اعتقك بهالسهوولة...لازم تحسين بشووي من النيران اللي تحرقني...لازم تلسعك هالنيران وتشويك على نار هادية مثل ما كنتي تسوين فيني طوال فترة زواجنا اليتيمة والقصيرة...!!

        تعليق

        • *عبير الزهور*
          V - I - P
          • Jun 2008
          • 3267

          #34
          عايشت كل مشاعر الخووف والألم والشعور بالذنب اللي كان ينهشها كل يوووم فات من الاسبووع الماضي...
          ماكان ودها تكون بهالقسوة...كان ودها تكون خفيفة باعترافها قد ماتقدر...كانت تبي توضح له اللي براسها بدون مايحاسبها بهالقسوة...اهي عارفه انها جرحته...لكن بعد اهي محتاجه تكون صريحه معه....دام وصل فيه الأمر انه يبحث من وراها...
          تذكرت جنوون امها وجنون ابوها وشكهم ببعض...وهالشيء خلاها تقوله كل الحقيقة بوجهه...لأنها ماتبي تعيش ذيك التجارب المخيفه..وعشان يساعدها بعد بخطتها...
          لكن الشيء الوحيد اللي ماحسبت حسابه...هو انك تركي يكوون بهالقسوة ويتصرف عكس ما قالت له!!
          توقعته بيررحب بكلامها وبيبتسم اوسع ابتسامه...ماتوقعت انه راح يذررف دمع الألم والقهر قدامها..ماتوقعت يحبسها بغرفتها...ماتوقعت يناظر لها باحتقار...ماتوقعت يعاملها مثل معاملة الخدم....غبيه مارية...وبتظل طوول عمرها غبيه!!
          مهما شكا قلبه وعقله وعينه...شكواه ماتنفع ولاهوب مسموع

          "مارية"


          مسحت دمووعي وانا افرم البصل...كنت مقهووورة...محروووقة...متألمه...ماحس فيني هالحقيييييييير" تركي" يبي يعاقبني لأني احب اغيره...يا ناس اي منطقية هذي؟؟؟...وين كرامة الرجال راحت؟؟؟...اعتقد ان رجال هالزمن ماهم الرجال اللي كنت احلم فيهم...
          حررمني من روحة المعهد...مع اني عندي دروس مهمة جدا...كان عندي عينات لازم اسلمها....حرررمني من لمس التيلفوون...قفل علي باب البيت...واخذ كل وسائل الاتصالات وحطها في الغرفة حقت النووم..يفتحها اذا رجع ويشبكها من جديد عشان كل شيء يكوون تحت عيوونه...
          ولا فوووق هذا كله...كررفني باشغال البيت...خلاني اشتغل شغل بحياتي كله ماكرفت نصه...صار يخليني اطبخ طوول الوقت...صبح وظهر ومسا...صحيح انه ياكل ومايخيب تعبي...لكن بععد...انا مارية ال...." مووو اي بنت عادية..>>>>مصدقة عمرها*_*!!
          انا اللي ابي اصير اكبر مصممه عربية...مصممه تصمم لنجوم هوليود...مصممه تصمم لدار شانيل وديور ودكني...مابي اكوون مجرد ربة منزل يائسه تكرف طول اليووم ولا تلاقي الا الهجران...
          حطيت البصل على النار...وقمت احمسه بقهر...بتتسائلون ليش اشتغل واسمع كلامه...الموضوع باختصار...انه وعدني يفكر بعررضي اذا انا طعته ووفرت له كل اللي يبيه...
          صحيح ان عرضي مجنووون...لكني بذيك اللحظة كنت مصممه اني ارجع سعوود لوو فيها اللي فيها...لوو فيها اذية ناس وقتل ناس وارهاب ناس انا مستعده اسووي كل شيء...
          وعشان اسووي كل شيء لازم تركي يكون عارف بالوضع عشان يطلقني بسهووولة وما يعتقد اني استغفله بكل بساطة...
          رشيت الملح على البصل...وتذكرت بشعور خجوول كيف رشيت الملح على جروح تركي؟؟؟....شعور بيعذبني كثير لكني متأكده انه راح يختفي بعد ما اوصل لسعوود...


          قبل اسبوع

          جا تركي وهو مايشوف اللي قدامه....كان مكتشف قبل ساعات قليلة...ان مارية ماراحت لبيت صديقتها مثل ماتقول...لأنه لحقها وشافها بعيونه تدخل عمارة فخمة جدا...واهوو يعرف حال صديقاتها زين...راح سأل البواب اللي كان واضح انه مستعد يتكلم على الرئيس نفسه بس بحفنة فلوووس!!...عطاه اللي يبي...فتكلم البواب ببساطة وشرح له ان هذي القيرل فريند لسعود الس...وهو رسام عربي من السعودية مقتدر ووسيم...وكانت دايم تجي هنا لدرجة انه في فترة من الفترات كان عندها مفتاح للمصعد الخاص بشقته...
          ظل تايه بالشوارع يدوور الاعذار عذر ورى الثاني...يفكر بكلام الناس قبل..يجمع يطرح يقسم يضرب...يحاول يوازن الأمور...عقله لا يمكن يتخيل الخيانه...
          خيانه
          شفتوا عظم هالكلمه؟؟؟...فيه ناس تقولها بسهووولة...بس محد يعررفها غير اللي ذاق مرارتها وحس بغدرها وقطعت بسكينها احشائه وقلبه الطيب....
          بعد ساعات وساعات من الضياع...قرر يروح لها...اهي صاحبة الحل...اهي اللي راح تصارحه...اهي اللي دايم تتكلم ببساطة بأي شيء يخصه بدون ما تحاسب على جملها...
          راح تعطيه الحقائق بسهوولة...لأنها ماتخاف لا على مشاعره ولا على سمعته....
          مسكها بقوة وصرخ بوجهها
          :وش عندك في بيت الرسام؟؟؟!!!"
          فتحت فمها تحاول تستوعب الجمله الصارخة اللي انقالت من ثواني...
          ظلت ترمش بعيونها لفترة موو مصدقة ان سرها انكشف لترركي..
          لازم تصررف..تكذب...اووو افضلها تصرخ بوجهه وتهاجمه عشان ينسى السالفه..
          عجز عقلها يلقى جواب وعيوون تركي مسلطه عليها مثل الكشافات
          وبعد ماحست ان ايدها تقطع بلحمها تأوهت بألم
          وقالت وهي تحاول تدور على عذر
          : اه..ايي...ترركي..حرام عليك قاعد تعووورني انت..."
          طالعها تركي بذهوول...وانتبه انه ماسكها بقووة...وبدا يلاحظ الحمار اللي انتشر على ذراعها تحت اصابعه السمر...زاد مسكته لثواني وهوو يشد على شفايفه بألم...ثم
          رماها بقوة على السرير...اهتز السرير وطلع صووت خفيف...يدلل على قوة طيحة مارية عليه...حمدت ربها في سرها انه م رماها على الارض...
          قال وهو يمسح وجهه بعصبية لكن لهجته ساخرة حارة
          :اسف سنيورة مارية...ماكن قصدي أألمك..."
          وسحب كرسي وجلس قدامها بينما هي تراجعت بخوف كم خطوة
          قال وهو يطالع باصابعه ويحطهم تحت ذقنه ويطالع بعيونها مباشرة
          : اذا تفكرين بكذبة...فانسي الموضوع..."
          عقلها اللي كان يدور على طرريقة تهدىء فيها الاوضاع...
          لأنها ماراح تسمح لتركي انه يتهوور او يضربها...فلازم تمتص غضبه بأي طرريقة...
          تجمعت الدموع بعيونها وصرخت بألم
          : موو من حقك اصلا تتجسس علي...ووين الثقة اللي مفرووض تكون بين اي زوجين طبيعين؟؟؟...."
          وكملت وهي تصيح
          : اصلا انت انسان مريض...شكاك...ماعندك اي ثقة بنفسك..ولا كان مارحت تتبع اثاري..."
          كلامها كان طعنات قوية...لكنه جاهد عشان يخفي تأثير هالكلمات...
          ماغمض عيونه اللي تلمع...قلبه يمووت في هالثواني..رد فعلها يخليه يبصم بالعشر على الخيانه...تحاول تقلب الموضوع لصالحها...لكن لا...موو على تركي اللي ماراح يسمح هالمره لدمووعها انها تغلبه...
          مرر اصبعه على شفته السفلى وهو يقوول
          : شكاك..صحيح...لكنك خاينه..وهذا هو الأصح..."
          فتحت عيوونها موو مستوعبة الكلمه اللي نزلت على اذنها بقووة وقع الصواريخ
          ...ماتوقعت ان تركي راح يتهمها بالخيانه...توقعته غيران لا اكثر ولا اقل..
          توقعته زعلان لأنها خدعته وكذبت عليه لكن موو لدرجة انه يتهمها بالخيانه...
          انا خنته؟؟...هذا اللي طرى في بال مارية بذيك اللحظة...
          توسعت عيوونها بانكار وهي تطالع به وتصرخ بجنون وهي تأشر لصدرها وصوتها يرتفع تدريجيا وهو مليان بالدموع والشهقات...
          : ا..انا؟؟؟....تت كل م عن ي انا؟؟؟...انا..انا...انا خاينه يا ترركي؟؟؟...هذا ظنك فيني...تظن اني ماتربيت ولا اعررف الاصوول...انا مررتك...شررفي من شررفك...عمرري مافكرت اخوونك...انت...زووجي..زوووجي...زوووجي"
          قالتها وهي تقنع قبل لا تقنع ترركي...كانت تفكر بالكلمات اللي طلعت منها...اهي معتررفة بخجل داخل نفسها انها خانته...لكن لا يمكن تنهززم قدامه بهالسهوولة...على الأقل ليمن تظمن رجعت سعوود...وبعدها طزز بتركي...
          قاطعها بصوت عالي
          : بسسس!!..."
          وكمل وهو يوقف وهي تتراجع بخووف
          : لا تكملين المعزوفة المزيفه...من يووم ماتزوجت وحطيت ايدي بأيدك وانت خاينه..."
          تابع وهو يطالع بعيونها بقوة
          : مجرد نحلة صغيرة مؤذية...منظرها غير جذاب مثل قلبها..."
          وكمل وهو يكذب
          : تزوجتك عشانك...عشان احميك من الذياب اللي كانت تنتظرك بكل مكان عشان تقضي على كل مافيك...لكن للأسف...طلعتي انتي الذيبة...وانتي اللي ينخاف منك..."
          كلماته اذتها اذت مشاعرها...احرررقت قلبها...من هوو تركي عشان يشبها بالنحلة الصغيرة المؤذية...يحمد ربه وجه وقفى انها هي مارية اللي تعتبر اغنى منه واقفت عليه مع ان مافيه زود...يحمد ربه انها طالعت فيه...وقبلت تعيش معه بهالبيت القذر الصغير...تطبخ له وتنظف له ملابسه القذرة..
          لازم تحسسه انها ماتبيه بعد...اهي فعلا ماتبيه...لكن تبيه يستمر معها عشان يتحررك سعود وياخذها منه...هذا موو الوقت المناسب...موو الوقت المناسب لمثل هالاتهامات...اهي تعررف شخصية ترركي زين...وتعررف انه من الرجال اللي يتظاهرون بالفضيله والاخلاق الحميدة طوول الوقت...
          لمعت بذهنها فكرة مثل الفلاش...فقامت من على السرير ومرت من جنبه وعطته قفاها....
          قالت بغرور وهي تمد شفايفها
          : طلقني..."
          رفرف بعيوونه وكأنه ماتوقع طلبها...اصلا وش تنتظر يا تركي؟؟؟...اهي خاينه...لسه عندك امل بعد اللي شفته في براءتها...رد فعلها اسلوبها معك يثبتون عليها الخيانه...
          اللي مثلها مفروض تنررجم ليمن المووت...ثم تعفن وتنحررق بنار جهنم...تركي لا تخليها تستقوي عليك...انت القووي...انت الرجل...انت اللي لازم تخليها تعرف حدودها...
          طالع فيها بأسف...صحيح حبها....لكنها ما تستاهل الا الكره.
          بينما مارية ماكانت دارية عن افكاره كانت تتابع كلامها وهي تلف له وتقابله بعيونها
          الصغيرة اللامعه بطريقة غريبة...غريبة على مارية الطيبة الحبيبه...وكأن الشيطان تلبسها بهالثواني...حتى صوتها تغير...
          : طلقني يا تركي...انا فعلا...خاينه...مفرووض ما اعيش معك...الا اذا انت تبي تهين كرامتك وتقبل انك تعيش معي..انا اخونك بفكري من اول يوم تزوجتك فيه...انت بالنسبة لي..."
          وكملت وهي تدور براسها على كلمة قوية عشان تأذيه
          : انت ولا شيء بالنسبة لي يا ترركي..يمكن صديق او اخ لكن حبيب...لا والف لاء.."
          بسسسسس...هذا اللي صرخ به قلب تركي لكن ماريه ماسمعته ولا درت عنه
          حك تركي جبينه باعياء..وانهار جالس على السرير...مثل ناطحة سحاب انهدت فجأة وبدون مقدمات...حس بزلازيل بقلبه وعقله....ماتوقع تعترف بهالسهوولة...
          حيرتنا معك يا تركي وش تبي؟؟؟..معقووول تبي تعيش مع وحده خانتك؟؟؟...
          قال بصوت متألم رغم انه يحاول يخليه بارد
          : ليش؟؟؟....انا وش قصررت معك...؟؟؟...حبيتك وامنت لك كل اللي اقدر عليه..."
          ارتعشت مارية وضمت نفسها بقوة...وهي ترتعش من البرد...اهي لسه بالمنشفه..والجوو بارد....
          طالعت بتركي المحطم...وبرقت عيونها بدموع غريبة عليها....ليش تبكين؟؟...ابكي لأني تحطمت مثله من قبل...
          بس انتي هالمره اللي حطمتيه؟؟؟...اكيد ليمتى بيعيش بكذبة اني احبه او يمكن احبه بيووم...
          تركي بالنسبة لي ولا شيء...لازم يعرف هالشيء...انا انخلقت لسعوود...وهو انخلق لي...
          ورفع عيوونه عشان تلتقي بعيوونها اللي كانت تلمع بالدموع...
          قالت وهي ترتعش وتروح للمكيف عشان تضبط حرارته
          : اعرررف...انت ماقصرت وياي...بس انا عندي حياه اشوفها...خط حياتي مختلف عن خط حياتك...اجتماعنا وزواجنا اكبر غلطة...كنت محتاجه لحماية وانت كنت بالطرريق...كنت المناسب لي في ذاك الوقت..."
          وكملت وهي تقرب من تركي ببطء
          :ترركي...انا حاولت احبك...حاولت اني اميل لك...لكن هذا..."
          واشرت لقلبها
          : ماقدر يتقبلك...لأنه متعلق بغيرك....ترركي...انت رجل رائع...وراح تلاقي بنت تناسبك مررة...راح تلاقي ذيك الجميله الساحرة اللي تصلح لك وتحبك وتمووت فيك.."
          سكتت شووي..وغمضت عيونها وهي ناوية تقول شيء ماتوقعت انها بتقوله لتركي ابدا...: ترركي...انا...محتاجه انك تساعدني..."
          طالع بها تركي مستغررب
          : اساعدك؟؟؟...بأيش؟؟.."
          قربت منه مارية وجلست على الأرض قدامه وايدها على ركبه
          : ترركي...اذا انت تحبني صدق...لازم تخليني اوصل لهالشيء...لازم تخليني استرد حبيبي اللي انا ابيه...وتجمعني به..."
          بعدها تركي بسررعه وكأنه انلسع من كلامها...وقف على رجوله وقام يرجع شعره باصابعه بقوة عدة مرات...طالع بها وقال وهوو موو مصدق
          : انت تبين تقتليني؟؟؟...تبين تذبحين هالقلب؟؟؟...موو كافي سموومك اللي ماراح اشفى منها ابد...جايه تزيدين القلب وتعلينه.."
          مارية وهي تصيح
          : تررركي ...انا احبه حييييييييييل...انا محتاجه لمساعدتك...انت تحبنيييييي....موو؟؟...ترركي بلييييييز...تركي الله يخليك...لا تنسى اني حبيبتك...
          مفرووض تتمنى لي السعادة....تررركي لا تتخلى عني هالمره.."
          رجع لها تركي ورفع راسها باصابعه بقووة وضغط على ذقنها
          : كافي...كافي..."
          كان يألمها وهوو عارف هالشيء...لكنه ماهتم...اهي قاعده مبسووطة وهي تمززقه بنعوومة وتقطعه بلا رحمة وتبتسم له ببراءة...
          فك وجهها بقوة والمها لدرجة انها صررخت...
          قال وهو يوقف
          : صحيح ان كرامتي ما تسمح لي اعيش معك...لكن كرامتي تسمح لي اهينك واذلك...لأنك خدعتيني وطعنتيني...وفووق هذا كله...ما كتفيتي وخنتيني..."
          وابتسم بسخرية وهو يطالع بوجهها تتأمل دموعه اللي انسابت بنعومة وخانت رجولته
          : راح افكر بعررضك يا زوجة...يا محترمه!!"


          اوووووه...صررخت وانا اشوف البصل بدا لونه يميل للسواد...وانقهررت ورحت رميته بالمغسله ورجعت اغسل المقلاة....هذي كل الحكاية...بعدها بالليل...رجع لي وعلمني ان الله حق...وراني الووويل...شال عني كل وسائل الاتصالات...وقدم عذر مررضي للمعهد اللي ادرس فيه...وقفل علي البيت...لا يكلمني...ولا يطالع بوجهي اللي اذا بغى شيء...يشمئز من لمساتي..وعيوونه ما تطيح علي ولوو بالغلط...
          حسسني اني انسانه كريهة...لكني مازلت مصممة اني اوصل لسعوود...صحيح ان معاملة تركي تعذبني...لكن بعد لازم يكون على علم...وبكره بيسامحني وانا اكيده لأنه يحبني ولا يمكن يكرهني...
          سمعت صوت الباب ينفتح...وصوت المفاتيح ترجع تقفله من جديد...خلصت شغلي بسررعه من المطبخ...
          ورحت للصاله مالقيته فيها...زينت طاولة الأكل...وشلت الكوت حقه المرمي على الكنب باهمال...علقته على الشماعه اللي عند الباب....
          ورحت لغرفة النووم...سمعت صوت الموية بالحمام...اتجهت لدولاب ملابسي...غيرت ملابسي...ومشطت شعري وشديته وحطيت مكياج خفيف ينعش وجهي...
          ورجعت للصاله..قدمت الأكل...وانتظرت تركي اللي طلع بعد دقايق..جيت اغرف له...لكنه تجاهلني وقام يحط لنفسه...
          اكلنا بصمت...وبعد ماخلص...ظل جالس على طاولة الأكل...ساكت..
          استغرربت انا ورفعت عيووني ببطء..شفته يطالع فيني...
          قال وهو يحرك الأكل بصحنه بملل
          : فكرت بعرضك..."
          ابتسمت براحه....ان شاء الله خير...
          سكت لدرجة اني قلقت...
          فتكلمت بفضووول
          : وبعدين؟؟..."
          قال بصعوبة وهو يحاول يتحكم بدرجة صوته
          : ابد...انا موافق على اللي قلتيه...بس بعد ما نتطلق...مابي بعدها اشوف وجهك بأي طرريقة...."
          غمضت عيوووني بفرح...ولا رديت عليه...حسيت فيه يووم قام...وحسيت بحززن غريب على ترركي...
          قلت وانا اوقف واطالع بباب غرفة النوم المسكر
          : مسكييين...دووم الشهامة تغلبه.."
          وكملت وانا اطالع بالمراية حقت المدخل
          : وهذا اللي راح ينفعني بترركي..."
          وابتسمت بتفاؤل لنفسي...ورحت اكمل اشغال بيتي...وبعدها ببدأ اخطط على كل شيء...


          الصحراء
          الاربعاء...الساعه12:30ص(الليل)

          كانت تبكي على حال اختها...تتألم من المها...هي الكبيرة واللي مفرووض انها تعرف تحل كل شيء...هي اللي مفروض تكون القوية واللي تقوي اهلها...هي اللي مطلوب منها تحسب وتجمع وترعى وتطبخ وتذبح...اهي الكل بالكل...كلهم من بعدها لا شيء...على كثر ماكان تحب هالشيء...لكنها تعبت..والهموووم ملت قلبها الكبير..وتمكنت من كل ركن فيه...
          ليت معها عصا سحرية عشان تحل مشاكل كل هالبشر...ليت معها عصا سحرية تحقق لها امانيها وتجمعها بنور عيوونها لو ثواني بتكون راضية..ليت معها عصا سحرية..عشان تشيل الهم من قلب امها واختها وتسعدهم وتعطيهم من صبرها رغم انه بدا ينفذ!!


          ...الله على كثرة همومه يعينه...قلبه غدى في روضة الهم مزروع....
          ...زرعه ذبل من قبل وقته وحينه...صارت حياته هم واحزان ووجوع...



          " فضة"

          : اه ماعدت احتمل يا فضه...ماعدت احتمل...ليمتى باظل بهالحال؟؟؟...ليمتى اتحمل جروووحه ومعايره لي واني وجه نحس!!....فضة وودي اقط نفسي من فووق هالجبل...وارتاح من هالدنيا الفانية.."
          قلت بألم وانا احاول اصبر هيلة اللي تبكي يمكن لأول مرة
          :قلتيها يا وخيتي...فانية...فانية...وش هوله تعذبين رووحك..يعني لا هنا لا بالدنيا ولا هنا بالاخرة اللي نرتجيها!!"
          وسكت وانا اطالع بوجه هيلة..اللي ممتلي دمع...كانت حاطه يدينها تحاول تغطي هالدمووع...اللي ما نحبذ نزولها...
          قطعت قليبي...لكن وش اقدر اسوووي؟؟؟...قولولي؟؟؟..كلن يشتكي لي من الحال اللي هوو فيه...ابووي نفسه مرات تطلع منه كم كلمة لي عن الحال اللي موب عاجبه..يظنون ان معي الحل لكل المشاكل اللي ماليه هالدنيا الصغيرة الزايله اللي ماذقنا فيها بيوم طعم للفرحه او الراحه...
          كملت هيلة وهي تمسح دموعها بطرف مسفعها(شيلتها-طرحتها-بوشيتها) وتون بصووت خافت:
          انا عارفه ان ربي عاقبني يمكن على سواياي فيك وف مضيوي يوومنا صغار...كنت اغلط واقط كل شيء عليكم...فعاقبني ربي انه حررمني من اكبر حلم بحياتي...مات الرجال اللي كنت حاطه كل حلمي فيه...مات الحلم اللي كان بيحررني من جهنم الحمرا ذي..."
          وكملت بعد ما اخذت نفس قصير
          : اه...انا والله تبت...تبت...ليش ابووي يبيني اظل ارملة طوول العمر...ليش يبيني اجلس عنده على طووول...يقول لي ان المره لا مات رجلها تجلس عند ابوها وتندفن يم رجلها..مين اللي يرضى بهالحكم الجاري؟؟؟...ميييييييييين؟؟.."
          قلت وانا احاول اخفف عليها
          : هيله...كل هالصياح على ابو علي؟؟؟..تراه والله ما يسوووى دميعه من دمووعك...حرام عليك...رجل شيبه طاق الميتين..وكان حاط عينه على اختك الصغيرة...وش هوله هالدمووع كلها؟؟؟...لوو هوو رجل ثاني كان لك حق بالصياح..."
          صررخت فيني هيله صرخت تردد صوتها بالصحراء
          : اه..المشكله ميب ببو علي...المشكله ان ابووي حتى ماقال عني الموضوع...ماحط لي اي اعتبار...ماسالني عن رايي...ابوووي يا فضيض ما همه ابو علي او غيره...لوو كان سيد الرجال راح يرفضه بعد...بدوون حتى مايشاورنا.."
          صبيت شوية شاهي وناولته هيلة وانا اقول
          : خلاص يا هيله...والله ان هالدموووع تقطع جووفي بسكاكين حارة...خلاص يا وخيتي...انتي مالك الا الدعا...ادعي ربك وارتجيه يرزقك بالرجل الصالح اللي مايلاقي ابووي فيه اي عيب...وترى الجواز موب نهاية العالم...ولا هو السعاده اللي تظنينها واكبر دليل عندك ميمتي...شوفي شلوون غادي وجهها؟؟؟..طالعي كم تعطينها؟؟؟...مين يصدق انها لسه صغير بالعمر...هيله..ماتدرين عن المكتووب..فلا تضيعين ليلك بالصياح...قوومي ارتجي ربك..يخفف عليك اللي تحسينه...وربك ماراح يصدك.."
          حسيت كلامي لامس هيلة...اللي اخذت تمسح دموعها واخذت فنجال الشاهي...وشربت منه شووي...قرربت منها وجلست وراها...صرت مرتفعه اكثر منها لأننا جالسين على طرف جبل...وقمت اكد شعرها المبلول...
          كانت تشهق بين كل فترة وفترة لكنها على الأقل وقفت صياح..وهالشيء ريحني...لأني كنت قلقانه عليها من دخلت علينا شعاع وهي تنافخ وتقولنا ان ابووي رفض اخووها للمرة الثانية وهي ماراح ترحمه هالمره...
          طلعت هيلة ولا رجعت حتى بعد مانمنا كلنا...انا توقعتها راحت تسبح وتغسل...بس يووم جيت للمكان اللي دايم نروح له...سمعت صوتها يقطع الليل البهيم...وهي تبكي بحرارة...كنها ام فقدت ضناها...وهي بنت فقدت املها بهالدينا...فقدت حلمها الكبير...ياما حسدت مضاوي ...لأن مضاوي ماكانت معطيه لحد ولا هي ارملة مثلها...
          لكن انا قليبي يقوول لي ان حظ مضاوي اخس من حظوظنا...عشان كذا دوووم ادعيلها ان ربي يسعدها ويخلي رجلها يحترمها ولا يفرط فيها...
          قالت هيلة وهي تلتفت التفاته بسيطة لي
          : كيف توقعين مضاوي عايشة؟؟؟.."
          سكت..استغربت ان كلنا فكرنا بمضاوي وبنفس الوقت..قمت احوي لها شعرها الطويل وانا اتكلم عن مضاوي
          : ان شاء الله انها عايشة عيشة هنية...عيشة امراء واميرات...كلن يحبها وكلن يراعيها...ولا حد يغلط عليها...مضاوي تربية جدتي..قووية ولا تخاف الا من ربها...جميله واجمل مارأت عيوون البشر...لسانها حلوو وكلامها ذهب..اكيد بتكوون عايشة العيشة اللي كلنا نرتجيها...بس اللي خايفه منه..."
          وسكت وانا اتنهد واربط نهاية شعر هيله
          : اللي خايفه منه...انها بكره تنكر لنا...وتنسى اصلها وفصلها...وتشووف نفسها على الناس اللي حالهم من حالنا..والله يستر لا ترووح وتغير اسمها بعد.."
          قاطعتني هيلة وهي تصرخ
          : يوووووووه...وليش ان شاء الله تغير اسمها؟؟..اصلا تحمد ربها على اسم مضاوي...وش احلى من ذا الاسم وكافي انها سمية الغالية.."
          قلت وانا اتذكر كلام شعيع
          : والله مدرري...تعررفين سواليف شعيع...تقوول اتفلوا على وجهي...ان ماغيرت مضاوي اسمها...حتى انها تقول ان فيه حريم غيرن اسمائهن لاسماء اهل المدن.."
          هيلة وهي تلتفت علي وتجلس جنبي بدون شيلة او غيره
          : يووووه...الله يستر لا تسويها مضيووي...عاد تختارلها من ذيك الاسما اللي مالها سنع..."
          قلت وانا احط يدي على قليبي
          : ان شاء الله ان مضاوي ميب مسويتها..تعررفين مضاوي طوول عمرها مفتخرة بسمها ولا ظنتي تسويها..."
          ووقفت وانا احط على راس هيلة مسفعها
          : حطيه على راسك...ورانا شغل على الفجر..."
          هيلة وهي تلف مسفعها
          : ياله يمدينا نشبع نووم..قبل لا يقوومنا ابووي بالعقال على ظهورنا.."


          __________________

          تعليق

          • *عبير الزهور*
            V - I - P
            • Jun 2008
            • 3267

            #35
            ايطاليا...
            ....الأثنين....
            ....الساعه 7:30ص


            تزكر اخر مرة شفتك سنتا...تزكر وئتا اخر كلمة ئلتا...وماعدت شفتك..وهلاء شفتك...كيفك انت؟؟؟..ملا انت؟؟؟...تزكر اخرة سهرة سهرتا عنا...تزكر كان فيه وحده مضايق منا...هيدي امي..تعتل همي...منك انت مالأ انت؟؟؟..كيفك ؟؟؟...ئالوا عم بيئولو..صار عندك ولاد...انا والله كنت مفكرتك براة البلاد...شو بدي بالبلاد؟؟؟..الله يخلي الولاد...اييييييييه..
            كيفك انت؟؟؟..ملأ انت؟؟؟..
            تزكر اخر مرة شو ئلتلي؟؟؟...بدك تظلي بدك فيكي تفلي...زعلت بوئتا...وماحللتا...انو انت هيدا انت!!!...رغم العيال والناس...انت الاساسي...وبحبك بالاساس...
            هيدا انت...بحبك انت!!(موو متأكده من الكلمات)

            .....صوت فيروز مرتفع يصدح بانحاء الشقة الواسعه المشرقة....
            لابسه تنورة غجرية لونها اصفر فاتح ... وقميص غجري ينزل على الاكتاف شووي لونه ابيض...بخصر نازل...تاركه شعرها المتموج الاسود الجميل ينزل على ظهرها واكتافها...وماسكه التيلفوون وتسوولف مع نورس اللي ماسكتها تهزيييء لأنها ماسمعت نصيحتها..
            بنفس الوقت....سعود كان مبسووط... يرسم بدون ملل او كلل...ويكمل لوحاته اللي كان موضوعها الرئيسي حبيبته...شوفته لمارية...رجعت جزء من روحه...ملت حياته...واشرقت الوانها...حس ان الحب دايم يبقى...وهالشيء اللي لمحه بعيونها...وهالشيء اللي خلاه يصر على انه لاء للفراق...ونعم للقاء...نعم للحب...نعم للزواج رغما عن انوف الجميع....
            خلال الاسبووع اللي مضى...ترك سعود مضاوي على راحتها...ماسأل فيها..عاش بأحلامه...وبدا يطلع ويقابل اصحابه القدامى...نفسيته للحياه تفتحت من جديد...فبالتالي ابتعد عن مضاوي...باستثناء اول يومين..اللي سممها بكلامه القاسي الجاف...وطعن قلبها الرهيف باسلوبه الساخر وهوو يذكرها باللقاء اللي جمعها بحبيبته الأولى...
            "سعود"

            اضفت شووية لون غرريب بين الاصفر والبني بعد مامزجت درجات مختلفه عشان اوصله...وبديت اضلل المناطق بالوجه الصبووح اللي قدامي باللوحة...خلاص انا بديت احط اللمسات النهائية...بس لازم اضلل الصورة بشكل كامل....واهتم بالتفاصيل...لأنها بتخلي اللوحة اكثر تألقا وتميز...
            رجعت ورى شووي...وقمت اتأمل اللوحة بعين ناقده...ابتسمت براحه...ومسكت منديل ورقي وقمت امسح يديني وانظفها من الألوان اللي لطختني...رحت لركن المحترف اللي انا فيه...وفتحت الشباك عشان ترسم اللوحه من الهواء الطبيعي اللي بيجففها بدون مايعطبها....وقفت على طرف...وقمت اطالع بالناس اللي تمر تحت العمارة...يمكن تمر من هنا مرة ثانية...
            حسيت بشووية ذنب...وانا اتذكر شلوون كان لقاءها بالغبيه اللي جالسه بره في الصاله تسولف وولا همتها بالدنيا...يمكن التعب من السفر والارهاق اللي كنت فيه خلاني اتنح وما اعرف اتصررف وانا اشوف نور عيووني قدام عيني...لدرجة اني ما اعتذرت لها...حتى يووم لحقتها كان ركضها جدا سرريع...واختفت بسررعه من قدام عيني...
            رجعت من جديد اطالع باللوحة اللي رسمتها من اسبووع بسس...كنت راسم مارية بفستان ابيض واسع...وحاط طرحه على شعرها اللي يطاير بنعومة حول وجهها...ويحوطها بنور غريب...وماسكه باقة ورد كبيرة...ورد لوونه اصفر وسماوي!!...الخلفيه اللي وراها كانت عباره عن تموج الوان فرحه...شووية اصفر على وردي على موف...الوان حالمه ربيعية تمثل شخصية مارية المرحه والمحبه للدنيا...قبل لا نفترق اكيد...لأني اللي شفته قبل اسبووع...ما كان نفس اللي افترقت عنه!!



            ..


            تسمرت عيون مضاوي بالبنت الشقراء اللي قدامها...كانت تطالعها بتعجب...ثم تحول العجب...لعلامة استفهام كبيرة؟؟؟...يعني البنت ماشكلها خادمه...لكن وش ممكن تكون غير كذا؟؟؟...تذكرت كلام نورس..وتنبيهاتها لها القوية...
            انتبهي من الحريم هناك!!...موو كل وحده تدخل بيتك لها حق فيه....لا تتجاهلين أي اشارة توصلك...واستعيني بقلبك وراح تعرفين الحقيقة...
            اذا حسيت بأي تهديد..تصررفي بغرور...واسحقي اللي قدامك..وكملي طرريقك...لأن الناس هناك ما ينفع معهم الطيب...
            لذا...جهزت نفسها لأول شيء تسويه...صحيح انه عيب...لكن نصايح نورس اعجبتها حييييييييل...فقررت تطبقها...كافي انها بترفع ضغط سعود شووي!!>>>>>>لئيمه يا مضاوي!!!
            مارية بدورها كانت عيونها معلقه بمضاوي وهي مذهوولة...ما كانت مستوعبة انها صاحبة الشقه...كانت متوقعتها أي شيء..الا انها تكون قريبة لسعود بأي شكل...
            بدا عقلها يوجه رسايل لها بأنها هي الغريبة عن المكان مو الحرمه الجميله جدا اللي واقفه قدامها...
            حاولت مارية تخفض عيونها اللي كانت تطالع بمضاوي بطريقة غريبة..لاحظت ان البنت الجميله جدا...قامت تفصخ عبايتها..واول ماقربت منها
            قالت ببساطة وهي تمد عبايتها لها
            : تقدررين تروحين تنامين الحين...لأني تعبانه ولا ابي شيء.."
            وصررخت مضاوي وهي ترمي على مارية عبايتها وتنفض شعرها بغرور>>>>>>>تقلد هيفاء...يا مقوى تاثير دروسك يا هيفوفة!!
            : وش فيك واقفة؟؟؟...يله انقلعييي.."
            وراحت عنها عشان تفتش بهالعالم الجديد اللي حطت رحالها فيه....بتستغربون تصرف مضاوي...وانا نفسي استغربت من رد فعلها...مضاوي موو غبيه لهالدرجة عشان ماتعرف تفررق بين الخدم والاسياد...لكن يمكن هذا نوع من الدفاع غير المباشر عن مملكتها الصغيرة اللي وصلت لها مع سعوود...
            نصايح نورس لها..وتحذيرها لها من الدنيا الجديدة اللي راح ترووح فيها...حطتها بصورة جيده...وعررفت ان الحياه هنا عبارة عن تحدي..واول تحدي لها انها تبعد الكل عن سعوود...عشان تكسبه...وبعد ما تكسبه...راح تفكر وش تسوي كخطوة ثانية...
            دخل سعود بعد ما شاف تصرف مضاوي...اهوو ظل واقف مكانه مذهوول...موو قادر يستوعب ان اللي يشووفه قدامه حقيقة...اكيد يحلم...موو مارية هذي...هذي طيف...لا يمكن مارية تكون تنتظره بشقته...معقووول تكون مارية عارفه بموعد رجعته؟؟؟...كييييييييف؟؟؟...سألت الخطوط؟؟...اكيد لسه تهتم...اكيد تهتم...ابتسم براحه...لكن بعد ماشاف تصرف مضاوي غير الحظاري مع مارية...دخل وهو يحس الشياطين الحمر ترقص بفرح قدام عيونه...
            بس وقف قدام مارية اللي عيونها امتلت دمووع...ورمت العباية بقوة بوجه سعود...ظل سعود واقف قدامها...وابتسم وهو يقرب منها...يبي يلمسها...يبي يتأكد من وجودها...يا محلا ريحتها..يا مجمل نعومتها...يا الله وش كثر هي رقيقة...
            قالت مارية وهي ترتجف
            : ا...سفه...اسفه..."
            وبعدته عنها بسررعه وراحت تركض خارج الشقة...وقف مكانه لثواني...ثم راح يركض وراها بسررعه...بس اهي كانت اسررع...راح ينزل مع سلم الطوارىء..وهو يسابق الوقت...واوول ماوصل للدور الأول...
            طلع بسررعه على الشارع....في هاللحظة نززل مطر قوووي...تغرقت ملابسه...وتبلل شعره...طالع يمين ويسار...ثم لمحها باخر الشارع وهي طايحه على ركبها...راح يركض وراها بسرعه وهو يوقف قدام السيارات...بس شافها وهي تاخذ سيارة اجرة...فوقف وهو مقهووور...وضرب راسه بقوووة...دار حول نفسه..وقام يطالع بالسيارت اللي معطل حركتها...فرجع وهو يجر اذيال الخيبة وراه...بس كان ناوي نية قشرة لمضاوي...
            دخل الشقه وهو يصررخ بأعلى صوته
            : مضاوي....مضاوي تراب..."
            شاف المربيه الحنونة تطالع فيه وهي مفجووعة من صوته...قالت وهي تقرب منه وتحط يدينها على خده
            ooh…my big boy..i miss you…"
            مسك يدها وابتسم لها بتوتر...مايبي ينافخ عليها...مالها ذنب باللي صار...
            :I saw maria…she was here.."
            ايمي بحنان وهي تلمس ملابسه المبلولة
            :you have to change these…."
            وكملت بعد ثواني وهي تلاحظ بعيون سعود نظرات مصرة
            ok…she came this morning…she saw the paintings..and that the story.."
            شافت لوحاته؟؟؟...اكيد شافت نفسها...ابتسم وهو يرووح للمحترف...ويحس بنشاط غريب...لاحظ الغبار اللي يكسي كل شيء...حس بنشاط يدب فيه...
            فتح اللمبات...وراح للوحة اللي مشيوول عنها القماش اللي يغطيها...كانت لوحة سنابل القمح اول لوحة يرسمها لنور عيونه...
            عض على شفته براحه...والتفت لأيمي اللي كانت واقفة قلقانه وهي تطالعه باستغراب
            :I'll change my clothes…plz..i want something to eat.."
            قالت بفرح
            f course…I'll make good dinner…for you and your gorgeous wife"
            تذكر مضاوي ورجعت الشياطين تناقز قدامه...


            طلعت اشوف مضاوي اللي اختفى صوتها فجأة...كان صوتها من اليوم مرتفع وهي تحكي لنورس كل اللي شافته من وصلت هنا...مسكينه ماطلعت من البيت ومع هذا منهبله بالعالم اللي لسه ماشافته...لاحظت ان مضاوي لسه ماسكه السماعه...وكانت ساكته وواضح عليها التأثر...فجأة صرخت صرخة عالية
            : عبييييييييييييييييييييد...انا مضاوي...شلووون تنساني؟؟؟..."
            عبدالله مبسووط بحياته بعيد عن هالمخلوقة الغثيثة...حتى اذا طلقت مضاوي ماراح اخليها تاخذ عبدالله موو بكيفها...عبدالله لقا الناس اللي تفهمه وتشبهه وش يبي باهله القاسيين...اصلا كافي الكلام اللي قالته لي مديرة المدرسة اللي هوو فيها..تكلمت عن اثار ضرب واضحه جدا في جسمه الطفولي صغير الحجم...قالت حتى ان فيه اثار حرق وكوي...وكانت شووي وتصيح...يا الله شلووون هالبدو قاسيين بالشكل هذا؟؟؟...معقووولة مايعرفون الحنان؟؟؟...
            صرخ فيني صوت الحق...لوو مايعرفون الحنان...ما كان مضاوي هذا حالها وهي تسمع صوت عبدالله؟؟..وقفت أي فكرة زينه تجيني عن مضاوي...
            قلت وانا اطالع فيها من فوق لتحت
            : هييييييييييي..خلاص قفلي التيلفوون...ناوية تفلسيني..."
            رفعت مضاوي عيونها الكبار...تطالعني باستهجان...ورجعت تكلم بالتيلفوون ولا كأني واقف جنبها...انفعلت من حركتها...سحبتها عشان توقف لأنها كانت متربعه على الأرض
            : انا اكلمك...ما تصدين وتقفين...فاهمه؟؟؟.."
            قالت مضاوي بغرور وهي تكلم نورس
            : نورس حبيبتي....انا اكلمك بعدين..سلمي لي على عبدالله كثير.."
            وهزت راسها بغباء وكأن نورس تشوفها
            : ان شاء الله...ان شاء الله...ايه اكييييييييييد.."
            وقفلت السماعه بقووة
            : لوو سمحت...لا تلمسني بهالطرريقة.."
            وبعدت يدها عني بكل قوتها...انهبلت من رد فعلها...ومسكتها مع فكها بقوووة..
            : هيييييييييييييي اصحي اصحي يا حلوووة...لا تقعدين تشووفين نفسك علي...واحترميني...لا قسم بالله اهد لك فمك.."
            رمشت مضاوي بعيونها بقوة
            : هه...تهد لي فمي؟؟؟..انت؟؟؟...رووح وري غيري فضلة مرجلتك.."
            صفقتها بقووة على وجهها...حطيت يدها على محل الكف اللي ورم وجهها على طول وحمره......
            : انت مييييييييييين عشان تكفخني؟؟...رووح تجووز...غيري ووريهم الشيء الضعيف الباقي من رجوولتك...اللي تحاول تثبتها..."
            رجعت من جديد لها ومسكتها مع شعرها بقوة
            : انت وشوووو؟؟؟..الطق ما يؤثر فييييييييييك...؟؟؟...مخلوووقة من حجر؟؟..من حديد؟؟؟...انت جواتك قلب؟؟؟.."
            ورميتها بقوة...وبعدت عنها...ونفضت يديني بقرف...
            بينما مضاوي قالت وهي تأشر لقلبها
            : انا مخلوووقة من قلب يحس...قلب حار...مووب مثلك...ميت...بارد..."
            وكملت بقووة وهي توقف على رجولها وتعطيني قفاها بتسلط
            : سعوود...اعررف انك ولا شيء بعيووني..واعررف اني طاوعتك كثيير بسبب وخيي اللي هوو قطعه من قليبي...لكن لا توقع...انك بيوووم..."
            والتفت وهي تكمل
            : تجبررني احتررمك...يمكن اسكت عنك...ولا القي لك بال...لكن هذا بمزاجي...موو لأني احتررمك.."
            قمت اصفق ببرود
            : مسرحية مذهلة...هههههههههههه..."
            وكملت عشان اجرحها
            : صح...ما تعرفين وش معناة كلمة مسرحية؟؟؟...ههههههه...اسف سنيورة مضاوي...نسيت انك بعد ماتعررفين كلمة سنيوورة...هههههههههههههه...مضاوي...انا مابي احترامك..انا ابيك تحتررمين نفسك...لأن لوو اهلك عرفوا يربونك..ما كان هذا لسانك.."
            قالت باحتقار وهي ترسل شرر من عيونها الذباحه الناعسه وتناظرني من علوو
            : لا تغتر بعلمك...كلنا واحد عند رب العالمين...واهلي لا تجيب سيرتهم على لسانك...لأنهم طاهرين...اتمنى انك ماتكسب ذنووبهم...كافي الذنوب اللي كسبتها بالناس الثانية.."
            قلت بسخرية
            : اه البدوو الملائكة...نسييييييييت...شكرا لأنك ذكرتيني.."
            قالت مضاوي بصوت بارد وهي ترفع حاجبها بشكل مستفز
            :هذا كله لأني ورريت المره القذرة اللي جات قبل اسبووع قدرها...لسه زعلان...موو قادر تنسى..."
            ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم قعدت اضحك بقوة..ورميت نفسي على الكنبة قدام مضاوي
            : مضاوي..مضاوي.."
            قلتها وانا اهز راسي شفقان
            : لازم انتي تعررفين قدرك زييييييين..بعدين تعالي وري الناس اقدارهم..مضاوي..انت عارفة ان ذيك اللي نزلتي من مقامك قدامها هي سيدة لك..."
            قاطعتني بجنون وهي تصرخ بعالي الصووت
            : تخسسى...تخسسى...لا انت ولا هي...انا محد فوووقي الا رب العالمين.."
            طقطقت اصابعي بهدوء...وقررت اني انهي هالمضاوي الغبية...
            : مسكينه والله...انتي عارفه ان هذي هي اللي راح اتزوجها...انتي عارفه ان هذي هي اللي راح تخليك مطلقه وانتي تووك في بداية الزواج..."
            وقمت وانا اشوف عيونها توسع بشكل هستيري
            : مضاوي...انتي مجرد زوجة صورة..يعني بس قدام الناس...اخذتك كزوجة مؤقته.."
            وكملت بقسوة وانا اتلذذ بتعذيبها
            : عارفة وش يعني مؤقته؟؟؟...يعني لوقت قصير...عشان اهين اهلي..."
            قالت بصوت غريب
            : مؤقته؟؟؟..وتهينهم؟؟؟..."
            صوت فيروز يتعالى بحنان ويقطع الاجواء بيننا
            : انا فزعانه تئوم عن جد تنساني...يمكن حبك جد..بس انا تعبانه..
            انا فزعانه تئوم عن جد تنساني...يمكن حبك جد...بس انا تعبانه..
            عطيني خمس دئايق بسس...تسمع للموسيئى!!..لاحء ترووح...لاحء تروووح...انا فزعانه تئوم عن جد تنساني..."
            قلت بنعومة وانا اسمع لصوت فيروز اللي ينساب بنعومة ويكسر الصمت الصارخ
            : اهينهم...ايه...عشان كذا تزوجتك..انتي اهنتيهم...بنت بدوية مالها أي خبره باي شيء..طفله صغيرة غبيه تفشل امي وخواتي بمجتمعهم الراقي...انتي ورضيت اجيب اخووك ال...مريض يا حرام عشان يكمل التمثيلية.."
            انا فزعانه تئوم عن جد تنساني...يمكن حبك جد...بس انا تعبانه...
            انا فزعانه تئوم عن جد تنساني...يمكن حبك جد...بس انا تعبانه..
            لاحء تروووح...لاحء ترووح...لاحء ترووح..
            لاحظت وجهها يبهت...فقلت وانا اروح لباب الشقه
            :ما اتووقع انك فهمتي حررف من اللي انا قلته...طبعا...هذا لسببين...لغبائك البدوي اللي وارثته من اهلك...وثانيا...لأن ثقافتك ..اسف اني كنت راح استخدم كلمة ماتفهمينها..الا وهي الثقافة!!."
            كملت وانا اتظاهر بالحنان
            : انا والله حان على حالك...يعني اكيد بعد الطلاق..ماراح تلاقين احد يتزوجك...بس معليش هذي هي الدنيا...قسمه ونصيب..الافضل انك تستفيدين من الفترة الباقية بحياتنا...تعلمي..ثقفي نفسك بدل هالجهل اللي متمكن من كل خليه من جسمك..."
            وكملت بتريقة
            : على فكرة..مستوعبة كلمة خلية؟؟"
            ووصلت عند باب الشقه بس سمعت صوت خطواتها وهي تركض وراي
            قالت بصوت متقطع
            : حقي..........يييييييير...وتسمي نفسك رجال؟؟؟...اعرف منهم الرجال اول ثم تعال وتكلم وياي..."
            سفهتها وفتحت الباب...فصررخت فيني من جديد
            : متى؟؟؟..."
            التفت بسررعه
            : متى وشوو؟؟؟.."
            قالت مضاوي ببرود وعيونها تلمع بدموع متجمده
            : الطلاق...متى افتك من فضلة المرجله!!.."
            رجعت لها بسرعه ومسكتها بقوة وقمت اهزها
            : احتررمي نفسك يا متخلفه!!...ما ظني تعررفين وش هو الرجووله وابووك اللي رماك لي بابخس ثمن..."
            وكملت وانا ارميها بقوة على الأرض
            : الطلاق قررريب حييييل...خليني اوول اتزوج اللي ابيها...ثمن التفت لك.."
            وطلعت بعد ما خليت وراي بقايا انسان...


            " مضاوي"

            رحت اجرري للتيلفوون...حاولت اتصل على نوورس...كانت دمووعي تخووني وتنززل مني...ماني مصدقه اللي قاله سعووود...لازم اعررف من نوورس...قمت اضغط على الازرار اللي فيه باي طريقة...سمعت صوت يتكلم لغة غريبة..هذي ميب نورس؟؟؟..كيف سعوود اتصل...
            صرخت بعجز
            : شلوووووووووووووون؟؟..."
            موو عارفه شلوون استخدم هالبلية...رميت السماعه بعجزز...انا جاهله مثل مايقوول سعوود...موو عارفه شلوون اكلم نورس...موو فاهمه الناس هنا وش تقوول؟؟؟..ماعرف اكتب ولا اقرا...وشهوو انا؟؟...وش هو انا؟؟؟...
            وينك نوووورس؟؟...طالعت بالتيلفوون بضعف..وقمت المسه من جديد...ابي اسمع صوووتهم...وينك عبيد..دافع عن اختك الووحيده...انت الووحيد اللي ما ترضى باللي يصير اللي...
            سمعت صوت فوق راسي
            :mrs.mdawai…are you o.k???..."
            طالعت فيها مووب فاهمه كلمة من اللي تقولها...تذكرت كلمة جاهلة..رمشت بعيووني..ابعد الدمووع اللي بتنزل باي لحظة...هزيت راسي لها بلاء...وانا موو فاهمه وش تحكي..بس اكيد قلقانه علي...والله انها احن من سعوود فيني...
            حسيت بتعب يمشي بعرووقي كلها ويذيبها عرق ورى الثاني...احس اني بديت امررض..وبديت اصدع...مسكت راسي بقووة احاول اخفف هالصداع القاتل...
            وقفت وانا ما اشووف قدامي...ورحت للغرفة اللي كنت انووم فيها الاسبووع اللي فات كله...
            قفلت الباب وراي بقووة...وفرريت المفتاح...وطحت على الأرض...حطيت يديني على وجهي...وقعدت اصييييييييح واصيييييييح...اصيييييييييييح هالدينا الفانيه اللي ماشفت بها يوم زين...شلوون اشووف الزين؟؟..وانا ابووي هاني...ولأنه هاني صار حتى اللي مايسوى يهيني...ماعزني وانا قطعه منه...ماعززني وانا من عزه وكرامته...وهذي النتيجه...تجووزت بواحد يسب اهلي بكل وقت...ويسبني انا بكل وقت..ويهيني ويلعب بكرامتي...ويضربني...
            تلمست الارض اللينه اللي تحتي...وحسيت بدمووعي حارة...طالعه من داخلي...من المي...من عواري...من جرووحي اللي ماظنتي بتشفى وتبرى....




            : انت غبيه ولا تستغبييييييين...شلوون تعاملين البنت اللي كانت هنا بهالطرريقة..."
            مضاوي ببرود
            : ماسويت لها شيء..كنت اظنها خادمه هنا.."
            وقامت تنشف شعرها الطويل وهي ما تطالع به
            مسكها سعود مع شعرها بقوة
            : لا تصدين اذا كلمتك...تسمعيني ليما اخلص...ثم تذلفين كلك...فاهمه؟؟؟"
            ماردت عليه...وكملت تمشيط شعرها رغم انه ماسك نصه...كان يألمها...ويعوورها بشكل كبير...بس رفضت الاذعان...هي عنيده..ولا يمكن تخضع له بهالسهوولة...
            مسك المشط ورماه بقوة على المرايه اللي جالسه قدامها...انكسرت المراية كسر كبييييييير...تناثر بعض القزاز اللي من المرايا على مضاوي اللي صدت بقوة وتمسكت بسعود...عشان تحمي نفسها...
            حست بدقات قلبها تتصاعد...ما تقررب منه كثييييير..من تزووجته عدد المرات اللي كانت فيها بهالقرب تنعد على اصابع اليد الواحده...
            حست بقلبها شووي ويطلع من صدرها..خوفتها دقات قلبها المجنونة..حست بحرارة بدمها..وشيء حلووو يسري بين عروقها..من غير الرجفه اللي كانت تحس فيها باسفل رقبتها...بس ما امداها تستوعب هالشعور...الا سعود يبعدها عنه بقرررف
            : لا تحاولين تغريني..."
            ثم ضحك ببرود وقال وهو يطالع بعيونها المستغربة واللي ما قدرت تناظره بقوووة عشان ماتبين انه كشفها!!...بس ماتدري كشف ايش؟؟..
            : تعلمي الاغراء اول زي الناس...ثم تعالي طبق الدرووس علي...ياخوفي ذي تكوون نصايح نورس لك!!...قسم بالله انك مضحكة.."
            وضرب يدينه ببعض وطلع من الغرفة...ازاحت مضاوي شعرها ورى اذنها وقامت تنفضه من القزاز اللي علق فيه...
            كانت تحس بالقهرر...كلامه قاسي..قاسي...اهي التعبانه اللي توها ما استوعبت العالم الجديد اللي انحطت فيها...يجي الرجال اللي مفترض انه يدور راحتها ويقولها ذا الحكي...مهما كانت مضاوي قوية...مضاوي انثى قبل كل شيء...والأنثى مصيرها تنهار من هالجبل اللي عايش معها...
            وقفت مضاوي تطالع بالباب...وتذكرت بمرارة ان ابوها ياما ضرب امها عشان شعاع....بس على الأقل شعاع مرته الثانية...لكن سعود ضربها عشان بنت اجنبيه مالها أي وجود او دخل بحياتهم على حسب علمها...
            رمت نفسها على السرير..ودخلت تحت البطانية.. حاولت تغمض عيونها..بس ماقدرت صورة سعود...ريحته...المشاعر الغريبة اللي حست بها معه...كل شيء يبجننها...
            حطيت يدينها على وجهها واندست تحت المخده بعجز...
            سمعت صوت خطوات ثقيله على البلاط بعد مرور نص ساعه
            : خيييييييييييييير؟؟...."
            ومسكها يهزها بقسوووة..ضربته بقوووة..وبعدت عنه
            : وش تبيييييييي؟؟؟"
            قال وهو يبتسم وعيونه تدور على وجهها المحمر وشعرها المتبلل
            : لمي شعرك عشان ما تنصفقين من المكيف.."
            وكمل وهو ينزل عيونه ويعطيها ظهره
            : هذي ميب غررفتك...ذي غرفتي...تعالي اوريك مكانك.."
            كانت تبي تعترض...وتجلس بالغررفة..بس الجووع اللي حست به..والريحه اللي شمتها بره خلتها تطلع بسرعه...
            قال سعود وهو يأشر لها على باب
            : هذيك غررفتك...روحي لها..واذا تبين عشاء بخلي ايمي تجيب.."
            قاطعته مضاوي وهي تطالع به
            : مابي شيء منك.."
            وراحت وتركته...تحاول تجبر شووي من كرامتها المتكسره...تلملها بدل هالتبعثر اللي يمززقها ويقطع بداوتها اللي ميب راضية بالحال...


            ضربت الارض بقوة...وقمت اصيح بصووت عالي...وانا ادعي ربي يرحمني...كافي مهانه...ليتني خذيتك يا ابوو علييييييييييي...ياليت...ليتني ماذقت طعم هالحياه...ياليتني مت يووم جوازي من سعوود...ليتني هجيت ولا رضيت ارووح معه...
            حطيت ايدي على حلقي اللي قام يعورني...بس ما وقفت بكا زدت اكثر واكثر...ووووينك يا فضة عني؟؟؟...وينك يا ميمتي؟؟؟...يبه اسال عني الله يخليك...وري سعود ان عندي اهل وعزة...ارجووووووووووك يبه...لا ترميني اكثر...ارجوووووووك...


            __________________

            تعليق

            • *عبير الزهور*
              V - I - P
              • Jun 2008
              • 3267

              #36
              يوم انقطع حبل الرجا في يمينه...يسحب ولكن حبل رجواه مقطوع...
              ماعاد باقي كود ذكرى حنينه...في خافق برق الرجا عنه ممنوع...
              هذي معاناة القلوب الحزينة...مثلي انا لو صحت مانيب مسموع...

              الرياض

              الخميس..الساعه: 9:00م



              كان مستغرب من دفع امه للارتباط بهيفاء...كان يحس انها مهتمة بالموضوع اكثر من الازم...المفروض انها تبعده عن هالمخلوقة الشرسة وبأي طريقة...وماتفكر انها تجمعهم سوا...لأنه لوو تزوجها بيسووي اي شيء الا انه يعاملها بشكل زين...
              عيونه توسعت وهو يسمع كلام امه وابوه وهو منزل راسه...عشان يحجب عنهم الانفعالات اللي تدور براسه...يده تشتد وترتخي بين كل كلمة والثانية...ينتظرهم يحكمون عليه بالاعدام ويريحونه...رافضين يفاوضون برجعته لرند...والفكرة انتهت من بالهم مع ان ماله الا فترة قصيرة مطلق...وهو لسه ما انهى الاجراءات بالمحكمة...لأنه مازال عنده امل صغير بعودة عقل رند...بعودة قلب رند...بعودة رند نفسها...

              " هيثم"

              على كثرة هموومي...جايين يزيدووني هموم...كأن اللي فيني مووب كافي...وش هالأهل؟؟؟...وين الأهل اللي نقرا عنهم بالمجلات والروايات؟؟؟..اللي اهم ماعندهم مصلحة عيالهم...اللي مصلحة عيالهم فوق مصلحة الجميع...
              شايفيني شلوون اني موو قادر انووم الليل...ولا قادر اداوم وارووح شغلي...حياتي تحطمت بقسووة..اوراق امانيي اللي رسمتها مع رند تمززقت بيدين القدر...عارفين ان قرربي من رند مثل الملح يووم ينذر على الجروح...وبعدي عنها مثل النار اللي تحرق ولا تذر...ومع هذا...مارحموني...مع هذا ما حنوا على قلبي المعذب...واتهمووني باتهامات ماتوقعت بيووم اسمعها...ما توقعت اني انا...اكوون بيوم في موقع شبهات...النيران القايده فيني ماتطيفها اعتذارات العالم...شكهم فيني وحكمهم علي...خلانيي اشك انا بدوري بنفسي واتساءل وين الخطأ اللي سويته بحياتي عشان ربي يعاقبني بهالطرريقة؟؟؟...
              امي بتررجي وهي تطالع فيني بعيون حزينه: ياوولدي..ليش ماتبي تصحح الغلط؟؟؟...ليش رافض هالزواج؟؟؟...انت موو تبي هيفاء؟؟؟...انت سعيت لها..وحطيت سمعة البنت بالشبهات..."
              قاطعت امي بعصبية ويمكن اول مرة ارفع صوتي عليها بهالشكل..خصوصا ان صبري نفذ...ولا عدت قادر اتحمل اي احد قدامي ويكلمني بهالموضوع اللي لأجله دخلت قسم الشرطة...
              : يمممه...انت شلووون تفهمين؟؟؟.."
              طالعتني امي مبهووتة...وسكتت بزعل وهي تطالع بعيون ابووي...اللي صرخ فيني وهو يوقف
              : وش فيك تصررخ على امك؟؟؟...موو هذا الصدق...منززل روسنا بالتراب...الضعيفه اللي تزوجتها لقتكم سوه بالحديقة...وكنتم بوضع...."
              وسكت باشمئزاز وكمل وجهه مختنق ومحمر
              : بوضع مايسمح فيه لا دينا ولا مجتمعنا...بوضع ينكس الرووس..وهالحين...يومنا بغينا نجمعك بهالمسيكينة اللي اكيد ضاحك عليها بكمن كلمة...قمت ترفض وتنفخ علينا..."
              قلت بتوسل
              : والله ماصار هالشيء...قسم بالله اني ما..."
              قاطعتني امي بضعف
              : لا تقسم...لا تحلف...احنا عارفين انك لمستها وان رند لقت هيفاء بين احظ..."
              قاطعها ابوي بعنف
              : لا تكملين سواياه اللي تفضح...مالقيت الا بنت خالك يا هيثم...وخالك عبدالعزيز اللي يعزك اكثر من معظم عيال خوانه وخواته...؟؟"
              جلست منهار وانا اسمع باقي كلام ابوووي
              : انا ماتزوجت هيفاء...لاني ابووك ولانت ولدي...علمن يوصلك ويتعداك يا ولدي البار العاقل..."
              وقام من المجلس وتركنا انا وامي نطالع ببعض...
              قالت امي وهي تلعب باصابعها بتوتر
              : صحيح ان هيفاء...ماتقدرنا وانا خوالها..بس انا اشووف ان البنت كانت متعبة نفسيتها من بعد...وفاة خالد الله يرحمه ويدخله بالجنة..."
              لاحظت ان عيوون امي امتلت دمووع...دووم وفاة خالد تحررق قلوبنا..لأنه مات وهو عاصي...ومات وسط معاصيه هالشيء يقتلنا...لأننا عارفين مصيره لكننا نرتجي رحمة رب العالمين وهو القادر على كل شيء...
              رحت وضميت امي بقوووة..كانت امي جدا صغيرة بين احظاني...جسمها جسم بنت بال17 من عمرها...
              قالت امي من بين دموعها
              : يمكن هيفاء لقيت فيك خالد ثاني..."
              طالعت بأمي بعتب...تشبهني بخالد؟؟؟...بس امي قاطعتني بهلع
              : بعيووون هيفاء يا هيثم...بعيوونها اللي حبت خالد وما زالت تحبه...انت تقوول ان هي اللي تقرربت منك وانك.."
              قلت لأمي بضيق
              : يممه هيفاء بعدت عني...بس انا.."
              حطت امي يدينها فوق وجهها
              : لا تكمممل...يأسفني انك تتجرأ وتلمس وحده من قررايبك بهالشكل..."
              ورفعت يدينها من وجهها وهي تبعد عني
              : ياولدي...رند خلاص ماعادت لك...لأن المره ما ترضى ان رجلها يخونها..."
              سكت بانهزام...خاين...انا خاين؟؟؟...وهيفاء البريئة اللي انا تحرشت فيها...هذي نظرية امي رقم 1 لكن نظريتها رقم 2 انها كانت تتوسلني عشان ارجع لها وابوي كمل على هالنظرية وقال اني اكيد خدعتها لأنها حاولت تفررق بين اخوي وزوجته بالغلط!!
              مدري ليش الناس تشوف هيفاء ملاك؟؟؟...وهي شيطان على صورة امرأة...معقوول ان الجمال يغسل عقول الناس فماتعوود تشوف العيووب...معقوول هيفاء تاخذني..لها؟؟؟..معقوول بعد فترة اصير احبها مثل كل هالبشر؟؟؟..
              صرخت بصوت عالي
              : لاء...والف لاء...لا يمكن يمه اتزوج هيفاء...اعذريني انت وابووي...انا طالع من هالبيت بدوون رجعه.."
              صرخت امي وهي تلحقني وانا امشي بسررعه
              : صلح غلطتك يا هيثم....انت بامكانك تسعد بنت دفنت نفسها وهي حية...هيثم...ماشفتها شلوون كانت بالمستشفى...ماعادت هي هيفاء الاولية القوية...صارت بنت مكسورة...لا تكسرها زيادة..."
              قلت وانا اوصل للباب...وابوس يد امي اللي ماسكه ذراعي
              : اعذرريني يالغلا...موو بيدي..مقدر اجبر قلبي على محبة بنت مثل هيفاء..حتى لو صارت قديسه بعيون المسيح وشيخه ماعليها غبار بعيون المسلمين...بتظل بعيوني حية مالها اي امان...مدري شلوون يطاوعك قلبك تجبرين ولدك على وحده من هالصنف؟؟؟...!!"
              وطلعت بسررعه من البيت...وقفت امي تطالع بي من عند الباب..ركبت سيارتي..والقيت نظرة يمكن تكون الأخيرة لوجه امي..وصديت عنها عشان تحنن قلبها علي...حركت السيارة وطلعت من بوابات القصر...
              قمت ادوور بالشوارع بدون اي هدف...وانا احاول اطمن نفسي...ان صدودي عن اهلي راح يلين قلوبهم...رغم اني عارف زين ان ابووي لا يمكن يغير رايه وممكن يكبر السالفه هذا اذا مانشر الموضوع بين الكل...
              شلون اتزوج الانسانه اللي حرمتني راحة بالي بليلة العمر؟؟؟...شلون اتزوج الانسانه اللي لزقت تهمة قذرة خطيرة ببنت من صنف رند؟؟؟..صنف عفيف...عمري ماشفت مثله...دوووم تخجل مني...ودووم ضحكتها هادية...احسها مثال البنت الخجولة الرقيقة اللي كلن يبيها...
              بعكس هيفاء...اللي هي القوة والجبروت في المرأة...اللي هي الغرور وشوفة النفس والكبر في جنس الاناث..عمري مالمحت من هيفاء ابتسامه خجول...ولا عمري شفت حتى خدودها محمرة...اعتقد ان عمرها ماجربت الخجل...
              وقفت عند الفورسيزون...طلعت من السيارة...ودخلت جوه الفندق...اشرو لي بعض الموظفين اللي متعودين علي...بس ماكنت بمزاج يسمح لي ابتسم لهم...
              طلعت على المطعم اللي فوق...رحت لقسم المقهى...وجلست جنب الشبابيك الزجاجية الواسعه...كان فيه موسيقى خفيفه حالمه تنبعث من لامكان...
              طلبت لي كووب قهوة...وكاسة موية..وطلعت علبة سجايري..طالعت بالعلبة المرصعه بالفصوص الامعه...
              تذكرت عيون هيفاء...دوم عيونها تلمع بشكل غريب...اتووقع لمعة الشرر...لأن دايم الشر له برريق غريب...وهالبريق يظهر من عيون هيفاء الحلوين...
              نفثت الدخان بهدوء..وانا افكر بحل يطلعني من هالمصيبة...يمكن مافيه الا هيفاء نفسها..هيفاء الوحيده اللي ممكن تحررني من اني ارتبط فيها...
              مافيه بنت تقبل تزوج رجال يكرهها...بالمقابل مافيه اي رجل صاحب كرامه يقبل يتزوج بنت ماتحبه...الموضوع سهل جدا...بس اكيد هيفاء بتعصبه علي...اكيد راح تطلب مني الكثير...بس مايهم راح اعطيها...اممم...وش ممكن تطلب؟؟؟...لازم اتوقع اي شيء منها...لأن هالبنت مجنونة ويبي لها علاج...
              وصلني كوب القهوة...اخذته بعد ماشكرت الجرسون...طالعت بالقهوة السوداء الداكنة...تقريبا مثل شعر هيفاء...تنشقت الريحة الطيبة وغمضت عيوني لثواني...
              شربت شوي من القهوة...وانا احط المخططات اللي بتوصلني لهيفاء عشان اقابلها وجه لوجه...بعد ما اقابلها راح تصير كل الامور الباقية سهلة جدا...
              شربت قهوتي بسررعه...وطالعت بساعتي...الساعه متأخرة...بسس افضل لأن اكيد ماراح يكون عندها ضيووف...وطبعا لأنها بجناح الVIP راح يدخلون الزوار لها بأي وقت...
              قمت بعد مادفعت الحساب...وتوجهت لسيارتي وانا كلي حماس...لازم ما اخسر اهلي عشان بنت مثل هيفاء...حتى لوو اضطريت اني ادفع لها مال قارون بس اهم شيء تحل عن طريقي وتريحني منها للأبد...وياليت لو تفهم اهلي الحكاية اللي صارت بكون اكثر من شاكر!!<<<<<<<متفائل حيل هيثم...



              الرياض
              الخميس...الساعه 9:30م




              توسعت عيونها وهي تنقل عيوونها بين رئيس تحريرها المحترم...والمره اللي واقفة معه...معقووله تكون وحده من هله؟؟؟...بس وش هاللبس اللي اهي لابسته؟؟؟..صحيح انها متلثمه...بس كل شيء باين منها...العيوون مرسوومة بالكحل لاخر حد...والماسكرا مدري الرموش...والظل الوردي...والحواجب المرتبه واللي شكلها موشومة...هه...هذولي هم هله اللي يفتخر فيهم؟؟؟...طالعت بملابسها الساترة وان كانت كاشفه لوجهها...بس مافيه وجه مقارنه بين ملابسها وملابس الثانية..صحيح ان عبايتها على الراس بس بنطلونها الجينز باين...وشكلها جدا جذاب...قررت انها توريه شغله ززين...دام هذي هي الاشكال الساتره بعيونه!!

              نظرة ولع لمحتها في عيونك...فيها معاني فايقة كل توصيف
              لالاتكابر كل نظرة تخونك...ترى النواظر صادقه مابهازيف
              النشوة اللي فوق رعشة جفونك...تحكي حديث عذب من دون تكليف

              " نورس"


              قرربت وانا اتعمد اطلع صوت لكعبي القصير من " شجاع ال..." كنت امشي بهدوء بس اضرب على الارض بطريقة تطلع صوت قووي وملفت للانتباه...على حسب كلام عبير ان شجاع وحيد اهله...هذي وحده...ثاني معلومة اعرفها...انه موو متزوج...ارمل بالأصح...وعنده طفل واحد...وهالمعلومات كلها من عبير اللي تعرف كل كبيرة وصغيرة عن جماعتها بالكامل...
              شفت المره تلتفت...طالعتني من فوق لتحت.. ورفعت حاجب...من حواجبها المرسومة باتقان... قابلتها باحلى ابتسامة رسمتها...على وجهي بيووم...
              شفت شجاع يلتفت لي بعد..ما همست شيء باذنه الحرمه المستره اللي ماسكه ذراعه بتملك...
              رفعت اصابعي بنعوومة وانا اقوول
              : وش هالمفاجأة الحلوة؟؟ثم قمت اتظاهر بقلق لكن واضح اني امثل واتريق يمكن
              : اووه...عسى ماشر..استاذ شجاع...احد من الاهل هنا؟؟؟.."
              ورمشت بعيوني بطريقة قاصدتها زين...واعرف تأثيرها على الرجال..
              قال شجاع وهو يمد يده عشان يسلم علي
              : اهلين انسه نورس...لا والله ماحد من الأهل هنا...بس لي صديق مريض وو.."
              مامدت يدي له...وقمت اطالع بيده الكبيرة بقرف ورفعت عيوني ببطء له..ثم..
              طالعت بالمره اللي تطالعني باحتقار شديد...وابتسمت لها وانا اهز كتوفي ببراءه
              : برضه حتى لو احنا بالمستشفى...هذي كانت فرصه سعيده خصوصا اني..."
              واشرت على زوجته
              : قابلت المدام.."
              لاحظت ان وجه شجاع تشنج...بينما اللي معه قالت بتسلط
              : وواحنا الاسعد عيووني..."
              وكملت وهي تسحب شجاع
              : يله حبيبي....عيب نتأخر اكثر..."
              وركبوا المصعد وانا اشيعهم بعيووني...بس قبل لا يقفل...طلع لي شجاع بسرعه..
              لاحظت ان المصعد طلع بالمره اللي كانت معه...
              قال بتوتر
              : انسه...نورس..اتمنى انك ما تتكلمين عن اللي شفتيه اليووم..وووو..ما..ما...ماتوصلين اي شيء لعبير..."
              قلت وانا اطالع فيه باحتقار
              : لا تخاف يا استاذي المحترم...انا موو من الحريم اللي تعررفهم..."
              واعطيته قفاي وطلعت للبوابات اللي بره...كنت مقهوورة من تصرفاته المزدوجة...فقمت امشي بدون ما اطالع بالناس وانا اتنفس بغيض...صدمت بشخص بقووة...
              تراجعت على ورى كم خطوة....و..
              قلت باحراج وانا التفت لداخل المستشفى
              : اسفه...ما...انتبهت..."
              سمعت صوت الرجال اللي كان جدا مهذب
              : عادي...حصل خير..."
              رفعت عيووني اطالع بوجهه بعد ماحسيت ان الصوت مو غريب....التقت عيونا لفترة قصيرة...
              قلت بهمس
              : هي...ثم؟؟..."
              هيثم وهو يتأمل وجهي بشك
              : نورس؟؟؟..."
              وقال بعد ثواني وهو يبتسم لي ابتسامة رايقة
              :كيفك؟؟؟...تغيرتي كثييييييييير...عن اخر مرة...شفتك فيها.."
              قلت وانا اطالع من جديد لداخل المستشفى ولاحظت ان شجاع واقف يراقبني فتوترت شووي
              :لابدا.."
              ولمن انبتهت لسؤاله..ابتسمت بنعومة
              : انا بخييير...وما ظنتي تغيرت كثرك.."
              ومررت عيووني بسرعه على جسمه ووجهه ورجعت نزلتهم بخجل بعد ما انتبه لنظراتي...مشيت عشان اوصل للرصيف..
              ضحك بهدوء...وقال وهو يلحقني
              :هههه..امم...ليش ماتجين تزورينا يا نورس؟؟.."
              قلت وانا احس بخجل من هيثم اللي ما اعرفه زين زييين
              : الظروووف...بس ان شاء الله... يجمعنا لقاء حلوو مثل هذا..."
              واشرت للسواق اللي جاني بالسيارة بسرعه
              قرب هيثم من السيارة وفتح الباب
              : ياليت والله...المهم مابي اعطلك اكثرر...لا تخلين هالخبل يسررع..بك..."
              وسكر الباب لي...طالعت فيه وهوو يختفي داخل المستشفى قبل لا ارد عليه...وقلت للسواق وانفاسي متقطعه
              : رووح..وش تنتظر؟؟؟.."
              هيثم..مين هيثم؟؟..ولد عمتي اللي ماشووفه غير بالسنة حسنه..مايعني لي أي شيء...لا اخ..ولا اعتبره صديق..ولا اعتبره أي شيء...حتى ابن عم...بسسس..
              حطيت يدي على قلبي المتوتر...غررريبة...اثرت فيني هالصدفة الغريبة....
              يمكن لأن
              ... شكله كان مستعجل...مع هذا وقف لي مثل اي رجل مهذب....وفتح لي الباب...وسكره...وطلب مني اني ما اسررع...يعني اهتم فيني...حتى عيونه كانت...اممم..مدري فيها لمعة غريبة اول ماطاحت عيوونه علي..
              عضيت على شفتي بهدوء...رند وراحت...وهيثم الحين خالي...حتى هيفاء ماعادت تجيب طاريه...حتى ماتوقع انها ناوية تزوجه..
              طلبت من السواق يدخل سيدي موسيقى ليل وقصيد...وسندت راسي على الشباك بكسل...موو لازم اجلس على اطلال خالد مثل هيفاء...لازم ارحل وابحر واحب...ايه احب...الحب مايجي فجأة...اعتقد ان الحب يجي بتخطيط...يعني واحد مثل هيثم...ليش مانحبه؟؟؟...
              ما اتوقع ان طبع هثيم كذا...ما اتوقع انه هالتهذيب كله عادة من عاداته...اكيد اني شيء مميز بالنسبة له...نظراته وبسمته الغريبة الناعمه...وطريقة اهتمامه اللي ما تجاوزت الدقائق...دق جوالي بطريقة مزعجه...فقطع علي احلامي الغريبة..شفت رقم ماما...
              رديت عليها بهدوء وانا العب باظافري
              : هلاء.."
              ماما وهي مختنقه من الصياح
              : انا ماعاد لي بهالبيت يا نوورس..انا ماعاد..اهىء...ارجوووك تعالي ابي املي عيووني بشووفتك..لأن...لأن...يمكن تكوون هذي اخر ليلة تجمعني فيك يا نوورس..."
              صابني رعب مووو طبيعي...وانا اسمع صوت شهقات ماما...وبعدين قفلت الخط...انهبلت حسيت اني موو قادرة اسيطر على نفسي..ودي اركض عشان اقدر اوصلها بهاللحظة واخذها بحظني...ياويلي عليك يا ماما...ياويل قلبي علييك...
              صررخت بالسواق وانا ميته خووف
              : امشي بسررررعه...احماد...بسررررعه.."
              ورجعت اتصل على ماما اللي قفلت جوالها بقلق..وانا ادعي ربي ان بابا مايكوون اذاها كالعاده....بكلماته...

              _


              في المستشفى
              الخميس...الساعه 9:40م




              كانت تطالعه وهي مستغربة من وجوده..كثرت لها الزيارات هالايام من الناس اللي ما تتوقعهم..اولهم نواف اللي جاها قبل كم يووم وفاجأها بزيارته وطلبه الزواج اللي هزها بس مابينت له شيء لأنها ما تدري وش الجواب اللي يمليه عليها علقها...عقلها قاعد يعطيها اشارات مبهمة ميب قادرة تلقطها..
              والحين هيثم..واقف قدامها بكل هيبته وشمووخه..ملامحه الجميله الحاده...نظراته الباردة الباهته...ابتسامة السخرية اللي مرسومة برقة على شفايفه...
              ان كان جاي يعلن الحرب فهيفاء لها...لأنها راح تعلن عليه حرب شاملة لكل الوسائل اللي يمكن مايتوقعها...معليش..بس هيفاء ما تعترف بالحروب الشريفه..عندها الحرب لازم تستخدم فيها كل وسائل الغدر والخداع..

              " هيفاء"

              ابتسمت بجاذبية وانا اقرب من هيثم
              : هلا والله باللي ما توعنا جيتهم ابد.."
              وكملت وهي تغمز
              : لوو درينا كان فرشنا لك الارض ورود..تستاهلها والله.."
              لاحظت التفاجأ بعيون هيثم..وابتسمت وانا ارجع لسريري...
              تبعني بعد لحظات وهو يطالع المكان باستغراب
              كانت الورود بكل مكان وكأننا بحديقة ورد...وهذي كلها من المعجبين..وبعض الصديقات..وبعض الاقارب..والدكتور اللي يعالجني...ارسلي كم سلة كبيرة...
              جلس هيثم على الكنب اللي بعيد عن السرير
              : مشاء الله مستشفى خمس نجوم..."
              قلت وانا اشر له على القهوة والحلويات اللي على الطاولة قدامه
              : الصراحه اليوم راحت من عندي الشغاله ولا كان خليتها تقهوويك..بس تقدر تعذررني وتضيف نفسك.."
              قال هيثم وهو يبتسم
              : مشكووورة ما تقصرين يا.."
              وكمل بعد لحظات
              : يا بنت خالي الغالي.."
              سكتنا شووي وجينا نتكلم بنفس الوقت
              قلت باستعجال
              : سبب الزيارة..."
              واضفت بسخرية
              : اتوقع اتفاقية لوقف الحرب الباردة..يمكن؟؟؟..."
              قال هيثم ببرود وبسخرية خفيفة
              : الحرب الباردة...ضنيت كل شيء عندك حار بحار.."
              قلت وانا اشر على عقلي
              :لا بالعكس..هذا يحب يخطط برواقه...عشان يحقق اهدافه بدون شوشرة..."
              واضفت بصراحه نادرة
              :تعررف..بقضية رند...تحققت الاهداف لكن بصدى قووي...فما اعتبر نفسي ربحت الحرب بسهولة.."
              هيثم بقهر
              : معتررفه يعني؟؟.."
              قلت بكل بساطة
              : وليش انكرر؟؟..الطلاق وتم..ورند لا يمكن ترجع لك...ولا يمكن تسامحك..لذا اعتبر نفسي ربحت اول معركة بتحطيمها...بس لسه باقي كثير.."
              هيثم باستغراب
              : وش اللي باقي...؟؟..فيه اقوى من انها تكتشف زوجها يخونها؟؟.."
              قلت بنعومة وانا ابتسم له
              : حبيبي والله.."
              وكملت يوم شفت ملامحه تصلبت بصوت بارد
              : باقي اخلي زوجها يصير من نصيبي...ثم..امم..انت عاد تعررف الباقي.."
              قال بحده
              : هذا اللي جاي اكلمك فيه...الاتفاقية مثل ماتسمينها..."
              قلت وانا اضحك
              : هههههههه..والله؟؟؟..وش تبي؟؟..امر تدلل....يووه..كم هيثم عندنا...تراه واحد ما منه اثنين....."
              قال هيثم وهو يقرب مني كثير
              : هيفاء...يمكن انا ما اعرف وش بينك وبين رند..."
              وقاطعني بسرعه
              : ولا ابي اعررف...اللي ابيه منك...ترفضين الزواج...نهائيا.."
              ما توقعته يطلبني هالطلب...فكرت شووي..وبعدها ابتسمت براحه..اكيد ان اهله غاصبينه علي...يا حليلك يا عمتي هند...صدق انك عمة ولا كل العمات..الله لا يخليني منك...
              قلت وانا ارجع ابتسم بشراسة
              : هيثثثثثثثثم...تعرف اني موو طيبه لهالدرجه؟؟؟.."
              وكملت بوقاحه وانا اطالع به
              : شلووون ارفض...واحد مثلك؟؟..وسامه..جسم رياضي..وجنتل مان.."
              تجعدت ملامح هيثم وصرخ فيني
              : ماعندك كرامه؟؟؟...ماعندك أي كرامة..."
              قلت وانا اصد عنه
              : اذا هذا طلبك لا تتعب نفسك...انا موافقه عليك..وانا ابيك...والموضوع ماله شغل بالكرامه....."
              وكملت وانا اكذب عليه
              : هيثم...الحب مافيه كرامه.."
              شد على شفايفه بقوة...وصرخت بفزع...يووم ضرب طرف السرير قرريب مني مرة...
              قال وهو يأشر بيده بتهديد لي
              :ارفضي يا هيفاء...لا تكون نهاية كل احلامك السعيده على ايدي.."
              وطلع بسرعه...وتركني اطالع بالفراغ اللي خلاه...دخلت علي الممرضة..فابتسمت لها وانا اغمض عيوني..وهي تشيك على المغذي..وقمت احلم بوجه رند المسكينه...
              ههههههههههههههههههههههههههه...انا صاحبة الضحكة الاخيرة دوووووووووم موو يوووم......

              انتهى الجزء



              __________________
              لا إله إلا الله

              تعليق

              • *عبير الزهور*
                V - I - P
                • Jun 2008
                • 3267

                #37
                الفص17ل


                "احتري الموعد"


                بعد اسبوع ونص


                الولايات المتحده الأمريكية
                السبت
                الساعه12:30م(الظهر)

                قرا الخاطرة مرة ورى مرة...وابتسم وهو يقرا الكلمات الحلوة والمعاني البسيطة اللي موجوده...هذي الكاتبه سعودية...توها جديدة على الساحه وهالشيء واضح من اسلوبها البسيط بالرد على القراء...وبراءتها الواضحه في حل مشاكلهم...يعني ماخذه كل الدنيا ببساطة..تمنى لوو يكون صريح ويقولها الصدق...وان الدنيا اصعب بكثير مما تصوور...وموو عشانها ولدت وبفمها ملعقه من ذهب تظن ان الدنيا بهالبساطة!!
                للأسف اهي قاعده تغالط القراء...وهالشيء اللي ماحبه خصوصا انه جرب انواع العذاب في حياته...من موت ابوه بسن هو محتاجه...لعيشته القصيرة في البر...ثم هروبه للرياض...وبعدين دراسته في امريكا...ومحاولته للاندماج في الطبقات المختلفه...محاولته انه يضع لأسمه بصمه في مجال دراسته...لأنه مايبي يكون اقل من احد...وهالشيء قدر يحققه خلال سنين دراسته...ولكن بالنسبة لذياب...فالدرب بعده طويل...

                " ذياب "

                والله انك تحفه...
                يا نورس الس....
                تظنين ان الدنيا بهالبساطة...
                اي حلووول قاعده تقولينها لناس..
                .خوضي الحياه ثم تكلمي فيها...
                وسكت وانا اقفل الصفحه بضيق...
                كلن صار يتكلم ويحط نفسه حلال للمشاكل على كيفه..
                مووو اي انسان يقدر يساعد الناس بحل مشاكلهم...
                هذي يبيلها علماء اجتماع ونفس...
                مووو حي الله حرمه او بالأصح بنت مراهقة...
                طقطت اصابعي..
                وانا اسكر الاب توب واقووم...
                من على الكرسي الدوار...
                شلت مفاتيحي وقررت اطلع اتغدا برى...
                مالي خلق اسوي شيء...
                بروح لأي مطعم واجلس فيه....
                وبعدين بروح لمكتب سفريات لأني مقرر اسافر واسلي عمري شوي...
                خصوصا اني فاضي هالفترة...
                وما وراي شيء....
                خلصت دراستي...
                وافكر اتوظف في شركة هنا...
                ومرات افكر اطبق اللي تعلمته في السعودية...
                والحقيقة اني لسه محتار...
                بس على العمووم انا مو محتاج الوظيفه هالفترة...
                لذا موو مهتم فيها مرة...
                دخلت المطبخ...
                وشلت الصحون والقدر النظيف الصغير...
                واخذتهم..وطلعت عشان اروح امر شقة نورا اول...
                عشان اعطيهم اغراضهم...
                سمعت صوت الأخبار مرتفع...
                اكيد يشوفون اخبار بلدهم المنكوب اللي ماظنتي بيوم يفكرون يرجعون له....
                دقيت الباب بايدي..
                والجرس بس مرة وحده...
                انتظرت شووي...
                شوي افتحت لي أم نورا...
                كانت عيونها حمر وشكلها تصيح...
                كان ودي اسألها وش فيها...
                لكني سكت عن الموضوع...
                وعطيتها اغراضها وانا اشكرها...
                ثم قلت بصدق غصبا عني كافي تخلي عن الناس
                :are you o.k???....if you want anything...just call.."
                قالت ام نورا بتعب وهي تكتم شهقاتها
                :ميرس....ي دياب..انا مابدي غلبك معي..بس جوزي مس افر...وانت الووحيد اللي بائي لي هووون....i don't know what is the wrong with Nora..."
                وقامت تصيح...
                دخلت الشقه شووي..
                وشفت نورا متمدده على الكنبة وهي ترتعش بقوووة...
                ووجها كان مبيض وشكلها مخيف...
                قربت منها بسرعه...
                رفعت وجهها بخفه....
                ابتسمت لي بكسل وهي ترفع يدها بصعوبة وتلمس ذقني..
                :زياب...بحبك انا.."
                وغمضت عيونها من جديد وقامت تهذي..
                ثم قامت تصارخ بألم وهي تنتفض وتحظن نفسها بقوة...
                خفت عليها كثير...
                فشلتها على طووول..
                قلت لأم نورا وانا احاول اسيطر على نورا اللي كان واضح انها تتألم بقوة
                :i'll take her to hospital...do you wanna come??"
                قالت وهي تخبط وجهها بقلق
                : sure...wait a minute.."
                وراحت تلبس الكوت حقها وتحط ايشارب على راسها..
                طلعنا من الشقه ونزلنا من الدرج...
                رحنا بسرعه لسيارتي اللي نادرا ما استخدمها.."
                حطتها بالمقعد الخلفي...
                بينما امها ركبت وياي...
                قدام...
                طرت بالسيارة عشان اقدر اوصل الاسعافات...
                كان صوت نورا يقطع القلب...
                شكلها وهي تتقلب وكأنها تقلب على نار...
                مدري وش صابها؟؟...
                بينما ام نورا كانت تولول وهي تمسح دموعها
                : اه يا بنتييي...اه يا نوور عيوووني...بنتيييي..خايفه ترووح وما بئى تررجع....."
                وصلنا اخيرا الاسعافات..
                رغم زحمة الطريق...
                والامطار الغزيرة اللي تهطل...
                وكان فيه كم حادث قريب من الاسعافات...
                اول ماوصلت شلتها ودخلت المستشفى...
                شفت الدكاتره مشغوولين...
                ومحد فاضي لأحد...
                ومع هالوقت من السنة اكثر الناس مريضة وتعبانه..والطوارىء فيها زحمه مقررفة...
                قرب مني طبيب شكله عربي..
                وطلب من وحده من الممرضات سرير فاضي...
                وحطينا عليه نورا اللي قامت ترجع وهي تنتفض...
                مسكت امها ووقفنا على جنب...
                نراقب الممرضات والدكتور وهم يشيكون عليها...
                وبدوا يسحبون منها دم...
                خصوصا انها رجعت شوية دم...
                قربنا من الدكتور وقام يسألنا عن تاريخها المرضي...
                امها قامت تجاوب...
                لكن انا قربت من نورا اللي كانت تون بتعب...
                ابتسمت لي رغم تعبها الشديد...
                حزنت عليها كثير...
                مسكت ايدها بقوة...
                : نورا...انت قوية...لا تخلين اي شيء يهززمك..."
                قالت وهي تقرب ايدي من خدها الابيض
                : بحبك انا...بلييييز...ما تتركني زياب..ما تتركني...خدني معاك..."
                وصرخت بألم وجاتها نوبة ثانية من الترجيع...
                بعدت عنها...
                ورحت لأمها اللي كانت تطالعها بقلق وتجاوب الدكتور...
                جلسنا بالانتظار...
                لأن نورا فقدت الوعي...
                فعررفنا ان القصه مطوولة....
                نورا ما تعني لي اي شيء...
                لكني بعد ما اكرهها...
                صحيح اني دايم اقول انا اكرهها...
                لكن اذا جينا للجد فنورا جزء من حياتي في الغربة...
                دعيت لها من قلبي عشان اهلها الضعيفين اللي هي وحيدتهم....
                خصوصا انهم جابوها وهم بسن كبيرة لأنهم كانوا يعانون من مشاكل...
                ولا قدروا يتعالجون الا يوم جوو لأمريكا...
                امها امريكية من اصل لبناني ارماني..
                وابوها اميركي من اصل لبناني...
                وهم عيلة مسيحية لكنهم جدا طيبين...
                ولا يمكن انسى جمايلهم لذا لازم اهتم بهالعايلة دام الابو غايب...
                تنهدت وانا اشوف الأم تحط بضعف يدينها على وجهها وتقعد تبكي...
                حطيت يديني على اكتافها وحاولت اهديها....
                جلسنا حوالي الخمس ساعات...
                وبعد هالساعات كلها...
                جانا الدكتور وجهه متجهم...
                اعتقد النتايج وصلت من المختبر...
                طبعا اخذوا هالوقت كله بسبب الزحمة الفضيعه...
                والفوضى اللي ماليه القسم...
                اخذنا لمكتبه وهالشيء زاد القلق فيني...
                لأني لاحظت ان اكثر الدكاتره في الطوارىء يلقون الاخبار على الناس بمكانهم...
                لكن انه ياخذنا لمكتبه فالشغلة شكلها خطيرة...
                دخلنا مكتبه البارد...
                وطلب مننا نجلس...
                جلسنا...
                وبدت ام نورا تتكلم وهي ترتعش...
                وتحاول تهدي صوتها قد ماتقدر...
                بدا الدكتور يتكلم وهو يورينا التحاليل اللي جات من المختبر...
                واضاف بعد ما ورانا كل شيء واحنا موب فاهمين شيء...
                ان نورا عندها اللوكيميا وهي بمرحلة متقدمة جدا ومافي امل بعلاجها...
                ظلينا نطالع ببعض...
                انا وام نورا...
                وبعدها حطت يدينها على وجهها واخذت تصيح بحرارة وبصوت مرتفع...
                بينما التفت على الدكتور اسأله اذا فيه اي امل للعلاج...
                لكن الدكتور...
                هز راسه بأسف وهو يوقف ويستأذن...
                ضميت ام نورا وحاولت اخفف عليها لكنها زادت صياح واغمى عليها بعد لحظات بين يديني....


                لابس بدلة الشغل الزيتية...اللي معروفة لضباط البرية..بنطلون زيتي غامق...وقميص اكمامه قصيرة لونه اخضر فاتح..
                ...جالس بمكتبه...ومقفل الباب على نفسه...تارك الشغل...وعايش بدنيته الخاصه...
                مبسووط والدنيا موب سايعته...هيفاء لمحت له انها ممكن توافق...هيفاء اعطته امل عشان يعيش...امل انه يسعد اهله ويتزووج خصوصا انه كان رافض هالموضوع من قبل...
                كان يبي يسوووي العجب العجاب....يبي يصررخ بأعلى صوته ويعلم الناس انه مبسووط...يعني اخيرا خالد راح من حياة هيفاء...يعني اخيرا راح يقدر يعيش مع الحب اللي اختاره من سنين بدون ما يعذبه شبح خالد!!

                ...السبت...
                الساعه 9:00ص




                "نواف"




                جلست اطالع بالأوراق اللي على مكتبي...
                موو قادر اركز على الشغل...
                لازم ارسل اوامر للجنود...
                ولازم اروح اقدم اوراقي عشان الدورة الجايه واللي ماراح يدخلونها الا نخبة من الضباط...
                بس الصراحه ذهني حاليا موو يم الشغل ابدا...
                مسكت البوك حقي..
                .وطلعت منه صورة دايم احرص اني اخبيها عشان محد يلاقيها...
                صورة لهيفاء وهي بملكتها...
                .كان شكلها روووعه...
                كانت لابسه فستان احمر حريري..
                .وشعرها البني على طبيعته المجعده...
                ومكياجها خفيف...
                كان فيها لمحة براءه..
                .بس الغريب...
                ان هالبراءه ميب موجوده اليوم...
                وكأن الزمن اجتهد عشان يبعدها...
                بعكس يوم قابلتها استغربت من اسلوبها...
                كانت جريئة...
                عيونها تلمع بخبث...
                شفايفها تبتسم بسخرية حتى لمن تكوون جادة...
                مدري هل السبب في هالشيء الزمن؟؟؟...
                او خالد الله يرحمه حاول قبل لا يموت انه يصنع نسخه ثانية منه؟؟؟...
                خالد من الشخصيات المؤثرة بالعايله..
                .يعني دايم يترك بصماته على اي شيء في هالدنيا..
                لكن تأثيره على هيفاء كان الأقوى..
                وكأنها اطلق شيء من جواته وزرعه جواتها...
                تنهدت بضيق..
                .انا عارف اني اذا تزوجتها راح اعاني...
                وعارف اني راح اتعذب كثير في البداية...
                لكن اكيد بعد فترة راح انسي هيفاء الماضي كلها..
                .راح اخليها تعيش الحاظر وبسس..
                .راح نسوي اللي محد سواه قبل..
                .راح نتسلق انا وياها قمة افيرست...
                راح اخذها بشهر العسل برحلة حول العالم.
                ..اللي راحوا موو باحسن منا..
                .راح نجرب الغوص..
                .راح نجرب الابحار بيخت صغير يضمني انا وياها والذكريات اللي راح تتكون...
                دق تليفون المكتب الخاص..
                .تركت الصورة قدامي..
                .ورديت بجمود..
                : نعم؟؟.."
                سمعت صوت المقدم عبدالله وهو احد اصحابي...
                رغم فارق السن اللي بينا...
                وفارق الرتب...
                : هلا والله بنواف...
                وينك يا شيخ ماتجي تزورني بالمكتب؟؟.."
                قلت بجمود كطبيعه اعتدتها بالشغل
                : اسف يا ابو احمد..
                تعررفني ما احب اضيع وقتي وانا في وقت الدوام.."
                المقدم عبدالله باستهجان
                : وش هالكلام يا نواف؟؟...
                لا تضيع وقتك بالجلسه بالمكتب...
                ان بغونا بشيء اعطونا اوامر...
                تراني كنت اسوي مثلك وهالحين ندمان...
                بكره يجيك التقاعد وتندم على هالايام..."
                قلت بهدوء
                : ان شاء الله ما يجني التقاعد الا بعد ما اصير قائد لأي منطقة من مناطق المملكة...
                وهالحلم ماراح يتحقق الا بالجهد والمثابرة والسيرة الحسنة.."
                وكملت يوم حسيت ان ابو احمد ما اعجبه كلامي
                : لكن يا شيخ ما نكسر خاطرك ونجي ناخذ فنجال شاهي عندك.."
                حسيت بابتسامة ابو احمد اللي يعتبرني مثل عياله وانا يوم كنت طالب درست عنده...
                كان افضل معلم لي خلال سنين دراستي بالكلية الحربية
                ابو احمد
                : حياك الله...تعال وجيب معك اوراق التدريبات لأني مسؤول عنها..."
                قلت بانفعال
                : متحمس للتدريب والله.."
                ابو احمد بجمود
                : انا بعكسك مدرري ليش موو مرتاح هالمره..
                .بعدين التدريب..
                .احنا ناخذه فسحه ووناسه عشان الرماية..
                .لكن لا تنسى تدريب الجنود اللي تحت ايدينا وتدريب الطلاب اللي انا مسؤول عليه...
                ولوو لا قدر لله صار اي غلط برووح فيها انا والضباط اللي فوق...
                واولهم العميد مساعد..."
                قلت وانا اطمنه
                : لا ان شاء الله مووب صاير الا الخير...
                وانا جايك هالحين.....
                يا ليت تنادي كل المسؤولين عن التدريب ويصير مرة وحده لقاء عمل وتسليه.."
                ضحك ابو احمد
                : ما تترك طبعك يا الجدي...بس ابشر..."
                قفلت الخط منه...
                ...ووقفت وخذيت كل الأوراق الضرورية....
                ...ووقعت على كم ورقة مفروض اسلمها لضابط اصغر مني رتبة..
                .وطلعت من مكتبي....
                ..بعد ما حطيت صورة هيفاء بالبوك من جديد...


                واقفة قدام المراية....اللي بجناحها اللي اخذته بالفورسيزون..لابسه فستان اسود بلفة غزال...واصل لنص ساقها...شعرها متحرر بنعومة...وجهها عليه شوية مساحيق عشان تخفي التجاعيد الخفيفة عند عيونها...
                كانت تبي تأكد على نفسها انها موو ناقصه عن غيرها...وانها كاملة بدونه...وانها جميله والف من يتمناها...
                تحس بوحده فضيعه...موو عارفه وين ترووح؟؟..عايشه متغربة بديارها..مالها اهل تلجأ لهم ولا لها ملك ترووح تختفي به...
                مالها الا عيالها واللي هم ثلاث...وكل واحد فيهم بدنيا خاصه فيه...وحده الشر لعب وعبث بقلبها وافسده واعطبه....وحده في عالم طفولي مراهق ما تدري انها منحرمة من عذرويتها بسبب ذيب غادر...وواحد عايش مع زوجته بره...صعبه تخترق بيته وتعلن تواجدها فيه...خصوصا انه كان معتاد انها بعيده عنه على طوول...

                ..الأحد..
                الساعه 4:46م

                " هناء"


                طالعت بجوالي ببرود...
                ما دق على الجوال ولا فكر يسأل عني...
                وجودي مثل غيابي...
                يمكن حتى ما فقدني..
                طبعا...
                من متى اهتم بوجودي؟؟...
                عشان يفقدني من الاساس...
                طوول عمري شيء ماله وجود...
                شيء ابقاه في البدايه لرغباته....
                ثم ابقاه علشان سعود وبالاخير شيء ابقاه علشان وصية امه...
                يا الله..
                وش بيكون شعوورك لو كنتي حمل ثقيل على اغلى البشر...
                وش شعوورك يوووم تعررفين ان نصفك الثاني حس بالراحه يووم عرف انك بعدتي ورحلتي عنه!!!
                طالعت بالجوال من جديد...مافيه اي اشارة...اي رساله...اي اتصال...
                رميت الجوال بحقد على الارض..
                وانفصل قطعتين قدام عيووني...
                تمددت على السرير بضيق...
                وانا افكر اني يا ما وياما تحملت عنجهيته لدرجة اني فقدت قيمتي...
                صحيح انه زوجي...
                وان هذا المفرووض...
                اني اصبر على اذاه..
                اصبر على خياناته...
                على طولة يده..
                على كلامه السام...
                على معاملته الردية...
                لأني تربيت على كذا...
                ولأني اعتبر وحيده...
                وطبعا لأني يتيمه تمسكت فيه قد ما اقدر...
                دعست على كل شيء بدوي فيني...
                على طباعي...
                على تمرردي...
                على قوتي وشموخي وعزة نفسي...
                قلت يمكن بيوووم يذكر ان فيه وحده صبرت وصبرت علشانه..
                لكن للأسف عمر ناكر المعرووف ما يتغير...
                سمعت التيلفون يرن بغرفتي...
                رمشت بعيووني مفجوووعه..
                .مديت يدي ببطء...لحد ما مسكت السماعه بقووة..
                : الووووو؟؟.."
                قلتها بصوت خافت..
                متردد..
                معقووووله يكون هووو؟؟
                ...معقوووله اكون اسأت الظن فيه؟؟؟
                ..يارب...
                يكون هووو...
                جاني صوت الموظف من الطرف الثاني...
                يستأذن مني احووول المكالمه الخارجية....
                هزيت راسي ببلاهة وكأنه يشووفني...
                وبعد ما استوعبت قلت بصوت عالي غريب
                : ايه...اكيد.."
                سمعت صوت سعود يقطع اخر خيوط امل متمسكه فيها...
                : الووو...يمه؟؟...."
                قلت وانا ارجع اتمدد على السرير
                : هلا..
                هلابك يا ضناي الغالي...
                وش اخبارك؟؟.."
                سعود ببرود وبصوت متحجر
                : اذاك ابوووي؟؟
                ...طقك؟؟
                ...سوا بك شيء؟؟.."
                قلت بدفاع عن صورة الابوو المثالي
                : لاء يا سعووود....
                لاء...
                ابوووك ما طقني..
                ولا اذاني بأي طرريقة...
                بس انا محتاجه اررحل بعيد...
                وارتب اوراقي..
                وانززع الصفحات الفاضية...
                واعيش من جديد..
                ..مابقى بالعمر كثر اللي راح..."
                سعود بقهر
                : في اخر العمررر؟؟؟
                ...هالحين تبين ترتبين حياتك؟؟.."
                قلت بززعل وبصوت مرتعش
                : اخر العمرر؟؟...
                انا موو كبيرة..
                انت بكري..
                وانا تزوجت صغيرة...
                لكني انظلمت كثير يا سعوود...
                ما راح تفهمني ابد...
                انا ما عدت ابي ابووك..
                ما عاد له اي مكان بحياتي...
                خلوووه يعيش حياته وانا بعيش حياتي...
                لا توقفون ضد رغباتنا.."
                سعود بغضب
                : راح ننفضح ونصير حكاية بفم اللي يسوى واللي ما يسوى....
                بسبب افكاركم المتهووورة...
                ما كأنكم كبرتم على هالقصص والحكايات..."
                وكمل بجدية
                : يمه...
                اذا تطلقتي من ابوووي...
                انسي انك تشوفينا او تسمعي اصواتنا...
                يله...
                فكري زين...
                وانا باتركك هالحين...
                مع السلامه.."
                سكرت الخط بقوة ووقفت وانا ارتعش....
                بيتحكمون فيني...
                اربي واتعب واشقى واضحي بسنين شبابي وعمرري...
                علشان اربي عيال زي كذا...
                بيوقفون عقبة بطريق سعادتي..
                لكن لاء...
                لوو ما طلقني عبدالعزيز...
                راح ارفع عليه قضية خلع..
                وهالمره ما عاد يهمني لا عيال ولا غيره....
                رحت لعبايتي...
                ولبستها بسرعه وسكرتها...
                ولفيت شيلتي باهمال على راسي..
                وشلت قطع جوالي من على الارض...
                وركبته من جديد...
                هي وحده بس اللي تفهمني...
                وتعررف شلووون افكر...
                وهي اللي ممكن تساعدني...
                اما الباقيين مجرد مجموعة انانيين....
                هيفاء هي الوحيده من عيالي اللي اثق برجاحة عقلها وتصرفاتها




                فاتحه عيونها الجميله باندهاش..فمها بعد مفتووح لاخر مدى...موو قادرة تصرخ...موو قادرة تصيح...ولا هي قادرة تسأل اكثر..
                الخبر اللي جاها حطمها..اذهلها....كانت تعتقد انها قوية...وان المرض لا يمكن يوصلها...صحيح انها سوت اشياء بعد مووت خالد بس ماتوقعت تأثيرها مدمر لهالدرجة...موو كل من دخن مرض...يعني معقووولة كل المدخنين مريضين؟؟؟..طيب هي مادخنت كثير كلها اربع سنين...اعتادت على هالشيء مع خالد ثم ادمنته بعد مووت خالد...ما توقعت ان فيه ضريبة تدفعها وهي صحتها..
                شلون بنت بجمالها وصحتها ورشاقتها واهتمامها المفرط بنفسها تمووت...لاء اللي مثلها مفروض ما يتعب ولا يعرفه المرض...
                وش نقدر نقولك يا هيفاء؟؟...ترى عمر الدنيا ما كملت لأحد...


                "هيفاء"


                طالعت بظهر الدكتور وهو يروح ويطلع من غرفتي...
                قمت من على السرير وانا احاول اتماسك...
                دخلت المستشفى بسبب انهيار عصبي...
                وبطلع منه وانا شايله خبر مووتي القريب...
                انا مريضة بالقلب؟؟؟...
                انا سبع وثمانين بالمية من شرايين قلبي مسدودة؟؟...
                انا لازم اسوي عملية ممكن يبقى اثرها العمر كله وتشوه جسمي وجمالي؟؟...
                انا راح امووت بعد ستة شهور على الاكثر؟؟...
                لازم افكر بهدوء...لازم اقرر مصير حياتي...
                لازم اعرف كيف اتصرف؟؟...
                رميت نفسي على الكنبة بارهاق...
                ليتني ماعرفت عن هالمرض...
                ليش طلبت منهم يسوون لي تحاليل..ليش كشفت نفسي بنفسي...
                ماني كنت عايشة مع المرض ومتأقلمه بقوووة...
                صحيح اني حسيت بالالام من فترة وزادت علي يوم زواج سعود..
                .بس بعد ماتوقعت ان حالتي خطيرة مثل ما يقول الدكتور...
                هزيت راسي بضيق..
                .وانا اطلع علبة السجاير...
                وقمت ادخن ببطء..ههههههههه..
                .سخرية القدر..
                .هالسيجارة هي سبب مرضي..
                .ومع هذا مابي اتركها..
                .هي صديقتي الووحيده...
                هي اللي تفهمني...
                هي الوحيده اللي شاركتني بدون ملل او كلل ليالي وايام طوويله....
                ما تغار مني...ولا اغار منها...
                صديقة مخلصه...
                تعلمت التدخين وانا مع خالد....
                وادمنت عليه بعد فترة...قصيرة مرة...
                ....وبعد مووته صرت مجنونة تدخين...
                احررقت صدري...
                ودمرت قلبي...
                وراح امووت بسبب هالصديقة الوفية..
                قمت افكر وانا اراقب الدخان اللي قدام عيووني...
                لازم اعجل زواجي من هيثم..ماعندي وقت طوويل على الأرض...
                لازم الحق عمرري...
                العملية طبعا انا رافضتها...
                اصلا انا عندي خوف من العمليات موو طبيعي..
                ولا يمكن ادخل المستشفى بكل رواق واخليهم يشقوون صدري..
                .لنفررض اني دخلت بغيبووبة اوو صابني شيء وهم فاتحين جسمي..
                .الأفضل اني امووت مثل ما انا..
                ....على اني ادخل عملية خطيرة مثل كذا...
                صحيح ان الدكتور قالي انها عملية عادية...لكني ما صدقته...
                انا اعرف ان عمليات القلب جدا صعبة وموو بالسهولة اللي نظنها..
                .بالاضافة الى اني راح اتشووه وراح يظل جسمي عليه اثار بشعه وطوويله بسبب العمليه...لالالالاء..
                .اصلا ما يحتاج الموضوع حتى اني افكر فيه...
                قدامي وقت قصير لازم استغله ززين...
                ست شهوور بالضبط...
                والدكتور يقولي ممكن اقل وممكن اكثر...
                لازم اخطط على اربع شهور...
                عشان اضمن ان كل شيء يصير مثل مابي..
                .وحتى اذا مت تضل الامور على حالها...
                ....طيب...
                ...نرجع لموضوعي المهم...
                ....وقفت بضيق وانا اطفي السيجارة...
                ورحت يم الشباك....لازم افكر شلون اجبر هيثم يتزووجني وباسرع وقت...
                اهوو راح يرضخ بالاخير لاهله...لكن متى؟؟؟..يمكن بعد سنة...
                او سنتين او بعد اربع خمس شهور...
                لالالالا...
                لازم ادور لي حل...حل....
                قمت افكر بحل...
                ...وفجأة خطرت لي فكرة مجنونة..
                ...مسكت جوالي بسررعه بنفذها...
                ...بس تركت الجوال بخوف...
                ....الفكرة خطيرة حيل....
                .ويمكن توديني بداهية لو اكتشفوا الموضوع...
                بلعت ريقي كذا مرة...
                ....ورحت اجلس على الكنبة من جديد...
                ...ولعت سيجارة جديدة...
                ...وقمت ادخنها بضيق...
                ...الفكرة مضمونة...
                ...وهيثم راح يتزوجني بسرررعه..
                ....لأن فيه فضيحه هذي اولا...
                وثانيا...
                ...لأن هالموضوع مافيه لعب...
                انقطعت افكاري على دخول ماما للغرفة...
                ...طالعت بالسيجارة وطفيتها ووقفت بخجل..
                .ماما زمان مسكتني وانا ادخن وحلفت لها ما ارجع للعادة هذي من جديد...
                قالت ماما بضيق وهي تحرك يدينها عشان تبعد الريحة
                : السلام عليكم...
                وش هالقررف؟؟.."
                وقفت واول ماقربت رميت نفسي بحظنها بقوة...
                ماما تضحك
                : هههههههه..كل هذا عشان ما فتح لك محظر؟؟؟!!"
                وبعدتني عنها شوي وجلست جنبي
                : هيفاء...
                وش وعدتيني به؟؟.."
                قلت وانا احط راسي على صدرها
                :غصبن علي...موو بايدي...
                احس صار الموضوع ادمان بالاخير.."
                ماما وهي تمسح على شعري
                : لازم يكون عندك ارادة.."
                وكملت بصوت يتقطع على حالي
                : انا مقدر اسوي لك شيء..
                .لكن..انتي ادرى بمصلحة نفسك.."
                قلت وانا ابوس راسها
                : صحيح اللي قالته نورس؟؟؟..."
                ردت علي وهي ما تطالع بي...
                : صحيح..انا بخلي ابووك يطلقني..."
                قلت بضيق وانا حاسه قلبي يتقطع على حال ماما
                : بتتخلين عنه؟؟؟.
                ..بتستسلمين؟؟؟...
                .حرام ماما..
                .حرب خضيتها سنين...
                ...على الأقل اطلعي ربحانه..
                .لا تجرجرين اذيالك بخيبه!!"
                ابتسمت ماما بوجهي وقالت تمزح
                : هههههههههههه صرت بوش على غفله.."
                ابتسمت بنعومة وانا ابعد عنها شوي وامسك ترمس القهوة
                : تعررفين مصطلحاتي..
                ...دووم احس اني داخله حررب...
                عشان كذا دايم احاول اربح المعارك باي طرريقة.."
                ماما وهي تاخذ مني فنجال القهوة
                : بس في حالة مضاوي استسلمتي..."
                ومسكت قطعة شوكولاته واكلت شوي منها...
                تذكرت مضاوي وكشرت بمزحة
                : مدرري...
                ...مضاوي حاله خاصه...
                ...لأن فيها قوة رهيبة...
                تراها عدوو مووب هين..
                .لذا حبيت اكسبها لصفي.."
                وغمزت وانا اكمل
                : ههههههههه تركت الشغل لسعود..."
                ماما وجهها تغير
                : الله يسترر من سعوود...
                حاسه انه بيطلع عيونها..."
                هزيت كتوفي بضيق...
                بس غيرت السالفه
                : ماما...
                ...اذا خطبني هيثم...
                قولوا له اني موافقه..."
                ماما وهي ترفع حواجبها
                : انتي لسه على هيثم؟؟؟..
                .يا بنتي عيييييب..
                ...اتركي الرجال بحاله.."
                غيرت جلستي بزعل
                : ماما..
                .بليييييييييز..
                .هذا طلبي الوحيد.."
                ماما وهي تترك فنجالها
                : انا مالي شغل فيك...
                ....
                .بس بقوول لسعود انك موافقة.."
                تنهدت براحه...
                بس جاني الم قوووي...
                خلاني امسك صدري بقووة...
                ماما حطت يدينها على كتوفي بخووف
                : هيفاء...
                حبيبتي..."
                قلت وانا احاول اتنفس بصعوبة
                : انا بخير...
                يله خلينا نلبس العباية عشان نطلع.."
                وقفنا وساعدتني ماما بالعباية...
                وبعد ماشلت اغراضي...
                ...طلعنا من الغرفة..
                بسس..
                .ناظرنا ببعض باستغراب...
                يوم لقينا نواف واقف متصنم عند الباب وهو لابس بدلته العسكرية...
                كان وجهه متجهم...
                عررفت انه سمع اخر كلام صار بينا...
                نواف وهو يعطيني باقة الورد الجوري الاصفر الكبيرة اللي بأيده
                : ماعرفت ان خروجك اليووم.."
                قالها وهوو يتجنب يطالعني....
                ماما طالعتني موو فاهمة شيء..
                .بس قالت وهي تبتسم
                : نواف..احنا طالعين هالحين...
                بس حياك الله بالبيت بأي وقت..."
                نواف اللي قام يطالعني وعيونه متجمده
                : ان شاء الله ازوركم...."
                وكمل وهو يشيل عيونه عني
                : بالأفراح.."
                وقال وهو يرجع كم خطوة على ورى
                : اوصلكم للسيارة.."
                واخذ من ماما الاغراض...
                حسيت بشعووور خجول يغمررني...
                وانا اتجنب عيون نواف واعدل شيلتي عشان اخبي بعض الشعرات اللي طالعه...
                ركبنا المصعد...
                ...وكان زحمه...
                ...فصادف اني وقفت قريبة حيل من نواف...
                رفعت عيووني ببطء...
                ...وانا احس بحرارة الذنب تقتلني...
                تقابلت عيوونا بصمت...
                ...كانت عيونه عبارة عن قطع جليد...
                شفت قسوووة...
                ...صدمه...
                ...حزن..
                .\..مشاعر كثيرة اختلطت علي..
                ...ما قدرت اشيل عيووني من عليه...
                .كان ودي اقوله يعذررني...
                ...صحيح اني قاسية...
                بس نواف يكفي انه شبيه خالد عشان احن عليه واعتذر له عن قسووتي الا مبررة...
                ياليتني اقدر اشرح اسبابي للعالم كله عشان يعذررني...
                ليتني اقول له اني مضطرة اتزووج هيثم عشان اهين اخته اللي ذبحت اخووه...
                بس صعبه الانسان يعترف باللي براسه...
                شلت عيوووني من عيوون نواف وفكرت براسي...
                اذا ربي كتب لي عمر طوويل..
                .بعد ما اخلي هيثم يطلقني..
                .راح تزوج نواف
                ...ايه...
                انا ابي اعيش باقي حياتي مع شبيه خالد عشان ارجع حبي لخالد لقوته...
                هيثم بس بهبل فيه وبحطم رند...
                وبعدين باترركه ببساطة وبسهوولة...
                رجعت رفعت عيووني..
                .ياليت نواف ما يكرهني..
                .شفته صاد عني...
                فطالعت بماما اللي كانت تراقبنا باهتمام...
                وهالشيء واضح على ملامح وجهها القاسية وهي تهز راسها لي بلاء يا هيفاء...
                بس سويت عمري ما انتبهت...



                __________________
                لا إله إلا الله

                تعليق

                • *عبير الزهور*
                  V - I - P
                  • Jun 2008
                  • 3267

                  #38
                  الاثنين
                  الساعه10:35م



                  كانت جالسه في بلكونة شقتها الفخمة...محتظنه نفسها بيأس..وعيونها الواسعه تتأمل السماء بضعف...تترجى الخالق يرأف بحالها...ويساعدها على فهم الدنيا من حولها....
                  طول عمرها تحس انها كامله...عمرها ما حست بنقص...واثقة من جمالها..واثقة من نسبها...واثقة من ذكائها..من فهمها للأمور...
                  حتى ابوها رغم كرهه لها وبغضها الشديد لها...الا انه دايم كان يقول لعياله خلوا مضاوي تعلمكم الرجوولة..وتعلمكم الشهامة...لأنها عن مية فارس...
                  كانت يوم تسهر فوق الجبل باخر الليل...وتتأمل السماء والنجوم الامعه...تلاقي متعه مالها شبيه...كانت تتسلى بعدها...بتسميتها...بمعررفة اماكنها...
                  اشتاقت لاهلها...اشتاقت لأمها...لضرب ابوها...لحياة البر والشقا...لصوت هيلة وهي تناقر شعاع...اشتاقت لشعاع كثير...تحس انها تبي تشوفها بأي طريقة...تبي تحتظن اخوانها...تبي تلعب معاهم...تبي تولد الغنم..وتساعد ابوها ببعض الاموور...تبي تتنصت على سواليف ابوها مع شعاع...او تتروش باخر الليل وبخووف خلف الجبل...
                  وحشتها ذيك الايام...وحشتها ذيك البساطة...وحشتها البراءة او التخلف مثل ما يمسيها سعود....
                  اه يا مضاوي ليت الناس تعرف بمكنونات قلبك الصغير؟؟...كان هانت عليها همومها...

                  " مضاوي"

                  سمعت صوت الجرس...
                  يررن بقوووة..
                  خلاني اقوم مفزووعه من كرسيي وانسى افكاري كلها...
                  طلعت من البلكونة وانا اشد الشال على جسمي...
                  : ايممممممممممي...!!"
                  استغربت وين راحت هالعجوز؟؟...
                  مشيت بتردد لعند الباب..
                  ولمن وصلت عنده..
                  مديت يدي بخوووف...
                  ثم تراجعت بسررعه...
                  مين اللي يدق الباب؟؟؟
                  ...سعوود ومعه مفتاحه..
                  .ومافي احد غيره يجي الشقة...
                  زاد دق الجرس..
                  وسمعت صوت ورع يصيح...
                  قلت وانا احط اذني على الباب...
                  : ميييييييييييييين؟؟؟..."
                  سمعت صوت حرمه
                  : ممكن تفتحوا الباب؟؟....
                  انا جارتكن...
                  ورد...ام وسيم اللي ساكنة فوء..."
                  فتحت الباب..
                  بسرعه اول ما سمعت صوت الورع يزيد..
                  تبوووسمت الحرمه بوجهي...
                  وهي تدف ثنين من ورعانها الصغار عشان يدخلون الشقه....
                  وهي ماسكه ورعين صغار ثانيين بيدينها...
                  قلت وانا اطالع فيهم برووعه
                  : سعوود مووب فيه.."
                  كشرت الحرمه بوجهها شوي...
                  ثم قالت وهي تسكر الباب
                  : انا اسفه كتيييير ع الازعاج...
                  بس والله ما الي غيرركن...
                  جوووزي نام وونسيني انا والزغار بره الشئة....
                  الي ساعه بنطروووه يفتح الباب..
                  بس مافتحوه..."
                  وكملت وهي مستحية وتطالع فيني ثم بالشقه
                  : ياليت ازا ما فيه مانع...
                  تتحملووني انا والبيبيز...
                  بس بيصحى جووزي..
                  بنطلع من هووون...."
                  وكملت وهي تأشر على التلفون
                  : وبدي التيلفون...
                  لأن السلولير ئفل معي.."
                  قلت وانا اخذ نفس عميق واشيل واحد من ورعانها اللي شايلتهم
                  : هذا التيلفون قبالك...
                  والله يحيك...
                  البيت بيتك متى ما بغيتي تجين..."
                  ثم سألتها بلقافة وانا اشوفها ترووح لمرايا قريبة من الباب
                  : بس...
                  انتم وين ساكنين؟؟.."
                  قالت وهي تبووسم لي من جديد
                  : وييييييييي...
                  ساكنين فووء...
                  اخر دوور..."
                  وتركت بنتها الصغيرة على الارض...
                  وقامت تنفض شعرها الاصفر الطوويل وتسنع ملابسها...
                  قمت اراقبها بلقافة...
                  ثم قمت اراقب الورعاين اللي راحوا في كل مكان...
                  يلعبووون ويقلبون الدنيا...
                  ابتسمت ابتسامة كبيرة...
                  وانا ادخل جوه وشايله ولدها الصغير معي...
                  وادور على ايمي....
                  احس اني مبسوووطة حيل ان فيه ناس زارتنا...
                  الحركه واصوات البزارين سلتني حيل....
                  لازم اخلي ايمي تسوووي لهم عشا..
                  ياليتني اقدر اطبخ ذبيحه مير المطبخ ما يساعد...
                  واخاف سعود يكفخني لووو اطبخ الذبيحه هنيا....
                  يله خيرها بغيرها...
                  دخلت غرفة النوم....
                  وتركت الورع على السرير...
                  وقفت قدام المراية...
                  تمقلت بخشتي شوووي...
                  امممم...
                  نورس قالت لي..
                  تزيني...
                  ولا تجلسين كشة...
                  طيب...
                  قمت اكد شعررري...
                  وبعد ما كديته زززين...
                  تركته مثل ماهو...
                  وحطيت لي شوووي من هالاحمر حق الخديدات...
                  ثم حطيت لي شوووي من اللي مثل الديرم...
                  مير يسمونه روج...
                  وحطيت من الكحله حقتي اللي احبها...
                  في البر نسويها ببلاش...
                  ونورس شاريتها لي بمية ريال...
                  هه...
                  يضحكون على هالحظر...
                  ههههههههههههه...
                  صدق بلاهة..
                  حطيت شووية عطر...
                  وطالعت بلبسي...
                  كنت لابسه تنورة واصله نص ساقي لونها اسود...
                  وبلوزة حمراء...
                  وماسكه شال اسود ثقيل عشان يدفيني...
                  لأن الجووو بارد حييل...
                  سمعت البزر يصيح...
                  فرحت مسكته بسرررعه وشلته...
                  وقربت منه وحبيت خده...
                  كانت ريحته تخبل...
                  وعيوونه واسعه ولوونها مثل لون الذهب...
                  ذكرتني بعيون فضة...
                  دخلت علي ايمي وهي تبربر...
                  ومدرري وش تقووول...
                  بس الظاهر انها منفعله من شي...
                  قلت لها وانا اطلع من الغرفة
                  : ايمممي....
                  ابيك تسوووين عشا للضيوووف...
                  هالحين ادخلي المطبخ وسووي شين زين...
                  مابيك تخبصين كثير...
                  سووووي رز واذا فيه شوووية لحيمه...
                  يكووون زين.."
                  ايمي تطالع فيني شوووي...
                  ثم قالت
                  :what???....noo....i can't...i won't do anything....i'll go to sleep..."
                  سفهتني وراحت رجعت لغررفتها...
                  عصبتني كثير...مدرري وش قالت؟؟...
                  قمت لحقتها ومسكتها مع يدها بقوة...
                  وقلت بصوت واطي بس بعصبية
                  : تروووحين هالحين وتسوووين عشا....
                  واذا هرجت معك اهررجي عررربي..يله.."
                  امتلت عيونها دمووع...
                  وراحت وهي مووطية راسها للمطبخ...
                  قهرررتني...
                  الصدق ما كنت ابي اطاول لساني عليها وصوتي...
                  لكن ما بقى غير الخدم يرفعون روسهم على اسيادهم....
                  رجعت للصاله...
                  ولقيت الدنيا معفووووسة من تحت لفوووق...
                  والحرمه ماسكه التيلفووون وتضحك بأعلى صوووت...
                  وتسووولف...
                  اوول ما شافتني...
                  قالت كلمتين وقفلت الخط...
                  ووقفت واخذت مني ورعها...
                  قالت وهي ترجع تجلس
                  : وسيم...ستيييييف....تعوا هوووون...تعا ماما...حبيبي انت.."
                  جلسوا جنبها عيالها ومسكت بنتها الصغيرة وجلستها بحظنها...
                  قالت وهي تشر على نفسها
                  :انا ورد...
                  متجووزة من عشر سنين....
                  لبنانية..بس عشت بالسعوودية ببداية حياتي...
                  وبعدين انتئلنا لهووون..
                  هيدا وسيم ابني الكبيير..وهيدا خيه ستيف...
                  وهيدي نور عيوني جويل...
                  وهيدا حبيب ئلبي وكل اشي بدنتي..
                  جووزف..فيكي تسميه يوسف...
                  شوو ما بيعجبك ئولي له.."
                  كملت وهي تبعد شعرها الاصفر عن عيونها
                  : انتي..
                  مرتوا للاستاز سعود؟؟...
                  ما ئالنا ابدن انو ناوي يتجوووز غير.."
                  بعدين سكتت وهي مستحية....
                  قلت وانا اخذ الشاهي من مارية واصبه باكواب ل ورد وعيالها
                  : عادي...
                  قولي اللي كنت بتقولينه...
                  ما كنتي متوقعه ان سعود بيتجوز وحده ثانية غير المره اللي دوووم تشوفونها معه هنيا...
                  صح؟؟"
                  ورد بحيا
                  : المهم انو انتي مرتوا...
                  مش مارية..
                  هيدا اللي الناس بيهما.."
                  وكملت تمدحني وهي تاخذ الكوب مني
                  : انتي مشاء الله عليكي....
                  احلا منا بكتيييير..
                  وازغر بالعمرر...
                  شوو اسمك؟؟.."
                  قلت وانا امسك كوب الشاهي بيديني الثنتين واحس بخجل من اسمي لأول مرة بعمري
                  : مضاوي...
                  يمكن ما راح تعررفين تنطقينه..
                  هوو اسم بدوووي.."
                  ورد بأعلى صوووت
                  : وليييييييييه؟؟...
                  لاء...
                  بعرف ئولوا...
                  مداوي...
                  اسم كتير مهضوم....انتي بدوية؟؟؟.."
                  قلت بفخر يوم سألت
                  : ايه انا بدوووية...
                  طول عمري عايشه بالبر...
                  يم ديار بني صالح..
                  ويوم تجوووزت سعوود...
                  جيت للرياض....
                  بعدين سافرنا هنيا...."
                  ورد وهي تعطي لعيالها من الكيك اللي سوته خايبة الرجا ايمي
                  : يا الله...
                  شو هيدي الحياه؟؟...
                  كيف شفتي الفرء بين الحظارة والبادية؟؟؟...
                  اكيد تعبتي.."
                  رمشت بعيووني كذا مرة...
                  وماعرفت ارد عليها...
                  بعدين قلت وانا ابتسم لجويل الصغيرة اللي تضحك لي
                  : تعبت كثير....
                  بس اللي اتعبني اكثر...
                  اني مووو فاهمة شي...
                  في هالحياه...
                  وسعوود.."
                  وكملت بصوت متقطع
                  : مايحب يشرح لي شيء....
                  تحسين ان صدره يضوووق...
                  وانه ما يحتمل اسالتي...
                  عشان كذا انا وكلت امري للي عينه ما تنام.."
                  ورد بحززن
                  : غررريبة من الاستاز سعوود...
                  انو ما يساعدك...
                  ويجاوب عن اسئلتك.."
                  وكملت بحقد
                  : طيب...
                  ليش اتجوووز وحده عايشة بعالم غير عالمه؟؟؟..
                  .ييييييييييييه..
                  مالن امان والله..."
                  وقالت وهي تتأمل لبسي وشكلي
                  : بس ماعليكي منوا....
                  حتى لووو ما جاوب عن اسئلتك...
                  انتي فيكي تعررفي شوو مابدك...
                  عندك المجلات...
                  وTVوكمان عندك الانترنت...
                  هيدا بيعلم اللي ما بيعرف اشيء عوش الارض..
                  .يعني ما تعتلي هم....
                  بكره بس بتكبري وتصيري احسن منه واعلم منه كمان..."
                  سكت بضعف..
                  وانا اطالع بابريق الشاي...
                  ماني فاهمه وش هي المجلات والتفي اللي مدري وش علته ولا ذاك الاخير اللي افهم منه كل شيء...
                  اصلا شلووون اقولها اني ما اعرف اقرا...
                  ولاني فاهمه وش معنى كلمة مسرررحية...
                  اكيد راح تضحك علي...
                  لازم ما اعلمها...
                  يوووووووووه...
                  مصيرها راح تعرف كل شيء....
                  شكلها حرمه ذكية وفاهمتن الدنيا زين...
                  لبسها وش زينه...وشعرها وهالبلية اللي حاطتن منه على وجهها..
                  .تذكررني بقوووم عمتي هنا...
                  تنهدت بضيق...
                  وانا اقوووم عشان اروح اشوف المتعووسة وش تهربد بالمطبخ...
                  لقيت ايمي مخلصه العشاء...
                  وقاعد تغرف منه وتزينه بصحوون وبلاوي ثانية مدري وش اسمها...
                  كان ودي اتاسف لها عن رفع صوووتي..
                  بس ما قلت لها ولا شيء...
                  رجعت الصاله لقيت ورد جالسه تلاعب بنيتها...
                  والاخيره تضحك بعالي الصووت...
                  لمست بطني بتردد...
                  وطالعت بالمراية....
                  بيجي اليوووم اللي تكون فيه بطني منتفخه...
                  وكبيرة..
                  .ويكوون فيها ورع صغير...
                  يقولي يمه....
                  ابتسمت بترريقة على افكاري الغبية....
                  يمكن اذا تطلقت من سعيدان وتجووزت واحد غيرره...
                  لكني عارفه ان تطلقت منه ان ابوووي ما راح يخليني اتجوووز لوو فيها مووتي...
                  دمعت عيوووني...
                  وحسيت اني باي لحظة بصيح...
                  فلفيت بسررعه عشان ارووح الغرفة...
                  بس مسكتني ورد بقوووة...
                  عيوونها بعيوووني...ويدينها على كتووفي...
                  مجوودتني بقوووة...
                  ورد وهي تاخذني بيدها وتبعدني عن الصاله اللي يلعبون فيها الوراعين
                  : مابدي ادخل باشيء.....
                  بسس...انتي شكلك زغيرة...
                  ومغلوووب عليكي...
                  يمكن ما بيعجبك انوو اتدخل بحياتك..
                  بس انا بعررف كيف حياة البدوو عنا بلبنان..."
                  قاطعتها باستغراب
                  : عندكم بدووو؟؟؟..
                  اقدر اشووفهم؟؟..من جد؟؟.."
                  ورد وهي تبتسم
                  : عنا بدووو...
                  وازا جيتي لبنان...
                  انا باخدك وبعررفك على صبايا حلوووين من عمرك هيك...
                  بعمر الورد..."
                  وكملت وهي تجلسني على كرسي بالسيب جنبه مراية كبيرة
                  : بعرف ان سعوود مش حنووون...
                  وئاسي باغلب الوئت...وكونوا بيحب مرة غيرك....
                  اكيد حياتك صعبه كتير...."
                  سكت وما رديت على كلامها...
                  تجرحني صراحتها...
                  يعني كل الناس تعرف ان سعوود يحب غيري؟؟..
                  انتي وش يهمك يا مضاوي...
                  خليه يحب ويعشق اللي يريد...
                  اصلا انتي تبينه يتركك ويرووح للي يحبهن...
                  لأنك ما تبين رجل مثل سعيدان...
                  ولا؟؟..
                  قلت بصعوبة وانا حلقي يعوورني
                  : ورد...
                  يعلم الله انك خشيتي قلبي من شفتك...
                  هذا وانا ما عرفتك الا من ساعه مضت....
                  انا تعبانه يا ورد...
                  مالي اهل اقدر اطالبهم بحقي...
                  ولا لي صديقات....
                  ما عرف احد بديرة الغرب ذي...
                  يا ورد...
                  والله ان الساعه تمر علي ثقيله وبطيئة...
                  ما تمشي....
                  وسعوود طول وقته بره...
                  ما يطيق شووفتي.."
                  وكملت وانا امسح دمعه غدارة انزلقت من بين رمووشي
                  : ما تعودت اشتكي وابكي....
                  بس سعوود هدني...
                  وانا...
                  محدن طررق بابي..
                  اووو جا يسلم علي...
                  ولاني عارفه استخدم هالبلية اللي سوولفتي به من ساعة..."
                  ورد بتفهم
                  : التيلفون؟؟...مش هيك؟؟.."
                  قلت وانا اخذ نفس عشان ما اصيح
                  : التيلفووون...
                  هوو ذا..
                  .ودي اكلم اهلي...
                  ابي اتطلق من سعيدان....
                  ابي اثار لكرامتي...
                  ابي اتركهه واخذ وخيي..."
                  ورد وهي تفكر شوووي
                  : خيك؟؟...وينوا؟؟؟.."
                  قلت وانا احط يدي على حلقي
                  : وخيي يا بعد هالدنيا في بيت اهله...
                  عماني...هل سعود...
                  هناك مبسووط عندهم...
                  لكني ابي اخذه وارجع لابوي...
                  واعيش الشقا...ترى والله كرامتي اهم شي عندي...
                  مابي سعود يضحك علي اكثر...
                  ابي اضحك عليه انا واتركه قبل ما يتركني.."
                  ورد وهي تحط يدها فوق يدي
                  : بتئدرري يا مداوي...
                  بتئدري..تتضحكي عليه ئبل ما هو يغدر فيكي ويضحك عليكي...
                  فيكي تخليه يحبك ويموت عليكي...
                  وتلعبي فيه...وبكل حياته...
                  بتخليه متل اللعبة...تحركيه بصوابعك...متل مابدك...
                  بس ما تبكي...
                  ما تبكي يا مداوي.."
                  وكملت ورد بصدق
                  : انا ما بعررفك...يمكن تئولي عليا ملئووفة...اووو... فضولية...بس انا هيك...
                  ما بحب شوف حدن زعلان واتركوه..
                  .كيف ازا كان جاري؟؟؟..وانتي يا مداوي...
                  عليم الله بتدخلي الئلب عاطووول...
                  هيك عيوونك الواسعين وتصرفاتك الرئيئة والبريئة بتدخل ئلوووب الناس..ون..."
                  قاطعتنا ايمي وهي فوق روسنا مثل الجني
                  : dinner..."
                  وقفت ورد...
                  ووقفت معها...
                  وقالت وهي تسحبني للغرفة اللي فيها العشاء جاهز
                  : بنكمل حديسنا....
                  وما بكوون ورد...
                  ازا ما حليت لك مشاكلك...
                  وتصيري وئتا تتحكمي بجوزك ويصير لك متل الخاتم بصوابعك.."
                  هزيت كتوفي براحه وانا اجلس قدام الأكل...
                  وحسيت ان لي شهية اكل..
                  وانا اللي ما ذقت الاكل لي فترة...
                  بس قبل لا اكل..رفعت عيووني لفوووق..
                  .وقمت ادعي ربي شاكرة...
                  على هالحرمه الطيبة اللي جاتني من السما...


                  ...بعد اسبوع...

                  طالع البيت اللي استأجره بميلانو..كان كبير...وشكله فخم...للأسف مالقى في القرية اللي يبي..لأن اماكن الايجار قليلة ومعظم البيووت ملك...بس على العمووم اهي قرريبة مرة من ميلانو مابينهم الا مسافة قصيرة مرة...
                  تأخرت رحلته بسبب ظروف صابته...فأضطر انه ياخذ وقته ويحل مشاكل الشغل اللي متعلق فيها...واعطى وكاله لأخوه اللي يثق فيه تمام الثقة...وطلق زوجته وردها لأهلها بعد ما اعطاها مبلغ من المال...وخلاها تحدد المبلغ اللي اهي تبيه...
                  والحين...اهووو لازم يرووح لمضاوي...مابقى من الوقت كثر اللي راح!!


                  ....الاربعاء....
                  10:09ص

                  احتري الموعد واجمع لك كلام....واتنقا من معانيه الثمين...
                  اتنقالك كلام من الغرام...مابعد قالوه كل العاشقين...
                  منتظر لقياك يا بدر التمام....لأجل اعبر لك عن الشوق الدفين...
                  ساهر والعين يغشاها الظلام....في رجاء ساعة امل فيها تبين
                  انتظاري فوق جمرات الهيام...منتظر نورك على ليلي يبين...
                  واعذابي كان ماخذك المنام...عن عيوني في دجى ليل حزين...
                  " سطام"

                  رحت للتيلفون...
                  وكنت ناوي اتصل على سعود عشان ابلغه بخبر وصولي...
                  لكن يوم رفعت الخط عشان اتصل...
                  ترددت للحظات...
                  ليش ما اخليها مفاجأة؟؟؟...
                  الأفضل اني ازوره...
                  ...وامتع عيووني بشووفة مضاوي بالمره...
                  الصدق اني تعبان من الرحلة...
                  لكن كل شيء يهوون اذا كان فيها شوفة مضاوي اللي جمالها بيطير عنك كل التعب...
                  وحلاوة صوتها وبراءتها تونسك وتحسسك قد ايش الدنيا غدارة وظالمه...
                  ...والمصيبه انا اللي ظلمتها يوم ارسلت لهم سعوود؟؟..
                  تنهدت بضيق..
                  ..ماراح افكر بهالشيء كثير...
                  اكيد راح الاقي عذر واخليها تسامحني...
                  دخلت غرفتي وقررت اني اخذ لي دش ينشطني..
                  ...دخلت الحمام...
                  وخذيت لي شاور سرريع
                  ...وبعد ماطلعت...
                  ...نشفت شعرري على السريع...
                  ..ولبست لي بنطلوون جينز...
                  ...وقميص ثقيل مقلم بالرمادي والأبيض...
                  ..وفوقه جاكيت جلد اسود...
                  خذيت علبة سجايري...وجوالي...
                  ...ومفاتيح السيارة اللي استأجرتها...
                  ...وطلعت من البيت...
                  كان الجوو ماطر...
                  ...ولاحظت الناس وهم يركضون ويحاولون يتخبون من المطر...
                  حطيت جايكتي فوق راسي وركضت لسيارتي اللي موقفة على الطرف الثاني من الشارع والسبب زحمة المواقف اللي قدام البيت اللي استأجرته...
                  ركبت السيارة...
                  ...وشغلت المكيف على الحار...
                  ...ومشيت بسررعه...
                  ...تتبعت الخريطة بهدوء..
                  ....اصلا الطريق ما يتوه.
                  ...حسيت بدقات قلبي تتعالى...
                  سحبت من جيبي علبة سجايري بهدوء..
                  ...ورميت السيجارة بفمي...
                  ...وقمت ادخنها بهدوء ورواق..
                  ....وعضيت على شفتي بتفكير...
                  ...وانا اتذكر لقائي مع مضاوي...
                  واللي كأنه قصة خيالية!!





                  كان الوقت عز الصيف....حرارة مجنونة...وسراب يملا المكان...والضيق مالي النفوووس....حتى التنفس موووب قادرين يتنفسوونه من شدة الحرر...
                  كان بسيارته يمشي بدوون هدا...ضيع دربه بهالصحراء الواسعه...له يوومين يمشي ولا هو قادر يلاقي دربه...يحس نفسه يرجع لنفس المكان...يدور بحلقات مفررغة...
                  عذبه السهرر...واهلكه الجووع....ما معه شيء يبل ريقه فيه...قضت الموية اللي هي معه...والأكل خلص...وبنزين السيارة على وشك ينتهي...
                  كلها كم ساعه زيادة...ووقفت السيارة...بالأصح تعطلت...ضرب سطام الطاره بيده بعصبية....وطلع منها وهوو ميت تعب..هلكان...قام يبلع ريقه...وهوو يطالع حوله...الدنيا ظلمت...وليل الصحراء طووووووويل طووويل...اهله ما يقدرون عليه فشلوون اللي ما اعتادوه....
                  ركب سيارته من جديد...وقفل البيبان على نفسه...مسك السجاير وقام يدخن وحدة ورى الثانية...يحاول يطفي غضبه فيهم...والجوو الصراحه ما يساعد لا على تأمل ولا على غيره....الخوووف هو الشعور الوحيد اللي مالي سطام باللحظة...تذكر حكاية الأمير اللي كان يعرفه واللي مات قبل كم سنة بالصحراء من العطش...((قصة حقيقية صارت قبل خمس سنين))...هز راسه وقام يتعوذ من الشيطان...ان شاء الله ماراح يمووت...اكيد رعاة الغنم راح يمرون من هنا...اكيد بعض البدوو راح يشوفونه ويدلوونه على الطرريق...
                  قضى ليله بكوابيس وحلوووم مخيفه....ودخل بنووبة نوم متقطع...وارتفعت حرارته من برودة الليل...مسك الفروة اللي معه بالسيارة...وتغطى فيها زين...
                  مروا يومين ثانيين...وهو على هالحاله يرتجف في الجيب ولا حدن داري عنه...
                  واصبح صباح اليووم اللي تيقن انه اخر يوم بحياته...بدا النوور يطلع وبدت البروودة تخف تدريجيا...وسطام على حاله واردى..صار يهذي بكل شيء...وحلقه يألمه جاف...وبطنه متقلص من شدة الجووع...وهوو موو قادر يسووي شيء...لا جواله يدق..ولا سيارته تشتغل...مالقى غير انه يدعي ربه...يمكن هذي المره الووحيده اللي دعى فيها سطام ربه بحرارة انه ينجيه من هالعذاب...حتى انه نذر يتبرع بمبلغ مية الف ريال ان ما مات ورجع للرياض.......
                  طق...
                  طق...
                  طق....
                  ...سمع طق على الشباك حق السيارة...
                  فتح عيوونه ببطء...وتهيأ له انه شاف مرة...اوو يمكن بنت صغيرة...بدوية...وهالشيء واضح من ملابسها...غمض عيوونه من جديد وتعوذ من الشيطان...كان كل توقعه ان هالمره تصير ج ن ي ه...وقام يذكر كل المعوذات اللي خطرت على باله...بس الطق زاد وما خف...
                  فتح الشباك ببطء...
                  : خي يي يي ير؟؟؟..."
                  هذا كل اللي طلع من حلقه الجاف...وعيونه يحاول يفتحهم على وسعها عشان يتأكد من اللي يشووفه...
                  سمع صووت ناعم حيل
                  : اخوووي؟؟؟...وش بلاك؟؟...مضيعن دربك؟؟.."
                  وحاولت تفتح الباب مضاوي بيدينها الصغيرة الناعمه...كانت تراقبه من يوومين...ومستغربة ان الجيب ما تحرك من مكانه...علمت ابوها بس كانت النتيجه انه طقها طق مافيه مثله وقالها ان دريت انك تراقبين سياير الحظر ما يصير لك طيب...فسكتت عنه...قلبها الطيب ما قدر يترك ولد الناس بهالحاله...فتسللت على طلووع الفجر مع غنمها مع ان الدور كان على فضيض..وخذت لها تمر ومضير وقربة الماء....
                  قالت وهي تجاهد عشان تبقيه على وعيه اللي شكله بدا يفقده
                  : خذ اشرررب لك شوووي...بل ريقك.."
                  وحاولت تدخل قربة الماء عليه...بس كان الشباك موو مفتوح الا فتحه صغيرة...
                  سطام...كان موو قادر يمد يده من شدة التعب...وحس ان روحه خلاص هذا وقت طلووعها...وقام يجاهد عشان يبقى صاحي...ومد يده باقوى ماعنده وفتح الباب...اول ما فتحه...طاح على الارض لأنه كان متسند عليه بالكامل...
                  صرخت مضاوي ورجعت وراها كم خطوة...بس يووم شافت الرجال طاح ولا تحررك...قامت تخبط وجهها بخوووف
                  : ياويلي ويلاه...وش سويتي يا مضيوووي بعمرك؟؟؟..ابك والله ان القتل فيك حلال....ياووويلي...ذبحت الرجال....."
                  قربت منه بشووويش...ولمسته برجلها...بس ما تحرك...مدت يدها وهزته على خفيف بس ما تحركت...
                  قامت تخبط وجهها...وراحت جررري تجيب الاكل اللي دسته له من اكلها امس..وكانت معلقته على جفرتها الصغيرة...
                  ورجعت له بسررعه....قلبت الرجال.وقامت تخبط بوجهه..وصبت شوووي ماء عليه....لاحظت انه بدا يتمتم...ويتحررك...كانت وقتها مضاوي مووو متبرقعه..كانت حاطه على وجهها غطا خفيف يسمونه" بوشية" وهذا زمان معظم الحريم يتغطون فيه على بالهم يستر وهو الصراحه انه يظهر اكثر مما يخفي...
                  فتح عيوونه سطام ببطء..وابتسم بتعب..وهوو يشووف البنت الحلووة اللي قباله....بس مضاوي ما كانت مهتمة له...قامت تشربه ماء...وهوو قام يشررب وكأن له سنة ما شرب...لين خلص المووية اللي معاها...ورجع يحركه راسه بتعب على الارض..
                  رجعت مضاوي...وحطت قدامه الاكل...ووقفت...لاحظ انها وقفت...
                  قال بتعب
                  : ملا...ا...ك؟؟؟">>>>حتى وهوو بين الحيا والموت يعاكس*_*
                  قطبت حواجبها وما انتبهت للكلمة اللي قال..
                  قالت وهي تطالع حولها بخوف وتبعد عنه
                  : يا خوووي...انت لازم ترووح يم عرب صالح..."
                  سطام وهو موو قادر يرفع راسه عن الارض
                  : و...ي...ن؟؟؟..."
                  قالت وهي تأشر له على الشمال
                  : هناك...امش..وان وصلتهم هم بيكرموونك ويدلوونك على درربك..."
                  وكملت وهي تطالع به
                  : ان ماخاب ظني....انت مضيع الدررب؟؟؟.."
                  سكت عنها سطام وما قال ولا شيء...غمض عيووونه....ونسى العالم كله...
                  جلست مضاوي على ركبها...ورجعت قرربت الاكل منه...وبكل طيبة قلب...قررت عليه...عشان العقارب ما تقرصه..وسكرت باب سيارته...
                  وراحت بسرررعه وهي تركض...عشان ابوها ما يدووور عليها ويكشفها....
                  لأنه ان كشفها فبيذوقها الووووويل...

                  اخيرا دخلت القرية اللي ساكنه فيها القلب...
                  ...الروح..
                  ...العين..
                  ...الملاك الطاهر...
                  ...تهقوون وش اكثر الاسماء تليق بمضاوي؟؟...
                  هذي قصتي مع مضاوي تركتها بين ايديكم....
                  ...انسانه انقذتني...
                  ...كنت بين الحيا والمووت...
                  ..وقرربت مني بدافع الكرم والطيب اللي مالي قلبها الطيب....
                  ...ما خافت مني وهذا يدل على براءتها...
                  ...مدري وش احمل لك يا مضاوي بقلبي؟؟؟...
                  ...يمكن حب...
                  ...يمكن امتنان...
                  ...يمكن مشاعر لسه ما لقوا لها اسم...
                  ...اللي اعررفه اني ابيك...
                  ...واني ما ارتحت لين اعرفت انك قررريبة مني...
                  بعد ما راحت مضاوي عني...
                  ....قمت من شدة القيض...
                  ...وضنيت اني كنت احلم...
                  ...لكني يووم شفت الأكل عررفت ان الملاك فعلا كان موجود وانه موو حلم...
                  مشيت للدرب اللي قالت لي....
                  ....لين ما لقيت نياق وزي الغرف مبنية....
                  ....وكان ذوليك هم عررب صالح اللي رحت يمهم...
                  .....توقعت ان وحده من بناتهم هي اللي انقذتني...
                  ....فخطبت منهم...
                  ...لكن النتيجه ان كل بناتهم متزوجات...
                  ....عرب صالح ما قصروا...
                  ...ذبحوا لي واكرمووني وفووق ذا كله وصلووني للرياض...
                  ....وكنت ولا زلت شاكر لهم...
                  وصلت عند العماره اللي ساكنه فيها مضاوي
                  وقفت السيارة...
                  ونزلت ببطء وانا احس دقات قلبي تتعالى...
                  دعيت ربي ان سعود ما يكوون فيه...
                  وان مضاوي بس هي اللي تكون موجودة...
                  دخلت العمارة بعد ما سلمت على البواب اللي يعررفني
                  وقال لي ان سعوود طلع
                  ابتسمت براحه
                  وانا ارووح يم المصعد...
                  ركب معي واحد من الموظفين....
                  لأن هالمصعد ما يركبونه الا اشخاص معينين محددهم سعود........
                  وانا لأني من اصحاب سعود ويعرفووني سمحوا لي اطلع
                  حسيت بتوتر فضيع
                  ودقات قلبي تتعالى كأنها بسباق ماراثون
                  حلقي جف
                  وقمت احرك رجلي بعصبية...
                  وصلنا لاخر دور...
                  طلعت من المصعد بسررعه وكأني خايف اغير رايي..
                  طالعت بالسيب الفاضي واللي مفروش بسجاد فارسي فخم
                  ومليان تحف على الجدران...
                  كان فيه درج...
                  يطلع للشقة ثانية غير شقة سعود...
                  وهي للناس عرب بعد...
                  وعلى ما اعتقد انهم لبنانيين...
                  بس معظم وقتهم مسافرين..
                  ولا اذكر اني صادفتهم...
                  رحت يم شقة سعود...
                  ودقيت على الجرس بتوتر...
                  ضليت واقف للحظات اعد دقات قلبي والثواني...
                  حسيت كأني طالب ابتدائي خايف من استاذه
                  او مراهق مسوي جريمة
                  او شايب وخايف ان الناس تنقد عليه تصررفه
                  فتحت لي ايمي الباب..واول ما شافتني...
                  كشررت كانت تكرهني كره فضيع...
                  ولا تطيق شووفتي...
                  : mr.Satam...what a surprise!!"
                  قلت ببرود
                  where is Saud???..."
                  قالت بشك
                  he is not here....i thought they told you that.."
                  قلت بتوتر
                  what??...oh...dam...ok...i wanna see his wife.."
                  ايمي وهي ما بعدت ولا تحركت من مكانها
                  mrs.madawi....she is not here..come later.."
                  وجات تصك الباب....
                  بس حطيت رجلي...
                  وناديت بأعلى صووت
                  :فيه احد بالبيت؟؟؟...
                  يا عرررب...ردوا.."
                  عصبت ايمي وراحت تبربر....
                  طالعت يمين وشمال...ولاحظت فوضى بالمكان...
                  دخلت الصاله وناديت من جديد لكن مالقيت احد استغرربت...
                  وين بتكون راحت مضاوي؟؟؟...
                  غريبة جدا...بس بانتظرها هنا...
                  ما اتوقع ان سعوود قرر يمشيها...
                  هذا اخر شيء ممكن اتصووره...



                  __________________
                  لا إله إلا الله

                  تعليق

                  • *عبير الزهور*
                    V - I - P
                    • Jun 2008
                    • 3267

                    #39
                    الاربعاء
                    الساعه10:00ص

                    يبي يحسسها بألم...يبيها تنقهر...تغار...تنفعل...يبيها تحس بنص الاحاسيس اللي هووو يحسها وهو يشوفها تشتغل بنشاط...وتبتسم للكل وكأن مافي شيء يهمها بالدنيا....
                    مووو عارف شلون يقهرها مثل ما تقهره....مووو عارف وشلون يرجعها له من جديد...وهي متزووجة...وزوجها شكله حبيب...ويمووت عليها...
                    لكن الأهم...هي...وش تحس فيه؟؟...هذا اللي كان يدوور براس سعود اللي واقف برى بوتيك مدام لولا....يراقب حبيبته وهي تلبس المانيكان اخر تصميماتها..وهي تضحك بمرح...وبشقاوة...وكأن الدنيا بيدينها الثنتين تقلبها مثل ماتبي...

                    " سعود "


                    كنت ببتعد عن المكان بسررعه...
                    قبل ما يضيق صدرري اكثر....
                    لكن فجأة خطرت لي فكرة مجنونة...
                    خلتني ابتسم براحه...
                    صحيح...
                    انا عمري ما اشتريت لمضاوي هدية رقيقة...
                    رغم انها زوجتي الصغيرة الحلوة اللي المفروض اكون ذايب فيها؟؟...
                    وش بيكوون انسب من فستان غالي ومن تصاميم حبيبتي؟؟؟...
                    دخلت البوتيك بثقة...
                    وانا امحي الابتسامة الشرسة عن وجهي...
                    لاحظت عيون مارية اللي تأملتني من فوق لتحت بدون اهتمام...
                    وسفهتني وكأني حشرة قدامها...
                    واخذت تأمر الفليبينية انها تجيب لها دبابيس اكبر حجم...
                    قلت وانا اجلس على الكنب الصغير الحجم اللي يستقبلني اول ما ادخل البوتيك
                    :مشاء الله...
                    تصاميمك صايرة اروع من اول...
                    وكأن يدك تطورت بسرعه خلال مدة قصيرة..."
                    ابتسمت مارية لي بهدوء...
                    وقالت وهي تبعد خصلة تمنيت لو انا اللي ابعدها عن جبينها
                    : اكيد..
                    لابد الانسان يتطور في كل يوم عمل يمضي فيه..."
                    وابتسمت لي من جديد وهي تاخذ الدبابيس من الموظفه وتطلبها كوبين قهوة ساده....
                    قلت بخبث وانا اطالع فمارية من فوق لتحت
                    : تغير ذوقي بالقهوة...."
                    وكملت وانا اشوف وجهها يتغير...
                    : احب القهوة حاليا مع السكر والحليب...مثل مضاوي.."
                    مارية وهي تجلس قبالي
                    : مضاوي...قدرت تغير ذووقك؟؟.."
                    قلت وانا اغمض عيوني بحالمية
                    : قدرت تخليني شخص ثاني..
                    يحب اللي تحب ويكره اللي تكره..."
                    حطت ماريه كوب القهوة قدامي...
                    وضافت له السكر والحليب وحركته لي بخفة...
                    ومدته لايدي...
                    لمست ايدها بالغلط...
                    فشالت يدها بسرعه...
                    قلت بتوتر وانا اشرب شوي من القهوة
                    : اممم...ممكن اشوف اخر تصاميمك بسررعه..."
                    وكملت وانا اشوف عيونها تبرز
                    : عشان ما اعطلك اكثر..
                    ابي الفساتين تكون مقاس 2 او سمول..."
                    مارية بضيق
                    : لزوجتك؟؟..
                    اعتقد مقاسها 2...
                    لحظة وحده بسس.."
                    وتركتني وراحت طلعت للدور الثاني...
                    طالعت بالمكان من حولي براحه..
                    على الأقل بألمها...
                    مووو من حقها تأملني بشيء في الشقه ذاك اليوم...
                    وجودها...
                    نظراتها...
                    تدل على اني شيء بحياتها...
                    لكن صدودها عني الايام اللي فاتت...
                    وابتعادها عن اماكني...
                    ووجودها مع زوجها فالأماكن اللي كنا نسهر فيها...
                    هالشيء ما اقدر اغفره لها...
                    انا عارف انها تحاول تغيضني لا اكثر او اقل...
                    وعارف انها تحبني لسه...
                    لكن راح العب لعبتها واتسلى ما وراي شيء..
                    نزلت مارية بعد دقايق...
                    وهي شايله كومة فساتين بين يدينها ورمتها باهمال على الكنبة اللي قبالي...
                    وقفت بسرعه...
                    وطالعت بأول خمس...
                    وبدون اي تفكير...
                    : حطوا هذي بعلبها وارسلوها لشقتي..."
                    كتبت عنواني...
                    ودفعت بالبطاقة مبلغ الفساتين واللي كان جدا مرتفع...
                    وقبل لا اطلع...
                    قلت ببرود وانا ابتسم
                    : اتمنى...
                    تجين تزورينا انتي وزوجك...
                    اممم...
                    وش اسمه؟؟؟.."
                    مارية وهي تهز رجلها بعصبية
                    : اسمه...
                    تركي....
                    تركي ال..."
                    قلت وانا افتح الباب
                    : راح تكون فرصة حلوة..
                    اني اتعرف عليه...
                    وانتي بعد يصير تعرفين على مضاوي...
                    تراها طيبة حيل...
                    بس بعد ما تعرف الناس...
                    يعني تصررفها معك...
                    ما كان عن قصد...صدقيني..."
                    مارية وهي ترفع راسها وتقفي عني
                    : يصير خير...
                    ان شاء الله اقول لتركي وارد عليك...
                    والفساتين توصلكم بعد ساعتين او ثلاث على الأكثر..."
                    هزيت راسي لها باحترام وطلعت من البوتيك...
                    وانا اتنفس براحه....
                    احس اني مبسوووط...
                    مارية تحبني...
                    لسه تحبني بجنووون...
                    وتغار علي بعد...
                    هالشيء ظاهر وواضح...
                    يعني ما كذب قلبي علي...
                    ولا خدعني تمثيلها الرديء..
                    ركبت سيارتي...
                    وشغلت اغنية لفيروز...
                    تمتعني بصوتها....
                    وشغلت التكييف...
                    لأن الجووو كان بارد حيل بره...
                    وصلت للعمارة...
                    وحسيت بضيقة صدر..
                    مالي خلق اشووف خشة مضاوي...
                    بس صراحه تعبت من الساعه 6 الصباح وانا اتمشى وادور بالشوارع...
                    وبعدين يمكن تكون مضاوي موو بالبيت...
                    لأنها من كم يوووم...
                    مرابطة عند جارتنا اللبنانية...
                    ورد...
                    ههههههههههههه..
                    انا متأكده ان ابو وسيم...
                    راح يشتكي للشرطة بعد كم يوووم...
                    هم الحين يجاملونها علشان خاطري...
                    لكن الاخت مضاوي...
                    صايره لصقة...
                    اربع وعشرين ساعه عندهم...
                    مدري متى تقوووم...
                    ولا ادري متى تنووم؟؟...
                    ولا اشوووفها خير شر...
                    بالصدفة لمحتها قبل اربع ايام..
                    وهي جايه من شقة ورد...
                    وانا جاي من بره...
                    كانت موو لابسه حجابها وهالشيء خلاني انفخ عليها...
                    بس بكل بساطة سفهتني...
                    ولا ردت علي...
                    دخلت لغرفة نومها وقفلت الباب...
                    دقيت الباب بقوووة...
                    ولا اهتمت...
                    فقعت مرارتي...
                    وانتظرتها بره غرفتها يمكن حوالي الثلاث ساعات...
                    وبعد ثلاث ساعات فتحت باب غرفتها...
                    ومرت من قدامي وراحت المطبخ...
                    حسيت فيها شيء متغير...
                    بس مدري وشو...
                    مشيتها؟؟...
                    شعرها؟؟؟...
                    طريقة نظراتها؟؟؟
                    ..فيه شيء مختلف فيها
                    ...طالعت فيها من فوق لتحت
                    ...شيء فيها جذبني...
                    حرك شيء داخلي...
                    ما اقدر انكر...
                    غمضت عيووني بقووة...
                    وصديت عنها ورحت لغررفتي..
                    مضاوي موو شيء...
                    مضاوي مجرد بنت هبلة صغيرة
                    ...طفله
                    ...بغبائي جبتها لهنا
                    ...وقريب بردها لعالمها اللي انا طلعتها منه...
                    وانا حلفت اني ما المسها مرة ثانية...
                    ولا اذيها ابد...
                    كافي مرة وحده بتظل بعقلها العمر كله!!



                    طالعت بنفسها موو مصدقة....تحس انها تغيرت بفترة قصيرة حيل...تغيرها هالمره كان من جوه اكبر....تحس ان فيه شيء جواتها راح...وحل مكانه حاجه تحسسها بالثقة اللي محتاجتها....ملامحها...مثل ماهي....جميله تنطق ببراءة حلوووة...لكن مشيتها...اسألتها...نطقها للكلمات...اممم...اشياء قاعده تشتغل عليهم بجهد...تبي تتغير...ما عادت ترضيها مضاوي الأولى..تبي مضاوي ثانية تحل مكانها...مضاوي أقوى من السابقة بكثير...ومعها سلاح العلم...السلاح الوحيد اللي ينقصها....

                    الاربعاء
                    الساعه9:30ص


                    "مضاوي"

                    وقفت قدام المرايه..
                    اللي بالمحل اللي يبيع ملابس...
                    طالعت بالقطعه اللي غطيت فيها شعري...
                    حجاب مووو مثل العباية اللي جيت فيها...
                    حاجه تناسب السفر اكثر...
                    مثل ما تقووول ورد...
                    ورد وهي ترتب ملابسي
                    : شووو رايك؟؟؟...
                    كتير حلووو..
                    ما؟؟..."
                    قلت موافقة
                    : ايه حلووو...
                    بسس...
                    موو حرام؟؟؟..."
                    ورد وهي تهز كتوفها
                    : ما بئدر ئلك...
                    انا مش مسلمه...
                    بس بشووف كتير مسلمين هووون يعلموا هيك..."
                    وكملت وهي تبتسم
                    : ...
                    انت محتشمه كتير...
                    اكمام طووويلة...
                    وبنطلون واسع...
                    وشعرك كلو هوون...
                    تحت هيدا السكارف..."
                    قلت اردد وراها
                    : سكارف؟؟؟..سكارف....سكارف...امممم...حلووو.."
                    وكملت وانا ابتسم لجويل
                    : نشريه.."
                    راحت ورد تكلم البياعه...
                    وانا رجعت اطالع بالمراية...
                    كان لبسي زين....
                    وموو مثل الاشياء اللي اشتروها لي هيفا ونورس..
                    .كانت اشياء ساترة وحلوووة...
                    بس ورد تقووول ما البس هالاشياء الا اذا جيت اطلع من البيت...
                    بلوزة طويله لونها موف....
                    هههه...موف؟؟؟...
                    غريب مووو؟؟...
                    والسروال اللي يضحكون علينا ويسمونه بنطلون...
                    لونه ابيض...
                    وسكارف...
                    لونه ابيض..
                    وواحد ثاني لونه موف..
                    كان ودي بواحد حمر...
                    بس عيت علي هالبقرة ورد...
                    تنفست براحه وانا اشيل جويل...
                    والحق ورد اللي كانت تدفع لي قيمة الملابس....
                    وشلنا الاكياس وطلعنا من المحل...
                    في البداية قبل كم يوووم...
                    كنت احس اني عارية وموو لابسه شيء اذا طلعت بهالشكل قدام الخلق...
                    احس كل العرب تطالعني...
                    لكن هالحين احس اني تعوودت...
                    ناولتني ورد شيء غرريب ينحط على العيون...
                    ينسمى نظارة...
                    انا اعرف ان النظارة شفافة مثل اللي عند نورس...
                    وابوووي زمان شروا له وحده....
                    بس هذي سوداء...
                    يا دافع البلا...
                    : ما بدك؟؟؟....الشمس؟؟.."
                    هزيت راسي بضيق ولبست هالسواد اللي مدري شلون الناس متحملته على عيوني...
                    ورجعنا للبيت....
                    بس قبل لا ندخل عمارتنا...
                    مسكت يدي ورد وسحبتني على محل صغير....
                    يبيع كتب ومجلات...
                    تمنيت لوو اعرف اقرا....
                    ورد وعدتني تخلي شخص يعلمني...
                    بس احس هالشيء صعب...
                    ويبيله وقت...
                    وانا...
                    ما اعتقد ان عندي وقت...
                    ورد وهي ترفع ورقة بيضا مكتوب فيها شي
                    : بدك تتعلمي تقرأي وتكتبي....
                    ما هيك؟؟؟.."
                    قلت وانا اهز راسي
                    : الا...."
                    وكملت بتريقة
                    : هيك..."
                    ضربتني ورد على كتفي....
                    وقمنا نضحك بصوووت عالي...
                    : ههههههههههههههههه....
                    وش مكتوب بهالبلية؟؟؟.."
                    ورد وهي تعطي الرجال فلوس
                    : يا حبيبتي يا مداوي...
                    هيدي الورئة فيا ارئام مدرسين ومدرسات...."
                    قلت بلقافة
                    : يعلمون عربي؟؟؟..
                    ما ظنتي بنلاقي بهالديرة عرب؟؟؟.."
                    ورد وهي ترفع حاجب
                    : شووووو؟؟؟...يا حبيبي...
                    هووون في قسم كامل لغة عرربية...
                    في الجامعه..
                    شوو رايك نرووح هلاء؟؟؟.."
                    قلت وانا احك جبيني بتعب
                    : بعيده؟؟؟..."
                    ورد وهي تعطي بنتها حلاو
                    : لاء...مش كتيييير...
                    بنرووح...
                    وبنشووف الطلبة هوونيك...
                    اكيد بنلائي شي حدن عندوا استعداد يدرسك يا ست مداوي..."
                    قلت وانا امسك الورقة واحطها بشنطتي
                    : وطيب...
                    هالبلية...
                    وش فيها؟؟؟.."
                    ورد وهي تمسك يدي...
                    وتشر لسيارات على الخط عشان توقف
                    : هيدي...
                    ازا بدك تتعلمي...
                    طلياني...او انجليش...
                    يعني..هيك...
                    بس العربي اهم..."
                    وكملت وهي تفتح لي باب السيارة اللي وقفت
                    : تفضلي..."
                    دخلت ودخلت جنبي وشالت بنتها والاكياس اللي معنا وكملت كلامها وهي تسكر باب السيارة
                    : يعني يا مداوي...
                    العربي هلاء..
                    المفرود كل الناس بتعرفوا...
                    بس انتي حالة خاصه...
                    ان شاء الله نعلمك عرربي..
                    وبعد هيك...
                    ازا بدك...
                    نعلمك اشي فرنساوي..
                    وطلياني...
                    وكمان انجليش...
                    ايه...
                    مشان تصيري احسن من سي السيد سعود..."
                    حطيت يدي على خدي وانا اطالع بورد
                    : وليش تقولين قبل اسم سعود سي السيد؟؟؟..."
                    طالعتني ورد لثواني...
                    وبعدها قامت تضحك..
                    وتضحك...
                    لين شررقت...
                    ضربتها على ظهرها بقوة وانا مقهوورة منها..
                    .واعطيتها قارورة الموية اللي بيدي...
                    : شكلي بفلق فيها...
                    مية مرة قلت مابي اسمعك تضحكين علي..."
                    وسويت نفسي زعلانه وكشرت ولفيت وجهي عنها...
                    قالت ورد بعد دقيقة
                    : مداوي...
                    يله...
                    ابتسمي بليييييييز...
                    ههههههه...
                    ما ئصدي اضحك عليكي...
                    بسس...
                    بلييييييييز...
                    مداوي..."
                    التفت عليها وانا مسوية نفسي مكشرة...
                    وبيني وبينكم اصلا ما زعلت منها...
                    .بعض اسألتي مال امها داعي
                    : خير يا ست وردة؟؟؟.."
                    ابتسمت ورد ابتسامة ترد الروح
                    : اسمي ورد...
                    هيدا اولا...
                    وبعدين سي السيد..
                    شخصية هيك مشهووورة...
                    عن الرجال اللي متل جووزك...
                    سعود...
                    متسلط وئوي...
                    وبدوا المره تصير ولا اشيء...
                    مشان يضحك عليها..."
                    قلت بعد تفكير
                    : يعني...مثل القصص؟؟؟..."
                    هزت ورد راسها
                    : متل الئصص....
                    بكره لما تتعلمي تكتبي...
                    وتقرأي...فيكي تقرأي ئصته...
                    ومية ئصة غير ئصته..."
                    قلت وانا اتنفس براحه
                    : ياليت يا ورد...
                    انا احب اسمع القصص.."
                    حطت ورد يدها على كتفي
                    : لازم تصيري ست ئوية...
                    مشان تتعلمي كل اشي بسررعه...
                    ما عندنا وئت كتير يا مداوي..
                    .ئولي لي...
                    عملتي اللي ئلت لك؟؟؟..."
                    قلت وانا مدنقة راسي
                    : وشووو؟؟؟...
                    ال...
                    اممم..
                    قصدك حكاية اللبس؟؟.."
                    قالت ورد بشك
                    : ايه اللبس....
                    اللي ئلت لك عليه...؟؟؟.."
                    لفيت وجهي بعيد عنها
                    : سويت كل اللي قلتيه بس ما فاد يا ورد..
                    سعود اصلا ما يجلس بالبيت..."
                    صرخت بقوة يوم حسيت بيد ورد على كتفي مثل الحجر
                    : بتكزبي يا مداوي؟؟..
                    مش هيك؟؟...
                    طيب..."
                    ولفت عني زعلانه....
                    يا ربيييييييي...
                    وش هالورطة...
                    حاولت اتعذر لها...
                    بس ما عطتني وجه....
                    اضطريت اني اسكت وافكر بكلامها....
                    صح ورد تنصحني وتتعب علشاني...
                    وتاركه بيتها وجوزها وعيالها ولها اسبوع مرابطة عندي وانا مرابطه عندها...
                    تعلمني شلوون اكل وشلوون البس...
                    وشلوون امشي...
                    وبالاخير...
                    يووم تطلب مني شيء اكذب عليها...
                    واخزياه يا مضاوي...
                    واخزياه...
                    وقفت السيارة فينا عند مبنى كبيييييييييير...
                    وحسيت بالخوووف...
                    وانا اشوف الرجال والحريم مجتمعين عند الدرج...
                    نزلت ورد بعد ما قالت شيء لسايق السيارة وتركت الاكياس...
                    واخذت بنتها...
                    فاضطريت انزل وراها بسررعه...
                    لاحظت نظرات الرجال علي...
                    حسيت جسمي يتقشعر...
                    فشديت الشال اللي على كتووفي ومشيت جنب ورد بسرعه...
                    طلعنا الدرج...
                    ودخلنا داخل....
                    وكانت الزحمه اكبر جووه...
                    لاحظت وجيه الناس....
                    وشفت شيء ما ينشاف...
                    غطيت عيووني بخجل...
                    ياويلي...
                    هذووولي ما يخافون الله...
                    وش هاللبس؟؟؟...
                    يا ساتر...
                    يوووووه...
                    وش هالحركات؟؟؟..
                    يا ربي اغفر لهم....
                    مساكين شكلهم ما يعررفون الحلال من الحرام..
                    مثل ورد...
                    ودي اخليها تسلم بس تعصب يوووم اقلها اللي براسي...
                    عشان كذا اضطر اسكت...
                    بعد انا وش لي دخل بخلق الله...
                    لاحظت ان ورد وقفت وقامت تسأل واحد من الرجاجيل عن شيء...
                    .كانت تقول شيء ماهوب مفهووم...
                    ثم قامت تضحك...
                    لحد ما طلعت ضروسها...
                    وقامت تسولف عرربي...
                    طيب يا ورد قبل شوووي زعلانه علي...
                    وهالحين مافيه ابسط منك...
                    حسابك معاي بعدين...


                    كان يسمع لكلام الحرمه اللي جنبه وعيونه مسلطة على وجه البنت الجميله اللي على بعد اقدام من مكانه....
                    مذهول من القصه اللي تنقال قدامه...ومستغرب ان فيه لسه ناس ما تعرف تقرا ولا تعرف تكتب....توقع ان هالنوع من الجهل انتهى خلاص....وان الحكومة ما قصرت وهي بانية مدرسة في كل قرية وهجرة....
                    والغريب ان هالجميله اللي قدامه وعيونها تروح وتجي على الناس باستغراب وببراءة عجيبة...شكلها بنت عزز..بنت غنية وصاحبة اموال...والدليل ان الحرمه اللي تكلمه تقول له انها مستعده تدفع له اللي يبي...بشررط يعلمها وبسررعه...على الكتابة والقراءة...وده يرفض...لكن فيه شيء يشجعه يقبل الموضوع...شيء يقوله انه ما راح يندم ابدا على قبول هالوظيفه الصعبة....


                    " تركي "

                    قلت بفضوول وانا اكلم البنت اللي طالعت فيني بنظرة قصيرة ما تتعدا الثواني ورفعت عيونها بغرور ورجعت تناظر بلا مكان
                    : هذي هي اللي بعلمها...
                    صح؟؟؟..."
                    ابتسمت الحرمه اللبنانية براحه وهي تمسك البنت وتلفها عشان تواجهني
                    : مداوي...شووفي هيدا اللي بدوا يعلمك.."
                    اسمها مضاوي....
                    اسم جميل
                    ...قديم...
                    يرمز لزمن اخر...
                    لكنه مناسب لها تماما..
                    .ما اعتقد راح يناسبها اسم ثاني...
                    طالعت فيني مضاوي لثواني..
                    ثم نزلت عيونها بخجل
                    : وافق..طيب؟؟؟."
                    التفتت علي اللبنانية من جديد
                    : شو ئلت يا استاز...؟؟؟"
                    قلت وانا ما شلت عيووني عن وجه مضاوي
                    : تركي...استاذ تركي.."
                    قالت اللبنانية براحه
                    : وانا ورد....
                    وطالبتك النجيبه هووون..
                    .مداوي...سدئني...
                    مداوي كتيييييير زكية...
                    وبتتعلم بسررعه..
                    انا بسبووع واحد بس...
                    علمتا كتيييييير معلومات.."
                    قلت وانا اطلع ورقة من جيب بنطلووني
                    : طيب...
                    متى نبدا الحصص على كذا؟؟؟...
                    ولوو اشوف ابوها يكون افضل...
                    عشان نتفاهم على عدد الساعات اللي تحتاجها والمبلغ الازم.."
                    ورد باعتراض
                    : لاء...شو ابوها؟؟؟...
                    لاء...بيا مش هوون...
                    بالسعوودية...
                    هوو تاجر غنم كبيييييييير...
                    ما بيديع وئتوا هووون..."
                    جات مضاوي بتتكلم وتعترض على شيء...
                    بس ورد ضغطت على يدها بقوة وطالعت فيها بنظرة يعني خليني اتصرف
                    : البنت عندي هلاء...
                    انا مسؤوله عنا...
                    بدي علما وفهما..
                    وانت ئلي كم بدك...
                    وكم ساعه تحتاج؟؟؟.."
                    استغرربت ان هاللبنانية هي المسؤولة عن مضاوي..
                    .طالعت بمضاوي من جديد...
                    ولاحظت انها تبتسم براحه واسنانها المصفوفة تلمع وكأنها بدعاية كرست...
                    ناظرت وين ما تناظر...
                    وشفت بنت شقراء يمكن امريكية تبتسم لها...
                    استغربت الموضوع...
                    يعني معقووولة الجمال يجذب لهالدرجة؟؟؟...
                    صدق شيء غريب...
                    رجعت اطالع بمضاوي...
                    ولاحظت انها تطالع فيني بغرور...
                    ازحت عيوني عنها بخجل..
                    وكتبت الرقم على الورقة واسمي...
                    واتفقت على بعض التفاصيل مع ورد..
                    .منها المكان...
                    والمبلغ المبدأي واخذت رقم جوالها...
                    ابتعدوا الثلاثة من قدامي وهم يمشون بسررعه...
                    ومضاوي شالت البنت الصغيرة اللي يمكن عمرها سنتين...
                    وقامت تلاعبها بنعومة...
                    حطيت يديني ببنطلوني...
                    وتسندت على الجدار...
                    مضاوي؟؟؟..هه...شيء غريب...
                    سعودية بايطاليا...
                    ابوها تاجر غنم كبير...
                    عايشة عند حرمه لبنانية شكلها موو صغيرة...
                    فيها براءة وجمال موو طبيعين....
                    احس وراها لغز...
                    لغز كبير...يله ماني وافقت ادرسها راح اعرف وش اللغز وبفترة قصيرة على ما اعتقد...
                    شالسالفه؟؟؟...
                    قلبك تغير حنانه...
                    وانا اللي اول كنت مالي عيونك...
                    عشان قلبي حب قلبك وصانه ولا انت ما يعجبك منهوو يصوونك؟؟؟
                    شكلك تبي تبدا معي الخيانه...
                    لا يا حبيبي...هونك شووي هوونك...
                    طالعت بشاشة الجوال...
                    وهي تتغنى بالخيانه...
                    ورديت وانا مكشر على مارية....
                    : الوووو...
                    وينك تركي؟؟؟...
                    تأخرت علي كثييييييير...
                    يله بسررعه تعال..."
                    قلت ببرود وانا امشي عشان اطلع من الجامعه
                    : على وين ناوية ترووحين؟؟.."
                    مارية بتوسل
                    انا بالبوتيك..
                    وابي اطلع...
                    حاسه بخنقة...
                    بسررررعه ترركي..
                    .يله عاد.."
                    قلت ببرود
                    : خذي لك تاكسي...
                    ابي ارجع والاقي لقمة...
                    مرة تعبان وجووعان..."
                    مارية باعتراض
                    : نععععم؟؟...
                    اطبخ؟؟...
                    طيب يا تركي...
                    طيب...والله لوووريك..."
                    وقفلت الخط بوجهي....
                    ابتسمت ببرود وانا اركض عشان الحق الباص قبل لا يتحرك...
                    واول ما دخلته...لقيت رساله من مارية...
                    : على فكرة....ترى سعود اليوم زارني...
                    وقالي كلام كله حب وشوق وعتاب..
                    اه...
                    ادعيلي يا تركي...
                    ادعيلي يطلق زوجته عشان اتزوجه وارتاح...
                    خلاص موو قادرة احتمل البعد..."
                    مسحت الرساله بخشونة...
                    ورجعت الجوال وانا اقعد بقوة على الكرسي...
                    لووو تموتين يا مارية ما راح اخليك تجتمعين مع سعود...
                    حتى لووو كان
                    في الموضوع نهايتي...
                    راح امشي بمخططك لكن اهدافي بتكون غير اهدافك...
                    تذكرت الملاك الوردي...
                    اللي يبيني اعلمه....
                    وابتسمت بكسل...
                    ليش اضيق صدري بحكاية مارية وسعود واحنا تونا في بداية الفصول؟؟؟...



                    السبت
                    الساعه 12:32م



                    كانت تتكلم ببرود...وعيونها تلمع بطريقة مخيفه...ويدينها تترامى بمهل...وهي تبتسم بشماته للدكتورة اللي وقفت تنتفض قدام تهديداتها....
                    بتدمر حياتها المهنية للأبد....بتدمر حياتها الشخصية للأبد....بتدمر كل شيء هالدكتورة حاولت تبنيه...وللأسف من غلطة وحده قدرت تبني بناء كامل...من الأغلاط...
                    عررفت كل شيء عن حياتها....عشان تضغط عليها...عشان تخليها تسوي الشيء اللي هي تبيه....عشان توقع لها على الورقة اللي بتخليها زوجة لهيثم...وبتخليه ما يفلت ابدا عن قبضتها...بيكون لها هي وبسس!!


                    "هيفاء"


                    قلت ببرود وانا اوقف ببطء
                    : انتي حرة يا دكتورة لطفية...
                    بيدك تنهين حياتك كامله...
                    وبيدك تكملين كل شيء انتي وصلتي له..."
                    وكملت وانا احط شيلتي على راسي واشيل شنطتي الصغيرة بنعومة وابتسم
                    : وفووق هذا كله ما راح تخسرين شيء...
                    راح ازيد رصيدك في البنك...
                    وراح نعيش كلنا بسعادة وهناء...."
                    انتفضت الدكتورة قدامي وهي تطيح على الكرسي الدوار
                    : بسسس....
                    ده حرام...
                    انتي ما بتخفيش ربك؟؟؟...
                    ده افتراء...
                    كززب...
                    ما ئدررش....
                    ائووله...
                    ما ئدرش اوقع.."
                    هزيت كتوفي وانا ابتسم من جديد براحه
                    : انا اخاف ربي...
                    ولأني اخافه...
                    ابي اخلص انسان شرريف من براثن انسانه شريرة.."
                    وكملت بثقة
                    : عندك يوم واحد بسس...
                    ولا تفكرين تعلمين احد يا دكتورة لطفية...
                    صدقيني انا ما فيه شيء ممكن يضررني غير رب العالمين...
                    عندي واسطه بكل مكان...
                    لكن انتي...
                    فكري وين ممكن ترووحين لو انا حطيتك براسي؟؟..."
                    حطت الدكتورة يدينها على وجهها المليان وقامت تصيح بحرارة....
                    استغربت بكاءها..ليش كل هالخوف...؟؟...
                    ما راح تدمر حياة احد...بالعكس...
                    راح تساعدني ابدا حياتي...
                    بكون زوجة لهيثم ال....
                    زوجه يفتخر فيها...
                    ويتأبط ذراعها بكل مكان...
                    راح اسعده...
                    موو علشانه هووو...
                    لاء...علشان انهي رند..رند...
                    اخ...
                    اكره هالأسم...
                    واتمنى احظر عزاها اليوم قبل بكره...
                    لاء يا ربي...ارجوووك...
                    لا تاخذ عمري قبل ما اشوف فيها يووووم...
                    اسووود...
                    قبل ما اتشمت فيها اكثر....
                    قلت للدكتورة وانا احط يدي على مقبض الباب
                    : بنتظر ردك...
                    عندك رقم تيلفووني..
                    ورقم جوالي...لووو تأخرتي...
                    ساعه وحده عن مثل هالوقت بكره...
                    حتشوفين بعيونك..
                    وين راح اوديك؟؟؟..
                    مع السلامه.."
                    حطيت شنطتي على اكتافي وانا امشي بهدوء وثقة بممرات المستشفى...
                    شفت الحريم بصالات الانتظار يطالعوني...
                    وبعيونهم نظرات غيره حارة..
                    فقدمت لهم ابتسامة حلوووة واسعه وانا اتخطاهم...
                    واروح للمصعد...
                    ومن المصعد...
                    توجهت للبوابات الخارجية...
                    ركبت السيارة بهدوء وراحة بال...
                    اعرف الدكتورة لطفيه زين...
                    راح تضحي بمبادئها...
                    وراح تقبل توقع لي الورقة...
                    اللي راح تخلي عمتي هند تضغط على هيثم بجنون عشان يتزوجني...
                    ولا راح يقدر يتراجع...
                    لأن الحدث بيسكته...
                    بيصدمه...
                    بيحتقرني...
                    بيظن اني..
                    انسانه سيئة...
                    اووو بايعه عمري...
                    بس بعد الزواج بيعرف الحقيقة...
                    وبيعرف اني انسانه شريفة...
                    رضى او لاء...
                    فتحت شنطتي بهدوء...
                    طلعت البوك الأسود الانيق....
                    فتحته ويديني ترتعش...
                    طالعتني عيون خالد...
                    غرقت عيوني دمووع بسرعه...
                    طلعت صورته بارتجافه قوية..
                    لازم اقطع هالصورة...
                    لازم انهي علاقتي فيها...
                    راح اتزوج هيثم...
                    راح اصير ملك له هوو وبس...
                    ويمكن امووت قريب...
                    قررريب حيل...
                    قبل ما يقدر هيثم انه يطلقني...
                    خالد...
                    اسفه...
                    اسفه يا خالد هذا اقصى شيء قدرت اوصله...
                    عشان احررق قلب اختك مثل ما احررقتك...
                    طاحت دمعتي حارة على خدي بنعومة....
                    رند...
                    هي اللي احرقت خالد...
                    هي اللي ارسلته لموته....
                    هي اللي...
                    هي اللي....
                    اهىء...
                    اهىء...
                    اه...
                    هي اللي عرفته للبنت...
                    الحقيييييييرة...
                    البنت اللي كانت تاخذه لاماكن مشبووهة...
                    هي اللي اخذته للأحتفال...
                    هي بيدها مسكته وساقته لمكان الموت...
                    ورند بنفسها اتصلت تعلمني بهالشيء...
                    اتصلت عشان تقهررني...
                    اتصلت عشان تذلني....
                    طلبت مني بكل وقاحه وجرأة...
                    اني اسأل خالد عن مكانه....
                    وطلبت مني اسأله عن الناس اللي معه...
                    ما عررفت ان حقدها كان السبب بموت اخوها...
                    ارسلته لمجمع تم تهديده كذا مرة قبل...
                    لمجمع الموت....
                    مجمع تم تفجيره بالكامل...
                    تم احراقه بالكامل...
                    واحتررق كل شخص فيه...
                    ومن ظمنهم خالد....
                    خالد روحي...
                    خالد زوجي...
                    خالد حياتي...
                    اللي ياما مسك يدي...
                    وياما ضمني بحنان...
                    انتهت حياته بقسوة...
                    بسبب اخته المجنونة...
                    اخته الغيووورة...
                    احرررقته..
                    احرقته....
                    واحرررقت قلبي عليه....
                    احررقت عيوني عليه....
                    احررقت صبري...
                    وعقلي...
                    وكل شيء حلووو فيني...
                    صرت مجرد بقايا نجت من حريق المشاعر....
                    بقايا...
                    غاضبة...
                    مغتاضة...
                    حاقدة...
                    مووو من حقهم يعيشون بسعادة وانا ما اعيش...
                    لاء....
                    انا ابي اعيش...
                    بسعادة...
                    ابي خالد يرجع...
                    ونتزوج...
                    ونجيب اطفال...
                    ويحبني واحبه...
                    مووو من حقه يموت....
                    موو من حق اخته ترسله لموته بقسوة....
                    مووو من حق الناس تبعدني عنه...
                    وقفت افكاري يوم حسيت بالسيارة توقف اخيرا....
                    تلفت حوولي...
                    لقيت اننا وصلنا القصر....
                    تنهدت وانا اطلع من السيارة بعد ما فتح السواق لي الباب...
                    شفت عبيد توه واصل من مدرسته ويلعب بطيارة صغيرة ورق
                    كان لابس شورت ازرق وقميص ابيض اكمامه قصيرة
                    اول ما شافني جاني يركض بسررعه
                    فتحت له ايديني على وسعها وضميته بقوة
                    بدا ينطق كم كلمه...
                    .وتحسن كثيييييييير عن اول ما جا
                    حتى انه بيض وبرزت الوان وجهه وخدوده صارت حمرر
                    : الله...
                    طيارة....
                    خلني اخذها..."
                    هز راسه بعناد
                    : نا...
                    ا...
                    نا..."
                    سويت نفسي زعلانه وحطيت يدي على ذقني وانا اوقف وابعد عنه
                    : خلاص انت حرر.."
                    ومشيت خطوتين...
                    فحسيت بيده تمسك ذراعي بضعف...
                    التفت عليه
                    : نعم؟؟.."
                    حطيت يديني على خصري..
                    وهزيت وكأني زعلانه جد...
                    وبرطمت شووي..
                    مد لي الخيط حق الطيارة الورق بحززن
                    : ديه...ديه.."
                    يعني خوذيه...
                    مسكت خيط الطيارة بفررح...
                    ورميت شنطتي وقمت اركض شوووي حول النافورة....
                    وعبدالله يركض وراي فرحان وينط بخفة عشان يحاول يمسك الطيارة....
                    تعالت ضحكتي وانا احاول اسبق عبدالله وارفع الطيارة اكثر...
                    وعبدالله يصفق بفرح...
                    ويهز راسه مبسوووط....
                    : ههههههههههههههههههههههههههه....
                    طيري يا طيارة...
                    طيارة....
                    نروووح لمضاوي؟؟؟.."
                    سالت عبدالله وانا اجلس بتعب على طرف النافورة....
                    مسك عبدالله خيط الطيارة وقام يهزه ولا رد على سؤالي...
                    فمسكته مع خصره وقربته مني مرة...
                    وطلعت منديل معطر من شنطتي...
                    وقمت امسح له وجهه ورقبته...
                    وهو يبتسم لي...
                    : مضاوي؟؟؟...
                    مضاوي ما تذكرها؟؟؟..
                    عبدالله..."
                    سألته بحززن...
                    شلووون ينسى اخته؟؟...
                    لاء...
                    مووو احنا السبب...
                    .احنا موو السبب....
                    عبدالله لا يمكن يكون نساها...
                    عبدالله ببطء
                    : داو.ي....
                    دا....
                    و...
                    ي؟؟؟.."
                    قلت بفرح
                    : yeeeeeeees....
                    مضاوي...
                    البنت الهبلة اللي كانت هنا؟؟؟..
                    اللي شعرها طووووووويل مثل...
                    مثل رابونزل؟؟؟.."
                    وكنت اتكلم بصوت مسرحي جهوووري وانا اشر بحماس....
                    صرخت بضيق
                    : عبدالله؟؟؟..."
                    ابتسم لي..
                    وسفهني وراح يركض مع الطيارة...
                    شفت نورس جايه جهتنا وهي تركض...
                    وكأنها لاقية كنز....
                    : هيفاء....
                    تصووووري...
                    صرت اعرف كل شييييييييييييي...
                    عن حياة هالغبي...شجاع..."
                    قلت وانا اوقف وامسح رقبتي بالمنديل المعطر علشان الحر
                    : يا الله....
                    اختراع ماله مثيل....
                    حل المشاكل المتزايده بالعالم.."
                    نورس بنعومة
                    : هيفاء....
                    لا تقووولي كذا...
                    تصوووري عرفت انه مثلك.."
                    قلت وانا مقطبة حواجبي
                    : مثلي؟؟...
                    شلووووون؟؟.."
                    نورس بفرح وهي تهز كتفها بفخر وترمش بعيونها
                    : فيه تشابه كبير بين شخصيتك وشخصية شجاع....
                    كلكم تحبون شخص مات..."
                    جيت ارد على تفاهتها...
                    بس فضلت السكووت...
                    وانا اهز راسي بضيق..
                    كملت نورس براحه
                    : تزوج وحده...
                    يقولون كانت مرة جميله...
                    واهلها كانوا رافضينه...
                    وابوه حلف عليه انه اذا تزوجها لا هو ولده ولا يدخل بيته ابد..."
                    قلت باستغراب
                    : جد؟؟...
                    يمكن عشان كذا...
                    بارد مرة وجدي بزيادة...
                    يمكن بسبب حياته...
                    شخصيته صارت بالجمود..
                    هذا"
                    وكملت بغرور
                    : لكن انا؟؟؟...
                    انا شخصيتي كلها حرارة بحرارة....
                    حياتي كلها الوان...
                    وابرز الواني الاحمر..."
                    واضفت وانا اتنهد واطلع صورة خالد اللي من اول اتأملها
                    : نورس...
                    اخيرا...
                    اقدر اتزوج واعيش حياتي...
                    شووفي..."
                    وقطعت الصورة وقلبي يتقطع قطعة قطعة مع الصورة....
                    وعيوووني تغرق بدموع غزيرة...
                    نورس وهي تلتقط بعض الاجزاء اللي تطايرت
                    : بسس...
                    هذا...
                    خالد....
                    شيء اثيري...
                    ما نقدر ننساه..."
                    قلت وانا ابتسم بوجه نورس ببرود
                    : كان يحبني انا...
                    يا نورس...
                    حتى لو حبيتيه انتي....
                    كان المفروض تكرهينه...
                    علشاني انا....
                    موو تسترقين اللحظات السعيدة بوجوده مني..."
                    ومشيت وتركت وراي نورس تتخبط بدوامة اكتشافي لمشاعرها...
                    اللي هزتها واخرستها بقوة...


                    لسه عز الله تتخبط بدوامه....موو عارفين نهايتها بتكون على ايش؟؟؟...تطور مضاوي يعتبر توه بدأ....وسعوود...وان كانت مشاعره لمارية...ففيه جزأ منه يلتفت رغم عنه لمضاوي ويعترف بوجودها...هيفاء ماشية عكس التيار...قوية...قادرة على كل شيء...قدرت تتغلب على خالد....وبدت تنفذ خططها مووو بس ترسمها وتكتبها....لكن رغم كل شيء...قسوتها بدت توصل لناس قرريبة...لنورس مثلا؟؟؟...شلووون عرفت بمشاعر نورس؟؟؟...اوو...كانت تعرف من البداية لكنها تتظاهر بالجهل؟؟؟...محد يدرري...
                    نورس بدت تكشف تفاصيل حياة شجاع وبدت تخوضها بقوة...غير مهتمة بشجاع نفسه...تبي تعررف كل شيء عنه....فضول لشخص مهم بحياتها العملية....اوو يمكن فيه شيء داخلها يدفعها تلاحقه وتتحرى عنه؟؟؟!!
                    تركي وبدا يلتقي بمضاوي...ويمكن راح تتكون بينهم صداقة بريئة حلوووة....الله اعلم...في نفس الوقت...اللي سطام يحتري رجعة مضاوي عشان يلاقيها بكل شوقة ولهفته..ويمكن يعترف لها بمكنونات قلبه ويوقف جنبها...
                    هناء رحيل بدون عوودة....لكن لسه مالقت مستقر لها...والأغلب مستقرها بيكون عند سعود شاء ام ابى...
                    نوصل لذيبنا...اللي عرف بقرب نهاية جارته الفضولية...اللي كانت دوووم قريبة منه مثل النحله الطنانه...مرات تسعده والاغلب تززعجه...
                    راح يتقبل رحيلها بسهووولة....ما راح يساهم بتحلية اخر ايامها؟؟؟...ما راح يدفع من وقته القليل عشان يسعد بنت ناس ياما اهتموا فيه؟؟؟...
                    كيف ممكن تتشابك خيوط القصه اكثر من كذا؟؟؟...وكيف ممكن يوصل ذياب ويلتقي بنورس؟؟؟...او حتى يرجع لفضة؟؟؟...
                    ومضاوي بالأخير...لمين بتكون...لسعود القاسي؟؟؟...لتركي الحنون؟؟؟....لسطام العابث؟؟؟...لذياب ولد عمها والأحق فيها؟؟؟...لهيثم؟؟؟...ليش لاء؟؟؟...
                    هيفاء تصارع المووت...وبيغلبها قريب...فليش ما يرتبط مصير هيثم بمضاوي؟؟؟....
                    اممممم اترك كل هالاسئلة بيدينكم....اتمنى تعطووني اجوبة مقنعه....تقنع ابطال قصتنا قبل ما تقنعني انا؟؟؟...
                    على العموم نلتقي بجزء جديد...قريبا جدا...بأذن الله....تحياتي،



                    __________________
                    لا إله إلا الله

                    تعليق

                    • *عبير الزهور*
                      V - I - P
                      • Jun 2008
                      • 3267

                      #40
                      الفص18ل


                      "الله يكون بعون كل العاشقين"
                      السبت
                      الساعه5:12م


                      في حيرة...وتخبط...وقلق..مستغربة...وخايفه من اختها...اختها اللي ما ترحم اقرب المقربين...شلوون بترحمها بعد ما عرفت بحقيقة مشاعرها...
                      شلون قدرت تكشفها بعد الوقت هذا كله؟؟؟...كيف عرفت؟؟...مين قالها؟؟؟...كل هالاسئلة تدور براس نورس...تحاول بخوف...تفكر بإجابة...
                      اهي صغيرة...وصغيرة حيل...وتخاف من هيفاء كثير...لأنها تعرف انها تقدر تسوي اللي تبيه بدون اي رادع...
                      ما عندها خوف من الله...ولا خوف من اي شيء...لذا فممكن تسوي اللي تبيه....بدون ما تفكر مرتين....



                      " نورس"


                      حكيت جبيني بتعب...
                      وانا انسدح على سريري..
                      واحاول ابعد تفكيري عن خالد...
                      وعن هيفاء...
                      وعن كل هالهواجيس المخيفه..
                      اتصلت على ماما...
                      وتكلمت معها شوووي...
                      عررفت منها انها بخير وانها عايشة...
                      كنت اسمع جنبها صدى ضحكات..
                      .فعرفت انها جالسه مع صديقاتها...
                      اكيد بالنادي...
                      هو المكان الوحيد اللي ترتاح فيه....
                      بس انا انزعج من هالمكان...
                      احسه مكان للمراءه والكذب...
                      كلن تبي تبين وش عندها...
                      وكم رصيد زوجها بالبنك...
                      ومتى اخر مرة راحت لأوروبا...
                      ومتى اخر مرة خضعت لجلسات البوتيكس...
                      ناس ما همها اي شيء...
                      همها بس القيل والقال..
                      لذا من زمان كنت رافضة نهائيا التواجد بهالمجتمع...
                      اللي يعبدونه هيفاء وماما...
                      ويعتبرونها دلالة على قيمة الفرد...
                      طالعت بالمعلومات اللي كتبتها عن شجاع....
                      وابتسمت بفتور....
                      شجاع ال.....
                      هه...
                      طلعت مجرد رجل عابث...
                      لعبت فيك الاقدار كثير...
                      وحركتك مثل ما تبي....
                      مشتك على كيفها....
                      ...يمكن عشان كذا تحاول تسلط وتظهر قوتك على كل من يشتغل تحت ايدك...
                      امممممم
                      طالعت بصورته بحفل تخرج الثانوية....
                      وابتسمت براحه....
                      كان شكله غبي...
                      باختصار...
                      سوالفه الكثيرة...
                      شاربه الخجول...
                      ازارير ياقته المفتوحه بضيق....
                      اسنانه المكسورة....
                      هههههههههههه.....كان تحفه....
                      بس كان فيه شيء حلووو بهالصورة...
                      كان شكله طيب....
                      شكله بريء....
                      خجول..بالأصح...
                      شلووون تحول لشجاع الحالي؟؟؟...
                      كيف طاح بقبضة سارة؟؟؟.....
                      ومتى بالضبط تزوج منيرة؟؟؟...
                      ليش مشى ضد رغبة ابوه؟؟؟...
                      وليش متزوج سارة بالسرر؟؟؟....
                      اصلا...شلووون قابل سارة؟؟...
                      حرمة كبيرة بالسن...
                      مديرة مدرسة ال***...الحكومية...معروفة بقوتها وصرامتها...
                      حتى ماما قابلتها بكذا مناسبة...
                      ما اصدق انها هي اللي كانت معه ذاك اليوم بالمستشفى...
                      يعني كانت تتصابى...
                      وتقلد المراهقات...
                      بعبايتها ومشيتها وطريقة كلامها والمصيبة مكياجها...
                      وش بيكووون رد فعله...
                      لووو عرف اني اعرف كل هالاشياء عنه؟؟؟..
                      لووو عرف اني اقدر اقول لأمه؟؟؟..
                      او ببساطة...
                      اقدر اعلم عبير...
                      اللي ما راح تقصر وراح تعلم كل شخص تعررفه....
                      لاء...
                      ما راح اكون نذلة لهالدرجة...
                      ما راح اعلم اهله ابدا عن سارة...
                      لكن...
                      وضحكت بشقاوة غصبا علي وانا ارتمي بين الخداديات...
                      هههههههههههههههههههههههههه
                      ممكن العب باعصابه شوووي...
                      واتسلى...
                      وش وراي؟؟؟..
                      مسكت الجوال...
                      ناوية اتصل فيه...
                      اصلا انا طنشت الاجتماع اللي المفروض الكل يحظره....
                      وكان لازم ادق على كل حال...
                      : الووووو.."
                      قلتها برسمية وانا اعدل جلستي عشان صوتي ما يفضحني خصوصا ان فيني ضحكة...
                      سمعت صوته اللي مدري وش يسوي فيني....
                      يلعب باعصابي...
                      فيه شيء غريب هالرجال...
                      : مرحبا...
                      مين؟؟؟..."
                      رديت براحه وانا ابتسم
                      : اهلا استاذ شجاع...
                      معك نورس ال.....
                      كيف الحال؟؟؟.."
                      سكت لثواني...
                      ثم قال ببرود
                      : نورس؟؟...
                      احم...
                      نورس ال...؟؟
                      ...اممم...
                      من وين جبتي هالرقم؟؟؟...
                      ياليت...
                      يا انسة نورس اذا جيتي تتصلين على مديرك...
                      انك تتصلين على ارقام المكتب...
                      لا غير.."
                      طوط...
                      طوط....
                      طوط...
                      اه
                      قفل الخط بوجهي....
                      حمار...
                      صرخت بغيض...
                      رميت الجوال بانفعال...
                      صدق مفكر نفسه الكينج....
                      غبييييييييي...
                      اوكي...
                      شجاع ال.....
                      انا لك...
                      وانا قدك وقدود...
                      وراح اوريك شلون تقفل الخط بوجهي...
                      مسكت الجوال بغيض...
                      وكتبت رسالة سريعه...
                      وقفلت الجوال....
                      طيب...
                      طيب...
                      والله لوريكم فيه...
                      والله لوريكم فيه...
                      درت بغرفتي اربع دورات وانا معصبة...
                      شلت ملابسي الوصخه اللي مفروض ياخذونها الخدمات
                      ورميتها على الارض ووطيت عليها بانفعال...
                      ثم دخلت الحمام....
                      وغسلت وجهي بالموية الباردة مرة كذا مرة...
                      بس لسه اعصابي فايرة حيل
                      رجعت لغرفتي....
                      شغلت سي دي موسيقى موزارات...
                      ثم قعدت انتفض لثواني...
                      ورحت مسكت التيلفون...
                      دقيت على المطبخ...
                      طلبت شرايح خيار...
                      وكاسة عصير ليمون بارد...
                      وصرخت بالخدامه باعلى صوتي
                      : ززززززززززهرة....
                      هالحين تجيبين العصير
                      ...مفهوووم؟؟؟..."
                      جلست على كرسي الاسترخاء...
                      وقمت اطق اصابعي بعصبية
                      يا سلام...
                      مفكر اني ميته عليه...
                      يقفل الخط بوجهي؟؟؟...
                      يا سلام...
                      عشنا وشفنا...
                      واحد سلتوووح زي كذا...
                      في البداية يطردني من مكتب المجله...
                      وثانيا يرووح واخ...
                      يقفل الخط بوجهي...
                      اوووكي...
                      طيب يا شجاعوووه...
                      اصلا انا محترمتك...
                      ومعطتك اكبر من حجمك...
                      طيب....
                      راح اخليك تندم...
                      ما اكووون نورس...
                      سمعت صوت التيلفون يرن...
                      ترددت ارد ولا ما ارد...
                      بس بالأخير قمت ورديت عليه...
                      : الوووو..."
                      قلتها بعصبية وزعل وانا متكتفه...
                      بس اول ما سمعت صوته...
                      قمت ارتعش...
                      وحسيت اني فيني صيحه...
                      : عارف ان تصررفي غير حظاري...
                      بسس...
                      انفعلت وكنت منفعل بسبب شيء ثاني...
                      فتراكمت علي الاشياء...
                      والانفجار للأسف كان بوجهك..."
                      بلعت ريقي بصعوبة....
                      : اممم...
                      اه...
                      اص...
                      لا...
                      انا...
                      مانيب زعلانه...
                      بس اتمنى انك تحترم المووظفين عندك..."
                      وتجمعت الدموع بعيوني...صوته يحززني...اه...
                      شجاع بصدق
                      : اعرف اني غلطت بحقك كذا مرة...
                      صدقيني المشكله موو فيك...
                      المشكله فيني انا.."
                      قلت باندفاع
                      : اكيد طبعا.."
                      وكملت بخجل يوم سمعت صوت ضحكته الخفيفة
                      : ماقصدي شيء...
                      سيء...
                      بس انت ما تعرف تتحكم باعصابك.."
                      وكملت ببساطة وانا ابتسم
                      : استاذ شجاع..
                      انا ما ازعل من استاذي..
                      في الكتابة...
                      ورئيسي في العمل...
                      وفوق هذا كله..
                      انا اقدر ظرووفك زين.."
                      ما علق على كلامي...
                      ولا أنا رجعت تكلمت...
                      تنحنح بعد ثواني من الصمت الغريب المسموع...
                      يا مامي...
                      احس دقات قلبي بتفضحني والله...
                      : اقول مع السلامه...
                      وقبل لا اقفل ياليت ترسلين اقتراحاتك اللي كنتي بتناقشينها معنا اليوم الصباح.."
                      قلت براحه
                      : ولا يهمك.."
                      واستدركت نفسي
                      : اكيد طال عمرك.."
                      ضحك ضحكة جذابة قاتله...
                      وقفل الخط...
                      اما انا ضليت ماسكه السماعه مدري لكم من الوقت؟؟؟؟...




                      الأحد
                      الساعه8:00م


                      جالس قدام سريرها الابيض...وغرفتها البيضاء الكئيبة...قاعد يتأمل وجهها الطفولي...شعرها الاشقر الناعم...النمش الخفيف اللي منتشر على خدودها وكتوفها....شفايفها اللي تشققت من كثر الجفاف اللي صابها...وبيضت...وفيه سواد بدا يظهر بوضوح تحت عيونها...شلون فجأة صار يشوفها مريضة وهي اول بكامل صحتها وعافيتها؟؟؟...كانت تجاهد عشان تخفي كل شي يشوه جمالها بالمساحيق الغالية..وتراجع اخصائيين كبار..للتجميل...عشان تطلع قدام الناس مثل ما تعودوا يشوفونها حلوووة...رقيقة...طفولية...فيها جمال سمح...تحب العين تشووفه ولا تمل منه..



                      " ذياب"

                      تحركت بتعب على الكرسي القاسي اللي جالس عليه من كم ساعه...وشفت نورا تهز راسها بارهاق وكأنها تشوف كابوس...
                      قربت منها وقمت اهزها بخفة...فتحت عيونها الخضراء على وسعها...وطالعتني بشك لثواني...ثم مدت يدها تلمس خدي برفق...
                      حطيت يدي فوق يدها...
                      : نورا..ليش تسوين بنفسك كذا؟؟؟....you have to be strong..."...
                      قالت بتردد
                      : بسس....i'm gonna die."....i'm afraid...
                      ودمعت عيونها...وبدت نوبة جديدة من البكاء الحار....مسكت يدها بقوة...وشديت عليها ليما قلت صيحاتها واخذت تشاهق بضعف...
                      : لا تبكين...انتي راح تموتين نفسك بنفسك...
                      لازم تصيرين قوية...وتقاومين المرض...
                      سمعتي الدكتور وش قال؟؟؟...
                      go out
                      ..have fun..."
                      نورا بعجز
                      :i can't...how i can??..."
                      ومسكت يدي بأقوى ما عندها...
                      لكن ضغطتها كانت ميتة بسبب ضعف جسمها
                      :انا...بحبك....
                      انت كل الدني بعيني...
                      غني لي...
                      سمعني صووتك..."
                      وكملت وهي تغمض عيونها
                      : هيدا احلى اشيء ممكن..."
                      ونامت من جديد بسبب المخدر القوووي اللي اعطوه الدكاتره لها...
                      دخل ابو نورا بهاللحظة...
                      وكان شكله وكأنه كبر مية سنة عن قبل اسبوع....
                      وسلم على راس بنته....
                      واخذ يقرا عليها من كتابهم...
                      دنقت راسي وانا ابتسم بسخرية...
                      ليتني اقدر اقنعهم...
                      ان اللي يسوونه ما يؤخر ولا يقدم...
                      ولا راح ينفعها بيوم الحساب....
                      ليتني اقدر اهديهم للأسلام...
                      صحيح ان عمري ما جربت...
                      كني عارف النتيجه مسبقا....
                      رفعت راسي يوم انتهى من اللي بدا فيه...
                      ولاحظت الباب ينفتح...
                      وشفت قس يدخل علينا...
                      ابتسم لي لثوان...
                      ويووم لاحظ المصحف الصغير اللي كنت اقرا على نورا منه بالسر...
                      بيدي...
                      كشر بقوووة...
                      وتجاهلني وقرب منها...
                      وقام ينثر عليها زي الماء ويقوم ببعض الطقوس الغريبة...
                      اشر لي ابو نورا عشان نطلع انا وياه...
                      طلعت وانا حاط يديني داخل جيبووب البنطلون الجينز الاسوود..
                      وشديت الجاكيت الجلد البني على جسمي
                      قال ابو نورا بوقار
                      :تعبنا كتير...تانشووف ضي عيوونا.."
                      هزيت راسي بانصات له واحنا نطلع بره المستشفى
                      بنرووح لمطعم قريب نتعشى فيه
                      كمل ابو نورا بضعف وهو يحرك نظارته
                      :لحظات كتييرة فئدنا الامل...انو يكوون عنا ضنى يملا الدني..."
                      قلت وانا احط يدي على كتوفه
                      : احمد ربك...
                      فيه ناس ماتوا وهم ما شافوا الضنى اللي تتكلم عنه...
                      ربي رزقكم ببنت ملت عليكم الدنيا...
                      تشوفكم كل شيء...
                      وكانت باره فيكم وحنونة عليكم..."
                      ابو نورا وعيونه تلمع بالدموع
                      : بس ما عاشت كتيييير...
                      حرام تموت صبيه متل نورا....
                      بعمر الورد...
                      وانا اللي خلاص عشت عمري وعمر غيري ما متت....
                      ليش هي تروووح وانا ابئى؟؟؟...
                      مافيي عييش بدونا..
                      هي شمعة حياتنا...
                      هي اللي بتضوء الشمع ع روحنا...
                      وبتغني لنا بالئداس..
                      .نورا بدونا الحياه ما تسوى اشيء..."
                      قلت بغضب
                      : لا تقول هالكلام....
                      الاعمار بيد الله...
                      اذا نورا ماتت...
                      على الأقل بيكون عندك زوجتك تعيشون باقي العمر سوا...
                      لكن اذا انت مت...
                      مين راح يرعى نورا ومرتك؟؟..."
                      وكملت وانا اشوفه يمسح دموعه
                      : لا تزعل مني...
                      لكن محد يقدر يعترض على قضاء الله وقدره....
                      واعتقد ان هالشيء موجود حتى بدينكم..."
                      ابتسم بسخرية واحنا نوقف عند باب المطعم
                      : كل الاديان السماوية واحد...
                      ما هيك؟؟.."
                      ما رديت على سؤاله...
                      وفتحت باب المطعم عشان يدخل قبلي...
                      جلسنا على طاولة جانبية...
                      واكلنا وجبة سرريعه...
                      ساندويشات ومياه غازية...
                      وبعد كذا وصلته عالمستشفى...
                      ورجعت انا لشقتي...
                      وقفت عند باب الشقه ادور على المفتاح بهدوء
                      يوم شفت ام نورا تطلع من الشقه...
                      ابتسمت لها بمواساة....
                      وسألتها بصدق
                      : محتاجه شيء؟؟؟...
                      تبيني اوصلك المستشفى؟؟..."
                      قالت وهي تشد الايشارب اللي على راسها وتنتفض بسبب البرد اللي موو طبيعي هالفترة...
                      رغم انا نعتبر بفصل الصيف...
                      : لاء...
                      بسس...
                      بدياك بشغله.."
                      قلت وانا اشر لها تدخل الشقه
                      : نتكلم جوه؟؟..."
                      ادخلت وهي مرتبكة...
                      وقامت تناظر بانحاء الشقه...
                      اللي كانت مرتبه...
                      وباردة...
                      مافيها اي لمسة انثوية..
                      باستثناء...
                      شال لنورا فوشي وفيه قطع خضراء غامقة...
                      وعروسة مضاوي فوق التيلفزيون...
                      حضرت كوبين قهوة بسرعه...
                      وام نورا تجلس على الكنب وتغمض عيونها وكأنها تفكر بشيء
                      ...ومسكت شال نورا وحضنته بقوووة...
                      ...ونزلت دمعه حارة على خدودها....
                      نزلت راسي بتفكير....وحسيت بقلبي يألمني...
                      نورا....راح ترحل بدون عوودة....خلاص...
                      راح تنطفي الشمعه اللي كانت اتضايق من حرارتها...
                      راح تروح البنت الوحيده اللي تحبني بجنووون...
                      راح تموت البسمه المضيئة اللي دوووم تستقبلني...
                      حسيت بعيوني تألمني...وبدت دموع صغيرة مخزية تجتمع بكسل...
                      هزيت راسي بقوة...وتفاجأت يوم حسيت بيدين ام نورا فوق يديني....
                      قالت وهي ترتعش
                      : فيك تخلي اخر....ايام حياتا...حيلوووة...."
                      قطبت حواجبي بتساؤل
                      : شلوووون؟؟؟..."
                      ما قلتها بصوت عالي...بس كل شيء فيني سأل باستغراب...
                      شلون اخلي اخر ايام حياتها حلوووة...
                      قالت ام نورا بصوت عالي مشرووخ مرتعش
                      : تجوزا..."
                      ابتعدت عنها بسرعه...
                      وكأنها مستني بمس كهربائي قوووي...
                      : اتزوجها؟؟؟...."
                      ام نورا بضعف وهي تحط يدها على رقبتها
                      : اكدب عليا..
                      ئلا انك بتحبا....
                      تجوزا...
                      اسعدا...
                      ما تئتلا يا دياب...
                      ما تئتلا..."
                      سكت برفض...
                      وصديت عن ام نورا...
                      اتزوجها؟؟...
                      انا ما راح اتزوج ابدا بعد فضة...
                      انا تركت اطهر قلب بالعالم...
                      واحلى بنت بوجودي...
                      وخنتها وطعنتها....
                      بس عندي امل اني بيوم راح ارجع واعدل واغير بحياتي...
                      لاء...
                      ما راح تقبلني اذا عرفت اني متزووج غيرها...
                      اسف يا ام نورا...
                      انتي تطلبين مني المستحيل...
                      المستحيل....
                      المستحيل...
                      سمعت صوت طبعة الباب....
                      بعد خروجها...
                      طالعت بأسف بالباب....
                      وحسيت بنسمة هواء قوية تدخل علي من الشباك...
                      اللي انفتح فجأة....
                      طار شال نورا بخفة...
                      وطاح على الأرض قريب من رجلي...
                      رفعت الشال ببطء...
                      كانت ريحة عطرها اللي بالورد قوووية حيل
                      وكأنها كانت متواجده بهاللحظة...
                      رميته بعنف على الكنبة...
                      وارتميت بطولي قدام شاشة الابتوب....
                      لاحظت ان فيه رسايل بايميلي...
                      قمت اتصفحها بملل
                      شفت واحد من اصدقائي ايام الجامعه مرسل لي اغنية...
                      حملتها بسرعه...
                      ...وشغلتها...

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...