رد: رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
رائد بحدة نظراته : إللي يلمسني يلمس نار بجحيمها! وشكلك بتلحق أبوك
ناصر إلتفت ليوجه السلاح ناحية رائد ولكن يد سلطان من خلفه سحبته بقوة، بدأوا رجال رائد بالتدخل جميعهم وهم يحاصرونهم بالأسلحة الموجهة إليهم، أمام تهديد رائد بعبدالعزيز لم يكن بين يدي سلطان أي حيلة، رمى السلاح في كف الرجل الذي أمامه.
رائد : ماهو أنا اللي بذبحك! هم بنفسهم راح يذبحونك، . . . عاد لكرسيه وبسخرية . . أول نكمل الفيلم لين نوصل لهذا المشهد عشان يكون الكل على بينة
عبدالعزيز رفع عينه للسقف وهو يحاول أن يمتص غضبه متجاهلا جروح وجهه : بيجي وقت راح أعرف كيف أنتقم منكم!! ووقتها مافيه شي بيردني
عبدالرحمن أعطاهم ظهره وهو يرفس بقدمه الأريكة، كل شيء يقع من بين أيدهم حتى الثقة من ناصر و عبدالعزيز سقطت ولا يمكنها العودة بسهولة.
ناصر حاول أن يتقدم إلى عبدالعزيز ولكن فوهة السلاح ألتصقت برأسه. رائد : خلونا حلوين مانبي إشتباكات بينكم لين ننهي من سرد القصة والمسرحية مدري الفيلم كامل . . ماشاء الله أحترت وش أسميها! قصة ولا فيلم ولا أيش بالضبط! إن جينا للتمثيل أبدعتوا وإن جينا للحوار بعد أبدعتوا وإن جينا للإخراج رايتكم بيضا ما خليتوا بذرة شك في قلوب ناصر وعبدالعزيز . . . وصلنا لعند وليد وغادة، عشان ما نظلم حقهم وقتها عرف سلطان وبوسعود أنه اللي مع غادة ماهي أمها الحقيقة، لأن أمها ماتت بالحادث، وهذا الشي من تدبير مقرن! عاد الله أعلم إذا مقرن يتصرف بكل هذا من فيصل بس! يعني ما نشكك بمقرن كثير لكن كان يقدر يقول عن أمها دام قدر يقول عن غادة لهم! لكن المصيبة تدخل شخص ثاني! هذا الشخص أشتغل وياكم وحافظكم اللي هو عبدالمجيد، تقاعد بعد سلطان العيد بفترة وهو اللي أبعد فيصل عن خطأه اللي ارتكبه بحقك يا ناصر أنت وعبدالعزيز و ذبح غادة بعيونكم و عرفها على وليد ووصلها لكل هذا، يوم أبعد فيصل تدخل عبدالمجيد بأمور مقرن وضغط عليه وهذا الشي ما قبله حبيبي سليمان وخلاه يذبح مقرن، الصفة المشتركة بيني وبين سليمان إننا نذبح من يغدرنا! وهذا الشي ينطبق على كل من واجهناه بحياتنا الله يسلمكم، راح مقرن وبقيتوا أنتم تدورون وتحوسون وتقولون مين ذبح مقرن ومين تدخل بشغلنا ومين زرع زياد بيننا ومين تعرض لمنصور ولد عبدالله قبل سنة، ومين ومين؟ وكل الإجابات هي سليمان! اللي ساعدني بدون لا يحس ويدري، حتى فهد اللي جا متأخر قدر يلعب في مخكم! . . بسخرية . . طبعا قلتوا وش ذا الصدفة إسمه فهد بعد؟ لا يكون هو اللي أنذبح؟ وأكيد أنلعب على مخكم كالعادة! . . لكن خابت توقعاتكم لما عرفتوا أنه هذا الفهد تابع لسليمان وماله علاقة باللي صار قبل سنة، المهم ماعلينا لو بعدد الحالات اللي أنضحك فيها عليكم بتعب! . . إلا ما قلتوا لي ما سألتوا نفسكم مين طلع الجثث وحضرها؟ حي الذكاء اللي في سليمان اللي تتهمونه بضعفه لكن مقدرتوا توصلون لذكاءه عشان تكشفونه! بعد الحادث مباشرة لما أكتشفوا حياة سلطان وغادة، قالوا هذا الشي ما حسبنا حسابه، وعلى طول دخلوا للجثث اللي في ثلاجة الموتى! وبسهولة طلعوا شهادة وفاة للجميع وبسهولة لما أكتشفوا أنه مافيه جثة يقدرون يحطونها بدال سلطان العيد لكن لقوا جثة بدل غادة، جابوا سلطان العيد بنفسه وشالوا الأجهزة منه وحطوه قدامك يا عبدالعزيز! تذكر لما جيته؟ شفته بعيونك وكان يعتبر حي، وبعدها مباشرة بكم يوم توفى! وأندفن بداله شخص ثاني! وصليت على شخص ثاني بعد!! هذا كل اللي صار بعد الحادث مباشرة، وكان من تخطيط سليمان اللي أستعمل فيصل ومقرن و كان بمعرفة واضحة من عبدالمجيد اللي يعرف الحادثة من بدايتها إلى نهايتها لكن خبى حتى على أصدقاءه! وحاول يتصرف من كيفه لكن ما نجح بأنه يوقف شي واحد رغم إنه عنده كل الأدلة بإدانتنا لكن مستحيل يملك الجرأة بأنه يضربنا لأن يدري وش راح يجيه!
سلطان بإبتسامة مستفزة : صحيح! عبدالمجيد ما يملك الشجاعة بأنه يضربكم بأدلته! برافو والله، تفتخر وأنت تسرد القصة بتفاصيلها رغم إنك مخدوع فيها مثل ما إحنا مخدوعين
رائد بإبتسامة تشبه إبتسامة سلطان : هذا أنا خذيت حقي والدليل سليمان قدامي ومربوط وبينذبح بعد! لكن أنتم وش خذيتوا؟ خذيتوا خيانة من مقرن وعبدالمجيد و خذيتوا غضب من ناصر و عبدالعزيز و جازيتوا كل اللي حولكم بالغدر! ما دافعتوا عن مقرن ولا فهمتوه وما دافعتوا عن عبدالعزيز ولا أحد!! أنا صادق ولا؟
عبدالرحمن بإتزان : خلصت حكيك؟ وصلت للي تبيه ولا باقي شي ما بعد قلته؟
رائد بضحكة : لا أبد كل التفاصيل ذكرتها ولله الحمد . . بس خلنا بعد نزيد من إدراك عبدالعزيز شوي ونسأله كانه يدري عن صالح العيد؟ ولد عم أبوه؟
عبدالرحمن بغضب : رائد
رائد بسخرية : ضربنا الوتر الحساس شكلنا! . . يا شقاك يا عبدالعزيز حتى أبوك ما قالك حقيقة أهله!! وش هالدنيا اللي تلعب بالبني ادم بس!
أردف بتنهيدة : صالح العيد كان شريكي وأبوك تبرا منه تصور ولا حتى ساعده عشان كذا لجأ لي لكن بعد أبوك أعماه حقده وذبح ولد عمه بنفسه
عبدالرحمن : مين ذبح صالح؟ ما كأنه مات متسمم وبإيدك بعد؟
رائد بإنكار : أبدا ولا قربت منه، اللي ذبحه ولد عمه ما يحب أحد ينافسه، مشكلة سلطان العيد كان أناني في كل حياته ولما جاء وقت يختار فيه أختار سلطان بن بدر عليكم كلكم لأنه كان يصدر أنانيته لسلطان، وما حب احد ياخذ هالمنصب منكم عشان كذا عصب بو منصور وقدم على التقاعد!
سلطان بسخرية من قهره الذي يصاب به : تكذب الكذبة وتصدقها!!
رائد بإبتسامة : قولنا كيف ترشحت لهالمنصب وفيه اللي أولى منك؟ مو كان بواسطة قوية من سلطان العيد اللي تقاعد وهو مسلمك زمام الأمور بكبرها ومتجاهل الكل!!
عبدالرحمن : ترشيح سلطان جاء بموافقتنا كلنا لعلمك ولا تحاول تزرع الفتنة بيننا لأنك تبطي!
رائد : أي موافقة هذي اللي خلتكم تتهاوشون قدام الموظفين وصارت مشكلة بينكم وبين سلطان العيد؟ مو كانت عشان سلطان وأنه ما يستحق هالمنصب وأنه توه صغير وغير مؤهل؟
سلطان بهدوء مستفز : إيه صح عليك! بس لأن اللي في مخك درج، ما تفهم وش سبب الهوشة صح فعشان كذا تقول دام مافهمتها لازم أخترع لها سبب بمزاجي! محد تقبل وجودي بالبداية بهالمنصب لكن ماهو عشانهم ضدي! هم ضد خبرتي القصيرة، لكن بالنهاية وقفوا معي وبو منصور ما تقاعد بعد تسليمي للمنصب، أشتغل معاي إلى أن أختار طريق التجارة وتقاعد بعدها، وصالح العيد أنا بنفسي تسلمت ملفه وكان متسمم! لأن عرفت أنه راح ينقلب عليك ويروح لولد عمه لأنه بالنهاية الدم واحد والعرق يحن! ولما جاك صالح العيد كان سلطان الله يرحمه يحاول بكل جهده إنه يوقفه عن العفن اللي يجي من وراك! لكن كان إختياره ومقدر يخضعه وهو رجال يملك حق القرار، وأضطر يحاربه لأن ما ألتفت لإسمه ألتفت لوطنه.
رائد بهدوء : والله عاد محد بيصدق هالحكي غيركم لأن ماشاء الله عندكم تاريخ مشرف بالكذب وبالأفلام!!
ناصر نظر بصورة أوقعت الشك في نفس رائد : رجعوه!!
عبدالرحمن بحدة أنفجر بوجهه : قلت راح تطلعهم بمجرد ما نجي! خلنا على إتفاقنا
رائد ينظر إلى ناصر : رجعه . . . قيد الرجل أيدي ناصر بكفيه ليأخذه للمكان الذي كان فيه هو وعبدالعزيز .
رائد وقف بتنهيدة : وأنا غيرت إتفاقي! وبمزاجي . . . . . مسك هاتفه ليقرأ الرسالة التي تأتيه في هذه الأثناء، رفع عيناه بإتجاه عبدالرحمن : تبيني أقولك الأخبار ولا بدري عليها؟ أخاف يرتفع ضغطك ونبتلش!!
عبدالرحمن لا تركع نظراته بأي رجاء لرائد، مازال شامخا رغم هذه الهزات التي تصيبه ومازال يحاول أن يحافظ على هدوء أمام إضطراب الإستفزاز الذي تحت قدميه ومازال يفكر بإتمام الخطة نفسها رغم كل شيء يحصل الان.
رائد : بنتك . . كنا بنجيبها لك لكن للأسف رجالك أجبرونا نطلق الرصاص عليها
رفع عينه عبدالعزيز وهو يمسح باطن كفه بقميصه، لم ترمش أبدا وهو يسمع رائد ينطق ببطء شديد حتى يستفزهم أكثر : بنتك رتيل!
عبدالرحمن كرر بصوت خافت حتى يصبره الله على هذه المصيبة : لا إله الا الله . . لا إله لا الله . . لا إله الا الله
سلطان : أنت اللي بديتها وترحم على ولدك!!
أنفجر رائد بضحكة طويلة : عفوا؟ أترحم على مين؟ وش هالتأخر المخي اللي في راسكم!!
سلطان : طول السنين اللي فاتت ما تعرضنا لأهلك ولا حاولنا ندخل ناس مالهم ذنب بهالمشاكل! في وقت كنت تتعرض لنا بأهلنا وتلوي ذراعنا فيهم! وصبرنا وقلنا مهما صار مالنا ندخل بناس ذنبهم إنهم يرتبطون بإسمك لكن هالمرة أنت ما عطيتنا أي خيار!!
رائد بسخرية : يطلق عليكم الحين . . مثيرين للشفقة بإمتياز! . . ولدي مات يا حبيبي، لكن دمه مايروح هدر، الكل بيدفع ثمن أغلاطه معي والكل بيدفع ثمن حزني على ولدي!! وكانت بدايتها بنتك وبيجيك الدور يا سلطان!!
سلطان : مات؟ والله أنت اللي عندك تأخر مخي!
عبدالرحمن لم تحمله قدماه، جلس وهو يضغط بأصابعه على الأريكة.
يالله خذ مني الإحساس إن صابها الوجع والألم، يالله أذبح بي الشعور في الوقت الذي تمرض بها إبنتي ولا تجعل الحزن يتحشرج بي ويبقي روحي في المنتصف، لا أحيا ولا أموت، هذا الشعور الذي يجيئني كلما غادرني من أحب، يارب أرزقني الصبر وساعدني وأرفع عني هذا البلاء الذي يشطر ظهري وقلبي معا.
عبدالعزيز أخذ نفس عميق، أنتهى برؤية فارس و عبدالمجيد، رائد وضع يده على الطاولة قبل أن تضعفه قواه المشتتة، يحاول أن يصدق ما تراه عيناه، تجمدت عيناه وتجمد ماء محاجره مع نظراته الضائعة في ملامح إبنه.
هل ما أراه حقيقة أم من فرط الخيال، لو كان حلما يالله أدعوك أن لا أستيقظ منه، هل هذه العينان التي تقتبسني صاحبها إبني؟ أم من الأربعين الذين يشبهونه؟ ولكن من يقدر على أن يشبه نظراته الشفافة والحادة في الوقت نفسه؟ من يقدر أن يكون جميلا كأبني؟ وشاعرا كاتبا كإبني أيضا؟ من يقدر أن يعشق مثل عشق إبني ويحيا في عينيه ميلادي؟ لم تمت، وأنا الذي ظننت انك غادرتني، كيف صدقت أمر موتك وأنا حتى لم أرى جثتك وضللت أبحث عنها! كيف خدعت بموتك وأنا لا اقدر على العيش بهناء دونك، أتدري أنك غيث لقلب والدك، وأنا في بعدك جفاف ، أتدري أن الحب في حياتي هو أنت وفقط، أتدري أيضا أنني أشتقتك.
رفع فارس حاجبه بإستغراب من نظرات والده، أقترب إليه بتوجس : يبه
حزين يا أبوك! كل فكرة بعدك تعبرني / صدى. و أنا تعودتك صوت، وكل ضحكة في غيابك، وهم و أنا اللي ما تروق لي الضحكات بلا صوت، يا نبرة الحياة فيني لو تدري إنه الحياة ترتبط فيك، وأن أجمل العمر في يديك، يا فارس! يا كل مواني الفرح في صدري، ما هد شراعي غير / موتك ؟ . . . و يالله على الحياة اللي تجيبها بقربك.
تعلقت نظرات عبدالعزيز بعيني عبدالمجيد، كانت نظراته تنطق شرا و حقدا.
سحبه رائد إليه ليعانقه بشدة وهو يحاول أن يستنشق رائحته التي غادرته طوال الأيام الماضية، فارس استغرب من هذا العناق الشديد وهو يشعر بوجع والده من عينيه، همس في إذنه : وش فيك يبه؟
رائد بمثل همسه : حسبت إني فقدتك، حسبت إنك ضعت من إيدي!
فارس قبله بالقرب من عينيه وبحوار هامس لا يسمعه سواهما : صارت أمور كثيرة راح أقولها لك بس بطلبك شي
رائد : تأمرني،
فارس : أتركهم! . . أتركهم لو لي خاطر عندك يبه
رائد أبعده وهو ينظر إلى عينيه بإبتسامة منتشية بالحياة : أهم شي إنك بخير
فارس إلتفت إليهم، نظر إلى عبدالرحمن بنظرة شتتها بسرعة، بعد أن صافحه بإسم مشعل لا يتجرأ أن يضع عينه بعينه بإسم فارس
عبدالمجيد : حسابك صار معاي! وأتوقع فارس أكبر دليل
رائد فهم قصده، نظر إلى إبنه، فارس : يبه لو سمحت
رائد ومازالت عيناه تثير الشفقة من شدة عدم تصديقها لرؤية إبنه، ينظر إليه وكأنه للمرة الأولى يراه
فارس برجاء : يبه . .
رائد تنهد : علم ربعك ما عاد يتعرضون لطرف مني وأوعدهم ما أتعرض لهم بشي
عبدالمجيد إلتفت لسلطان هامسا : لا تهتم! تقدرون تروحون الحين قبل لا يصير شي يعاكسنا
سلطان بمثل الهمس : ماراح أتحرك وأتركه
عبدالمجيد بحدة : سلطان!!
سلطان وتذكر كلمة من عبدالمجيد قبل عدة سنوات " عبدالمجيد : بصفتي مسؤول أنا قادر أأمرك، أطلع يا سلطان " : هالمرة أنت منت مسؤولي عشان تأمرني!!
عبدالمجيد أدرك أن لا فرصة لإقناع سلطان في هذا الوقت الضيق : عب
قاطعه قبل أن يكمل إسمه : ومنت مسؤولي بعد ولا تقدر تتحكم مثل ما تحكمت بأختي
عبدالمجيد بدهشة ينظر إليهم، سلطان إلتفت لعبدالعزيز : ممكن تحكم عقلك هالمرة وتتصرف صح
عبدالعزيز بنرفزة : يخي أنا مستغرب من شي واحد! عقب كل هذا لكم وجه تأمروني!!! عمري ماراح أشوف ناس ماعندها دم وحيا مثلكم!!
رائد إلتفت لإبنه : شفت بنفسك! هم ما يبون يتحركون
فارس : عبدالعزيز . .
عبدالعزيز نظر إليهم : على فكرة فارس اللي تصنفونه من ألد أعدائكم!! هو الوحيد اللي وفى لي وأنتم يا ربع أبوي ما قدرتوا تحسنون لي بتصرف واحد!!
فارس حاول أن يبتعد من جهة والده ليقترب منهم ولكن يد رائد طوقت معصمه : خلك هنا
بإستغراب إلتفت من خوفه الكبير من تحركه بأي حركة بسيطة : يبه!!!
رائد بحدة : قلت خلك هنا
رفع عينه لعبدالعزيز مرة أخرى وسحب ورقة من مكتب والده، كتبت عنوان الفندق : تقدر تروح لأختك أنت وناصر . . وين ناصر؟
رائد : الحين أطلعه
عبدالعزيز بعناد يريد ان يقهرهم به كما أحزنوه : ماني متحرك!
يتبع
رائد بحدة نظراته : إللي يلمسني يلمس نار بجحيمها! وشكلك بتلحق أبوك
ناصر إلتفت ليوجه السلاح ناحية رائد ولكن يد سلطان من خلفه سحبته بقوة، بدأوا رجال رائد بالتدخل جميعهم وهم يحاصرونهم بالأسلحة الموجهة إليهم، أمام تهديد رائد بعبدالعزيز لم يكن بين يدي سلطان أي حيلة، رمى السلاح في كف الرجل الذي أمامه.
رائد : ماهو أنا اللي بذبحك! هم بنفسهم راح يذبحونك، . . . عاد لكرسيه وبسخرية . . أول نكمل الفيلم لين نوصل لهذا المشهد عشان يكون الكل على بينة
عبدالعزيز رفع عينه للسقف وهو يحاول أن يمتص غضبه متجاهلا جروح وجهه : بيجي وقت راح أعرف كيف أنتقم منكم!! ووقتها مافيه شي بيردني
عبدالرحمن أعطاهم ظهره وهو يرفس بقدمه الأريكة، كل شيء يقع من بين أيدهم حتى الثقة من ناصر و عبدالعزيز سقطت ولا يمكنها العودة بسهولة.
ناصر حاول أن يتقدم إلى عبدالعزيز ولكن فوهة السلاح ألتصقت برأسه. رائد : خلونا حلوين مانبي إشتباكات بينكم لين ننهي من سرد القصة والمسرحية مدري الفيلم كامل . . ماشاء الله أحترت وش أسميها! قصة ولا فيلم ولا أيش بالضبط! إن جينا للتمثيل أبدعتوا وإن جينا للحوار بعد أبدعتوا وإن جينا للإخراج رايتكم بيضا ما خليتوا بذرة شك في قلوب ناصر وعبدالعزيز . . . وصلنا لعند وليد وغادة، عشان ما نظلم حقهم وقتها عرف سلطان وبوسعود أنه اللي مع غادة ماهي أمها الحقيقة، لأن أمها ماتت بالحادث، وهذا الشي من تدبير مقرن! عاد الله أعلم إذا مقرن يتصرف بكل هذا من فيصل بس! يعني ما نشكك بمقرن كثير لكن كان يقدر يقول عن أمها دام قدر يقول عن غادة لهم! لكن المصيبة تدخل شخص ثاني! هذا الشخص أشتغل وياكم وحافظكم اللي هو عبدالمجيد، تقاعد بعد سلطان العيد بفترة وهو اللي أبعد فيصل عن خطأه اللي ارتكبه بحقك يا ناصر أنت وعبدالعزيز و ذبح غادة بعيونكم و عرفها على وليد ووصلها لكل هذا، يوم أبعد فيصل تدخل عبدالمجيد بأمور مقرن وضغط عليه وهذا الشي ما قبله حبيبي سليمان وخلاه يذبح مقرن، الصفة المشتركة بيني وبين سليمان إننا نذبح من يغدرنا! وهذا الشي ينطبق على كل من واجهناه بحياتنا الله يسلمكم، راح مقرن وبقيتوا أنتم تدورون وتحوسون وتقولون مين ذبح مقرن ومين تدخل بشغلنا ومين زرع زياد بيننا ومين تعرض لمنصور ولد عبدالله قبل سنة، ومين ومين؟ وكل الإجابات هي سليمان! اللي ساعدني بدون لا يحس ويدري، حتى فهد اللي جا متأخر قدر يلعب في مخكم! . . بسخرية . . طبعا قلتوا وش ذا الصدفة إسمه فهد بعد؟ لا يكون هو اللي أنذبح؟ وأكيد أنلعب على مخكم كالعادة! . . لكن خابت توقعاتكم لما عرفتوا أنه هذا الفهد تابع لسليمان وماله علاقة باللي صار قبل سنة، المهم ماعلينا لو بعدد الحالات اللي أنضحك فيها عليكم بتعب! . . إلا ما قلتوا لي ما سألتوا نفسكم مين طلع الجثث وحضرها؟ حي الذكاء اللي في سليمان اللي تتهمونه بضعفه لكن مقدرتوا توصلون لذكاءه عشان تكشفونه! بعد الحادث مباشرة لما أكتشفوا حياة سلطان وغادة، قالوا هذا الشي ما حسبنا حسابه، وعلى طول دخلوا للجثث اللي في ثلاجة الموتى! وبسهولة طلعوا شهادة وفاة للجميع وبسهولة لما أكتشفوا أنه مافيه جثة يقدرون يحطونها بدال سلطان العيد لكن لقوا جثة بدل غادة، جابوا سلطان العيد بنفسه وشالوا الأجهزة منه وحطوه قدامك يا عبدالعزيز! تذكر لما جيته؟ شفته بعيونك وكان يعتبر حي، وبعدها مباشرة بكم يوم توفى! وأندفن بداله شخص ثاني! وصليت على شخص ثاني بعد!! هذا كل اللي صار بعد الحادث مباشرة، وكان من تخطيط سليمان اللي أستعمل فيصل ومقرن و كان بمعرفة واضحة من عبدالمجيد اللي يعرف الحادثة من بدايتها إلى نهايتها لكن خبى حتى على أصدقاءه! وحاول يتصرف من كيفه لكن ما نجح بأنه يوقف شي واحد رغم إنه عنده كل الأدلة بإدانتنا لكن مستحيل يملك الجرأة بأنه يضربنا لأن يدري وش راح يجيه!
سلطان بإبتسامة مستفزة : صحيح! عبدالمجيد ما يملك الشجاعة بأنه يضربكم بأدلته! برافو والله، تفتخر وأنت تسرد القصة بتفاصيلها رغم إنك مخدوع فيها مثل ما إحنا مخدوعين
رائد بإبتسامة تشبه إبتسامة سلطان : هذا أنا خذيت حقي والدليل سليمان قدامي ومربوط وبينذبح بعد! لكن أنتم وش خذيتوا؟ خذيتوا خيانة من مقرن وعبدالمجيد و خذيتوا غضب من ناصر و عبدالعزيز و جازيتوا كل اللي حولكم بالغدر! ما دافعتوا عن مقرن ولا فهمتوه وما دافعتوا عن عبدالعزيز ولا أحد!! أنا صادق ولا؟
عبدالرحمن بإتزان : خلصت حكيك؟ وصلت للي تبيه ولا باقي شي ما بعد قلته؟
رائد بضحكة : لا أبد كل التفاصيل ذكرتها ولله الحمد . . بس خلنا بعد نزيد من إدراك عبدالعزيز شوي ونسأله كانه يدري عن صالح العيد؟ ولد عم أبوه؟
عبدالرحمن بغضب : رائد
رائد بسخرية : ضربنا الوتر الحساس شكلنا! . . يا شقاك يا عبدالعزيز حتى أبوك ما قالك حقيقة أهله!! وش هالدنيا اللي تلعب بالبني ادم بس!
أردف بتنهيدة : صالح العيد كان شريكي وأبوك تبرا منه تصور ولا حتى ساعده عشان كذا لجأ لي لكن بعد أبوك أعماه حقده وذبح ولد عمه بنفسه
عبدالرحمن : مين ذبح صالح؟ ما كأنه مات متسمم وبإيدك بعد؟
رائد بإنكار : أبدا ولا قربت منه، اللي ذبحه ولد عمه ما يحب أحد ينافسه، مشكلة سلطان العيد كان أناني في كل حياته ولما جاء وقت يختار فيه أختار سلطان بن بدر عليكم كلكم لأنه كان يصدر أنانيته لسلطان، وما حب احد ياخذ هالمنصب منكم عشان كذا عصب بو منصور وقدم على التقاعد!
سلطان بسخرية من قهره الذي يصاب به : تكذب الكذبة وتصدقها!!
رائد بإبتسامة : قولنا كيف ترشحت لهالمنصب وفيه اللي أولى منك؟ مو كان بواسطة قوية من سلطان العيد اللي تقاعد وهو مسلمك زمام الأمور بكبرها ومتجاهل الكل!!
عبدالرحمن : ترشيح سلطان جاء بموافقتنا كلنا لعلمك ولا تحاول تزرع الفتنة بيننا لأنك تبطي!
رائد : أي موافقة هذي اللي خلتكم تتهاوشون قدام الموظفين وصارت مشكلة بينكم وبين سلطان العيد؟ مو كانت عشان سلطان وأنه ما يستحق هالمنصب وأنه توه صغير وغير مؤهل؟
سلطان بهدوء مستفز : إيه صح عليك! بس لأن اللي في مخك درج، ما تفهم وش سبب الهوشة صح فعشان كذا تقول دام مافهمتها لازم أخترع لها سبب بمزاجي! محد تقبل وجودي بالبداية بهالمنصب لكن ماهو عشانهم ضدي! هم ضد خبرتي القصيرة، لكن بالنهاية وقفوا معي وبو منصور ما تقاعد بعد تسليمي للمنصب، أشتغل معاي إلى أن أختار طريق التجارة وتقاعد بعدها، وصالح العيد أنا بنفسي تسلمت ملفه وكان متسمم! لأن عرفت أنه راح ينقلب عليك ويروح لولد عمه لأنه بالنهاية الدم واحد والعرق يحن! ولما جاك صالح العيد كان سلطان الله يرحمه يحاول بكل جهده إنه يوقفه عن العفن اللي يجي من وراك! لكن كان إختياره ومقدر يخضعه وهو رجال يملك حق القرار، وأضطر يحاربه لأن ما ألتفت لإسمه ألتفت لوطنه.
رائد بهدوء : والله عاد محد بيصدق هالحكي غيركم لأن ماشاء الله عندكم تاريخ مشرف بالكذب وبالأفلام!!
ناصر نظر بصورة أوقعت الشك في نفس رائد : رجعوه!!
عبدالرحمن بحدة أنفجر بوجهه : قلت راح تطلعهم بمجرد ما نجي! خلنا على إتفاقنا
رائد ينظر إلى ناصر : رجعه . . . قيد الرجل أيدي ناصر بكفيه ليأخذه للمكان الذي كان فيه هو وعبدالعزيز .
رائد وقف بتنهيدة : وأنا غيرت إتفاقي! وبمزاجي . . . . . مسك هاتفه ليقرأ الرسالة التي تأتيه في هذه الأثناء، رفع عيناه بإتجاه عبدالرحمن : تبيني أقولك الأخبار ولا بدري عليها؟ أخاف يرتفع ضغطك ونبتلش!!
عبدالرحمن لا تركع نظراته بأي رجاء لرائد، مازال شامخا رغم هذه الهزات التي تصيبه ومازال يحاول أن يحافظ على هدوء أمام إضطراب الإستفزاز الذي تحت قدميه ومازال يفكر بإتمام الخطة نفسها رغم كل شيء يحصل الان.
رائد : بنتك . . كنا بنجيبها لك لكن للأسف رجالك أجبرونا نطلق الرصاص عليها
رفع عينه عبدالعزيز وهو يمسح باطن كفه بقميصه، لم ترمش أبدا وهو يسمع رائد ينطق ببطء شديد حتى يستفزهم أكثر : بنتك رتيل!
عبدالرحمن كرر بصوت خافت حتى يصبره الله على هذه المصيبة : لا إله الا الله . . لا إله لا الله . . لا إله الا الله
سلطان : أنت اللي بديتها وترحم على ولدك!!
أنفجر رائد بضحكة طويلة : عفوا؟ أترحم على مين؟ وش هالتأخر المخي اللي في راسكم!!
سلطان : طول السنين اللي فاتت ما تعرضنا لأهلك ولا حاولنا ندخل ناس مالهم ذنب بهالمشاكل! في وقت كنت تتعرض لنا بأهلنا وتلوي ذراعنا فيهم! وصبرنا وقلنا مهما صار مالنا ندخل بناس ذنبهم إنهم يرتبطون بإسمك لكن هالمرة أنت ما عطيتنا أي خيار!!
رائد بسخرية : يطلق عليكم الحين . . مثيرين للشفقة بإمتياز! . . ولدي مات يا حبيبي، لكن دمه مايروح هدر، الكل بيدفع ثمن أغلاطه معي والكل بيدفع ثمن حزني على ولدي!! وكانت بدايتها بنتك وبيجيك الدور يا سلطان!!
سلطان : مات؟ والله أنت اللي عندك تأخر مخي!
عبدالرحمن لم تحمله قدماه، جلس وهو يضغط بأصابعه على الأريكة.
يالله خذ مني الإحساس إن صابها الوجع والألم، يالله أذبح بي الشعور في الوقت الذي تمرض بها إبنتي ولا تجعل الحزن يتحشرج بي ويبقي روحي في المنتصف، لا أحيا ولا أموت، هذا الشعور الذي يجيئني كلما غادرني من أحب، يارب أرزقني الصبر وساعدني وأرفع عني هذا البلاء الذي يشطر ظهري وقلبي معا.
عبدالعزيز أخذ نفس عميق، أنتهى برؤية فارس و عبدالمجيد، رائد وضع يده على الطاولة قبل أن تضعفه قواه المشتتة، يحاول أن يصدق ما تراه عيناه، تجمدت عيناه وتجمد ماء محاجره مع نظراته الضائعة في ملامح إبنه.
هل ما أراه حقيقة أم من فرط الخيال، لو كان حلما يالله أدعوك أن لا أستيقظ منه، هل هذه العينان التي تقتبسني صاحبها إبني؟ أم من الأربعين الذين يشبهونه؟ ولكن من يقدر على أن يشبه نظراته الشفافة والحادة في الوقت نفسه؟ من يقدر أن يكون جميلا كأبني؟ وشاعرا كاتبا كإبني أيضا؟ من يقدر أن يعشق مثل عشق إبني ويحيا في عينيه ميلادي؟ لم تمت، وأنا الذي ظننت انك غادرتني، كيف صدقت أمر موتك وأنا حتى لم أرى جثتك وضللت أبحث عنها! كيف خدعت بموتك وأنا لا اقدر على العيش بهناء دونك، أتدري أنك غيث لقلب والدك، وأنا في بعدك جفاف ، أتدري أن الحب في حياتي هو أنت وفقط، أتدري أيضا أنني أشتقتك.
رفع فارس حاجبه بإستغراب من نظرات والده، أقترب إليه بتوجس : يبه
حزين يا أبوك! كل فكرة بعدك تعبرني / صدى. و أنا تعودتك صوت، وكل ضحكة في غيابك، وهم و أنا اللي ما تروق لي الضحكات بلا صوت، يا نبرة الحياة فيني لو تدري إنه الحياة ترتبط فيك، وأن أجمل العمر في يديك، يا فارس! يا كل مواني الفرح في صدري، ما هد شراعي غير / موتك ؟ . . . و يالله على الحياة اللي تجيبها بقربك.
تعلقت نظرات عبدالعزيز بعيني عبدالمجيد، كانت نظراته تنطق شرا و حقدا.
سحبه رائد إليه ليعانقه بشدة وهو يحاول أن يستنشق رائحته التي غادرته طوال الأيام الماضية، فارس استغرب من هذا العناق الشديد وهو يشعر بوجع والده من عينيه، همس في إذنه : وش فيك يبه؟
رائد بمثل همسه : حسبت إني فقدتك، حسبت إنك ضعت من إيدي!
فارس قبله بالقرب من عينيه وبحوار هامس لا يسمعه سواهما : صارت أمور كثيرة راح أقولها لك بس بطلبك شي
رائد : تأمرني،
فارس : أتركهم! . . أتركهم لو لي خاطر عندك يبه
رائد أبعده وهو ينظر إلى عينيه بإبتسامة منتشية بالحياة : أهم شي إنك بخير
فارس إلتفت إليهم، نظر إلى عبدالرحمن بنظرة شتتها بسرعة، بعد أن صافحه بإسم مشعل لا يتجرأ أن يضع عينه بعينه بإسم فارس
عبدالمجيد : حسابك صار معاي! وأتوقع فارس أكبر دليل
رائد فهم قصده، نظر إلى إبنه، فارس : يبه لو سمحت
رائد ومازالت عيناه تثير الشفقة من شدة عدم تصديقها لرؤية إبنه، ينظر إليه وكأنه للمرة الأولى يراه
فارس برجاء : يبه . .
رائد تنهد : علم ربعك ما عاد يتعرضون لطرف مني وأوعدهم ما أتعرض لهم بشي
عبدالمجيد إلتفت لسلطان هامسا : لا تهتم! تقدرون تروحون الحين قبل لا يصير شي يعاكسنا
سلطان بمثل الهمس : ماراح أتحرك وأتركه
عبدالمجيد بحدة : سلطان!!
سلطان وتذكر كلمة من عبدالمجيد قبل عدة سنوات " عبدالمجيد : بصفتي مسؤول أنا قادر أأمرك، أطلع يا سلطان " : هالمرة أنت منت مسؤولي عشان تأمرني!!
عبدالمجيد أدرك أن لا فرصة لإقناع سلطان في هذا الوقت الضيق : عب
قاطعه قبل أن يكمل إسمه : ومنت مسؤولي بعد ولا تقدر تتحكم مثل ما تحكمت بأختي
عبدالمجيد بدهشة ينظر إليهم، سلطان إلتفت لعبدالعزيز : ممكن تحكم عقلك هالمرة وتتصرف صح
عبدالعزيز بنرفزة : يخي أنا مستغرب من شي واحد! عقب كل هذا لكم وجه تأمروني!!! عمري ماراح أشوف ناس ماعندها دم وحيا مثلكم!!
رائد إلتفت لإبنه : شفت بنفسك! هم ما يبون يتحركون
فارس : عبدالعزيز . .
عبدالعزيز نظر إليهم : على فكرة فارس اللي تصنفونه من ألد أعدائكم!! هو الوحيد اللي وفى لي وأنتم يا ربع أبوي ما قدرتوا تحسنون لي بتصرف واحد!!
فارس حاول أن يبتعد من جهة والده ليقترب منهم ولكن يد رائد طوقت معصمه : خلك هنا
بإستغراب إلتفت من خوفه الكبير من تحركه بأي حركة بسيطة : يبه!!!
رائد بحدة : قلت خلك هنا
رفع عينه لعبدالعزيز مرة أخرى وسحب ورقة من مكتب والده، كتبت عنوان الفندق : تقدر تروح لأختك أنت وناصر . . وين ناصر؟
رائد : الحين أطلعه
عبدالعزيز بعناد يريد ان يقهرهم به كما أحزنوه : ماني متحرك!
يتبع
تعليق