لمار في مكان ما!!بقلم/أم عبد الملك..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • SOoΚaRh
    V - I - P
    • Jan 2009
    • 1778

    #71
    الجزء السادس والعشرون

    من مطار هيثرو بلندن يقل التاكسي أربعة أشخاص

    لمار في المقعد الخلفي وبجوارها والدتها وبجوارها الممرضة البريطانية التي استقبلتهم في المطار بتوصية من د عبد الله ستوفيوس ، وفي المقعد الأمامي يجلس أبو أحمد ينظر إلى طرقات لندن وبناياتها التي يزينها القرميد

    كانت الممرضة ترشد السائق إلى طريق المستشفى الذي ينتظرهم فيه د عبد الله

    توقف التاكسي في باحة المستشفى ونزلت الممرضة مسرعة لتشير إلى سائق عربات بالقرب من مخرج الطوارئ ليأتي بعربة تركبها أم أحمد

    استقبل د عبد الله لمار وأبويها بحفاوة وأخبرهم بأن غرفة أمها جاهزة فصعدوا للطابق الخامس ثم دخل ثلاثتهم الغرفة التي جهزت لأم لمار خصيصا، فقد وضعت فيها هيلا باقة ورد طبيعي بجانب النافذة

    وسلة شوكولا على الكومدينا وعليها بطاقة كتب عليها (نتمنى لك الشفاء العاجل)

    تقدمت الممرضة بالعربة لتنزل أم أحمد وجاءت ممرضة أخرى تساعدها .. كانت لمار تقف جانبا ممسكة بحقيبتها وبعباءة أمها التي خلعتها لتستلقي على السرير

    كانت لمار تحس بنشوة وتفاؤل وبفرحة لم يسبق أن حستها ... هي في لندن الان بصحبة والديها بعيدة عن حر الرياض التي تركت فيها أخوتها وأمهم

    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (دخل د عبد الله)
    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( يضم أبو أحمد الدكتور)
    - الحمد لله على سلامتكم (قالها بالعربية بصعوبة) لمار لتتولي الترجمة بيننا
    - حاضر يا دكتور ولكن .. أين هيلا؟ (تكلمت معه باليونانية)
    - لم أقل لكم هيلا ولدت منذ أسبوع لقد رزقنا بولد
    - وما أسميته؟
    - محمد .. على اسم النبي الكريم
    - ما شاء الله .. بارك الله لك في ولدك .. وحمدا لله على سلامة هيلا
    - شكرا لمار
    - هل نستطيع زيارتها؟
    - بالطبع ساخذكم لمنزلي في المساء .. لقد أكدت علي هيلا بأن أاتي بك أول ما تصلين إلى لندن
    - (أمها) حمدا لله على سلامة هيلا .. كيف هي الان؟
    - بخير الحمد لله
    - (أبو أحمد الذي لا يفهم شيئا من حوارهم) قولوا لي وش السالفة ؟ ما فهمت غير الحمد لله
    - يا بابا هيلا جابت ولد وسموه محمد .. ود عبد الله بياخذنا نزورها الليلة
    - ما شاء الله تبارك الله .. مبروك يا دكتور
    - شكرا لك



    استأذن د عبد الله ليكمل عمله .. وبقيت لمار ووالديها في الغرفة .. ثم سألت والدها: بابا .. يعني ما راح نسكن بالفندق؟
    - د عبد الله أصر على ضيافتنا ورفض يستأجر لنا وقال تقعدون بالنهار في المستشفى وبالليل في بيته
    - يعني كل ليلة بشوف هيلا؟
    - أشوفك تحبين هيلا كثير .. ترا نغار أنا وأمك؟؟ (قالها مازحا)
    - (أمها تضحك) تستاهل هيلا .. ولو إننا بدينا نغار على قول أبوك
    - (ضحكت لمار) تغارون ؟ أنتم لو تدرون .. الدنيا موب واسعتني من الفرحة لأني معكم
    - (ضمها أبوها) يا فرحة قلبي أنت .. لو تدرين يا لمار ... أحس إنك عيوني اللي أشوف فيها العالم .. يوم غبتي ... (دمعت عيناه) يوم غبتي اسودت الدنيا صرت ما أشوف شيء بحياتي حلو وإلا يفرح .. ما فتحت إلا يوم شفتك في مطار الرياض أول ما جيتي

    - (أمها قاطعته) أجل وش أقول أنا؟ أنا اللي غابت عن عيوني سنين... وأحمد .. ( قطع صوتها البكاء) صحيح فرحت فيك يا بنيتي وأنعشت قلبي اللي ظنيته مات من سنين من الحزن .. لكن ما تتم فرحتي إلا برجعة أحمد .. ثم بكت

    اقترب أبو أحمد ليمسح على رأسها ويواسيها ويقول لها: أكيد كنت تدعين لهم إن ربي يحفظهم ويردهم لك .. هذي لمار ردت بالسلامة .. وأحمد بيرد بعد وبتفرحين أكيد إن شاء الله .. بس أنت ادعي وربك كريم

    اقتربت لمار من أمها لتضمها وتخفف عنها حزنها على أحمد الغائب المفقود

    000000000000000000000000000000 0000000000
    صحا الشاب ليجد عشرة يورور تحت يده .. فتح عينيه مندهشا نظر إلى الأوراق المالية ثم نظر إلى الشمس المشرقة خلف البنايات المتراصة ثم أعاد النظر للنقود وقام يعدها

    سأل نفسه من أين هذه النقود؟ هل نزلت من السماء ؟ أو سقطت من أحد ما؟ أو ربما حن عليه شخص كريم فوضعها بيده؟؟

    سار إلى أقرب خباز فابتاع رغيفا ثم اشترى ماءا ليفطر على الاثنين .. انتهى ولم يحس بالشبع بعد فهو بالكاد يغطي جدار معدته

    قام ونفض ملابسه المتسخة ومسح على شعره وكأنه للتو فتح عينيه على حقيقة مظهره الرث

    تذكر ما كان يسعى من أجله فسار متجها للشمال

    اقتربت الشمس من المغيب وهو لا زال يسير .. إنه الان قريب من ضاحية أثينا الشمالية وهو يحس بالجوع والعطش .. توقف عند أحد المحطات بالطريق ليبتاع له فطيرة وماءا .. فهما أرخص شيء يمكن أن يأكله .. وليس معه مال كاف لطعامه وشرابه

    دخل المستشفى مسرعا قبل أن يوقفه أحد بسبب مظهره

    ثم وقف أمام اللافتة التي تحمل اسم المريض على غرفة والدته فوجدها فارغة .. أسرع بالدخول ووخزه قلبه من الخوف

    السرير فارغ؟ معقول؟؟

    صرخ : أين أميييييييييييي ؟

    فتح الدولاب ثم سحب غطاء السرير وجره في الأرض ثم جال في الغرفة بسرعة ينبش الأشياء باحثا عن والدته التي قدم لليونان من أجلها منذ ثلاث سنوات

    دخلت الممرضة لتجد شابا أشبه بالمجانين يصرخ وينزع الأشياء من مكانها وشكله وملابسه تؤيدان ذلك

    خرجت لتنادي الممرضات : هناك مجنون في المستشفى أخرجوه .. فأسرعن إلى الغرفة ليطردنه وذهبت إحداهن تستدعي رجل الأمن

    عندما راهن قال : أنا لست مجنونا .. أين أمي؟

    وكان يخاف أن يسمع خبر موتها من أفواههن

    - لقد خرجت من المستشفى
    - وكيف؟
    - لا أدري لقد أخرجها زوجها .. هيا أخرج من هنا الان
    - وأين ذهبت؟
    - لا نعلم خرجت وفقط

    أسرع خارجا فإذا برجل الأمن يسرع ليمسكه .. فقال له: اتركني أنا لست مجنونا سأخرج .. دعني (وصرخ به)
    توقف رجل الأمن يتأمل الشاب المنفعل وهو يخرج من القسم


    خارج المستشفى وقف أحمد لا يدري أين ذهبت أمه فهو لم يصدق أنه وصل إلى المستشفى ليراها ثم يكتشف أنها ليست هنا

    هل عادت إلى الرياض؟؟ ربما وهذا احتمال وارد أسرع عائدا إلى أثينا ليتجه للسفارة السعودية .. فليس له في أثينا الان حاجة ما دامت والدته غير موجودة

    000000000000000000000000000000 000000000

    يلوح مبنى السفارة من بعيد .. يسرع أحمد في خطاه فهو لا يطيق أن يبقى في هذه البلاد بعد ما حصل له فيها .. ثم توقف فجأة عندما تذكر لمار أخته الصغيرة الطفلة ... الضائعة في طرقات أثينا

    توقف وكأنه يريد العودة للوراء .. كيف يسافر وأخته لمار ما زالت هنا؟؟

    وقف ليضرب على أحد الجدران بقهر وهو يقول: وين ألقاك يا لمار ؟ قولي لي وييييييييييييييين؟

    وقف يبكي بجانب الحائط .. يبكي تشرده وقلة حيلته ورحيل أمه وضياع أخته

    وقف يبكي ويتحسس النقود الخمسة في جيبه .. ما تفعل هذه به؟ فهي بالكاد تكفي طعام يوم واحد فقط

    هل يموت جوعا .. لقد ذاق الموت أمس لو لم يدخل الملهى وتسقيه امرأة سكيرة كأسا لا يدري ما طعمها .. المهم أن شيئا ما دخل جوفه الظامئ

    إما حياته وإما حياة لمار إما يذهب للسفارة وإما يعود ليبحث عن أخته

    وقف يتخيل أخته الصغيرة النحيلة البريئة .. تخيلها بثوبها الخفيف وقد تقطع نعلها تقف لتشحذ على أرصفة أثينا وينظر لها الناس باحتقار

    ثم جلس يبكي حائرا خائفا جائعا وحيدا فقيرا

    بعد ساعة من الزمن نظر إلى مدخل السفارة الذي لم يكن بعيدا وأحس بالجوع يلوي بطنه فقام من دون تفكير

    دخل السفارة فأمسكه موظف الأمن يظنه متسول أو مجنون

    رد عليه أحمد : أنا سعودي وهذي سفارتي .. اتركني أدخل

    دخل معه موظف الأمن فهو يخاف من هذه الهيئات

    عرفت السفارة أحمد الذي أعلن عن فقدانه قبل ثلاث سنين بصورته الموجودة في السفارة,



    خلال أيام قليلة كان أحمد ينزل في مطار الرياض .. فقد رحلته السلطات في اليونان إلى السعودية بلده الأصلي

    وبالرغم من أنه أجرى اتصالات عدة بأبيه إلا أنه لم يجد ردا .. رجع إلى السعودية جاهلا بكل الأحداث التي جرت في غيابه

    عندما اتجه إلى بوابة الخروج من المطار كان لا يعرف أين سيتجه؟ .. فليس له سكن هنا .. وسكنه سابقا كان في سكن جامعة الملك سعود وهو الان منقطع عنها لثلاث سنوات ولا بد أن ملفه قد طوي بسبب الانقطاع المتواصل

    هل يتصل بأحد أصحابه؟ أو أقربائه؟؟ توقف أمام سيارات التاكسي ثم تحسس جيبه فإذا هو خالي .. مظهره لا يدل على أنه قادم من سفر فليس معه حقيبة ولا يحمل بيده شيئا مطلقا

    كان شكله أقرب لسجين أطلق سراحه للتو فهو يمشي ويتأمل العالم من حوله وكأنه يراه لأول مره

    - تبغى تاكسي؟
    - توصلني؟
    - نعم
    - بكم؟
    - بثمانين
    - وإذا قلت لك ما معي
    - كم معك؟؟
    - لو معي عطيتك .. للأسف ما معي
    - أجل وش تسوي هنا؟
    - أنتظر رحمة ربي ترسل لي من يوصلني

    مشى صاحب التاكسي وهو يتعجب من الشاب الذي ظنه من هؤلاء العابثين .. رجع ليتأمله فوجده لازال واقفا ينتظر .. وتذكر كلمته (أنتظر رحمة ربي) فرحمه وعاد إليه وقال: أوصلك باللي معك
    - ما معي غير ثيابي؟
    - أنت جاي من سفر؟؟
    - نعم
    - وكيف؟؟
    - ما كل من يرجع من سفر سالم وغانم
    - المهم سلامتك أنت ... تعال اركب

    ركب أحمد ثم سأله صاحب التاكسي: وين عنوانك؟؟

    سكت أحمد كمن يفكر .. فسأله مستغربا: ما لك عنوان بعد؟؟
    - حي السلام
    - توكلنا على الله

    ظل أحمد طوال الطريق صامتا إلى أن وصلوا مخرج 13 واتجهوا شرقا فسأله صاحبه: وين بحي السلام؟
    - امسك طريق عبد الرحمن بن عوف
    - وبعدين؟

    كان يفكر في أي من أعمامه سينزل عنده؟ هل سيوجهه للسلام القديم أو الجديد؟

    أخيرا قرر أن يتوجه لعمه الأصغر .. فعمه الكبير رجل ذو عائلة كبيرة ومشاغل كثيرة ولا يريد أن يثقل عليه

    نزل وشكر صاحب التاكسي وأعطاه اسمه وطلب منه رقم هاتفه ليرد له جميله متى ما استطاع ذلك .. شكره صاحب التاكسي وقال أنه لا داعي لذلك فهو يرجو أجره من الله ثم انصرف

    طرق أحمد الباب فردت طفلة صغيرة .. فقال لها : وين أبوك؟
    - أبوي طلع مشوار
    - ومتى يجي؟
    - بعد صلاة العشاء يمكن

    ابتعد عن الباب وهو يفكر هل سيبقى في الشارع والوقت مازال عصرا؟؟
    وما الأخبار التي سيسمعها من عمه؟ وما قصة اختفائه؟؟

    ما زال في قصة لمار أسرار

    تعليق

    • SOoΚaRh
      V - I - P
      • Jan 2009
      • 1778

      #72
      الجزء السادس والعشرون

      من مطار هيثرو بلندن يقل التاكسي أربعة أشخاص

      لمار في المقعد الخلفي وبجوارها والدتها وبجوارها الممرضة البريطانية التي استقبلتهم في المطار بتوصية من د عبد الله ستوفيوس ، وفي المقعد الأمامي يجلس أبو أحمد ينظر إلى طرقات لندن وبناياتها التي يزينها القرميد

      كانت الممرضة ترشد السائق إلى طريق المستشفى الذي ينتظرهم فيه د عبد الله

      توقف التاكسي في باحة المستشفى ونزلت الممرضة مسرعة لتشير إلى سائق عربات بالقرب من مخرج الطوارئ ليأتي بعربة تركبها أم أحمد

      استقبل د عبد الله لمار وأبويها بحفاوة وأخبرهم بأن غرفة أمها جاهزة فصعدوا للطابق الخامس ثم دخل ثلاثتهم الغرفة التي جهزت لأم لمار خصيصا، فقد وضعت فيها هيلا باقة ورد طبيعي بجانب النافذة

      وسلة شوكولا على الكومدينا وعليها بطاقة كتب عليها (نتمنى لك الشفاء العاجل)

      تقدمت الممرضة بالعربة لتنزل أم أحمد وجاءت ممرضة أخرى تساعدها .. كانت لمار تقف جانبا ممسكة بحقيبتها وبعباءة أمها التي خلعتها لتستلقي على السرير

      كانت لمار تحس بنشوة وتفاؤل وبفرحة لم يسبق أن حستها ... هي في لندن الان بصحبة والديها بعيدة عن حر الرياض التي تركت فيها أخوتها وأمهم

      - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (دخل د عبد الله)
      - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( يضم أبو أحمد الدكتور)
      - الحمد لله على سلامتكم (قالها بالعربية بصعوبة) لمار لتتولي الترجمة بيننا
      - حاضر يا دكتور ولكن .. أين هيلا؟ (تكلمت معه باليونانية)
      - لم أقل لكم هيلا ولدت منذ أسبوع لقد رزقنا بولد
      - وما أسميته؟
      - محمد .. على اسم النبي الكريم
      - ما شاء الله .. بارك الله لك في ولدك .. وحمدا لله على سلامة هيلا
      - شكرا لمار
      - هل نستطيع زيارتها؟
      - بالطبع ساخذكم لمنزلي في المساء .. لقد أكدت علي هيلا بأن أاتي بك أول ما تصلين إلى لندن
      - (أمها) حمدا لله على سلامة هيلا .. كيف هي الان؟
      - بخير الحمد لله
      - (أبو أحمد الذي لا يفهم شيئا من حوارهم) قولوا لي وش السالفة ؟ ما فهمت غير الحمد لله
      - يا بابا هيلا جابت ولد وسموه محمد .. ود عبد الله بياخذنا نزورها الليلة
      - ما شاء الله تبارك الله .. مبروك يا دكتور
      - شكرا لك



      استأذن د عبد الله ليكمل عمله .. وبقيت لمار ووالديها في الغرفة .. ثم سألت والدها: بابا .. يعني ما راح نسكن بالفندق؟
      - د عبد الله أصر على ضيافتنا ورفض يستأجر لنا وقال تقعدون بالنهار في المستشفى وبالليل في بيته
      - يعني كل ليلة بشوف هيلا؟
      - أشوفك تحبين هيلا كثير .. ترا نغار أنا وأمك؟؟ (قالها مازحا)
      - (أمها تضحك) تستاهل هيلا .. ولو إننا بدينا نغار على قول أبوك
      - (ضحكت لمار) تغارون ؟ أنتم لو تدرون .. الدنيا موب واسعتني من الفرحة لأني معكم
      - (ضمها أبوها) يا فرحة قلبي أنت .. لو تدرين يا لمار ... أحس إنك عيوني اللي أشوف فيها العالم .. يوم غبتي ... (دمعت عيناه) يوم غبتي اسودت الدنيا صرت ما أشوف شيء بحياتي حلو وإلا يفرح .. ما فتحت إلا يوم شفتك في مطار الرياض أول ما جيتي

      - (أمها قاطعته) أجل وش أقول أنا؟ أنا اللي غابت عن عيوني سنين... وأحمد .. ( قطع صوتها البكاء) صحيح فرحت فيك يا بنيتي وأنعشت قلبي اللي ظنيته مات من سنين من الحزن .. لكن ما تتم فرحتي إلا برجعة أحمد .. ثم بكت

      اقترب أبو أحمد ليمسح على رأسها ويواسيها ويقول لها: أكيد كنت تدعين لهم إن ربي يحفظهم ويردهم لك .. هذي لمار ردت بالسلامة .. وأحمد بيرد بعد وبتفرحين أكيد إن شاء الله .. بس أنت ادعي وربك كريم

      اقتربت لمار من أمها لتضمها وتخفف عنها حزنها على أحمد الغائب المفقود

      000000000000000000000000000000 0000000000
      صحا الشاب ليجد عشرة يورور تحت يده .. فتح عينيه مندهشا نظر إلى الأوراق المالية ثم نظر إلى الشمس المشرقة خلف البنايات المتراصة ثم أعاد النظر للنقود وقام يعدها

      سأل نفسه من أين هذه النقود؟ هل نزلت من السماء ؟ أو سقطت من أحد ما؟ أو ربما حن عليه شخص كريم فوضعها بيده؟؟

      سار إلى أقرب خباز فابتاع رغيفا ثم اشترى ماءا ليفطر على الاثنين .. انتهى ولم يحس بالشبع بعد فهو بالكاد يغطي جدار معدته

      قام ونفض ملابسه المتسخة ومسح على شعره وكأنه للتو فتح عينيه على حقيقة مظهره الرث

      تذكر ما كان يسعى من أجله فسار متجها للشمال

      اقتربت الشمس من المغيب وهو لا زال يسير .. إنه الان قريب من ضاحية أثينا الشمالية وهو يحس بالجوع والعطش .. توقف عند أحد المحطات بالطريق ليبتاع له فطيرة وماءا .. فهما أرخص شيء يمكن أن يأكله .. وليس معه مال كاف لطعامه وشرابه

      دخل المستشفى مسرعا قبل أن يوقفه أحد بسبب مظهره

      ثم وقف أمام اللافتة التي تحمل اسم المريض على غرفة والدته فوجدها فارغة .. أسرع بالدخول ووخزه قلبه من الخوف

      السرير فارغ؟ معقول؟؟

      صرخ : أين أميييييييييييي ؟

      فتح الدولاب ثم سحب غطاء السرير وجره في الأرض ثم جال في الغرفة بسرعة ينبش الأشياء باحثا عن والدته التي قدم لليونان من أجلها منذ ثلاث سنوات

      دخلت الممرضة لتجد شابا أشبه بالمجانين يصرخ وينزع الأشياء من مكانها وشكله وملابسه تؤيدان ذلك

      خرجت لتنادي الممرضات : هناك مجنون في المستشفى أخرجوه .. فأسرعن إلى الغرفة ليطردنه وذهبت إحداهن تستدعي رجل الأمن

      عندما راهن قال : أنا لست مجنونا .. أين أمي؟

      وكان يخاف أن يسمع خبر موتها من أفواههن

      - لقد خرجت من المستشفى
      - وكيف؟
      - لا أدري لقد أخرجها زوجها .. هيا أخرج من هنا الان
      - وأين ذهبت؟
      - لا نعلم خرجت وفقط

      أسرع خارجا فإذا برجل الأمن يسرع ليمسكه .. فقال له: اتركني أنا لست مجنونا سأخرج .. دعني (وصرخ به)
      توقف رجل الأمن يتأمل الشاب المنفعل وهو يخرج من القسم


      خارج المستشفى وقف أحمد لا يدري أين ذهبت أمه فهو لم يصدق أنه وصل إلى المستشفى ليراها ثم يكتشف أنها ليست هنا

      هل عادت إلى الرياض؟؟ ربما وهذا احتمال وارد أسرع عائدا إلى أثينا ليتجه للسفارة السعودية .. فليس له في أثينا الان حاجة ما دامت والدته غير موجودة

      000000000000000000000000000000 000000000

      يلوح مبنى السفارة من بعيد .. يسرع أحمد في خطاه فهو لا يطيق أن يبقى في هذه البلاد بعد ما حصل له فيها .. ثم توقف فجأة عندما تذكر لمار أخته الصغيرة الطفلة ... الضائعة في طرقات أثينا

      توقف وكأنه يريد العودة للوراء .. كيف يسافر وأخته لمار ما زالت هنا؟؟

      وقف ليضرب على أحد الجدران بقهر وهو يقول: وين ألقاك يا لمار ؟ قولي لي وييييييييييييييين؟

      وقف يبكي بجانب الحائط .. يبكي تشرده وقلة حيلته ورحيل أمه وضياع أخته

      وقف يبكي ويتحسس النقود الخمسة في جيبه .. ما تفعل هذه به؟ فهي بالكاد تكفي طعام يوم واحد فقط

      هل يموت جوعا .. لقد ذاق الموت أمس لو لم يدخل الملهى وتسقيه امرأة سكيرة كأسا لا يدري ما طعمها .. المهم أن شيئا ما دخل جوفه الظامئ

      إما حياته وإما حياة لمار إما يذهب للسفارة وإما يعود ليبحث عن أخته

      وقف يتخيل أخته الصغيرة النحيلة البريئة .. تخيلها بثوبها الخفيف وقد تقطع نعلها تقف لتشحذ على أرصفة أثينا وينظر لها الناس باحتقار

      ثم جلس يبكي حائرا خائفا جائعا وحيدا فقيرا

      بعد ساعة من الزمن نظر إلى مدخل السفارة الذي لم يكن بعيدا وأحس بالجوع يلوي بطنه فقام من دون تفكير

      دخل السفارة فأمسكه موظف الأمن يظنه متسول أو مجنون

      رد عليه أحمد : أنا سعودي وهذي سفارتي .. اتركني أدخل

      دخل معه موظف الأمن فهو يخاف من هذه الهيئات

      عرفت السفارة أحمد الذي أعلن عن فقدانه قبل ثلاث سنين بصورته الموجودة في السفارة,



      خلال أيام قليلة كان أحمد ينزل في مطار الرياض .. فقد رحلته السلطات في اليونان إلى السعودية بلده الأصلي

      وبالرغم من أنه أجرى اتصالات عدة بأبيه إلا أنه لم يجد ردا .. رجع إلى السعودية جاهلا بكل الأحداث التي جرت في غيابه

      عندما اتجه إلى بوابة الخروج من المطار كان لا يعرف أين سيتجه؟ .. فليس له سكن هنا .. وسكنه سابقا كان في سكن جامعة الملك سعود وهو الان منقطع عنها لثلاث سنوات ولا بد أن ملفه قد طوي بسبب الانقطاع المتواصل

      هل يتصل بأحد أصحابه؟ أو أقربائه؟؟ توقف أمام سيارات التاكسي ثم تحسس جيبه فإذا هو خالي .. مظهره لا يدل على أنه قادم من سفر فليس معه حقيبة ولا يحمل بيده شيئا مطلقا

      كان شكله أقرب لسجين أطلق سراحه للتو فهو يمشي ويتأمل العالم من حوله وكأنه يراه لأول مره

      - تبغى تاكسي؟
      - توصلني؟
      - نعم
      - بكم؟
      - بثمانين
      - وإذا قلت لك ما معي
      - كم معك؟؟
      - لو معي عطيتك .. للأسف ما معي
      - أجل وش تسوي هنا؟
      - أنتظر رحمة ربي ترسل لي من يوصلني

      مشى صاحب التاكسي وهو يتعجب من الشاب الذي ظنه من هؤلاء العابثين .. رجع ليتأمله فوجده لازال واقفا ينتظر .. وتذكر كلمته (أنتظر رحمة ربي) فرحمه وعاد إليه وقال: أوصلك باللي معك
      - ما معي غير ثيابي؟
      - أنت جاي من سفر؟؟
      - نعم
      - وكيف؟؟
      - ما كل من يرجع من سفر سالم وغانم
      - المهم سلامتك أنت ... تعال اركب

      ركب أحمد ثم سأله صاحب التاكسي: وين عنوانك؟؟

      سكت أحمد كمن يفكر .. فسأله مستغربا: ما لك عنوان بعد؟؟
      - حي السلام
      - توكلنا على الله

      ظل أحمد طوال الطريق صامتا إلى أن وصلوا مخرج 13 واتجهوا شرقا فسأله صاحبه: وين بحي السلام؟
      - امسك طريق عبد الرحمن بن عوف
      - وبعدين؟

      كان يفكر في أي من أعمامه سينزل عنده؟ هل سيوجهه للسلام القديم أو الجديد؟

      أخيرا قرر أن يتوجه لعمه الأصغر .. فعمه الكبير رجل ذو عائلة كبيرة ومشاغل كثيرة ولا يريد أن يثقل عليه

      نزل وشكر صاحب التاكسي وأعطاه اسمه وطلب منه رقم هاتفه ليرد له جميله متى ما استطاع ذلك .. شكره صاحب التاكسي وقال أنه لا داعي لذلك فهو يرجو أجره من الله ثم انصرف

      طرق أحمد الباب فردت طفلة صغيرة .. فقال لها : وين أبوك؟
      - أبوي طلع مشوار
      - ومتى يجي؟
      - بعد صلاة العشاء يمكن

      ابتعد عن الباب وهو يفكر هل سيبقى في الشارع والوقت مازال عصرا؟؟
      وما الأخبار التي سيسمعها من عمه؟ وما قصة اختفائه؟؟

      ما زال في قصة لمار أسرار

      تعليق

      • SOoΚaRh
        V - I - P
        • Jan 2009
        • 1778

        #73
        الجزء السابع والعشرون

        يفتح د عبد الله الباب ليدخلوا عبر الفناء إلى باب المنزل .. كانت الوقت ليلا وبقايا من مطر صيفي يرطب المكان ولسعة من هواء بارد منعش

        تقف لمار خلف أبيها بعباءتها ولثامها تنظر بشوق إلى نوافذ المنزل المضيئة

        - تفضلوا
        - شكرا

        جلست لمار وأبيها في الصالة ودخل د عبد الله ليحضر لهم بعض القهوة الدافئة ، وضع القهوة على الطاولة ثم نظر إلى لمار وقال: هل ستبقين معنا أم تريدين الدخول عند هيلا؟
        - سأدخل إن كانت تنتظرني؟؟
        - نعم هي بانتظارك
        - (أبوها) ومن يترجم لنا؟
        - بابا أنت الحين في لندن .. وش رايك بكورس إنجليزي؟
        - كورس بيومين ؟؟... رحلتنا بعد خمسة أيام
        - خلك يا بابا مع د عبد الله هو يعلمك ... (ابتسمت) بالإذن

        كانت هيلا جالسة على المقعد في غرفة المكتب والمليئة بالكتب الطبية من تخصص عبد الله ومن تخصصها أيضا وفيها مكتبان متقابلان خلفهما تمتد رفوف الكتب وفي الجهة التي عليها الباب يوجد كنب لاستقبال أصحابهم في الطب والذين عادة ما يتباحثون معهم

        دخلت لمار بسرعة وعانقت هيلا التي ذهب بطنها بعد الولادة فأصبحت أرشق بكثير
        - لقد اشتقت إليك كثيرا
        - وأنا أيضا .. كيف حال والديك؟؟
        - بخير وأنت؟ كيف حالك وحال حمودي؟
        - وما حمودي؟
        - اسم الدلع لمحمد
        - هل تدلعونه هكذا؟؟
        - نعم

        نظرت إلى ابنها وهي تردد حمودي حمودي وكأنها تريد حفظ اسم الدلع

        أخذت لمار الطفل الصغير الناصع البياض فهو كالثلجة والجميل الملامح ثم ضمته على صدره وأحست أنه قريب منها .. قريب جدا كأنه أخوها

        - تفضلي لمار (وأشارت إلى الكنب الملبس بالجلد)
        - شكرا .. هل تصدقين ابنك جميل جدا .. انظري إلى عينيه الخضراوان .. وأنفه الروماني
        - لمار كافاك تخيلا ... فهو لم تتبين ملامحه بعد .. ولم يتعد الأسبوع الأول من عمره
        - ومع ذلك فهو جميل ... ما دامت أمه هيلا
        - شكرا على هذا الإطراء
        - (ابتسمت وغمزت لها) ليس إطراء لك .. إنه لمحمد (ثم ضحكت)

        أخذهما الضحك والحديث فكانت كل واحدة تسأل الأخرى عن أخبارها ولم يقطع عليهما أنسهما إلا صوت عبد الله وهو ينادي : هيلا لقد وصل العشاء .. وكان قد طلبه من المطعم

        خرجت هيلا ليقول لها زوجها : هيا خذي عشاءكما أنت ولمار
        - وأبو لمار؟
        - لقد أخذنا نصيبنا .. هل غرفتهما جاهزة ؟؟
        - نعم
        - ذلك جيد

        بعد العشاء أخذ د عبد الله أبو أحمد إلى الجناح الذي جهزه له فالمنزل واسع وهو من طابقين وبدروم والطابق الثاني عبارة عن أجنحة للنوم .. واحد منها خصص للضيوف .. وكان قبل إسلامهما يريدانه لأهل عبد الله .. ولكن الان انقطعت علاقتهما لذلك جعلاه جناحا للضيوف عامة



        أما هيلا فليس لها سوى أم يونانية الأصل قدمت إلى بريطانيا بعد وفاة زوجها، وكانت هيلا في السادسة عشرة من العمر ثم تزوجت أمها من رجل إنجليزي وأنجبت منه ولدا واحدا

        هيلا عندما تزوجت أمها كانت قد سجلت في الجامعة لتدرس الطب ، فانتقلت للسكن الجامعي بعيدا عن زوج أمها الذي لا تحبه وكانت لا تزورهم إلا في المناسبات فقط

        وقد تعرفت على عبد الله في الجامعة واتفقا على الزواج الذي كان ناجحا فقد بني على الاحترام والجدية في العمل والتفاني في خدمة الاخر

        لما أسلمت هيلين وغيرت اسمها لهيلا أسلم بعدها زوجها مباشرة وغير اسمه من كارلوس إلى عبد الله وأخفوا نبأ إسلامهم لشهور عدة ولم يعلم أهل عبد الله بذلك إلا عندما زاروهم في الكريسماس فطردوهم من المنزل

        أما أم هيلا وزوجها الانجليزي وابنها ذي السنوات الست فلم يعرفوا بذلك .. فقد خافت هيلا من والدتها المتعصبة وزوجها الشرس .. فلم تخبرهم ولم تزرهم حتى لا يروا حجابها .. كانت تسأل عنهم في الهاتف فقط .. وتعتذر عن رؤيتهم إن طلبوا ذلك منها

        لما ولدت هيلا لم تخبر والدتها خوفا من أن تزورها وتكتشف حقيقة إسلامها وكانت تفكر في حل يسمح بزيارة والدتها من دون مشاكل

        في تلك الليلة تفاءلت بمجيء لمار وفكرت في أن تستشيرها في الأمر .. ولكن

        لمار قادمة من السفر للتو وتريد الراحة .. ولن تزعجها بمشاكلها الخاصة لذلك أجلت الحديث للغد

        000000000000000000000000000000 000000000000000

        في الصباح أفطر الجميع ولكن منفصلين فلمار وهيلا اعتزلتا الرجال بسبب حجابهما ، ولما انتهوا اصطحب د عبد الله لمار وأبوها في سيارته إلى المستشفى حيث والدة لمار

        في السيارة كان يصف لهم لندن التي يزورونها لأول مرة ويصف لهم المواقع السياحية والمعالم الأثرية والأسواق العالمية وعدهم أن يأخذهم بعد غد في (الويك إند) نهاية الأسبوع لقصر باكنجهام لمشاهدة تبديل حرس القصر

        كما وعدهم بمشاهدة برج لندن ومقر البرلمان وساعة بيق بن والهايد بارك ودوكلاندز والمتحف البريطاني

        ثم نادى لمار ليقول لها : لن أنسى أن اخذك إلى شارع أكسفورد .. حيث التسوق الذي تعشقه النساء.. فضحكت لمار
        سألها أبوها: ليش تضحكين؟؟

        فترجمت له كلام د عبد الله الذي كان يتكلم باليونانية طوال الطريق فهي لغة التواصل الوحيدة

        وصلوا المستشفى والدكتور عبد الله يتحدث عن لندن وكأنها بلده الأصل .. بينما لم يكن يتحدث عن أثينا بهذا القدر

        عندما نزلوا من السيارة ودخلوا المبنى واستقلوا المصعد للطابق الخامس سألت لمار: دكتور هل نستطيع أن نصحب أمي في نزهتنا في لندن؟
        - سأفكر بالأمر
        - أرجوك دكتور؟؟
        - حسب ما تسمح به صحة والدتك .. أتمنى ذلك
        - يا رب تجي معنا ماما (رفعت يديها لتدعي) وتقومها بالعافية يا رب



        أول ما دخلوا على أم أحمد وسلموا اشتكى أبو أحمد من ابنته والدكتور فهما يثرثران باليونانية وهو لا يفهم شيئا ثم قال: حتى أنت يا أم أحمد تعرفين تسولفين معهم .. وأنا أنتظركم تتصدقون علي وتترجمون لي (قال ذلك مازحا مع الإشارة إلى أن انتبهوا لا تنسوني في حديثكم)

        ضحكوا جميعا وعده الدكتور عبد الله أن يتعلم العربية فهي لغة الإسلام ولغة أهل الجنة .. وسيتعلمها ليرتاح أبو أحمد من الترجمة

        أمضت لمار يومها مع والديها لولا بعض الأوقات التي يأخذون أمها فيها للفحوصات أو للأشعة

        000000000000000000000000000000 00000000000

        في المساء عندما عادوا تحدثت هيلا بعد العشاء عن والدتها وزوجها وأخيها من أمها وقالت للمار ما كانت تود أن تقوله من الأمس

        وسألتها: ما رأيك يا لمار هل أخبر والدتي؟؟

        قالت لها لمار دعيني أفكر بفكرة حسنة وأقولها لك في الصباح غدا إن شاء الله
        - وهل الأفكار تحتاج كل هذا الوقت؟؟
        - نعم .. إن كنت تريدين حلا مريحا
        - أنا أثق بذكائك يا لمار وأنا مشوشة الذهن بسبب هذا الصغير الذي لا ينتهي من البكاء خاصة في الليل
        - لا عليك .. إن كنت تريدين بعض المساعدة بشأن محمد فأنا حاضرة وسأسأل أمي غدا عن أي شيء تودين الاستفسار عنه
        - شكرا لك يا لمار .. أنت عوضتني عن أهلي كثيرا

        ثم سحبتها لتضمها على صدرها ، بعد ذلك استأذنت لمار لتصعد إلى أبيها الذي تعلمه كل مساء كلمات يونانية ليستطيع التواصل كما يقول مع د عبد الله .. فضحكت هيلا منها وقالت : إذن أنتم تقيمون مدرسة ليلية لتعليم اللغات
        - نعم وسأعلمك أنت وزوجك العربية حتى تتقنانها
        - كم أود ذلك .. (قالتها مبتسمة)
        - تعالوا عندنا في السعودية لمدة شهر وسأتكفل بتعليمكم
        - ادعي لنا أن نزورها مرة أخرى .. فقد أحببت مكة والمدينة وجوهما الروحاني من أعماق قلبي
        - سأدعو لكم بالتأكيد ... تصبحين على خير .. وأنت يا حمودي .. (ثم قبلته على جبينه الصغير)
        - تصبحين على خير يا لمار

        000000000000000000000000000000 00000000000000000

        في الأيام الأربعة المتبقية كانت لمار تقضي نهارها مع والدتها وفي المساء مع هيلا .. ماعدا يوم الأحد عندما أخذهم د عبد الله في رحلة سياحية منذ الصباح الباكر حول لندن ومعالمها التي حكا لهم عنها

        كان أبو أحمد يصور لمار في كل مكان من المدينة الجميلة فتارة على الجسر وتارة عند المتحف حتى وهي في السوق حاملة أكياس التسوق

        وكانت هي تصور د عبد الله وأبوها يقفان أمام السيارة بالقرب من برج لندن وهكذا

        قبل حلول المساء زاروا والدتها في المستشفى وحكت لها لمار عن مشاهدتها لكل شيء في لندن ثم أخرجت لها بعض المشتريات التي اقتنتها لها

        اقترب موعد سفرهم فغدا ظهرا ستكون رحلتهم إلى الرياض وفي تلك الليلة سهرت لمار مع هيلا ومحمد الصغير الذي اشترت له ملابس وألعاب جميلة

        واقترحت لمار على هيلا أن تتصل بوالدتها في الغد وتخبرها بولادتها وعليها أن تدعوها في وقت دوام عبد الله حتى لا تراه .. وبما أنها في منزلها فلن تضطر لارتداء الحجاب حتى وإن حضر زوج أمها .. فهو من محارمها

        وقالت لا تذكري عن إسلامك شيئا ولا تخبريهم باسم ولدك حتى لا يشكوا فيك .. فقط قولي لهم أنكم ستسمونه لاحقا وبذلك ستتقي شرهم إن أرادوا بها شرا .. وعليها فيما بعد أن ترسل لهم شخصا ما يوصل لهم كتبا عن الإسلام لعلهم يهتدون وتفتحا لهم بابا على الخير



        نامت لمار تلك الليلة وهي لا تريد أن تغمض عينيها .. كان بودها أن هذه الليلة لا تنتهي حتى لا تسافر غدا وتبتعد عن والدتها وجلست تعزي نفسها بأنها ستلتقي بأخوتها في الرياض وبأمها الثانية .. فهي ما زالت تحبهم وتشتاق إليهم

        خطرت لها ذكرى أخيها أحمد فدمعت عيناها .. هل ما زال في اليونان ؟ أم أنه قد مات؟ حاولت أن تطرد هذه الأفكار السوداء عن مخيلتها ودعت الله أن يرده إليهم سالما

        000000000000000000000000000000 000000000000

        تعليق

        • SOoΚaRh
          V - I - P
          • Jan 2009
          • 1778

          #74
          في الرياض خرج عبد الرحمن من المسجد بعد صلاة العشاء متوجها لمنزله ... سمع صوتا من خلفه يناديه: يا عم يا عم ...
          التفت ليرى شخصا ذي هيئة رثة وشعر أشعث .. فتعجب منه كيف يناديه (عم) وهو ما زال صغير السن

          - عمي ما عرفتني؟؟
          - (تأمله قليلا ثم سأل بشك) أحمد؟
          - إيه أحمد
          - (ضمه على صدره) معقولة ... أحمد ولد أخوي عبد الله ... لا ما أصدق عيوني ... وينك يا أحمد؟ .. قلبنا عليك الدنيا .. وتعب أبوك وهو يدور عليك
          - يا عمي .. أنا نفسي مو مصدق إني رجعت
          - الحمد لله على سلامتك .. تفضل

          وفتح باب البيت ليدخله في المجلس ثم طلب من زوجته أن تحضر عشاءا وذهب إلى دولاب ملابسه فأخرج ثوبا أبيضا وبعض الملابس ومنشفة ليعطيها أحمد ويبدل بها ملابسه التي تمزقت وبليت من طول العهد

          استحم أحمد ولبس ملابسه البيضاء ومشط شعره ورتب لحيته ثم تناول عطرا كان على مغاسل قسم الضيوف وتعطر وهو يقول : لي ثلاث سنين ما تعطرت ولا كديت شعري ولا شيء .. الحمد لله اللي ردني سالم

          ثم جلس في المجلس ينتظر عمه وبطنه يقرقر جوعا فمنذ الصباح بعد إفطار الطائرة لم يذق شيئا .. دخل عمه ولما راه ابتسم وقال: إيه هذا أحمد العبد الله رجع لنا بالسلامة .. كذا شكلك يفتح النفس

          ابتسم أحمد ولم يعرف بم يرد .. ثم وضع عمه العشاء فأكلوا حتى شبعوا .. أحس أحمد بالنعاس فهو لم يشبع هكذا من قبل واستند بظهره .. فلما راه عمه عرف أنه متعب يريد الراحة فجلب لها فراشا لينام

          نام أحمد نومة لم ينمها منذ زمن .. واستغرق بالنوم حتى أن عمه عجز عن إيقاظه لصلاة الفجر فكان كالجثة لا يستجيب لشيء

          عندما ارتفعت الشمس ضحى .. دخل عمه للمرة العاشرة ليوقظه للصلاة .. فصحا أحمد مثل اللي بعث من الموت

          نظر للمجلس حوله ثم لعمه الواقف وقال له : الحمد لله أنا بالسعودية
          - وين كنت تظن نفسك؟
          - يا عمي ما حسيت إني جيت للسعودية وطول الليل وأنا أحلم باليونان .. كنت أحسب إني هناك وما جيت
          - على كل حال الحمد لله على سلامتك
          - الحمد لله .. أكبر نعمة إن الواحد يحس بالأمان وإنه في ديرته
          - ياللا صل الفجر ... وفطورك جاهز (ثم أشار لصينية الإفطار على الطاولة)

          صلى أحمد ثم أفطر وعمه ينتظره ليخبره خبرا مهما .. وكان ينظر إليه متى ينتهي؟؟
          - عمي بسألك عن أبوي .. أتصل عليه وما يرد؟؟
          - جايك الخبر الحين .. أنت خلص وأعلمك
          - فيه شيء جديد صاير؟
          - تقريبا
          - لمار؟ لقيتوها؟؟
          - (ضحك عمه) لا تشغل بالك عليها بتشوفها إن شاء الله
          - (قام فجأة من فطوره) عمي ... يعني رجعت للسعودية؟
          - كمل فطورك أول
          - مابي .. قل لي لمار رجعت وإلا لا؟ طمني تكفى
          - بتشوفها اليوم إن شاء الله
          - مو معقول .. (ثم دمعت عيناه فرحة فقد كان خائفا جدا من أن يكون تركها خلفه وجاء)
          - أحمد نبي نروح المطار العصر
          - عشان لمار؟
          - إيه
          - جات من اليونان؟
          - لا
          - أجل
          - أعلمك بالطريق إذا رحنا

          ثم قام عمه وحمل صينية الطعام ليدخل بها إلى داخل البيت



          لم يكن ذلك المجلس الصغير ليسع فرحة أحمد .. سيكحل عيناه بأخته الصغيرة لمار أخيرا .. إنها شقيقته الوحيدة ويحس أنها نصفه الاخر وكأنها توأمه .. يحبها كثيرا ويريد أن يعوضها عن أمهما المريضة رغم أن أم عمر لم تقصر بذلك

          بعد صلاة الظهر خرج أحمد بصحبة عمه ليزور أخوته في شقتهم المستأجره والدتهم خالته أم عمر وبعد الزيارة يذهبون للمطار لاستقبال لمار وأبوها

          ما تفاصيل اللقاء؟ ما زال في قصة لمار أسرار

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            #75
            الله يعطيك العافيه
            استمري متابعه لك

            تعليق

            • SOoΚaRh
              V - I - P
              • Jan 2009
              • 1778

              #76
              مشكورة على المتابعة..

              الجزء الثامن والعشرون

              في شقة أبو أحمد المستأجرة تستعد زوجته أم عمر لاستقبال زوجها القادم من بريطانيا بعد غياب أسبوع وكانت قد رتبت الشقة و نظفت أبناءها وبينما هي كذلك إذ طرق الباب ظهرا

              - ماما عمي عبد الرحمن عند الباب
              - وش تقول؟ .. (ثم نادت) عمر ... متأكد عمك؟
              - إيه يمه
              - غريبة ... لا يكون فيه شيء جديد !

              وضعت يدها على صدرها فهي تخاف أن تسمع خبرا سيئا .. وإلا ما الذي أتى به الان قبل موعد زوجها الذي سيصل عصرا للرياض؟

              - عمر.. افتح الباب لعمك
              - طيب

              دقائق ويأتي عمر راكضا ويصرخ بصوت عالي : يمممممممممممممه .. لميا ء .. تعالوا شوفوا أحمد
              - أحمد؟ (سألته لمياء)
              - إيه أحمد .. منتي مصدقة تعالي شوفي (وسحبها بسرعة لترى أحمد مع عمه عبد الرحمن وقد دخلا إلى أقرب غرفة للباب)
              - معقولة ؟؟ (ركضت لمياء إلى أحمد لتضمه وتبكي فرحا بمشاهدته سالما) الحمد لله على سلامتك
              - الله يسلمك
              - (نظرت إلى وجهه وهي ما زالت مندهشة ثم مسحت بيديها على كتفه ويديه مع أنه أطول منها) موب مصدقة عيوني
              - لا .. صدقي أنا أخوك أحمد
              - وينك يا أحمد ؟.. أحسبك مت ... وكنت أصيح عليك
              - الحمد لله اللي ردني سالم .. وين باقي أخواني؟ .. عمي عبد الرحمن يقول صارت لي أخت جديدة
              - (عمر بابتسامة) إيه اسمها هلا
              - خلوني أدخل أسلم عليها وعلى خالتي

              سحبه عمر مسرعا إلى الداخل حيث كانت تنتظره أم عمر وأبناءها الصغار

              أسرع لخالته ليسلم عليها وهي التي لم تصدق أنه عاد وأنه حي فدمعت عيناها له ثم نظر إلى أخته هلا ذات الأربعة أشهر ونصفا فقبلها ثم التفت إلى محمد أربع سنوات ولمى ست سنوات فضمهما إلى صدره ودمعت عيناه

              التموا حوله عندما جلس .. فجلست بجانبه أم عمر وبالجانب الاخر تزاحمت لمياء وعمر فغلبته فانتقل خلفها ليضع يده على كتف أخيه الذي اشتاق إليه كثيرا

              ولمى الطفلة البريئة جلست في حضنه وهي تمسك لحيته الخفيفة وتقول: أحمد ليش تغبيت عنا؟
              فضحكوا كلهم عليها فخجلت وهربت لأمها

              بقي محمد الذي لم يتعرف على أخيه بعد فهو عندما فقد أخاه كان عمره سنة واحدة فقط

              عبد الرحمن بقي وحيدا في الغرفة الأخرى وقال في نفسه : باين عليهم نسوني .. ثم ضحك على نفسه كأنه دخيل في هذه الشقة الصغيرة .. تململ ثم نزل لسيارته بالأسفل فهذا الوضع أفضل من بقائه وحيدا

              لم يمض وقت طويل، فقد أذن لصلاة العصر فنزل أحمد وتوجه مع عمه إلى المسجد وكان قد ودع أخوته على أن يعود مساءا بعد أن يأتي بأبيه من المطار



              في ذلك اليوم بكت لمار على فراق والدتها كثيرا وضمتها وودعتها وداعا حزينا .. وكان دكتور عبد الله يخفف عنها ويعدها بأن يبذل جهده في العلاج حتى تقوم سليمة إن شاء الله وسينقلها إن تحسنت للرياض

              أما أبوها فكان يضمها ويقول سنعود إلى لندن قريبا ويواسيها ويعدها بأشياء كثيرة إذا وصلت السعودية

              في الطائرة كانت لمار تجلس بجانب النافذة وتنظر إلى الأجواء الضبابية ورذاذ المطر الذي يقلل من الرؤية وإلى لندن المزدانة بنهرها ومبانيها وخضرتها

              بكت في الطائرة إلى أن غلبها النوم وظلت هكذا إلى أن دخلت الطائرة الأجواء السعودية ، فكر أبوها في إيقاظها ولكن خاف أن تواصل بكاءها ثم نظر إلى صينية الأكل فعرف أنه لن يكون هناك متسع من الوقت لتأكل فأشار للمضيفة أن تأخذ الطعام

              كانت الشمس مائلة للغروب ومطار الرياض المترامي الأطراف يلوح للناظر من الطائرة هنا أضيئت علامة ربط الأحزمة فأيقظ أبو أحمد ابنته لتستعد للنزول بعد حين

              في مطار الرياض كان الركاب القادمون من لندن يتسابقون لتخطي منطقة الجوازات ثم حمل أمتعتهم من سير الأمتعة وكانت لمار وأبوها بانتظار حقائبهم

              في الجهة المقابلة كان أحمد مع عمه ينتظر بشوق وبصبر فارغ لمار ويحاول أن يتخيل شكلها .. هل كبرت؟ هل تغيرت؟ كيف صارت؟؟

              خاف عمه أن يكون هناك صدمة لأخيه وابنته إن شاهدوا أحمد في استقبالهم فأخذ أحمد للسيارة لكي يمهد لهم المفاجأة

              ثم رجع ليستقبل أخاه وابنته ويحمل حقائبهما وعندما خرجوا من بوابة المطار قال لهم عبد الرحمن : بالسيارة واحد ينتظركم تدرون مين؟
              - (أبو أحمد) مين؟
              - (لمار) أحد أخواني؟
              - بالضبط
              - عمر؟
              - لا
              - لمياء؟
              - لا
              - هلا؟
              - هلا الصغيرة بجيبها معي؟؟
              - لا .. يمكن لمى وإلا محمد؟
              - لا
              - ما بقي غير أحمد؟
              - ..............
              - أحمد؟؟ (صرخت بعمها مندهشة)
              - تعالي شوفيه بعينك

              ركضت لمار إلى سيارة عمها التي أشار إليها ومن خلفها أسرع أبوها ليشاهد ابنه الذي لا يعرف كيف عاد للسعودية؟ أما عبد الرحمن فجر عربية الحقائب مبتسما للمفاجأة التي حضرها لهم

              نزل أحمد من السيارة عندما شاهد فتاة نحيلة متلثمة بوشاح أسود تركض باتجاهه

              وقف أحمد ليتأكد من أخته فقزت عليه من الرصيف وقالت: أحمد ؟؟ ... مو معقول ؟ أنت موجود ؟ حي؟ معقولة؟؟
              - الحمد لله على سلامتك لموري (وضمها على صدره)

              وصل أبوهما ليسحب أحمد ويضمه ويبكي ... نعم يبكي الأب الذي شاب شعره ونحل جسمه بعد أن فقد هذين الاثنين .. وهما الان برفقته

              يا للمعجزة الإلهية التي لم يكن يتوقع حدوثها إلا بالدعاء .. لكم صلى الليالي داعيا أن يردهما ربه ردا كريما .. كم بحث عنهما وكم وكم وكم؟؟

              - أحمد يا أبوي (ومسح على جانبي وجهه) الحمد لله على سلامتك
              - وأنت يبه .. الحمد لله على سلامتك

              أراد أبوه أن يكمل حديثه ولكنه غص بعبرة اختنقت منذ ثلاث سنوات .. اقتربت لمار وعمها منه ليقولا له : قرت عينك بأحمد

              صمت الأب الذي لم يستطع الكلام فهو يحس أن شيئا ما بصدره يريد أن ينفجر وأحس بتعب فأراد الجلوس فأخذه أخوه عبد الرحمن إلى المقعد الخلفي في السيارة ليرتاح وتجلس بجانبه لمار لتعتني به إن زاد عليه التعب



              ركب الجميع ولزموا الصمت فهم لا يعلمون ما الذي أصاب أبا أحمد

              خاف عبد الرحمن أن يصاب أخوه بجلطة أو تعب مفاجئ فسأل أخاه : تحس بشئ يا أبو أحمد؟
              - لا .. أنا بلقط أنفاسي .. حسيت الموقف فوق طاقتي .. أنا بخير لا تخافون علي
              - (تقبل يد أبيها) متأكد يا بابا؟
              - لا تخافين يا بنيتي أنا بخير

              أحمد في المقعد الأمامي يود لو ركب في الخلف بجانبهم .. وهو مشتاق إليهم ويريد أن يسألهم عن والدته التي أخبره عنها عمه أنها انتقلت إلى بريطانيا ولذلك هم عائدون من عندها

              التفت إلى لمار وقال لها: لمار .. اكشفي وجهك بشوفك
              - (ابتسمت) أنا لمار ما تغيرت
              - كل هالطول ولا تغيرت .. كنت نصي إذا وقفت جنبي .. والحين بتتعدين أكتافي ..
              - بس وجهي زي ما هو
              - عيونك متغيرة .. وأكيد إنك تغيرت .. ياللا لا تتغلين خليني أشوفك .. اشتقت لك كثير
              - (كشفت وجهها) ها .. لا تقول إني صرت شينة؟
              - (فتح عيونه يقوة وقال) وعععععععععععععع .. وش هالزين؟
              - (ضحك أبوه) وشلون تقول وع وبعدين تقول وش هالزين؟؟
              - أمزح عليها .. بصراحة صرت حرمة وتنهابين .. وينك يوم أنت صغيرة ؟؟
              - لازم تستوعب إني تغيرت .. دايم بزر! .. خلاص يا أخوي كبرنا

              هذا الحديث خفف على أبي أحمد صدمته رغم أنها كانت صدمة فرح ... وأنس بحديث ولديه وتعليقهما على بعضهما كان يبتسم وكأنه في حلم .. ثم تذكر أمهما وقال في نفسه يا ليتك يا أم أحمد تشوفين عيالك مجتمعين ومستانسين .. باقي أنت بس تكملين جمعتنا .. الله يشفيك ويردك لنا بالسلامة

              وصلوا للشقة فنزلوا فرحين لرؤية أخوانهم وأمسك أحمد بيد أبيه الذي شاب فجأة فصار يمشي ببطء

              أما عبد الرحمن فقال في نفسه للأسف كم مرة ينسوني .. وهالمرة نسوا الشناط معي .. ففتح شنطة السيارة لينزل الحقائب وينادي أحد عمال الشقق المفروشة ليحمل الحقائب للشقة 11

              وقف عبد الرحمن يفكر هل يصعد أم يذهب إلى منزله حيث أولاده ينتظرونه منذ أن خرج من الصباح فصعد مسرعا لأخيه وقال له قبل أن يدخل شقته : خلنا نشوفك يا أخوي بكرا .. ترا عشاكم عندي .. وأنا أستأذنك الحين برجع للعيال
              - وليش ما تدخل شوي ..؟
              - (قاطعه) تأخرت على عيالي .. اسمح لي
              - مسموح وما قصرت يا أخوي

              عندما دخل أحمد للشقة قال لخالته أم عمر أن أباه متعب ويحتاج لبعض العناية وأن تنتبه لصحته فأسرعت لزوجها تتفقده وتحضر لها كوبا من الشاي المنعش وتطلب من أبنائها أن يدلكوا رجلي أبيهم

              أما لمار فقد دارت على أخوتها لتضمهم واحدا واحدا ثم ضمت هلا على صدرها ثم دخلت على خالتها في المطبخ الصغير لتسألها إن كانت تحتاج للمساعدة فقالت لها: روحي ارتاحي يا لمار توك جاية من السفر .. واجلسي مع أحمد .. ما اشتقت تسولفين معه؟
              - إلا .. نفسي بس يحكيني وش اللي حصل لنا باليونان ؟ بس الوقت مو مناسب الحين
              - بتعرفين .. ويا خبر اليوم بفلوس بكرا ببلاش
              - صدقت .. عن إذنك

              خرجت لمار لتجد عائلتها قد اكتملت في الصالة كما كانت قبل ثلاث سنين وتذكرت أمها فقالت : باقي أنت يا ماما .. الله يشفيك ويردك لنا بالسلامة

              بعد العشاء انصرفوا للنوم ولم يتحدثوا كثيرا بسبب تعب أبي أحمد .. ربما اجتمع عليه تعب السفر ومفاجأة أحمد .. ولذلك ذهب ليرتاح وينام



              في الغد استأجر الأخوة الثلاثة الأكبر علي والثاني عبد الله والثالث عبد الرحمن ... استأجروا استراحة واسعة لإقامة حفل عشاء بمناسبة عودة أحمد ولد عبد الله

              وجمعوا أقاربهم وأحبابهم رجالا ونساءا .. فكان عشاءا مميزا ... كل من دخل بحث عن أحمد أولا وسلم عليه وحمد الله على سلامته

              وتسامر الجميع في تلك الليلة الصيفية وكان أحمد لا يرد على سؤالهم أين كنت؟ .. حتى أباه لم يخبره بالذكرى السيئة التي حصلت له وتكتم على الأمر .. إلى أن يجد الوقت المناسب

              كان مشوش الذهن ... فهو يرغب بالسفر عاجلا إلى لندن لزيارة أمه المريضة .. ولم تغن المكالمة التي أجراها لتسمع أمه صوته ويسمع صوتها عن مشاهدتها بعينيه

              في الجهة الأخرى من العالم لم تكن أمه تصدق أذنيها وهي تسمع صوت ابنها وحبيبها الذي افتقدته طويلا .. وبكت عندما سمعته ... ثم حمدت الله في سرها أن أعاد ابنها سالما ولو لم تره

              000000000000000000000000000000 000000000000

              مرت الإجازة الصيفية سريعا وقد عاد أبو أحمد مع أبنائه إلى المدينة بعد أن سجل أحمد في الجامعة من جديد، فقد طوي ملفه السابق وسيدرسون حذف بعض المواد التي درسها سابقا

              أي عادت الأمور إلى مجاريها ولكن متى سيخبرهم أحمد بسره؟؟

              ما زال هناك أحداث وأسرار

              تعليق

              • SOoΚaRh
                V - I - P
                • Jan 2009
                • 1778

                #77
                الجزء التاسع والعشرون

                قبل بداية السنة الدراسية الجديدة بأسبوع سافر أحمد إلى لندن لزيارة والدته .. كان يود لو يصحب لمار معه.. ولكن لن يطلب ذلك بعد أن ضاعت من يده في اليونان ..

                أحس في داخله أنه ليس بأهل لأن يحفظ أخته .. لذا قلت ثقته بنفسه كثيرا وأحس بأنه قليل التجارب في هذه الحياة .. إضافة إلى إنه استحى أن يطلبها من والده وقد تكلف مبالغ طائلة لتأمين التذاكر والسفر وبعد أن حكى له ما صار معه في اليونان

                لذا سافر أحمد وحيدا لمدة خمسة أيام فقط وسيعود ليستأنف دراسته بالجامعة ، أما لمار فهي الان في الصف الثاني الإعدادي وهي متحمسة جدا للدراسة

                فقد عادت من لندن وهي عازمة على أن تتخرج طبيبة لتعالج والدتها ... وتتمنى لو يسمح لها والدها بإكمال دراستها بعد التخرج من الثانوية أي بعد خمس سنوات في بريطانيا بجوار والدتها

                ولكنها لن تفاتحه في هذا الموضوع إلا بعد التخرج، لذلك هي مجتهدة في دروسها وخصوصا اللغة الإنجليزية .. إن أتقنتها تستطيع التحدث بثلاث لغات وهذا بحد ذاته مفخرة لها

                هذه السنة تذهب معها أختها لمياء إلى المدرسة الإعدادية فهي في الصف الأول الإعدادي

                مرت تلك السنة ولم يكن هناك أي حدث جديد سوى بعض الاتصالات بين أبو أحمد ود عبد الله حول صحة أم أحمد التي تتحسن ببطء شديد

                أما هيلا فقد ازدادت ثقافتها الدينية كثيرا وهي تتردد على دروس المركز الإسلامي وتقتني الكتب وتبحث في الانترنت

                الأمر الذي جعلها تعرف دور الرقية الشرعية في الشفاء فكانت تزور أم أحمد مرتين في الأسبوع وتقرأ عليها وتدعو لها بالشفاء

                في نفس الوقت كانت هيلا تتهرب من اللقاء بوالدتها النصرانية المتعصبة، فهي بعد زيارتها لها في النفاس تعتذر عن لقائها وعن كل شيء يجعلها تعلم بإسلامها

                ومع ذلك شكت الأم بإسلامها خاصة بعد أن علمت أن اسم ابنها محمد .. وكانت متحمسة للقائها حتى تعلم الأمر على حقيقته .. ولكن أنى لها ذلك وهيلا لا تدع لها مجالا لتحقيقه



                في ليلة من ليالي الشتاء شديدة البرودة كانت لمار تجلس وحيدة في غرفة الاستقبال في الأسفل ومعها كتاب الرياضيات تحل مسائله وتستعد للامتحانات التي لم يتبق عليها سوى أيام قلائل

                رن جرس الهاتف بعد الساعة الثانية عشرة فرفعت السماعة وهي تتساءل عمن يتصل في هذا الوقت المتأخر

                كان المتحدث باللغة العربية الركيكة جدا : ألو .. أبو أهمد موجود؟
                - مين؟
                - دكتور أبدوالله فروم لندن
                - أنا لمار ما عرفتني ؟؟ (سألته باليونانية)
                - لا (أكمل باليونانية) الحمد لله أنك أنت التي رددت علي
                - كيف حالك يا دكتور وكيف حال أمي؟؟
                - بخير ولله الحمد .. أمك تتحسن وإن شاء الله ستشفى .. وأنت كيف حالك؟
                - بخير .. أنا الان أذاكر دروسي فالامتحانات الأسبوع المقبل
                - اجتهدي يا لمار حتى تفرح أمك بخبر نجاحك وتفوقك
                - لا تهتم .. سأجتهد والله هو الموفق
                - هل أبوك قريب؟
                - لقد نام
                - متى أستطيع مكالمته؟
                - غدا بعد الظهر أو العصر
                - جيد ... سأتصل به
                - دكتور ..؟
                - نعم
                - لم تخبرني كيف حال هيلا ومحمد؟؟
                - (سكت ثم أجاب بنبرة حزينة) بخير
                - ما بك يا دكتور .. صوتك تغير؟؟
                - لا شيء .. ربما يكون الوقت متأخرا عندكم .. ولا أريد أن أطيل .. مع السلامة
                - مع السلامة

                سنة ونصف مرت على اخر لقاء بين لمار وبين هيلا وزوجها عبد الله ومحمد ابنهما .. وهي الان تستعد لتوديع المرحلة الاعدادية، ترم واحد وتنتقل للمرحلة الثانوية إن شاء الله

                سنة ونصف لم تسمع صوت د عبد الله ولم تتحدث باليونانية مع أحد إلا مع هيلا في العيد عندما اتصلت لتبارك لها

                ولكن لم يتصل الدكتور عبد الله بهم؟ .. هل يريد إخبارهم بشيء عن والدتها؟؟ هل أصابها مكروه؟؟

                ولكنه قال إن والدتها بخير !! إذن ماذا كان يريد أن يقول؟؟



                غدا بعد صلاة العصر نزلت لمار إلى الدور السفلي باحثة عن والدها لتسأله هل كلمه الدكتور عبد الله؟؟ فدارت في البيت ثم سمعت صوت والدها قادم من المجلس

                تقدمت لتدخل فسمعت والدها وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنما الصبر عند الصدمة الأولى .. لا حول ولا قوة إلا بالله

                خافت أن تكون والدتها هي المتوفاة فأسرعت داخلة المجلس وأمسكت بكتف والدها الذي يخلط كلمات عربية وإنجليزية ركيكة وتقول له : بابا وش اللي صار؟
                - ما صار شيء يا بنتي
                - أمي ؟؟
                - لا .. خليني أكلم زين .. ابعدي ( وأبعدها بيده)

                ابتعدت قليلا لتسمع بقية المكالمة التي لم تفهم منها شيئا كثيرا .. فأبوها يردد الكلام كثيرا ويجد صعوبة في التواصل مع د عبد الله الذي تعلم العربية من قريب

                تعليق

                • SOoΚaRh
                  V - I - P
                  • Jan 2009
                  • 1778

                  #78
                  بعد أن وضع السماعة اقتربت منه لمار لتسأله: بابا .. وش اللي صار؟
                  - أمك بخير يا بنتي لا تخافين
                  - أجل وش فيك تقول لا حول ولا قوة إلا بالله؟
                  - (نزل بنظره إلى الأرض) د عبد الله
                  - وش فيه؟؟
                  - ......... ما أدري وش أقول لك يا بنتي !!
                  - يبه قل كل شيء .. وش فيه؟؟
                  - اسمعيني لمار .. ما صار شيء له أهمية .. زوجته ولدت وجابت بنت قبل كم يوم وعلمني وقال لي خبر ثاني موب زين .. وماله داعي أحكيك عنه
                  - وشو طيب؟
                  - لمار إذا تحبين أبوك لا تزعجينه .. أعلمك بعدين
                  - والحين؟؟
                  - ما قلت لك لا تزعجين أبوك؟
                  - اسفة .. على الإزعاج (ثم قبلت رأسه)
                  - وشلون المذاكرة؟
                  - تمام
                  - متأكدة؟؟
                  - إيه .. لا تنسى إنك وعدتني نسافر بريطانيا عشان أمي .. لي سنة ونص عنها .. ومشتاقة لها كثير
                  - وعد الحر دين .. وإلا ما تثقين بوعدي؟
                  - وش دعوى .. إذا ما وثقت فيك .. أثق بمين؟؟

                  قبلها أبوها وأخذ بيدها ليخرجا إلى الصالة حيث تجتمع العائلة عند التلفاز



                  في ذلك اليوم الذي أتت لمار بالشهادة فيه .. جلست بجانب والدها لتسأله بتودد عن تلك المكالمة بينه وبين الدكتور عبد الله

                  نظر إليها أبوها بحزن وقال لها: يعني أنت ملزمة تعرفين ؟؟
                  - إيه

                  ثم حكى لها عن المصيبة التي حلت بمنزل د عبد الله بعد ولادة هيلا بأيام وذلك أن حماته أم هيلا علمت بولادتها فزارتها في المنزل هي وزوجها وابنها .. واجهتها أمها الغاضبة منها بسبب تهربها منها وبسبب أنها اخفت إسلامها عنهم

                  كانت أمها ثائرة وغاضبة عليها فاستثارت غضب زوجها المتهور الذي ركل هيلا وقام بضربها ليشفي غليل زوجته منها ثم خرجوا من المنزل بعد أن سقطت هيلا أرضا تنزف دما ..

                  حاولت النجدة ولم تستطع النهوض بينما كان ابنها محمد وابنتها المولودة التي لم يسمونها بعد يبكيان بالقرب منها

                  عندما دخل عبد الله المنزل بعد ساعتين من زيارة حماته وجد منظرا لا يسر أبدا

                  وجد زوجته قد التوت على نفسها وتسبح في بحر من الدماء وعلى السرير نامت الصغيرة بعد بكاء متواصل جائعة

                  وعلى قدمي هيلا نام محمد وهو يبكي مفجوعا بالمنظر الذي حصل أمام ناظريه

                  تسمر عبد الله في مكانه لثواني .. كمن يحاول استيعاب الموقف .. ثم أسرع لهيلا يجس نبضها .. فإذا هي جثة هامدة .. ليس فيها نبض حياة

                  أسرع لمحمد فاستيقظ عندما لمسه وبكى فضمه على صدره ثم قام ليجلس على السرير ويتفقد الصغيرة النائمة

                  حمل طفليه خارج الغرفة ولم يجد نفسه إلا أمام الهاتف ليستدعي الشرطة .. فالموقف أكبر منه .. إنها جريمة قتل

                  عبد الله يوناني الجنسية وغريب وليس له أحد ليسانده في مصيبته إلا بعض الزملاء في العمل الذين عزوه في زوجته ونصحوه أن يبحث عن مربية تتكفل بالطفلين اليتيمين

                  كذلك عليه حضور جلسات المحكمة التي ستحاكم المشتبه بهم وعلى رأسهم حماته وزوجها .. لذلك اضطر لأخذ إجازة ليتفرغ للأمرين معا للمحكمة ولرعاية الطفلين

                  كانت أياما صعبة جدا فهو كلما يدخل المنزل يتراءى له منظر زوجته المقتولة بدمائها وصراخ الطفلين يريدان أمهما .. ثم يتذكر الأيام التي جمعته بزوجته الراحلة .. ويتذكر أيام دراستهما الطب .. ويتذكر أنها سبب إسلامه

                  يتذكر كل ذلك ويبكي .. يبكي حياته التي انطفأت بعدها ويبكي مصيبته ويبكي يتم ولديه الصغيرين



                  لم يقل أبو أحمد تفاصيل الحادث لابنته لأنه بالكاد يفهم لهجة د عبد الله، أما لمار فصعقت للخبر الذي لم تتوقعه يوما فصرخت : يعني قتلوها؟؟

                  الله ينتقم منهم .. قتلوا هيلا .. الطيبة الحنونة الإنسانة الرائعة ... حسبي الله عليهم

                  يعني ما راح أشوفك يا هيلا ... ؟؟

                  ثم رمت برأسها على صدر أبيها وأخذت تبكي بكاءا يقطع نياط القلوب

                  أخذ أبوها يواسيها ويقول ادعي لها لعلها ماتت شهيدة .. ادعي لها بالمغفرة والرحمة

                  رفعت رأسها وقالت: يا بابا بنروح لندن الحين
                  - كيف يا بنتي؟ .. ما نقدر
                  - إلا نقدر
                  - يبي لها تكاليف
                  - معليش يا بابا .. نخليها الحين ولا نروح بالصيف .. لازم نوقف مع عبد الله في مصيبته
                  - ما نقدر الحين حبيبتي .. أنا وعدتك نروح بالصيف .. وعبد الله موب ضايع رجل وفاهم وعاقل وربك ما يضيعه

                  أقنع ابنته بعد جهد أن سفرهم إلى بريطانيا ليس مناسبا في الوقت الحالي

                  اقتنعت لمار على مضض ، وكانت تفكر دائما بالدكتور عبد الله وأبنائه الأيتام .. تتمنى لو تطير إليهم لتضمهم وتعوضهم عن والدتهم التي فقدوها

                  كانت تفكر دائما بمن ستتولى أمرهم ومن تعوضهم حنان والدتهم ؟؟ وهل سيجدونها؟؟

                  000000000000000000000000000000 0000000000

                  في بريطانيا لم يجد د عبد الله مربية للأطفال سوى مربية نصرانية فقبل بها إلى أن يجد حلا اخرا يرضيه

                  وكانت محاكمة زوج حماته تأخذ مجراها في المحكمة التي قضت عليه بالسجن خمس عشرة سنة .. وقد تبين لهم أنه صاحب سوابق وكان قد اشتبه به في قضية قتل وقضايا عنف

                  000000000000000000000000000000 00000000

                  مرت الأشهر بطيئة ثقيلة حتى جاء فصل الصيف الذي رتب فيه أبو أحمد سفره مع أحمد ولمار ليزوروا والدتهم المريضة والتي لم يزوروها من سنتين

                  فرحت أم أحمد بخبر مجيئهم فكانت تحس بنشاط ونشوة .. وكانت تطلب من الممرضات أن يساعدنها على المشي في الممر وكأنها تنتظر دخولهم من عند كنترول القسم الذي تسكن فيه

                  عندما دخلوا عليها في غرفتها كان الوقت ظهرا وكانت قد تمددت لتستريح بعد المشي فهي تتدرب عليه منذ مدة بعد أن سمح لها به

                  تسابق أحمد ولمار أيهما يضم والدته أولا فكان كل واحد من جهة يقبلها ويمسح على يدها

                  قالت لهم وهي تنظر في أعينهم : الحمد لله على سلامتكم .. عسى ما تعبتوا من السفر؟
                  - لا .. ماتعبنا .. حنا بخير .. بشرينا عنك أنت؟
                  - أنا بخير عساك بخير يا وليدي
                  - يمه صحيح بديتي تمشين؟؟ (سألتها لمار)
                  - خطوات .. وبمساعدة الممرضات
                  - المهم إنك تحسنت عن أول؟؟
                  - الحمد لله
                  - قرت عينك بأحمد ولمار (قاله أبو أحمد وهو يقترب منها ليمسح على رأسها)
                  - قرت عينك بنبيك

                  اجتمعت الأسرة الصغيرة لتأخذ أخبار بعضها وتتحدث عن أشياء كثيرة وكان أهمها هو مصيبة د عبد الله في زوجته

                  نظرت أم أحمد إلى زوجها وقالت له: أبيك بكلمة راس .. إذا راحوا الأولاد .. ممكن؟؟

                  - تامرين أمر يا أم أحمد

                  ماذا طلبت منه أم أحمد وما الأحداث التي وقعت بعد ذلك ؟؟

                  مازال في قصة لمار أسرار

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    #79
                    متابعه لك
                    كل الشكر لك على الاستمرار
                    موفقه

                    تعليق

                    • !غصب عني!
                      عضو فضي
                      • Jan 2010
                      • 544
                      • Brb ..
                        N.T

                      #80
                      mee too

                      astmry h3h3h3h3

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...